الحادي والسبعون الآتي الذي أتاه -
عليه السلام - حين اهتم بدين أبيه - عليه السلام - 1379 / 127 - إبن شهرآشوب: قال:
اصيب بالحسين - عليه السلام - وعليه دين: بضعة وسبعون ألف دينار، فاهتم علي بن
الحسين - عليهما السلام - بدين أبيه حتى امتنع من الطعام والشراب والنوم في أكثر
أيامه ولياليه، فأتاه آت في المنام، فقال: لا تهتم بدين أبيك، فقد قضاه الله عنك
(3) بمال بجيس (4). فقال علي - عليه السلام -: والله ما أعرف في أموال أبي، ما لا
يقال له
= 32 ح 3، ولم
نعثر عليه في الخرائج. (1) من البحار. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 143 وعنه
البحار: 46 / 42 ح 39 والعوالم: 18 / 31 ح 2. (3) في المصدر والبحار: عنه.
(4) في المصدر والبحار: بجنس. ولكن الظاهر أنه تصحيف " ماء بجيس " كما
أثبتناه، قال في القاموس: ماء بجس: منجبس، وبجسة موضع أو عين باليمامة،
والبجيس، الغريزة، وقال: ذو خشب محركة موضع باليمن، فراجعه.
[ 383 ]
بجيس فلما كان الليلة الثانية رأى مثل
ذلك، فسأل عنه أن أهله [ فقالت له إمرأة من أهله كان لابيك عبد رومي، يقال له: ]
(1) بجيس، استنبط له عينا بذي خشب (2)، فسأل عن ذلك، فاخبر به، فما مضت بعد ذلك إلا
أيام قلائل حتى أرسل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى علي بن الحسين - عليهما
السلام -، يقول له: إنه قد ذكرت لي عين لابيك بذي خشب تعرف بجيس، فإذا أحببت بيعها
إبتعتها منك. قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: خذها بدين الحسين، وذكره له،
قال قد أخذتها، فاستثني منها (3) سقي ليلة السبت لسكينة. (4)
الثاني والسبعون أنه - عليه السلام -
رأى معاوية في سلسلة 1380 / 128 - إبن شهرآشوب: عن بشير النبال ويحيى بن أم الطويل،
عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: كنت خلف أبي - عليه السلام -، وهو على بغلته،
فنفرت فإذا رجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه، فقال: يا علي ابن الحسين - عليهما السلام
- أسقني. فقال الرجل: لاتسقه لاسقاه الله، وكان أول ملك في الشام. قال: وروى نحو
ذلك إدريس بن عبد الله، وعلي بن المغيرة، ومالك
(1) من المصدر.
(2) ذو خشب: موضع، وهو على مسيرة ليلة من المدينة، له ذكر كثير في الحديث
والمغازي، ويقال له: ذو حشب (لسان العرب). (3) في البحار: فيها. (4) مناقب
آل أبي طالب: 4 / 143 - 144 وعنه البحار: 46 / 52 ذح 2 والعوالم: 18 / 43 ح
4 وص 276 ح 2.
[ 384 ]
ابن عطية، وأبو حمزة الثمالي، عن أبي
عبد الله - عليه السلام - (1) وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر ذلك في معاجز الباقر -
عليه السلام -.
الثالث والسبعون الذي أخرجه - عليه
السلام - لعبد الملك بن مروان من الدر 1381 / 129 - الراوندي: عن الباقر - عليه
السلام - أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي بن الحسين - صلوات
الله عليهما - يطوف بين يديه، ولا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه.
فقال: من هذا [ الذي ] (2) يطوف بين أيدينا ولا يلتفت الينا ؟ فقيل: هذا (3) علي بن
الحسين - عليهما السلام -. فجلس مكانه، [ و ] (4) قال: ردوه إلي، فردوه. فقال له:
يا علي بن الحسين - عليهما السلام - إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي ؟
! فقال - عليه السلام -: إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه
آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو، فكن. فقال: كلا ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا.
(1) مناقب آل أبي
طالب: 4 / 144 وقد تقدم في المعجزة: 52 عن البصائر والاختصاص. ويأتي أيضا
في المعجزة: 19 من معاجز الامام الباقر - عليه السلام - عن البصائر
والاختصاص باختلاف في المتن والسند. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: له. (4) من المصدر.
[ 385 ]
فجلس زين العابدين وبسط رداءه (1)،
فقال: " أللهم أره حرمة أوليائك عندك " فإذا رداؤه مملوء دررا يكاد شعاعها يخطف
الابصار. فقال له: من يكون هذه حرمته عند ربه (2) يحتاج إلى دنياك ؟ ! ثم قال:
أللهم خذها، فمالي فيها حاجة (3). ورواه ثاقب المناقب عن الباقر - عليه السلام -
أيضا. (4)
الرابع والسبعون معرفته - عليه السلام
- كلام الظبية 1382 / 130 - الراوندي: قال: روى جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر -
عليه السلام - قال: كان علي بن الحسين - عليهما السلام - جالسا مع جماعة إذ أقبلت
ظبية من الصحراء حتى وقفت قدامه وحمحمت (5) وضربت بيديها [ الارض ] (6)، فقال
بعضهم: يابن رسول الله ! ما شأن هذه الظبية قد أتتك مستأنسة. قال: قال: تذكر أن
أبنا ليزيد طلب من أبيه خشفا (7)، فأمر بعض الصيادين أن يصيد له خشفا، فصاد بالامس
خشف هذه الظبية، ولم تكن
(1) الرداء: كل
ما يلبس في الثياب والازار: كل ما يستر. (2) في المصدر: عند الله. (3) في
المصدر: فمالي حاجة فيها. (4) الخرائج: 1 / 255 ح 1، ثاقب المناقب: 365 ح 1
وأخرجه في البحار: 46 / 120 ح 11 والعوالم: 18 / 175 ح 1 وإثبات الهداة: 3
/ 15 ح 26 عن الخرائج. وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 180 ح 1 مختصرا. (5)
في المصدر: فحمحمت. أي صوتت إذ طلب العلف. (6) من المصدر. (7) الخشف: ولد
الظبي أول ما يولد.
[ 386 ]
قد أرضعته، وإنها تسأل أن نحمله إليها
لترضعه، وترده عليه. فأرسل زين العابدين - عليه السلام - إلى الصياد فاحضره (1)،
وقال له: إن هذه الظبية تزعم أنك أخذت خشفا لها، وأنك (2) لم تسقه لبنا منذ أخذته،
وقد سألتني أن تتصدق به عليها. فقال يابن رسول الله لست أستجرئ على هذا. قال: إني
أسالك أن تأتي به إليها لترضعه، وترده إليك، ففعل الصياد. فلما رأته حمحمت (3)
ودموعها تجري. فقال زين العابدين - عليه السلام - للصياد: بحقي عليك إلا وهبته لها،
فوهبه لها، فانطلقت مع الخشف وهي تقول: أشهد أنك من أهل بيت الرحمة وأن (4) بني
أمية من أهل اللعنة. (5)
الخامس والسبعون معرفته - عليه السلام
- منطق ظبي آخر 1383 / 131 - الراوندي: قال: روي عن بكر، عن محمد بن علي بن الحسين
- عليهم السلام -، قال: خرج أبي في نفر من أهل بيته و أصحابه إلى بعض حيطانه - وأمر
باصلاح سفرة فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من
(1) في المصدر:
فاحضروه. (2) في المصدر: وأنها. (3) في المصدر: همهمت. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: وآل. (5) الخرائج للراوندي: 259 وعنه البحار: 46 / 30 ح 21
والعوالم: 18 / 51 ح 4 وعن كشف الغمة: 2 / 109 وله تخريجات كثيرة جدا
فليراجع الخرائج: 1 / 260.
[ 387 ]
الصحراء يتبغم (1) فدنا من أبي فقالوا:
يابن رسول الله ! ما يقول هذا الظبي ؟ قال: يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث (أيام) (2)
شيئا فلا تمسوه حتى أدعوه ليأكل معنا. قالوا (3): نعم. فدعاه، فجاء يأكل معهم، فوضع
[ رجل ] (4) منهم يده على ظهره فنفر. فقال أبي: ألم تضمنوا لي أنكم لا تمسوه ؟ !
فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا [ فكلمه أبي ] (5) وقال - عليه السلام - للظبي: إرجع
فلا بأس عليك. فرجع يأكل حتى شبع، ثم تبغم وانطلق. فقالوا: يابن رسول الله ما قال
الظبي ؟ قال: دعا لكم بالخير وانصرف. ورواه الحضيني في هدايته، باسناده، عن بكربن
محمد، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -، يقول: كان علي بن الحسين - عليهما
السلام - قد عمل سفرة لاصحابه يأكلون منها (6)، فبيناهم كذلك، إذ أقبل ظبي من
الصحراء، حتى قام بإزائه فثغا وضرب بيده، وساق الحديث. (7)
(1) تبغم الظبي:
صوت بأرخم ما يكون من صوته. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: قال. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: فيها. (7) الخرائج: 1 / 260
ح 5 وهداية الحضيني: 46 وأخرجه في البحار: 46 / 30 ح 23 والعوالم: 18 / 50
ح 2 عن الخرائج. وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 180 مختصرا ومرسلا. (*)
[ 388 ]
السادس والسبعون إخباره
بالغائب في طاعة الجن له - عليه السلام - 1384 / 132 - الراوندي: قال روي عن أبي
الصباح الكناني، قال: سمعت الباقر - عليه السلام - يقول: إن الكابلي خدم علي بن
الحسين - عليه السلام -، برهة من الزمان، ثم شكا شوقه إلى والديه، وسأله الاذن في
الخروج إليهما (1)، فقال له - عليه السلام - يا كنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل
الشام، له قدر وجاه ومال، وإبنة له (2) قد أصابها عارض من الجن، وهو يطلب من
يعالجها، ويبذل في ذلك ماله، فإذا قدم فصر إليه في اول الناس، وقل له: " أنا اعالج
ابنتك بعشرة آلاف درهم " فإنه يطمئن إلى قولك، ويبذل لك ذلك. فلما كان من الغد قدم
الشامي ومعه ابنته وطلب معالجا. فقال له أبو خالد: أنا اعالجها على أن تعطيني عشرة
آلاف درهم وعلى أن لا (3) يعود إليها أبدا، فضمن أبوها له ذلك. فقال زين العابدين -
عليه السلام - لابي خالد: إنه سيغدر بك ثم [ قال: قد ألزمته المال ] (4). قال:
فانطلق، فخذ باذن الجارية اليسرى وقل: " يا خبيث يقول لك:
(1) كذا في
المصدر، وفي الاصل: والدته و... إليها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
إبنته. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولن. (4) من المصدر وليس فيه كلمة "
ثم ".
[ 389 ]
علي بن الحسين
- عليهما السلام - أخرج من بدن هذه الجارية، ولا تعد إليها ". ففعل كما
أمره فخرج عنها وأفاقت الجارية من جنونها وطالبه (1) بالمال فدافعه، فرجع
إلى زين العابدين - عليه السلام - (فعرفه) (2) فقال: يا أبا خالد ألم أقل
لك إنه يغدر بك ؟ ! ولكن سيعود إليها [ غدا، ] (3) فإذا أتاك فقل: " إنما
عاد إليها لانك لم تف بما ضمنت [ لي ] (4)، فإن وضعت عشرة آلاف درهم على يد
علي بن الحسين - عليهم السلام - فإني أبريها (5) ولا يعود إليها أبدا. [
فلما كان بعد ذلك أصابها من الجن عارض، فأتى أبوها إلى أبي خالد، فقال له
أبو خالد: ضع المال على يد علي بن الحسين - عليهما السلام - فإني اعالجها
على أن لا يعود إليها أبدا ] (6) [ فوضع المال على يدي علي ابن الحسين -
عليهما السلام - ] (7) وذهب أبو خالد إلى الجارية، وقال في اذنها كما قال
اولا، ثم قال: إن عدت إليها أحرقتك بنار الله. فخرج وأفاقت الجارية ولم يعد
إليها، فأخذ أبو خالد المال واذن له في الخروج إلى والديه، ومضى (8) بالمال
حتى قدم على (9) والديه.
