الثالث والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بالصورة
النازلة 1839 / 269 - وعنه: عن صفوان الجمال، قال: كنت بالحيرة (4) مع أبي
عبد الله - عليه السلام - إذ أقبل الربيع (5) وقال: أجب أمير المؤمنين
(فمضى) (6) ولم يلبث أن عاد. قلت: [ يا مولاي ] (7) أسرعت الانصراف. قال:
إنه سألني عن شئ فاسأل الربيع عنه. قال صفوان: وكان بيني وبين الربيع لطف،
فخرجت إلى الربيع وسألته، فقال: اخبرك بالعجب إن الاعراب خرجوا يجتنون
الكمأة (8)،
(1) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فقال داود. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
لهو أفضل.
(3) الخرائج والجرائع: 2 / 617 ح 16، الثاقب في المناقب: 420 ح 3. وأخرجه
في البحار: 47 / 100 ح 119 عن الخرائج وعن المناقب لابن شهر اشوب، وفي
إثبات الهداة: 3 / 117 ح 142 عن الخرائج، صدره. (4) في بعض نسخ المصدر:
بالجزيرة. (5) هو الربيع بن يونس، حاجب المنصور. (6) ليس في المصدر
والبحار. (7) من المصدر. (8) الكمء: نبات ينقض الارض فيخرج كما يخرج
الفطر، والجمع أكمؤ وكمأة. " لسان العرب: 1 / 148 - كمأ - ".
[ 53 ]
فأصابوا في البر خلقا ملقى فأنوني به، فأدخلته على الخليفة، فلما رآه قال:
نحه وادع جعفرا، فدعوته، فقال: يا أبا عبد الله، أخبرني عن الهواء ما فيه
؟ قال: في الهواء [ موج ] (1) مكفوف. قال: ففيه سكان ؟ قال: نعم. قال: وما
سكانه ؟ قال: خلق أبدانهم أبدان الحيتان، ورؤوسهم رؤوس الطير، ولهم أعرفة
كأعرفة الديكة، ونغانغ (2) كنغانغ الديكة، وأجنحة كأجنحة الطير، بألوان
(3) أشد بياضا من الفضة المجلوة. فقال الخليفة: هلم الطشت، فجئت به وفيه
ذلك الخلق، وإذا هو كما وصف (4) [ والله ] (5) جعفر [ فلما نظر إليه جعفر
قال: هذا هو الخلق
الذي يسكن الموج المكفوف، فأذن له بالانصراف ] (6). فلما خرج (جعفر) (7)
قال [ الخليفة ] (8): [ ويلك يا ] (9) ربيع، هذا
(1) من المصدر والبحار. (2) النغنغ والنغنغة: موضع بين اللهاة وشوارب
الحنجور، وقيل: النغانغ: لحمات تكون في الحلق عند اللهاة. " لسان العرب: 8
/ 456 - نغغ - ". (3) في المصدر والبحار: من ألوان. (4) في البحار: وصفه.
(5) من المصدر. (6) من المصدر والبحار: 47. (7) ليس في المصدر والبحار.
(8) من المصدر. (9) من المصدر والبحار: 47، وفي البحار: 59: يا.
[ 54 ]
الشجا المعترض في حلقي (1) من أعلم الناس. (2) 1840 / 270 - السيد المرتضى
في عيون المعجزات: قال: روي انه - عليه السلام - لما خرج من بين يدي
المنصور نزل الحيرة، فبينما هو إذ أتاه الربيع، فقال له: أجب أمير
المؤمنين، فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة الخلق لم يعرفها
أحد، وذكر من وجدها أنه رآها قد سقطت مع المطر، فلما دخل - عليه السلام -
قال له المنصور: يا با عبد الله، أخبرني عن الهواء، أي شئ فيه ؟ فقال له:
بحر. قال له: فله سكان ؟
قال - عليه السلام -: نعم. قال المنصور: وما سكانه ؟ فقال - عليه السلام -
خلق أبدانهم أبدان الحيتان، ورؤوسهم رؤوس الطير، ولهم أجنحة كأجنحة الطير
من ألوان شتى، فدعا المنصور بالطشت فإذا ذلك الخلق فيه، فما زاد على ما
وصفه - عليه السلام -، فأذن له، فانصرف - صلوات الله عليه - ثم قال
المنصور للربيع: هذا الشجا المعترض في حلقي (3) من أعلم الناس في زمانهم.
(4)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هذا الشيخ المعترض في خلافتي.
والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. (2) الخرائج والجرائع: 2 / 640 ح
47، عنه البحار: 59 / 338 ح 50 وفي البحار: 47 / 170 - 171 ح 14 و 15،
وإثبات الهداة: 3 / 119 ح 145 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 196. ورواه في إثبات
الوصية: 159 - 160 مرسلا باختصار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: هذا
الشجاع المعترض في خلافتي. (4) عيون المعجزات لحسين بن عبد الوهاب: 88.
[ 55 ]
الرابع والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بما في النفس 1841 / 271 -
الراوندي: عن الحسن بن سعيد، عن عبد العزيز [ القزاز ] (1)، قال: كنت أقول
بالربوبية فيهم، فدخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال [ لي ] (2):
يا عبد العزيز، ضع ماء أتوضأ، ففعلت، فلما دخل يتوضأ قلت في نفسي: هذا
الذي قلت فيه ما قلت يتوضأ ! فلما خرج قال [ لي ] (3): يا عبد العزيز، لا
تحمل على البناء فوق ما يطيق فيهدم، إنا عبيد مخلوقون (لعبادة الله عزوجل)
(4). (5)
الخامس والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بالاعمال 1842 / 272 -
الراوندي: عن هارون بن رئاب، قال: كان لي أخ جارودي (6)، فدخلت على أبي
عبد الله - عليه السلام - فقال لي: ما فعل أخوك
(1 - 3) من المصدر. (4) ليس في البحار. (5) الخرائج والجرائح: 2 / 636 ح
38، عنه البحار: 47 / 107 ح 136، وصدره في ج 80 / 331 ح 10، والوسائل: 1 /
283 ح 2. (6) أي من أتباع أبي الجارود المكنى بأبي النجم زياد بن المنذر
الهمداني الاعمى سرحوب الخراساني العبدي، نقل ابن النديم في الفهرست ص 226
عن الامام الصادق - عليه السلام - أنه لعنه، وقال: إنه أعمى القلب، وأعمى
البصر. توفي بعد سنة 150 ه على ما ذكره في تقريب التهذيب: 1 / 270.
والجارودية قالوا بتفضيل علي - عليه السلام - ولم يروا مقامه يجور لاحد
سواه، وزعموا أن من دفع عليا عن هذا المكان فهو كافر، وان الامة كفرت وضلت
في تركها بيعته، وجعلوا الامامة بعده في الحسن بن علي - عليهما السلام -،
ثم في الحسين - عليه السلام -، ثم في شورى بين أولادهما، فمن خرج منهم
مستحقا للامامة فهو الامام. =
[ 56 ]
الجارودي ؟ قلت: صالح هو مرضي عند القاضي وعند الجيران في كل الحالات (1)
غير أنه لا يقر بولايتكم. قال: ما يمنعه من ذلك ؟ قلت (2): يزعم انه يتورع
(3). فقال: أين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ فقدمت على أخي، فقلت له:
ثكلتك (4) امك، دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وسألني عنك،
فأخبرته أنك (5) مرضي عند الجيران [ وعند القاضي ] (6) في الحالات كلها
غير أنه لا يقر بولايتكم، فقال: ما يمنعه من ذلك ؟ قلت: يزعم انه يتورع
(7). فقال: أين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ ! فقال: أخبرك أبو عبد الله بهذا
؟ قلت: نعم. قال: أشهد انه حجة رب العالمين.
= والجارودية والبترية هما الفرقتان اللتان ينتحلان أمر زيد بن علي بن
الحسين وأمر زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومنها تشعبت صنوف الزيدية.
انظر فرق الشيعة: 21. (1) في المصدر: في الحالات كلها، وفي البحار: في
الحالات. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: ورع. (4) في المصدر: ليلة نهر بلخ ؟ فقلت لاخي حين
قدمت عليه: ثكلتك. (5) في البحار: انه. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: متورع.
[ 57 ]
قلت:
اخبرني عن قصتك. قال: [ نعم، ] (1) أقبلت من وراء نهر بلخ فصحبني رجل معه
وصيفة فارهة [ الجمال، فلما كنا على النهر ] (2). قال لي: إما أن تقتبس
لنا نارا فأحفظ عليك، وإما أن أقتبس نارا
وتحفظ علي ؟ قلت: اذهب واقتبس وأحفظ عليك، فلما ذهب قمت إلى الوصيفة وكان
مني إليها ما كان والله ما أفشت ولا أفشيت لاحد، ولم يعلم بذلك إلا الله،
فدخله رعب، فخرجت (3) من السنة الثانية وهو معي، فأدخلته على أبي عبد الله
- عليه السلام - [ فذكرت الحديث ] (4) فما خرج من عنده حتى قال بإمامته.
(5)
السادس والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بالاعمال وغير ذلك من
المعجزات 1843 / 273 - عنه: عن داود بن كثير الرقي، قال: كنت عند الصادق -
عليه السلام - (أنا) (6) وأبو الخطاب والمفضل وأبو عبد الله البلخي إذ دخل
(1) من المصدر. (2) من المصدر، وفي البحار: فقال: إما أن تقتبس. والفارهة:
الحسناء. (3) في البحار: ولم يعلم إلا الله، فخرجت. (4) من المصدر. (5)
الخرائج والجرائح: 2 / 617 ح 17، عنه البحار: 47 / 156 ح 220. وأورده في
الصراط المستقيم: 2 / 187 ح 16 مرسلا. (6) ليس في البحار.
[ 58 ]
[ علينا ] (1) كثير النواء، فقال: إن أبا الخطاب [ هذا ] (2) يشتم أبا بكر
وعمر ويظهر البراءة منهما (3)، فالتفت الصادق - عليه السلام - إلى أبي
الخطاب وقال: يا محمد، ما تقول ؟
قال: كذب والله ما سمع مني قط شتمهما (4). فقال الصادق - عليه السلام - قد
حلف ولا يحلف كاذبا. فقال: صدق لم أسمع أنا منه ولكن حدثني الثقة به عنه.
