كتاب مدينة المعاجز

الجزء السابع

 

 

[ 53 ]

 

الحادي والاربعون: علمه - عليه السلام - بما ادخر 2154 / 52 - عنه: قال: حدثنا على بن عبد الله الوراق - رضى الله عنه - [ قال: حدثنا سعد بن عبد الله ] (1) قال: حدثنا يعقوب بن يزيد قال: حدثنا محمد بن حسان وأبو محمد النيلى، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن على بن شاهويه بن عبد الله، عن أبى الحسن الصائغ، عن عمه قال: (كنت) (2) خرجت مع الرضا - عليه السلام - إلى خراسان، اوامره في قتل رجاء بن أبى الضحاك الذى حمله إلى خراسان، فنهاني عن ذلك وقال: أتريد أن تقتل (3) نفسا مؤمنة بنفس كافرة ؟ قال: فلما صار إلى الاهواز قال لاهل الاهواز: اطلبوا لى قصب سكر، فقال: بعض أهل الاهواز ممن لا يعقل: أعرابي لا يعلم أن القصب لا يوجد في الصيف. فقالوا: يا سيدنا [ إن ] (4) القصب لا يكون في هذا الوقت إنما يكون في الشتاء. فقال - عليه السلام -: بلى، اطلبوه فانكم ستجدونه. فقال إسحاق بن محمد (5): والله ما طلب سيدى إلا موجودا،


= واخرجه في كشف الغمة: 2 / 315 ومناقب ابن شهراشوب: 4 / 369 عن اعلام الورى، وأورده في الثاقب في المناقب: 492 ح 8. (1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أقتل. (4) من المصدر، وفيه: لا يوجد بدل (يكون). (5) في المصدر: إبراهيم. وهو إسحاق بن محمد بن ابراهيم الحضينى. فما في المصدر نسبة = (*)


[ 54 ]

فارسلوا إلى جميع النواحى فجاء أكرة (1) إسحاق، فقالوا: عندنا شئ ادخرناه للبذرة نزرعه، وكانت هذه إحدى براهينه. فلما صار إلى قرية سمعته يقول في سجوده: (لك الحمد إن اطعتك، ولا حجة لى إن عصيتك، ولا صنع لى ولا لغيري في إحسانك، ولا عذر لى إن أسات، ما أصابني من حسنة فمنك، يا كريم اغفر (2) لمن في مشارق الارض ومغاربها من المومنين والمومنات). قال: وصلينا خلفه أشهرا، فما زاد في الفرائض على (الحمد) (والقدر) في الاولى و (الحمد) (3) و (التوحيد) في الثانية. (4)

الثاني والاربعون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2155 / 53 - عنه: قال: حدثنا محمد بن على ماجيلويه - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، (عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري) (5) عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن على الكوفى، عن الحسن بن هارون الحارثى (6)، عن محمد بن داود قال: كنت


= إلى الجد. (1) الاكرة: جمع أكار، والاكار: الحراث والزراع (لسان العرب). (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اعف. (3) في المصدر: وعلى الحمد. (4) عيون اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 205 ح 5 وعنه البحار: 49 / 116 ح 1 وج 85 / 34 ح 24 وج 86 / 228 ح 49 واثبات الهداة: 3 / 263 ح 43 والعوالم: 22 / 230 ح 1. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر، وفي البحار: عن الحسن بن هارون بن الحارث، وفي الاصل: عن الحسن ابن هارون بن الحارثى.


[ 55 ]

أنا وأخى عند الرضا - عليه السلام -، فاتاه من أخبره أنه قد ربط ذقن محمد ابن جعفر، فمضى أبو الحسن - عليه السلام - ومضينا معه وإذا لحياه قد ربطا (1)، وإذا إسحاق بن جعفر وولده وجماعة آل أبى طالب يبكون. فجلس أبو الحسن - عليه السلام - عند راسه ونظر في وجهه فتبسم، فنقم (2) من كان في المجلس عليه، فقال بعضهم: إنما تبسم شامتا بعمه. قال: وخرج ليصلى في المسجد فقلنا له: جعلنا الله (3) فداك قد سمعنا فيك من هولاء ما نكره حين تبسمت. فقال أبو الحسن - عليه السلام - إنما تعجبت (4) من بكاء إسحاق ! وهو والله يموت قبله، ويبكيه محمد ! قال: فبرا محمد، ومات إسحاق. (5) 2156 / 54 - عنه: قال: حدثنا محمد بن على ماجيلويه - رحمه الله -، عن عمه محمد بن أبى القاسم، عن محمد بن على الكوفى، عن الحسن بن على الحذاء قال: حدثنى يحيى بن محمد بن جعفر قال: مرض أبى مرضا شديدا، فاتاه أبو الحسن الرضا - عليه السلام - يعوده، وعمى إسحاق جالس يبكى، قد جزع عليه جزعا شديدا. قال يحيى: فالتفت إلى أبو الحسن - عليه السلام - فقال: [ مما ] (6) يبكى * (هامش) (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وإذا لحييه قد ربط. (2) نقم: أي كره وعاب. (3) في المصدر: جعلت فداك. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أتعجب. (5) عيون اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 206 ح 6 وعنه البحار: 49 / 31 ح 6 والعوالم: 22 / 78 ح 21 وعن فرج المهموم: 231 نقلا من دلائل الامامة: 171 نحوه مختصرا. وأورده في كشف الغمة: 2 / 300 نحوه. (6) من المصدر، وفي البحار: ما.

[ 56 ]

عمك ؟ قلت: يخاف عليه ما ترى. قال: (يحيى) (1) فالتفت إلى أبو الحسن - عليه السلام - فقال: لا تغتمن، فان إسحاق سيموت قبله. قال يحيى: فبرا أبى محمد ومات إسحاق. (2) قال ابن بابويه - رحمه الله - عقيب ذلك: علم الرضا - عليه السلام - ذلك بما كان عنده من كتاب [ علم ] (3) المنايا، وفيه مبلغ أعمار أهل بيته متوارثا (4) عن رسول الله - صلى الله على وآله -، ومن ذلك قال (5) أمير المومنين - عليه السلام -: اعطيت علم المنايا [ والبلايا ] (6) والانساب وفصل الخطاب. (7)

الثالث والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2157 / 55 - عنه: قال: حدثنا على بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب قال: حدثنى إسحاق بن موسى قال: لما خرج عمى محمد بن جعفر


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) عيون اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 206 ح 7 وعنه مناقب ابن شهراشوب: 4 / 340 واعلام الورى: 310 واثبات الهداة: 3 / 264 ح 45، وفي البحار: 49 / 32 ح 7 والعوالم: 22 / 79 ح 22 عنه وعن المناقب، وأورده في الثاقب في المناقب: 481 ح 2. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: متواترة. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: قول. (6) من المصدر. (7) يراجع بصائر الدرجات: 199 - 202 باب 9.


[ 57 ]

[ بمكة ] (1)، ودعا إلى نفسه ودعى بامير المومنين وبويع له بالخلافة، دخل عليه الرضا - عليه السلام - وانا معه، فقال [ له ] (2): يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك، فان هذا الامر لا يتم. ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة، فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم (3) الجلودى فلقيه وهزمه، ثم استامن إليه (4)، فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه، وقال: إن هذا الامر للمأمون وليس لى فيه حق، ثم اخرج إلى خراسان، فمات بجرجان (5). (6)

الرابع الاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2158 / 56 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبى وسعد بن عبد الله جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى، عن عبد الصمد بن عبيد الله، عن محمد بن الاثرم (7) - وكان على شرطة محمد بن سليمان العلوى بالمدينة أيام أبى السرايا - قال: اجتمع إليه أهل بيته وغيرهم من


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: أتى. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عليه. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: في جرجان. (6) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 207 ح 8 وعنه البحار: 47 ح 246 ح 5، وفي ج 49 / 32 ح 8 وإثبات الهداة: 3 / 264 ح 46 والعوالم: 22 / 80 ح 23 عنه وعن كشف الغمة 2 / 300. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن عبد الصمد بن عبيد الله بن اللازم.


[ 58 ]

قريش فبايعوه، فقالوا [ له ] (1): لو بعثت إلى أبى الحسن الرضا - عليه السلام - كان معنا وكان أمرنا واحدا. (قال:) (2) فقال محمد بن سليمان: إذهب إليه فاقراه (منى) (3) السلام وقل له: إن أهل بيتك اجتمعوا وأحبوا أن تكون معهم، فان رايت أن تأتينا فافعل. قال: فاتيته وهو بالحمراء، فاديت ما أرسلني [ به ] (4) إليه فقال: اقراه منى السلام وقل له: إذا مضى عشرون يوما أتيتك، قال: فجئت فابلغته ما أرسلني به [ إليه ] (5)، فمكثنا أياما، فلما كان يوم ثمانية عشر جائنا ورقاء قائد الجلودى، فقاتلنا فهزمنا، وخرجت هاربا نحو الصورين (6)، فإذا هاتف يهتف بى: يا أثرم. فالتفت إليه فإذا (هو) (7) أبو الحسن الرضا - عليه السلام - وهو يقول: مضت العشرون أم لا ؟ وهو محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن [ الحسن بن ] (8) على بن أبى طالب - عليه السلام - (9)


(1) من المصدر والبحار. (2 و 3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) من البحار. (6) الصورين: موضع قرب المدينة. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار. (9) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 207 ح 9 وعنه البحار: 49 / 220 ح 7 واثبات الهداة: 3 / 264 ح 47 والعوالم: 22 / 394 ح 1.


