كتاب مدينة المعاجز

الجزء الخامس

 

 

الحادي والثمانون علمه - عليه السلام - بانقضاء الاجال 1707 / 137 - محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن علي، عن أبي الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: يا زيد جدد عبادة وأحدث توبة، قال: (قلت) (6): نعيت إلى نفسي جعلت فداك (قال:) (7) فقال: يا زيد ما عندنا خير لك وأنت من شيعتنا،


(1) في المصدر: إلا وقد وجدته حدثت به، وفي البحار: إلا وقد حدثته به. (2) بصائر الدرجات: 261 ح 5 وعنه البحار: 26 / 145 ح 19. (3) في المصدر والبحار: عن ميسر قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: يا ميسر لقد. (4) في المصدر: حالي. (5) بصائر الدرجات: 265 ح 14 وعنه البحار: 47 / 78 ح 55 وج 74 / 96 ح 28. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر والبحار، وفي المصدر: فقال لي.


[ 363 ]

قال: قلت: وكيف لي أن (1) أكون من شيعتكم ؟ قال: فقال لي: (أنت) (2) من شيعتنا، إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا، والله إنا لارحم (3) بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر إليك ورفيقك في درجتك (4) في الجنة. (5) 1708 / 138 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن بن علي، عن الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: يا زيد جدد عبادة (ربك) (6) وأحدث توبة، قال: قلت: نعيت إلي نفسي جعلت فداك، قال: يا زيد ما عندنا خير لك وأنت من شيعتنا، (فقلت: كيف لي أن أكون من شيعتكم ؟ قال: فقال لي: أنت من شيعتنا) (7) إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا، والله لانا أرحم بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر إليك ورفيقك في درجتك في الجنة. (8) 1709 / 139 - عنه أيضا: قال: روى أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي اسامة قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا زيد كم أتى عليك من سنة ؟ قلت: جعلت فداك كذا وكذا سنة، فقال: يا أبا اسامة جدد عبادة ربك واحدث توبة، فبكيت. قال: ما يبكيك يا زيد ؟ قلت: نعيت إلي نفسي، فقال: يا زيد أبشر


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: لانا ارحم. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: درجتكم. (5) بصائر الدرجات: 265 ح 15 وعنه البحار: 47 / 78 ح 56. (6 و 7) من المصدر. (8) دلائل الامامة: 134.


[ 364 ]

فانك من شيتعنا وأنت في الجنة. (1)

الثاني والثمانون أنه - عليه السلام - أرى أبا بصير إنسانا في صورة القردة والخنازير 1710 / 140 - محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبد الله - عليه السلام -، فلما كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يا إبن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال: يا أبا بصير إن أكثر من (2) ترى قردة وخنازير، قال: فقلت له: أرنيهم، قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري فرأيتهم (كما قال: فقلت له: جعلت فداك رد علي بصري فمر يده) (3) فرأيتهم كما كانوا في المرة الاولى، ثم قال: يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا والله واثنان لا والله ولا واحد. (4) 1711 / 141 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى


(1) دلائل الامامة: 133، وأخرجه في البحار: 47 / 77 ح 49 و 50 عن بصائر الدرجات: 264 ح 8 ومناقب ابن شهر اشوب: 4 / 223. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ما. (3) في المصدر والبحار بدل ما بين القوسين هكذا: قردة وخنازير، فهالني ذلك ثم أمر بيده على بصري. (4) بصائر الدرجات: 270 ح 4 وعنه الخرائج: 2 / 827 ح 40 وإثبات الهداة: 3 / 104 ح 93 والبحار: 47 / 79 ح 58 وج 68 / 118 ح 44، وأخرجه في مختصر البصائر: 112 - 113 عن الخرائج.


[ 365 ]

محمد بن الحسين، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبد الله - عليه السلام -، فلما (أن) (1) كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال: يا أبا بصير أكثر من (2) ترى قردة وخنازير، قال: قلت له: أرنيهم. قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري (فرأيتهم كما قال: قال: قلت: رد علي بصري) (3) فرأيتهم كما رأيتهم في المرة الاولى، فقال: (فقال) (4) يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والله لا يجتمع منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله، ولا واحد. (5)

الثالث والثمانون ارتداد بصر أبي بصير 1712 / 142 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أحمد بن محمد، عن العباس، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال (لي) (6) أبو عبد الله - عليه السلام -: تريد أن تنظر بعينك إلى السماء ؟ قال: فسمح يده على عيني، فنظرت إلى السماء. (7)


(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) دلائل الامامة: 134. (6) من المصدر. (7) دلائل الامامة: 134.


[ 366 ]

1713 / 143 - قال: وروى محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: لمست جسد أبي عبد الله - عليه السلام - ومناكبه، قال: فقال لي: يا أبا محمد تحب أن تراني ؟ فقلت: نعم: جعلت فداك، فمسح يده على عيني، فإذا أنا بصير أنظر إليه، فقال: يا أبا محمد لولا شهرة الناس لتركتك بصيرا على حالتك، ولكن لا يستقيم، قال: فمسح يده على عيني (فإذا) (1) أنا كما كنت. (2) 1714 / 144 - علي بن أحمد العقيقي: قال: يحيى بن القاسم الاسدي مولاهم ولد مكفوفا رأى الدنيا مرتين مسح أبو عبد الله - عليه السلام - على عينيه، وقال: أنظر ما (ذا) (3) ترى ؟ فقال: أرى كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبل (4). (5) 1715 / 145 - ابن شهر اشوب: عن أبي عروة قال: دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر وأبي عبد الله - عليهما السلام - فقال لي: أترى في البيت كوة (قريبة من السقف) (6) ؟ قلت: نعم وما علمك بها، قال: أرانيها أبو جعفر. (7)


(1) ليس في المصدر، وفيه فانا. (2) دلائل الامامة: 134. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: قبلك. (5) رجال العلامة: 264 ذيل رقم (3). وقد تقدم في الحديث 1469. (6) من المصدر. (7) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 184. وقد تقدم مع تخريجاته في ذيل حديث 1469.


[ 367 ]

 

الرابع والثمانون النواة التي غرسها واغدقت، واخراجه - عليه السلام - الرق من بسرة، وفيه مكتوب التوحيد والرسالة وأسماء الائمة الاثني عشر 1716 / 146 - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسيني (1) قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا أحمد بن موسى الاسدي، عن داود بن كثير قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد - عليه السلام - بالمدينة فقال (لي) (2): ما الذي أبطأ بك (3) عنا يا داود ؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها ؟ قلت: جعلت فداك خلفت (بها) (4) عمك زيدا، تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا (5) ينادي بأعلى صوته سلوني سلوني قبل أن تفقدوني !، فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ والمنسوخ (6) والمثاني والقرآن المبين (7)، وإني العلم بين الله وبينكم !


(1) في المصدر والبحار: الحسني. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بطأ بك. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في الاصل والبحار ج 24، وفي المصدر والبحار ج 36 و 47: سيفا. (6) في المصدر: من المنسوخ. (7) في المصدر والبحار: العظيم.


[ 368 ]

فقال (لي) (1): يا داود لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادى يا سماعة ابن مهران (أن) (2) ائتني بسلة الرطب، (فأتاه بسلة فيها رطب،) (3) فتناول منها رطبة فأكلها، واستخرج (منها) (4) النواة في فيه فغرسها في الارض، ففلقت (5) وابنتت واطلعت واعذقت (6)، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها، وإستخرج منها رقا أبيض، ففضه ودفعه إلي وقال: أقرءه (7)، فقرأته وإذا فيه سطران، (السطر الاول) (8) (لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله -) والثاني (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم) (9) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن ابن علي، الخلف الحجة. ثم قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم، فقال: قبل أن يخلق (الله) (10) آدم بألفي عام وروى هذا


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فعلقت. (6) في المصدر: واغدقت، اعذقت النخل: صار ذا عذق، والعذق الغصن. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اقرء. (8) من المصدر والبحار. (9) التوبة: 36. (10) من المصدر والبحار.


[ 369 ]

الحديث الشيخ المفيد في كتاب الغيبة. (1)

الخامس والثمانون إحياء ميت 1717 / 147 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، فقومي فاذهبي إلى بيتك واغتسلي وصلي ركعتين وادعي (2) وقولي (يا من وهبه لي ولم يك شيئا، جدد (لي) (3) هبته) ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا، قال: ففعلت وجائت فحركته، فإذا هو قد بكى. (4) 1718 / 148 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة، فذكرت أنها تركت ابنها وقد لفته (5) بالملحفة على وجهه


(1) غيبة النعماني: 87 ح 18، تأويل الايات: 1 / 203 ح 12 نقلا عن غيبة الشيخ المفيد وعنهما البحار: 36 / 400 ح 10، وأخرجه في البحار: 24 / 243 ح 4 وج 47 / 141 / 193 عن غيبة النعماني، وفي ج 46 / 173 ح 26 عن مقتضب الاثر: 30 باختلاف. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: واجزعي. (3) من المصدر والبحار. (4) بصائر الدرجات: 272 ح 1 وعنه البحار: 47 / 79 ح 61 وعن مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 239 والكافي: 3 / 479 ح 11، وأخرجه في البحار: 91 / 347 ح 9 عن البصائر ودعوات الراوندي: 69 ح 166، وفي الوسائل: 5 / 263 ح 2 وإثبات الهداة: 3 / 81 ح 13 عن الكافي. (5) في المصدر: ولقد لفت.


[ 370 ]

(ميتا) (1)، فقال لها: لعله لم يمت، فقومي واذهبي إلى بيتك، واغتسلي وصلي ركعتين واجزعي وقولي: (يا من وهبه لي ولم يكن شيئا جدد علي ما وهبته (2) لي، ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا. قال (3): ففعلت وجائت فحركته، فإذا هو يبكي. (4) 1719 / 149 - ورواه عن صاحب ثاقب المناقب: عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة وذكرت أنها تركت ابنها على وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، قومي واذهبي إلى بيتك واغتسلي وصلي ركعتين وادعي الله تعالى وقولي (يا من وهبه لي (5) ولم يكن شيئا، جدد لي هبتك) ثم حركيه ولا تخبري أحدا بذلك. ففعلت ذلك، ثم جائت فحركته، فإذا هو قد بكى. (6)

السادس والثمانون إحياء ميت. 1720 / 150 - محمد بن الحسن الصفار: عن عبد الله (بن) (7) محمد، عن محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو محمد بريد (8)، عن داود بن


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر هكذا: يا من وهب لي ولم يكن شيئا، جدد ما وهبت لي. (3) في المصدر: قالت. (4) دلائل الامامة: 131. (5) في المصدر: يا من وهب لي ولدا. (6) الثاقب في المناقب: 395 ح 1. (7) ليس في المصدر. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبو محمد يزيد.


[ 371 ]

كثير الرقي قال: حج الرجل من أصحابنا، فدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: فداك أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيدا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أو كنت (1) تحبها. قال: نعم (جعلت فداك) (2). قال: ارجع إلى منزلك، فانك سترجع إلى المنزل (3) وهي تأكل (شيئا) (4). قال: فلما رجعت من حجتي (ودخلت منزلي) (5) رأيتها قاعدة وهي تأكل. (6) 1721 / 151 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى عبد الله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو محمد بن يزيد، عن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا، فدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: فداك أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيدا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام - فكنت تحبها ؟ قال: نعم. قال: إرجع إلى منزلك، فانك سترجع إلى المنزل وهي تأكل. قال: فلما رجعت من حجتي ودخلت منزلي وجدتها قاعدة وهي


(1) في المصدر والبحار: أفكنت. (2) من المصدر والبحار. (3) في الاصل: تراها بدل (سترجع إلى المنزل) وما أثبتناه من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) من المصدر والبحار. (6) بصائر الدرجات: 274 ح 5 وعنه إثبات الهداة: 3 / 104 ح 94، وفي البحار: 47 / 80 ح 64 و 65 عنه وعن مناقب ابن شهر اشوب الاتي في حديث 153.