قال الصادق - عليه السلام - وإن الثقة لا يبلغ ذلك، فلما خرج كثير النواء،
قال الصادق - عليه السلام -: أما والله لئن كان أبو الخطاب ذكر ما قال
كثير لقد علم من أمر هما (5) ما لم يعلمه كثير، والله لقد جلسا مجلس أمير
المؤمنين - عليه السلام - غصبا فلا غفر الله لهما، ولا عفى عنهما، فبهت
أبو عبد الله البلخي ونظر إلى الصادق - عليه السلام - متعجبا مما قال
فيهما. فقال له الصادق (6) - عليه السلام - أنكرت ما سمعت [ مني ] (7)
فيهما ؟ قال: [ قد ] (8) كان ذلك. قال الصادق - عليه السلام -: [ فهلا ]
(9) كان هذا (10) الانكار منك ليلة
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر، وفي البحار: هو. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل والبحار: أبا بكر وعمر وعثمان ويظهر البراءة منهم. (4)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: شتمتهم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل
والبحار: أمرهم. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فبهت البلخي إلى
قول الصادق - عليه السلام - فيهما متعجبا، فقال له الصادق. (7 و 8) من
المصدر. (9) من المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذلك، وليس
في البحار.
[ 59 ]
دفع (1) إليك فلان بن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها (له) (2)، فلما
عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة ؟ فقال البلخي: والله قد مضى لهذا الحديث
أكثر من عشرين سنة، ولقد تبت إلى الله من ذلك. فقال الصادق - عليه السلام
-: لقد تبت وما تاب الله عليك، ولقد غضب الله لصاحب الجارية. ثم ركب وسار
والبلخي معه، فلما برزا [ قال الصادق - عليه السلام - وقد سمع صوت حمار:
إن أهل النار يتأذون بهما وبأصواتهما كما تتأذون بصوت الحمار، فلما برزنا
] (3) إلى الصحراء فإذا نحن بجب كبير [ ثم ] (4) التفت الصادق - عليه
السلام - إلى البلخي، فقال: اسقنا من هذا الجب، فدنا البلخي، ثم قال: هذا
جب بعيد القعر لا أرى ماء به. فتقدم الصادق - عليه السلام - فقال: أيها
الجب السامع المطيع لربه، اسقنا مما جعل الله فيك من الماء بإذن الله،
فنظرنا الماء يرتفع من الجب، فشربنا منه. ثم سار حتى انتهى إلى موضع فيه
نخلة يابسة فدنا منها، فقال: أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك،
فانتثرت (5) رطبا جنيا
(1) في المصدر: رفع. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر والبحار. (4) من البحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فأنثرت.
[ 60 ]
[ فأكلنا ] (1)، ثم جازها [ فالتفتنا ] (2) فلم نر فيها شيئا. ثم سار فإذا
نحن بظبي [ قد أقبل ] (3) يبصبص بذنبه إلى الصادق - عليه السلام - ويبغم
(4)، فقال: أفعل إن شاء الله تعالى، فانصرف الظبي. فقال البلخي: لقد رأيت
(5) عجبا ! فما (6) الذي سألك الظبي ؟ قال: استجار بي (7) وأخبرني أن بعض
من يصيد الظباء (8) بالمدينة صاد زوجته، وأن لها خشفين صغيرين، وسألني أن
أشتريها وأطلقها لله تعالى إليه (9)، فضمنت له ذلك، واستقبل القبلة ودعا،
وقال: الحمد لله كثيرا كما (10) هو أهله ومستحقه، وتلا: [ أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله ] (11) ثم قال: نحن والله المحسودون، ثم انصرف
ونحن معه فاشترى الظبية وأطلقها، ثم قال: لا تذيعوا سرنا (12)، ولا
(1) من المصدر. (2) من المصدر، وفي البحار: ثم جاء فالتفت فلم ير فيها
شيئا. (3) من المصدر والبحار، وفي المصدر: فبصبص. (4) كذا في نسخة " خ "،
وفي الاصل والبحار: وينغم، وفي المصدر: وتبغم. وتبغمت الظبية: صوتت بأرخم
ما يكون من صوتها. وينغم الظبي: هو من النغم - بالتحريك - وهو الكلام
الخفي. (5) في المصدر: رأينا شيئا، وفي البحار: رأينا. (6) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فقال. وكلمة " الذي " ليس في البحار. (7) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: استجارني. وزاد في البحار: الظبي. (8) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: أن بعضا من صياد الظباء. (9) في البحار:
وأطلقها إليه. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مما.
(11) سورة النساء: 54. (12) في نسخة " خ " سرا.
[ 61 ]
تحدثوا به عند غير أهله، [ فإن المذيع سرنا أشد علينا من عدونا ] (1). (2)
السابع والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بالآجال والصك الذي ظهر 1844
/ 274 - وعنه: عن هشام بن الحكم أن رجلا من الجبل أتى أبا عبد الله - عليه
السلام - ومعه عشرة آلاف درهم، قال: اشتر لي بهذه دارا أسكنها (3) إذا
قدمت وعيالي معي، ثم مضى إلى مكة، فلما حج [ وانصرف ] (4) أنزله الصادق -
عليه السلام - في داره وقال [ له ] (5): اشتريت لك دارا في الفردوس
الاعلى، حدها الاول إلى [ دار ] (6) رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
والثاني إلى علي - عليه السلام -، والثالث إلى الحسن - عليه السلام -،
والرابع إلى الحسين - عليه السلام -، وكتبت هذا الصك (7) به. فلما سمع
الرجل ذلك قال: رضيت (8)، ففرق الصادق - عليه السلام - تلك الدراهم على
أولاد الحسن والحسين - عليهما السلام -، وانصرف الرجل، فلما وصل [ إلى ]
(9) المنزل اعتل علة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهل بيته وحلفهم أن
يجعلوا الصك معه في قبره، ففعلوا ذلك.
(1) من المصدر والبحار. (2) الخرائج والجرائح: 1 / 297 ح 5، عنه البحار:
47 / 111 ح 149، وإثبات الهداة: 3 / 114 ح 136. (3) في المصدر: اشتر لي
دارا أنزلها. (4 - 6) من المصدر.
(7) في المصدر: وكتبت الصك. (8) في المصدر: فقال الرجل - لما سمع ذلك -:
رضيت. (9) من المصدر.
[ 62 ]
فلما أصبحوا غدوا على قبره (1) وجدوا الصك على ظهر القبر وعلى [ ظهر ] (2)
الصك مكتوب: وفى [ لي ] (3) ولي الله جعفر بن محمد - عليهما السلام - بما
قال (4). ورواه ابن شهر اشوب في المناقب: عن هشام بن الحكم، وذكر الحديث
بعينه. (5)
الثامن والثمانون ومائة علمه - عليه السلام - بما اخفي 1845 /
275 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرآى أبا عبد
الله - عليه السلام - وعليه ثياب كثيرة القيمة، حسان، فقال: والله لآتينه
ولاوبخنه، فدنا منه، فقال: يا بن رسول الله، (والله) (6) ما لبس رسول الله
- صلى الله عليه وآله - مثل هذا اللباس ولا علي - عليه السلام - [ ولا أحد
] (7) من آبائك. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: كان رسول الله -
صلى الله عليه وآله - في زمان
(1) في
المصدر: فلما أصبح وغدوا إلى قبره. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: بما
وعدني. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 303 ح 7، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 233،
عنهما البحار: 47 / 134 ح 183.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 200، وإثبات الهداة: 3 / 115 ح 138 عن الخرائج.
وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 186 ح 7 مرسلا مختصرا. (6) ليس في المصدر.
(7) من المصدر والبحار.
[ 63 ]
[ قتر ] (1) مقتر، وكان يأخذ لقتره وإقتاره (2) وإن الدنيا بعد ذلك أرخت
عزاليها فأحق (3) أهلها بها أبرارها، ثم تلا [ قل من حرم زينة الله التي
أخرج لعباده والطيبات من الرزق ] (4) فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله،
غير أني يا ثوري ما ترى علي من ثوب إنما لبسته للناس، ثم اجتذب بيد (5)
سفيان فجرها إليه، ثم رفع الثوب الاعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده
غليظا، فقال: هذا لبسته (6) لنفسي وما رأيته للناس. ثم جذب ثوبا [ على
سفيان ] (7) أعلاه غليظ خشن، وداخل ذلك ثوب لين، فقال: لبست هذا الاعلى
للناس، ولبست هذا لنفسك تسرها. (8)
التاسع والثمانون ومائة الانتقام له -
عليه السلام - من عدوه 1846 / 276 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن
أحمد
(1) من المصدر والبحار، وفي
البحار: " زمن " بدل " زمان ". (2) في المصدر: واقتداره. (3) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فلحق. ومراده أن الدنيا أرسلت خيراتها
وطيباتها، ففي الحديث " أرسلت السماء عز إليها " أي كثر مطرها على المثل.
(4) سورة الاعراف: 32. (5) في المصدر: إنما ألبسه... يد. (6) في المصدر:
ألبسه، وفي البحار: لبسته لنفسي غليظا. (7) من المصدر والبحار. (8)
الكافي: 6 / 442، عنه البحار: 47 / 360 ح 71، والوسائل: 3 / 350 ح 1،
والبرهان: 2 / 11 ح 3، وحلية الابرار: 4 / 132 ح 2.
[ 64 ]
ابن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، عن صفوان الجمال، قال: حملت أبا عبد
الله - عليه السلام - الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها،
فلما أشرف على الهاشمية (1) مدينة أبي جعفر أخرج رجله من غرز الرحل (2)،
ثم نزل ودعا ببغلة شهباء، ولبس ثيابا بيضا، وكمة (3) بيضاء، فلما دخل عليه
قال له أبو جعفر: لقد تشبهت بالانبياء. فقال أبو عبد الله - عليه السلام
-: وأنى تبعدني من أبناء الانبياء ؟ قال: لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من
يعقر نخلها، ويسبي ذريتها. فقال: ولم ذاك، يا أمير المؤمنين ؟ فقال: رفع
إلي إن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك، ويجمع لك الاموال. فقال: والله ما
كان. فقال: لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي. فقال:
أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف أنه من لم يرض بالله فليس من الله
في شئ.
