الثالث عشر ومائتان
إخباره - عليه السلام - بالغائب 1878 / 308 - ابن شهر اشوب: قال: قال
سماعة بن مهران: دخلت
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: متصلين. (2) القطط: الشعر الشديد الجعودة،
أو الحسن الجعودة: " لسان العرب: 7 / 380 - قطط - ". (3) من المصدر. (4)
الكوكب: البياض في سواد العين. " لسان العرب: 1 / 721 - كوكب - ". (5) كذا
في المصدر، وفي الاصل: هذان. (6) في المصدر: إذا سألكما سائل فقولا. (7)
من المصدر. (8) الثاقب في المناقب: 416 ح 2.
[ 103 ]
على الصادق - عليه السلام -، فقال لي مبتدئا: يا سماعة، ما [ هذا ] (1)
الذي بينك وبين جمالك في الطريق ؟ إياك أن تكون فاحشا أو صياحا. قال:
والله لقد كان ذلك لانه ظلمني، فنهاني عن مثل ذلك. (2)
الرابع عشر ومائتان
إتيان رسول الله - صلى الله عليه وآله - زيدا بحربة لرده - عليه السلام -
عنه في المنام 1879 / 309 - ابن شهر اشوب: عن معتب [ قال ] (3): قرع باب
مولاي الصادق - عليه السلام - فخرجت فإذا بزيد بن علي - عليه السلام -،
فقال الصادق - عليه السلام - لجلسائه: ادخلوا هذا البيت، وردوا الباب، ولا
يتكلم منكم أحد، فلما دخل قام إليه فاعتنقا وجلسا طويلا يتشاوران، ثم علا
الكلام
بينهما. فقال زيد: دع ذا عنك يا جعفر، فوالله لئن لم تمد يدك [ حتى ] (4)
ابايعك أو هذه يدي فبايعني لاتعبنك ولا كلفنك (5) ما لا تطيق، فقد تركت
الجهاد، وأخلدت (6) إلى الخفض، وأرخيت الستر، واحتويت على مال المشرق
والمغرب (7).
(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 224، عنه البحار: 47
/ 128. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) كذا في البحار، وفي الاصل: لانعنيك
ولا نكلفك، وفي نسخة " ح ": لا يغنيك ولا تكلفك، وفي المصدر: لا تعينك ولا
كلفنك. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأخذت. (7) في المصدر
والبحار: الشرق والغرب.
[ 104 ]
فقال
الصادق - عليه السلام -: يرحمك الله يا عم، يغفر الله لك يا عم (1)، وزيد
يسمعه ويقول: موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب (2)، ومضى، فتكلم الناس في
ذلك. فقال: مه لا تقولوا لعمي زيد إلا خيرا، رحم الله عمي، فلو ظفر لوفى،
فلما كان في السحر قرع الباب، ففتحت له الباب، فدخل يشهق ويبكي ويقول:
ارحمني يا جعفر رحمك (3) الله، ارض عني يا جعفر رضي الله عنك، اغفر لي يا
جعفر غفر الله لك. فقال الصادق - عليه السلام -: غفر الله لك ورحمك ورضي
عنك، فما الخبر يا عم ؟
قال: نعمت فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - داخلا علي وعن (4)
يمينه الحسن - عليه السلام -، وعن يساره الحسين - عليه السلام -، وفاطمة -
عليها السلام - خلفه، وعلي - عليه السلام - أمامه، وبيده حربة تلتهب
التهابا كأنها (5) نار وهو يقول: إيها يا زيد، آذيت رسول الله في جعفر -
عليه السلام -، والله لئن لم يرحمك ويغفر لك ويرض عنك لارمينك بهذه الحربة
فلاضعها بين كتفيك، ثم لاخرجها من صدرك، فانتبهت فزعا مرعوبا، فصرت إليك،
(1) زاد في المصدر: يغفر لك الله يا عم. (2) إشارة إلى الآية: 81 من سورة
هود. (3) في المصدر والبحار: يرحمك. (4) في نسخة " خ ": وفي. (5) في
البحار: كأنه.
[ 105 ]
فارحمني يرحمك
الله. فقال: رضي الله عنك، وغفر الله (1) لك، أوصني فإنك مقتول مصلوب محرق
(2) بالنار، فوصى زيد بعياله وأولاده وقضاء الدين عنه. (3)
الخامس عشر
ومائتان علمه - عليه السلام - بالغائب 1880 / 310 - ابن شهر اشوب: عن عبد
الرحمان بن سالم، عن أبيه، قال: لما قدم أبو عبد الله - عليه السلام - إلى
أبي جعفر، فقال أبو حنيفة لنفر من أصحابه: انطلقوا بنا إلى إمام الرافضة
نسأله عن أشياء نحيره (4) فيها، فانطلقوا، فلما دخلوا إليه، فقال أبو عبد
الله - عليه السلام -: أسألك (5) بالله يا نعمان لما صدقتني عن شئ أسألك
عنه، هل قلت لاصحابك: مروا بنا
إلى إمام الرافضة فنحيره ؟ فقال: قد كان ذلك. قال: فاسأل ما شئت، [ القصة
] (6). (7)
(1) لفظ الجلالة من المصدر. (2) في المصدر: محروق. (3) مناقب ابن شهر
اشوب: 4 / 224 - 225، عنه البحار: 47 / 128. (4) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: نخبره. وكذا في الموضع الآتي. (5) في المصدر والبحار: فلما
دخلوا إليه نظر إليه أبو عبد الله - عليه السلام -، فقال: أسألك. (6) من
المصدر والبحار. (7) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 226، عنه البحار: 47 / 130
صدر ح 178.
[ 106 ]
السادس عشر ومائتان
علمه - عليه السلام - بالغائب 1881 / 311 - ابن شهر اشوب: عن سدير
الصيرفي، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وقد اجتمع علي (1)
ماله مئات (2) فأحببت دفعه إليه، وكنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل
الناس، فوضعت المال بين يديه، فقال [ لي: يا ] (3) سدير خنتنا، ولم ترد
بخيانتك إيانا قطيعتنا. قلت: جعلت فداك، وما ذلك ؟ قال: أخذت شيئا من حقنا
لتعلم كيف مذهبنا. قلت: صدقت جعلت فداك، إنما أردت أن أعلم قول أصحابي.
فقال لي: أما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه، وعندنا ذلك (4)، أما سمعت
قول الله تعالى: [ وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ] (5)
اعلم أن علم الانبياء محفوظ في علمنا، [ مجتمع عندنا ] (6)، وعلمنا من علم
الانبياء، فأين يذهب بك ؟ ! قلت: صدقت، جعلت فداك. (7)
(1) في البحار: إلي. (2) في المصدر: بيان، وليس في البحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نحتاج إليه نعلمه عند
ذلك. (5) سورة يس: 12. (6) من المصدر والبحار. (7) مناقب ابن شهر اشوب: 4
/ 227، عنه البحار: 47 / 130 ح 179.
[ 107 ]
السابع عشر ومائتان استجابة طلبته - عليه السلام - 1882 / 312 - الكشي: عن
علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر
بن محمد الازدي، قال: زعم لي زيد الشحام، قال: إني لاطوف حول الكعبة وكفي
في كف أبي عبد الله - عليه السلام - فقال ودموعه تجري على خديه، قال: يا
شحام، ما رأيت ما صنع ربي إلي، ثم بكى ودعا، ثم قال [ لي ] (1): يا شحام،
إني طلبت إلى إلهي في سدير و عبد السلام بن عبد الرحمان وكانا في السجن
فوهبهما لي، وخلي سبيلهما. (2)
الثامن عشر ومائتان إخباره - عليه السلام -
بالغائب 1883 / 313 - ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة: أن محمد بن عبد
الله بن الحسن قال لابي عبد الله - عليه السلام -: والله إني لاعلم منك
وأسخى وأشجع. فقال له: أما [ ما ] (3) قلت انك أعلم مني، فقد أعتق جدي
وجدك ألف نسمة من كديده، فسمهم لي، وإن أحببت أن اسميهم لك إلي آدم فعلت.
وأما ما قلت: انك أسخى مني، فوالله ما بت ليلة ولله علي حق
(1) من المصدر. (2) رجال الشكي: 210 ح 372. (3) من المصدر والبحار.
[ 108 ]
يطالبني به. وأما ما قلت: [ انك ] (1) أشجع مني، فكأني أرى رأسك وقد جئ به
ووضع على جحر الزنابير، يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا. قال: فحكى ذلك
إلى أبيه (2)، فقال: يا بني، آجرني الله فيك، إن جعفرا أخبرني [ أنك ] (3)
صاحب جحر الزنابير. ورواه ابن شهر اشوب في المناقب. (4)
التاسع عشر
ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1884 / 314 - ابن شهر اشوب: [ وفي
رامش أفزاي ] (5) أن أبا مسلم الخلال وزير آل محمد عرض الخلافة على الصادق
- عليه السلام - قبل وصول الجند إليه، فأبى وأخبره أن إبراهيم الامام لا
يصل من الشام إلى العراق، وهذا الامر لاخويه: الاصغر ثم الاكبر، ويبقى في
أولاد (6) الاكبر، وأن أبا مسلم بقي بلا مقصود، فلما أقبلت الرايات كتب
أيضا بقوله وأخبره أن سبعين ألف مقاتل وصل إلينا فننتظر أمرك.
(1) من المصدر والبحار. (2) في
البحار: لابيه. (3) من المصدر والبحار. (4) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 228،
عنه البحار: 47 / 131 صدر ح 181. (5) من المصدر والبحار. وكتاب رامش أفزاي
آل محمد تأليف الشيخ محمد بن الحسين المحتسب، قال الشيخ منتجب الدين إنه
في عشر مجلدات، ورامش في الفارسية بمعنى الطرب والعيش، نقل عنه أيضا في
الدر النظيم في مناقب الائمة اللهاميم. " الذريعة: 10 / 59 ". (6) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: أولاد أخي.
[ 109 ]
فقال: إن الجواب كما شافهتك (1)، فكان الامر كما ذكر، فبقى إبراهيم الامام
في حبس مروان، وخطب (2) باسم السفاح. ثم قال ابن شهر اشوب: وقرأت في بعض
التواريخ لما أتى كتاب أبي مسلم الخلال إلى الصادق - عليه السلام - بالليل
قرأه، ثم وضعه على المصباح فحرقه، فقال له الرسول - وظن أن حرقه له تغطية
وستر وصيانة للامر -: هل من جواب ؟ قال: الجواب ما [ قد ] (3) رأيت. (4)
العشرون ومائتان استجابة الدعاء 1885 / 315 - ابن شهر اشوب: عن إسحاق
وإسماعيل ويونس بنو (5) عمار أنه استحال وجه يونس إلى البياض، فنظر الصادق
- عليه السلام - إلى جبهته فصلى ركعتين، ثم حمد الله وأثنى عليه، وصلى على
النبي [ وآله ] (6)، ثم قال: يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا
رحمن، يا رحيم
يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل
على محمد و [ على ] (7) أهل بيته الطاهرين الطيبين،
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: شاء فيهنك. (2) كذا في نسخة " خ "
والمصدر والبحار، وفي الاصل: وختم. (3) من المصدر والبحار. (4) مناقب ابن
شهر اشوب: 4 / 229، عنه البحار: 47 / 133. (5) كذا في البحار، وفي الاصل
والمصدر: بن. (6) من المصدر. (7) من المصدر والبحار.
[ 110 ]
واصرف عنه (1) شر الدنيا و [ شر ] (2) الآخرة (3)، واصرف عنه ما به (4)،
فقد غاظني ذلك وأحزنني. قال: فو الله ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن
وجهه مثل النخالة وذهب. قال الحكم بن مسكين: ورأيت البياض بوجهه، ثم انصرف
وليس في وجهه شئ. (5) 1886 / 316 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن
أحمد ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار، قال:
قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: جعلت فداك، هذا الذي ظهر بوجهي يزعم
الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة. فقال: لا، قد كان مؤمن آل
فرعون مكنع (6) الاصابع، وكان يقول
(1) في نسخة " خ " والمصدر والبحار: عني.
(2) من المصدر والبحار. (3) زاد في البحار: واذهب عني شر الدنيا وشر
الآخرة. (4) في المصدر والبحار: واذهب عني ما بي. (5) مناقب ابن شهر اشوب:
4 / 232، عنه البحار: 47 / 133 ح 182، وج 95 / 79 ح 4. (6) في المصدر:
مكتع. ورجل مكنع: مقفع اليد، وقيل: مقفع الاصابع يابسها متقبضها، وكنع
أصابعه: ضربها فيبست... والمكنوع والمكنع: الذي قطعت يداه. " لسان العرب:
8 / 314 - كنع - ". وإن مكنع الاصابع هو صاحب ياسين وليس مؤمن آل فرعون
لانه ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: سباق الامم ثلاثة لم
يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون، وفي
رواية: هم الصديقون وعلي أفضلهم، وقالوا: إنه حبيب بن إسرائيل النجار،
وبينه وبين النبي ستمائة سنة، ومؤمن آل فرعون كان في زمن موسى - عليه
السلام -.
[ 111 ]
هكذا ويمد يده، ويقول: يا قوم اتبعوا المرسلين. قال: ثم قال لي: إذا كان
الثلث الاخير من الليل في أوله فتوضأ، ثم قم إلى صلاتك التي تصليها، فإذا
كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاولتين فقل وأنت ساجد: يا علي، يا
عظيم، يا رحمن، يا رحيم، يا سامع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل على محمد
وأهل بيت محمد، وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله، واصرف عني من
شر الدنيا والآخرة ما أنا (1) أهله، واذهب عني هذا الوجع - وسمه (2) -
فإنه قد غاظني وأحزنني، وألح في الدعاء. قال: [ ففعلت ] (3) فما وصلت إلى
الكوفة حتى أذهب الله عني كله. (4)
الحادي والعشرون ومائتان إبراء المريض 1887 / 317 - ابن شهر اشوب: عن
معاوية بن وهب: صدع ابن لرجل من أهل مروفشكا ذلك إلى أبي عبد الله - عليه
السلام -، فقال: ادنه (5) مني. قال: فمسح على رأسه، ثم قال [ إن الله يمسك
السموات
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما أنت. (2) في المصدر: وتسميه. (3) من
المصدر. (4) الكافي: 3 / 326 ح 20. وتقدم نحوه في المعجزة: 152 عن طب
الائمة. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ادن.
[ 112 ]
والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ] (1) فبرأ بإذن
الله. ورواه الشيخ في مجالسه: بإسناده عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله
- عليه السلام -. (2)
الثاني والعشرون ومائتان استجابة الدعاء، ونزول
المائدة [ عليه - عليه السلام - ] (3) 1888 / 318 - ابن شهر اشوب: عن
الكلو ذاني (4) في الامالي، وعمر الولا (5) في الوسيلة: جاء في حديث الليث
بن سعد أنه رأى رجلا جالسا على أبي قبيس، وهو يقول: يا رب يا رب حتى انقطع
نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا رباه يا رباه
(6) حتى انقطع
نفسه، ثم قال: يا الله يا الله حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا حي يا حي (7)
حتى
(1) سورة فاطر: 41. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 232، عنه البحار: 47 /
134، وج 95 / 57 ح 26. أمالي الطوسي: 2 / 284، عنه البحار: 95 / 51 ح 5.
(3) من نسخة " خ ". (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: الكلوداني، وفي البحار:
الكلو اذاني. قال في مراصد الاطلاع: 3 / 1176: كلواذ: موضع من أرض همدان.
