كتاب مدينة المعاجز

الجزء السادس

 

 

الحادي والاربعون أخذ المقفل عليه، وعلمه - عليه السلام - بالآجال 2000 / 70 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أبو حمزة، عن أبيه، قال: كنت في مسجد الكوفة معتكفا في شهر رمضان في العشر الاواخر إذ جاءني حبيب الاحول بكتاب مختوم من أبي الحسن قدر أربع أصابع، فقرأته، فكان في كتابه: إذا قرأته فإن الكتاب الصغير المختوم الذي في جوف كتابك فاحرزه حتى أطلبه منك. قال: فأخذت الكتاب وأدخلته في بيت (2) بزي فجعلته في جوف صندوق مقفل في جوف قمطر، وبيت البز مقفل، وهذه مفاتيح (3) الاقفال في حجرتي، فإذا كان الليل فهي تحت رأسي، وليس يدخل بيت بزي أحد غيري، فلما حضر الموسم خرجت إلى مكة ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه، فلما دخلت عليه قال: يا علي، ما فعل


(1) دلائل الامامة: 171 - 172، عنه فرج المهموم: 231. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأدخلت بيت. (3) في المصدر: مقفل ومفاتيح.


[ 272 ]

الكتاب الصغير المختوم الذي (1) كتبت إليك وقلت: احتفظ به ؟ قلت: جعلت فداك، عندي. قال: أين ؟ قلت: في بيت بزي قد أحرزته، والبيت لا يدخله غيري. قال: يا علي، إذا نظرت إليه أليس تعرفه ؟ قلت: بلى والله لو كان بين ألف كتاب لاخرجته، فرفع مصلى تحته فأخرجه إلي، فقال: قلت: إن في البيت صندوقا في جوف قمطر مقفل، وفي جوف القمطر حق مقفل، وهذه المفاتيح معي في حجرتي بالنهار وتحت رأسي بالليل، قال: يا علي، احتفظ به فلو تعلم ما فيه لضاق به ذرعك (2). قلت: قد وصفت لك فما أغنى إحرازي. قال علي: فرجعت إلى الكوفة والكتاب [ معي ] (3) محتفظ به في جبتي، فكان الكتاب [ مدة ] (4) حياة علي وفي جبته (5)، فلما مات جئت (6) أنا ومحمد فلم يكن لناهم إلا الكتاب، ففتقنا الجبة فوقع الكتاب فلم نجده، فعلمنا بعقولنا أن الكتاب قد صار إليه [ كما صار ] (7) في المرة الاولى. (8) 2001 / 71 - ابن شهر اشوب: عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت


(1) في المصدر: الصغير الذي. (2) في المصدر: لضاق ذرعك. (3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وفي حينه. (6) في المصدر: فتحت. (7) من المصدر. (8) دلائل الامامة: 172، عنه إثبات الهداة: 3 / 211 ح 131.


[ 273 ]

معتكفا في مسجد الكوفة إذ جاءني أبو جعفر الاحول بكتاب مختوم من أبي الحسن - عليه السلام - فقرأت كتابه، فإذا فيه: إذا قرأت كتابي الصغير الذي في جوف كتابي المختوم فاحرزه حتى أطلبه منك، فأخذ علي الكتاب فأدخله في بيت بزة (1) في صندوق مقفل، في جوف قمطر (2)، في جوف حق مقفل، وباب البيت [ مقفل ] (3)، ومفاتيح هذه الاقفال في حجرته، فإذا كان الليل فهي تحت رأسه، وليس يدخل بيت البز غيره، فلما حضر الموسم خرج إلى مكة وأفاد (4) بجميع ما كتب (5) إليه من حوائجه. فلما دخل عليه قال له العبد الصالح: [ يا علي ] (6) ما فعلت بالكتاب (7) الصغير الذي كتبت إليك فيه أن احتفظ به ؟ فحكيته، قال: إذا نظرت إلى الكتاب أليس تعرفه (8) ؟ قلت: بلى. قال: فرفع مصلى تحته فإذا هو قد أخرجه إلي، فقال: احتفظ به فلو تعلم ما فيه لضاق صدرك (9).


(1) في المصدر والبحار: فأدخله بيت بزة. والبز: ضرب من الثياب. (2) القمطر: ما تصان فيه الكتب. (3) من المصدر والبحار. (4) في البحار: وافدا. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يحتاج. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: ما فعل الكتاب. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تعرفني. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: صدري.


[ 274 ]

قال: فرجعت إلى الكوفة والكتاب معي، فأخرجته في دروز جيبي (1) عند إبطي، فكان الكتاب حياة علي في جيبه (2)، فلما مات علي قال محمد وحسن ابناه: فلم يكن لنا هم إلا الكتاب ففقدناه، فعلمنا أن الكتاب قد صار إليه. (3)

الثاني والاربعون علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 2002 / 72 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أحمد ابن محمد المعروف بغزال، قال: كنت جالسا مع أبي الحسن - عليه السلام - في حائط له إذ جاء (4) عصفور فوقع بين يديه، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: أتدري (5) ما يقول هذا العصفور ؟ قلت: الله ورسوله ووليه أعلم. فقال: يقول: يا مولاي، إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت، فقم بنا ندفعها عنه وعن فراخه، [ فقمنا ] (6) ودخلنا البيت فإذا حية تجول في البيت فقتلناها. (7)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والكتاب معي في دروز جبتي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: حياة علي وحينه. (3) مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 304، عنه البحار: 48 / 78 - 79، وعوالم العلوم: 21 / 150 ح 1. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جاءه. (5) في المصدر: فقال: تدري. (6) من المصدر والبحار. (7) دلائل الامامة: 172 - 173، عنه البحار: 64 / 302 ح 3.


[ 275 ]

 

الثالث والاربعون علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 2003 / 73 - محمد بن الحسن الصفار: عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم (بن شمعون) (1)، [ عن عمر، ] (2) عن بشر (3)، عن علي بن أبي حمزة، قال: دخل رجل من موالي أبي الحسن - عليه السلام - فقال: جعلت فداك، احب أن تتغدى عندي، فقام أبو الحسن - عليه السلام - حتى مضى معه فدخل البيت وإذا في البيت سرير، فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الانثى، وذهب الرجل ليحمل الطعام، فرجع وأبو الحسن - عليه السلام - يضحك. فقال: أضحك الله سنك، مم (4) ضحكت ؟ فقال: إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة، فقال لها: يا سكني وعرسي (5)، والله ما على وجه الارض [ أحد ] (6) أحب إلي منك ما خلا هذا القاعد على السرير. [ قال: ] (7) قلت: جعلت فداك، وتفهم كلام الطير ؟ قال: [ فقال: ] (8) نعم، علمنا منطق الطير، واوتينا من كل شئ. (9)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: بشير. (4) في المصدر والبحار: بم. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هذه الحمامة، قال: فقال: أما يا سكني ويا عرسي. (6 و 7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر. (9) بصائر الدرجات: 346 ح 25، عنه مختصر بصائر الدرجات: 114، والبحار: 48 / 56 ح 65، والبرهان: 3 / 210 ح 17، وعوالم العلوم: 21 / 138 ح 1.


[ 276 ]

 

الرابع والاربعون السير في الارض، ما فيه من المعجزات 2004 / 74 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسن (1)، قال: حدثني أبو محمد (2) هارون بن موسى [ بن أحمد ] (3) التلعكبري، قال: حدثني أبو علي محمد ابن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك (4) الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبان، قال: كنت نائما على فراشي فما أحسست إلا ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا، ينام شيعة آل محمد ! فقمت فزعا، [ فلما رآني فزعا ] (5) ضمني إلى صدره، فالتفت فإذا [ أنا ] (6) بأبي الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام -، فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة، فتوضأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، فكان باب الدار مغلق ما أدري من أين أخرجني، فإذا أنا بناقة معقلة له، فحل عقالها وأردفني خلفه، وسار بي غير بعيد، فأنزلني موضعا فصلى (7) بي أربعا وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، تدري في أي موضع أنت ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسوله (8) أعلم. قال: هذا قبر جدي الحسين بن علي.


(1) في المصدر: الحسين بن عبد الله الحرفي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحسن. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن موسى بن أحمد بن مالك. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: يصلي. (8) في المصدر: ووليه وابن رسوله.


[ 277 ]

ثم سار غير بعيد حتى أتى الكوفة وان كلاب والحرس لقيام، ما من كلب ولا حارس يبصر شيئا فأدخلني المسجد واني لا أعرفه وأنكره فصلى [ بي ] (1) سبع عشرة ركعة، ثم قال: يا أحمد، تدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسول أعلم. قال: هذا مسجد الكوفة، وهذه الطست (2). ثم سار بي غير بعيد فأنزلني، فصلى بي أربعا وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت (3) ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسوله أعلم. قال: هذا قبر الخليل إبراهيم. ثم سار بي غير بعيد فأخلني مكة وإنى لا أعرف البيت ومكة وبئر زمزم (4) وبيت الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسوله أعلم. قال: هذه مكة، وهذا البيت، وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب. ثم سار بي غير بعيد فأدخلني مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - وقبره فصلى بي أربعا وعشرين ركعة، ثم قال [ لي ] (5): أتدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسوله أعلم.


(1) من المصدر، وفيه: لاعرفه وأنكره. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأنزلني، فقال لي: أين أنت ؟ (4) في المصدر: لاعرف البيت وبئر زمزم. (5) من المصدر.