فقال: أتتفقه علي ؟
(1) الهاشمية:
بلد بالكوفة للسفاح. (2) في المصدر: الرجل. والغرز: ركاب الرحل من خشب أو
جلد. (3) في البحار: وتكة. والكمة: القلنسوة المدورة.
[ 65 ]
فقال: وأنى تبعدني من التفقه (1) وأنا ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله
- ! قال: فإني أجمع بينك وبين من سعى بك. قال: فافعل. [ قال: ] (2) فجاء
الرجل الذي سعى به، فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: يا هذا. [ قال:
] (3) فقال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن
الرحيم لقد فعلت. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: ويحك (4) تمجد
فيستحيي من تعذيبك (5)، ولكن قل: برئت من حول الله وقوته، والجئت إلى حولي
وقوتي، فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتى وقع ميتا، فقال له أبو جعفر: لا
اصدق بعدها عليك أحدا (6)، وأحسن جائزته، ورده. (7)
التسعون ومائة علمه -
عليه السلام - بالغائب 1847 / 277 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى
بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد
الله
(1) في المصدر: أتنفقه علي....
من الفقه.
(2 و 3) من البحار. (4) في المصدر: ويلك، وفي البحار: يا ويلك تجلل الله.
(5) كذا في خ ل والمصدر والبحار، وفي الاصل: تكذيبك. (6) في المصدر: أبدا.
(7) الكافي: 6 / 445 ح 3، عنه البحار: 47 / 203 ح 44، وحلية الابرار: 4 /
134 ح 6. وصدره في الوسائل: 3 / 355 ح 2، وذيله في الوسائل: 16 / 167 ح 1
وفي ص 139 ح 3 قطعة منه.
[ 66 ]
البرقي، عن أبيه وغيره، عن محمد بن سليمان (1) الصنعاني، عن إبراهيم ابن
الفضل (2)، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام -
إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه، فرد - عليه السلام -، فقال له:
مرحبا بك يا سعد. فقال [ له ] (3) الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي، وما أقل
من يعرفني به. فقال له أبو عبد الله - عليه لاسلام -: صدقت يا سعد المولى.
فقال له الرجل (4): جعلت فداك، بهذا كنت القب. فقال له أبو عبد الله -
عليه السلام -: لا خير في اللقب، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: [
ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ] (5) ما صنعتك (6) يا
سعد ؟ فقال (7): جعلت فداك، أنا من [ أهل ] (8) بيت ننظر في النجوم لا
نقول إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
محمد بن
سليمان. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: المفضل. (3) من المصدر
والبحار. (4) في المصدر والبحار: فقال الرجل. (5) سورة الحجرات: 11. (6)
كذا في البحار، وفي الاصل: ما صنعك، وفي المصدر: ما صناعتك. (7) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فقلت. (8) من المصدر والبحار.
[ 67 ]
فقال (له) (1) أبو عبد الله - عليه السلام - (2): فما زحل عندكم في النجوم
؟ فقال اليماني: نجم نحس. فقال [ له ] (3) أبو عبد الله - عليه السلام -:
مه لا تقولن هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين - عليه السلام -، وهو نجم
الاوصياء - عليهم السلام -، وهو النجم الثاقب الذي قال الله عزوجل في
كتابه.
(1) ليس في البحار. (2) الحديث
في المصدر والبحار هكذا: فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: فأسألك ؟
فقال اليماني: سل عما أحببت من النجوم فإني اجيبك عن ذلك بعلم. فقال أبو
عبد الله - عليه السلام -: كم ضوء الشمس على ضوء القمر درجة ؟ فقال
اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: صدقت، فكم ضوء
القمر على ضوء الزهرة درجة ؟ فقال
اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: صدقت، فكم ضوء
الزهرة على ضوء المشتري درجة ؟ فقال اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد
الله - عليه السلام -: صدقت، فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة ؟ فقال
اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: صدقت، فما اسم
النجم الذي إذا طلع هاجت البقر ؟ فقال اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد
الله - عليه السلام -: صدقت، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الابل ؟
فقال اليماني: لا أدري. فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: صدقت، فما
اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلاب ؟ فقال اليماني: لا أدري. فقال له أبو
عبد الله - عليه السلام -: صدقت في قولك لا أدري، فما زحل عندكم في النجوم
؟ (3) من المصدر.
[ 68 ]
فقال [ له ] (1) اليماني: فما يعني بالثاقب ؟ قال: إن مطلعه في السماء
السابعة، وإنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله
عزوجل النجم الثاقب (2). (3)
الحادي والتسعون ومائة علمه - عليه السلام -
بنخلة مريم - عليها السلام - 1848 / 278 - محمد بن يعقوب: عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن
داود المنقري (4)، عن حفص بن غياث، قال: رأيت أبا عبد الله - عليه السلام
- يتخلل
(1) من المصدر.
(2) في المصدر والبحار زيادة: يا أخا اليمن عندكم علماء ؟ فقال اليماني:
نعم جعلت فداك إن باليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم. فقال أبو عبد
الله - عليه السلام -: وما يبلغ من علم عالمهم ؟ فقال له اليماني: إن
عالمهم ليزجر الطير، ويقفو الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب
المجد. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: فإن عالم المدينة أعلم من عالم
اليمن فقال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة ؟ فقال أبو عبد الله -
عليه السلام -: علم عالم المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفو الاثر ويزجر
الطير، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثني عشر بروجا،
واثني عشر برا، واثني عشر بحرا، واثني عشر عالما. قال: فقال له اليماني:
جعلت فداك، ما ظننت أن أحدا يعلم هذا أو يدري ما كنهه. قال: ثم قام
اليماني: فخرج. (3) الخصال: 489 ح 68، عنه البحار: 58 / 269 ح 56 وعن فرج
المهموم: 93 نحوه. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: المقري. وهو أبو
أيوب الشاذكوني، بصري، له كتاب. تجد ترجمته في معجم رجال الحديث: 8 / 254
رقم 5432 وص 257 رقم 5437.
[ 69 ]
بساتين الكوفة، فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها، ثم ركع وسجد، فأحصيت [ عليه
] (1) في سجوده خمسمائة تسبيحة، ثم استند إلى النخلة فدعا بدعوات، ثم قال:
يا حفص (2)، إنها والله (3) النخلة التي قال الله عزوجل لمريم - عليها
السلام -: [ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ] (4). (5)
الثاني والتسعون ومائة علمه - عليه السلام - بما في النفس 1849 / 279 -
محمد بن يعقوب: بإسناده عن صالح، عن محمد بن ارومة، عن ابن سنان، عن
المفضل [ بن عمر ] (6)، قال كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم (7) وصالح
بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية. [ قال: ] (8) فقال بعضنا لبعض: ما
تصنعون بهذا نحن بالقرب منه وليس منا في تقية، قوموا بنا إليه.
(1) من نسخة " خ ". (2) في المصدر: يا أبا حفص. (3) لفظ الجلالة من
المصدر. (4) سورة مريم: 25. (5) الكافي: 8 / 143 ح 111، عنه البحار: 14 /
208 ح 5، وج 47 / 37 ح 38، والوسائل: 4 / 979 ح 6. (6) من المصدر. (7) كذا
في المصدر، وفي الاصل: خطم. (8) من المصدر.
[ 70 ]
[ قال: ] (1) فقمنا فوالله ما بلغنا [ الباب ] (2) إلا وقد خرج علينا بلا
حذاء ولا رداء قد قام كل شعر رأسه (3)، وهو يقول: لا [ لا ] (4) يا مفضل،
ويا قاسم، ويا نجم، [ لالا ] (5) [ بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون ] (6). (7)
الثالث والتسعون ومائة مصافحة الملائكة له - عليه
السلام -،
وحضور هم منزله 1850 / 280 - محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن
[ ابن ] (8) سنان، عن مسمع كردين، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام
-: إني اعتللت فكنت (آكل، فكنت) (9) إذا أكلت عند الرجل تأذيت به، وإن
(10) أكلت من طعامك لم أتأذبه. فقال: إنك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة
على (11) فرشهم. قال: قلت: ويظهرون لكم ؟
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: كل شعرة من رأسه منه. (4 و 5) من
المصدر. (6) سورة الانبياء: 26 و 27. (7) الكافي: 8 / 231 ح 303. (8) من
المصدر والبحار. (9) ليس في المصدر والبحار. (10) في المصدر والبحار:
وإني. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن.
[ 71 ]
قال: هم ألطف بصبياننا منا. (1) 1851 / 281 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن
البرقي، عن محمد بن القاسم، عن الحسين بن [ أبي ] (2) العلاء، عن أبي عبد
الله - عليه السلام - قال: يا حسين [ بيوتنا مهبط الملائكة، ومنزل الوحي ]
(3) وضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: يا حسين، مساور والله طال ما اتكت
عليها
الملائكة (4)، وربما التقطنا من زغبها (5). (6) 1852 / 282 - وعنه: عن
أحمد بن الحسن (7) بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن
عمار بن موسى الساباطي، قال: أصبت شيئا (كان) (8) على وسائد كانت في منزل
أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له بعض أصحابنا: ما هذا جعلت فداك -
وكان يشبه شيئا يكون
(1) بصائر الدرجات: 90 ح 2، عنه البحار: 26 / 351 ح 3. (2) من البحار، وفي
المصدر: الحسين أبي العلاء. وهو الحسين بن أبي العلاء خالد بن طهمان
الخفاف، أبو علي الاعور، مولى بني أسد. تجد ترجمته في معجم رجال الحديث: 5
/ 182 رقم 3267 وص 228 رقم 3380. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فقال: طال والله ما انكبت الملائكة. (5)
الزغب: صغار الشعر ولينه حين يبدو من الصبي، وكذلك من الشيخ حين يرق شعره
ويضعف، ومن الريش أول ما ينبت. " مجمع البحرين: 2 / 79 - زغب - ". (6)
بصائر الدرجات: 90 ح 2، عنه البحار: 26 / 352 ح 4. (7) كذا في البحار، وفي
الاصل: الحسين، وفي المصدر: محمد بن الحسن. وهو أحمد بن الحسن بن علي بن
محمد بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن، مولى عكرمة ابن ربعي الفياض، أبو
الحسين، وقيل: أبو عبد الله، يقال: إنه كان فطحيا. " رجال النجاشي: 80 رقم
194 ". (8) ليس في المصدر والبحار.
