كتاب مدينة المعاجز

الجزء السادس

 

 

[ 183 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الباب السابع في معاجز الامام أبي الحسن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -

الاول معاجز مولده - عليه السلام - 1931 / 1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن عبد الله بن إسحاق العلوي، عن محمد بن زيد الرزامي (1)، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: حججنا مع أبي عبد الله - عليه السلام - في السنة التي ولد فيها ابنه موسى - عليه السلام -، فلما نزلنا بالابواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لاصحابه أكثر وأطاب.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الرازي.


[ 184 ]

قال: فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة، فقال له: إن حميدة تقول: قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي، وقد أمرتني أن لا أسبقك (1) بابنك هذا. فقام أبو عبد الله - عليه السلام - فانطلق مع الرسول، فلما انصرف قال له أصحابه: سرك الله وجعلنا فداك، فما أنت صنعت من حميدة ؟ قال: سلمها الله وقد وهب لي غلاما، وهو خير من برأ الله في خلقه، ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنت أني لا أعرفه ولقد كنت أعلم به منها. فقلت: جعلت فداك، فما الذي أخبرتك به حميدة عنه ؟ قال: ذكرت أنه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه (2) على الارض، رافعا رأسه (3) إلى السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمارة الوصي من بعده. (فقلت: جعلت فداك، وما هذا من أمارة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمارة الوصي من بعده) (4) ؟ فقال لي: إنه لما كانت الليلة التي علق فيها بجدي أتي آت جد أبي بكأس فيه شربة أرق من الماء، وألين من الزبد، وأحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، فسقاه إياه وأمره بالجماع، فقام فجامع فعلق بجدي.


(1) في المصدر: لا أستبقك. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: يده. (3) في نسخة " خ ": يده، وهو تصحيف. (4) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ " والبحار.


[ 185 ]

فلما أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى جد أبي وأمره بمثل الذي امره، فقام فجامع (1) فعلق بأبي. ولما أن كانت الليلة التي علق فيها بي أتى آت أبي فسقاه بما (2) سقاهم وأمره بالذي أمرهم به، فقام فجامع فعلق بي. ولما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني أتاني (3) آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم، فقمت بعلم الله وإني (4) مسرور بما يهب الله لي، فجامعت فعلق بابني هذا المولود فدونكم وهو والله صاحبكم من بعدي، وإن نطفة الامام مما أخبرتك، وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وانشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده الايمن [ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ] (5) وإذا وقع من بطن امه وقع واضعا يديه على الارض، رافعا رأسه (6) إلى السماء، (فأما وضعه يديه على الارض فإنه يقبض كل علم لله أنزله من السماء إلى الارض، وأما رفعه رأسه إلى السماء) (7) فإن مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الافق الاعلى باسمه واسمه أبيه، يقول: يا فلان بن فلان، اثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك، أنت صفوتي من خلقي، وموضع سري،


(1) في نسخة " خ ": أمره فجامع. (2) في نسخة " خ ": كما. (3) في نسخة " خ ": أتى. (4) في نسخة " خ ": فقمت ويعلم الله اني. (5) سورة الانعام: 115. (6) في نسخة " خ ": واضعا يده على الارض رافعا يده. (7) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ".


[ 186 ]

وعيبة علمي، وأميني على وحيي، وخليفتي في أرضي، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لاصلين من عاداك أشد عذابي وإن وسعت عليه في دنياه (1) من سعة رزقي، فإذا انقطع الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه، رافعا رأسه (2) إلى السماء يقول: [ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ] (3) قال: فإذا قال ذلك أعطاه الله (4) العلم الاول و [ العلم ] (5) الآخر واستحق زيارة (6) الروح في ليلة القدر. قلت: جعلت فداك، الروح ليس هو جبرئيل ؟ قال: الروح [ هو ] (7) أعظم من جبرئيل، إن جبرئيل من الملائكة، وإن الروح هو خلق أعظم من الملائكة - عليهم السلام - أليس يقول الله تبارك وتعالى: [ تنزل الملائكة والروح ] (8) ؟ (1) 1932 / 2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: بإسناده عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - في السنة التي ولد فيها


(1) في المصدر والبحار: دنياي. (2) في نسخة " خ ": واضعا يده رافعا يده. (3) سورة آل عمران: 18. (4) لفظ الجلالة ليس في نسخة " خ ". (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: زيادة. (7) من المصدر. (8) سورة القدر: 4. (9) الكافي: 1 / 385 ح 1، عنه البحار: 15 / 297 ح 36. وقد تقدم الحديث مع تخريجاته في ج 4 / 229 ح 1.


[ 187 ]

موسى بن جعفر - عليه السلام - بالابواء (1) فبينا نحن نأكل معه إذ أتاه الرسول ان حميدة قد أتاها (2) الطلق، فقام فرحا مسرورا ومضى، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا مستبشرا. فقلنا: أضحك الله سنك وأقر عينك ما صنعت حميدة ؟ فقال: وهب الله لي غلاما وهو خير أهل زمانه، ولقد خبرتني امه عنه بما كنت أعلم به منها. فقلت: جعلت فداك، فما الذي أخبرتك به حميدة (3) ؟ فقال ذكرت: إنه لما خرج (4) من أحشائها ووقع إلى الارض رافعا رأسه (5) إلى السماء قد اتقى الارض بيده يشهد أن لا إله إلا الله، فقلت لها: إن ذلك أمارة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمارة الائمة من بعده. فقلت: جعلت فداك، وما أمارة الغلام (6) ؟ فقال: [ العلامة ] (7) يا أبا بصير، إنه لما كان في الليلة التي علق فيها أتاني آت بكأس فيه شربة من الماء أبيض من اللبن، وأحلى من العسل وأشهد (8)، وأبرد من الثلج، فسقانيه وشربته، وأمرني بالجماع، ففعلت فرحا مسرورا، وكذلك يفعل بكل واحد منا، فهو والله صاحبكم، إن


(1) في المصدر: في الابواء. (2) في المصدر: أخذها. (3) في المصدر: خبرتك به عنه. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: قالت انه خرج. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده. (6) في المصدر: وما الامارة ؟ (7) من المصدر. (8) في المصدر: وأشد.


[ 188 ]

نطفة الامام [ حين ] (1) يكون في الرحم أربعين يوما وليلة نصب له (2) عمود من نور في بطن امه ينظر به مد بصره، فإذا تمت له أربعة (3) أشهر أتاه ملك يقال له الخير فكتب على عضده الايمن [ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ] (4) الآية، فإذا وضعته امه اتقى الارض بيده، رافعا رأسه (5) إلى السماء ويشهد أن لا إله إلا الله، وينادى مناد من قبل العرش من الافق الاعلى باسمه واسم أبيه: يا فلان بن فلان، يقول الجليل: أبشر، فإنك صفوتي وخيرتي من خلقي، وموضع سري، وعيبة علمي، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، وأسكنه جنتي، وأحلله جواري، ثم وعزتي لاصلين من عاداك ناري، وأشد عذابي وإن أوسعت عليه في دنياه، فإذا انقطع المنادي أجابه الامام: [ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ] (6) فإذا قالها أعطاه الله علم الاولين وعلم الآخرين، واستوجب الزيادة من الروح (7) ليلة القدر. فقلت: جعلت فداك، أليس الروح هو جبرائيل ؟ فقال: جبرئيل من الملائكة، والروح خلق أعظم منه، وهو مع


(1) من المصدر. (2) في المصدر: لها. (3) في المصدر: تمت أربعة. (4) سورة الانعام: 115. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده. (6) سورة آل عمران: 18. (7) في نسخة " خ " والمصدر: الجليل.


[ 189 ]

الامام حيث كان. (1) 1933 / 3 - وعنه: عن أبي المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر بن عمار الطبرستاني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، رفعه إلى أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إن حميدة أخبرتني بشئ ظنت إني لا أعرفه، وكنت أعلم به منها. قلت (2) له: وما أخبرتك به ؟ قال: ذكرت انه لما سقط من الاحشاء سقط واضعا يديه (3) على الارض، رافعا رأسه إلى السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله - صلى الله عليه وآله -، والوصي إذا خرج من بطن امه أن تقع يداه (4) على الارض رافعا رأسه (5) إلى السماء يقول: [ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ] (6) الآية، أعطاه الله العلم الاول والعلم الآخر، واستحق زيادة (7) الروح في ليلة القدر، وهو أعظم خلقا من جبرائيل. (8) 1934 / 4 - وعنه: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر بن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الشلمغاني، رفعه إلى جابر، قال: قال أبو جعفر - عليه


(1) دلائل الامامة: 146 - 147، عنه حلية الابرار: 4 / 196 ح 2. (2) في المصدر: قلنا. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده. (5) في المصدر: على الارض ورأسه. (6) سورة آل عمران: 18. (7) في المصدر: زيارة. (8) دلائل الامامة: 147، عنه حلية الابرار: 4 / 198 ح 3.


[ 190 ]

السلام -: قدم رجل من أهل المغرب معه رقيق ووصف لي صفة جارية كانت معه، وأمرني (1) بابتياعها بصرة دفعها إلي، فمضيت إلى الرجل، فعرض علي ما كان عنده من الرقيق، فقلت: بقى عندك غير ما عرضت علي. فقال (2): بقيت جارية عليلة. فقلت: أعرضها علي، فعرض [ علي ] (3) حميدة، فقلت له: بكم (4) تبيعها ؟ فقال: بسبعين دينارا، فأخرجت الصرة إليه. فقال النخاس: لا إله إلا الله، رأيت البارحة في النوم رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد ابتاع مني هذه الجارية بهذه الصرة بعينها، فتسملت الجارية وسرت (5) بها إلى أبي جعفر - عليه السلام -، فسألها عن اسمها، فقالت: حميدة. فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة، ثم سألها عن خبرها، فعرفته أنها بكر، فقال لها: أنى يكون ذلك وأنت جارية كبيرة ؟ فقالت: كان مولاي إذا أراد أن يقرب مني أتاه رجل في صورة حسنة فمنعه (6) من أن يصل إلي.


(1) في المصدر: رجل من المغرب معه رقيق قد وصف لي خلقة جارية معه وأخبرني. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقلت. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فقلت: بكم. (5) في المصدر: وهربت. (6) في نسخة " خ " والمصدر: فيمنعه.


[ 191 ]

فدفعها أبو جعفر - عليه السلام - إلى أبي عبد الله - عليه السلام - وقال: حميدة سيدة الاماء، مصفاة من الارجاس كسبيكة الذهب، فما زالت الاملاك تحرسها [ حتى ] (1) ادنت إلى كرامة الله عزوجل (2). قلت: قد تقدم معنى هذا الحديث في الحادي والخمسين من معاجز أبي جعفر محمد بن علي الباقر - عليهما السلام - عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن علي ابن السندي القمي، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمان، عن أبيه، قال: دخل ابن عكاشة بن محصن الاسدي على أبي جعفر - عليه السلام - وكان أبو عبد الله - عليه السلام - قائما عنده، وذكر الحديث. (3) وقد تقدم مزيد روايات تنتظم في هذا السلك في معاجز مولد علي بن الحسين - عليهما السلام - من أراده وقف عليه من هناك. (4)

الثاني علمه - عليه السلام - بمن يقف عليه بعد موته، وهو في تسميته الكاظم 1935 / 5 - ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق - رضي الله عنه -، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ربيع بن عبد الرحمان، قال: كان والله موسى بن


(1) من المصدر، وفيه: اذنت. (2) دلائل الامامة: 148. (3) الكافي: 1 / 476 ح 1. وقد تقدم في ج 5 / 94 ح 79. (4) انظر ج 4 / 229.


[ 192 ]

جعفر - عليه السلام - من المتوسمين، يعلم من يقف عليه بعد موته ويجحد الامام (1) بعده (2) إمامته، وكان يكظم غيظه عليهم، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم، فسمي الكاظم لذلك. (3) 1936 / 6 - الشيخ المفيد في إرشاده: قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن غير واحد من أصحابه ومشايخه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى - عليه السلام - ويسبه إذا رآه، ويشتم عليا - عليه السلام -. فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عنه أشد نهي، وزجرهم أشد زجر (4)، وسأل عن العمري، فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب [ إليه ] (5) فوجده في زرعه (6)، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا، فتوطأه أبو الحسن - عليه السلام - بالحمار حتى وصل إليه، فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه، وقال له: كم غرمت في زرعك هذا ؟


(1) في العلل: الامامة. (2) في العلل والعيون: بعد. (3) علل الشرائع: 1 / 235 ح 1، عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 112 ح 1، معاني الاخبار: 65 باختلاف، عنها البحار: 48 / 10 ح 1، وعوالم العلوم: 21 / 26 ح 1. وأورده ابن شهر اشوب في المناقب: 4 / 323 عن الربيع بن عبد الرحمان. وأخرجه في الوسائل: 8 / 525 ح 13 عن العلل، وفي إثبات الهداة: 3 / 183 ح 33 عن العيون. (4) في المصدر: فنهاهم عن ذلك أشد النهي... الزجر. (5) من المصدر. (6) في المصدر: مزرعة له.


[ 193 ]

فقال [ له ] (1): مائة دينار. قال: وكم ترجو أن تصيب فيه ؟ قال: لست أعلم الغيب. قال [ له ] (2): إنما قلت لك: كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال: أرجو [ أن يجيئني ] (3) فيه مائتا دينار. قال: فأخرج له أبو الحسن صرة فيها ثلاثمائة دينار، وقال: هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو. قال: فقام العمري فقبل رأسه، وسأله أن يصفح عن فارطته (4)، فتبسم إليه أبو الحسن - عليه السلام - وانصرف. قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا، فلما نظر إليه قال: [ الله أعلم حيث يجعل رسالته ] (5). قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا [ له ] (6): ما قصتك ؟ قد كنت تقول غير هذا (7). قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لابي الحسن - عليه السلام - فخاصموه وخاصمهم، فلما رجع أبو الحسن - عليه السلام - إلى داره قال لجلسائه (8) الذين سألوه في قتل العمري: أيما كان


(1 و 2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: فارطه. (5) سورة الانعام: 124. (6) من المصدر. (7) كذ في المصدر، وفي الاصل: قصتك كنت تقول هذا. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: لحاشيته.


[ 194 ]

خيرا ما أردتم أو ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم، وكفيت به شره. ورواه أبو علي الطبرسي في كتاب إعلام الورى: قال: حدثنا الشريف أبو محمد الحسن بن (1) محمد بن يحيى العلوي، عن جده بإسناده قال: إن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى - عليه السلام - ويشتم عليا - عليه السلام -، وذكر الحديث. ورواه أيضا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه. (2)

الثالث حديث شقيق البلخي المشهور 1937 / 7 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله - قال: حدثنا محمد بن علي بن الزبير البلخي ببلخ، قال: حدثنا هشام بن حاتم الاصم، قال: حدثني أبي، [ قال: ] (3) قال لي شقيق يعني ابن إبراهيم (4) البلخي: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلنا القادسية. قال شقيق: فنظرت إلى الناس في زيهم بالقباب والعماريات والخيم والمضارب وكل إنسان منهم قد تزيا على قدره، فقلت: اللهم إنهم قد


(1) كذا الصحيح، وفي الاصل: عن، وفي المصدر: الشريف محمد بن يحيى. (2) إرشاد المفيد: 297، إعلام الورى: 296، عنهما البحار: 48 / 102 ح 7، وعوالم العلوم: 21 / 191 ح 1، وحلية الابرار: 2 / 275. وأورده في دلائل الامامة: 150 - 151 مرسلا. ورواه في تاريخ بغداد: 13 / 28 - 29، عنه إحقاق الحق: 12 / 302. (3) من المصدر. (4) في المصدر: يعني إبراهيم.


