كتاب مدينة المعاجز

الجزء الخامس

 

 

مدينة المعاجز

السيد هاشم البحراني ج 5


[ 1 ]

مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر تأليف العلم العلامة السيد هاشم البحراني (قدس سره) الجزء الخامس مؤسسة المعارف الاسلامية

[ 2 ]

هوية الكتاب إسم الكتاب: مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر - ج 5. تأليف: السيد هاشم بن سليمان البحراني - رحمه الله. تحقيق: لجنة التحقيق برئاسة الشيخ عباد الله الطهراني الميانجي. صف الحروف ونشر: مؤسسة المعارف الاسلامية. الطبعة: الاولى 1415 ه‍. ق. المطبعة: دانش. العدد: 2000 نسخة.

[ 3 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

[ 4 ]

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمؤسسة المعارف الاسلامية ايران - قم المقدسة ص. ب 768 / 37185 تلفون 32009

[ 5 ]

 

بسم الله الرحمن الرحيم الباب الخامس في معاجز الامام أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم الصلاة والسلام -

الاول معاجز المولد وقد تقدم في معاجز مولد أبيه علي بن الحسين - عليهما السلام -

الثاني أنه باقر العلم، وإبلاغ السلام له - عليه السلام - من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند جابر بن عبد الله، وأن جابر يعمى، ثم يكشف عن بصره فيراه - عليه السلام - 1417 / 1 - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد (بن جعفر (1) بن حسن العلوي الحسيني، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر


(1) ليس في المصدر.


[ 6 ]

الصيدواوي قال: حدثنا حسين بن شداد، عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي في حديث قال: أتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين - عليه السلام - والباب أبو جعفر بن محمد بن علي - عليهما السلام - في اغيملة من بني هاشم قد اجتمعوا، هناك فنظر جابر إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسجيته، فمن أنت يا غلام ؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي الحسين، فبكي جابر - رضي الله عنه - ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت (وامي) (1) فدنا منه فحل جابر ازراره (2) ووضع يده على صدره، فقبله، وجعل عليه خده ووجهه وقال له: اقرئك عن جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله - السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى، ثم يكشف لك عن بصرك، ثم قال (لي) (3): ائذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت. فقال: يا بني، ذلك جابر بن عبد الله، ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل ؟


(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: ازاره. (3) من المصدر والبحار.


[ 7 ]

قال: نعم، إن الله يقصدك بسوء (1) ولقد أشاط (2) بدمك (3). 1418 / 2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال أخبرني أبو طالب محمد بن عيسى القطان قال: أخبرني أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام (، عمن رواه، عن الصادق جعفر بن محمد - عليه السلام - قال: جاء علي بن الحسين بأبنه محمد الامام (4) إلى جابر بن عبد الله الانصاري فقال له: سلم على عمك جابر، فأخذه جابر فقبل (ما) (5) بين عينيه وضمه إلى صدره، فقال: هكذا أوصاني رسول الله وقال لي (6): يا جابر، يولد لعلي بن الحسين زين العابدين ولد يقال له محمد، فإذا رأيته (يا جبار فاقرأه مني السلام، واعلم يا جابر) (7) ان مقامك بعد رؤيته قليل. قال: فعاش جابر بعد أن رآه أياما يسيرة ومات - رضي الله عنه - (8) والروايات في ذلك كثيرة يطول بذكرها الكتاب.

الثالث المائدة التي أخرجها من اللبنة. 1419 / 3 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو


(1) في المصدر: إن لله إنه لم يقصدك فيه بسوء. (2) اشاط بدمه: عرضه للقتل. (3) امالي الطوسي: 2 / 249. وقد تقدم بتمامه مع تخريجاته في المعجزة: 4 من معاجز الامام السجاد - عليه السلام -. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: قال. (7) ليس في المصدر، وفيه (فان). (8) دلائل الامامة: 95.


[ 8 ]

محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش قال: قال قيس بن ربيع: كنت ضيفا لمحمد بن علي - عليه السلام - وليس في منزله غير لبنة، فلما حضر العشاء قام فصلى وصليت معه، ثم ضرب بيده إلى اللبنة، فأخرج منها منديلا مثقلا (1) ومائدة مستوى عليها كل حار وبارد، فقال (لي) (2): كل (فهذا ما أعد الله للاولياء، فأكل) (3) وأكلت، ثم رفعت المائدة في اللبنة، فخالطني الشك حتى إذا خرج لحاجته قلبت اللبنة فإذا هي لبنة صغيرة، فدخل وعلم ما في قلبي، فأخرج من اللبنة أقداحا وكيزانا وجرة فيها ماء، فسقانا وشرب هو ثم أعاده (4) إلى موضعه وقال: مثلك معي مثل اليهود مع المسيح - عليه السلام - حين لم يثقوا به، ثم أمر اللبنة أن تنطق، فتكلمت (5).

الرابع إخباره - عليه السلام - أبا جعفر الدوانيقي وأخاه ان الامر يصير إليهما. 1420 / 4 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش قال: قال لي منصور - يعني أبا جعفر الدوانيقي - كنت هاربا من بني أمية أنا وأخي أبو العباس فمررنا بمسجد المدينة ومحمد بن علي الباقر جالس فقال لرجل إلى جانبه: كاني بهذا الامر


(1) في المصدر: قنديلا مشعلا. (2) ليس في المصدر. (3) ليس في المصدر، وفيه: فأكلت. (4) في المصدر: فشرب وسقاني، ثم اعاد ذلك. (5) دلائل الامامة: 95 - 96 وعنه اثبات الهداة: 3 / 63 ح 78.


[ 9 ]

(وقد) (1) صار إلى هذين، فأتى الرجل فبشرنا به فملنا إليه وقالنا: يا بن رسول الله ما الذي قلت ؟ فقال: هذا الامر صائر اليكم عن قريب ولكنكم تسوؤن إلى ذريتي (وعترتي) (2) فالويل لكم عن قريب، فما مضت الايام حتى تملك أخي وتملكتها (. (3)

الخامس القضيب الذي يسأله عن أخبار البلدان 1421 / 5 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا العلاء بن محرز (4) قال: شهدت محمد بن علي الباقر - عليه السلام - وبيده عرجونة - يعني قضيبا دقيقا - يسأله عن أخبار بلدة بلدة (5) فيجيبه ويقول: زاد الماء بمصر كذا (ونقص بالموصل كذا و) (6) وقعت الزلزلة بأرمينية، وألتقى حارث وجويبر (7) في موضع - يعني جبلين - ثم رأيته يكسرها (8) ويرمي بها، فتجتمع فتصير قضيبا (9).


(1 و 2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 96 وعنه اثبات الهداة: 3 / 63 ح 79. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: محمد. (5) في المصدر: بلد بلد. (6) من المصدر. (7) في المصدر: حادن وحورد، وحارث وجوبير جبلان بأرمينية (المراصد: 2 / 371). (8) كذا في المصدر والاثبات، وفي الاصل: يكسر، وفيه: تعود قضيبا. (9) دلائل الامامة: 96 وعنه اثبات الهداة: 3 / 64 ح 80.


[ 10 ]

 

السادس أنه - عليه السلام - صنع فيلا من طين فركبه - عليه السلام - فطار به إلى مكة. 1422 / 6 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أحمد ابن منصور الزيادي (1) قال: حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر - عليه السلام - (و) (2) قد صنع فيلا من طين، فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه (3)، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر - عليه السلام - فقلت له: أخبرني جابر عنك بكذا وكذا ؟ (فصنع مثله) (4) فركب وحملني معه إلى مكة وردني (5).

السابع انه - عليه السلام - يضرب الصخر فينبع منه الماء. 1423 / 7 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو محمد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا حكم بن سعد (6) قال:


(1) في المصدر: الرماني، والظاهر ان كلاهما تصحيف (الرمادي) راجع سير اعلام النبلاء: 12 / 389. (2) من المصدر. (3) في المصدر: مكة عليه وعاد فلم. (4) من المصدر، وفيه: وركب. (5) دلائل الامامة: 96 وعنه اثبات الهداة: / 64 ح 81. (6) في المصدر حكيم بن اسعد، والظاهر ان ما في الاصول هو الصحيح راجع معجم الاستاذ السيد الخوئي: 6 / 170.


[ 11 ]

لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر - عليه السلام - وبيده عصا يضرب (به) (1) الصخر، فينبع منه الماء ! فقلت: يا بن رسول الله ما هذا ؟ قال: نبعة من عصا موسى (التي) (2) يتعجبون منها. (3)

الثامن القصعة التي يضع - عليه السلام - فيها النار فلم تحرق 1424 / 8 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أحمد ابن عامر قال: حدثنا عبد الحي (4) بن سويد قال: حدثنا شهر بن وائل قال: لقيت الباقر - عليه السلام - وبيده قصعة من خشب تشتعل فيها النار ولا تحترق القصعة، فقلت: يا بن رسول الله ما هذا ؟ قال: التظت الارض فأرفضت تلك النار منها، فقدرت أن القصعة قد احترقت فلم يؤثر فيها شئ (5).

التاسع الخاتم الذي يقف به الزورق وأخرج الكيس 1425 / 9 - عنه: قال: وحدثنا (6) سفيان، عن وكيع قال: حدثنا الاعمش قال: حدثنا منصور قال: كنت أريد (أن) (7) أركب البحر، فسألت الباقر - عليه السلام - فأعطاني خاتما فكنت أطرحه في الزورق إذا


(1 و 2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 96 وعنه اثبات الهداة: 3 / 64 ح 82. (4) في المصدر: عبد الحميد. (5) دلائل الامامة: 97 وعنه اثبات الهداة: 3 / 64 ح 83. (6) كذا في المصدر وفي الاصل: حدثنا. (7) من المصدر.