[ 72 ]
في الحشيش كثيرا كأنه جوزة (1) - ؟ فقال (له) (2) أبو عبد الله: هذا مما
يسقط من أجنحة الملائكة.
ثم قال: يا عمار، إن الملائكة [ لتأتينا، وإنها لتمر بأجنحتها على رؤوس
صبياننا. يا عمار، إن الملائكة (3) لتزاحمنا على نمارقنا (4). (5) 1853 /
283 - عنه: عن إبراهيم بن إسحاق (6)، عن عبد الله بن حماد، عن المفضل بن
عمر، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فبينما أنا عنده جالس إذ
أقبل علينا موسى (7) ابنه - عليه السلام - وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ،
فدعوت به فقبلته وضممته إلي، ثم قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: [
جعلت فداك ] (8) أي شئ [ هذا الذي ] (9) في رقبة موسى - عليه السلام - ؟
فقال: هذا من أجنحة الملائكة. قال: قلت: وإنها لتأتينكم ؟
(1) في المصدر والبحار: خرزة. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) النمرقة - مثلثة -: الوسادة الصغيرة. (5) بصائر الدرجات: 91
ح 5، عنه البحار: 26 / 353 ح 7. (6) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر ص
94: هاشم. (7) في المصدر والبحار: أقبل موسى. (8) من المصدر والبحار. (9)
من نسخة " خ " والمصدر والبحار.
[ 73 ]
فقال: نعم، [ إنها ] (1) لتأتينا وتتعفر في فرشنا، وإن هذا الذي في
رقبة موسى من أجنحتها. (2) 1854 / 284 - وعنه: عن أحمد، عن (3) الحسين، عن
الحسن بن برة الاصم، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال:
سمعته يقول: إن الملائكة لتتنزل علينا في رحالنا، وتتقلب في (4) فراشنا
(5)، وتحضر موائدنا، وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب (علينا
أجنحتها، وتقلب أجنحتها على) (6) صبياننا، وتمنع الدوات أن تصل إلينا،
وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا
وأخبار [ أهل ] (7) الارض عندنا، وما يحدث فيها، وما من ملك يموت في الارض
ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره، وكيف حال (8) سيرته في الدنيا. (9)
(1) من المصدر والبحار. (2) بصائر الدرجات: 93 ح 13 وص 94 ح 20، عنه
البحار: 26 / 355 ح 15. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بن. (4) في
نسخة " خ " والمصدر والبحار: على. (5) في المصدر والبحار: فرشنا. (6) ليس
في المصدر. (7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر والبحار: كان. (9) بصائر
الدرجات: 93 ح 17 وص 94 ح 21، والخرائج والجرائح: 2 / 852 ح 67، عنهما
البحار: 26 / 356 ح 18.
[ 74 ]
الرابع
والتسعون ومائة استجابة دعائه - عليه السلام -
1855 / 285 - الراوندي: عن حماد بن عيسى أنه سأل الصادق - عليه السلام -
أن يدعو له ليرزقه الله ما يحج به كثيرا، وأن يرزقه ضياعا حسنة، ودارا
حسناء، وزوجة من أهل البيوتات صالحة، وأولاد أبرارا. فقال [ الصادق ] (1)
- عليه السلام -: اللهم ارزق حماد بن عيسى ما يحج به خمسين حجة، وارزقه
ضياعا حسنة، ودارا حسنة، وزوجة صالحة من قوم كرام، وأولادا أبرارا. قال
بعض من حضره: دخلت بعد سنين على حماد بن عيسى في بيته (2) في البصرة قال
لي: أتذكر دعاء الصادق - عليه السلام - (لي) (3) ؟ قلت: نعم. قال: هذه
داري وليس في البلدة (4) مثلها، وضياعي أحسن الضياع، وزوجتي من تعرفها من
أكرم (5) الناس، وأولادي [ هم ] (6) من تعرفهم [ من الابرار ] (7) وقد
حججت ثمانية وأربعين حجة. قال: فحج حماد حجتين بعد ذلك، فلما خرج في الحجة
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: داره. (3) ليس في نسخة " خ
". (4) في المصدر والبحار: البلد. (5) في المصدر والبحار: كرام. (6) من
المصدر، وفي البحار: وأولادي تعرفهم. (7) من المصدر.
[ 75 ]
الحادية (1) والخمسين ووصل إلى الجحفة (2)، وأراد أن يحرم دخل
واديا ليغتسل فأخذه السيل ومر به، فتبعه غلمانه وأخرجوه من الماء ميتا،
فسمي حماد غريق الجحفة. (3)
الخامس والتسعون ومائة علمه - عليه السلام -
بما يكون (من الجراد) (4) 1856 / 286 - أبو علي الطبرسي في إعلام الورى:
عن عثمان بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: خرجت إلى قبا لاشتري
نخلا فلقيته - عليه السلام - (5) وقد دخل المدينة، فقال: أين تريد ؟ فقلت:
لعلنا نشتري نخلا (6). فقال: أو قد أمنتم الجراد ؟
(1) في البحار: فلما حج في الحادية. (2) الجحفة: كانت قرية كبيرة ذات
منبر، على طريق مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام، إن لم
يمروا على المدينة، وكان اسمها مهيعة، وسميت الجحفة لان السيل جحفها،
وبينها وبين البحر ستة أميال، وبينها وبين غدير خم ميلان. " مراصد
الاطلاع: 1 / 315 ". (3) الخرائج والجرائح: 1 / 304 ح 8، عنه كشف الغمة: 2
/ 201، وإثبات الهداة: 3 / 116 ح 139، والبحار: 47 / 116 / 153. وأورده في
الصراط المستقيم: 2 / 187 ح 8 عن حماد بن عيسى، مختصرا. وللحديث تخريجات
اخر من أرادها فليراجع الخرائج. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فألقاه. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نخلة.
[ 76 ]
فقلت: لا، والله، لا أشتري نخلة، فوالله ما لبثنا (1) إلا خمسا حتى جاء من
الجراد ما لم يترك في النخل حملا. (2)
السادس والتسعون ومائة علمه - عليه
السلام - بما يكون 1857 / 287 - الطبرسي أيضا: عن أحمد بن محمد، عن محمد
بن فضيل، عن شهاب بن عبد ربه، قال: قال [ لي ] (3) أبو عبد الله - عليه
السلام -: كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان ؟ قال: فلا والله ما
عرفت محمد بن سليمان، ولا علمت من هو. قال: ثم كثر مالي، وعرضت تجارتي
بالكوفة والبصرة فأتيت (4) يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان وهو والي
البصرة إذ ألقى إلي كتابا وقال [ لي ] (5): يا شهاب، أعظم الله أجرك
وأجرنا (6) في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام، فخنقتني العبرة، [
فخرجت ] (7) فأتيت منزلي وجعلت أبكي على أبي عبد الله - عليه السلام -.
ورواه ابن شهر اشوب في مناقبه. (8)
(1) في المصدر: ما مضت. (2) إعلام الورى: 269، عنه البحار: 47 / 131 ح 180
وعن مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 228. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فأتى، وفي البحار: فإني. (5) من البحار. (6) في المصد
ر: أعظم الله جزاك وآجرنا. (7) من المصدر والبحار. (8) إعلام الورى: 269 -
270، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 222، عنهما البحار: 47 / 150 =
[ 77 ]
السابع والتسعون ومائة علمه -
عليه السلام - بما في النفس 1858 / 288 - ثاقب المناقب: عن حمران بن أعين،
قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - وأبو هارون المكفوف جالسا
بحذائه إذ اختصم إليه رجلان، فنظر أبو عبد الله - عليه السلام - إلى أبي
هارون، وقال: كذبت، إن كلامهما بين يدي رب العزة. قال: فمن أين علمت، جعلت
فداك ؟ قال: من الجاري الذي يجري منك مجرى الدم واللحم. (1)
الثامن
والتسعون ومائة علمه - عليه السلام - بما في النفس 1859 / 289 - الراوندي:
قال: إن ابن [ أبي ] (2) العوجاء وثلاثة نفر اخر من الدهرية (3) اتفقوا
على أن يعارض (4) كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن
يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام
إبراهيم - عليه السلام - أيضا قال أحدهم: إني لما رأيت قوله [ وقيل يا أرض
ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض
= ذح
205. (1) الثاقب في المناقب: 401 ح 1. (2) من المصدر والبحار. (3) في
المصدر والبحار: وثلاثة نفر من الدهرية. والدهرية: قوم يقولون: لا رب ولا
جنة ولا نار، ويقولون: ما يهلكنا إلا الدهر، وهو دين وضعوه لانفسهم
بالاستحسان منهم على غير تثبت. " مجمع البحرين: 3 / 305 - دهر - ". (4)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يعارضوا.
[ 78 ]
الماء ] (1) كففت عن المعارضة. وقال الآخر: [ وكذلك ] (2) أنا لما وجدت
قوله [ فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ] (3) آيست من المعارضة، وكانوا
يسرون بذلك إذ مر عليهم الصادق - عليه السلام - فالتفت إليهم وقرأ عليهم [
قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ]
(4) فبهتوا. (5)
التاسع والتسعون ومائة إحياء ميت 1860 / 290 - الراوندي:
عن محمد بن راشد، عن جده، قال: قصدت إلى جعفر بن محمد - عليهما السلام -
أسأله عن مسألة، فقالوا: مات (6) السيد الحميري الشاعر، وهو في جنازته،
فمضيت إلى المقابر واستفتيته، فأفتاني، فلما أن قمت أخذ بثوبي وجذبه (7)
إليه، ثم قال: إنكم معاشر الاحداث تركتم العلم. فقلت: أنت إمام هذا الزمان
؟
(1) سورة هود: 44. (2) من المصدر، وفي البحار: كذا. (3) سورة يوسف: 80.