وكلواذة: ناحية من السواد، بين الكوفة وواسط. وكلواذى: طسوج قرب بغداد، هي
الجانب الشرقي من طسوجها. (5) في المصدر: الملا. (6) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: يا رباه يا رباه يا رباه، وكررت في نسخة " خ " أربع
مرات. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يا حي يا قيوم.
[ 113 ]
انقطع نفسه، ثم قال: يا رحيم يا رحيم حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم
الراحمين حتى انقطع نفسه - سبع مرات -، ثم قال: اللهم إني أشتهي من هذا
العنب فأطعمني (1)، اللهم وإن بردي قد خلقا فاكسني. قال الليث: فوالله ما
استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الارض يومئذ عنبة،
وبردين مصبوغين، فقربت منه وأكلت معه، ولبس البردين، ثم نزلنا، فلقي
فقيرا، فأعطاه برديه الخلقين، ثم انصرف، فسألت عنه، فقيل: هذا جعفر الصادق
- عليه السلام -. (2) وقد تقدم هذا الحديث، وذكرناه ثانيا لبعض المغايرة
في
الروايتين. (3)
الثالث والعشرون ومائتان صورة القردة والخنازير 1889 / 319
- ابن شهر اشوب: عن سدير الصيرفي، قال: كنت مع الصادق - عليه السلام - في
عرفات، فرأيت الحجيج، وسمعت الضجيج، فتوسمت وقلت في نفسي أترى هؤلاء كلهم
على الضلال (4) ؟ فناداني الصادق - عليه السلام - فقال: تأمل، فتأملتهم
فإذا هم قردة (5) وخنازير. (6)
(1) في المصدر والبحار: فأطعمنيه. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 232، كشف
الغمة: 2 / 160، عنهما البحار: 95 / 158 ح 9. (3) تقدم في المعجزة: 166 عن
المناقب الفاخرة مع تخريجات اخرى، فراجع. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
إن هؤلاء على الضلال. (5) في نسخة " خ ": فإذا قردة. (6) مناقب ابن شهر
اشوب: 4 / 234 - 235.
[ 114 ]
الرابع
والعشرون ومائتان إخباره - عليه السلام - بما يكون 1890 / 320 - ابن شهر
اشوب: عن مهزم، عن أبي بردة، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام -
قال: ما فعل زيد ؟ قلت: صلب في كناسة بني أسد، فبكى حتى بكى النساء من خلف
الستور، ثم قال: أما والله لقد بقي لهم عنده طلبة ما أخذوها منه، فكنت
أتفكر في قوله (1) حتى رأيت جماعة قد أنزلوه يريدون أن يحرقوه، [ فقلت: ]
(2) هذه الطلبة التي قال لي. (3)
الخامس والعشرون ومائتان عدم حرق النار
من أمره - عليه السلام -
بدخولها 1891 / 321 - ابن شهر اشوب: قال: حدث إبراهيم، عن أبي حمزة، عن
مأمون (4) الرقي، قال: كنت عند سيدي الصادق - عليه السلام - إذ دخل عليه
سهل (5) بن حسن الخراساني، فسلم عليه، ثم جلس، فقال له: يا بن رسول الله،
لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الامامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق
تقعد عنه، وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف ؟
(1) في البحار: بكت النساء... من قوله. (2) من المصدر والبحار. (3) مناقب
ابن شهر اشوب: 4 / 236، عنه البحار: 47 / 137 صدر ح 187. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: داود. (5) في المصدر والبحار: دخل سهل.
[ 115 ]
فقال له - عليه السلام -: اجلس يا خراساني، رعى الله حقك، ثم قال: يا
حنفية (1) أسجري التنور، فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا
خراساني، قم فاجلس في التنور. فقال الخراساني: يا سيدي، يا بن رسول الله،
لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله. قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ
أقبل هارون المكي ونعله في سبابته، فقال: السلام عليك يا بن رسول الله.
فقال له الصادق - عليه السلام -: الق النعل من يدك، واجلس في التنور. قال:
فألقى النعل من سبابته، ثم جلس في التنور، وأقبل الامام - عليه
السلام - يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا
خراساني، وانظر ما في التنور. قال: فقمت إليه فرأيته متربعا، فخرج إلينا
وسلم علينا، فقال له الامام - عليه السلام -: كم تجد بخراسان مثل هذا ؟
فقال: والله ولا واحدا. فقال - عليه السلام -: [ لا ] (2) والله ولا
واحدا، (فقال:) (3) أما إنا لا نخرج في زمان [ لا نجد ] (4) فيه خمسة
معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت. (5)
(1) في البحار: يا حنيفة. سجر التنور: أي أحماه. (2) من المصدر والبحار.
(3) ليس في المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) مناقب ابن شهر اشوب: 4 /
237، عنه البحار: 47 / 123 ح 172.
[ 116 ]
السادس والعشرون ومائتان علمه - عليه السلام - بما رأى الرائي في المنام
1892 / 322 - ابن شهر اشوب: قال: حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد الديلمي
البصري، عن محمد بن كثير (1) الكوفي، قال: كنت لا أختم صلاتي ولا أستفتحها
إلا بلعنهما، فرأيت في منامي طائرا معه تور (2) من الجوهر فيه شئ أحمر شبه
الخلوق، فنزل إلى البيت المحيط برسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم
أخرج شخصين من الضريح فخلقهما (3) بذلك الخلوق في عوارضهما، ثم ردهما إلى
الضريح، وعاد مرتفعا،
فسألت من حولي: من هذا الطائر ؟ وما هذا الخلوق (4) ؟ فقال: هذا ملك يجئ
في كل [ ليلة ] (5) جمعة يخلقهما، فازعجني ما رأيت فأصبحت لا تطيب نفسي
بلعنهما، فدخلت على الصادق - عليه السلام -، فلما رآني ضحك، وقال: رأيت
الطائر ؟ فقلت: [ نعم ] (6) يا سيدي. فقال: اقرأ: [ إنما النجوى من
الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ] (7) فإذا
رأيت شيئا تكره فاقرأها والله ما هو
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: محمد بن أبي كثير. (2) في نسخة " خ
" والمصدر: نور. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فأغلقهما. (4) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: الخلق. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7)
سورة المجادلة: 10.
[ 117 ]
ملك موكل
بهما لاكرامهما بل (1) هو ملك موكل (2) بمشارق الارض ومغاربها، إذا قتل
قتيل ظلما أخذ من دمه فطوقهما به في رقابهما فإنهما (3) سبب كل ظلم
مذكانا. (4)
السابع والعشرون ومائتان بلوغ معرفته - عليه السلام - 1893 /
323 - ابن شهر اشوب: قال: أجاز في المنتهى الحسن الجرجاني في بصائر
الدرجات بثلاثة طرق أنه دخل رجل على الصادق - عليه السلام - فلمزه رجل من
أصحابنا، [ فقال الصادق - عليه السلام - ] (5) وأخذ على شيبته: إن كنت لا
أعرف الرجال إلا بما ابلغ عنهم فبئست (6) الشيبة
شيبتي. (7)
الثامن والعشرون ومائتان العود الذي من شجرة طوبى 1894 / 324 -
ابن شهر اشوب: عن داود الرقي، قال: خرج أخوان لي يريدان المزار، فعطش
أحدهما عطشا شديدا حتى سقط من الحمار، وسقط الآخر في يده، فقام وصلى ودعا
الله ومحمدا وأمير المؤمنين
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا، بل، وفي نسخة " خ ": موكل بهما
ألا بل. (2) في المصدر: هو موكل. (3) في المصدر والبحار: لانهما. (4)
مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 237، عنه البحار: 47 / 124 ح 173. (5) من نسخة "
خ " والمصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فليست. (7)
مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 238، عنه البحار: 47 / 137.
[ 118 ]
والائمة - عليهم السلام - كان يدعو واحدا بعد واحد حتى بلغ (1) إلى آخرهم
جعفر بن محمد - عليهما السلام -، فلم يزل يدعوه ويلوذ به، فإذا هو برجل قد
قام عليه وهو يقول: يا هذا، ما قصتك ؟ فذكر له حاله، فناوله قطعة عود،
وقال: ضع هذا بين شفتيه (2)، ففعل ذلك، فإذا هو قد فتح عينيه واستوى جالسا
ولا عطش به، فمضى (3) حتى زار القبر، فلما انصرفا إلى الكوفة أتى صاحب
الدعاء المدينة، فدخل على الصادق - عليه السلام - فقال له: اجلس، ما حال
أخيك ؟ أين العود ؟ فقال: يا سيدي، إني لما اصبحت بأخي اغتممت غما شديدا،
فلما
رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح (4). فقال الصادق - عليه السلام -:
أما إنه ساعة صرت (5) إلى غم أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت إليك على يديه
قطعة عود من شجرة طوبى، ثم التفت إلى خادم له فقال (6): علي بالسفط، فاتي
به، ففتحه وأخرج منه قطعة العود بعينها، ثم أراها إياه حتى عرفها، ثم ردها
إلى السفط. (7)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حتى إذا بلغ. (2) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: شفتيك. (3) كذا في نسخة " خ " والمصد ر والبحار، وفي
الاصل: فمشى. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بين الفرج. (5) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: سقطت. (6) في المصدر: فقال له. (7) مناقب
ابن شهر اشوب: 4 / 240 - 241، عنه البحار: 47 / 138 - 139.
[ 119 ]
التاسع والعشرون ومائتان إخراج الماء والرطب من الجذع 1895 / 325 - ابن
شهر اشوب: عن داود النيلي، قال: خرجت مع الصادق - عليه السلام - (1) إلى
الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي: يا داود، اعدل بنا عن (2) الطريق حتى
نأخذ اهبة (3) الصلاة. فقلت: جعلت فداك، أو ليس (4) نحن في أرض قفر لا ماء
فيها ؟ فقال لي: ما أنت وذاك ! قال: فسكت وعدلنا (5) عن طريق، ونزلنا في
أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله فنبع لنا عين ماء ينساب (6) كأنه قطع
الثلج، فتوضأ وتوضأت، ثم أدينا ما علينا من الفرض، فلما هممنا بالمسير
التفت فإذا
بجذع نخر (7)، فقال لي: يا داود، أتحب أن اطعمك منه رطبا ؟ فقلت: نعم.
قال: فضرب بيده إلى الجذع فهزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه. [ قال: ] (8) ثم
اجتذبه الثانية فأطعمنا اثنين وثلاثين نوعا من أنواع
(1) في المصدر والبحار: مع أبي عبد الله - عليه السلام -. (2) كذا في
المصدر، وفي الاصل: إلى، وفي البحار: اعدل عن. (3) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: آخذ هيئة. (4) في المصدر: لسنا. (5) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: من أنت إذ ذاك فاسكت وعزلنا. (6) في المصدر والبحار: يسبب. (7)
كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: نخل. (8) من المصدر والبحار.
[ 120 ]
الرطب، ثم مسح بيده عليه، فقال: عد نخرا (1) بإذن الله تعالى. [ قال: ]
(2) فعاد كسيرته الاولى. (3)
الثلاثون ومائتان تنحية الاسد عن الطريق 1896
/ 326 - أمالي أبي المفضل: قال أبو حازم عبد الغفار بن الحسن: قدم إبراهيم
بن أدهم (4) الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها جعفر بن محمد
العلوي، فخرج جعفر - عليه السلام - يريد الرجوع إلى المدينة، فشيعه (5)
العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة، وكان فيمن شيعه سفيان الثوري وإبراهيم
بن أدهم، فتقدم المشيعون له فإذا هم بأسد على الطريق، فقال لهم إبراهيم بن
أدهم: قفوا حتى يأتي
جعفر - عليه السلام - فننظر (6) ما يصنع. فجاء جعفر - عليه السلام -
فذكروا له الاسد، فأقبل حتى دنا من الاسد، فأخذ باذنه فنحاه عن الطريق، ثم
أقبل عليهم، فقال: أما [ إن ] (7) الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا
عليه أثقالهم. (8)
(1) كذا في البحار، وفي الاصل: تبرا، وفي المصدر: نخلا. (2) من المصدر
والبحار. (3) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 241، عنه البحار: 47 / 139. (4) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: آدم، وكذا في الموضع الآتي. (5) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فتبعه. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
فينظر. (7) من المصدر والبحار. (8) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 241 - 242،
عنه البحار: 47 / 139 - 140.
[ 121 ]
الحادي والثلاثون ومائتان علمه - عليه السلام، بالآجال 1897 / 327 - ابن
شهر اشوب: عن علي بن إسماعيل، عن إسحاق ابن عمار، قال: قلت لابي عبد الله
- عليه السلام -: إن لنا أموالا ونحن نعامل الناس، وأخاف إن حدث (1) حدث
أن تفرق أموالنا. قال: فقال: اجمع أموالك في [ كل ] (2) شهر ربيع، فمات
إسحاق في شهر ربيع. (3)
الثاني والثلاثون ومائتان علمه - عليه السلام -
بما يكون 1898 / 328 - ثاقب المناقب: عن داود بن كثير، قال: دخلت على أبي عبد الله
- عليه السلام -، فقلت: يا بن رسول الله، أسألك عن شئ يختلج في صدري. فقال: يا داود،
كأني بك قد كتفت بخدعة (4)، فتدخل في صندوق، ولا يطلق عنك إلا بألف درهم. قال (5)
داود: فأضلني الشيطان عما أردت سؤاله، فخرجت متفكرا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: احدث. (2) من المصدر والبحار. (3)
مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 243، إعلام الورى: 270، عنهما البحار: 47 / 140 ح
190 و 191 وعن رجال الكشى: 408 ح 767. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
تمتعت بجذعة. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم قال.
[ 122 ]
متحيرا مما قال، فممررت ببعض سكك الكوفة فإذا جويرة (1) مليحة فتعلقت بي
(2) وقالت: يا صاحب الحق، هل لك في الالمام بنا فتفيدنا ببعض ما خصصت به
دوننا ؟ فقلت: ما أكره ذلك، [ فقالت لي: ادخل، ] (3) فدخلت فإذا أنا
بزوجها قد أقبل إليها، فقالت [ لي: ادخل الصندوق ] (4) فإني لا آمنه عليك
إن رأى اجتماعنا، فدخلت الصندوق، فأقفلت (5) علي، ثم قالت: قد وقعت موقع
(6) سوء، فإن افتديت نفسك بألف درهم وإلا وعزت (7) بك إلى السلطان،
فأعطيتها ألف درهم، وخلت عني، فرجعت إلى أبي عبد الله - عليه السلام -،
فلما بصر بي قال: نجوت الآن، فاحمد الله تعالى. (8)
الثالث والثلاثون
ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1899 / 329 - ثاقب المناقب: عن
يزيد بن خلف، قال: سمعت أبا
عبد الله - عليه السلام - وذكر عنده زيد [ وهو يومئذ ] (9) يتردد في
المدينة،
(1) في المصدر: جارية. (2) كذا في المصدر، وفي نسخة " خ ": به، وفي الاصل:
بها. (3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأقبلت. (6) كذا
في المصدر، وفي الاصل: مواقع. (7) في المصدر: غمزت. والوعز: التقدمة في
الامر والتقدم فيه. والغمز: الاشارة " لسان العرب: 5 / 388 و 429 - غمز،
وعز - ". (8) الثاقب في المناقب: 404 ح 2. (9) من المصدر.
