الحادى والسبعون: علمه - عليه
السلام - بما يكون 2592 / 74 - السيد المرتضى: قال: أمر أبو محمد - عليه
السلام - والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين، وعرفها ما يناله في سنة
ستين، ثم سلم الاسم الاعظم والمواريث والسلاح إلى القائم الصاحب - عليه
السلام -، وخرجت ام أبى محمد - عليه السلام - إلى مكة، وقبض أبو محمد -
عليه السلام - في شهر ربيع الاخر سنة ستين ومائتين، ودفن بسر من راى إلى
جانب أبيه أبى الحسن - صلوات الله عليهما -، وكان [ من ] (2) مولده إلى
وقت مضيه - صلوات الله عليه - تسع وعشرون سنة. (3)
(1) عيون المعجزات: 138 وعنه البحار: 50 / 335 ح 13. ورواه في إثبات الوصية: 217.
(2) من المصدر. (3) عيون المعجزات: 138 وعنه البحار: 50 / 336 ذ ح 13.
[ 604 ]
الثاني والسبعون: إستجابة دعائه وعلمه - عليه السلام - بما يكون 2593 / 75
- في كتاب الرجال للنجاشي: قال: قال أبو محمد هارون بن موسى: قال أبو على
محمد بن همام: كتب أبى إلى أبى محمد الحسن بن على العسكري - عليه السلام -
يعرفه أنه ما صح له حمل بولد، ويعرفه أن له حملا ويساله أن يدعو الله في
تصحيحه وسلامته، وأن يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم، فوقع - عليه السلام -
على راس الرقعة بخط يده: (قد فعل [ الله ] (1) ذلك) وصح الحمل ذكرا. قال
هارون بن موسى: أرانى أبو على بن همام الرقعة والخط وكان محققا. (2)
الثالث والسبعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2594 / 76 - الكشى:
عن أبى على أحمد بن على بن كلثوم السرخسى قال: حدثنى إسحاق بن محمد بن
أبان البصري قال: حدثنى محمد بن الحسن بن شمون (3) أنه قال: كتبت إلى أبى
محمد - عليه السلام - أشكوا إليه الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد
الله - عليه السلام -:
(1) من المصدر
والبحار، وفيهما: فصح الحمل. (2) رجال النجاشي: 380 وعنه البحار: 50 / 301
ح 77. (3) في المصدر وكشف الغمة ميمون ولكن الصحيح، ما اثبتناه، إذ في
النجاشي والكشى طبع النجف: 448: شمون، ولم أجد في كتب الرجال ذكرا لمحمد
بن الحسن بن ميمون.
[ 605 ]
(الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا)،
فرجع الجواب: (إن الله عزوجل يمحص أوليائنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد
يعفو عن كثير، وهو كما حدثتك نفسك: الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا،
ونحن كهف لمن إلتجا إلينا ونور لمن استحضاء بنا [ وعصمة لمن اعتصم بنا ]
(1)، من أحبنا كان معنا في السنام الاعلى ومن انحرف عنا فالى النار). قال:
[ قال ] (2) أبو عبد الله - عليه السلام -: (تشهدون على عدوكم بالنار ولا
تشهدون لوليكم بالجنة ! ما يمنعكم من ذلك إلا الضعف). وقال محمد بن الحسن:
لقيت من علة عينى شدة، فكتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله أن يدعو
لى، فلما نفذ الكتاب قلت في نفسي: ليتنى كنت سألته أن يصف لى كحلا أكحلها،
فوقع بخطه: (يدعو لى بسلامتها إذ كانت إحديهما ذاهبة)، وكتب بعده: (أردت
أن أصف لك كحلا عليك بصبر (3) مع الاثمد وكافورا وتوتيا، فانه يجلو ما
فيها من الغشا وييبس الرطوبة)، قال: فاستعملت ما أمرنى [ به ] (4) فصحت
والحمد لله. (5)
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تصير. (4) من
المصدر والبحار. (5) إختيار معرفة الرجال: 533 ح 1018 وعنه البحار: 50 /
299 ذح 72 وح 73 وعن كشف الغمة: 2 / 421، وصدره في ج 72 / 44 ح 53 عنهما
وعن الخرائج 739 ح 54. وأورده صدره في مناقب آل أبى طالب: 4 / 435.
[ 606 ]
الرابع والسبعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وبالغائب 2595 / 77 -
ابن بابويه: عن على بن عبد الله الوراق، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
إسحاق بن سعد الاشعري قال: دخلت على أبى محمد الحسن بن على العسكري - عليه
السلام - وأنا اريد أن أساله عن الخلف من بعده، فقال لى مبتدءا: (يا أحمد
بن إسحاق إن الله تبارك و تعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم - عليه السلام -
ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه، به يدفع (1) البلاء
عن أهل الارض، وبه ينزل الغيث وبه يخرج نبات الارض). قال: فقلت له: يابن
رسول الله فمن الخليفة والامام بعدك ؟ فنهض - عليه السلام - مسرعا فدخل
البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث
سنين فقال: (يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما
عرضت عليك إبنى هذا، إنه سمى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكنيه،
الذى يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. يا أحمد بن إسحاق مثله
في هذه الامة مثل الخضر - عليه السلام -، و مثله مثل ذى القرنين، والله
ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله تعالى على القول
بامامته ووفق للدعاء بتعجيل فرجه). قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاى
فهل من علامة يطمئن إليها قلبى ؟ فنطق الغلام - عليه السلام - بلسان عربي
فصيح قال: (أنا بقية الله
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يرفع.
[ 607 ]
في أرضه والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عين [ يا أحمد بن
إسحاق ] (1). قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا، فلما كان من الغد عدت
إليه فقلت له: يابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت [ به ] (2) على فما
السنة الجارية فيه من الخضر وذى القرنين ؟ فقال: (طول الغيبة يا أحمد)،
فقلت له: يابن رسول الله وإن غيبته لتطول ؟ قال: (إى وربى حتى يرجع عن هذا
الامر أكثر القائلين به، فلا يبقى إلا من أخذ الله عزوجل عهده بولايتنا،
وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه. يا أحمد بن إسحاق: هذا أمر من [ أمر
] (3) الله وسر من سر الله و غيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من
الشاكرين [ تكن معنا غدا في عليين ] (4). (5)
الخامس والسبعون: علمه -
عليه السلام - بما يكون 2569 / 78 - عنه: قال: حدثنا أبو طالب المظفر بن
جعفر بن المظفر العلوى السمرقندى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود،
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5)
كمال الدين: 384 ح 1 وعنه إعلام الورى: 412 والبحار: 52 / 23 ح 16 وإثبات
الهداة: 3 / 479 ح 180 وتبصرة الولى: 138 ح 58. وأخرجه في كشف الغمة: 2 /
526 عن إعلام الورى، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع تبصرة الولى،
وياتى في المعجزة 20 من معاجز صاحب الزمان - عليه السلام -.
