الحادي
والثمانون معرفته - عليه السلام - جبرئيل وملك الموت 1528 / 112 - إبن شهر
اشوب: عن متعب قال: توجهت مع أبي عبد
(1) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 187 وعنه البحار: 46 / 262 والعوالم: 19 /
138 ح 10. (2) في البحار: لعرض. (3) من المصدر والبحار. (4) مناقب ابن شهر
اشوب: 4 / 187 وعنه البحار: 46 / 262 والعوالم: 19 / 167 ح 2.
[ 148 ]
الله - عليه السلام - إلى ضيعة (1)، فلما دخلها صلى ركعتين، ثم قال:
إني صليت مع أبي الفجر ذات يوم، فجلس أبي يسبح الله، فبينما هو يسبح إذ
أقبل شيخ طوال أبيض الرأس واللحية، فسلم على أبي وإذا شاب مقبل في أثره،
فجاء إلى الشيخ وسلم على أبي، وأخذ بيد الشيخ وقال: قم فانك لم تؤمر بهذا،
فلما ذهبا من عند أبي قلت: يا أبي من هذا الشيخ، وهذا الشاب ؟ فقال: هذا
ملك الموت، وهذا جبرائيل - عليه السلام -. (2) 1529 / 113 - محمد بن الحسن
الصفار: عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن جعفر بن عمر، عن أبان، عن
معتب قال: كنت مع أبي عبد الله - عليه السلام - (بالعريض) (3) فجاء يمشي
حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه وهو يصلي في موضع (من) (4) المسجد. فلما
انصرف قال: يا معتب أترى هذا الموضع ؟ (قال:) (5) قلت: نعم جعلت فداك،
قال: بينا أبي قائم يصلي (في هذا المكان) (6) إذ جاءه شيخ يمشي حسن السمت
فجلس، فبينا هو جالس إذ جاء (رجل) (7) أدم حسن الوجه فالتمسه (8)، فقال
للشيخ: ما يجلسك فليس بهذا أمرت ؟ فقاما يتساوقان (9) فانطلقا وتواريا
عني، فلم أر شيئا.
(1) في المصدر والبحار: ضيعته. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 188 وعنه
البحار: 46 / 262 - 263 والعوالم: 19 / 75 ح 3، واخرجه في مختصر البصائر:
117 عن الخرائج: 2 / 859 ح 73 باختلاف يسير. (3) ليس في المصدر والبحار.
(4 - 7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر والبحار: والسيمة. (9) في
المصدر والبحار: يتساران. (*)
[ 149 ]
فقال أبي: يا بني هل رأيت الشيخ
وصاحبه ؟ فقلت: نعم فمن الشيخ ؟ ومن صاحبه ؟ فقال: الشيخ ملك الموت، والذي
جاء جبرئيل. (1) 1530 / 114 - وعنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: بينا
أبي في داره مع جارية له، إذ أقبل رجل قاطب بوجهه، فلما رأيت علمته (2)
(أنه) (3) ملك الموت، فاستقبله رجل آخر طلق الوجه وحسن البشر، فقال (انك)
(4) ليس بهذا أمرت، (قال:) (5) فبينما أنا أحديث الجارية باعجب (6) مما
رأيت إذ قبضت. قال: فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: فكسرت البيت الذي
رآى (أبي فيه) (7) ما رآى، فليتني (ما هدمت من الدار إني) (8) لم أكسره.
(9) 1531 / 115 - وعنه - عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن
عمثان، عن زرارة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: بينا أبي في بيت
في الدار مع جارية له، إذ أقبل رجل قاطب وجهه مقابل، فلما رأيته
(1) بصائر الدرجات: 233 ح 1 وعنه البحار: 26 / 358 ح 24. (2) في المصدر
والبحار: الوجه فلما رأيته علمت. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر
والبحار، وفيهما: لست بدل ليس. (5) من المصدر والبحار: وفيهما: فبينا. (6)
في المصدر والبحار: واعجبها. (7 و 8) من المصدر والبحار وفيهما: فليت بدل
فلتني.
(9) بصائر الدرجات: 233 ح 2 وعنه البحار: 26 / 359 ح 25، واخرج صدره في
البحار: 59 / 253 ح 14 عن الخرائج: 2 / 840 ح 74.
[ 150 ]
عرفته ملك الموت، قال: فاستقبله رجل آخر وجهه أحسن بشرا، فقال: ليس بهذا
أمرت، قال: فبينا أحدث الجارية فاعجبها مما رأيت إذ قبضت. قال: فقال أبو
عبد الله - عليه السلام -: فكسر ذلك البيت الذي رآى فيه أبي ما رآى، فليت
ما هديت من الدار إني لم أكسره. (1)
الثاني والثمانون إنه - عليه السلام -
يعرف من دخل عليه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق 1532 / 116 - محمد بن
الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسين، عن الحسين بن سعيد، عن عمر بن ميمون، عن
عمار بن هارون (2)، عن أبي جعفر - عليه السلام - (أنه) (3) قال: إنا لنعرف
الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق. (4) 1533 / 117 - عنه:
عن أحمد (5) بن حماد الكوفي، عن أخيه، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر،
عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا
(فينا) (6) من صلب آدم، فنعرف بذلك حب
(1) لم نجده في البصائر رغم البحث عنه. (2) في المصدر والبحار: مروان. (3)
ليس في المصدر والبحار. (4) بصائر الدرجات: 288 ح 3 وعنه البحار: 26 / 127
ح 26. (5) في المصدر والبحار: محمد.
(6) من المصدر.
[ 151 ]
المحب وإن أظهر
خلاف ذلك بسبيله (1)، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبنا أهل البيت. (2)
الثالث والثمانون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1534 / 118 - إبن شهر
اشوب: عن أبي بصير قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - في المسجد إذ دخل
عليه أبو الدوانيق، وداود بن علي وسليمان بن خالد (3) حتى قعدوا في جانب
المسجد. فقيل (4) لهم: هذا أبو جعفر، فأقبل إليه داود بن علي وسليمان بن
خالد، فقال لهما: ما منع جباركم (من) (5) أن يأتيني ؟ فعذروه عنده، فقال -
عليه السلام -: يا داود أما لا تذهب الايام حتى يليها ويطأ الرجل (6)
عقبه، ويملك شرقها وغربها، ولتذلن (7) له الرجال، وتذل رقابها، قال: فلها
مدة ؟ قال: نعم والله ليتلقفها (8) الصبيان منكم كما تتلقف الكرة، فأنطلقا
فاخبرا أبا جعفر بالذي سمعا من محمد بن علي فبشراه بذلك. فلما وليا دعا
سليمان بن خالد فقال: يا سليمان بن خالد إنهم لا
(1) كذا في المصدر وفي البحار: بلسانه. (2) بصائر الدرجات: 289 ح 2 وعنه
البحار: 26 / 128 ح 31. (3) في المصدر والبحار: مجالد وكذا في بقية موارد
الحديث. (4) في المصدر والبحار: فقال. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في
المصدر والبحار: الرجال.
(7) في المصدر والبحار: وتدين. (8) في المصدر والبحار: ليتلقفنها.
[ 152 ]
يزالون في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا دما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا
أصابوا ذلك الدم فبطهنا خير لهم من ظهرها، فجاء أبو الدوانيق إليه وسأله
عن مقالهما، فصدقهما - الخبر - فكان كما قال. (1)
الرابع والثمانون إخباره
- عليه السلام - بالغائب 1535 / 119 - إبن شهر اشوب: قال: في حديث عاصم
الحناط، عن محمد بن مسلم أنه سأل أبا جعفر - عليه السلام - دلالة، فقال:
يا بن مسلم وقع بينك وبين زميلك بالربذة حتى عيرك بنا وبحبنا وبمعرفتنا ؟
قال: بأبي (2) والله جعلت فداك، لقد كان ذلك، فمن يخبركم بمثل ذلك ؟ قال:
يا بن مسلم إن لنا خداما من الجن هم (شيعة لنا) (3) أطوع لنا منكم. (4)
الخامس والثمانون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1536 / 120 - إبن شهر
اشوب: عن أبي بصير قال: أطرق أبو جعفر إلى الارض يكنث (5) فيها مليا. ثم
أنه رفع رأسه، فقال: كيف أنتم يا قوم إذ جاءكم رجل فدخل عليكم مدينتكم هذه
في أربعة آلاف رجل (حتى) (6) يستعرضكم بسيفه ثلاثة أيام، فيقتل
(1) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 191 وعنه البحار: 47 / 176 ح 23. (2) في
المصدر: إي. (3) من المصدر. (4) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 192. (5) في
المصدر: ينكت.
(6) من المصدر والبحار: عرض القوم على السيف: قتلهم.
[ 153 ]
مقاتليكم وتلقون منه بلاء لا تقدرون أن تدفعوه بأيديكم، وذلك يكون في قابل
فخذوا حذركم، واعلموا أنه ما قلت لكم كائن لا بد منه. فلم يأخذ أحد حذره
من أهل المدينة إلا بنو هاشم خاصة. فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر - عليه
السلام - بعياله أجميعن وبنو هاشم (جبا من) (1) المدينة، فكان كما قال.
(2)
السادس والثمانون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1537 / 121 - إبن
شهر اشوب: عن مشعمل الاسدي، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام
- يقول لرجل من أهل خراسان: كيف أبوك ؟ قال: صالح. قال: هلك أبوك بعدما
خرجت وجئت إلى جرجان، ثم قال: ما فعل أخوك ؟ قال: خلفته صالحا، قال: قد
قتله جاره: صالح (يوم كذا وكذا،) (3) فبكى الرجل ثم قال: إنا لله وإنا
إليه راجعون مما أصبت به. فقال أبو جعفر - عليه السلام -: اسكت فانك لا
تدري ما صنع الله بهم، قد صاروا إلى الجنة، والجنة خير لهما مما كانا فيه،
فقال له الرجل:
(1) كذا في المصدر،
وفي الاصل: ثم وردوا جبارة المدينة. ولعل جبارة تصحيف جابرة. وجابرة: إسم
مدينة النبي - صلى الله عليه وآله - كأنها جبرت الايمان. وسمى النبي - صلى
الله عليه وآله - المدينة بعدة أسماء منها: الجابرة والمجبورة. (لسان
العرب: 4 / 116). وقال الفيروز آبادي: المجبورة وجابرة إسمان لطيبة
المشرفة. (القاموس المحيط: 1 / 386). (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 192 وقد
تقدم مع تخريجاته في المعجزة (12) عن دلائل الامامة. (3) من المصدر. (*)
[ 154 ]
جعلت فادك، اني خلفت ابني وجعا
شديد الوجع، ولم تسألني عنه كما سألتني عن غيره ؟ قال: قد برأ، وقد زوجه
عمه بنته، وأنت تقدم، وقد ولد له غلام، وأسمه علي، وهو لنا شيعة، وأما
ابنك فليس لنا شيعة، بل هو لنا عدو. ورواه الراوندي في الخرائج: عن أبي
بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: لرجل (من (أهل) (1) خراسان) كيف
أبوك ؟ قال: صالح. قال: فانه (2) مات أبوك بعدما خرجت حيث سرت (3) إلى
جرجان. ثم قال: كيف أخوك ؟ قال: تركته صالحا. قال: قد قتله جار له - يقال
له صالح - يوم كذا في ساعة كذا فبكى الرجل، وقال إنا لله وإنا إليه راجعون
مما (4) أصبت. فقال أبو جعفر - عليه السلام -: اسكن فقد صارا (5) إلى
الجنة، والجنة خير لهما مما كانا (6) فيه. فقال (له) (7) الرجل: إني خلفت
ابني وجعا شديد الوجع، ولم تسألني عنه ؟ قال: قد برأ، وقد زوجه عمه ابنته
وأنت تقدم عليه، وقد ولد له غلام واسمه علي وهو لنا شيعة، وأما إبنك فليس
لنا شيعة، بل هو لنا عدو. فقال (له) (8) الرجل: فهل من حيلة ؟ قال: إنه
لنا عدو. فقام الرجل
(1) من البحار
وما بين القوسين ليس في المصدر. (2) في المصدر والبحار: قد. (3) في
المصدر: صرت. (4) في البحار: بما. (5) في المصدر والبحار: صاروا. (6) في
المصدر والبحار: لهم مما كانوا.
(7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار.