[ 12 ]

شئت فيقف، وإن شئت أطلقه. وإني جئت الدور (1) فسقط لاخ لي كيس في الدجلة، فألقيت ذلك الخاتم، فخرج وأخرج الكيس بإذن الله تعالى. (2)

العاشر التفاحة التي أخرجها بين الحجارة 1426 / 10 - عنه: قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن جابر بن يزيد رحمه الله قال: خرجت مع أبي جعفر - عليه السلام وهو يريد الحيرة، فلم أشرفنا على كربلاء قال لي: يا جابر هذه روضة من رياض الجنة لنا ولشيعتنا، وحفرة من حفر جهنم لاعدائنا، ثم انه التفت الي (3) وقال: يا جابر. قلت لبيك (سيدي) (4). قال لي: تأكل شيئا ؟ قلت: نعم (سيدي) (5) فأدخل يده بين الحجارة فأخرج لي تفاحة لم أشط قط رائحة مثلها، لا تشبه (رائحة) (6) فاكهة الدنيا، فعلمت أنها من الجنة فأكلتها، فعصمني من الطعام أربعين يوما لم آكل ولم احدث. (7)


(1) الدور - بضم اوله وسكون ثانيه -: سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد... ذكر مفصلا في معجم البلدان: 2 / 481. ولعله أراد بها المنازل. (2) دلائل الامامة: 97 وعنه اثبات الهداة: 3 / 64 ح 84. (3) في المصدر: ثم قضى ما أراد والتفت. (4 - 6) ليس في المصدر. (7) دلائل الامامة: 97 وعنه اثبات الهداة: 3 / 64 ح 85.


[ 13 ]

 

الحادي عشر النخلة اليابسة التي تساقط منها الرطب 1427 - 11 - عنه: قال: وروى موسى بن الحسن، عن احمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، عن خاله علي بن حسان (1)، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله - عليه السلام -: قال: نزل أبو جعفر - عليه السلام - بواد فضرب خباءه، (ثم خرج) (2) يمشي حتى أتى نخلة يابسة فحمد الله عزوجل (عندها) (3)، ثم تكلم بكلام لم اسمع مثله، ثم قال: أيتها النخلة أطعمينا مما جعله الله جل ذكره فيك، فتساقط منها رطبا أحمر وأصفر فأكل - عليه السلام - وأكل معه أبو أمية الانصاري فقال: يا أبا امية هذه الاية فينا كالاية في مريم إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا. (4) ورواه ابن شهر آشوب عن عبد الرحمن بن كثير. (5)

الثاني عشر إخباره - عليه السلام - بالغائب

الثاني عشر إخباره - عليه السلام - بالغائب 1428 / 12 - عنه: قال: روى الحسن، عن مثنى، عن أبي عبيدة، (عن


(1) في المصدر: عن خالد بن حسان (2) من المصدر، وفيه: حتى انتهى. (3) ليس في المصدر، وفيه: وتكلم. (4) مقتبس من سورة مريم آية 25. (5) دلائل الامامة: 97 - 98، مناقب آل أبي طالب: 4 / 188. وأخرجه في البحار: 46 / 236 ح 10 و 11 والعوالم: 19 / 111 ح 1 عن المناقب وبصائر الدرجات: 253 ح 2. وأورده في الخرائج: 1 / 289 ح 23.


[ 14 ]

أبي عبد الله - عليه السلام) (1) قال: كان أبو جعفر - عليه السلام - في مجلس له ذات يوم، إذ أطرق إلى الارض ينكث فيها مليا، ثم رفع رأسه وقال: كيف أنتم إذا جائكم رجل يدخل عليكم (في) (2) مدينتكم هذه (في) (3) أربعة آلاف حتى يسبقونكم (4) بسيفه ثلاثة أيام، فيقتل مقاتليكم وتلقون منه ذلا (5) لا تقدرون أن تدفعوا ذلك، فخذوا حذركم، وأعلموا أن الذي قلت لكم كائن لابد منه. فلم يلتفت أهل المدينة إلى هذا الكلام من أبي جعفر - عليه السلام -، فقالوا: لا يكون هذا أبدا ! ولم يأخذوا حذرهم إلا بنو هاشم خاصة، لعلمهم أن كلامه حق من الله عزوجل، فلما كان من قابل حمل أبو جعفر - عليه السلام - عياله وبنو هاشم فخرجوا من المدينة وأصابوا ما قال أبو جعفر - عليه السلام - (في المدينة فأوصيبت أهلها) (6) فقالوا: والله ما نرد على أبي جعفر (بعد) (7) شيئا نسمعه أبدا منه، سمعنا ما رأينا. وقال بعضهم: إنما القوم من أهل بيت النبوة ينطقون بالحق ما لم يتعلق أحدكم على أبي جعفر بكلمة لم ير تأويلها يقول: هذا غلط. (8)


(1) من المصدر، وفيه: أبو بصير، بدل (ابو عبيدة). (2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر يستقريكم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (6) من المصدر، وفيه: وقع بدل (أصابوا). (7) من المصدر، وفيه: لا نرد. (8) دلائل الامامة: 98. وأخرجه في البحار: 46 / 254 والعوالم: 19 / 143 ح 15 عن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 192 والخرائج: 1 / 289 ح 23، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج. ويأتي في المعجزة: 85 عن المناقب.


[ 15 ]

 

الثالث عشر عمله - عليه السلام - منطق الورشان 1429 / 13 - عنه: قال: وروى أحمد بن إبراهيم، عن خاله، عن علي ابن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي الباقر - عليه السلام - في طريق مكة، ومعه أبو أمية الانصاري وهو زميله في محمله، فنظر إلى زوج ورشان في جانب المحمل معه، فرفع أبو أمية يده لينحيه، فقال له أبو جعفر: مهلا فان هذا الطير جاء يستخفر بنا أهل البيت، لان حية تؤذيه وتأكل فراخه كل سنة، وقد دعوت الله (له) (1) أن يدفع عنه وقد فعل. (2)

الرابع عشر علمه - عليه السلام - بمنطق الطير والذئب الذي شكا إليه عسر ولادة زوجته 1430 / 14 - عنه: قال: وروى محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - بين مكة والمدينة نسير، وأنا على حمار (لي) (3) وهو على بغلة (له) (4)، إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر - عليه السلام - فحبس له البغلة حتى دنا منه، فوضع يده


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 98 وعنه البحار: 65 / 22 ح 39، واخرجه في البحار: 46 / 238 ح 19 والعوالم: 19 / 94 ح 3 عن بصائر الدرجات: 344 ح 16 باختلاف. (3 و 4) ليس في المصدر.


[ 16 ]

على قربوس السرج ومد عنقه إليه فأدنى أبو جعفر - عليه السلام - أذنه منه ساعة، ثم قال له: امض فقد فعلت، فرجع مهرولا. فقلت: جعلت فداك (ما هذا) (1) لقد رأيت عجبا ؟ فقال - عليه السلام -: (هل تدري ما قال ؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم) (2) فقال: هذا الذئب ذكر لي (3) أن زوجته في هذا الجبل، وقد عسر (عليها) (4) ولادتها، فادع الله عزوجل أن يخلصها، وأن يسلط نسلي على شئ من شيعتكم أهل البيت. فقلت: قد فعلت. ورواه ابن شره آشوب، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام -. ورواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي، وهو على بغلة له إذ أقبل ذئب من رأس الجبل وذكر الحديث بعينه. ورواه الحضيني في هدايته: باسناده، عن محمد بن مسلم قال: سرت مع أبي جعفر - عليه السلام - من مكة إلى المدينة وهو على بغلة له وأنا على حمار لي، إذ أقبل ذئب يهوي من رأس الجبل حتى دنا من أبي


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: هكذا (فقال: ذكر ان). (4) من المصدر، وفيه هكذا: سألني أن أدعو الله ليخلصها ولا يسلط عليها شيئا من نسلها على شيعتنا فقلت له.


[ 17 ]

جعفر - عليه السلام -، فحبس البغل ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس (سرجه) (1) وتطاول يخاطبه وأصغى إليه أبو جعفر - عليه السلام - باذنه مليا ثم قال: إذهب فقد فعلت ما سألت فرجع وهو يهرول وساق مثله. (2)

الخامس عشر علمه - عليه السلام - بمنطق الورشان وزوجته 1431 / 15 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن علي، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما (2)، فرد أبو جعفر عليهما كلامهما ساعة (ثم نهضا، فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الانثى ساعة) (4) ثم نهضا فقلت: جعلت فداك ما هذا الطير ؟ قال: يا بن مسلم كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح فهو أسمع لنا وأطوع من ابن آدم، إن هذا الطائر (5) ظن بامرأته،


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 98، مناقب ابن شهر آشوب: 4: 189، الاختصاص: 300، هداية الحضيني: 51 - 52 (مخطوط). واخرجه في البحار: 65 / 71 ح 2 عن دلائل الامامة، وفي ص 77 ح 9 عن الاختصاص، وفي ج 46 / 239 ح 20 - 22 والعوالم: 19 / 97 ح 1 عن المناقب والاختصاص وبصائر الدرجات: 351 ح 12 وكشف الغمة: 2 / 138. (3) قال الفيروز آبادي: الهديل: صوت الحمام، أو خاص بوحشيها، هدل يهدل، والورشان: نوع من الحمام البري أكدر اللون، فيه بياض فوق ذنبه. (4) من المصدر. (5) في المصدر: الورشان.