[ 608 ]
عن أبيه (1) محمد بن مسعود العياشي، عن آدم بن محمد البلخى، عن
على بن الحسين بن هارون الدقاق، عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن
إبراهيم بن مالك الاشتر، عن يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبى محمد الحسن
بن على - عليهما السلام - وهو جالس على دكان في الدار، وعن يمينه بيت عليه
ستر مسبل (2)، فقلت له: يا سيدى من صاحب هذا الامر ؟ فقال: إرفع الستر،
فرفعته فخرج إلينا غلام خماسى له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبينين
(3) أبيض الوجه، درى المقلتين [ شثن الكفين، معطوف الركبتين ] (4)، في خده
الايمن خال وفي راسه ذوابة، فجلس على فخذ أبى محمد - عليه السلام - ثم قال
لى: (هذا (هو) (5) صاحبكم)، ثم وثب، فقال له: (يا بنى ادخل إلى الوقت
المعلوم)، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لى: (يا يعقوب انظر [ من ]
(6) في البيت)، فدخلت فما رايت أحدا. (7)
(1) من المصدر. (2) مسبل: أي مرسل. (3) في المصدر والبحار والاعلام:
الجبين. (4) من المصدر والبحار وغيرهما، وشثن الكفين: غلظهما، ودرى
المقلتين: شدة بياض العين أو تلالو جميع الحدقة ومعطوف الركبتين أي كانتا
مائلتين إلى القدام (البحار). (5) ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر
والبحار وغيرهما. (7) كمال الدين: 407 ح 2 و 436 ح 5 وعنه إعلام الورى:
413 والخرائج: 2 / 958 - 959 ومنتخب الانوار المضيئة: 145 وإثبات الهداة:
3 / 480 ح 183 والبحار: 52 / 25 ح 17. =
[ 609 ]
السادس والسبعون: علمه - عليه السلام - بليلة مولد القائم - عليه السلام -
إبنه وعلمه - عليه السلام - بما في النفس 2597 / 79 - الشيخ الطوسى في
الغيبة: قال: أخبرني ابن أبى جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار
محمد بن الحسن القمى، عن أبى عبد الله المطهرى، عن حكيمة بنت محمد بن على
الرضا - عليه السلام - قالت: بعث إلى أبو محمد - عليه السلام - سنة خمس
وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: (يا عمة إجعلى الليلة إفطارك عندي
فان الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدى). قالت حكيمة:
فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي [ على ] (1)، وخرجت من ساعتي حتى
انتهيت إلى أبى محمد - عليه السلام - وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله،
فقلت: جعلت فداك يا سيدى ! الخلف ممن هو ؟ قال: (من سوسن)، فادرت طرفي
فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن. قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب
والعشاء [ الاخرة ] (2) أتيت بالمائدة، فافطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت
واحد، فغفوت
= وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 527 عن الاعلام، وياتى في المعجزة: 16 من معاجز صاحب الزمان - عليه السلام -. (1 و 2) من المصدر.
[ 610 ]
غفوة (1) ثم استيقظت، فلم أزل متفكرة (2) فيما وعدني أبو محمد - عليه
السلام - من أمر ولى الله - عليه السلام -، فقمت قبل الوقت الذى كنت أقوم
في
كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة
وخرجت (فزعة) (3) وأسبغت الوضوء، ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى
الوتر، فوقع في قلبى أن الفجر قد قرب، فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد
طلع، فتداخل قلبى الشك من وعد أبى محمد - عليه السلام -، فناداني [ من
حجرته ] (4) (لا تشكى فانك بالامر الساعة قد رايته إن شاء الله تعالى).
قالت حكيمة: فاستحييت من أبى محمد - عليه السلام - ومما وقع في قلبى،
ورجعت إلى البيت وأنا خجلة، وسياتى هذا الحديث بطوله وما في معنى ذلك من
الاحاديث في ميلاد القائم - عليه السلام - في الباب الثاني عشر إن شاء
الله تعالى. (5)
السابع والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2598 / 80
- ابن بابويه: باسناده، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزارى قال: حدثنى
معاوية بن حكيم، ومحمد بن أيوب بن نوح، و
(1) غفوت غفوة: أي نمت نومة خفيفة (النهاية). (2) في المصدر والبحار:
مفكرة. (3) ليس في البحار. (4) من المصدر والبحار، وفيهما: وكانك بالامر.
(5) غيبة الطوسى: 234 ح 204، وقد ياتي بكامل تخريجاته في المعجزة. من
معاجز صاحب الزمان - عليه السلام -.
[ 611 ]
محمد بن عثمان العمرى - رضى الله عنه - قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن
بن على - عليهما السلام - [ إبنه ] (1) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا،
فقال: (هذا إمامكم من بعدى وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدى
فتهلكوا في أديانكم، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا)، قالوا: فخرجنا من
عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد - صلوات الله عليه -. (2)
الثامن والسبعون: علمه - عليه السلام - باجله وما يكون 2599 / 81 - ابن
بابويه: قال: حدثنا أبو الأديان قال: كنت أخدم الحسن بن على بن محمد بن
على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - صلوات
الله عليهم - وأحمل كتبه إلى الامصار، فدخلت عليه في علته التى توفى فيها
- صلوات الله عليه - فكتب معى كتبا و قال: (إمض بها إلى المدائن، فانك
ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من راى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في
دارى وتجدنى على المغتسل). قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدى فإذا كان ذلك
فمن ؟ (قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم [ من ] (3) بعدى)، فقلت:
زدنى، فقال:
(1) من البحار وإعلام الورى. (2) كمال الدين: 435 ح 2 وعنه إعلام الورى:
414 وإثبات الهداة: 3 / 485 ح 204 و البحار: 52 / 25 ح 19. وأخرجه في كشف
الغمة: 2 / 527 عن إعلام الورى. (3) من المصدر.
[ 612 ]
(من يصلى على فهو القائم بعدى)، فقلت: زدنى، فقال: (من أخبرك بما في
الهميان فهو القائم بعدى)، ثم منعتني هيبته أن أساله عما في الهميان.
وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سر من راى يوم الخامس عشر
كما ذكر (1) لى - عليه السلام -، فإذا أنا بالواعية في داره (وإذا به على
المغتسل) (2)، وإذا أنا بجعفر بن على أخيه بباب الدار والشيعة [ من ] (3)
حوله يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الامام فقد بطلت الامامة
(4)، لانى كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور، فتقدمت
فعزيت وهنيت فلم يسالنى عن شئ، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدى قد كفن أخوك فقم
للصلاة (5) عليه، فدخل جعفر بن على (ليصلى) (6) والشيعة من حوله يقدمهم
السمان والحسن بن على قتيل المعتصم المعروف بسلمة. فلما صرنا بالدار إذا
نحن بالحسن بن على - صلوات الله عليه - على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر بن على
ليصلى على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج
(1) في البحار: كما قال لى. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر. (4) كذا في
المصدر والخرائج ومنتخب الانوار المضيئة والثاقب في المناقب، وفي البحار،
حالت الامامة، وفي الاصل: خالف الامام. (5) في المصدر: وصل عليه. (6) ليس
في المصدر والبحار.