[ 155 ]
من عنده وهو وقيذ (1) قلت: من هذا ؟ قال: (هو) (2) رجل من خراسان وهو لنا
شيعة وهو مؤمن. ورواه صاحب ثاقب المناقب: عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول لرجل من أهل خراسان: كيف أبوك ؟ وذكر الحديث، وفي حديثه:
وأما ابنك فليس لنا شيعة، وهو لنا عدو، فلا يغرنك عبادته وخشوعه. ورواه
الحضيني في هدايته: باسناده عن المشمعل الاسدي، عن أبي بصير قال: سمعت (3)
أبا جعفر - عليه السلام - يقول لرجل من أهل خراسان: كيف أبوك ؟ قال: صالح
قال: هلك أبوك بعدما خرجت حين صرت إلى جرجان. ثم قال: ما فعل أخوك ؟ قال
خلفته صالحا. قال: قد قتلته جاريته (بعدما خرجت) (4) يوم كذا وكذا. (قال)
(5) فبكى الرجل واسترجع، وقال: ما أعظم ما اصبت به ؟ وساق الحديث إلى أن
قال - عليه السلام -: وأنت تقدم، وقد ولد له غلام واسمه علي. (6)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إن له عدوا وهو يكفيه، وفي البحار هكذا:
إنه عدو وهو وقيد. والوقيذ: البطئ الثقيل (لسان العرب). (2) من المصدر.
(3) في المصدر: سمعنا.
(4 و 5) من المصدر. (6) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 192، والخرائج: 2 / 595 ح
6، الثاقب في المناقب: 382 ح 4، الهداية الكبرى للحضيني: 52 (مخطوط)،
واخرجه في البحار: 46 / 247 ح 36 و 37، والعوالم: 19 / 120 ح 4 عن الخرائج
والمناقب، واورده في مشارق أنوار اليقين: 90 مختصرا.
[ 156 ]
السابع والثمانون إخباره - عليه السلام - بما في الضمير. 1538 / 122 - إبن
شهر اشوب: قال في حديث الحلبي: أنه دخل الناس (1) عليه أبي جعفر - عليه
السلام - وسألوا علامة، فاخبرهم بأسمائهم وأخبرهم عما أرادوا يسألونه عنه،
قال: أردتم أن تسألوا عن هذه الاية من كتاب الله (كشجرة طيبة أصلها ثابت
وفرعها في السماء (تؤتي اكلها كل حين باذن ربها) (2) قالوا: صدقت، هذه
الاية اردنا أن نسألك. قال: نحن الشجرة التي قال الله تعالى أصلها ثابت
وفرعها في السماء) (3) ونحن نعطي شيعتنا ما نشاء من أمر علمنا. (4)
الثامن
والثمانون عنده - عليه السلام - صحيفة أسماء الشيعة وأرى علي بن أبي حمزة
إسمه وأسماء أولاده الذين لم يلدوا بعد 1539 / 123 - إبن شهر اشوب: عن علي
بن أبي حمزة وأبي بصير قالا: كنا لنا موعدا على أبي جعفر - عليه السلام -
فدخلنا عليه أنا وأبو ليلى، فقال: يا سكينة ! هلمي المصباح. فأتت
بالمصباح، ثم قال: هلمي بالسفط الذي في موضع كذا (وكذا) (5).
(1) في المصدر والبحار: اناس.
(2) إبراهيم: 24 و 25. (3) من المصدر والبحار. (4) مناقب ابن شهر اشوب: 4
/ 193 وعنه البحار: 46 / 266 ذ ح 15 والعوالم: 19 / 71 ح 1. (5) من المصدر
والبحار.
[ 157 ]
قال. فأتته بسفط هندي أو سندي، ففض خاتمه، ثم أخرج منه صحيفة صفراء، فقال
علي: فأخذ يدرجها (1) من أعلاها، ونشرها (2) من أسفلها، حتى إذا بلغ ثلثها
أو ربعها نظر إلي، فارتعدت فرائصي، حتى خفت على نفسي، فلما نظر إلي في تلك
الحالة وضع يده على صدري، فقال: أبرأت أنت ؟ قلت: نعم جعلت فداك. قال: ليس
عليك بأس، ثم قال: ادن. فدنوت (منه) (3) فقال لي: ما ترى ؟ قلت: اسمي واسم
أبي وأسماء أولادي (لا) (4) أعرفهم. فقال: يا علي لولا أن لك عندي ما ليس
لغيرك ما اطلعتك على هذا، اما إنهم سيزدادون (5) على عدد ما هاهنا. قال
علي بن أبي حمزة: فمكثت - والله - بعد ذلك عشرين سنة، ثم ولد لي الاولاد
بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة. (6)
التاسع والثمانون العنب النازل
عليه - عليه السلام - مع الثياب 1540 / 124 - ثاقب المناقب: عن الليث بن
سعد قال: كنت على جبل أبي قبيس أدعو، فرأيت رجلا يدعو (الله عزوجل) (7)
وقال في دعائه: (اللهم إني أريد العنب فارزقنيه) فنزلت غمامة اظلته، ودنت
من
(1) الدرج: لفت الشئ. (2) في
المصدر والبحار: وينشرها.
(3) ليس في المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر، وفيه والبحار: أولاد لي.
(5) في المصدر: سيزادون. (6) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 193 وعنه البحار: 46
/ 266 - 267 والعوالم: 19 / 72 ذح 1. (7) من المصدر.
[ 158 ]
رأسه، فرفع يده إليها، فأخذ منها سلة من عنب، ووضعها بين يديه. ثم رفع يده
بعد (1) فقال: (اللهم إني عريان فاكسني) فدنت الغمامة منه ثانية (فرفع
يده، ثانية) (2) فأخذ منها شيئا ملفوفا في ثوب، ثم جلس يأكل العنب، وما
ذلك في زمان العنب. وأنا قريب (3) منه، فمددت يدي إلى السلة وتناولت حبات،
فنظر الي وقال: (ما تصنع ؟) قلت: أنا شريكك في العنب. قال: (من أين) ؟
قلت: لانك كنت تدعو وأنا أو من على دعائك، والداعي والمؤمن شريكان. فقال:
(اجلس وكل) فجلست وأكلت معه، فلما اكتفينا ارتفعت السلة. فقام وقال لي:
(خذ (أحد) (4) الثوبين) فقلت: أما الثوب فلا أحتاج إليه، فقال: (انحرف
(عني) (5) حتى البسه) فانحرفت (عنه) (6) فاتزر بأحدهما وارتدى بالاخر
عليه، وطواه ورفعه بكفه، و (قد) (7) نزل عن أبي قبيس، فلما وصل قريبا من
الصفا استقبله انسان فاعطاه، (فسألت عنه) (8) وقلت لبعض من كان: من هذا ؟
قال: (هذا) (9): ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -. (10)
(1) في المصدر: ثانية. (2) من المصدر.
(3) في المصدر: فقربت بدل (وأنا قريب). (4 - 6) من المصدر. (7) ليس في
المصدر. (8 و 9) من المصدر. (10) الثاقب في المناقب: 375 ح 1 / وأخرج نحوه
في البحار: 47 / 141 ح 194 عن كشف الغمة =
[ 159 ]
التسعون إخراجه - عليه السلام - درع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
والعمامة والعصا من خاتمه - صلى الله عليه وآله - 1541 / 125 - ثاقب
المناقب: عن داود بن كثير الرقي قال: كنت (يوما) (1) عند أبي جعفر - عليه
السلام -، وكان عبد الله بن علي بن عبد الله بن الحسن يدعي أنه إمام، إذ
أتى وفد من خراسان اثنان وسبعون رجلا معهم المال والجوهر. (2) فقال بعضهم:
من (أين) (3) لنا ان (نفهم) (4) منهم الامر فيمن هو ؟ فأتاهم رسول (من عند
عبد الله بن علي بن) (5) عبد الله بن الحسن فقال: أجيبوا صاحبكم. فمضوا
إليه وقالوا له: ما دلالة الامامة (6) ؟ قال: درع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وخاتمه وعصاه وعمامته. قال: يا غلام علي بصندوق (7). فاتي
بصندوق ما بين غلامين فوضع بين يديه، (ففتحه) (8) واستخرج درعا فلبسها،
وعمامة فتعمم بها وعصا فتوكأ عليها ثم خطب، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا:
نوافيك غدا إن شاء الله تعالى.
= 2 / 160 نقلا من مطالب السؤل: 2 /
59 - 60 وصفة الصفوة: 2: 173 - 174 وفي البحار: 95 / 158 ح 9 عن الكشف
ومناقب ابن شهر اشوب: 4 / 232 - 233 نحوه مختصرا. (1) من المصدر. (2) في
المصدر: والتحف. (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: الامام. (7) في
المصدر: بالصندوق. (8) من المصدر.
[ 160 ]
قال داود. فقال لي أبو جعفر - عليه السلام -: امض إلى باب عبد الله، فقم
على طرف الدكان فسيخرج إليك (اثنان و) (1) سبعون رجلا من وفد خراسان، فصح
(بكل واحد منهم) (2) باسمه واسم أبيه (وأمه) (3). قال داود: فوقفت على طرف
الدكان (فخرجوا) (4)، فسميت كل واحد (منهم) (5) باسمه واسم أبيه وأمه،
فتعجبوا فقلت: أجيبوا صاحبكم. فأتوا معي فأدخلتهم على أبي جعفر - عليه
السلام - فقال لهم: يا أخا خراسان (إلى) (6) أين يذهب بكم ؟ أوصياء محمد -
صلى الله عليه وآله - أكرم على الله من أن يعرف من امتهم (7) أين هي. ثم
التفت إلى أبي عبد الله - عليه السلام -: وقال: (يا ولدي ائتني بخاتمي
الاعظم) فأتى بخاتم فصه عقيق، فوضعه أمامه وحرك شفيته، فأخذ الخاتم فنفضه،
فسقط منه درع رسول الله - صلى الله عليه وآله - والعمامة والعصا، فلبس
الدرع، وتعمم بالعمامة، وأخذ العصا بيده، ثم انتفض فيها نفضة فتقلص الدرع،
ثم انتفض ثانية فجرها ذراعا أو أكثر، ثم نزع العمامة
فوضعها بين يديه، والدرع والعصا، ثم حرك شفتيه بكلمات، فعاد (8) الدرع في
الخاتم. ثم التفت إلى أهل خراسان، وقال: إن كان (ابن عمنا) (9) عنده درع
(1 - 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: وجوه. (6) ليس في
المصدر. (7) في المصدر: عن أيتهم. (8) في المصدر: فغاب. (9) من المصدر.
[ 161 ]
رسول الله صلى الله عليه وآله - والعمامة والعصا في صندوق ويكون عندنا في
صندوق فما فضلنا عليه ؟ ! يا أهل خراسان ما من إمام إلا وتحت يده كنوز
قارون، أما المال الذي آخذه (1) منكم محبة لكم، وتطهيرا لرؤوسكم. فاداروا
(2) إليه المال، وخرجوا من عنده مقرين بامامته. (3)
الحادي والتسعون
إخباره - عليه السلام - بالغائب 1542 / 126 - ثاقب المناقب: عن أبي بصير
قال: لما توفي علي بن دراع (4) وردت المدينة، ودخلت على أبي جعفر - عليه
السلام - فقال لي: مات علي بن دراع (5) ؟ قلت: نعم رحمه الله. قال:
(احدثكم (6) بكذا وكذا ؟) ولم يدع شيئا مما حدثني (به) (7) علي، فقلت عند
ذلك: والله ما كان عندي (أحد) (8) مذ حدثني بهذا
الحديث (أحد) (9) ولا خرج مني إلى أحد حتى أتيك، فمن أين علمت هذا ؟ !
قال: فغمز (بيده) (10) فخذي، وقال: (هيهات هيهات، الان
(1) في المصدر: ان المال الذي نأخذه. (2) في المصدر: فأدوا. (3) الثاقب في
المناقب: 379 ح 2. (4) في المصدر: ذراع. (5) في المصدر: ذراع. (6) في
المصدر: احدثك. (7) من المصدر. (8) من المصدر، وفيه: حين بدل: مذ. (9 و
10) من المصدر.
[ 162 ]
أسلمت (1)). (2)
الثاني والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1543 / 127 - ثاقب
المناقب: (وعن محمد بن عمر النخعي) (3) قال: أخبرني رجل من أصحابنا من بني
أسد - وكان من أصحاب أبي جعفر - عليه السلام - قال: كنت مع عبد الله بن
معاوية بفارس، فبينا (4) نحن نتحدث فتحدثوا وأنا ساكت، فقال عبد الله بن
معاوية: مالك ساكت لا تتكلم ؟ فوالله إني لعارف برأيك وإنك لعلى الحق
المبين. ثم قال: سأحدثك بما رأيت عيناي (5) وسمعت أذناي من أبي جعفر -
عليه السلام -. ثم قال: إنه كان بالمدينة رجل من آل مروان وإنه أرسل إلي
ذات
يوم، فأتيته وما عنده أحد من الناس، فقال: يا بن معاوية إنما دعوتكم
ليقيني (6) بك، (وإني) (7) قد علمت أنه لا يبلغ عني أحد غيرك، وقد أحببت
أن تلقى (عميك) (8) الاحمقين: محمد بن علي وزيد بن علي، وتقول لهما: يقول
لكما الامير: لتكفا عما يبلغني عنكما (أو ليتركاني) (9)
(1) في المصدر: اسكت. (2) الثاقب في المناقب: 383 ح 6 متحد مع المعجزة
(102). (3) من المصدر. (4) في المصدر: فبينما. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: رأيت بعيني. (6) في المصدر: ما دعوتك إلا لثقتي. (7 - 9) من المصدر.