[ 18 ]

فحلفت له ما فعلت، فقالت: ترضى بمحمد بن علي ؟ فرضيا بي، فأخبرته أنه لها ظالم، فصدقها. ورواه ابن شهر آشوب: قال: كنت عنده - يعني أبا جعفر - عليه السلام - يوما وقع (1) زوج ورشان (على الحائط) (2) وهدلا هديلهما فرد عليهما أبو جعفر كلامهما ساعة وذكر الحديث. (3)

السادس عشر علمه - عليه السلام - بمنطق العصافير 1432 / 16 - من طريق المخالفين ما رواه أبو نعيم في حلية الاولياء: باسناده عن أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه قال: قال لي محمد ابن علي بن الحسين - عليهما السلام - وسمع عصافير تصيح، فقال: أتدري (4) يا أبا حمزة ما يقلن قلت: لا قال: يسبحن الله ربهن (5) عزوجل ويسألن قوت يومهن. (6)


(1) في المصدر: فرجع. (2) ليس في المصدر. (3) الكافي: 1 / 470 ح 4، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 191. واخرجه في البحار: 46 / 238 ح 17 و 18 والعوالم: 19 / 93 ح 3 عن المناقب وبصائر الدرجات: 342 ح 5. ويأتي في المعجزة 111 عن هداية الحضيني. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: تدري. (5) في المصدر: يسبحن ربي. (6) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 185 وعنه البحار: 46 / 261 والعوالم: 19 / 95 ح 1 ورواه في حلية الاولياء: 3 / 187.


[ 19 ]

 

السابع عشر علمه بمنطق الفاختة 1433 / 17 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الظر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي أحمد، عن شعيب بن الحسن قال: كنت عند أبي جعفر - عليه السلام - جالسا، فسمعت صوت فاختة (1) فقال: تدرون ما تقول هذه قال: تقول فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم. (2)

الثامن عشر علمه - عليه السلام - بمنطق الوزغ 1434 / 18 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن (3) بن علي، عن كرام، عن عبد الله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الوزغ فقال: هو رجس وهو مسخ، فإذا قتلته فاغتسل، ثم قال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه، فإذا وزغ يولول بلسانه، فقال أبى للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ ؟ فقال الرجل: لا علم علي بما يقول: قال: فانه يقول: لئن ذكرت عثمان لاسبن عليا أبدا حتى تقوم من هيهنا. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا أبي، عن سعد بن عبد الله


(1) في المصدر: نسمع صوتا من الفاختة. (2) بصائر الدرجات: 343 ح 8 وص 344 ح 8 وعنه البحار: 65 / 14 ح 6. (3) في المصدر: الحسين.


[ 20 ]

قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن علي، عن كرام (1)، عن عبد الله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الوزغ فقال: هو رجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل، ثم قال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه وساق الحديث إلا أن فيه: لان ذكرت عثمان لاذكرن عليا حتى تقوم من هيهنا. ورواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي الوشا، عن كرام بن عمرو الخثعمي، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: سألت عن الوزغ قال: هو الرجس وهو مسخ فإذا قتلته فاغتسل، ثم قال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه، فإذا هو بوزغ يولول، وذكر الحديث إلى آخره. 1435 / 19 - عنه: عن الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن فضيل الاعور قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كان رجل عند أبي جعفر - عليه السلام - عن هذه العصابة يحادثه في شئ من ذكر عثمان، قال: فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط، فقال أبو جعفر: أتدري ما يقول ؟ قلت لا، قال: يقول لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا. ورواه في الاختصاص الشيخ المفيد: عن علي بن محمد الحجال،


(1) في المصدر: الحسين بن علي كرام وهو اشتباه. (2) بصائر الدرجات: 353 ح 1، دلائل الامامة: 99، الاختصاص: 301 وعنهم البحار: 65 / 225 ح 7 وفي ج 80 / 67 ح 5 عن البصائر والاختصاص. وأخرجه في البحار: 46 / 263 والعوالم: 19 / 98 ح 1 عن مناقب ابن شهر آشوب 4: 189. ويأتي في المعجزة: 106 عن الكافي.


[ 21 ]

عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن فضيل الاعور قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كان عند أبي جعفر - عليه السلام - رجل من هذه العصابة وهو يحادثه، وهو في شئ من ذكر عثمان، وساق الحديث إلى آخره (1).

التاسع عشر رويته - عليه السلام - معاوية في سلسلة 1436 / 20 - محمد بن الحسن الصفار، عن الحجال، عن الحسن بن الحسين، عن ابن سنان، عن عبد الملك القمي، عن إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: بينا أنا وأبي متوجهين إلى مكة، وأبي قد تقدمني في موضع يقال له: ضجنان (2)، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها، (فاقبل علي) (3) فقال (له) (4): اسقني (إسقني إسقني، قال:) (5) فصاح بي أبي لا تسقه لا سقاه الله، قال: ورجل يتبعه حتى جذبه بسلسلته (6) وطرحه في أسفل درك من النار. ورواه المفيد في الاختصاص: عن علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان، عن عبد الملك بن عبد الله القمي، عن أخيه إدريس بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: بينا أنا وأبي متوجهين إلى مكة، وأبي قد تقدمني في موضع يقال


(1) بصائر الدرجات: 354 ح 2، الاختصاص: 301 وعنهما البحار: 27 / 267 ح 15. (2) ضجنان - بالتحريك - جبل بتهامة. (مراصد). (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر هكذا: فرجل يتبعه حتى جذب سلسلة جذبة، فألقاه وطرحه.


[ 22 ]

له: ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة، وذكر الحديث إلى آخره. (1) 1437 / 21 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر - عليه السلام - (بوادي) (2) ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك، ثم قال لاصحابه: أتدرون لم قلت: (ما قلت) (3) ؟ فقالوا: لم قلت جعلنا الله فداك ؟ قال: مر معاوية يجر سلسلة قد أدلى لسانه يسألني أن أستغفر له وأنه ليقال ان هذا واد (4) من أودية جهنم. ورواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر - عليه السلام - بضجنان وقال (5) ثلاث مرات: لا غفر الله لك، وساق الحديث إلى آخره. (6) 1438 / 22 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، (عن الحسين بن سعيد) (7)، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن


(1) بصائر الدرجات: 285 ح 2، الاختصاص: 276. واخرجه في البحار: 6 / 247 ح 82 عن الاختصاص، وفي الايقاظ من الهجعة: 203 ح 20 عن الخرائج 2 / 814 ح 23. (2، 3) من المصدر. (4) في المصدر هكذا: يقال: ان هذا وادي ضجنان من. (5) في المصدر: فقال. (6) بصائر الدرجات: 285 ح 3، الاختصاص: 276. واخرجه في البحار: 33 / 172 ح 453 عن الاختصاص. (7) ليس في المصدر.


[ 23 ]

أبان بن عثمان، (عن بشير النبال) (1) قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: كنت مع أبي بعسفان في واديها أو بضجنان، فنفرت بغلته فإذا رجل في عنقه سلسلة وطرفها في يد آخر يجرها، فقال: إسقني فقال الرجل: لا تسقه لا سقاه الله، فقلت لابي: من هذا ؟ فقال: هذا معاوية - لعنه الله -. (2) 1439 / 23 - المفيد في الاختصاص أيضا: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كنت أسير مع أبي في طريق مكة ونحن على ناقتين، فلما صرنا بوادي ضجنان خرج علينا رجل في عنقه سلسلة يسحبها فقال: يا إبن رسول الله اسقني سقاك الله، فتبعه رجل آخر فاجتذب السلسلة وقال يا ابن رسول الله لا تسقه لا سقاه الله فالتفت الي أبي فقال: يا جعفر عرفت هذا ؟ هذا معاوية - لعنه الله -. (3)

العشرون رؤيته - عليه السلام - أبا بكر وعمرو ورمى الاول بحصاتين والاخر بثلاث. 1440 / 24 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم، عن الحسن بن علي - رجل كان يكون في جباية مأمون - قال:


(1) من المصدر والبحار. (2) الاختصاص: 276 وعنه البحار: 6 / 247 ح 83، ورواه في بصائر الدرجات: 285 ح 4. (3) الاختصاص: 276 وعنه البحار: 46 / 280 ح 81 والعوالم 19: 164 ح 1.


