كتاب مدينة المعاجز

الجزء السابع

 

 

الحادي والاربعون: أنه لا ظل له 2562 / 44 - قال أبو جعفر: رايت الحسن بن على - عليه السلام - يمشى في أسواق سر من راى ولا ظل له. (2)

الثاني والاربعون: جعل ورق الاس دراهم 2563 / 45 - قال أبو جعفر: رايت الحسن بن على - عليه السلام - ياخذ الاس فيجعله ورقا. (3)

الثالث والاربعون: اللولو الذى ينزل به بيده - عليه السلام - 2564 / 46 - قال أبو جعفر: رايت الحسن بن على - عليه السلام - يرفع طرفه نحو السماء ويمد يده، فيردها مملوة لولوا. (4)

الرابع والاربعون: الغيبوبة في الارض وإخراج الحوت 2565 / 47 - قال أبو جعفر: قلت للحسن بن على - عليهما السلام -: أرنى


(1) نوادر المعجزات: 191 ح 2، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 432 ح 125 عن دلائل الامامة: 224. (2) دلائل الامامة: 224 وعنه إثبات الهداة: 3 / 432 صدر ح 126. (3) دلائل الامامة: 224 وعنه إثبات الهداة: 3 / 432 قطعة من ح 126، وفيهما: ورقا بدل (درهما). (4) دلائل الامامة: 224 وعنه إثبات الهداة: 3 / 432 ذح 126.


[ 575 ]

معجزة خصوصية لك احدث بها عنك، فقال: يا بن جرير لعلك ترتد ! فحلفت له ثلاثا، فرأيته غاب في الارض تحت مصلاه، ثم رجع ومعه حوت عظيم، فقال: جئتك به من البحر السابع (1) فاخذته معى إلى مدينة السلام وأطعمت جماعة من أصحابنا. (2)

الخامس الاربعون: إنفتاح القفل والدور بمروره 2566 / 48 - قال أبو جعفر: رايت (3) الحسن بن على السراج - عليه السلام - (وهو) (4) يمر باسواق سر من راى، فما مر بباب مقفل إلا انفتح و لا دار إلا انفتح، وأنه كان ينبئنا بما (كنا) (5) نعمله بالليل [ سرا وجهرا ] (6). (7)

السادس والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2567 / 49 - قال أبو جعفر: أردت التزويج والتمتع بالعراق، فاتيت الحسن بن على السراج - عليه السلام -، فقال لى: (يابن جرير عزمك


(1) كذا في النوادر، وفي الاصل: السبع، وفي الدلائل: الابحر السبعة. (2) نوادر المعجزات: 191، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 432 ح 127 عن دلائل الامامة: 224 - 225. (3) في المصدر: ورايت. (4 و 5) ليسا في المصدر، وفيه: ولا دار إلا انفتحت، وكان. (6) من المصدر. (7) دلائل الامامة: 225 وعنه إثبات الهداة: 3 / 432 ح 128.


[ 576 ]

أن تتمتع، فتمتع بجارية ناصبة معقبه تفيدك (1) مائة دينار)، (فقلت: لا اريدها) (2)، فقال: (قد قضيت لك بتلك)، فاتيت بغداد وتزوجت بها، فاعقبت (3) وأخذت منها مالا ثم رجعت، فقال: (يابن جرير كيف رايت آيات الامام). (4)

السابع والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2568 / 50 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: قال المعلى ابن محمد: أخبرني [ محمد بن ] (5) عبد الله قال: لما امر سعيد بحمل أبى محمد - عليه السلام - إلى الكوفة كتب أبو الهيثم إليه: جعلت فداك بلغنا خبر أقلقنا، وبلغ منا كل مبلغ، فكتب: (بعد ثلاث ياتيكم الفرج) فقتل الزبير يوم الثالث. (6)


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: عزمت ان تتمتع بجارية ناصبية مغضبة مظنة. (2) ليس في المصدر، وفيه: قد قضيت لك بها. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتزوجتها فعجب رايت. (4) دلائل الامامة: 225 وصدره في اثبات الهداة: 3 / 432 ح 129، وفي المصدر: كيف ترى آية الامام. (5) أضفناه، لعدم وجود معلى بن محمد بن عبد الله ولرواية معلى بن محمد، عن محمد بن عبد الله، كما أنه روى هذا الحديث في إثبات الوصية والخرائج والثاقب عن محمد بن عبد الله. (6) دلائل الامامة: 225، وأخرجه في البحار: 50 / 295 وإثبات الهداة: 3 / 325 ح 90 عن كشف الغمة: 2 / 416، وفي مهج الدعوات: 274 عن غيبة الطوسى: 208 ح 177 باختلاف =


[ 577 ]

 

الثامن والاربعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2569 / 51 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: قال المعلى ابن محمد: أخبرني [ محمد بن ] عبد الله قال: فقد غلام صغير لابي الحسن - عليه السلام - فلم يوجد، فقال: (اطلبوه في البركة)، فطلب فوجد في بركة في الدار ميتا. (1)

التاسع والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2570 / 52 - أبو جعفر الطبري: قال: قال على بن محمد الصيمري: دخلت على أبى أحمد عبيدالله بن عبد الله بن طاهر وبين يديه رقعة، قال: هذه رقعة أبى محمد - عليه السلام - فيها: (إنى نازلت الله عزوجل في هذا الطاغى - يعنى الزبير بن جعفر (2) - وهو أخذه بعد


= ورواه في إثبات الوصية: 210 - 211 مفصلا، وفي الخرائج: 1 / 451 ح 36 والثاقب في المناقب: 576 ح 8 مثله، وياتى في الحديث 2640 عن المناقب. (1) دلائل الامامة: 225. (2) في غيبة الطوسى وبقية المصادر: المستعين والظاهر أنه مصحف المعتز، فقد قال المجلسي - رحمه الله - في مراة العقول: 6 / 151: اقول: يشكل هذا بان الظاهر ان هذه الواقعة كانت في أيام إمامة أبى محمد بعد وفاة أبيه - عليهما السلام - وهما كانتا في جمادى الاخرة سنة اربع وخمسين وماتين كما ذكره الكليني وغيره، فكيف يمكن أن يكون هذه في زمان المستعين، فلابد إما من تصحيف المعتز بالمستعين، وهما متقاربان صورة، أو تصحيف أبى الحسن بالحسن والاول أظهر للتصريح بابى محمد - عليه السلام - في مواضع، وكون ذلك قبل إمامته - عليه السلام - في حياة والده - عليه السلام - وإن كان ممكنا لكنه بعيد.


