[ 103 ]
الحادي والثمانون: إخباره - عليه السلام - بالغائب 2206 / 104 - أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري قال: وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن
أبيه، عن أبى على محمد بن همام قال، حدثنى أحمد بن الحسين المعروف بابن [
أبى ] (1) القاسم قال: حدثنى أبو الحسن بن على الحرانى، عن محمد بن حمران،
عن داود بن كثير الرقى أنه سمع أبا الحسن - عليه السلام - يقول: إن يحيى
بن خالد صاحب أبى عبد الله - عليه السلام - أطعمه ثلاثين رطبة منزوعة
الاقماع مصبوب فيها السم. قال: فقلت: جعلت فداك إن كان يحيى بن خالد صاحبه
فانا أشترى نفسي لله وأتولى (2) قتله، فانى أرجو الظفر به، فقال (لى) (3):
لا تتعرض له، فان الذى ينزل به وبولده [ من صاحبه ] (4) شر مما تريد أن
تصنعه به. (5)
الثاني والثمانون: إستجابة دعائه - عليه السلام - 2207 /
105 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبى ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضى
الله عنه - قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن
(1) من المصدر وهو الصحيح. (2) في المصدر: فاتولى. (3) ليس في المصدر.
(4) من المصدر، وفيه: نزل به. (5) دلائل الامامة: 192.
[ 104 ]
عيسى بن عبيد قال: حدثنى على بن الحكم، عن محمد بن الفضيل قال: لما كان في
السنة التى بطش هارون بال برمك بدا بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل
بالبرامكة ما نزل، كان أبو الحسن - عليه السلام - واقفا بعرفة يدعو، ثم
طاطا راسه، فسئل عن ذلك فقال: إنى كنت أدعو الله تعالى على البرامكة بما
فعلوا بابى - عليه السلام -، فاستجاب الله لى اليوم فيهم. فلما انصرف لم
يلبث إلا يسيرا حتى بطش بجعفر ويحيى وتغيرت أحوالهم. أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري: قال: روى محمد بن عيسى، عن على بن الحكم، عن محمد بن الفضيل
قال: لما كان في السنة التى بطش فيها هارون بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن
خالد ونزل بالبرامكة ما نزل، كان الرضا - عليه السلام - واقفا بعرفة يدعو.
و ساق الحديث. (1)
الثالث والثمانون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2208
/ 106 - عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن
جعفر الحميرى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على الوشاء، عن مسافر
قال: كنت مع أبى الحسن الرضا - عليه
(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 225 ح 1، دلائل الامامة: 193،
وأخرجه في البحار: 49 / 85 ح 4 واثبات الهداة: 3 / 277 ح 84 والعوالم: 22
/ 161 ح 2 عن العيون وكشف
الغمة: 2 / 303. ورواه في اثبات الوصية: 176، وأورده في عيون المعجزات:
108.
[ 105 ]
السلام - بمنى فمر يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك، فقال - عليه السلام -:
مساكين هولاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة. ثم قال - عليه السلام -:
هاه وأعجب من هذا، هارون وأنا كهاتين - وضم باصبعيه -. قال مسافر: فوالله
ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه. (1)
الرابع والثمانون: علمه - عليه
السلام - بالغائب 2209 / 107 - عنه: قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن
عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا
على بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن
أبى يعقوب البلخى، عن موسى بن مهران قال، سمعت جعفر ابن يحيى يقول: سمعت
عيسى بن جعفر يقول لهارون حيث توجه من الرقة إلى مكة: اذكر يمينك التى
حلفت بها في آل أبى طالب، فانك حلفت إن ادعى أحد بعد موسى - عليه السلام -
الامامة ضربت عنقه صبرا، وهذا على ابنه يدعى هذا الامر ويقال فيه ما يقال
في أبيه، فنظر إليه مغضبا وقال: فما (2) ترى ؟ تريد أن أقتلهم كلهم ؟ قال
موسى بن مهران: فلما سمعت ذلك صرت إليه. فاخبرته، فقال - عليه السلام -:
مالى ولهم (والله) (3) لا يقدرون لى على شئ. (4)
(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 225 ح 2، وقد تقدم بكامل تخريجاته
في ح 2115 عن الكافي. (2) في المصدر والبحار: فقال: وما.
(3) ليس في المصدر، وفيه وفي البحار: لا يقدرون إلى. (4) العيون: 2 / 225
ح 3 وعنه البحار: 49 / 113 ح 1 واثبات الهداة: 3 / 276 ح 85 و العوالم: 22
/ 224 ح 2.
