[ 637 ]

 

الحادي ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس والسبائك التى أخرجها من الارض 2622 / 104 - ثاقب المناقب: عن أبى هاشم الجعفري قال: ركب أبو محمد - عليه السلام - يوما إلى الصحراء فركبت معه، فبينا نسير وهو قدامى وأنا خلفه، إذ عرض لى فكر في دين كان على، فجعلت افكر في أي وجه يكون قضاوه، فالتفت إلى وقال: (الله يقضيه)، ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الارض وقال: (يا أبا هاشم إنزل فخذ واكتم)، فنزلت وإذا سبيكة ذهب، قال: فوضعتها في خفى وسرنا، فعرض لى الفكر فقلت: إن كان فيها تمام الدين وإلا فانى ارضى صاحبه بها، ويجب أن ننظر الان في وجه نفقة الشتاء وما نحتاج إليه من كسوة [ وغيرها ] (1)، فالتفت إلى ثم إنحنى ثانية وخط بسوطه خطة مثل الاولى، ثم قال: (إنزل فخذ واكتم) فنزلت فإذا سبيكة (مثل الاول إلا أنها) (2) فضة، فجعلتها في خفى الاخر وسرنا يسيرا، ثم انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي، فجلست وحسبت ذلك [ الدين ] (3) وعرفت مبلغه، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين، ما زادت ولا نقصت. (4)


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 217 ح 20، وأخرجه في البحار: 50 / 259 ح 20 عن الخرائج: 1 / 421 ح 2.


[ 638 ]

 

الثاني ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2623 / 105 - ثاقب المناقب: عن أبى هاشم قال: كنت عنده فسأله محمد بن صالح الارمني عن قول الله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم) (1) الاية قال: (ثبتوا المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ومن رازقة)، قال أبو هاشم: فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى (2) الله وليه من جزيل ما حمله، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - [ على ] (3) وقال: (الامر أعجب مما عجبت منه، يا أبا هاشم وأعظم [ ما ] (4) ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكر هم أنكر الله، ولا [ يكون ] (5) مومن حتى يكون بولايتهم مصدقا وبمعرفتهم موقنا). (6)

الثالث ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2624 / 106 - ثاقب المناقب: عن أبى هاشم قال: سال محمد بن صالح الارمني أبا محمد - عليه السلام - عن قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) فقال - عليه السلام -: (هل يمحو إلا ما كان


(1) الاعراف: 172. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما عظم. (3 - 5) من المصدر وفيه لولايتهم. (6) الثاقب في المناقب: 567 ح 8، وأخرجه في البحار: 5 / 260 ح 67 عن كشف الغمة: 2 / 419 - 420، ورواه في إثبات الوصية: 212.


[ 639 ]

وهل يثبت إلا ما لم يكن ؟) فقلت في نفسي: هذا خلاف [ قول ] (1) هشام [ إنه ] (2) لا يعلم بالشئ حتى يكون، فنظر إلى أبو محمد - عليه السلام - وقال: (تعالى الجبار العالم بالاشياء قبل كونها، الخالق إذ لا مخلوق، والرب إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه) فقلت: أشهد أنك حجة الله ووليه بقسط، وأنك على منهاج أمير المؤمنين - عليه السلام -. (3)

الرابع ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2625 / 107 - ثاقب المناقب: عن أبى هاشم قال: سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول: (من الذنوب التى لا تغفر قول الرجل: ليتنى لا او اخذ إلا بهذا)، فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق (4)، وقد ينبغى للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ، فاقبل - عليه السلام - على وقال: (صدقت يا أبا هاشم [ نعم ] (5) ما حدثتك به نفسك، فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، ومن دبيب الذر على الشبح الاسود. (6)


(1 و 2) من المصدر. (3) الثاقب في االمناقب: 566 ح 7، ورواه في إثبات الوصية: 212، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2620 عن الخرائج. (4) الدقيق: الامر الغامض (لسان العرب). (5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 567 ح 9، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث: 2557 عن إعلام الورى.


[ 640 ]

 

الخامس ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2626 / 108 - ثاقب المناقب: عن يحيى بن المرزبان قال: التقيت مع رجل فاخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الامامة والقول في أبى محمد - عليه السلام - [ وغيره ] (1)، فقلت: لا أقول به إلا إذا أرى منه علامة، فوردت العسكر في حاجة، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - فقلت في نفسي متعنتا: إن مد يده إلى راسه [ وكشفه ] (2) ثم نظر إلى ورده قلت به فلما حاذانى مد يده إلى راسه والقلنسوة (3) فكشفها، ثم برق عينيه في ثم ردها وقال: (يا يحيى ما فعل إبن عمك الذى ينازعك في الامامة ؟) فقلت: خلفته صالحا، فقال: لا تنازعه ثم مضى. (4)

السادس ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2627 / 109 - ثاقب المناقب: عن إبن الفرات قال: كان لى [ على ] (5) ابن عم لى عشرة آلاف درهم، فكتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أشكو إليه وأساله الدعاء، وقلت في نفسي: لا ابالى أن يذهب


(1 و 2) من المصدر، والعنت: العسف والحمل على المكروه (معجم مقاييس اللغة). (3) في المصدر: أو القلنسوة. (4) الثاقب في المناقب: 568 ح 10، وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 428 - 429 والبحار: 50 / 270 ح 35 عن الخرائج: 1 / 440 ح 21، وفي إثبات الهداة: 3 / 428 ح 110 عن الكشف. (5) من المصدر.


[ 641 ]

مالى بعد أن أهلكه الله تعالى [ قال: ] (1) فكتب إلى: (إن يوسف - عليه السلام - شكا [ إلى ] (2) ربه السجن فأوحى الله إليه: أنت اخترت لنفسك ذلك حيث قلت: (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) (3) ولو سألتني أن اعافيك لعافيتك، إن ابن عمك لراد عليك مالك، وهو ميت بعد جمعة). قال: فرد على إبن عمى مالى، فقلت: ما بدا [ لك ] (4) في رده وقد منعتني إياه ؟ قال: رايت أبا محمد - عليه السلام - في المنام فقال لى: (إن أجلك قد دنا، فرد على ابن عمك ماله). (5)

السابع ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2628 / 110 - ثاقب المناقب: قال أبو القاسم بن إبراهيم بن محمد المعروف بابن الحربى (6) قال: خرج أبى من المدينة فاردت قصده، ولم أعلم في أي طريق أخذ، فقلت: ليس إلا الحسن بن على - عليهما السلام -،


(1 و 2) من المصدر. (3) يوسف: 33. (4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 568 ح 12، وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 429 والصراط المستقيم: 2 / 207 ح 14 والبحار: 50 / 270 ح 36 عن الخرائج: 1 / 441 ح 22 مختصرا، وفي إثبات الهداة: 3 / 429 ح 111 عن الكشف. (6) في المصدر: الحميرى.


[ 642 ]

فقصدته بسر من راى وقد دنوت (1) من بابه وهو مغلق، فقعدت إنتظارا لداخل أو خارج، فسمعت قرع الباب وكلام جارية من خلف الباب. فقالت: يا بن إبراهيم بن محمد [ إن ] (2) مولاى يقرئك السلام - ومعها صرة فيها عشرون دينارا - ويقول: (هذه بلغتك إلى أبيك) فاخذت الصرة وقصدت الجبل، وظفرت بابى بطبرستان، وكان بقى من الدنانير [ دينار ] (3) واحد، فدفعته إليه وقلت: هذا ما أنفذه إليك مولاك، وذكرت [ له ] (4) القصة. (5)

الثامن ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2629 / 111 - ابن شهراشوب: عن أبى هاشم الجعفري، عن داود ابن الاسود خادم أبى محمد - عليه السلام - قال: دعاني سيدى [ ابو محمد - عليه السلام - فدفع ] (6) إلى خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف، فقال: (صر بهذه الخشبة إلى العمرى) فمضيت، فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لى سقاء معه بغل، فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء ضح (7) عن البغل، فرفعت الخشبة التى كانت


(1) في المصدر: ووقفت بدل (وقد دنوت من). (2) من المصدر. (3) من المصدر، وفيه فدفعته إلى أبى. (4) من المصدر، وفيه: مولاى بدل (مولاك). (5) الثاقب في المناقب: 574 ح 6. (6) من المصدر والبحار. (7) (ضح عن البغل) امر من التضحية، وهى تخلية السبيل والتانى والتاخر عنه، وقال =