[ 578 ]

ثلاث)، فلما كان اليوم الثالث قتل. (1)

الخمسون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2571 / 53 - أبو جعفر الطبري: قال: قال على بن محمد الصيمري: كتب إلى أبو محمد - عليه السلام -: (فتنة تظلكم، فكونوا على اهبة منها) (قال:) (2) فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بنى هاشم ما وقع، (وكانت لهم هنة لها شان) (3)، فكتبت إليه: أهذه هي ؟ فكتب (لا ولكن غير هذه فاحترسوا) فلما كان بعد ثلاثة أيام كان من أمر المعتز ما كان. (4)

الحادى والخمسون: هدوء الدواب وسكونها 2572 / 54 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنى أبى - ره - قال: كنت في دهليز لابي على محمد بن همام على دكة وصفها، إذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة، فسلم على أبى على محمد بن همام، فرد عليه السلام


(1) دلائل الامامة: 225، نوادر المعجزات: 192 ح 4، وأخرجه في البحار: 50 / 297 ح 72 عن كشف الغمة: 2 / 417، وفي إثبات الهداة: 3 / 412 ح 45 عن غيبة الطوسى: 204 ح 172، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة للطوسي - عليه الرحمة -. (2 و 3) ليسا في المصدر والهنة: الشر والفساد (المعجم الوسيط). (4) دلائل الامامة: 225، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 425 ح 93 والبحار: 50 / 198 عن كشف الغمة: 2 / 417.


[ 579 ]

ومضى، فقال لى: تدرى من هذا ؟ فقلت: لا، فقال: شاكري (1) لمولانا أبى محمد الحسن بن على - عليه السلام -، أفتشتهى أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا ؟ قلت: نعم، فقال لى: أمعك شئ تعطيه ؟ فقلت: معى درهمان صحيحان، فقال: هما يكفيانه [ فادعه ] (2)، فمضيت خلفه فلحقته بموضع كذا، فقلت: أبو على يقول لك: تنشط للمسير إلينا ؟ فقال: نعم، فجاء إلى أبى على محمد بن همام فجلس إليه، فغمزني أبو على أن اسلم إليه الدرهمين، فسلمتهما (3) إليه، فقال لى: ما يحتاج إلى هذا، ثم أخذهما فقال له أبو على: يا أبا عبد الله محمد حدثنا عن أبى محمد - عليه السلام - فقال: كان استاذى صالحا من بين العلويين لم أر قط مثله، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكى (4) وأزرق، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من راى في كل إثنين وخميس. قال أبو عبد الله محمد الشاكرى - وكان يوم النوبة -: يحضر من الناس شئ عظيم ويغص الشوارع بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لاحد موضع يمشى [ فيه ] (5) ولا يدخلا [ أحد ] (6) بينهم، قال: فإذا جاء استاذى سكنت الضجة وهذا صهيل الخيل


(1) الشاكرى: المستخدم والاجير، معرب چاكر (القاموس). (2) من المصدر. (3) في المصدر: أن اعطيه الدرهمين، فاعطيتهما. (4) البزيون كالعصفور: رقيق الديباج، وقيل: بساط رومى (لسان العرب)، والمسكى: المصبوغ بالمسك، ولعله معرب مشكى فارسية بمعنى الاسود. (5 و 6) من المصدر. (*)


[ 580 ]

[ ونشيج البغال ] (1) ونهاق الحمير، قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج أن يتوقى من الدواب تحفه ليزحمها، ثم يدخل [ هناك ] (2) فيجلس في مرتبته التى جعلت له، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبى محمد - عليه السلام -، فسكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضى. وقال الشاكرى: واستدعاه يوما الخليفة، فشق ذلك عليه وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته، فركب ومضى إليه، فلما حصل في الدار قيل له: إن الخليفة قد قام، ولكن إجلس في مرتبتك أو إنصرف: قال: فانصرف وجاء إلى سوق الدواب وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير. قال: فلما دخل إليها سكنت الضجة [ بدخوله ] (3) وهدات الدواب، قال: وجلس إلى نخاس كان يشترى له الدواب، قال: فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه، قال: فباعوه إياه بوكس (4)، فقال لى: (يا محمد قم فاطرح السرج عليه) قال: فقمت وعلمت أنه لا يقول لى ما يوذينى، فحللت الحزام وطرحت السرج عليه فهذا ولم يتحرك، وجئت لامضى به فجاء النخاس فقال: ليس يباع، فقال لى: (سلمه إليه) فجاء النخاس لياخذه، فالتفت إليه [ الفرس ] (5) إلتفاتة


(1 - 3) من المصدر. (4) الوكس: النقص. (5) من المصدر. (*)


[ 581 ]