[ 613 ]
صبى بوجهه
سمرة، بشعره قطط، باسنانه تفليج، فجذب (1) رداء جعفر ابن على وقال: (يا عم
تأخر فانا أحق بالصلاة على أبى)، فتأخر جعفر وقد اربد وجهه [ واصفر ] (2).
فتقدم الصبى فصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه - عليهما السلام -، ثم قال:
(يا بصرى هات جوابات الكتب التى معك)، فدفعتها إليه [ فقلت في نفسي ] (3)
هذه إثنتان بقى الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن على و هو يزفر، فقال له حاجز
الوشا: يا سيدى من الصبى لنقيم عليه الحجة ؟ فقال: والله ما رايته قط ولا
أعرفه (4)، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن على - صلوات
الله عليه - فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي ؟ فاشار الناس إلى جعفر بن على،
فسلموا عليه وعزوه وهنوه وقالوا: إن معنا كتبا ومالا، فتقول (5): ممن
الكتب ؟ وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: يريدون [ منا ] (6) أن نعلم
الغيب. قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان [ وفلان ] (7)
(1) في المصدر والبحار: فجبذ وهو بمعنى جذب. (2) من المصدر، واربد وجهه:
أي تغير إلى الغبرة (النهاية). (3) من المصدر والبحار، وفي المصدر: هذه
بينتان. (4) كذا في المصدر والخرائج ومنتخب الانوار المضيئة والثاقب، وفي
الاصل والبحار: ولا عرفته. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقال.
(6) من المصدر والبحار. (7) من المصدر والخرائج.
[ 614 ]
وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا [ إليه ] (1) الكتب
والمال وقالوا: الذى وجه بك لاجل ذلك هو الامام. فدخل جعفر بن على على
المعتمد وكشف له ذلك، فوجه
المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية و طالبوها بالصبى فانكرته وادعت
حملا بها لتغطى حال الصبى، فسلمت إلى ابن أبى الشوارب القاضى، وبغتهم موت
عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجاة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك
عن الجارية، فخرجت عن أيديهم، والحمد لله رب العالمين لا شريك له. (2)
التاسع والسبعون: خبر الفصد 2600 / 82 - الراوندي: قال: حدث نصراني متطبب
بالرى وقد أتى عليه مائة سنة ونيف وقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل
وكان يصطفيني (3)، فبعث إليه الحسن بن على العسكري - عليه السلام - أن
يبعث إليه باخص أصحابه عنده ليفصده، فاختارني وقال: قد طلب منى ابن الرضا
- عليه السلام - من يفصده فصر إليه، وهو أعلم في يومنا هذا
(1) من المصدر. (2) كمال الدين: 475 وعنه الخرائج: 3 / 1101 ح 23 ومنتخب
الانوار المضيئة: 157 - 159 وإثبات الهداة: 3 / 411 ح 42 و 485 ح 206 و
672 ح 42 والبحار: 50 / 332 ح 4 وج 52 / 67 ح 53. وأورده في الثاقب في
المناقب: 607 ح 2، وياتى في المعجزة: 17 من معاجز صاحب الزمان - عليه
السلام -. (3) أي يختارني.
[ 615 ]
بمن [
هو ] (1) تحت السماء، فاحذر أن تعترض عليه فيما يامرك به، فمضيت إليه فامر
بى إلى حجرة، وقال: كن هيهنا إلى أن أطلبك. قال: وكان الوقت الذى دخلت
إليه فيه عندي جيدا محمودا
للفصد، فدعاني في وقت غير محمود [ له ] (2) وأحضر طشتا (كبيرا) (3) عظيما،
ففصدت الاكحل، فلم يزل الدم يخرج حتى المتلا الطشت، ثم قال لى: (إقطع
(الدم) (4) فقطعته، وغسل يده وشدها وردنى إلى الحجرة، وقدم من الطعام
الحار والبارد شئ كثير، وبقيت إلى العصر، ثم دعاني فقال: (سرح)، ودعا بذلك
الطشت، فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلا الطشت، فقال: (إقطع)، فقطعت وشد يده
وردنى إلى الحجرة، فبت فيها. فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحظر ذلك
الطشت و قال: (سرح)، فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن إمتلا
الطشت، ثم قال: (إقطع) فقطعت وشد يده، وقدم إلى تخت (5) ثياب وخمسين
دينارا وقال: خذ هذا وأعذر وانصرف، فاخذت (ذلك) (6) وقلت: يامرني السيد
بخدمة ؟ قال: (نعم، تحسن صحبة من يصحبك
(1) من البحار، وفي البحار: 62: ممن. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في
المصدر والبحار، والاكحل: عرق الذراع يفصد. (4) ليس في المصدر والبحار،
وفيهما: فقطعت. (5) كذا في المصدر والبحار: 62، وفي الاصل: وتقدم لى بتخت،
وفي البحار: 50: و قدم لى بتخت. (6) ليس في المصدر والبحار: وفي المصدر:
خذها وأعذر.
[ 616 ]
من دير العاقول) (1).
فصرت إلى بختيشوع، وقلت له القصة، فقال: أجمعت الحكماء
على أن أكثر ما يكون في بدن الانسان سبعة أمنان من الدم، وهذا الذى حكيت
لو خرج من عين ماء لكان عجبا، وأعجب ما فيه اللبن، ففكر ساعة، ثم مكثنا
ثلاثة أيام بلياليها نقرا الكتب على أن نجد في لهذه الفصدة ذكرا في العالم
فلم نجد، ثم قال (لى) (2): لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب
بدير العاقول. فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى، فخرجت وناديته، فاشرف على
وقال: من أنت ؟ قلت: صاحب بختيشوع، قال: معك (3) كتابه ؟ قلت: نعم، فارخى
لى زبيلا، فجعلت الكتاب فيه، فرفعه فقرا الكتاب ونزل من ساعته فقال: أنت
الذى فصدت الرجل ؟ قلت: نعم، قال: طوبى لامك ! وركب بغلا وسرنا (4)،
فوافينا (سر من راى) وقد بقى من الليل ثلثه، قلت: أين تحب دار استاذنا أو
دار الرجل ؟ (قال: دار الرجل) (5)، فصرنا إلى بابه قبل الاذان [ الاول ]
(6)، ففتح الباب وخرج
(1) دير العاقول: بين مدائن والنعمانية، وبينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخا
(معجم البلدان). (2) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: لم تبق. (3) في
المصدر: أمعك، والزبيل، كامير وسكين وقد يفتح: القفة أو الجراب أو الوعاء.
(4) كذا في المصدر والبحار: 62، وفي الاصل والبحار: 50: ومر. (5) ليس في
البحار: 50، وفي المصدر والبحار: 62: أم دار الرجل. (6) من المصدر
والبحار: 62، وفي البحار: 50: غلام أسود.