[ 59 ]

 

الخامس والاربعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2159 / 57 - عنه: قال: حدثنا الحسين بن احمد بن إدريس قال: حدثنى ابى، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن معمر بن خلاد قال: قال لى الريان بن الصلت بمرو - وقد كان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان - فقال لى: احب أن تستأذن لى على أبى الحسن - عليه السلام - فاسلم عليه، واحب أن يكسونى من ثيابه، و [ احب ] (1) أن يهب لى من الدراهم التى ضربت باسمه، فدخلت على أبى الحسن - عليه السلام - فقال [ لى ] (2) مبتدئا: إن الريان بن الصلت يريد الدخول علينا، والكسوة من ثيابنا والعطية من دراهمنا، فاذنت له، [ فدخل وسلم ] (3) فاعطاه ثوبين وثلاثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه. (4) 2160 / 58 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن معمر بن خلاد قال: سألني الريان بن الصلت أن استاذن له على أبى الحسن - عليه السلام - بخراسان، وساق حديثه بطوله وفي آخره قال: قل له: ياتيني الليلة، فلما خرجت


(1 - 3) من المصدر والبحار. (4) عيون اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 208 ح 10 وعنه اعلام الورى: 310، وفي البحار: 49 / 33 ح 1099 والعوالم: 22 / 80 ح 24 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 340 ورجال الكشى: 547 ح 1036، وفي حلية الابرار: 4 / 378 ح 5 عن العيون والكشى.


[ 60 ]

أتيته بوعده (1) حتى يلقاه بالليل، فلما دخل عليه جلس قدامه، وتنحيت أنا ناحية فدعاني فاجلسني معه، ثم أقبل على الريان بوجهه فدعا له بقميص، فلما أراد أن يخرج وضع في يده شيئا، فلما خرج نظرت فإذا ثلاثون درهما من دراهمه، فاجتمع له جميع ما أراد من غير طلبة. (2) 2161 / 59 - عبد الله بن جعفر الحميرى في قرب الاسناد: قال: حدثنى الريان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا - عليه السلام - بخراسان، فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي [ أن ] (3) يكسونى ثوبا من ثيابه ويهب لى من الدراهم التى ضربت باسمه، فاخبرني معمر أنه دخل على أبى الحسن الرضا - عليه السلام - من فوره ذلك. قال: فابتدانى أبو الحسن - عليه السلام - فقال: يا معمر [ ألا ] (4) يريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب (5) له من دراهمنا ؟ قال: فقلت [ له ] (6): سبحان الله هكذا كان قوله لى الساعة بالباب. قال: فضحك ثم قال: إن المومن موفق، قل له: فليجئنى، فادخلني عليه فسلمت فرد [ على ] (7) السلام ودعا لى بثوبين من ثيابه فدفعهما


(1) في المصدر: فوعدته. (2) دلائل الامامة: 191 - 192 وفيه (طلبته). (3) من المصدر. (4) من المصدر، وفي البحار: لا يريد. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تكسوه من ثيابنا ونهب. (6) من المصدر والبحار، وفيهما (هذا) بدل: هكذا (7) من المصدر والبحار.


[ 61 ]

إلى، فلما قمت وضع في يدى ثلاثين درهما. (1)

السادس والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2162 / 60 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو القاسم على بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبى عبد الله البرقى - رحمه الله - قال: حدثنى أبى وعلى ابن محمد بن ماجيلويه جميعا، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى، عن أبيه، عن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد العلوى قال: كنا حول أبى الحسن الرضا - عليه السلام - ونحن شبان من بنى هاشم، إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوى وهو رث الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعضى وضحكنا من هيئته، فقال الرضا - عليه السلام -: لترونه عن قريب كثير المال كثير التبع. فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولى المدينة وحسنت حاله، فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم، وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بن الحسن بن على بن عمر (2) بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم السلام -. (3)


(1) قرب الاسناد: 148 وعنه اثبات الهداة: 3 / 269 ح 129، وفي البحار: 49 / 29 ح 1 والعوالم: 22 / 65 ح 2 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 299 ورجال الكشى: 546 ح 1035. (2) كذا في المصدر والعوالم، وفي الاصل، جعفر بن محمد بن عمر، وفي البحار ص 33: جعفر بن عمر بن الحسين، وفي ص 220: جعفر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عمر. (3) عيون الاخبار: 2 / 208 ح 11 وعنه اعلام الورى: 311 والبحار: 49 / 220 ح 8 وفي ص 33 ح 11 والعوالم: 22 / 81 ح 25 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب 4: 335. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 314 عن اعلام الورى، وأورده في الثاقب في المناقب: 486 ح 1 والفصول المهمة: 247.


[ 62 ]

 

السابع والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2163 / 61 - عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبى يعقوب، عن موسى بن مهران (1) قال: رايت الرضا - عليه السلام - وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة فقال: كانى به وقد حمل إلى مرو فضربت عنقه، فكان كما قال. (2) 2164 / 62 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى محمد بن عيسى، عن محمد بن أبى يعقوب، عن موسى بن مهران قال: رايت الرضا - عليه السلام - ونظر إلى هرثمة بالمدينة فقال: كانى به وقد حمل إلى مرو فضربت عنقه، فكان كما قال - عليه السلام -. (3)

الثامن والاربعون: الدواء أراه الرجل في منامه 2165 / 63 - عنه: قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن على بن الحسين الثعالبي قال: حدثنى أبو أحمد (4) عبد الله بن عبد الرحمن المعروف


(1) في المصدر والبحار: هارون، والظاهر أن ما في الاصل هو الصحيح لكونه من أصحاب الرضا عليه السلام. (2) عيون الاخبار: 2 / 210 ح 14 وعنه إعلام الورى: 311، وفى اثبات الهداة: 3 / 266 ح 52 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 304، وفي البحار: 49 / 34 ح 14 والعوالم 22 / 83 ح 28 عنهما وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 335. ورواه في اثبات الوصية: 175. (3) دلائل الامامة: 193 - 194. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبو محمد.


[ 63 ]

بالصفوانى قال: [ قد ] (1) خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان، فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال، فبقى في أيديهم مدة يعذبونه ليفتدى منهم نفسه، وأقاموه في الثلج [ فشدوه ] (2) وملاوافاه من ذلك الثلج، فرحمته إمراة من نسائهم، فاطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه حتى لم يقدر على الكلام. ثم انصرف إلى خراسان وسمع بخبر (3) على بن موسى الرضا - عليه السلام - وأنه بنيسابور، فراى ما يرى (4) النائم كان قائلا يقول له: إن ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد ورد خراسان فسله عن علتك، فربما يعلمك دواء [ ما ] (5) تنتفع به. قال: فرايت كانى قد قصدته - عليه السلام - وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه وأخبرته بعلتى، فقال لى: خذ من الكمون (6) والسعتر والملح ودقه، وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فانك تعافى، فانتبه الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان راى في منامه ولا اعتد به، حتى ورد باب نيسابور، فقيل له: إن على بن موسى الرضا - عليه السلام - قد ارتحل من نيسابور وهو ب‍ (رباط سعد).


(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل بخبره. (4) في المصدر فيما يرى، وفي البحار: فيما راى. (5) من البحار. (6) قال الفيروز آبادي: الكمون كتنور. حب معروف. مدر مجش، هاشم، طارد للرياح، وابتلاع ممضوغه بالملح بقطع اللعاب، والكمون الحلو، الانيسون، والحبشى شبيه بالشونيز، والارمني الكرويا، والبرى الاسود.


[ 64 ]

فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء، فقصده إلى (رباط سعد) فدخل عليه فقال له: يابن رسول الله كان من أمرى كيت وكيت وقد انفسد على فمى ولساني حتى لا أقدر على الكلام إلا بجهد، فعلمني دواء انتفع به. فقال [ الرضا عليه السلام: ألم ] (1) اعلمك) إذهب واستعمل ما وصفته لك في منامك. فقال له الرجل: يابن رسول الله إن رايت أن تعيده على. فقال - عليه السلام -: خذ من الكمون والسعتر والملح فدقه، وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فانك ستعافى (2) قال الرجل: فاستعملت ما وصفه (3) لى فعوفيت. قال أبو حامد أحمد بن على بن الحسين الثعالبي: سمعت أبا أحمد عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانى يقول: رايت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية. (4)

التاسع والاربعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2166 / 64 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر


(1) من المصدر، وفيه وفي البحار: فاستعمل. (2) كذا في المصدر والبحار. وفي الاصل: تعافى. (3) في المصدر: وصف. (4) العيون 2: 211 ح 16 وعنه إعلام الورى: 311 - 312 واثبات الهداة: 3 / 267 ح 54 والبحار: 49 / 124 ح 6 وج 62 / 159 ح 1 والعوالم: 22 / 238 ح 7. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 314 عن اعلام الورى، وأورده في الثاقب في المناقب: 484 ح 2، وفي مناقب آل أبى طالب 4: 344 باختصار.


