كتاب مدينة المعاجز

الجزء السابع

[ 539 ]

 

بسم الله الرحمن الرحيم الباب الحادى عشر في معاجز الامام أبى محمد الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم السلام -

 

الاول: في معاجز الميلاد وقد تقدم في ميلاد على بن الحسين زين العابدين - عليه السلام -.

الثاني: علمه - عليه السلام - بالاجال 2519 / 1 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: كتب أبو محمد - عليه السلام - إلى أبى القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما: (ألزم بيتك حتى يحدث الحادث)، فلما قتل بريحة (1) كتب إليه: قد حدث الحادث فما تأمرني ؟ فكتب ليس هذا الحادث


(1) قال في مراة العقول: 6 / 148: بريحة كان من مقدمى الاتراك الذين قربهم الخلفاء.


[ 540 ]

[ هو ] (1) الحادث الاخر فكان من [ أمر ] (2) المعتز ما كان. (3)

الثالث: علمه - عليه السلام - بما يكون وعلمه - عليه السلام - بالاجال 2520 / 2 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، بالاسناد السابق قال: كتب - يعنى ابا محمد - إلى رجل آخر: يقتل ابن محمد بن داود عبد الله (4) قبل قتله بعشرة أيام، فلما كان في اليوم العاشر قتل. (5)

الرابع: علمه - عليه السلام - بما في النفس وما يكون 2521 / 3 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردى، عن محمد بن على بن إبراهيم بن موسى ابن جعفر قال: ضاق بنا الامر، فقال لى أبى: امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل: يعنى أبا محمد - عليه السلام -، فانه قد وصف عنه سماحة، فقلت:


(1 و 2) من المصدر. (3) الكافي: 1 / 506 ح 2 وعنه إثبات الهداة: 3 / 400 ح 2 وعن إرشاد المفيد: 340 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 410 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 277 ح 51 عن الارشاد، وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 436 - 437. (4) هو عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي بن اترجة من ندماء المتوكل، المشهور بالنصب و البغض لعلى بن أبى طالب - عليه السلام -. (5) الكافي: 1 / 506 ذ ح 2 وعنه إثبات الهداة: 3 / 400 ح 3 وعن إرشاد المفيد: 340 - 341 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 410 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 278 ذح 51 عن الارشاد، وأورد في مناقب آل أبى طالب: 4 / 437.


[ 541 ]

تعرفه ؟ فقال: ما أعرفه ولا رايته قط، قال: فقصدناه فقال لى [ أبى ] (1) وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يامر لنا بخمسمائة درهم: مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ومائة (درهم) (2) للنفقة. فقلت في نفسي: ليته أمر لى بثلاث مائة درهم: مائة أشترى بها حمارا ومائة للنفقة ومائة للكسوة وأخرج إلى الجبل، قال: فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال: يدخل على بن إبراهيم ومحمد إبنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لابي: (يا على ما خلفك عنا إلى هذا الوقت ؟) فقال: يا سيدى استحييت أن ألقاك على هذه الحال. فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه، فناول أبى صرة فقال: هذه خمسمائة درهم: مائتان للكسوة ومائتان للدقيق (3) ومائة للنفقة، و أعطاني صرة فقال: هذه ثلاث مائة درهم: اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة ومائة للنفقة، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء (4)، فصار إلى سوراء وتزوج بامراة، فدخله اليوم ألف دينار، ومع هذا يقول بالوقف، فقال محمد بن إبراهيم: فقلت له: ويك أتريد أمرا أبين من هذا ؟ ! قال: فقال: هذا أمر قد جرينا عليه. (5)


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر، وفيه: للدين بدل (للدقيق). (3) في المصدر: للدين. (4) سوراء: موضع بالعراق من أرض بابل، قريبة من الحلة (معجم البلدان). (5) الكافي: 1 / 506 ح 3، وعنه إثبات الهداة: 3 / 400 ح 4 وعن إرشاد المفيد: 341 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 410 نقلا من الارشاد. =


[ 542 ]

 

الخامس: خبر البغل 2522 / 4 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن أبى على محمد بن على بن إبراهيم قال: حدثنى أحمد بن الحارث القزويني قال: كنت مع أبى بسر من راى وكن أبى يتعاطى البيطرة في مربط أبى محمد - عليه السلام -، قال: وكان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا، وكان يمنع ظهره واللجام والسرج، وقد كان جمع عليه الراضة (1)، فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه، قال: فقال له بعض ندمائه: يا أمير المؤمنين ألا تبعث إلى الحسن بن الرضا احتى يجى، فاما أن يركبه و إما أن يقتله فتستريح منه. قال: فبعث إلى أبى محمد ومضى معه أبى، فقال أبى: لما دخل أبو محمد الدار كنت معه، فنظر أبو محمد إلى البغل واقفا في صحن الدار، فعدل إليه فوضع يده على كفله، قال: فنظرت إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق منه، ثم صار إلى المستعين فسلم عليه، فرحب به وقرب، فقال: يا أبا محمد ألجم هذا البغل، فقال أبو محمد لابي: (الجمه يا غلام)، فقال المستعين: ألجمه أنت، فوضع طيلسانه ثم قام فالجمه، ثم رجع إلى مجلسه وقعد.


= وأخرجه في البحار: 50 / 278 ح 52 عن الارشاد. وأورده في روضة الواعظين: 247 - 248 ومناقب آل أبى طالب: 4 / 437 - 438 و الثاقب في المناقب: 569 ح 14. (1) الراضة: جمع رائض، وهو الذى يتولى تربية المواشى.


[ 543 ]

فقال له: يا أبا محمد أسرجه، فقال لابي: (يا غلام أسرجه)، فقال: أسرجه أنت، فقام ثانية فاسرجه ورجع، فقال له: ترى أن تركبه ؟ فقال: (نعم) فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثم ركضه في الدار، ثم حمله على الهملجة (1) فمشى أحسن مشى يكون، ثم رجع فنزل، فقال له المستعين: يا أبا محمد كيف رايته ؟ فقال له (2): (يا أمير المؤمنين ما رايت مثله حسنا وفراهة، وما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين) [ قال ] (3) فقال: يا أبا محمد فان أمير المؤمنين قد حملك عليه، فقال أبو محمد لابي: (يا غلام خذه) فاخذه أبى فقاده. (4)

السادس: اخراجه - عليه السلام - الدنانير من الارض 2523 / 5 - محمد بن يعقوب: عن على، عن أبى أحمد بن راشد، عن أبى هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبى محمد - عليه السلام - الحاجة، فحك بسوطه الارض - قال: وأحسبه غطاه بمنديل - وأخرج


(1) الهملجة: مشى شبيه الهرولة (مجمع البحرين). (2) في المصدر: قال بدل (فقال له). (3) من المصدر. (4) الكافي: 1 / 507 ح 4 وعنه إثبات الهداة: 3 / 401 ح 5 وعن إرشاد المفيد: 341 - 342 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 411 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 265 ح 25 عن الارشاد ومناقب آل أبى طالب: 4 / 438 و الخرائج: 1 / 432 ح 11، وأورده في روضة الواعظين: 248 والثاقب في المناقب: 579 ح 1.