[ 372 ]

تأكل. (1) 1722 / 152 - ثاقب المناقب: عن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا فدخل على (2) أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له: فداك أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيدا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام - (3): أو كنت تحبها ؟. قال: نعم. فقال: إرجع إلى منزلك، فانها سترجع إلى المنزل وترجع أنت وهي جالسة تأكل. قال: فلما رجعت من حجتي ودخلت المنزل وجدتها قاعدة تأكل، وبين يديها طبق فيه تمر وزبيب. (4) 1723 / 153 - ابن شهر اشوب: عن سعد القمي في بصائر الدرجات: عن داود الرقي: قال حج رجل من أصحابنا، فدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له: فداك أبي وأمي إن أهلي توفيت وبقيت وحيدا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أفكنت تحبها ؟. قال: نعم. فقال: ارجع إلى منزلك، فانها سترجع إلى المنزل (5) وترجع أنت


(1) دلائل الامامة: 132. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى. (3) في الاصل: له بدل (أبو عبد الله - عليه السلام -)، وما أثبتناه من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 396 ح 3. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: منزلك.


[ 373 ]

وهي جالسة باذن الله تعالى. (قال) (1): فلما رجعت من حجتي دخلت المنزل فوجدتها قاعدة تأكل، وبين يديها طبق عليه تمر وزبيبب. (2) وروى حديث جميل بن دراج السابق قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها ميتا مسجى بالملحفة، فقال لها: لعله لم يمت، قومي واذهبي (3) إلى بيتك، (واغتسلي) (4) وصلي ركعتين، وادعي الله وقولي وذكر الحديث. (5)

السابع والثمانون إحياء محمد بن الحنيفة واقراره بالامامة 1724 / 154 - ثاقب المناقب: قال السيد أبو هاشم إسماعيل بن محمد الحميري قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام - وقلت: يا بن رسول الله بلغني أنك قلت (6) في إنه ليس على شئ، وأنا قد أفنيت عمري في محبتكم وهجرت (7) الناس فيكم (في كيت وكيت) (8).


(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 239. (3) في المصدر: فقومي فاذهبي. (4) من المصدر. (5) أي الحديث (147) المتقدم. (6) في المصدر: تقول. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: هجوت. (8) من المصدر.


[ 374 ]

فقال: ألست قائلا (1) في محمد بن الحنفية - رضي الله عنه -. حتى متى ؟ والى (متى) (2) ؟ وكم المدى ؟ * يا بن الوصي وأنت حي ترزق * تثوى برضوى لا تزال ولا ترى * وبنا إليك من الصبابة أولق ؟ ! وأن محمد بن الحنفية قام بشعب رضوى أسد عن يمينه و (ونمر) (3) عن شماله، يؤتى برزقه بكرة وعشية، ويحك إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعليا والحسن والحسين - عليهم السلام - كانوا خيرا منه، وقد ذاقوا الموت. قال: فهل (لك) (4) على ذلك من دليل ؟ قال: (نعم إن أبي أخبرني أنه كان قد صلى عليه وحضر دفنه وأنا اريك آية) فأخذ بيده ومضى به إلى قبر وضرب بيده عليه ودعا الله تعالى، فانشق القبر عن رجل أبيض الرأس واللحية، فنفض التراب عن رأسه ووجه و (هو) (5) يقول: يا أبا هاشم، أتعرفني (6) ؟ قال: لا. قال: أنا محمد بن الحنفية، إن الامام بعد الحسين: علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم هذا. ثم أدخل رأسه في القبر وانضم (عليه) (7) القبر.


(1) في المصدر: القائل. (2 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: تعرفني. (7) من المصدر.


[ 375 ]

وقال إسماعيل بن محمد عند ذلك: تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ماكنت دائنا * به ونهاني سيدا (1) الناس جعفر فقلت له: هبني (2) تهودت برهة * وإلا فديني دين من ينتصر (3) (4) 1725 / 155 - ابن شهر اشوب: عن داود الرقي: بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق - عليه السلام - فقال: السيد كافر فأتاه وقال (5): يا سيدي (أنا كافر) (6) مع شدة حبي لكم ومعاداتي الناس فيكم ؟ قال: وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان، ثم أخذ بيده وأدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين، ثم ضرب بيده على القبر فصار قطعا، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته، فقال له الصادق - عليه السلام -: من أنت ؟ قال: (أنا) (7) محمد بن علي المسمى بابن الحنفية. فقال: فمن أنا ؟ قال (8) جعفر بن محمد حجة الدهر (والزمان) (9)، فخرج السيد يقول:


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: واحد. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقلت فهبني قد. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينتصر. (4) الثاقب في المناقب: 395 ح 2. (5) في المصدر: وسأل. (6 و 7) من المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال: فمن أنا ؟ فقال. (9) من المصدر والبحار.


[ 376 ]

تجعفرت باسم الله (فيمن تجعفرا) (1). (2) 1726 / 156 - أبو علي الطبرسي في إعلام الورى: قال: وجدت في كتاب كمال الدين للشيخ أبي جعفر بن بابويه - رضي الله عنه -: حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن الحنفية (قد ضللت في ذلك) (3) زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد - عليه السلام -، فأنقذني من النار وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعدما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله على خلقه وأنه الامام الذي افترض الله طاعته، فقلت له: يا بن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك - عليهم السلام - في الغيبة وصحة كونها، فأخبرني بمن تقع ؟ فقال - عليه السلام -: إن الغيبة ستقع (4) بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -، وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض (5) وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه،


(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 245 وعنه البحار: 47 / 320 ح 11 وإثبات الهداة: 3 / 145 ح 265. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: تقع. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أرضه.


[ 377 ]

لم يخرج من الدنيا يظهر، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق - عليه السلام - تبت إلى الله تعالى على يديه، وقلت: قصيدتي التي أولها: تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد (1) الناس جعفر فقلت هب إني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من ينتصر (2) فاني إلى الرحمن من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت اخفي واضمر ولا قائلا حي برضوي محمد * وان عاب جهال مقالي واكثروا (3) ولكنه ممن مضى لسبيله * على أفضل الحالات يقفي ويخبر (4)


(1) كذا في المصدر وفي الاصل: واحد. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينتصر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأكثر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويحبر.


[ 378 ]

مع الطيبين الطاهرين الاولى لهم * من المصطفى فرع زكي وعنصر إلى آخرها وقلت بعد ذلك: أيا راكبا نحو المدينة جسرة (1) * عذافرة (2) يطوى بها كل سبسب (3) إذا ما هداك (4) الله عاينت جعفرا * فقل لوالي الله وابن المهذب ألا يا أمين الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي (5) إليك من الامر الذي كنت مطنبا * احارب فيها (6) جاهدا كل معرب وما كان قولي في ابن خولة ذائب (7) * معاندة مني لنسل المطيب ولكن روينا عن وصي نبينا * وما كان فيما قاله بالمكذب


(1) الجسرة: البعير الذي اعيا وغلظ من السير. (2) العذافرة: العظمة الشديدة من الابل. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: سبب، والسبسب: المفازة، أو الارض المستوية البعيدة. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: عداك. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: توأب. (6) في المصدر: فيه. (7) في المصدر: مبطنا.


[ 379 ]

بأن ولي الامر يفقد لا يرى * سنين (1) كفعل الخائف المترقب فتقسم (2) أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب فيمكث حينا ثم يشرق شخصه * مضيئا بنور العدل إشراق كوكب يسير بنصر (3) الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسبب يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلا كحران مغضب فلما روى أن ابن (4) خولة غائب * صرفنا إليه قوله لم نكذب وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش به من (5) عدله كل مجذب فان (6) قلت لا فالقول قولك والذي * أمرت فحتم غير ما متعتب


(1) في المصدر: ستيرا. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فيقسم. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: بنور. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: رأوا أن ابنة. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بجدوى. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فإذ.


[ 380 ]

واشهد ربي أن قولك حجة * على الناس طرا من مطيع ومذنب بأن ولي الامر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه بتطرب له غيبة لابد أن يغيبها (1) * فصلى عليه الله من متغيب فيمكث حينا ثم يظهر حينه (2) * فيملا عدلا كل شرق ومغرب بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب قال وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية، وكان السيد بن محمد بلا شك كيسانيا قبل ذلك يزعم أن ابن الحنيفة هو المهدي وأنه مقيم في جبال رضوى وشعره مملوء بذلك فمن ذلك قوله: ألا إن الائمة من قريش * ولاة الامر أربعة سواء علي والثلاثة من بينه * هم أسباطنا والاوصياء فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يعود الجيش يقدمه اللواء يغيب (3) لا يرى عنا زمانا * برضوى عنده عسل وماء


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: سيغيبها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: غيبته. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: تغيب.


[ 381 ]

قوله: أيا شعب رضوى ما لمن (1) بك لا يرى * وبنا إليه من الصبابة أولق حتى متى ؟ وإلى متى ؟ وكم المدى * يا بن الوصي وأنت حي ترزق إني أومل أن أراك وأنني * من أن أموت ولا أراك الافرق (2) قوله: ألا حي مقيم شعب (3) رضوى * وأهد له بمنزله السلاما وقل يابن الوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما تمر (4) بمعشر وألوف منا * وسموك الخليفة والاماما فما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وراث (5) له أرض عظاما وفي شعره الذي ذكرناه دليل على رجوعه عن ذلك المذهب وقبوله إمامة الصادق - عليه السلام - ومنه (6) أيضا دليل على أنه - عليه السلام - دعاه إلى (7) إمامته وعلى صحة القول بغيبة صاحب الزمان - عليه السلام -. (8)


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يا شعب رضوى إن من. (2) في المصدر: لا فرق. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: المقيم بشعب. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أصر. (5) في المصدر: وارت. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: وفيه. (7) في المصدر: على. (8) اعلام الورى: 278 - 281، وأخرجه في البحار: 47 / 317 - 319 - ح 8 و 9 عن كمال الدين =


[ 382 ]

 

الثامن والثمانون أنه - عليه السلام - رآى أباه - عليه السلام - بعد الموت وسلم عليه في الصحراء 1727 / 157 - محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن أبي إبراهيم - عليه السلام - قال: خرجت مع أبي إلى بعض أمواله، فلما برزنا إلى (1) الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية فسلم عليه، فنزل إليه فجعلت أسمعه يقول (له) (2): جعلت فداك، ثم جلسنا فتسائلا طويلا، ثم قام الشيخ وانصرف وودع أبي، وقام ينظر في قفاه حتى توارى عنه، فقلت لابي: من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لاحد ؟ قال هذا أبي. (3)

التاسع والثمانون إحياء ميت 1728 / 158 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي - رضى الله عنه - قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن


= 33 - 35 وعن ارشاد المفيد: 283 - 284 مختصرا. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: برز الصحراء. (2) من المصدر والبحار. (3) بصائر الدرجات: 282 ح 18 وعنه المختصر: 13 والبحار: 6 / 231 ح 42 وج 27 / 304 ح 8.


[ 383 ]

(أبي) (1) القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن محمد بن سفيان (2)، عمن حدثه، عن جابر بن يزيد قال: كنت مع أبي عبد الله - عليه السلام - جالسا، إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال (له) (3): جعلت فداك إني قدمت أنا وأمي قاضيين لحقك، وأن أمي ماتت دونك. قال: اذهب فأت بامك. قال جابر: فما رأيت أشد تسليما منه ما رد على أبي عبد الله - عليه السلام - حتى مضى فجاء بامه، فلما رأت أبا عبد الله - عليه السلام - قالت: هذا الذي أمر ملك الموت بتركي، ثم قالت: يا سيدي أوصني. قال: عليك بالبر للمؤمنين، فان الانسان (4) يكون عمره ثلاثين سنة فيكون بارا فيجعله ثلاثة وستين سنة، وان الانسان يكون عمره ثلاثة وستين سنة فيكون غير بار فيبتر الله عمره فيجعلها ثلاثين. (5)

التسعون إحياء ميت 1729 / 159 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله (قال: حدثني أبو علي محمد بن همام) (6) قال: حدثني عبد الله بن محمد (7) قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن


(1) من المصدر. (2) في المصدر: سلمقان. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: الناس. (5) دلائل الامامة: 125. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: العلاء.