(1) كذا في
المصدر، وفي الاصل: وطالب لابيها بالمال. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من
المصدر. (5) في المصدر: عالجتها على أن لا. (6) من المصدر. (7) كذا في
المصدر، وفي الاصل: ففعل ذلك. (8) في المصدر: فخرج بالمال حتى قدم. (9) كذا
في المصدر وفي الاصل: عليها.
[ 390 ]
ورواه ابن شهر اشوب في المناقب، عن أبي
جعفر الباقر - عليه السلام -، ورواه الحضيني في هدايته بإسناده، عن أبي الصباح
الكوفي، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: سمعته يقول قدم أبو خالد الكابلي إلى
علي بن الحسين - عليهما السلام - دهرا من عمره ثم [ إنه ] (1) أراد أن ينصرف إلى
أهله، فأتى علي بن الحسين فشكا إليه شدة شوقه إلى والديه (وانهما بلا مال ولانفقة
تحمله) (2) فقال له: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد
أصاب ابنة له عارض (من الجن (3) ويريدون أن يطلبوا لها) (4) معالجا، وساق الحديث
إلى آخره. (5)
السابع والسبعون إخباره - عليه السلام
- بأن ابنه عبد الله ينازع أخاه الباقر - عليه السلام - وان عمره قصير 1385 / 133 -
ابن شهراشوب: قال: روي عن أبي بصير، قال موسى
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: من أهل الارض. (4) ليس في المصدر. (5)
الخرائج: 1 / 262 ح 7 ومناقب آل أبي طالب: 4 / 145، هداية الحضيني: 46 / 47
وعنهم المؤلف في حلية الابرار: 3 / 272 ح 3. وأخرجه في البحار: 46 / 31 ح
24 والعوالم: 18 / 57 ح 1 عن المناقب والخرائج وفي ج 63 / 85 ح 41 عن
المناقب والخرائج ورجال الكشي: 121 ح 193، وفي إثبات الهداة: 3 / 16 ح 28
عن الخرائج والكشي، وفي الوسائل: 12 / 109 ح 3. وأورده في الصراط المستقيم:
2 / 181 ح 7.
[ 391 ]
ابن جعفر (1) - عليهما السلام -: فيما
أوصى به إلي (2) أبي - عليهما السلام - أنه قال: يا بني إذا أنامت فلا يلي غسلي
غيرك (3)، فإن الامام لا يغسله إلا إمام مثله. (بعد) (4) واعلم أن عبد الله أخاك
سيدعو الناس إلى نفسه، فامنعه، فإن أبي فدعه فان عمره قصير. (5) قال الباقر - عليه
السلام -: فلما مضى أبي إدعى عبد الله الامامة فلم أنازعه، فلم يلبث إلا شهورا
يسيرة حتى قضى نحبه. (6)
(1) كذا في
المصدر ودلائل الامامة، وإثبات الوصية، باسنادهم عن أبي بصير، عن الكاظم -
عليه السلام - أن أباه أبا عبد الله الصادق - عليه السلام - أخبره بأن عبد
الله سيدعي الامامة من بعده وينازع أخاه الكاظم - عليه السلام - وأمره -
عليه السلام - أن يدعه، فان عمره قصير، ولكن ما في الاصل كما في الخرائج
وكشف الغمة، ولم يثبت في مصدر إدعاء عبد الله بن علي بن الحسين عليهما
السلام الامامة، كما أنه لم يذكر في المصادر المعتمدة أن الشيعة إفترقت بعد
وفاة الامام علي بن الحسين ومحمد الباقر - عليهما السلام -. (2) في المصدر:
فيما أوصاني به أبي. (3) في المصدر: فلا يغسلني أحد غيرك. (4) ليس في
المصدر. (5) وما أثبتناه من الخرائج فإن ما بين الاصل والمصدر اختلاف كثير
ولا يمكن الجمع بينهما ويبدو أن المؤلف نقله من الخرائج ونسبه سهوا إلى
المناقب. فراجعهما. (6) مناقب آل أبي طالب: 4 / 224 مع اختلاف كثير وكشف
الغمة: 2 / 137 والخرائج: 2 / 264 ح 8 مثله. وأخرجه في البحار: 27 / 290 ح
4 وج 47 / 255 ح 25 عن المناقب وفي ج 46 / 269 ح 69 عن كشف الغمة والخرائج
وفي ص 166 ح 9 والعوالم: 18 / 214 ح 1 عن الخرائج وفي العوالم: 18 / 301 ح
1 عن كشف الغمة، وله تخريجات اخر راجع الخرائج. (*)
[ 392 ]
الثامن والسبعون نبوع
الماء له - عليه السلام - والمحراب الذي مثل له وسيره من زبالة إلى مكة في ليلة
1386 / 134 - الراوندي: قال: إن حماد بن حبيب الكوفي القطان قال: خرجنا سنة حجاجا
فرحلنا من زبالة فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فقطعت (1) القافلة، فتهت في تلك
البراري، فأتيت (2) إلى واد قفر فجنني الليل، فآويت إلى شجرة، فلما اختلط الظلام
إذا أنا بشاب عليه أطمار (3) بيض، قلت: هذا ولي من أولياء الله متى ما أحس بحركتي
خشيت نفاره، فأخفيت نفسي فدنا إلى موضع فتهيأ للصلاة، وقد نبع له ماء، ثم وثب
قائما، يقول: " يا من حاز كل شئ ملكوتا وقهر كل شئ جبروتا، صل على محمد وآل محمد
وأولج قلبي فرح الاقبال إليك، وألحقني بميدان المطيعين لك ". ودخل في الصلاة،
فتهيأت أيضا للصلاة، ثم قمت خلفه، وإذا بمحراب مثل في ذلك الوقت قدامه، وكلما قرأ
آية (4) فيها الوعد والوعيد يرددها بإنتحاب وحنين. فلما تقشع الظلام قام، فقال: يا
من قصده الضالون فأصابوه مرشدا، وأمه الخائفون فوجدوه معقلا ولجأ إليه العائدون
فوجدوه موئلا.
(1) في المصدر:
فتقطعت. (2) في المصدر: فانتهيت. (3) الطمر - بالكسر -: الثوب الخلق،
والجمع " أطمار ". (4) في المصدر: مر بآية. (*)
[ 393 ]
متى راحة من
نصب لغيرك بدنه ؟ ! ومتى فرح من قصد سواك (1) همته ؟ ! إلهي قد انقشع
الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا، ولا من حياض مناجاتك صدرا، صل على محمد وآل
محمد وافعل بي أولى الامرين بك [ ونهض ] (2). فتعلقت به، فقال لو صدق توكلك
ما كنت ضالا، ولكن إتبعني واقف أثري. وأخذ بيدي فخيل لي أن الارض تميد من
تحت قدمي فلما إنفجر عمود الصبح، قال: هذه مكة. [ ف ] (3) قلت: من أنت
بالذي ترجوه ؟ [ ف ] (4) قال: اما إذا أقسمت، فأنا علي بن الحسين - عليهما
السلام -. وهذا الحديث قد تقدم واعدنا ذكره لما بين الروايتين من بعض
المغايرة. (5)
التاسع والسبعون تخليصه
- عليه السلام - الفرزدق من الحبس بدعائه وإعطاؤه لاربعين سنة وهو بقة عمره 1387 /
135 - الراوندي: إن علي بن الحسين - عليهما السلام - حج في السنة التي حج فيها هشام
بن عبد الملك [ وهو خليفة ] (6) فاستجهر
(1) كذا في
المصدر وفي الاصل: غيرك. (2 - 4) من المصدر. (5) الخرائج: 1 / 265 ح 9 وقد
تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 68. (6) من المصدر، والجهر - بالضم -: هيئة
الرجل وحسن منظره. وجهر الرجل: نظر إليه وعظم في عينه وراعه جماله وهيئته،
كاجتهره. (قاموس المحيط).
[ 394 ]
الناس منه - عليه السلام - [ وتشوفوا
له ] (1) وقالوا لهشام: من هو ؟ فقال هشام: لا أعرفه (2). لئلا يرغب فيه. فقال
الفرزدق: [ وكان حاضر ] (3) أنا والله أعرفه: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت
يعرفه والحل والحرم وأنشد القصيدة إلى آخرها. فأخذه هشام وحبسه (4) ومحا إسمه من
الديوان، فبعث إليه علي ابن الحسين - عليهما السلام - دنانير (5)، فردها، وقال: ما
قلت ذلك إلا ديانة. فبعث بها إليه أيضا وقال: قد شكر الله لك ذلك. فلما أطال الحبس
عليه وكان يوعده بالقتل، شكا إلى الامام على ابن الحسين - عليهما السلام - فدعا له
فخلصه الله فجاء إليه، وقال: يابن رسول الله إنه محا إسمي من الديوان. فقال له: كم
كان عطاؤك ؟ قال: كذا. فأعطاه لاربعين سنة، وقال - عليه السلام -: لو علمت أنك
تحتاج إلى أكثر من هذا لاعطيتك فمات الفرزدق لما انتهت (6) الاربعين سنه. (7)
(1) من المصدر،
وتشوف - بتشديد الواو - للشئ: أي طمح بصره إليه (النهاية). (2) في المصدر:
لا أعرف. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فبعثه هشام: وحبسه. (5) في المصدر:
بصلة. (6) في المصدر: بعد أن مضى أربعون سنة. (7) الخرائج: 1 / 267 ح 10
وعنه البحار: 46 / 141 ح 22 والعوالم: 18 / 199 ح 2 وص 286 ح 3.
[ 395 ]
1388 / 136 -
روى " عبد الرحمن سبط ثينوا الاربلي " (1) قال قال (2) أبو الفرج
الاصفهاني: حدثني أحمد بن محمد بن جعفر بن الجعد ومحمد بن يحيى، قالا:
حدثنا محمد بن زكريا البغدادي، قال: حدثنا أبو عائشة، قال: لما حج هشام بن
عبد الملك في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر
فلم يقدر من إزدحام الناس، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس وأقبل
علي بن الحسين زين العابدين - عليه وعلى أبيه السلام - وهو أحسن الناس
وجها، وأنظفهم ثوبا، وأطيبهم رائحة، وطاف بالبيت، فلما بلغ الحجر تنحى عنه
الناس كلهم وخلوا الحجر ليستلم هيبة له وإجلالا فاستلم الحجر وحده، فنظر في
ذلك هشام، فبلغ منه، فقال رجل لهشام من هذا أصلح الله الامير ؟ قال: لا
أعرفه. وكان به عارفا ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام، ويسمعوا منه. فقال
الفرزدق - وكان لذلك كله حاضرا -: أنا أعرفه، فسألني عنه يا شامي من هو ؟
قال: ومن هو ؟ فقال: يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟ * عندي بيان إذا طلابه
قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
(1) لم نعرف
الراوي الذي ينقله السيد البحراني عنه هل هو سبط ابن الجوزي وليس هو باربلى
وهل هو صاحب كشف الغمة وليس هو بسيط يعرف ولم نعثر على ضبطه في كتب المعاجم
من الفريقين. (2) أضفناه من فحوى الكلام.