[ 643 ]

معى فضربت بها البغل فانشقت، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب، فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمى، فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي، فلما دنوت من الدار راجعا إستقبلنى عيسى الخادم عند الباب (الثاني) (1) فقال: يقول لك مولاى أعزه الله: (لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب ؟) فقلت له: يا اسيدى لم أعلم بما في رجل الباب، فقال: (ولم احتجت أن تعمل عملا وتحتاج أن تعتذر منه، إياك بعدها أن تعود إلى مثلها ؟ [ وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التى امرت بها، واياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت فانا ببلد سوء ومصر سوء ] (2)، وامض في طريقك، فان أخبارك وأحوالك ترد إلينا فاعلم ذلك. (3)

التاسع ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2630 / 112 - ابن شهراشوب: عن إدريس بن زياد الكفر توثائى (4)


= الجوهرى: ضحيت عن الشئ: رفقت به، وضح رويدا أي لا تعجل، وقال زيد الخيل الطائى: ولو أن نصرا أصلحت ذات بينها لضحت رويدا عن مطالبها عمرو (الصحاح: 6 / 2408) وهذا المعنى هو المناسب للمقام، فان السقاء، إنما ناداه بذلك طلبا منه أن يخلى السبيل للبغل، لا أن يصيح على البغل. (1) ليس في المصدر. (2) من المصدر والبحار، إلا أن في المصدر: فاننا. (3) مناقب آل أبى طالب: 4 / 427 - 428 وعنه البحار: 50 / 283 صدر ح 60. (4) كذا في المصدر والبحار، وهو الصحيح راجع سيدنا الاستاذ الخوئى والمامقاني، =


[ 644 ]

قال: كنت أقول فيهم قولا عظيما، فخرجت إلى العسكر (1) للقاء أبى محمد - عليه السلام -، فقدمت وعلى أثر السفر ووعثاوه، فالقيت نفسي على دكان حمام فذهب بى النوم، فما إنتبهت إلا بمقرعة أبى محمد - عليه السلام - قد قرعنى بها حتى استيقظت فعرفته - عليه السلام -، فقمت قائما اقبل قدمه وفخذه، وهو راكب والغلمان من حوله، فكان أول ما تلقاني به أن قال: يا إدريس (بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون) (2) فقلت: حسبى يا مولاى وإنما جئت أسالك عن (3) هذا، قال: فتركني ومضى. (4)

العاشر ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2631 / 113 - ابن شهراشوب: عن محمد بن صالح الخثعمي قال: عزمت أن أسال في كتابي إلى أبى محمد - عليه السلام - عن أكل البطيخ على الريق وعن صاحب الزنج فنسيت، فورد على جوابه: (لا تأكل البطيخ [ على الريق ] (5) فانه يورث الفالج، وصاحب الزنج ليس منا أهل


= وقال الحموينى: الكفر توثا قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، ينسب إليها قوم من أهل العلم، وفي الاصل: الكفرثوثى. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فخرجت للعسكر. (2) الانبياء: 26 - 27. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وإنما جئتك أسالك ممن هذا. (4) مناقب آل أبى طالب: 4 / 428 وعنه البحار: 50 / 283 - 284. (5) من المصدر والبحار، وفي المصدر: لا يوكل.


[ 645 ]

البيت). (1)

الحادى عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال وبما يكون وإتيانه - عليه السلام - الرجل في النوم 2632 / 114 - ابن شهراشوب: عن محمد بن موسى قال: شكوت إلى أبى محمد - عليه السلام - مطل غريم لى، فكتب إلى: (عن قريب يموت، ولا يموت حتى يسلم إليك مالك عنده)، فما شعرت إلا وقد دق على الباب ومعه مالى، وجعل يقول: اجعلني في حل مما مطلتك، فسألته عن موجبه ؟ فقال: إنى رايت أبا محمد - عليه السلام - في منامي وهو يقول لى: إدفع إلى محمد بن موسى ماله عندك، فان أجلك قد حضر، وأساله أن يجعلك في حل من مطلك). (2)

الثاني عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2633 / 115 - ابن شهراشوب: عن حمزة بن محمد السرورى قال: أملقت وعزمت على الخروج إلى يحيى بن محمد ابن عمى بحران (وكتبت إلى ابى محمد - عليه السلام -) (3) أساله أن يدعو لى، فجاء


(1) ماقب آل أبى طالب: 4 / 428 وعنه البحار: 50 / 293 ذح 66 وج 66 / 197 ح 17 وعن كشف الغمة: 2 / 424. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 427 ح 102 عن الكشف. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 429 وعنه البحار: 50 / 284. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل بدل ما بين القوسين: وكنت.


[ 646 ]

الجواب: (لا تبرح (1) فان الله يكشف ما بك، وابن عمك قد مات)، وكان كما قال، ووصلت إلى تركته. (2)

الثالث عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2634 / 116 - ابن شهراشوب: عن محمد بن الربيع الشيباني (3) قال: ناظرت رجلا من الثنوية، فقويت في نفسي حجته هذا وانا بالاهواز، ثم قدمت سامراء، فحين رايت أبا محمد - عليه السلام - أومى بسبابته أحدا فوحده (4) فخررت مغشيا على. (5)

الرابع عشر ومائة: سلامته - عليه السلام - من السباع واستجابة دعائه - عليه السلام - 2635 / 117 - ابن شهراشوب: قال: روى أنه - عليه السلام - سلم إلى نحرير، وكان يضيق عليه، فقالت له امراته: اتق الله فانى أخاف عليك منه، قال: والله لارمينه بين السباع، ثم استاذن في ذلك فاذن له، فرمى به إليها ولم يشكو في أكلها إياه، فنظروا إلى الموضع فوجدوه قائما


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا تنتقل. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 429 وعنه البحار: 50 / 284. (3) قد تقدم أن في رجال الشيخ: محمد بن ربيع بن سويد السائى. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أحد أحد. (5) مناقب آل أبى طالب: 4 / 429، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث: 2542 عن الكافي باختلاف.


[ 647 ]

يصلى، فأمره (1) باخراجه إلى داره. (2) 2636 / 118 - وروى أن يحيى بن قتيبة الاشعري أتاه بعد ثلاث مع الاستاذ، فوجداه يصلى والاسود حوله، فدخل الاستاذ الغيل (3)، فمزقوه وأكلوه، وانصرف يحيى في قومه إلى المعتمد، [ فدخل المعتمد ] (4) على العسكري - عليه السلام - وتضرع إليه وسال أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة، فقال - عليه السلام -: (مد الله في عمرك) فاجيب وتوفى بعد عشرين سنة. (5)

الخامس عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال 2637 / 119 - عنه: قال: في (غيبة) أبى جعفر الطوسى: قال أبو هاشم الجعفري: كنت محبوسا مع الحسن العسكري - عليه السلام - في حبس المهتدى بن الواثق، فقال [ لى ] (6): (في هذه الليلة يبتر الله عمره)، فلما أصبحنا شغب الاتراك وقتل المهتدى وولى المعتمد مكانه. (7)


(1) في المصدر والبحار: فامر. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 430 وعنه البحار: 50 / 307 ح 8، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2549 عن الكافي. (3) الغيل: موضع الاسد. (4) من المصدر والبحار. (5) مناقب آل أبى طالب: 4 / 430 وعنه البحار: 50 / 309 ذح 8. (6) من المصدر. (7) مناقب آل أبى طالب: 4 / 430 وعنه البحار: 50 / 303 ح 79 وعن غيبة الطوسى: =


[ 648 ]

 

السادس عشر ومائة: الانتقام من عدوه - عليه السلام - 2638 / 120 - عنه: قال: أبو الحسن الموسوي الخيبرى، عن أبيه قال: قدمت إلى أبى محمد - عليه السلام - دابة ليركب إلى دار السلطان، وكان إذا ركب يدعو له عامى وهو يكره ذلك، فزاد يوما في الكلام وألح، فسار حتى انتهى إلى مفرق الطريقين، وضاق على الرجل العبور، فعدل إلى الطريق يخرج منه ويلقاه فيه، فدعا - عليه السلام - ببعض خدمه وقال له: (امض فكفن هذا)، فتبعه الخادم، فلما انتهى - عليه السلام - إلى السوق خرج الرجل من الدرب ليعارضه، وكان في الموضع بغل واقف، فضربه البغل [ فقتله ] (1)، ووقف الغلام فكفنه. (2)

السابع عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2639 / 121 - عنه: عن أبى على المطهرى: أنه كتب إليه من القادسية يعلمه انصراف الناس عن المضى إلى الحج، وأنه يخاف العطش إن مضى، فكتب - عليه السلام -: امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله)،


= 205 ح 173 و 223 ح 187. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 412 ح 46 عن غيبة الطوسى، ورواه في إثبات الوصية: 215، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة للطوسي - عليه الرحمة -. (1) من المصدر والبحار. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 430 وعنه البحار: 50 / 276 ح 50 وعن الخرائج: 2 / 783 ح 109. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 412 ح 47 عن غيبة الطوسى: 206 ح 174.