[ 544 ]

خمسمائة دينار، فقال: (يا أبا هاشم خذ وأعذرنا). (1)

السابع: إخباره - عليه السلام - بما يكون 2524 / 6 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن أبى عبد الله ابن صالح، [ عن أبيه ] (2)، عن أبى على المطهر: أنه كتب إليه سنة القادسية يعلمه إنصراف الناس [ عن المضى إلى الحج ] (3)، وأنه يخاف العطش، فكتب - عليه السلام - (إمضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله) فمضوا سالمين، والحمد لله رب العالمين. (4)

الثامن: علمه - عليه السلام - بما يكون 2525 / 7 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن على بن الحسن بن الفضل اليماني قال: نزل بالجعفري من آل جعفر خلق لا قبل له بهم، فكتب إلى أبى محمد - عليه السلام - يشكو ذلك، فكتب إليه:


(1) الكافي: 1 / 507 وعنه إثبات الهداة: 3 / 401 ح 6 وعن إرشاد المفيد: 342 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 279 ح 53 عن الارشاد ومناقب آل أبى طالب: 4 / 431. (2) من المصدر. (3) من الارشاد، وفيه: كتب إليه من القادسية. (4) الكافي: 1 / 507 ح 6 وعنه إثبات الهداة: 3 / 401 ح 7 وعن إرشاد المفيد: 342 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 279 ح 54 عن الارشاد وياتى في الحديث 1639 عن المناقاب.


[ 545 ]

(تكفون لك إن شاء الله تعالى)، فخرج إليهم [ في ] (1) نفر يسير والقوم يزيدون على عشرين ألفا وهو في أقل من ألف، فاستباحهم. (2)

التاسع: تسخير العدو وإذلاله 2526 / 8 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن محمد بن إسماعيل العلوى قال: حبس أبو محمد عند على بن نارمش - وهو أنصب الناس وأشدهم على آل أبى طالب - وقيل له: إفعل به وافعل، فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا واعظاما، فخرج - عليه السلام - من عنده وهو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم فيه قولا. (3)

العاشر: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2527 / 9 - عنه: عن على بن محمد ومحمد بن أبى عبد الله، عن


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 508 ح 7 وعنه إثبات الهداة: 3 / 401 ح 8 وعن إرشاد المفيد: 342 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 359 - 360 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 280 ح 55 عن الارشاد. (3) الكافي: 1 / 508 ح 8 وعنه إثبات الهداة: 3 / 402 ح 9 وعن إرشاد المفيد: 341 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 359 - 360 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 307 ح 4 عن الارشاد وإعلام الورى.


[ 546 ]

إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثنى سفيان بن محمد الضبعى قال: كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله عن الوليجة، وهو قول الله تعالى: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المومنين وليجة) (1) فقلت في نفسي - لافى الكتاف -: من ترى المومنين هيهنا ؟ فرجع الجواب (الوليجة الذى يقام دون ولى الامر، وحدثتك نفسك عن المومنين: من هم في هذا الموضع ؟ فهم الائمة الذين يومنون على الله فيجيز أمانهم). (2)

الحادى عشر: علمه - عليه السلام - بما يكون 2528 / 10 - عنه: باسناده، عن إسحاق قال: حدثنى أبو هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبى محمد - عليه السلام - ضيق الحبس وكلب (3) القيد، فكتب إلى: (أنت تصلى اليوم الظهر في منزلك)، فاخرجت في وقت الظهر، فصيلت في منزلي كما قال - عليه السلام -. (4)


(1) التوبة: 16، والوليجة: الدخيلة والخاصة والمعتمد عليه واللصيق بالرجل من غير أهله (الوافى: 3 / 852). (2) الكافي: 1 / 508 ح 9 وعنه إثبات الهداة: 3 / 402 ح 10. وأخرجه في البحار: 24 / 245 ح 2 وج 50 / 285 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 432. (3) في الكافي والوافى: 3 / 852: كتل، قال صاحب الوافى: (كتل القيد) بالمثناة الفوقانية: غلظة وتلزقة وتلزجه وسوء العيش معه، وفي بعض النسخ (كلب القيد) وهو مسماره الذى يشد به. (4) الكافي: 1 / 508 ح 10 وعنه إثبات الهداة: 3 / 402 ح 11 وعن إرشاد المفيد: 342 و =


[ 547 ]

2529 / 11 - ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنى أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا: حدثنا أبو هاشم قال: شكوت إلى أبى محمد - عليه السلام - ضيق الحبس وثقل القيد، فكتب إلى: (تصلى اليوم الظهر في منزلك، فاخرجت في وقت الظهر، فصليت في منزلي كما قال - عليه السلام -. (1)

الثاني عشر: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2530 / 12 - محمد بن يعقوب: باسناده، عن إسحاق، عن أبى هاشم قال: كنت مضيقا (2) فاردت أن أطلب منه: يعنى أبا محمد - عليه السلام - دنانير في الكتاب، فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلى بمائة دينار وكتب إلى: (إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم واطلبها، فانك ترى ما تحب إن شاء الله). (3)


= الخرائج: 1 / 435 ح 13 وإعلام الورى ألاتى ذيلا وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 267 ح 27 عن الارشاد وإعلام الورى والخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 432، وفي الصراط المستقيم: 2 / 207 ح 9 عن الخرائج. ورواه في إثبات الوصية: 211 - وقال في آخره: لانى اطلقت من وقتى - والثاقب في المناقب: 576 ح 10، وياتى في الحديث 2582 عن عيون المعجزات. (1) إعلام الورى: 354. (2) أي في فقر وشدة. (3) الكافي: 1 / 508 ذح 10، ورواه في إثبات الوصية: 213 ومناقب آل أبى طالب: 4 / =


[ 548 ]

2531 / 13 - ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنى أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا: حدثنا أبو هاشم قال: كنت مضيقا فاردت أن أطلب منه دنانير في كتابي، فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه مائة دينار وكتب إلى: (إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم و اطلبها، فانك ترى ما تحب). قال: وكان أبو هاشم حبس مع أبى محمد - عليه السلام -، كان (1) المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنه ثمان وخمسين و مائتين. (2)

الثالث عشر: علمه - عليه السلام - باللغات وبما في النفس 2532 / 14 - محمد بن يعقوب: باسناده السابق، عن إسحاق، عن أحمد بن محمد بن الاقرع قال: حدثنى أبو حمزة نصير (3) الخادم قال: سمعت أبا محمد - عليه السلام - غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم:: ترك وروم و صقالبة (4)، فتعجبت من ذلك وقلت: هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لاحد حتى مضى أبو الحسن ولا راه أحد، فكيف هذا ؟ احدث نفسي بذلك،


= 439 والثاقب في المناقب: 566 ح 5، ويلاحظ تخريجات حديث 2528، وياتى في الحديث 2584 عن عيون المعجزات. (1) كذا في المصدر، وفى الاصل: وكان. (2) إعلام الورى: 354. (3) في المناقب وبعض نسخ الكافي: نصر. (4) الصقالبة: جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر وقسطنطينية (قاموس المحيط).