[ 617 ]
إلينا خادم أسود، وقال: أيكما راهب دير العاقول ؟ فقال (الراهب) (1): أنا
جعلت فداك، فقال: انزل، وقال لى الخادم: احتفظ بالبغلين، وأخذ
بيده ودخلا. فاقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار، ثم خرج الراهب وقد رمى
ثياب الرهبانية ولبس ثيابا بيضا وأسلم، فقال: خذنى الان إلى دار استاذك.
فصرنا إلى باب بختيشوع، فلما راه بادر يعدو إليه ثم قال: ما الذى أزالك عن
دينك ؟ قال: وجدت المسيح، فاسلمت على يده، قال: وجدت المسيح ؟ ! قال:
(نعم) (2) أو نظيره [ فان هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح،
وهذا نظيره ] (3) في آياته وبراهينه، ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلى أن
مات. (4)
الثمانون: خبر ابن الشريف 2601 / 83 - ثاقب المناقب والراوندي:
روى أحمد بن محمد، وعن جعفر بن الشريف الجرجاني قال: حججت سنة، فدخلت على
أبى محمد - عليه السلام - بسر من راى، وقد كان أصحابنا حملوا معى شيئا من
المال، فاردت أن أساله إلى من أدفعه ؟ فقال قبل أن قلت له
(1) ليس في المصدر والبحار، وفي الاصل: أيكما صاحب دير العاقول ؟ (2) ليس
في المصدر والبحار، وفي البحار: 62: ونظيره. (3) من المصدر والبحار. (4)
الخرائج: 1 / 422 ح 3 وعنه البحار: 50 / 260 ح 21 وج 62 / 132 ح 102 وفي
إثبات الهداة: 3 / 417 ح 63 والوسائل: 12 / 75 ح 2 مختصرا.
[ 618 ]
[ ذلك ] (1): (إدفع ما معك إلى المبارك خادمي) قال: ففعلت وخرجت وقلت: إن
شيعتك بجرجان يقراون عليك السلام. قال: (أو لست منصرفا بعد فراغك من الحج
؟) قلت: بلى.
قال: (فانك تصير إلى جرجان من يومك هذا إلى مائة وسبعين يوما، وتدخلها يوم
الجمعة لثلاث [ ليال ] (2) مضين من شهر ربيع الاخر في أول النهار، فاعلمهم
أنى اوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار، فامض [ راشدا ] (3)، فان الله
سيسلمك ويسلم ما معك، فتقدم على أهلك وولدك، ويولد لولدك الشريف ابن، فسمه
الصلت بن الشريف بن جعفر ابن الشريف، وسيبلغ الله به، ويكون من أوليائنا).
فقلت: يا بن رسول الله إن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني (4) - وهو من شيعتك
- كثير المعروف إلى أوليائك، يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة
ألف درهم، وهو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان. فقال: (شكر الله لابي
إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صنيعته إلى شيعتنا وغفر له ذنوبه، ورزقه ذكرا
سويا قائلا بالحق، فقل له: يقول لك الحسن بن على - عليه السلام - سم إبنك
أحمد)، فانصرفت من عنده وحججت وسلمنى الله تعالى حتى وافيت جرجان في يوم
الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الاخر على ما ذكره (5) - عليه السلام -،
وجاءني
(1) من المصدر والبحار. (2 و 3) من المصدرين والبحار، وفي الخرائج
والبحار: يمضين. (4) هو الخلنجى أبو إسحاق، والخلنجى نسبة إلى الخلنج
(تنقيح المقال). (5) في المصدرين: ذكر.
[ 619 ]
أصحابنا يهنئونى، فاعلمتهم (1) إن الامام وعدني أن يوافيكم في آخر هذا
اليوم، فتاهبوا لما تحتاجون إليه، وأعدوا مسائلكم وحوائجكم كلها، فلما
صلوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في دارى، فوالله ما شعرنا
إلا وقد وافانا أبو محمد - عليه السلام -، فدخل إلينا ونحن مجتمعون، فسلم
هو أولا علينا، فاستقبلناه وقبلنا يده. ثم قال: (إنى كنت وعدت جعفر بن
الشريف أن اوافيكم في آخر هذا اليوم، فصليت الظهر والعصر بسر من راى وسرت
إليكم لاجدد بكم عهدا، وها أنا قد جئتكم الان، فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم
كلها) فاول من انتدب لمسالته (2) النضر بن جابر، قال: يابن رسول الله إن
إبنى جابر اصيب ببصره منذ أشهر، فادع الله له أن يرد عليه عيينه، قال:
(فهاته) (فحضر) (3) فمسح بيده على عينيه فعاد بصيرا، ثم تقدم رجل فرجل
يسالونه حوائجهم [ وأجابهم ] (4) إلى كل ما سألوه حتى قضى حوائج الجميع
ودعا لهم بخير، وانصرف من يومه ذلك. (5)
(1) كذا في المصدرين، وفي الاصل والبحار: فوعدتهم. (2) كذا في الاصل وكشف
الغمة، وفي الخرائج: لمسائلته، وفى الثاقب: إبتدا بالمسائل النصر، وفي
البحار: إبتدا المسألة. (3) ليس في المصدرين والبحار. (4) من المصدرين
والثاقب والكشف والبحار إلا أن في الثاقب والكشف: فأجابهم. (5) الخرائج: 1
/ 424 ح 4، الثاقب في المناقب: 214 ح 18. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 427 -
428 والبحار: 50 / 262 ح 22 وإثبات الهداة: 3 / 418 ح 64 عن الخرائج، وفي
الصراط المستقيم: 2 / 206 ح 3 عن الخرائج مختصرا.
[ 620 ]
الحادى والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2602 / 84 - الراوندي: عن
على بن زيد بن على [ بن الحسين بن زيد بن على ] (1) قال: صحبت أبا محمد -
عليه السلام - من دار العامة إلى
منزله. فلما صار إلى الدار وأردت الانصراف قال: (أمهل) فدخل، ثم أذن لى،
فدخلت فاعطاني مائة دينار وقال: (اصرفها (2) في ثمن جارية فان جاريتك
فلانة ماتت). وكنت خرجت من المنزل وعهدي بما أنشط ما كانت، فمضيت فإذا
الغلام قال: ماتت جاريتك فلانة الساعة ! قلت: ما حالها ؟ قال: شربت ماء،
فشرقت، فماتت. (3)
الثاني والثمانون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2603
/ 85 - الراوندي: قال: روى أبو سليمان داود بن عبد الله قال: حدثنا
المالكى، عن ابن الفرات، قال: كنت بالعسكر قاعدا (مفكرا) (4) في الشارع،
وكنت أشتهى الولد شهوة شديدة، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - فارسا. فقلت
ترى أنى ارزق ولدا ؟ فقال:
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والكشف: صيرها. (3) الخرائج: 1 /
426 ح 5 وعنه كشف الغمة: 2 / 428 وإثبات الهداة: 3 / 419 ح 65، وفي
البحار: 50 / 264 ح 23 عنه وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 431 مختصرا. وأورده
في الثاقب في المناقب: 216 ح 19. (4) ليس في المصدر والبحار، وفي الاصل:
ابن الفرار، وما أثبتناه من المصدر والبحار.