[ 123 ]
يقول: كأني به [ قد ] (1) خرج إلى العراق ويمكث يومين ويقتل في اليوم (2)
الثالث، ثم يدار برأسه في البلد، ثم يؤتى (3) به، وينصب ها هنا (على قصبة)
(4) وأشار بيده. قال: فسمعت اذني من أبي عبد الله - عليه السلام -، ورأت
عيني أن اتي برأسه حتى اقيم على قصبة في الموضع الذي أشار إليه - عليه
السلام -. (5)
الرابع والثلاثون ومائتان إخراج الماء والاشجار 1900 / 330
- ثاقب المناقب: عن داود الرقي، قال: خرجت مع أبي عبد الله - عليه السلام
- حاجا إلى مكة، فنحن نسائره (6) ذات يوم في أرض سبخة إذ دخل علينا وقت
الصلاة فقال - عليه السلام -: هلم (7) بنا إلى هذا الجانب لنتطهر ونصلي.
فقلت: إنها أرض سبخة لا ماء فيها ! فقال: أطع إمامك، فملت (8) وسرنا ما
شاء الله، فإذا نحن بعين فوارة، وماء بارد عذب، وأشجار خضر، فنزلنا
وتطهرنا وصلينا، وشربنا
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويقتل يوم. (3) في المصدر:
في البلدان ويؤتى. (4) ليس في نسخ " خ ". (5) الثاقب في المناقب: 405 ح 3.
(6) في المصدر: نتساير. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: إذ قال - عليه
السلام -: مر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: إنها أرض ملعونة، فملنا.
[ 124 ]
وأروينا رواحلنا وملانا سقاءنا، وقمنا ومضينا، فما (1) سرنا غير بعيد قال
لي: يا داود، هل تعرف الموضع [ الذي كنا فيه ] (2) ؟ قلت: نعم، يا بن رسول
الله. قال: اذهب وجئني بسيفي فقد علقته على الشجرة فوق العين ونسيته،
فمضيت إليه ووجدت السيف معلقا على الشجرة، وما رأيت أثرا من العين، ولا من
الاشجار الخضر، وإنما هي أرض سبخة لا عهد للماء فيها (3). (4)
الخامس والثلاثون ومائتان انفراج الارض، وانشقاق السماء 1901 / 331 - ثاقب
المناقب: عن داود [ بن ظبيان ] (5)، قال: كنا عند أبي عبد الله - عليه
السلام - أنا والمفضل (6) بن أبي المفضل ويونس بن ظبيان،
فقال أحد هما لابي عبد الله - عليه السلام -: أرني آية من الارض، وقال
الآخر: أرني آية من السماء. فقال: يا أرض، انفرجي، فانفرجت مد البصر،
فنظرت (7) إلى خلق كثير في أسفل الارض. ثم قال: يا سماء، انشقي، فانشقت.
(1) في المصدر: فلما. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
لمائها. (4) الثاقب في المناقب: 420 ح 4. (5) من المصدر. (6) كذا في
المصدر، وفي الاصل: " والفضل " بدل " أنا والمفضل ". (7) كذا في المصدر،
وفي الاصل: فنظر.
[ 125 ]
قال: فلو شئت
أن أجتذب السماء بيدي هاتين لفعلت، فقال: استشف (1) وانظر، ثم تلا هذه
الآية [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ] (2). (3)
السادس والثلاثون ومائتان إقبال الجبال إليه - عليه السلام - 1902 / 332 - ثاقب
المناقب: عن الحسن بن عطية، قال: كان أبو عبد الله - عليه السلام - واقفا
على الصفا، فقال له عباد البصري: حديث يروى عنك. قال: وما هو ؟ قال: قلت:
إن حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذا البيت.
قال: قد قلت (4) ذلك، إن المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقبلي، أقبلت. قال:
فنظرت إلى الجبال قد أقبلت، فقال لها: على رسلك إني لم أردك. (5)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: انشقت. واستشف: تبين ما وراء الشئ " لسان
العرب: 9 / 180 - شفف - ". (2) سورة آل عمران: 144. (3) الثاقب في
المناقب: 421 ح 5. (4) في المصدر: حرمة هذه البنية، قال: قلت. (5) الثاقب
في المناقب: 421 ح 6. وقد تقدم في المعجزة: 160 عن الاختصاص.
[ 126 ]
السابع والثلاثون ومائتان انقلاب المفتاح أسدا 1903 / 333 - ثاقب المناقب:
عن أبي الصامت، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: أعطني شيئا أزداد
به يقينا، وأنفي به الشك عن قلبي. فقال [ لي ] (1): هات ما معك، وكان في
كمي مفتاح، فناولته، فإذا المفتاح أسد، ففزعت، ثم قال: نح وجهك عني،
ففعلت، فعاد (2) مفتاحا. (3)
الثامن والثلاثون ومائتان شكوى الشاة له -
عليه السلام - 1904 / 334 - ثاقب المناقب: عن سدير الصيرفي، قال: مر أبو
عبد الله - عليه السلام - على حمار له يريد المدينة، فمر بقطيع من الغنم،
فتخلفت شاة عن (4) القطيع واتبعت حماره، فتعبت الشاة، فحبس - عليه السلام
-
الحمار عليها حتى دنت منه الشاة (5)، فأومأ برأسه نحوها، فقالت [ له ]
(6): يا بن رسول الله، أنصفني من راعيي هذا. قال: ويحك، ما بالك تريدين
الانصاف من راعيك ؟ !
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فصار. (3) الثاقب في
المناقب: 422 ح 8. وأورده في الخرائج والجرائح: 1 / 306 ح 10 عن أبي
الصامت الحلواني، عنه البحار: 47 / 117 ح 154. (4) كذا في نسخة " خ "، وفي
الاصل والمصدر: من. (5) في نسخة " خ ": دنت الشاة. (6) من المصدر.
[ 127 ]
قالت: يا بن رسول الله، يفجر (1) بي، فوقف عليها حتى دنا منه الراعي، ثم
قال له: ويلك، تفجر بها (2) ؟ ! قال: فالتفت الراعي إليه يقول: أمن
الشياطين أنت، أو من الجن، أو من الملائكة (3)، أو من النبيين، أو من
المرسلين ؟ فقال: ويلك، ما أنا بشيطان، ولا جنيي، ولا ملك مقرب، ولا نبي
مرسل، ولكني ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فإن تبت استغفرت لك،
وإن أبيت دعوت الله (4) عليك بالسخط واللعنة في ساعتك هذه. فقال: يا بن
رسول الله، إني تائب مما (5) كنت فيه، فاستغفر الله لي، فقال للشاة: أيتها
الشاة، ارجعي إلى قطيعك ومرعاك، فإنه [ قد ] (6) ضمن أن لا يعود إلى ذلك
(7)، فمرت الشاة وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، و
[ أشهد ] (8) أن محمدا رسول الله، وأنك حجة الله [ على خلقه ] (9)، فلعن
الله من ظلمكم وجحد ولايتكم. (10)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أن يفجر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
فقال له، تفجر بها ويلك ! (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أم من الجن، أم
من الملائكة. (4) لفظ الجلالة من المصدر. (5) في المصدر: عما. (6) من
المصدر. (7) في المصدر: لا يعود إلى ما كان فيه إن شاء الله. (8 و 9) من
المصدر. (10) الثاقب في المناقب: 425 ح 10.
[ 128 ]
التاسع والثلاثون ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1905 / 335 -
الشيخ في التهذيب: بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن داود بن زربي، قال: سألت أبا عبد الله - عليه
السلام - عن الوضوء، فقال لي: توضأ ثلاثا (ثلاثا) (1). قال: ثم قال لي:
أليس (2) تشهد بغداد وعساكرهم ؟ قلت: بلى. قال: فكنت يوما أتوضأ في دار
المهدي فرآني بعضم وأنا لا أعلم به، فقال: كذب من زعم أنك فلاني وأنت
تتوضأ هذا الوضوء. قال: فقلت: لهذا والله أمرني. (3)
1906 / 336 - ثاقب المناقب: [ عن ] (4) داود الرقي، قال: دخلت على أبي عبد
الله - عليه السلام - فقلت له: جعلت فداك، كم عدد الطهارة ؟ فقال: ما أوجب
الله تعالى فواحدة، وأضاف إليها رسول الله - صلى الله عليه وآله - واحدة،
ومن توضأ ثلاثا [ ثلاثا ] (5) فلا صلاة له. فبينا أنا معه في ذلك المكان
إذ جاء داود بن زربي، فأخذ زاوية من البيت فسأله (6) عما سألت في عدد
الطهارة، فقال له: ثلاثا ثلاثا، من نقص
(1) ليس في المصدر. (2) في الاستبصار: ثم قال: أليس. (3) التهذيب: 1 / 82
ح 63، الاستبصار: 1 / 71 ح 11، عنهما الوسائل: 1 / 311 ح 1. (4 و 5) من
المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: داود بن زربي فسأل.
[ 129 ]
عنهن (1) فلا صلاة له، فارتعدت فرائصي، وكاد أن يدخلني الشيطان [ - أعوذ
بالله منه - ] (2)، فأبصر أبو عبد الله - عليه السلام - إلي وقد تغير
لوني، فقال [ لي ] (3): اسكن يا داود، هذا هو الكفر وضرب الاعناق. قال:
فخرجنا من عنده، وكان ابن زربي إلى جوار بستان إلى أبي جعفر المنصور، وكان
قد ألقي (4) إلى أبي جعفر أمر داود بن زربي وأنه رافضي يختلف إلى جعفر بن
محمد. فقال أبو جعفر: إني أطلع على طهارته، فإذا هو توضأ وضوء جعفر ابن
محمد فإني لاعرف طهارته وحققت عليه القول فأقتله (5)، فاطلع وهو (6) يتهيأ
للصلاة من حيث لا يراه، فأسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا (7) كما
أمره أبو عبد الله - عليه السلام -، فما أتم وضوءه حتى بعث إليه
أبو جعفر [ المنصور ] (8)، فدعاه. قال داود: فلما دخلت عليه رحب بي وقال:
يا داود، قيل فيك شئ باطل، وما أنت كذلك حتى اطلعت على طهارتك، ليس طهارتك
طهارة الرفضة، فجعلني في حل وأمر لي بمائة ألف درهم (9). قال داود الرقي:
فالتقيت أنا وداود بن زربي عند أبي عبد الله - عليه
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينقص عنه. (2 و 3) من المصدر. (4) في
المصدر: بستان أبي جعفر المنصور، وكان القي. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فإذا هو يتوضأ وخففت عليه القول فأقتلنه. (6) في المصد ر: وداود.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: داود بن زربي ثلاثة ثلاثة. (8) من المصدر.
(9) كذا في المصدر، وفي الاصل: فاجعلني في حل وأمر لي بألف درهم.
[ 130 ]
السلام - فقال له داود بن زربي: جعلني الله فداك، (سألت و) (1) حقنت
دماءنا في دار الدنيا، ونرجوا أن ندخل بحبك (2) الجنة. فقال أبو عبد الله
- عليه السلام -: فعل الله ذلك بك وبإخوانك [ من ] (3) جميع المؤمنين. ثم
قال أبو عبد الله - عليه السلام -: يا داود بن زربي، حدث داود الرقي بما
مر (4) عليك حتى يسكن روعه، فحدثني بالامر كله، ثم قال: يا داود ابن زربي،
توضأ مثنى مثنى، ولا تزد (5) عليه، فإنك إن زدت عليه فلا صلاة لك. (6)
الاربعون ومائتان غرس النوى، وإخراجه - عليه السلام - منه رطبا من ساعته،
وما هو مكتوب عليه 1907 / 337 - ثاقب المناقب: عن أبي هارون العبدي، قال:
كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ دخل عليه رجل وقال: بما ذا
تفخرون (7) علينا ولد أبي طالب (8) ؟ (قال:) (1) وكان بين يديه طبق فيه
رطب، فأخذ.
(1) ليس في المصدر. (2) في نسختين من المصدر: بهمتك. (3) من المصدر. (4)
كذا في المصدر، وفي الاصل: هو، وهو تصحيف. (5) في المصدر: لا تزدن. (6)
الثاقب في المناقب: 426 ح 12. (7) في المصدر: بما تفتخرون. (8) في بعض نسخ
المصدر: ولد عبد المطلب. (9) ليس في المصدر.
[ 131 ]
عليه السلام - رطبة ففلقها واستخرج نواها، ثم غرسها في الارض وتفل عليها،
فخرجت من ساعتها، وربت حتى أدركت وحملت، واجتنى منها رطبا، فقدم إليه في
طبق، فأخذ واحدة ففلقها فأكل، فإذا على نواها مكتوب: لا إله إلا الله،
محمد - صلى الله عليه وآله - رسول الله، أهل بيت رسول الله - عليهم السلام
- خزان الله في أرضه. ثم قال أبو عبد الله - عليه السلام -: أتقدرون على
مثل هذا ؟ قال الرجل: والله لقد دخلت عليك وما على بسيط الارض
[ أحد ] (1) أبغض إلي (2) منك، [ وقد خرجت وما على بسيط الارض أحب إلي منك
] (3). (4)
الحادي والاربعون ومائتان نزول العذاب على المرأة، وعلمه -
عليه السلام - بالغائب 1908 / 338 - ثاقب المناقب: حدث صالح بن الاشعث
البزاز الكوفي، قال: كنت بين يدي المفضل إذ وردت [ عليه ] (5) رقعة من
مولانا الصادق - عليه السلام -، فنظر فيها، فنهض قائما واتكأ علي، ثم
تسايرنا (6) إلى باب حجرة الصادق - عليه السلام -، فخرج إليه عبد الله بن
وشاح، فقال: أسرع
(1) من المصدر. (2) في المصد ر: علي. (3) من المصدر. (4) الثاقب في
المناقب: 126 ح 3. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: تياسرنا.
[ 132 ]
يا مفضل في خطواتك أنت وصاحبك
هذا. فدخلنا فإذا بالمولى الصادق - عليه السلام - قد قعد على كرسي وبين
يديه امرأة، فقال: يا مفضل، خذ هذه الامرأة وأخرجها إلى البرية في ظاهر
البلد، وانظر ما يكون من أمرها، وعد إلي مسرعا (1). قال المفضل: فامتثلت
ما أمرني به مولاي - عليه السلام - وسرت بها إلى برية [ البلد ] (2)، فلما
توسطتها سمعت مناديا ينادي: احذر يا مفضل، فتنحيت عن المرأة، وطلعت غمامة
سوداء، ثم أمطرت عليها حجارة
حتى لم أر (3) للمرأة حسا ولا أثرا، فهالني ما رأيته ! ورجعت مسرعا إلى
مولاي - عليه السلام -، وهممت أن (4) احدثه بما رأيت، فسبق إلي الحديث،
وقال - عليه السلام -: يا مفضل، أتعرف المرأة ؟ فقلت: لا، يا مولاي. قال:
هذه امرأة الفضال بن عامر، وقد كنت سيرته إلى فارس ليفقه أصحابي بها، فلما
كان عند خروجه من منزله قال لامرأته: هذا مولاي جعفر شاهد عليك، لا
تخونيني في نفسك. فقالت: نعم، إن خنتك في نفسي أمطر الله علي من السماء
عذابا واقعا، فخانته في نفسها من ليلتها، فأمطر الله عليها ما طلبت. يا
مفضل، إذا هتكت المرأة سترها وكانت عارفة بالله هتكت
(1) في المصدر: سريعا. (2) من المصدر. (3) في المصدر: يكن. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وهممت إلى أن.