[ 24 ]

دخلت (أنا) (1) ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي - قال أبو الصخر: وأظن أنه من ولد عمر بن علي، وكان نازلا في دار الصيديين - فدخلنا عليه عنه العصر، وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح فسلمنا عليه فرد علينا السلام، ثم إبتدأنا، فقال: معكما أحد ؟ فقلنا لا، ثم إلتفت يمينا وشمالا هل يرى أحدا، ثم قال: أخبرني أبي، عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي - عليهما السلام - بمنى وهو يرمي الجمرات، وان ابا جعفر رمى الجمرات فأستتمها وبقي في يديه بقية، فعد خمس حصيات، فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية، فقلت له: أخبرني جعلت فداك ما هذا، فقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط ؟ (أنا رأيتك رميت بحصاك، ثم رميت) (2) بخمس بعد ذلك، ثلاثة في ناحيد واثنتين في ناحية ؟ قال: نعم: إنه إذا كان كل موسم اخرج الفاسقان غضين طريين فصلبا هيهنا لا يراهما إلا إمام عدل، فرميت الاول بثنتين والاخر بثلاث، لان الاخر أخبث من الاول. (3)

الحادي والعشرون أنه - عليه السلام - رأى قابيل يعذب 1441 / 25 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن


(1) من المصدر. (2) بدل ما بين القوسين في المصدر هكذا: انك رميت. (3) الاختصاص: 277 وعنه البحار: 8 / 214 (ط. حجر) ومستدرك الوسائل: 10 / 78 ح 1 وعن بصائر الدرجات: 286 ح 8. وأخرجه في البحار: 28 / 305 ح 10 عن البصائر، وفي مختصر البصائر: 111 عن الخرائج: 2 / 815 ح 25 باختلاف


[ 25 ]

عيسى وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، وعن زرارة قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي بن إبن آدم، فرآه معقولا (1) معه عشرة موكلين به، يستقبلون به الشمس حيث دارت في الصيف (و) (2) يوقدون حوله النار، فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد، كلما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه. فقال (له) (3): يا عبد الله ! ما قصتك ؟ لاي شئ ابتليت بهذا ؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة لم (4) يسألني عنها أحد قبلك ! إنك لاحمق الناس أو إنك لاكيس الناس، فقلت لابي جعفر - عليه السلام - أيعذب في الاخرة ؟ (قال:) (5) فقال: ويجمع الله عليه عذاب الدنيا (وعذاب) (6) الاخرة. (7) 1442 / 26 - علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: كنت جالسا (معه) (8) في المسجد الحرام، فإذا طاووس في جانب الحرم يحدث أصحابه حتى قال: أتدري أي يوم قتل نصف الناس ؟ فأجابه


(1) أي محبوسا، مشدودا بالعقال وهو الحبل. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر والبحار: ما. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) الاختصاص: 316، بصائر الدرجات: 398 ح 4 وعنهما البحار: 46 / 240 - 241 - 25 و 26 والعوالم: 19 / 113 ح 1. وأخرجه في البحار: 11 / 239 ح 25 و 26 عن البصائر وقصص الانبياء: 60 / ح 34. (8) من المصدر والبحار.


[ 26 ]

أبو جعفر - عليه السلام - (فقال:) (1) أو ربع الناس يا طاووس ؟ (فقال:) (2) أو ربع الناس. فقال: (أتدري) (3) ما صنع بالقاتل ؟ فقلت: إن هذه لمسألة. فلما كان من الغد غدوت على أبي جعفر - عليه السلام - فوجدته قد لبس ثيابه، وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له، فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله، فقال: إن بالهند أو وراء الهند رجل معقول برجل يلبس المسح (4) موكل به عشرة نفر، كلما مات رجل (منهم) (5) أخرج أهل القرية بدله، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون، ويستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع ويديرونه معها حتى تغيب، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد وفي الحر الماء الحار. (قال:) (6) فمر عليه رجل من الناس، فقال له: من أنت يا عبد الله ؟ فرفع رأسه ونظر إليه، ثم قال (له) (7): (من أنت) (8) ؟ إما أن تكون أحمق الناس وإما أن تكون أعقل الناس ! إني لقائم هيهنا منذ قامت الدنيا ما سألني أحد من أنت غيرك (ثم قال:) (9) يزعمون أنه إبن آدم، قال الله عز وجل (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) (10). وروى الحديث الاول محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن


(1 - 3) من المصدر والبحار. (4) المسح: البلاس ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للجسد. (5 - 7) من المصدر. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) من المصدر والبحار. (10) تفسير القمي: 1 / 166 - 167 وعنه البحار: 11 / 231 ح 9 والاية في سورة المائدة: 32.


[ 27 ]

محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - وذكر الحديث الاول. وسيأتي إن شاء الله تعالى في الذي بعده التصريح أن صاحب الامر أبو جعفر - عليه السلام -.

الثاني والعشرون أنه - عليه السلام - أتى قوم موسى - عليه السلام - فأصلح بينهم. 1443 / 27 - المفيد في الاختصاص: عن علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إني لاعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطاق الارض إلى الفئة التي قال الله عز وجل في كتابه (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (1) لمشاجرة كانت (فيما) (2) بينهم (فاصلح بينهم) (3) ورجع. (4) 1444 / 28 - وروى المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ كان بينهم، فأصلح بينهم، فمر برجل معقول، عليه ثياب مسوح، معه عشرة موكلين به، يستقبلون به في الشتاء الشمال ويصبون


(1) الاعراف: 159. (2 و 3) ليس في المصدر والبحار. (4) الاختصاص: 316 - 317 وعنه البحار: 25 / 370 ح 18 وعن بصائر الدرجات: 398 ح 6.


[ 28 ]

عليه الماء البارد، ويستقبل به في الحر عين الشمس يدار به معها حيثما دارت، ويوقد حوله النيران، كلما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليهم آخر، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون، فقال له: ما أمرك ؟ قال: إن كنت عالما فما أعرفك (بي) (1). قال العلاء: قال محمد بن مسلم: ويروون أنه إبن آدم ويروون أنه أبا جعفر - عليه السلام - كان صاحب هذا الامر. (2) 1445 / 29 - ومن الكتاب أيضا: علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن سدير الصيرفي قال: قال أبو جعفر - عليه السلام -: يا أبا الفضل إني لاعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى الفئة التي قال الله تعالى (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح (فيهما) (3) بينهم ورجع ولم يقعد، فمر بنطفكم (4) فشرب منه ومر على بابك، فدق عليك حلقة بابك، ثم رجع إلى منزله ولم يقعد. (5) 1446 / 30 - ومن الكتاب أيضا: عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن أبيه، عن عبد الله بن مسكان، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: إني لاعرف رجلا


(1) من المصدر. (2) الاختصاص: 317 وعنه البحار: 25 / 370 ح 19 وعن بصائر الدرجات: 398 ح 7. (3) ليس في المصدر. (4) قال الفيروز آبادي: النطفة - بالضم - الماء الصافي قل أو كثر. (5) الاختصاص: 317 - 318 وعنه البحار: 46 / 241 ح 27 والعوالم: 19 / 116 ح 1.


[ 29 ]

من أهل المدينة أخذ قبل إنطاق الارض إلى الفتة التي قال الله في كتابه (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) لمشاجرة كانت فيما بينهم، فأصلح بينهم، ورجع ولم يقعد، فمر بنطفكم فشرب منه - يعني الفرات - ثم مر عليك يا أبا الفضل، فقرع عليك (بابك) (1) ومر برجل عليه المسوح معقول به عشرة موكلون، يستقبل به في الصيف عين الشمس ويوقد حوله النيران، ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليهم أهل القرية واحدا آخر، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون، فمر به الرجل، فقال (له) (2): ما قصتك ؟ فقال له الرجل المعقول: إن كنت عالما فما اعرفك بي وبأمري ! ويقال: إنه إبن آدم القاتل. وقال محمد بن مسلم: وكان الرجل أبا جعفر - عليه السلام - (3)

الثالث والعشرون أنه - عليه السلام - والائمة - عليهم السلام - ما بينهم وبين كل أرض تر 1447 / 31 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حمراان، عن الاسود بن سعيد قال: قال لي أبو جعفر - عليه السلام - يا أسود بن سعيد إن بيننا وبين كل أرض تر مثل تر البناء، فإذا أمرنا في الارض بأمر جذبنا


(1 و 2) من المصدر. (3) الاختصاص: 318 وعنه البحار: 46 / 241 ح 28 و 29 والعوالم: 19 / 116 ح 2 وعن بصائر الدرجات: 399 ح 11 والخرائج: 1 / 282 ح 14. واخرجه في البحار: 11 / 243 ح 37 عن البصائر.


[ 30 ]

ذلك التر، فأقبلت الارض إلينا بقلبيها وأسواقها ودورها حتى تنفذ (1) فيها ما نؤمر به من أمر الله تبارك وتعالى. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حمران، عن الاسود بن سعيد قال: قال لي أبو جعفر - عليه السلام - يا أسود بن سعيد إن بيننا وبين كل أرض ترا مثل تر البناء، فإذا أمرنا في الارض بأمر جذبنا ذلك التر، فاقبلت الارض بقليبها وأسواقها ودورها حتى تنفذ فيها ما نؤمر من (أمر) (2) الله تبارك وتعالى. (3)

الرابع والعشرون ثلاث البدر التي أخرجت للكميت ولم يكن في البيت شئ. 1448 / 32 - المفيد في الاختصاص: عن علي بن إبراهيم الجعفري قال: حدثني الحسين بن أحمد بن سلمة (4) اللؤلؤي: عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة، فقال: يا جابر ما عندنا درهم.


(1) في المصدر: تنفذ. (2) من المصدر. (3) الاختصاص: 323 - 324، بصائر الدرجات: 407 ح 10 وعنهما البحار: 25 / 366 ح 8 وعن الخرائج: 1 / 287 ح 21 باختلاف. وأخرجه في البحار: 46 / 255 ح 53 والعوالم: 19 / 84 / ح 1 عن الخرائج. (4) في المصدر: مسلمة.


[ 31 ]

قال: فلم ألبث أن دخل عليه الكميت، فقال (له) (1): جعلت فداك أرأيت أن تأذن لي في أن أنشدك قصيدة ؟ فقال: أنشد فأنشده قصيدة، فقال: يا غلام أخرج (له) (2) من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت، فقال له: جعلت فداك أرأيت أن تأذن لي (أن) (3) أنشدك أخرى، فقال: يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة (4) فادفعها إلى الكميت، فأخرج الغلام بدرة فدفعها إليه. فقال: جعلت فداك أرأيت أن تأذن لي (ان) (5) أنشدك الثالثة ؟ فقال (له) (6) أنشد فأنشده، فقال: يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت، فقال له الكميت: والله ما مدحتكم (7) لغرض من الدنيا أطلبه منكم، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وما أوجب (8) الله لكم علي من الحق. قال: فدعا له أبو جعفر - عليه السلام - ثم قال: يا غلام ردها مكانها، قال جابر: فوجدت في نفسي، وقلت: قال لي: ليس عندي درهم، وأمر للكميت بلاثين الف درهم ! فقال: يا جابر قم فادخل ذلك البيت. قال: فقمت فدخلت البيت فلم أجد فيه شيئا، فخرجت إليه فقال لي: يا جابر ! ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم، ثم أخذ بيدي فادخلني البيت


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) البدرة: كيس فيه مقدار من المال يتعامل به، ويقدم في العطايا. (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: ما امتدحتكم. (8) في المصدر: أوجبه.