[ 384 ]

عبد الله بن يزيد، عن (1) حماد، عن أبيه، عن عمر، عن بكر بن أبي بكر (2)، عن شيخ من أصحابنا قال: إني لعند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ دخل (عليه) (3) رجل فقال له: جعلت فداك إن أبي مات وكان من أنصب الناس، فبلغ من بغضه (4) وعدواته أن كتم ماله مني في حياته وبعد وفاته، ولست أشك أنه قد ترك مالا كثيرا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أما أنت والله مهنئ لنا (5) وإني اريد سفرا. فقال (6) له: جعلت فداك (كل) (7) مالي لك. فقال له: لا لك ذلك (8) ولكن هئ لنا سفرة. قال: وكان صاحب هذا الحديث يعرف صاحب السفرة، فختم له أبو عبد الله - عليه السلام - خاتما وقال له: اذهب بهذا الخاتم إلى برهوت، فان روحه صارت إلى برهوت وسمي له صاحب برهوت، ثم قال (له) (9): ناد صاحب برهوت باسمه ثلاث مرات فانه سيجيبك، فأتى برهوت فنادى صاحبه باسمه ثلاث مرات، فأجابه في الثالثة لبيك وظهر له فناوله


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: بن. (2) في المصدر: عن عمر بن بكر، عن ابن أم بكر. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نصبه. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لك. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقلت. (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا أدلك. (9) من المصدر.


[ 385 ]

الطينة، فأخذها وقبلها ووضعها على عينه، ثم قال (له) (1): جئت من عند من فضله الله وأمر بطاعته، (قال) (2) ما حاجتك ؟ قال الرجل: فأخبرته، فقال له: إنه يجيئك في غير صورته فتخيل لي صورته (3) خبيثة، فما شعرت إذ هو قد جائني والسلاسل في عنقه، فقال: يا بني وبكى فعرفته حين تكلم قلت له: قد كنت أقول لك وأنهاك عما كنت فيه، فقال: (إني) (4) حصلت علي الشقا، ثم قال لي: ما حاجتك ؟ قلت: حاجتي المال الذي خلفته. قال: في المسجد الذي كنت تراني اصلي فيه أحفر حتى تبلغ قدر ذراعين أو ثلاثة، فان فيه أربعة الاف دينار. قلت له: لعلك تكذبني ؟ فقال لي: هيهات (هيهات) (5) لقد جئت مثلك الله وأمره أعظم مما تذهب إليه. فقال الرجل: قال لي صاحب برهوت: أتوصيني بشئ ؟ قلت: اوصيك أن تضاعف عليه العذاب. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أما (6) لو رققت عليه لنفعه الله به


(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: في صورة. (4) من المصدر، وفيه للشقاء. (5) ليس في المصدر، وفيه جئت من عند من مسلكه الله وامره عظيم وأعظم. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما.


[ 386 ]

وخفف عنه العذاب. (1)

الحادي والتسعون طاعة الجن وعلمه - عليه السلام - بالالف الدينار وإحياء ميت 1730 / 160 - الراوندي: قال: إن عيسى بن مهران قال: كان رجل من أهل خراسان من (ما) (2) وراء النهر، وكان موسرا، وكان محبا لاهل البيت - عليهم السلام -، وكان يحج في كل سنة، وقد وظف على نفسه لابي عبد الله - عليه السلام - في كل سنة ألف دينار من ماله، وكانت (3) تحته ابنة عم له تساويه في اليسار والديانة (مثله) (4)، فقالت في بعض السنين: يا بن عم حج بي في هذه السنة (5) فأجابها إلى ذلك، فتجهزت للحج، وحملت لعيال أبي عبد الله - عليه السلام - وبناته من فواخر ثياب خراسان، ومن الجوهر وغيره (6) أشياء كثيرة خطيرة، وأعد (7) زوجها ألف دينار التي أعدها لابي عبد الله - عليه السلام - في كيس، وجعل (8) الكيس في ربعة فيها حلي (بنت عمه) (9) وطيبه وشخص، يريد (10) المدينة، فلما وردها


(1) دلائل الامامة: 127. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكان. (4) ليس في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكانت في اليسارة بدل (تساويه في اليسار). (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يابن عمي حج بي في العام. (6) في البحار: والبز بدل (وغيره). (7 و 8) في المصدر: وصير. (9) ليس في البحار. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وشخص يطلب.


[ 387 ]

صار إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فسلم عليه وأعلمه أنه حج بأهله، وسأل الاذن لابنة عمه في المصير إلى منزله للتسليم على أهله وبناته، فأذن لها أبو عبد الله - عليه السلام - في ذلك، فصارت (1) إليهم وفرقت ما حملت عليهم (واجملت) (2) وأقامت عندهم يوما وانصرفت. فلما كان من الغد قال لها زوجها: أخرجي تلك الربعة لتسليم الالف دينار (3) إلى أبي عبد الله - عليه السلام -. فقالت (هي) (4) في موضع كذا، فأخذها وفتح القفل فلم يجد الدنانير وكان فيها حليا وثيابها، فاستقرض ألف دينار من أهل بلده ورهن الحلي عندهم على ذلك (5) وصار إلى أبي عبد الله - عليه السلام -. فقال: قد وصلت إلينا الالف. قال (6): يا مولاي وكيف ذلك وما علم بمكانها غير وغير بنت عمي (7) ؟ فقال: مسنا ضيقة فوجهنا من أتى بها من شيعتي من الجن، فاني كلما اريد أمرا بعجلة أبعث واحدا منهم، (في ذلك) (8).


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لها بذلك وصارت إليهم. (2) من البحار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أسلم الالف الدينار. (4) ليس في البحار. (5) في البحار: (بها) بدل: عندهم على ذلك. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقال له: تلك الالف وصلت إلينا فقال. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: علم بها غيري وابنة عمي. (8) ليس في المصدر والبحار.


[ 388 ]

فزاد (ذلك) (1) في بصيرة الرجال وسر به (2) واسترجع الحلي ممن أرهنه (3) ثم انصرف إلى منزله، فوجد امرأته تجود بنفسها، فسأل عن خبرها. فقالت خادمتها أصابها وجع في فؤادها فهي على هذه الحالة (4) فغمضها وسجاها وشد حنكها وتقدم في إصلاح ما تحتاج إليه من الكفن والكافور وحفر قبرها، وصار إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فأخبره وسأله أن يتفضل بالصلاة عليها. فقام - عليه السلام - فصلى ركعتين ودعا، ثم قال للرجل: انصرف إلى رحلك، فان أهلك (5) لم تمت، وستجدها في رحلك تأمر وتنهى. (قال: فمضيت) (6) وهي في حال سلامة، (فرجع الرجل، فأصابها) (7) كما وصف أبو عبد الله - عليه السلام -، ثم خرج يريد (8) مكة، وخرج أبو عبد الله - عليه السلام - أيضا للحج، فبينا المرأة تطوف بالبيت إذ رأت أبا عبد الله - عليه السلام - يطوف والناس قد حفوا به. فقالت لزوجها: (من هذا الرجل ؟ قال: هذا أبو عبد الله - عليه السلام - قالت والله) (9) هذا الرجل الذي


(1) ليس في البحار. (2) في الاصل: واعاد الذهب على أصحابه بدل (وسر به) وما أثبتناه من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر، وفي البحار: ممن رهنه، وفي الاصل: منهم ثم. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: وهي في هذه الحال. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إلى أهلك فانها لم تمت. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: خرجنا نريد. (9) من المصدر.


[ 389 ]

رأيته يشفع إلى الله حتى رد روحي في (1) جسدي (ولم تكن رأته قبل) (2). (3)

الثاني والتسعون طاعة ملك الموت له - عليه السلام - 1731 / 161 - الراوندي: قال: إن صفوان بن يحيى قال: قال لي العبدي: قالت أهلي (لي) (4): قد طال عهدنا بالصادق - عليه السلام - فلو حججنا وجددنا به العهد. فقلت لها: والله ما عندي شئ أحج به، فقالت: عندنا كسوة (5) وحلي، فبع ذلك وتجهز به، ففعلت، فلما صرنا بقرب (6) المدينة مرضت مرضا شديدا فأشرفت على الموت فلما دخلنا (7) المدينة خرجت من عندها وأنا آيس منها، فأتيت الصادق - عليه السلام - وعليه ثوبان ممصران (8) فسلمت عليه، فأجابني وسألني عنها، فعرفته خبرها وقلت: إني خرجت وقد آيست منها. فأطرق مليا.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: في رد روحي إلي. (2) من المصدر. (3) الخرائج: 2 / 627 ح 28 وعنه إثبات الهداة: 3 / 118 ح 148 والبحار: 47 / 103 ح 128 والصراط المستقيم: 2 / 188 ح 21 مختصرا، واورده في الثاقب في المناقب: 178 ح 8. (4) ليس في البحار ونسخة (خ). (5) في البحار: كسو. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: قرب. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: دخلت. (8) الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.


[ 390 ]

ثم قال (1): يا عبدي أنت حزين بسببها ؟ قلت: نعم. قال: لا بأس عليها، فقد دعوت الله لها بالعافية، فارجع (إليها) (2) فانك تجدها (قد فاقت وهي) (3) قاعدة، والخادمة تلقمها الطبرزد (4)، قال: فرجعت إليها مبادرا، فوجدتها قد أفاقت وهي قاعدة، والخادمة (5) تلقمها الطبرزد. فقلت: ما حالك ؟ (قالت) (6) قد صب الله علي العافية صبا وقد اشتهيت هذا السكر، فقلت: (قد) (7) خرجت من عندك آيسا، فسألني الصادق - عليه السلام - عنك فأخبرته بحالك، فقال: لا بأس عليها ارجع إليها فهي تأكل السكر. قالت: خرجت من عندي وأنا أجود بنفسي، فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال: مالك ؟ قلت: أنا ميتة، وهذا ملك الموت (قد) (8) جاء يقبض روحي. فقال: يا ملك الموت.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقال. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في البحار. (4) طبرزد - على وزن سفرجل -: معرب، ومنه حديث (السكر الطبرزد يأكل الداء أكلا) وقيل: الطبرزد هو السكر الابولج، وبه سمي نوع من التمر لحلاوته، وعن أبي حاتم: الطبرزدة بسرتها الصفراء مستديرة. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والجارية. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار، وفي المصدر: لقبض روحي. (*)


[ 391 ]

قال: لبيك أيها الامام. قال: ألست أمرت بالسمع الطاعة لنا ؟ قال: بلى. قال: فاني آمرك أن تؤخر أمرها عشرين سنة. قال: السمع والطاعة. قالت: فخرج هو وملك الموت (من عندي) (1) فأفقت من ساعتي. (2)

الثالث والتسعون إحياء ميت 1732 / 162 - ثاقب المناقب: قال: حدث داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ دخل عليه شاب يبكي وقال: (إني) (3) نذرت أن أحج بأهلي، فلما دخلت المدينة ماتت. قال: (اذهب، فانها لم تمت). قال: ماتت وسجيتها ! قال: اذهب، (فانها لم تمت) (4) فخرج ورجع (5) ضاحكا وقال: دخلت عليها وهي جالسة، قال: (يا داود، أو لم تؤمن ؟) قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي.


(1) ليس في البحار. (2) الخرائج: 1 / 294 ح 2 وعنه إثبات الهداة: 3 / 113 ح 133 ح والبحار: 47 / 115 ح 152 والصراط المستقيم: 2 / 185 ح 2 مختصرا. (3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وذهب. (*)


[ 392 ]

فلما كان يوم التروية قال لي: (يا داود قد اشتقت إلى بيت ربي) فقلت: يا سيدي، هذا عرفات ! قال: (إذ صليت العشاء والاخرة فارحل لي ناقتي وشد زمامها) ففعلت، وخرج وقرأ (قل هو الله أحد) و (يس) ثم استوى على ظهر ناقته، وأردفني خلفه، فسرنا هدءا من الليل (1)، وقعد في موضع (2) ما كان ينبغي، فلما طلع الفجر، قام فأذن وأقام، وأنا عن يمينه، فقرأ في أول ركعة (3) (الحمد) (والضحى) وفي الثانية (الحمد) و (قل هو الله أحد) وقنت، ثم سلم (4) وجلس، فلما طلعت الشمس مر الشاب ومعه المرأة (5) فقالت (لزوجها) (6) هذا الذي شفع إلى الله في إحيائي. (7)

الرابع والتسعون إحياء ميت 1733 / 163 - البرسي: بالاسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - قال: مررت (8) بامرأة تبكي بمنى وحولها صبيان


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: هذا الليل، والهدء: الهزيع من الليل وهو الطائفة منه أو نحو ثلثه أو ربعه، وقيل ساعة منه (لسان العرب: 1 / 180). (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: مواضع. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ركعته. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وسلم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: امرأة. (6) من المصدر. (7) الثاقب في المناقب: 162 ح 13، واخرجه في البحار: 47 / 104 ح 129 عن الخرائج: 2 / 629 ح 29. (8) في المصدر: مر.