[ 163 ]
فخرجت من عنده متوجها إلى أبي جعفر - عليه السلام - فاستقبلني (1) وهو
يريد المسجد، فلما دنوت منه تبسم ضاحكا، ثم قال: (لقد بعث إليك هذا الطاغي
فخلا بك، وقال: ألق عميك الاحمقين، وقل لهما: كذا وكذا) فأخبرني بمقالته
كأنه كان حاضرا. (2)
الثالث والتسعون انطاق السكينة والصخرة والشجرة 1544
/ 128 - ثاقب المناقب والراوندي في الخرايج: عن أبي بصير، يرويه عن أبي
عبد الله - عليه السلام - قال: كان زيد بن الحسن يخاصم أبي في ميراث رسول
الله - صلى الله عليه وآله - ويقول: أنا من ولد الحسن وأولى بذلك منك،
لاني من ولد الاكبر، فقاسمني ميراث رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وادفعه الي. فأبى أبي فخاصمه إلى القاضي فكان يختلف معه إلى
القاضي، فبينما هم كذلك ذات يوم في خصومتهم، إذ قال زيد بن الحسن لزيد بن
علي: اسكت يابن السندية. فقال زيد بن علي: أف لخصومة تذكر فيها الامات.
والله لا كلمتك بالفصيح من رأسي أبدا حتى أموت. وانصرف إلى أبي، فقال: يا
أخي (إني) (3) حلفت بيميني ثقة بك، وعلمت أنك لا تكرهني ولا تيخبني (4)،
حلفت أن لا اكلم زيد بن الحسن، ولا اخاصمه،
(1) في المصدر: فلقيته. (2) الثاقب في المناقب: 386 ح 8. (3) من الخرائج
والبحار، وفيهما: حلفت بيمين، وفي الثاقب: يمينا. (4) في الثاقب: لا
تلزمني.
[ 164 ]
وذكر ما كان بينهما.
وأعفاه أبي، واغتنمها (1) زيد بن الحسن فقال: يلي (2) خصومتي (مع) (3)
محمد بن علي فاعتبه (4) وأؤذيه فيعتدي علي. فعدا على أبي فقال: بيني وبينك
القاضي، فقال: قم (5) بنا. فلما أخرجه قال أبي: يا زيد إن معك لسكينة (قد
(6) أخفيتها (أرأيتك) (7) إن نطقت هذه السكينة التي تسترها (8) مني، فشهدت
أني أولى بالحق منك أفتكف عني ؟ قال: نعم. وحلف له بذلك. فقال أبي: أيتها
السكينة انطقي باذن الله تعالى. فوثبت السكينة من يد زيد بن الحسن على
الارض ثم قالت: يا زيد أنت ظالم، ومحمد بن علي أحق منك وأولى، وإن (9) لم
تكف لالين قتلك. فخر زيد مغشيا (عليه) (10) فأخذه بيده فأقامه، ثم قال: يا
زيد إن نطقت (هذه) (11) الصخرة التي نحن عليها أتقبل ؟ قال: نعم (وحلف له
(1) في البحار: وغتمها، وفي الثاقب:
فاغتنمها. (2) في الاصل: فقال زيد بن الحسن: بل. (3) ليس في الخرائج
والثاقب والبحار. (4) في الثاقب: فاعيبه، وفي الخرائج: فاعنته، أعنته:
سأله عن شئ أراد به اللبس عليه والمشقة. (5) في الثاقب والخرائج والبحار:
انطلق. (6) من المصدرين والبحار وفيها: سكينة. (7) من الخرائج والبحار وفي
الثاقب: أرأيت. (8) في الخرائج والثاقب: سترتها. (9) في الخرائج والبحار:
ولئن وفي الثاقب: لئن. (10) من المصدرين والبحار، وفيها: فاخذ أبي يدل
(فاخذه). (11) من المصدرين والبحار.
[ 165 ]
علي ذلك) (1) فرجفت الصخرة (التي) (2) مما يلي زيد حتى كادت أن تنفلق (3)،
ولم ترجف مما يلي أبي، ثم قالت: يا زيد أنت ظالم، ومحمد أولى بالامر منك،
(فكف عنه وإلا وليت قتلك) (4) فخر زيد مغشيا عليه، فأخذ أبي بيده وأقامه،
ثم قال: يا زيد أرأيت إن نطقت هذه الشجرة أتكف ؟ قال: نعم. فدعا أبي
الشجرة، فأقبلت (5) تخد الارض حتى أظلتهم، ثم قالت: يا زيد أنت ظالم ومحمد
أحق بالامر منك، فكف عنه وإلا قتلتك (6) فغشي على زيد، فأخذ أبي بيده
(وأقامه وقال: يا زيد أرأيت هذا) (7) ؟ وانصرفت الشجرة إلى موضعها. فحلف
زيد أن لا يعرض (8)
لابي ولا يخاصمه، وانصرف، وخرج زيد من يومه قصد (9) عبد الملك ابن مروان
فدخل عليه، وقال (له) (10): أتيتك من عند ساحر كذاب لا يحل لك تركه، وقص
عليه ما رأى. فكتب عبد الملك إلى عامل المدينة (11): أن ابعث الي محمد بن
(1) من المصدرين والبحار. (2) ليس في المصدرين والبحار. (3) في المصدرين
والبحار: تفلق. (4) ليس في الثاقب. (5) في الثاقب: فجاءت. (6) في الثاقب:
هلكت. (7) من الثاقب. (8) في الثاقب: يتعرض. (9) في المصدرين والبحار:
إلى. (10) من الخرائج والبحار. (11) في الثاقب: عامله بالمدينة.
[ 166 ]
علي مقيدا. وقال لزيد: أرأيتك (1) إن وليتك قتله قتلته (2) ؟ قال: نعم.
فلما انتهى الكتاب (إلى) (3) العامل أجاب (العامل) (4) (عبد الملك) (5)
ليس كتابي (هذا) (6) خلافا عليك يا أمير المؤمنين، ولا أرد أمرك، ولكن
رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة لك، وشفقة عليك، وإن الرجل الذي أردته ليس
اليوم على وجه الارض أعف منه، ولا أزهد ولا أورع (منه) (7) وإنه (ليقرأ)
(8) في محرابه، فتجتمع الطير
والسباع تعجبا بصوته، وإن قراءته كشبه مزامير (آل) (9) داود، وإنه من أعلم
الناس وأرقهم (10) وأشدهم اجتهادا وعبادة، وكرهت لامير المؤمنين التعرض
له: (فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (11). فلما ورد
الكتاب (على عبد الملك) (12) سر بما أنهى إليه الوالي وعلم أنه قد نصحه،
فدعا بزيد بن الحسن فاقرأه الكتاب، قال (13): أعطاه وأرضاه. فقال عبد
الملك: فهل تعرف أمرا غير هذا ؟ قال: نعم، عنده سلاح
(1) في الثاقب: له أرأيت. (2) في الخرائج: تقتله، وفي الثاقب: فتقتله. (3
و 4) من المصدرين والبحار. (5 - 7) ليس في الثاقب. (8) من المصدرين
والبحار. (9) من الثاقب، وفيه: تشبه، وفي الخرائج والبحار: لتشبه. (10) في
الخرائج والبحار: وأرق الناس وأشد الناس. (11) إشارة إلى قوله تعالى في
سورة الرعد: 11. (12) ليس في الثاقب. (13) في الخرائج: فقال زيد، وفي
البحار: فقال (زيد).
[ 167 ]
رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وتركته، فاكتب إليه فيه،
فإن هو لم يبعث به فقد وجدت إلى قتله سبيلا. فكتب عبد الملك إلى العامل:
أن احمل إلى أبي جعفر محمد بن علي ألف ألف درهم وليعطيك ما عنده من ميراث
رسول الله - صلى الله عليه
وآله -. فأتى العامل منزل أبي جعفر (بالمال) (1) وأقرأه الكتاب، فقال:
أجلني أياما ؟ قال: نعم. فهيأ أبي متاعا (مكان كل شئ) (2) ثم حمله ودفعه
إلى العامل، فبعث به إلى عبد الملك، فسر به سرورا شديدا، فأرس إلى زيد
فعرضه (3) عليه، فقال زيد: والله ما بعث إليك من متاع رسول الله - صلى
الله عليه وآله - بقليل ولا كثير. فكتب عبد الملك إلى أبي: إنك أخذت
مالنا، ولم ترسل لنا (4) بما طلبنا. فكتب إليه أبي: إني قد بعثت إليك بما
قد رأيت، وإن شئت كان (5) ما طلبت وإن شئت لم يكن، فصدقه عبد الملك وجميع
(6) أهل الشام، وقال: هذا متاع رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد أتيت
به، ثم أخذه زيدا وقيده وبعث به (إلى أبي) (7) وقال له:
(1) من الخرائج. (2) من الخرائج والبحار. (3) في الخرائج والبحار: فعرض.
(4) في الخرائج والبحار: الينا. (5) في الخرائج: وأنه ما طلبت، وفي
البحار: فإن شئت. (6) في الخرائج والبحار: وجمع. (7) من الخرائج.
[ 168 ]
لولا أني لا أريد أن أبتلى بدم أحد منكم لقتلتك. وكتب إلى أبي (إني قد)
(1) بعثت إليك بابن عمك فاحسن أدبه. فلما أتي به (أطلق عنه وكساه، ثم إن
زيدا ذهب إلى سرج فسمه،
ثم أتى به إلى أبي فناشده إلا ركبت هذا السرج) (2) فقال أبي: ويحك يا زيد
ما أعظم ما أتاني (3) به، وما يجري على يديك، إني لاعرف الشجرة التي نتجت
(4) منها، ولكن هكذا قدر فويل لمن أجرى الله على يده (5) الشر. فأسرج له،
فركب أبي ونزل (الطريق) (6) متورما، فأمر بأكفان له وكان فيها ثوب أبيض
أحرم فيه، وقال: (اجعلوه في أكفاني) وعاش ثلاثا، ثم مضى - عليه السلام -
لسبيله، وذلك السرج عند آل محمد - عليهم السلام - معلق. ثم إن زيد بن
الحسن بقي (بعده) (7) أياما، فعرض له داء، لم يزل يتخبط به ويهذي (8) وترك
الصلاة حتى مات.
(1) ليس في البحار. (2) من الخرائج. (3) في الخرائج والبحار: تأتي. (4) في
الخرائج والبحار: نحت. (5) في الخرائج والبحار: يديه. (6) ليس في الخرائج
والبحار. (7) من الخرائج والبحار. (8) في الخرائج والبحار: يتخبط ويهوي.
(9) الثاقب في المناقب: 388 ح 1، الخرائج: 2 / 600 ح 11 وعنه البحار: 46 /
329 ح 12 والعوالم: 19 / 454 ح 1.
[ 169 ]
الرابع والتسعون الورشان الذي استجار به - عليه السلام - والعين التي نبعت
والنخلة اليابسة التي أينعت.
1545 / 129 - الراوندي وثاقب المناقب: روى جابر بن يزيد الجعفي قال: خرجت
مع أبي جعفر - عليه السلام - إلى الحج وأن زميله، إذ أقبل ورشان فوقع على
عضادة (1) محملة فترنم (2)، فذهبت لاخذه فصاح بي: (مه يا جابر فانه (قد)
(3) استجار بنا أهل البيت) قلت: وما الذي شكا إليك ؟ فقال: شكا إلي إنه
يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين، وأن حية تأتيه فتأكل فراخه، فسألني (أن
ادعوا الله عليها ليقتلها) ففعلت، وقد قتلها الله. ثم سرنا حتى إذا كان
وقت (4) السحر قال لي: (انزل يا جابر) فنزلت فأخذت بخطام (5) الجمل، ونزل
فتنحى (يمنة) (6) عن الطريق، ثم عمد إلى روضة من الارض ذات رمل (فأقبل)
(7) فكشف الرمل يمنة ويسرة وهو يقول: (اللهم أسقنا وطهرنا) إذ بدا حجر
مربع (8) أبيض (بين
(1) في الخرائج والبحار: عضادتي. (2) يقال: ترنم الحمام: إذا طرب بصوته
وتغنى. (3) ليس في الخرائج والبحار. (4) في البحار: وجه. (5) الخطم: الانف
أو مقدمه. (6) من الخرائج. (7) من الخرائج والبحار. (8) في الخرائج: مرتفع.