[ 278 ]

قال: [ هذا ] (1) مسجد جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ثم سار بي غير بعيد فأتى بي الشعب شعب أبي جبير، فقال لي: يا أحمد، أتريد (2) اريك من دلالات الامام ؟ قلت: نعم. قال: ياليل ادبر، فأدبر الليل [ عنا ] (3)، ثم قال: يا نهار أقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم وبالشمس حتى رجعت بيضاء نقية، فصلينا الزوال، ثم قال: يا نهار ادبر، ياليل أقبل، فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب. قال: يا أحمد، أرأيت ؟ قلت: حسبي هذا يا بن رسول الله، فسار حتى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة (4)، فقال: أتدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وابن رسوله أعلم. قال: [ هذا ] (5) جبل محيط بالدنيا، وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى فسلم عليهم [ فسلمت عليهم، فردوا علينا السلام ] (6). قلت: يا بن رسول الله، قد نعست. قال: تريد أن تنام على فراشك ؟


(1) من المصدر، وفيه: جدي وقبره رسول الله. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبي خبير، فقال: يا أحمد، تريد. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلا كسرجة. (5 و 6) من المصدر.


[ 279 ]

فقلت: نعم، فركض برجله ركضة، ثم قال: نم (1)، فإذا أنا في منزلي نائم، فتوضأت وصليت الغداة في منزلي. (2)

الخامس والاربعون علمه - عليه السلام - في النوم بما وقع 2005 / 75 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن موسى بن جعفر - عليه السلام -، عن امه، قالت: كنت أغمز قدم أبي الحسن - عليه السلام - وهو نائم مستقبلا في السطح، فقام مبادرا يجر إزاره مسرعا (3)، فتبعته فإذا غلامان له يكلمان جاريتين له، وبينهما حائط لا يصلان إليهما، فتسمع عليهما، ثم التفت إلي فقال: متى جئت هاهنا ؟ فقلت: حيث قمت من نومك مسرعا فزعت وتبعتك. قال: ألم تسمعي الكلام ؟ قلت: بلى، فلما أصبح بعث الغلامين إلى بلد، وبعث بالجاريتين إلى بلد آخر، فباعهم. (4)

السادس والاربعون استجابة دعائه - عليه السلام - 2006 / 76 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: قم. (2) دلائل الامامة: 173 - 174. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مبادرا بحرارة مسرعا. (4) قرب الاسناد: 141، عنه البحار: 48 / 119 ح 38، وعوالم العلوم: 21 / 213 ح 2 وص 372 ح 1.


[ 280 ]

الحسن بن علي الوشاء، قا: حججت أيام خالي إسماعيل بن إلياس، فكتبنا إلى أبي الحسن الاول - عليه السلام -، فكتب خالي: إن لي بنات وليس لي ذكر، وقد قل رجالنا، وقد خلفت امر أتي وهي حامل، فادع الله أن يجعله غلاما وسمه. فوقع في الكتاب: قد قضى الله تبارك وتعالى حاجتك، وسمه محمدا. فقد منا الكوفة وقد ولد لي غلام قبل دخولي (1) الكوفة بستة أيام، ودخلنا يوم سابعه. قال أبو محمد: فهو والله اليوم رجل له أولاد. (2)

السابع والاربعون علمه - عليه السلام - بالغائب 2007 / 77 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن الحسين، عن علي بن جعفر (3) بن ناجية أنه كان اشترى طيلسانا طرازيا (4) أزرق بمائة درهم، وحمله معه إلى أبي الحسن الاول - عليه السلام - ولم يعلم به أحد، وكنت أخرج أنا مع عبد الرحمان بن الحجاج، وكان هو آنذاك (5) قيما لابي الحسن [ الاول ] (6) - عليه السلام -، فبعث بما كان معه، فكتب:


(1) في المصدر: دخول. (2) قرب الاسناد: 141، عنه البحار: 48 / 43 ح 21، وعوالم العلوم: 21 / 79 ح 6. وأخرجه في البحار: 48 / 32، وعوالم العلوم: 21 / 77 ح 1 عن كشف الغمة: 2 / 243. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بن أبي جعفر. (4) الطراز: الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجياد. " النهاية: 3 / 119 - طرز - ". (5) في المصدر والبحار: إذ ذاك. (6) من المصدر والبحار.


[ 281 ]

اطلبوا لي طيلسانا (1) طرازيا أزرق، فطلبوه بالمدينة فلم يوجد عند أحد، فقلت له: هذا (2) هو معي، وما جئت به إلا له، فبعثوا به [ إليه ] (3)، وقالوا له: قد أصبناه (4) مع علي بن جعفر. ولما كان [ من ] (5) قابل اشتريت طيلسانا مثله وحملته معي، ولم يعلم به أحد، فلما قدمنا المدينة أرسل إليهم: اطلبوا لي طيلسانا مثله مع ذلك الرجل، فسألوني، فقلت: هو ذا [ هو ] (6) معي، فبعثوا به إليه. (7)

الثامن والاربعون علمه - عليه السلام - بالغائب 2008 / 78 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن الحسين، عن علي بن جعفر بن ناجية، عن عبد الرحمان بن الحجاج، قال: استقرضت من غالب - مولى الربيع - ستة آلاف درهم تممت (8) بها بضاعتي، ودفع لي (9) شيئا أدفعه إلى أبي الحسن الاول - عليه السلام - وقال: إذا قضيت من الستة آلاف درهم حاجتك فادفعها [ أيضا ] (10) إلى أبي


(1) في المصدر والبحار: ساجا. والساج: الطيلسان الاخضر. " الصحاح: 1 / 323 - سوج - ". (2) في البحار: هوذا. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: وقالوا له: أصبناه. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) قرب الاسناد: 141، عنه الوسائل: 3 / 361 ح 3، والبحار: 48 / 43 ح 22، وعوالم العلوم: 21 / 79 ح 7. (8) في المصدر والبحار: تمت. (9) في المصدر والبحار: إلي. (10) من المصدر والبحار.


[ 282 ]

الحسن - عليه السلام -. فلما قدمت المدينة بعثت إليه بما كان معي، والذي من قبل غالب (بقي) (1)، فأرسل إلي: فأين الستة آلاف درهم ؟ فقلت: استقرضتها [ منه ] (2)، وأمرني أن أدفعها إليك، فإذا بعت متاعي بعثت بها إليك، فأرسل إلي: عجلها لنا فأنا محتاج (3) إليها، فبعثت بها إليه. (4)

التاسع والاربعون طاعة الجن. 2009 / 79 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن الحسين، قال: حدثني علي (5) بن حسان الواسطي، عن موسى بن بكر، قال: دفع إلي أبو الحسن الاول - عليه السلام - رقعة فيها حوائج وقال لي: اعمل بما فيها. فوضعتها تحت المصلى، وتوانيت عنها، فمررت فإذا الرقعة في يده، فسألني عن الرقعة، فقلت: في البيت. فقال: يا موسى، إذا أمرتك بالشئ فاعمله، وإلا غضبت عليك، فعلمت أن الذي دفعها إليه بعض صبيان الجن. (6)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: فإنا نحتاج. (4) قرب الاسناد: 142، عنه البحار: 48 / 44 ح 23، وعوالم العلوم: 21 / 80 ح 8. (5) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: محمد. (6) قرب الاسناد: 142، عنه البحار: 48 / 44 ح 24، وعوالم العلوم: 21 / 70 ح 1 وص 150 ح 1.


[ 283 ]

 

الخمسون علمه - عليه السلام - بوفاته 2010 / 80 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن علي بن سويد السائي، قال: كتب إلي أبو الحسن الاول - عليه السلام - في كتاب: إني (1) أول ما أنعى إليك نفسي في [ ليالي ] (2) هذه، غير جازع، ولا نادم، ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم، فاستمسك بعروة الدين آل محمد - صلوات الله عليه وعليهم - والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي، والمسالمة والرضا بما قالوا. (3)

الحادي والخمسون علمه - عليه السلام - بما يكون 2011 / 81 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي محمود الخراساني، عن عثمان بن عيسى، قال: رأيت أبا الحسن الماضي - عليه السلام - في حوض من حياض [ ما ] (4) بين مكة والمدينة عليه إزار وهو في الماء، فجعل يأخذ الماء في فيه، ثم يمجه، وهو يصفر. فقلت: هذا خير من خلق الله في زمانه ويفعل هذا ! ثم دخلت عليه بالمدينة، فقال لي: أين نزلت ؟ فقلت له: نزلت أنا ورفيق لي في دار فلان.


(1) في المصدر والبحار: إن. (2) من المصدر والبحار. (3) قرب الاسناد: 142، عنه البحار: 48 / 229 ح 24، وعوالم العلوم: 21 / 446 ح 2. (4) من البحار.


[ 284 ]

فقال: بادروا وخذوا منها ثيابكم (1) واخرجوا منها الساعة. قال: فبادرت وأخذت ثيابنا وخرجنا، فلما صرنا خارجا من (2) الدار انهارت (3) الدار. (4)

الثاني والخمسون علمه - عليه السلام - بالآجال 2012 / 82 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن موسى بن جعفر (5) البغدادي، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، قال: سمعت أبا الحسن موسى - عليه السلام - يقول: لا والله لا يرى أبو جعفر [ الدوانيقي ] (6) بيت الله أبدا، فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا، فلم نلبث (7) أن خرج، فلما بلغ [ الكوفة ] (8) قال لي أصحابنا في ذلك، فقلت: لا والله، لا يرى بيت الله أبدا، فلما صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إلي [ فقالوا: ] (9) بقي بعد هذا شئ ؟ ! قلت: لا والله لا يرى بيت الله أبدا، فلما نزل بئر ميمون أتيت أيا * (هامش) (1) في المصدر والبحار: بادروا وحولوا ثيابكم. (2) في المصدر: عن. (3) في المصد ر - خ ل -: انهدمت. (4) قرب الاسناد: 144، عنه البحار: 48 / 44 ح 25، وج 79 / 265 ح 3، وعوالم العلوم: 21 / 68 ح 4. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن محمد بن موسى بن جعفر. وهو موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، أبو الحسن. انظر ترجمته في معجم رجال الحديث: 19 / 34 رقم 12742. (6) من المصدر. (7) في المصدر: يلبث. (8 و 9) من المصدر والبحار.