[ 32 ]

فضرب برجله فإذا شبيه بعنق البعير قد خرج من ذهب، فقال: يا جابر أنظر إلى هذا ولا تخبر به أحدا إلا ممن تثق به من إخوانك، إن الله قد أقدرنا على ما نريد، فلو شئنا أن نسوق الارض بأزمتها لسقناها. (1) 1449 / 33 - والذي رواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة: قال: روى الحسن بن أحمد بن سلمة، عن محمد بن المثني، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: شكوت إليه الحاجة فقال: يا جابر ما عندنا دراهم، قال: فلم ألبث أن دخل الكميت بن يزيد الشاعر، فقال له: جعلني الله فداك أتأذن لي أن أنشدك قصيدة قلتها فيكم ؟ فقال له: هاتها، فانشده قصيدة أولها: من لقب متيم (2) مستهام. فلما فرغ منها قال: يا غلام ادخل ذلك البيت وأخرج إلى الكميت بدرة وأدفعها إليه، فأخرجها ووضعها عنده، فقال له: جعلت فداك أرأيت أن تأذن لي في أخرى ؟ فقال له: هاتها، فأنشده أخرى وأمر له ببدرة أخرى، فأخرجت له من البيت، ثم قال له الثالثة، فأذن له، ثم أمر له ببدرة ثالثة فأخرجت له. فقال له الكميت: يا سيدي والله ما أنشدك مطلبا لغرض من الدنيا وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وما أوجبه الله علي من حقكم، فدعا له أبو جعفر - عليه السلام - ثم قال: يا غلام رد هذه البدرة في


(1) الاختصاص: 271 - 272 وعنه البحار: 46 / 239 والعوالم: 19 / 165 ح 1 وعن بصائر الدرجات الاتي ذكره عن قريب. (2) متيم: أي معبد، مذلل، يقال: يتمه الحب إذا استولى عليه.


[ 33 ]

مكانها فأخذها الغلام فردها. فقال جابر: فقلت في نفسي: شكوت إليه الحاجة فقال: ما عندي شئ وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم، وخرج الكميت، وقال: يا جابر قم وادخل البيت، قال: فدخلت فلم أجد فيه شيئا، فخرجت فأخبرته، فقال: يا جابر ما سترنا عنك أكثر مما أظهرنا لك، ثم قام فأخذ بيدي فأدخلني البيت فضرب برجله الارض، فإذا شبه عنق البعير قد خرج من ذهب، فقال: يا جابر انظر إلى هذا ولا تخبر به إلا من تثق به من إخوانك. يا جابر إن جبرئيل - عليه السلام - أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - غير مرة بمفاتيح خزائن الارض وكنوزها، وخيره من غير أن ينقصه الله ما أعد له شيئا، فاختار التواضع لربه عزوجل، ونحن نختاره، يا جابر ان الله أقدرنا على ما نريد من خزائن الارض، ولو شئنا أن نسوق الارض بأزمتها لسقناها. ورواه محمد بن الحسن الصفار: عن الحسبن بن أحمد (بن محمد) (1) بن سلمة، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة (قال) (2): فقال: يا جابر ما عندنا درهم فلم ألبث أن دخل (عليه) (3) الكميت، وساق الحديث. (4)


(1 - 3) من المصدر. (4) دلائل الامامة: 99، بصائر الدرجات: 375 ح 5 وبما أن بين المتن وما في الدلائل اختلافات كثيرة لذا تركت الاشارة إليها، وأثبت في المتن ما هو الصحيح.


[ 34 ]

 

الخامس والعشرون طاعة الجن له - عليه السلام - 1450 / 34 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو جعفر - عليه السلام - بحوائج له بالمدينة، فخرجت فبينا أنا بين فج الروحاء (1) على راحلتي إذا إنسان يلي بثوبه، قال: فملت إليه (2) وظننت طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا (هو) (3) خاتم أبي جعفر - عليه السلام -، فقلت: متى عهدك بصاحب (هذا) (4) الكتاب ؟ قال: الساعة. وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها، ثم إلتفت فإذا ليس عندي أحد. قال: ثم قدم أبو جعفر - عليه السلام - فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب ! فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم. وفي رواية أخرى قال: ان لنا أتباعا من الجن كما أن لنا أتباعا من الانس، فإذا أردنا أمرا بعثناهم. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو


(1) فج الروحاء: بين مكة والمدينة: كان طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى بدر وإلى مكة (معجم البلدان). (2) في البصائر: فقمت له. (3) من البصائر. (4) ليس في المصدر.


[ 35 ]

جعفر - عليه السلام - بحوائج له في المدينة، وذكر الحديث. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو جعفر - عليه السلام - بحوائج له بالمدينة، وذكر الحديث. (1)

السادس والعشرون دخول الجن عليه - عليه السلام - تسأله عن معالم دينهم 1451 / 35 - محمد بن يعقوب: عن بعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن يحيى بن مساور، عن سعد الاسكاف قال: أتيت أبا جعفر - عليه السلام - في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل حتى حميت الشمس علي وجعلت أتتبع الافياء، فما لبث (2) أن خرج علي قوم كأنهم الجراد الصفر، عليهم البتوت قد انتهكتهم العبادة، قال: فو الله لانساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال: أراني قد شققت عليك ؟ قلت: أجل والله لقد سألني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد كأن ألوانهم الجراد الصفر قد إنتهكتهم


(1) الكافي: 1 / 395 ح 4، بصائر الدرجات: 96 ح 2، دلائل الامامة: 100. واخرجه في البحار: 63 / 102 ح 66 عن البصائر والدلائل، وفي ج 46 / 283 ح 86 والعوالم: 19 / 80 ح 5 عن البصائر، وفي البحار: 27 / 17 ح 5 عن البصائر والخرائج: 2 / 853 ح 68. (2) في المصدر: فما لبث


[ 36 ]

قلت: نعم قال: أولئك إخوانكم (1) من الجن قال: فقلت: يأتونك ؟ قال: نعم يأتونا ليسألونا (2) عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم. (3)

السابع والعشرون دخول الجن عليه - عليه السلام - أشباط الزط 1452 / 36 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن ابن فضال، عن بعض أصحابنا، عن سعد الاسكاف قال: أتيت أبا جعفر - عليه السلام - اريد الاذن عليه، فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة، وإذا الاصوات قد إرتفعت، ثم خرج قوم معتمون بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبي جعفر - عليه السلام - فقلت: جعلت فداك أبطأ إذنك علي اليوم ؟ ورأيت قوما خرجوا علي معتمين بالعمائم، فأنكرتهم ؟ فقال: أو تدري من أولئك يا سعد ؟ قال: قلت لا، قال: فقال: أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم. (4)

الثامن والعشرون وفد الجن الذين دخلوا عليه - عليه السلام - 1453 / 37 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن


(1) في المصدر: اخوانك. (2) في المصدر: يسألونا. (3) الكافي: 1 / 394 ح 1. (4) الكافي: 1 / 395 ح 3، وأخرجه في البحار: 27 / 20 ح 11 وج 63 / 102 ح 64 عن بصائر الدرجات: 100 ح 10.


[ 37 ]

علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت أستأذن على أبي جعفر - عليه السلام - فقيل: إن عنده قوما اثبت (1) قليلا حتى يخرجوا، فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم، ثم اذن لي فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بني امية وسيفهم يقطر دما، فقال لي: يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاؤا يسألوننا عن معالم دينهم. (2)

التاسع والعشرون ثمانية نفر من الجن الذين دخلوا عليه - عليه السلام - 1454 / 38 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن منصور بن حازم، عن سعد الاسكاف قال: أتيت أبا جعفر (3) - عليه السلام - مع أصحاب لنا لندخل (عليه) (4) فإذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم وعليهم ثياب زرابي، وأقبية (طاق) (5) وعمائم صفر، دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا، فقال (6) لي: يا سعد رأيتهم ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: أولئك إخوانكم من الجن أتونا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتونا وتستفتونا في حلالكم وحرامكم. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: روى محمد بن


(1) أي الزم مكانك. (2) بصائر الدرجات: 96 ح 3 وعنه البحار: 27 / 18 ح 6 وعن الخرائج: 2 / 855 ح 70. واورده في الثاقب في المناقب: 181 ح 167. (3) في المصدر: باب أبي جعفر - عليه السلام. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: قال.