[ 170 ]
الرمل) (1) فاقتلعه، فنبع (له) (2) عين ماء صاف فتوضينا وشربنا منه. ثم
ارتحلنا فأصبحنا دون قريات (3) ونخل، فعمد أبو جعفر - عليه السلام - إلى
نخلة يابسة (فيها) (4) فدنا منها وقال: (أيتها النخلة أطعمينا مما
خلق الله فيك) فلقد رأيت النخلة تنحني حتى جعلنا نتناول من ثرمها ونأكل،
وإذا أعرابي يقول: ما رأيت ساحرا كاليوم، فقال أبو جعفر - عليه السلام -.
يا أعرابي لا تكذبن علينا أهل البيت، فإنه ليس منا ساحر (ولا كاهن) (5)،
ولكن علمنا أسماء من أسماء الله تعالى نسأل بها فنعطي، (وندعو) (6) فنجاب.
(7)
الخامس والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1546 / 130 -
الراوندي: قال: روي عن عبد الله بن معاوية الجعفري قال: سأحدثكم بما سمعته
اذناي، ورأته عيناي من أبي جعفر - عليه السلام - انه كان على المدينة رجل
من آل مروان، وانه أرسل إلي يوما فأتيته وما عنده أحد من الناس. فقال لي:
يا بن معاوية إنما دعوتك لثقتي بك، وإني قد علمت أنه لا
(1 و 2) من الخرائج والبحار. (3) في الخرائج والبحار: قرية. (4) من
الخرائج والبحار. (5) من الخرائج والبحار وفي الخرائج: ولكنا. (6) من
الخرائج والبحار. (7) الخرائج: 2 / 604 ح 12، الثاقب في المناقب: 390 ح 2،
واخرجه في البحار: 46 / 248 ح 38 واثبات الهداة: 3 / 56 ح 53 والعوالم: 19
/ 168 ح 1 عن الخرائج.
[ 171 ]
يبلغ عني
غيرك، فأحببت أن تلقي عميك محمد بن علي، وزيد بن الحسن - عليهم السلام -
وتقول لهما: يقول لكما الامير: لتكفان عما يبلغني عنكما، أو لتنكران.
فخرجت (من عنده متوجها إلى أبي جعفر - عليه السلام - فاستقبلته) (1)
متوجها إلى المسجد، فلما دنوت منه تبسم ضاحكا وقال: بعث إليك هذا الطاغية
ودعاك وقال (لك:) (2) ألف عميك وقل لهما: كذا. قال: فأخبرني أبو جعفر -
عليه السلام - بمقالته كأنه كان حاضرا. ثم قال: يابن عم قد كفينا أمره بغد
(3)، فانه معزول ومنفي إلى بلاد مصر والله ما أنا بساحر ولا كاهن، ولكني
اتيت وحدثت. قال: فوالله ما أتى عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله
ونفيه إلى مصر، وولي المدينة غيره. (4)
السادس والتسعون إخباره - عليه
السلام - بما في الضمير. 1547 / 131 - الراوندي: روي عن الحلبي، عن الصادق
- عليه السلام - قال: دخل ناس على أبي - عليه السلام - فقالوا: ما حد
الامام ؟ قال: حده عظيم، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه وآمنوا بما جاء به
من شئ، وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم (عليه) (5) لم يقدر أحد أن
يملا عينه منه
(1 و 2) من المصدر والبحار، وفيهما: ألق عميك الاحمقين. (3) في المصدر
والبحار: بعد غد. (4) الخرائج: 2 / 599 ح 10 وعنه اثبات الهداة: 3 / 55 ح
50 والبحار: 46 / 246 ح 34 والعوالم: 19 / 149 ح 1. (5) من المصدر والبحار.
[ 172 ]
إجلالا وهيبة، لان رسول الله - صلى الله عليه وآله - كذلك كان، وكذلك يكون
الامام. قال: فيعرف شيعته ؟ (قال: نعم ساعة يراهم. قالوا: فنحن لك
شيعة ؟) (1) قال: نعم، كلكم. قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك، قال: أخبركم
بأسمائكم وأسماء آبائكم و (أسماء) (2) قبائلكم ؟ قالوا: أخبرنا. فأخبرهم،
قالوا: صدقت. (قال:) (3) واخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه هي قوله تعالى
(كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (4) (قالوا: صدقت. قال: نحن
الشجرة التي قال الله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السماء) (5) نحن نعطي
شيعتنا ما نشاء من العلم (6). ثم قال: (هذا) (7) يقنعكم ؟ قلنا بدون هذا
نقنع. ورواه الحضيني في هدايته: باسناده عن محمد بياع السابري، عن الحلبي
قال: إن أبا عبد الله - عليه السلام - قال: دخل ناس على أبي جعفر - عليه
السلام - فقالوا (8): ما حد الامام أصلحك الله ؟ قال: حده عظيم، وساق
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) سورة إبراهيم: 24. (5) من المصدر. (6) في المصدر والبحار:
علمنا. (7) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: قالوا ما دون هذا مقنع،
وفي البحار: قالوا في دون. (8) في المصدر: فقالوا له.
[ 173 ]
الحديث إلى آخره. (1)
السابع والتسعون البصير لا يراه (غير) (2) البصير
يراه 1548 / 132 - الراوندي: عن أبي بصير قال: دخلت المسجد مع
أبي جعفر - عليه السلام - والناس يدخلون ويخرجون، فقال لي: سل الناس (هل)
(3) يرونني ؟ فكل من لقيته قلت له: أرأيت (4) أبا جعفر ؟ فيقول: لا - وهو
واقف - حتى دخل أبو هارون المكفوف، فقال - عليه السلام -: سل هذا. فقلت:
هل رأيت أبا جعفر - عليه السلام - ؟ فقال: أليس هو قائم ؟ ! (5) قلت: وما
علمك ؟ قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع. قال: وما سمعته يقول لرجل من أهل
الافريقية: ما حال راشد ؟ قال: خلفته حيا صالحا يقرئك السلام، قال: رحمه
الله. قال: مات ؟ ! قال نعم. قال: ومتى ؟ قال: بعد خروجك بيومين. قال:
والله ما مرض، ولا (كان) (6) به علة ! قال: وإنما يموت من يموت من مرض
وعلة ! قلت: من الرجل ؟ قال: رجل لنا موال ومحب. (7)
(1) الخرائج: 2 / 596 ح 8، الهداية الكبرى للحضيي: 52 (مخطوط)، واخرجه في
اثبات الهداة: 3 / 54 ح 48 والبحار: 46 / 244 ح 32 والعوالم: 19 / 72 ح 2
عن الخرائج، وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 184 ح 18 ملخصا. (2) في نسخة
من المطبوع. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار: وفي
الاصل: سألت منه هل رأيت. (5) في المصدر: واقفا، وفي البحار: بقائم. (6)
من المصدر والبحار. (7) في المصدر وهكذا: رجل كان لنا مواليا ولنا محبا،
وفي البحار: ولنا محب.
[ 174 ]
ثم قال:
لئن ترون إنه ليس (1) لنا معكم أعين ناظرة وأسماع سامعة لبئس ما رأيتم،
والله ما (2) يخفى علينا شئ من أعمالكم، فاحضرونا
جميعا (2) وعودوا أنفسكم الخير، وكونوا من أهله تعرفوا به (4)، فأني بهذا
آمر ولدي وشيعتي. (5)
الثامن والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب
1549 / 133 - الراوندي: عن دعبل الخزاعي قال: حدثني الرضا، عن أبيه، عن
جده - عليهم السلام - قال: كنت عند أبي الباقر - عليه السلام - إذ دخل
عليه جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن يزيد، فقالوا: هل رضي أبوك علي ابن
أبي طالب - عليه السلام - بامامة الاول والثاني ؟ قال: اللهم لا، قالوا:
فلم نكح بسبيهم (6) خولة الحنفية إذا لم يرض بامامتهم ؟ فقال الباقر -
عليه السلام -: امض يا جابر بن يزيد إلى جابر بن عبد الله الانصاري فقل
له: إن محمد بن علي، يدعوك. قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله وطرقت عليه
الباب، فناداني جابر بن عبد الله الانصاري من داخل الدار: اصبر يا جابر بن
يزيد. قال جابر بن يزيد:
(1) في البحار: أترون أن ليس. (2) في المصدر والبحار: لا. (3) في المصدر:
جميلا. (4) في المصدر: تعرفون به، وفي البحار: تعرفوا به. (5) الخرائج: 2
/ 595 ح 7 وعنه اثبات الهداة: 3 / 53 - 54 ح 46 والبحار: 46 / 243 ح 31
والعوالم: 19 / 169 ح 2 وأورده في الصراط المستقيم 2 / 183 - 184 ح 16 و
17 مختصرا. (6) في المصدر والبحار: من سبيهم.
[ 175 ]
فقلت في نفسي: (من) (1) أين علم جابر الانصاري أني جابر بن يزيد ولا (2)
يعرف الدلائل إلا الائمة من آل محمد - عليهم السلام - ؟ والله لا سألنه
إذا خرج إلي، فلما خرج قلت له: من أين علمت أني جابر بن يزيد، وأنا على
الباب وأنت داخل الدار ؟
قال: أخبرني (3) مولاي الباقر - عليه السلام - البارحة إنك تسأل (4) عن
الحنفية في هذا اليوم، وأنا أنعته لك (5) يا جابر في بكرة غد (إن شاء الله
و) (6) ادعوك. فقلت: صدقت. قال: سر بنا. فسرنا جميعا حتى أتينا المسجد،
فلما بصر مولاي الامام الباقر - عليه السلام - بنا ونظر إلينا قال
للجماعة: قوموا إلى الشيخ لتسئلوه (7) ينبئكم بما سمع ورآى (وحدث) (8)
فقالوا: يا جابر هل كان راض (9) إمامك علي بن أبي طالب - عليه السلام -
بامامة من تقدم ؟ قال: اللهم لا، قالوا: فلم نكح بسبيهم (10) إذ لم يرض
بامامتهم ؟
(1) ليس في البحار. (2) في المصدر: ولم. (3) في المصدر: قد خبرني، وفي
البحار: خبرني. (4) في المصدر والبحار: تسأله. (5) في المصدر والبحار:
ابعثه إليك. (6) ليس في المصدر والبحار، وفي البحار: غدو. (7) في المصدر
والبحار: فأسألوه حتى. (8) من المصدر. (9) في المصدر: هل رضي، وفي البحار:
هل راض. (10) في المصدر: من سبيهم (خولة الحنفية)، وفي البحار: من سبيهم.
[ 176 ]
قال جابر: آه آه (آه) (1) لقد ظننت أني أموت ولا أسأل عن هذا إذ سألتموني،
فاسمعوا وعوا: وحضرت للسبي (2)، وقد ادخلت الحنفية
فيمن ادخل (3). فلما نظرت إلى جميع الناس، عدلت إلى تربة رسول الله - صلى
الله عليه وآله - فرنت رنة وزفرت زفرة وأعلنت بالبكاء والنحيب، ثم نادت:
السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك وعليه أهل بيتك (من بعدك) (4)
هؤلاء أمتك سبتنا (5) سبي النوب والديلم، والله ما كان لنا إليهم من ذنب
إلا الميل إلى أهل بيتك، فحولت (6) الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، فسبتنا
(7). ثم انقطعت (8) إلى الناس، وقالت: لم سبيتمونا، وقد أقررنا بشهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ؟ قالوا:
منعتمونا الزكاة: قالت: هبوا الرجال منعوكم فما بال النسوان ؟ فسكت
المتكلم كأنما القم حجرا. ثم ذهب إليها خالد بن عفان وطلحة في التزويج
إليها ورميا (9) ثوبين، فقالت: لست بعريانة
(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: السبي. (3) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: دخل. (4) من المصدر والبحار. (5) في البحار: سبينا. (6) في
البحار: فجعلت. (7) في البحار: فسبينا. (8) في المصدر والبحار: انعطفت.
(9) في المصدر هكذا: ذهب إليها طلحة وخالد بن عفان في التزويج بها وطرحا
إليها، وفي البحار: طلحة وخالد يرميان في التزويج إليها ثوبين.
[ 177 ]
فتكسنوني ! قيل لها إنهما يريدان أن يتزايدا عليك فأيهما (1) زاد على
صاحبه أخذك من السبي. قال: هيهات والله لا يكون ذلك أبدا، ولا يملكني ولا
يكون لي ببعل (2) إلا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت من بطن أمي.