[ 549 ]

فاقبل على فقال: (إن الله تبارك وتعالى بين (1) حجته من سائر خلقه بكل شئ، ويعطيه اللغات ومعرفة الانساب والاجال والحوادث، ولو لا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق). (2)

الرابع عشر: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2533 / 15 - محمد بن يعقوب: باسناده السابق، عن اسحاق، عن الاقرع قال: كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله عن الامام هل يحتلم ؟ وقلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك، فورد الجواب: (حال الائمة في المنام حالهم في اليقظة، لا يغير النوم منهم شيئا، وقد أعاذ الله أولياءه من لمة (3) الشيطان كما حدثتك نفسك). (4)


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ميز. (2) الكافي: 1 / 509 ح 11 وعنه إثبات الهداة: 3 / 402 ح 13 وعن الخرائج: 1 / 436 ح 14 وإرشاد المفيد: 343 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 356 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 412 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 268 ح 28 عن الارشاد وإعلام الورى والخرائج وماقب آل أبى طالب: 4 / 428. ورواه في إثبات الوصية: 214 وروضة الواعظين: 248. (3) اللمة: الهمة والخطرة تقع في القلب، وقيل: للشيطان لمة أي دنو. (4) الكافي: 1 / 509 ح 12 وعنه إثبات الهداة: 3 / 403 ح 14 وعن الخرائج: 1 / 446 ح 31 وكشف الغمة: 2 / 423. وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 208 ح 20 عن الخرائج، وفي البحار: 25 / 157 ح =


[ 550 ]

 

الخامس عشر: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2534 / 16 - محمد بن يعقوب: باسناده السابق، عن إسحاق قال: حدثنى الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسالتان أردت الكتاب فيهما إلى أبى محمد - عليه السلام -، فكتبت أساله عن القائم - عليه السلام - إذا قام بما يقضى، وأين مجلسه الذى يقضى فيه بين الناس ؟ وأردت أن أساله عن شئ لحمى الربع فاغفلت خبر الحمى، فجاء الجواب: (سالت عن القائم وإذا قام قضى (1) بين الناس بعلمه كقضاء داود - عليه السلام - لا يسال البينة، وكنت أردت أن تسال لحمى الربع فانسيت، فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم، فانه يبرا باذن الله إن شاء الله: (يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم) (2) فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد - عليه السلام - فافاق. (3)


= 28 وج 50 / 290 ح 64 عن الكشف والخرائج. ورواه في إثبات الوصية: 214 والثاقب في المناب: 570 ح 15، وقد ياتي في الحديث 2586 عن عيون المعجزات. (1) كذا في المصدر وكثير من المصادر الاخر، وفي الاصل والبحار: يقضى. (2) الانبياء: 69. (3) الكافي: 1 / 509 ح 13 وعنه إثبات الهداة: 3 / 403 ح 15 وعن إرشاد المفيد: 343 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 357 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 413 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 264 ح 24 عن الارشاد وإعلام الورى والخرائج: 1 / 431 ح 10 ومناقب آل أبى طالب: 4 / 431. =


[ 551 ]

 

السادس عشر - علمه - عليه السلام - بالاجال وبما ادخر 2535 / 17 - محمد بن يعقوب: باسناده السابق، عن اسحاق قال: حدثنى إسماعيل بن محمد بن على [ بن إسماعيل بن على ] (1) بن عبد الله ابن عباس بن عبد المطلب قال: قعدت لابي محمد - عليه السلام - على ظهر الطريق، فلما مر بي شكوت إليه الجاجة وحلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقه ولا غداء ولا عشاء، قال: فقال: (تحلف بالله كاذبا ! وقد دفنت مائتي دينار، وليس قولى هذا دفعا لك عن العطية، أعطه يا غلام ما معك) فاعطاني غلامه مائة دينار، ثم أقبل على فقال لى: (إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها) يعنى الدنانير التى دفنت، وصدق - عليه السلام - وكان كما قال، دفنت مائتي دينار وقلت: يكون ظهرا وكهفا لنا، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شئ انفقه، وانغلقت على أبواب الرزق، فنبشت عنها فإذا ابن لى قد عرف موضعها فاخذها وهرب، فما قدرت منها على شئ. (2)


= ورواه في الثاقب في المناقب: 565 ح 4 وفي دعوات الراوندي: 209 ح 567، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج والدعوات. (1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 509 ح 14 وعنه إثبات الهداة: 3 / 403 ح 16 وعن الخرائج: 1 / 427 ح 6 نحوه وإرشاد المفيد: 343 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 352 - عن محمد ابن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 413 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 280 ح 56 عن الارشاد والخرائج. ورواه في إثبات الوصية: 214 والثاقب في المناقب: 578 ح 12.


[ 552 ]

 

السابع عشر: علمه - عليه السلام - بالاجال وبما في النفس 2536 / 18 - محمد بن يعقوب: باسناده السابق، عن إسحاق قال: حدثنى على بن زيد بن على بن الحسين بن على قال: كان لى فرس وكنت به معجبا اكثر ذكره في المحال، فدخلت على أبى محمد - عليه السلام - يوما فقال لى: (ما فعل فرسك ؟) فقلت: هو عندي وهوذا، [ هو ] (1) على بابك، وعنه نزلت، فقال لى: (استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا توخر ذلك) ودخل علينا داخل وانقطع الكلام، فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فاخبرت أخى الخبر، فقال: ما أدرى ما أقول في هذا، وشححت به ونفست على الناس ببيعه، وأمسينا فاتانا السائس وقد صلينا العتمة فقال: يا مولاى نفق فرسك، فاغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول. [ قال: ] (2) ثم دخلت على أبى محمد - عليه السلام - بعد أيام وأنا أقول في نفسي: ليته أخلف على دابة إذ كنت اغتممت بقوله، فلما جلست قال: (نعم نخلف عليك دابة، يا غلام أعطه برذونى الكميت (3)،


(1 و 2) من المصدر. (3) البرذون - بكسر الراء -: هو من الخيل الذى أبواه أعجميان. والكميت من الخيل: الفرس الاحمر والمصدر: الكمتة، وهى حمرة يدخلها قنوء، وعن الخليل وقد ساله سيبويه عن الكميت ؟ قال: انما صغر لانه بين السواد والحمرة لم يخلص واحد منهما، فارادوا بالتصغير أنه منهما قريب، والفرق بين الكميت والاشقر بالعرف والذنب، فان كان أسودين فكميت، وإن كانا أحمرين فاشقر. (مجمع البحرين).