[ 649 ]

فمضوا فلم يجدوا عطشا. (1)

الثامن عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال والانتقام له - عليه السلام - 2640 / 122 - عنه: قال محمد بن بلبل: تقدم المعتز إلى سعيد الحاجب أن اخرج أبا محمد إلى الكوفة، ثم اضرب عنقه في الطريق، فجاء توقيعه - عليه السلام - الينا: (الذى سمعتموه تكفونه)، فخلع المعتز بعد ثلاث [ وقتل ] (2). (3)

التاسع عشر ومائة: إتيانه الرجل في المنام وإخباره بما في النفس 2641 / 123 - عنه: قال: من (كتاب الكشى) الفضل بن الحارث قال: كنت بسر من راى وقت خروج سيدى أبى الحسن - عليه السلام -، فراينا أبا محمد - عليه السلام - ماشيا قد شق ثيابه، فجعلت أتعجب من جلالته وما هو له أهل ومن شدة اللون والادمة، واشفق عليه من التعب ! فلما كانت الليلة رايته - عليه السلام - في منامي، فقال: (اللون الذى تعجبت منه إختيار من الله لخلقه يجريه كيف يشاء وإنها لعبرة لاولى الابصار،


(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 431، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2524 عن الكافي. (2) من المصدر. (3) مناقب آل أبى طالب: 4 / 431 - 432، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2568 عن دلائل الامامة.


[ 650 ]

لا يقع فيه غير المختبر، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون، فنسال الله الثبات ونتفكر في خلق الله، فان فيه متسعا، واعلم إن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقضة). (1)

العشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2642 / 124 - عنه: قال: خرج أبو محمد - عليه السلام - في جنازة أبى الحسن - عليه السلام -، وقميصه مشقوق، فكتب إليه أبو عون الابرش في ذلك، فقال - عليه السلام -: (يا أحمق ما أنت وذاك ؟ قد شق موسى على هارون) ثم قال بعد كلام: (وإنك لا تموت حتى تكفر ويتغير عقلك)، فما مات حتى حجبه إبنه عن الناس، وحبسوه في منزله في ذهاب العقل عما كان عليه. (2)

الحادى والعشرون ومائة: الانتقام له 2643 / 125 - عنه: قال: كان عروة الدهقان كذب على أبى الحسن على بن محمد بن الرضا وعلى أبى محمد الحسن بن على العسكري - عليهم السلام - بعده، ثم إنه أخذ بعض أمواله، فلعنه أبو محمد - عليه السلام -، فما امهل يومه ذلك وليلته حتى قبضه الله


(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 434، وأخرجه في البحار: 50 / 300 ح 75 عن اختيار معرفة الرجال: 574 ح 1087. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 435، وأخرجه في البحار: 50 / 191 ح 4 وج 82 / 85 ح 30 عن إختيار معرفة الرجال: 572 ح 1085 مفصلا، وأورده في كشف الغمة: 2 / 418 باختلاف. (*)


[ 651 ]

إلى النار. (1)

الثاني والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال 2644 / 126 - عنه: قال: كتب محمد بن الحسن بن شمون البصري يسال أبا محمد - عليه السلام - عن الحال، وقد اشتدت على الموالى من محمد المهتدى، فكتب إليه: (عد من يومك خمسة أيام، فانه يقتل في اليوم السادس من بعد هوان يلاقيه)، فكان كما قال: وفي رواية أحمد بن محمد: أنه وقع - عليه السلام - بخطه: (ذاك: أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به). (2)

الثالث والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بحال الانسان 2645 / 127 - عنه: عن أبى العباس ومحمد بن القاسم (3) قال: عطشت عند أبى محمد - عليه السلام - ولم تطب نفسي أن يفوتنى حديثه، وصبرت على العطش وهو يتحدث، فقطع الكلام وقال: (يا غلام إسق


(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 435، وأخرجه في البحار: 50 / 301 ح 76 عن إختيار معرفة الرجال: 573 ح 1086. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 436، وقد تقدم ذيله في الحديث 2537 عن الكافي بكامل تخريجاته. (3) كذا في المصدر الطبع الجديد والقديم والبحار، ولعل الصحيح أبو العباس محمد بن القاسم بدون (و)، ولم أجد في كتب الرجال محمد بن القاسم المكنى بابى العباس.


[ 652 ]

أبا العباس ماء). (1)

الرابع والعشرون ومائاة: علمه - عليه السلام - بما ينزل من المطر 2646 / 128 - عنه: عن على بن أحمد بن حماد قال: خرج أبو محمد - عليه السلام - في يوم مصيف راكبا، وعليه تجفاف (2) وممطر، فتكلموا في ذلك، فلما انصرفوا من مقصدهم امطروا في طريقهم وابتلوا سواه. (3)

الخامس والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالكتاب بغير مداد وعلمه - عليه السلام - بالغائب 2647 / 129 - عنه: عن محمد بن عياش (4) قال: تذاكرنا آيات الامام، فقال: ناصبى: إن أجاب عن كتاب أكتبه بلا مداد علمت أنه حق، فكتبنا مسائل وكتب الرجل بلامداد على ورق وجعل في الكتب وبعثنا إليه، فأجاب عن مسائلنا وكتب على ورقة إسمه واسم أبويه، فدهش الرجل، فلما أفاق اعتقد الحق. (5)


(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 439 وعنه البحار: 50 / 288 ذح 62. (2) كذا في المصدر، وهو آلة للحرب تلبسها الفرس والانسان يتقى بها كأنها درع، وفي البحار: جفاف، وفي الاصل جناق. (3) مناقب آل أبى طالب: 4 / 439 وعنه البحار: 50 / 288. (4) في البحار: محمد بن عباس. (5) مناقب آلى أبى طالب: 4 / 440 وعنه البحار: 50 / 288 - 289.


[ 653 ]

 

السادس والعشرون ومائة: خبر ام القائم - عليه السلام - 2468 / 130 - ابن بابويه: باسناده عن محمد بن بحر الشيباني في حديث طويل يذكر فيه خبر ام القائم - عليه السلام - عن بشر بن سليمان وقد أرسله أبو الحسن الثالث على بن محمد الهادى - عليه السلام - إلى شرائها - وذكر الحديث إلى أن قال بشر بن سليمان النخاس -: فامتثلت جميع ماحده لى مولاى أبو الحسن - عليه السلام - في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا، وقالت لعمر بن يزيد النخاس: بعنى من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة المغلظة إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت اشاحه في ثمنها حتى إستقر الامر [ فيه ] (1) على [ مقدار ] (2) ما كان أصحبنيه مولاى - عليه السلام - من الدنانير في الشنسفة (3) الصفراء، فاستوفاه منى وتسلمت [ منه ] (4) الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التى كنت آوى إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها - عليه السلام - من جيبها وهى تلثمه وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها. فقلت تعجبا منها: أتلثمين كتابا ولا تعرفين صاحبه ؟ قالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الانبياء أعرني وفرغ


(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: الشستقة. (4) من المصدر.