[ 621 ]
[ براسه ] (1) (نعم). فقلت: ذكرا ؟ فقال [ براسه ] (2): (لا). فرزقت إبنة.
(3)
الثالث والثمانون: خبر الراهب في الاستسقاء 2604 / 86 - ثاقب المناقب
والراوندي: قالا: روى عن على بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس بسر من راى
في زمن الحسن الاخير - عليه السلام -، فامر الخليفة الحاجب وأهل المملكة
أن يخرجوا إلى
الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون ويدعون فماسقوا،
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء ومعه النصارى والرهبان، وكان
فيهم راهب، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر، [ وخرج في اليوم الثاني فهطلت
السماء بالمطر ] (4)، فشك أكثر الناس وتعجبوا وصبوا إلى (دين) (5)
النصرانية، فانفذ الخليفة إلى الحسن - عليه السلام -: وكان محبوسا،
فاستخرجه من حبسه وقال: إلحق امة جدك فقد هلكت. فقال له: (إنى خارج في
الغد، ومزيل الشك إن شاء الله)، فخرج الجاثليق في يوم الثالث والرهبان
معه، وخرج الحسن - عليه السلام - في نفر من أصحابه، فلما بصر بالراهب -
وقد مد يده - أمر بعض مماليكه أن
(1 و 2) من المصدر والبحار وإثبات الوصية والكشف، وفيهما: فولدت لى إبنة.
(3) الخرائج: 1 / 438 ح 16 والبحار: 50 / 268 ح 30 والصراط المستقيم: 2 /
207 ح 11. ورواه في إثبات الوصية: 217 والهداية الكبرى: 96 (مخطوط) وكشف
الغمة: 2 / 426. (4) من المصدرين. (5) ليس في الخرائج، وصبوا أي مالوا.
[ 622 ]
يقبض على يده اليمنى وياخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبابته
(والوسطى) (1) عظما أسود، فاخذه الحسن - عليه السلام - بيده ثم قال [ له ]
(2): (استسق الان) فاستسقى، وكانت السماء متغيمة (3) فتقشعت وطلعت الشمس
بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد ؟ قال - عليه السلام -:
(هذا رجل مر بقبر نبى من أنبياء [ الله ] (4)، فوقع في
يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبى إلا هطلت السماء بالمطر). (5)
الرابع
والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2605 / 87 - ثاقب المناقب
والراوندي: قالا: روى أبو سليمان قال: حدثنا أبو القاسم بن أبى حليس (6)
قال: كنت أزور العسكر في شعبان في أوله، ثم أزور الحسين - عليه السلام -
في النصف، فلما كان في سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان، وظننت أنى لا
أزوره في
(1) ليس في البحار والثاقب، وفيهما: سبابيته. (2) من الخرائج والبحار. (3)
في البحار: متغيما، وفي الثاقب: مغيمة. (4) من الخرائج والكشف. (5)
الخرائج: 1 / 441 ح 23، الثاقب في المناقب: 575 ح 7. وأخرجه في كشف الغمة:
2 / 429 وإثبات الهداة: 3 / 419 ح 68 عن الخرائج، وفي البحار: 50 / 270 ح
37 عن الخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 425 مختصرا، وله تخريجات اخر من
ارادها فليراجع الخرائج. (6) كذا في الخرائج، وفي الاصل والثاقب: أبو
القاسم الحليسى، وفي البحار والاثبات أبو القاسم الحبشى.
[ 623 ]
شعبان، فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، وخرجت إلى العسكر،
وكنت إذا وافيت العسكر اعلمهم (1) برقعة أو رسالة. فلما كان في هذه المرة
قلت: أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، وقلت لصاحب المنزل: احب أن لا
تعلمهم بقدومى، فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين وهو يبتسم
متعجبا ويقول:
بعث إلى بهذين الدنيارين وقيل [ لى ] (2): (ادفعهما إلى الحليسى وقل له:
من كان في طاعة الله كان الله في حاجته). (3)
الخامس والثمانون: علمه -
عليه السلام - بما في النفس وبالغائب 2606 / 88 - الراوندي: قال: روى عن
على بن زيد بن على بن الحسين بن زيد قال: دخلت يوما على أبى محمد - عليه
السلام - وإنى جالس عنده، إذ ذكرت منديلا كان معى فيه خمسون دينارا، فقلقت
لها وما تكلمت (4) بشئ ولا أظهرت ما خطر ببالى، فقال أبو محمد - عليه
السلام -: (لا باس هي مع أخيك الكبير، سقطت منك حين نهضت فاخذها وهى
محفوظة معه إن شاء الله) فاتيت المنزل فردها إلى أخى. (5)
(1) في الثاقب والبحار: أعلمتهم، وفي الخرائج: برسالة. (2) من البحار
والثاقب والخرائج، وفي البحار والاثبات: الحبشى. (3) الخرائج: 1 / 443 ح
24، الثاقب في المناقب: 569 ح 13. وأخرجه في البحار: 50 / 271 ح 38 وإثبات
الهداة: 3 / 620 ح 69، وفي البحار: 51 / 331 ح 56 عن كمال الدين: 493 ح
18. (4) في المصدر: ولم أتكلم، وقلق: إضطرب وانزعج. (5) الخرائج والجرائح:
1 / 444 ح 27 وعنه إثبات الهداة: 3 / 420 ح 71 والبحار: 50 / =
[ 624 ]
السادس والثمانون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وبالغائب 2607 / 89
- الراوندي: قال: روى عن أبى بكر الفهفكى (1) قال: أردت الخروج من سر من
راى لبعض الامور وقد طال مقامي بها، فغدوت يوم الموكب وجلست في شارع أبى
قطيعة بن داود، إذ طلع أبو محمد - عليه السلام - يريد دار العامة، فلما
رايته قلت في نفسي: [ أقول
له ] (2): يا سيدي إن كان الخروج عن سر من راى خيرا لى، فاظهر التبسم في
وجهى، فلما دنا منى تبسم تبسما بينا [ جيدا ] (3)، فخرجت من يومى، فاخبرني
أصحابنا أن غريما لك له عندك مال، قد يطلبك فلم يجدك، ولو ظفر بك لهتكك،
وذلك أن (4) ماله لم يكن عندي شاهد. (5)
السابع والثمانون: علمه - عليه
السلام - بما في النفس 2608 / 90 - الراوندي: قال: روى عن محمد بن عبد
العزيز
= 272 ح 40 وعن كشف الغمة: 2 / 425، وفي الصراط المستقيم: 2 / 208 ح 17 عن
الخرائج مختصرا. (1) هو: ابن أبى طيفور المتطبب، من أصحاب الهادى - عليه
السلام - (رجال الشيخ). (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) كذا في الاصل
والاثبات إلا أن في الاثبات: لقتلك بدل (لهتكك)، وفي المصدر: أن غريما لى
كان له عندي مال قدم يطلبني، ولو ظفر به لهتلكنى لان، وفي البحار: أن
غريما كان له عندي مال قدم يطلبني، ولو ظفر بى يهتكني لان. (5) الخرائج
والجرائح: 1 / 446 ح 30 وعنه إثبات الهداة: 3 / 420 ح 72 والبحار: 50 /
273 ح 42.