(4) سورة الاسراء: 88. (5) الخرائج والجرائح: 2 / 710 ح 5، عنه البحار: 17
/ 213 ح 19، وج 47 / 117 ح 156، وج 92 / 16 ح 15. وأخرجه في إثبات الهداة:
3 / 110 ح 117، عن الخرائج والاحتجاج: 377 نحوه. (6) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فقال: قد مات. (7) في البحار: فجذبني.
[ 79 ]
قال: نعم. فقلت: دليل أو علامة.
فقلت: دليل أو علامة. فقال: سلني عما شئت اخبرك به إن شاء الله. قلت (1):
إني قد اصبت (2) بأخ لي قد دفنته في هذه المقابر، فأحيه لي بإذن الله.
قال: ما أنت بأهل لذلك، ولكن أخوك (3) مؤمنا، واسمه (4) عندنا أحمد، ثم
دنا إلى قبره ودعا، فانشق (5) عنه قبره، وخرج إلي والله (6) وهو يقول: يا
أخي اتبعه ولا تفارقه، ثم عاد إلى قبره، واستحلفني على أن لا اخبر أحدا
به. (7)
المائتان تعليمه - عليه السلام - القرآن في المنام 1861 / 291 -
رجال الكشي: محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا علي بن الحسن (8)، قال:
حدثنا محمد بن الوليد البجلي (9)، عن
(1) في البحار: قال. (2) في المصدر والبحار: إني اصبت. (3) في المصدر:
ولكن أخاك كان، وفي البحار: ولكن أخوك كان. (4) في نسخة " خ ": وكان اسمه،
وفي البحار: واسمه كان. (5) في المصدر: ودنا من القبر، ودعا، قال: فانشق،
وفي البحار: ثم دنا من قبره فانشق. (6) لفظ الجلالة من المصدر. (7)
الخرائج والجرائح: 2 / 742 ح 60، عنه البحار: 47 / 118 ح 160، وإثبات
الهداة: 3 / 121 ح 156 مختصرا.
وقد تقدم في المعجزة: 108 عن الثاقب في المناقب مفصلا. (8) في نسخة " خ ":
الحسين. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: البلخي.
[ 80 ]
العباس بن هلال، عن أبي الحسن - عليه السلام - قال: ذكر أن مسلم مولى جعفر
بن محمد سندي، وأن جعفرا قال له: أرجو أن يكون قد وفقت الاسم (1)، وأنه
علم القرآن في النوم فأصبح وقد علمه. قال محمد بن الوليد: كان من أولاد
السند (2). (3)
الحادي ومائتان أن علمه - عليه السلام - سبعين ألف لغة
1862 / 292 - الراوندي: عن أحمد بن فارس (4)، عن أبيه، عن أبي عبد الله -
عليه السلام - قال: دخل إليه (5) قوم من أهل خراسان فقال ابتداء [ قبل أن
يسأل ] (6): من جمع مالا [ يحرسه ] (7) عذبه الله على مقداره. فقالوا له
بالفارسية (8): لا نفهم (9) بالعربية. فقال لهم: هر كه درم اندوزد جزايش
دوزخ باشد (10). وقال: إن الله خلق مدينتين (11) أحدهما بالمشرق والاخرى
(1) في البحار: أكون قد وافقت الاسم. (2) عبارة " قال محمد... أولاد السند
" ليس في البحار. (3) رجال الكشي: 338 ح 624 وص 339 ح 625 بسند آخر، عنه
البحار: 47 / 153 ح 213. (4) في المصدر: قابوس. (5) في المصدر: عليه. (6)
من المصدر. (7) من المصدر والبحار.
(8) في البحار: فقالوا بالفارسية. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
ما لم يفهمه. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي المصدر " خ ل " خداى تعالى
أو را باندازهء آن عذاب كند، وفي الاصل: فقال لهم كلام معناه ما تقدم
ذكره. (11) في المصدر: إن لله مدينتين.
[ 81 ]
بالمغرب، على كل مدينة سور من حديد فيها ألف [ ألف ] (1) باب من ذهب، كل
باب بمصراعين، وفي كل مدينة سبعون ألف لسان (2) مختلفات اللغات، وأنا أعرف
جميع تلك اللغات، وما فيهما (3)، وما بينهما، وكذلك كان آبائي، وكذا يكون
أبنائي (4). (5)
الثاني ومائتان علمه - عليه السلام - بما في النفس 1863 /
293 - الراوندي: عن أبي السيار مسمع بن عبد الملك كردين، عن أبي عبد الله
- عليه السلام - قال: سمعته يذكر رجلا أو رجلين بخير من أهل الكوفة،
فأخبرتهما بما قال، وكانا يتواليانه (6). فقال أحدهما: سمعت وصدقت وأطعت
وأحمد الله. وقال الآخر: وأهوى بيده إلى جيبه فشقه، وقال: والله لا رضيت
حتى أسمعه منه، وخرج متوجها نحوه وتبعته، فلما صرنا بالباب استأذنا فأذن
لنا فدخلنا، فلما رآه قال: يا فلان، أيريد كل امرئ [ منكم ] (7) أن يؤتى
صحفا منشرة (8)، إن الذي أخبرك مسمع به لحق.
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: إنسان. (3)
في البحار: وما فيها.
(4) في المصدر والبحار: وما بينهما حجة غيري وغير آبائي وغير أبنائي بعدي.
(5) الخرائج والجرائح: 2 / 753 ح 70، عنه البحار: 47 / 119 ح 162. (6) كذا
في المصدر، وفي الاصل: متواليين به. (7) من المصدر. (8) إشارة إلى الآية:
52 من سورة المدثر.
[ 82 ]
فقال: جعلت فداك، إني أحببت أن يزول الشك عني (1) ولا أتصوره بصورة من
يقول ما لم يسمعه (2). قال: فالتفت إلي رجل عنده من سواد أهل الكوفة صاحب
قبالات (3)، فقال لي: درفه (4) [ ثم قال - عليه السلام -: إن درفه ] (5) -
بالنبطية - خذها، أجل، فخذها (6). قال: وخرجنا من عنده. (7)
الثالث
ومائتان السير في البلدان البعيدة في الوقت القصير 1864 / 294 - محمد بن
الحسن الصفار: قال حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة،
عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله - عليه السلام - [ قال: ] (8) إن رجلا
منا صلى العتمة بالمدينة، وأتى قوم موسى في شئ تشاجر بينهم وعاد من ليلته،
وصلى الغداة
(1) في المصدر: مني. (2)
كذا في المصدر، وفي الاصل: ولا تصوره بصورة من يقول ما لا يسمعه. (3) كذا
في المصدر، وفي نسخة منه: مقالات، وفي الاصل: مقالات نقلية. والقبالة: اسم
لما يلتزمه الانسان من عمل ودين، وغير ذلك، أو الكفالة. (4) كذا في
البصائر، وفي الاصل: فقال: رزقة، وفي المصدر: يقال له: زرفة، وفي
الاختصاص:
درقة. (5) من المصدر. (6) كذا في البصائر والاختصاص، وفي الاصل والمصدر:
بالنبطية أجل، قال: وخرجنا. (7) الخرائج والجرائح: 2 / 760 ح 8. وقد تقدم
مع تخريجاته في المعجزة: 169 عن الاختصاص، نحوه. (8) من المصدر والبحار.
[ 83 ]
بالمدينة. (1) 1865 / 295 - عنه: عن محمد بن الحسين، عن موسى (2) بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب،
قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - حيث دخل عليه رجل (3) من علماء
[ أهل ] (4) اليمن. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: يا يماني أفيكم
علماء ؟ قال: نعم. قال: فأي شئ يبلغ من علم علمائكم ؟ قال: إنه ليسير في
ليلة واحدة مسيرة شهرين يزجر الطير ويقفو الآثار (5). فقال له: فعالم
المدينة أعلم من عالمكم. قال: فأي شئ يبلغ من علم عالم المدينة (6) ؟
(1) بصائر الدرجات: 397 ح 1، عنه البحار: 25 / 369 ح 15 وعن الاختصاص:
315. وأورده في الخرائج والجرائح: 2 / 780 ح 104 عن داود بن فرقد. (2) في
المصدر: علي.
(3) في نسخة " خ ": دخل رجل. (4) من المصدر والبحار. (5) قال المجلسي -
رحمه الله -: لعل المراد بسير اليماني مسيرة شهرين من البلاد وأهلها،
ويؤيده أن في الاحتجاج هكذا: " إن عالمهم ليزجر الطير، ويقفو الاثر في
ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث ". ولعل المراد بقفو الاثر الحكم
بأوضاع النجوم وحركاتها، وبزجر الطير ما كان بين العرب من الاستدلال
بحركات الطيور وأصواتها على الحوادث. (6) قي المصدر والبحار: علم عالمكم
بالمدينة.
[ 84 ]
قال: إنه يسير [ في ] (1) صباح واحد مسيرة [ سنة ] (2) كالشمس إذا امرت
إنها اليوم غير مأمورة، ولكن إذا امرت تقطع اثني عشر شمسا، واثني عشر
قمرا، واثني عشر مشرقا، واثني عشر مغربا، [ واثني عشر برا، واثني عشر بحرا
] (3) واثني عشر عالما. قال: فما درى اليماني ما يقول (4)، وكف أبو عبد
الله - عليه السلام -. (5) 1866 / 296 - وعنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين
بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب (6)، عن أبان بن تغلب، قال: كنت
عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخل عليه رجل من أهل اليمن. فقال له:
يا أخا أهل اليمن، عندكم علماء ؟ قال: نعم. قال: فما [ بلغ ] (7) من علم
عالمكم ؟ قال: يسير في ليلة (واحدة) (8) مسيرة شهرين، يزجر الطير، ويقفو
الآثار (9).
فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: عالم المدينة أعلم من عالمكم.
(1 - 3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: فما بقي في يد اليماني
فما درى ما يقول. (5) بصائر الدرجات: 401 ح 14، عنه البحار: 57 / 342 ح
32، وج 58 / 227 ح 9. ورواه في الاختصاص: 318 - 319 بإسناده عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عنه البحار: 25 / 368 ح 13 وعن البصائر. (6) في
الاختصاص: عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز. (7) من المصدر والبحار.
(8) ليس في المصدر والبحار. (9) في المصدر والبحار: الاثر.
[ 85 ]
قال: فما بلغ من [ علم ] (1) عالم المدينة ؟ قال: يسير في ساعة من النهار
مسيرة الشمس سنة منه حتى (2) يقطع [ اثنى عشر ] (3) ألف عالم مثل عالمكم
هذا، ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس. قال: فيعرفونكم ؟ قال: نعم، ما
افترض عليهم إلا ولا يتنا، والبراءة من أعدائنا (4). (5) 1867 / 297 -
وعنه: عن أحمد بن الحسين، قال: حدثني الحسن بن برة، والحسين (6) بن براء،
عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثير، قال: كنت عند أبي عبد الله -
عليه السلام - إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه، فرد عليه السلام،
ثم قال (7) له: عندكم علماء ؟ قال: نعم.
قال: وما بلغ من علم عالمكم ؟ قال: يزجر الطير، ويقفو الاثر، ويسير في
ساعة واحدة مسيرة شهر
(1) من نسخة " خ " والمصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: سنة حتى. (3)
من المصدر والبحار، وكلمة " عالم " ليس في المصدر. (4) في المصدر والبحار:
عدونا. (5) بصائر الدرجات: 401 ح 15، عنه البحار: 58 / 228 ح 10. ورواه في
الاختصاص: 319 بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عنه البحار: 25 / 369 ح
14. (6) في البحار: والحسن، والسند في الاختصاص هكذا: أحمد بن الحسين،
حدثنا الحسن بن براء عن علي بن حسان. (7) في نسخة " خ ": فسلم عليه، ثم
قال، وفي الاختصاص والبحار: فسلم، فرد عليه السلام، ثم قال.
[ 86 ]
للراكب (1). فقال له: فإن عالم المدينة (2) ينتهي إلى أن لا يقفو الاثر
(3)، ولا يزجر الطير، فيسير (4) في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنا
عشر برجا، واثنا عشر برا، واثنا عشر بحرا، واثنا عشر عالما. فقال له
اليماني: جعلت فداك، ما ظننت أن يعلم هذا أحد ويقدر عليه (5). (6)
الرابع
ومائتان الجواب قبل السؤال 1868 / 298 - الراوندي: عن منصور الصيقل، قال:
حججت
فمررت بالمدينة فأتيت قبر (7) رسول الله - صلى الله عليه وآله - فسلمت
عليه، ثم التفت وإذا أنا بأبي عبد الله - عليه السلام - ساجدا، فجلست حتى
أطلت (8)، ثم
(1) في الاختصاص والبحار: ويقفو الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب
المحث. (2) في الاختصاص والبحار: فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -:
إن عالم المدينة أعلم من عالمكم. قال: وما بلغ من علم عالم المدينة ؟ قال:
إن علم عالم المدينة... (3) كذا في الاختصاص والبحار، وفي الاصل: إلى أن
يقفو. (4) في الاختصاص والبحار: ويعلم. (5) في الاختصاص والبحار: ما ظننت
أن أحدا يعلم هذا، وما أدري ما هن وخرج. (6) لم نجده في بصائر الدرجات.
نعم رواه المفيد في الاختصاص: 319، عنه البحار: 27 / 46 ح 8. (7) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: حرم. (8) في المصدر والبحار: مللت.
[ 87 ]
قلت لاسبحن ما دام (1) ساجدا. فقلت: سبحان ربي وبحمده أستغفر ربي وأتوب
إليه - ثلاثمائة مرة ونيفا وستين مرة - فرفع رأسه، ثم نهض، فاتبعته وأنا
أقول في نفسي ان أذن لي، فدخلت عليه فقلت (2): جعلت فداك، أنتم تصنعون
هكذا ! فكيف ينبغي لنا ان نصنع ؟ ! فلما أن وقفت على الباب خرج إلي مصادف
(3)، فقال [ لي ] (4): ادخل، يا منصور. فدخلت، فقال لي مبتدئا: يا منصور،
إنكم إن (5) كثرتم
أو قللتم فوالله ما يقبل إلا منكم. (6)
الخامس ومائتان الانتقام له - عليه
السلام - وأمر الميت باتباعه - عليه السلام - 1869 / 299 - الراوندي: قال:
إن رجلا روى للمنصور فحلفه. فقال الصادق - عليه السلام - للرجل: قل: إن
كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله وقوته، ولجأت إلى حولي وقوتي، فقالها
الرجل. فقال الصادق - عليه السلام -: اللهم إن كان كاذبا فأمته، فما استتم
كلامه
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فدام، وفي البحار: قدامه. (2) في البحار:
ثم قلت له. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقفت خرج مصادق. (4) من
المصدر. (5) في البحار: يا منصور، إن، وفي المصدر: أكثرتم أو أقللتم. (6)
الخرائج والجرائح: 2 / 762 ح 83، عنه البحار: 47 / 120 ح 165، وج 85 / 165
ح 15، ومستدرك الوسائل: 4 / 473 ح 9 صدره.
[ 88 ]
حتى (1) سقط الرجل ميتا واحتمل، وأقبل (2) المنصور على الصادق - عليه
السلام - وسأله عن حوائجه، فقال - عليه السلام -: ما (3) لي حاجة إلا [
إلى الله و ] (4) الاسراع إلى أهلي، فقلوبهم (5) بي متعلقة. فقال المنصور:
ذلك (6) إليك، فافعل (7) ما بدالك، فخرج من عنده مكرما قد تحير فيه (8)
المنصور، فقال قوم: رجل فأجاه الموت [ ما أكثر ما يكون هذا ] (9)، وجعل
الناس يخوضون في أمر ذلك الميت (10) وينظرون إليه.
فلما استوى على سريره [ جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذام له وحامد إذ
قعد على سريره، وكشف عن وجهه، ف ] (11) قال: [ يا ] (12) أيها الناس، إني
لقيت ربي [ بعدكم ] (13) فتلقاني بالسخط واللعنة، واشتد
(1) في البحار: فما استتم حتى. (2) في البحار: ومضى وأقبل، وفي المصدر:
ومضي به وسري عن المنصور وسأله. (3) في المصدر: ليس. (4) من المصدر، وفي
البحار: إلا أن اسرع. (5) في المصدر والبحار: فإن قلوبهم. (6) في البحار:
فقال: ذلك. (7) في المصدر: فافعل منه. (8) في البحار: منه. (9) من المصدر،
وفيه: تحير فيه المنصور ومن يليه، فقال قوم: ما ذا رجل فاجأه الموت. (10)
في المصدر: وجعل الناس يصيرون إلى ذلك الميت. (11) من المصدر والبحار،
وعبارة " في أمره " ليس في البحار. (12) من المصدر والبحار. (13) من
المصدر، وفي المصدر والبحار: فلقاني السخط واللعنة.
[ 89 ]
غضب زبانيته [ علي ] (1) على الذي كان مني إلى جعفر [ بن محمد ] (2)
الصادق - عليه السلام - فاتقوا الله ولا تهلكوا فيه كما قد هلكت (3). ثم
أعاد كفنه على وجهه وعاد في موته، فرأوه لا حراك فيه (4) وهو ميت، فدفنوه،
(وبقوا حائرين في ذلك) (5). (6)
السادس ومائتان علمه - عليه السلام -
بمنطق الطير
1870 / 300 - ابن شهر اشوب: عن معتب (7)، قال: قلت لابي عبد الله - عليه
السلام - ورآه يضحك في بيته: جعلت فداك، لست أدري بأيهما [ أنا ] (8) أشد
سرورا، بجلوسك في بيتي أو لضحكك (1) ؟ قال: إنه هدر الحمام الذكر على
الانثى [، فقال: ] (10) أنت سكني وعرسي، والجالس على الفراش أحب إلي منك،
فضحكت [ من قوله ] (11).
(1) من البحار، وفي المصدر: علي للذي كان مني. (2) من المصدر والبحار. (3)
في البحار: كما هلكت. (4) في المصدر: به. (5) ليس في البحار. (6) الخرائج
والجرائح: 2 / 764 ذح 84، عنه البحار: 47 / 173 ذح 19، والوسائل: 16 / 167
ح 3 صدره. (7) في المصدر والبحار: مغيث. (8) من المصدر والبحار. (9) في
المصدر: بضحكك. (10 و 11) من المصدر والبحار.
[ 90 ]
وهذا المعنى رواه الفضيل بن يسار في حديث برد الاسكاف أن الطير قال: يا
سكني وعرسي، ما خلق الله خلقا أحب إلي منك، وما حرصي عليك هذا الحرص إلا
طمعا أن يرزقني الله منك ولدا يحبون أهل البيت.
(وروى) (1) سالم [ مولى أبان ] (2) بياع الزطي، قال: كنا في حائط لابي عبد
الله - عليه السلام - نتغدى أنا ونفر معي فصاحت العصافير، فقال: أتدري ما
تقول ؟ فقلت: جعلت فداك، لا والله ما أدري ما تقول. فقال: تقول: اللهم إنا
(3) خلق من خلقك لابد لنا من رزقك اللهم فاسقنا. (4) وروى داود بن فرقد و
عبد الله بن سنان وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه
سمع فاختة تصيح في داره، فقال: تدرون ما تقول هذه الفاختة ؟ قلنا: لا.