فسكت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وورد عليهم من ذلك الكلام ما أبهر عقولهم
وأخرس ألسنتهم، وبقي القوم في دهشة من أمرها، قال أبو بكر: ما لكم ينظر
بعضكم إلى بعض ؟ قال الزبير: لقولها الذي سمعت. قال أبو بكر: ما هذا الامر
الذي احصر أفهامكم إن (3) جارية من سادات قومها ولم يكن لها عاة بما لقيت
ورأت، فلا شك أنها داخلها الفزع، (وتقول) (4) ما لا تحصيل له. فقالت: لقد
رميت بكلامك غير مرمى والله ما داخلني فزع ولا جزع و - والله - ما قلت إلا
حقا، ولا نطقت إلا صدقا (5)، ولابد أن يكون كذلك وحق صاحب هذه البنية ما
كذبت (ولا كذبت) (6) ثم سكتت وأخذ خالد وطلحة ثوبيهما، وهي قد جلست ناحية
من القوم، فدخل
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: قيل إنما نريد أن نتزايد عليك فانما.
(2) في المصدر: بعل. (3) في المصدر والبحار: إنها. (4) من المصدر والبحار.
(5) في المصدر والبحار: فصلا. (6) من المصدر. (*)
[ 178 ]
علي بن أبي طالب - عليه السلام
- فذكروا له حالها، فقال - عليه السلام -: هي صادقة فيما قالت، وكان (من)
(1) حالتها وقصتها كيت وكيت في حال ولادتها. وقال - عليه السلام -: إن كل
ما تكلمت به في حال خروجها من بطن أمها هو كذا وكذا، وكل ذلك مكتوب على
لوح معها، فرمت باللوح إليهم لما سمعت كلامه - عليه السلام - فقرؤوه، فكان
على ما حكى علي بن أبي طالب - عليه السلام - لا يزيد حرفا ولا ينقص. فقال
(له) (2) أبو بكر: خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها. فوثب سلمان فقال:
والله ما اخذها (3) هنا منة على أمير المؤمنين، بل لله المنة ولرسوله
ولامير المؤمنين - عليه السلام -، والله ما أخذها إلا لمعجزه الباهر وعلمه
القاهر وفضله الذي يعجز عنه (فضل) (4) كل ذي فضل. ثم قال المقداد (5): ما
بال أقوام قد أوضح الله لهم طريق الهداية فتركوه، وأخذوا طريق العمى ؟ وما
من يوم إلا وتبين لهم فيه دلائل أمير المؤمنين - عليه السلام -. وقال أبو
ذر: واعجبا لمن يعاند الحق، وما من وقت إلا وينظر إلى بيانه، أيها الناس
(إن الله) (6) قد بين لكم فضل أهل الفضل، ثم قال: يا فلان أتمن على أهل
الحق بحقوقهم (7) وهم بما في يديك أحق
(1) ليس في البحار، وفي المصدر: حالها. (2) ليس في المصدر والبحار. (3)
كذا في الاصل، وفي المصدر والبحار: والله ما لاحد ههنا. (4) ليس في المصدر
والبحار. (5) في المصدر: قام المقداد فقال.
(6) ليس في البحار. (7) في المصدر والبحار: بحقهم.
[ 179 ]
وأولى ؟ ! وقال عمار: انشدكم (1) الله أما سلمنا على أمير المؤمنين هذا
علي ابن أبي طالب - عليه السلام - في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله
- بإمرة المؤمنين ؟ فزجره عمر (2) عن الكلام، وقام أبو بكر، فبعث علي -
عليه السلام - خولة إلى دار أسماء بنت عميس وقال (لها:) (3) خذي هذه
المرأة أكرمي (4) مثواها، فلم تزل خولة عند أسماء بنت عميس حتى (5) قدم
أخوها وتزوجها (6) علي بن أبي طالب - عليه السلام -. فكان الدليل على علم
أمير المؤمنين - عليه السلام -، وفساد ما يورده القوم من سبيهم وأنه -
عليه السلام - تزوج بها نكاحا، فقالت الجماعة: يا جابر ابن عبد الله أنقذك
الله من حر النار كما انقذتنا من حرارة الشك. (7)
التاسع والتسعون إقبال
النخلة. 1550 / 134 - الراوندي: عن عباد بن كثير قال: قلت للباقر - عليه
السلام - ما حق المؤمن على الله ؟ فصرف وجهه، فسألته عنه ثلاثا.
(1) في المصدر والبحار: اناشدكم. (2) في المصدر: فوثب عمر وزجره. (3) من
المصدر والبحار. (4) في البحار: المرأة واكرمي. (5) في المصدر والبحار:
إلى أن.
(6) في المصدر: وزوجها من، وفي البحار: فتزوجها. (7) الخرائج: 2 / 589 ح 1
وعنه البحار: 42 / 84 ح 14 والعوالم: 19 / 335 ح 1، وفي اثبات الهداة: 3 /
53 ح 45 مختصرا.
[ 180 ]
فقال - عليه السلام -: من حق المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة:
اقبلي. لاقبلت. قال عباد: فنظرت - والله - إلى النخلة التي كانت (هناك)
(1) قد تحركت مقبلة، فأشار إليها: قري (2) فلم اعنك. (3)
المائة إخباره -
عليه السلام - بالغائب 1551 / 135 - الراوندي: عن أبي بصير قال: كنت مع
الباقر - عليه السلام - في المسجد، إذ دخل (عليه) (4) عمر بن عبد العزيز،
(عليه ثوبان ممصران) (5) متكئا على (يد) (6) مولى له. فقال - عليه السلام
-: ليلين هذا الغلام، فيظهر العدل، ويعش أربع سنين، ثم يموت فيبكي عليه
أهل الارض، ويلعنه أهل السماء (فقلنا: يا ابن رسول الله، أليس ذكرت عدله
وإنصافه ؟ قال:) (7) (لانه) (8) يجلس
(1) من المصدر والبحار. (2) قر في المكان: ثبت وسكن. (3) الخرائج: 1 / 272
ح 1 وعنه كشف الغمة: 2 / 141 وإثبات الهداة: 3 / 51 ح 39 والبحار: 46 /
248 ح 39 والعوالم: 19 / 112 ح 1، وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 184 ح 1
مختصرا. (4) من المصدر. (5) من المصدر والبحار، (الممصرة من الثياب: التي
فيها صفرة خفيفة ومنه الحديث: اتى علي وطلحة وعليه ممصران (النهاية لابن
الاثير). (6) ليس في المصدر والبحار.
(7) من المصدر. (8) ليس في المصدر والبحار.
[ 181 ]
(في) (1) مجلس لاحق له فيه، ثم ملك وأظهر العدل جهده. (2)
الحادي والمائة
إخباره - عليه السلام - بأن الشيخ يموت بأول منزل 1552 / 136 - الراوندي:
عن الصادق - عليه السلام - أنه قال: إن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله
بالمدينة - وفي رواية أن هشام بن عبد الملك بن مروان - أن وجه إلي محمد بن
علي، فخرج أبي واخرجني معه، فمضينا حتى أتينا مدينة (3) شعيب، فإذا نحن
بدير عظيم البنيان وعلى بابه أقوام، عليهم ثياب صوف حسنة (4) فألبسني
والدي ولبس ثيابا حسنة (5)، وأخذ بيدي حتى جئنا وجلسنا عند القوم، فدخلنا
مع القوم الدير. فرأينا شيخا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فنظر
إلينا، فقال لابي: أنت منا أم من هذه الامة المرحومة ؟ قال أبي: (6) بل من
هذه الامة المرحومة، قال من علمائها أم من جهالها ؟ قال أبي: من علمائها.
قال: أسألك عن مسألة ؟ قال له سل ما شئت.
(1) من المصدر والبحار. (2) الخرائج: 1 / 276 ح 7 وعنه اثبات الهداة: 3 /
51 ح 40 والبحار: 46 / 251 ح 44 والعوالم: 19 / 131 ح 2. (3) في المصدر
والبحار: مدين - بالفتح ثم السكون ثم فتح الياء المثناة - مدينة قوم شعيب،
وهي تجاه تبوك على بحر القلزم، بينهما ست مراحل، وهي اكبر من تبوك، وبها
البئر التي استقى بها موسى - عليه السلام - لغنم شعيب (مراصد الاطلاع). (4
و 5) في المصدر والبحار: خشنة.
(6) في المصدر والبحار: لا بدل (أبي).
[ 182 ]
قال أخبرني عن أهل الجنة إذا دخلوها وأكلوا نعيمها هل ينقص من ذلك شئ ؟
قال: لا. قال الشيخ: ما نظيره ؟ قال أبي: أليس التوراة والانجيل والزبور
والفرقان يؤخذ منها ولا ينقص منها شئ ؟ قال: أنت من علمائها. ثم قال: أهل
الجنة هل يحتاجون إلى البول والغائط ؟ قال أبي: لا قال (الشيخ) (1): وما
نظير ذلك ؟ قال أبي: أليس الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يبول ولا
يتغوط ؟ قال: صدقت. (قال:) (2) وسأل عن مسائل كثيرة فأجاب أبي عنها (3).
ثم قال الشيخ: أخبرني عن توأمين ولدا في ساعة (واحدة) (4) وماتا في ساعة
(واحدة) (5)، عاش أحدهما مائة وخمسون سنة وعاش الاخر خمسين سنة من كانا ؟
وكيف قصتهما ؟ فقال (أبي) (6) هما عزير وعزرة، أكرم الله عزيرا بالنبوة
عشرين سنة، وأماته مائة سنة، ثم أحياه فعاش بعدها (7) ثلاثين سنة، وماتا
في ساعة واحدة.
(1) من المصدر
والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والاصل، وفي البحار
هكذا: وسأل عن مسائل فأجاب أبي. (4 و 5) ليس في المصدر والبحار. (6) من
المصدر والبحار.
(7) في المصدر والبحار: بعده، اي بعد الموت.
[ 183 ]
فخر الشيخ مغشيا عليه، فقام أبي، وخرجنا من الدير، فخرج إلينا جماعة من
الدير وقالوا: يدعوك شيخنا. فقال أبي: مالي بشيخكم (من) (1) حاجة، فان كان
له عندنا حاجة فليقصدنا. فرجعوا، ثم جاؤوا به، واجلس بين يدي أبي، فقال
(الشيخ) (2): ما أسمك ؟ قال - عليه السلام - محمد. قال: أنت محمد النبي ؟
قال: لا أنا ابن بنته، قال: ما أسمك أمك ؟ قال: أمي فاطمة - عليها السلام
- قال: من كان أبوك ؟ قال: اسمه علي - عليه السلام -. قال: اسم إليا
بالعبرانية علي (بالعربية) (3) ؟ قال: نعم. قال: ابن شبر أم شبير ؟ قال
أبي (4): إبن شبير. قال الشيخ: أشهد أن لا إله إلا الله (وحده لا شريك له)
(5) وأن جدك محمد - صلى الله عليه وآله - رسول الله. ثم ارتحلنا حتى أتينا
عبد الملك ودخلنا عليه (6) فنزل من سريره فاستقبل أبي وقال: عرضت لي مسألة
لم يعرفها العلماء ! فاخبرني إذا قتلت هذه الامة إمامها المفروض طاعته
عليهم أي عبرة يريهم الله تعالى في ذلك اليوم ؟ قال أبي: إذا كان كذلك لا
يرفعون حجرا إلا ويرون تحته دما عبيطا، فقبل عبد الملك رأس أبي - عليه
السلام - وقال: صدقت إن في يوم (7)
(1) من البحار، وفي المصدر: إلى شيخكم. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر
والبحار، وفيهما أنت إبن إليا. (4) في المصدر والبحار: إني.
(5) من البحار. (6) كذا في المصدر والاصل، وفي البحار هكذا: أتينا عبد
الملك فنزل من سريره. (7) في المصدر: اليوم الذي.
[ 184 ]
قتل فيه أبوك الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - كان على باب أبي
مروان حجر عظيم، فأمر أن يرفعوه فرأينا تحته دما عبيطا يغلي. وكان (لي)
(1) أيضا حوض كبير في بستاني وكان حافتاه حجارة سوداء، فأمرت أن ترفع
وتوضع مكانها حجارة بيض، وكان في ذلك اليوم قتل الحسين - عليه السلام -
فرأيت دما عبيطا يغلي تحتها، (أتقيم عندنا ولك من الكرامة) (2) ما تشاء أم
ترجع ؟ قال أبي: بل أرجع إلى قبر جدي. فأذن له بالانصراف، فبعث قبل خروجنا
بريدا يأمر أهل كل منزل أن لا يطعمونا ولا يمكنونا من النزول في بلد حتى
نموت جوعا، فكلما بلغنا منزلا طردونا وفنى زادنا حتى أتينا مدين شعيب، وقد
اغلق بابه، فصعد أبي جبلا هناك مطلا على البلد (أو مكانا مرتفعا عليه) (3)
فقرأ: (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم
محيط ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا
تعثوا في الارض مفسدين بقية الله خيرا لكم إن كنتم مؤمنين) (4) ثم رفع
صوته وقال أنا (5) بقية الله. * (هامش) (1) من المصدر والبحار. (2) كذا في
البحار، وفي الاصل هكذا: أفتقيم عندنا من الكرامات.