[ 393 ]

يبكون، فقلت (1) لها: يا أمة الله ما يكبيك ؟ قالت: يا عبد الله إن لي صبية أيتاما وكانت لي بقرة (وقد) (2) ماتت، وقد كانت لنا كالام الشفيقة نعمل عليها، ونأكل منها وقد بقيت بعدها مقطوعا بي وبأولادي لا حيلة لنا عليها، فقال: يا أمة الله أتحبين أن احييها (لك) (3) فألهمها الله تعالى (أن) (4) قالت: نعم يا عبد الله، قال: فتنحى عنها وصلى ركعتين، ثم رفع يده هنيئة وحرك شفتيه، ثم قام فمر البقرة فنخسها نخسة برجله، وقال لها: قومي باذن الله تعالى فاستوت قائمة (باذن الله تعالى) (5) على الارض، فلما نظرت المرأة إلى البقرة (قد) (6) قامت وصاحت واعجبا (من ذلك) (7) من تكونه يا عبد الله، قال: فجاء الناس فاختلط بينهم ومضى - عليه السلام -. 1734 / 164 - الراوندي: قال: روى عن المفضل بن عمر قال: كنت أمشي مع أبي عبد الله جعفر بن محمد - عليهما السلام - بمكة (أو بمنى) (9) إذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة، وهي مع صبية لها تبكيان فقال - عليه السلام - لها: ما شأنك ؟ قالت: كنت (أنا) (10) وصبياني نعيش من هذه البقرة وقد ماتت،


(1) في المصدر: فقال. (2 - 4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6 و 7) ليس في المصدر، وفيه (من تكون). (8) الفضائل لشاذان: 173، والروضة له: 43، ولم نجده في مشارق انوار اليقين. (9) ليس في المصدر. (10) من المصدر، وفي البحار: كنت وصباياي.


[ 394 ]

لقد (1) تحيرت في أمري. قال: أفتحبين (2) أن يحييها الله لك ؟ قالت: أو تسخر مني مع مصبيتي (3) قال: كلا ما أردت ذلك، ثم دعا بدعاء ثم ركضها برجله وصاح بها، فقامت البقرة مسرعة سوية، فقالت: عيسى بن مريم (4) ورب الكعبة. فدخل (الصادق) (5) - عليه السلام - بين الناس، فلم تعرفه المرأة (6). (7)

الخامس والتسعون إحياء الطيور الاربعة المذبوحة 1735 / 165 - الراوندي: قال: روى عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند (8) الصادق - عليه السلام - مع جماعة فقلت: قول الله تعالى لابراهيم (خذ أربعة من الطير فصرهن) (9) أو كانت (10) أربعة من أجناس مختلفة ؟ أو من جنس (واحد) (11) ؟ فقال: أتحبون أن اريكم مثله ؟ قلنا: بلى.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقد. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقال أتحبين. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: صبيتي. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عيسى هو ورب الكعبة. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ولم تعرفه. (7) الخرائج: 1 / 294 ح 1 وعنه كشف الغمة: 2 / 199 والبحار: 47 / 115 ح 151. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مع. (9) البقرة: 260. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أكانت. (11) ليس في البحار.


[ 395 ]

قال: يا طاووس (فإذا طاووس) (1) طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب. فإذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازي. فإذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة. فإذا حمامة بين يديه، ثم أمر بذبحها وكلها وتقطيعها ونتف ريشها، وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض. ثم أخذ برأس الطاووس (فقال: يا طاووس) (2)، فرأينا لحمه وعظامه وريشه يتميز من غيرها (3) حتى التزق (4) ذلك كله برأسه، وقام الطاووس بين يديه حيا، ثم صاح الغراب كذلك وبالبازي والحمامة مثل ذلك (5)، فقامت كلها أحياء بين يديه. (6) 1736 / 166 - ثاقب المناقب: عن يونس بن ظبيان قال: كنا عند أبي عبد الله - عليه السلام - أنا والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة، فسألنا أبا عبد الله - عليه السلام - عن قول إبراهيم - عليه السلام - (رب أرني كيف تحيي الموتى - إلى قوله - فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك). (7) قال أبو عبد الله - عليه السلام - (أتريدون أن اريكم ما أري إبراهيم - عليه


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في البحار، وفي الاصل (فرأيت) وما أثبتناه من المصدر والبحار. (3) في المصدر: غيره. (4) كذا في المصدر، وفي البحار: ألصق، وفي الاصل: التصق. (5) كذا في المصدر، وفي البحار والاصل: كذلك. (6) الخرائج: 1 / 297 ح 4 وعنه كشف الغمة: 2 / 200 وإثبات الهداة: 3 / 114 ح 135 والبحار: 47 / 111 ح 148. (7) البقرة: 260.


[ 396 ]

السلام - ؟) فقلنا: (يا طاووس يا باز (1) يا غراب يا ديك، فإذا نحن بطاووس وباز وغراب وديك، فقطعهن وفرق لحمهن (2) على الجبال، ثم دعاهن فإذا العظام تتطاير (3) بعضها إلى بعض واللحم إلى اللحم والعصب إلى العصب، حتى عادت كما كانت باذن الله تعالى. قال أبو عبد الله - عليه السلام -: (قد أريتكم ما أري إبراهيم قومه (4) وقد اعطينا من الكرامة ما اعطي - عليه السلام -). (5)

السادس والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب وإحيائه الفروة 1737 / 167 - الراوندي: قال: إن أبا الصلت الهروي روى عن الرضا - عليه السلام - أنه قال: قال (لي) (6) أبي موسى - عليه السلام -: كنت جالسا عند أبي - عليه السلام - إذ دخل عليه بعض أوليائنا، فقال: بالباب (7) ركب كثير يريدون الدخول عليك. فقال لي: انظر (من) (8) بالباب. فنظرت إلى جمال كثيرة عليها صناديق، ورجل راكب (9) فرسا، فقلت: من الرجل ؟


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: بازي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقطعن وفرق لهن. (3) كذا في المصدر، وفي البحار: يتطاير. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقومه. (5) الثاقب في المناقب: 139 ح 3. (6) من المصدر والبحار. (7) في البحار: في الباب. (8) من المصدر، وفي البحار: انظر في الباب. (9) في البحار: ركب.


[ 397 ]

قال: رجل من السند والهند، أردت الامام جعفر بن محمد - عليهما السلام -، فأعلمت والدي بذلك. فقال: لا تأذن للنجس الخائن، فأقام بالباب مدة مديدة فلا (1) يؤذن له حتى شفع (2) يزيد بن سليمان، (ومحمد بن سليمان) (3) فأذن له، فدخل الهندي وجثى بين يديه - عليه السلام - فقال: أصلح الله الامام، أنا رجل من (بلد) (4) الهند من قبل ملكها، بعثني إليك بكتاب مختوم، ولي بالباب حول (5)، لم تأذن لي فما ذنبي ؟ أهكذا يفعل الانبياء (6) ؟ قال: فطأطأ رأسه ثم قال (ولتعلمن نبأه بعد حين) (7) (وليس مثلك من يطأ مجالس الانبياء) (8) قال (موسى - عليه السلام -) (9) فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكه فكان (10) فيه بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمد الصادق الطاهر من كل نجس (11) من ملك الهند. أما بعد فقد هداني الله على يديك، وإنه اهدي إلي جارية لم أر


(1) في البحار: فلم. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: له فشفع. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في البحار: وكنت بالباب حولا. (6) كذا في المصدر، وفي البحار والاصل: تفعل أولاد الانبياء. (7) ص: 88. (8) من المصدر. (9) من المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر، وفي البحار: فإذا. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رجس.


[ 398 ]

أحسن منها ولم أجد أحدا يستأهلها غيرك، فبعثتها إليك مع شئ من الحلي والجوهر (1) والطيب، ثم جمعت وزرائي فاخترت (2) منهم ألف رجل يصلحون للامانة، واخترت من الالف مائة، واخترت من المائة عشرة، وأخترت من العشرة واحدا وهو ميزاب بن حباب لم أر أوثق منه، فبعثت على يده (3) هذه الجارية والهدية (4). فقال جعفر - عليه السلام -: ارجع أيها الخائن، ما كنت بالذي أتقبلها (5)، لانك خائن فيما ائتمنت عليه، فحلف أنه ما خان. فقال - عليه السلام -: إن شهد بعض ثيابك (عليك) (6) بما خنت تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (7) ؟ قال: أو تعفيني من ذلك ؟ قال: اكتب إلى صاحبك بما فعلت، قال الهندي: إن علمت (8) شيئا فأكتب، وكان عليه فروة فأمره بخلعها، ثم قام الامام - عليه السلام - فركع ركعتين، ثم سجد. قال موسى - عليه السلام -: فسمعته في سجوده يقول: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك أن تصلي على محمد - صلى الله عليه وآله - عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وآله،


(1) في المصدر: والجواهر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: واخترت. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يديه. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: هذه الهدية. (5) في المصدر: أقبلها. (6) ليس في البحار. (7) في المصدر: عبده ورسوله. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال إن كنت فعلت شيئا.


[ 399 ]

وأن تأذن لفرو (1) هذا الهندي أن يتكلم (2) بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا ؟، ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت، فيزدادوا إيمانا (مع إيمانهم) (4). ثم رفع رأسه فقال: أيها الفرو تكلم بما تعلم من (هذا) (5) الهندي. قال موسى - عليه السلام -: فانتفضت الفروة وصارت كالكبش، وقالت: يا بن رسول الله ائتمنه الملك على هذه الجارية وما معها، وأوصاه بحفظها حتى (إذا) (6) صرنا إلى بعض الصحاري، أصابنا المطر وابتل جميع ما معنا، ثم احتبس المطر وطلعت الشمس، فنادى خادما كان مع الجارية يخدمه يقال له بشر (7) وقال له (8): لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، ودفع إليه دراهم، ودخل الخادم المدينة، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها إلى مضرب قد نصب (لها) (9) في الشمس، فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ (كان) (10) في الارض وحل ونظر هذا الخائن إليها وراودها عن نفسها، فأجابته، وفجر بها


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أن تأذن لفروة. (2) كذا في المصدر، وفي البحار: أن ينطق بفعله وأن يحكم، وفي الاصل: ان تحكم. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فيسمعه من في المجلس من أوليائك. (4) ليس في نسخة (خ). (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اسمه بشر. (8) كذا في المصدر، وفي البحار: وقال لو، وفي نسخة (خ): اسمه بشر لو دخلت. (9) من المصدر. (10) من المصدر والبحار، والوحل: الطين الرقيق.


[ 400 ]

(وخانك) (1). فخر الهندي (على الارض) (2) وقال: إرحمني فقد أخطأت، واقر بذلك، ثم صار فروة (3) كما كانت، وأمره أن يلبسها، فلما لبسها انضمت في حلقه وخنقته حتى اسود وجهه. فقال الصادق - عليه السلام -: أيها الفرو خل عنه، حتى يرجع إلى صاحبه، فيكون هو أولى به (4) منا (فانحل الفرو) (5) وقال - عليه السلام -: خذ هديتك وارجع إلى صاحبك (6) فقال الهندي:) (7) الله الله (يا مولاي) (8) (في، فانك) (9) إن رددت (10) الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي، فانه شديد (11) العقوبة فقال: أسلم حتى اعطيك الجارية، فأبى فقبل الهدية ورد الجارية. فلما رجع إلى الملك رجع الجواب إلى أبي - عليه السلام - بعد أشهر فيه (12) مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمد الامام - عليه


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في البحار، وفيه وفي المصدر: فقال. (3) كذا في المصدر، وفي البحار: صارت فروة وفي الاصل: عاد الكبش فرده. (4) كذا في المصدر والبحار ونسخة (خ) وفي الاصل: منه. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في البحار. (7) من المصدر والبحار. (8) ليس في البحار. (9) من المصدر، وفي البحار: في وإنك. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أردت. (11) في البحار: بعيد. (12) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بعد شهر مكتوب.