فقال: تقول: فقدتكم فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم. (5) وروى عمر
الاصفهاني، عنه - عليه السلام - مثل ذلك في صوت
(1) ليس في نسخة " خ "، وكذا المواضع الآتية. (2) من البصائر، وفي المصدر:
مولى. (3) في المصدر: إني. (4) تقدم حديث سالم في المعجزة: 104 عن بصائر
الدرجات. (5) روى حديث حفص بن البختري في بصائر الدرجات: 344 ح 15
باختلاف، عنه البحار: 47 / 86 ح 84، وج 65 / 14 ح 5.
[ 91 ]
الصلصل، وروى أنه - عليه السلام - [ قال: ] (1) يقول الورشان: قد ستم قد
ستم. (2) وروى عبد الله بن فرقد، قال: خرجنا مع أبي عبد الله - عليه
السلام -
متوجهين إلى مكة حتى إذا كنا بسرف (3) استقبلنا غراب ينعق في وجهه، فقال:
مت جوعا، ما تعلم من شئ إلا ونحن نعلمه إلا أنه أعلم منك (4). (5) 1871 /
301 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة
الله، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى، عن أبيه، عن سعد بن عبد
الله (6)، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن
يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: كنت
معه في طريق مكة (7)، فنزلنا بسرف (8) فإذا نحن بغراب ينعق في وجهه.
(1) من المصدر والبحار. (2) تقدم حديث عمر الاصفهاني في المعجزة: 107 عن
بصائر الدرجات. (3) سرف: موضع على ستة أميال من مكة، من طريق مرو، وقيل:
سبعة وتسعة واثنا عشر، بنى به رسول الله - صلى الله عليه وآله - بميمونة
بنت الحارث، وفيه ماتت. " مراصد الاطلاع: 2 / 708 ". (4) تقدم حديث عبد
الله بن فرقد في المعجزة: 105 عن بصائر الدرجات. (5) مناقب ابن شهر اشوب:
4 / 217، عنه البحار: 47 / 127 صدر ح 174. ويأتي مثله في الحديث الآتي.
(6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبو الحسن علي بن عبد الله، عن أبي
محمد بن الحسين بن موسى، عن أخيه، عن سعد بن عبد الله. (7) في المصدر:
الحج. (8) في المصدر: بشراف.
[ 92 ]
فقال له: مت جوعا، فبالله ما تعلم شيئا إلا نحن نعلمه، ونحن أعلم
بالله منك، ثم قال: إنه يقول: سقطت ناقة بعرفات (1). (2)
السابع ومائتان
علمه - عليه السلام - باللغات 1872 / 302 - ابن شهر اشوب: قال في كتاب خرق
العادة (3): إنه دخل عليه، يعني الصادق - عليه السلام - قومن من خراسان،
فقال ابتداء من غير مسألة: من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر (4).
(1) في المصدر: بعرفة. (2) دلائل الامامة: 135، عنه البحار: 64 / 261 ذح
13. وتقدم نحوه في الحديث السابق. (3) في المصدر: العادات. (4) قال الشريف
الرضي: " من كسب مالا من نهاوش أتفقه في مهابر ". والمراد بالنهاوش على ما
قاله أهل العربية اكتساب الاموال من النواحي المكروهة، والوجوه المذمومة،
ومن غير حلها، ولا حميد سبلها، وذلك مأخوذ من نهش الحية كأنها تنهش من هنا
ومن هنا لا تتقي منهشا ولا تجتنب ملبسا. وقال أبو عبيدة [ في غريب الحديث:
2 / 209 - 210 ]: هو مهاوش بالميم، يريد أخذ المال من التلصص. وقال غيره:
ذلك مأخوذ من الهوش، يقال: تهاوش القوم إذا اختلطوا. وقوله - صلى الله
عليه وآله -: أنفقه في نهابر: أي في الوجوه المحرمة التي يضيع الانفاق
فيها، ولا يعود إليه نفع منها... ونهابر الرمل، هي وهدات تكون بين الرمال
المستعظمة إذا وقع البعير فيها استرخت قوائمه، ولم يكد يتخلص منها، فكأنه
- صلى الله عليه وآله - شبه ما يكسب من الحرام وينفق في الحرام بالشئ
الواقع في عجمة الرمل لا يرجى وجوده، ولا ينشد مفقوده، ومع ذلك فقد أرصد
لمنفقه أليم العذاب، وعظيم العقاب. " المجازات النبوية: 162 - 164 ".
[ 93 ]
فقالوا: جعلنا الله فداك، ما
نفهم هذا الكلام. فقال: ازباد آيد بدم بشود (1). (2)
الثامن ومائتان علمه
- عليه السلام - باللغات 1873 / 303 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن
محمد، عن أبي القاسم (3) و عبد الله بن عمران، عن محمد بن بشير، عن رجل،
عن عمار الساباطي، قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا عمار أبو
مسلم فظلله وكساه فكسحه بساطور (4). قلت: جعلت فداك، ما رأيت نبطيا أفصح
منك ! فقال: يا عمار، وبكل لسان. (5)
التاسع ومائتان علمه - عليه السلام -
بما في النفس 1874 / 304 - ابن شهر اشوب: عن المفضل بن عمر، قال: كنت أبا
(1) كذا في البحار، وفي الاصل: از بارا يدم شود، وفي المصدر: از باد آيد
بدم شود، وفي البصائر: هر مال كه ابا ذر آيد بدم شود. (2) مناقب ابن شهر
اشوب: 4 / 218، عنه البحار: 47 / 84 ح 77 و 78 وعن بصائر الدرجات: 336 ح
14 وإعلام الورى: 270. وأخرج صدره في البحار: 103 / 8 ح 32 عن البصائر.
(3) في المصدر: عن ابن أبي القاسم. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
فطلله وكسا فلسجه نشطورا. (5) بصائر الدرجات: 333 ح 4، عنه البحار: 47 /
80 ح 67.
[ 94 ]
وخالد الجواز (1)، ونجم
الحطيم، وسليمان بن خالد على باب الصادق -
عليه السلام - فتكلمنا فيما يتكلم به (2) أهل الغلو، فخرج علينا الصادق -
عليه السلام - بلا حذاء ولا رداء وهو ينتفض ويقول: يا خالد، يا مفضل، يا
سليمان، يا نجم، لا [ بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
] (3). (4)
العاشر ومائتان علمه - عليه السلام - بما في النفس 1875 / 305
- الكشي: عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي الصيرفي،
عن صالح بن سهل، قال: كنت أقول في أبي عبد الله - عليه السلام -
بالربوبية، فدخلت عليه، فلما (5) نظر إلي
(1) في البحار: الجوان. قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان، مولى، كوفي،
يكنى أبا عبد الله، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن - عليهما السلام. وعده
الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق - عليه السلام - بعنوان خالد بن نجيح الجواز
الكوفي تارة، وتارة اخرى في أصحاب الكاظم - عليه السلام - من دون توصيفه
بالجواز الكوفي، قائلا: روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -، وذكر بعد
ذكره خالد بن نجيح بفصل اسمين خالد الجوان من أصحاب الكاظم - عليه السلام
-. وعد البرقي خالد بن نجيح الجوان من أصحاب الصادق والكاظم - عليهما
السلام -. انظر " معجم رجال الحديث: 7 / 35 - 38 ". (2) في البحار: فيه.
(3) سورة الانبياء: 26 و 27. (4) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 219، عنه
البحار: 47 / 125. (5) في البحار: فدخلت فلما.
[ 95 ]
قال: يا صالح، إنا والله عبيد مخلوقون (1)، لنا رب نعبده، وإن لم نعبده
عذبنا. (2)
الحادي عشر ومائتان إخباره - عليه السلام - بالغائب 1876 / 306
- ابن شهر اشوب: عن عبد الله بن كثير، في خبر طويل أن رجلا دخل المدينة
يسأل عن الامام، فدلوه على عبد الله بن الحسن، فسأله هنيئة. ثم خرج فدلوه
على جعفر بن محمد - عليهما السلام - فقصده، فلما نظر إليه جعفر قال: يا
هذا، إنك كنت مغرى فدخلت (3) مدينتنا هذه تسأل عن الامام، فاستقبلك فتية
(4) من ولد الحسن فأرشدوك إلى عبد الله بن الحسن، فسألته هنيئة، ثم خرجت،
فإن شئت أخبرتك عما سألته، وما رد عليك، ثم استقبلك [ فتية ] (5) من ولد
الحسين، فقالوا لك: يا هذا، إن رأيت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل. فقال:
صدقت قد كان كما ذكرت. فقال له: ارجع إلى عبد الله بن الحسن فاسأله عن درع
رسول الله - صلى
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عبد مخلوق. (2) رجال الكشي: 341 ح
632، عنه البحار: 25 / 303 ح 69. (3) في البحار: 47: إنك كنت دخلت. ومغري
- على بناء المفعول -: من الاغراء، بمعنى التحريص، أي أغراك قوم على
السؤال والطلب. (4) في المصدر: فئة. (5) من المصدر والبحار.
[ 96 ]
الله عليه وآله - وعمامته، فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - والعمامة، فأخذ درعا من كندوج له فلبسها (1) فإذا هي سابغة،
فقال: كذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يلبس الدرع، فرجع إلى
الصادق - عليه السلام - فأخبره. فقال - عليه السلام -: ما صدق، ثم أخرج
خاتما فضرب به الارض فإذا الدرع والعمامة ساقطين من جوف الخاتم، فلبس أبو
عبد الله - عليه السلام - الدرع فإذا هي إلى نصف ساقه، ثم تعمم بالعمامة
فإذا هي سابغة فنزعها، ثم رد هما في الفص، ثم قال: هكذا كان رسول الله -
صلى الله عليه وآله - يلبسها، ان هذا [ ليس ] (2) مما غزل في الارض إن
خزانة الله في كن (3)، وإن خزانة الامام في خاتمه، وإن الله (4) عنده
الدنيا كسكرجة (5)، وإنها عند الامام كصحفة (6)، ولو لم يكن الامر هكذا لم
نكن أئمة، وكنا كسائر الناس. (7)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: من كدوح فلبسها. والكندوج: شبه
المخزن أو الخابية أو الدن، ولعله معرب " كندو " أو " كندوك ". (2) من
المصدر والبحار. (3) في كن: أي في لفظة كن، كناية عن إرادته الكاملة، وهو
إشارة إلى قوله تعالى: [ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ] [
يس: 82 ]. (4) لفظ الجلالة من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: كشكرجة. والسكرجة: إنا صغير، يؤكل فيه الشئ القليل من الادم،
وهي فارسية، وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها. " النهاية: 2 / 384 -
سكرجة - ". (6) كذا في البحار، وفي الاصل والمصد ر: كصحيفة. والصحف: إناء
كالقصعة المبسوطة ونحوها.