فهرب منه منهزما. قال: وركب ومضينا فلحقنا النخاس فقال: صاحبه يقول: أشفقت من أن يرده، فان كان قد علم ما فيه من العبس فليشتره. فقال له استاذى: (قد علمت) فقال: قد بعتك، فقال لى: (خذه) فاخذته وجئت به إلى الاصطبل، فما تحرك ولا آذانى ببركة استاذى، فلما نزل جاء إليه فاخذه باذنه اليمنى فرقاه ثم أخذ باذنه اليسرى فرقاه. قال: فوالله لقد كنت أطرح الشعير فافرقه بين يديه، فلا يتحرك، هذا ببركة استاذى. قال أبو محمد: قال أبو على بن همام: هذا الفرس يقال له الصوول (1) يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ويقوم على رجليه و يلطم صاحبه. قال محمد الشاكرى: كان استاذى أصلح من رايت من العلويين والهاشميين، ما كان يشرب هذا النبيذ، وكان يجلس في المحراب و يسجد، فانام وأنتبه [ وأنام وانتبه ] (2) وهو ساجد، وكان قليل الاكل، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله، فيأكل منه الواحدة والثنتين ويقول: شل هذا [ يا محمد ] (3) إلى صبيانكم، فاقول: هذا كله ؟


(1) قال في الصحاح: قال أبو زيد صول البعير - بالهمز - يصول صالة، إذا صار يقتل الناس و يعدو عليهم، فهو جمل صوول. (2 و 3) من المصدر.


[ 582 ]

فيقول: خذه [ كله ] (1)، فما رايت قط أشهى منه. (2)

الثاني والخمسون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2573 / 55 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن عيسى المعروف بابن الخياط القمى قال: حدثنى أحمد بن محمد بن عبيدالله بن عياش قال: حدثنى أبو القاسم على بن حبشي بن قونى الكوفى - رضى الله عنه - قال: حدثنى العباس بن محمد بن أبى الخطاب قال: خرج بعض بنى البقاح إلى سر من راى في رفقة يلتمسون الدلالة، فلما بلغوا بين الحائطين سالوا الاذن فلم يوذن لهم، فاقاموا إلى يوم الخميس، فركب أبو محمد - عليه السلام -، فقال أحد القوم لصاحبه: إن كان إماما فانه يرفع القلنسوة عن راسه، قال: فرفعها بيده ثم وضعها، وكانت سنة. (3) فقال بعض بنى البقاح: بينه وبين صاحب له يناجيه: لئن رفعها ثانية لانظر إلى راسه هل عليه الاكليل الذى كنت أراه على راس أبيه الماضي - عليه السلام - مستديرا كدارة القمر، [ قال: ] (4) فرفعها أبو محمد


(1) من المصدر، وبما أن الاختلاف بين الاصل والمصدر كثيرة ولذا تركت الاشارة إلى الاختلاف وأثبت في المتن ما هو أضبط. (2) دلائل الامامة: 226 - 227 وعنه حلية الابرار: 2 / 500 - 502 (ط ق). وأخرجه في البحار: 50 / 251 ح 6 وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 413 ح 51 عن غيبة الطوسى 215 ح 179. (3) في المصدر: شيشية. (4) من المصدر.


[ 583 ]

- عليه السلام - ثانية وصاح إلى الرجل القائل ذلك: هلم فانظر، فهل بعد الحق إلا الضلال، فانى تصرفون [ فتيقنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين بحمدالله ومنه ] (1). (2)

الثالث والخمسون: إخباره بالليلة التى ولد فيها إبنه القائم - عليهما السلام - 2574 / 56 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله (قال: حدثنى محمد بن إسماعيل الحسنى) (3)، عن حكيمة إبنة محمد بن على الرضا - عليهما السلام - أنها قالت: قال لى الحسن بن على العسكري - عليه السلام - ذات ليلة أو ذات يوم: احب أن تجعلي إفطارك الليلة عندنا، فانه يحدث في هذه الليلة أمر، فقلت: وما هو ؟ قال: إن القائم من آل محمد - عليهم السلام - يولد في هذه الليلة، وسياتى هذا الحديث بطوله ومثله في الباب الثاني عشر من معاجز القام - عليه السلام - في ميلاد القائم - عليه السلام -.

الرابع والخمسون: إخباره - عليه السلام - بام القائم - عليه السلام - 2575 / 57 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني (4)


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 227. (3) ليس في المصدر. (4) دلائل الامامة: 268.


[ 584 ]

أبو الحسين محمد بن هارون قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا أبو على محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن [ محمد قال: حدثنا ] (1) محمد بن جعفر، عن أبى نعيم (2)، عن محمد بن القاسم العلوى قال: دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن على بن موسى - عليهم السلام -، فقالت: جئتم تسألوني عن ميلاد ولى الله ؟ قلنا: بلى والله. قالت: كان عندي البارحة وأخبرني بذلك، وإنه كانت عندي صبية يقال لها نرجس، وكنت اربيها من بين الجوارى لا يلى تربيتها غيرى، إذ دخل أبو محمد - عليه السلام - على ذات يوم فبقى يلح النظر إليها، فقلت: يا سيدى هل لك فيها من حاجة ؟ فقال: إنا معاشر الاوصياء لسنا ننظر نظر ريبة، ولكنا ننظر تعجبا إن المولود الكريم على الله يكون منها. والحديث طويل ياتي إن شاء الله في ميلاد القائم - عجل الله تعالى فرجه - من الباب الثاني عشر في معاجزه - عليه السلام -. ورواه في الغيبة قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رضى الله عنه - قال: حدثنا أبى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنى محمد بن إبراهيم الكوفى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الطهوى، وذكر الحديث بتغير بعض الالفاظ. (3) السابع


(1) من المصدر. (2) هو محمد بن أحمد الانصاري. (3) دلائل الامامة: 269، كمال الدين: 426 ح 2.