(3) من المصدر والبحار. (4) هود: 84 - 86. (5) في المصدر: وأنا - والله -
بقية الله وفي البحار: والله أنا بقية الله.
[ 185 ]
فاخبر (1) الشيخ بقدومنا وأحوالنا، فحملوه إلى أبي وأحضر له (2) من الطعام
كثير، فأحسن ضيافتنا، فأمر الوالي بتقييد الشيخ فقيدوه ليحملوه إلى عبد
الملك لانه خالف أمره. قال الصادق - عليه السلام -: فاغتممت لذلك وبكيت،
فقال والدي: لا بأس من عبد الملك بالشيخ، ولا يصل إليه، فانه يتوفى في أول
منزل ينزله، وارتحلنا حتى رجعنا (إلى) (3) المدينة بجهده (4). (5)
الثاني
والمائة إخباره - عليه السلام - بما كان 1553 / 137 - الراوندي: عن أبي
بصير قال: حدثنا علي بن دراج عند الموت إنه دخل على أبي جعفر - عليه
السلام - وقال: إن المختار استعملني على بعض أعماله فأصبت مالا فذهب بعضه
وأكلت وأعطيت بعضا، وأحب (6) أن تجعلني في حل من ذلك، قال: أنت منه في حل.
فقلت: وإن فلانا حدثني أنه سأل الحسن بن علي - عليهما السلام - أن يقطعه
أرضا في الرحبة (7).
(1) في المصدر
والبحار: فأخبروا. (2) في المصدر: وكان معهم وفي البحار: وكان لهم معهم.
(3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: بجهد.
(5) الخرائج: 1 / 291 ح 25 وعنه البحار: 10 / 152 ح 3. (6) في المصدر:
فأنا أحب. (7) في المصدر: يقطعنا أرضا في الرجعة.
[ 186 ]
فقال له الحسن - عليه السلام -: أنا أصنع بك ما هو خير من ذلك: أضمن لك
الجنة علي وعلى آبائي، فهل كان هذا ؟ قال: نعم. فقلت لابي جعفر - عليه
السلام - عند ذلك: اضمن لي الجنة - عليك وعلى آبائك السلام - كما ضمن
الحسن - عليه السلام - لفلان ؟ قال: ضمنت (1). قال أبو بصير: حدثني هو
بهذا ثم مات وما حدثت بهذا أحدا، ثم خرجت ودخلت (إلى) (2) المدينة، فدخلت
على أبي جعفر - عليه السلام -، فلما نظر إلي قال: مات علي ؟ قلت: نعم
(ورحمه الله) (3). فقال: حدثك كذا وكذا، ولم يدع شيئا مما حدثني علي إلا
وحدثني - عليه السلام - به. فقلت والله ما كان عندي حين حدثني بهذا أحد
ولا خرج من (4) فمي إلى أحد، فمن أين علمت هذا ؟ ! فغمز فخذي بيده وقال
(هيه هيه) (5) اسكت الان. (6)
(1) في
المصدر: نعم. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر وفيه: قال. (4) في المصدر:
مني بدل (من فمي). (5) من المصدر. (6) الخرائج: 2. 729 ح 36 وعنه اثبات
الهداة: 3 / 49 ح 28 وعن بصائر الدرجات: 248
ح 14، واخرجه في البحار: 45 / 338 ح 3 والعوالم: 17 / 654 ح 1 عن البصائر،
متحد مع المعجزة (91).
[ 187 ]
الثالث ومائة إرتداد بصر أبي بصير وأراه - عليه السلام - الائمة - عليهم
السلام - وأراه الخلق الممسوخ 1544 / 138 - الراوندي: باسناده عن أبي
سليمان بن داود بن عبد الله، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن الحسن
بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر - عليه
السلام - أنا مولاك ومن شيعتك، ضعيف ضرير، فاضمن لي الجنة. فقال - عليه
السلام - (أضمن لك الجنة) (1) ؟ أو لاعطيك علامة الائمة ؟ (أو غيرهم) (2)
؟ قلت: وما عليك أن تجمعهما لي ؟ قال: وما تحب (3) ذلك ؟ قلت: وكيف لا
احب، فما زاد أن مسح على بصري، فأبصرت جميع (الائمة عنده، ثم) (4) قال: يا
أبا محمد مد بصرك، فانظر ماذا (ترى) (5) بعينك ؟ (قال:) (6) فوالله ما
أبصرت إلا كلبا وخنزيرا وقردا ! قلت: من (7) هذا الخلق الممسوخ ؟ قال: هذ
الذي تراى، هو (8) السواد الاعظم، ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى
من خالفهم إلا في هذه الصور ثم قال: يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك
هكذا
(1) ليس في المصدر والبحار،
وفيهما (أولا اعطيك). (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار:
أن تجمعها لي قال: وتحب. (4) في المصدر بدل ما بين القوسين هكذا: ما في
السقيفة التي كان فيها جالسا. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر:
ما.
(8) في المصدر والبحار 6 هذا.
[ 188 ]
فحسابك على الله، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة، ورددتك إلى حالك (1)
الاول ؟ قلت: لا حاجة لي في (2) النظر إلى هذا الخلق المنكوس، ردني (ردني)
(2) فما للجنة عوض، فمسح يده على عيني، فرجعت كما كنت.
الرابع ومائة جلوس
الخضر إليه - عليه السلام - 1555 / 139 - العياشي في تفسيره: باسناده عن
محمد بن مروان، عن جعفر بن محمد - عليه السلام - قال: إني لاطوف بالبيت مع
أبي - عليه السلام - إذ أقبل رجل طوال جعشم (5) متعمم بعمامة فقال: السلام
عليك يا بن رسول الله. قال: فرد عليه أبي فقال: (اشياء) (6) أردت أن أسألك
عنها (7) ما بقي أحد يعلمها إلا رجل أو رجلان قال: فلما قضى أبي الطواف
دخل الحجر فصلى ركعتين ثم قال: ههنا يا جعفر، ثم أقبل على الرجل فقال له
أبي: كأنك غريب ؟ فقال: أجل فاخبرني عن هذا
(1) في المصدر: حالتك الاولى. (2) في المصدر والبحار: إلى. (3) من المصدر.
(4) الخرائج: 2 / 821 ح 35 وعنه البحار: 27 / 30 ح 3، واخرجه في البحار:
46 / 284 ح 88 واثبات الهداة: 3 / 57 ح 54 عن مختصر بصائر الدرجات: 12
نقلا من الخرائج. (5) الجعشم: الرجل الغليظ مع شدة. (6) من المصدر
والبحار.
(7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل (عن مسألتي).
[ 189 ]
الطواف كيف كان ؟ ولم كان ؟ قال: إن الله لما (خلق) (1) قال للملائكة:
(إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) (2) إلى آخر
الاية كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين. فلاذوا بالعرش يلوذون
يقولن: لبيك ذو المعارج لبيك، حتى تاب عليهم، فلما أصاب آدم الذنب طاف
بالبيت حتى قبل الله منه، قال: فقال: صدقت. فعجب (3) أبي من (4) قوله:
صدقت. قال: فأخبرني عن (ن والقلم وما يسطرون) (5) قال: ن نهر في الجنة أشد
بياضا من اللبن قال: فأمر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون، فهو من
بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص منه وما شاء كان ومالا يشأ
لا يكون، قال: صدقت. فعجب (6) أبي من (7) قوله: صدقت. قال: فأخبرني عن
قوله: (وفي أموالهم حق معلوم) (8) ما هذا الحق المعلوم ؟ قال: هو الشئ
يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكاة
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) البقرة: 30. (3) في المصدر: فتعجب. (4) في البحار: عن. (5) القلم: 1. (6) في المصدر: فتعجب.
(7) في البحار: عن. (8) المعارج: 25.
[ 190 ]
فيكون للنائبة والصلة، قال: صدقت، قال: فتعجب (1) أبي من قوله: صدقت، قال:
ثم قام الرجل. فقال: أبي علي بالرجل قال: فطلبته فلم أجده. (2) 1556 / 140
- عنه: باسناده، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -
يقول: كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما
انصرف سلم عليه، ثم قال: إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل
آخر، قال: ما هي ؟ قال: أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت ؟ فقال:
إن الله تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يسجدوا لادم ردت الملائكة
فقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال إني أعلم ما لا تعلمون) (3) فغضب عليهم ثم سألوه التوبة، فأمرهم أن
يطوفوا بالضراح - وهو البيت المعمور - فمكثوا به يطوفون به سبع سنين
يستغفرون الله مما قالوا: ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم، فكان هذا
أصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني
آدم وطهورا لهم، فقال: صدقت. ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الاول، ثم قال
(4) الرجل
(1) في البحار: فعجب. (2) تفسير العياشي: 1 / 29 ح 5 وعنه البحار: 99 / 204 ح 17 والبرهان: 1 / 74 ح 4 وقطعة منه
في البحار: 57 / 369 ح 7. (3) البقرة: 30. (4) في المصدر والبحار: قام.
[ 191 ]
(صدقت) (1) فقلت: من هذا الرجل يا أبت (2) ؟ فقال: يا بني هذا الخضر -
عليه السلام -. (3)
الخامس ومائة جلوس إلياس - عليه السلام - وإجابته -
عليه السلام - إلياس بما أراد أن يسأله عنه قبل سؤاله 1557 / 141 - محمد
بن يعقوب: عن محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد ومحمد
بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي
جعفر الثاني - عليه السلام - قال: (قال) (4) أبو عبد الله - عليه السلام
-: بينا أبي - عليه السلام - يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر (5) قد قيض له،
فقطع عليه اسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل إلي فكنا ثلاثة.
فقال مرحبا يا بن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم وضع يده على رأسي
وقال: بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه، يا أبا جعفر إن شئت فاخبرني
وإن شئت فأخبرتك وإن شئت سلني وإن شئت سألتك، وإن شئت فاصدقني وإن شئت
صدقتك قال: كل ذلك اشاء
(1) ليس في
المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: يا أبه. (3) تفسير العياشي: 1 /
30 ح 6 وعنه البحار: 99 / 205 ح 18 والبرهان: 1 / 74 ح 5. (4) من المصدر
والبحار.
(5) الاعتجار: هو أن يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل
شيئا تحت ذقنه.
[ 192 ]
(قال:) (1) فإياك أن ينطف لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره، قال: إنما
يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه، وإن الله عزوجل أبى أن
يكون له علم فيه اختلاف، قال: هذه مسألتي وقد فسرت طرفا منها. وساق الحديث
إلى أن قال: قال: فرد الرجل اعتجاره وقال: أنا إلياس، ما سألتك عن أمرك
وبي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك، وساخبرك
بآية أنت تعرفها إن خاصموك بها لجوا، قال: فقال (له) (2) أبي: إن شئت
أخبرتك بها قال: قد شئت، فأخبره - عليه السلام - بها فقال الرجل: أشهد
أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل وذهب فلم أره. (3) وشرح
الحديث بطوله ذكرته في كتاب البرهان في تفسير القرآن (4) وفي كتاب الهادي
في تفسير القرآن من أراده وقف عليه من هناك، وفي تفسير إنا أنزلناه من
الكافي لمحمد بن يعقوب وهو حديث حسن شاف في معناه.
السادس ومائة علمه -
عليه السلام - بما يقول الوزغ ومسخ بني أمية وزغا إذا ماتوا 1558 / 142 -
محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن صالح بن
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، وفيه (ان خاصموا بها
فلجوا).
(3) الكافي: 1 / 242 ح 1 وعنه البحار: 13 / 397 ح 4 وج 25 / 74 ح 64 وج 46
/ 363 ح 4 والعوالم: 19 / 53 ح 1. (4) البرهان: 4 / 481 ح 2.
[ 193 ]
أبي حماد، عن الوشاء، عن كرام، عن عبد الله بن طلحة قال: سألت أبا عبد
الله - عليه السلام - عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله، فإذا قتلته فاغتسل.