[ 401 ]

السلام - من ملك الهند: أما بعد فقد (كنت) (1) أهديت إليك جارية فقبلت مني (2) ما لا قيمة له، ورددت الجارية فأنكر ذلك قلبي، وعلمت أن الانبياء وأولاد الانبياء معهم فراسة، فنظرت إلى الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتابا واعلمته أنه جائني منك بخيانة (3) وحلفت أنه لا ينجيه إلا الصدق، فأقر بما فعل وأقرت الجارية بمثل (4) ذلك، وأخبرت بما كان من أمر الفرو (5) وتعجبت من ذلك وضربت عنقها وعنقه، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. و (اعلم) (6) أني (واصل) على أثر الكتاب. فما أقام إلا مدة يسيرة حتى ترك (7) ملك الهند وأسلم وحسن إسلامه. (8) 1738 / 168 - والذي في كتاب ثاقب المناقب: عن أبي الحسن علي بن محمد التقي عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر (9) - عليهم السلام - قال: في حديث طويل أنا اختصره إن


(1) ليس في البحار. 2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قبلت ما. (3) كذا في المصدر، وفي البحار: أتاني منك الخيانة، وفي الاصل: أنه أتاي منك وقد عرفت الخيانة. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مثل. (5) كذا في المصدر، وفي البحار: من الفروة، وفي الاصل: من الفرو. (6) من المصدر والبحار وكلمة (واصل) ليس في البحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حتى أتى إلى أبي. (8) الخرائج: 1 / 299 ح 6 وعنه البحار: 47 / 113 ح 150 وعن مناقب ابن شهر اشوب الاتي وفي الصراط المستقيم: 2 / 186 ح 6 وإثباته الهداة: 3 / 115 ح 137 مختصرا. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن أبيه، عن جده، عن أبيه موسى بن جعفر.


[ 402 ]

ملك الهند بعث بجارية رائعة (1) الجمال إلى أبي جعفر بن محمد - عليه السلام - مع بعض (ثقاته) (2) تحف وهدايا كثيرة، وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم من ملك الهند إلى جعفر بن محمد الطاهر من (3) كل نجس. أما بعد، هداني الله على يدك فاني أهدى إلي بعض عمالي (4) جارية لم أر أحسن منها (حسنا) (5) ولا أجمل منها جمالا، ولا أعظم منها (خطرا، ولا أعقل منها عقلا، ولا أكمل منها كمالا أن أتخذ منها) (6) ولدا يكون له الملك بعدي (فنظرت إليها) (7) فأعجبتني وأعجبني شأنها، فأقامت بين يدي يوما وليلة أفكر فيها وفي جلالتها، فلم أر أحدا يستأهلها غيرك، فبعثت بها إليك مع شئ من الحلي والحلل والجواهر والطيب، ثم جمعت من جميع وزرائي وعمالي (وامنائي) (8) فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للامانة، واخترت من الالف مائة، ومن المائة عشرة، ومن العشرة واحدا وهو ميزاب بن جنان (9) لم أجد في مملكتي رجلا أعقل منه ولا أشجع، فبعثت على يده هذه الهدية، و (هذه) (10) الجارية. فلما وصل الرجل بما بعث معه إليه (ودخل) (11) بعد دفع كثير واستشفاع قال له: (ارجع أيها الخائن من حيث جئت بهديتك) فقال:


(1) في المصدر: رائقة. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لي بعض عماله. (5 - 8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: حنان. (10 و 11) من المصدر.


[ 403 ]

أبعد شقة (1) بعيدة ومشقة شديدة وإقامة حول الباب (2) لا تقبل هدية الملك ؟ ! فقال: (ليس لك عندي جواب: ما كنت بالذي أقبلها لانك خائن فيما أتيت به وائتمنت عليه) فقال: (لا) (3) والله لا خنتك ولا خنت الملك. فقال - عليه السلام -: (فان شهد عليك بالخيانة بعض ثيابك تقر بالاسلام ؟) قال: أو تعفيني عند ذلك وتسأل بما أحييت من بعد ؟ فأمر به فخلع من أعلاه فرو، ثم أمر به فبسط في ناحية (4) الدار، ثم قام - عليه السلام - فصلى ركعتين فأطال في الركوع والسجود، ودعا بما أحب، ثم رفع رأسه، وقد علاه نور وقال: (أيها الفرو الطائع لله تعالى تكلم بما تعلم منه، وصف لنا (5) ما جنى) فانبسط الفرو ثم انقبض وانضم حتى صار (6) كالكبش (الفاضل) (7) البازل فسمعه (8) من في المجلس وهو يقول: يا بن رسول الله الصادق - عليه السلام -، بعث إليك ملك الهند هذا الرجل وائتمنه على هذه الجارية وما معه (9) من المال، وأوصاه


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: بهديتكم، فقال: أبعد شنقة. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بالباب. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أو تقضي عن ذلك وتسأل بما أجبت من بعد ؟ فأمر به فخلع عن اعلاه فروة، ثم أمر به فبسط ناحية. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لي. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم انقبضت وانضمت حتى صارت. (7) ليس في المصدر، والبازل: الكامل (لسان العرب: 11: 52). (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسمع. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: معنا.


[ 404 ]

بحفظهما وحياطتهما (1) فلم يزل على ذلك حتى صرنا إلى بعض الصحاري فأصابنا المطر حتى ابتل جميع ما معنا (2)، فأقمنا في ذلك الموضع شهرا كاملا حتى طلعت الشمس واحتبس المطر، وعلقنا ما معنا على (الحجر و) (3) الاشجار، فنادى خادما كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشر، (فقال: يا بشر) (4) دخلت هذه المدينة فأتيتنا (5) بما فيها من الطعام إلى أن تجف (6) رواحلنا كنا قد أكلنا من طعام هذه المدينة، فدفع إليه دراهم كثيرة ودخل الخادم المدينة. فأمر ميزاب هذه الجارية (أن تخرج) (7) من خيمتها إلى مضرب قد نصب لها في الشمس وقال لها: لو خرجت إلى هذا المضرب ونظرت إلى هذه الاشجار وهذه المدينة التي قد أشرفنا عليها. فخرجت الجارية فإذا في الارض وحل فكشفت عن ساقيها وسقط خمارها، فنظر الخائن إليها وإلى حسنها وجمالها فراودها عن نفسها فأجابته، فبسطني في الارض وافرش علي الجارية وفجر بها (8) وخانك يا بن رسول الله، وهذا ما كان من قصته وقصتها، وأنا أسئلك بالذي جمع لك خير الدنيا والاخرة إلا سألت الله تعالى ألا يعذبني بالنار لفجورهما على


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ووصاه بحفظهما وحياطتها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: عندنا. (3) من المصدر. (4) ليس في الاصل، وفيه (بشر) بدل: بشير. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأتنا. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: تخف. (7) من المصدر، وفيه (من قبتها). (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأفسد علي الجاريد وفجر عليها.


[ 405 ]

تنجيسهما (1) إياي. قال موسى - عليه السلام -: فبكى الصادق - عليه السلام - وبكيت وبكى من في المجلس واصفرت ألوانهم، قال: ففزع الميزاب وأخذته (6) رعدة شديدة وخوف، فخر ساجدا (لله) (3) وقال: قد علمت أن جدك كان بالمؤمنين (رؤفا) (4) رحيما فارحمني رحمك الله، وليكن لك أسوة بأخلاق جدك، فلم يعلم الملك بما (5) كان حالي وقصتي، وقد أخطأت. فقال - عليه السلام -: (لا رحمتك أبدا ولا تعطفت عليك إلا أن تقر (بما جنيت)، قال: فأقر الهندي بما أخبرت به الفروة) (6)، قال: فلما لبسها وصارت في عنقه انضمت (في حلقه) (7) وخنقته حتى اسود وجهه، فقال الصادق - عليه السلام -: (أيها الفرو خل عنه) فقالت الفرو: أسألك (8) بالذي جعلك إماما إلا أذنت لي (9) أن أقتله، فقال: (له) (10) (خل عن النجس حتى يرجع إلى صاحبه فيكون أولى به منا). وفي الحديث طول اقتصرنا منه (على) (11) موضع الحاجة، فمن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: لما سألت الله لا يعذبني بما أتيا من فجورهما علي وفرشهما. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأخذ به. (3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (6 و 7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقالت وأسألك. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا ذنب بدل (إلا أذنت لي). (10) ليس في المصدر. (11) من المصدر.


[ 406 ]

أراد الجميع طلبه في موضعه فانه مشهور. (1) 1739 / 169 - وفي رواية ابن شهر اشوب: قال: روي في المعجزات أنه استؤذن عليه لوافد ملك الهند ميزاب (2) فأبى فبقي سنة محجوبا، فشفع فيه محمد بن سليمان الشيباني وأخوه يزيد، فأمر الصادق - عليه السلام - بطي الحصر، فلما دخل ميزان الهندي (3) برك على ركبتيه وقال: أصلح الله الامام حجبتني سنة أهكذا تفعل (4) أولاد الانبياء ؟ فأطرق - عليه السلام - رأسه ثم رفعه وقال: (ولتعلمن نبأه بعد حين) (5) ثم قرأ الكتاب فإذا فيه: أما بعد فقد هدانا الله على يديك وجعلنا من مواليك (وقد) (6) وجهنا نحوك بجارية ذات حسن وجمال وخطر وبصر مع شئ من الطيب والحلل والحلي على يد أميني. فقال له الامام - عليه السلام -: ارجع يا خائن إلى من بعثك بهداياه، قال: أبعد سنة هذا جوابي ؟ قال: هذا جوابك عندي، قال: ولم ؟ قال: لخيانتك ثم أمر بفروته أن تبسط على الارض، ثم صلى ركعتين ثم (7) سجد وقال في سجوده: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرش ومنتهى الرحمة من كتابك أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وأن تنطق فروة هذا الهندي بفعله بلسان


(1) الثاقب في المناقب: 398 ح 5. (2) في المصدر: ميزان. (3) في المصدر: ميزان الهندي. (4) في المصدر: أفعال. (5) سورة ص: 88. (6) من المصدر. (7) في المصدر: و بدل (ثم).


[ 407 ]

عربي مبين، ثم رفع رأسه، وقال: أيها الفرو الطائع لرب العالمين تكلم بما تعلم من هذا الهندي ؟ وصف لنا ما جنى ؟ قال: فانبسطت حتى ضاق عليها المكان، ثم قلصت حتى صارت كشاة ثم قالت: يا بن رسول الله إن الملك أستأمنه (1) عليها وكان أمينا حتى مطر (2) عليهم وابتل ثيابهم، فأنفذ خدامه إلى شراء شئ لينشف الثياب، فخرجت الجارية مكشوفة ساقيها، فهواها وما زال يكائدها حتى باضعها علي فأسألك أن تجيرني من النار من فساد هذا الزاني، فجعل ميزاب (3) يرتعد ويستعفي، فقال: لا أعفو (4) عنك إلا أن تقر بما جنيت، فأقر بجميع ذلك، فأمره أن يلبس الفروة، فلما لبسها حنق عليه حتى اسود عنقه، فأمرها - عليه السلام - أن تخلى عنه، ثم أمره أن يردها إلى صاحبها، فلما ردها (إليه) (5) خوفها الملك فذكرت له ما كان من الفروة فضرب عنق ميزاب (6). (7)

السابع والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1740 / 170 - ابن شهر اشوب: قال: في كتاب الدلالات بثلاثة طرق، عن الحسين بن أبي العلاء، وعلي بن أبي حمزة وأبي بصير قالوا:


(1) في المصدر: ليستأمنه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أمطر. (3) في المصدر: ميزان. (4) في المصدر: يعفو. (5) من المصدر. (6) في المصدر: ميزان. (7) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 242.