[ 553 ]

هذا خير من فرسك وأوطا وأطول عمرا). (1)

الثامن عشر: علمه - عليه السلام - بالاجال 2537 / 19 - محمد بن يعقوب: باسناده، عن إسحاق قال: حدثنى محمد بن الحسن بن شمون قال: حدثنى أحمد بن محمد قال: كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - حين أخذ المهتدى في قتل الموالى: يا سيدى الحمد لله الذى شغله عنا، فقد بلغني أنه يتهددك ويقول: والله لاجلينهم عن جديد الارض، فوقع أبو محمد - عليه السلام - بخطه: (ذلك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به) (2) فكان كما قال - عليه السلام -. (3)


(1) الكافي: 1 / 510 ح 15 وعنه إثبات الهداة: 3 / 404 ح 17 و 18 وعن الخرائج: 1 / 434 ح 12 وإرشاد المفيد: 343 - 344 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 352 - 353 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 413 - 414 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 266 ح 26 عن الارشاد وإعلام الورى والخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 430 - 431 مختصرا. ورواه في إثبات الوصية: 215 والثاقب في المناقب: 572 ح 1. (2) قتل المهتدى يوم الثلاثاء لاربع عشر بقين من رجب سنة 256، فتوقيع الامام - عليه السلام - كان في 8 رجب سنة 256. (3) الكافي: 1 / 510 ح 16 وعنه إثبات الهداة 3 / 404 ح 19 وعن إرشاد المفيد: 344 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 356 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 414 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار 50 / 308 ح 5 عن إعلام الورى والارشاد. ورواه في إثبات الوصية: 212 - 213، وياتى في ذيل حديث 2644 عن المناقب.


[ 554 ]

 

التاسع عشر: علمه - عليه السلام - بما يكون وبالغائب 2538 / 20 - محمد بن يعقوب: باسناده، عن إسحاق قال: حدثنى محمد بن الحسن بن شمون قال: كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله أن يدعو الله لى من وجع عينى، وكانت إحدى عينى ذاهبة والاخرى على شرف ذهاب، فكتب إلى: (حبس الله عليك عينك) فافاقت الصحيحة، ووقع في آخر الكتاب: (آجرك الله وأحسن ثوابك)، فاغتممت لذلك ولم أعرف في أهلى أحدا مات، فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له. (1)

العشرون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2539 / 21 - ابن يعقوب: باسناده، عن إسحاق قال: حدثنى عمر ابن أبى مسلم قال: قدم علينا بسر من راى رجل من أهل مصر يقال له: سيف بن الليث، يتظلم إلى المهتدى في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم وأخرجه منها، فاشرنا عليه أن يكتب إلى أبى محمد - عليه السلام - يساله تسهيل أمرها، فكتب إليه أبو محمد: (لا باس عليك ضيعتك ترد عليك، فلا تتقدم إلى السطان والق الوكيل الذى في يده الضعية و خوفه بالسلطان الاعظم، [ الله ] (2) رب العالمين)، فلقيه فقال له الوكيل


(1) الكافي: 1 / 510 ح 17 وعنه إثبات الهداة: 3 / 404 ح 20. وأخرجه في البحار: 50 / 285 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 432. (2) من المصدر.


[ 555 ]

الذى في يده: قد كتب إلى عند خروجك من مصر أن أطلبك وأرد الضيعة عليك، فردها عليه بحكم القاضى ابن أبى الشوارب وشهادة الشهود، ولم يحتج [ إلى ] (1) أن يتقدم إلى المهتدى، فصارت الضيعة له وفي يده، ولم يكن لها خبر بعد ذلك. (2)

الحادى والعشرون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2540 / 22 - ابن يعقوب: باسناده، عن اسحاق قال: حدثنى عمر ابن أبى مسلم قال: وحدثني سيف بن الليث هذا قال: خلفت إبنا لى عليلا بمصر عند خروجي عنها وابنا لى آخر أسن منه كان وصيى وقيمى على عيالي وفى ضياعي، فكتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله الدعاء لابنى العليل: فكتب إلى: (قد عوفي ابنك المعتل ومات الكبير وصيك وقيمك، فاحمد الله ولا تجزع فيحبط أجرك) فورد على الخبر أن ابني قد عوفي من علته ومات الكبير يوم ورد على جواب أبى محمد - عليه السلام -. (3)


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 511 ح 18 وعنه إثبات الهداة: 3 / 404 ح 21. وأخرجه في البحار: 50 / 285 - 286 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 432 - 433. (3) الكافي: 1 / 511 ذح 18 وعنه إثبات الهداة: 3 / 405 ح 22 وعن كشف الغمة: 2 / 424. وأخرجه في البحار: 50 / 292 ذح 65 عن الكشف ومناقب آل أبى طالب: 4 / 433.


[ 556 ]

 

الثاني والعشرون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2541 / 23 - ابن يعقوب: باسناده، عن اسحاق قال: حدثنى يحيى بن التسترى (1) من قرية سما قير قال: كان لابي محمد - عليه السلام - وكيل قد اتخذ معه في الدار حجرة يكون معه فيها خادم أبيض، فاراد الوكيل الخادم على نفسه، فابى إلا (أن) (2) ياتيه بنبيذ، فاحتال له بنبيذ، ثم أدخله عليه وبينه وبين أبى محمد - عليه السلام - ثلاثة أبواب مغلقة. قال: فحدثني الوكيل قال: إنى لمنتبه إذا أنا بالابواب تفتح حتى جاء بنفسه، فوقف على باب الحجرة ثم قال: يا هولاء اتقوا الله خافوا الله، فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم وإخراجي من الدار. (3)

الثالث والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2542 / 24 - ابن يعقوب: باسناده، عن إسحاق قال: حدثنى محمد بن الربيع الشائى (4) قال: ناظرت رجلا من الثنوية بالاهواز، ثم قدمت سر من راى وقد علق بقلبي شئ من مقالته، فانى لجالس على


(1) في المصدر: القشيرى وفي المناقب والاثبات والبحار: القنبرى، وفي المصدر: من قرية تسمى قير. (2) ليس في المصدر. (3) الكافي: 1 / 511 ح 19 وعنه إثبات الهداة: 3 / 405 ح 23. وأخرجه في البحار: 50 / 284 - 285 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 433. (4) كذا في المصدر، وفي رجال الشيخ: محمد بن الربيع بن السويد السائى، وفي الاصل: النسائي، وفي بقية المصادر: الشيباني.