[ 396 ]
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا
التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي أحمد المختار والده * صلى عليه إلهي ما جرى
القلم لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه * لخر يلثم منه ما وطى القدم هذا علي رسول
الله والده * أمست بنور هداه تهتدي الامم هذا الذي عمه الطيار جعفر * والمقتول حمزة
ليث حبه قسم هذا ابن سيدة النسوان فاطمة * وابن الوصي الذي في سيفه نقم إذا رأته
قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم
إذا ما جاء يستلم وليس قولك: من هذا ؟ بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم ينمى
إلى ذروة العز التي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم يفضي حياءا ويغضى من مهابته
* فما يكلم إلا حين يبتسم ينجاب نور الدجى عن نور غرته * كالشمس ينجاب عن إشراقها
الظلم بكفه خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم ما قال: " لا " قط إلا في
تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم
والشيم حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * حلو الشمائل تحلو عنده نعم إن قال قال بما
يهوى جميعهم * وإن تكلم يوما زانه الكلم هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء
الله قد ختموا الله فضله قدما وشرفه * جرى بذاك له في لوحه القلم من جده دان فضل
الانبياء له * وفضل امته دانت لها الامم عم البرية بالاحسان وانقشعت * عنها العماية
والاملاق والظلم
[ 397 ]
كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان
ولا يعروهما عدم سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه خصلتان: الحلم والكرم لا يخلف
الوعد ميمونا نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعترم من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر
وقربهم منجى ومعتصم يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويستزاد به الاحسان والنعم مقدم
بعد ذكر الله ذكرهم * في كل فرض ومختوم به الكلم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو
قيل من خير أهل الارض قيل هم لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن
كرموا هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والاسد أسد الشرى والبأس محتدم يأبى لهم أن يحل
الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم لا يقبض العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن
أثروا وإن عدموا أي القبائل ليست في رقابهم * لاولية هذا أوله نعم ؟ من يعرف الله
يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الامم بيوتهم في قريش يستضاء بها * في
النائبات وعند الحكم ان حكموا فجده من قريش في ارومتها * محمد وعلي بعده علم بدر له
شاهد والشعب من احد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا وخيبر وحنين يشهدان له * وفي
قريضة يوم صيلم قتم مواطن قد علت في كل نائبة * على الصحابة لم أكتم كما كتموا فغضب
هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها ؟ قال: هات جدا كجده وأبا كأبيه واما
كامه حتى أقول فيكم مثلها، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة.
[ 398 ]
فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام
فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا
لو صلناك به. فردها وقال: يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله،
وما كنت لارزأ عليه شيئا. فردها إليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله
مكانك وعلم نيتك، فقبلها، فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس، فكان مما هجاه به
قوله: أيحبسني بين المدينة التي * إليها قلوب الناس يوهي منيبها يقلب رأسا لم يكن
رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها فأخبر بذلك هشام فأطلقه. وفي رواية أبي بكر
العلاف أنه أخرجه إلى البصرة (1). (2)
الثمانون علمه - عليه السلام - بمنطق
الطير 1389 / 137 - الحضيني في هدايته، باسناده، عن أبي حمزة، قال: كنت من املاء
علي بن الحسين - عليهما السلام - بين مكة والمدينة ف (3): مررنا
(1) لكثرة
الاختلاف بين الاصل والبحار والمناقب ولتمامية القصيدة فيهما دونه حذفنا ما
في الاصل وجئنا مكانه ما في البحار بتمامه. (2) لم نعثر على مصدره وما
عرفناه ولكن راجعه في المناقب: 4 / 169 - 172 وعنه البحار: 46 / 124 ح 17
والعوالم: 18 / 194 ح 1 ونقله في إحقاق الحق: 12 / 136 - 149 عن عدة كتب من
العامة كما في كفاية الطالب: 451 - 453 ورواه في الاغاني: 15 / 326 - 327 ج
21 / 376 - 378 وحلية الاولياء: 3 / 139 مختصرا، والفصول المهمة: 207
وديوان الفرزدق: 511. (3) كذا في المصدر المطبوع، وفي الاصل: عن علي بن
الحسين - عليه السلام - قال.
[ 399 ]
بشجرة فيها قنابر تصفر، فقال: يا أبا
حمزة أتدري ما [ الذي ] (1) تقول هذه القنابر ؟ قلت: لا والله لا أدري يا مولاي
(2). قال: تقدسن ربهن وتسئلن (3) قوتهن يوما. (4)
الحادي والثمانون إهداء الجن إليه،
وإقرارهم له - عليه السلام - بالامامة 1390 / 138 - عنه، بإسناده عن أبي خالد عبد
الله بن غالب الكابلي، قال: جاء الناس إلى أبي الحسن علي بن الحسين سيد العابدين -
عليهما السلام -، قالوا: يابن رسول الله نريد الحج إلى مكة، فخارج أنت معنا فنشكر
الله ؟ قال: نعم. فوعدهم بالخروج يوم الخميس، فلما نزلوا بعسفان بين مكة والمدينة،
[ و ] (5) إذا غلمانه قد سبقوا فضربوا فسطاطه في موضع، فلما دنا من ذلك الموضع، قال
لغلمانه: كيف ضربتم في هذا الموضع: وهذا موضع قوم من الجن، لنا أولياء وشيعة، وقد
أضررتم بهم وضيقتم عليهم ؟
(1) من المصدر.
(2) في المصدر: والله ما أدري. (3) في المصدر: ويسألنني قوت يوم بيوم فكان
هذا من دلائله - عليه السلام -. (4) الهداية الكبرى للحضيني المطبوع: 217
وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 16 عن البصائر والاختصاص. (5) من المصدر.
[ 400 ]
فقالوا: يابن رسول الله ما علمنا أن
هذا هيهنا (1) فإذا بهاتف من جانب الفسطاط، يسمع الناس كلامه ولا يرون شخصه، وهو
يقول: يابن رسول الله لاتحول فسطاطك، فإنا نحتمل ذلك، ونرى ذلك علينا فرضا، وطاعتك
طاعة الله وخلافك خلاف على الله، وهذه ألطافنا قد أهديناها لك، فنحب أن تأكل منها.
فنظر - صلوات الله عليه - وإذا بطبق عظيم بجانب الفسطاط وأطباق اخر دونه، فيها عنب
ورطب ورمان وموز ومن سائر الفواكه، فدعا - عليه السلام - بكل من كان عنده (2)، فأكل
وأكلوا (عنده) (3) معه تلك الهدايا، وقال لهم: هذه اخوانكم من الجن المؤمنين، ثم
رحل. وهذا الحديث قد تقدم فيما في معناه، وهنا زيادة في الحديث على ما تقدم. (4)
الثاني والثمانون علمه - عليه السلام -
بالغائب 1391 / 139 - وعنه: باسناده عن علي بن الطيب الصابوني، عن محمد بن علي، عن
علي بن الحسين، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام -، يقول: كان أبو
خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا، وما كان يشك أنه إمام، حتى أتاه ذات يوم،
فقال له: جعلت فداك إن
(1) في المصدر:
أن هذا يكون هكذا. (2) في المصدر: معه. (3) ليس في المصدر. (4) الهداية
الكبرى للحضيني: 46 (مخطوط). وقد تقدم الحديث كما في المتن عن دلائل
الامامة في المعجزة: 27.
[ 401 ]
لي خدمة ومودة وانقطاعا إليك، فأسئلك
بحرمة الله وحرمة أمير المؤمنين، إلا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعتك على
الخلق (1) ؟ قال: يا أبا خالد ! (لقد) (2) حلفتني (بالله) (3) العظيم، الامام علي
وعلى جميع الخلق، علي بن الحسين - عليهما السلام - [ فأقبل أبو خالد لما سمع مقالة
ابن الحنفية إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - ] (4) حتى دخل عليه فسلم عليه
فقال (5) له: مرحبا يا أبا خالد (يا) (6) كنكر ماكنت آتيا زائرا (7)، فما بدالك
فينا ؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله لما سمع كلام علي بن الحسين - عليه السلام -
وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي فقال له علي بن الحسين: وكيف عرفت
إمامك يا أبا خالد ؟ قال: إنك دعوتني بإسمي الذي سمتني به أمي وما سمعه أحد من
الناس. قال له: - عليه السلام - وما معنى كنكر ؟ قال: يا مولاي إنك أعلم به. قال:
إنك كنت ثقيلا في بطنها وأنت حمل فكانت تقول بلغة
(1) في المصدر:
خلقه. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: وقال. (6) ليس
في المصدر. (7) في المصدر: ماكنت بزائر لنا.
[ 402 ]
كأنها (1) تريدك يا ثقيل الحمل. فقال:
دلني عليك محمد بن الحنفية، وكنت في عمى [ عمياء ] (2) من أمري وحيرة ولقد خدمت
محمد بن الحنفية، برهة من عمري ولا أشك أنه الامام حتى إذا كان الان سألته بحرمة
الله وحرمة أمير المؤمنين - عليه السلام - السلام فأرشدني إليك، وقال: هو الامام
علي وعليك وعلى جميع خلق الله أجمعين، ثم أذنت لي فلما دنوت سميتني بإسمي الذي
سمتني أمي به فقلت: إنك الامام الذي فرض الله علي وعلى كل مسلم طاعته. (3) 1392 \
140 - الكشي: بإسناده، عن أبي بصير، [ قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول ]
(4) قال: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا [ وما كان يشك في أنه
إمام حتى أتاه ذات يوم ] (5) فقال له: جعلت فداك إن لي خدمة ومودة وأنقطاعا (6)
فاسألك بحرمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام - إلا
(ما) (7) أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعته على خلقه ؟ قال [ فقال: يا أبا
خالد حلفتني بالعظيم ] (8): الامام علي الحسين -
(1) في المصدر:
كانت. (2) من المصدر. (3) الهداية الكبرى للحضيني: 46. وقد تقدم في
المعجزة: 21 عن عدة مصادر فراجعه. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: حرمة
ومودة. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
[ 403 ]
عليهما السلام - علي [ وعليك ] (1)
وعلى كل مسلم [ فاقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية ] (2) جاء أبو
خالد إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - فلما دخل عليه قال: مرحبا ياكنكر ! ما
كنت لنا بزائر ما بدالك فينا ؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله مما سمع منه، فقال:
الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي. فقال له علي - عليه السلام -: وكيف عرفت
إمامك ؟ قال [: إنك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي، فعلمت أنك الامام الذي فرض الله
طاعته علي وعلى كل مسلم ] (3) فقص عليه حديث محمد بن الحنفية. (4)
الثالث والثمانون علمه - عليه السلام -
بالغائب 1393 \ 141 - الحضيني في هدايته: باسناده، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله
- عليه السلام - قال: لما ولي عبد الملك الخلافة، كتب إلى الحجاج بن يوسف: أما بعد،
فانظر دماء بني عبد المطلب، فأحقنها [ واجتنبها ] (5) فإني رأيت آل أبي سفيان -
لعنهم الله - لما ولغوا فيها، لم يلبثوا إلا قليلا، وأسر
(1 - 3) من
المصدر. (4) الحديث مفصل كما تقدم ولكن المصنف رحمه الله لخصه وهذبه راجع
رجال الكشي (إختيار معرفة الرجال) 120 ح 192. وقد تقدم في المعجزة: 21. (5)
من المصدر.