[ 285 ]

الحسن - عليه السلام - فوجدته في المحراب قد سجد فأطال السجود، ثم رفع رأسه إلي فقال (1)، اخراج فانظر ما يقول الناس، فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر، فرجعت فأخبرته، فقال: الله أكبر، ما كان ليرى بيت الله أبدا. (2)

الثالث والخمسون علمه - عليه السلام - بما يكون 2013 / 83 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن الحسن بن علي بن النعمان، عن عثمان بن عيسى، قال: قال أبو الحسن - عليه السلام - لابراهيم بن عبد الحميد - ولقيه سحرا، وإبراهيم ذاهب إلى قبا، وأبو الحسن - عليه السلام - داخل إلى المدينة - فقال: يا إبراهيم. فقلت: لبيك. قال: إلى أين ؟ قلت: إلى قبا. فقال: في أي شئ ؟ فقلت: إنا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر، فأردت أن آتي رجلا من الانصار فأشتري منه [ من ] (3) الثمار. قال: وقد أمنتم الجراد ؟ ! ثم دخل ومضيت أنا، فأخبرت أبا


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لي، ثم قال. (2) قرب الاسناد: 144، عنه البحار: 48 / 45 ح 27 و 28، وعوالم العلوم: 21 / 101 ح 8 وعن كشف الغمة: 2 / 245. (3) من المصدر والبحار.


[ 286 ]

العز (1) فقال: لا والله لا أشتري العام نخلة، فما مرت بنا خامسة حتى بعث الله جرادا فأكل عامة ما في النخل. (2)

الرابع والخمسون علمه - عليه السلام - بما في النفس 2014 / 84 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن الحسن بن علي بن النعمان، عن عثمان بن عيسى، قال: وهب رجل جارية (3) لابنه فولدت منه أولادا، فقالت الجارية بعد ذلك: قد كان أبوك وطأني قبل أن يهبني لك، فسأل أبو الحسن - عليه السلام - عنها، فقال: لا تصدق إنما نفرت (4) من سوء خلقه، فقيل ذلك للجارية، فقالت: صدق والله ما هربت إلا من سوء خلقه. (5)

الخامس والخمسون علمه - عليه السلام - بما في النفس 2015 / 85 - محمد بن الحسن الصار: عن أحمد بن محمد، عن [ علي بن ] (6) الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: دخلت على أبي الحسن


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: العسر. (2) قرب الاسناد: 145، عنه البحار: 48 / 46 ح 30 و 31، وعوالم العلوم: 21 / 103 ح 10 وعن كشف الغمة: 2 / 245. وأخرجه في إحقاق الحق: 12 / 330 عن الفصول المهمة: 235. (3) في المصدر: جاريته. (4) في البحار: تفر. (5) قرب الاسناد: 145، عنه الوسائل: 14 / 385 ح 3، والبحار: 48 / 46 ح 32، وج 104 / 17 ح 5، وعوالم العلوم: 21 / 81 ح 10. (6) من المصدر والبحار.


[ 287 ]

الماضي - عليه السلام - وهو محموم، ووجهه إلى الحائط (قال:) (1) فتناول بعض أهل بيته يذكره (2)، فقلت في نفسي: هذا خير خلق الله في زمانه يوصينا بالبر ويقول في رجل من أهل بيته هذا القول ؟ ! قال: فحول وجهه إلي وقال (3): إن الذي سمعت من البر، إني إذا قلت هذا لم يصدقوا قوله علي، وإذا لم أقل (4) هذا صدقوا قوله علي. (5)

السادس والخمسون علمه - عليه السلام - بما في النفس 2016 / 86 - محمد بن الحسن الصفار: عن الهيثم النهدي، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، قال: دخلت على أبي الحسن (6) - عليه السلام - فسائلته (7) عن أشياء، وأردت أن أسأله عن السلاح فأغفلته، وخرجت ودخلت على أبي الحسن بن بشير (8) فإذا غلامه ومعه رقعته وفيها: بسم الله الرحمن الرحيم أنا بمنزلة أبي ووارثه وعندي ما كان عنده. (9)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فتناول أهل بيته فذكرهم. (3) في المصدر والبحار: وجهه فقال. (4) في المصدر والبحار: لم يصدقوا قوله، وإن لم أقل. (5) بصائر الدرجات: 238 ح 11، عنه إثبات الهداة: 3 / 187 ح 46، والبحار: 48 / 50 ح 43، وعوالم العلوم: 21 / 90 ح 3. (6) في المصدر والبحار: أبي الحسن الرضا. (7) في المصدر والبحار: فسألته. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بشر، وفي البحار: " الحسين " بدل " الحسن "، وفي الخرائج: منزل الحسين بن بشار. (9) بصائر الدرجات: 252 ح 5، عنه إثبات الهداة: 3 / 295 ح 124. وأورده في الخرائج والجرائح: 2 / 663 ح 6 عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عنه إثبات =


[ 288 ]

 

السابع والخمسون إحياء ميت 2017 / 87 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن المغيرة، قال: مر العبد الصالح - عليه السلام - بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت لها بقرة، فدنا منها، ثم قال لها: ما يبكيك، يا أمة الله ؟ قالت: يا عبد الله، إن لنا صبيانا يتامى، وكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كان منها، وقد ماتت وبقيت منقطعا بي وبولدي لا حيلة لنا. فقال: يا أمة الله، هل لك أن احييها لك ؟ فالهمت أن قالت: نعم، يا عبد الله، فتنحى وصلى ركعتين، ثم رفع رأسه (1) هنيئة وحرك شفتيه، ثم قام فصوت بالبقرة فنخسها (2) نخسة - أو ضربها برجله -، فاستوت على الارض قائمة، فلما نظرت المرأة إلى البقرة صاحت وقالت: عيسى بن مريم ورب الكعبة، فخالط الناس وصار بينهم ومضى - عليه السلام -. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن أحمد ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة، قال: مر العبد


= الهداة: 3 / 303 ح 147، والصراط المستقيم: 2 / 198 ح 21 (مختصرا). وأخرجه في البحار: 49 / 47 ح 43، وعوالم العلوم: 22 / 68 ح 5 عن البصائر والخرائج. ويأتي في ج 7 / 50 ح 48 عن دلائل الامامة. (1) في المصدر: يده. (2) نخس الدابة: غرز جنبها أو مؤخرها بعود ونحوه فهاجت.


[ 289 ]

الصالح - عليه السلام - بإمرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها، وساق الحديث إلى آخره. (1)

الثامن والخمسون سبيكة الذهب التي أخرجها - عليه السلام - من الارض 2018 / 88 - محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن القاسم، عمن (2) أخبره عنه، (قال:) (3) أخبرني إبراهيم بن موسى، قال (4): ألححت على أبي الحسن [ الرضا ] (5) - عليه السلام - في شئ أطلبه منه وكان يعدني، فخرج ذات يوم يستقبل والي المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان، فنزل في موضع تحت شجرات، ونزلت معه [ أنا ] (6) وليس معنا ثالث. فقلت: جعلت فداك، هذا العيد قد أظلنا (7)، ولا والله ما أملك درهما فما سواه، فحك بسوطه الارض حكا شديدا، ثم مد يده (8)


(1) الكافي: 1 / 484 ح 6، بصائر الدرجات: 272 ح 2، عنهما إثبات الهداة: 3 / 171 ح 1، والبحار: 48 / 55 - 56 ح 62 و 63، وعوالم العلوم: 21 / 127 ح 1. وأورده في الثاقب في المناقب: 431 ح 1 عن المغيرة بن عبد الله، ودعوات الراوندي: 69 ح 167 عن عبد الله بن المغيرة. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أو عمن. (3) ليس في المصدر، وفي البحار: عمن أخبره، عن إبراهيم.... (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنه قال. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هذا العيد والله أطلنا. (8) في المصدر والبحار: ثم ضرب بيده.


[ 290 ]

فتناول بيده سبيكة ذهب، فقال: انتفع (1) بها واكتم ما رأيت. (2)

التاسع والخمسون علمه - عليه السلام - بحسن عاقبة الامر 2019 / 89 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن محمد ابن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبد الله بن الحكم الارمني، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري، قال: كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر - عليه السلام -: أما بعد فإني اوصي نفسي بتقوى الله، وبها اوصيك، فإنها وصية الله في الاولين، ووصيته في الآخرين (3)، خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد - صلى الله عليه وآله -، وقد احتجبتها (4) واحتجبها أبوك من قبلك، وقديما ادعيتم ما ليس


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فتناول منه سبيكة ذهب، فقال: استشفع. (2) بصائر الدرجات: 374 ح 2، الاختصاص: 270، إرشاد المفيد: 309، عنها البحار: 49 / 47 ح 45، وعوالم العلوم: 22 / 129 ح 1. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم. وكما لا يخفى أن الحديث من معاجز الامام الرضا - عليه السلام - حيث ان إبراهيم بن موسى الانصاري من أصحاب الرضا - عليه السلام -. انظر معجم رجال الحديث: 1 / 299. (3) إشارة إلى قوله تعالى في سورة النساء: 131: [ ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ]. (4) قال المجلسي - رحمه الله -: " وقد احتجبتها " لعل فيها حذفا وايصالا أي احتجبت بها، والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضاها من الاجابة إلى البيعة، أو للبيعة بقرينة المقام، أو للدعوة أي إجابتها، أو المعنى شاورت الناس في الدعوى فاحتجبت عن مشاورتي، ولم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني، واحتجبها أبوك أي عند دعوة محمد بن عبد الله، وقديما ظرف لقوله ادعيتم.