[ 65 ]

الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم قال: حدثنى الريان بن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العراق، عزمت (1) على توديع الرضا - عليه السلام - فقلت في نفسي: إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده الشريف لاكفن فيه (2) ودراهم من ماله الحلال الطيب لاصوغ منها (3) لبناتي خواتيم. فلما ودعته شغلنى البكاء والاسى على فراقه عن مسالة (4) ذلك. فلما خرجت من بين يديه صاح بى: ياريان ارجع ! فرجعت، فقال لى: أما تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فنى أجلك ؟ أو ما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟ فقلت: يا سيدى قد كان في نفسي أن أسالك ذلك فمنعني الغم بفراقك، فرفع - عليه السلام - الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلى، ورفع جانب المصلى فاخرج دراهم فدفعها إلى، فعددتها فكانت ثلاثين درهما. (5) 2167 / 65 - ثاقب الماقب: عن على بن إبراهيم قال: حدثنا الريان ابن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا - عليه السلام - فقلت في نفسي: إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده


(1) في المصدر: وعزمت. (2) في المصدر والبحار: به. (3) في المصدر والبحار: أصوغ بها. (4) في المصدر: الاسف على فراقه عن مسالته. (5) العيون 2: 211 ح 17 وعنه البحار: 49 / 35 ح 16 واثبات الهداة: 3 / 267 ح 55 والعوالم: 22 / 85 ح 30. ورواه في اثبات الوصية: 180.


[ 66 ]

الشريف [ العظيم الكريم ] (1) لاكفن [ فيه ] (2)، ودراهم من مال الحلال الطيب لاصوغ منها لبناتي خواتيم. فلما ودعته شغلنى البكاء والاسى على مفارقته عن مساءلته، فلما خرجت من بين يديه صاح [ بى ] (3) يا ريان ارجع فرجعت فقال لى: أما تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فنى أجلك، أو ما تحب أن ادفع اليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم ؟ فقلت: يا سيدى قد كان في نفسي أن أسئلك ذلك، فمنعني الغم بفراقك (4). فرفع - عليه السلام - الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلى، ورفع جانب المصلى فاخرج دراهم فدفعها إلى وكانت ثلاثين درهما. (5)

الخمسون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2168 / 66 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: كنت شاكا في أبى الحسن الرضا - عليه السلام -، فكتبت [ إليه ] (6) كتابا أساله فيه الاذن عليه، وقد أضمرت في نفسي إذا دخلت عليه أن أساله عن ثلاث آيات قد عقدت قلبى عليها،


(1) ليس في المصدر. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: لفراقك. (5) الثاقب في المناقب: 476 ح 3. (6) من المصدر والبحار.


[ 67 ]

قال: فأتاني جواب ما (كنت) (1) كتبت [ به ] (2) إليه (عافانا الله وإياك، أما ما طلبت من الاذن على فان الدخول على صعب، وهولاء قد ضيقوا على في ذلك، فلست تقدر عليه الان، وسيكون إن شاء الله). وكتب - عليه السلام - بجواب ما أردت أن أساله عنه من (3) الايات الثلاث في الكتاب، ولا والله ما ذكرت له منهن شيئا ولقد بقيت متعجبا لما ذكرها (4) في الكتاب، ولم أدر أنه جوابي (5) إلا بعد ذلك، فوقفت على معنى ما كتب به - عليه السلام -. ورواه صاحب ثاقب المناقب: عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: كنت شاكا في أبى الحسن الرضا - عليه السلام - وذكر الحديث إلى آخره. (6)

الحادى والخمسون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2169 / 67 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: بعث الرضا - عليه السلام - إلى بحماره (7) فركبته وأتيته، فاقمت عنده


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: عن. (4) كذا في المصدر والعوالم، وفي البحار: ذكرها، وفي الاصل (ذكر هو). (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جواب. (6) عيون الاخبار: 2 / 212 ح 18، الثاقب في المناقب: 477 ح 4، وأخرجه في البحار: 49 / 36 ح 17 والعوالم: 22 / 85 ح 31 عن العيون وعن مناقب ابن شهراشوب 4: 336. (7) في المصدر والبحار: بحمار.


[ 68 ]

بالليل إلى أن مضى منه ما شاء الله، فلما أراد أن ينهض قال لى: لا أراك [ ان ] (1) تقدر على الرجوع إلى المدينة، قلت: أجل جعلت فداك، قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله تعالى. قلت: أفعل جعلت فداك، قال (2): يا جارية افرشي له فراشي واطرحى عليه ملحفتي التى أنام فيها وضعي تحت راسه مخادى. قال: فقلت (3) في نفسي: من أصاب ما أصبت في ليلتى هذه ؟ ! فقد (4) جعل الله لى من المنزلة عنده، وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحدا من أصحابنا: بعث إلى بحماره فركبته وفرش لى فراشه، وبت في ملحفته، ووضعت لى مخدته (5)، ما أصاب مثل هذا أحد من أصحابنا. قال: وهو قاعد معى وأنا احدث نفسي، فقال - عليه السلام - لى: يا أحمد إن أمير المؤمنين - عليه السلام - أتى صعصعة (6) بن صوحان في مرضه يعوده، فافتخر على الناس بذلك، فلا تذهبن نفسك إلى الفخر، وتذلل لله تعالى، واعتمد على يده فقام - عليه السلام -. (7) 2170 / 68 - وروى عبد الله بن جعفر الحميرى في قرب الاسناد:


(1) من البحار. (2) في البحار: فقال. (3) في المصدر: مخدتى، قال: قلت. (4) في المصدر والبحار: لقد. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: مخادة. (6) كذا في الاصل وبعض نسخ المصدر والمناقب والخرائج والعوالم، وفي المصدر والبحار: زيد. والظاهر أن ما في المتن هو الصحيح، ويؤيده أن الكشى روى في رجاله: 67 ح 121 في ترجمة صعصعة مثل هذه الرواية، ونحوها في ص 587 ح 1099، وص 588 ح 1100. (7) عيون الاخبار: 2 / 212 ح 19 وعنه البحار: 49 / 36 ح 18 والعوالم: 22 / 86 ح 32، وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 335 - 336.


[ 69 ]

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر وذكر نحو هذا الحديث. وفي آخره قلت في نفسي: قد نلت من هذا الرجل كرامة ما نالها أحد قط، فإذا هاتف يهتف [ بى ] (1): يا أحمد ولم أعرف الصوت حتى جاءني مولى له فقال: أجب مولاى، فنزلت فإذا هو مقبل إلى فقال: (كفك !) فناولته كفى فعصرها، ثم قال: (إن أمير المؤمنين عليه السلام أتى صعصعة بن صوحان عائدا له، فلما أراد أن يقوم من عنده قال: يا صعصعة بن صوحان، لا تفتخر (2) بعيادتي إياك وانظر لنفسك، فكان الامر قد وصل إليك، ولا يلهينك (3) الامل، أستودعك الله وأقرا عليك السلام كثيرا). (4)

الثاني والخمسون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2171 / 69 - عنه: قال: حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفى قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أبى مسروق قال: دخل على الرضا - عليه السلام - جماعة من الواقفة فيهم: على بن أبى حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمار


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تفخر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يلومنك. (4) قرب الاسناد: 167 وعنه البحار: 49 / 269 ذح 10 والعوالم: 22 / 448 ح 1 وعن العيون المتقدم ذكره.


[ 70 ]

والحسين بن مهران (1) والحسين (2) بن أبى سعيد المكارى فقال له على ابن أبى حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك - عليه السلام - ما حاله ؟ فقال (له) (3) - عليه السلام -: [ إنه ] (4) قد مضى - عليه السلام -، فقال له: فالى من عهد ؟ فقال: إلى. فقال له: إنك لتقول قولا ما قاله أحد من آبائك على بن أبى طالب - عليه السلام - فمن دونه، قال: لكن قد قاله خير آبائى وأفضلهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال له: أما تخاف هولاء على نفسك ؟ فقال: لو خفت عليها كنت (5) عليها معينا، إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أتاه (6) أبو لهب فتهدده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن خدشت من قبلك خدشة فانا كذاب، فكانت أول آية نزع بها رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وهى أول آية أنزع (بها) (7) لكم، إن خدشت خدشة من قبل هارون فانا كذاب. فقال له الحسين بن مهران: قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول !


(1) في البحار (عمران) وهو: الحسين بن مهران بن محمد بن أبى نصر السكوني، روى عن أبى الحسن موسى الرضا عليهما السلام، وكان واقفا، وله مسائل. راجع رجال النجاشي: 56، وفهرس الطوسى: 109، ورجال البرقى: 51، ورجال السيد الخوئى: 6 / 104. (2) في الاصل: (الحسن). وهو: الحسين بن أبى سعيد هاشم بن حيان (حنان) المكارى، أبو عبد الله، كان هو وأبوه وجهين من الواقفة. راجع رجال النجاشي: 38، ورجال السيد الخوئى: 5 / 181. وج 6 / 113. (3) ليس في البحار. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لكنت. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جاءه. (7) ليس في المصدر.


[ 71 ]

قال: فتريد ماذا ؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فاقول له: إنى إمام وأنت (1) لست في شئ ؟ ليس هكذا صنع رسول الله - صلى الله عليه وآله - في أول أمره، إنما قال ذلك لاهله ومواليه ومن يثق به، فقد خصهم (2) به دون الناس، وأنتم تعتقدون الامامة لمن كان قبلى من آبائى وتقولون: أنه إنما يمنع على بن موسى الرضا - عليه السلام - أن يخبر أن أباه حى تقية فانى لا أتقيكم في أن أقول: (إنى (3) إمام) فكيف أتقيكم في أن ادعى أنه حى لو كان حيا ؟ ! قال ابن بابويه عقيب ذلك: إنما لم يخش الرشيد لانه قد كان عهد إليه أن صاحبه المأمون دونه. (4)

الثالث والخمسون: إخباره - عليه السلام - بالغائب 2172 / 70 - عنه: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب - رحمه الله - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن يحيى بن بشار قال: دخلت على الرضا - عليه السلام - بعد مضى أبيه - عليه السلام - فجعلت أستفهمه بعضى ما كلمني به. فقال لى: نعم يا سماع، فقلت: جعلت فداك، كنت والله القب بهذا


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وإنك. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فخصهم. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إن أبى إمام. (4) عيون اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 213 ح 20 وعنه البحار: 18 / 52 ح 4 وج 49 / 114 ح 5 واثبات الهداة: 1 / 267 ح 108 وج 3 / 269 ح 58 والعوالم: 22 / 60 ح 2.