[ 195 ]

خرجوا إليك فلا تردهم خائبين، فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس إذ نظرت إلى فتى حدث السن، حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجادة كأنها كوكب دري، وعليه من فوق ثوبه شملة من صوف، وفي رجله نعل عربي، وهو منفرد في عزلة من الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة يريد أن يكون كلا على الناس في هذا الطريق، والله لامضين إليه ولا وبخنه. قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه قال لي: [ يا ] (1) شقيق [ اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ] (2) وقرأ الآية، ثم تركني ومضى. فقلت في نفسي: قد تكلم هذا الفتى على سري، ونطق بما في نفسي، وسماني باسمي وما فعل هذا إلا وهو ولي الله ألحقه وأسأله أن يجعلني في حل، فأسرعت وراءه، فلم ألحقه، وغاب عن عيني فلم أره، وارتحلنا حتى نزلنا واقصة (3) فنزلت ناحية من الحاج، ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلي على كثيب رمل وهو راكع وساجد، وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من خشية الله عزوجل، فقلت: هذا صاحبي لامضين إليه، ثم لاسألنه أن يجعلني في حل، فأقبلت نحوه، فلما نظر إلي مقبلا قال لي: [ يا ] (4) شقيق [ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل


(1) من المصدر. (2) سورة الحجرات: 12. (3) منزل بطريق مكة. " معجم البلدان: 5 / 354 ". (4) من المصدر.


[ 196 ]

صالحا ثم اهتدى ] (1) ثم غاب عن عيني فلم أره. فقلت: هذا رجل من الابدال (2)، وقد تكلم على سري مرتين، ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري، ورحل الحاج وأنا معهم حتى نزلنا زبالة فإذا أنا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يستقي بها ماء، فانقطعت الركوة في البئر، فقلت: صاحبي والله، فرأيته قد رمق السماء بطرفه وهو يقول: أنت ربي إذا ظمئت من الماء * وقوتي إذا أردت الطعام إلهي وسيدي ما لي سواها فلا تعدمنيها. قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الارض، فمد يده فتناول الركوة فملاها ماء، ثم توضأ وأسبغ الوضوء وصلى ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل أبيض فجعل يقبض بيده من الرمل ويطرحه في الركوة، ثم يحركها ويشرب. فقلت في نفسي: أتراه قد تحول (3) الرمل سويقا، فدنوت منه، فقلت له: أطعمني رحمك الله من فضل ما أنعم الله به عليك، فنظر وقال لي: يا شقيق (4)، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة، وأياديه لدينا جميلة، فأحسن ظنك بربك فإنه لا يضيع من أحسن به ظنا، فأخذت الركوة من يده فشربت فإذا سويق وسكر، فوالله ما شربت شيئا قط ألذ


(1) سورة طه: 82. (2) الابدال: قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، سموا بذلك لانهم كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر. " النهاية: 1 / 107، مجمع البحرين: 5 / 319 ". (3) في المصدر: حول. (4) في المصدر: وقال: يا شقيق.


[ 197 ]

منه، ولا أطيب رائحة (1)، فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا، فدفعت إليه الركوة، ثم غاب عن عيني، فلم أره حتى دخلت مكة وقضيت حجي، فإذا أنا بالفتى في هدأة من الليل وقد زهرت النجوم وهو إلى جانب بيت فيه الشراب راكعا وساجدا لا يريد مع الله سواه، فجعلت أرعاه وأنظر إليه وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء ويرتل القرآن ترتيلا، فكلما مرت آية بها (2) وعد ووعيد رددها على نفسه ودموعه تجري على خده حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاة فسبح ربه وقدسه، ثم قام يصلي (3) الغداة وطاف بالبيت اسبوعا وقد خرج (4) من باب المسجد، فخرجت [ فرأيت ] (5) له حاشية (6) وموال (7)، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ويسلمون عليه، فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من [ هذا ] (8) الفتى ؟ فقال لي: هذا أبو إبراهيم عالم آل محمد. قلت: من (9) أبو إبراهيم ؟


(1) في المصدر: رائحة منه. (2) في المصدر: فيها. (3) في المصدر: يسبح ربه ويقدسه، ثم قام فصلى. (4) في المصدر: وخرج. (5) من المصدر. (6) في كشف الغمة: غاشية، والغاشية: السؤال. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأموالا. (8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: وما.


[ 198 ]

قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -. فقلت: لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية. (1)

الرابع الافعى التي خرجت للرشيد حين أراد به سوء 1938 / 8 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن الاعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ - عليه السلام - عند الرشيد وقد خضع له، فقال له عيسى بن أبان: يا أمير المؤمنين، لم تخضع له ؟ قال: رأيت من ورائي (2) أفعى تضرب بأنيابها (3)، وتقول: أجبه بالطاعة وإلا بلعتك، ففزعت منها، فأجبته. (4)

الخامس خروجه - عليه السلام - ودخوله من حيث لا يرى وهو في حبس الشريد. 1939 / 9 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو


(1) دلائل الامامة: 155 - 156. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 213 - 214 نقلا عن مطالب السؤول: 2 / 62 - 63، عنه البحار: 48 / 80 ح 102، وإثبات الهداة: 3 / 201 ح 95، وعوالم العلوم: 21 / 169 ح 1. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ورائه. (3) في المصدر: بنابها. (4) دلائل الامامة: 157، عنه إثبات الهداة: 3 / 209 ح 118.


[ 199 ]

محمد بن سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثا الاعمش، قال: لحقت (1) موسى بن جعفر الكاظم - عليه السلام - وهو في حبس الرشيد فرأيته يخرج من حبسه ويغيب، ثم يدخل (2) من حيث لا يرى. (3)

السادس إئراق الشجرة المقطوعة 1940 / 10 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع، قال: قال الاعمش قال: رأيت موسى بن جعفر - عليه السلام - وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بيده فأورقت، ثم اجتنى منها ثمرا وأطعمني. (4)

السابع العين التي نبعت، والشجرة التي نبتت 1941 / 11 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثنا غالب [ بن مرة ومحمد بن غالب ] (5)، قالا: كنا في حبس الرشيد إذ دخل (6) موسى بن جعفر - عليه السلام - فأنبع الله له عينا، وأنبت له شجرة فكان منها يأكل ويشرب ونهنيه، وكان إذا


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: حدثنا، وهو تصحيف. (2) في المصدر: ويدخل. (3) دلائل الامامة: 157، عنه إثبات الهداة: 3 / 209 ح 117. (4) دلائل الامامة: 157 - 158، عنه إثبات الهداة: 3 / 209 ح 120. (5) من المصدر. (6) في المصدر: فادخل.


[ 200 ]

دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا ترى. (1)

الثامن المائدة التي تنزل عليه - عليه السلام - 1942 / 12 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا علقمة ابن شريك بن أسلم، عن موسى بن هامان، قال: رأيت موسى بن جعفر - عليه السلام - في حبس الرشيد وتنزل عليه المائدة من السماء ويطعم أهل السجن كلهم، ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شئ. (2)

التاسع العصا التي صارت أفعى 1943 / 13 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا هشام ابن منصور، عن رشيق مولى الرشيد، قال: وجهني (3) الرشيد في قتل موسى بن جعفر، فأتيته لاقتله فهز عصا كانت في يده فإذا هي أفعى، وأخذ هارون الحمى، ووقعت الافعى في عنقه حتى وجه إلي بإطلاقه، فأطلقت عنه. (4)

العاشر نطق السباع له - عليه السلام - بالامامة 1944 / 14 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا أبو محمد


(1) دلائل الامامة: 157، عنه إثبات الهداة: 3 / 209 ح 119. (2) دلائل الامامة: 158، عنه إثبات الهداة: 3 / 210 ح 122. (3) في المصدر: وجه بي. (4) دلائل الامامة: 158، عنه إثبات الهداة: 3 / 209 ح 121.


[ 201 ]

عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قال لي إبراهيم (1) بن سعد: ادخل إلى موسى بن جعفر بسباع لتأكله، فلما دخلت بها، فجعلت (2) تلوذ به وتبصبص له وتدعو له بالامامة، وتعوذ به من شر الرشيد. فلما بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه، وقال: أخاف أن يفتنني ويفتن الناس ومن معي. (3)

الحادي عشر صعوده - عليه السلام - إلى السماء، ونزوله بالحربة. 1945 / 15 - أبو جعفر المذكور: قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن إبراهيم بن الاسود، قال: رأيت موسى بن جعفر - عليه السلام - صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور، فقال: أتخوفوني (4) بهذا [ - يعني الرشيد - ] (5) ؟ ! لو شئت لطعنته (6) بهذه الحربة. فابلغ ذلك الرشيد، فأغمي ثلاثا وأطلقه. (7)


(1) في المصدر: قال إبراهيم. (2) في نسخة " خ " والمصدر: بسباع لتأكله، فجعلت. (3) دلائل الامامة: 158، عنه إثبات الهداة: 3 / 210 ح 123. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أتخوفني. (5) من المصدر. (6) في المصدر: لطمته. (7) دلائل الامامة: 158، عنه إثبات الهداة: 3 / 210 ح 124.


[ 202 ]

 

الثاني عشر علمه - عليه السلام - بالغائب، وهو حديث الدراعة المشهور 1946 / 16 - أبو جعفر المذكور: قال: أخبرني أبو الحسين محمد ابن هارون، قال: حدثني أبي - رضي الله عنه -، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد العطار، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن بن راشد، عن علي بن يقطين، قال: كنت واقفا بين يدي الرشيد إذ جاءته هدايا من ملك الروم، وكانت فيها دراعة ديباج مذهبة سوداء لم أر شيئا أحسن منها، فنظر إلي وأنا أحد إليها النظر، فقال: يا علي، أعجبتك ؟ قلت: إي والله يا أمير المؤمنين. قال: خذها، فأخذتها وانصرفت بها إلى (1) منزلي، وشددتها في منديل ووجهتها إلى المدينة، فمكثت ستة أشهر أو سبعة [ أشهر ] (2)، ثم انصبرفت يوما من عند هارون وقد تغديت بين يديه، فقام إلي خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يديه وكتاب مختوم وطينه رطب، فقال: جاء بهذه الساعة رجل فقال: ادفع (3) هذا إلى مولاك ساعة يدخل، ففضضت الكتاب فإذا فيه: يا علي، هذا وقت حاجتك إلى الدراعة، فكشفت طرف المنديل عنها، ودخل علي خادم هارون، فقال: أجب الامير (4).


(1) في نسخة " خ ": وانصرفت إلى. (2) من المصدر. (3) في المصدر: ارفع. (4) في المصدر: أمير المؤمنين.


[ 203 ]

فقلت: أي [ شئ ] (1) حدث ؟ قال: لا أدري، فمضيت ودخلت عليه وعنده عمر بن بزيع (2) واقفا بين يديه، فقال: يا علي، ما فعلت بالدراعة التي وهبتها لك ؟ قلت: ما كساني أمير المؤمنين أكثر من ذلك، فعن أي (3) دراعة تسألني، يا أمير المؤمنين ؟ قال: الدراعة الديباج السوداء المذهبة. قلت: ما عسى أن يصنع مثلي بمثلها إذا انصرفت من دار أمير المؤمنين دعوت بها فلبستها وصليت بها ركعتين أو أربع ركعات، ولقد دخل علي الرسول ودعوت بها لافعل ذلك، فنظر إلى عمر بن بزيع وقال (4): أرسل من يجيئني بها، فأرسلت خادمي فجاءني بها، فلما رآها قال: يا عمر، ما ينبغي لنا أن نقبل قول أحد على علي بعد هذا، وأمر لي بخمسين ألف درهم، فحملتها مع الدراعة وبعثت بها وبالمال من يومي ذلك. (5) 1947 / 17 - الطبرسي في إعلام الورى، والشيخ المفيد في


(1) من المصدر. (2) في المصدر: بزيغ، وكذا في الموضع الآتي. (3) في المصدر: من ذلك أي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقد، وفي الخرائج: فقال: قل له ليرسل حتى يحضرنها. قال: فأرسلت خادمي حتى جاء بها. (5) دلائل الامامة: 158 - 159. وأورده في عيون المعجزات: 99 - 100، والخرائج والجرائح: 2 / 656 ح 9، عنهما البحار: 48 / 59 - 60 ح 72 و 73، وعوالم العلوم: 21 / 106 ح 16. وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 192 ح 20 عن الخرائج، مختصرا.


[ 204 ]

الارشاد: قالا: روى عبد الله بن إدريس، عن ابن سنان، وابن شهر اشوب عن ابن سنان، وثاقب المناقب عن عبد الله بن سنان، قال: حمل الرشيد في بعض الايام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه [ بها ] (1)، وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، فأنفذ علي بن يقطين جل تلك الثياب إلى موسى بن جعفر - عليهما السلام - وأنفذ في جملتها تلك الدراعة، وأضاف إليها ما لا كان أعده (2) على رسم له فيما يحمله إليه من خمس ماله. فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن - عليه السلام - قبل [ ذلك ] (3) المال والثياب، ورد الدراعة على يد الرسول إلى علي بن يقطين، وكتب إليه: احتفظ باه، ولا تخرجها عن يدك، فسيكون [ لك ] (4) بها شأن تحتاج (5) إليها معه، فارتاب علي بن يقطين [ بردها عليه ] (6) ولم يدر ما سبب ذلك، واحتفظ بالدراعة. فلما كان بعد أيام تغير علي بن يقطين على غلام له كان (7) يختص به، فصرفه من (8) خدمته، وكان الغلام يعرف ميل علي (9) بن يقطين إلى


(1) من الارشاد والثاقب. (2) كذا في الارشاد والثاقب، وفي الاصل: عنده. (3) من الارشاد. (4) من الارشاد والثاقب. (5) كذا في الارشاد والثاقب، وفي الاصل: ما يحتاج. (6) من الارشاد، وفي الثاقب: بردها إليه. (7) في الارشاد، غلام كان. (8) في الارشاد والثاقب: عن. (9) كذا في الارشاد والثاقب، وفي الاصل: وكان يقف الغلام ميل علي.