[ 291 ]

لكم، وبسطتم امالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم (1) وأضللتم، وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه (2). فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام -: من موسى بن [ أبي عبد الله ] (3) جعفر وعلي مشتركين في التذلل لله وطاعته إلى يحيى ابن عبد الله بن الحسن، أما بعد: فإني احذرك الله ونفسي، واعلمك أليم عذابه، وشديد عقابه، وتكامل نقماته، واوصيك ونفسي بتقوى الله، فإنها زين الكلام، وتثبيت النعم، أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع وأبي [ من قبل ] (4)، وما سمعت ذلك مني، وستكتب شهادتهم ويسألون (5)، ولم يدع حرص الدنيا ومطالبها لاهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم. وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك، وما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة، ولا قلة بصيرة بحجة، ولكن الله تبارك وتعالى خلق الناس أمشاجا، وغرائب، وغرائز، فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما: ما العترف في بدنك ؟ وما الصهلج في الانسان ؟ ثم اكتب إلي بخبر ذلك، وأنا متقدم إليك احذرك معصية الخليفة، وأحثك على بره وطاعته، وأن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الاظفار (6)، ويلزمك الخناق من كل مكان فتروح إلى النفس


(1) أي ذهبتم بأهواء الناس وعقولهم. (2) إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران: 28: [ ويحذركم الله نفسه ]. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) إشارة إلى الآية 19 من سورة الزخرف. (6) كناية عن الاسر تشبيها بطائر اصطاده بعض الجوارح.


[ 292 ]

من كل مكان ولا تجده، حتى يمن الله عليك بمنه وفضله، ورقة السلطان (1) أبقاه الله فيؤمنك ويرحمك، ويحفظ فيك أرحام رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ والسلام على من اتبع الهدى إنا قد اوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ] (2). قال الجعفري: فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر - عليه السلام - وقع في يدي هارون، فلما قرأه قال: الناس يحملوني (3) على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به. (4)

الستون علمه - عليه السلام - بما يكون 2020 / 90 - محمد بن يعقوب: عن بعض أصحابنا (5)، عن محمد ابن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبد الله بن الحكم الارمني، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، قال: حدثنا عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال: (6) لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ (7) واحتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر - عليه السلام -


(1) في الاصل - خ ل - والمصدر والبحار: الخليفة. (2) سورة طه: 47 و 48. (3) أي يغرونني. (4) الكافي: 1 / 366 ح 19، عنه البحار: 48 / 165 ح 7، وعوالم العلوم: 21 / 366 ح 1. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن عدة من أصحابنا. (6) في البحار: قال: قال. (7) قال المجلسي - رحمه الله - فخ: بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريبا، والحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي - عليهما السلام -، وامه زينب بنت عبد الله بن الحسن، وخرج في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، وخرج معه جماعة كثيرة من العلويين، وكان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع وستين =


[ 293 ]

إلى البيعة، فأتاه فقال له: يا ابن عم، لا تكلفني ما كلف ابن عمك (1) [ عمك ] (2) أبا عبد الله - عليه السلام - فيخرج مني ما لا اريد كما خرج من أبي عبد الله - عليه السلام - ما لم يكن يريد. فقال له الحسين: إنما عرضت عليك أمرا فإذا (3) أردته دخلت فيه، وإن كرهته لم أحملك عليه والله المستعان، ثم ودعه. فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - حين ودعه: يا ابن عم، إنك مقتول فأجد الضراب، فإن القوم فساق، يظهرون إيمانا، ويسرون شركا، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أحتسبكم عند الله من عصبة، ثم خرج الحسين، وكان من أمره ما كان، فقتلوا كلهم كما قال - عليه السلام -. (4)

الحادي والستون طبعه - عليه السلام - في حصاة حبابة الوالبية 2021 / 91 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله ابن أيوب، عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن


= ومائة بعد موت المهدي بمكة، وخلافة الهادي ابنه. (1) هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه السلام -، النفس الزكية، المقتول بأحجار الزيت، الذي خرج أيام أبي جعفر المنصور. انظر مقاتل الطالبيين: 157 - 175. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: فإن. (4) الكافي: 1 / 366 ح 18، عنه البحار: 48 / 160 ح 6، وعوالم العلوم: 21 / 361 ح 1.


[ 294 ]

حبابة الوالبية، قالت: قلت [ له ] (1): يا أمير المؤمنين، ما دلالة الامامة، يرحمك الله ؟ قالت: فقال: اثتيني بتلك الحصاة - وأشار بيده إلى حصاة - فأتيته بها، فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي: يا حبابة، إذا ادعى مدع الامامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ يريده. قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - فجئت إلى الحسن - عليه السلام - وهو في مجلس أمير المؤمنين - عليه السلام - والناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم، يا مولاي. فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين - عليه السلام -. قالت: ثم أتيت الحسين - عليه السلام - وهو في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين، أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم، يا سيدي. فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة، فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين - عليه السلام - وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة، فأومأ إلي بالسبابة، فعاد إلي


(1) من المصدر.


[ 295 ]

شبابي. قالت: فقلت: يا سيدي، كم مضى من الدنيا ؟ وكم بقي ؟ فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا. قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة، فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا جعفر - عليه السلام -، فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا عبد الله - عليه السلام -، فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا الحسن موسى - عليه السلام -، فطبع لي فيها. ثم أتيت الرضا - عليه السلام -، فطبع لي فيها. وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام (1). (2)

الثاني والستون طاعة الشجرة 2022 / 92 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن فلان الرافعي (3)، قال: كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله، وكان زاهدا، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان يتقيه السلطان لجده في الدين واجتهاده، وربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، وكان السلطان يحتمله لصلاحه، ولم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الايام إذ دخل عليه أبو الحسن


(1) في الكمال: عبد الله بن هشام، وهو الذي يروي عن الخثعمي. (2) الكافي: 1 / 346 ح 3. وقد تقدم مع تخريجاته في ج 1 / 514 ح 332. (3) في المصدر: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد، عن محمد بن فلان الواقفي.


[ 296 ]

موسى - عليه السلام - وهو في المسجد فرآه فأومأ إليه فأتاه، فقال له: يا أبا علي، ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني (به) (1) إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة. قال: جعلت فداك، فما المعرفة ؟ قال: اذهب فتفقه في الدين، واطلب الحديث (2). قال: عمن ؟ قال: عن فقهاء أهل المدينة، ثم اعرض علي الحديث. قال: فذهب فكتب، ثم جاءه فقرأه عليه، فأسقطه كله، ثم قال له: اذهب فاعرف المعرفة، وكان الرجل معنيا بدينه. (قال:) (3) فلم يزل يترصد أبا الحسن - عليه السلام - حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في طريق، فقال له: جعلت فداك، إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني على المعرفة. قال: فأخبره بأمير المؤمنين - عليه السلام - وما كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأخبره بأمر الرجلين، فقبل منه، ثم قال له: فمن كان بعد أمير المؤمنين - عليه السلام - ؟ قال: الحسن - عليه السلام -، ثم الحسين - عليه السلام - حتى انتهى إلى نفسه، ثم سكت. قال: فقال له: جعلت فداك، فمن هذا (4) اليوم ؟


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: اذهب فتفقه واطلب الحديث. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: هو.


[ 297 ]

قال: إذا (1) أخبرتك تقبل ؟ قال: بلى، جعلت فداك. قال: أنا هو. قال: فشئ أستدل به. قال: اذهب إلى تلك الشجرة - وأشار [ بيده ] (2) إلى ام غيلان - وقل لها: يقول لك موسى بن جعفر: اقبلي. قال: فأتيتها فرأيتها والله تخذ الارض خدا حتى وقفت بين يديه، ثم أشار إليها، فرجعت. قال: فأقربه، ثم لزم الصمت والعبادة فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك (أبدا) (3). (4)

الثالث والستون حديث النصراني، وما فيه من المعجزات، وغرائب الامور، وغزير العلم 2023 / 93 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا، عن محمد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن


(1) في المصدر: إن. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) الكافي: 1 / 352 ح 8. وأورده في الثاقب في المناقب: 455 ح 1 عن علي بن إبراهيم. وأخرجه في البحار: 48 / 52 - 53 ح 48 - 50 عن بصائر الدرجات: 254 ح 6، والخرائج والجرائح: 2 / 650 ح 2، وإرشاد المفيد: 292، وإعلام الورى: 292. وفي البحار: 61 / 188 ح 54 عن البصائر.


[ 298 ]

جعفر بن إبراهيم، قال: كنت عند أبي الحسن موسى - عليه السلام - إذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض (1)، فقال له النصراني: إني ] (2) أتيتك من بلد بعيد وسفر شاق، وسألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الاديان، وإلى خير العباد وأعلمهم، وأتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعليا دمشق (3) فانطلقت حتى أتيته فكلمته، فقال: أنا أعلم أهل ديني، وغيري أعلم مني. فقلت له: أرشدني (4) إلى من هو أعلم منك فإني لا أستعظم السفر، ولا تبعد علي الشقة (5)، ولقد قرأت الانجيل [ كلها ] (6) ومزامير داود، وقرأت أربعة أسفار من التوراة، وقرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله، فقال لي العالم: إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب والعجم بها، وإن كنت تريد علم اليهودية (7) فباطي بن شرحبيل (8) السامري أعلم الناس بها اليوم، وإن كنت تريد علم الاسلام وعلم التوراة وعلم الانجيل و [ علم ] (9) الزبور وكتاب هود وكلما انزل على نبي


(1) عريض: واد بالمدينة. " مراصد الاطلاع: 2 / 936 ". (2) ليس في المصدر. (3) عليا دمشق: أعلاها. (4) في المصدر والبحار: فقلت: أرشدني. (5) الشقة: السفر الطويل. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: اليهود. (8) في البحار: شراحيل. والسامرة: قوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم فعلمه أحد أي غير الامام، أو لم يعلم به أحد غيره، ويحتمل التعميم بناء على ما يلقى إلى الامام من العلوم الدائبة. (9) من المصدر.