[ 72 ]

في صباي وأنا في الكتاب، قال: فتبسم في وجهى. (1)

الرابع والخمسون: كفايته - عليه السلام - عدوه وعدم عمل السيوف 2173 / 71 - عنه: قال: حدثنا محمد بن أحمد السنانى - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفى قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنى هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدى ومولاى - يعنى الرضا - عليه السلام - في دار المأمون، وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا - عليه السلام - قد توفى ولم يصح هذا القول، فدخلت اريد الاذن عليه. قال: وكان في بعض ثقاة خدم المأمون غلام يقال له: (صبيح الديلمى)، وكان يتولى سيدى - عليه السلام - حق ولايته، وإذا صبيح قد خرج، فلما رانى قال [ لى ] (2) يا هرثمة ألست تعلم أنى ثقة المأمون على سره وعلانيته ؟ قلت: بلى، قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الاول من الليل، فدخلت عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع، وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه، وليس بحضرتنا أحد من خلق الله تعالى غيرنا. فقال لنا: هذا العهد لازم لكم أنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا منه شيئا، قال فحلفنا له:


(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 214 ح 21 وعنه البحار: 49 / 37 ح 19 والعوالم: 22 / 87 ح 33. (2) من المصدر والبحار.


[ 73 ]

فقال: ياخذ كل واحد منكم سيفا بيده، وامضوا حتى تدخلوا على على بن موسى الرضا - عليه السلام - في حجرته، فان وجدتموه قائما أو قاعدا أو ثائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا (1) لحمه وشعره وعظمه ومخه، ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحو أسيافكم به، وصيروا إلى، وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم وعشر ضياع منتخبة، والخطوط (2) عندي ما حييت وبقيت. قال: فاخذنا الاسياف بايدينا ودخلنا عليه في حجرته، فوجدناه مضطجعا يقلب طرف يديه ويتكلم بكلام لا نعرفه. قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف، ووضعت سيفى وأنا قائم أنظر إليه، وكانه قد كان علم بمصيرنا إليه، فلبس (3) على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا عليه بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون. فقال (لهم) (4): ما صنعتم ؟ قالوا: [ فعلنا ] (5) ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين. قال: لا تعيدوا شيئا مما كان، فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الراس محلل الازرار وأظهر وفاته


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اخلطوا: بدون واو. (2) في المصدر: والحظوظ وفي البحار: منتجبة والحظوظ. (3) في المصدر والعوالم: فليس. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار.


[ 74 ]

وقعد للتعزية، ثم قام حافيا (حاسرا) (1)، فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه، فلما دخل عليه حجرته سمع بهمهمة فارتعد (2)، ثم قال: من عنده ؟ قلت: لا أعلم (3) يا أمير المؤمنين، فقال: إسرعوا وانظروا. قال صبيح: فاسرعنا إلى البيت فإذا سيدى - عليه السلام - جالس في محرابه يصلى ويسبح، فقلت: يا أمير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محابه يصلى ويسبح، فانتفض المأمون وارتعد، ثم قال: غدر تمونى (4) لعنكم الله، ثم التفت إلى من بين الجماعة فقال لى: يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلى عنده ؟ قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا، فلما (5) صرت [ إليه ] (6) عند عتبة الباب قال - عليه السلام - لى: يا صبيح، قلت: لبيك يا مولاى وقد سقطت لوجهي. فقال: قم يرحمك الله يريدون ليطفوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (7) قال: فرجعت إلى المأمون، فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم، فقال لى: يا صبيح ما وراءك ؟ قلت له: يا أمير المؤمنين هو - والله - جالس في


(1) ليس في البحار. (2) في المصدر: همهمته فارعد، وفي البحار همهمة فارعد. (3) في المصدر والبحار: لا علم لنا. (4) في البحار والعوالم وبعض نسخ المصدر: غررتموني. (5) كذا في البحار والعوالم، وفي الاصل والمصدر: ثم. (6) من المصدر. (7) اقتباس من سورة الصف آية 8.


[ 75 ]

حجرته وقد نادانى وقال [ لى ] (1): كيت وكيت. قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه، وقال: قولوا إنه كان غشى عليه وإنه قد أفاق. قال هرثمة: فأكثرت لله تعالى شكرا وحمدا، ثم دخلت على سيدى الرضا - عليه السلام -، فلما رانى قال: يا هرثمة لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للايمان بمحبتنا وولايتنا، فقلت: نعم يا سيدي ثم قال - عليه السلام - [ لى ] (2): يا هرثمة والله لا يضرنا كيدهم شيئا حتى يبلغ الكتاب أجله. وروى هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو على محمد بن زيد القمى قال: حدثنى [ محمد ] (3) بن منير قال: حدثنى محمد بن خلف الطوسى قال: حدثنى هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدى الرضا، وقد ذكر أنه قد مات ولم يصح، فدخلت اريد الاذن عليه، وكان في بعض أسباب خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمى وكان يتولى (4) بسيدي الرضا - عليه السلام - [ حق الولاء ] (5). قال: وإذا انا بصبيح قد خرج، فلما رانى قال لى: يا هرثمة ألست تعلم أننى ثقة المأمون على سره وعلانيته ؟ قلت: بلى، قال: اعلم


(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقول. (5) من المصدر.


[ 76 ]

يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته من (1) الثلث الاول من الليل، فدخلت وقد صار نهارا من (كثرة) (2) الشموع، وبين يديه سيوف (مسللة) (3) مشحوذة مسمومة. فدعا بنا (4) غلاما غلاما، فاخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا (5) احد من خلق الله غيرنا. وساق الحديث إلى آخره ببعض التغيير اليسير في بعض الالفاظ. ورواه أيضا المرتضى في عيون المعجزات: عن هرثمة بن أعين ببعض التغيير. ولعل الاختلاف في بعض الالفاظ من بعض الرواة أو النساخ والله سبحانه أعلم. (6)

الخامس والخمسون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2174 / 72 - ابن بابويه: قال: حدثنا على بن عبد الله الوراق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي الكوفى قال: حدثنا الحسن بن عيسى الخراط قال: حدثنى جعفر بن محمد النوفلي قال:


(1) في المصدر: في. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فدعانا. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بحضرته. (6) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 214 ح 22، دلائل الامامة: 184 - 185، عيون المعجزات: 110 - 112، وأخرجه في البحار: 49 / 186 ح 18 واثبات الهداة: 3 / 269 ح 60 وحلية الابرار: 4 / 446 ح 3 والعوالم: 22 / 347 ح 1. ورواه الحضينى في الهداية الكبرى: 280 - 282.


[ 77 ]

أتيت الرضا - عليه السلام - وهو بقنطرة (أربق) (1) فسلمت عليه ثم جلست وقلت: جعلت فداك إن اناسا يزعمون أن آباك - عليه السلام - حى. فقال: كذبوا لعنهم الله لو كان حيا ما قسم ميراثه ولا نكح نساوه، ولكنه - والله - ذاق الموت كما ذاقه على بن أبى طالب - عليه السلام -، قال: فقلت له: ما تأمرني ؟ قال: عليك بابنى محمد من بعدى، وأما أنا فانى ذاهب في وجه الارض لا أرجع منه، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد. قال: قلت: جعلت فداك قد عرفنا واحدا فما الثاني ؟ قال ستعرفه. (2) ثم قال - عليه السلام -: قبري وقبر هارون هكذا وضم اصبعيه (3). (4)

السادس والخمسون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2175 / 73 - عنه: قال: حدثنا الحسين (5) بن أحمد بن إدريس - رحمه الله -، عن أبيه، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، عن حمزة بن جعفر الارجانى قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب وخرج الرضا - عليه السلام - من باب، فقال الرضا - عليه السلام - وهو يعبر


(1) أربق: ويقال: أربك، بالكاف بدل القاف، من نواحى رامهرمز بخوزستان، ذات قرى ومزارع، وعنها قنطرة مشهورة لها ذكر في كتب السير (معجم البلدان: 1 / 137). (2) في المصدر والبحار: ستعرفونه. (3) في المصدر والبحار: باصبعيه. (4) العيون: 2 / 216 ح 23 وعنه اعلام الورى: 312 والبحار: 48 / 260 ح 12 وج 49 / 285 ح 6 وج 50 / 18 ح 1 وإثبات الهداة: 3 / 271 ح 61. وأورده في الثاقب في المناقب: 491 ح 6. (5) في المصدر: الحسن.