[ 404 ]
ذلك وأخفاه لئلا يعلمه أحد ووصى الحجاج
بذلك، وبعث الكتاب إليه مع ثقة، فعلم علي بن الحسين - عليهما السلام - بما كتب به
وأسره وكتب إلى الحجاج من ساعته [ إن الله قد شكر له فعله وترك عليه ملكه وزاده
برهة. فكتب من ساعته ] (1) كتابا إلى عبد الملك بن مروان: أما بعد فإنك كتبت في يوم
كذا وكذا في ساعة كذا وكذا إلى الحجاج، تقول له: أما بعد فانظر دماء بني عبد المطلب
واحقنها واجتنبها فإني [ رأيت ] (2) آل أبي سفيان لما ولغوا فيها، لم يلبثوا إلا
قليلا، وأسررت ذلك وكتمته، وقد شكر الله [ لك ] (3) فعلك، وترك عليك ملكك، وزادك
برهة. وبعث الكتاب مع غلامه على راحلته، وأمره أن يوصله إلى عبد الملك بن مروان
ساعة وصوله، فلما أوصله إليه، فنظر في تأريخه، فوجده قد وافق الساعة التي كتب فيها،
وبعث بالكتاب إلى الحجاج، فلم يشك عبد الملك في صدق علي بن الحسين - عليهما السلام
- وبعث إليه بوقر الراحلة مالا، مجازاة [ له ] (4) لما سر من كتابه ليصرفه في فقراء
أهل بيته وشيعته. وقد تقدم هذا الحديث بأسانيده. (5)
(1 - 3) من
المصدر. (4) من المصدر. ولكنه غير صحيح، لان ما ثبت من الاخبار المتقدمة،
أنه عليه السلام إنما كتب كتابا إلى عبد الملك فقط، لا إلى الحجاج - لعنه
الله -. (5) هداية الحضيني: 47. وقد تقدم في المعجزة: 43 مع تخريجاته.
[ 405 ]
الرابع والثمانون المسخ الذي أراه
الرجل 1394 \ 142 - وعنه: باسناده، عن أبي عبد الله الصادق - عليه السلام -، عن
أبيه محمد بن علي عن جده علي بن الحسين - صلوات الله عليهم - أن رجلا من شيعته دخل
عليه، فقال: يابن رسول الله بما فضلنا على أعدائنا ونحن وهم سواء، بل منهم من هو
أجمل منا، وأحسن ريا، وأطيب رائحة، فما لنا عليهم من الفضل ؟ قال - عليه السلام -:
تريد اريك فضلك (عليهم) (1) ؟ قال: نعم. قال: ادن مني، فدنا منه، فأخذ يده ومسح
عينيه، وروح بكفه عن (2) وجهه، وقال: انظر ما ترى ؟ فنظر إلى مسجد رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وما [ راى ] (3) فيها إلا قردا أو خنزيرا، أو دبا وضبا. فقال:
جعلت فداك ردني كما كنت، فإن هذا منظر صعب. قال: فسمح عينيه فرده كما كان. (4)
(1) ليس في
المصدر. (2) في المصدر: على. (3) من المصدر. (4) الهداية الكبرى للحضيني:
47. وأخرجه في البحار: 46 \ 49 والعوالم: 18 \ 59 ح 1 عن مشارق أنوار
اليقين: 89 باختلاف.
[ 406 ]
الخامس والثمانون علمه بأجله، وبالغيب،
وأجل ناقته بعده - عليه السلام - 1395 \ 143 - وعنه: باسناده، عن أبي عبد الله -
عليه السلام -، قال: لما كان في الليلة التي توفي فيها سيد العابدين - عليه السلام
-، قال لابنه محمدا - عليهما السلام -: بني إئتني بوضوء، فأتاه بوضوء في إناء، فقال
له قبل أن يقبل إليه: اردده وكبه، فإن فيه ميتة. قال: فدعا بالمصباح، فإذا فيه
فأرة، فأتاه بوضوء غيره. فقال: يا بني [ في ] (1) هذه الليلة وعدت (فيها) (2) لحوقي
بجدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجدي أمير المؤمنين وجدتي فاطمة وعمي الحسن
وأبي الحسين صلوات الله عليهم أجمعين. فإذا توفيت، وواريتني، فخذ ناقتي واجعل
حظارا، وأقم لها علفا، فإنها تخرج إلى قبري، تضرب بجرانها الارض حول قبري، وترغو
فأقمها، وردها إلى موضعها، فإنها تطيعك وترجع إلى موضعها (3) ثم تعاود الخروج،
فتفعل [ مثل ] (4) ما فعلت أولا، فأرفق بها، وردها ردا رفيقا، فإنها تتفق بعد ثلاثة
أيام. فلما قبض - عليه السلام - فعل بالناقة أبو جعفر - عليه السلام - ما أوصاه،
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: مكانها. (4) من المصدر.
[ 407 ]
فخرجت الناقة إلى القبر، فضربت على
الارض [ بجرانها ] (1) حوله ورغت، فأتاها أبو جعفر - عليه السلام - فقال لها: قومي
يا مباركة، فارجعي إلى مكانك، (فرجعت) (2) ثم مكثت قليلا، وخرجت إلى القبر، ففعل
مثل ما فعل أولا، فأتاها أو جعفر - عليه السلام - فقال لها: قومي الان فلم تقم فصاح
بها من حضر. فقال أبو جعفر - عليه السلام - دعوها فإن أبي أخبر بأنها تنفق بعد
ثلاثة أيام، ونفقت فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: كان جدي علي بن الحسين -
عليهما السلام - يحج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل فلا يقرعها (3) به حتى يرجع
إلى داره بالمدينة. وتقدمت الروايات في ذلك. (4)
السادس والثمانون علمه - عليه السلام -
بالغائب بما في النفس 1396 \ 144 - وعنه: باسناده، عن أبي خالد الكابلي، قال: خدمت
مع محمد بن الحنفية سبع سنين، ثم قلت له: جعلت فداك إن لي إليك حاجة، قد عرفت خدمتي
لك. قال: سل وما هي ؟ قلت: تريني الدرع والمغفر. قال: ليس هما عندي، ولكن عند ذلك
الفتى، واشار بيده إلى علي
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: تفزعها. (4) الهداية: الكبرى للحضيني:
47.
[ 408 ]
ابن الحسين - عليهما السلام -، فنظرت
إليه حتى انصرف، فتبعته حتى عرفت منزله، فلما كان من الغد وتعالى النهار أقبلت
إليه، فإذا بابه مفتوح (1) فأنكرت ذلك، لان أبواب الائمة - عليهم السلام - تصفق
أبدا، فقرعت الباب، فصاح بي ياكنكر ادخل فدخلت إليه. فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وانك حجة الله على خلقه، هذا والله لقب
لقبتني به أمي، ما عرفه خلق [ ف ] (2) قال: اجلس فإنا حجج الله وخزنة وحي الله،
فينا الرسالة والنبوة والامامة و [ نحن ] (3) مختلف الملائكة، وبنا يفتح الله وبنا
يختم. قال أبو خالد: فأطلت (4) الجلوس ووقع علي الغلق في (5) فتح الباب، وكانت
لحيته ملوثة غالية، عليه ثوبان موردان. فقال [ لي ] (6): ياكنكر أتعجب (7) من فتح
الباب، ومن الخضلة (8) والصبغ الذي في الثوبين ؟ [ ف ] (9) قلت: نعم. قال لي: يا
أبا خالد، أما الباب فخرجت خادمة من الدار لا علم لها في التواء الباب مفتوحا، ولا
يجوز لبنات رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن
(1) في المصدر:
مصفوق، وفي نسخة: مفتوح. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: فطبت الجلوس.
(5) في المصدر: من فتح. (6) من المصدر. (7) في المصدر: أقلقت ؟ (8) يقال:
اخضلت اللحية: اي إختلطت والتلويث والاثياب الاختلاط. (9) من المصدر.
[ 409 ]
يبرزن فيصفقنه (1) وأما الخصله فلست
(2) أنا فاعلها، ولكن النساء أخذن طيبا فخضلنني به، وهو يستحب وأما الصبغ في
الثوبين، فأنا قريب عهد بعرس ابنة عمي، ولي منذ استخرجتها أربعة أيام، ثم قبض على
عضادتي الباب، وقال: يا غلام هات السفط (3) الابيض، فأقبل السفط الابيض، حتى صار
بين يديه، فقلت له: يا سيدي من جاء بالسفط ؟ فقال: بعض خدمي من الجن، ثم فك الخاتم
وبكى بكاء شديدا، ثم أخذ الدرع والمغفر فلبسها، وقام قائما. فقال: كيف ترى ؟ قلت:
كأنهما أفرغا إليك (4) يابن رسول الله إفراغا. قال: هكذا كان على جدي رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وجدي أمير المؤمنين وعمي الحسن وأبي الحسين - عليهم السلام -
والله لا يراهما أحد إلا على القائم (المهدي) (5) من ذريتي - عليه السلام -. (6)
السابع والثمانون خبر إبليس معه - عليه
السلام - 1397 \ 145 - عنه: باسناده، عن علي بن موسى، عن موسى بن جعفر - عليهم
السلام -، قال: دخلت عليه طائفة من شيعة الكوفة، فقالوا: يابن
(1) في عبارة
المصدر غلق كثير بحيث لا يفهم منه المقصود. (2) في المصدر: فليس. (3)
السفط: كالجوالق أو كالقفة والجمع: السفاط. (4) في المصدر: عليك. (5) ليس
في المصدر. (6) الهداية الكبرى للحضيني: 47 - 48.
[ 410 ]
رسول الله كلكم عبيدالله، فكيف سمي جدك
علي بن الحسين - عليهما السلام - زين العابدين ؟ قال لهم الصادق - عليه السلام -:
ويحكم أما سمعتم الله عزوجل يقول: (هم درجات عند الله) (1) ويقول: (نرفع درجات من
نشاء) (2) (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) (3). فقالوا: بلى يابن رسول الله. قال:
فما أنكرتم ؟ قالوا: جئنا أن نعلم ما سئلنا عنه. قال: ويحكم ان إبليس - لعنه الله -
ناجى ربه، فقال: ربي أني رأيت العابدين لك من عبادك منذ أول الدهر إلى عهد علي بن
الحسين - عليهم السلام - فلم أر منهم أعبد لك ولا أخشع منه، فأذن لي يا إلهي أن
أكيده وأبتليه لاعلم كيف صبره ؟ فنهاه الله عنه فلم ينته، وتصور لعلي بن الحسين وهو
يصلي في صورة أفعى، لها عشرة رؤوس محددة الانياب، منقلبة الاعين بالجمرة، وطلع عليه
من الارض من موضع سجوده، ثم تطاول في قبلته، فلم يرعه ذلك، ولم يكسر طرفه إليه،
فانخفض إليه الارض إبليس - لعنه الله - في صورة الافعى وقبض أنامل رجلي علي بن
الحسين - عليهما السلام -، فاقبل يكدمها (4) بأنيابه، وينفخ عليها من نار جوفه، وكل
ذلك لا يكسر طرفه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه، ولا يختلجه
(1) آل عمران:
163. (2) الانعام: 83، يوسف: 76. (3) الاسراء: 55. (4) كدمها: عضه.
[ 411 ]
شك، ولا وهم في صلاته ولا قراءته. فلم
يلبث إبليس - لعنه الله - حتى إنقض عليه شهاب محرق من السماء فلما أحس به صرخ، وقام
إلى جانب علي بن الحسين - عليهما السلام -، في صورته الاولى، ثم قال: يا سيد
العابدين كما سميت، وأنا إبليس - لعنه الله -، والله لقد شهدت عبادة النبيين،
والمرسلين من عهد أبيك آدم إليك، فما رأيت مثلك، ولا مثل عبادتك، ولوددت أنك
أستغفرت لي الله، فإن الله كان يغفر لي، ثم تركه وولى وهو في صلاته ولا يشغله كلامه
حتى قضى صلاته على تمامها. وقد تقدم هذا الحديث، وأعدناه بهذا الطريق للزيادة هنا.