[ 299 ]

من الانبياء في دهرك ودهر غيرك (1)، وما انزل من السماء من خبر (2) فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد فيه نبيان كل شئ وشفاء للعالمين، وروح لمن استروح (3) إليه، وبصيرة لمن أراد الله به خيرا وأنس إلى الحق فأرشدك إليه، فائته ولو مشيا (4) على رجليك، فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك، فإن لم تقدر فزحفا على استك، فإن لم تقدر فعلى وجهك. فقلت: لا، بل أنا أقدر على المسير في البدن والمال. قال: فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب. فقلت: لا أعرف يثرب. قال: فانطلق حتى تأتي مدينة النبي - صلى الله عليه وآله - الذي بعث في العرب، وهو النبي العربي الهاشمي، فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار، وهو عند باب مسجدها وأظهر بزة (5) النصرانية وحليتها، فإن واليها يتشدد عليهم والخليفة أشد، ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول، وهو ببقيع الزبير، ثم تسأل عن موسى بن جعفر - عليه السلام - وأين منزله ؟ وأين هو ؟ مسافرا أو (6)، حاضرا، فإن كان مسافرا فالحقه فإن سفره أقرب مما ضربت إليه (7)، ثم أعلمه أن مطران عليا


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وغير دهرك. (2) في البحار: خير. (3) الروح: الرحمة، والاسترواح: طلب الروح. (4) في البحار: ماشيا. (5) البزة: الهيئة. (6) في المصدر والبحار: أم. (7) أي سافرت من بلدك إليه.


[ 300 ]

الغوطة - غوطة دمشق - (1) هو الذي أرشدني إليك، وهو يقرئك السلام كثيرا ويقول لك: إني لاكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك، فقص هذه القصة وهو قائم معتمد على عصاه، ثم قال: إن أذنت لي يا سيدى كفرت [ لك ] (2) وجلست. فقال: آذن لك أن تجلس ولا آذن لك أن تكفر، فجلس ثم ألقى عنه برنسه، ثم قال: جعلت فداك، تأذن لي في الكلام ؟ قال: نعم، ما جئت إلا له. فقال له النصراني: اردد على صاحبي السلام أو ما ترد السلام ؟ فقال أبو الحسن - عليه السلام -: على صاحبك (3) أن هداه الله، أن التسليم فذاك إذا صار في ديننا. فقال النصراني: إني أسألك أصلحك الله ؟ قال: سل. قال: أخبرني عن الكتاب (4) الذي انزل على محمد - صلى الله عليه وآله - ونطق به، ثم وصفه بما وصفه [ به ] (5). فقال: [ حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم ] (6) ما تفسيرها في الباطن ؟


(1) مطران النصارى: لقب للكبير والهم منهم. والغوطة: مدينة دمشق أو كورتها. (2) من المصدر والبحار. والتكفير: وضع اليد على الصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: على صاحبك السلام. (4) في المصدر والبحار: كتاب الله. (5) من المصدر والبحار. (6) سورة الدخان: 1 - 4.


[ 301 ]

فقال: أما [ حم ] فهو محمد - صلى الله عليه وآله - وهو في كتاب هود الذي انزل عليه (1)، وهو منقوص الحروف، وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين [ على ] (2) - عليه السلام - وأما الليلة ففاطمة - صلوات الله عليها - وأما قوله [ فيها يفرق كل أمر حكيم ] يقول: يخرج منها خير كثير، فرجل حكيم، ورجل حكيم، ورجل حكيم. فقال الرجل: صف لي الاول والآخر من هؤلاء الرجال. فقال: [ إن ] (3) الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله، وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا، وقديما ما فعلتم. فقال له النصراني: إني لا أسترعنك ما علمت ولا أكذبك وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذبه والله لقد أعطاك الله من فضله، وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون، ولا يستره الساترون، ولا يكذب فيه من كذب، فقولي لك في ذلك الحق كلما (4) ذكرت فهو كما ذكرت. فقال له أبو إبراهيم - عليه السلام -: اعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلا قليل ممن قرأ الكتب، أخبرني ما اسم ام مريم ؟ وأي يوم نفخت فيه مريم ؟ ولكم من ساعة من النهار ؟ وأي يوم وضعت مريم فيه عيسى - عليه السلام - ؟ ولكم من ساعة من النهار ؟ فقال النصراني: لا أدري.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إليه. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: كما.


[ 302 ]

فقال أبو إبراهيم - عليه السلام -: أما ام مريم فاسمها مرثا وهي وهيبة بالعربية، وأما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الامين وليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمه الله تبارك وتعالى، وعظمه محمد - صلى الله عليه وآله - فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة، وأما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لاربع ساعات ونصف من النهار، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى - عليه السلام - هل تعرفه ؟ قال: [ لا، قال: ] (1)، هو الفرات، وعليه الشجر النخل والكرم وليس يساوي بالفرات شئ للكروم والنخيل، فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها (2) ونادى قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا [ لها ] (3): ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته ؟ قال: نعم وقرأته اليوم الا حدث (4). قال - عليه السلام -: إذا لا تقوم من مجلسك حتى يهديك الله. قال النصراني: ما كان اسم امي بالسريانية وبالعربية ؟ فقال: كان اسم امك بالسريانية عنقالية، وعنقورة كان اسم جدتك لابيك، وأما اسم امك بالعربية فهو مية، وأما اسم أبيك فعبد المسيح وهو عبد الله بالعربية، وليس للمسيح عبد. قال: صدقت وبررت، فما كان اسم جدي ؟


(1) من المصدر والبحار. (2) أي منعت عن الكلام لصوم الصمت. (3) من المصدر والبحار. (4) اليوم الا حدث: أي هذا اليوم فإن الايام السالفة بالنسبة إليه قديمة.


[ 303 ]

قال: كان اسم جدك جبريل وهو عبد الرحمان سميته في مجلسي هذا. قال: أما إنه كان مسلما ؟ قال أبو إبراهيم - عليه السلام -: نعم، وقتل شهيدا دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزلة غيلة والاجناد من أهل الشام. قال: فما كان اسمي قبل كنيتي قال: كان اسمك عبد الصليب. قال: فما تسميني ؟ قال: اسميك عبد الله. قال: فإني آمنت بالله العظيم، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فردا صمدا، ليس كما يصفه النصارى، وليس كما يصفه اليهود ولا جنس من أجناس الشرك، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق فأبان به لاهله وعمى المبطلون، وأنه كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى الناس كافة إلى الاحمر والاسود كل فيه مشترك فأبصر من أبصر، واهتدى من اهتدى، وعمى المبطلون، وضل عنهم ما كانوا يدعون، وأشهد أن وليه نطق بحكمته، وأن من كان من قبله (1) من الانبياء نطقوا بالحكمة البالغة، وتوازروا على الطاعة لله، وفارقوا الباطل وأهله، والرجس وأهله، وهجروا سبيل الضلالة، ونصرهم الله بالطاعة له، وعصمهم من المعصية، فهم لله أولياء، وللدين أنصار، يحثون على الخير، ويأمرون به، آمنت بالصغير منهم والكبير، ومن ذكرت منهم ومن


(1) في المصدر والبحار: من كان قبله.


[ 304 ]

لم أذكر، وآمنت بالله تبارك وتعالى رب العالمين. ثم قطع زناره وقطع صليبا كان في عنقه من ذهب، ثم قال: مرني حتى أضع صدقتي حيث تأمرني. فقال - عليه السلام -: هاهنا أخ لك كان على مثل دينك، وهو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة، وهو في نعمة كنعمتك فتواسيا وتجاورا، ولست أدع أن أورد عليكما حقكما في الاسلام. فقال: والله أصلحك الله إني لغني ولقد تركت ثلاثمائة طروق (1) بين فرس وفرسة، وتركت ألف بعير فحقك فيها أوفر من حقي. فقال له: أنت مولى الله ورسوله، وأنت في حد نسبك على حالك، فحسن إسلامه، وتزوج امرأة من بني فهر، وأصدقها أبو إبراهيم - عليه السلام - خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب - عليه السلام - وأخدمه وبوأه، وأقام حتى أخرج أبو إبراهيم - عليه السلام - (2) فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة. (3)

الرابع والستون حديث الراهب والراهبة 2024 / 94 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعا، عن محمد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر، قال: كنت عند أبي إبراهيم - عليه السلام - وأتاه رجل من أهل نجران


(1) المراد ما بلغ حد الطرق ذكر أكان أو أنثى. (2) أي إلى بغداد بأمر الخليفة. (3) الكافي: 1 / 478 ح 4، عنه البحار: 48 / 85 ح 106، وعوالم العلوم: 21 / 297 ح 1، وحلية الابرار: 2 / 236، والبرهان: 4 / 157 ح 1.