[ 408 ]

دخل رجل من أهل خراسان على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال (1) له: جعلت فداك (إن) (2) فلان بن فلان بعث معي بجارية وأمرني أن أدفعها إليك قال: لا حاجة لي فيها وإنا أهل البيت لا يدخل الدنس بيوتنا، فقال له الرجل: (والله) (3) جعلت فداك لقد أخبرني أنها مولدة بيته وأنها ربيبته في حجره (4) قال: أنها (قد) (5) فسدت عليه قال: لا علم لي بهذا، فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: ولكني أعلم (6) أن هذا هكذا. (7)

الثامن والتسعون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1741 / 171 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن (أبيه، عن) (8) عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: كنت أنا وعبد الواحد بن المختار وسعيد بن لقمان ومعنا (9) عمر بن شحرة (10)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقلت. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ببيته وأنما تربيته في حجرته. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قالوا أبو عبد الله - عليه السلام - ولكن إن. (7) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 243 وعنه مستدرك الوسائل: 15 / 35 ح 1، وفي البحار: 47 / 140 ذح 188 و 189 عنه وعن الخرائج: 2 / 610 ح 4. وأخرجه في الوسائل: 14 / 573 ح 1 عن الخرائج. (8) من المصدر والبحار. (9) في البحار: سعد بن لقمان ومعهما، وفي المصدر: سعيد بن نفسان. (10) كذاا في المصدر والبحار، وفي الاصل: سحرة.


[ 409 ]

الكندي عند أبي عبد الله - عليه السلام - (فقام عمر يخرج) (1)، فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: من هذا ؟ فقالا له: عمر بن شحرة (2)، واثنينا عليه وذكرنا من حاله وورعه وحبه لاخوانه وبذله وصنيعه إليهم (3). (قال:) (4) فقال لهما أبو عبد الله - عليه السلام -: ما أرى لكما علما بالناس، إني لاكتفي من الرجل باللحظة (5)، إن ذا من أخبث الناس أو قال من شر (6) الناس. (قال: فكان عمر بعد ما نزع عن محرم الله إلا ركبه.) (7). (8)

التاسع والتسعون علمه - عليه السلام - بما في النفس 1742 / 172 - محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني عبد الله، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت (أنا) (9) وأبو بصير على أبي عبد الله - عليه السلام - فبينا نحن قعود إذ


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقالا: عمر بن سحرة. (3) في الاصل: لاخواننا وصنيعه بدل (لاخوانه وبذله وصنيعه إليهم) وما أثبتناه من المصدر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إن التقي باللحظة أعرفه، إن. (6) كذا في المصدر، وفي البحار: أو من شر، وفي الاصل: من أشر. (7) من المصدر والبحار، وفي البحار: عن محرم الله ركبه. (8) بصائر الدرجات: 289 ح 3 وعنه البحار: 26 / 128 ح 32. (9) من المصدر والبحار.


[ 410 ]

تكلم أبو عبد الله - عليه السلام - بحرف فقلت (أنا) (1) في نفسي: هذا مما أحمله إلى الشيعة، هذا والله حديث لم أسمع (2) مثله قط. قال: فنظر في وجهي ثم قال: إني لاتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا. (3)

المائة الجواب قبل السؤال 1743 / 173 - محمد بن الحسن الصفار: عن النهدي، عن إسماعيل بن مهران، عن رجل من أهل بيرما (4) قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فودعته وخرجت حتى بلغت الاعوص (5) ثم ذكرت حاجة لي، فرجعت إليه والبيت غاص بأهله، وكنت أردت أن أسأله عن بيوض (6) ديوك الماء، فقال لي: يا بت - يعني البيض - دعانا ميتا - يعني ديوك الماء - بنا حل - يعني لا تأكل - (7). (8)


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نسمع. (3) بصائر الدرجات: 329 ح 3 وعنه البحار: 2 / 198 ح 51 والعوالم: 3 / 510 ح 6. (4) كذا في المصدر والبحار والاصل، والظاهر أنه تحريف (بيرحا) قيل: هي أرض لابي طلحة بالمدينة، وقيل هو موضع بقرب المسجد يعرف بقصر بني جديلة (معجم البلدان 1 / 524). (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الاعرض، والاعوص: موضع قرب المدينة على أميال يسيرة. (معجم البلدان: 1 / 223). (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بعض. (7) في المصدر هكذا: يا تب - يعني البيض - دعانا ميتا - وفي الاصل: ماتت يعني البيض - رعابا مينا - يعني ديوك الماء - ناحل - يعني لا يأكل -، وما اثبتناه من البحار. (8) بصائر الدرجات: 334 ح 6 وعنه البحار: 47 / 81 ح 69 وعن مناقب ابن شهر اشوب: =


[ 411 ]

 

الحادي والمائة إخباره - عليه السلام - بالغائب 1744 / 174 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن برا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني ويقول لي: يا رافضي ويشتمني، وكان يلقب بقرد القرية، قال: فحججت سنة من ذلك اليوم فدخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي ابتداء: قوفه ما نامت، قلت: جعلت فداك متى ؟ قال في الساعة فكتبت اليوم والساعة، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن بقي وعمن مات، فقال لي: قوفه ما نامت، وهي بالنبطية قرد القرية مات، فقلت له: متى ؟ فقال لي: يوم كذا وكذا، وكان في الوقت الذي أخبرني به أبو عبد الله - عليه السلام -. (1) 1745 / 175 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أحمد بن (2) الحسين، عن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن


= 4 / 218 مختصرا، وفي البحار: 66 / 45 ح 7 عن البصائر ودلائل الامامة: 137 باختلاف. وأخرجه في البحار: 47 / 119 ح 161 وج 66 / 47 ح 19 ومستدرك الوسائل: 16 / 185 ح 7 عن الخرائج: 2 / 752 ح 68 باختلاف. (1) بصائر الدرجات: 334 / 7 وعنه البحار: 47 / 81 ح 71، وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 121 ح 157 عن الخرائج: 2 / 752 ح 69 باختلاف يسير. وبما أن الاختلافات بين الاصل والمصدر والبحار كثيرة ولذا تركنا الاشارة إليها واثبتنا في المتن ما هو الاصح. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: روى الحسين.


[ 412 ]

أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني، ويقول لي: يا رافضي ويشتمني، وكان يلقب بقرد القرية (قال:) (1) فحججت (سنة) (2) بعد ذلك، فدخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي ابتداء: قرد القرية مات. فقلت: جعلت فداك متى ؟ قال: الساعة، فكتبت ذلك اليوم وتلك الساعة، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي، فسألته من مات ومن بقي ؟ فقال: قرد القرية (مات) (3) وهي كلمة بالنبطية (4) يقول: قرد القرية. فقلت: متى (مات) ؟ (5) قال لي (6): يوم كذا وكذا في وقت كذا وكذا الذي أخبرني (به) (7) أبو عبد الله - عليه السلام -. ورواه أحمد بن محمد بن أبي نصر، ذكره صاحب ثاقب المناقب. (8)

الثاني والمائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1746 / 176 - محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني (أحمد بن محمد، عن أحمد بن يوسف) (9)، عن (علي بن) داود الحداد، عن فضيل


(1 و 2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نبطية. (5) ليس في المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى. (7) من المصدر، وفيه (كما) بدل (الذي). (8) دلائل الامامة: 137، الثاقب في المناقب: 413 ح 14. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: محمد بن أحمد بن يوسف.


[ 413 ]

ابن يسار، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام (عنده) (1)، فهدر الذكر على الانثى، فقال لي: أتدري ما يقول ؟ قال: لا، قال: يقول: يا سكني وعرسي، ما خلق (الله) (2) أحب إلي منك إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام -. (3) 1747 / 177 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أحمد بن محمد، عن أحمد بن يوسف، عن عل بن داود الحداد (4)، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كنت عنده إذ نظرت لى زوج حمام عنده يهدر الذكر على الانثى، فقال أتدري (5) ما يقول ؟ قلت: لا. قال: يقول: يا سكني وعرسي، ما خلق الله خلقا أحب إلي منك إلا أن يكون جعفر بن محمد - عليه السلام -. (6) 1748 / 178 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدل الذكر على الانثى. فقال: أتدري ما يقول ؟ يقول: يا سكني وعرسي ما خلق الله خلقا


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) بصائر الدرجات: 342 ح 4 وعنه البحار: 47 / 85 ح 80. (4) في المصدر والبحار: الحذاء. (5) كذا في البحار ونسخة (خ)، وفي المصدر والاصل: تدري. (6) دلائل الامامة: 134 وعنه البحار: 65 / 24 ح 41.


[ 414 ]

أحب إلي منك إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد - عليه السلام -. (1)

الثالث والمائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1749 / 179 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه قال: أهدي إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فاختة وورشان وطير راعبي، فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أما الفاختة فتقول: (فقدتكم فقدتكم) فافقدوها قبل أن تفقدكم (2) وأمر بها فذبحت، وأما الورشان فيقول: (قدستم قدستم) (3) فوهبه لبعض أصحابه، والطير الراعبي يكون عندي انسي (4) به. (5)

الرابع ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1750 / 180 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن سالم مولى أبان بياع الزطي قال: كنا في حائط لابي عبد الله - عليه السلام - (معه) (6) ونفر معي، قال: فصاحت


(1) الاختصاص: 293 وعنه البحار: 27 / 269 ح 21. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تفقدنا. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأما الورشانة فتقول: قدست قدست. (4) كذا في المصدر، وفي البحار: أسر، وفي الاصل: آنس. (5) الاختصاص: 294 وعنه البحار: 65 / 13 ح 3 وعن بصائر الدرجات: 343 ح 7، ويأتي في المعجزة: 206. (6) ليس في المصدر والبحار.


[ 415 ]

العصافير فقال: أتدري ما تقول (هذه) (1) ؟ فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري (والله) (2) ما تقول، قال: تقول: اللهم إنا خلق من خلقك لابد (3) لنا من رزقك فاطعمنا واسقنا. (4)

الخامس ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1751 / 181 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن فرقد. قال: خرجنا مع أبي عبد الله - عليه السلام - متوجهين إلى مكة، حتى إذا كنا بسرف (5) استقبله غراب ينعق في وجهه، فقال: مت جوعا ما تعلم شيئا إلا ونحن نعلمه إلا أنا أعلم بالله منك، فقلنا: هل كان في وجهه شئ ؟ قال: نعم سقطت ناقة بعرفات. (6) 1752 / 182 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله (7)، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن


(1 و 2) ليس في المصدر والبحار، وفيهما (فقلت) بدل (فقلنا). (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ولابد. (4) بصائر الدرجات: 345 ح 20 وعنه البحار: 47 / 86 ح 85 وج 64 / 303 ح 5، ويأتي في المعجزة: 206 عن مناقب ابن شهر اشوب. (5) سرف: ككتف موضع قريب من التنعيم وهو من مكة على عشرة أميال، وقيل أقل وقيل أكثر. (6) بصائر الدرجات: 345 ح 21 وعنه البحار: 47 / 85 ح 81 و 82 وعن البصائر أيضا 342 ح 10 والمناقب لابن شهر اشوب: 4 / 218، وفي ج 64 / 261 ح 13 عنه وعن دلائل الامامة الاتي ويأتي في المعجزة: 206. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: علي بن عبد الله.


[ 416 ]

موسى، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كنت معه في طريق الحج فنزل بسرف (1)، فإذا نحن بغرابب ينعق في وجهه، فقال له: مت جوعا فبالله ما تعلم شيئا إلا نحن نعلمه، ونحن أعلم بالله منك، ثم قال: إنه يقول: سقطت (2) ناقة بعرفات. (3)

السادس ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1753 / 183 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد والبرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن علي بن سنان (4) قال: كنا عند أبي عبد الله - عليه السلام - فسمع صوت (فاختة) (5) في الدار فقال: أين هذه التي أسمع صوتها ؟ قلنا: هي في الدار اهديت لبعضهم، فقال أبو عبد الله - عليه السلام - (له) (6) أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا. قال (7): ثم أمر بها فاخرجت من الدار. (8)


(1) في المصدر: فنزلنا بشراف. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: سقط. (3) دلائل الامامة: 135، ويأتي في المعجزة: 206. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن عبد الله بن عسفان. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لنفقدها قبل أن تفقدنا، وقال. (8) بصائر الدرجات: 346 ح 23 وعنه البحار: 65 / 14 ح 6 والوسائل: 8 / 386 ح 3.