[ 585 ]

 

الخامس والخمسون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2576 / 58 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد هارون بن موسى بن أحمد قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنى جعفر بن محمد قال: حدثنى محمد بن جعفر قال: حدثنى أبو نعيم قال: وجهت المفوضة (1) كامل بن إبراهيم المزني إلى أبى محمد الحسن بن على - عليه السلام - يباحثون أمره. قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي: أساله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلما دخلت على سيدى أبى محمد - عليه السلام - نظرت إلى ثياب بيضاء ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولى الله و حجته يلبس الناعم من الثياب ويامرنا نحن بمواساة الاخوان وينهاها عن لبس مثله. فقال - عليه السلام - متبسما: يا كامل بن إبراهيم - وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن - فقال: (يا كامل هذا لله عز وجل وهذا لكم)، فخجلت. (2)


(1) هم قوم زعموا أن الله تعالى فوض خلق العالم وتدبيره لرسوله وعلى والاعمة - عليهم السلام -، فخلقوا هم الارضين والسماوات. (الفرق بين الفرق). (2) دلائل الامامة: 273. ورواه في إثبات الوصية: 222 وهداية الكبرى للحضيني: 87 (مخطوط) وغيبة =


[ 586 ]

 

السادس والخمسون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وبالغائب 2577 / 59 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن على بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرمانى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمى قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمى في حديث له مع أبى محمد الحسن بن على العسكري - عليهما السلام - وأحمد بن اسحاق الوكيل في حديث الصرر التى أظهر القائم - عليه السلام - الحلال والحرام منها، وقال أبو محمد - عليه السلام -: (صدقت يا بنى) ثم قال: (يا أحمد بن إسحاق احملها باجمعها لتردها أو توصى بردها على أربابها فلا حاجة لنا في شئ منها، واتنا بثوب العجوز). قال أحمد: وكان ذلك الثوب في حقيبة لى فنسيته، فلما إنصرف أحمد بن اسحق لياتيه بالثوب نظر إلى مولانا أبو محمد - عليه السلام - فقال: (ما جاء بك يا سعد ؟). فقلت: شوقني أحمد بن اسحاق إلى لقاء مولانا. قال: (والمسائل التى أردت أن تسال عنها ؟) قلت: على حالها يا مولاى، قال: فسل قرة عينى، وأوما إلى الغلام: يعنى القائم - عليه السلام -، ثم ساق الحديث بالمسائل والجواب عنها، وقد تهيا سعد


= الطوسى: 246 ح 216 والخرائج: 1 / 458 ح 4 وكشف الغمة: 2 / 499، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع غيبة الطوسى - عليه الرحمة -.


[ 587 ]

أربعين مسالة ليسال عنها إلى أن قال سعد في الحديث: ثم قام مولانا الحسن بن على الهادى - عليه السلام - للصلاة مع الغلام، فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باكيا، فقلت: ما [ أبطاك ] (1) وأبكاك ؟ قال: قد فقدت الثوب الذى سألني مولاى إحضاره، قلت: لا عليك فاخبره، فدخل عليه [ مسرعا ] (2) وانصرف من عنده متبسما وهو يصلى على محمد وآل محمد، فقلت: ما الخبر ؟ قال: وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمى مولانا - عليه السلام - يصلى عليه. قال سعد: فحمدنا الله عزوجل على ذلك وجعلنا نختلف بعد ذلك [ اليوم ] (3) إلى منزل مولانا الحسن بن على - عليه السلام - أياما، فلا نرى الغلام بين يديه. (4)

السابع والخمسون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2578 / 60 - ابن بابويه في الحديث السابق: قال سعد: فلما كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن اسحاق وكهلان من [ أهل ] (5) أرضنا، فانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما وقال: يابن رسول الله قد دنت الرحلة واشتدت المحنة ونحن نسال الله أن يصلى على محمد المصطفى جدك وعلى المرتضى أبيك وعلى سيدة النساء امك وعلى


(1 و 3) من المصدر. (4) كمال الدين: 458 و 463، وقد ياتي بتمامه في المعجزة 15 من معاجز صاحب الزمان - عجل الله تعالى فرجه الشريف - بكامل تخريجاته. (5) من المصدر والبحار، وفيهما: بلدنا وانتصب.


[ 588 ]

سيدى شباب أهل الجنة عمك وأبيك، وعلى الائمة الطاهرين من بعدهما آبائك، وأن يصلى عليك وعلى ولدك، ونرغب إلى الله تعالى أن يعلى كعبك ويكبت عدوك، ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك. قال: فلما قال هذه الكلمة استعبر مولانا - عليه السلام - حتى استهلت دموعه وتقاطرت عبراته، ثم قال: (يابن إسحاق لا تكلف في دعائك شططا فانك ملاق الله في صدرك هذا)، فخر أحمد مغشيا عليه، فلما أفاق قال: سألتك بالله وبحرمة جدك إلا شرفتني بخرقة أجعلها كفنا، فادخل مولانا - عليه السلام - يده تحت البساط فاخرج ثلاثة عشر درهما فقال: خذها ولا تنفق على نفسك غيرها، فانك لم تعدم ما سالت، و [ إن ] (1) الله تبارك وتعالى لا يضيع أجر المحسنين. قال سعد: فلما صرنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا - عليه السلام - من حلوان على ثلاثة فراسخ حم أحمد بن اسحاق وثارت عليه علة صعبة أيس من حياته فيها، فلما وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطنا بها، ثم قال: تفرقوا عنى هذه الليلة واتركوني وحدي، فانصرفنا عنه ورجع كل واحد منا إلى مرقده. قال سعد: فلما حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عينى فإذا أنا بكافور الخادم: - خادم مولانا أبى محمد - عليه السلام - وهو يقول: أحسن الله بالخير عزاكم وجبر بالمحبوب (2) رزيتكم،


(1) من المصدر والبحار، وفيهما: لن يضيع أجر من أحسن عملا. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وحبرنا بمحبور.