[ 625 ]
البلخى قال: أصبحت يوما
فجلست في شارع الغنم، فإذا بابى محمد - عليه السلام - قد أقبل من منزله
يريد دار العامة، فقلت في نفسي: إن صحت يا أيها الناس هذا حجة الله عليكم
فاعرفوه يقتلوني ؟ فلما دنا منى أوما إلى باصبعه السبابة [ على فيه ] (1)
أن اسكت !، ورايته تلك الليلة يقول: (إنما هو الكتمان أو القتل، فاتق [
الله ] (2) على نفسك). (3)
الثامن والثمانون: علمه - عليه السلام - بما
يكون وبالغائب
2609 / 91 - الراوندي: عن عمر بن أبى مسلم قال: كان سميع المسمعى يوذينى
كثيرا ويبلغني عنه ما أكره (4)، وكان ملاصقا لداري، فكتبت إلى أبى محمد -
عليه السلام - أساله الدعاء بالفرج منه، فرجع الجواب: (الفرج قريب (5)،
يقدم عليك مال من ناحية فارس)، وكان لى بفارس إبن عم تاجر لم يكن له وارث
غيرى، فجائني ماله بعد ما مات بايام يسيرة. ووقع في الكتاب: (إستغفر الله
وتب إليه مما تكلمت به)، وذلك
(1) من المصدر والبحار، وفي إثبات الوصية: ووضعها على فيه أن اسكت، فاسرعت
إليه حتى قبلت رجله، فقال لى: أما إنك لو أذعت لملت، ورايته. (2) من
المصدر والبحار. (3) الخرائج: 1 / 447 ح 32 وعنه إثبات الهداة: 3 / 421 ح
73 والبحار: 50 / 290 ذح 63 وعن كشف الغمة: 2 / 422. وأخرجه وفي مستدرك
الوسائل: 9 / 72 ح 8 عن إثبات الوصية: 213 - 214. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل والاثبات: أكثر. (5) في المصدر: والاثبات الفرج سريع،
وفي البحار: أبشر بالفرج سريعا.
[ 626 ]
أنى [ كنت ] (1) يوما مع جماعة من النصاب، فذكروا آل أبى طالب حتى ذكروا
مولاى، فخضت معهم لتضعيفهم أمره، فتركت الجلوس مع القوم، وعلمت أنه أراد
ذلك. (2)
التاسع والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2610 / 92 -
الراوندي: روى الحجاج بن يوسف العبدى قال: خلفت إبنى بالبصرة عليلا وكتبت
إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله
الدعاء لابنى. فكتب الجواب (3): (رحم الله إبنك إنه كان مومنا). قال
الحجاج: فورد على كتاب من البصرة أن إبنك (4) مات في ذلك اليوم الذى كتب [
إلى ] (5) أبو محمد - عليه السلام - بموته. (6)
التسعون: علمه - عليه
السلام - بما يكون 2611 / 93 - الراوندي: قال: قال [ أبو ] (7) القاسم
الهروي: خرج
(1) من المصدر والبحار والاثبات. (2) الخرائج: 1 / 447 ح 33 وعنه إثبات
الهداة: 3 / 421 ح 74 والبحار: 50 / 273 ح 43. وأخرجه في إثبات الهداة: 3
/ 426 ح 98 والبحار: 50 / 289 عن كشف الغمة: 2 / 422 مختصرا. (3) في
المصدر والبحار: فكتب إلى. (4) في المصدر والبحار إن إبنى. (5) من المصدر
والبحار. (6) الخرائج: 1 / 448 ح 34 وعنه إثبات الهداة: 3 / 421 ح 75
والبحار: 50 / 274 ح 44 وعن كشف الغمة: 2 / 422. ورواه في إثبات الوصية:
213. (7) من المصدر والبحار.
[ 627 ]
توقيع من أبى محمد - عليه السلام - إلى بعض بنى أسباط، قال: كتبت إلى
الامام - عليه السلام - اخبره [ من ] (1) إختلاف الموالى وأساله إظهار
دليل. فكتب إلى (2): (إنما خاطب الله العاقل، وليس أحد ياتي باية أو يظهر
دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين - صلى الله عليه وآله
-، فقالوا: كاهن وساحر وكذاب ! وهدى الله من اهتدى، غير أن الادلة يسكن
إليها كثير من الناس، وذلك أن الله ياذن لنا فنتكلم ويمنع
فنصمت، ولو أحب الله أن لا يظهر حقنا ما بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين
يصدعون بالحق في حال الضعف والقوة، وينطقون في أوقات ليقضى الله أمره
وينفذ حكمه. والناس على طبقات مختلفين شتى، والمستبصر على سبيل نجاة متمسك
بالحق، فيتعلق بفرع أصيل غير شاك ولا مر تاب لا يجد عنه ملجا، وطبقة لم
تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه. وطبقة
استحوذ (3) عليهم الشيطان، شانهم الرد على أهل الحق ودفع الحق بالباطل
حسدا من [ عند ] (4) أنفسهم. فدع من ذهب يمينا وشمالا كالراعي إذا أراد أن
يجمع غنمه جمعها بادون السعي، ذكرت ما اختلف فيه موالى، فإذا كانت الوصية
(1) من المصدر والبحار: 2، وفي كشف الغمة والبحار ج 50: عن. (2) كذا في
المصدر والبحار ج 50: والكشف، وفي الاصل: وكان يتضمن توقيعه بدل (فكتب
إلى)، وفي البحار: 2 فكتب إنما. (3) استحوذ عليه: غلبه واستولى عليه. (4)
من المصدر والبحار.
[ 628 ]
والكبر فلا
ريب، ومن جلس مجالس الحكم فهو أولى بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت، واياك
والاذاعة وطلب الرئاسة، فانهما يدعوان إلى الهلكة، ذكرت شخوصكم إلى فارس
فاشخص [ خار الله لك ] (1)، وتدخل مصر إن شاء الله آمنا، واقرا من تثق به
من موالى السلام، ومر هم بتقوى الله العظيم واداء الامانة، وأعلمهم أن
المذيع علينا سرنا
حرب لنا). [ قال ] (2) فلما قرات: (وتدخل مصر) لم أعرف له معنى، فقدمت (3)
بغداد وعزيمتي الخروج إلى فارس، فلم يتهيا لى ذلك (4)، وخرجت إلى مصر،
فعرفت أن الامام - عليه السلام - عرف أنى لا اخرج إلى فارس. (5)
الحادى
والتسعون: إعظام الحيوانات لقبورهم 2612 / 94 - قال الراوندي: ومن معجزاته
- عليه السلام - أن قبور
(1) من المصدر والكشف والبحار: 50، وفي البحار ج 2: فاشخص عافاك الله
خارالله لك أي جعل الله لك في شخوصك خيرا. (2) من المصدر والكشف والبحار:
50. (3) في المصدر والبحار: 2 وقدمت. (4) في المصدر والبحار ج 2: فلم
يتهيا لى الخروج إلى فارس. (5) الخرائج: 1 / 449 ح 35 وعنه البحار: 2 /
181 ح 4، وفي البحار: 50 / 296 ح 70 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 416 - 417،
وفي إثبات الهداة: 3 / 421 ح 76 عنهما مختصرا. ورواه في إثبات الوصية: 210.