[ 654 ]

لى قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وامى من ولد الحواريين تنسب إلى وصى المسيح شمعون، انبئك العجب العجيب، إن جدى قيصر اراد أن يزوجنى من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوى الاخطار سبعمائة رجل، وجمع من امراء الاجناد [ وقواد العساكر ونقباء الجيوش ] (1) وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز هو من [ بهو ] (2) ملكه عرشا مصنوعا من أنواع الجواهر إلى صحن القصر، فرفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد إبن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الاساقفة عكفا ونشرت أسفار الانجيل تسافلت الصلبان من الاعالى فلصقت بالارض، وتقوضت الاعمدة فانهارت إلى القرار، وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الاساقفة وارتعدت فرائصهم. فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكانى، فتطير جدى من ذلك تطيرا (3) شديدا، وقال: للاساقفة: أقيموا هذه الاعمدة وارفعوا الصلبان واحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لازوج منه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الاول، وتفرق الناس وقام جدى


(1) من المصدر. (2) من المصدر، وفيه عرشا مسوغا من أصناف الجواهر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فتغير جدى من ذلك تغيرا.


[ 655 ]

قيصر مغتما، فدخل قصره وارخيت الستور، فاريت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدى ونصبوا [ فيه ] (1) منبرا يبارى [ السماء ] (2) علوا وارتفاعا في الموضع الذى كان جدى نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمد - صلى الله عليه وآله - مع فتية وعدة من بنيه، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول (له) (3): يا روح الله إنى جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابنى هذا، وأومى بيده إلى أبى محمد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله - صلى الله عليه وآله -، قال: قد فعلت. فصعد ذلك المنبر وخطب محمد - صلى الله عليه وآله - وزوجني (من إبنه) (4) وشهد المسيح - عليه السلام - وشهد [ بنو ] (5) محمد - صلى الله عليه وآله - والحواريون، فلما استيقظت من نومى أشفقت أن أقص هذه الرويا على أبى وجدى مخافة القتل، فكنت أسرها في نفسي ولا ابديها لهم، وضرب بصدري بمحبة أبى محمد - عليه السلام - حتى امتنعت من الطعام والشراب، وضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا، فما بقى في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدى وساله عن دوائي. فلما برح به الياس قال: يا قرة عينى فهل تخطر ببالك شهوة فازودكها في هذه الدنيا ؟ فقلت: يا جدى أرى أبواب الفرج على


(1 و 2) من المصدر، ويبارى السماء أي يعارضها. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.


[ 656 ]

مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من اسارى المسلمين وفككت عنهم الاغلال وتصدقت عليهم ومنيتهم (1) بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وامه لى عافية وشفاء، فلما فعل ذلك [ جدى ] (2) تجلدت في إظهار الصحة في بدنى وتناولت يسيرا من الطعام، فسر [ بذلك ] (3) جدى وأقبل على إكرام الاسارى وإعزازهم، فاريت (4) أيضا بعد اربع ليال كان سيدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف [ وصيفة ] (5) من وصائف الجنان، فتقول لى مريم: هذه سيدة النساء ام زوجك أبى محمد - عليه السلام -، فاتعلق بها وأبكى وأشكو إليها امتناع أبى محمد من زيارتي. فقالت [ لى ] (6) سيدة النساء - عليها السلام -: (إن ابني ابا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله جل ذكره وعلى مذهب النصارى، وهذه اختى مريم تبرا إلى الله عزوجل من دينك، فان ملت إلى رضا الله عزوجل ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبى محمد - عليه السلام - [ إياك ] (7) فتقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا (8) رسول الله)، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها وطيبت لى نفسي، وقالت: (الان توقعي زيارة أبى محمد - عليه السلام - إياك فانى منفذة إليك)، فانتبهت وأنا أقول: واشوقاه إلى لقاء أبى محمد - عليه


(1) في المصدر: ومننتهم. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: فرايت. (5 - 7) من المصدر. (8) في المصدر: وأشهد أن - أبى - محمدا.


[ 657 ]

السلام -، (فلما كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد - عليه السلام - في منامي، فرأيته) (1) كانى أقول له: جفوتنى يا حبيبي بعد أن شغلت قلبى بجوامع حبك. قال: (ما كان تأخيري عنك إلا لشركك وإذ أسلمت فانا زائرك [ في ] (2) كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان)، فما قطع عنى زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية. قال بشر: [ فقلت لها ] (3): وكشف وقعت في الاسارى ؟ فقالت: أخبرني أبو محمد - عليه السلام - ليلة من الليالى (أن جدك سيسير جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا ثم يتبعهم، فعليك باللحاق [ بهم ] (4) متنكرة في زى الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا)، ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمرى ما رايت وما شاهدت، وما شعر أحد بانى إبنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذى وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمى فانكرته وقلت: نرجس، فقال اسم الجوارى. فقلت: العجب إنك رومية ولسانك عربي ؟ قال: بلغ من ولوع جدى وحمله إياى على تعلم الاداب أن أوعز إلى إمراة ترجمان له في الاختلاف [ إلى ] (5)، فكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر عليها لساني واستقام.


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم زارني بعد ذلك ورايت. (2) من المصدر، وفيه فانى زائرك. (3 - 5) من المصدر.


[ 658 ]

قال بشر: فلما انكفات بها إلى سر من راى دخلت على مولانا أبى الحسن العسكري - عليه السلام - فقال لها: (كيف أراك الله عز الاسلام وذل النصرانية وشرف [ أهل ] (1) بيت محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ (قالت: كيف أصف لك يابن رسول الله ما أنت أعلم به منى ؟ قال: (فانى احب أن اكرمك فايما أحب إليك عشرة آلاف درهم ؟ أم بشرى لك [ فيها ] (2) شرف الابد ؟) قالت: بل البشرى، قال - عليه السلام -: (فابشرى بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما)، قالت: ممن ؟ قال - عليه السلام - (ممن خطبك رسول الله - صلى الله عليه وآله - له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية)، قالت: من المسيح ووصيه ؟ قال: (ممن زوجك المسيح ووصيه)، قالت: من إبنك أبى محمد ؟ قال: (فهل تعرفينه ؟) [ قالت: ] (3) وهل خلوت ليلة من زيارته إياى منذ الليلة التى أسلمت فيها على يد سيدة النساء امه. فقال أبو الحسن - عليه السلام -: (يا كافور ادع لى اختى حكيمة)، فلما دخلت عليه قال - عليه السلام - لها: (ها هي)، فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال [ لها ] (4) مولانا: (يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فانها زوجة أبى محمد وام القائم - عليه السلام -). ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في (كتابه): قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني سينة خمس وثمانين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر الرهنى الشيباني قال:


(1 - 4) من المصدر.


[ 659 ]

وردت كربلاء سنة ست وثمانين ومائتين وزرت [ قبر ] (1) غريب رسول الله - صلى الله عليه وآله - وساق الحديث بتمامه. (2) وقد تقدم بتمامه في الثاني والثمانين من معاجز أبى الحسن الثالث على بن محمد الهادى - عليهما السلام -.

السابع والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2649 / 131 - الشيخ أبو جعفر الطوسى في الغيبة: قال: أخبرني إبن أبى جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمى، عن أبى عبد الله المطهرى، عن حكيمة بنت محمد بن على الرضا - عليه السلام - في حديث ميلاد القائم - عليه السلام - قال: فلما كان بعد ثلاث (من ميلاد القائم - عليه السلام -) (3) اشتقت إلى ولى الله، فصرت [ إليهم ] (4) فبدات بالحجرة التى كانت سوسن فيها فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسال، فدخلت على أبى محمد - عليه السلام - فاستحييت أن أبداه بالسوال، فبداني فقال: (هو يا عمة فيكنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى ياذن الله [ له ] (5)، وإذا غيب الله شخصي وتوفانى ورايت شيعتي قد اخلتفوا فاخبري الثقات منهم، وليكن


(1) من المصدر. (2) كمال الدين: 419 ذح 1، دلائل الامامة: 264 - 267، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث: 2506. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر المصدر والبحار، وفيهما فإذا غيب الله.