[ 133 ]
حجاب الله، وقصمت ظهرها، والعقوبة إلى العارفين والعارفات أسرع. (1)
الثاني والاربعون ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1909 / 339 -
مطلع الصحيفة الكاملة: حدثنا (2) السيد الاجل نجم الدين بهاء الشرف أبو
الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحى (3) العلوي
الحسيني - رحمه الله -، قال أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن شهريار (4) الخازن لخزانة مولانا
(1) الثاقب في المناقب: 160 ح 10. (2)
اختلف المتأخرون في تحديد القائل " حدثنا " فالشيخ البهائي أصر على أنه
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن السكون الحلي النحوي المتوفى حدود سنة
606، وأنكر كونه من مقول السيد عميد الرؤساء. أما الميرداماد في شرح
الصحيفة: 45، والسيد علي خان في رياض السالكين: 1 / 53 فقد قالا: إن
القائل " حدثنا " هو عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب
اللغوي. والذي يسهل الامر أنهما معا من طبقة واحدة لاشتراكهما في الشيوخ،
وكونهما ثقتين يعتمد عليهما، ومعه لا ضير في أيهما كان المتحدث، وهو كما
ذهب إليه عبد الله الافندي في رياض العلماء: 5 / 309 قائلا: الحق عندي ان
القائل به كلاهما لانهما في درجة واحدة. ومن أراد المزيد من التفصيل
فليرجع إلى الصحيفة السجادية الجامعة ص 611. (3) ابن الحسين النسابة بن
أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام
السجاد - عليه الاسلام -. " مستدرك الوسائل: 3 / 483 - الطبع الحجري -،
أعيان الشعية: 9 / 172 ". (4) هو الشيخ الجليل الفقيه الصالح محمد بن أحمد
بن شهريار، كان خازنا للروضة الحيدرية والمكتبة الغروية، وهو أحد تلاميذ
الشيخ الطوسي والراوين عنه، إضافة إلى أنه كان صهره على ابنته، رزق منها
ولده الشيخ الجليل أبو طالب حمزة. تجد ترجمته في أمل الآمل: 2 / 241، رياض
العلماء: 6 / 22، رجال المامقاني: 2 / 71، أعيان الشيعة: 9 / 82، جامع
الرواة: 2 / 61.
[ 134 ]
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب - عليه السلام - في شهر ربيع الاول من سنة ست عشرة
وخمسمائة قراءة عليه وأنا أسمع، قال: سمعتها على الشيخ الصدوق أبي منصور
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري
المعدل (1) - رحمه الله -، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني (2)، قال: حدثنا الشريف أبو عبد الله جعفر [ بن محمد ] (3) بن
جعفر بن الحسن [ بن جعفر بن الحسن ] (4) بن الحسن بن أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب (5) - عليهم السلام -، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن خطاب
الزيات سنة خمس وستين ومائتين، قال: حدثني خالي [ علي ] (6) بن النعمان
(1) هو الشيخ العالم الاديب الشاعر القاضي أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد
بن الحسين ابن عبد العزيز بن مهران العكبري المعدل، أحد تلامذة السيد
المرتضى على المهدى، كما ذكر ذلك في مستدرك الوسائل: 3 / 490 - الطبع
الحجري -، وهو أيضا من مشايخ الخطيب البغدادي، ذكره في تاريخه: 3 / 239.
تجد ترجمته في سير أعلام النبلاء: 18 / 392، لسان الميزان: 5 / 365،
البداية والنهاية: 12 / 120، النابس في أعلام القرن الخامس: 183. (2) هو
أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول بن المطلب
الشيباني، أصله كوفي، ولد سنة 297، وتوفي سنة 387. تجد ترجمته في رجال
النجاشي: 309، جامع الرواة: 2 / 143، تاريخ بغداد: 5 / 466. (3 و 4) من
المصدر. (5) كان وجها في الطالبيين متقدما، سمع وأكثر، له كتاب " التاريخ
العلوي " وكتاب " الصخرة والبئر "، أثنى عليه سبط ابن الجوزي في مرآة
الزمان، فقال: كان فاضلا ورعا عاقلا. ذكر عنه أنه قال: ولدت بسر من رأى
سنة 224، توفي في أول ذي القعدة سنة 308. تجد ترجمته في رجال النجاشي: 94،
تاريخ بغداد: 7 / 204، خلاصة الاقوال: 33، رجال ابن داود: 87. (6) من
المصدر. وهو أبو الحسن النخعي، مولاهم الكوفي، من أصحاب الرضا - عليه
السلام -.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 210، رجال الطوسي: 283، فهرست الطوسي: 96، =
[ 135 ]
الاعلم، قال: حدثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي، عن أبيه متوكل بن هارون،
قال: لقيت يحيى بن زيد بن علي (1) - عليه السلام - وهو متوجه إلى خراسان،
فسلمت عليه، فقال لي: من أين أقبلت ؟ فقلت: من الحج، فسألني عن أهله وبني
عمه بالمدينة، وأحفى السؤال (2) عن جعفر بن محمد - عليه السلام -، فأخبرته
بخبره [ وخبرهم ] (3)، وحزنهم على أبيه زيد بن علي - عليه السلام -. فقال
لي: قد كان عمي محمد بن علي أشار على (4) أبي بترك الخروج، وعرفه إن هو
خرج وفارق المدينة ما يكون إليه مصير أمره، فهل لقيت ابن عمي جعفر بن محمد
- عليه السلام - ؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعته يذكر شيئا من أمري ؟ قلت:
نعم. قال: بم ذكرني خبرني ؟ قلت: جعلت فداك، ما احب أن أستقبلك بما سمعته
منه.
= خلاصة الاقوال: 95، رجال ابن
داود: 252. (1) ثار الشهيد يحيى مع أبيه الشهيد زيد على بني مروان، وقاد
الثورة بعد استشهاد أبيه، قتل في قرية يقال لها " أرغوية " وحمل رأسه
الشريف إلى الوليد بن يزيد، وصلب جسده بالجوزجان، وفي رواية أنه صلب
بالكناسة مدة سنة وشهرا. تجد ترجمته في الكامل لابن الاثير: 5 / 271،
تاريخ الطبري: 8 / 299، تاريخ الاسلام: 5 / 181، أعلام الزركلي: 9 / 179
رجال الطوسي: 332 وص 364.
(2) أي بالغ فيه واستقصى. (3) من المصدر. (4) كذا في نسخة " خ " والمصدر،
وفي الاصل: إلى.
[ 136 ]
فقال: أبا لموت تخوفني ؟ هات ما سمعته. فقلت: سمعته يقول إنك تقتل وتصلب
كما قتل أبوك وصلب، فتغير وجهه، فقال: [ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام
الكتاب ] (1). يا متوكل، إن الله عزوجل أيد هذا الامر بنا، وجعل لنا العلم
والسيف، فجمعا لنا وخص بنو عمنا بالعلم وحده. فقلت: جعلت فداك، إني رأيت
الناس إلى ابن عمك جعفر بن محمد - عليه السلام - أميل منهم إليك وإلى
أبيك. فقال: إن عمي محمد بن علي وابنه جعفرا - عليهما السلام - دعوا الناس
إلى الحياة، ونحن دعوناهم إلى الموت. فقلت: يا بن رسول الله، أهم أعلم أم
أنتم ؟ فأطرق إلى الارض مليا، ثم رفع رأسه وقال: كلنا له علم، غير أنهم
يعلمون كلما نعلم، ولا نعلم كلما يعلمون، ثم قال لي: أكتبت من ابن عمي
شيئا ؟ قلت: نعم. قال: أرنيه (2)، فأخرجت إليه وجها (3) من العلم، وأخرجت
له دعاء أملاه علي أبو عبد الله - عليه السلام -، وحدثني أن أباه محمد بن
علي - عليهما السلام - أملاه عليه، وأخبره أنه من دعاء أبيه علي بن الحسين
- عليهما السلام - من دعاء الصحيفة الكاملة، فنظر فيه يحيى حتى أتى [ على
] (4) آخره، وقال
(1) سورة الرعد: 39. (2) في المصدر: أرينه. (3) في الاصل - خ ل - والمصدر: وجوها. (4) من نسخة " خ " والمصدر.
[ 137 ]
لي: اتأذن لي في نسخه ؟ فقلت: يا بن رسول الله، أتستأذن فيما هو عنكم (1)،
فقال: أما لاخرجن إليك صحيفة من الدعاء الكامل، مما حفظه أبي عن أبيه -
عليهما السلام -، وإن أبي أوصاني بصونها ومنعها غير أهلها. قال عمير: قال
أبي: فقمت إليه، فقبلت رأسه، وقلت له: والله يا بن رسول الله، إني لادين
الله بحبكم وطاعتكم، وإني لارجو أن يسعدني في حياتي ومماتي بولايتكم. فرمى
صحيفتي التي دفعتها إليه إلى غلام كان معه، وقال له: اكتب (2) هذا الدعاء
بخط بين حسن، وأعرضه علي لعلي أحفظه، فإني كنت أطلبه من جعفر - حفظه الله
- فيمنعنيه. قال المتوكل: فندمت على ما فعلت، ولم أدر ما أصنع، ولم يكن
أبو عبد الله - عليه السلام - تقدم إلي ألا أدفعه إلى أحد، ثم دعا بعيبة
(3)، فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة، فنظر إلى الخاتم وقبله وبكى، ثم
فضه وفتح (4) القفل، ثم نشر الصحيفة ووضعها على عينيه (5)، وأمرها على
وجهه، وقال: والله يا متوكل، لولا ما ذكرت من قول ابن عمي إنني اقتل واصلب
لما دفعتها إليك، ولكنت بها ضنينا (6)، ولكني أعلم أن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: عندكم.
(2) في المصدر: وقال: اكتب. (3) العيبة: ما يوعي فيه شئ، أو مستودع
الثياب. (4) كذا في الاصل - خ ل - والمصدر، وفي الاصل: وفض. (5) في
المصدر: عينه. (6) ضنينا: بخيلا شحيحا.
[ 138 ]
قوله حق، أخذه عن آبائه، وأنه سيصح، فخفت أن يقع مثل هذا العلم إلى بني
أمية فيكتموه ويدخروه في خزائنهم (1) لانفسهم، فاقبضها واكفنيها وتربص
بها، فإذا قضى الله من أمري وأمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي
عندك حتى توصلها إلى ابني عمي محمد (2) وإبراهيم (3) ابني عبد الله بن
الحسن بن الحسن بن علي - عليهما السلام - فإنهما القائمان في هذا الامر
(4) بعدي. قال المتوكل: فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيى بن زيد صرت إلى
المدينة، فلقيت أبا عبد الله - عليه السلام - فحدثته الحديث عن يحيى. فبكى
واشتد وجده به، وقال: رحم الله ابن عمي وألحقه بآبائه وأجداده. والله (5)
يا متوكل، ما منعني من دفع الدعاء إليه إلا الذي خافه على صحيفة أبيه،
وأين الصحيفة ؟
(1) في نسخة " خ ":
خزانتهم. (2) وهو المقتول بأحجار الزيت، المعروف بذي النفس الزكية، كان
شديد السمرة، غزير العلم. تجد ترجمته وقصة ثورته في مقاتل الطالبيين: 157
- 200، تاريخ الطبري: 9 / 201،
الكامل لابن الاثير: 5 / 529 - 555، عمدة الطالب: 103. (3) وهو قتيل
باخمرى، كان جاريا على شاكلة أخيه محمد في الدين والعلم والشجاعة، استولى
على البصرة وهزم المنصور منها إلى الكوفة، وهاجم الكوفة فكانت بينه وبين
جيوش المنصور وقائع هائلة إلى أن استشهد - رضوان الله عليه -. تجد ترجمته
وقصة ثورته في مقاتل الطالبيين: 210 - 256، عمدة الطالب: 108 - 110،
الكامل لابن الاثير: 5 / 560 - 571، تاريخ الطبري: 9 / 243. (4) في نسخة "
خ ": في الامر. (5) لفظ الجلالة من المصدر.
[ 139 ]
فقلت: ها هي، ففتحها، وقال: هذا - والله - خط عمي زيد، ودعاء جدي علي بن
الحسين - عليهما السلام -، ثم قال لابنه: قم يا إسماعيل، فائتني بالدعاء
الذي أمرتك بحفظه وصونه، فقام إسماعيل فأخرج صحيفة كأنها الصحيفة التي
دفعها إلي يحيى بن زيد، فقبلها أبو عبد الله - عليه السلام - ووضعها على
عينيه (1)، وقال: هذا خط أبي، وإملاء جدي - عليهما السلام - بمشهد مني.
فقلت: يا بن رسول الله، إن رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد ويحيى ؟ فأذن لي
في ذلك، وقال: قد رأيتك لذلك أهلا، فنظرت وإذا هما أمر واحد، ولم أجد حرفا
واحدا (2) يخالف ما في الصحيفة الاخرى، ثم استأذنت أبا عبد الله - عليه
السلام - في دفع الصحيفة إلى ابني عبد الله بن الحسن، فقال: [ إن الله
يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ] (3) نعم، فادفعها إليهما، فلما نهضت
للقائهما قال لي: مكانك، ثم وجه إلى محمد وإبراهيم فجاءا، فقال: هذا ميراث
ابن عمكما (4) يحيى
من أبيه، قصد خصكما به دون إخوته، ونحن مشترطون عليكما فيه شرطا (5).
فقالا: رحمك الله، قل فقولك المقبول. فقال: لا تخرجا بهذه الصحيفة من
المدينة.
(1) في المصدر: عينه. (2) في المصدر: حرفا منها. (3) سورة النساء: 58. (4) في المصدر: ميراث عمكما. (5) في المصدر: عليكما شرطا.
[ 140 ]
قالا: ولم ذلك ؟ قال: [ إن ] (1) ابن عمكما خاف عليها أمرا أخافه أنا
عليكما. قالا: إنما خاف عليها حين علم أنه يقتل. فقال أبو عبد الله - عليه
السلام -: وأنتما فلا تأمنا، فوالله إني لاعلم أنكما ستخرجان كما خرج،
وستقتلان كما قتل، فقاما وهما يقولان: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم، فلما خرجا قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا متوكل، كيف
قال لك يحيى إن عمي محمد بن علي وابنه جعفرا دعوا الناس إلى الحياة ودعونا
هم إلى الموت ؟ قال: نعم، أصلحك الله، قد قال لي ابن عمك يحيى ذلك. فقال:
يرحم الله يحيى إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده، عن علي (2) - عليهم السلام
- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أخذته نعسة وهو على منبره، فرأى في
منامه رجالا ينزون (3) على منبره نزو القردة، يردون
الناس على أعقابهم القهقرى، فاستوى رسول الله - صلى الله عليه وآله -
جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل - عليه السلام - بهذه الآية [
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن
ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ] (4) يعني بني أمية. قال: جبرئيل،
أعلى عهدي يكونون، وفي زمني ؟
(1) من المصدر. (2) في المصدر: عن جده علي. (3) أي يصعدون متوثبين. (4) سورة الاسراء: 60.
[ 141 ]
قال: لا، ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك (1)، فتلبث بذلك (2) عشرا، ثم
تدور (3) رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك، فتلبث بذلك خمسا، ثم
لابد من رحى ضلالة (4) هي قائمة على قطبها، ثم ملك الفراعنة (5). قال:
وأنزل الله تعالى في ذلك: [ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة
القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ] (6) تملكها بنو امية ليس فيها ليلة
القدر. قال: فأطلع الله عزوجل نبيه - صلى الله عليه وآله - ان بني امية
تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا
عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل
البيت وبغضنا، أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد - صلى الله عليه وآله
- وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم.