[ 205 ]

أبي الحسن موسى - عليه السلام -، ويقف على ما يحمله إليه في كل وقت (1) من مال وثياب وألطاف وغير ذلك، فسعى به إلى الرشيد، فقال له: إنه (2) يقول بإمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة، وقد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا، فاستشاط الرشيد لذلك وغضب غضبا شديدا، وقال: لاكشفن عن هذه الحال، فإن كان الامر كما تقول أزهقت (3) نفسه. وأنفذ في الوقت (4) بإحضار علي بن يقطين، فلما مثل بين يديه قال له: ما فعلت بالدراعة التي كسوتك بها (5) ؟ قال: هي يا أمير المؤمنين [ عندي ] (6) في سفط مختوم، فيه طيب، قد احتفظت بها، قلما (7) أصبحت إلا وفتحت السفط ونظرت إليها تبركا بها وقبلتها ورددتها إلى موضعها، وكلما (8) أمسيت صنعت مثل ذلك. فقال: أحضرها الساعة. قال: نعم يا أمير المؤمنين، واستدعى بعض خدمه فقال له: ائت


(1) في الثاقب: وقت من الاوقات. (2) في الارشاد والثاقب: فقال: إنه. (3) كذا في الارشاد والثاقب، وفي الاصل: أحرقت. (4) في الثاقب: وأمر في الحال. (5) في الثاقب: إياها. (6) من الارشاد والثاقب. (7) كذا في نسخة " خ " والارشاد - الطبع الجديد -، وفي الاصل: فما، وفي الارشاد - الطبع القديم - والثاقب: وكلما أصبحت وفتحت السفط نظرت. (8) كذا في الارشاد والثاقب، وفي الاصل: وإذا.


[ 206 ]

البيت (1) الفلاني من داري، فخذ مفتاحه من جاريتي (2) وافتحه، ثم افتح الصندوق الفلاني فجئني (3) بالسفط الذي فيه بختمه، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما، فوضع بين يدي الرشيد فأمر بكسر ختمه وفتحه. فلما فتح نظر إلى الدراعة فيه بحالها، مطوية مدفونة في الطيب، فسكن الرشيد من غضبه، ثم قال لعلي بن يقطين: ارددها إلى مكانها وانصرف راشدا، فلن أصدق عليك بعدها ساعيا، وأمر أن يتبع بجائزة سنية، وتقدم بضرب الساعي به ألف سوط، فضرب نحو خمسمائة سوط، فمات في ذلك. (4) ورواه السيد المرتضى في عيون المعجزات قال: في بصائر الدرجات عن محمد بن عبد الله العطار مرفوعا إلى علي بن يقطين الوزير قال: كنت واقفا بين يدي الرشيد إذ جاءت هدايا من ملك الروم، وساق مثل الحديث الاول. (5)


(1) في الارشاد: امض إلى اليبت...، وفي الثاقب: امض إلى البيت في داري. (2) في الارشاد - الطبع القديم -: خازني، وفي الطبع الجديد: خازنتي. (3) في نسخة " خ ": فأتني. (4) إعلام الورى: 293 باختلاف، إرشاد المفيد: 293 - 294، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 289 باختلاف، الثاقب في المناقب: 449 ح 3. وأورده في الفصول المهمة: 236 - 237، ونور الابصار: 165 - 166. وأخرجه في البحار: 48 / 137 ح 12، وعوالم العلوم: 21 / 379 ح 3 عن إعلام الورى والارشاد. (5) تقدم تخريجه في الحديث السابق.


[ 207 ]

 

الثالث عشر علمه - عليه السلام - بما في النفس 1948 / 18 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن الوشاء، عن محمد ابن علي، عن خالد الخزاز (1)، قال: دخلت على أبي الحسن - عليه السلام - وهو في عرصة داره وهو يومئذ بالرميلة (2)، فلما نظرت إليه قلت في نفسي: بأبي وامي وسيدي مظلوم مغصوب مضطهد (3)، ثم دنوت منه فقبلت ما بين عينيه (4)، ثم جلست بين يديه، فالتفت إلي، ثم قال: خالد، نحن أعلم بهذا الامر، فلا يضيقن هذا في نفسك. قلت: جعلت فداك، والله ما أردت بهذا شيئا. فقال: نحن أعلم بهذا الامر من غيرنا، وإن لهؤلاء [ القوم ] (5) مدة وغاية لابد من الانتهاء إليها. قلت: لا أعود ولا اضمر في نفسي شيئا. (6)


(1) في المصدر: الحراني. وهو خالد بن نجيح الخزاز (الجوان) الكوفي. انظر ترجمته في معجم رجال الحديث: 7 / 35 - 38. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بالزبيد. والرميلة: منزل في طريق البصرة إلى مكة. " معجم البلدان: 3 / 73 ". (3) في نسخة " خ " والمصدر: مظلوم مضطهد. (4) في المصدر: فقبلت بين عينيه. (5) من المصدر. (6) دلائل الامامة: 159. ورواه في بصائر الدرجات: 126 ح 7 بهذا الاسناد، وفيه: خالد الجوار، عنه البحار: 26 / 139 ح 9، وأورده في الخرائج والجرائح: 2 / 869 ح 86 عن خالد بن نجيح، عنه البحار: =


[ 208 ]

 

الرابع عشر علمه - عليه السلام - بالغائب 1949 / 19 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله - عليه السلام - أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الامر بعد أيبه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق - والناس عنده - وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه قال: إن الامر في الكبير ما لم يكن به عاهة، فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ فقال: في مائتين خمسة (1)، فقلنا: في مائة ؟ فقال: درهمان ونصف. فقلنا: والله ما تقول المرجئة هذا (2). قال: فرفع يده إلى السماء فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة. قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه، أنا وأبو جعفر الاحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه وإلى (3) من نقصد، نقول: إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج، فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر


= 48 / 49 - 50 ح 40 و 41، وعوالم العلوم: 21 / 89 ح 2 وعن البصائر. ويأتي في المعجزة: 119 عن الثاقب في المناقب. (1) أي في مائتي درهم خمسة دراهم. (2) في نسخة " خ ": هكذا. (3) في المصدر: ولا.


[ 209 ]

المنصور، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم، فقلت للاحول: تنح فإني خائف على نفسي وعليك، وإنما يريدني لا يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد. وتبعت الشيخ، وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه، فما زلت أتبعه - وقد عزمت (1) على الموت - حتى ورد بي على باب أبي الحسن - عليه السلام -، ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله. فدخلت فإذا أبو الحسن موسى - عليه السلام - فقال لي ابتداء منه: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الزيدية، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الخوارج، إلي إلي. فقلت: جعلت فداك، مضى أبوك ؟ قال: نعم. قلت: مضى موتا ؟ قال: نعم. قلت: فمن لنا [ من ] (2) بعده ؟ فقال: إن شاء الله أن يهديك هداك. قلت: جعلت فداك، إن عبد الله يزعم أنه (3) من بعد أبيه. قال: يريد عبد الله ألا يعبد الله.


(1) في الارشاد: عرضت. (2) من المصدر. (3) في الارشاد: إن عبد الله أخاك يزعم أنه الامام.


[ 210 ]

قال: قلت: جعلت فداك، فمن لنا من بعده ؟ قال: إن شاء الله أن يهديك هداك ؟ قال: قلت: جعلت فداك، فأنت هو ؟ قال: لا، ما أقول ذلك. قال: فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، ثم قلت له: جعلت فداك، عليك إمام ؟ قال: لا، فداخلني شئ لا يعلمه إلا الله عزوجل إعظاما [ له ] (1) وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه، ثم قلت له: جعلت فداك، أسألك عما كنت أسأل أباك ؟ فقال: سل تخبر ولا تذع، فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف. قلت: جعلت فداك، شيعتك وشيعة أبيك ضلال، فالقي إليهم وأدعوهم إليك ؟ فقد أخذت علي الكتمان. قال: من آنست منهم رشدا فألق إليه، وخذ عليه الكتمان، فإن أذاعوا به فهو الذبح - وأشار بيده إلى حلقه -. قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الاحول، فقال لي: ما وراءك ؟ قلت: الهدى، فحدثته بالقصة. قال: ثم لقينا الفضيل وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وساءلاه وقطعا عليه بالامامة، ثم لقينا الناس أفواجا، فكل من دخل


(1) من المصدر.


[ 211 ]

عليه قطع، إلا طائفة عمار (1) وأصحابه، وبقي عبد الله لا يدخل إليه (2) إلا قليل من الناس، فلما رأى ذلك قال: ما حال الناس ؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس، قال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني. (3) 1950 / 20 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: دخلت على عبد الله بن جعفر بن محمد بعد موت أبي عبد الله - عليه السلام - وكان ادعى الامامة فسألته عن شئ من الزكاة، فقلت له: كم في المائة ؟ فقال: خمسة دراهم. قلت: وكم في نصف المائة ؟ قال: درهمين ونصف. فقلت: ما قال بهذا أحد من الامة، فخرجت من عنده إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - مستغيثا برسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: يا رسول الله، إلى من ؟ إلى القدرية ؟ إلى الحرورية ؟ إلى المرجئة ؟ إلى


(1) في الارشاد: عمار الساباطي. (2) في نسخة " خ ": عليه. (3) الكافي: 1 / 351 ح 7، عنه إعلام الورى: 291 - 292، وحلية الابرار: 2 / 231، وإثبات الهداة: 3 / 173 ح 9 (مختصرا). ورواه في إرشاد المفيد: 291 - 292 بإسناده عن ابن قولويه، عن الكليني، عنه كشف الغمة: 2 / 222 - 223. وأخرجه في البحار: 47 / 343 ح 35 عن الارشاد ومناقب ابن شهر اشوب: 4 / 290.


[ 212 ]

الزيدية (1) فإني كذلك إذ أتاني رسول أبي الحسن - عليه السلام - غلام صغير دون الخماسي، فقال: أجب مولاك موسى بن جعفر، فأتيته، فلما بصر بي من صحن الدار ابتدأني فقال: يا هشام. قلت: لبيك. قال: لا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية، ولا إلى المرجئة، ولا إلى الزيدية، ولكن إلينا. فقلت: أنت صاحبي، فسألته، فأجابني عن كل ما أردت (2). (3) 1951 / 21 - محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي (4)، قال حدثنا الحسن الواسطي، عن هشام بن سالم، قال: [ لما ] (5) دخلت على (6) عبد الله بن أبي عبد الله - عليه السلام - فسألته فلم أر عنده شيئا، فدخلني من ذلك ما الله أعلم به (7)، وخفت أن لا يكون أبو عبد الله - عليه السلام - ترك خلفا، فأتيت قبر النبي - صلى الله عليه وآله - فجلست عند رأسه أدعو الله، وأستغيث به، ثم فكرت فقلت:


(1) في المصدر: اليزيدية، وكذا في الموضع الآتي. (2) في المصدر: ما سألته. (3) دلائل الامامة: 159، عنه حلية الابرار: 2 / 233. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع عوالم العلوم: 21 / 90 ح 4. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: التميمي. وهو محمد بن الحسن بن زياد الميثمي الاسدي، مولاهم، أبو جعفر. انظر ترجمته في معجم رجال الحديث: 15 / 217. (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: إلى. (7) في المصدر والبحار: ما الله به عليم.


[ 213 ]

أصير إلى قول (1) الزنادقة، ثم فكرت فيما يدخل عليهم ورأيت قولهم يفسد، ثم قلت: لا بل قول الخوارج، وآمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأضرب بسيفي حتى أموت، ثم فكرت في قولهم، وما يدخل عليهم، فوجدته يفسد. ثم قلت: أصير إلى القدرية (2)، ثم فكرت فيما يدخل عليهم، فإذا قولهم يفسد، فبينا أنا افكر في نفسي، وأمشي (3) إذ مر بي بعض موالي أبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي: أتحب (4) أن أستأذن لك على أبي الحسن - عليه السلام - ؟ قلت: نعم، فذهب فلم يلبث إلى أن عاد (5) إلي فقال: قم وادخل عليه، فلما نظر إلي أبو الحسن - عليه السلام - قال [ لي ] (6) مبتدئا: [ يا هشام، ] (7): لا إلي الزنادقة، ولا إلى الخوارج، ولا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولكن إلينا. قلت: أنت صاحبي، ثم سألته فأجابني عما أردت. (8) 1952 / 22 - ثاقب المناقب: عن هشام بن سالم، قال: لما قبض أبو عبد الله - عليه السلام - اختلف أصحابه من بعده، وما لوا إلى عبد الله بن جعفر،


(1) كذا في البحار، وفي الاصل: قوم، وفي المصدر: " على " بدل " إلى قول ". (2) في المصدر والبحار: المرجئة، وكلمة " أصير " ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأبكي. (4) في المصدر: يجب. (5) في البحار: فلم يلبث أن عاد. (6 و 7) من المصدر والبحار. (8) بصائر الدرجات: 251 ح 4، عنه البحار: 48 / 51 ح 47، وحلية الابرار: 2 / 234.


[ 214 ]

فتبين لهم منه [ أنه ] (1) ليس بصاحب الامر بعد أبيه، فمالوا إلى محمد بن جعفر فوجدوا [ فيه مثلما وجدوا ] (2) في عبد الله، فاغتموا لذلك غما شديدا، فدخلنا مسجد الرسول (3) - صلى الله عليه وآله - وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفعنا أيدينا إلى السماء باكية أعيننا، حيرة منا في أمرنا، ونحن نقول: [ اللهم ] (4) إلى من ؟ إلى المرجئة [ أم ] (5) إلى الخوارج [ أم ] (6) إلى المعتزلة ؟ فجاءنا مولى لابي عبد الله - عليه السلام - فدعانا إلى أبي الحسن [ موسى ] (7) - عليه السلام - فمضينا معه (8)، فاستأذن لنا عليه، فأذن لنا، فدخلنا، فلما بصر بنا قال من قبل أن نتكلم: إلي، لا إلى الخوارج، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى المرجئة، فعلمنا (9) أنه صاحب الامر. ورواه أيضا ابن شهر اشوب في المناقب، والراوندي في الخرائج. (10) والاختلاف بالزيادة والنقصان لا يضعف الحديث بل يقويه لان توفر الدواعي على نقله لا يؤمن فيه الاختلاف من الرواة الكثيرين مع سلامة المطلوب والاتفاق على المقصود.


(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (4 - 7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: إليه. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: فعلمت. (10) الثاقب في المناقب: 437 ح 2، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 290، الخرائج والجرائح: 1 / 331 ح 23.


[ 215 ]

 

الخامس عشر علمه - عليه السلام - بما في النفس 1953 / 23 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران - رحمه الله -، عن محمد بن علي، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت العبد الصالح - عليه السلام - ينعى إلى رجل نفسه، فقلت في نفسي وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته، فالتفت إلي شبه المغضب فقال: يا إسحاق، قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا، والامام أولى بعلم ذلك. ثم قال: يا إسحاق، اصنع ما أنت صانع، فإن عمرك قد فني، وإنك تموت إلى سنتين، وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم، ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم، فكان هذا في نفسك. فقلت: فإني أستغفر الله مما (1) عرض في صدري (2)، فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات، فما أتى عليهم إلا قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا. (3)


(1) في المصدر: بما. (2) في نسخة " خ ": نفسي. (3) الكافي: 1 / 484 ح 7، عنه البحار: 48 / 54 - 55 ح 56 - 60، وعوالم العلوم: 21 / 123 ح 2 وعن بصائر الدرجات الآتي في الحديث 25، والخرائج والجرائح: 2 / 712 ح 9، وإعلام الورى الآتي في الحديث 28. وأورده في إثبات الوصية: 166 عن إسحاق بن عمار، باختلاف يسير. وأخرجه في البحار: 42 / 139 ح 20 عن كشف الغمة: 2 / 242 - 243 باختلاف يسير. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم.