[ 557 ]

باب أحمد بن الخضيب، إذ أقبل أبو محمد - عليه السلام - من دار العامة يوم الموكب، فنظر إلى وأشار بسبابته أحدا أحدا فردا (1) فسقطت مغشيا على. (2)

الرابع والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2543 / 25 - ابن يعقوب: باسناده، عن إسحاق، عن أبى هاشم الجعفري قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - يوما وأنا اريد أن أساله ما اصوغ به خاتما أتبرك به، فجلست وانسيت ما جئت له، فلما ودعته (3) ونهضت رمى إلى بالخاتم فقال: (أردت فضة فعطيناك خاتما، فربحت الفص والكراء هناك الله يا ابا هاشم)، فقلت: يا سيدى أشهد أنك ولى الله وإمامي الذى أدين الله بطاته، فقال: (غفر الله لك يا أبا هاشم). (4)


(1) في المصدر: أحد أحد فرد. (2) الكافي: 1 / 511 ح 20 وعنه إثبات الهداة: 3 / 405 ح 24 وعن الخرائج: 1 / 445 ح 28 وإعلام الورى الاتى وكشف الغمة: 2 / 425. وأخرجه في البحار: 50 / 293 ح 67 عن الكشف والخرائج، وفي الصراط المستقيم: 2 / 208 ح 18 عن الخرائج. وأورده في الثاقب في المناقب: 573 ح 2، وياتى في الحديث 2634 عن مناقب آل أبى طالب باختلاف. (3) في المصدر: ودعت. (4) الكافي: 5121 / ح 21 وعنه إثبات الهداة: 3 / 405 ح 25 وعن إعلام الورى والخرائج: الاتيين وكشف الغمة: 2 / 421 - 422. وأورده في الثاقب في المناقب: 565 ح 3 وياتى في الحديث 2618 عن الخرائج


[ 558 ]

2544 / 26 - ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنى أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - وأنا أريد أن أساله فصا اصوغ به خاتما أتبرك به، فجلست وانسيت ما جئت له، فلما ودعته ونهضت رمى إلى بخاتم فقال: (أردت فضة (1) فاعطيناك خاتما، وربحت الفص والكراء هناك الله يا أبا هاشم)، فتعجبت من ذلك فقلت: يا سيدى إنك ولى الله و إمامى الذى أدين الله بفضله وطاعته، فقال: (غفر الله لك يا أبا هاشم). (2)

الخامس والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2545 / 27 - ابن يعقوب: باسناده، عن اسحاق قال: حدثنى محمد بن القاسم أبو العيناء الهاشمي مولى عبد الصمد بن على عتاقة (3)


(1) في المصدر: فصا. (2) إعلام الورى: 356 وعنه البحار: 50 / 254 ح 8 وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 437. (3) قال المجلسي - ره -: أبو العيناء كان أعمى وله كلمات في مجلس المتوكل وغيره من الخلفاء، وقال السيد المرتضى - رضى الله عنه - في الغرر والدرر: - 1 / 299 - 300 -: أبو العيناء محمد بن القاسم اليماني كان من أحضر الناس جوابا وأجودهم بديهة، و أملحهم نادرة، قال: لما دخلت على المتوكل دعوت له وكلمته فاستحسن خطابي، وقال لى: يا محمد بلغني أن فيك شرا، فقلت: يا أمير المؤمنين إن يكن الشر ذكر المحسن باحسانه والمسئ باسائته، فقد زكى الله تعالى وذم، فقال في التزكية: (نعم العبد إنه أواب) - ص: 30 -، وقال في الذم: (هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، عتل بعد ذلك زنيم) - القلم: 11 - فذمه الله تعالى حين قذفه، وإن كان الشر كفعل العقرب تلسع النبي والذمى بطبع لا يتميز، فقد صان الله عبدك من ذلك. =


[ 559 ]

قال: كنت أدخل على أبى محمد - عليه السلام - فاعطش وأنا عنده، فاجله (1) أن أدعو بالماء، فيقول: (يا غلام اسقه) وربما حدثت نفسي بالنهوض فافكر في ذلك، فيقول: (يا غلام دابته). (2)

السادس والعشرون: حسن النسك وارتعاد الفرائص عند النظر إليه - عليه السلام - 2546 / 28 - ابن يعقوب: عن على بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد، عن على بن عبد الغفار قال: دخل العباسيون على صالح بن وصيف (3)، ودخل صالح بن على وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن


= وقال أبو العيناء: قال لى المتوكل: كيف ترى دارى هذه ؟ فقلت: رايت الناس بنوا دارهم في الدنيا، وأمير المؤمنين جعل الدنيا في داره، ثم ذكر رحمه الله كثيرا من مستحسنات جواباته. و عبد الصمد هو ابن على بن عبد الله بن العباس وكان أعتق أبا العيناء فكان مولاه، وإنما وصفه بالهاشمي لانه كان من مواليهم (وعتاقة) كانه تميز، أن كان ولايته من جهة العتق، إذ للمولى معان شتى، وفي القاموس: عتق يعتق عتقا وعتاقا وعتاقة بفتحهما خرج من الرق وهو مولى عتاقة، انتهى (مراة العقول: 6 / 164) (1) جل فلان يجل - بالكسر - جلالة: أي عظم قدره، فهو جليل. (2) الكافي: 1 / 512 ح 22 وعنه إثبات الهداة: 3 / 406 ح 26. وأخرجه في الصراط المستقيم: 2 / 208 ح 19 عن الخرائج: 1 / 445 ح 29 وفي البحار: 50 / 272 ح 41 عن الخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 433. (3) صالح بن وصيف رئيس الامراء في خلافة المهتدى، قتل سنة 256 (تاريخ الاسلام للذهبي).