(1)
الثامن والثمانون علمه - عليه السلام -
بما يكون 1398 \ 146 - وعنه: باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر -
عليه السلام - قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف وهو بالمدينة أن
استوف (2) لي درع رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسيفه، فبعث إلى عبد الله (بن
الحسن) (3) يبتغي درع رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسيفه، وكان عبد الله في
ذلك الوقت أكبر آل رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
(1) الهداية
الكبرى للحضيني: 45 (مخلوط). وأخرجه في حلية الابرار: 3 / 235 ح 1. وقد
تقدم في المعجزة: 1. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: يشتري. (3) ليس في
المصدر.
[ 412 ]
فقال عبد الله: إن اولي الامر بعد رسول
الله - صلى الله عليه وآله - أمير المؤمنين، وبعده الحسن وبعده الحسين وبعده علي بن
الحسين - عليهم السلام -، والسيف والدرع عنده. فبعث الحجاج فسأله عن ذلك فلم يقر له
فانفذ إليه فأحضره، فقال له: لتبيعني سيف رسول الله - صلى الله عليه وآله - ودرعه
وإلا ضربت عنقك، وحلف له لان صليت العشاء الاخرة ولم تحضرهما ضربت عنقك. فأبى علي
بن الحسين - عليهما السلام - أن يعطيه إياهما، فاستأجله وضمن له حملها إليه، [ وصار
إلى منزله ] (1) فأحضر صانعا وأخرج إليه درعا غير درع رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وسيفا غير سيفه، ونقص في الدرع وزاد في مواضع منها، وغير السيف، وحملهما إلى
الحجاج، فقال الحجاج: والله ما هذا سيف رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولا [ هذا
] (2) درعه. فقال له علي بن الحسين - عليهما السلام -: القول لك، قل ما شئت،
فارسلهما إلى محمد بن الحنفية، فقال له: أخبرني هذا سيف رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أم لا ؟ فقال: كأنهما أو شبههما. فقال له الحجاج: وما تعرفهما ؟ ! قال:
إشتبها علي من طول المكث وبعد العهد. فقال الحجاج لعلي بن الحسين - عليهما السلام
-: بعني إياهما. فقال: لا أبيعهما. قال: ولم ؟
(1 و 2) من
المصدر.
[ 413 ]
قال: لاني لا احب ذلك، فأعطاه أربعين
ألف درهم في أربع بدر وأنفذهما إلى عبد الملك (بن مروان وكتب إليه بكل ما جرى
بينهما) (1) وحج عبد الملك في تلك السنة فلقيه علي بن الحسين - عليهما السلام -
(فرحب به) (2) فقال له: (علي بن الحسين) (3) - عليه السلام -: ظلامتي. فقال له عبد
الملك: وما ظلامتك ؟ قال: سيفي ودرعي. فقال: أو ليس بعتناهما وقبضت الثمن ؟ قال: ما
بعت. قال: فاردد مالنا، فبعث بحمل المال. فقال له عبد الملك: فهذه خمسون ألف درهم
أخرى وأتمم لنا البيع، فأبى أن يفعل، فاقسم عليه، فقال له: على شريطة أنك تكتب عليك
كتابا تشهد فيه قبائل قريش: أني وارث رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن السيف
والدرع لي، دون كل هاشمي وهاشمية. فقال: لك ذلك، أكتب ما أحببت، فكتب على عبد
الملك: (4) بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عبد الملك بن مروان من علي بن
الحسين - عليهما السلام - وارث رسول الله - صلى الله عليه وآله - إشترى منه، درعه،
وسيفه، اللذين ورثهما من رسول الله - صلى الله عليه وآله -، بمائة ألف درهم، وقد
قبض علي بن الحسين الثمن وقبض عبد الملك السيف والدرع، ولا حق ولا سبيل لاحد من بني
هاشم [ عليه ] (5) ولا لاحد من العالمين،
(1 - 3) ليس في
المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: علي عبد الله. (5) من المصدر.
[ 414 ]
وأحضر قبائل قريش قبيلة قبيلة وأشهدهم
بينه وبين علي بن الحسين - عليهما السلام - فكانت (1) قريش يقول بعضهم لبعض: عبد
الملك أجهل خلق الله، يقر لعلي بن الحسين - عليهما السلام - [ ب ] (2) أنه وارث
رسول الله - صلى الله عليه وآله - دون الناس جميعا، ويتسمى بإمرة المؤمنين ويصعد
على منبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو أحق به منه، إن هذا لهو الخسران
المبين. ثم أخذ علي بن الحسين - عليه السلام - الكتاب والمال وخرج (وهو) (3) يقول:
أنا أعلى العرب سيفا ودرعا يريد بهما غير سيف رسول الله - صلى الله عليه وآله -
ودرعه. (4)
التاسع والثمانون استقرار الحجر الاسود
في موضعه بوضعه له - عليه السلام - دون غيره 1399 \ 147 - الراوندي: أن الحجاج بن
يوسف، لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير، ثم عمروها [ فلما اعيد البيت
] (5) وأرادوا أن ينصبوا الحجر الاسود، فكلما نصبه عالم من علمائهم، أو قاض من
قضاتهم أو زاهد من زهادهم، تزلزل [ ويقع ] (6) ويضطرب، ولا يستقر الحجر في مكانه.
فجاء الامام علي بن الحسين - عليهما السلام - وأخذه من أيديهم،
(1) في المصدر:
وكانت. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) الهداية الكبرى للحضيني: 49
- 50 (مخطوط). (5 و 6) من المصدر.
[ 415 ]
وسمى الله ثم نصبه، فاستقر في مكانه،
وكبر الناس ولقد الهم الفرزدق في قوله: يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما
جاء يستلم قلت: وقد روي مثل هذا في القائم - عليه السلام - وسيأتي الحديث إن شاء
الله تعالى عند ذكر معاجزه - عليه السلام -. (1)
التسعون الغزال الذي أمر بذبحه فذبح
واكل، ورجوعه حيا 1400 \ 148 - الراوندي في أعلام علي بن الحسين - عليهما السلام -،
من كتاب الخرايج: عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعلي بن الحسين - عليهما السلام -:
أسألك عن شئ أنفي به عني ما قد خامر نفسي. قال: ذلك لك. قلت: أسألك عن الاول
والثاني. [ ف ] (2) قال: عليهما لعائن الله كليهما (3)، مضيا - والله - كافرين
مشركين بالله العظيم. قلت: فالائمة منكم يحيون الموتى، ويبرؤن الاكمه والابرص،
ويمشون على الماء ؟ فقال - عليه السلام -: ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطى
محمدا - صلى الله
(1) الخرائج: 1 \
268 وعنه البحار: 46 \ 32 ح 25 والعوالم: 18 \ 78 ح 1 وص 180 ح 2، ومستدرك
الوسائل: 9 \ 327 ح 8. وأورده في الصراط المستقيم: 2 \ 181 ح 12 مرسلا
ومختصرا. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: كلها.
[ 416 ]
عليه وآله - وأعطاه ما لم يعطهم، ولم
يكن عندهم، وكل ما كان عند رسول الله، فقد أعطاه أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين
ثم إماما بعد إمام - عليهم صلوات الله - إلى يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في
كل سنة، وفي كل شهر، وفي كل يوم. [ و ] (1) ان رسول الله - صلى الله عليه وآله -
كان قاعدا، فذكر اللحم، فقام رجل من الانصار إلى إمرأته - وكان لها عناق (2) - فقال
لها: هل لك في غنيمة ؟ قالت: وما ذاك ؟ قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وآله -
يشتهي اللحم، فنذبح له عنزنا هذه. قالت: خذها شأنك وإياها، ولم يملكا غيرها، وكان
رسول الله - صلى الله عليه وآله - يعرفهما، فذبحها وسمطها وشواها، وحملها إلى رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وضعها بين يديه. قال فجمع أهل بيته ومن أحب من أصحابه.
[ فقال: ] (3) كلوا ولا تكسروا لها عظما، وأكل معه الانصاري، فلما شبعوا وتفرقوا،
رجع الانصاري [ إلى بيته ] (4) وإذا العناق تلعب على باب داره. (5) ثم قال
الراوندي: وروي أنه - عليه السلام - دعا غزالا، فأتى فأمر
(1) من المصدر.
(2) العناق: الانثى من أولاد المعز والغنم من حين الولادة إلى تمام الحول.
(3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بابه.
[ 417 ]
بذبحه، ففعلوا، وشووه وأكلوا لحمه ولم
يكسروا له عظما، ثم أمر أن يوضع بجلده وتطرح عظامه وسط الجلد، فقام الغزال حيا [
يرعى ] (1). (2)
الحادي والتسعون معرفته - عليه السلام
- منطق الذئب 1401 \ 149 - الراوندي: أن زين العابدين - عليه السلام -، كان يخرج
إلى ضيعة [ له ] (3) فإذا (هو) (4) بذئب (مطلق) (5) أمعط (6) أعبس قد قطع على
الصادر والوارد، فدنا منه ووعوع. (7) فقال [ له ] (8): انصرف فإني أفعل إن شاء
الله. فانصرف الذئب، فقيل له: ما شأن الذئب ؟ فقال: أتاني وقال: زوجتي عسر عليها
ولادتها، فأغثني وأغثها،
(1) من المصدر.
(2) الخرائج: 2 \ 583 ح 1 وعنه البحار: 18 \ 7 ح 7 وقطعة منه في إثبات
الهداة: 1 \ 377 ح 530 وأخرجه في البحار 36 \ 64 ح 3 عن تأويل الايات: 2 \
629 وكشف الغمة 1 \ 321 مع إختلاف. وروى صدره في بصائر الدرجات: 269 ح 2
بإسناده إلى الثمالي، عنه البحار: 17 \ 136 ح 18 وج 27 \ 29 ح 1. وروى ذيله
في بصائر الدرجات: 273 ح 4 باسناده إلى الرسول الاعظم - صلى الله عليه وآله
- وعنه البحار: 18 \ 6 ح 5 وإثبات الهداة: 1 \ 599 ح 1 و 2. وقد تقدم صدره
في المعجزة: 69 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4
و 5) ليس في المصدر. (6) الامعط: الذي ليس على جسده شعر وأعبس: يبس عليه
الوسخ. (7) الوعوعة: صوت الذئب والكلاب. (8) من المصدر.
[ 418 ]
بأن تدعو بتخليصها، ولك الله علي أن لا
أتعرض [ أنا ] (1) ولا شئ من نسلي لاحد من شيعتك ففعلت. (2)
الثاني والتسعون إحياء ميت 1402 \ 150
- ثاقب المناقب: عن ثابت بن دينار، عن ثوير بن سعيد، بن علاقة، قال: دخل محمد بن
الحنفية - رضي الله عنه - على زين العابدين علي بن الحسين - صلوات الله عليهما -
فرفع يده فلطمه وهو في عينه صغير، ثم قال: أنت الذي تدعي الامامة. فقال له علي بن
الحسين - صلوات الله عليه - إتق الله ولا تدعين ما ليس لك. فقال: هي والله لي. فقال
له علي بن الحسين - عليهما السلام -: قم بنا نأتي المقابر حتى يتبين لي ولك ؟ فذهبا
حتى انتهيا إلى قبر طري. فقال له: هذا ميت قريب العهد بالموت وسله عن خبرك، فإن كنت
إماما أجابك، وإلا دعوته فأخبرني، فقال له: [ أو ] (3) تفعل ذلك ؟ ! فقال: نعم.
فقال له محمد بن الحنفية: فلا أستطيع أن أفعل ذلك. قال: فدعا الله تعالى علي بن
الحسين - عليهما السلام - بما أراد، ثم دعا
(1) من المصدر.
(2) الخرائج: 2 \ 587 ح 9، وعنه البحار: 46 \ 27 ح 5 والعوالم: 18 \ 47 ح
1. (3) من المصدر.