[ 216 ]

1954 / 24 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن سليم مولى علي بن يقطين، قال: أردت [ أن ] (1) أكتب إليه أسأله هل يتنور الرجل وهو جنب قبل أن يغتسل ؟ فكتب (2) إلي - عليه السلام - [ قبل أن أكتب إليه ] (3) مبتدئا: النورة تزيد الرجل نظافة، ولكن لا يجامع الرجل مختضبا، ولا تجامع المرأة مختضبة. (4)

السادس عشر علمه - عليه السلام - بالآجال 1955 / 25 - محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن علي بن [ فضال، عن ] (5) معاوية، عن إسحاق، قال: كنت عند أبي الحسن - عليه السلام - ودخل عليه رجل، فقال له أبو الحسن - عليه السلام -: يا فلان، إنك (6)


(1) من المصدر. (2) في المصدر: وهو جنب فكتب. (3) من المصدر. (4) دلائل الامامة: 160. وأخرجه في البحار: 48 / 51 ح 45، وعوالم العلوم: 21 / 91 ح 5 عن بصائر الدرجات: 251 ح 3، والخرائج والجرائح: 2 / 652 ح 4. وفي البحار: 76 / 90 ح 10، وج 103 / 289 ح 27 عن البصائر. وفي الوسائل: 1 / 499 ح 3 عن الخرائج والتهذيب: 1 / 377 ح 22. وفي إثبات الهداة: 3 / 178 ح 23 عن التهذيب والبصائر. ويأتي في المعجزة: 120 عن الثاقب في المناقب. (5) من المصدر. (6) في البحار: إنك أنت.


[ 217 ]

تموت إلى شهر. قال: فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته. [ قال: ] (1) فقال: يا إسحاق، وما تنكرون من ذلك ؟ وقد (2) كان رشيد الهجري مستضعفا وكان يعلم علم المنايا والبلايا، فالامام (3) أولى بذلك منه. قال: ثم قال (4): يا إسحاق، تموت إلى سنتين، ويتشتت أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك، ويفلسون إفلاسا شديدا. (5) 1956 / 26 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى عبد الله ابن محمد، عن إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا علي بن معلى (6)، قال: حدثنا علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت العبد الصالح - عليه السلام - يقول: نعى الرجل (7) نفسه. فقلت في نفسي: والله إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته. فقال شبه المغضب: يا إسحاق، قد كان رشيد الهجري يعلم


(1) من البحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكان يعلم المنايا والامام. (4) في المصدر والبحار: أولى بذلك، ثم قال. (5) بصائر الدرجات: 265 ح 13، عنه البحار: 42 / 123 ح 5. وقد تقدم مثله في الحديث 23 مع تخريجاته. (6) كذا السند في البصائر والبحار والعوالم، وفي الاصل: روى عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا علي بن يعلى، وفي المصدر: روى عبد الله بن إبراهيم، عن أبي إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا علي بن يعلى. (7) في المصدر: نعى إلي رجل.


[ 218 ]

[ علم ] (1) المنايا والبلايا، والامام أولى بعلم ذلك. (2) 1957 / 27 - ثم قال أبو جعفر الطبري: وبهذا الاسناد عن سيف بن عميرة، [ عن إسحاق بن عمار ] (3) قال: سمعت العبد الصالح - عليه السلام - ينعى إلى رجل نفسه قلت في نفسي: إنه ليعلم متى يموت [ الرجل ] (4) من شيعته. فالتفت [ إلي ] (5) شبه المغضب فقال: يا إسحاق، كان رشيد [ الهجري ] (6) من المستضعفين، وكان يعلم علم المنايا والبلايا، والحجة أولى بعلم ذلك. ثم قال: يا إسحاق، اصنع ما أنت صانع، عمرك قد فنئ، وأنت تموت إلى سنتين، وأخوك وأهل بيتك لا يلبثون إلا يسيرا حتى تفرق كلمتهم، ويخون بعضهم بعضا. قال إسحاق: فقلت: إني أستغفر الله مما (7) عرض في صدري. قال سيف: فلم يلبث إسحاق بن عمار إلا يسيرا حتى مات، وما ذهبت الايام حتى أفلس ولد عمار وقاموا (8) بأموال الناس. (9)


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 160. وأخرجه في البحار: 42 / 123 ح 4، وج 48 / 54 ح 53، وإثبات الهداة: 3 / 188 ح 52، وعوالم العلوم: 21 / 122 ح 1 عن بصائر الدرجات: 264 ح 9. (3 - 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: عما. (8) في نسخة " خ ": وفلسوا. (9) دلائل الامامة: 160. وقد تقدم مثله في الحديث 23 مع تخريجاته.


[ 219 ]

1958 / 28 - الطبرسي في إعلام الورى: قال: روى الحسن بن علي ابن أبي عثمان، عن إسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن - عليه السلام - فدخل عليه رجل، فقال له أبو الحسن: يا فلان، أنت تموت إلى شهر. قال: فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال الشيعة. قال: فقال: يا إسحاق، ما تنكرون من ذلك ؟ قد كان رشيد الهجري مستضعفا، وكان يعلم علم المنايا، والامام أولى بذلك منه، ثم قال: يا إسحاق (1)، تموت إلى سنتين، ويتشتت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاسا شديدا. قال: فكان كما قال. (2) 1959 / 29 - ثاقب المناقب: عن إسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن الاول - عليه السلام - فدخل عليه رجل فقال [ له ] (3) أبو الحسن - عليه السلام -: يا فلان، إنك تموت إلى شهر، فأضمرت في نفسي كأنه يعرف آجال الشيعة. فقال: يا إسحاق، ما تنكرون من ذلك ؟ كان رشيد الهجري مستضعفا، وكان يعرف [ علم ] (4) المنايا، فالامام أولى بذلك [ منه ] (5). ثم قال: يا إسحاق، إنك تموت إلى سنتين، ويفتقر أهلك وأهل


(1) في المصدر: يا أبا إسحاق. (2) إعلام الورى: 295. وقد تقدم مثله في الحديث 23 مع تخريجاته. (3 - 5) من المصدر.


[ 220 ]

بيتك وعيالك، ويفلسون (1) إفلاسا شديدا، فكان كما قال. (2) 1960 / 30 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: روي عن إسحاق بن عمار، قال سمعت أبا إبراهيم موسى - عليه السلام - قد نعى لرجل نفسه فقلت في نفسي: [ وإنه ليعلم ] (3) متى يموت الرجل من شيعته. فالتفت إلي شبه المغضب، وقال: يا إسحاق، قد كان رشيد الهجري - رضي الله عنه - من المستضعفين، يعلم علم المنايا والبلايا، والامام أولى بذلك. يا إسحاق، اصنع ما أنت صانع، فعمرك قد فني، وأنت تموت إلى سنتين، وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك حتى تفترق كلمتهم. ويخون بعضهم بعضا، ويشمت بهم عدوهم، فلم يلبث إسحاق بعد ذلك إلا سنتين حتى مات، فكان من حاله وأهله وأولاده كما ذكر (4) - صلوات الله عليه -، وأفلسوا. (5) 1961 / 31 - ابن شهر اشوب: عن إسحاق بن عمار: قال أبو الحسن - عليه السلام - لرجل: يا فلان، [ أنت ] (6) تموت إلى شهر، فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال الشيعة. فقال لي (7): يا إسحاق، ما تنكرون من ذلك ؟ كان رشيد الهجري


(1) في المصدر: وأهل بيتك وتفلسون. (2) الثاقب في المناقب: 434 ح 1. (3) من المصدر. (4) في المصدر: ذكره. (5) عيون المعجزات: 98 - 99. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا.


[ 221 ]

مستضعفا، وكان يعلم علم المنايا، والامام أولى بذلك منه، ثم قال: يا إسحاق، تموت إلى سنتين، ويتشتت مالك وعيالك وأهل بيتك، ويفلسون إفلاسا شديدا. قال الحسن بن علي بن أبي عثمان: فكان كما قال. (1)

السابع عشر علمه - عليه السلام - بالآجال 1962 / 32 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد (2)، قال: سمعت أبا الحسن - عليه السلام - يقول: لا يشهد أبو جعفر بالناس موسما بعد السنة، وكان حج في تلك السنة، فذهب عمر فخبر أنه يموت في تلك السنة وكانت تسع عشرة، وكان يروى أنه لا يملك عشرين سنة. (3)

الثامن عشر علمه - عليه السلام - بالغائب 1963 / 33 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن


(1) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 287. (2) في المصدر: زيد. (3) دلائل الامامة: 161.


[ 222 ]

محمد العلوي، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي، عن محمد بن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: أرسل إلي أبو الحسن - عليه السلام - أن تحول [ عن منزلك، فشق ذلك علي، فقلت: نعم، ولم أتحول، فأرسل إلي تحول، ] (1) فطلبت منزلا فلم أجد، وكان منزلي موافقا لي، فأرسل إلي الثالثة أن تحول عن (2) منزلك. قال عثمان: فقلت: لا والله، لا أدخل عليك هذا المنزل أبدا. قال: فلما كان بعد يومين عند العشاء إذا أنا بإبراهيم قد جاء فقال: ما تدري ما لقيت اليوم. فقلت: وما ذاك ؟ قال: ذهبت أستقي ماء من البئر فخرج الدلو ملآنا عذرة، وقد عجنا من البئر فطرحنا العجين، وغسلنا ثيابنا (3) فلم أخرج منذ اليوم، وقد تحولت إلى المنزل الذي اكتريت، فقلت له: وأنت أيضا تتحول، وقلت له: إذا كان غدا إن شاء الله حين تنصرف من الغداة تذهب إلى منزلك فندعوا لك بالبركة، فلما خرجت من المنزل سحرا فإذا إبراهيم عند القبر، فقال: تدري ما كان الليلة ؟ فقلت: لا والله.


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثيابا.


[ 223 ]

قال (1): سقط منزلي العلوي والسفلي. (2) 1964 / 34 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن الحسن (3) بن علي بن النعمان، عن عثمان بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: كتب إلي أبو الحسن - قال عثمان بن عيسى: وكنت حاضرا بالمدينة -: تحول عن منزلك، فاغتم من ذلك (4)، وكان منزله منزلا وسطا بين المسجد والسوق، فلم يتحول، فعاد إليه الرسول: تحول عن منزلك، فبقي (5)، ثم عاد إليه الثالثة: تحول عن منزلك، فذهب وطلب (6) منزلا وكنت في المسجد ولم يجئ إلى المسجد إلا عتمة (7)، فقلت له: ما خلفك ؟ فقال: [ ما ] (8) تدري ما أصابني [ اليوم ] (9) ؟ قلت: لا. قال: ذهبت أستقي الماء من البئر لاتوضأ، فخرج الدلو مملوءا خرءا، وقد عجنا وخبزنا [ بذلك الماء، فطرحنا خبزنا ] (10) وغسلنا ثيابنا، فشغلني عن المجئ، ونقلت متاعي إلى المنزل (11) الذي اكتريته، فليس


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقد. (2) دلائل الامامة: 161. (3) في البحار: الحسين. (4) في المصدر والبحار: فاغتم بذلك. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فبقيت. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فذهبت فطلبت. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إلا إلى عتمة. (8 - 10) من المصدر والبحار. (11) في البحار: البيت.


[ 224 ]

بالمنزل إلا الجارية، الساعة أنصرف وآخذ بيدها. فقلت: بارك الله [ لك ] (1)، ثم افترقنا، فلما كان سحر [ تلك الليلة ] (2) خرجنا إلى المسجد فجاء فقال: ما ترون ما حدث في هذه الليلة ؟ قلت: لا. قال: سقط والله منزلي السفلي والعلوي. (3)

التاسع عشر مسارة أباه - عليه السلام - في المهد 1965 / 35 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى ابن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن سنان، عن يعقوب السراج، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى - عليه السلام - وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: ادن من مولاك [ فسلم ] (4)، فدنوت فسلمت عليه، فرد علي السلام بلسان فصيح، ثم قال لي: اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله، وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها. (5)


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) قرب الاسناد: 145، عنه البحار: 48 / 45 ح 29، وعوالم العلوم: 21 / 103 ح 9. (4) من نسخة " خ " والمصدر. (5) الكافي 1 / 310 ح 11، عنه الوسائل: 15 / 123 ح 3، وإثبات الهداة: 3 / 158 ح 12، وحلية الابرار: 2 / 290. وأخرجه في البحار: 48 / 19 ح 24، وعوالم العلوم: 21 / 31 ح 1 عن إعلام الورى: =


[ 225 ]

1966 / 36 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر بن الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، رفعه إلى يعقوب السراج، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وهو واقف على أبي الحسن - عليه السلام - وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فلما فرغ قال لي: ادن فسلم على مولاك، فدنوت فسلمت عليه، ثم قال لي: [ امض ] (1) فغير اسم ابنتك وقد كنت سميتها باسم الحميراء، فغيرته. (2) 1967 / 37 - ثاقب المناقب: قال: روى يعقوب السراج، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد - صلوات الله عليهما - فسلمت عليه، فقال: سلم على مولاك، وأشار إلى مهد في ضفة اخرى فيه موسى بن جعفر - صلوات الله عليهما - فمشيت إليه، وقلت: السلام عليك يا مولاي. قال: وعليك السلام، يا يعقوب إنه قد ولد لك البارحة بنت فسميتها باسم يبغضه الله تعالى، فغيره. (3)

العشرون إيتاؤه - عليه السلام - الحكم صبيا 1968 / 38 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر بن الطبرستاني، قال:


= 290 وإرشاد المفيد: 290. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم. (1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 161. (3) الثاقب في المناقب: 200 ح 5.


[ 226 ]

حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: إن أبا حنيفة صار إلى باب أبي عبد الله - عليه السلام - [ ليسأله عن مسألة، فلم يأذن له، فجلس ينتظر الاذن، فخرج أبو الحسن ] (1) وسنه خمس سنين يعني أبا الحسن - عليه السلام - فدعاه وقال له: يا غلام (2)، أين يضع المسافر خلاه في بلدكم هذا ؟ فاستند أبو الحسن - عليه السلام - إلى الحائط وقال له: يا شيخ، يتوقى شطوط الانهار، ومساقط الثمار (3)، ومنازل النزال، وأفنية المساجد، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويتوارى خلف جدار ويضع (1) حيث شاء، فانصرف أبو حنيفة في تلك السنة ولم يدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - (5). وهذا الحديث من مشاهير الاحاديث متكرر في الكتب.

الحادي والعشرون علمه - عليه السلام - بالغائب 1969 / 39 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: بالاسناد السابق، عن أبي جعفر محمد بن علي، رفعه إلى علي بن أبي حمزة قال: كنت عند أبي الحسن - عليه السلام - إذ أتاه رجل من أهل الري يقال له جندب، فسلم عليه وجلس، فسأله أبو الحسن - عليه السلام - فأحسن السؤال، فقال


(1) من المصدر. (2) في المصدر: خمس سنين فدعاه وقال: يا غلام. (3) في المصدر: وقال: يا شيخ... الاثمار. (4) في المصدر: ويضعه. (5) دلائل الامامة: 162، عنه حلية الابرار: 2 / 229. وأورده في إثبات الوصية: 162 مرسلا.