[ 660 ]

عندك وعندهم مكتوما، فان ولى الله يغيبه الله عن خلقه [ ويحجبه عن عباده ] (1)، فلا يراه أحد حتى يقدم [ له ] (2) جبرئيل - عليه السلام - فرسه (ليقضى الله أمرا كان مفعولا) (3). (4)

الثامن والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2650 / 132 - الحسين بن حمدان الحضينى في هدايته: باسناده عن محمد بن ميمون الخراساني قال: قدمت من خراسان اريد سرمن راى للقاء مولاى أبى محمد الحسن - عليه السلام -، فصادفت بغلته - صلوات الله عليه -، وكانت الاخبار عندنا صحيحة أن الحجة والامام من بعده سيدنا محمد المهدى - عليه أفضل الصلاة والسلام -، فصرت إلى إخواننا المجاورين له، فقلت لهم: اريد الوصول إلى أبى محمد - عليه السلام -، فقالوا: هذا يوم ركوبه إلى دار المعتز، فقلت: أقف له في الطريق فلست أخلوا من دلالة بمشيئة الله وعونه، ففاتنى وهو ماض، فوقفت على ظهر دابتي حتى رجع - وكان يوما شديد الحر -، فتلقيته فاشار إلى بطرفه، فتأخرت وصرت وراءه، وقلت في نفسي: اللهم إنك تعلم أنى اومن وأقر بانه حجتك على خلقك وأن مهدينا من صلبه، فسهل لى دلالة [ منه ] (5) تقربها عينى وينشرح بها صدري، فانثنى إلى وقال لى:


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) الانفال: 42. (4) غيبة الطوسى: 236 ذح 204، وياتى بتمامه في المعجزة 6 من معاجز الامام الزمان - عليه السلام - مع تخريجاته. (5) من المصدر.


[ 661 ]

(يا محمد بن ميمون قد اجيبت دعوتك)، فقلت: لا إله إلا الله قد علم سيدى ما ناجيت ربى به في نفسي، ثم قلت طمعا في الزيادة - [ وقد صرت معه إلى الدار، ودخلت وتركت بين يديه إلى الدهليز، فوقفت وهو راكب ووقفت بين يديه وقلت ] (1) -: إن كان يعلم ما في نفسي فيأخذ القلنسوة من راسه، قال: فمد يده فاخذها وردها، فوسوست لى نفسي لعله اتفاق، وأنه حميت عليه القلنسوة فاخذها ووجد حر الشمس فردها، فان كان أخذها لعلمه بما في نفسي فليأخذها ثانية ويضعها على قربوس سرجه، فاخذها فوضعها على القربوس، فقلت: فليردها، فردها على راسه، فقلت: لا إله إلا الله أيكون هذا الاتفاق مرتين، اللهم إن كان هو الحق فليأخذها ثالثة فيضعها على قربوس سرجه فيردها مسرعا، فاخذها ووضعها على القربوس وردها مسرعا على راسه، وصالح: (يا محمد بن ميمون إلى كم ؟) فقلت: حسبى يا مولاى. (2)

التاسع والعشرون ومائة: خبر ابن داود والطلحى 2651 / 133 - عنه: باسناده، عن أحمد بن داود القمى ومحمد بن عبد الله الطلحى قالا: حملنا مالا إجتمع من خمس ونذور من عين وورق وجوهر وحلى وثياب من قم وما يليها، فخرجنا نريد سيدينا أبا الحسن على بن محمد - عليهما السلام -، فلما صرنا إلى دسكرة الملك


(1) من المصدر. (2) الهداية الكبرى للحضيني: 67 - 68.


[ 662 ]

تلقانا رجل راكب على جمل ونحن في قافلة عظيمة، فقصدنا ونحن سائرون في جملة الناس وهو يعارضنا بجمله، حتى وصل إلينا وقال: يا أحمد بن داود ومحمد بن عبد الله الطلحى معى رسالة إليكما، فقلنا له: ممن يرحمك الله ؟ قال: من سيدكما أبى الحسن على بن محمد - عليهما السلام - يقول لكما: (أنا راحل إلى الله في هذه الليلة، فاقيما مكانكما حتى ياتيكما أمر إبنى أبى محمد الحسن - عليه السلام -)، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وأخفينا ذلك ولم نظهره، ونزلنا بدسكرة الملك واستاجرنا منزلا وأحرزنا ما حملناه فيه، وأصبحنا والخبر شائع في الدسكرة بوفاة مولانا أبى الحسن - عليه السلام -، فقلنا: لا إله إلا الله أترى (الرسول) (1) الذى جاء برسالته أشاع الخبر في الناس، فلما أن تعالى النهار رأينا قوما من الشيعة على أشد قلق مما نحن فيه، فاخفينا أثر الرسالة ولم نظهره. فلما جن علينا الليل جلسنا بلاضوء حزنا على سيدنا أبى الحسن - عليه السلام - نبكى ونشتكى إلى الله فقده، فإذا نحن بيد قد دخلت علينا من الباب، فاضائت كما يضئ المصباح، وقائل يقول: يا أحمد يا محمد [ خذا ] (2) هذا التوقيع فاعملا بما فيه، فقمنا على أقدامنا وأخذنا التوقيع فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم من الحسن المستكين لله رب العالمين إلى شيعته المساكين: أما بعد فالحمد لله على ما نزل بنا منه ونشكر


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر.


[ 663 ]

إليكم جميل الصبر عليه وهو حسبنا في أنفسنا وفيكم ونعم الوكيل، ردوا ما معكم ليس هذا أوان وصوله إلينا، فان هذه الطاغية قد بث عسسه (1) وحرسه حولنا، ولو شئنا ما صدكم وأمرنا يرد عليكم، ومعكما صرة فيها سبعة عشر دينارا في خرقة حمراء لايوب بن سليمان الابى، فرداها عليه فانه ممتحن بما فعله، وهو ممن وقف على جدى موسى بن جعفر - عليهما السلام -، فردا صرته عليه ولا تخبراه)، فرجعنا إلى قم وأقمنا بها سبع ليال، فإذا قد جاءنا أمره: (قد أنفذنا إليكما إبلا غير إبلكما، فاحملا ما قبلكما عليها وخليا لها السبيل فانها واصلة إلينا)، قالا: وكانت الابل بغير قائد ولا سائق توقيع بها الشرح، وهو مثل ذلك التوقيع الذى أوصلته إلينا بالدسكرة تلك اليد، فحلمنا لها ما عندنا واستودعناها الله والطلقناها، فلما كان من قابل خرجنا نريده - عليه السلام -، فلما وصلنا إلى سر من راى دخلنا عليه - عليه السلام -، فقال لنا: (يا أحمد يا محمد ادخلا من الباب الذى بجانب الدار، فانظرا إلى ما حملتماه إلينا على الابل فلم تفقدا منه شيئا، فدخلنا فإذا نحن بالمتاع كما وعيناه وشددناه لم يتغير منه شئ، ووجدنا فيه الصرة الحمراء والدنانير بختمها، وكنا رددناها على أيوب، فقلنا: إنا لله وإنا إليه راجعون هذه الصرة أليس قد رددناها على أيوب، فما نصنع هيهنا فواسو أتاه من سيدنا، فصاح بنا من مجلسه: (مالكما سوأتكما)، فسمعنا الصوت فانثينا إليه، فقال: (آمن أيوب في وقت رد الصرة عليه، * (هامش): (1) العسس: جمع العاس، الذين يطوفون بالليل.

[ 664 ]

فقبل الله إيمانه وقبلنا هديته)، فحمدنا الله وشكرناه على ذلك. (1)

الثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2652 / 134 - عنه في هدايته: عن محمد بن عبد الحميد البزاز وأبى الحسن محمد بن يحيى ومحمد بن ميمون الخراساني والحسين (2) ابن مسعود الفزارى: أن أبا محمد - عليه السلام - كان يقول لنا بعد أبى الحسن - عليه السلام -: (الله الله أن يظهر لكم أخى جعفر على شر، [ فوالله ] (3) ما مثلى ومثله إلا مثل هابيل وقابيل إبنى آدم، حيث حسد قابيل هابيل على ما أعطاه الله من فضله فقتله، ولو تهيا لجعفر قتلى لفعل، ولكن الله غالب على أمره. والحديث طويل ياتي بتمامه في

الحادى والثلاثون من معاجز القائم - عليه السلام -. (4) الحادى والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2653 / 135 - الراوندي: قال: روى سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سال أبا محمد


(1) الهداية الكبرى للحضيني: 68 (مخطوط) وتقدم صدره في الحديث 2511 عن نفس المصدر، وفي الحدث: 2469 عن مشارق أنوار اليقين مختصرا. (2) في المصدر: الحسن. (3) من المصدر. (4) الهداية الكبرى للحضيني: 73 و 95 (مخطوط).