[ 419 ]
صاحب القبر، فخرج ينفض التراب عن رأسه
وهو يقول: الحق لعلي بن الحسين - عليهما السلام - دونك. قال: فأقبل محمد بن الحنفية
وانكب على رجل علي بن الحسين - عليهما السلام - يقبلها، ويلوذبه، ويقول: استغفر لي.
ثم قال: عقيب ذلك قال المصنف: - رحمة الله عليه - إن ما ذكرناه من دلالته صلوات
الله عليه من إحياء الموتى وكلام الحجر الاسود ونطق الشاة فهي على طريق توارد
الادلة وتبيين الحجة [ والحجة القاطعة ] (1). (2)
الثالث والتسعون أن رسول الله - صلى
الله عليه وآله - سقاه لبنا 1403 \ 151 - ثاقب المناقب: روى انه بقي (3) ثلاثة أيام
وليا لهن فلما كان في اليوم الرابع قيل له: لو طعمت شيئا. فقال: إن النبي - صلى
الله عليه وآله - كان عندي فسقاني لبنا. قال: فشك بعض من كان عنده، فعلم - صلوات
الله عليه - بذلك، فدعا بطشت فتقيأ [ فيه ] (4) لبنا. (5)
(1) من المصدر.
(2) الثاقب في المناقب: 351 ح 292 \ 1. ولمحشي المصدر هاهنا مقال جيد
بالنسبة إلى جريان محمد الحنفية فراجعه. (3) في المصدر: عن الباقر - عليه
السلام - قال: واصل أبي - عليه السلام - ثلاثة أيام ولياليهن. (4) من
المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 355 ح 294 \ 1.
[ 420 ]
الرابع والتسعون إخباره
وردان باسمه 1404 \ 152 - ثاقب المناقب: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر قال: صلوات
الله عليه لما دخل كنكر الكابلي على علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - فقال له
يا وردان ! فقال كنكر: ليس اسمي وردان. فقال له علي بن الحسين - عليهما السلام -:
بل تكذب، يوم ولدتك أمك سمتك وردان، فجاء أبوك فسماك كنكر. فقال: أشهد أن لا اله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك وصيه من بعده، وأشهد أن
أمي حدثتني بهذا الحديث بعد ما عقلت. (1)
الخامس والتسعون إخباره
- عليه السلام - الزهري بما رأي في منامه 1405 \ 153 - ثاقب المناقب: عن الزهري،
قال: كان لي أخ في الله تعالى، وكنت شديد المحبة (له) (2) فمات في جهاد الروم،
فاغتبطت [ به ] (3) وفرحت أن استشهد وتمنيت أني كنت أستشهدت معه، فنمت ذات ليلة،
فرأيته في منامي.
(1) الثاقب في
المناقب: 360 ح 299 \ 2. (2) ليس في نسخة: " خ ". (3) من المصدر.
[ 421 ]
فقلت له: ما فعل بك ربك ؟ (فقال) (1)
فقال: غفر الله لي بجهادي وحبى (2) محمدا وآل محمد - صلى الله عليهم أجمعين -
وزادني في الجنة مسيرة [ مائة ] (3) ألف عام من كل جانب من الممالك بشفاعة علي بن
الحسين - صلوات الله عليهما -. فقلت له: قد إغتبطت أن استشهد بمثل ما أنت عليه، قال
(4) فوقي من مسيرة ألف ألف عام. فقلت بماذا ؟ فقال: ألست تلقى علي بن الحسين -
عليهما السلام - في كل جمعة [ مرة ] (5) وتسلم عليه ؟ فإذا رأيت وجهه صليت على محمد
وآل محمد، ثم تروي عنه، وتذكر في هذا الزمان النكد - زمان بني أمية - فتعرض
للمكروه، ولكن الله يقيك. فلما انتبهت قلت: لعله أضغاث أحلام فعاودني النوم فرأيت
ذلك الرجل، يقول: أشككت ؟ لا تشك فان الشك كفر، ولا تخبر بما رأيت أحدا، فإن علي بن
الحسين - عليهما السلام - يخبرك بمنامك هذا كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أبا بكر بمنامه، في طريقه من الشام. فانتبهت وصليت فإذا رسول علي بن الحسين
- صلوات الله عليه وآله - فصرت إليه.
(1) ليس في نسخة:
" خ ". (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وحق. (3) من المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: وكنت. (5) من المصدر.
[ 422 ]
فقال: " يا زهري رأيت البارحة كذا وكذا
المنامين جميعا على وجههما ". (1)
السادس والتسعون إخباره أبا خالد
الكابلي بما جرى بينه وبين الحسن بن الحسن - وطاعة درع رسول الله - صلى الله عليه
وآله - له - عليه السلام - 1406 / 154 - ثاقب المناقب: عن أبي خالد الكابلي، قال:
لما قتل أبو عبد الله الحسين - صلوات الله وسلامه عليه - [ وبقيت الشيعة متحيرة ]
(2) ولزم علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - منزله، واختلفت الشيعة إلى الحسن بن
الحسن، وكنت (فيمن) (3) يختلف إليه [ وجعلت الشيعة ] (4) نسأله عن مسألة [ و ] (5)
لا يجيب فيها، وبقيت لا أدري من الامام متحيرا ؟ وإني سألته ذات يوم، فقلت له: جعلت
فداك عندك سلاح رسول الله - صلى الله عليه وآله - فغضب ثم قال: يا معشر الشيعة
تعنتوننا، فخرجت من عنده حزينا كئيبا لا أدري أين أتوجه ؟ فمررت بباب علي بن الحسين
زين العابدين - عليه الصلاة والسلام - قائم الظهيرة فإذا أنا به في دهليزه قد فتح
بابه فنظر لي، فقال: " يا كنكر " فقلت له: جعلت فداك والله إن هذا الاسم ما عرفه
أحد إلا الله عزوجل
(1) الثاقب في
المناقب: 362 ح 301 / 4 وأنت ترى أن الراوي هو الزهري يريد أن يزكي نفسه.
(2) من المصدر. (3) ليس في نخسة: " خ ". (4 و 5) من المصدر.
[ 423 ]
وأنا، وأمي كانت تلقبني به تناديني (1)
وأنا صغير. قال: فقال [ لي ] (2): كنت عند الحسن بن الحسن ؟ قلت: نعم. قال: إن شئت
حدثتك وإن شئت حدثني ؟ فقلت: بأبي أنت وأمي فحدثني. قال: سألته عن سلاح رسول الله -
صلى الله عليه وآله - فقال: يا معشر الشيعة تعنتوننا. قال: فقال (3): جعلت كذا
والله كانت القضية. فقال للجارية: " إبعثي [ إلي ] (4) بالسفط " فأخرجت إليه سفطا
مختوما ففض خاتمه (ثم) (5) فتحه ثم قال: هذه درع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
ثم أخذها فلبسها فإذا هي إلى نصف ساقه. قال فقال: لها أسبغي فإذا هي تنجر في الارض
ثم قال: تقلصي فرجعت إلى حالها ثم قال - صلوات الله عليه وآله -: ان رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: (كان) (6) إذا لبسها قال لها هكذا وفعلت هكذا. (7)
(1) كذا في
المصدر، وفي الاصل: تلقبني في اذني. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فقلت.
(4) من المصدر. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) ثاقب المناقب: 363 ح 302.
[ 424 ]
السابع والتسعون خبر الخيط 1407 / 155
- السيد المرتضى في عيون المعجزات (1) قال: روى لي الشيخ أبو محمد بن الحسين بن
محمد بن نصر - رضي الله عنه - يرفع الحديث برجاله إلى محمد بن جعفر البرسي (2)
مرفوعا إلى جابر (3) - رضي الله عنه -، قال: لما أفضت الخلافة إلى بني أمية، سفكوا
في أيامهم الدم الحرام ولعنوا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - على منابرهم ألف
شهر، واغتالوا شيعته في البلدان، وقتلوهم وأستأصلوا شأفتهم (4)، ومالاتهم (5) على
ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا، وصارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين -
صلوات الله عليه - فمن لم يلعنه قتلوه. فلما فشا ذلك في الشيعة وكثر وطال، إشتكت
الشيعة إلى زين العابدين - صلوات الله عليه - وقالوا: يابن رسول الله ! أجلونا عن
البلدان، وأفنونا بالقتل الذريع، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين - عليه السلام - في
البلدان، وفي مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وعلى منبره، ولا ينكر عليهم
منكر ولا يغير عليهم مغير فإن أنكر واحد منا على لعنة، قالوا: هذا ترابي ورفع ذلك
إلى سلطانم، وكتب إليه إن هذا ذكر أبا تراب
(1) قد كتبنا من
قبل أن الكتاب ليس للسيد المرتضى وإنما هو للحسين بن عبد الوهاب. (2) في
المصدر: " إلى ابن محمد جعفر البرسي ". (3) هو جابر بن يزيد الجعفي. (4) "
الشأفة " قرحة تخرج في أسفل القدم، فتكوى وتذهب، وإذا قطعت، مات صاحبها،
والاصل: واستأصل الله شأفته: أذهبه كما تذهب تلك القرحة، أو معناه: أزاله
من أصله. " قاموس اللغة ". (5) مالاه على الآخر: ساعده وشايعه.
[ 425 ]
بخير، ضرب وحبس ثم قتل. فلما سمع ذلك -
عليه السلام - نظر إلى السماء وقال: سبحانك ما أعظم شأنك ! إنك أمهلت عبادك حتى
ظنوا أنك أهملتهم، وهذا كله بعينك (1) إذ لا يغلب قضاؤك، ولا يرد تدبير محتوم أمرك،
فهو كيف شئت، وأنى شئت، لما أنت أعلم به منا. ثم دعا بابنه محمد بن علي الباقر -
صلى الله عليهما - فقال: يا محمد ! قال: لبيك. قال: إذا كان غدا، فاغد إلى مسجد
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل - عليه السلام -
على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فحركه تحريكا لينا، ولا تحركه تحريكا شديدا،
فيهلكوا اهلاكا جميعا (2). قال: جابر - رضي الله عنه -: فبقيت متعجبا من قوله، لا
أدري ما أقول. فلما [ كان من الغد جئته، وكان قد ] (3) طال علي ليلي حرصا لا نظر ما
يكون من أمر الخيط، فبينما أنا بالباب، إذ خرج عليه السلام فسلمت عليه، فرد السلام
وقال: ما غدا بك يا جابر !، ولم تكن تأتينا في هذا الوقت ؟ فقلت له: لقول الامام -
عليه السلام - بالامس: خذ الخيط الذي أتى به جبرائيل - عليه السلام -، وصر إلى مسجد
جدك - صلى الله عليه وآله -، وحركه تحريكا لينا ولا تحركه تحريكا شديدا فتهلك الناس
جميعا.
(1) اي بعلمك.
(2) في المصدر والبحار: فيهلكوا جميعا. (3) من المصدر والبحار.
[ 426 ]
قال الباقر - عليه السلام -: والله
لولا الوقت المعلوم، والاجل المحتوم، والقدر المقدور، لخسفت بهذا الخلق المنكوس في
طرفة عين، بل في لحظة، ولكنا عباد مكرمون، لانسبقه بالقول وبامره نعمل يا جابر !
قال جابر: فقلت: يا سيدي و مولاي ! ولم تفعل بهم هذا ؟ فقال لي: أما حضرت بالامس
والشيعة تشكو إلى أبي ما يلقون من الملاعين (1) ؟ فقلت: يا سيدي ومولاي نعم. فقال:
إنه أمرني أن ارعبهم، لعلهم ينتهون، وكنت احب أن تهلك طائفة منهم ويطهر الله البلاد
والعباد منهم. فقال جابر - رضي الله عنه - فقلت: سيدي ومولاي كيف ترعبهم وهم أكثر
من أن تحصى ! ؟ فقال الباقر - عليه السلام -: إمض بنا إلى مسجد رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، لاريك قدرة من قدرة الله تعالى التي خصنا بها، وما من به علينا
من دون الناس. فقال جابر - رضي الله عنه -: فمضيت معه إلى المسجد، فصلى ركعتين ثم
وضع خده على التراب وتكلم بكلام، ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا، فاح منه
رائحة المسك فكان في المنظر أدق من سم الخياط (2).