[ 38 ]

الحسن بن فروخ، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم وعلي بن حديد، (كلاهما) (1) عن منصور بن حازم، عن سعد الاسكاف قال: طلبت اذن على أبي جعفر - عليه السلام - مع أصحاب لنا (2)، فدخلت عليه فإذا على يمينه نفر كأنهن من أب وأم وعليهم (3) ثياب (زرابي) (4) وأقبية طاقية وعمائم صفر، وساق الحديث، وفي آخره يظهرون لكم لا ؟ قال: نعم. (5)

الثلاثون إثنا عشر من الجن الذين دخلوا عليه يشبهون الزط 1455 / 39 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن إبن سنان، عن ابن مسكان، عن سعد الاسكاف قال: طلبت الاذن على (6) أبي جعفر - عليه السلام - فبعث الي لا تعجل فان عندي قوما من إخوانكم، فلم ألبث أن خرج علي إثنا عشر رجلا يشبهون الزط (7) عليهم أقبية طبقتين (8) وخفاف فسلموا ومروا، ودخلت على أبي جعفر - عليه السلام - فقلت (9) من هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك ؟


(1) من المصدر. (2) في المصدر: لي، وفي البحار: لندخل بدل (فدخلت). (3) في المصدر: عن يمنيه نفر كأنهم من أب وأم، وعليهم، وفي البحار هكذا: فإذا ثمانية نفر كأنهم. (4) ليس في المصدر. (5) بصائر الدرجات: 97 ح 5، دلائل الامامة: 101، واخرجه في البحار: 27 / 19 ح 18 عن البصائر، وفي ج 63 / 103 ح 67 عن دلائل الامامة. (6) في المصدر والبحار: عن. (7) الزط: جيل من الناس (صحاح اللغة). (8) في المصدر والبحار: طبقين. (9) في المصدر: قلت، وفي البحار: وقلت له: ما أعرف، وفيه: فمن هم بدل (من عندك).


[ 39 ]

قال: هؤلاء قوم من إخوانكم (من) (1) الجن، فقلت له ويظهرون عليكم ؟ (2) قال: نعم. (3)

الحادي والثلاثون طاعة الجن 1456 / 40 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: (واخبرني) (4) أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه أبي محمد قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسائي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي الشيخ الصالح، عن ابن أبي عمير، عمن أخبره، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: اسري برجل منا، فمر برجل منكم (حتى أتى الرجل الذي) (5) يعذب، فإذا هو في قرية موكل به سبعة رجال كل يوم، كلما هلك رجل جعل مكانه رجلا (6)، فيستقبلون به عين الشمس حيث دارت، ويصبون عليه في الشتاء الماء البارد، والماء الحار في الصيف، فسأله لما يفعل (7) به هذا ؟ فقال: (ما تدري) (8) لانك أكيس الناس أو لانك أحمق الناس، لا


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: قلت له ويظهرون لكم. (3) بصائر الدرجات: 97 ح 6 وعنه البحار: 27 / 19 ح 9. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: إذا هلك رجل اقيم بمكانه رجل منهم كل يوم. (7) في المصدر: فسألهم لم يفعلون. (8) من المصدر.


[ 40 ]

يزال ما بين الرجل منكم في السنين ما قال هذا أحد، فخرجت من الفج فالتفت فإذا راكب خلفي يوضع ويشير الي، فظننت أن الرجل عطشان فتناولت أدواتي، فاهويت بها إليه، فناولني كتابا صغيرا طينه رطب وكتابته رطبة، فإذا فيه إنفاذ بعض ما أمرني به ونقل شئ إلى شئ، فامضيت الذي في الكتاب، فقلت للرجل متى عهدك ؟ قال: ساعة قال: واحتفظت الساعة، فقال: إنا أهل البيت اعطينا اعوانا من الجن إذا عجلت بنا الحاجة، بعثنا هم فيها (1). قلت هذا الحديث في النسخة التي أخذ منها هكذا وفي سياق متنه أجمع تأمل.

الثاني والثلاثون طاعة الجن وعلمه - عليه السلام - بما يصير حال جابر إليه. 1457 / 41 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن اورمة، عن أحمد بن النضر، عن النعمان بن بشير قال: كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر - عليه السلام - فودعه، وخرج من عنده وهو مسرور حتى (إذا) (2) وردنا الاخيرجة - أول منزل نعدل من فيد إلى المدينة - يوم جمعة، فصلينا الزوال، فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم، معه كتاب،


(1) دلائل الامامة: 103 وبما انه الاختلافات بين الاصل والمصدر كثيرة ولذا تركنا الاشارة اليهما. (2) من نسخة (خ).


[ 41 ]

فناوله (جابرا فتناوله) (1) فقبله ووضعه على عينيه، وإذا (هو) (2) من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد وعليه طين أسود رطب فقال له: متى عهدك بسيدي ؟ فقال: الساعة. فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة ؟ فقال: بعد الصلاة قال: ففك الخاتم فأقبل يقرأه، ويقبض وجهه حتى أتى على آخره، ثم أمسك الكتاب، فما رأيته ضاحكا ولا مسرورا حتى وافى الكوفة. فلما وافينا ليلا بت ليلتي، فلما أصبحت أتيته إعظاما له، فوجدته قد خرج علي وفي عنقه كعاب قد علقها، وقد ركب قصبته (3)، وهو يقول: أجد منور بن جمهور * أميرا غير مأمور وأبياتا من نحو هذا، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه، فلم يقل لي شيئا ولم أقل له، وأقبلت أبكي لما رأيته، واجتمع علي وعليه الصبيان والناس، وجاء حتى دخل الرحبة، فأقبل يدور مع الصبيان، والناس يقولون: جن جابر بن يزيد جن ! فوالله ما مضت الايام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلا يقال له (جابر بن يزيد) فاضرب عنقه، وابعث إلي برأسه. فالتفت إلى جلسائه، وقال (4) لهم: من جابر بن يزيد الجعفي ؟


(1) ليس في البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: قصبة. (4) في المصدر والبحار: فقال.


[ 42 ]

قالوا: أصلحك الله، كان رجلا له فضل وعلم وحديث، وحج فجن وهوذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم. قال: فاشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب. فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله. قال: ولم تمض الايام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة، فصنع (1) ما كان يقول جابر. (2) 1458 / 42 - والذي رواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن النعمان بن بشير قال: زاملت جابر بن يزيد الجعفي إلى الحج، فلما خرجنا إلى المدينة ذهب إلى أبي جعفر الباقر - عليه السلام - فودعه، ثم خرجنا فما زلنا (معه (3) حتى نزلنا الاخيرجة، فلما صلينا الاولى ورحلنا واستوينا على (4) المحمل إذ دخل (رجل) (5) طوال آدم شديد الادمة، ومعه كتاب طينه رطب من محمد بن علي الباقر - عليه السلام - إلى جابر بن يزيد الجعفي، فتناوله جابر وأخذه وقبله، ثم قال: متى عهدك بسيدي قبل الصلاة أو بعد الصلاة ؟ (قال بعد الصلاة بساعة قال:) (6) ففك الكتاب وأقبل يقرأه ويقطب وجهه فما ضحك ولا تبسم حتى وافينا الكوفة، (وقد كان قبل


(1) في المصدر والبحار: وصنع. (2) الكافي 1: 396 ح 7 وعنه البحار: 46 / 282 ح 85 والعوالم: 19 / 140 ح 14 واثبات الهداة: 3 / 39 ح 4. (3) من البحار. (4) في المصدروالبحار: في المحمل. (5) من المصدر. (6) من المصدر والبحار.


[ 43 ]

ذلك يضحك ويبتسم ويحدث، فلما نزلنا الكوفة دخل البيت فابطأ ساعة ثم خرج علينا قد علق الكتاب في عنقه، وركب (القصب) (1) ودار في أزقة الكوفة) (2) وهو يقول: منصور بن جمهور أمير غير مأمور، ونحو هذا (من) (3) الكلام وأقبل يدور في أزقة الكوفة والناس يقولون: جن جابر جن جابر ! فلما كان بعد ثلاثة أيام ورد كتاب هشام بن عبد الملك على يوسف بن عمر بأن انظر رجلا من جعف يقال له: جابر بن يزيد فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه فلما قرأ (يوسف بن عمر) (4) الكتاب إلتفت إلى جلسائه فقال: من جابر بن يزيد ؟ فقد أتاني (من) (5) أمير المؤمنين يأمرني بصرب عنقه وأن أبعث إليه برأسه ؟ فقالوا: أصلح الله الامير هذا رجل علامة صاحب حديث ورع وزهد وأنه جن وخولط في عقله (6) وها هوذا في الرحبة يعلب مع الصبيان، فكتب إلى هشام بن عبد الملك: انك كتبت الي في أمر هذا الرجل الجعفي، وأنه (قد) (7) جن فكتب إليه دعه. قال: فما مضت الايام حتى جاء منصور بن جمهور فقتل يوسف بن عمر وصنع ما صنع. (8)


(1) من المصدر والبحار. (2) بدل ما بين القوسين في البحار هكذا: ليلا، فلم أصبحت أتيته إعظاما لبه فوجدته قد خرج علي وفي عنقه كعاب قد علقها، وقد ركب قصبة. (3) من المصدر والبحار. (4 و 5) ليس في البحار. (6) في البحار: علمه. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) الاختصاص: 67 وعنه البحار: 27 / 23 ح 15.


[ 44 ]

 

الثالث والثلاثون شبه الجنون الذي إعترى جابر من حمله سبعين ألف حديث له - عليه السلام - 1459 / 43 - المفيد في الاختصاص: قال: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: حدثني أبو جعفر - عليه السلام - سبعين ألف حديث لم احدث بها أحدا (قط ولا احدث بها أحدا) (1) أبدا. قال جابر: فقلت لابي جعفر - عليه السلام -: جعلت فداك، انك حملتني وقرا عظيما بما تحدثني (2) به من سركم الذي لا احدث به أحدا، وربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبيه الجنون. قال: يا جابر فإذا كان ذلك، فاخرج إلى الجبان (3)، فاحفر حفيرة، ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا. (4)

الرابع والثلاثون أنه - عليه السلام - موضع سر الله سبحانه وتعالى 1460 / 44 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن موسى عن


(1) ليس في البحار. (2) في المصدر والبحار: حدثتني. (3) الجبان (بفتح الجيم): ما استوى من الارض ولا شجر فيه - المقبرة - الصحراء. (4) الاختصاص: 66 - 67 وعنه البحار: 46 / 340 ح 30 والعوالم: 19 / 383 ح 1 وحلية الابرار: 3 / 397 ح 1، واخرجه في البحار: 2 / 69 ح 22 والعوالم: 3 / 305 ح 6 عن رجال الكشي: 194 ح 343.