[ 560 ]

وصيف عند ما حبس أبا محمد - عليه السلام -، فقال لهم صالح: وما أصنع قد وكلت به رجلين [ من ] (1) أشر من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة و الصلاة والصيام إلى أمر عظيم، فقلت: لهما ما فيه ؟ فقالا: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، لا يتكلم ولا يتشاغل، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا وتداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمعوا ذلك إنصرفوا خائبين. (2)

السابع والعشرون: فصده - عليه السلام - فصد عيسى - عليه السلام - 2547 / 29 - ابن يعقوب: عن على بن محمد، عن الحسن بن الحسين قال: حدثنى محمد بن الحسن المكفوف قال: حدثنى بعض أصحابنا، عن بعض فصادى العسكر من النصارى أن أبا محمد - عليه السلام - بعث إليه (3) يوما في وقت صلاة الظهر، فقال لى: أفصد هذا العرق، قال وناولني عرقا لم أفهمه من العروق التى تفصد، فقلت في نفسي: ما رايت أمرا أعجب من هذا يامرني (4) أن أفصد في وقت الظهر


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 512 ح 23 وعن إثبات الهداة: 3 / 406 ح 27 وعن إرشاد المفيد: 344 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 360 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 414 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 308 ح 6 عن إعلام الورى والارشاد. وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 429. (3) في المصدر: إلى. (4) في المصدر: يامر لى.


[ 561 ]

وليس بوقت فصد، والثانية عرق لا أفهمه، ثم قال لى: انتظر وكن في الدار، فلما أمسى دعاني وقال (لى) (1): سرح الدم فسرحت، ثم قال لى: أمسك فامسكت، ثم قال [ لى ] (2): كن في الدار. فلما كان نصف الليل أرسل إلى وقال لى: سرح الدم، قال: فتعجبت أكثر من عجبى الاول وكرهت أن أساله، قال: فسرحت فخرج دم أبيض كانه الملح، قال: ثم قال لى: احبس، قال: فحبست، قال: ثم قال (لى) (3): كن في الدار، فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطينى ثلاثة دنانير، فاخذتها وخرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني، فقصصت عليه القصة. قال: فقال لى: والله ما أفهم ما تقول ولا أعرفه في شئ من الطب ولا قراته في كتاب، ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسى، فاخرج إليه، قال: فاكتريت زورقا إلى البصرة وأتيت الاهواز، ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي، فاخبرته الخبر، قال: فقال لى: أنظرني أياما، فانظرته ثم أتيته متقاضيا، قال: فقال لى: إن هذا الذى تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة. (4)


(1) ليس في البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر. (4) الكافي: 1 / 512 ح 24 وعنه الوسائل: 12 / 74 ح 1 وحلية الابرار: 2 / 496 - 497 (ط ق) والبحار: 62 / 131 ح 101.


[ 562 ]

 

الثامن والعشرون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2548 / 30 - ابن يعقوب: عن على بن محمد، عن بعض أصحابنا قال: كتب محمد بن حجر إلى أبى محمد - عليه السلام - يشكو عبد العزيز بن دلف ويزيد بن عبد الله، فكتب إليه: (أما عبد العزيز فقد كفيته، وأما يزيد فان لك وله مقاما بين يدى الله) فمات عبد العزيز وقتل يزيد (بن عبد الله) (1) محمد بن حجر. (2)

التاسع العشرون: عدم إيذاء السباع له - عليه السلام - 2549 / 31 - ابن يعقوب: على بن محمد، عن بعض أصحابنا قال: سلم أبو محمد - عليه السلام - إلى نحرير (3) فكان يضيق عليه ويوذيه، قال: فقالت له إمراته: ويلك اتق الله لا تدرى من في منزلك، وعرفته صلاحه وقالت: إنى أخاف عليك منه، فقال: لارمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به، فرأى - عليه السلام - قائما يصلى وهى حوله. (4)


(1) ليس في المصدر. (2) الكافي: 1 / 513 ح 25 وعنه إثبات الهداة: 3 / 406 ح 28. وأخرجه في البحار: 50 / 286 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 433. وأورده في الثاقب في المناقب: 573 ح 3. (3) هو نحرير الخادم من خواص خدم بنى العباس. (4) الكافي: 1 / 513 ح 26 وعنه إثبات الهداة: 3 / 406 ح 29 وعن إرشاد المفيد: 344 - 345 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 360 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: =


[ 563 ]

 

الثلاثون: علمه - عليه السلام - ما في النفس ومسحه الرجل فلا يستطيع أن ينام على يساره 2550 / 32 - ابن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - فسألته أن يكتب لانظر إلى خطه فاعرفه إذا ورد، فقال: (نعم)، ثم قال: (يا أحمد إن الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن)، ثم دعا بالدواة فكتب وجعل يستمد إلى مجرى الدواة، فقلت في نفسي وهو يكتب: أستوهبه القلم الذى كتب به، فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثنى - وهو يمسح القلم بمنديل الدواة - ساعة، ثم قال: (هاك يا أحمد) فناولينه، فقلت: جعلت فداك إنى مغتم لشئ يصيبني في نفسي، وقد أردت أن أسال أباك فلم يقض لى ذلك، فقال: (وما هو يا أحمد ؟). فقلت: سيدى روى لنا عن آبائك أن نوم الانبياء على أقفيتهم و نوم المومنين على أيمانهم، ونوم المنافقين على شمائلهم ونوم الشياطين على وجوهم، فقال - عليه السلام -: (كذلك هو)، فقلت: يا سيدى فانى أجهد أن أنام على يمينى فما يمكننى ولا ياخذنى النوم عليها [ فسكت ] (1) ساعة، ثم قال:


= 2 / 414 - 415 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 268 ح 39 عن الخرائج: 1 / 437 ح 15 وفي ص 309 ح 7 عن الارشاد وإعلام الورى ومناقب آل أبى طالب: 4 / 430. وأورده في الثاقب في المناقب: 580 ح 3، وياتى في الحديث 2635 عن المناقب. (1) من المصدر والبحار.


[ 564 ]

(يا أحمد ادن منى) فدنوت منه، فقال: (أدخل يدك تحت ثيابك) فادخلتها، فاخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي، فمسح بيده اليمنى على جانبى الايسر وبيده اليسرى على جانبى الايمن ثلاث مرات. قال: (1) أحمد: فما أقدر أن أنام على يسارى منذ فعل ذلك بى - عليه السلام - وما ياخذنى عليها نوم أصلا. (2)

الحادى والثلاثون: طبعه في حصاة الاعرابي اليماني 2551 / 33 - ابن يعقوب: عن محمد بن أبى عبد الله وعلى بن محمد، عن إسحاق بن محمد النخعي، عن أبى هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنت عند أبى محمد - عليه السلام - فاستوذن لرجل من أهل اليمن عليه، فدخل عليه رجل عبل (3)، طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس، فجلس ملاصقا لى، فقلت في نفسي: ليت شعرى من هذا ؟ فقال أبو محمد - عليه السلام -: (هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التى طبع آبائى - عليهم السلام - فيها بخواتيمهم فانطبعت، وقد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها). ثم قال: (هاتها)، فاخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس،


(1) في المصدر والبحار: فقال. (2) الكافي: 1 / 513 ح 27 وعنه إثبات الهداة: 3 / 407 ح 30 و 31 والوسائل: 4 / 1067 ح 1 والبحار: 50 / 286 ح 61. وأورد ذيله في الثاقب في المناقب: 581 ح 4 ودعوات الراوندي: 70 ح 169. (3) العبل: الضخم من كل شئ (القاموس المحيط).