(1) كذا في
العوالم، وفي الاصل والمصدر: ما يقولون من الملاعين، وفي البحار: ما يلقون
من هؤلاء. (2) الخياط والمخيط، ما خيط به، وهما أيضا الابرة، ومنه قوله
تعالى: " حتى يلج الجمل في سم الخياط " الاعراف: 40.
[ 427 ]
ثم قال لي: خذ يا جابر إليك طرف الخيط،
وامض رويدا وإياك أن تحركه. قال: فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا فقال - عليه السلام
-: قف يا جابر ! فوقفت، ثم حرك الخيط تحريكا خفيفا، ما ظننت أنه حركه من لينه، ثم
قال. صلوات الله عليه -: ناولني طرف الخيط [ فناولته، ] (1) وقلت: ما فعلت به يا
سيدي ؟ ! قال: ويحك اخرج فانظر ما حال الناس. قال جابر: فخرجت من المسجد وإذا الناس
في صياح واحد والصائحة (2) من كل جانب، فإذا بالمدينة قد زلزلت زلزلة شديدة وأخذتهم
الرجفة والهدمة، وقد خربت أكثر دور المدينة، وهلك منها أكثر من ثلاثين ألفا رجالا
ونساء دون الولدان، وإذا الناس في صياح وبكاء وعويل، وهم يقولون: إنا لله وإنا إليه
راجعون خرجت دار فلان وخرب اهلها، ورايت الناس فزعين إلى مسجد رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، وهم يقولون: كانت هدمة عظيمة، وبعضهم يقول: قد كانت زلزلة. وبعضهم
يقول: كيف لا نخسف وقد تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظهر فينا الفسق
والفجور، وظلم آل الرسول - صلى الله عليه وآله - والله ليزلزل بنا أشد من هذا وأعظم
أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا.
(1) من المصدر
والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الصياحة وهي الفزع، صيحة
المناحة.
[ 428 ]
قال جابر - رضي الله عنه -: فبقيت
متحيرا أنظر إلى الناس حيارى يبكون، فأبكاني بكائهم، وهم لا يدرون من أين اتوا.
فانصرفت إلى الباقر - عليه السلام - وقد حف به الناس في مسجد رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، وهم يقولون: يابن رسول الله أما ترى إلى (1) ما نزل بنا ؟ فادعوا الله
لنا. فقال - عليه السلام - لهم إفرغوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة، ثم أخذ - عليه
السلام - بيدي وسار بي، فقال لي: ما حال الناس ؟ فقلت لا تسأل يابن رسول الله خربت
[ الدور ] (2) المساكن، وهلك الناس، ورايتهم بحال رحمتهم. فقال - عليه السلام -:
لارحمهم الله، أما إنه قد بقيت (3) عليك بقية، ولولا ذلك لم ترحم أعداءنا وأعداء
أوليائنا، ثم قال: سحقا سحقا بعدا بعدا للقوم الظالمين. والله لو لا مخافة [ مخالفة
] (4) والدي لزدت في التحريك، وأهلكتهم أجمعين فما أنزلونا واوليائنا هذه المنزلة
غيرهم وجعلت أعلاها أسفلها فكان لا يبقى فيها دار ولا جدار (5)، ولكني أمرني مولاي
أن احرك، تحريكا ساكنا، ثم صعد - عليه السلام - المنارة وانا أراه، والناس لا
يرونه، فمد يده وأدارها حول المنارة، فزلزلت المدينة زلزلة خفيفة
(1) ليس في
المصدر. (2) من المصدر. (3) بقيت عليك وابقيت اي رحمتك. (4) من المصدر
والبحار. (5) كذا في المصدر والاصل ولكن فيما في البحار والعوالم تقديم
وتأخير.
[ 429 ]
وتهدمت دور، ثم تلا الباقر - عليه
السلام -: * (ذلك جزيناهم ببغيهم) * (1) * (وهل نجازي إلا الكفور) * (2). وتلا
أيضا: * (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) * (3) وتلا * (فخر عليهم السقف من
فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * (4). قال جابر: فخرجت العواتق من خدورهن
في الزلزلة الثانية، يبكين ويتضرعن منكشفات لا يلتفت إليهن أحد فلما نظر الباقر -
عليه السلام - إلى تحير العواتق رق لهن فوضع الخيط في كمه، فسكت الزلزلة، ثم نزل عن
المنارة والناس لا يرونه، وأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد، فمررنا بحداد اجتمع الناس
بباب حانوته، والحداد يقول: أما سمعتم الهمهمة في الهدم ؟ فقال بعضهم: بل كانت
همهمة كثيرة. فقال قوم آخرون: بل والله كلام كثير إلا إنا لم نقف على الكلام. فقال
جابر - رضي الله عنه -: فنظر إلى الباقر - عليه السلام - وتبسم، ثم قال: يا جابر !
هذا لما طغوا وبغوا. فقلت: يابن رسول الله ما هذا الخيط الذي فيه العجب ؟ فقال:
بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة،
(1) الانعام:
146، وسبأ: 17. (2) سبأ: 17. (3) هود: 82. (4) النحل: 26.
[ 430 ]
وينصبه (1) جبرئيل - عليه السلام -.
ويحك يا جابر انا من الله بمكان ومنزلة رفيعة، فلولا نحن لم يخلق الله تعالى سماء
ولا أرضا ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا جنا ولا إنسا. وحيك يا جابر ! لا
يقاس بنا أحد يا جابر ! بنا والله انقذكم وبنا نعشكم، وبنا هداكم، ونحن والله
دللناكم على ربكم، فقفوا عند أمرنا ونهينا، ولا تردوا علينا ما أوردنا عليكم، فانا
بنعم الله تعالى أجل وأعظم من أن يرد علينا، وجميع يرد عليكم منا فما فهمتموه (2)
فاحمدوا الله عليه، وما جهلتموه فاتكلوه (3) إلينا، وقولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا:
قال جابر - رضي الله عنه -، ثم استقبل أمير المدينة المقيم بها من قبل بني امية قد
نكب (4) ونكب حواليه حرمته، وهو ينادي معاشر الناس، احضروا ابن رسول الله - صلى
الله عليه وآله - علي بن الحسين - عليهما السلام - وتقربوا به إلى الله تعالى
وتضرعوا إليه وأظهروا التوبة والانابة لعل الله أن يصرف عنكم العذاب. قال جابر -
رفع الله درجته -: فلما بصر الامير بالباقر محمد بن علي - عليهما السلام - سارع
نحوه، وقال: يابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أما ترى ما نزل بأمة محمد - صلى
الله عليه وآله - وقد هلكوا وفنوا، ثم قال له: أين أبوك حتى نسأله أن يخرج معنا إلى
المسجد فنتقرب إلى الله تعالى فيرفع عن امة محمد
(1) في البحار:
ونزل به. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فافهموه. (3) في البحار:
فردوه. (4) نكبت - على البناء للمفعول - من قولهم: نكبة الدهر، أي بلغ منه
وأصابه بنكبة.
[ 431 ]
[ هذا ] (1) البلاء. فقال الباقر -
عليه السلام -: يفعل ان شاء الله تعالى ولكن أصلحوا من أنفسكم، وعليكم بالتوبة
والنزوع عما أنتم عليه، فانه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (2). قال جابر -
رضي الله عنه -: فأتينا زين العابدين - عليهم السلام - بأجمعنا وهو يصلي فانتظرنا
حتى إنفتل وأقبل علينا، ثم قال لي سرا يا محمد، كدت أن تهلك الناس جميعا ؟ قال جابر
- رضي الله عنه -: يا سيدي ما شعرت بتحريكه حين حركه. فقال - عليه السلام -: يا
جابر ! لو شعرت بتحريكه ما بقى عليها نافخ [ نار ] (3) فما خبر الناس ؟ فأخبرناه،
فقال: ذلك مما استحلوا منا محارم الله وإنتهكوا من حرمتنا. فقلت: يابن رسول الله !
إن سلطانهم بالباب قد سألنا أن نسألك أن تحضر المسجد حتى يجتمع الناس إليك فيدعون
(الله) (4)، ويتضرعون إليه ويسألونه إلا قالة. فتبسم - عليه السلام - ثم تلا: * (أو
لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في
ضلال) * (5). قلت: يا سيدي ومولاي ! العجب أنهم لا يدرون من أين اتوا !
(1) من البحار.
(2) هذه اقتباس من سورة الاعراف: 99. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر.
(5) المؤمن: 50.
[ 432 ]
فقال - عليه السلام -: أجل ثم تلى *
(فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون) * (1) هي والله
يا جابر ! آياتنا وهذه والله أحدها، وهي مما وصف الله تعالى في كتابه: * (بل نقذف
بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) * (2). ثم قال - عليه
السلام -: يا جابر ! ما ظنك بقوم أماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا، ووالوا أعدائنا،
وانتهكوا حرمتنا، وظلمونا حقنا، وغصبونا إرثنا، وأعانوا الظالمين علينا، وأحيوا
سنتهم، وساروا سيرة الفاسقين الكافرين في فساد الدين وإطفاء نور الحق. قال جابر:
فقلت: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم وعرفني وألهمني طاعتكم، ووفقني لموالاة
أوليائكم، ومعاداة أعدائكم. فقال - عليه السلام -: يا جابر ! أتدري ما المعرفة ؟
فسكت جابر، فأورد عليه الخبر بطوله. (3) وقد أوردت أنا المعجز الذي أظهره من هذا
الخبر فقط، إذ ليس كل كتاب يحتمل شرح الاشياء بحقائقها. (4)
(1) الاعراف: 51.
(2) الانبياء: 18. (3) تجد الخبر بتمامه في الهداية الكبرى: 48 مخطوط
والبحار: 26 / 8 ح 2. (4) عيون المعجزات: 78 وعنه البحار: 46 / 274 ح 80
والعوالم: 19 / 73 ح 1 وص 155 ح 1 ورواه الحضيني في الهداية: 48 - 49 ونقله
في البحار: 26 / 8 ح 2 عن والده في كتاب عتيق، وأخرجه البرسي الحلي في
المشارق: 89 عن صاحب كتاب الاربعين مرسلا مثله، عنه إثبات الهداة: 5 / 240
ضمن ح 35. ويأتي في المعجزة: 65 من معاجز الامام الباقر - عليه السلام -.
[ 433 ]
الثامن والتسعون إخباره - عليه السلام
- بملك بني العباس 1408 / 156 - الراوندي: قال: روي عن أبي بصير، قال: كنت مع
الباقر عليه السلام في مسجد رسول - صلى الله عليه وآله - [ قاعدا حدثان (1) ما مات
علي بن الحسين - عليهما السلام - ] (2) إذ دخل الدوانيقي، وداود بن سليمان قبل أن
افضي الملك إلى ولد العباس، وما قعد (3) إلى الباقر - عليه السلام - إلا داود. فقال
- عليه السلام -: ما منع الدوانيقي أن يأتي ما منع الدوانيقي أن يأتي ؟ قال: فيه
جفاء (4). فقال الباقر - عليه السلام -: لا تذهب الايام حتى يلي أمر هذا الخلق،
ويطأ أعناق الرجال، ويملك شرقها وغربها، ويطول عمره فيها، حتى يجمع من كنوز الاموال
ما لم يجتمع لاحد قبله. فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك، فأقبل إليه الدوانيقي،
وقال: ما منعني من الجلوس إليك إلا إجلالك، فما الذي أخبرني به داود ؟ فقال - عليه
السلام -: هو كائن. قال: وملكنا قبل ملككم ؟ قال: نعم. قال ويملك بعدي أحد من ولدي
؟ !