[ 227 ]

له: ما فعل أخوك ؟ فقال: بخير جعلت فداك، وهو يقرئك السلام. فقال: يا جندب، عظم الله أجرك في أخيك. فقال: ورد والله كتابه علي بعهد (1) ثلاثة عشر يوما [ بالسلامة ] (2) !. فقال: يا جندب، إنه والله مات بعد كتابه بيومين، ودفع إلى امرأته مالا، وقال: ليكن هذا عندك فإذا قدم أخي فادفعيه إليه، وقد أودعته الارض في البيت الذي كان هو فيه، فإذا أنت أتيتها فتلطف بها (3) وأطمعها في نفسك فإنها ستدفعه إليك. وقال علي بن أبي حمزة: فلقيت جندبا بعد ذلك فسألته عما كان قال أبو الحسن - عليه السلام -، فقال: صدق والله سيدي ما زاد ولا نقص. (4)

الثاني والعشرون استجابة دعائه - عليه السلام - 1970 / 40 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني علي ابن هبة الله الموصلي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين


(1) كذا الصحيح، وفي الاصل: بعد، وفي المصدر: ورد والله علي كتاب بعد، وفي الخرائج: ورد كتابه من الكوفة لثلاثة عشر... (2) من المصدر. (3) في المصدر: لها. (4) دلائل الامامة: 162. وأخرجه في البحار: 48 / 61 ح 76 - 79، وعوالم العلوم: 21 / 82 ح 14 عن الخرائج والجرائح: 1 / 317 ح 10، وعيون المعجزات: 98، وفرج المهموم: 230، وكشف الغمة: 2 / 241. وأورده في إثبات الوصية: 166، والثاقب في المناقب: 462 ح 10.


[ 228 ]

ابن موسى القمي، عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: دخلت على أبي الحسن [ موسى ] (1) - عليه السلام - فقلت (له) (2): جعلت فداك، ادع الله أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وغلاما وأحج (3) في كل سنة، فرفع يده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد، وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد: فحججت ثمانية وأربعين سنة وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي وحج بعد هذا الكلام حجتين، ثم خرج بعد الخمسين فزامل أبا العباس النوفلي، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرقه، فمات ودفن بالسيالة (4). (5) 1971 / 41 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن محمد بن عيسى، قال: حدثني حماد بن عيسى، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - بالبصرة فقلت له: جعلت فداك، ادع الله تعالى أن يرزقني دارا وولدا وزوجة وخادما [ والحج ] (6) في كل سنة.


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وحج. (4) السيالة: أول مرحلة لاهل المدينة إذا قصدوا مكة المكرمة. " معجم البلدان: 3 / 292 ". (5) دلائل الامامة: 162. (6) من نسخة " خ " والمصدر والبحار.


[ 229 ]

قال: فرفع يده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد، وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت إني لا أحج أكثر من خمسين سنة. قال حماد: وقد حججت ثمانية وأربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي، وقد رزقت كل ذلك، فحج بعد هذا العام (1) حجتين تمام الخمسين، ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي، فلما صار في موضع الاحرام [ دخل ] (2) يغتسل، فجاء الوادي فحمله فغرق، فما رحمنا الله وإياه قبل أن يحج زيادة على الخمسين [ وقبره ] (3) بسيالة. (4) 1972 / 42 - الكشي: عن حمدويه، عن العبيدي، عن حماد بن عيسى، قال: دخلت على أبي الحسن الاول - عليه السلام - فقلت له: جعلت فداك، ادع الله [ لي ] (5) أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة. فقال: [ اللهم ] (6) صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة


(1) في المصدر والبحار: الكلام. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) قرب الاسناد: 128 - 129، عنه البحار: 48 / 47 - 48 ح 36 و 37، وإثبات الهداة: 3 / 190 ح 60، وعوالم العلوم: 21 / 166 ح 1 وعن رجال الكشي الآتي بعد هذا الحديث. وأورده في إثبات الوصية: 168 عن حماد بن عيسى الجهني. (5) من المصدر. (6) من نسخة " خ " والمصدر.


[ 230 ]

وولدا وخادما والحج (1) خمسين سنة. [ قال حماد: ] (2) فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة. [ قال حماد: وحججت ثمانية وأربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابتي، وهذا خادمي، ] (3) قد رزقت كل ذلك (4) فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين، ثم خرج بعد [ الخمسين ] (5) حاجا، [ فزامل أبا العباس النوفلي القصير ] (6) فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرقة الماء [ رحمنا الله وإياه قبل أن يحج زيادة على الخمسين ] (7). (8) 1973 / 43 - المفيد في الاختصاص: قال حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن - رحمه الله - عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، قال: دخلت (9) على أبي الحسن الاول - عليه السلام - فقلت له: جعلت فداك، ادع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما (10) والحج في كل سنة.


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وارزقه الحج. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: رزقت كل ذلك وحججت ثمان وأربعين سنة فحج.... (5) من المصدر، وفي نسخة " خ ": خرج بعدها حاجا. (6 و 7) من المصدر. (8) رجال الكشي: 316 ح 572، عنه مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 306. وقد تقدم مثله مع تخريجاته في الحديث 41. (9) كذا في البحار، وفي الاصل: دخلنا. (10) في نسخة " خ ": وغلاما، وكذا في الموضع الآتي.


[ 231 ]

فقال: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة. قال حماد: وحججت ثمان وأربعين حجة وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذه خادمتي، قد رزقت كل ذلك، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين، ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل في الوادي، فحمله فغرقه الماء - رحمه الله - وأتاه (1) قبل أن يحج زيادة على خمسين، عاش إلى وقت الرضا - عليه السلام -، [ وتوفي ] (2) سنة تسع ومائتين. وروي أنه عاش نيف وتسعين سنة [ وكان من جهينة ] (3). (4)

الثالث والعشرون علمه - عليه السلام - بالآجال 1974 / 44 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت العبد


(1) في البحار: وأباه. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) الاختصاص: 205، عنه البحار: 48 / 180 ح 23، وعوالم العلوم: 21 / 382 ح 1.


[ 232 ]

الصالح - عليه السلام - يقول: لما حضر أبي الموت قال: يا بني، لا يلي غسلي غيرك، فإني غسلت أبي، وغسل أبي أباه، والحجة يغسل الحجة. قال: فكنت أنا الذي غمضت أبي وكفنته ودفنت بيدي، فقال: يا بني إن عبد الله أخاك يدعي الامامة (1) بعدي فدعه، وهو أول من يلحق بي من أهلي، فلما مضى أبو عبد الله - عليه السلام - أرخى (2) أبو الحسن ستره، ودعا عبد الله إلى نفسه. قال أبو بصير: جعلت فداك، ما بالك ما ذبحت (3) العام ونحر عبد الله جزورا ؟ قال: إن نوحا لما ركب السفينة وحمل فيها من كل زوجين اثنين حمل كل شئ إلا ولد الزنا فإنه لم يحمله، وقد كانت السفينة مأمورة، فحج نوح فيها وقضى مناسكه. قال أبو بصير: فظننت أنه عرض بنفسه وقال: أما إن عبد الله لا يعيش أكثر من سنة، فذهب أصحابه حتى انقضت السنة قال: فهذه (4) فيها يموت. قال: فمات في تلك السنة. (5)

الرابع والعشرون علمه - عليه السلام - بما في النفس 1975 / 45 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يستدعي الامام. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أرخى عليه. (3) كذا في إثبات الوصية، وفي الاصل والمصدر: ما بالك حججت ؟ (4) في المصدر: حتى انقضت، قال: في هذه. (5) دلائل الامامة: 163. وقد تقدم مع تخريجاته ص 28 ح 252.


[ 233 ]

علي، عن علي بن أبي حمزة، قال: أصاب [ الناس ] (1) بمكة سنة من السنين صواعق كثيرة مات من ذلك خلق كثير، فدخلت على أبي إبراهيم، عليه السلام - فقال مبتدئا من غير أن أسأله: ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثا لا يدفن إلا أن تجئ منه ريح تدل على موته. قلت: جعلت فداك، كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير أحياء ؟ فقال: نعم يا علي، قد دفن ناس كثير أحياء ما ماتوا إلا في قبورهم. (2) 1976 / 46 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن (3)، عن أبيه، عن علي بن أبي حمزة، قال: كنا بمكة وأصاب الناس تلك السنة صاعقة ومات من ذلك خلق كثير، فدخلت على أبي الحسن - عليه السلام - فقال لي مبتدئا: يا علي، ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثا إلا أن تجئ منه ريح تدل على موته ؟ قلت: جعلت فداك، كأنك تخبرني إنه قد دفن ناس كثير ما ماتوا إلا في قبورهم ؟


(1) من المصدر. (2) الكافي: 3 / 210 ح 6، عنه الوسائل: 2 / 677 ح 5 وعن التهذيب: 1 / 338 ح 159. وأخرجه في البحار: 48 / 75، وعوالم العلوم: 21 / 87 ح 19 عن مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 292. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن أحمد بن محمد، عن الحسن.


[ 234 ]

فقال: نعم. (1)

الخامس والعشرون علمه - عليه السلام - بالآجال 1977 / 47 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن الاخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: حججت فدخلت عليه فقال لي: اعمل خيرا في سنتك هذه فقد دنا أجلك، فبكيت، فقال: ما يبكيك ؟ قلت: جعلت فداك، نعيت إلي نفسي. فقال لي: ابشر فإنك من شيعتنا، وإنك إلى خير. قال الاخطل: فما لبث عبد الله بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات. (2) 1978 / 48 - الكشي: بإسناده أن أبا الحسن - عليه السلام - قال له: اعمل خيرا في سنتك هذه، فإن أجلك قد دنا، فبكى لذلك، فقال: ابشر فإنك من شيعتنا، وأنت إلى خير. (3)


(1) دلائل الامامة: 163. (2) دلائل الامامة: 163 - 164. (3) رجال الكشي: 448 ح 842 بإسناده إلى الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، والحديث فيه مفصلا، عنه البحار: 48 / 37 ح 11، وعوالم العلوم: 2 / 98 ح 5.


[ 235 ]

 

السادس والعشرون الجواب قبل السؤال، وإيتاؤه - عليه السلام - الحكم صبيا. 1979 / 49 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن الحسين (1)، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى شلقان (2)، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وأنا اريد أن أسأله عن أبي الخطاب، فقال لي مبتدئا قبل أن أجلس: يا عيسى، ما منعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد ؟ قال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالح - عليه السلام - وهو قاعد في الكتاب (3) وعلى شفتيه أثر المداد، فقال لي مبتدئا: يا عيسى، إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها أبدا، (وأعار قوما الايمان،) (4) وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية، فلم يتحولوا عنها أبدا، وأعار قوما الايمان زمانا، ثم سلبهم إياه، وإن أبا الخطاب ممن اعير الايمان، ثم سلبه الله تعالى، فضممته إلي وقبلت بين عينيه، ثم قلت: بأبي أنت وامي [ ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ] (5). ثم رجعت إلى أبي عبد الله - عليه السلام - فقال لي: ما صنعت يا عيسى ؟


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الحسن. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عيسى بن شلقان. (3) الكتاب: جمعها كتاتيب، موضع التعليم. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) سورة آل عمران: 34.


[ 236 ]

قلت له: بأبي أنت وامي أتيته فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله جميع ما أردت قبل أن أسأله (1) عنه، فعلمت والله عند ذلك أنه صاحب هذا الامر. فقال: يا عيسى، إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لاجابك فيه بعلمه (2)، ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب، فعلمت ذلك اليوم أنه صاحب هذا الامر. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن عيسى شلقان (3)، قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - اريد أن أسأله عن أبي الخطاب، فقال مبتدئا: ما يمنعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما أردت ؟ (4) قال: فذهبت إليه وهو قاعد في الكتاب، وساق الحديث إلى آخره. (5)


(1) في المصدر والبحار: أن أسأله عن جميع ما أردت أن أسأله. (2) في المصدر والبحار: بعلم. (3) كذا في نسخة " خ "، وفي الاصل: عيسى بن شلقان، وفي المصدر: عيسى بن شلمغان. (4) في المصدر: ما تريد. (5) قرب الاسناد: 143، دلائل الامامة: 164. وأورده في الخرائج والجرائح: 2 / 653 ح 5، ومناقب ابن شهر اشوب: 4 / 293 عن عيسى شلقان. وأخرجه في البحار: 48 / 24 ح 40، وعوالم العلوم: 21 / 38 ح 10 عن قرب الاسناد. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع الخرائج والعوالم.


[ 237 ]

 

السابع والعشرون علمه - عليه السلام - بالآجال 1980 / 50 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسن بن علي، عن علي بن أبي حمزة، قال: أرسلني أبو الحسن - عليه السلام - إلى رجل من أهل الرازارين (1) قلت: ليس نعرف الرازارين. قال: الرازارين الذي يشتري غدد اللحم. قلت: قد عرفته. قال: أتعرف فيه زقاقا يباع فيه الجواري ؟ قلت: نعم. قال: فإن على باب الزقاق شيخ يقعد على ظهر الطريق، بين يديه طبق فيه نبع، يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس، فائته واقرأه مني السلام، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما، وقل له: يقول لك أبو الحسن: انتفع بهذه الدراهم فإنها تكفيك حتى تموت. قال: فأتيت الموضع فطلبت الرجل فلم أجده في موضعه، فسألت عنه، فقالوا: هذه الساعة يجئ، فلم ألبث أن جاء، فقلت: فلان يقرئك السلام، وهذه الدراهم (2) خذها فإنها تكفيك حتى تموت، فبكى الشيخ، فقلت له: ما يبكيك ؟ قال: ولم لا أبكي وقد نعيت إلي نفسي ؟


(1) في المصدر: الوازارين، وكذا في الموضعين الآتيين. (2) في المصدر: الدنانير.


[ 238 ]

فقلت: ما عند الله خير لك مما أنت فيه. قال: من أنت ؟ قلت: أنا علي بن أبي حمزة. قال: والله ما كذبني، قال لي سيدي ومولاي: أنا باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي. فقلت: ومن أنت لاعرفك من إخواني ؟ قال: أنا عبد الله بن صالح. قلت: وأين المنزل ؟ قال: في سكة للبربر (1) عن دار بن أبي داود وأنا معروف في منزلي إذا سألت عني هناك. قال: فلبثت عشرين ليلة وسألت عنه فخبرت انه شاكي منذ أيام، فأتيت الموضع الذي وصف فإذا الرجل في حد الموت، فسلمت عليه فأثبتني. فقلت [ له ] (2): أوصني بما أحببت انفذه من مالي. قال: يا علي، لست أخف إلا ابتني هذه وهذه الدويرة (3)، فإذا أنا مت فزوج ابنتي ممن أحببت من إخوانك، ولا تزوجها إلا من رجل يدين الله بدينك، فإذا فعلت فبع داري واحمل ثمنها إلى أبي الحسن، ولتشهد لي بالوصية، ولا يلي أحد غسلي غيرك حتى تدخلني قبري، ففعلت جميع ما أوصاني به، وزوجت ابنته رجلا من أصحابنا له دين، وبعت


(1) في المصدر: البربر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: ابنتي وهذه الدويرة.