[ 565 ]

فاخذها أبو محمد - عليه السلام - ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، فكانى أرى نقش خاتمه الساعة (الحسن بن على) فقلت لليماني: رايته قبل هذا قط ؟ قال: لا والله وإنى لمنذ دهر حريص على رويته حتى كان الساعة أتانى شاب لست أراه، فقال لى: قم فادخل، فدخلت، ثم نهض اليماني وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، ذرية بعضها من بعض اشهد بالله أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والائمة من بعده - صلوات الله عليهم أجمعين -، ثم مضى فلم أره بعد ذلك. قال إسحاق: قال أبو هاشم الجعفري: وسالته عن إسمه فقال: إسمى مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن ام غانم، وهى الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التى طبع فيها أمير المؤمنين والبسط إلى وقت أبى الحسن - عليه السلام -. (1) 2552 / 34 - ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنى أبو على أحمد بن محمد بن يحيى العطار وأبو جعفر محمد بن [ أحمد بن ] (2) مصقلة القميان قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبى خلف قال: حدثنا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم قال: كنت عند أبى محمد - عليه السلام - فاستوذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه (3) رجل


(1) الكافي 1 / 347 ح 4 وعنه الوافى: 2 / 144 ح 615 وفي البحار: 25 / 179 ح 3 وعن إعلام الورى الاتى ذيلا وغيبة الطوسى: 203 ح 171. ورواه في إثبات الوصية: 211 مختصرا وفي الثاقب في المناقب: 561 ح 1 باختلاف يسير. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فاذن له فإذا هو.


[ 566 ]

جميل، طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس - وساق الحديث إلى قوله - ثم نهض وهو يقول: (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت، إنه حميد مجيد) (1) ذرية بعضها من بعض أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والائمة من بعده - صلوات الله عليهم أجمعين -، وإليك إنتهت الحكمة والامامة، وإنك ولى الله الذى لا عذر لاحد في الجهل به، فسالت عن اسمه فقال: اسمى مهجع ابن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن ام غانم، وهى الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التى ختم فيها أمير المؤمنين - عليه السلام -. قال أبو هاشم الجعفري في ذلك: بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصا له الله أصفى بالدليل وأخلصا وأعطاه آيات الامامة كلها كموسى وفلق البحر واليد والعصا وما قمص الله النبيين حجة ومعجزة إلا الوصيين قمصا فمن كان (2) مرتابا بذاك فقصره من الامر أن يبلوا الدليل ويفحصا (3).


(1) هود: 73. (2) في المصدر: وإن كنت. (3) كذا في الاصل والبحار ج 25، وفي المصدر: أن تتلوا الدليل وتفحصا، وفي المناقب وكشف الغمة والبحار ج 50: أن يتلوا الدليل ويفحصا.


[ 567 ]

قال أبو عبد الله بن عياش: هذه ام غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة، وهى ام الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الاسدية، وهى غير صاحبة الحصاة الاولى التى طبع فيها رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام -، فانها ام سليم - وكانت وارثة الكتب -، فهن ثلاث ولكل واحدة منهن خبر قد رويته، ولم أطل الكتاب بذكره. (1) قلت: قد تقدم في هذا الكتاب خبر ام غانم قد رويته في هذا الكتاب في معاجز الحسين - عليه السلام - (2) والاخيرتان خبرهما تقدم في معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام - (3).

الثاني والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما ادخر وعلمه - عليه السلام - بالغائب وعلمه بحال الانسان 2553 / 35 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني، عن على بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنى أبو هاشم داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس حسيس في الجوسق (4) الاحمر وأنا والحسن بن محمد العقيقى ومحمد


(1) إعلام الورى: 353 - 354 وعنه كشف الغمة: 2 / 431 - 432، وفي البحار: 50 / 302 ح 78 عنه وعن غيبة الطوسى 203 ح 171 والخرائج: 1 / 428 ح 7 وكشف الغمة: 2 / 418 باختصار، وللحديث تخريجات اخر من ارادها فليراجع الغيبة. (2) أي في المعجزة 26. (3) أي في المعجزة: 215 و 542. (4) كذا في الاصل وكشف الغمة، وفي المصدر والاثبات: بحبس صالح بن وصيف =


[ 568 ]

ابن إبراهيم العمرى وفلان وفلان، إذ دخل (1) علينا أبو محمد الحسن - عليه السلام - وأخوه جعفر فحففنا به (2)، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحى يقول: إنه علوى قال: فالتفت أبو محمد - عليه السلام - فقال: (لو لا أن فيكم من ليس منكم لاعلمتكم متى يفرج عنكم)، وأومى إلى الجمحى أن يخرج [ فخرج ] (3)، فقال أبو محمد - عليه السلام -: (هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه)، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة. وقد كان الحسن - عليه السلام - يصوم، فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة (4)، وكنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم ضعفت فافطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بى والله أحد، ثم جئت [ فجلست ] (5) معه، فقال لغلامه: أطعم أبا هاشم شيئا فانه مفطر، فتبسمت، فقال: ما يضحكك يا أبا هاشم ؟ إذا اردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه، فقلت: صدق الله ورسوله وأنتم،


= الاحمر، والجوسق: القصر والقلعة، دار بنيت للمقتدر في دار الخلافة، في وسطها بركة من الرصاص ثلاثون ذراعا في عشرين (القاموس المحيط). (1) في المصدر: إذ ورد. (2) في المصدر: فحففنا له إلى خدمته. (3) من المصدر والبحار. (4) الجونة: الخابية المطلية بالقار. (5) من المصدر.