[ 417 ]

 

السابع ومائة علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 1754 / 184 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي حمزة، عن عمر بن محمد الاصبهاني (1) قال: اهديت لاسماعيل بن أبي عبد الله - عليه السلام - صلصالا، فدخل أبو عبد الله - عليه السلام - فلما رآه قال: ما هذا الطير (2) المشؤم (أخرجوه) (3) فإنه يقول: (فقدتكم) (فقدتكم) (4) فافقدوه قبل أن يفقدكم. (5)

الثامن ومائة إحياء ميت 1755 / 185 - ثاقب المناقب: عن محمد بن راشد، عن أبيه قال: أتيت بعض آل (6) محمد لاستفتيه عن مسألة، فسألت عن أعلمهم، فهديت إلى محمد بن عبد الله بن الحسن، فاستفتيته في ذلك، فقال: إني لست أدري ما هذا (7) ؟ فقال: أو ليس قد جاء عنكم أنكم تقولون في أنفسكم أنكم تدرون


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن عمر بن اصبهان. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رآها قال: ما هذه الطيور. (3) من البحار، وفي المصدر: اخرجوا. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) بصائر الدرجات: 345 ح 22 وعنه البحار: 65 / 16 ح 13 والوسائل: 8 / 387 ح 1 وعن الكافي: 6 / 551 ح 2، ويأتي في المعجزة: 206. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: أهل. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذلك.


[ 418 ]

بالعلوم كلها ؟ قال: إن ذلك لا يعلمه إلا الامام، ولست بذلك، قلت له: فمن أين لي بذلك ؟ قال: ائت جعفر بن محمد - عليهما السلام - فان (1) عنده لا شك فيه فأتيته، فقيل لي: مات السيد (ابن) (2) محمد فهو في الجنازة، فأتيته واستفتيته فأفتاني في مسألتي، فلما أن أقمت أخذ بثوبي فجذبني إلى نفسه (3) فقال: (إنكم معاشر أهل الحديث تكتموا) (4) العلم). فقلت له: يرحمك الله أنت إمام هذا الزمان ؟ فقال: (نعم والله، إني إمام هذا الزمان)، فقلت: علامة ودليل، فقال: (سلني عما شئت (5) أخبرك به إن شاء الله، فقلت: (إن أخا لي مات في هذه المقبرة فامر أن يحيا، فقال لي: ما أنت أهل لذلك ولكن أخوك ما كان اسمه (6) ؟) قلت: أحمد. فقال: (يا أحمد قم باذن الله تعالى وباذن جعفر بن محمد، فقام والله وهو يقول: يا أخي اتبعه. وحلفني بالطلاق والعتاق ألا أخبر أحدا. (7)


(1) في المصدر: فانه. (2) من المصدر، وهو السيد إسماعيل بن محمد الحميري. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: نفسي. (4) في المصدر: تركتم. (5) في المصدر: بدا لك. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فما اسمه. (7) الثاقب في المناقب: 397 ح 4، ويأتي نحو ذيله في المعجزة: 199.


[ 419 ]

 

التاسع ومائة إلهامه - عليه السلام - العلم 1756 / 186 - محمد بن الحسن الصفار: عن (موسى بن) (1) عبد الله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم، عن عمرو (2)، قال: حدثني بشر بن ابراهيم، عن أبي عبد الله - عليه السلام - (3) قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة. فقال: ما عندي (4) فيها شئ، فقال الرجال: إنا الله وإنا إليه راجعون، هذا الامام المفترض الطاعة سألته عن مسألة (فزعم أنه) (5) ليس عنده فيها شئ. فأصغى أبو عبد الله - عليه السلام - اذنه إلى الحائط كأن إنسانا يكلمه فقال: أين السائل عن مسألة كذا وكذا ؟ وكان الرجل قد جاوز اسكفة (6) الباب فقال: ها أنا ذا، فقال: القول فيها كذا وكذا (7)، ثم التفت إلي فقال: لولا (أن) (8) نزاد لنفد ما عندنا. (9)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في البحار: عمر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن محمد بن إبراهيم، عن أبيه قاال. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فزعم أن ليس عنده. (5) من المصدر والبحار، وفي الاصل: وليس. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أسفله، والاسكفة: بالضم وتشديد الفاء: خشبة الباب التي يوطأ عليها. (7) في المصدر والبحار: هكذا بدل (كذا وكذا). (8) ليس في المصدر والبحار. (9) بصائر الدرجات: 396 ح 8 وعنه البحار: 26 / 91 ح 16.


[ 420 ]

 

العاشر ومائة إخراجه - عليه السلام - الحوض 1757 / 187 - محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن أحمد، عن سلمة، عن الحسن بن علي بن بقاح، عن ابن جبلة، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الحوض فقال لي: حوض ما بين بصرى إلى صنعاء أتحب أن تراه ؟ قلت له: نعم جعلت فداك. قال: فأخذ بيدي فأخرجني إلى ظهر المدينة، ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري لا تدرك حافتاه إلا الموضع الذي أنا فيه قائم، وانه شبيه بالجزيرة، فكنت أنا وهو وقوفا، فنظرت إلى نهر يجري بجانبه ماء أبيض من الثلج، ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، وفي وسطه خمرا أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت له: جعلت فداك من أين يخرج هذا ؟ ومن أين مجراه ؟ قال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه: أنهار في الجنة، عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر تجري في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهن حور معلقات برؤوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن آنية ما رأيت آنية أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحداهن فأومأ بيده لتسقيه، فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر، فمال الشجر معها فاغترفت. ثم ناولته فشرب، ثم ناولها فأومأ إليها، فمالت لتغرف فمالت

[ 421 ]

الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ منه، وكانت رائحته رائحة المسك، ونظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط، ولا كنت أرى أن هذا الامر هكذا. فقال لي: هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا، إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر، ورعت في رياضه وشربت من شرابه، وإن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فاخلدت في عذابه واطعمت من زقومه واسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي (1). 1758 / 188 - ورواه في الاختصاص: عن الحسين (2) بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي، عن الحسن بن علي بن بقاح عن عبد الله بن [ جبلة، عن عبد الله بن ] (3) سنان قال: سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الحوض فقال لي: هو حوض ما بين بصرى إلى صنعاء، أتحب أن تراه ؟ فقلت له: نعم. قال: فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة، ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري [ من ] (4) جانبه هذا ماء أبيض من الثلج، ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت


(1) بصائر الدرجات: 403 ح 3 وعنه البحار: 57 / 342 ح 33، وفي البحار: 6 / 287 ح 9 وج 25 / 381 ح 35 وج 47 / 88 ح 93 عنه وعن الاختصاص الاتي. وبما أن الاختلافات بين الاصل والمصدر واجزاء البحار كثيرة ولذا تركنا الاشارة إليها واثتبنا في المتن ما هو الاضبط. (2) في المصدر: الحسن. (3 و 4) من المصدر.


[ 422 ]

شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء. فقلت له: جعلت فداك من أين يخرج هذا ؟ ومن أين مجراه ؟ فقال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار (1) في الجنة عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر يجري في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهن (2) جوار معلقات برؤوسهن ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن آنية ما رأيت أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحداهن فأومأ إليها (3) بيده لتسقيه، فنظرت إليها (4)، وقد مالت لتغرف من النهر، فمال الشجر فاغترفت، ثم ناولته فشرب، ثم ناولها وأومأ إليها فمالت الشجرة معها فاغترفت، ثم ناولته فناولني فشربت، ثم ناولها وأومأ إليها فمالت الشجرة معها فاغترفت، ثم ناولته فناولني فشربت، فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ وكانت رائحته رائحة المسك، ونظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط وما كنت أرى الامر هكذا. فقال: هذا من أقل ما أعده الله تعالى لشيعتنا، إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر، ورعت في رياضه وشربت من شرابه، وإن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت، فاخلدت (5) في عذابه واطعمت من زقومه وسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أنها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: حافاته شجر فيه. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: لها. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إليه. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فاخذت.


[ 423 ]

الوادي. (1)

الحادي عشر ومائة إستجابة دعائه - عليه السلام - 1759 / 189 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى (قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن وهب) (2) قال: حدثنا عمرو (3) بن محمد الازدي، عن ثمامة بن أشرس، عن محمد بن راشد، عن أبيه قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: يا بن رسول الله (إن) (4) حكيم بن عباس الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم، فقال: هل علقت منه بشئ ؟ قال: بلى فأنشده: صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب فرفع أبو عبد الله - عليه السلام - يديه إلى السماء وهما يرعشان (5) رعدة، فقال: اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبك (6)، قال: فخرج حكيم من الكوفة فادلج (7) فلقيه الاسد فأكله، فجاؤا بالبشير أبا عبد الله - عليه السلام


(1) الاختصاص: 321 - 322. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: عمر. (4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: ينتفضان. (6) في المصدر: فسلط عليه كلبا من كلابك. (7) أي سار في الليل كله أو في آخره. (*)


[ 424 ]

- وهو في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - (بذلك) (1)، فخر لله ساجدا وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده. (2) 1760 / 190 - ابن شهر اشوب: قال: بلغ الصادق - عليه السلام - قول الحكيم بن العباس الكلبي: صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب فرفع الصادق - عليه السلام - يديه إلى السماء وهما يرعشان فقال: اللهم إن كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك، فبعثه بنو أمية إلى الكوفة، فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الاسد واتصل خبره بجعفر - عليه السلام - فخر لله ساجدا ثم قال: الحمد لله الذي أنجزنا (من) (3) وعدنا. (4)

الثاني عشر ومائة علمه - عليه السلام - بالاجال 1761 / 191 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن علي، عن علي، عن إسماعيل بن زيد (5)، عن شعيب بن ميثم قال: قال: أبو عبد الله - عليه السلام -: يا شعيب ما أحسن بالرجل يموت وهو لنا ولي ويوالي ولينا ويعادي عدونا، قلت: والله إني


(1) من البحار وفي المصدر: فأخبره فخر ساجدا لله وهو يقول بدل (بذلك، فخر لله ساجدا وقال). (2) دلائل الامامة: 115 وعنه البحار: 65 / 72 ح 3. (3) ليس في المصدر. (4) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 234 وعنه البحار: 47 / 136 ذح 185، وفي البحار: 46 / 192 ح 58 والعوالم: 18 / 260 ح 10 عنه وعن كشف الغمة 2: 203 - 204. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن يزيد.


[ 425 ]

لاعلم أن من مات (1) على هذا أنه لعلى حال حسنة. قال: يا شعيب أحسن إلى نفسك وصل (إلى) (2) قرابتك وتعاهد إخوانك، ولا تسبتدل بالشئ تقول ادخر لنفس وعيالي، إن الذي خلقهم هو الذي يرزقهم، قلت في نفسي: نعى إلي والله نفسي. قال: إسماعيل فرجع شعيب بن ميثم فا لبث إلا شهرا حتى مات. (3)

الثالث عشر ومائة علمه - عليه السلام - بالاجال 1762 / 192 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ قال: خلفته صالحا. قال: إذا رجعت فاقرأه السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا وفي يوم كذا. قال أبو بصير: جعلت فداك والله لقد كان لكم (4) انس وكان لكم شيعة، قال: صدقت ما عند الله خير له، قلت: شيعتكم معكم، قال: إذا هو خاف الله وراقب الله وتوقى الذنوب، فإذا فعل ذلك كان له درجتنا.


(1) في المصدر: لا أعلم أن مات. (2) ليس في المصدر. (3) دلائل الامامة: 117. (4) في المصدر: فيه.