[ 45 ]

يعقوب بن يزيد، عمن رواه، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - دعا عليا - عليه السلام - في مرضه (1) الذي توفي فيه، فقال: يا علي ادن مني حتى أسر اليك ما أسره الله الي وائتمنك على ما أئتمني (الله) (2) عليه، ففعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعلي - عليه السلام -، وفعله علي بالحسن - عليه السلام -، وفعله الحسن بالحسين - عليهما السلام -، وفعله الحسين بأبي وفعله أبي بي. (3) 1461 / 45 - عنه: عن عبد الله بن حماد (4)، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا - عليه السلام - قال: سمعته يقول: أسر الله إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمد - صلى الله عليه وآله - وأسره محمد - صلى الله عليه وآله - إلى علي - عليه السلام - وأسره علي - عليه السلام - إلى من شاء واحدا بعد واحد. - عليهم السلام - (5) 1462 / 46 - سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان وغيره (6) عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - وذكر - عليه السلام - حديثا قدسيا قال جل جلاله: يا محمد علي أول من اخذ ميثاقه من الائمة - عليهم


(1) في المصدر والبحار: المرض. (2) من المصدر والبحار. (3) بصائر الدرجات: 377 ح 1 و 2 و 5 وعنه البحار: 2 / 174 ح 11 والعوالم: 3 / 484 ح 2. (4) في المصدر والبحار: محمد. (5) بصائر الدرجات: 377 السند من ح 3 والمتن ح 4 وعنه البحار: 2 / 174 ح 12 والعوالم: 2 / 490 ح 28. (6) في المصدر: أو غيره.


[ 46 ]

السلام -. يا محمد علي آخر من أقبض روحه من الائمة - عليهم السلام -، وهو الدابة التي (تكلم الناس) (1)، يا محمد علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك، ليس لك أن تكتمه (2) منه شيئا، يا محمد (علي) (3) أبطنه (سري) (4) الذي أمرته اليك، فليس فيما بيني وبينك سر دونه، يا محمد علي ما خلقت من حرام وحلال إلا وهو عليم به. (5) 1463 / 47 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن بعض أصحابنا قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: متى يعرف الاخير ما عند الاول ؟ قال: في آخر دقيقة تبقى من روحه. (6) 1464 / 48 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قال (7): سمعنا أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: يعرف الذي بعد الامام (علم) (8) من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه. (9)


(1) في المصدر والبحار: تكلمهم. (2) في المصدر والبحار: تكتم. (3 و 4) من المصدر، وفيه (أسررته) بدل (أمرته). (5) مختصر البصائر: 63 - 64، وأخرجه في البحار: 18 / 377 ذ ح 82 وج 40 / 38 ذح 73 عن بصائر الدرجات: 515 ذح 36. (6) الكافي: 1 / 273 ح 1، وأخرجه في البحار: 27 / 294 ح 2 عن بصائر الدرجات: 477 ح 2. (7) في المصدر والبحار: قالوا. (8) من المصدر والبحار. (9) الكافي: 1 / 274 ح 2، وأخرجه في البحار: 27 / 294 ح 1 عن بصائر الدرجات: 477 ح 1.


[ 47 ]

1465 / 49 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أسباط عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام - قال: قلت له: الامام متى يعرف إمامته ونيتهي الامر إليه ؟ قال: في آخر دقيقة من حياة الاول. (1)

الخامس والثلاثون إرتداد بصر أبي بصير 1466 / 50 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر - عليه السلام - فقلت له: أنتم ورثة رسول الله - صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: رسول الله - صلى الله وآله - وارث الانبياء علم كلما علموا ؟ قال (لي) (2): نعم، قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص ؟ قال (لي) (3): نعم باذن الله، ثم قال (لي) (4): ادن مني يا أبا محمد، فدنوت منه فمسح عليه وجهي وعلى عيني، فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شئ في البلد، ثم قال لي: تحب (5) أن تكون هذا، ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟


(1) الكافي: 1 / 275 ح 3، وأخرجه في البحار: 27 / 294 ح 3 عن بصائر الدرجات: 478 ح 4. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في في المصدر: أتحب.


[ 48 ]

قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت كما كنت. (قال:) (1) فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال: أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق. (2) 1467 / 51 - محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر - عليه السلام - فقلت لهما: أنتم (3) ورثة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قالا: نعم قلت: فرسول الله - صلى الله عليه وآله - وارث الانبياء علم كلما علموا ؟ فقالا لي: نعم فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص ؟ فقالا لي: نعم باذن الله، ثم قال: ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني ووجهي فابصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شئ في الدار، قال: (ثم قال لي:) (4) أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قلت: أعود كما كنت، قال: فمسح على عيني فعدت كما كنت.


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 470 ح 3 وعنه اثبات الهداة: 3 / 40 ح 6 وعن بصائر الدرجات الاتي واعلام الورى: 262. وأورده في الثاقب في المناقب: 373 ح 307. (3) في المصدر والبحار: أنتما. (4) ليس في المصدر والبحار.


[ 49 ]

قال علي: فحدثت ابن أبي عمير به فقال: أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق. (1) 1468 / 52 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر - عليه السلام - فقلت له: أنتم ورثة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قال: نعم، قلت: ورسول الله - صلى الله عليه وآله - وارث الانبياء على ما علموا (وعملوا) (2) قال (لي) (3): نعم. قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص ؟ قال: نعم، بإذن الله. ثم قال ادن مني يا با محمد (4) فمسح يده على عيني (ووجهي) (5) فابصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شئ في الدار. قال: (6) فقال: تحب أن تكون على هذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصة ؟


(1) بصائر الدرجات: 269 ح 1 وعن البحار: 46 / 237 ح 13 - 15 والعوالم: 19 / 101 ح 1 وعن اعلام الورى: 262 ومناقب ابن شهر آشوب: 4 / 184 والخرائج: 1 / 274 ح 5 وج 2 / 711 ح 8 ورجال الكشي: 174 ح 298 مختصرا، واخرجه في الفصول المهمة: 217 - 218 والبحار: 46 / 249 ح 42 عن الخرائج. ورواه في اثبات الوصية: 152. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في المصدر هكذا: ادن يا با محمد فدنوت. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر هكذا: ثم قال لي فقال أتحب.


[ 50 ]

قال (1) أعود كما كنت (فمسح يده على عيني فعدت) (2) (3). 1469 / 53 - علي بن أحمد العقيقي قال: يحيى بن القاسم الاسدي مولاهم ولد مكفوفا، رآى الدنيا مرتين، مسح أبو عبد الله - عليه السلام - على عينيه وقال: انظر ماذا ترى فقال: (4) أرى كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبل. (5) وروى الحديث الاول صاحب ثاقب المناقب: عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر - عليه السلام - وذكر الحديث. ورواه ابن شهر آشوب في المناقب: عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام لما ذهب بصري: أنتم ورثة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ (قال: نعم، قلت: رسول الله وارث الانبياء علم كلما علموا ؟ قال: نعم. قلت: فأنتم تقدرون) (6) أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص وذكر الحديث. (7) 1470 / 54 - ابن شهر آشوب: عن ابي عروة قال: دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر وأبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي: أترى في


(1) في المصدر والبحار: قلت. (2) من المصدر، وفي البحار هكذا: قال فمسح يداه على عيني فعدت كما كنت. (3) دلائل الامامة: 100، الثاقب في المناقب: 373 ح 1، مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 184 واخرجه في البحار: 46 / 237 ح 13 عن المناقب وفي ج 81 / 201 ح 59 عن دلائل الامامة. (4) في المصدر هكذا: ما ترى قال. (5) رجال العلامة الحلي (ره) 264. (6) من المصدر. (7) تقدم تخريجاته في ذح 52.