قال: وأنزل الله تعالى فيهم: [ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا
(1) أي وقت المهاجرة، يعني أنها تدور من حين هجرتك إلى المدينة إلى عشر
سنين، وهي زمان مكثه - صلى الله عليه وآله - فيها، وقوة شوكة الاسلام بعد
ضعفه، ثم تنقطع خمسا وعشرين سنة - وهي مدة خلافة الثلاثة - ثم تستأنف
دورانها وتستعيد عملها إلى خمس سنين، وذلك أوان خلافة أمير المؤمنين -
صلوات الله عليه -. " تعليقات على الصحيفة السجادية للفيض الكاشاني: 13 ".
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بعد ذلك. (3) كذا في نسخة " خ " والمصدر،
وفي الاصل: فتدور. (4) هي ما كان في زمن سلطنة بني امية. (5) يعني بني
العباس. (6) سورة القدر: 1 - 3.
[ 142 ]
وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ] (1) ونعمة الله محمد
- صلى الله عليه وآله - وأهل بيته - عليهم السلام -، حبهم إيمان يدخل
الجنة، وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار، فأسر رسول الله - صلى الله عليه وآله
- ذلك إلى علي وأهل بيته - عليهم السلام - (2). قال: ثم قال أبو عبد الله
- عليه السلام -: ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد
ليدفع ظلما أو ينعش حقا إلا اصطلمته البلية، وكان قيامه زيادة في مكر وهنا
وشيعتنا. قال المتوكل بن هارون: ثم أملى علي أبو عبد الله - عليه السلام -
الادعية، وذكرها. (3)
الثالث والاربعون ومائتان ما سمعه - عليه اللام - من
جبل الكمد
1910 / 340 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات:
بإسناده عن عبد الله الاصم، عن عبد الله بن بكر الارجاني، قال: صحبت أبا
عبد الله - عليه السلام - في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا
(1) سورة إبراهيم: 28. (2) هذه أحاديث متواترة روتها الخاصة والعامة
بألفاظ مختلفة وأسانيد شتى في أكثر كتب الحديث والتاريخ والتفسير، منها:
ما رواه الكليني في الكافي: 4 / 159 ح 10، وج 8 / 228 ح 280 بإسناده إلى
أبي عبد الله - عليه السلام -. وروتها العامة في تفسير الطبري: 15 / 112،
وتفسير الفخر الرازي: 20 / 237، وتفسير القرطبي: 10 / 283، وتاريخ بغداد:
3 / 343، وكنز العمال: 3 / 358. (3) مقدمة الصحيفة السجادية الكاملة: 4 -
20.
[ 143 ]
يقال له عسفان (1)، ثم
مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش (2)، فقلت له: يا بن رسول الله، ما
أوحش هذا الجبل ؟ ما رأيت في الطريق مثل هذا ! فقال لي: يا بن بكر، أتدري
أي جبل هذا ؟ قلت: لا. قال: هذا جبل يقال له: الكمد، وهو على واد من أودية
جهنم، وفيه قتلة أبي عبد الله الحسين (3) - عليه السلام - استودعهم الله
(4) فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج
من جب الجوي (5)، وما يخرج من الفلق، وما يخرج من آثام (6)، وما يخرج من
طينة الخبال (7)، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظى ومن
الحطمة (8)، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الجحيم (9)، وما يخرج من
الهاوية، وما يخرج من السعير - وفي نسخة اخرى: وما يخرج من حميم -.
(1) سميت عسفان لتعسف السيل فيها كما سميت الابواء لتبوء السيل بها، وقيل:
عسفان منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وقيل بين المسجدين، وهي على
مرحلتين من مكة على طريق المدينة. انظر " معجم البلدان: 4 / 121 - 122 ".
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وحش. (3) في المصدر: قتلة أبي الحسين. (4)
لفظ الجلالة ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: الخزي. (6) في
المصدر: من الفلق من آثام. (7) الخبال: عصارة أهل النار. " لسان العرب: 11
/ 198 - خبل - ". (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: من لظى وحطمة. (9) في
المصدر: الحميم.
[ 144 ]
وما مررت بهذا
الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان [ إلي ] (1)، وإني لانظر إلى
قتلة أبي وأقول لهما: إنما هؤلاء فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا إذ وليتم
وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على حقنا (2) واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم
الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، وما الله بظلام للعبيد، وأشدهما
تضرعا واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي،
وربما طويت الجبل الذي هما فيه وهو جبل الكمد.
قال: قلت له: جعلت فداك، فإذا طويت الجبل فما تسمع ؟ قال: أسمع أصواتهما
يناديان: عرج علينا نكلمك، فإنا نتوب، وأسمع من الجبل صارخا يصرخ بي:
أجبهما، وقل لهما: اخسئوا فيها ولا تكلمون (3). قال: قلت له: جعلت فداك،
ومن معهم ؟ قال: كل فرعون عتا على الله، وحكى الله عنه فعاله، وكل من علم
العباد الكفر. قلت: من هم ؟ قال: نحو بولس الذي علم اليهود أن [ يد الله
مغلولة ] (4)، ونحو نسطور الذي علم النصارى أن عيسى [ المسيح ابن الله ]
(5)، وقال لهم
(1) من المصدر. (2) في المصدر: قتلنا، حقنا - خ ل -. (3) إشارة إلى الآية:
108 من سورة المؤمنون. (4) سورة المائدة: 64. (5) سورة التوبة: 30.
[ 145 ]
هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: [ أنا ربكم الاعلى ] (1)، ونحو نمرود
الذي قال: قهرت أهل الارض، وقتلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين وقاتل
فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين - عليهم السلام -. وأما معاوية وعمرو -
وفي نسخة: عمرو بن العاص - فما يطمعان في الخلاص ومعهم كل من نصب (2) لنا
العداوة وأعان علينا بلسانه ويده وماله.
قلت له: جعلت فداك، فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع ؟ قال: يابن بكر، إن قلوبنا
غير قلوب الناس، [ إنا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس، ونسمع
ما لا يسمع الناس ] (3) وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا، وتتقلب على
فرشنا (4)، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا (5)، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل
أن يكون، وتصلي معنا، وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها، وتتقلب على أجنحتها
صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا مما في الارضين من كل نبات
في زمانه، وتسقينا من ماء كل أرض، نجد ذلك في آنيتنا. وما من يوم ولا ساعة
ولا وقت صلاة إلا وهي تنبهنا (6) لها، وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار
كل أرض عندنا، وما يحدث فيها وأخبار
(1) سورة النازعات: 24. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ومن معهم من نصب.
(3) من المصدر. (4) في نسخة " خ ": فراشنا، وفي المصدر: في فرشنا. (5) كذا
في المصدر، وفي الاصل: موتنا. (6) في المصدر: تتهيأ.
[ 146 ]
الجن وأخبار أهل الهوى (1) من الملائكة، وما من ملك يموت في الارض ويقوم
غيره مقامه إلا أتتنا بخبره (2)، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من أرض من
ستة أرضين إلى الارض السابعة (3) إلا ونحن نؤتى بخبرها. فقلت له: جعلت
فداك (4)، أين منتهى (5) هذا الجبل ؟
(قال:) (6) إلى الارض السادسة (7)، وفيها جهنم على واد من أوديتها (8)
عليه حفظة أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى،
وقد وكل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه. قلت: جعلت فداك، إليكم
جميعا يلقون الاخبار ؟ قال: لا إنما يلقى ذلك إلى صاحب الامر وإنا لنحمل
ما لا يقدر العباد على حمله ولا على الحكومة فيه (9) [ فنحكم فيه ] (10)،
فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت الذين يحفظون ناحيته
أن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأخبار الهواء. (2) في المصدر: ويقوم غيره
إلا أتانا خبره. (3) في المصدر: إلى السابعة. (4) في المصدر: نؤتى بخبرهم
فقلت: جعلت فداك. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينتهي. (6) ليس في نسخة "
خ ". (7) في المصدر: السابعة، السادسة - خ ل -. (8) في المصدر: أوديته.
(9) في المصدر: ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه. (10) من المصدر.
[ 147 ]
يقسروه (1) على قولنا، فإن كان من الجن من أهل الخلاف والكفر أوثقته
وعذبته حتى يصير إلى ما حكمنا به. قلت: جعلت فداك، فهل يرى الامام ما بين
المشرق والمغرب ؟
قال: يا بن بكر، فكيف يكون حجة الله (2) على ما بين قطريها وهو لا يراهم
ولا يحكم فيهم ؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه
؟ وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم ؟ وكيف يكون حجة
عليهم وهو محجوب عنهم وقد حيل (3) بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم
والله يقول: [ وما أرسلناك إلا كافة للناس ] (4) يعني به من على الارض،
والحجة من بعد النبي - صلى الله عليه وآله - يقوم مقام النبي - صلى الله
عليه وآله - وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة، والآخذ بحقوق الناس،
والقائم (5) بأمر الله، والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ
قوله وهو يقول: [ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ] (6) فأي آية في
الآفاق [ غيرنا أراها الله أهل الآفاق، وقال: [ ما نريهم من آية إلا هي
أكبر من اختها ] (7) فأي آية ] (8) أكبر
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقصروه. (2) لفظ الجلالة من المصدر. (3) في
المصدر: جعل. (4) سورة سبأ: 28. (5) في المصدر: والقيام. (6) سورة فصلت:
53. (7) سورة الزخرف: 48. (8) من المصدر.
[ 148 ]
منا ؟ (1). (2)
الرابع والاربعون ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون
1911 / 341 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد ابن علي، عن يعقوب
بن جعفر الجعفري، قال: حدثني إسحاق بن جعفر، قال: كنت عند أبي يوما، فسأله
علي بن عمر بن علي، فقال جعلت فداك، إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك ؟ فقال:
إلى صاحب الثوبين الاصفرين والغديرتين - يعني الذؤابتين (3) - وهو الطالع
عليك من هذا الباب، يفتح البابين (4) بيديه (5) جميعا، فما (6) لبثنا أن
طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما، ثم دخل علينا أبو إبراهيم - عليه
السلام -. (7)
(1) زاد في الاصل عبارة: " والله بني هاشم "، وهي مطلع تتمة الحديث في
المصدر، حيث فيه: والله إن بني هاشم وقريشا لتعرف ما أعطانا الله ولكن
الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس.... (2) كامل الزيارات: 326 ح 2، عقاب
الاعمال: 258 ح 6، عنهما البحار: 8 / 213 (الطبع الحجري)، وعوالم العلوم:
17 / 606 ح 1. وأخرج صدره في البحار: 6 / 288 ح 10 عن الكامل. (3)
الذؤابة: هي ما نبت في الصدغ من الشعر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
الباب. (5) في المصدر: بيده. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلما. (7)
الكافي: 1 / 308 ح 5، عنه إثبات الهداة: 3 / 157 ح 3، وحلية الابرار: 2 /
289. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 221 عن إرشاد المفيد: 290. وفي البحار: 48
/ 20 ح 29، وعوالم العلوم: 21 / 33 ح 1 عن الارشاد وإعلام الورى: 290.
[ 149 ]
الخامس والاربعون ومائتان استكفاؤه - عليه السلام -
1912 / 342 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى العراد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن شمون (1)
البصري، قال: حدثني الحسين (2) بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور لقيته
بمكة، قال: حدثني أبي، عن جدي الربيع، قال: دعاني المنصور يوما، فقال: يا
ربيع، أحضر [ لي ] (3) جعفر بن محمد [ الساعة ] (4) والله لاقتلنه. فوجهت
إليه، فلما وافى (5) قلت: يا بن رسول الله، إن كان لك وصية أو عهد تعهده [
إلى أحد ] (6) فافعل، وقال: استأذن لي عليه، فدخلت إلى المنصور فأعلمته
موضعه، فقال: أدخله، فلما وقعت عين (7) جعفر - عليه السلام - على المنصور
رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ومضى، فلما (8) سلم على المنصور نهض إليه
فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه، وقال له: ارفع حوائجك، فأخرج - عليه السلام -
رقاعا لاقوام وسأل في آخرين، فقضيت حوائجه، فقال المنصور: ارفع حوائجك في
نفسك.
(1) في نسخة " خ " والمصدر: شمعون. (2) في البحار: الحسن. (3) من المصدر.
(4) من المصدر. ولفظ الجلالة ليس في نسخة " خ ". (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: رآني. (6) من المصدر. (7) في نسخة " خ ": عيني. (8)
في المصدر: لم أفهمه، فلما.
[ 150 ]
فقال له جعفر (1): لا تدعني حتى أجيئك (2). فقال له المنصور: ما (3) إلى
ذلك سبيل، وأنت تزعم للناس يا أبا عبد الله، أنك تعلم الغيب. فقال جعفر -
عليه السلام - من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه، فقال
جعفر - عليه السلام - للشيخ: أنت سمعتني أقول هذا (القول) (4) ؟ قال
الشيخ: نعم. قال جعفر - عليه السلام - للمنصور: أيحلف يا أمير المؤمنين ؟
فقال له المنصور: احلف، فلما بدأ الشيخ في اليمين قال جعفر - عليه السلام
- للمنصور: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أمير المؤمنين - عليه السلام - (5)
أن العبد إذا حلف باليمين التي ينزه الله عزوجل فيها وهو كاذب امتنع الله
عزوجل من عقوبته عليها في عاجلته لما نزه الله عزوجل، ولكني أنا أستحلفه.
فقال المنصور: ذلك لك. فقال جعفر - عليه السلام - للشيخ: قل أبرأ إلى الله
من حوله وقوته، وألجا إلى حولي وقوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول،
فتلكأ الشيخ، فرفع المنصور عمودا كان في يده، فقال: والله لئن لم تحلف
لاعلونك بهذا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبو جعفر، وهو تصحيف. (2) في
المصدر: آتيك. (3) في البحار: مالي. (4) ليس في البحار. (5) كذا في
البحار، وفي الاصل والبحار: عن جده، عن أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 151 ]
العمود، فحلف الشيخ، فما أتم
اليمين حتى دلع لسانه كما يدلع الكلب، ومات لوقته، ونهض جعفر - عليه
السلام -. قال الربيع: فقال لي المنصور: ويلك اكتمها الناس لا يفتنون. قال
الربيع فلحقت (1) جعفرا - عليه السلام -، فقلت له: يا بن رسول الله، إن
منصورا كان قد هم بأمر عظيم، فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك زال ذلك.
فقال: يا ربيع، إني رأيت البارحة رسول الله - صلى الله عليه وآله - في
النوم، فقال لي: يا جعفر، خفته ؟ فقلت: نعم، يا رسول الله. فقال لي: إذا
وقعت عينك عليه، فقل: ببسم الله أستفتح، وببسم الله (2) أستنجح، وبمحمد -
صلى الله عليه وآله - أتوجه، اللهم ذلل [ لي ] (3) صعوبة أمري، وكل صعوبة،
وسهل لي حزونة أمري، وكل حزونة، واكفني مؤنة أمري، وكل مؤنة. قال أبو
المفضل: حدثني (4) إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى، بإسناد عن
أهله لا أحفظه، فذكر (5) هذا الحديث، وذكر أن المنصور قام إليه فاعتنقه،
فقال لي: إن المنصور (6) خليفة، ولا ينبغي
(1) في نسخة " خ " والبحار: فحلفت، وفي المصدر: فشيعت. (2) في المصدر: بسم
الله أستفتح، وبسم الله. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: قال أبو الفضل، قال: حدثني. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فذكر فيه.