[ 78 ]

هارون: (1) ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس يا طوس (يا طوس) (2) ستجمعينى وإياه. (3)

السابع والخمسون: العين التى ظهرت 2176 / 74 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان - رحمه الله - قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد ابن حفص قال: حدثنى مولى العبد الصالح أبى الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - قال: كنت في جماعة مع الرضا - عليه السلام - في مفازة (4) فأصابنا عطش شديد ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا. فقال لنا الرضا - عليه السلام -: ائتوا موضعا - وصفه لنا - فانكم ستصيبون (5) الما فيه. قال: فاتينا الموضع فاصبنا الماء وسقينا دوابنا حتى روينا ورويت ومن معنا من القافلة، ثم رحلنا فأمرنا (6) - عليه السلام - بطلب العين، فطلبناها فما أصبنا إلا بعر الابل، ولم نجد للعين أثرا، فذكرت (7) ذلك


(1) في المصدر: وهو يعتبر لهارون. (2) ليس في المصدر. (3) عيون الاخبار 2: 216 ح 24 وعنه اعلام الورى: 312. وأخرجه في البحار: 49 / 115 ذح 6 والعوالم: 22: 223 ح 1 عن مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 340، وفي كشف الغمة: 2 / 315 عن اعلام الورى. (4) المفازة: الفلاة لا ماء فيها، وقيل: سميت مفازة لان من خرج منها وقطعها فاز، وقيل: إن ذلك ماخوذ من فوز أي مات، لان المفازة فطنة الموت لخلوها من الماء. (5) في المصدر والبحار: تصيبون. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأمرنا. (7) كذا في البحار: وفي الاصل والمصدر: فذكر.


[ 79 ]

لرجل من ولد قنبر كان يزعم أن له مائة وعشرين سنة، فاخبرني القنبرى بمثل هذا الحديث سواء. قال: انا كنت ايضا معه في خدمته فاخبرني (1) القنبرى أنه كان في ذلك مصعدا إلى خراسان. (2)

الثامن والخمسون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2177 / 75 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدثنى محول (3) السجستاني قال: لما ورد البريد باشخاص الرضا - عليه السلام - إلى خراسان كنت [ أنا ] (4) بالمدينة، فدخل المسجد ليودع رسول الله - صلى الله عليه وآله - فودعه مرارا، كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت إليه وسلمت عليه، فرد السلام وهناته، فقال: زرنى فانى أخرج من جوار جدى - صلى الله عليه وآله - وأموت (5) في غربة وادفن في جنب هارون الرشيد. قال: فخرجت متبعا لطريقه حتى مات بطوس ودفن إلى جنب هارون. (6)


(1) في المصدر والبحار: وأخبرني. (2) عيون اخبار الرضا - عليه السلام -: 2: 216 ح 25 وعنه البحار: 49 / 37 ح 20 والعوالم: 22 / 87 ح 34. (3) في البحار والعوالم: مخول السجستاني. (4) من المصدر والبحار. (5) في البحار: فاموت. (6) العيون: 2 / 217 ح 26 وعنه البحار: 49 / 117 ح 2 والعوالم: 22 / 226 ح 1.


[ 80 ]

 

التاسع والخمسون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2178 / 76 - عنه: قال: حدثنا محمد بن أحمد السنانى - رضى الله عنه - [ وغير واحد من المشايخ ] (1) قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفى قال: حدثنى سعد بن مالك، عن أبى حمزة، عن [ ابن ] (2) أبى كثير قال: لما توفى موسى - عليه السلام - وقف الناس في أمره، فحججت [ في ] (3) تلك السنة، فإذا أنا بعلى بن موسى الرضا - عليه السلام -، فاضمرت في قلبى أمرا فقلت: (أبشرا منا واحدا نتبعه) (4) الاية. فمر - عليه السلام - كالبرق الخاطف على وقال: أنا والله البشر الذي يجب عليك أن تتبعني، فقلت: معذرة إلى الله تعالى وإليك، فقال: مغفور لك. وحدثني بهذا الحديث غير واحد من المشايخ، عن محمد بن أبى عبد الله الكوفى بهذا الاسناد. (5)

الستون: الدنانير والمنقوش على واحد منها 2179 / 77 - عنه: قال: حدثنا على بن عبد الله الوراق - رضى الله عنه -


(1) من البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) من البحار. (4) القمر: 24. (5) عيون اخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 217 ح 27 وعنه البحار: 49 / 38 ح 21 والعوالم: 22 / 88 ح 35، وأورده في الثاقب في المناقب: 477 ح 5.


[ 81 ]

قال: حدثنى محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الرحمن الهمداني قال: حدثنى أبو محمد الغفاري قال: لزمنى دين ثقيل، فقلت: ما لقضاء دينى غير سيدى ومولاى أبى الحسن على بن موسى الرضا - عليهما السلام -، فلما أصبحت أتيت منزله فاستاذنت فاذن لى، فلما دخلت قال لى ابتداء: يا با محمد قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلما أمسينا اتى بطعام للافطار، فاكلنا فقال: يا با محمد تبيت أو تنصرف ؟ فقلت: يا سيدى إن قضيت حاجتى فالانصراف أحب إلى. قال: فتناول - عليه السلام - من تحت البساط قبضة فدفعها إلى، فخرجت ودنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر، فاول دينار وقع بيدى، ورايت نقشه كان عليه: (يايا محمد الدنانير خمسون: ستة وعشرون منها لقضاء دينك وأربعة وعشرون لنفقة عيالك)، فلما أصبحت فتشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار وإذا هي لا تنقص شيئا. (1)

الحادى والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2180 / 78 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الحاكم الشاذانى - رضى الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن على الوشاء قال: قال لى الرضا - عليه السلام -:


(1) العيون: 2 / 218 ح 29 وعنه اثبات الهداة: 3 / 272 ح 67 وحلية الابرار: 4 / 377 ح 4، وفي البحار: 49 / 38 ح 22 والعوالم: 22 / 88 ح 36 عنه وعن الخرائج: 1 / 339 ح 3، وأورده في الثاقب في المناقب: 477 ح 6، وياتى عن الخرائج في المعجزة: 123.


[ 82 ]

إنى حيث أرادو الخروج بى من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا على حتى أسمع، ثم فرقت فيهم اثنى عشر ألف دينار، ثم قلت: أما إنى لا أرجع إلى عيالي أبدا. (1)

الثاني والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2181 / 79 - عنه: قال: أخبرنا أحمد بن هارون الفامى - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن موسى بن عمر بن بزيع (2) قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلى الرضا - عليه السلام - اعلمه ذلك، وأساله أن يدعو الله تعالى أن يجعل ما في بطونهما ذكرين وأن يهب لى ذلك. قال: فوقع - عليه السلام - افعل إن شاء الله تعالى، ثم ابتدانى - عليه السلام - بكتاب مفرد نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم، عفانا الله وإياك باحسن عافية في الدنيا


(1) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 217 ح 28 وعنه اعلام الورى: 312 والبحار: 49 / 117 ح 2 والعوالم: 22 / 226 ح 2. ورواه في اثبات الوصية: 178 ومناقب آل أبى طالب - عليهم السلام -: 4 / 340، وياتى في المعجزة 117 عن دلائل الامامة مفصلا. (2) كذا في المصدر وهو الصحيح، قال النجاشي في رجاله: موسى بن عمر بن بزيع مولى المنصور، ثقة كوفى له كتاب، عد من أصحاب الجواد والهادي - عليهما السلام -. وله في الكتب الاربعة روايات عن الرضا - عليه السلام - راجع رجال السيد الخوئى. وفي الاصل والبحار: الحسن بن موسى بن عمر بن بزيع، ولم نعثر على ذكر له في كتب الرجال.


[ 83 ]

والاخرة برحمته، الامور بيد الله عزوجل يمضى فيها مقاديره على ما يحب، يولد لك غلام وجارية إن شاء الله تعالى، فسم الغلام محمدا والجارية فاطمة على بركة الله تعالى). قال: فولد [ لى ] (1) غلام وجارية على ماقاله - عليه السلام -. (2)

الثالث والستون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2182 / 80 - عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن داود بن زربى قال: كان لابي الحسن موسى بن جعفر - عليهما السلام - عندي مال، فبعث فاخذ بعضه وترك عندي بعضه وقال: من جاءك بعدى يطلب ما بقى عندك فانه صاحبك. فلما مضى - عليه السلام - أرسل إلى على ابنه: ابعث إلى بالذى هو عندك وهو كذا [ وكذا ] (3) فبعثت إليه ما كان له عندي. (4) 2183 / 81 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد ابن على، عن الضحاك بن الاشعث، عن داود بن زربى قال: جئت إلى أبى ابراهيم - عليه السلام - بمال، فاخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله


(1) من المصدر والبحار. (2) العيون 2: 218 ح 30 وعنه اثبات الهداة: 3 / 273 ح 68، وفي البحار: 49 / 38 ح 23 والعوالم: 22 / 89 ح 38 عنه وعن فرج المهموم: 232 (3) من المصدر والبحار. (4) العيون 2: 219 ح 32 وعنه البحار: 49 / 23 ح 30 واثبات الهداة: 3 / 239 ح 49 وص 273 ح 69 والعوالم: 22 / 51 ح 34. ورواه في اثبات الوصية: 171 - 172 باختلاف.