[ 569 ]

فاكلت فقال لى: أفطر ثلاثا فان المنة لا ترجع إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث. فلما كان في اليوم الذى أراد الله سبحانه أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال: يا سيدى أحمل فطورك ؟ فقال: احمل وما أحسبنا ناكل منه، فحمل الطعام الظهر واطلق عنه عند العصر وهو صائم، فقال: كلوا هناكم الله. (1)

الثالث والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2554 / 36 - أبو عبد الله بن عياش: قال: وحدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو هاشم قال: كنت عند أبى محمد - عليه السلام - فقال: إذا خرج القائم أمر بهدم المنار (2) والمقاصير التى في المساجد، فقلت في نفسي: لاى معنى هذا ؟ قال: فاقبل على وقال: معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبى ولا حجة. (3)


(1) إعلام الورى: 354 - 355 وعنه إثبات الهداة: 3 / 416 ح 59 وعن الخرائج: 2 / 682 ح 1 نحوه وكشف الغمة: 2 / 432 نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 254 ح 10 عن إعلام الورى والخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 437 مختصرا. وأورده في الثاقب في المناقب: 577 ح 11 والفصول المهمة: 286 - 287. (2) في المصدر والبحار: المنائر. (3) إعلام الورى: 355 وعنه إثبات الهداة: 3 / 412 ح 48 وعن غيبة الطوسى: 206 ح 175 والخرائج: 1 / 453 ح 39 - باختلاف يسير - وكشف الغمة: 2 / 418، وفي =


[ 570 ]

 

الرابع والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2555 / 37 - أبو عبد الله بن عياش: بهذا الاسناد، عن أبى هاشم قال: سئل الفهفكى أبا محمد - عليه السلام - ما بال المراة المسكينة تأخذ سهما واحدا وياخذ الرجل سهمين ؟ فقال: إن المراة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة (1) إنما ذلك على الرجال. فقلت في نفسي: قد كان قيل لى: إن إبن أبى العوجاء سال أبا عبد الله - عليه السلام - عن هذه المسالة، فاجابه بمثل هذا الجواب، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - على فقال: (نعم هذه مسالة إبن أبى العوجاء، والجواب منا واحد إذا كان معنى المسالة واحدا، جرى لاخرنا ما جرى لاولنا، و أولنا وآخرنا في العلم والامر سواء، ولرسول الله و أمير المؤمنين - صلوات الله عليهما - فضلهما). (2)


= البحار: 50 / 250 ح 3 عن إعلام الورى والكشف وغيبة الطوسى (ره) ومناقب آل أبى طالب: 4 / 437، وفي مستدرك الوسائل: 3 / 379 ح 1 عن الكشف وإثبات الوصية: 215، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع غيبة الطوسى. (1) المعقلة: الدية (لسان العرب). (2) إعلام الورى: 355 وعنه إثبات الهداة: 3 / 407 ح 32 وعن الكافي: 7 / 85 ح 2 وكشف الغمة: 2 / 420 - 421 والخرائج: 2 / 685 ح 5، وفي البحار: 50 / 255 ح 11 عن إعلام الورى والخرائج والكشف ومناقب آل أبى طالب: 4 / 437. وأخرجه في الوسائل: 17 / 437 ح 3 عن الكافي والتهذيب: 9 / 274 ح 2 والخرائج والكشف، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج.


[ 571 ]

 

الخامس والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2556 / 38 - أبو عبد الله بن عياش: بهذا الاسناد، عن أبى هاشم قال: كتب إليه: يعنى أبا محمد - عليه السلام - بعض مواليه يساله أن يعلمه دعاءا (1) فكتب إليه: ادع بهذا الدعاء: (يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر (2) الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صل على محمد وآل محمد، و أوسع لى في رزقي، ومد لى في عمرى، وامنن على برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل به غيرى). قال: أبو هاشم: فقلت في نفسي: اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك، فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال: (أنت في حزبه وفي زمرته، إذ كنت بالله مومنا ولرسوله مصدقا وباوليائه عارفا ولهم تابعا، (فابشر) (3) ثم أبشر). (4)

السادس والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2557 / 39 - أبو عبد الله بن عياش: بهذا الاسناد، عن أبى هاشم قال: سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول: (من الذنوب التى لا تغفر قول


(1) في المصدر: يساله شيئا من الدعاء. (2) في كشف الغمة والبحار: يا عز الناظرين. (3) ليس في المصدر، وفيه: إن كنت بالله. (4) إعلام الورى: 355، وأخرجه في البحار: 50 / 298 وج 95 / 359 ح 14 عن كشف الغمة: 421.


[ 572 ]

الرجل ليتنى لا أو اخذ إلا بهذا)، فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق وقد ينبغى للرجل أن يتفقد من نفسيه كل شئ، فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال: (صدقت يا أبا هاشم الزم ما حدثتك به نفسك، فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذر (1) على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الاسود). (2)

السابع والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2558 / 40 - أبو عبد الله بن عياش: بهذا الاسناد قال: سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول: (إن في الجنة لبابا يقال له (المعروف) لا يدخله إلا أهل المعروف)، فحمدت الله في نفسي وفرحت مما أتكلفه من حوائج الناس، فنظر إلى أبو محمد - عليه السلام - وقال: (نعم، قد علمت ما أنت عليه، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الاخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك). (3)


(1) دب دبيبا: مشى رويدا، والذر: صغار النمل، والصفا: العريض من الحجارة، الاملس. (2) إعلام الورى: 355 وعنه البحار: 50 / 250 ح 4 وعن غيبة الطوسى: 207 ح 176 ومناقب آل أبى طالب: 4 / 439 وكشف الغمة: 2 / 420، وفي إثبات الهداة: 3 / 412 ح 49 عن إعلام الورى والغيبة والخرائج: 2 / 688 ح 11 والكشف وتنبيه الخواطر: 2 / 7. ورواه في إثبات الوصية: 212، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع غيبة الطوسى - عليه الرحمة -، وياتى في الحديث 2625 عن الثاقب في المناقب. (3) إعلام الورى: 356 وعنه إثبات الهداة: 3 / 417 ح 61 وعن الخرائج: 2 / 689 ح 12 =


[ 573 ]

 

الثامن والثلاثون: كلام الذئب 2559 / 41 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في (كتابه): قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: رايت الحسن بن على السراج - عليه السلام - يكلم الذئب، فقلت له: أيها الامام الصالح سل هذا الذئب عن أخ لى بطبرستان خلفته وأشتهي أن أراه، فقال لى: إذا اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من راى. (1)

التاسع والثلاثون: العين التى في داره ينبع منها عسلا ولبنا 2560 / 42 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: أن أبا محمد - عليه السلام - قد أخرج في داره عينا تنبع منها عسلا ولبنا، فكنا نشرب منه ونتزود. (2)

الاربعون: إنزال المطر ورفعه 2561 / 43 - قال أبو جعفر الطبري: دخل على الحسن بن على - عليهما السلام - قوم من سواد العراق يشكون (إليه) (3) قلة الامطار، فكتب


= وكشف الغمة: 2 / 420، وفي البحار: 50 / 258 ح 16 عنها وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 432، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج. (1) دلائل الامامة: 224 وعنه إثبات الهداة: 3 / 432 ح 124. ورواه في نوادر المعجزات: 190 ح 1. (2) نوادر المعجزات: 191 ذح 1 ورواه في دلائل الامامة: 224 باختلاف يسير. (3) ليس في المصدر. 


[ 574 ]

لهم كتابا فامطروا، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الارض فامسك المطر. (1)