(6) في نسخة " خ " والمصدر والبحار: فقال لي المنصور.
[ 152 ]
للخليفة أن يقوم إلى أحد، ولا إلى عمومته، وما قام المنصور إلا إلى أبي
عبد الله جعفر بن محمد - عليهما السلام - (1). (2)
السادس والاربعون
ومائتان إخباره - عليه السلام - بما يكون 1913 / 343 - ابن بابويه في عيون
الاخبار: قال: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، ومحمد بن
موسى [ بن ] (3) المتوكل، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار، ومحمد بن علي
ماجيلويه - رضي الله عنهم -، قالوا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسن
ابن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط، عن الحسين مولى أبي عبد الله - عليه
السلام -، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري، عن يزيد بن سليط
الزيدي، قال: لقينا أبا عبد الله - عليه السلام - في طريق مكة، ونحن
جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الائمة المطهرون، والموت لا يعرى (4)
منه أحد، فأحدث إلي شيئا القيه إلى من يخلفني. فقال لي: نعم، هؤلاء ولدي،
وهذا سيدهم، وأشار إلى ابنه موسى - عليه السلام -، وفيه علم الحكم (5)،
والفهم، والسخاء، والمعرفة بما (6)
(1) في المصدر: يقوم لاحد، ولا لاعمامه... إلا لابي عبد الله - عليه
السلام -. (2) أمالي الطوسي: 2 / 76، عنه البحار: 47 / 164 / ح 4، وج 95 /
216 ح 9، وج 104 / 206 ح 3. (3) من المصدر. (4) في الاصل - خ ل -: لا
يعدي، وفي الاصل - خ ل - والمصدر - خ ل -: لا يبرى.
(5) في الاصل - خ ل -: العلم والحلم، وفي المصدر: العلم والحكم، علم الحكم
- خ ل -. (6) كذا في نسخة " خ " والمصدر والبحار، وفي الاصل والمصدر - خ ل
-: مما.
[ 153 ]
يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم (1)، وفيه حسن الخلق،
وحسن الجوار (2)، وهو باب من أبواب الله تعالى، وفيه اخرى هي خير من هذا
كله. فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وامي ؟ قال: يخرج الله تعالى منه غوث
هذه الامة، وغياثها، وعلمها، ونورها، وفهمها، وحكمها (3)، خير مولود، وخير
ناشئ (4)، يحقن الله تعالى به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث،
ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن (5) به الخائف،
وينزل به القطر، ويأتمر به (6) العباد، خير كهل، وخير ناشئ، يبشر به
عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، بين للناس ما يختلفون فيه.
قال: فقال أبي: بأبي أنت وامي، فيكون له ولد بعده ؟ فقال: نعم، ثم قطع
الكلام. وقال يزيد: ثم لقيت أبا الحسن [ يعني ] (7) موسى بن جعفر - عليه
(1) في نسخة " خ ": من دينه. (2) في نسخة " خ ": الجواب، وفي المصدر - خ ل
-: الجود. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وحكمتها، وفي المصد ر -
خ ل -: فهيمها وحكيمها. (4) في نسخة " خ " والمصدر - خ ل -: ما شي.
(5) في المصدر - خ ل -: ويؤنس. (6) في البحار: له. (7) من المصدر والبحار.
[ 154 ]
السلام - بعد، فقلت له: بأبي أنت وامي إني اريد أن تخبرني بمثل ما أخبر
(1) به أبوك. قال: فقال: كان أبي - عليه السلام - في زمن (2) ليس هذا
مثله. قال يزيد: فقلت: من يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله. قال: فضحك، ثم
قال: اخبرك يا أبا عمارة، إني خرجت من منزلي، فأوصيت في الظاهر إلى بني،
وأشركتهم مع علي ابني، وأفردته بوصيتي في الباطن، ولقد رأيت رسول الله -
صلى الله عليه وآله - [ في المنام ] (3) وأمير المؤمنين - عليه السلام -
معه، ومعه سيف، وخاتم، وعصا، وكتاب، وعمامة، فقلت له: ما هذا ؟ فقال: أما
العمامة فسلطان الله عزوجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب
فنور الله عزوجل، وأما العصا فقوة الله عزوجل، وأما الخاتم فجامع هذه
الامور، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: والامر يخرج إلى علي
ابنك. قال: ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك، فلا تخبر بها إلا عاقلا، أو
عبدا امتحن الله قلبه للايمان (4) أو صادقا، فلا تكفر نعم الله تعالى، وإن
سئلت عن الشهادة فأدها، فإن الله تبارك وتعالى يقول: [ إن الله يأمركم
(1) في المصدر: ما أخبرني. (2) في المصدر - خ ل -: زمان.
(3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بالايمان.
[ 155 ]
أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ] (1) وقال الله (2) عزوجل: [ ومن أظلم ممن
كتم شهادة عنده من الله ] (3). فقلت: والله، ما كنت لافعل هذا أبدا. (4)
وسيأتي إن شاء الله تعالى هذا الحديث، ومثله، من طريق محمد ابن يعقوب، في
الرابع والثلاثين من معاجز أبي موسى بن جعفر - عليهما السلام -.
السابع
والاربعون ومائتان علمه - عليه السلام - بما في النفس 1914 / 344 - ابن
بابويه: قال: حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب (5)، قال: حدثنا أحمد بن
محمد الوراق، قال: حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه (6) المعدل بالرافقة (7)،
قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمد بن حرب
الهلالي أمير المدينة،
(1) سورة
النساء: 58. (2) لفظ الجلالة من المصدر. (3) سورة البقرة: 140. (4) عيون
أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 23 ح 9، عنه البحار: 48 / 12 ح 1، وحلية
الابرار: 2 / 378، وعوالم العلوم: 21 / 51 ح 1. وأخرجه في البحار: 49 / 11
ح 1 عن العيون، وإعلام الورى: 305 - 307، والامامة والتبصرة: 77 ح 68. (5)
في المعاني: حدثنا أحمد بن عيسى المكتب.
(6) في العلل: قلبويه، وفي بعض نسخ المعاني: قليويه، قبلويه. (7) في
المعاني: بالمرافقة، وفي بعض نسخه: المرافعة، الواقفة. والرافقة: بلد متصل
البناء بالرقة، وهما على ضفة الفرات، بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع. " مراصد
الاطلاع: 2 / 595 ".
[ 156 ]
يقول: سألت جعفر بن محمد - عليه السلام -، فقلت له: يا بن رسول الله، في
نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها، فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك [ قبل أن
تسألني ] (1)، وإن شئت فسل (2). قال: قلت له: يا بن رسول الله، وبأي شئ
تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ قال: بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله
عزوجل [ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ] (3) وقول رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله عزوجل. (4) قال: قلت له
(5): يا بن رسول الله، فأخبرني بمسألتي. قال: أردت أن تسألني عن رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، لم لم يطق حلمه علي (6) بن أبي طالب - عليه
السلام - عند حطه (7) الاصنام من (8) سطح الكعبة مع قوته وشدته، وما (9)
ظهر منه في قلع (10) باب القموص (11)
(1) من العلل والمعاني والبحار. (2) في البحار: فاسأل. (3) سورة الحجر:
75. (4) حديث متواتر مشهور، روته العامة أيضا، انظر " كشف الخفاء ومزيل
الالباس للعجلوني الجراحي: 1 / 41 ح 80 " فقد أورد جملة من آراء القوم في
الحديث.
(5) كذا في المعاني والبحار، وفي الاصل: فقلت: يا بن...، وفي العلل: فقلت
له: يا بن... (6) كذا في في العلل والمعاني والبحار، وفي الاصل: لم يطق
علي. (7) في العلل والبحار: حط. (8) كذا في العلل والمعاني والبحار، وفي
الاصل: عن. (9) في البحار: ومع ما. (10) كذا في العلل والمعاني والبحار،
وفي الاصل: منه وقلع. (11) في البحار: القوم.
[ 157 ]
بخيبر، والرمي به إلى ورائه (1) أربعين ذراعا، وكان لا يطيق حمله أربعون
رجلا، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يركب الناقة والفرس
والحمار (2)، وركب البراق ليلة المعراج، وكل ذلك دون علي - عليه السلام -
في القوة والشدة. قال: فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك، يابن رسول
الله وذكر الحديث إلى أن قال: - وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله -
لعلي - عليه السلام -: يا علي، إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك، ثم
غفرها لي، وذلك قوله عزوجل: [ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ]
(3). (4)
الثامن والاربعون ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1915 /
345 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن
عبد الله الحرمي (5)، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال:
حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا حبيب بن الحسين، قال: حدثنا أبو
هاشم عبيد بن خارجة (6)، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، قال: كنت مع
أبي عبد الله - عليه السلام -، وذكر
(1) في المعاني: والرمي بها وراءه.
(2) في المعاني: والفرس والبغلة والحمار. (3) سورة الفتح: 2. (4) علل
الشرائع: 173 ح 1، معاني الاخبار: 350 ح 1، عنهما البحار: 38 / 79 ح 2،
والبرهان: 4 / 195 ح 5، وينابيع المعاجز: 92، واليتيمة والدرة الثمينة -
بتحقيقنا -: ب 11 ح 10. (5) في المصدر: الخرقي. (6) كذا في المصدر، وفي
الاصل: عبيدالله بن خارجة.
[ 158 ]
حديثا طويلا، قال: مضيت معه حتى انتهى إلى موضع، [ فنزل ] (1) وصلى
ركعتين، وقال: هاهنا قبر أمير المؤمنين - عليه السلام -، أما إنه لا تذهب
الايام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه في القتل (2)، يبني عليه حصنا
فيه سبعون طاقا. قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على
الموضع شئ، ثم ان محمد بن زيد وجه، فبنى عليه، فلم تذهب (3) الايام حتى
امتحن محمد في نفسه بالقتل. (4)
التاسع والاربعون ومائتان إخراج الفارسين
من حافة بحر من تحت الارض 1916 / 346 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري:
بإسناده بالمتقدم، عن محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد
ابن مالك، قال: حدثنا أحمد بن زيد، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي
بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام -، وعنده رجل من أهل
خراسان، وهو يكلمه بكلام (5) لم أفهمه، ثم رجعا إلى شئ فهمته،
فسمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول، وركض أبو عبد الله - عليه
السلام - برجله
(1) من المصدر. (2) في المصدر: بالقتل. (3) في المصدر: تمضي. (4) دلائل
الامامة: 244. وقد تقدم الحديث في ج 4 / 225 ح 304 عن الدلائل أيضا. (5)
في المصدر: بلسان.
[ 159 ]
الارض، فإذا
بحر تحت الارض، على حافته فارسان قد وضعا أذقانهما على قرابيس سروجهما.
فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: هؤلاء من أنصار القائم - عليه السلام
-. (1)
الخمسون ومائتان خبر انفلاق البحر 1917 / 347 - أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، (قال: حدثنا
أبي،) (1) قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حد ثنا أبو
عبد الله محمد بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثنا أبو طالب عبد
الله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، قال:
جاء إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له: ما بلغ من علمكم (3) ؟
قال: ما بلغ من سؤالكم. فقال الرجل: بحر ماء هذا هل تحته شئ ؟ قال أبو عبد
الله - عليه السلام -: نعم، رأي العين أحب إليك أم (4) سمع الاذن ؟
فقال الرجل: بل رأي العين، لان الاذن قد تسمع ما لا تدري وما لا
(1) دلائل الامامة: 245. وقد تقدم الحديث في ص 15 ح 241 عن الاختصاص. (2)
ليس في المصدر. (3) في نسخة " خ " كلامكم، وعبارة " ما بلغ من علمكم قال "
ليس في المصدر. (4) في المصدر: أو.
[ 160 ]
تعرف (1) وما لا ترى العين (2) يشهد به القلب. فأخذ بيد الرجل، ثم انطلق
(3) حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربه أظهر ما فيك،
فانفلق [ البحر ] (4) عن آخر ما (5) فيه وظهر ماء أشد بياضا من اللبن،
وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، وألذ من الزنجبيل. فقال له: يا أبا
عبد الله، جعلت فداك، لمن هذا ؟ قال: للقائم وأصحابه. قال: متى ؟ قال: إذا
قام القائم وأصحابه نفذ (6) الماء الذي على وجه الارض حتى لا يوجد ماء،
فيضج المؤمنون [ إلى الله ] (7) بالدعاء، فيبعث الله لهم هذا الماء،
فيشربونه وهو محرم على من خالفهم. قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلا
مسرجة ملجمة ولها أجنحة، فقلت: يا با عبد الله، ما هذه الخيل ؟ فقال: هذه
خيل القائم وأصحابه. قال الرجل: أنا أركب شيئا منها ؟
قال: إن كنت من أنصاره.
(1) في
المصدر: ما لا تدري ولا تعرف. (2) في المصدر: وما يرى بالعين. (3) في
المصدر: فانطلق. (4) من المصدر. (5) في المصدر: ماء. (6) في المصدر: فقد.
(7) من المصدر.
[ 161 ]
[ قال: ] (1)
فأشرب من هذا الماء ؟ [ قال: ] (2) إن كنت من شيعته. (3)
الحادي والخمسون
ومائتان علمه - عليه السلام - بالغائب 1918 / 348 - الحضيني في هدايته -
بإسناده عن شعيب العقرقوفي، قال: دخلت أنا وعلي بن أبي حمزة وأبو بصير
ومعي ثلاثمائة دينار على أبي عبد الله - عليه السلام - فصببتها بين يديه،
فقبض منها لنفسه، وقال (4): يا شعيب، خذ الباقي فإنه مائة دينار فارددها
(5) إلى موضعها الذي أخذتها منه، فقبلنا (6) منك ما هو لك ورددنا المائة
إلى (7) صاحبها. قال شعيب: فخرجنا من عنده جميعا، فقال أبو بصير: يا شعيب،
ما حال هذه الدنانير التي ردها أبو عبد الله - عليه السلام - ؟ قال:
أخذتها من أخي [ عرفة ] (8) سرا منه وهو لا يعلم بها. قال أبو بصير: يا
شعيب هذه والله علامة الائمة - عليهم السلام -.
قال أبو بصير وعلي بن أبي حمزة [ لي ] (9): يا شعيب، زن الدنانير
(1 و 2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 245 - 246. (4) في المصدر: ثم قال.
(5) في المصدر: فإنه تردها. (6) في المصدر: فقد قبلنا. (7) في المصدر:
على. (8 و 9) من المصدر.
[ 162 ]
وعدها
لننظر كم هي، فعددتها (1) ووزناها فإذا هي مائة دينار لا تنقص شيئا ولا
تزيد. (2)
الثاني والخمسون ومائتان علمه - عليه السلام - بما يكون 1919 /
349 - عنه: بإسناده عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام
- (يوما) (3) جالسا إذ قال: يا با محمد، هل تعرف إمامك ؟ قلت: إي والله
الذي لا إله إلا هو أنت هو، ووضعت يدي على ركبتيه وفخذه. فقال: يا با
محمد، ليس هذه المعرفة والاقرار للامام بما جعله الله له وفيه تطالبه
بعلامة ودلالة (4). قلت [ له ] (5): يا سيدي، قولك الحق ولكني احب (6) أن
أزداد علما ويقينا، ويطمئن قلبي. قال: يا با محمد، ترجع إلى الكوفة ويولد
لك ابن وتسميه عيسى، ويولد لك ولد (7) وتسميه محمدا، ويولد لك بعدهما
بنتان (8) في ثلاث
(1) في المصدر: فعددناها. (2) الهداية
الكبرى للحضيني: 53 (مخطوط). (3) ليس في نسخة " خ ". (4) في المصدر:
والاقرار والامام بما جعله الله له وبه تطالبه بعلامة. (5) من المصدر. (6)
في المصدر - خ ل -: اريد. (7) في المصدر: ويولد لك بعده ابن. (8) في
المصدر: بنت.