[ 589 ]

قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه، فقوموا لدفنه فانه من أكرمكم محلا عند سيدكم (1)، ثم غاب عن أعيننا، فاجتمعنا على راسه بالبكاء والعويل حتى قضينا حقه، وفرغنا من أمره - رحمه الله -. (2)

الثامن والخمسون: خبر مدعى التشيع 2579 / 61 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام - في تفسيره: رواه أبو يعقوب يوسف بن زياد وعلى بن سيار - رضى الله عنهما - قالا: حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن على بن محمد - عليهم السلام - وقد كان ملك الزمان له معظما وحاشيته له مبجلين، إذ مر علينا والى البلد - والى الجسرين - ومعه رجل مكتوف (3)، والحسن بن على - عليه السلام - مشرف من روزنته، فلما راه الوالى ترجل عن دابته إجلالا له. فقال الحسن بن على - عليهما السلام -: (عد إلى موضعك) فعاد وهو معظم له، وقال: يا بن رسول الله أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صيرفي، فاتهمته بانه يريد نقبه والسرقة منه، فقبضت عليه، فلما هممت بان أضربه خمسمائة [ سوط ] (4) - وهذا سبيلى فيمن


(1) ما تضمنه الخبر من موت أحمد بن إسحاق مخالف لما صرح به الرجاليون ببقائه بعد أبى محمد - عليه السلام - راجع رجال الاستاذ السيد الخوئى - قدس سره - وغيره. (2) كمال الدين: 464 ذح 22. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مكفوف. (4) من المصدر والبحار.


[ 590 ]

أتهمه ممن آخذه - [ لئلا يسالنى فيه من لا اطيق مدافعته) (1) ليكون قد شقى ببعض ذنوبه قبل أن ياتيني [ ويسالني فيه ] (2) من لا اطيق مدافعته. فقال لى: اتق الله ولا تتعرض لسخط الله، فانى من شيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب - عليه السلام - وشيعة هذا الامام أبى القائم بامر الله - عليه السلام -، فكففت [ عنه ] (3) وقلت: أنا ماربك عليه، فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك وإلا قطعت يدك ورجلك بعد أن أجلدك ألف سوط، و [ قد ] (4) جئتك [ به ] (5) يابن رسول الله، فهل هو من شيعة على - عليه السلام - كما ادعى ؟ فقال الحسن بن على - عليهما السلام -: (معاذ الله ما هذا من شيعة على - عليه السلام -، وإنما ابتلاه [ الله ] (6) في يدك، لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة على - عليه السلام -) [ فقال الوالى: الان ] (7) كفيتني موونته، الان أضربه خمسمائة ضربة لا حرج على فيها. فلما نحاه بعيدا قال: ابطحوه فبطحوه، وأقام عليه جلادين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، وقال: أو جعاه، فاهويا إليه بعصيهما، فكانا لا يصيبان إسته شيئا إنما يصيبان الارض، فضجر من ذلك، وقال: ويلكما تضربان الارض ؟ اضربان إسته، فذهبا يضربان إسته، فعدلت أيديهما فجعلا يضرب بعضهما بعضا ويصيح ويتاوه.


(1) من البحار. (2) من المصدر. (3 - 7) من المصدر والبحار.


[ 591 ]

فقال لهما: ويحكما أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضا ؟ ! اضربا الرجل، فقالا: ما نضرب إلا الرجل وما نقصد سواه، ولكن تعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا بعضا. قال: فقال: يا فلان ويا فلان ويا فلان حتى دعا أربعة وصاروا مع الاولين ستة، وقال: احيطوا به فأحاطوا به، فكان يعدل بايديهم وترفع عصيهم إلى فوق، وكانت لا تقع إلا بالوالى، فسقط عن دابته وقال: قتلتموني قتلكم الله ما هذا ؟ ! فقالوا: ما ضربنا إلا إياه ! ثم قال لغيرهم: تعالوا فاضربوا هذا، فجاوا فضربوه بعد، فقال: ويلكم إياى تضربون ؟ ! قالوا: لا و الله لا نضرب إلا الرجل ! قال الوالى: فمن [ أين ] (1) لى هذه الشجات براسى ووجهى وبدنى إن لم تكونوا تضربوني ؟ فقالوا: شلت أيماننا إن كنا [ قد ] (2) قصدنا بضرب، فقال الرجل للوالى: يا عبد الله أما تعتبر بهذه الالطاف التى بها يصرف عنى هذا الضرب، ويلك ردنى إلى الامام وامتثل في أمره. قال: فرده الوالى بعد [ إلى ] 3) بين يدى الحسن بن على - عليهما السلام -، فقال: يا بن رسول الله عجبا لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم، [ ومن لم يكن من شيعتكم ] (4) فهو من شيعة إبليس وهو في النار، وقد رايت له من المعجزات ما لا يكون إلا للانبياء، [ فقال الحسن بن على - عليهما السلام - قل: (أو للاوصياء)، فقال: أو للاوصياء ] (5).


(1) من المصدر والبحار، والشجات: الجراحات وهى في الراس خاصة. (2 - 5) من المصدر والبحار.


[ 592 ]

فقال الحسن بن على - عليهما السلام - للوالى: (يا عبد الله إنه كذب في دعواه - أنه من شيعتنا - كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلى بجميع عذابك له، ولبقى في المطبق ثلاثين سنة، ولكن الله تعالى رحمه لاطلاق كلمة على ما عنى، لا على [ تعمد كذب، وأنت يا عبد الله فاعلم أن الله عزوجل قد خلصه ] (1) من يديك، خل عنه فانه من موالينا ومحبينا وليس من شيعتنا). فقال الوالى: ما كان هذا كله عندنا إلا سواء، فما الفرق ؟ قال له الامام - عليه السلام -: (الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا، فاولئك [ من ] (2) شيعتنا، فاما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا). قال الامام - عليه السلام - للوالى: (وأنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها وكذبتها لابتلاك الله عزوجل بضرب ألف سوط وسجن ثلاثين سنة [ في ] (3) المطبق)، قال: وما هي يابن رسول الله ؟ قال: (بزعمك أنك رايت له معجزات، إن المعجزات ليست له إنما هي لنا أظهرها الله تعالى فيه إبانة لحججنا وإيضاحا لجلالتنا وشرفنا، ولو قلت: شاهدت فيه معجزات لم انكره عليك، أليس إحياء عيسى - عليه السلام - الميت معجزة ؟ أفهى للميت أم لعيسى ؟ أو ليس خلق من الطين كهيئة الطير فصار طيرا باذن الله ؟ أهى للطائر أو لعيسى ؟ أو ليس الذين جعلوا قردة


(1) من المصدر والبحار، وعنى: بمعنى أراد وقصد. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار.