[ 305 ]

اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له: إذا كان غدا فائت بهما عند بئر أم خير. قال: فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فأمر بخصفة (1) بواري، ثم جلس وجلسوا، فبدأت الراهبة بالمسائل، فسألت عن مسائل كثيرة، كل ذلك يجيبها، وسألها أبو إبراهيم - عليه السلام - عن أشياء لم يكن عندها فيه شئ، ثم أسلمت، ثم أقبل الراهب يسأله، فكان يجيبه في كل ما يسأله. فقال الراهب: قد كنت قويا على ديني، وما خلفت أحدا من النصارى في الارض يبلغ مبلغي في العلم، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم وليلة، ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند، فسألت عنه بأي أرض هو ؟ فقيل لي: إنه بسبذان (2)، وسألت الذي أخبرني، فقال: هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبأ، وهو الذي ذكره الله لكم في كتابكم، ولنا معشر الاديان في كتبنا. فقال له أبو إبراهيم - عليه السلام -: فكم لله من اسم لا يرد ؟ فقال الراهب: الاسماء كثيرة، فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة. فقال له أبو الحسن - عليه السلام -: فأخبرني عما تحفظ منها. قال الراهب: لا والله الذي أنزل التوراة على موسى، وجعل عيسى


(1) الخصفة: الجلة تعمل من الخوص للتمر. وكأن الاضافة إلى البواري لبيان أن المراد بها ما يعمل من الخوص للفرش مكان البارية لا ما يعمل للتمر. (2) في الاصل - خ ل - والبحار: بسندان. وكذا في الموضع الآتي.


[ 306 ]

عبرة للعالمين وفتنة لشكر اولي الالباب، وجعل محمدا بركة ورحمة، وجعل عليا - عليه السلام - عبرة وبصيرة، وجعل الاوصياء من نسله ونسل محمد - صلى الله عليه وآله - ما أدري، ولو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك، ولا جئتك ولا سألتك. فقال له أبو إبراهيم - عليه السلام: عد إلى حديث الهندي. فقال له الراهب: سمعت بهذه الاسماء ولا أدري ما بطانتها (1) ولا شرائحها، ولا أدري ما هي، ولا كيف هي، ولا بدعائها، فانطلقت حتى قدمت سبذان الهند، فسألت عن الرجل فقيل لي: إنه بنى ديرا في جبل، فصار لا يخرج ولا يرى إلا في كل سنة مرتين، وزعمت الهند أن الله تعالى فجر له عينا في ديره، وزعمت الهند أنه يزرع [ له ] (2) من غير زرع يلقيه، ويحرث له من غير حرث يعمله، فانتهيت إلى بابه، فأقمت ثلاثا لا أدق الباب، ولا اعالج الباب، فلما كان اليوم الرابع فتح الله الباب، وجاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن، فدفعت الباب فانفتح، فتبعتها ودخلت، فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي، وينظر إلى الارض فيبكي، وينظر إلى الجبال فيبكي، فقلت: سبحان الله ! ما أقل ضربك في دهرنا هذا ! فقال لي: والله ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته (3) وراء ظهرك.


(1) في الاصل - خ ل - والبحار: بطائنها. والبطانة: السريرة. وشرائحها كناية عن ظواهرها. (2) من المصدر والبحار. (3) أي موسى - عليه السلام -.


[ 307 ]

فقلت له: اخبرت أن عندك اسما من أسماء الله تعالى تبلغ به في كل يوم وليلة بيت المقدس وترجع إلى بيتك. فقال لي: وهل تعرف بيت المقدس ؟ قلت: لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام. قال: ليس بيت المقدس ولكنه البيت المقدس، وهو بيت آل محمد - صلى الله عليه وآله -. فقلت له: أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس. فقال لي: تلك محاريب الانبياء، وإنما كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد وعيسى (1) - صلى الله عليهما -، وقرب البلاء من أهل الشرك، وحلت النقمات في دور الشياطين، فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك الاسماء وهو قول الله تبارك وتعالى: البطن لآل محمد والظهر مثل [ إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ] (2). فقلت له: إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارا وغموما وهموما وخوفا، وأصبحت وأمسيت مؤيسا ألا أكون (3) ظفرت بحاجتي. فقال لي: ما أرى امك حملت بك إلا وقد حضرها ملك كريم، ولا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع (4) بامك إلا وقد اغتسل وجاءها على


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بين محمد وبين عيسى. (2) سورة النجم: 23. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ألا أن أكون. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الوقاع.


[ 308 ]

طهر، ولا أزعم إلا أنه قد كان درس السفر الرابع (1) من سحره ذلك فختم له بخير (2)، ارجع من حيث جئت، فانطلق حتى تنزل مدينة محمد - صلى الله عليه وآله - التي يقال لها طيبة، وقد كان اسمها في الجاهلية يثرب، ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع، ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها، وأقم ثلاثا، ثم سل [ عن ] (3) الشيخ الاسود [ الذي ] (4) يكون على بابها يعمل البواري، وهي في بلادهم اسمها الخصف، فالطف (5) بالشيخ وقل له: بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الاربع، ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني (6)، وسله أين ناديه، وسله أي ساعة يمر فيها فليريكاه، أو يصفه لك فتعرفه بالصفة، وسأصفه لك. قلت: فإذا لقيته فأصنع ماذا ؟ قال: سله عما كان، وعما هو كائن، وسله عن معالم دين من مضى، ومن بقي. فقال له أبو إبراهيم - عليه السلام -: قد نصحك صاحبك الذي لقيت. فقال الراهب: ما اسمه، جعلت فداك ؟ قال: هو متمم بن فيروز، وهو من أبناء الفرس، وهو ممن آمن بالله


(1) كأن التخصيص بالسفر الرابع لكونه أفضل أسفار التوراة، أو لاشتماله على أحوال خاتم النبيين وأوصيائه - صلوات الله عليهم -. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: من شهره ذلك فختم له ذلك بخير. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) في البحار: فتلطف. (6) أي عن موسى بن جعفر العلوي مثلا، والنادي: المجلس.


[ 309 ]

وحده لا شريك له، وعبده بالاخلاص والايقان، وفر من قومه لما خالفهم (1) فوهب له ربه حكما، وهداه لسبيل الرشاد، وجعله من المتقين، وعرف بينه وبين عباده المخلصين، وما من سنة إلا وهو يزور فيها مكة حاجا، ويعتمر في رأس كل شهر مرة، ويجئ من موضعه (2) من الهند إلى مكة فضلا من الله وعونا، وكذلك يجزي الله الشاكرين (3). ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة، كل ذلك يجيبه فيها، وسأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شئ فأخبره بها، ثم إن الراهب قال: أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الارض منها أربعة، وبقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الاربعة التي في الهواء، ومن يفسرها ؟ قال: ذاك قائمنا ينزله الله عليه فيفسره، وينزل (4) عليه ما لم ينزل على الصديقين والرسل والمهتدين. ثم قال الراهب: فأخبرني عن الاثنين من تلك الاربعة الاحرف التي في الارض ما هي ؟ قال: أخبرك بالاربعة كلها، أما أولهن فلا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيا، والثانية محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - مخلصا، والثالثة نحن أهل البيت، والرابعة شيعتنا منا، ونحن من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ورسول الله - صلى الله عليه وآله - من الله بسبب.


(1) في المصدر: خافهم. (2) أي بطي الارض، بإعجازه - عليه السلام -. (3) في البحار: وكذلك نجزي الشاكرين. (4) في البحار: وينزله.


[ 310 ]

فقال له الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله (وحده لا شريك له) (1)، وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأن ما جاء به من عند الله حق، وأنكم صفوة الله من خلقه، وأن شيعتكم المطهرون المستذلون (2) ولهم عاقبة الله، والحمد لله رب العالمين، فدعا أبو إبراهيم - عليه السلام - بجبة خز وقميص قوهي (3) وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاه إياها (4)، وصلى الظهر وقال له: اختتن. فقال: قد اختتنت في سابعي (5). (6)

الخامس والستون علمه - عليه السلام - بما يكون 2025 / 95 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر، قال: جاءني محمد بن إسماعيل (7) وقد اعتمر (8) عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة،


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) أي الذين صيرهم الناس أذلاء. وفي المصدر والبحار: المستبدلون: إشارة إلى قوله تعالى: [ يستبدل قوما غيركم ] [ سوره محمد - صلى الله عليه وآله -: 38 ] (3) القوهي: ثياب بيض، نسبة إلى قوهستان - كورة بين نيسابور وهراة -. (4) في البحار: فأعطاها إياه. (5) أي في اليوم السابع من ولادتي. (6) الكافي: 1 / 481 ح 5، عنه البحار: 48 / 92 ح 107، وحلية الابرار: 2 / 240، وعوالم العلوم: 21 / 302 ح 1. وأخرج قطعة منه في الوسائل: 3 / 264 ح 9، وج 15 / 166 ح 2 عن الكافي. (7) هو ابن إسماعيل بن أبي عبد الله - عليه السلام -. (8) في المصدر: اعتمرنا.


[ 311 ]

فقال: يا عم، إني اريد بغداد، وقد أحببت أن اودع عمي أبا الحسن، يعني موسى بن جعفر - عليه السلام -، وأحببت أن تذهب معي إليه، فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي بالحوية وذلك بعد المغرب بقليل، فضربت الباب، فأجابني أخي، فقال: من هذا ؟ فقلت: علي. فقال: هو ذا اخرج، وكان بطئ الوضوء، فقلت: العجل. قال: وأعجل، فخرج وعليه إزار ممشق (1) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب، فقال علي بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه، وقلت: قد جئتك في أمران تره صوابا فالله وفق له، وإن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ. قال: وما هو ؟ قلت: هذا ابن أخيك يريد أن يودعك، ويخرج إلى بغداد. فقال لي: ادعه (2) فدعوته وكان متنحيا، فدنا منه، فقبل رأسه، وقال: جعلت فداك، أوصني. فقال: اوصيك أن تتقي الله في دمي. فقال مجيبا له: من أرادك بسوء فعل الله به، وجعل يدعو على من يريده بسوء، ثم عاد فقبل رأسه، ثم قال (3): يا عم أوصني ؟ فقال: اوصيك أن تنقي الله في دمي [ فقال: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه، ثم قال: يا عم، أوصني.