[ 665 ]

- عليه السلام - عن قوله تعالى: (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) (1) رجل من [ أهل ] (2) قم، وأنا [ عنده ] (3) حاضر، فقال - عليه السلام -: (ما سرق يوسف، إنما كان ليعقوب منطقة ورثها من إبراهيم - عليه السلام - وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد إلا استعبد، وكان (4) إذا سرقها إنسان نزل جبرئيل - عليه السلام - فاخبزه بذلك، فاخذت منه، واخذ عبدا، وإن المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم، وكانت سمية ام إسحاق، وإن سارة [ هذه ] (5) أحبت يوسف وأرادت أن تتخذه ولدا لنفسها، وإنها أخذت المنطقة فربطتها على وسطه، ثم سدلت عليه سرباله، ثم (6) قالت ليعقوب: إن المنطقة [ قد سرقت، فاتاه جبرئيل - عليه السلام - فقال: يا يعقوب إن المنطقة ] (7) مع يوسف، ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله. فقام يعقوب إلى يوسف ففتشه - وهو يومئذ غلام يافع - واستخرج المنطقة، فقالت سارة بنت إسحاق: منى سرقها يوسف فانا أحق به، فقال لها يعقوب: فانه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهبيه. قالت: فانا أقبله على أن لا تأخذه منى واعتقه الساعة. فاعطاها


(1) يوسف: 77. (2 و 3) من المصمدر. (4) في المصدر: وكانت وفي البحار: فكان. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقالت، والسربال: القميص والدرع. (7) من المصدر والبحار.


[ 666 ]

إياه فاعتقته، فلذلك قال إخوة يوسف: (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل)). قال أبو هاشم: فجعلت اجيل (1) هذا في نفسي وافكر [ فيه ] (2) وأتعجب من هذا الامر مع قرب يعقوب من يوسف، وحزن يعقوب عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن [ وهو كظيم ] (3) والمسافة قريبة ! فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال: (يا أبا هاشم تعوذ بالله مما جرى في نفسك من ذلك، فان الله - تعالى - لو شاء [ أن ] (4) يرفع الساتر من الاعلى ما بين يعقوب ويوسف حتى كانا يتراءيان (5) فعل، ولكن له أجل هو بالغه، ومعلوم ينتهى إليه [ كل ] (6) ما كان من ذلك، فالخيار من الله لاوليائه). (7)

الثاني والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2654 / 136 - الحضينى في هدايته: قال: حدثنى أبو الحسن محمد بن يحيى الخرقى ببغداد في الجانب الشرقي قال: كان أبى بزازا من


(1) اجيل أي اردد. (2 و 3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار، وفي المصدر: الستائر، وفي البحار: السنام الاعلى. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: يتارءان. (6) من المصدر. (7) الخرائج: 2 / 738 ح 53 وعنه البحار: 12 / 298 ح 8 وفي إثبات الهداة: 3 / 423 ح 85 روى باختصار.


[ 667 ]

[ أهل ] (1) الكرخ، وكان يحمل المتاع إلى سر من راى ويبيع بها ويعود، فلما نشات (2) وصرت رجلا جهز لى متاعا وأمرني بحمله إلى سر من راى، وضمن إلى غلمانا كانوا لنا، وكتب لى كتبا إلى أصدقاء له بزازين إلى سر من راى، وقال: انظر إلى صاحب هذا الكتاب من هو ؟ فاطعه كطاعتك لى وقف عند أمره ولا تخالفه، واعمل بما يرسمه لك، وأكد على في ذلك، وخرجت إلى سر من راى. فلما وصلت إليها صرت إلى البزازين، فاوصلت كتب أبى إليهم، فدفعوا إلى حانوتا، وأمرني الرجل الذى أمرنى أبى بطاعته أن أحمل المتاع من السفينة إلى الحانوت، ففعلت ذلك ولم أكن دخلت سر من راى قبل ذلك، فانا وغلماني أميز المتاع من السفينة إلى الحانوت ونعينه، حتى جاءني خادم فقال لى: يا أبا الحسن محمد بن يحيى الخرقى أجب مولاى، فرأيته خادما جليلا، فقلت له: وما علمك بكنيتي وإسمى ونسبي ؟ وما دخلت هذه المدينة إلا في يومى هذا، وما يريد مولاك [ منى ؟ ] (3) قال: قم عافاك الله معى ولا تخالف، فما ها هنا شئ تخافه ولا تحذره، فذكرت قول أبى وما أمرنى به من مشاورة ذلك الرجل والعمل بما يرسمه، وكان جارى بجانب حانوتي، فقمت إليه وقتلت له: يا سيدى جاءني خادم جليل وسماني [ بكنيتي ] (4) وكناني وقال: أجب مولاى، فوثب الرجل من حانوته إليه فلما راه قبل


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: شبيت. (3 و 4) من المصدر.


[ 668 ]

يده وقال: يا بنى اسرع معه ولا تخالف ما تومر به واقبل كلما يقال لك. فقلت في نفسي: هذا من خدم السلطان أو وزير أو أمير، فقلت للرجل: أنا شعث الشعر ومتاعي مختلط ولا أدرى ما يراد منى، فقال [ لى ] (1): اسكت يا بنى وامض مع الخادم وكلما يقول لك فقل: نعم، فمضيت مع الخادم وأنا خائف وجل حتى انتهى بى إلى باب عظيم، ودخل بى من دهليز إلى دهليز ومن دار إلى دار تخيل لى أنها الجنة، حتى انتهيت إلى شخص جالس عى بساط أخضر، فلما رايته انتفضت وداخلنى منه رهبة (وهيبة) (2)، والخادم يقول لى: ادن، حتى قربت منه فاشار إلى بالجلوس، فجلست وما أملك عقلي، فأمهلني حتى سكنت بعض السكون، ثم قال: (احمل إلينا رحمك الله حبرتين في متاعك) ولم أكن والله علمت أن معى حبرا ولا وقفت عليها، فكرهت أن أقول ليس معى حبر فاخالف ما أوصاني به الرجل، وخفت أن أقول نعم فاكذب، فتحيرت وأنا ساكت. فقال لى: (قم يا محمد إلى حانوتك فعد ستة أسفاط من متاعك وخذ السفط السابع، فافتحه واعزل الثوب الاول الذى تلقاه من أوله، وخذ الثوب الثاني الذى في طيه، وفيها رقعة بشراء الحبرة وما رسم ذلك الربح وهو في العشرة إثنان والثمن إثنان وعشرون دينارا وأحد عشر قيراطا وحبة، وانشر الرزمة العظمى في متاعك فعد منها ثلاثة أثواب، وخذ الرابع فافتحه فانك تجد حبرة في طيها رقعة الثمن تسعة


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر.


[ 669 ]

عشر دينارا وعشر قيراط (1) وحبتان، والربح في العشرة إثنان) فقلت: نعم ولا علم لى بذلك، فوقعت عند قيامى بين يديه فمشيت القهقرى ولم أول ظهرى إجلالا له وإعظاما وأنا لا أعرفه. فقال لى الخادم ونحن في الطريق: طوبى لك لقد اسعدك الله بقدومك، فلم أجبه غير قولى، نعم وصرت إلى حانوتي ودعوت بالرجل فقصصت عليه قصتي وما قال لى، فبكى ووضع خده على الارض وقال: قولك يا مولاى حق وعلمه من علم الله، وقفز إلى السفط والرزمة فاستخرج الحبرتين فاخرج الرقعتين فوجدنا راس المال والربح وموضعهما في طى الثوبين كما قال - عليه السلام -، فقلت: أي شئ يا عم هذا الانسان كاهن أو حاسب أو مخدوم ؟ فبكى وقال: يا بنى لم تخاطب بما خوطبت به إلا أن لك عند الله منزلة، وستعلم من هو ؟ فقلت: يا عم مالى قلب (2) أرجع به إليه [ قال: إرجع، فرجعت ] (3) فسكن ما في قلبى وقوى نفسي ومشيى وأنا معجب من نفسي إلى أن قربت من الدار. فقال لى: أنا منتظرك إلى أن تخرج، فقلت: يا عم أعتذر إليه وأقول: لا علم لى بالحبرتين، فقال لى: لابل تفعل كما قال لك، فدخلت فوضعت الحبرتين بين يديه، فقال لى: (إجلس) فجلست وأنا لا اطيق النظر إليه إعظاما واجلالا، فقال للخادم: (خذ الحبرتين)


(1) في المصدر: وعشرة قراريط. (2) في المصدر: قلت. (3) من المصدر المطبوع: 330.