وقال: إني أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه، فإذا هو بوزغ يولول
بلسانه، فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ ؟ فقال: لا علم لي فيما
(1) يقول، قال: فانه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لا شتمن عليا حتى
تقوموا (2) من ههنا، قال: وقال أبي: ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ
وزغا. قال: وقال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب
من بيدي من كان عنده، وكان عنده ولده، فلما أن فقد (3) عظم ذلك عليهم فلم
يدروا كيف يصنعون، ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة
الرجل، قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درعا جديدا (4)، ثم لفوه في الاكفان
ولم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده. (5)
(1) في المصدر والبحار: بما. (2) في المصدر والبحار: يقوم. (3) في المصدر
والبحار: فقدوه. (4) في المصدر والبحار: درع جديد. (5) الكافي: 8 / 232 ح
305، وعنه البحار: 61 / 53 ح 41، واخرج ذيله في البحار: 46 / 331 ح 13
والعوالم: 19 / 258 ح 1 عن الخرائج: 1 / 282 ذح 17، وقد تقدم في المعجزة
(18) عن البصائر وغيره. (*)
[ 194 ]
السابع ومائة إخباره - عليه
السلام - أن دولة بني العباس تزيد على دولة بني أمية 1559 / 143 - محمد بن
يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - جالسا في المسجد، إذ أقبل
داود بن علي وسليمان بن مخالد (1) وأبو جعفر عبد الله بن محمد أبو
الدوانيق فقعدوا ناحية في (2) المسجد فقيل لهم: هذا محمد بن علي جالس.
فقام إليه داود بن علي وسليمان بن خالد وقعد أبو الدوانيق مكانه حتى سلموا
على أبي جعفر - عليه السلام -، فقال لهم أبو جعفر - عليه السلام -: ما منع
جباركم من أن يأتيني ؟ فعذروه عنده، فقال عند ذلك أبو جعفر محمد بن علي -
عليه السلام -: أما والله لا تذهب الليالي والايام حتى يملك ما بين
قطريها، ثم ليطأن الرجل (3) عقبه، ثم لتذلن له رقاب الرجال و (4) ليملكن
ملكا شديدا، فقال له داود بن علي: وإن ملكنا قبل ملككم ؟ قال: نعم يا
داود، إن ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا،
(1) في المصدر والبحار: خالد، وكذا في بقية موارد الحديث. (2) في المصدر
والبحار: من. (3) في المصدر والبحار: الرجال. (4) في المصدر والبحار: ثم.
[ 195 ]
فقال له (داود) (1): أصلحك الله فهل (2) له من مدة ؟
فقال: نعم يا داود والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه، ولا سنة
إلا ملكتم مثليها، ولتلقفنها (3) الصبيان منكم كما تلقف الصبيان الكرة.
فقام داود بن علي من عند أبي جعفر - عليه السلام - فرحا يريد أن يخبر أبا
الدوانيق بذلك، فلما نهضا جميعا هو وسليمان بن مخالد ناداه أبو جعفر -
عليه السلام - من خلفه: يا سليمان بن مخالد لا يزال القوم في فسحة من
ملكهم، ما لم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا
ذلك الدم فبطن الارض خير لهم من ظهرها، فيومئذ لا يكون لهم في الارض ناصر
ولا في السماء عاذر. ثم انطلق سليمان بن مخالد فأخبر أبا الدوانيق، فجاء
أبو الدوانيق إلى أبي جعفر - عليه السلام - فسلم عليه، ثم أخبره بما قال
له داود بن علي وسليمان بن مخالد. فقال له: نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل
دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم (شديد) (4) عسر ولا يسر فيه، وله
مدة طويلة، والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا
ملكتم مثليها، وليتلقفنها (5) صبيان منكم فضلا عن رجالكم، كما تتلقف
الصبيان الكرة
(1) اليس في البحار. (2) في البحار: هل. (3) في المصدر: وليتلقفها وفي
البحار: ولتتلقفها. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر: وليتلقفها وفي
البحار: ولتتلقفها.
[ 196 ]
أفهمت ؟ ثم قال: لا تزالون في عنفوان (1) الملك ترغدون فيه، حتى (2)
تصيبوا منا دما حراما، فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عزوجل عليكم، فذهب
بملككم وسلطانكم، وذهب بريحكم، وسلط (الله عزوجل) (3) عليكم عبدا من عبيده
أعور، وليس بأعور، من آل أبي سفيان، يكون استئصالكم على يديه وأيدي
أصحابه، ثم قطع الكلام. (4)
الثامن ومائة إخباره - عليه السلام - بما في
النفس 1560 / 144 - الكشي: عن طاهر بن عيسى قال: حدثني جعفر بن أحمد قال:
حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن صففوان بن يحيى، عن حمزة بن الطيار،
عن أبيه محمد قال: جئت إلى (باب) (5) أبي جعفر - عليه السلام - استأذن
عليه، فلم يأذن لي، وأذن لغيري، فرجعت إلى منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي
على سريري (6) في الدار وذهب عني النوم، فجعلت أفكر وأقول أليس المرجئة
تقول كذا والقدرية تقول كذا والحرورية تقول كذا والزيدية تقول كذا، فيفسد
(7) عليهم قولهم،
(1) عنفوان: بضم العين والفاء أي أوله. (2) في المصدر والبحار: ما لم. (3)
من المصدر والبحار. (4) الكافي: 8 / 210 ح 256 وعنه البحار: 46 / 341 ح 33
واثبات الهداة: 3 / 43 ح 13 والعوالم: 19 / 299 ح 1. (5) من المصدر
والبحار. (6) في المصدر والبحار: سرير. (7) في المصدر والبحار: فنفند. (*)
[ 197 ]
وأنا افكر في هذا حتى نادي
المنادي، فإذا الباب (1) يدق، فقلت: من هذا ؟ فقال: رسول (2) لابي جعفر -
عليه السلام - يقول لك أبو جعفر - عليه السلام -: أجب، فأخذت ثيابي (علي)
(3) ومضيت معه، فدخلت عليه، فلما رآني قال: يا محمد لا إلى المرجئة ولا
إلى القدرية ولا إلى الحرورية ولا إلى الزيدية، ولكن إلينا إنما حجبتك
لكذا وكذا، فقبلت وقلت به. (4)
التاسع ومائة علمه - عليه السلام - بالغائب
1561 / 145 - الكشي: عن حمدوية، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن
عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد الجمحي، عن أسلم مولى محمد بن الحنفية قال:
قال أبو جعفر - عليه السلام - أما إنه - يعني محمد بن عبد الله بن الحسن -
سيظهر ويقتل في حال مضيعة. ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحد فإنه
عندك أمانة قال: فحدثت به معروف بن خربوذ وأخذت عليه مثل ما أخذ علي،
فسأله معروف عن ذلك، فالتفت إلى أسلم، فقال (له) (5) أسلم: جعلت فداك
(إني) (6) أخذت عليه مثل الذي أخذته علي.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حتى أناذا، فإذا الباب. (2) كذا في
البحار، وفي المصدر: رسول أبي جعفر، وفي الاصل: هذا رسول من أبي جعفر. (3)
من البحار. (4) رجال الكشي: 348 ح 649 وعنه البحار: 46 / 271 ح 74 و 75
والعوالم: 19 / 125 ح 7 وعن كشف الغمة: 2 / 139، وأخرجه في اثبات الهداة:
3 / 59 ح 67 عن كشف الغمة. (5 و 6) من المصدر والبحار. (*)
[ 198 ]
(قال:) (1) فقال - عليه السلام
-: لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم شكاكا والربع الاخر
أحمق (2). وقد تقدم حديث مقتل محمد بن عبد الله بن حسن فيما تقدم.
العاشر
ومائة إخباره - عليه السلام - بأن الرضا - عليه السلام - يقتل بالسم ويدفن
في طوس. 1562 / 146 - ابن بابويه في الفقيه: باسناده عن الحسين بن زيد، عن
أبي جعفر - عليه السلام - قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولد موسى اسمه إسم
أمير المؤمنين - عليه السلام -، فيدفن في أرض طوس وهي من خراسان، يقتل
فيها بالسم، فيدفن فيها غريبا، فمن زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر
من أنفق من قبل الفتح وقاتل. (4)
الحادي عشر ومائة علمه - عليه السلام -
منطق الطير 1563 / 147 - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته: باسناده عن
محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: كنت عنده ذات
(1) من المصدر والبحار. (2) رجال الكشي: 204 ح 359 وعنه البحار: 46 / 251
/ 45 والعوالم: 19 / 135 ح 6. (3) بل يأتي مقتله في المعجزة (35) من معاجز
الامام الصادق - عليه السلام -. (4) من لا يحضره الفقيه: 2 / 583 ح 3183
وعنه الوسائل: 10 / 434 ح 6 واثبات الهداة: 3 / 45 ح 18.
[ 199 ]
يوم، إذ وقع عليه (1) ورشان وهدلا هديلهما، فرد (عليهما) (2) أبو
جعفر - عليه السلام - بمثله، فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الانثى،
فرد عليه أبو جعفر - عليه السلام - هديلا لا تعرفه الناس، ثم نهضا، فقلت
له: جعلت فداك ! ما قال هذا الطائر ؟ قال: يا بن مسلم كل شئ خلقه الله من
بهيمة أو طائر وما فيه الروح أسمع لنا وأطوع من بني آدم، إن هذا الورشان
أتاني وشكا لي من زوجته وقد كان ظن منها (3) ظن سوء، فحلفت له فلم يقبل.
فقالت له: بمن ترضى ؟ فقال: بمحمد بن علي، فقالت (4) رضيت، فأقبلا الي
فأخبراني بقصتهما فسألتهما (5) عما ذكر، فحلفت لي بالولاية أنها ما خانته،
فصدقتها فنهيته عن تهمة زوجته وأعلمته أنه ظالم لها، فانه ليس من بهيمة
ولا طائر يحلف بولايتنا (إلا) (6) أبر إلا بني آدم، فانه حلاف مهين لا
يعرفنا حق معرفتنا إذا حلف بحقنا كاذبا. (7)
الثاني عشر ومائة علمه - عليه
السلام - بمنطق سام أبرص 1564 / 148 - عنه: باسناده عن أبي بصير، قال: كنت
عند أبي جعفر
(1) في المصدر: عنده. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: بها. (4) في
المصدر: فقال قد. (5) في المصدر: فسألتهما. (6) ليس في المصدر، وأبر
ابرارا: أفضاها على الصدق. (7) الهداية الكبرى للحضيني: 50. وقد تقدم مع
تخريجاته في المعجزة (15) عن الكافي والمناقب.
[ 200 ]
- عليه السلام - ذات يوم و (سار) (1) سام أبرص على حائط البيت، وهو
يتوضى للصلاة، فقال: فيكم من يدري ما يقول هذا المسخ ؟ فقلنا جميعا: والله
ما ندري، فقال: ولكني أدري ما يقول، يقول: والله لئن شتمتم عثمان لا شتمن
خليفتكم، فقلت: لو أمرت بقلته، فقال: يا غلام أقبل على هذا الوزغ فاقتله،
فانه مسخ وهو لنا عدو، فقلت: جعلت فداك، وهذا الوزغ ممن يبغضكم أهل البيت،
فقال: يا با محمد لو (2) تدري ما كان هذا الوزغ قبل ان يمسخ في هذه الصورة
؟ قلت: لا والهل ما (3) أدري. قال: كان رجلا من بني إسرائيل جبارا يقتل
الانبياء، فمسخه (الله) (4) كما ترى، فهو لنا عدو لانا أولاد الانبياء
فأمر بقتله، ثم قال (5) - عليه السلام - أيما رجل عاد مؤمنا مريضا ثم يصبح
ويمشي (6) على أثر جنازة امرء مؤمن وقتل سام أبرص في يومه ذلك أوجب الله
له الجنة. (7)
الثالث عشر ومائة علمه - عليه السلام - بما يكون 1565 / 149
- عنه: باسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: حججت
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ما. (3) في المصدر: لا. (4) من المصدر. (5)
في المصدر: فقال. (6) في المصدر: ويمسي. (7) الهداية الكبرى للحضيني: 50
(مخطوط).