(1) أي مصبوغ بالمشق، وهو الطين الاحمر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال له: ادنه. (3) في المصدر: فقال.


[ 312 ]

فقال: اوصيك أن تتقي الله في دمي [ (1) فدعا على من أراده بسوء، ثم تنحى عنه ومضيت معه فقال لي أخي: يا علي، مكانك، فقمت مكاني، فدخل منزله، ثم دعاني فدخلت إليه، فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها، وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره. قال علي: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي، ثم ناولني مائة اخرى، وقال: اعطه أيضا، ثم ناولني صرة اخرى فقال: اعطه أيضا. فقلت: جعلت فداك، إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك ؟ فقال: إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله، ثم تناول مخدة ادم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح (2)، فقال: اعطه هذه [ أيضا ] (3). قال: فخرجت إليه فأعطيته المائة الاولى، ففرح بها فرحا شديدا، ودعا لعمه، ثم أعطيته المائة الثانية (4) والثالثة، ففرح [ بها ] (5) حتى ظننت أنه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم، فمضى على وجهه حتى دخل على هارون، فسلم عليه بالخلافة، وقال: ما ظننت أن في الارض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة، فأرسل إليه هارون بمائة ألف درهم، فرماه الله


(1) من المصدر. (2) الوضح: الدرهم الصحيح. (3) من المصدر. (4) في المصدر: أعطيته الثانية. (5) من المصدر.


[ 313 ]

بالذبحة (1)، فما نظر منها إلى درهم ولامسه. (2)

السادس والستون علمه - عليه السلام - بمنطق الاسد 2026 / 96 - الشيخ المفيد في الارشاد: قال: روى علي بن أبي حمزة البطائني، قال: خرج أبو الحسن موسى - عليه السلام - في بعض الايام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها (3)، وصحبته أنا وكان - عليه السلام - راكبا بغلة وأنا على حمار لي. فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد، فأحجمت خوفا، وأقدم أبو الحسن موسى - عليه السلام - غير مكترث به، فرأيت الاسد يتذلل لابي الحسن - عليه السلام - ويهمهم، فوقف [ له ] (4) أبو الحسن - عليه السلام - كالمصغي إلى همهمته، ووضع الاسد يده على كفل بغلته، وقد همتني نفسي من ذلك وخفت خوفا عظيما، ثم تنحى الاسد إلى جانب الطريق وحول أبو الحسن - عليه السلام - وجهه إلى القبلة وجعل يدعو، ويحرك شفتيه بما لم أفهمه، ثم أومأ إلى الاسد بيده أن امض (5)، فهمهم الاسد همهمة طويلة وأبو الحسن - عليه السلام - يقول: آمين آمين، وانصرف الاسد حتى غاب من بين أعيننا.


(1) الذبحة: وجع في الحق أو دم يخنق فيقتل. (2) الكافي: 1 / 485 ح 8، عنه إثبات الهداة: 3 / 176 ح 17 (ذيله)، وحلية الابرار: 2 / 245. وأخرجه في البحار: 48 / 239 ح 48 عنه وعن رجال الكشي: 263 ح 478 باختلاف. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: منها. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: انهض.


[ 314 ]

ومضى أبو الحسن - عليه السلام - لوجهه واتبعه، فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت له: جعلت فداك، ما شأن هذا الاسد ؟ فلقد خفته - والله - عليك، وعجبت من شأنه معك ؟ فقال لي أبو الحسن - عليه السلام -: إنه خرج إلي يشكو (1) عسر الولادة على لبوءته (2)، وسألني أن أسأل الله أن يفرج عنها، ففعلت ذلك [ له ] (3)، والقي في روعي (4) أنها تلد له ذكرا، فخبرته بذلك، فقال لي: امض في حفظ الله، فلا سلط الله عليك ولا على ذريتك ولا على أحد من شيعتك شيئا من السباع. فقلت: آمين. وروى هذا الحديث ابن شهر اشوب في المناقب، والراوندي في الخرائج عن علي بن أبي حمزة. (5)

السابع والستون حديث الاسد والمغرم 2027 / 97 - ابن بابويه في أماليه وعيون الاخبار: قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه -، قال: حدثنا محمد بن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ليشكو إلي. (2) اللبوءة: انثى الاسد. (3) من المصدر. (4) الروع: القلب. (5) إرشاد المفيد: 295 - 296، مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 298، الخرائج والجرائح: 2 / 649 ح 1، عنها البحار: 48 / 57 ح 67، وعوالم العلوم: 21 / 141 ح 1. وأورده في روضة الواعظين: 214 - 215، والثاقب في المناقب: 456 ح 2. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 198 ح 86 عن الخرائج والارشاد وكشف الغمة: 2 / 227 نقلا من الارشاد.


[ 315 ]

الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، قال: استدعى الرشيد رجل يبطل [ به ] (1) أمر أبي الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - ويقطعه (2) ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل مغرم (3)، فلما احضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز، فكان كلما رام [ خادم ] (4) أبو الحسن - عليه السلام - تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز هارون الفرح والضحك لذلك، فلم يلبث أبو الحسن - عليه السلام - أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور، فقال له: يا أسد الله (5)، خذ عدو الله. [ قال: ] (6) فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المغرم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلما أفاقوا من ذلك (بعد حين) (7) قال هارون لابي الحسن - عليه السلام -: أسألك (8) بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل.


(1) من المصدرين والبحار. (2) أي يسكته عن حجته ويبطلها. (3) في المصدرين والبحار: معزم، وكذا في الموضع التالي. (4) من الامالي والبحار. (5) لفظ الجلالة ليس في العيون. (6) من المصدرين والبحار. (7) ليس في العيون. (8) في العيون: سألتك.


[ 316 ]

فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعت (1) من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك أعمل الاشياء في إفاقة نفسه. (2)

الثامن والستون الاسود الذي أظهره للرشيد 2028 / 98 - محمد بن علي بن بابويه في عيون الاخبار: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه -، قال: حدثني علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله (3) بن صالح، قال: حدثنا صاحب (4) الفضل بن الربيع [ عن الفضل بن الربيع ] (5) قال: كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض الجواري، فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة، فراعني ذلك، فقالت الجارية: لعل هذا من الريح. فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح، وإذا مسرور الكبير قد دخل علي، فقال لي: أجب الامير (6)، ولم يسلم


(1) في المصدرين والبحار: ابتلعته. (2) أمالي الصدوق: 127 ح 19، عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 95 ح 1، عنهما إثبات الهداة: 3 / 181 ح 31. وأورده في روضة الواعظين: 215. وأخرجه في البحار: 48 / 41 - 42 ح 17 و 18 عن الامالى والعيون ومناقب ابن شهر اشوب: 4 / 299. وفي الايقاظ من الهجعة: 205 ح 23 عن الامالي. (3) في البحار: عبيدالله. (4) في البحار: حاجب. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقال لي حاجب الرشيد.


[ 317 ]

علي فيئست من (1) نفسي وقلت: هذا مسرور دخل علي (2) بلا إذن ولم يسلم، ما هو إلا القتل، وكنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل، فقالت لي الجارية (3) لما رأت تحيري وتبلدي (4): ثق بالله عز وجل وانهض، فنهضت ولبست ثيابي، وخرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مرقده، فرد علي السلام فسقطت، فقال: تداخلك رعب ؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين، فتركني ساعة حتى سكنت، ثم قال لي: صر (5) إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد - عليه السلام - وادفع إليه ثلاثين ألف درهم، واخلع عليه خمس خلع، واحمله على ثلاثة مراكب، وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلاد (6) [ أراد و ] (7) أحب. فقلت: يا أمير المؤمنين، تأمر بإطلاق موسى بن جعفر ؟ قال [ لي ] (8)، نعم، فكررت [ ذلك عليه ] (9) ثلاث مرات. فقال لي: نعم، ويلك أتريد أن أنكث العهد ؟


(1) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: في (2) في المصدر والبحار: إلي. (3) في المصدر: فقالت الجارية. (4) وتبددي - خ ل -. (5) سر - خ ل -. (6) في البحار: بلد. (7) من المصدر والبحار (8) من المصدر. (9) من المصدر والبحار.


[ 318 ]

فقلت: يا أمير المؤمنين، وما العهد ؟ قال: بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان (1) أعظم منه، فقعد على صدري، وقبض على حلقي، وقال لي: حبست موسى بن جعفر ظالما له ؟ فقلت: وأنا اطلقه وأهب له، وأخلع عليه، فأخذ علي عهد الله عز وجل وميثاقه، وقام عن صدري، وقد كادت نفسي تخرج. فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر - عليه السلام - وهو في حبسه فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم، ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره، واني قد أحضرت ما وصله به. فقال: إن كنت امرت بشئ غير هذا فافعله ؟ فقلت: لا، وحق جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله - ما امرت إلا بهذا فقال: لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال إذا كانت فيه حقوق الامة. فقلت: ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ. فقال: اعمل به ما أحببت، فأخذت بيده - عليه السلام - وأخرجته من السجن، ثم قلت له: يا بن رسول الله، أخبرني ما السبب (2) الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل، فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك، ولما أجراه الله تعالى على يدي من هذا الامر، فقال - عليه السلام -: رأيت النبي - صلى الله عليه وآله - ليلة الاربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى، أنت


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ساورني أسد ما رأيت من الاسود. وساورني: واثبني. (2) في المصدر والبحار: بالسبب.