[ 239 ]

داره، وحملت الثمن إلى أبي الحسن - عليه السلام - وأخبرته بجميع ما أوصاني به. فقال أبو الحسن - عليه السلام -: رحمه الله، لقد كان من شيعتنا وكان لا يعرف. (1)

الثامن والعشرون عليه - عليه السلام - بالغائب 1981 / 51 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن شعيب العقرقوفي، قال: بعثت مباركا مولاي (2) إلى أبي الحسن - عليه السلام - ومعه مائتا دينار وكتبت معه كتابا وكان من الدنانير خمسون دينارا من دنانير (3) اختي فاطمة وأخذتها سرا لتمام المائتي دينار، وكنت سألتها ذلك فلم تعطني وقالت: إني اريد أن أشتري (4) بها قراح (5) فلان ابن فلان، فذكر مولاي أنه قدم فسأل عن أبي الحسن - عليه السلام - فقيل له: إنه قد خرج إلى مكة (6)، فأسرع في السير (7) فقال: والله إني لاسير من المدينة إلى مكة في ليلة مظلمة وإذا بهاتف يهتف بي: يا مبارك يا مبارك


(1) دلائل الامامة: 164 - 165. (2) في المصدر: بعثت مولاي. (3) في المصدر: خمسين من دنانير. (4) في المصدر: سألتها فلم تعطني... اريد اشتري. (5) القراح من الارضين: كل قطعة على حيالها من منابت النخل وغير ذلك. " لسان العرب: 2 / 561 - قرح - ". (6) في المصدر: " إنه خرج " بدل " إنه قد خرج إلى مكة ". (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأسر إلى السير.


[ 240 ]

مولى شعيب العقرقوفي. قلت: من أنت ؟ قال: أنا معتب، يقول لك أبو الحسن - عليه السلام -: هات الكتاب الذي معك ووافني بما معك إلى منى. قال: فنزلت عن (1) محملي، فدفعت إليه الكتاب، وصرت إلى منى، فدخلت [ عليه ] (2) وطرحت الدنانير عنده، فجر بعضها إليه ودفع بعضها بيده، ثم قال [ لي ] (3): يا مبارك، ادفع هذه الدنانير إلى شعيب، وقل له: يقول لك أبو الحسن: ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه فإن صاحبتها تحتاج إليها. قال: فخرجت من عنده وقدمت على شعيب، فقلت له: قد رد عليك من الدنانير التي بعثت بها خمسين دينارا، وهو يقول لك: ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه، فما قصة هذه الدنانير، فقد دخلني من أمرها ما الله به عليم ؟ فقال: يا مبارك، إني طلبت من فاطمة اختي خمسين دينارا لتمام هذه الدنانير، فامتنعت وقالت: اريد أشتري بها قراح فلان بن فلان، فأخذتها [ سرا ] (4) ولم ألتفت إلى كلامها. قال شعيب: فدعوت بالميزان فوزنتها فإذا هي خمسون دينارا لا تزيد ولا تنقص. قال: فوالله لو حلفت عليها انها دنانير فاطمة لكنت صادقا.


(1) في المصدر: من. (2 - 4) من المصدر.


[ 241 ]

قال شعيب: فقلت لمبارك: هو والله إمام فرض الله طاعته، وهكذا صنع بي أبو عبد الله - عليه السلام - الامام ابن الامام (1). ابن شهر اشوب: عن شعيب العقرقوفي، قال: بعثت مباركا مولاي إلى أبى الحسن - عليه السلام - [ ومعه مائتا دينار وكتبت معه كتابا، فذكر لي مبارك أنه سأل عن أبي الحسن - عليه السلام - ] (2) فقيل: قد خرج إلى مكة فقلت: لاسير بين مكة والمدينة بالليل وإذا هاتف يهتف بي: يا مبارك مولى شعيب العقرقوفي. فقلت: من أنت يا عبد الله ؟ فقال: أنا معتب، يقول لك أبو الحسن: هات الكتاب الذي معك وواف (3) بالذي معك إلى منى، فنزلت من محملي، ودفعت إليه الكتاب، وصرت إلى منى، فادخلت عليه وصببت الدنانير التي معي قدامه، فجر بعضها [ إليه ] (4) ودفع بعضها بيده، ثم قال لي: يا مبارك (5)، ادفع هذه الدنانير إلى شعيب، وقل له: يقول لك أبو الحسن: ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه فإن صاحبتها تحتاج إليها (6)، وساق الحديث إلى آخره. (7)


(1) في المصدر: صنع أبو عبد الله - عليه السلام -، الامام من الامام. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأوف. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر: قال: يا مبارك. (6) في المصدر والبحار: فإن صاحبها يحتاج إليها. (7) دلائل الامامة: 165 - 166، عنه إثبات الهداة: 3 / 210 ح 128 (مختصرا). مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 293 - 294، عنه البحار: 48 / 76، وعوالم العلوم: 21 / 87


[ 242 ]

 

التاسع والعشرون إخباره - عليه السلام - بالغائب والآجال 1982 / 52 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن أبيه علي بن أبي حمزة، قال: قال لي أبو الحسن - عليه السلام - مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ: يا علي، يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني، فقل [ له ] (1): هو والله الامام الذي قال [ لنا ] (2) أبو عبد الله - عليه السلام -، وإذا سأل عن الحلال والحرام فأجبه عني. قلت: ما علامته ؟ قال: رجل طوال (3) جسيم اسمه يعقوب وهو رائد قومه، وإن (4) أحب أن تدخله علي فأدخله. قال: فوالله إني لفي الطواف إذ أقبل إلي رجل طوال جسيم، فقال: إني اريد أن أسألك عن صاحبك. قلت: عن أي أصحابي ؟ قال: عن فلان بن فلان. قلت: ما اسمك ؟ قال: يعقوب. قلت: من أين أنت ؟


= ح 21. (1 و 2) من المصدر. (3) كذا في نسخة " خ " والمصدر، وفي الاصل: طويل. (4) من المصدر: وإذا.


[ 243 ]

قال: من المغرب. قلت: من أين عرفتني ؟ قال: أتاني آت في منامي فقال [ لي ] (1): الق عليا فاسأله عن جميع ما تحتاج إليه، فسألت عنك حتى دللت عليك. فقلت: اقعد في هذا الموضع حتى أفرغ من طوافي وآتيك إن شاء الله، فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا وطلب إلي أن أدخله على أبي الحسن - عليه السلام -، فأخذت بيده واستأذنت فأذن لي، فلما رآه أبو الحسن - عليه السلام - قال: يا يعقوب، قدمت أمس ووقع بينك وبين أخيك شر في موضع كذا وكذا حتى شتم بعضكم بعضا، وليس هذا من ديني ولا دين آبائي، ولا نأمر بهذا أحدا فاتق الله وحده فإنكما ستعاقبان بموت، أما أخوك فيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله، وستندم أنت على ما كان ذلك إنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما. قال الرجل: جعلت فداك، فأنا متى أجلي ؟ قال: كان حضر أجلك فوصلت عمتك بما وصلتها في منزلك كذا وكذا فأنسأ الله به أجلك عشرين سنة. قال: فلقيت الرجل من قابل بمكة فأخبرني أن أخاه توفي في ذلك الوجه، ودفنه قبل أن يصل إلى أهله. وروى هذا الحديث ابن شهر اشوب مختصرا إلى قوله: وليس هذا من ديني ولا دين آبائي، ونهاني عن مثل ذلك، ثم قال، الخبر. (2)


(1) من نسخة " خ ". (2) دلائل الامامة: 166 - 167، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 294. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 245 - 246، وإثبات الهداة: 3 / 195 ح 77 عن الخرائج =


[ 244 ]

 

الثلاثون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1983 / 53 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: دخلت المدينة وأنا شديد المرض، وكان أصحابنا يدخلون علي فلم أعقل بهم وذلك أنه أصابني حصر (1) فذهب عقلي، فأخبرني إسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لا يخرج منها حتى يدفنني ويصلي علي، فخرج وأفقت بعد خروج إسحاق فقلت لاصحابي: افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة درهم واقسموها في أصحابي، ففعلوا، وأرسل إلي أبو الحسن - عليه السلام - بقدح فيه ماء فقال الرسول: يقول لك أبو الحسن: تشرب هذا الماء فإن فيه شفاءك إن شاء الله، ففعلت فأسهل بطني وأخرج (2) الله ما كنت أجده في بطني من الاذى، فدخلت على أبي الحسن - عليه السلام - فقال: يا علي، كيف تجد نفسك ؟ قلت: جعلت فداك، قد ذهب عني ما كنت أجده في بطني. فقال: يا علي، أما إن أجلك كان قد حضر مرة بعد اخرى ولكنك


= والجرائح: 1 / 307 ح 1. وفي البحار: 48 / 35 - 37 ح 7 - 10، وعوالم العلوم: 2 ! / 119 ح 2 عن المناقب ورجال الكشي: 442 ح 431، والاختصاص: 89 - 90، والخرائج. (1) الحصر: ضرب من العي. " لسان العرب: 4 / 193 - حصر - ". (2) كذا في نسخة " خ "، وفي الاصل والمصدر: وأفرج، وعبارة " في بطني " ليس في المصدر.


[ 245 ]

رجل وصول لقرابتك (1) وإخوانك فأنسأ الله في أجلك مرة بعد اخرى. قال: وخرجت إلى مكة ولحقني إسحاق بن عمار، فقال: والله لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيام فأخبرني بقصتك (2)، فأخبرته بما صنعت، وما قال لي أبو الحسن، فقال لي إسحاق بن عمار: هكذا قال لي أبو عبد الله - عليه السلام - مرة بعد اخرى وأصابني مثل الذي أصابك. (3)

الحادي والثلاثون إخباره - عليه السلام - بالغائب 1984 / 54 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن [ ابن أبي حمزة ] (4) قال: أخبرني أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن أبي خالد الزبالي، قال: مربي أبو الحسن - عليه السلام - يريد بغداد زمن المهدي أيام [ كان ] (5) اخذ محمد بن عبد الله فنزل في هاتين القبتين في يوم شديد البرد في سنة مجدبة، لا يقدر على عود يستوقد به تلك السنة، وأنا يومئذ أرى رأي الزيدية ادين الله بذلك. فقال: يا أبا خالد، ائتنا بحطب نستوقد. قلت: والله ما أعرف في المنزل عودا واحدا.


(1) في نسخة " خ ": إلى قرابتك. (2) في الكشي: لقد اقمت بالمدينة ثلاثة أيام ما شككت إلا أنك ستموت، فأخبرني بقصتك ؟. (3) دلائل الامامة: 167 - 168. ورواه في رجال الكشي: 445 ح 838 بإسناده عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عنه البحار: 48 / 34 ح 4، وعوالم العلوم: 21 / 126 ح 1. (4 و 5) من المصدر.


[ 246 ]

فقال: كلا خذ في هذا الفج فإنك تلقى أعرابيا معه حملان فاشترهما منه ولا تماكسه، فركبت حماري وانطلقت نحو الفج الذي وصف (1) لي فإذا أعرابي معه حملا حطب فاشتريتهما [ منه ] (2) وأتيته، فاستوقدوا منه يومهم وأتيته (3) بطرف مما عندنا يطعم منه، ثم قال: يا أبا خالد، انظر خفاف الغلمان ونعالهم فأصلحها حتى نقدم عليك يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا. قال أبو خالد: وكتبت تأريخ ذلك اليوم، وليس همي غير هذه الايام، فلما كان يوم الميعاد ركبت حماري وسرت أميالا [ ونزلت ] (4) فقعدت عند الجبل افكر في نفسي وأقول والله إن وافاني (5) هذا اليوم الذي قال لي إنه الامام الذي فرض طاعته على خلقه لا يسع الناس جهله، فقعدت حتى أمسيت وأردت الانصراف فإذا أنا براكب مقبل، فأشرت إليه، فأقبل [ إلي ] (6) فسلم فرددت عليه السلام، فقلت: وراك أحد ؟ قال: نعم، قطار فيه نحوا من عشرين يشبهون أهل المدينة. قال: فما لبثت أن ارتفع القطار، فركبت حماري وتوجهت نحو القطار، فإذا هو يهتف بي: يا أبا خالد، هل وفينا لك (7) بما وعدناك ؟


(1) في المصدر: وصفه. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأتيتهم. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأقول إلى وافى. (6) من المصدر. (7) في المصدر: وفيناك.


[ 247 ]

قلت: والله كنت آيست من قدومك حتى أخبرني بذلك راكب فحمدت الله على ذلك وعلمت أنك هو. قال: ما فعلت بالقبتين اللتين كنا نزلنا فيهما ؟ قلت: جعلت فداك، تذهب إليهما، وانطلقت معه حتى نزل القبتين، فأتيناه بغداء فتغدى. فقال: ما حال خفاف الغلمان ونعالهم ؟ قلت: أصلحتها، فأتيته بها فاسر بذلك، فقال: يا خالد، زودنا (1) من هذه الفسقارات (2) التي بالمدينة فإنا لا نقدر [ فيها ] (3) على هذه الاشياء التي تجدونها عندكم. قال: فلم يبق شئ إلا زودته منه ففرح، وقال: سلني حاجتك - وكان معه محمد أخوه -. قلت: جعلت فداك، أخبرك بما كنت فيه وادين الله به إلى أن وقعت عليك (4) وقدمت علي فسألتني الحطب، فأخبرتك بما أخبرتك فأخبرتني بالاعرابي، ثم قلت لي: إني موافيك يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا كما قلت لم ينقص ولم يزد يوما واحدا، فعلمت أنك (5) الامام الذي فرض الله طاعته ولا يسع الناس جهلك (6)، فحمدت الله لذلك.


(1) في المصدر: زودونا. (2) في المصدر: الفسقادات. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إليك. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أنه. (6) كذا في نسخة " خ " والمصدر، وفي الاصل: جهله.


[ 248 ]

فقال: يا أبا خالد، من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وحوسب بما عمل في الاسلام. وهذا الحديث رواه ابن شهر اشوب في المناقب عن أبي خالد الزبالي. (1)

الثاني والثلاثون علمه - عليه السلام - بما في النفس، وبما يكون 1985 / 55 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد ابن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن أبي قتادة القمي، عن أبي خالد الزبالي، قال: لما اقدم بأبي الحسن موسى - عليه السلام - على المهدي القدمة الاولى نزل زبالة فكنت احدثه، فرآني مغموما، فقال لي: يا أبا خالد، ما لي أراك مغموما ؟ فقلت: وكيف لا أغتم وأنت تحمل إلى هذه الطاغية ولا أدري ما يحدث فيك ؟ فقال: ليس علي بأس، إذا كان شهر كذا وكذا، ويوم كذا فوافني (2) في أول الميل، فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور والايام حتى كان ذلك اليوم فوافيت الميل، فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب،


(1) دلائل الامامة: 168 - 169. مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 294 - 295، عنه البحار: 48 / 77 - 78، وعوالم العلوم: 21 / 112 ح 24. وأورده في إثبات الوصية: 165 - 166 عن أبي خالد الزبالي، مختصرا. (2) في نسخة " خ ": توافيني.