[ 593 ]

خاسئين معجزة، أفهى من معجزة للقردة أو لنبى ذلك الزمان ؟) فقال: الوالى أستغفر الله [ ربى ] (1) وأتوب إليه. [ ثم ] (2) قال الحسن بن على - عليهما السلام - للرجل الذى قال إنه (3) من شيعة على - عليه السلام -: (يا عبد الله لست من شيعة على - عليه السلام - إنما أنت من محبيه وإنما شيعة على - عليه السلام - الذين قال الله تعالى فيهم: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) (4) هم الذين آمنوا بالله ووصفوه بصفاته ونزهوه عن خلاف صفاته، وصدقوا محمدا في أقواله وصوبوه في كل أفعاله، وراوا عليا بعده سيدا إماما وقرما (5) هماما لا يعدله من امة محمد أحد، ولاكلهم إذا اجتمعوا في كفة يوزنون بوزنه، بل يرجح عليهم كما ترجح السماء والارض على الذرة. وشيعة على - عليه السلام - هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت، وشيعة على - عليه السلام - هم الذين يوثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم ولا يفقدهم من حيث أمرهم، وشيعة على - عليه السلام - هم الذين يقتدون بعلى في إكرام إخوانهم المومنين، ما عن قولى أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمد - صلى الله عليه وآله -، فذلك قوله


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال له أنا. (4) البقرة: 82. (5) القرم: العظيم، السيد.


[ 594 ]

تعالى: (وعملوا الصالحات) قضوا الفرائض كلها بعد التوحيد واعتقاد النبوة والامامة، وأعظمها فرضان قضاء حقوق الاخوان في الله واستعمال التقية من أعداء الله عزوجل). (1)

التاسع والخمسون: خبر البساط 2580 / 62 - على بن عاصم الكوفى (2) قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - بالعسكر فقال لى: (يا على بن عاصم انظر إلى ما تحت قدميك)، فنظرت مليا فوجدت شيئا ناعما، فقال لى: (يا على أنت على بساط قد جلس عيه ووطاه كثير من النبيين والمرسلين والائمة الراشدين)، فقلت: يا مولاى لا أتنعل مادمت في الدنيا إعظاما لهذا البساط، فقال: (يا على إن هذا الذى في قدمك من الخف جلد ملعون نجس رجس لم يقر بولايتنا وإمامتنا)، فقلت: وحقك يا مولاى لا لبست خفا ولا نعلا أبدا، وقلت في نفسي: كنت أشتهى أن أرى هذا البساط بعينى، فقال: (ادن يا على) فدنوت، فمسح بيده المباركة على عينى، فعدت بالله بصيرا، فادرت عينى في البساط [ فقال: (يا على تحب أن ترى آثار أرجل النبيين والمرسلين والائمة الراشدين الذين وطووا هذا البساط ] (3) [ ومجالسهم عليه)، فقلت: نعم يا مولاى،


(1) تفسير الامام - عليه السلام -: 316 ح 161 وعنه البحار: 68 / 160 - 163. (2) على بن عاصم الكوفى كان شيخ الشيعة ومحدثهم في وقته، مات في حبس المعتضد. قال السيد الاستاذ الخوئى - قدس سره -: لا ريب في جلالة الرجل. (3) من المصدر المطبوع ص 336.


[ 595 ]

ورايت أقداما مصورة ومرابع جلوس في البساط ] (1). فقال لى: (هذا أثر قدم آدم وموضع جلوسه، وهذا قدم قابيل إلى أن لعن وقتل هابيل، وهذا قدم هابيل، وهذا أثر [ جلوس ] (2) شيث، وهذا أثر اخنوخ، وهذا أثر قيدار (3) وهذا أثر هلابيل (4)، وهذا أثر يرد (5)، وهذا أثر ادريس، وهذا أثر متوشلخ، وهذا أثر نوح، وهذا أثر سام، وهذا أثر أرفخشد، وهذا أثر أبو يعرب، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر لوط، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر اسماعيل، وهذا أثر إلياس، وهذا أثر أبو قصى بن إلياس، وهذا أثر إسحاق، وهذا أثر يعقوب (6) وهو إسرائيل، وهذا أثر يوسف، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسى بن عمران، وهذا أثر هارون، وهذا أثر يوشع بن نون، وهذا أثر زكريا، وهذا أثر يحيى، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر ذى


(1 و 2) من المصدر. (3) لعل الصحيح قينان، وهو قينان بن انوش بن شيث، راجع تاريخ اليعقوبي: 1 / 9 و المحبر: 3. (4) في المصدر: ملابيل، وفي البحار وتاريخ اليعقوبي والمشارق: مهلائيل وفي المحبر: مهلاليل، وهو ابن قينان. (5) كذا في تاريخ اليعقوبي والمحبر، وفي الاصل: ثادر، وفي المصدر: مارد، وفي البحار: يارة، وفي المشارق: ديار وهو يرد بن مهلائيل. (6) كذا في المصدر المخطوط والمطبوع والمشارق والبحارو في الاصل: يعوسا والظاهر أن الصحيح ما في المصدر لان اسحاق ليس له ابن يسمى يعوسا، فراجع تاريخ اليعقوبي: 1 / 28.