[ 629 ]
الخلفاء من بنى العباس بسر من راى عليها من ذرق الخفافيش والطيور مالا
يحصى فيه وينقى (1) منها كل يوم، ومن الغد تعود القبور مملوءة ذرقا، ولا
يرى على راس قبة العسكريين ولا على بابها ذرق طير (2) فضلا على قبورهم،
إلهاما للحيوانات إجلالا لهم - صلوات الله عليهم أجمعين -. (3)
الثاني
والتسعون: علمه - عليه السلام - بما يكون وبالغائب
2613 / 95 - الراوندي: قال: روى عن على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
عيسى بن صبيح قال: دخل الحسن العسكري - عليه السلام - علينا الحبس، وكنت
به عارفا، فقال لى: (لك خمس وستون سنة وشهر ويومان)، وكان معى كتاب دعاء
وعليه تاريخ مولدي، وإنى نظرت فيه فكان كما قال، ثم قال: (هل رزقت من ولد
؟) قلت: لا، فقال: (اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد). ثم
تمثل - عليه السلام - (وقال) (4): (من كان ذا عضد يدرك ظلامته إن الذليل
الذى ليست له عضد) (5)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاثبات: وتنقى، وفي الاصل: وينفى. (2)
كذا في الاصل والاثبات، وفي المصدر والبحار: ولا على قباب مشاهد أبائهما -
عليهم السلام -. (3) الخرائج والجرائح: 1 / 453 ح 40 وعنه إثبات الهداة: 3
/ 422 ح 77 والبحار: 50 / 275 ح 47. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) نسب
ابن قتيبة هذا البيت في عيون الاخبار: 3 / 5 إلى عمرو بن حبيب الثقفى
وأضاف =
[ 630 ]
فقلت له: ألك ولد ؟ قال:
إى والله سيكون لى ولد يملا الارض قسطا وعدلا فاما الان فلا. ثم تمثل
(وقال) (1): لعلك يوما أن تراني كانما بنى حوالى الاسود اللوابد (2) فان
تميما قبل أن يلد الحصى (3)
أقام زمانا وهو في الناس واحد (4)
الثالث والتسعون: علمه - عليه السلام -
بما في النفس 2614 / 96 - الراوندي وغيره: قال الراوندي: قال أبو هاشم:
قلت
= إليه: تنبو يداه إذا ما قل ناصره و يانف الضيم إن أثرى له عدد (تنبو أي
تضعف) وأورد هما ابن عبد ربه في العقد الفريد: 2 / 440 - 441 (ط بيروت
1403). (1) ليس في المصدر والبحار. (2) اللابد، الاسد: جمعها: اللوابد
(القاموس المحيط). (3) المراد بتميم هنا هو تميم بن مربن اد، وتنسب إليه
واحدة من أكبر القبائل العربية. قال ابن حزم الاندلسي في جمهرة أنساب
العرب: 207: وهولاء بنو تميم بن مر بن اد. وهم قاعدة من أكبر قواعد العرب.
والحصى: العدد الكثير، تشبيها بالحصى من الحجارة في الكثر، قال الاعشى:
ولست بالاكثر منهم حصى وانما العزة للكاثر ويقال: نحن أكثر منهم حصى. أي
عددا (لسان العرب). (4) الخرائج: 1 / 478 ح 19 وعنه إثبات الهداة: 3 / 422
ح 78 والبحار: 50 / 275 ح 48 وج 51 / 162 ح 15 والوسائل: 15 / 99 ح 2.
وأورده في الفصول المهمة: 288.
[ 631 ]
في
نفسي: أشتهى أن أعلم ما يقول أبو محمد - عليه السلام - في القران، أهو
مخلوق أم غير مخلوق ؟ [ والقرآن سوى الله ] (1)، فاقبل على فقال: (أما
بلغك ما روى عن أبى عبد الله - عليه السلام - لما نزلت (قل هو الله
أحد) خلق لها أربعة آلاف جناح، فما كانت تمر بملا من الملائكة إلا خشعوا [
لها ] (2)، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى). (3)
الرابع والتسعون: علمه
- عليه السلام - بما في النفس 2615 / 97 - الراوندي: قال: قال أبو هاشم:
سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول: (إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لا
يخطر على بال (4) العباد، حتى يقول أهل الشرك (والله ربنا ما كنا مشركين)
(5)، فذكرت في نفسي حديثا حدثنى [ به ] (6) رجل من أصحابنا من أهل مكة أن
رسول
(1) من المصدر. (2) من المصدر، وفيه: وقالوا. (3) الخرائج: 2 / 686 ح 6،
كتاب أبى سعيد العصفرى: 15، الثاقب في المناقب: 568 ح 11، مناقب آل أبى
طالب: 4 / 436. وأخرجه في البحار: 50 / 254 ح 9 وج 92 / 350 ح 19 وإثبات
الهداة: 3 / 422 ح 80 عن الخرائج، وفي البحار: 50 / 258 ح 15 عن المناقب،
وفي مستدرك الوسائل: 4 / 284 ح 2 كتاب أبى سعيد العصفرى. (4) كذا في
المصدر، وفي البحار: عفوا يحيط على العباد، وفي الاصل والاثبات: عفوا لا
يخطا العباد. (5) الانعام: 23. (6) من المصدر والبحار.
[ 632 ]
الله - صلى الله عليه وآله - قرا (إن الله يغفر الذنوب جميعا) (1)، فقال
الرجل: ومن أشرك ؟ فانكرت [ ذلك ] (2) وتنمرت الرجل، وأنا أقول في نفسي، [
إذ أقبل على ] (3) فقال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما
دون ذلك لمن يشاء) (4) بئسما قال ذلك الرجل وبئسما روى !). (5)
الخامس
والتسعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2616 / 98 - الراوندي: قال:
قال أبو هاشم: سال محمد بن صالح الارمني أبا محمد - عليه السلام - عن قوله
تعالى: (لله الامر من قبل ومن بعد) (6) فقال - عليه السلام -: (له الامر
من قبل أن يامر به وله الامر من بعد أن يامر به بما يشاء)، فقلت في نفسي:
هذا قول الله: (ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين) (7)، فاقبل
على فقال: (هو كما أسررت في نفسك (ألا له الخلق والامر تبارك الله رب
العالمين) قلت: أشهد أنك حجة الله وابن حجته [ في
(1) الزمر: 53. (2) من المصدر والبحار والاثبات، وتنمرت: أي تنكرت وتغيرت.
(3) من المصدر والبحار والاثبات، وفي المصدر: فانا أقوله. (4) النساء: 48.