[ 84 ]

لاى شئ تركته عندي ؟ قال: إن صاحب هذا الامر يطلبه منك، فلما جاءنا نعيه بعث إلى أبو الحسن ابنه - عليهما السلام - فسألني ذلك المال فدفعته إليه. (1)

الرابع والستون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2184 / 82 - ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على الوشاء قال: سألني العباس بن جعفر بن محمد بن الاشعث أن أسال الرضا - عليه السلام - أن يخرق (2) إذا قراها مخافة ان تقع في يد غيره. قال الوشاء: فابتدانى - عليه السلام - بكتاب قبل أن أساله أن يخرق كتبه فيه: أعلم صاحبك أنى إذا قرات كتبه [ لى ] (3) خرقتها. (4)


(1) الكافي: 1 / 313 ح 13 وعنه اثبات الهداة: 3 / 172 ح 4. وأخرجه في البحار: 49 / 25 ح 40 والعوالم: 22 / 54 ح 41 عن ارشاد المفيد: 306 - باسناده عن الكليني - وغيبة الطوسى: 39 ح 18 واعلام الورى: 305 - عن محمد بن يعقوب - ورجال الكشى: 313 رقم 565، وفي اثبات الهداة: 3 / 230 ح 10 عنهما وعن كشف الغمة: 2 / 271 نقلا من الارشاد، وفي الصراط المستقيم 2 / 166 عن الارشاد. (2) في المصدر: أن يحرق وكذا فيما بعد. (3) من المصدر. (4) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 219 ح 33 وعنه البحار: 49 / 40 ح 25 والوسائل: 8 / 498 ح 7 والعوالم: 22 / 90 ح 39 وعن كشف الغمة: 2 / 302.


[ 85 ]

 

الخامس والستون: الجواب قبل السوال 2185 / 83 - عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنى سعد ابن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر البزنطى قال: تمنيت في نفسي إذا دخلت على أبى الحسن الرضا - عليه السلام -: [ أن ] (1) أساله كم أتى عليك من السن ؟ فلما دخلت عليه وجلست بين يديه جعل ينظر إلى ويتفرس في وجهى، ثم قال: كم أتى لك ؟ فقلت: جعلت فداك كذا وكذا. قال: فانا أكبر منك وقد (2) أتى على اثنتان واربعون سنة، فقلت جعلت فداك والله قد أردت أن أسالك عن هذا، فقال: قد أخبرتك (3).

السادس والستون: الجواب قبل السوال 2186 / 84 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنى فيض بن مالك المدائني قال - حدثنى زرقان (4) المدائني بانه (5) دخل على أبى الحسن الرضا - عليه السلام - يريد


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر وفى الاصل والبحار: قد. (3) العيون: 2 / 220 ح 34 وعنه البحار: 49 / 40 ح 26 واثبات الهداة: 3 / 273 ح 71 والعوالم: 22 / 90 ح 40. (4) في المصدر والبحار: زروان، وهو محمد بن آدم المدائني يعرف بزرقان المدائني، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا - عليه السلام -. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنه.


[ 86 ]

أن يساله عن عبد الله بن جعفر الصادق. قال: فاخذ بيدى فوضعها على صدري قبل أن أذكر له شيئا مما أردت، ثم قال لى: يا محمد بن آدم إن عبد الله لم يكن إماما فاخبرني بما أردت أن أساله [ عنه ] (1) قبل أن أساله. (2)

السابع والستون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2187 / 85 - عنه: عن محمد بن على ماجيلويه - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى اليقطينى قال: سمعت هشام العباسي يقول: دخلت على أبى الحسن الرضا - عليه السلام - وانا اريد أن أساله أن يعوذني لصداع أصابني، وأن يهب لى ثوبين من ثيابه احرم فيهما. فلما دخلت سالت عن مسائلي، فأجابني ونسيت حوائجى، فلما قمت لاخرج وأردت أن اودعه قال لى: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده (3) على راسى وعوذنى، ثم دعا [ لى ] (4) بثوبين من ثيابه، فدفعهما إلى وقال لى (5) احرم فيهما. قال العباسي: وطلبت بمكة ثوبين سعيديين (6) اهديهما لابنى، فلم


(1) من المصدر. (2) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 220 ح 35 وعنه البحار: 49 / 40 ح 27 وإثبات الهداة: 3 / 274 والعوالم: 22 / 91 ح 41 وعن كشف الغمة: 2 / 302. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يديه. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقال: احرم. (6) السعيدية: قرية بمصر.


[ 87 ]

اصب بمكة منهما شيئا على [ نحو ] (1) ما أردت، فمررت بالمدينة في منصرفي، فدخلت على أبى الحسن الرضا - عليه السلام -، فلما ودعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعيديين على عمل الوشى (2) الذى كنت طلبته، فدفعهما إلى. (3)

الثامن والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2188 / 86 - عنه: قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رضى الله عنه -، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن موسى قال: خرجنا مع أبى الحسن الرضا - عليه السلام - إلى بعض أملاكه في يوم لا سحاب فيه، فلما برزنا قال: حملتم معكم المماطر ؟ قلنا: لا، وما حاجتنا إلى المماطر وليس سحاب (4) ولا نتخوف المطر، فقال: لكنى حملته وستمطرون. قال: فما مضينا إلا يسيرا حتى ارتفعت سحابة ومطرنا حتى أهمتنا أنفسنا (5) فما بقى منا أحد إلا ابتل. (6)


(1) من المصدر. (2) كذا في البحار والعوالم، وفي المصدر والاصل: الموشى. (3) العيون: 2 / 220 ح 36 وعنه اثبات الهداة 3 / 274 ح 73 وعن كشف الغمة 2: 302، وفي البحار: 49 / 40 ح 28 والعوالم: 22 / 91 ح 42 عنه وعن الخرائج: 1 / 356 ح 9 والكشف. وأورده في الثاقب في المناقب: 478 ح 7. (4) كذا في المصدر والبحار والعوالم، وفي الاصل: بسحاب. (5) في البحار: أنفسنا منها. (6) العيون: 2 / 221 ح 37 وعنه اعلام الورى: 313، وفي البحار: 49 / 41 ح 29 والعوالم: 22 / 92 ح 43 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 303 والخرائج: 1 / 357 ح 10، وفي إثبات الهداة 3 / 274 ح 74 عن العيون واعلام الورى والكشف =


[ 88 ]

 

التاسع والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2189 / 87 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنى أبى، عن محمد بن عيسى، عن موسى بن مهران أنه كتب إلى الرضا - عليه السلام - يساله أن يدعو الله تعالى لابن له، فكتب - عليه السلام - إليه (وهب الله لك ذكرا صالحا)، فمات ابنه ذلك وولد له ابن. (1) 2190 / 88 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: كتب موسى بن مهران إليه يعنى الرضا - عليه السلام - يساله أن يدعو لابن له عليل فكتب إليه وهب الله لك ولدا صالحا فمات [ إبنه ] (2) وولد له ابن آخر. (3)

السبعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2191 / 89 - عنه: قال: حدثنى على بن عبد الله الوراق - رضى الله عنه - قال: حدثنى سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبى مسروق النهدي، عن محمد بن الفضيل قال: نزلت ببطن مر، فأصابني العرق المدينى في جنبى وفي رجلى، فدخلت على الرضا - عليه السلام - بالمدينة، فقال: ما لى أراك متوجعا ؟ (4) * (هامش) = وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 341 مختصرا. (1) عيون الاخبار: 2 / 221 ح 38 وعنه البحار: 49 / 42 ح 30 والعوالم: 22 / 92 ح 44 واثبات الهداة: 3 / 275 ح 75. (2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 194 وعنه اثبات الهداة: 3 / 311 ح 189. ورواه في اثبات الوصية: 175. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال: مالى اراك موجعا.

[ 89 ]

فقلت: إنى لما أتيت بطن مر أصابني العرق المدينى في جنبى و [ في ] (1) رجلى، فاشار - عليه السلام - إلى الذى في جنبى تحت الابط وتكلم (2) بكلام وتفل عليه. ثم قال - عليه السلام -: ليس عليك من هذا باس، ونظر إلى الذى في رجلى فقال: قال أبو جعفر - عليه السلام -: (من بلى من شيعتنا ببلاء فصبر كتب الله تعالى له مثل أجر ألف شهد). فقلت في نفسي: لا أبرا والله من رجلى أبدا. (3) قال الهيثم: فما زال يعرج منها حتى مات.

الحادى والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2192 / 90 - عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبى على الحسن بن راشد قال: قدمت على أحمال، فأتاني (4) رسول الرضا - عليه السلام - قبل أن أنظر في الكتب أو اوجه بها إليه، فقال لى: يقول الرضا - عليه السلام -: سرح إلى بدفتر - ولم يكن لى في منزلي دفتر أصلا - قال:


(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: فتكم. (3) عيون الاخبار: 2 / 221 ح 39 وعنه الوسائل: 2 / 905 ح 21 واثبات الهداة: 3 / 275 ح 76 والبحار: 49 / 42 ح 31 وج 82 / 129 ح 5 والعوالم: 22 / 93 ح 45. (4) في المصدر وأتانى.


[ 90 ]

فقلت: وأطلب (1) ما لا أعرف بالتصديق له، فلم أجد شيئا ولم أقع على شئ، فلما ولى الرسول قلت: مكانك، فحللت بعض الاعمال، فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلا أنى علمت أنه لم يطلب إلا الحق، فوجهت به إليه. (2)

الثاني والسبعون علمه - عليه السلام - بالعاقبة 2193 / 91 - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه على، عن محمد بن الوليد بن يزيد الكرماني، عن أبى محمد المصرى قال: قدم أبو الحسن الرضا - عليه السلام - فكتبت إليه أساله الاذن في الخروج إلى مصر أتجر إليها، فكتب إلى: (أقم ما شاء الله). قال: قاقمت سنتين، ثم قدم الثالثة، فكتبت إليه أستاذنه، فكتب إلى: (اخرج مباركا لك صنع الله لك، فان الامر يتغير). قال: فخرجت فاصبت بها خيرا، ووقع الهرج ببغداد وسلمت من (3) تلك الفتنة. (4)


(1) كذا في البحار، وفي المصدر: فاطلب، وفي الاصل: أطلب. (2) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 221 ح 40 وعنه البحار: 49 / 42 ح 32 واثبات الهداة: 3 / 275 ح 77 والعوالم: 22 / 94 ح 46، وأورده في الخرائج: 2 / 720 ح 24. (3) في المصدر: فسلمت، وفي البحار فسلمت عن. (4) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 222 ح 41 وعنه البحار: 49 / 43 ح 33 واثبات الهداة: 3 / 275 ح 78 والعوالم: 22 / 94 ح 47، وقد تقدم في المعجزة 18 عن دلائل الامامة.