[ 426 ]

قال: فرجعت تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلا يسيرا حتى توفي. (1)

الرابع عشر ومائة علمه - عليه السلام - بالغائب 1763 / 193 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن صندل، عن سورة بن كليب قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا سورة كيف حججت العام ؟ قال: (قلت) (2) استقرضت حجتي، والله إني لاعلم أن الله سيقضيها عني، وما كان أعظم حجتي إلا شوقا إليك بعد المغفرة والى حديثك، قال: أما حجتك فقد قضاها الله من عندي، ثم رفع مصلى تحته، فأخرج دنانير وعد عشرين دينارا وقال: هذه (حجتك، وعد عشرين دينارا وقال هذه) (2) معونة إليك تكفيك حتى تموت. قلت: جعلت فداك أخبرني أن أجلي قد دنا قال: يا سورة أترضى (4) أن تكون معنا ومع إخوانك فلان وفلان ؟ قلت: نعم. قال صندل: فما لبث إلا بقية الشهر حتى مات. (5)


(1) دلائل الامامة: 117. (2) من المصدر. (3) من المصدر، وفيه: معونة لك. (4) في المصدر: أما ترضى. (5) دلائل الامامة: 118.


[ 427 ]

 

الخامس عشر ومائة إستجابة دعائه - عليه السلام - 1764 / 194 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبد الحميد قال: كان صديقا لمحمد بن عبد الله بن علي بن الحسين وأخذه أبو جعفر فحبسه زمانا في المطبق، فحج فلم كان يوم عرفة لقيه أبو عبد الله - عليه السلام - في الموقف فقال: يا محمد ما فعل صديقك عبد الحميد ؟ قال: حبسه أبو جعفر في المطبق منذ زمانا، فرفع أبو عبد الله - عليه السلام - يده فدعا ساعة، ثم التفت إلي فقال: يا محمد قد والله خلي سبيل صاحبك. قال محمد: فسألت عبد الحميد أي ساعة أخرجك أبو جعفر ؟ قال: أخرجني يوم عرفة بعد العصر. ورواه ابن شهر اشوب في المناقب. (1)

السادس عشر ومائة سلامته - عليه السلام - وابنه من القتل 1765 / 195 - عنه: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد (عن محمد) (2) بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان وأبي سعيد المكاري وغيره واحد من أصحابنا، عن عبد الاعلى بن أعين قال: قال مرزام، بعثني أبو جعفر الخليفة وهو معي إلى أبي عبد الله - عليه السلام -


(1) دلائل الامامة: 118 - 119 مناقب ابن شهر اشوب: 4: 234، واخرجه في البحار: 47 / 143 - 144 ذح 197 وح 198 عن المناقب وعن كشف الغمة: 2 / 190 - 191. (2) ليس في المصدر. (*)


[ 428 ]

وهو بالحيرة لنقتله (1)، فدخلنا عليه في رواقه ليلا، فلنا منه حاجته (2) ومن ابنه إسماعيل، ثم رفعنا إليه فقلنا: (قد) (3) فرغنا مما أمرتنا به. قال: فأصبحنا من الغد فوجدناه في رواقه (جالسا) (4) فبقينا متحيرين. (5)

السابع عشر ومائة كلام الذئب 1766 / 196 - وعنه: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد (عن محمد بن علي) (6) عن محمد بن عرو (7) بن ميثم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه خرج إلى ضيعة له مع بعض أصحابه (8) فبينا (9) هم يسيرون إذا ذئب قد أقبل إليه (10)، فلما رأى (11) غلمانه أقبلوا إليه قال: دعوه فان له حاجة. فدنا منه حتى وضع كفه على دابته وتطاول بخرطمه (12)، وطأطأ


(1) في المصدر ونسخة (خ): ليقتله. (2) في المصدر: حاجتنا. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) دلائل الامامة: 119. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عمر. (8) في المصدر: أصحابنا. (9) في البحار ونسخة (خ): فبينما. (10) في المصدر: عليه. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رأوه. (12) في البحار: بخطمه.


[ 429 ]

رأسه أبو عبد الله - عليه السلام - فكلمه (1) الذئب بكلام لا يعرف، فرد عليه أبو عبد الله - عليه السلام - مثل كلامه، فرجع يعدو، فقال (له) (2) أصحابه: قد رأينا عجبا، وقال: إنه أخبرني أنه خلف زوجته خلف هذا الجبل في كهف، وقد ضربها الطلق وخاف عليها فسألني الدعاء لها بالخلاص، وأن يرزقه (الله) (3) ذكرا يكون لنا وليا ومحبا، فضمنت له ذلك. قال: فانطلق أبو عبد الله - عليه السلام - وانطلقنا معه إلى ضيعته وقال: إن الذئب قد ولد له جرو ذكر. قال: فمكثنا في ضيعته معه شهرا، ثم رجع مع أصحابه، فبيناهم راجعون إذا هم بالذئب وزوجته وجروه يعووا في وجه أبي عبد الله - عليه السلام - فأجابهم (بمثله) (4)، ورأوا أصحاب أبي عبد الله - عليه السلام - (الجرو) (5) وعلموا أنه قد قال لهم الحق، وقال لهم أبو عبد الله - عليه السلام -: تدرون ما قالوا ؟ قالوا: لا. قال: كانوا (6) يدعون الله لي ولكم بحسن الصحابة، ودعوت لهم بمثله، وأمرتهم أن لا يؤذوا لي (7) وليا ولا لاهل بيتي فضمنوا لي


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يكلمه. (2) ليس في المصدر، وفيه: يعوي بدل يعدو. (3) من المصدر والبحار، وفي المصدر: يرزقها. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كان. (7) كذا في البحار، وفي المصدر: لا يؤذون لي ولا، وفي الاصل: لا يؤذون وليا.


[ 430 ]

ذلك. (1) 1767 / 197 - والذي رواه ابن شهر اشوب في المناقب: عن محمد ابن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلة له، إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر - عليه السلام -، فحبس - عليه السلام -، البغلة ودنا الذئب منه حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إلى اذنه، ودنا أبو جعفر اذنه (منه) (2) ساعة، ثم قال له: امض فقد فعلت، فخرج مهرولا، فقلت له: لقد رأيت عجبا، فقال: وما تدري ما قال ؟ (قال) (3) قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. قال: إنه قال: يابن رسول الله زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله يخلصها وأن لا يسلط (شيئا من) (4) نسلي على أحد (5) من شيعتكم. فقلت: قد فعلت. ثم قال ابن شهر اشوب: وقد روى الحسن (بن علي) (6) بن أبي حمزة في كتاب الدلالات هذا الخبر عن الصادق - عليه السلام - وزاد فيه أنه - عليه السلام - مر وسكن في ضيعته شهرا، فلما رجع فإذا هو بالذئب وزوجته


(1) دلائل الامامة: 119 - 120 وعنه البحار: 65 / 72 ح 4. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: (شئ) بدل (أحد). (6) من المصدر والبحار.


[ 431 ]

وجرو (1)، عووا في وجه الصادق - عليه السلام - فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه (2). ثم قال لنا: عليه السلام - (قد) (2) ولد له جرو ذكر، وكانوا يدعون الله لي ولكم بحسن الصحابة، ودعوت لهم بمثل ما دعوا لي، وأمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا و (لا) (4) لاهل بيتي، ففعلوا وضمنوا لي ذلك. (5)

الثامن عشر ومائة مخاطبة الذئب ومطاوعة الجبال 1768 / 198 - ثاقب المناقب: قال: روى أبو بصير قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فسأله عن حق المؤمن (6) فقال له: (تأتي ناحية احد) فخرج فإذا أبو عبد الله - عليه السلام - يصلي، ودابته قائمة، وإذا ذئب قد أقبل، فسار أبا عبد الله - عليه السلام - كما يسار الرجل، ثم قال له (7): (قد فعلت)، فقلت: جئت أسألك عن شي فرأيت ما هو أعظم من مسألتي (8) فقال: (إن الذئب أخبرني أن زوجته بين الجبل وقد عسير عليها الولادة


(1) الجرو: صغير كل شئ وولد الكلب والاسد. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بمثل كلامهم ليشبهه. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر. (5) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 189 وعنه البحار: 46 / 239 ح 22 والعوالم: 19 / 97 ح 1. وقد تقدم صدره مع تخريجاته في المعجزة 14 من معاجز الامام الباقر - عليه السلام -. (6) في المصدر: الامام. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: إنه. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: مقالتي.


[ 432 ]

فادع الله تعالى لها أن (1) يخلصها مما هي فيه، فقلت قد فعلت، على أن لا يسلط أحدا من نسلكم (2) على أحد من شيعتنا أبدا) فقلت: ما حق المؤمن على الله تعالى ؟ قال: فلو قال للجبال (أوبي لاوبت) فأقبلت الجبال يتداك (3) بعضها ببعض. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: ضربت لها مثلا ليس إياك نعني ورجعت إلى مكانها. (4)

التاسع عشر ومائة علمه - عليه السلام - بالغائب 1769 / 199 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن (علي بن) (5) الحسن، عن أبيه وحسين بن أبي العلاء، قال: كنا مع أبي عبد الله عليه السلام - إذ أقبل رجل من أهل خراسان فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: ما فعل فعلان بن فلان. قال: لا علم لي (به) (6). قال: لكن اخبرك أن فلان بن فلان بعث معك بجارية إلي فلا حاجة


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: فدعوت الله تعالى أن يخلصها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا يسلط الله من نسلها. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: تتذلك. (4) الثاقب في المناقب: 164 ح 1، وفيه (عنيت فرجع إلى مكانه). (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر.


[ 433 ]

لي فيها، قال الرجل ولم ؟ قال: لانك لم تراقب الله فيها وحيث عملت ما عملت ليلة نهر بلخ حيث صنعت ما صنعت، فسكت الرجل وعلم أنه قد أخبره بأمره قد فعله. (1)

العشرون ومائة علمه - عليه السلام - بالغائب 1770 / 200 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرني محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن (عبد) (2) المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - جالسا إذ دخل آذنه، فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك. فقال: كم عددهم ؟ قال: لا أدري. قال: اذهب فعدهم وأخبرني. (قال:) (3) فلما مضى الغلام قال أبو عبد الله - عليه السلام -: عدد (4) القوم اثنا عشر رجلا، وإنما أتوا يسألون (5) عن حرب طلحة والزبير، ودخل آذنه فقال: القوم اثنا عشر رجلا، فأذن لهم فدخلوا، فقالوا له:


(1) دلائل الامامة: 120. (2) ليس في المصدر ونسخة (خ). (3) من المصدر. (4) في المصدر: عدة. (5) في المصدر: يسألوني.


[ 434 ]

نسألك، فقالوا: سلوا، قالوا: ما تقول في حرب علي - عليه السلام - وطلحة والزبير وعائشة ؟ قال: ما تريدون بذلك، قالوا: نريد أن نعلم ذلك، قال: إذن تكفرون يا أهل البصرة، قالوا: لا نكفر. قال: كان علي مؤمنا منذ بعث الله نبيه إلى أن قبضه الله إليه لم يؤمر النبي عليه أحدا قط، ولم يكن في سرية إلا كان أميرها، وأن طلحة والزبير أتياه لما قتل عثمان فبايعاه أول الناس طائعين (أو غير) (1) كارهين، (وهما) (2) أول من غدرا به ونكثا عليه ونقضا بيعته، وهما به (الهموم) (3) كما هم به من كان قبلهما، وخرجا بعائشة معهما يستعطفانها الناس، وكان من أمرهما وأمره ما قد بلغكم. قالوا: فان طلحة والزبير صنعا ما صنعا فما حال عائشة ؟ قال: عائشة عظيم جرمها عظيم إثمها (4) ما اهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها، ولقد عهد النبي - صلى الله عليه وآله - وقال لامير المؤمنين: تقاتل الناكثين - وهم أهل البصرة والقاسطين - وهم أهل الشام - والمارقين - وهم أهل النهروان - فقاتلهم علي - عليه السلام - جميعا. قال القوم: إن كان هذا قاله النبي - صلى الله عليه وآله - لقد (5) دخل القوم جميعا في أمر عظيم، قال أبو عبد الله - عليه السلام -: إنكم ستنكرون (6)،


(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر هكذا: (فما حال المرأة ؟ قال: المرأة عظيم إثمها). (5) في المصدر: فقد. (6) في المصدر: ستكفرون.


[ 435 ]

قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم ما نحتمله. قال: (وما) (1) طويت عنكم أكثر، أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم. قال: فلما خرجوا قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا سليمان بن خالد والله ما يتبع قائما من أهل البصرة إلا رجل واحد، لا خير فيهم كلهم (كلهم) (2) قدرية زنادقة وهي الكفر بالله. (3)