[ 670 ]

فاخذهما ودخل وضرب بيده إلى البساط فلم أر عليه شيئا، فقبض قبضة وقال: (هذا ثمن حبرتيك وربحهما إمض راشدا، فإذا جاءك رسولنا فلا تتأخر عنا) فاخذتها في طرف ملاءتى فإذا هي دنانير. فخرجت فإذا الرجل واقف، فقال: هات حدثنى، فاخذت بيده وقلت له: يا عم الله الله [ في ] (1) فما اطيق احدثك ما رايت، فقال لى: قل، فقلت له: ضرب بيده إلى البساط وليس عليه شئ، فقبض قبضة من دنانير فاعطانيها وقال لى: (هذه ثمن حبرتيك وربحهما)، فوزناها وحسبنا الربح فكان راس المال الذى ذكره، والربح لا يزيد حبة ولا ينقص حبة، فقال: يا بنى تعرفه ؟ فقلت: لا يا عم، فقال لى: هذا مولانا أبو محمد الحسن بن على حجة الله على جميع الخلق (2).

الثالث والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال والغائب 2655 / 137 - عنه: باسناده، عن أبى جعفر أحمد القصير البصري قال: حضرنا عند سيدنا أبى محمد - عليه السلام - بالعسكر، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر، فقال له: أمير المؤمنين يقرا عليك السلام ويقول لك: كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر إبنين له، وقد سالنا مسالتك أن تركب إلى داره وتدعو لابنيه بالسلامة والبقاء، فاحب أن تركب وأن تفعل ذلك، فانا لم نجشمك هذا العناء إلا لانه قال: نحن نتبرك بدعاء بقايا النبوة والرسالة.


(1) من المصدر. (2) الهداية الكبرى للحضيني: 66 (مخطوط).


[ 671 ]

فقال مولانا - عليه السلام -: (الحمد لله الذى جعل النصراني أعرف بحقنا من المسلمين) ثم قال: (اسرجوا لنا)، فركب حتى وردنا أنوش، فخرج إليه مكشوف الراس حافى القدمين وحوله القسيسون والشمامسة (1) والرهبان، وعلى صدره الانجيل، فتلقاه على باب داره وقال له: يا سيدنا أتوسل إليك بهذا الكتاب الذى أنت أعرف به منا إلا غفرت لى ذنبي في عنائك، وحق المسيح عيسى بن مريم وما جاء به من الانجيل من عند الله ما سالت أمير المؤمنين مسالتك هذا إلا لانا وجدناكم في هذا الانجيل مثل المسيح عيسى بن مريم - عليهما السلام - عند الله، فقال مولانا - عليه السلام -: (الحمدلله) ودخل على فرسه (2) والغلامان على منصة (3)، وقد قام الناس على أقادمهم، فقال - عليه السلام -: (أما إبنك هذا فباق عليك وأما الاخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام، وهذا الباقي يسلم ويحسن إسلامه ويتولانا أهل البيت). فقال أنوش: والله يا سيدى إن قولك الحق ولقد سهل على موت إبنى هذا لما عرفتني أن الاخر يسلم ويتولاكم أهل البيت، فقال له بعض القسيسين: ما لك لا تسلم ؟ فقال له أنوش: أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك، فقال مولانا - عليه السلام -: (صدق ولو لا أن يقول الناس إنا أخبرناك بوفاة إبنك ولم يكن كما أخبرناك لسالنا الله بقائه عليك)، فقال أنوش:


(1) الشمامسة - بفتح الشين المعجمة وكسر الميم الثانية، جمع الشماس -: كلمة سريانية معناها خادم الكنيسة. (2) أي دخل الامام - عليه السلام - وهو على فرسه. (3) المنصة - بكسر الميم وفتح النون والصاد المهملة المشددة -: الكرسي أو ما يرفع من أمكنة يقعد أو يوقف فيها.


[ 672 ]

لا اريد يا سيدى إلا ما تريد. قال أبو جعفر أحمد القصير: مات والله ذلك الابن بعد ثلاثة أيام وأسلم الاخر بعد سنة ولزم الباب معنا إلى وفاة سيدنا أبى محمد - عليه السلام -. (1)

الرابع والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2656 / 138 - وعنه: باسناده، عن عيسى بن مهدى الجوهرى قال: خرجت أنا والحسين بن غياث، والحسن (2) بن مسعود والحسين بن ابراهيم وأحمد بن حسان (3)، وطالب بن إبراهيم بن حاتم، والحسن (4) بن محمد بن سعيد، ومحمد بن أحمد بن الخضيب من جنبلاء (5) إلى سر من راى في سنة سبع وخمسين ومائتين، فعدنا من المدائن إلى كربلاء، فزرنا أبا عبد الله - عليه السلام - في ليلة النصف من شعبان، فتلقتنا إخواننا المجاورين لسيدنا أبى الحسن وأبى محمد - عليهما السلام - بسر من راى، وكنا خرجنا للتهنئة بمولد المهدى - عليه السلام -، فبشرنا إخواننا بان المولود كان قبل طلوع الفجر يوم الجمعة، فقضينا زيارتنا ودخلنا بغداد، فزرنا أبا الحسن موسى وأبا جعفر الجواد محمد بن على - عليهم السلام -، وصعدنا إلى سر من راى.


(1) الهداية الكبرى للحضيني: 67 (مخطوط). (2) في المصدر: والحسين بن مسعود. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حنان بن حنان. (4) في المصدر: والحسين بن محمد بن سعيد. (5) الجنبلاء: بضمتين وثانيه ساكن، كورة وبليدة، وهو منزل بين واسط والكوفة.


[ 673 ]

فلما دخلنا على سيدنا أبى محمد الحسن - عليه السلام - بدانا بالتهنئة قبل أن نبداه بالسلام، فجهرنا بالبكاء بين يديه ونحن نيف وسبعون رجلا من أهل السواد، فقال: (إن البكاء من السرور من نعم الله مثل الشكر لها، فطيبوا نفسا وقرو عينا (1)، فوالله إنكم لعلى دين الله الذى جاءت به الملائكة والكتب، وإنكم كما قال جدى رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إياكم أن تزهدوا في فقراء الشيعة، فان لفقيرهم المحسن المتقى عند الله يوم القيامة شفاعة يدخل فيها مثل ربيعة ومضر، فإذا كان هذا من فضل الله عليكم وعلينا فيكم فاى شى بقى لم ؟) فقلنا باجمعنا: الحمد لله والشكر لكم يا ساداتنا، فبكم بلغنا هذه المنزلة فقال: (بلغتموها بالله وبطاعتكم [ له ] (2) واجتهادكم في عبادته وموالاتكم أوليائه ومعاداتكم أعدائه. فقال عيسى بن مهدى الجوهرى: فاردنا الكلام والمسألة، فقال لنا قبل السوال: (فيكم من أضمر مسالتي عن ولدى المهدى - عليه السلام - وأين هو وقد استودعته لله كما استودعت ام موسى - عليه السلام - إبنها، حيث قذفته في التابوت [ فالقته ] (3) في اليم إلى أن رده الله إليها)، فقالت طائفة منا: أي والله يا سيدنا لقد كانت هذه المسالة في أنفسنا، قال - عليه السلام -: (وفيكم من أضمر [ مسالتي ] (4) عن الاختلاف بينكم وبين أعداء الله وأعدائنا من أهل القبلة والاسلام، فانى منبئكم بذلك فافهموه، فقالت طائفة اخرى: والله يا سيدنا لقد أضمرنا ذلك.


(1) في المصدر والبحار: فطيبوا أنفسا وقروا أعينا. (2 - 4) من المصدر.