(5) الخرائج: 2 / 686 ح 7 وعنه الصراط المستقيم: 2 / 209 ح 28 وإثبات
الهداة: 3 / 422 ح 81 والبحار: 6 / 6 ح 12 وج 50 / 256 ح 12. (6) الروم:
4. (7) الاعراف: 54.
[ 633 ]
خلقه ] (1).
(2)
السادس والتسعون: علمه - عليه السلام - بالمدخر 2617 / 99 - الراوندي:
عن أبى هاشم الجعفري قال: كنت في الحبس مع جماعة، فحبس أبو محمد - عليه
السلام - وأخوه جعفر،
فخففنا (3) له، وقبلت وجه الحسن وأجلسته على مضربة كانت عندي (4)، وجلس
جعفر قريبا منه، فقال جعفر: واشيطناه باعلى صوته - يعنى جارية له - فزجره
أبو محمد - عليه السلام - وقال له: (اسكت)، وإنهم راوا فيه أثر السكر.
وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحى يدعى أنه
علوى، فالتفت أبو محمد - عليه السلام - وقال: (لو لا أن فيكم من ليس منكم
لاعلمتكم متى يفرج الله عنكم)، وأوما إلى الجمحى، فخرج، فقال أبو محمد -
عليه السلام -: (هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فان في ثيابه قصة قد كتبها
إلى السلطان يخبره بما
(1) من البحار، وفي المصدر: وابن حججه على عباده. (2) الخرائج: 1 / 686 ح
8 وعنه البحار: 50 / 257 ح 13 وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 436، وفي إثبات
الهداة: 3 / 422 ح 22 والبحار: 4 / 115 ح 41 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 /
420. وأورده في الثاقب في المناقب: 564 ح 2. (3) أي أسرعنا إلى خدمته. (4
؟ في المصدر: تحتي، والمضربة: كساء أو غطاء كاللحاف ذوطاقين مخيطين خياطة
كثيرة، بينهما قطن ونحوه.
[ 634 ]
تقولون
فيه)، فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمه،
ويعلمه بانا (1) نريد أن نثقب الحبس ونهرب. (2)
السابع والتسعون: علمه -
عليه السلام - بما في النفس 2618 / 100 - الراوندي: قال: قال أبو هاشم: ما
دخلت قط على
أبى الحسن وأبى محمد - عليهما السلام - إلا رايت منهما دلالة وبرهانا،
فدخلت على أبى محمد - عليه السلام - وأنا اريد [ أن أساله ] (3) ما أصوغ
به خاتما أتبرك به، فجلست وانسيت ما جئت له، فلما أردت النهوض رمى إلى
بخاتم وقال: (أردت فضة فاعطيناك خاتما، وربحت الفص والكراء [ هناك الله ])
(4). (5)
الثامن والتسعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2619 / 101
- الراوندي: قال: قال أبو هاشم: أنه ساله عن قوله تعالى: (ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم
(1) في المصدر: على أنا، وفي البحار: أنا نريد أن ننقب. (2) الخرائج: 2 /
682 ح 1 وعنه البحار: 50 / 254 ح 10 وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 437
وإعلام الورى: 354 مختصرا فيهما، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع
الخرائج. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) الخرائج: 2 / 684 ح 4 وعنه
الصراط المستقيم: 2 / 209 ح 27، وفي البحار: 50 / 254 ح 8 عنه وعن مناقب
آل أبى طالب: 4 / 437 وإعلام الورى المتقدم في الحديث 2544، وقد تقدم في
الحديث 2543 عن الكافي باختلاف يسير.
[ 635 ]
لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق الخيرات) (1) قال - عليه السلام -: كلهم من
آل محمد - صلى الله عليه وآله -، (الظالم لنفسه): الذى لا يقر بالامام و
(المقتصد): العارف بالامام و (السابق بالخيرات): الامام، فجعلت افكر في
نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد - صلى الله عليه وآله - وبكيت، فنظر إلى
وقال: (الامر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شان آل
محمد - صلى الله عليه وآله -، فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم، تدعى يوم
القيامة بهم، إذا دعى كل اناس بامامهم إنك على خير). (2)
التاسع والتسعون:
علمه - عليه السلام - بما في النفس 2620 / 102 - الراوندي: قال: قال أبو
هاشم: ساله محمد ابن صالح الارمني عن قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت
وعنده ام الكتاب) (3) [ فقال: ] (هل يمحو إلا ما كان ؟ وهل يثبت إلا ما لم
يكن ؟) فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام بن الحكم: إنه لا يعلم بالشئ حتى
يكون، فنظر إلى فقال: (تعالى الجبار الحاكم العالم بالاشياء قبل كونها)،
قلت: أشهد
(1) فاطر: 32. (2) الخرائج: 2 / 687 ح 9 وعنه إثبات الهداة: 3 / 423 ح 83
والبحار: 50 / 258 ح 18 وعن كشف الغمة: 2 / 418 - 419. وأخرجه في البحار:
23 / 218 ح 18 عن كشف الغمة، وأورده في الثاقب في المناقب: 566 ح 6. (3)
الرعد: 39، وما بين المعقوفين من المصدر والبحار.
[ 636 ]
أنك حجة الله. (1)
المائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2621 / 103
- الراوندي: قال: قال أبو هاشم: دخل الحجاج بن سفيان العبدى على أبى محمد
- عليه السلام - فسأله عن المبايعة، فقال له (2): ربما بايعت الناس
فواضعتهم المواضعة (3) إلى الاصل. قال: (لا باس، الدينار بالدينارين، إن
منها (4) خرزة)، فقلت في نفسي:
هذا شبه ما يفعله المربيون، فالتفت إلى فقال: (إنما الربا الحرام ما قصد
به (إلى) (5) الحرام، فإذا جاوز حدود الربا وزوى عنه فلا باس، الدينار
بالدينارين يدا بيد، ويكره أن لا يكون بينهما شئ يوقع عليه البيع). (6)
(1) الخرائج: 2 / 687 ح 10 وعنه البحار: 50 / 257 ح 14، وفي البحار: 4 /
90 ح 33 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 419، وفي إثبات الهداة: 3 / 416 ح 57
عنهما وعن غيبة الطوسى: 430 ح 421. وياتى في الحديث 2624 عن الثاقب في
المناقب. ورواه في إثبات الوصية: 212 والثاقب في المناقب: 566 ح 7 مفصلا.
(2) في المصدر والبحار: قال بدل (فقال له)، وفي المصدر: بايعنا. (3) في
المصدر: فتواضعهم المعاملة، وفي البحار: فتواضعتهم. (4) في المصدر:
بينهما، وفي البحار: معها، والخرز: فصوص من الحجارة، واحدتها خرزة. (5)
ليس في المصدر، وفي البحار: إنما الحرام ما قصدته، فإذا جاوزت حدود الربا
وزويت. (6) الخرائج: 2 / 689 ح 13 وعنه إثبات الهداة: 3 / 423 ح 84
والبحار: 50 / 258 ح 17 وج 103 / 121 ح 32.
|