[ 91 ]

 

الثالث والسبعون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2194 / 92 - عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميرى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد (1)، عن أبى الحسن الرضا - عليه السلام - أنه نظر إلى رجل فقال له: (يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لابد منه)، فكان كما (قد) (2) قال، فمات بعد ذلك (3) بثلاثة أيام. (4) 2195 / 93 - ورواه الطبرسي في إعلام الورى وابن شهراشوب في المناقب: قالا: روى من طريق العامة، قالا: روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ، عن سعد بن سعد أنه قال: نظر الرضا - عليه السلام - إلى رجل فقال له: (يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لابد منه). فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيام. (5)


(1) في المصدر سعيد بن سعد وهو تصحيف والصحيح سعد بن سعد بن الاحوص بن سعد ابن مالك الاشعري القمى وثقه النجاشي. (2) ليس في المصدر، وفي البحار: ما قد قال. (3) في البحار: بعده. (4) العيون: 2 / 223 ح 43 وعنه البحار: 49 / 43 ح 35 والعوالم: 22 / 95 ح 49 وفي اثبات الهداة: 3 / 276 ح 80 عنه وعن إعلام الورى الاتى. ورواه في فرائد السمطين: 2 / 211 ح 489 باسناده إلى الشيخ الصدوق. (5) إعلام الورى: 310، مناقب آل أبى طالب: 4 / 341 وعنهما البحار 49 / 59 ح 75 والعوالم: 22 / 113 ح 84، وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 314 والفصول المهمة: 247 عن إعلام الورى، وله تحريجات اخر من أرادها فليراجع العوالم.


[ 92 ]

 

الرابع والسبعون: استجابة دعائه - عليه السلام - وعلمه بما يكون 2196 / 94 - ابن بابويه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبى، عن محمد بن إسحاق الكوفى، عن عمه أحمد ابن عبد الله بن حارثة الكرخي قال: كان لا يعيش لى ولد وتوفى لى بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت على أبى الحسن الرضا - عليه السلام -، فخرج إلى وهو متزر بازار مورد، فسلمت عليه وقبلت يده وسالته عن مسائل. ثم شكوت إليه بعد ذلك ما ألقى من قلة بقاء الولد، فاطرق طويلا ودعا مليا ثم قال لى: إنى لارجو أن تنصرف ولك حمل، وأن يولد لك ولد بعد ولد، وتمتع بهم (1) أيام حياتك، فان الله تعالى إذ أراد أن يستجيب الدعاء، فعل، وهو على كل شئ قدير. قال: فانصرفت من الحج إلى منزلي فاصبت أهلى - ابنة خالي - حاملا، فولدت لى غلاما سميته إبراهيم، ثم حملت بعد ذلك فولدت [ لى ] (2) غلاما سميته (محمدا) وكنيته بابى الحسن، فعاش إبراهيم نيفا وثلاثين سنة وعاش أبو الحسن أربعا وعشرين سنة. ثم إنهما اعتلا جميعا وخرجت حاجا وانصرفت وهما عليلان، فمكثا بعد قدومى شهرين، ثم توفى إبراهيم في أول الشهر وتوفى


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: بهما. (2) من المصدر.


[ 93 ]

محمد في آخر الشهر، ثم مات بعدهما بسنة ونصف، ولم يكن يعيش له قبل ذلك ولد إلا أشهرا. (1)

الخامس والسبعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2197 / 95 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد الهاشمي قال: دخلت على المأمون يوما، فاجلسني وأخرج من كان عنده، ثم دعا بالطعام فطعمنا، ثم طيبنا، ثم أمر بستارة فضربت، ثم أقبل على بعض من [ كان ] (2) في الستارة فقال: بالله لما رثيت لنا من بطوس، فاخذت تقول: سقيا لطوس (3) ومن أضحى بها قطنا (4) من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا قال: ثم بكى وقال لى: يا عبد الله أيلومنى أهل بيتى وأهل بيتك أن نصبت أبا الحسن الرضا - عليه السلام - علما ؟ فوالله لاحدثنك (5) بحديث تتعجب منه. جئته يوما فقلت له: جعلت فداك إن اباءك موسى بن جعفر وجعفر


(1) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 222 ح 42 وعنه البحار: 49 / 43 ح 34 واثبات الهداة: 3 / 276 ح 79 والعوالم: 22 / 95 ح 48. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: بطوس. (4) أي مقيما. (5) في المصدر: لاحدثك.


[ 94 ]

ابن محمد ومحمد بن على وعلى بن الحسين - عليهم السلام - كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وأنت وصى القوم ووارثهم، وعندك علمهم، وقد بدت لى إليك حاجة، قال: هاتها. فقلت: (1) هذه الزاهرية حظيتى (2) ولا اقدم عليها أحدا من جواري، وقد حملت غير مرة واسقطت، وهى الان حاملة فعلمني ما نتعالج (3) به فتسلم. فقال (لى) (4) لا تخف من إسقاطها فانها تسلم وتلد غلاما أشبه الناس بامه، وتكون لح خنصر زائدة في يده اليمنى ليس بالمدلاة، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة. فقلت في نفسي: أشهد أن الله على كل شئ قدير، فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بامه، في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة، على ما كان وصفه لى الرضا - عليه السلام -، فمن يلومني على نصبي إياه علما ؟ ! قال ابن بابويه: والحديث فيه زيادة حذفناها ولا قوة إلا بالله العظيم. ثم قال ابن بابويه عقيب ذلك: إنما علم الرضا - عليه السلام - ذلك بما (5)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قلت. (2) قال الجوهرى: حظيت المراة عند زوجها حظوة وحظوة - بالكسر والضم - وحظة أيضا وهى حظيتى، وإحدى حظاياى. (3) في المصدر والبحار: حامل، فدلني على ما، وفي البحار: تتعالج. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في المصدر: مما.


[ 95 ]

وصل إليه عن آبائه، عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وذلك: ان جبرئيل - عليه السلام - قد كان نزل عليه باحاديث (1) الخلفاء وأولادهم من بنى امية وولد العباس، وبالحوادث التى تكون في أيامهم وما يجرى على أيديهم، ولا قوة إلا بالله. (2) 2198 / 96 - ثاقب المناقب: عن عبد الله بن محمد الهاشمي العلوى (3) قال دخلت على المأمون فحدثني مليا (4)، ثم أخرج من كان عنده لمكاني، فلما خلا المجلس دعا بماء فغسلنا أيدينا، ثم أتى بطعام [ فطعمنا ] (5) ثم أمر بستارة فمدت، ثم اقبل على واحدة من الجوارى وقال: يا بنت فلان لما رثيت لنا من بطوس قاطنا، فانشات الجارية تقول: سقيا بطوس (6) ومن أضحى به قطنا من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا فبكى المأمون حتى اخضلت لحيته من دموعه ثم قال: يا عبد الله أيلومنى أهل بيتى وأهل بيتك أن أنصب أبا الحسن علما، والله (7) لاحدثنك بحديث فاكتمه على.


(1) في المصدر: باخبار. (2) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 223 ح 44 وعنه البحار: 49 / 29 ح 2 واثبات الهداة: 3 / 276 ح 81 والعوالم: 22 / 76 ح 17. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: العباسي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثلاثا. (5) من المصدر. (6) في المصدر: لطوس. (7) في المصدر: فوالله. (*)


[ 96 ]

جئته يوما وقلت (1) له: جعلت فداك آباءك موسى بن جعفر وجعفر بن محمد ومحمد بن على وعلى بن الحسين والحسين بن على بن أبى طالب - عليهم السلام - كان عندهم علم ما كان و (علم) (2) ما يكون إلى يوم القيامة، وأنت وصى القوم وعندك علمهم، وهذه الزاهرية حظيتى ومن [ لا ] (3) اقدم عليها أحدا من جواري، وقد حملت غير مرة وكل ذلك تسقط وهى حبلى، أفلا تعلمني [ شيئا ] (4) اعلمها، فتعالج به فلعلها تسلم. قال المأمون: فاطرق إطراقة ثم رفع راسه وقال: (لا تخف من إسقاطها وإنها ستسلم فتلد لك غلاما أشبه الناس بامه، كان وجهه الكوكب الدرى، وقد زاد الله في خلقه مرتين). قلت: فما المرتان الزائدتان ؟ قال: [ (فالاولى) (5) بيده [ اليمنى ] (6) خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة). فتعجبت من ذلك، ولم أزل أتوقع من الزاهرية حتى إذا قرب أمرها جائتني القيمة على الجوارى وعلى امهات الاولاد، فقالت: يا سيدى إن الزاهرية قد دنت ولادتها فتاذن لى أن ادخل عليها القوابل، فاذنت لها في ذلك.