[ 51 ]

البيت كوة (قريبة من السقف) (1) قلت: نعم وما علمك بها ؟ قال: أرانيها أبو جعفر. (2)

السادس والثلاثون ارتداد بصر أبي بصير برواية اخرى 1471 / 55 - إبن شهر آشوب قال: قال: أبو بصير للباقر - عليه السلام - ما أكثر الحجيج وأعظم (الضجيج) (3) قال: بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج، أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا ؟ فمسح (يده) (4) على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا قال (5): انظر يا أبا بصير إلى الحجيج. قال: فنظرت فإذا اكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم كالكوكب اللامع في الظلماء، فقال أبو بصير: صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج، ثم دعا بدعوات فعاد، ضريرا، فقال أبو بصير: في ذلك. فقال - عليه السلام -: ما بخلنا عليك يا أبا بصير، وإن كان الله تعالى (ما ظلمك) (6) وإنما أخار لك وخشينا فتنة للناس بنا، وأن يجهلوا فضل الله


(1) من المصدر. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 184 وعنه البحار: 46 / 261، واخرجه في اثبات الهداة: 3 / 51 ح 36 والبحار: 46 / 268 ح 66 والعوالم: 19 / 103 ح 4 عن اعلام الورى: 291. ويأتي في المعجزة: 83. (3) من المصدر والبحار، وفيهما: فقال. (4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: فقال. (6) من المصدر والبحار، وفيهما خار لك. وخار الله لك في الامر: جعل لك فيه خيرا. (*)


[ 52 ]

علينا ويجعلونا أربابا من دون الله، ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته، ولا نسأم من طاعته، ونحن له مسلمون. (1)

السابع والثلاثون إخباره - عليه السلام - الغائب 1472 / 56 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى محمد ابن الحسن بن فروخ، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم بن رياح الثقفي قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول لرجل من أهل أفريقية: ما حال راشد ؟ قال: خلفته صالحا يقرئك السلام، قال - عليه السلام -: رحمه الله قال: أو مات ؟ ! قال - عليه السلام -: نعم رحمه الله قال: متى (مات) (2) ؟ قال - عليه السلام -: قبل خروجك بيومين، قال: لا والله ما مرض ولا كانت به علة، قال - عليه السلام -: إنما يموت (من يموت) (3) من غير علة أكثر، فقلت: ايما كان الرجل. قال - عليه السلام -: كان لنا وليا ومحبا من أهل أفريقية، ثم قال - عليه السلام -: يا محمد بن مسلم والله لئن كنتم ترون انا ليس معكم أعين ناظرة وأسماع سامعة لبئس ما رأيتم، والله ما خفي من غاب، فأحضروا لي جميلا وعودوا ألسنتكم الخير، وكونوا من أهله تعرفوا به. (4)


(1) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 184 وعنه البحار: 46 / 261 ح 62 والعوالم: 19 / 84 ح 1، وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 62 عن عيون المعجزات: 76 - 77. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر، وبما ان الاختلاف بين الاصل والمصدر كثير ولذا تركت الاشارة إليه وأثبت في المتن ما هو الصحيح. (4) دلائل الامامة: 100 - 101.


[ 53 ]

1473 / 57 - ابن شهر آشوب: عن عاصم الحناط، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: سمعته وهو يقول لرجل من أهل أفريقية: ما حال راشد ؟ قال: خلفته حيا صالحا يقرئك السلام، قال - عليه السلام -: رحمه الله، قلت: جعلت فداك ومات ؟ قال - عليه السلام -: نعم رحمه الله، قلت: ومتى كان (1) ؟ قال - عليه السلام -: بعد خروجك بيومين. (2) 1474 / 58 - ثاقب المناقب: عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول لرجل من أهل أفريقية: (ما حال راشد) ؟ قال: خلفته صالحا يقرئك السلام، فقال - عليه السلام -: (رحمه الله). قال: (أو) (2) مات ؟ ! قال: (نعم، رحمه الله) قال: ومتى مات ؟ ! قال - عليه السلام -: (بعد خروجك بيومين) وساق الحديث. (4)

الثامن والثلاثون إخباره - عليه السلام - بالغائب مع أعرابي 1475 / 59 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: روى الحسن بن على الوشاء، عن عبد الصمد بن بشير، عن عطية أخي (أبي) (5) العوام قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - في مسجد رسول الله (6) - صلى الله عليه


(1) في المصدر والبحار: مات. (2) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 193 وعنه البحار: 46 / 266 ح 65 والعوالم: 19 / 121 ح 5. (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 383 ح 315. (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: الرسول.


[ 54 ]

وآله -، إذ أقبل أعرابي على لقوح (له) (1) فعلقه، ثم دخل فضرب ببصره يمينا وشمالا كأنه طائر العقل، فهتف به أبو جعفر - عليه السلام - فلم يسمعه، فأخذ كفا من حصي (فحصبه، فاقبل الاعرابي حتى نزل بين يديه، فقال له: يا أعرابي) (2) من أين أقبلت ؟ قال: من أقصى الارض، (فقال له أبو جعفر: الارض) (3) أوسع من ذلك، فمن أين أقبلت ؟ قال: من أقصى الدنيا وما خلفي من شئ، أقبلت من الاحقاف. قال: من أي الاحقاف ؟ قال: أحقاف عاد، قال: يا أعرابي فما مررت به في طريقك ؟ قال: مررت بكذا، فقال: أبو جعفر - عليه السلام - ومررت بكذا ؟ قال الاعرابي: نعم، قال أبو جعفر - عليه السلام - ومررت بكذا ؟ قال: نعم فلم يزل يقول الاعرابي: إني مررت بكذا، ويقول له أبو جعفر - عليه السلام -: ومررت بكذا ؟ إلى أن قال له أبو جعفر: فمررت بشجرة يقال لها: شجرة الرقاق ؟ قال: فوثب الاعرابي على رجليه، ثم صفق بيده وقال: والله ما رأيت رجلا أعلم بالبلاد منك، أوطئتها ؟ قال: لا يا أعرابي ولكنها عندي في كتاب، يا أعرابي إن من ورائكم لواديا يقال له: البرهوت، تسكنه البوم والهام، تعذب فيه أرواح


(1) من المصدر والبحار، واللقاح: - بالكسر -: الابل باعيانها، الواحدة لقوح، وهي الحلوب. (2) في المصدر بدل ما بين القوسين هكذا: فجاء إليه فقال له. (3) في المصدر بدل ما بين القوسين: قال.


[ 55 ]

المشركين إلى يوم القيامة. (1)

التاسع والثلاثون مثله 1476 / 60 - سعد بن عبد الله: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن عمرو، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: جاء أعرابي حتى قام على باب مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - يتوسم الناس (2)، فرأى أبا جعفر - عليه السلام - فعقل ناقته، ودخل وجثى على ركبتيه، وعليه شملة، فقال له أبو جعفر - عليه السلام -: من أين جئت يا أعرابي ؟ فقال: جئت من أقصى البلدان. قال (3) أبو جعفر - عليه السلام -: البلدان أوسع من ذلك فمن أين جئت ؟ قال: (جئت) (4) من الاحقاف، قال: (اي الاحقاف) (5) ؟ أحقاف عاد ؟ قال: نعم. (قال:) (6) أفرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار (بها) (7) استظلوا بفيئها ؟ قال: وما علمك بذلك ؟


(1) دلائل الامامة: 101 وعنه البحار: 64 / 331 ح 5، وفي اثبات الهداة: 3 / 64 - 86 مختصرا، وبما ان الاختلاف بين الاصل والبحار والمصدر كثير ولذا تركت الاشارة إليه وأثبت في المتن ما هو الصحيح. (2) توسم الشئ: تخيله وتفرسه. وفي البحار (فتوسم) بدل (يتوسم الناس). (3) في المصدر: فقال. (4 و 5) ليس في المصدر. (6) من المصدر، وفي البحار: قال فرأيت. (7) من المصدر والبحار. (*)


[ 56 ]

قال: هو عندنا في كتاب، وأي شئ رأيت أيضا ؟ قال: رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره. قال: أو تدري ما ذلك (1) الوادي ؟ قال: لا والله ما أدري، قال: ذلك (2) برهوت فيه نسمة كل كافر، ثم قال: أين بلغت ؟ قال: فقطع الاعرابي فقال: بلغت قوما جلوسا في منازلهم ليس لهم طعام ولاشراب إلا ألبان أغنامهم، فهو طعامهم وشرابهم، ثم نظر إلى السماء فقال: اللهم العنه، فقال له جلساؤه: من هو جعلنا الله فداك ؟ قال: هو قابيل، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد، ثم جاءه رجل (آخر) (3) فقال (له) (4): رأيت جعفرا ؟ فقال (الاعرابي) (5): ومن جعفر ؟ (هذا) (6) الذي يسأل عنه ؟ فقالوا: إبنه. فقال: سبحان الله ما أعجب هذا الرجل ! يخبرنا عن أهل السماء ولا يعلم (7) أين إبنه. (8)


(1) في المصدر والبحار: ذاك. (2) في المصدر والبحار: ذاك، البرهوت بئر بحضرموت تردها هامة الكفار، ويعذب فيه أرواحهم. (3 - 5) من المصدر والبحار. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر والبحار: يدري. (8) مختصر البصائر: 59 وعنه البحار: 46 / 242 ح 30 والعوالم: 19 / 114 ح 20 وعن بصائر الدرجات: 508 ح 20.


[ 57 ]

 

الاربعون إخباره - عليه السلام - محمد بن مسلم قبل سؤاله له 1477 / 61 - سعد بن عبد الله بالاسناد السابق: عن محمد بن مسلم قال: دخلت أنا وأبو جعفر - عليه السلام - مسجد الرسول - صلى الله عليه وآله - فإذا طاووس اليماني (وهو) (1) يقول لاصحابه: أتدرون متى قتل نصف الناس ؟ فسمع أبو جعفر - عليه السلام - قوله نصف (الناس) (2) فقال: إنما هو ربع الناس، إنما هو والله (3) آدم وحوا وقابيل وهابيل، قال: صدقت يا بن رسول الله. قال: محمد بن مسلم: فقلت في نفسي: هذه - والله - مسألة: فغدوت عليه في منزله وقد لبس ثيابه، واسرج له، فناداني (4) بالحديث - قبل أن أسأله - فقال: يا محمد بن مسلم ان في الهند أو ببلق الهند رجلا يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط (5)، يفنى الناس ولا يفنون، كلما ذهب واحد جعل مكانه واحد، يدور مع الشمس، حيث ما دارت، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة. قلت: ومن ذلك جعلت فداك ؟ قال ذاك قابيل (6).


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: ولد. (4) في المصدر: فبدأني. (5) الرهط: عدد يجمع من الثلاثة إلى العشرة، وليس فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (6) مختصر البصائر: 60، واخرجه في البحار: 46 / 256 ح 57 والعوالم: 19 / 145 ح 2 عن الخرائج: 2 / 776 ح 99.