[ 674 ]

فقال: (إن الله عزوجل أوحى إلى جدى رسول الله - صلى الله عليه وآله - إنى خصصتك وعليا وحججى منه إلى يوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال: صلاة إحدى وخمسين، وتعفير الجبين، والتختم باليمين، والاذان والاقامة مثنى مثنى، وحى على خير العمل، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين، والقنوت في ثانى كل ركعتين، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقية، وصلاة الفجر مغلسة، وخضاب الراس واللحية بالوسمة. فخلفنا من أخذ حقنا وحزبه الضالون، فجعلوا صلاة التراويح في شهر رمضان عوضا من صلاة الخمسين في كل يوم وليلة، وكتف أيديهم على صدورهم في الصلاة وضا من تعفير الجبين، والتختم باليسار عوضا عن التختم باليمين، والاقامة فرادى خلافا على مثنى، والصلاة خير من النوم خلافا على حى على خير العمل، والاخفات في بسم الله الرحمن الرحيم في السورتين خلافا على الجهر، وآمين بعد ولا الضالين عوضا عن القنوت، وصلاة العصر والشمس صفراء كشحم البقر الاصفر خلافا على بيضاء نقية، وصلاة الفجر عندتما حق النجوم خلافا على صلاتها مغلسة، وهجر (1) الخضاب والنهى عنه خلافا على الامر به واستعماله)، فقال أكثرنا: فرجت همنا يا سيدنا قال - عليه السلام -: (نعم، وفي أنفسكم ما لم تسألوا عنه وأنا انبئكم عنه: وهو التكبير على الميت، كيف [ يكون ] (2) كبرنا خمسا وكبر غيرنا أربعا ؟) فقلنا: نعم


(1) في المصدر: وترك الخضاب. (2) من البحار.


[ 675 ]

يا سيدنا هذا مما أردنا [ أن ] (1) نسال عنه. فقال - عليه السلام -: (أول من صلى عليه من المسلمين عمنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله واسد رسوله، فانه قتل قلق رسول الله - صلى الله عليه وآله - وحزن وعدم صبره وعزاوه على عمه حمزة، فقال - وكان قوله حقا -: لاقتلن بكل شعرة من عمى حمزة سبعين رجلا من مشركي قريش، فأوحى [ الله ] (2) إليه (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون) (3)، وإنما أحب الله جل اسمه أن يجعل ذلك سنة في المسلمين، لانه لو قتل بكل شعرة من عمه حمزة سبعين رجلا من المشركين ما كان في قتله حرج، وأراد دفنه وأحب أن يلقى الله مضرجا بدمائه، وكان قد أمر [ الله ] (4) أن تغسل موتى [ المومنين و ] (5) المسلمين، فدفنه بثيابه، فكان سنة في المسلمين أن لا يغسل شهيدهم، وأمره الله أن يكبر [ عليه ] (6) خمس وسبعين تكبيرة ويستغفر له [ ما ] (7) بين كل تكبرتين منها، فأوحى الله إليه إنى قد فضلت حمزة بسبعين تكبيرة لعظمه عندي وبكرامته على، ولك يا محمد فضل على المسلمين وكبر خمس تكبيرات على كل مومن ومومنة، فانى أفرض [ عليك وعلى امتك ] (8) خمس صلوات في كل يوم وليلة


(1 - 2) من المصدر والبحار. (3) النحل: 126 - 127. (4) من البحار. (5 - 8) من المصدر.


[ 676 ]

والخمس تكبيرات عن خمس صلوات الميت في يومه وليلته ازوده ثوابها وأثبت له أجرها) فقام رجل منا وقال: يا سيدنا فمن صلى الاربعة ؟ فقال: (ماكبرها تيمى ولا عدوى ولا ثالثهما من بنى امية ولا ابن هند - لعنهم الله -، وأول من كبرها [ وسنها فيهم ] (1) طريد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فان طريده مروان بن الحكم، لان معاوية وصى إبنه يزيد - لعنهم الله - باشياء كثيرة، منها أن قال [ له ] (2): إنى خائف عليك يا يزيد من أربعة: عمر بن عثمان ومروان بن الحكم و عبد الله بن الزبير والحسين بن على - عليهما السلام -، ويلك يا يزيد منه (3). فاما مروان فإذا مت وجهزتموني ووضعتموني على نعشى للصلاة، فسيقولون لك تقدم فصل على أبيك، فقل: ما كنت لاعصى أمره أمرنى أن لا يصلى عليه إلا شيخ بنى امية وهو عمى مروان بن الحكم، فقدمه وتقدم إلى ثقات موالينا يحملوا سلاحا مجردا تحت أثوابهم، فإذا تقدم للصلاة وكبر أربع تكبيرات واشتغل بدعاء الخامسة فقبل أن يسلم فيقتلوه، فانك تراح منه وهو أعظمهم عليك، فنم (4) الخبر إلى مروان فاسرها في نفسه، وتوفى معاوية وحمل [ إلى ] (5) سريره جعل للصلاة. فقالوا ليزيد: تقدم، فقال لهم: ما وصاه أبوه معاوية، فقدموا


(1 و 2) من المصدر. (3) أي من الحسين بن على - عليهما السلام -. (4) في البحار: فنمى الخبر. (5) من المصدر.


[ 677 ]

مروان، فكبر أربعا وخرج عن الصلاة قبل الدعاء الخامسة، فاشتغل الناس إلى أن كبروا الخامسة وأفلت مروان بن الحكم لعنه الله، [ وسنوا ] (1) وبقى أن التكبير على الميت أربع تكبيرات لئلا يكون مروان مبدعا)، فقال قائل منها: يا سيدنا فهل يجوز لنا أن نكبر أربعا تقية ؟ فقال - عليه السلام -: (هي خمس لا تقية فيها: [ وإنا لا نتقى في ] (2) التكبير خمسا على الميت والتعقيب (3) في دبر كل صلاة وتربيع القبور وترك المسح على الخفين وشرب المسكر)، فقام ابن الخليل القيسي فقال: يا سيدنا الصلوات الخمس أوقاتها سنة من رسول الله - صلى الله عليه وآله - أو منزلة في كتاب الله تعالى ؟ فقال - عليه السلام -: (يرحمك الله ما استن رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلا ما أمره الله به، فاما أوقات الصلاة فهى عندنا أهل البيت كما فرض الله على رسوله، وهى إحدى وخمسون ركعة في ستة أوقات ابينها لكم في كتاب الله عزوجل في قوله: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) (4)، وطرفاه صلاة الفجر وصلاة العصر، والزلف من الليل مابين العشائين، وقوله عزوجل: (يا أيها الذين آمنو ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين


(1) من المصدر. (2) من المصدر، وقال المجلسي - ره - لعل المعنى أن لا حاجة إلى التقية فيها، إذ يمكن الاتيان بالتكبير إخفاتا من غير رفع اليد. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: التعفير. (4) هود: 114.


[ 678 ]

تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء) (1) بين صلاة الفجر وحد صلاة الظهر وبين صلاة العشاء الاخرة، لانه لا يضع ثيابه للنوم إلا بعدها - إلى أن قال - ثم قال تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) (2) فاكد بيان الوقت وصلاة العشاء من أنها في غسق الليل وهى سواده، فهذه أوقات الصلوات الخمس، ثم أمر بصلاة الوقت السادس وهو صلاة الليل، فقال عزوجل: (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) (3)، وبين النصف في الزيادة فقال عزوجل: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل و في الزيادة فقال عزوجل: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل و نصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه) (4) إلى آخر الاية، فانزل تبارك وتعالى فرض الوقت السادس مثل الاوقات الخمسة، ولو لا ثمان ركعات من صلاة الليل لما تمت إحدى وخمسون ركعة)، فضججنا بين يديه - عليه السلام - بالشكر والحمد على ما هدانا إليه (5)، فقال - عليه السلام -: (زيدوا في الشكر تزدادوا في النعم). قال الحسين بن حمدان: لقيت هولاء النيف وا لسبعون رجلا وسالتهم عما حدثنى به عيسى بن مهدى الجوهرى، فحدثوني به جميعا، ولقيت بالعسكر مولى لابي جعفر الثاني - عليه السلام -، ولقيت


(1) النور: 55. (2) الاسراء: 78. (3) المزمل: 1 - 4. (4) المزمل: 20. (5) في المصدر: له.


[ 679 ]

الريان مولى الرضا - عليه السلام - وكل يروى ماروته الرجال. (1) تم الباب الحادى عشر في معاجز الامام أبى محمد الحسن بن على - عليه السلام -، ويتلوه معاجز الامام الثاني عشر - صلوات الله عليهم -، والحمد لله أولا وآخرا، رب نجنا من النار يا رب. تم ولله الحمد المجلد السابع، ويليه المجلد الثامن باذنه تعالى.


(1) الهداية الكبرى للحضيني: 68 - 70 (مخطوط) وعنه البحار: 81 / 395 ح 62 مختصرا. (*)