[ 249 ]

ووسوس الشيطان في صدري وتخوفت أن أشك فيما قال، فبينا أنا كذلك إذ نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق، فاستقبلتهم فإذا أبو الحسن - عليه السلام - أمام القطار على بغلته (1)، فقال: إيه (2) يا أبا خالد. قلت: لبيك يا بن رسول الله. فقال: لا تشكن ود الشيطان أنك شككت. فقلت: الحمد لله الذي خلصك منهم. فقال: إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم. (3) 1986 / 56 - الطبرسي في إعلام الورى: قال: روى محمد بن جمهور، عن بعض أصحابنا، عن أبي خالد الزبالي، قال: ورد علينا أبو الحسن موسى - عليه السلام - وقد حمله المهدي، فلما خرج (4) ودعته وبكيت، فقال: ما يبكيك، يا با خالد ؟ فقلت: جعلت فداك، قد حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث. فقال (5): أما في هذه المرة فلا خوف علي منهم، وأنا عندك يوم كذا، في شهر كذا، في ساعة كذا، فانتظرني عند أول ميل (6)، ومضى.


(1) في المصدر: بغلة. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إيهن. (3) الكافي: 1 / 477 ح 3، عنه إثبات الهداة: 3 / 175 ح 13 وعن قرب الاسناد: 140 - 141، وكشف الغمة: 2 / 238 نحوه، وإعلام الورى الآتي. وأخرجه في البحار: 48 / 228 ح 32، وعوالم العلوم: 21 / 220 ح 1 عن قرب الاسناد وكشف الغمة. (4) في المصدر: رجع. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: من حملك... فقال له. (6) الميل: أول زوال الشمس عن كبد السماء، أو عند ما تقارب الغياب.


[ 250 ]

قال: فلما أن كان في اليوم الذي وصفه لي خرجت أول ميل فجلست أنتظره حتى اصفرت الشمس وخفت أن يكون قد تأخر عن (1) الوقت، فقمت فانصرف (2) فإذا أنا بالسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي، فأتيته فإذا هو أبو الحسن - عليه السلام - على بغلة له، فقال لي: إيها يا أبا خالد. فقلت: لبيك يا بن رسول الله، الحمد لله الذي خلصك (3) من أيديهم. فقال لي: يا أبا خالد، أما إن لي (4) إليهم عودة لا أتخلص من أيديهم. (5)

الثالث والثلاثون علمه - عليه السلام - بما يكون 1987 / 57 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الضحاك بن الاشعث، عن داود بن زربي، قال: جئت إلى أبي إبراهيم - عليه السلام - بمال فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله لاي شئ تركته عندي ؟ قال: إن صاحب هذا الامر (6) يطلبه منك، فلما جاءنا نعيه بعث إلي


(1) في المصدر: من. (2) في المصدر: وانصرفت. (3) في المصدر: حفظك. (4) في المصدر: أما لي. (5) إعلام الورى: 295، عنه البحار: 48 / 71 - 72 ح 96 - 97، وعوالم العلوم: 21 / 110 ح 21 وعن الخرائج والجرائح: 1 / 315 ح 8. (6) في نسخة " خ ": المال.


[ 251 ]

أبو الحسن - عليه السلام - ابنه فسألني ذلك المال، فدفعته إليه. (1)

الرابع والثلاثون رؤيته - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام -، وإخباره بما يكون 1988 / 58 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم الارمني، قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط [ الزيدي ] (2)، (قال أبو الحكم: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن سليط) (3)، قال: لقيت أبا إبراهيم - عليه السلام - ونحن نريد العمرة في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك، هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه ؟ قال: نعم، فهل تثبته أنت ؟ قلت: نعم، [ إني ] (4)، أنا وأبي لقيناك ها هنا وأنت مع أبي عبد


(1) الكافي: 1 / 313 ح 13، عنه غيبة الطوسي: 39 ح 18، وإعلام الورى: 309، وإثبات الهداة: 3 / 172 ح 4. وأورده في مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 368. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 230 ح 10 عن الكافي والغيبة وإرشاد المفيد: 306 بإسناده عن الكليني وإعلام الورى وكشف الغمة نقلا من الارشاد. وفي البحار: 49 / 25 ح 40، وعوالم العلوم: 21 / 54 ح 41 عن الارشاد والغيبة وإعلام الورى ورجال الكشي: 313 رقم 565. وفي الصراط المستقيم: 2 / 166 عن الارشاد. (2) من المصدر. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) من المصدر.


[ 252 ]

الله - عليه السلام - ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وامي أنتم كلكم أئمة مطهرون، والموت لا يعرى منه أحد، فأحدث إلي شيئا احدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل. قال: نعم، يا أبا عبد الله هؤلاء ولدي وهذا سيدهم - وأشار إليك - وقد علم الحكم والفهم والسخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس (1)، وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجواب، وهو باب من أبواب الله عزوجل، وفيه اخرى خير من هذا كله. فقال له أبي: وما هي، بأبي أنت وامي ؟ قال - عليه السلام -: يخرج الله عزوجل منه غوث هذه الامة وغياثها وعلمها ونورها وفضلها وحكمتها، خير مولود وخير ناشئ، يحقن الله عزوجل به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل (2) به القطر، ويرحم به العباد، خير كهل وخير ناشئ، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه، ويسود عشيرته من قبل أوان حمله. فقال له أبي: بأبي أنت وأمي، وهل ولد ؟


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: والمعرفة مما يحتاج الناس. (2) في المصدر: وينزل الله.


[ 253 ]

قال: نعم، ومرت به سنون. قال يزيد: فجاءنا من لم نستطع معه كلاما. قال يزيد: فقلت لابي إبراهيم - عليه السلام -: فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك - عليه السلام -. فقال لي: نعم، إن أبي - عليه السلام - [ كان ] (1) في زمان ليس هذا زمانه. فقلت له: فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله. قال: فضحك أبو إبراهيم - عليه السلام - ضحكا شديدا، ثم قال: اخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان، وشاركت (2) معه بني في الظاهر، وأوصيته في الباطن، فأفردته وحده، ولو كان الامر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى الله عزوجل [ يجعله ] (3) حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم أرانيه وأراني من يكون معه، وكذلك لا يوصي إلى أحد منا حتى يأتي بخبره رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجدي علي - عليه السلام - ورأيت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة، فقلت: ما هذا يا رسول الله ؟ فقال لي: أما العمامة فسلطان الله عزوجل، وأما السيف فعز الله


(1) من المصدر. (2) في المصدر: وأشركت. (3) من المصدر.


[ 254 ]

عزوجل، وأما الكتاب فنور الله تبارك وتعالى، وأما العصا فقوة الله عز وجل، وأما الخاتم فجامع هذه الامور، ثم قال لي: والامر قد خرج منك إلى غيرك. فقلت: يا رسول الله، أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما رأيت من الائمة أحدا أجزع على فراق هذا الامر منك، ولو كانت الامامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك، ولكن ذلك من الله عزوجل. ثم قال أبو إبراهيم - عليه السلام -: ورأيت ولدي جميعا الاحياء منهم والاموات، فقال لي أمير المؤمنين - عليه السلام -: هذا سيدهم وأشار إلى ابني علي، فهو مني وأنا منه والله مع المحسنين. قال يزيد: ثم قال أبو إبراهيم - عليه السلام -: يا يزيد، إنها وديعة عندك فلا تخبر بها [ أحدا ] (1) إلا عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا، وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها، وهو قول الله عزوجل: [ إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ] (2) وقال لنا أيضا: [ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ] (3) قال: فقال أبو إبراهيم - عليه السلام -: فأقبلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: قد جمعتهم لي بأبي وامي فأيهم هو ؟


(1) من نسخة " خ ". (2) سورة النساء: 58. (3) سورة البقرة: 140.


[ 255 ]

فقال: هو الذي ينظر بنور الله عزوجل، ويسمع بفهمه، وينطق بحكمته، يصيب فلا يخطئ، ويعلم فلا يجهل، معلما حكما وعلما، هو هذا - وأخذ بيد علي ابني -، ثم قال: ما أقل مقامك معه، فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك وافرغ مما أردت، فإنك منتقل عنهم ومجاور غيرهم، فإذا أردت فادع عليا فليغسلك وليكفنك فإنه طهر لك، ولا يستقيم إلا ذلك وذلك سنة قد مضت، فاضطجع بين يديه وصف إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبر عليك تسعا، فإنه قد استقامت وصيته ووليك وأنت حي، ثم اجمع له ولدك من بعدهم (1)، فأشهد عليهم وأشهد الله عزوجل وكفى بالله شهيدا. قال يزيد: ثم قال لي أبو إبراهيم - عليه السلام -: إني اؤخذ في هذه السنة والامر هو إلى ابني علي، سمي علي وعلي، فأما علي الاول فعلي ابن أبي طالب - عليه السلام -، وأما الآخر فعلي بن الحسين - عليه السلام -، اعطي فهم الاول وحلمه ونصره ووده ودينه ومحنته، ومحنة الآخر وصبره على ما يكره، وليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين، ثم قال لي: يا يزيد، وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك، وسيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية


(1) في الاصل - خ ل -: تعهدهم.


[ 256 ]

رسول الله - صلى الله عليه وآله - ام إبراهيم، فإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل. قال يزيد: فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم - عليه السلام - عليا - عليه السلام - فبدأني، فقال لي: يا يزيد، ما تقول في العمرة ؟ فقلت: بأبي أنت وامي ذلك إليك وما عندي نفقة. فقال: سبحان الله ! ما كنا نكلفك ولا نكفيك، فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني فقال: يا يزيد، إن هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك. قلت: نعم، ثم قصصت عليه الخبر، فقال لي: أما الجارية فلم تجئ بعد، فإذا جاءت بلغتها منه السلام، فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام. قال يزيد: وكان إخوة علي - عليه السلام - يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب، فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله لقد رأيته وإنه ليقعد من أبي إبراهيم - عليه السلام - بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا. (1) 1989 / 59 - ابن بابويه في عيون الاخبار: قال: حدثنا أبي ومحمد


(1) الكافي: 1 / 313 ح 14، عنه إعلام الورى: 305 - 308. وأخرجه في البحار: 50 / 25 ح 17 عن إعلام الورى، والامامة والتبصرة: 77 ح 68. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع عوالم العلوم: 2 / 51 ح 1. ويأتي ذيله في المعجزة 3 من معاجز الامام أبي جعفر الثاني - عليه السلام -.


[ 257 ]

ابن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن محمد بن يحيى العطار ومحمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنهم - قالوا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط، عن الحسين مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري، عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقينا أبا عبد الله - عليه السلام - في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وامي أنتم الائمة المطهرون والموت لا يعرى منه أحد فأحدث لي (1) شيئا القيه إلى من يخلفني. فقال لي: نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم، وأشار إلى ابنه موسى - عليه السلام - وفيه علم الحكم (2)، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما (3) يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر (4) دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار (5)، وهو باب من أبواب الله تعالى، وفيه اخرى هي خير من هذا كله. فقال له أبي: ما هي، بأبي أنت وامي ؟


(1) في المصدر: إلي. (2) في المصدر: العلم والحكم، علم الحكم - خ ل -. (3) كذا في نسخة " خ " والمصدر والبحار، وفي الاصل والمصدر - خ ل -: مما. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: من دينه. (5) في نسخة " خ ": الجواب، وفي المصدر - خ ل -: الجود.


[ 258 ]

قال: يخرج الله تعايل منه غوث هذه الامة، وغياثها، وعلمها، ونورها، وفهمها (1) وحكمها (2)، خير مولود وخير ناشئ (3)، يحقن الله تعالى به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن (4) به الخائف، وينزل به القطر، ويأتمر به (5) العباد، خير كهل، وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه. قال: فقال أبي: بأبي [ أنت ] (6) وامي فيكون له ولد بعده ؟ فقال: نعم، ثم قطع الكلام. قال يزيد: ثم لقيت أبا الحسن [ يعني ] (7) موسى بن جعفر - عليه السلام - بعد، فقلت له: بأبي أنت وامي وإني اريد أن تخبرني بمثل ما أخبر (8) به أبوك. قال: كان أبي - عليه السلام - في زمن (9) ليس هذا مثله.


(1) في نسخة " خ " والمصدر - خ ل -: وفهيمها. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وحكمتها. (3) في نسخة " خ " والمصدر - خ ل -: ما شي. (4) في المصدر - خ ل -: ويؤنس. (5) في البحار: له. (6 و 7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر: ما أخبرني. (9) في المصدر - خ ل -: زمان.


[ 259 ]

قال يزيد: فقلت من يرضى (1) منك بهذا فعليه لعنة الله. قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي، فأوصيت في الظاهر إلى بني وأشركتهم مع علي ابني، وأفردته بوصيتي في الباطن، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ في المنام ] (2) وأمير المؤمنين - عليه السلام - معه، ومعه سيف، وخاتم، وعصا، وكتاب، وعمامة، فقلت له: ما هذا ؟ فقال: أما العمامة فسلطان الله عزوجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب فنور الله عزوجل، وأما العصا فقوة الله عزوجل، وأما الخاتم فجامع هذه الامور، [ ثم ] (3) قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: والامر يخرج إلى علي ابنك. قال: ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك، فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبدا امتحن الله قلبه للايمان (4) أو صادقا، ولا تكفر نعم الله تعالى، وإن سئلت عن الشهادة فأدها، فإن الله تعالى يقول: [ إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ] (5)، وقال الله (6) عزوجل: [ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ] (7) فقلت: والله ما كنت لافعل هذا أبدا. (8)


(1) في نسخة " خ ": من لا يرضى. (2) من المصدر والبحار. (3) من نسخة " خ " والمصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بالايمان. (5) سورة النساء: 58. (6) لفظ الجلالة من المصدر. (7) سورة البقرة: 140. (8) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 23 ح 9.


[ 260 ]

 

الخامس والثلاثون علمه - عليه السلام - باللغات 1990 / 60 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد ابن علي، عن أبي بصير، قال: قلت لابي الحسن - عليه السلام -: جعلت فداك، بم يعرف الامام ؟ قال: فقال: بخصال، أما أولها فإنه بشئ قد تقدم من أبيه فيه بإشارة (1) إليه ليكون عليهم حجة، ويسأل فيجيب، وإن سكت عنه ابتدأ، ويخبر بما في غد، ويكلم الناس بكل لسان، ثم قال لي: يا أبا محمد، اعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم ألبث إذ (2) دخل علينا رجل من أهل خراسان، فكلمه الخراساني بالعربية، فأجابه أبو الحسن - عليه السلام - بالفارسية، فقال له الخراساني: والله جعلت فداك، ما منعني أن اكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها. فقال: سبحان الله ! إذا كنت لا احسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال [ لي ] (3): يا أبا محمد، إن الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، ولاطير، ولا بهيمة، ولا شئ فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام. (4) 1991 / 61 - المفيد في الارشاد، والطبرسي في إعلام الورى: قالا:


= وقد تقدم مع تخريجاته في ص 152 ح 343. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وإشارة. (2) في المصدر: أن. (3) من المصدر. (4) الكافي: 1 / 285 ح 7، عنه إثبات الهداة: 3 / 715 ح 7.