(1) في المصدر: فقلت. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من المصدر. (5 و 6) من المصدر، وفيه خنصرة، وكذا في المورد الثاني. (*)


[ 97 ]

ثم قلت: إذا وضعت (1) المولود فاتينى به ذكرا كان أم (2) انثى، فما شعرت إلا بقابلة (3) قد أتتنى بغلام مدرج في حرير (4)، فكشفت عن وجهه كانه الكوكب الدرى أشبه الناس بامه، فرددت الغلام على القابلة وقمت أسعى [ حافيا، وكان - عليه السلام - نزل معى في الدار، فإذا هو ] (5) في بيت يصلى، فلما أحس بى خفف صلاته، فسلمت عليه ثم جئت إلى موضع سجوده، فقبلته وقلت: يا سيدى أنت الداعي المطاع وأنا من رعيتك، وأخرجت خاتمي فوضعته (6) في إصبعه وقلت: مرنى بامرك انتهى إلى ما تأمرني به، والله [ إنه ] (7) لو فعل لفعلت، ولكن لعن الله حمزة ومحمد ابني جعفر فانها قتلاه، والله ما فعلت وما أمرت ولا دسست، وقد أمرت بقاتليه فقتلا سرا. ثم بكى وأبكانى وكان حمزة ومحمد من بنى العباس. (8) 2199 / 97 - ابن شهراشوب في المناقب: من كتاب (الجلاء والشفاء) عن محمد بن عبد الله بن الحسن في خبر طويل قال المأمون: قلت للرضا - عليه السلام -: الزاهرية حظيتى ومن لا اقدم عليها أحدا من جواري، وقد حملت غير مرة كل ذلك تسقط، فهل عندك في ذلك


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقع. (2) في المصدر: أو. (3) في المصدر: إلا وأنا بالقابلة. (4) في المصدر: حريرة. (5) من المصدر. (6) في المصدر: فاخرجت خاتمي وجعلته. (7) من المصدر. (8) الثاقب في المناقب: 486 ح 2.


[ 98 ]

شئ ينتفع به ؟ فقال: لا تخش من سقطها ستسلم وتلد غلاما صحيحا مليحا أشبه الناس بامه، وقد زاده الله مزيدتين: في يده اليمنى خنصر وفي رجله اليمنى خنصر. فقلت في نفسي: هذه - والله - فرصة إن لم يكن الامر على ما ذكر [ خلعته ] (1)، فلم أزل أتوقع أمرها حتى أدركها المخاض، فقلت للقيمة: إذا وضعت فجيئينى بولدها ذكرا كان أو انثى، فما شعرت إلا والقيمة قد أتتنى بالغلام كما وصفه، زائد اليد والرجل كانه كوكب درى، فاردت أن أخرج من الامر يومئذ واسلم ما في يدى إليه فلم تطاوعني نفسي، لكنى دفعت إليه الخاتم فقلت: دبر الامر فليس عليك منى خلاف وأنت المقدم. (2)

السادس والسبعون: رويته - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله - 2200 / 98 - محمد بن الحسن الصفار: عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن على الوشاء، عن أبى الحسن الرضا - عليه السلام - قال: قال لى (وهو) (3) بخراسان: رايت رسول الله - صلى الله عليه وآله - هاهنا والتزمته (4). (5)


(1) من المصدر. (2) مناقب ابن شهراشوب: 4 / 333 وعنه البحار: 49 / 306 ح 16 والعوالم: 22 / 501 ح 7 وعن غيبة الطوسى: 74 ح 81. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) إلتزمته: اعتنقته. (5) بصائر الدرجات: 274 ح 1 وعنه البحار: 6 / 247 ح 80، وفي البحار: 22 / 550 ح 4 و ج 27 / 303 ح 2 عنه وعن قرب الاسناد الاتى، وأورده في الخرائج: 2 / 817 ح 26 عن الصفار.


[ 99 ]

2201 / 99 - عبد الله بن جعفر الحميرى: عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن على بن بنت إلياس قال: قال [ لى ] (1) أبو الحسن الرضا - عليه السلام - بخراسان: رايت رسول الله - صلى الله عليه وآله - هاهنا والتزمته (2)

السابع والسبعون: رويته - عليه السلام - إياه بعد الموت 2202 / 100 - عبد الله بن جعفر الحميرى: عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن على بن بنت إلياس، عن أبى الحسن الرضا - عليه السلام - قال: قال لى ابتداء: إن أبى كان عندي البارحة. قلت: أبوك ؟ ! قال: أبى. قلت: أبوك ؟ قال: أبى. [ قلت: أبوك ؟ ! ] (3) قال: في المنام إن جعفرا - عليه السلام - كان يجئ إلى أبى فيقول: يا بنى إفعل كذا، يا بنى إفعل كذا [ يا بنى افعل كذا ] (4) قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال [ لى ] (5): يا حسن [ إن ] (6) منامنا ويقظتنا واحدة. (7)


(1) من البحار والمصدر. (2) قرب الاسناد: 152 وعنه البحار: 49 / 87 ح 5 وج 61 / 239 ح 2 والعوالم: 22 / 159 ح 1. (3 - 6) من المصدر والبحار. (7) قرب الاسناد: 151، وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة 130 من معاجز الامام الكاظم - عليه السلام -.


[ 100 ]

 

الثامن والسبعون: علمه - عليه السلام - بمنطق الطير 2203 / 101 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن موسى، عن محمد بن أحمد المعروف بغزال، عن محمد بن الحسين، عن سليمان - من ولد جعفر بن أبى طالب - قال: كنت مع أبى الحسن الرضا - عليه السلام - في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لى: يا فلان أتدرى ما يقول هذا العصفور ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. قال: إنها تقول: إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت، فخذ معك عصا (1) وادخل البيت واقتل الحية، قال: فاخذت السعفة (2) - وهى العصا - ودخلت (إلى) (3) البيت وإذا حية تجول في البيت فقتلتها. (4)

التاسع والسبعون: كلام الفرس 2204 / 102 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام - في تفسيره قال: كان على بن موسى - عليهما السلام - بين يديه فرس صعب وهناك


(1) في المصدر والبحار: تريد أكل فراخي في البيت، فقم فخذ تيك النبعة. (2) في المصدر والبحار: النبعة. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) بصائر الدرجات: 345 ح 19 وعنه اثبات الهداة: 3 / 269 ح 126، وفي البحار: 49 / 88 ح 8 والعوالم: 22 / 147 ح 1 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 334 والخرائج: 1 / 359 ح 12، وفي كشف الغمة: 2 / 305 والوسائل: 18 / 391 ح 9 عن الخرائج. وأورده في الثاقب في المناقب: 177 ح 7.


[ 101 ]

راضة (1) لا يجسر أحد منهم أن يركبه، وإن ركبه لم يجسر أن يسيره مخافة أن يشب به فيرميه ويدوسه بحافره، وكان هناك صبى ابن سبع سنين، فقال: يابن رسول الله أتاذن لى أن أركبه واسيره فاذلله، قال: نعم أنت وذاك (2)، قال: لماذا ؟ قال: لانى قد استوثقت منه قبل أن أركبه، بان صليت على محمد وآله الطيبين الطاهرين مائة مرة، وجددت (على نفسي) (3) الولاية لكم أهل البيت. فقال: (4) اركبه فركبه، فقال: سيره فسيره، فما (5) زال يسيره ويعديه حتى اتعبه وكده، فنادى الفرس يابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد آلمنى هذا (6) اليوم، فاعفني منه وإلا فصبرني تحته، فقال الصبى: سل ما هو خير لك أن يصبرك (ظالما) (7) تحت مومن. قال الرضا - عليه السلام - صدق، [ فقال: ] اللهم صبر الفلان (8) الفرس وسار، فلما نزل الصبى قال: سل من دواب دارى وعبيدها وجواريها ومن أموال خزائني ما شئت، فانك مومن قد شهرك الله تعالى بالايمان في الدنيا.


(1) راض المهر: ذلله وطوعه وعلمه السير، فهو رائض وجمعه راضة وراض وروض ورائضون. (2) في المصدر والبحار: واذلله، قال: أنت ؟ قال: نعم، قال. (3) ليس في البحار. (4) في المصدر: قال. (5) في المصدر والبحار: وما. (6) في المصدر والبحار: منذ. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) في المصدر البحار: صبره فلان.


[ 102 ]

قال الصبى: يابن رسول الله صلى الله عليك وآلك وأسال ما أقترح ؟ قال: يا فتى اقترح، فان الله تعالى يوفقك لاقتراح الصواب. فقال: سل لى ربك التقية الحسنة والمعرفة بحقوق الاخوان والعمل بما أعرف من ذلك. قال الرضا - عليه السلام -: قد أعطاك الله ذلك، لقد سالت أفضل شعار الصالحين ودثارهم. (1)

الثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2205 / 103 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن على بن حديد، عن مرازم قال: أرسلني أبو الحسن الاول - عليه السلام - وأمرني باشياء، وأتيت بالمكان (2) الذى بعثنى إليه، فإذا أبو الحسن الرضا - عليه السلام -، قال: فقال لى: فيم قدمت ؟ قال: فكبر على أن لا اخبره حين سألني لمعرفتي بحاله عند أبيه، ثم قلت: ما أمرنى أن اخبره - وأنا مردد ذلك في نفسي - فقال: قدمت يا مرازم في كذا وكذا، قال: فقص ما قدمت له. (3)


(1) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام: 323 ح 170 وعنه البحار: 75 / 416 قطعة من ح 68، وذيله في الوسائل: 11 / 474 ح 10. (2) في المصدر: فاتيت المكان. (3) دلائل الامامة: 192 وعنه اثبات الهداة: 3 / 310 ح 183.