[ 163 ]
سنين، واعلم أن
ابنيك عندنا في الصحيفة الجامعة [ الوسطى ] (1) مثبتان مسميان مع أسماء
شيعتنا وأسماء آبائهم وامهاتهم وقبائلهم وعشائرهم مصورين محليين وأجدادهم
وأولادهم وما يلدون إلى يوم القيامة رجلا رجلا وامرأة إمرأة وهي صحيفة
صفراء مدرجة مخطوطة (2) بالنور لا بحبر ولا مداد. قال أبو بصير: فرحلت من
المدينة ودخلت (3) الكوفة، فولد والله الابنان وسميت الابنين كما قال،
وكانت مواليدهم في الوقت كما قال. (4)
الثالث والخمسون ومائتان علمه -
عليه السلام - بالآجال 1920 / 350 - وعنه: بإسناده عن أبي بصير، قال: دخلت
على أبي عبد الله - عليه السلام - قال: يا با محمد، ما حال أبي حمزة
الثمالي ؟ فقلت [ له ] (5): جعلت فداك، خلفته صالحا (6). قال: إذا رجعت من
المدينة فاقرأه (7) مني السلام، وقل له: إنك تموت في يوم الجمعة في شهر
رمضان من السنة الداخلة.
(1) من المصدر. (2) في المصدر:
محفوفة. (3) في المصدر: ورجعت إلى. (4) الهداية الكبرى: 53 (مخطوط)، عنه
إثبات الهداة: 3 / 139 ح 222 مختصرا. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة 122
عن دلائل الامامة. (5) من المصدر. (6) في المصدر: جعلت فداك، صالح. (7) في
المصدر: إذا رجعت فاقرأه.
[ 164 ]
فقلت:
جعلت فداك، لقد كان للشيعة فيه انس، وكان لكم (1) نعم الشيعة. قال: صدقت،
يا با محمد، وما عند الله وعندنا خير له. قلت: جعلت فداك، شيعتكم معكم ؟
قال: نعم، إذا هم خافوا الله وراقبوه [ واتقوه ] (2) وأطاعوه وتوقوا
الذنوب، فإذا فعلوا ذلك كانوا [ معنا ] (3) في درجتنا. قال أبو بصير: فلما
رجعت أبلغت (4) أبا حمزة كلما قاله أبو عبد الله - عليه السلام -، فلما
كانت السنة الداخلة توفي أبو حمزة - رحمه الله تعالى - في يوم الجمعة من
(5) شهر رمضان. (6)
الرابع والخمسون ومائتان علمه - عليه السلام - بما
يكون 1921 / 351 - عنه: بإسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله
الصادق - عليه السلام - يقول وقد [ جرى ] (7) ذكر المعلى بن خنيس، (فقال:
رحم الله المعلى بن خنيس) (8).
فقلت: يا مولاي، ما كان المعلى ؟
(1)
كذا في المصدر، وفي الاصل: لهم. (2) من المصدر. (3) من نسخة " خ "
والمصدر. (4) في نسخة " خ " والمصدر: بلغت. (5) في المصدر: في. (6)
الهداية الكبرى: 53 (مخطوط). (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 165 ]
قال: والله ما كان المعلى [ ينال ] (1) من درجتنا إلا بما نال منه داود
ابن علي بن عبد الله بن عباس. فقلت [ له ] (2): جعلت فداك، وما الذي يناله
من داود [ بن علي ] (3) ؟ قال: يدعو به إذا تقلد المدينة عليه لعنة الله
(4) وسوء الدار، فيطالبه (5) بأن يثبت له أسماء شيعتنا وأوليائنا ليقتلهم
فلا يفعل، فيضرب عنقه فيصلبه (6). فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومتى
يكون ذلك ؟ قال: من قابل (7). (قال:) (8) فلما كان [ من قابل ] (9) ولى
المدينة داود [ بن علي ] (10) فأحضر المعلى بن خنيس، فسأله عن شيعة أبي
عبد الله - عليه السلام - وأوليائه أن يكتبهم له. فقال [ له ] (11)
المعلى: ما أعرف من شيعته وأوليائه أحدا، وإنما أنا
وكيله أنفق له على عياله، وأتردد (12) في حوائجه، ولا (13) أعرف له شيعة
ولا صاحبا.
(1 - 3) من المصدر. (4) في المصدر: إذا تقلد عليه لعنة الله. (5) كذا في
المصدر، وفي الاصل: وطالبه. (6) في المصدر: فيصلب. (7) في المصدر: قال: في
عام قابل. (8) ليس في المصدر. (9 - 11) من المصدر. (12) في المصدر: أنفق
عليه وأتردد. (13) في المصدر: وما.
[ 166 ]
قال: تكتمني، اما إنك [ ان ] (1) تقول لي وإلا قتلتك. فقال له المعلى: أبا
لقتل تهددني ؟ ! والله لو كانوا (2) تحت قدمي ما رفعتها عنهم، ولئن قتلتني
يسعدني (3) الله ويشقيك، فأمر به، فضربت عنقه، وصلب على باب [ قصر ] (4)
الامارة. فدخل عليه أبو عبد الله - عليه السلام -، فقال: يا داود بن علي،
قتلت مولاي ووكيلي في مالي ونفقتي (5) على عيالي. قال: ما أنا قتلته. قال:
فمن قتله ؟ قال: ما أدري. قال الصادق - عليه السلام -: ما رضيت أن قتلته
وصلبته حتى تكذب
وتجحد ! والله ما رضيت أن قتلته عدوانا وظلما حتى صلبته تريد (6) أن تشهره
وتنوه بقتله لانه مولاي ! والله إنه عند الله لاوجه منك ومن أمثالك [ وله
منزلة رفيعة في الجنة ] (7) ولك منزلة في النار فانظر كيف تخلص منها،
والله لادعون عليك فيقتلك كما قتلته. قال له داود بن علي: تهددني بدعائك !
اصنع ما أنت صانع، وادع الله لنفسك، فإذا استجاب لك فادع علي، فخرج أبو
عبد الله - عليه السلام - من
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: كان. (3) في المصدر:
ليسعدني. (4) من المصدر. (5) في المصدر: وثقتي. (6) في المصدر: أردت. (7)
من المصدر.
[ 167 ]
عنده مغضبا، فلما جن
[ عليه ب (1) الليل اغتسل ولبس ثياب الصلاة وابتهل إلى الله عزوجل وعلا،
وقال: يا ذا، يا ذري (2)، يا ذويه، آت إليه سهما من سهامك يفلق [ به ] (3)
قلبه، ثم قال (4) لغلامه: اخرج واسمع الصراخ على داود بن علي [ وخرج ]
(5)، فرجع الغلام، فقال: يا مولاي، الصراخ عال عليه وقد مات، فخر أبو عبد
الله - عليه السلام - ساجدا، وهو يقول في سجوده: شكرا للكريم، شكرا للقائم
الدائم الذي يجيب المضطر (6) إذا دعاه، ويكشف السوء، وأصبح داود ميتا
والشيعة يهرعون إلى أبي عبد الله - عليه السلام - يهنونه [ بموته ] (7).
فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: لقد مات على دين أبي لهب لعنهما الله،
ولقد دعوت الله (8) عليه بثلاث كلمات لو دعوت بها على الارض لا زال الله
الارض (9) ومن عليها، فأجابني فيه، فعجل به إلى امه الهاوية. (10)
(1) من المصدر. (2) في نسخة " خ ": يا ذوي، وفي المصدر: يا ذي. (3) من
المصدر. (4) في المصدر: فقال. (5) من المصدر. (6) كذا في نسخة " خ "
والمصدر، وفي الاصل: يجيب دعوة المضطر. (7) من المصدر. (8) في المصدر: قد
مات... ودعوت الله. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: لو دعوت الله بها لا
زال الارض. (10) الهداية الكبرى: 53 (مخطوط). وقد تقدم مع تخريجاته في ج 5
/ 226 ح 20 عن رجال الكشي مختصرا.
[ 168 ]
الخامس والخمسون ومائتان خبره - عليه السلام - مع المفضل بن عمر 1922 /
352 - وعنه: بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله
الصادق - عليه السلام - قال: دخلت [ عليه ] (1) وهو جالس على بساط أحمر في
وسط داره وأنا أقول: اللهم إني لا أشك في أن حجتك على خلقك وإمامنا جعفر
بن محمد [ الصادق ] (2) - عليه السلام -
فلقني منه ما يزيدني ثباتا (3) ويقينا. فرفع رأسه إلي وقال: " قد اوتيت
سؤلك يا موسى - عليه السلام - (4)، يا مفضل، ناولني تلك النواة - وأشار
بيده إلى نواة في جانب الدار - فأخذتها وناولته إياها، [ فقبضها ] (5)
ونصبها على الارض، ووضع سبابته عليها وغمزها فغيبها في الارض، ودعا بدعوات
سمعت منها: اللهم فالق الحب والنوى، ولم أسمع الباقي، فإذا تلك النواة قد
نبتت نخلة [ وأخذت ] (6) تعلو حتى صارت بإزاء علو الدار، ثم حملت حملا
حسنا وتهدلت وبسرت (7) ورطبت رطبا وأنا أنظر إليها، فقال لي: اهززها (8)
يا مفضل، فهززتها فنثرت علينا رطبا في الدار جنيا ليس مما رأى الناس
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فوفق لي منه أن يزيدني
منه بيانا. (4) إشارة إلى الآية: 36 من سورة طه. (5 و 6) من المصدر. (7)
في المصدر: ونشرت. (8) في المصدر: هزها.
[ 169 ]
وعرفوه، أصفى من الجواهر، وأعطر من روائح المسك والعنبر، توري الرطبة مثل
ما توري المرأة، وقال [ لي ] (1): التقط وكل، فالتقطت وأكلت وأطعمت، فقال
لي: ضم كلما يسقط من هذا الرطب واهد إلى مخلصي شيعتنا الذين أوجب الله لهم
الجنة فلا يحل هذا الرطب إلا لهم، فاهدى إلى كل نفس منهم واحدة. قال
المفضل: فضممت ذلك الرطب وظننت أني لا اطيق حمله
إلى منزلي، فخف علي حتى حملته وفرقته فيمن أمرني به منهم في الكوفة (2)،
فخرج بأعدادهم لا يزيد رطبة ولا ينقص رطبة فرجعت إليه، فقال لي: اعلم يا
مفصل، أن هذه النخلة تطاولت وانبسطت في الدنيا، فلم يبق مؤمن ولا مؤمنة من
شيعتنا بالكوفة بمقدار مضيك إلى منزلك ورجوعك إلينا، فهذا من فضل الله
أعظم مما اعطي داود وإن كنا قد اعطيناه واعطينا ما لم يعط (3) كرامة من
الله لحبيبه جدنا محمد - صلى الله عليه وآله -، وإن كنت من شيعتنا سترد
إلينا وإليك من طول الدنيا وعرضها بأن النخلة وصلت إليهم، فطرحت إلى كل
واحد منهم رطبة (4). قال المفضل: فلم تزل الكتب ترد إليه وإلي (5) من سائر
الشيعة في سائر الدنيا بذلك، فعرفت والله عددهم من كتبهم. (6)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: فيمن أمرنى منهم بالكوفة. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: يعطوا. (4) في المصدر: واحد رطبة. (5) كذا في المصدر،
وفي الاصل: وإلينا. (6) الهداية: 54 (مخطوط).
[ 170 ]
السادس والخمسون ومائتان إحياء ميت، وعلمه - عليه السلام - بما يكون 1923
/ 353 - وعنه: بإسناده عن المفضل بن عمر، قال: خرج أبو عبد الله - عليه
السلام - وأنا معه إلى بعض قرى سواد الكوفة، فلما رجعنا رأينا على الطريق
رجلا يلطم على رأسه، ويدعو بالويل والثبور (1)،
وبين يديه على الطريق حمار قد نفق، وكان (2) عليه رحله وزاده، فنظرت إليه
فرحمته، فقلت: لو أدركت يا مولاي (3) هذا البائس برحمتك، ودعوت [ الله له
] (4) أن يحيي حماره. فقال [ لي ] (5): يا مفضل، إني أفعل هذا به فأسأل
الله فيحييه له، فإذا أحياه (6) له فيسألنا من نحن، فنعرفه أنفسنا، فيدخل
الكوفة، وينادي علينا فيها، ويقول للناس: إن هاهنا رجلا (7) يعرف بجعفر بن
محمد وهو ساحر. فيقولون: ما رأيت من سحره ؟ فيحدثهم الذي كان، فإذا سمعوه
فرحت شيعتنا، واغتم أعداؤنا (8) وينسبوننا إلى السحرة والكهنة الا ان
(1) في المصدر: والعويل. (2) في المصدر: نفق عليه وكان. (3) في المصدر:
فقلت: يا مولاي. (4) من المصدر. (5) من المصدر، وفيه: " أنا " بدل " إني
". (6) في المصدر: أحييناه. (7) في المصدر: وينادي عليها فيها وهو يقول:
إن هاهنا رجلا. (8) في المصدر: عدونا، أعداؤنا - خ ل -.
[ 171 ]
الجن (1) تخدمنا وتطيعنا ويكذبون علينا في السحر والكهانة، فادن منه، وقل
له، وخذ عليه العهد والميثاق إنه إن أحيينا (2) حماره لا يشنع علينا فإنه
ينقض العهد [ والميثاق ] (3) ولا يفي، وما تشنيعه بضائر لنا، بل ستشنع
أكثر أهل الكوفة (4) من أعدائنا.
قال المفضل: فدنوت منه، فقلت له: إن أحيالك سيدنا حمارك تكتم عليه ولا
تشنع به ؟ فقال: نعم. فقلت: أعطني عهد الله [ وميثاقه ] (5) على ذلك، فحلف
لي، فدنا أبو عبد الله - عليه السلام - من حماره فتكلم بكلمات وقال لصاحب
الحمار: امدد برنسه، فمده فنهض حيا، وحمل عليه رحله ودخل الكوفة، فنادى
جميع من رآه في الناس (6) والطريق وقال: إن هاهنا [ رجلا ] (7) ساحرا يعرف
بجعفر بن محمد مر بحماري وهو ميت فتكلم عليه بسحره وأحياه، فتشنع أكثر
المخالفين من أهل الكوفة، وقال لي من قابل: [ اخرج ] (8) يا مفضل، فإنك
تلقى صاحب الحمار سائل العينين، أصم الاذنين، مقطوع الكفين (9) والرجلين،
أخرس اللسان على ذلك
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ونسبونا إلى السحر والكهانة وإلى الجن. (2)
في المصدر: وخذ منه العهد والميثاق إن أحيينا. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: بضائر بل سيشيع أهل الكوفة. (5) من نسخة " خ ". (6) في المصدر:
فنادى وشنع بالناس، في الناس - خ ل -. (7 و 8) من المصدر. (9) في المصدر:
اليدين.