(1) حدثان الشئ:
أوله وهو مصدر حدث. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وفد. (4)
الجفاء - بالضم والمد -: الباطل - وبالفتح والمد -: غلظ الطبع، والبعد عن
الادب.
[ 434 ]
قال: نعم. قال:
فمدة من بني امية أكثر أم مدتنا ؟ قال - عليه السلام -: مدتكم أطول،
ولتلقفن هذا الملك صبيانكم، ويلعبون به، كما يلعبون بالكرة، هذا [ ما ] (1)
عهده إلي أبي - عليه السلام - فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر -
عليه السلام -. (2)
التاسع والتسعون أنه -
عليه السلام - حي بعد الموت 1409 / 157 - محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن أحمد،
عن أحمد بن محمد، عن العباس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني - عليه السلام -، قال: لما
قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا
يهبطون في ليلة القدر، قال ففتح لامير المؤمنين بصره، فرآهم من (3) منتهى السموات
إلى الارض يغسلون النبي - صلى الله عليه وآله - معه، ويصلون عليه، ويحفرون له،
والله ما حفر له غيرهم، حتى إذا وضع في قبره، نزلوا مع من نزل، فوضعوه فتكلم، وفتح
لامير المؤمنين
(1) من المصدر.
(2) الخرائج: 1 / 274 ح 4، وعنه كشف الغمة: 2 / 142، والفصول المهمة: 199،
والبحار: 46 / 249 ح 41 وينابيع المودة: 332، والفصول المهمة: 217
والعوالم: 19 / 130 ح 1. وأورده النبهاني في جامع الكرامات: 1 / 164 مثله،
ثم قال: قال في مشرب الردي وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 182 باختصار.
وأخرجه في إحقاق الحق: 12 / 181 عن جامع الكرامات والفصول. (3) في المصدر
والبحار: في.
[ 435 ]
سمعه [ فسمعه ] (1) يوصيهم، [ به ] (2)
فبكى وسمعهم يقولون: لا نألونه (3) جهدا وإنما هو صاحبنا بعدك إلا إنه ليس يعايننا
ببصره بعد مرتنا هذه. قال فلما مات (4) أمير المؤمنين - عليه السلام - راى الحسن
والحسين - عليهما السلام - مثل الذي كان راى، ورأيا النبي [ أيضا ] (5) يعين
الملائكة مثل الذي صنعوه (6) بالنبي حتى إذا مات الحسن - عليه السلام - راى منه
الحسين - عليه السلام - مثل ذلك، وراى النبي وعليا والحسن - صلوات الله عليهم -
يعينون الملائكة، حتى إذا مات علي بن الحسين - عليهما السلام -، رأى محمد بن علي -
عليهما السلام - مثل ذلك، وراى النبي وعليا والحسن والحسين - صلوات الله عليهم -
يعينون الملائكة، حتى إذا مات محمد بن علي - عليهما السلام - راى جعفر - عليه
السلام - مثل ذلك، وراى النبي وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين - صلوات الله
عليهم - يعينون الملائكة، حتى إذا مات جعفر راى موسى - عليهما السلام - [ منه ] (7)
مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا. (8) (هامش) * (1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر،
وفي الاصل: لا يألونه. (4) في المصدر: " حتى إذا " بدل " قال: فلما ". (5) من
المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: صنعه. (7) من المصدر. (8) بصائر الدرجات:
225 ح 17. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 486 من معاجز أمير المؤمنين - عليه
السلام - وفي المعجزة: 9 من معاجز الامام المجتبى - عليه السلام - والمعجزة: 186 من
معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. ويأتي في المعجزة: من معاجز الامام الباقر -
عليه السلام - وهكذا معاجز سائر الائمة - عليهم السلام -.
[ 436 ]
المائة علمه - عليه السلام - بمنطق
العصافير 1410 / 158 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن
الحسين اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن الميثمي - (عن محمد بن الحسن زياد الميثمي) (1)،
عن مليح (2)، عن أبي حمزة، قال: كنا (3)، عند علي بن الحسين، وعصافير على الحائط
قبالته يصحن، فقال: يا أبا حمزة أتدري ما يقلن ؟ قال: يتحدثن أن لهن وقت يشكون (4)
قوتهن يا أبا حمزة لاتنامن قبل طلوع الشمس فإني أكرهها لك فإن الله يقسم في ذلك
الوقت أرزاق العباد [ و ] (5) على أيدينا يجريها. (6)
الحادي والمائة دخول الملائكة عليه -
عليه السلام - 1411 / 159 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد، عن
علي بن الحكم - قال: حدثني مالك بن عطية الاحمسي، عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخلت
على علي بن الحسين - عليهما السلام -،
(1) ليس في
المصدر والبحار. (2) في المصدر: صالح. (3) في المصدر: كنت. (4) في المصدر:
يسألن. (5) من المصدر. (6) بصائر الدرجات: 343 ح 9 وعنه البحار: 46 / 23 ح
5 والعوالم: 18 / 145 ح 2 وذيله في البحار: 76 / 185 ح 5.
[ 437 ]
فاحتبست في
الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله
من كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شئ هو ؟ فقال:
فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا لاولادنا. فقلت: جعلت
فداك وإنهم لياتونكم ؟ فقال: يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا. (1)
الثاني ومائة أنه -
عليه السلام - حي بعد الموت 1412 / 160 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد، عن الوشاء عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله - عليه السلام
-، قال: كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء، في غسله وفي كفنه وفي
دخوله قبره، فقلت: يا أباه والله ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم، ما رايت عليك
أثر الموت. فقال: يا بني أما سمعت علي بن الحسين - عليهما السلام - ينادي من وراء
الجدار يا محمد ! تعال عجل ؟ (2)
(1) الكافي: 1 /
393 ح 3. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 61. (2) الكافي: 1 / 260 ح 7
وعنه إثبات الهداة: 3 / 44 ح 15 وعن البصائر: 482 ح 6 وكشف الغمة: 2 / 139.
وأخرجه في البحار 46 / 213 ح 4 والعوالم: 19 / 448 ح 4 عن البصائر وكشف
الغمة. ويأتي أيضا في المعجزة: 5 من معاجز الامام الباقر - عليه السلام -
وله تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم.
[ 438 ]
الثالث ومائة أنه - عليه السلام - يعرف
من يدخل عليه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق 1413 / 161 - محمد بن الحسن الصفار، عن
محمد بن هارون، عن أبي الحسن [ عن ] (1) موسى بن القاسم، يرفعه، قال: قال علي بن
الحسين - عليه السلام -: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق،
وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم. (2)
الرابع ومائة أنه - عليه السلام - حادث
أباه الحسين بعد وفاته - عليه السلام - 1414 / 162 - عن الصفار، عن محمد بن عيسى،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد [ بن عبد ] (3) الرحمن الخثعمي، عن أبي جعفر -
عليه السلام - قال: خرجت مع أبي - عليه السلام - إلى بعض أمواله، فلما صرنا (4) في
الصحراء إستقبله شيخ [ أبيض الرأس واللحية ] (5) فنزل إليه أبي وسلم عليه جعلت
أسمعه، وهو يقول [ له ] (6): جعلت فداك، ثم [ جلسنا ] (7)
(1) من المصدر.
(2) بصائر الدرجات: 288 ح 4 وعنه البحار: 36 / 127 ح 35. (3) من المصدر.
(4) من المصدر: برزنا. (5 - 7) من المصدر.
[ 439 ]
تحادثا (1) طويلا ثم [ قام الشيخ انصرف
و ] (2) ودعه أبي وقام ينظر إليه حتى غاب شخصه (3) عنه فقلت لابي: من هذا الشيخ
الذي سمعتك تعظمه في مسائلتك ؟ قال: يا بني هذا جدك الحسين - عليه السلام - (4).
(5)
الخامس والمائة كلام الشاة 1415 / 163
- ثاقب المناقب، عن عمار الساباطي، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - قال: لما
قتل الحسين بن علي - عليهما السلام -، [ و ] (6) اقبل محمد بن الحنفية إلى علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -، فقال له: ما الذي فضلك علي وأنا أكثر
رواية وأسن منك ؟ قال: كفى بالله شهيدا يا عمي قال له محمد بن الحنفية: أحلت على
غائب.
(1) في المصدر:
فتسائلا. (2) من المصدر. (3) في المصدر: في قفاه حتى توارى عنه. (4) في
المصدر: سمعتك تقول له ما لم تقله لاحد قال هذا أبي. (5) بصائر الدرجات:
283 ح 18 وعنه البحار: 6 / 231 ح / 4 وج 27 / 304 ح 8. وأخرجه الراوندي في
الخرائج: 2 / 819 ح 30. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 190 من معاجز
الامام الحسين - عليه السلام -. أقول فليلا حظ أن الصفار - رحمه الله -
يروي الحديث عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر - عليهما السلام - وغفل عنه
المؤلف - رحمه الله -. (6) من المصدر.
[ 440 ]
قال: وكان في دار علي بن الحسين -
عليهما السلام - شاة حلوب فقال: اللهم انطقها [ اللهم أنطقها ] (1). فقالت الشاة:
يا علي بن الحسين - عليهما السلام -: إن الله استودعك علمه ووحيه (2)، فأمر سودة
الخادمة تتحذ لي العلف. قال: فصفق محمد بن الحنفية على وجهه، ثم قال: أدركني أدركني
أدركني، يابن أخي ثم ضرب بيده على كتفه، فقال: اهتد هداك الله. (3)
السادس ومائة حسن صوته الذي يصعق منه
1416 / 164 - الطبرسي في الاحتجاج: عن أبي الحسن موسى - عليه السلام - [ روى أنه -
عليه السلام - كان حسن الصوت وحسن القراءة ] (4) قال يوما من الايام: إن علي بن
الحسين - عليهما السلام - كان يقرأ القرآن وربما مر به المار فصعق من حسن صوته، وإن
الامام لو أظهر في ذلك (5) شيئا لما احتمله الناس قيل له. ألم يكن رسول الله - صلى
الله عليه وآله - يصلي بالناس ويرفع صوته السادس ومائة حسن صوته الذي يصعق منه 1416
/ 164 - الطبرسي في الاحتجاج: عن أبي الحسن موسى - عليه السلام - [ روى أنه - عليه
السلام - كان حسن الصوت وحسن القراءة ] (4) قال يوما من الايام: إن علي بن الحسين -
عليهما السلام - كان يقرأ القرآن وربما مر به المار فصعق من حسن صوته، وإن الامام
لو أظهر في ذلك (5) شيئا لما احتمله الناس قيل له. ألم يكن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟
(1) من المصدر.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ورحمته. (3) ثاقب المناقب: 148 ح 138. (4)
من المصدر. (5) في المصدر: من ذلك.
[ 441 ]
فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - كان يحمل من خلفه ما يطيقون. (1) تم بعون الله وحسن توفيقه تم ولله الحمد
المجلد الرابع، ويليه المجلد الخامس بإذنه تعالى
(1) الاحتجاج:
170، وعنه البحار: 46 / 69 ح 42 والعوالم: 18 / 135 ح 4 وعن الكافي: 2 /
615 ح 4. وأخرجه في البحار: 16 / 187 ح 22 وج 25 / 164 ح 3 والمؤلف في حلية
الابرار: 3 / 339 ح 1 عن الكافي: 2 / 615. (*)
|