[ 261 ]

روى أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي بصير، قال: قلت لابي الحسن موسى [ بن جعفر ] (1) - عليه السلام -: جعلت فداك، بم يعرف الامام ؟ قال: بخصال: أما أو لاهن فإنه بشئ يتقدم (2) فيه من أبيه، وإشارته إليه، ليكون حجة، ويسأل فيجيب، وإذا سكت عنه ابتدأ، ويخبر بما في غد، ويكلم الناس بكل لسان، ثم قال: يا أبا محمد، اعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم ألبث (3) أن دخل عليه (4) رجل من أهل خراسان فكلمه (5) الخراساني بالعربية، فأجابه أبو الحسن - عليه السلام - بالفارسية، فقال [ له ] (6) الخراساني: والله ما منعني أن اكلمك (7) بالفارسية إلا انني (8) ظننت أنك لا تحسنها. فقال: سبحان الله ! إذا كنت لا احسن [ أن ] (1) اجيبك فما فضلي عليك فيما أستحق [ به ] (10) الامامة، ثم قال: يا أبا محمد، إن الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، ولا منطق الطير، ولا كلام شئ فيه روح. (11)


(1) من الارشاد. (2) في المصدرين: قد تقدم. (3) في الارشاد: نلبث. (4) في الارشاد: إليه. (5) في الاعلام: يكلمه وفكلمه. (6) من الارشاد. (7) كذا في المصدرين، وفي الاصل: اكلمه. (8) في الارشاد: أنه. (9) من المصدرين. (10) من الارشاد، وفيه: " يستحق " بدل " أستحق ". (11) إرشاد المفيد: 293، إعلام الورى: 294 - 295، عنهما البحار: 48 / 47 ح 33 - 35، =


[ 262 ]

1992 / 62 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (1)، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي الحسن - عليه السلام - فقلت: جعلت فداك، بم يعرف الامام ؟ قال: بخصال: أما أولهن فبشئ تقدم من أبيه فيه، وعرفه الناس، ونصبه لهم علما حتى يكون عليهم حجة لان رسول الله - صلى الله عليه وآله - نصب أمير المؤمنين - عليه السلام - علما وعرفه الناس، وكذلك الائمة يعرفونهم الناس وينصبونهم لهم حتى يعرفونهم فيسأل ويجيب، وما سكت (2) عنه فيبتدئ، ويخبر الناس بما في غد، ويكلم الناس بكل لسان. قلت: بكل لسان ؟ قال: نعم. قلت: فأعطني علامة. قال: نعم، قال: الساعة قبل أن تقوم اعطيك علامة تطمئن إليها. قال: ثم أن مر علينا رجل من أهل خراسان، فكلمه الخراساني بالعربية، فأجابه بالفارسية.


= وعوالم العلوم: 21 / 153 ح 1 وعن قرب الاسناد: 146، ومناقب ابن شهر اشوب الآتي في ذيل الحديث التالي، والخرائج والجرائح: 1 / 333 ح 24. وأورده في إثبات الوصية: 167 - 168 مرسلا، وروضة الواعظين: 213 عن أبي بصير. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 224 عن الارشاد. وفي البحار: 25 / 133 ح 5 عن قرب الاسناد. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن علي بن الحسن، عن علي بن أبي حمزة. (2) في المصدر: حتى يعرفوهم، ويسأل فيجيب، ويسكت.


[ 263 ]

قال الخراساني: والله ما منعني أن اكلمك بكلامي إلا أنني ظننت أنك لا تحسن أن تجيبني. قال: سبحان الله ! إذا كنت لا أحسن اجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال: يا أبا محمد، إن الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، ولا طير، ولا بهيمة، ولا شئ فيه روح، بهذا يعرف الامام، فمن لم تكن فيه هذه الخصال فليس بإمام. ورواه ابن شهر اشوب في المناقب. (1)

السادس والثلاثون علمه - عليه السلام - باللغات 1993 / 63 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى، عن ابن فضال (2)، عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن - عليه السلام - إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، وقد اشتروهم له، فكلم غلاما منهم - وكان من الحبش جميلا - فكلمه بكلامه (3) ساعة حتى أتى على جميع ما يريد، وأعطاه درهما، فقال: اعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما. ثم خرجوا (4)، فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية، فما ذا أمرته ؟ قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا، ويعطيهم في كل هلال


(1) دلائل الامامة: 169، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 299. (2) في البحار: 48: عن ابن فضال، عن علي بن فضال. (3) في نسخة " خ " والبحار: 48: بكلام. (4) في نسخة " خ ": خرجت.


[ 264 ]

ثلاثين درهما، وذلك إني [ لما ] (1) نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء (2) ملكهم، فأوصيته بجميع ما أحتاج إليه، فقبل وصيتي، ومع هذا غلام صدق. ثم قال: لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ؟ لا تعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء، أفترى الذي أخذه بمنقاره ينقص (3) من البحر شيئا ؟ قال: فإن الامام بمنزلة البحر لا ينفذ ما عنده، وعجائبه أكثر من ذلك، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقارة (4) لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقص من (5) علمه شيئا، ولا تنفذ عجائبه. (6) 1994 / 64 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: كنت عند أبي الحسن - عليه السلام - إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، قد اشتروهم له، فكلم غلاما


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: امناء. (3) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: ينتقص. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: من منقاره. (5) في المصدر والبحار: لا ينقصه. (6) قرب الاسناد: 144، عنه البحار: 26 / 190 ح 2، وج 48 / 100 ح 3 و 4، وعوالم العلوم: 21 / 179 ح 1 وعن الخرائج والجرائح: 1 / 312 ح 5. وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 190 ح 5 (مختصرا)، والبحار: 48 / 70 ح 93، وإثبات الهداة: 3 / 197 ح 81، وعوالم العلوم: 21 / 155 ح 1 عن الخرائج.


[ 265 ]

منهم وكان جميلا من الحبش. ثم خرجوا، فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلم (1) هذا الغلام بالحبشية، فبما ذا أمرته ؟ قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا، ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما، وذلك لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملوكهم، وأوصيته بجميع ما أحتاج فقبل وصيتي، ومع هذا فهو غلام صدق (2)، ثم قال: لعلك عجبت من كلامي بالحبشية ؟ لا تعجب فما يخفى عليك من أمر الحجة (3) أكثر من ذلك وأعجب، وما هذا من الحجة في علمه إلا كطائر أخذ بمنقاره (4) من البحر قطرة من ماء، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟ ! إن الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده، وعجائبه أكثر من ذلك. (5)

السابع والثلاثون إخباره - عليه السلام - بما يكون 1995 / 65 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء (6)، قال: كنت عنده ذات يوم واشتريت له


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: كلمت. (2) في المصدر: صدوق. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يخفى به أمر الحجة. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: من منقاره. وكذا في الموضع الآتي. (5) دلائل الامامة: 169 - 170. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن محمد بن علي، عن الحسن، عن علي بن الحسين بن أبي العلاء.


[ 266 ]

جارية نوبية فقال لها: ما اسمك ؟ قالت: مؤنسة. قال لها: اسمك فلانة، وإنك كما سميت، ثم قال: يا حسين، أما إنها ستلد غلاما لا يكون في ولدي (1) أسخى منه، ولا أرق وجها، ولا أقضى للحاجة منه. قلت: فما اسمه ؟ قال: إبراهيم. قال علي بن أبي حمزة: والله إني أتيته بمنى مع أصحابي إذ أتاني رسوله فقال [ لي ] (2): يا علي، لا تنم الليلة حتى يأتيك رسولي، فبقيت تلك الليلة لا أنام وأصحابي يشاهدون الليل، فلما أصبحت إذا هو مقبل علي ومعه ابناه جميعا، ونقل عياله وحشمه ومن معه حتى نزل قريش المقالب (3)، [ ثم ] (4) أتى مع الفجر على حمار له أسود ومعه عمران خادمه (5)، فسلم، فرددنا عليه السلام وكأني أنظر إلى قوائم حماره من أطناب خيامنا، فقال: يا علي، أيما أحب إليك أن تأتيني هنا (6) أو بمكة ؟ قلت: أحبهما [ إليك ] (7).


(1) مراده: في ولدي سوى الرضا - عليه السلام -. (2) من المصدر. (3) في المصدر: قرير المعالب، وكذا في الموضع التالي. (4) من المصدر. (5) في المصد ر: حاجبه. (6) في المصدر: ها هنا. (7) من المصدر.


[ 267 ]

قال: مكة خير لك، وانصرف. فقال لي عمران: تدري أين نزل العام ؟ قلت: منزل أبي عبد الله. قال: لا، نزلنا العام في ذي طوى. قلت: لا أعرف منزلكم. قال: تعرف المسجد الصغير الذي على ظهر الطريق الذي يصلي فيه المارة ؟ قلت: نعم. قال: اقعد لي حتى آتيك، فلما انصرفنا (1) من منى أخذت طريقي إلى الموعد، فما استممت (2) قاعدا حتى جاءني عمران، فقال: أجب، فأتيته فوجدته في ظهر داره في مسجد قاعد قد صلى المغرب، فلما دنوت منه قال: اخلع نعليك فإنك بالواد المقدس [ طوى ] (3)، فخلعت نعلي وتخطيت المسجد فقعدت معه واوتيت بخوان من خبيص مجفف بتمر، فأكلنا أنا وهو، وهو يقول [ لي ] (4): يا علي، كل تمرا، فأكلت، ثم رفع الخوان فقال: يا علي، هلم الحديث فوالله ما أنا بناعس ولا كسلان، فسألته (5) من الليل، ثم غشيني النعاس، فقال لي: قد نعست يا علي. قلت: جعلت فداك، ما غمضت البارحة.


(1) كذا في نسخة " خ " والمصدر، وفي الاصل: انصرف. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أخذ طريقي إلى الموعدة فما استمكنت. (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر: فسألته سالبة.


[ 268 ]

قال: إن ام ولد لي (1) من أكرم امهات أولادي ضربها الطلق، فحملتها إلى قريش المقالب مخافة أن يسمع الناس صوتها، فرزقني الله في ليلتي هذه غلاما كما بشرني، وقد سميته إبراهيم، فلم يكن في ولد أبيه أحسن وأسخى منه، ولا أرق وجها، ولا أشجع منه. (2)

الثامن والثلاثون علمه - عليه السلام - باللغات 1996 / 66 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن [ الحسن، عن ] (3) عاصم الحناط، عن إسحاق بن عمار (4)، قال: كنت عنده إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فكلمه بكلام لم أسمع قط كلاما كان أعجب منه كأنه كلام الطير، فلما خرج قلت: جعلت فداك، أي لسان هذا ؟ قال: [ هذا ] (5) كلام الطير، ثم قال: يا إسحاق (6)، ما اوتي العالم (7) من العحب أعجب وأكثر مما اوتي [ من ] (8) هذا الكلام.


(1) في المصدر: ام ولدي. (2) دلائل الامامة: 170 - 171. وأورد نحوه في الخرائج والجرائح: 1 / 310 ح 4 عن واضح، عنه البحار: 48 / 69 ح 92، وعوالم العلوم: 21 / 121 ح 3. (3) من المصدر. (4) في المصدر: عمران. (5) من المصدر، وفيه: كلام أهل الطير. (6) في المصدر: يا أبا إسحاق. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: العلم. (8) من المصدر.


[ 269 ]

قلت: أيعرف الامام منطق الطير ؟ قال: نعم، ومنطق كل شئ، ومنطق كل ذي روح، وما سقط عليه شئ من الكلام. (1)

التاسع والثلاثون علمه - عليه السلام - بالآجال 1997 / 67 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسن (2)، عن الحسن بن برة، عن عثمان بن عيسى، [ عن الحارث بن المغير النصري، ] (3) قال: دخلت على أبي الحسن - عليه السلام - سنة الموت بمكة وهي سنة أربع وسبعين ومائة، فقال لي: [ من ] (4) ها هنا من أصحابكم مريض ؟ فقلت: عثمان بن عيسى من أوجع الناس. قال: فقل له يخرج، ثم قال: من ها هنا ؟ فعددت (5) عليه ثمانية، فأمر (6) بإخراج أربعة وكف عن أربعة، فما أمسينا من غد حتى دفنا الاربعة الذين كف عن إخراجهم.


(1) دلائل الامامة: 171. وأورده في الثاقب في المناقب: 462 ح 9. ويأتي مع تخريجاته في المعجزة 95 عن الخرائج والجرائح. (2) في المصدر والبحار: الحسين. (3) من البحار، إلا ان فيه: " النضري " بدل " النصري "، وما أثبتناه كما في معجم رجال الحديث: 4 / 204. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فعددت من هاهنا. (6) في المصدر: فأمرنا.


[ 270 ]

قال عثمان: وخرجت أنا فأصبحت معافى (1). (2) 1998 / 68 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أحمد ابن الحسن، عن الحسن بن بره (3)، عن عثمان بن عيسى، قال: دخلت على أبي الحسن - عليه السلام - سنة الموت بمكة وهي [ سنة ] (4) أربع وسبعون (5) ومائة فقال لي: ها هنا من أصحابكم مريض ؟ قال عثمان بن عيسى: كنت من أوجع الناس، فقال له: تخرج، ثم قال: من ها هنا ؟ فعددت عليه ثمانية فأمر بإخراج أربعة وكف عن أربعة، فما أمسينا من غد حتى دفنا الاربعة الذين كف عن إخراجهم. قال عثمان بن عيسى: وخرجت أنا فأصبحت معافى. (6)

الاربعون علمه - عليه السلام - بالآجال 1999 / 69 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى محمد ابن الحسن، عن عبد الله بن سعيد (7) الرعشي، عن الحسن بن موسى، قال: اشتكى عمي محمد بن جعفر حتى خفت عليه الموت، قال: فكنا مجتمعين عنده إذ دخل أبو الحسن - عليه السلام - فقعد إلى ناحية وإسحاق


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فأصبحت ثم معافى. (2) بصائر الدرجات: 265 ح 16، عنه البحار: 48 / 55 ح 61، وإثبات الهداة: 3 / 187 ح 45، وعوالم العلوم: 21 / 105 ح 14. (3) في المصدر: مرة. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وستون. (6) دلائل الامامة: 171. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: محمد بن محمد، عن عبد الله بن سعد.


[ 271 ]

عمي عند رأسه يبكي، فقعد قليلا، ثم قام فتبعته، فقلت: جعلت فداك، يلومك إخوتك وأهل بيتك ويقولون: دخلت على عمك وهو في الموت، ثم خرجت، فقال: إذن اخبرك، أرأيت هذا الباكي ؟ سيموت وسيبكي عليه هذا. قال: فبرأ محمد بن جعفر، واشتكى إسحاق، فبكى عليه محمد. (1)