[ 201 ]
أنا ومرازم وأبو يحيى
وعبد الله بن بشار، فلما صرنا بمكة أتينا أبا جعفر -
عليه السلام - وهو في مضرب أبيه علي بن الحسين - عليهما السلام -، فدخلنا
عليه فإذا بين يديه مكتل فيه رطب، فأقبل يأخذ (من المكتل) (1) كفا كفا
ويناول كل واحد منا، فبينا نحن كذلك إذ أقبل (2) علينا أبو عبد الله جعفر
ابن محمد الصاددق - عليه السلام - متورد الوجنتين يشبه الخجل، فلما نظر
إليه أبو جعفر - عليه السلام - قال: ما بالك يا بني ؟ (قال أبو عبد الله -
عليه السلام -: خيرا يا أبة، قال: لتخبرني) (3). قال له أبو عبد الله -
عليه السلام -: إني كنت عند بنات عمي فاقبلن علي يعذلني ويلمني (4)
(ويقلن) (5) مالك لا تتزوج واحدة منا ؟ فوالله لو سألت أعظم من فينا قدرا
أن تخدمنك (6) نفسها لفعلنا، ولكنا نظن أنك مأفون، فأقبلنا على أبي جعفر -
عليه السلام - (نسأله ونكلمه أن يزوجه، وظننا أنه يصنع في ذلك شيئا. قال
أبو جعفر - عليه السلام -) (7) (فقال:) (8) ليس هذا أوان ذلك، ولكن إذا
كان عام قابل يقبل نخاس من اليمن بثلاث (مائة) (9) وعشرين رأسا، وفيهم
واحدة يقال لها: حميدة. وهي له وهو لها يقبل، وقد فاته الحج ثم
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: دخل. (3) ليس في المصدر. (4) في
المصدر: يعذلنني ويلومنني. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: تخدمك. (7)
ليس في المصدر. (8 و 9) من المصدر. (*)
[ 202 ]
رفع الحصير الذي كان تحته،
فأخرج صرة صفراء وقال: هذه ثمنها هي مائة وستون دينارا. قال: فخرجنا من
عنده وقلنا (بأجمعنا) (1): والله لنقيمن حتى نرى هذا الحديث، فأقمنا. حتى
إذا كان الوقت الذي وصفه لنا أقبلنا ننظر نحو الطريق إلى اليمن، فبينا نحن
كذلك إذ أقبلت (علينا) (2) إبل عليها المحامل، فدنونا منها فسلمنا على
صاحبها فقلنا: من الرجل ؟ فقال: رجل من أهل اليمن، قلنا له: وما تجارتك ؟
قال: نخاس. قلنا: وكم معك ؟ قال: ثلاث (مائة) (3) وعشرون رأسا، فاقبلنا
معه (حتى) (4) عرفنا الموضع الذي نزل فيه، فأتينا أبا جعفر - عليه السلام
-، فأخبرناه بقدومه، فدعا بأبي عبد الله - عليه السلام - ثم أعطاه الصرة،
فقال له: اذهب واعترض، فخرجنا مع أبي عبد الله - عليه السلام - حتى
انتهينا إلى المجلس، وعرض عليه الجواري، فكلما أقبلت جارية قال أبو عبد
الله - عليه السلام -: ليست (5) هذه حتى عرض عليه احدى وعشرين رأسا، ثم
قال: ليس عندي جارية فيها (غرض) (6) غير ما قد رأيتم، فرجعنا إلى أبي جعفر
- عليه السلام - فأخبرناه بالذي قال. فقال أبو جعفر - عليه السلام -: التي
هي له وهو لها مريضة ملفوفة مع
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر.
(5) في المصدر: لا. (6) ليس في المصدر.
[ 203 ]
اخرى في عبائه، وقد ماتت إحداهن، فأتيناه وقلنا له: يا هذا هل معك (1)
جارية مريضة ؟ قال: نعم. وما كنت بآخذ من جواري أبصر مني بها، فقلنا له:
ادعها فناداها يا حميدة، فأقبلت علينا جارية صفراء كأنها قضيب ذهب موعوكة،
فلما نظر إليها أبو عبد الله - عليه السلام - قال: الان بكم ؟ قال الرجل:
بستين ومائة (2) دينار، فأخرج أبو عبد الله - عليه السلام - الصرة من كمه،
(فلما بصر) (3) بها التاجر وثب مسرعا حتى أخذها من يده، ثم قال: الله أكبر
بعت والله هذه الجارية في (4) ليلة ملكتها من رجل أتاني بستين ومائة
(دينار في) (5) صرة صفراء. فأخذ أبو عبد الله - عليه السلام - الجارية
بيدها، ثم خرجنا فلم نجاوز الباب حتى سكن عنها الالم والحمى، ثم أتينا بها
إلى أبي جعفر - عليه السلام، فلما نظر إليها قال لها: من ربك ؟ قالت: الله
ربي، قال من نبيك ؟ قالت: محمد، قال: وما دينك ؟ قالت: الاسلام، قال: ومن
إمامك ؟ قالت: أنت، قال: وما اسمك ؟ قالت: حميدة، قال: هل وطئك أحد ؟
قالت: (والله) (6) ما زلت منذ عقلت (عقلي) (7) مع شيخ يحفظني حتى صرت في
ملك هذا (الفتى) (8).
(1) في المصدر: لك. (2) في المصدر: نعم. بمائة وستين فأخرج. (3) من المصدر. (4) في المصدر: أول.
(5) من المصدر. (6 و 7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
[ 204 ]
فقال (له) (1) أبو جعفر - عليه السلام -: (خذها إليك) (2) بارك الله (لك)
(3) فيها، محفوظ (عليك) (4) فرجها وبطنها، فوطئها أبو عبد الله - عليه
السلام -، فولدت له موسى بالابواء مختونا مسرورا، فجلس في وقت ولادته
يحدثها من ساعة ولادته. (5)
الرابع عشر ومائة إسوداد الشعر بعد البياض
وعلمه - عليه السلام - بما في النفس والجواب عنه من حبابة. 1566 / 150 -
وعنه باسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر
الباقر - عليه السلام - فقالت له: جعلت فداك بياض قد ظهر في مفرقي كثرت
منه همومي، فقال لها: أرينيه يا حبابة. فأرته إياه، فوضع كفه (6) على
البياض ثم قال (7): اعطوها المرأة لتنظر إليه، فنظرت في المرآة، فإذا
البياض قد اسود وذهب البياض، ففرحت وسرت، فسر بسرورها. فلما آنست منه
السرور قالت: أسألك عن مسألة ؟ قل: سلي. (قالت: أي شئ كنتم في الاظلة ؟
قال لها: سلي) (8) عما يعنيك، قالت:
(1) ليس في المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) الهداية الكبرى: للحضيني: 50 (مخطوط). (6) في المصدر: يده.
(7) في المصدر: فقال. (8) من المصدر.
[ 205 ]
هذا يعنيني، قال: كنا نورا (1) نسبح الله رب العالمين قبل خلقه، (قال)
(2): فلما خلق الله خلقه سبحنا فسبحوا بتسبيحنا وكبرنا فكبروا بتكبيرنا
وهللنا فهللوا بتهليلنا، ولم يكن قبلنا تسبيح ولا تكبير ولا تهليل. (3)
الخامس عشر ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1567 / 151 - وعنه:
باسناده عن جابر بن يزيد قال: دخلت على أبي جعفر - عليه السلام -، فإذا
بين يديه حمام يهدر على انثائه، فضحكت، فقال: (يا جابر) (4) مم تضحك ؟
قلت: عجبا من هذا الطائر كيف يهدر على انثائه ويطردها إلى وكرها ؟ قال لي:
يا جابر لو فهمت ما يقول لانثائه لعجبت ؟ قلت: بأبي أنت وأمي نبأني بما
يقول. فقال: يقول لها يا جابر: يا سكني وعرسي، والله ما (شئ) (5) على وجه
الارض أكرم علي منك بعد هذا الجالس، وما مناي إلا أن يرزقني الله منك
(ولدا) (6) فطنا يتوالى محمدا وآله - عليهم السلام -، ثم لا أبالي بما
أصير (إليه) (7). (8)
(1) في المصدر:
أنوارا. (2) من المصدر. (3) الهداية الكبرى للحضيني: 51 (مخطوط) وأخرج
نحوه في البحار: 46 / 284 ح 87 والعوالم: 19 / 86 ح 2 عن عيون المعجزات:
77. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر.
(6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) الهداية الكبرى للحضيني: (51)
مخطوط.
[ 206 ]
السادس عشر ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الذئب والعصافير والقنابر
1568 / 152 - وعنه: باسناده عن محمد بن مسلم قال: سرت مع أبي جعفر - عليه
السلام - من مكة إلى المدينة وهو على بغل له وأن على حمار له، إذا أقبل
ذئب يهدي من رأس الجبل حتى دنا من أبي جعفر - عليه السلام -، فجلس البغل
ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج وتطاول يخاطبه، وأصغى إليه أبو
جعفر - عليه السلام - باذنه مليا، ثم قال: اذهب فقد فعلت ما سألت، فرجع
وهو يهرول، فقلت له: يا سيدي ما شأن هذا الذئب سارك (1) ؟ فقال: إنه قال
(لي) (2): يا بن رسول الله إن زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسرت عليها الولادة
(3) فادع الله أن يخلصها ولا يسلط (شئ) (4) من نسلي على أموال شيعتك،
ففعلت ذلك. فسرنا (قليلا) (5) في قاع مجذب يتوقد حرا، فإذا نحن بعصافير قد
طارت من ذلك القاع نحوه - عليه السلام -، ولم تزل ترفرف بأجنحتها، وتصيح
حول بغلته، فسمعته قد زجرها وقال لها: لا (ولا) (6) كرامة، فسرنا إلى
الموضع الذي أراده وعدنا في ذلك (7) القاع، فإذا تلك العصافير قد
(1) في المصدر: وشأنك. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: ولادتها.
(4) من المصدر. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: في الفيافي.
[ 207 ]
طارت ودارت حوله، فسمعته وهو يقول: اشربي واروي، فنظرت وإذا قد ظهر (لي)
(1) في ذلك القاع ضحضاح ماء على وجه الارض، فتهافتت فيه فشربت. فقلت: يا
مولاي لقد رأيت منك عجبا، فقال: وما رأيت ؟ فقلت: رأيت (العصافير) (2) في
المرة الاولى قد طارت ودارت حولك، فقلت لها: (لا) (3) ولا كرامة، وفي هذه
النوبة، قلت لها: اشربي واروي، فقال: إعلم إن في هذه النوبة خالطها (4) شئ
من القنابر، ولولا القنابر لما سقيتها أبدا، فقلت: يا مولاي وما الفرق بين
العصافير والقنابر ؟ فقال: ويحك العصافير تتولى عمر لانها منه، والقنابر
تتوالى (5) أهل البيت، وتقول في صفيرها: بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم
في الدنيا والاخرة، ولعن الله أعدائكم من العالمين، فقلت: يا مولاي استغفر
الله من أكلي القنابر، فقال لي: ويحك لا تأكلها ولا الوراشين ولا الهدهد
ولا الجارح من الطيور، ولا الرخمة فانها مسوخ، فقلت: أنا أستغفر الله. (6)
السابع عشر ومائة علمه - عليه السلام - بما يكون 1569 / 153 - وعنه:
باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي
(1) من المصدر، وفيه. من بدل (في). (2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: يخالطها.
(5) في المصدر: تتوالانا. (6) الهداية الكبرى للحضيني: 51 - 52 (مخطوط). وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة (14) عنه وعن غيره.
[ 208 ]
جعفر - عليه السلام - قال: كنت معه في المسجد، إذ دخل عمر بن عبد العزيز
اشب ما كان، وعليه ثوبان معصفران، وهو يتكأ على مهير له يعني مولاه، فنظر
إليه أبو جعفر - عليه السلام - فقال: أما والله ما (1) تذهب الايام حتى
يملكها هذا الغلام، فيظهر العدل جهده ويعيش سنتين أو ينقص، فان الله عزوجل
يغير وينقص، ثم يموت فتبكي عليه أهل الارض وتلعنه ملائكة السماء، قال
جابر: فوالله ما لبثنا إلا يسيرا حتى ملك عمر بن عبد العزيز، وأظهر العدل
وعاش مثل ما قال - عليه السلام -. (2)
الثامن عشر ومائة علمه - عليه
السلام - بالغائب 1570 / 154 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد
ابن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة بن بجاد العابد، عن
جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: كنا عنده وذكروا سلطان بني أمية،
فقال أبو جعفر - عليه السلام -: لا يخرج على هشام أحد إلا قتله. قال: وذكر
ملكه عشرين سنة، قال: فجزعنا. فقال: ما لكم ؟ إذا أراد الله عزوجل أن يهلك
سلطان قوم، من (3) الملك فاسرع بسير الفلك فقدر على ما يريد، قال: فقلت
لزيد (عن) (4) هذه المقالة، فقال: إني شهدت هشاما ورسول الله - صلى الله
عليه وآله - يسب عنده، فلم ينكر ذلك ولم يغيره،
(1) في المصدر: لا.
(2) الهداية الكبرى للحضيني: 52 (مخطوط)، وعنه اثبات الهداة: 3 / 63 ح 76. (3) في المصدر والبحار: أمر. (4) ليس في المصدر والبحار.
[ 209 ]
فوالله لو لم يكن إلا أنا وأبني لخرجت عليه. (1) والحمد لله
(1) الكافي: 8 / 394 ح 593 وعنه البحار: 46 / 281 ح 84 وج 58 / 98 ح 22
واثبات الهداة: 3 / 44 ح 14 والعوالم: 19 / 139 ح 13 وص 289 ح 1، وأورده
في كشف الغمة: 2 / 140.
|