[ 596 ]

الكفل، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر ذى القرنين الاسكندر، وهذا أثر سابور، وهذا أثر لوى، [ وهذا أثر كلاب ] (1) وهذا أثر قصى، وهذا أثر عدنان، وهذا هاشم، وهذا أثر عبد المطلب، وهذا أثر عبد الله، وهذا أثر سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله -، وهذا أثر أمير المؤمنين - عليه السلام - و هذا أثر الحسن، وهذا أثر الحسين، وهذا أثر على بن الحسين، وهذا أثر محمد بن على الباقر، وهذا أثر جعفر بن محمد، وهذا أثر موسى بن جعفر، وهذا أثر على بن موسى، وهذا أثر محمد بن على، وهذا أثر [ أبى ] (2) على بن محمد، وهذا أثرى، وهذا أثر إبنى المهدى - عليهم السلام -، لانه قد وطاه وجلس عليهن). فقال على بن عاصم: فخيل لى والله من رد بصرى ونظرى إلى ذلك البساط، وهذه الايات كلها أنى نائم وأنى أحلم بما رايت، فقال لى: أبو محمد - عليه السلام -: (اثبت يا على فما أنت بنائم ولا بحلم، فانظر إلى هذه الاثار واعلم أنها لمن أهم دين الله، فم زاد فيهم كفرو من نقص أحدا كفر، والشاك في الواحد منهم كالشاك الجاحد لله، غض طرفك يا على)، فغضضت طرفي محجبا. فقلت: يا سيدى فمن يقول إنهم مائة (3) ألف وأربعة وعشرون ألف نبى أهولاء ؟ ثم قال: (إذا علم ما قال لم ياثم) فقلت: يا سيدى فاعلمني علمهم حتى لا أزيد ولا أنقص منهم، قال: (يا على الانبياء والرسل


(1 - 3) من المصدر.


[ 597 ]

[ والاوصياء ] (1) والائمة هولاء الذين رايت آثارهم في البساط لا يزيدون ولا ينقصون، ومائة ألف وأربعة وعشرون ألف [ الذين ] (2) تنبئوا من أنبياء الله ورسله وحججه، فامنوا بالله وعملوا ما جاءتهم به الرسل من الكتب والشرائع، فمنهم الصديقون والشهداء والصالحون وكلهم هم المؤمنون، وهذا عددهم منذ هبط آدم - عليه السلام - من الجنة إلى أن بعث الله جدى رسول الله - صلى الله عليه وآله -)، فقلت: الحمدلله والشكر لذلك الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله. (3)

الستون: كتابة القلم من غير كاتب 2581 / 63 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات) (4): عن أبى هاشم رفع الله درجته قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - وكان يكتب كتابا، فحان وقت الصلاة الاولى، فوضع الكتاب من يده وقام - عليه السلام - إلى الصلاة، فرايت القلم يمر على باقى القرطاس من الكتاب ويكتب حتى إنتهى إلى آخره، فخررت له ساجدا، فلما إنصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذن للناس. (5)


(1 و 2) من المصدر. (3) الهداية الكبرى للحضيني: 6 وأخره في البحار: 11 / 33 وج 50 / 304 ح 81 عن مشارق أنوار اليقين: 100 - 101 مختصرا. (4) قد ذكرنا مرارا أن عيون المعجزات لحسين بن عبد الوهاب لا للسيد المرتضى - قدس الله أسرارهما -. (5) عيون المعجزات: 134 - 135 وعنه إثبات الهداة: 3 / 430 ح 117 والبحار: 50 / 304 صدر ح 80.


[ 598 ]

 

الحادى والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2582 / 64 - السيد المرتضى: عن أبى هاشم - قدس الله روحه - قال: شكوت إلى أبى محمد - عليه السلام - ضيق الحبس وشدة القيد، فكتب إلى: (أنت تصلى اليوم في منزلك صلاة الظهر)، فصليت في منزلي كما قال - عليه السلام -، فاطلقت في وقتى. (1)

الثاني والستون: علمه - عليه السلام - بما في الارحام 2583 / 65 - السيد المرتضى: عن جعفر بن محمد القلانسى قال: كتب محمد أخى إلى أبى محمد - عليه السلام - وامراته حامل: يساله الدعاء بخلاصها وأن يرزقه الله ذكرا، وساله أن يسميه، فكتب إليه: (ونعم الاسم محمد و عبد الرحمن)، فولدت له اثنين توامين، فسمى أحدهما محمدا والاخر عبد الرحمن. (2)

الثالث والستون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2584 / 66 - السيد المرتضى: عن أبى هاشم داود بن القاسم الجعفري - رض - قال: كنت عند أبى محمد - عليه السلام - وكنت في ضيق


(1) عيون المعجزات: 135، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2528 و 2529 عن الكافي وإعلام الورى. (2) عيون المعجزات: 135، وأخرجه في البحار: 50 / 298 وإثبات الهداة: 3 / 426 ح 94 عن كشف الغمة: 2 / 418، ورواه في إثبات الوصية: 211.


[ 599 ]

وأردت أن أطلب منه شيئا فاستحيت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلى بمائة دينار وكتب إلى: (إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم، واطلبها فانك [ ترى ما ] (1) تحب إن شاء الله تعالى). (2)

الرابع والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2585 / 67 - السيد المرتضى: عن إسحاق بن محمد بن النخعي قال: حدثنى محمد بن درياب الرقاشى قال: كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله عن المشكاة وأن يدعو لامراتى فانها حامل، وأن يرزقنى الله منها ولدا ذكرا، فوقع - عليه السلام -: (المشكاة قلب محمد - صلى الله عليه وآله -)، وكتب في آخر الكتاب (أعظم الله أجرك وأخلف عليك)، فولدت ولدا ميتا، وحملت بعد، فولدت غلاما. (3)

الخامس والستون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2586 / 68 - السيد المرتضى: عن بعض أصحابه - عليه السلام - قال: كتبت إليه - عليه السلام -: هل يحتلم الامام ؟ وقلت في نفسي بعد نفود الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله أولياءه من ذلك، فوقع - صلوات الله


(1) من الكافي. (2) عيون المعجزات: 135، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث: 2530 و 2531 عن الكافي وإعلام الورى. (3) عيون المعجزات: 135، وأخرجه في البحار: 16 / 356 ح 45 وج 23 / 311 ح 14 وج 50 / 289 وإثبات الهداة: 3 / 426 ح 97 عن كشف الغمة: 2 / 422.