(7) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 221، عنه البحار: 25 / 184 ح 5، وج 7 / 125 -
126 ذح 174.
[ 97 ]
الثاني عشر ومائتان إخراجه - عليه السلام - سلاح رسول الله - صلى الله
عليه وآله - من الخاتم، وإخراج الدنانير من التور وطاعتها (1) له - عليه
السلام - 1877 / 307 - ثاقب المناقب: عن الحسن بن [ علي بن ] (2) فضال،
قال: قال موسى بن عطية النيشابوري: اجتمع وفد خراسان من أقطارها [، كبارها
] (3) وعلمائها، وقصدوا داري، واجتمع علماء الشيعة واختاروا إلي أبا لبابة
(4) وطهمان وجماعة شتى، وقالوا بأجمعهم: رضينا بكم أن تردوا المدينة،
فتسألوا عن المستخلف فيها لنقلده أمرنا (5)، فقد ذكر (6) أن باقر العلم قد
مضى، ولا ندري من نصبه (7) الله بعده من آل الرسول من ولد علي وفاطمة -
صلوات الله عليهم أجمعين - ودفعوا إلينا مائة ألف درهم ذهبا وفضة، وقالوا:
لتأتونا بالخبر وتعرفونا الامام فتطالبوه (8) بسيف ذي الفقار والقضيب
والبردة والخاتم واللوح الذي فيه تثبيت الائمة من ولد علي وفاطمة، وإن ذلك
لا يكون إلا عند إمام، فمن وجدتم ذلك عنده
(1) في نسخة " خ ": وطاعتهما. والتور: من الاواني، إناء معروف تذكره العرب
تشرب فيه، وهو إناء من صفر أو حجارة كالاجانة، وقد يتوضأ منه. " لسان
العرب: 4 / 96 - تور - ". (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: واختاروا أبا
لبابة. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ليقلد امورنا. (6) كذا في نسخة " خ
" والمصدر، وفي الاصل: ذكروا.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينصب. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذهبا
وفضة ويتغرفون لنا الامام فطالبوه.
[ 98 ]
فسلموا إليه المال. فحملنا وتجهزنا إلى المدينة وحللنا بمسجد الرسول - صلى
الله عليه وآله - فصلينا ركعتين، وسألنا: من القائم في امور (10) الناس،
والمستخلف فيها ؟ فقالوا لنا: زيد بن علي، وابن أخيه جعفر بن محمد، فقصدنا
زيدا في مسجده، وسلمنا عليه، فرد علينا السلام وقال: من أين أقبلتم ؟
قلنا: أقبلنا من أرض خراسان لنعرف إمامنا، ومن نقلده (2) امورنا. فقال:
قوموا، ومشى بين أيدينا حتى دخل داره، فأخرج إلينا طعاما. فأكلنا، ثم قال:
ما تريدون ؟ فقلنا له: نريد أن ترينا ذا الفقار والبردة (3) والخاتم
والقضيب واللوح الذي فيه تثبيت الائمة - عليهم السلام - فإن ذلك لا يكون
إلا عند إمام. [ قال: ] (4) فدعا بجارية له، فأخرجت إليه سفطا، واستخرج
منه سيفا في أديم أحمر، عليه سجف أخضر، فقال: هذا ذو الفقار، وأخرج إلينا
قضيبا ودرعا بمدرج (5) من فضة، واستخرج منه خاتما وبردا ولم يخرج اللوح
الذي فيه تثبيت الائمة - عليهم السلام - فقام أبو لبابة من عنده وقال:
قوموا (6) بنا حتى نرجع إلى مولانا غدا فنستوفي (7) ما نحتاج إليه،
(1) في المصدر: بامور. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قلد. (3) في المصدر:
والبرد.
(4) من المصدر. (5) في المصدر: قضيبا ودعا بدرع. (6) في المصدر: فقال أبو
لبابة من عنده: قوموا. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: مولانا فيستوفي.
[ 99 ]
ونوفيه ما عندنا ومعنا. (قال:) (1) فمضينا نريد جعفر بن محمد - عليهما
السلام - فقيل لنا: إنه مضى إلى حائط له، فما لبثنا إلا ساعة حتى أقبل
وقال: يا موسى بن عطية النيسابوري، ويا أبا لبابة، ويا طهمان، ويا أيها
الوافدون من أرض خراسان إلي، فأقبلوا. ثم قال: يا موسى، ما أسوء ظنك بربك
وبإمامك، لم جعلت في الفضة التي معك فضة غيرها، وفي الذهب ذهب غيره ؟ أردت
أن تمتحن إمامك، وتعلم ما عنده في ذلك، وجملة المال مائة ألف درهم. ثم
قال: يا موسى بن عطية، إن الارض ومن عليها لله ولرسوله وللامام [ من ] (2)
بعد رسوله، أتيت عمي زيدا فأخرج إليكم (3) من السفط ما رأيتم، وقمتم من
عنده قاصدين إلي. ثم قال: يا موسى بن عطية، ويا أيها الوافدون [ من خراسان
] (4)، أرسلكم أهل بلدكم لتعرفوا الامام، وتطالبوه بسيف الله (5) ذي
الفقار الذي فضل به رسول الله - صلى الله عليه وآله - ونصر به أمير
المؤمنين - عليه السلام - وأيد به (6) وأخرج لكم [ زيد ] (7) ما رأيتموه.
(1) ليس في المصدر.
(2) من المصدر. (3) في نسخة " خ ": لكم. (4) من المصدر. (5) لفط الجلالة من المصدر. (6) في المصدر: وأيده. (7) من المصدر.
[ 100 ]
قال: ثم أومأ بيده إلى فص خاتم [ له ] (1) فقلعه، فقال (2): سبحان الله
(3) الذي أودع الذخائر وليه والنائب عنه في خليقته ليريهم قدرته، ويكون
الحجة عليهم حتى إذا عرضوا على النار بعد المخالفة لامره [ فقال: ] (4)
أليس هذا بالحق ؟ [ قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ]
(5). [ قال: ] (6) ثم أخرج لنا من وسط الخاتم البردة والقضيب واللوح الذي
فيه تثبيت الائمة - عليهم السلام - ثم قال: سبحان الذي سخر للامام كل شئ،
وجعل له مقاليد السماوات والارض لينوب عن الله في خلقه، ويقيم فيهم حدوده
[ كما تقدم إليه ليثبت حجة الله على خلقه ] (7) فإن الامام حجة الله تعالى
على خلقه. (قال:) (8) ثم قال: ادخل الدار أنت ومن معك بإخلاص وإيقان
وإيمان. قال: فدخلت أنا ومن معي، فقال: يا موسى، ترى التور (9) الذي في
زاوية البيت ؟ قلت: نعم.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ثم
قال. (3) لفط الجلالة من المصدر. (4) من المصدر. (5) سورة الاحقاف: 34. (6
و 7) من المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) في المصدر: النور. وكذا في الموضع
الآتي.
[ 101 ]
قال: ائتني به، فأتيته
به ووضعته (1) بين يديه وجئت بمروحة ونقر بها على التور، وتكلم بكلام خفي.
قال: فلم تزل الدنانير تخرج منه حتى حالت بيني وبينه، ثم قال لي: يا موسى
(2) بن عطية، اقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم لقد كفر الذين قالوا إن الله
فقير ونحن أغنياء " (3) لم نرد مالكم لانا (4) فقراء، وما أردنا (5) إلا
لنفرقه على (6) أوليائنا [ من ] (7) الفقراء، [ وننتزع حق الله من
الاغنياء ] (8) فإنها عقدة فرضها الله عليكم، قال الله عزوجل: [ إن الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ]
(9)، وقال: [ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ] (10). قال: ثم رمق
الدنانير بعينه فتبادرت إلى كو (11) كان في المجلس،
(1) في المصدر: فأتيته ووضعته. (2) في المصدر: ثم قال: يا موسى.
(3) مراده قوله تعالى: [ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن
أغنياء ] [ سورة آل عمران: 181 ]. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا. (5)
في المصدر: أردناه. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى. (7 و 8) من
المصدر. (9) سورة التوبة: 111. (10) سورة البقرة: 156 و 157. (11) كذا في
المصدر، وفي الاصل: كوي. والكو والكوة: الخرق في الحائط والثقب في البيت
ونحوه، وجمعها: كوى. " لسان العرب: 15 / 236 - كوي - ".
[ 102 ]
ثم قال: أحسنوا إلى إخوانكم المؤمنين، وصلوهم ولا تقطعوهم، فإنكم إن
وصلتموهم كنتم منا ومعنا ولنا ولا علينا، فإن قطعتموهم انقطعت العصمة
بيننا وبينكم لا موصلين ولا مفصلين (1)، فرد المال إلى أصحابه وأخذ الفضة
التي وضعت في الفضة، والذهب الذي وضع في الذهب، وأمرهم أن يصلوا بذلك
أولياءنا وشيعتنا الفقراء، فإنه الواصل إلينا ونحن المكافؤون عليه. قال:
ثم قال: يا موسى بن عطية، أراك أصلح، ادن مني، فدنوت منه، وأمر يده على
رأسي، فرجع الشعر قططا (2)، فقال: يكون معك ذا حجة. وقال: ادن مني يا [
أبا ] (3) لبابة، وكان في عينه كوكب (4)، فتفل في عينه فسقط ذلك الكوكب،
فقال هاتان (5) حجتان إن سألكما سائل
فقولوا (6): إمامنا فعل بنا ذلك، [ وودعنا ] (7) وودعناه، وهو إمامنا إلى
يوم البعث، ورجعنا إلى بلدنا بالفضة والذهب. (8)
|