[ 172 ]
الحمار يطاف به. قال
المفضل: فخرجت فإذا الرجل فوق الحمار بتلك الصفة
ينادى عليه. (1)
السابع والخمسون ومائتان إبراء أعمى 1924 / 354 - وعنه:
بإسناده عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال أبو
هارون: خرجت اريده، فلقيني بعض أعدائه، فقال لي: أعمى يسعى إلى أعمى،
فمصيركم إلى النار يا سحرة، يا كفرة، فدخلت، على أبي عبد الله - عليه
السلام - حزينا باكيا وعرفته بما جرى، فاسترجع إلى الله، وقال: يا با
هارون، لا يحزنك ما قاله عدونا لك، فوالله (2) ما اجترى إلا على الله، وقد
أنزل فيه في هذا الوقت (3) عقوبة أبدت ناظريه من عينيه، وجعلك وإن كنت
ضريرا بصيرا، وان (4) علامة ذلك أن خذ هذا الكتاب واقرأه. قال أبو هارون:
ففضضت الكتاب فرأيته وقرأته من أول حرف منه، فقال (5): يا با هارون، لا
تنظر في أمر يهمك (6) إلا رأيته، ولا تحجب بعد يومك هذا إلا عما لا يهمك.
(1) الهداية الكبرى للحضيني: 54 (مخطوط). (2) في المصدر: عدونا فوالله.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: انزل به في الوقت. (4) في المصدر: ومن. (5)
في المصدر: وقرأته إلى آخر حرف منه، ثم قال لي. (6) كذا في المصدر، وفي
الاصل: لا يهمك، وهو تصحيف.
[ 173 ]
قال
أبو هارون: فصرفت قائدي من الباب وجئت إلى منزلي أنظر طريقي (1) وقرأت سكك
(2) الدراهم والدنانير، ونقش الفصوص،
وتزويق السقوف ولم (3) احجب إلا عما لا يعنيني، وسألت عن الرجبل فوجدته لم
يبلغ إلى منزله حتى بدر ناظره من عينيه وافتقر وكان ذا مال عريض فسار يسأل
الناس على الطريق ويقول: لا تعير فتبتلي (4). (5)
الثامن والخمسون ومائتان
علمه - عليه السلام - بالغائب 1925 / 355 - وعنه: بإسناده عن صفوان بن
مهران جمال أبي عبد الله - عليه السلام - قال: أمرني أبو عبد الله - عليه
السلام - أن اقدم ناقته الشعلاء إلى باب الدار وأضع عليها رحلها، ففعلت
ووقفت أفتقد أمره، فإذا أنا بأبي الحسن موسى - عليه السلام - قد خرج مسرعا
وله في ذلك الوقت ست سنين، مشتملا ببردة يمانية، وذؤابته تضرب [ بين ] (6)
كتفيه حتى استوى على (7) ظهر الناقة فأثارها، فلم أجسر على منعه من ركوبها
وهبته، فغاب عن نظري، فقلت: إنا لله [ وإنا إليه راجعون ] (8)، ما أقول
لسيدي
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: منزلي أنزل إلى طريقي. (2) في المصدر: سكة.
(3) في المصدر: وتزويق السوق ولا. (4) في المصدر: فصار يسأل الناس عن
الطريق لا يعبر فيبتلى. (5) الهداية الكبرى: 54 (مخطوط). (6) من المصدر.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: في. (8) من المصدر.
[ 174 ]
أبي عبد الله - عليه السلام - إذا (1) خرج لركوب الناقة، وبقيت متململا
حتى مضت (2) ساعة فإذا أنا بالناقة قد انحطت كأنها كانت في السماء
فانقضت إلى الارض وهي ترفض عرقا جاريا، ونزل عنها أبو الحسن - عليه السلام
- فدخل الدار، ثم خرج (3) الخادم إلي فقال: يا صفوان، إن مولاك يأمرك أن
تحط عن الناقة رحلها، وتردها إلى مربطها. فقلت: الحمد لله أرجو أن لا الام
على ركوبه إياها، ففعلت ذلك ووقفت في (4) الباب، فأذن لي بالدخول على سيدي
أبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي: [ يا ] (5) صفوان، لا لوم عليك
فيما أمرتك به من إحضار الناقة وإصلاح رحلها عليها، وما ذاك إلا ليركبها
أبو الحسن [ موسى ] (6) - عليه السلام -، فهل علمت يا صفوان أين بلغ (7)
عليها في مقدار هذه الساعة ؟ فقلت: الله أعلم وأنت يا مولاي (8). قال -
عليه السلام -: بلغ ما بلغه ذو القرنين وجاوزه أضعافا مضاعفة، فشاهد كل
مؤمن ومؤمنة، وعرفه نفسه، وبلغه سلامي وعاد، فادخل عليه فإنه يخبرك بما
كان في نفسك، وبما قلت لك.
(1) في المصدر: إن. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: نعمت. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فخرج. (4) في المصدر: على. (5 و 6) من المصدر. (7) في
المصدر: ما بلغ. (8) في المصدر: الله ورسوله وأنت أعلم يا مولاي.
[ 175 ]
قال صفوان: فدخلت على موسى بن جعفر - عليه السلام - (1) وهو
جالس، وبين يديه فاكهة ليست من فاكهة (2) الزمان والوقت، فقلت في نفسي: لا
إله إلا الله، لا عجب من أمر الله. قال: نعم، يا صفوان، [ لا إله إلا الله
] (3)، لا عجب من أمر الله، قلت يا صفوان، عند ركوبي الناقة (4): إنا لله
[ وإنا إليه راجعون ] (5) ما أقول لسيدي أبي عبد الله - عليه السلام - إذا
(6) خرج ليركب الناقة فلم يجدها، وأردت منعي من الركوب فلم تجسر، ولم تزل
متململا حتى نزلت فخرج (7) إليك الامر بالحط عن الناقة (8)، فقلت: الحمد
لله أرجو أن لا الام على ركوبه إياها، وخرج [ إليك ] (9) معتب الخادم فأذن
لك بالدخول فدخلت، فقال (10) لك أبي: يا صفوان، لا لوم (11) عليك فهل علمت
[ يا صفوان ] (12) ما بلغ موسى [ عليها ] (13) في مقدار هذه الساعة ؟
فقلت: الله وأنت أعلم، فقال لك: إني بلغت ما بلغه ذو القرنين
(1) في المصدر: وما قلت لك يا صفوان، فدخلت على موسى - عليه السلام - (2)
في المصدر: فواكه. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فقال: يا صفوان... قلت.
(5) من المصدر، وفيه: " ماذا " بدل " ما ". (6) في المصدر: إن. (7) كذا في
المصدر، وفي الاصل: حتى خرج. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: الراحلة. (9)
من المصدر، وفيه: مغيث الخادم. (10) في المصدر: بالدخول فقال. (11) في
المصد ر - خ ل -: أن لا لوم.
(12 و 13) من المصدر.
[ 176 ]
وجاوزته
أضعافا مضاعفة، وشاهدت كل مؤمن ومؤمنة، وعرفته نفسي، وأقرأته السلام من
أبي، ثم قال لك (1): ادخل عليه فإنه يخبرك بما كان في نفسك، وما قلت لك و
[ ما ] (2) قلت لي (3). قال صفوان: فسجدت لله شكرا، فقلت له: يا مولاي،
هذه الفاكهة التي بين يديك في غير أوانها (4) يأكلها مثلي ؟ قال: نعم، إذا
أكل منها من هو مثلك بعدي وبعد أبي أتاك منها رزقك، فخرجت من عنده، فقال
لي مولاي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا صفوان، ما زادك كلمة ولا نقصك
كلمة ؟ قلت: لا والله يا مولاي، ثم قال: كن (5) في دارك حتى آكل من
الفاكهة (6) وأطعمه وأطعم إخوانك، ويأتيك رزقك منها كما وعدك موسى، فقلت:
[ ذرية بعضها من بعض والله سميع عليهم ] (7). [ قال: ] (8) فمضيت إلى
منزلي، فحضرت الصلاتان الظهر والعصر فصليتهما وإذا أنا بطبق من تلك
الفاكهة بعينها، وقال لي الرسول: يقول [ لك ] (9) مولاك: كل، فما تركنا
وليا مثلك إلا بلغناه (10) على قدر
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: من أبي وقال. (2) من المصدر. (3) في
المصدر: له. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أوانها وإنها. (5) كذا في
المصدر، وفي الاصل: يا مولاي، قال لي: كن. (6) في المصدر: في دارك فإني
آكل الفاكهة.
(7) سورة آل عمران: 34. (8 و 9) من المصدر. (10) في المصدر: إلا أطعمنا
وعلى.
[ 177 ]
استحقاقه. (1)
التاسع والخمسون ومائتان علمه - عليه السلام - بالغائب 1926
/ 356 - في كتاب الرجال: عن محمد بن الحسين (2)، عن الحسين بن خرزاذ (3)،
عن يونس بن القاسم البلخي (4)، عن رزام (5) مولى خالد القسري، قال: كنت
اعذب [ بالمدينة ] (6) بعد ما خرج منها محمد ابن خالد، وكان صاحب العذاب
يعلقني بالسقف، ويرجع إلى أهله، ويغلق علي الباب، وكان أهل البيت إذا
انصرف [ إلى أهله ] (7) حلوا الحبل عني وخلوني (8) أقعد على الارض حتى إذا
دنا مجيئه علقوني، فوالله إني كذلك ذات يوم قاعدا إذ رقعة (9) وقعت من
الكوة إلي [ من ] (10) الطريق، فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها
فإذا خط (11)
(1) الهداية الكبرى: 56
(مخطوط). ويأتي مع تخريجاته في المعجزة: 132 من معاجز الامام الكاظم -
عليه السلام -. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الحسن. (3) كذا في
المصدر، وفي البحار: خرزاد، وفي الاصل: الحسين خرزاز. (4) في المصدر - خ
-: البجلي. (5) كذا في نسخة " خ " والمصدر والبحار، وفي الاصل: زرام، وكذا
في المواضع التالية. (6 و 7) من المصدر والبحار.
(8) في المصد ر: عني حتى يريحوني، ويخلوني - خ -، وفي البحار: ويحلوني.
(9) في المصدر والبحار: ذات يوم إذا رقعة. (10) من المصدر والبحار. (11)
في البحار: فيها خط.
[ 178 ]
أبي عبد الله (1) - عليه السلام - فإذا [ فيها ] (2): بسم الله الرحمن
الرحيم قل يا رزام: يا كائنا قبل كل شئ، ويا كائنا بعد كل شئ، ويا مكون كل
شئ، ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك. قال رزام: فقلت ذلك، فما عاد
إلي شئ من العذاب [ بعد ] (3) ذلك. (4)
الستون ومائتان أنه - عليه السلام
- سقى هشام بن محمد بن السائب العلم بعد ما نسيه وعاد إليه علمه 1927 /
357 - النجاشي صاحب كتاب الرجال: عن هشام بن محمد بن السائب بن بشر (5) بن
زيد، قال: اعتللت علة عظيمة فنسيت علمي، فجلست إلى جعفر بن محمد - عليه
السلام -، فسقاني العلم في (6) كأس، فعاد إلي علمي. (7)
الحادي والستون
ومائتان علمه - عليه السلام - بالغائب 1928 / 358 - محمد بن يعقوب: عن
محمد بن يحيى، عن محمد ابن الحسين، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن عنبسة،
عن معلى بن
(1) كذا في نسخة " خ "
والمصدر والبحار، وفي الاصل: أبي عبد الله الحسين، وهو تصحيف. (2 و 3) من
المصدر والبحار. (4) رجال الكشي: 341 ح 633، عنه البحار: 95 / 224 ح 23.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بشير. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: من.
(7) رجال النجاشي: 434 رقم 1166.
[ 179 ]
خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ أقبل محمد بن عبد
الله فسلم، ثم ذهب، فرق له أبو عبد الله - عليه السلام - ودمعت عليناه،
فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ؟ فقال: رققت له لانه ينسب إلى
أمر ليس له (1) لم أجده في كتاب علي - عليه السلام - من خلفاء هذه الامة
ولا من ملوكها. (2)
الثاني والستون ومائتان علمه - عليه السلام - بالغائب
1929 / 359 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل ابن زياد، عن محمد
بن عبد الحميد العطار، عن يونس بن يعقوب، عن عمر أخي عذافر، قال: دفع إلي
إنسان ستمائة درهم أو سبعمائة درهم لابي عبد الله - عليه السلام - فكانت
في جوالقي، فلما انتهيت إلى الحفيرة شق جوالقي وذهب بجميع ما فيه ووافقت
(3) عامل المدينة [ بها ] (4) فقال: أنت الذي شقت زاملتك (5) وذهب بمتاعك
؟ فقلت: نعم. (فقال: إذا قدمنا المدينة فأتنا حتى اعوضك. قال: فلما انتهيت
إلى المدينة دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام -
(1) أي الخلافة أو الملك والسلطنة. (2) الكافي: 8 / 395 ح 594. (3) في الاصل - خ ل -: وواقفت.
ووافقت: أي صادفت. (4) من المصدر. (5) الزاملة: بعير يستظهر به الرجل يحمل عليه متاعه وطعامه. " لسان العرب: 11 / 310 - زمل - ".
[ 180 ]
فقال: يا عمر، شقت زاملتك وذهب بمتاعك ؟ فقلت: نعم) (1). فقال: ما أعطاك
الله (2) خير مما اخذ منك، إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - ضلت
ناقته، فقال الناس فيها: يخبرنا عن السماء ولا يخبرنا عن ناقته ! فهبط
عليه جبرئيل - عليه السلام -، فقال: يا محمد، ناقتك في وادي كذا وكذا،
ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا. قال: فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه،
وقال: [ يا ] (3) أيها الناس، أكثرتم علي في ناقتي، ألا وما أعطاني الله
(4) خير مما اخذ مني، ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا، ملفوف خطامها بشجرة
كذا وكذا، فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله
-. قال: ثم قال: ائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنما هو شئ دعاك
الله إليه لم تطلبه منه (5). (6)
الثالث والستون ومائتان علمه - عليه
السلام - بالآجال 1930 / 360 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن
المتوكل (7) - رحمه الله -، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن
(1) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (2) أي من دين الحق وولاية أهل
البيت - عليهم السلام -.
(3) من المصدر. (4) أي من النبوة والقرب والكمال. (5) أي يسره الله لك من
غير طلب. (6) الكافي: 8 / 221 ح 278، عنه البحار: 18 / 129 ح 38 (قطعة).
(7) في المصدر: محمد بن موسى المتوكل.
[ 181 ]
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن حرب،
عن شيخ من بني أسد يقال له: عمرو، عن ذريح، عن أبي عبد الله - عليه السلام
- قال: أصاب بعيرا لنا علة، ونحن في ماء لبني سليم، فقال الغلام [ لابي
عبد الله - عليه السلام - ] (1): يا مولاي، أنحره ؟ قال: لا تيأس (2)،
فلما سرنا أربعة أميال قال: يا غلام، انزل فانحره، ولان تأكله السباع أحب
إلي من أن تأكله الاعراب. (3) تم بعون الله وحسن توفيقه، والحمد لله وحده،
وصلى الله على محمد وآله (4)
(1) من
البحار. (2) في المصدر: لا، تريث، وفي البحار: تلبث. (3) علل الشرائع: 599
ح 48، عنه البحار: 67 / 175 ح 10. (4) في نسخة " خ ": تم بعون الله،
والحمد لله حق حمده، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
|