[ 600 ]

عليه -: ([ حال) (1) الائمة في النوم مثل حالهم في اليقظة، لا يغير النوم شيئا منهم، وقد أعاذ الله أولياءه من زلة الشيطان كما حدثتك نفسك)، قال الله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) (2). (3)

السادس والستون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2587 / 69 - السيد المرتضى: عن على بن محمد بن الحسن قال: خرج السلطان يريد البصرة، فخرج أبو محمد - عليه السلام - يشيعه، فنظرنا إليه ماضيا معه - وكنا جماعة من شيعته -، فجلسنا بين الحائطين ننتظر رجوعه، فلما رجع - عليه السلام - وقف علينا، ثم مد يده إلى قلنسوته فاخذها عن راسه وأمسكها بيده، وأمر بيده الاخرى على راسه وضحك في وجه رجل منافق، فقال الرجل مبادرا: أشهد أنك حجة الله وخيرته، فسألناه ما شأنك ؟ فقال: كنت شاكا فيه وقلت في نفسي: إن رجع وأخذ في الطريق قلنسوته عن راسه قلت بامامته. (4)

السابع والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2588 / 70 - السيد المرتضى: قال: روى أنه - عليه السلام - لما حبسه


(1) من المصدر. (2) الحجر: 42 والاسراء: 65. (3) عيون المعجزات: 136، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2533 عن الكافي. (4) عيون المعجزات: 136، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 420 ح 70 عن كشف الغمة: 2 / 425، وفي البحار: 50 / 294 ح 68 عن الكشف والخرائج: 1 / 444 ح 26. ورواه في إثبات الوصية: 216.


[ 601 ]

المعتمد وحبس جعفرا أخاه معه، وكان المعتمد قد سلمهما في يد على بن جرين (1)، وكان المعتمد يسال عليا عن أخباره في كل وقت، فيخبره أنه يصوم النهار ويقوم الليل، فسأله يوما من الايام عن خبره، فاخبره بمثل ذلك، فقال المعتمد: إمض يا على الساعة إليه اقراه منى السلام وقل: إنصرف إلى منزلك مصاحبا. قال على بن جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا، فدخلت إليه - عليه السلام - فوجدته جالسا قد لبس طيلسانه وخفه وشاشيته (2)، ولما رانى نهض، فاديت إليه الرسالة فجاء وركب، فلما استوى على الحمار وقف، فقلت: ما وقوفك يا سيدى ؟ فقال: (حتى يخرج جعفر)، فقلت له: إنما أمرنى باطلاقك دونه، فقال لى: (ارجع إليه وقل له خرجنا من دار واحدة [ جميعا ] (3)، وإذا رجعت وليس هو معى كان في ذلك مالا خفاء به عليك)، فمضى وعاد وقال له: يقول لك: قد اطلقت جعفرا، فخلى سبيله ومضى معه إلى داره. (4)

الثامن والستون: خروجه - عليه اللام - من السجن وعوده إليه 2589 / 71 - السيد المرتضى: قال: وحدثني أبو التحف المصرى يرفع الحديث برجاله إلى أبى يعقوب إسحاق بن أبان - رض -


(1) كذا في إثبات الوصية، وفي الاصل: في يد على (حرين). (2) الشاشية: طربوش من جوخ أحمر، له شرابة صغيرة يلبسه الجنود المغاربة (المنجد). (3) من المصدر. (4) عيون المعجزات: 136 - 137، ورواه في إثبات الوصية: 215 - 216.


[ 602 ]

قال: كان أبو محمد - عليه السلام - يبعث إلى أصحابه وشيعته: صيروا إلى موضع كذا وكذا، وإلى دار فلان بن فلان العشاء والعتمة في ليلة كذا، فانكم تجدونى هناك، وكان الموكلون به لا يفارقون باب الموضع الذى حبس فيه - عليه السلام - بالليل والنهار، وكان يعزل في كل خمسة أيام الموكلين (به) (1) ويولى آخرين بعد أن يجدد عليهم الوصية بحظفه والتوفر على ملازمة بابه. فكان أصحابه وشيعته يصيرون إلى الموضع، وكان - عليه السلام - قد سبقهم إليه، فيرفعون حوائجهم إليه فيقضيها (2) لهم على منازلهم وطبقاتهم، وينصرفون إلى أماكنهم بالايات والمعجزات، وهو - عليه السلام - في حبس الاضداد. (3)

التاسع والستون: إخراج الروضات والبساتين 2590 / 72 - السيد المرتضى: قال: روى أن أحد أصحابه صار إليه وهو في الحبس وخلا به، فقال له: أنت حجة الله في أرضه وقد حبست في خان الصعاليك، فاشار بيده وقال - عليه السلام -: (انظر) فإذا حواليه روضات وبساتين وأنهار جارية، فتعجب الرجل، فقال - عليه السلام -: (حيث ما كنا هكذا لسنا في خان الصعاليك). (4)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فيقضى. (3) عيون المعجزات: 137 وعنه البحار: 50 / 304 ذح 80. (4) عيون المعجزات: 137.


[ 603 ]

 

السبعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2591 / 73 - السيد المرتضى: عن أحمد بن إسحاق بن مصقلة قال: دخلت على أبى محمد - عليه السلام - فقال لى: (يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب ؟) قلت: لما ورد الكتاب بخبر مولد سيدنا - عليه السلام - لم يبق منا رجل ولا إمراة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، قال - عليه السلام -: (أما علمتم أن الارض لا تخلو من حجة الله تعالى). (1)