[ 319 ]

محبوس مظلوم ؟ فقلت: نعم، يا رسول الله، محبوس مظلوم، فكرر علي [ ذلك ] (1) ثلاثا، ثم قال، [ وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ] (2) أصبح غدا صائما، وأتبعه بصيام الخميس والجمعة، فإذا كان وقت الافطار فصل اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد [ مرة ] (3) واثنتي عشرة [ مرة ] (4) قل هو الله أحد، فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد، ثم قل: يا سابق الفوت، ويا سامع كل صوت، ويا محيي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك العظيم الاعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك، وعلى أهل بيته [ الطيبين ] (5) الطاهرين، وأن تعجل (6) لي الفرج مما أنا فيه، ففعلت، فكان الذي رأيت. (7)

التاسع والستون الاقوام الذين بأيديهم الحراب - الذين ظهروا للرشيد - 2029 / 99 - محمد بن بابويه في عيون الاخبار: قال حدثنا أحمد


(1) من المصدر والبحار. (2) سورة الانبياء: 111. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار، وكلمة " الطاهرين " ليس فيهما. (6) كذا في - خ ل - والبحار، وفي الاصل والمصدر: تجعل. (7) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 73 ح 4، عنه البحار: 48 / 213 ح 14، وج 91 / 342 ح 4، وحلية الابرار: 2 / 262، وعوالم العلوم: 21 / 289 ح 1. وللحديث تخريجات اخرى من أرادها فليراجع العوالم.


[ 320 ]

ابن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه -، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا محمد بن الحسن (1) المدني، عن أبي محمد عبد الله [ ابن الفضل ] (2)، عن [ أبيه ] (3) الفضل، قال: كنت أحجب الرشيد فأقبل علي يوما غضبانا وبيده سيف يقلبه، فقال [ لي ] (4): يا فضل، بقرابتي من رسول الله - صلى الله عليه وآله - لئن (5) لم تأتيني بابن عمي الآن لآخذن (6) الذي فيه عيناك. فقلت: بمن أجيئك (7) ؟ فقال: بهذا الحجازي. قلت: وأي الحجازيين (8) ؟ قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي [ بن الحسين بن علي ] (9) بن أبي طالب. قال الفضل: فخفت من الله عزوجل إن جئت (10) به إليه (11)، ثم فكرت في النقمة فقلت له: أفعل، فقال: ائتني بسوطين وهسارين (12)


(1) في البحار: الحسين. (2) من المصدر والبحار، وفي المصدر: أبي عبد الله، وفي البحار: عن عبد الله. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لئن كان. (6) في البحار: عمي لآخذن. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اجيبك. (8) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: الحجازي. (9) من المصدر والبحار. (10) في المصدر: أجئ. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إليك. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: وهبارين، وفي البحار: بسواطين وهبنازين.


[ 321 ]

وجلادين. قال: فأتيته بذلك، ومضيت إلى [ منزل ] (1) أبي إبراهيم موسى بن جعفر - عليهما السلام -، فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل فإذا أنا بغلام أسود، فقلت له: استأذن [ لي ] (2) على مولاك يرحمك الله تعالى. فقال لي: لج فليس له حاجب ولابواب، فولجت إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده، فقلت له: السلام عليك يا بن رسول الله، أجب الرشيد. فقال: ما للرشيد ومالي ؟ أما تشغله نعمته (3) عني ثم وثب (4) مسرعا وهو يقول: لولا أني سمعت في خبر عن جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت. فقلت له: استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك الله. فقال - عليه السلام -: أليس معي من يملك الدنيا والآخرة، ولن يقدر [ اليوم ] (5) على سوء بي إن شاء الله تعالى. قال الفضل بن الربيع: فرأيته وقد أدار يده يلوح بها على (6) رأسه ثلاث مرات، فدخلت (7) على الرشيد فإذا [ هو ] (8) كأنه امرأة ثكلى قائم


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: نقمته. (4) في البحار: قام. (5) من المصدر والبحار. (6) في البحار: يلوح على. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فدخل، وفي البحار: " إلى " بدل " على ". (8) من المصدر والبحار.


[ 322 ]

حيران، فلما رآني قال [ لي ] (1): يا فضل. فقلت: لبيك. فقال: جئتني يا بن عمي ؟ قلت: نعم. قال: لا تكون أزعجته ؟ فقلت: لا. قال: لا تكو أعلمته أني عليه غضبان ؟ فإني قد هيجت على نفسي ما لم أرده، ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلما رآه وثب إليه قائما وعانقه، وقال له: مرحبا بابن عمي وأخي ووارث نعمتي، ثم أجلسه على فخذيه (2) وقال له: ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقال: سعة مملكتك (3) وحبك للدنيا. فقال: ائتوني بحقة الغالية، فاتي بها فغلفه بيده، ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير. فقال موسى بن جعفر - عليه السلام -: والله لولا أني أرى أن ازوج بها (4) من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها، ثم تولى - عليه السلام - وهو يقول: الحمد لله رب العالمين. فقال الفضل: [ يا أمير المؤمنين ] (5) أردت أن تعاقبه فخلعت عليه


(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: فخذه. (3) في البحار: ملكك. (4) في البحار: أرى من ازوجه بها. (5) من المصدر والبحار.


[ 323 ]

وأكرمته ؟ ! فقال لي: يا فضل، إنك لما مضيت لتجيئني به رأيت أقواما قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون: إن آذى ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - خسفنا به، وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه، فتبعته - عليه السلام - فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال: دعاء جدي علي بن أبي طالب - عليه السلام - كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه، ولا إلى فارس إلا قهره، وهو دعاء كفاية البلاء. قلت: وما هو ؟ قال: قلت (1): اللهم بك اساور، وبك احاول، وبك اجاور (2)، وبك أصول (3)، وبك أنتصر، وبك أموت، وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني، وعن العباد بلطف ما خولتني (4) وأغنيتني (5)، وإذا هويت رددتني، وإذا عثرت قومتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني، يا سيدي ارض عني فقد أرضيتني. (6)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قل. (2) في البحار: احاور. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أحول. (4) بلطفك خولتني - خ ل -. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأعنتني. (6) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 76 ح 5، عنه البحار: 48 / 215 ح 16، وج 95 / 212 ح 5، وحلية الابرار: 2 / 253، وعوالم العلوم: 21 / 281 ح 1، وإثبات الهداة: 3 / 179 ح 27 =


[ 324 ]

 

السبعون استكفاؤه واستجابة دعائه - عليه السلام - 2030 / 100 - ابن بابويه في عيون الاخبار: قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب (1)، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هارون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثنا أبي، عن علي بن يقطين، قال: انهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه (2) موسى بن المهدي (3) في أمره، فقال لاهل بيته: ما تشيرون ؟ قالوا: نرى [ أن ] (4) تتباعد عنه، وأن تغيب شخصك منه، فإنه لا يؤمن شره، فتبسم أبو الحسن - عليه السلام - ثم قال (5): زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب (6) الغلاب ثم مد يده (7) - عليه السلام - إلى السماء فقال: اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حده، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم


= (ذيله). (1) في البحار: عن يحيى بن المكتب. (2) في المصدر: إليه. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: موسى بن جعفر المهدي. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: ثم قال شعر. (6) في البحار: مغلب. والبيت لكعب بن مالك الانصاري، وقيل: لحسان، ومراده من سخينة قريش، لانها كانت تعاب بأكل السخينة، وهي طعام يتخذ من الدقيق والسمن في شدة الدهر وغلاء السعر. (7) في المصدر: ثم قال: رفع يده، وفي البحار: ثم رفع - عليه السلام - يده.


[ 325 ]

عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمات الجوائح (1)، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك، لا بحولي وقوتي، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه، متباعدا عما (2) رجاه في آخرته، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك، سيدي (3) اللهم فخذه بعزتك، وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلا فيما يليه، وعجزا عما (4) يناويه. اللهم وأعدني عليه [ من ] (5) عدوى حاضرة تكون من غيظي عليه شفاء (6)، ومن حنقي (7) عليه وفاء، وصل اللهم دعائي بالاجابة، وانظم شكايتي بالتغيير، وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم، والمن الكريم (8). قال: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد [ عليه ] (9) بموت موسى بن المهدي، ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى [ بن جعفر ] (10) - عليه السلام - من أهل بيته (11):


(1) في المصدر: وعجزي ذلك عن ملمات الحوائج. (2) في المصدر والبحار: مما. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يا سيدي. (4) في البحار: عمن. (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: من غيظي شفاء. (7) كذا في أمالي الطوسي وهو الصحيح، وفي الاصل والمصدر والبحار: حقي. (8) وهو الدعاء المعروف ب‍ " الجوشن الصغير ". (9) من المصدر والبحار. (10) من المصدر. (11) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر زيادة: شعر.


[ 326 ]

وسارية لم تسر في الارض تبتغي * محلا ولم يقطع بها البعد قاطع سرت حيث لم تحد الركاب ولم تنخ * لورد ولم يقصر بها العمد (1) مانع تمر وراء الليل والليل ضارب (2) * بجثمانه فيه سمير وهاجع تفتح أبواب السماء ودونها * إذا قرع الابوبا منهن قارع إذا وردت لم يردد (3) الله وفدها * على أهلها والله راء وسامع وإني لارجو الله حتى كأنما * أرى بجميل الظن ما الله صانع ورواه الشيخ في أماليه: قال: حد ثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (قال: أخبرني أبي علي بن الحسين بن بابويه - رحمه الله -) (4) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله -، قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن علي بن يقطين، وذكر الحديث. (5)