[ 106 ]
الخامس والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2210 / 108 - عنه: قال:
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن
إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى قال: لما مضى
أبو الحسن موسى بن جعفر - عليه السلام - وتكلم الرضا - عليه السلام - خفنا
عليه من ذلك، فقلت له: إنك قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك من هذا
الطاغى، فقال: ليجهد جهده فلا سبيل له على. قال صفوان: فاخبرنا الثقة: أن
يحيى بن خالد قال للطاغي: هذا على ابنه قد قعد وادعى الامر لنفسه، فقال:
ما يكفينا ما صنعنا بابيه ؟ تريد أن نقتلهم جميعا ؟ ولقد كان البرامكة
مبغضين لاهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - مظهرين العداوة لهم.
(1) وسياتى إن شاء الله تعالى معنى هذا الحديث في الحادى والستين ومائة عن
محمد بن يعقوب، باسناده عن محمد بن سنان قال: قلت: لابي الحسن الرضا -
عليه السلام - في أيام هارون شهرت نفسك وساق معنى الحديث. (2)
(1) عيون اخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 226 ح 4 وقد تقدم مع تخريجاته في ح 2108 عن الكافي.
(2) هو آخر معجزة من معاجز الامام الرضا - عليه السلام -.
[ 107 ]
السادس والثمانون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2211 / 109 - أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن
أبيه، عن أبى على محمد بن همام قال: حدثنى أحمد بن الحسين المعروف بابن
أبى القاسم قال: حدثنى أبو الحسن بن على الحرانى، عن محمد بن حمران، عن
داود بن كثير الرقى قال: قلت لابي الحسن - عليه السلام - في السنة التى
مات فيها هارون: إنه قد دخل في الاربع والعشرين وأخاف أن يطول عمره، فقال:
كلا [ والله ] (1) إن أيادى الله عندي وعند آبائى - عليهم السلام - قديمة
لن يبلغ الاربع والعشرين سنة. (2)
السابع والثمانون: علمه - عليه السلام -
بالغائب 2212 / 110 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: أخبرني أبو
الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبى جعفر بن الوليد، عن أبى محمد بن
أبى نصر قال: حدثنى مسافر قال: أمر أبو إبراهيم أبا الحسن - عليهما السلام
- حين حمل إلى العراق أن ينام على بابه في كل ليلة، فكنا في كل ليلة نفرش
له في الدهليز، ثم ياتي [ بعد ] (3) العشاء الاخرة فينام، فإذا أصبح انصرف
إلى منزله. وكنا ربما جائنا الشئ مما يوكل ينحى حتى يخرجه، ويعلمنا
(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 192 وعنه اثبات الهداة: 3 / 310 ح 186 مختصرا. (3) من المصدر. (*)
[ 108 ]
أنه قد علم [ به ] (1)، فكنا على
هذه الحالة نحو اربع سنين، وأبو إبراهيم (مقيم) (2) في يد السلطان ذاهبا
جائيا في حال رفاهة وإكرام، وكان الرشيد يرجع إليه في المسائل فيجيبه
عنها، ثم كان من البرامكة ما كان في السعي على دمه والاغراء به، حتى حبسه
في يد السندي بن شاهك، وأمره الرشيد بقتله في السم. فلما كان في ليلة من
الليالى وقد فرشنا لابي الحسن - عليه السلام - على عادته أبطا عنا فلم يات
كما كان [ ياتي ] (3) واستوحش العيال وذعروا وداخلنا من إبطائه أمر عظيم،
فلما أصبحنا أتى الدار ودخل قاصدا إليها من غير إذن، ثم أتى ام أحمد فقال
لها: هات الذى أودعك أبى - عليه السلام - وسماه لها، فصرخت ولطمت وشقت
ثيابها وقالت: مات والله سيدى، فكفها وقال لها: لا تكلمي بهذا ولا تظهريه
حتى يجئ الخبر إلى وإلى المدينة، فاخرجت إليه سفطا فيه تلك الوديعة والمال
- وهو ستة آلاف دينار - وسلمته إليه وكتمت الامر، فورد (4) الخبر إلى
المدينة، فنظر فيه فوجد قد توفى في (ذلك) (5) الوقت. (6) وقد مضى هذا
الحديث وهو الحديث الخامس والعشرون من
(1) من المصدر، وفيه: مكث بدل (فكنا). (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: وورد. (5) ليس في المصدر.
(6) دلائل الامامة: 193 وعنه اثبات الهداة: 3 / 310 ح 187، وأخرجه في البحار: 49 / 71 ح 94 والعوالم: 22 / 109 ح 76 مختصرا.
[ 109 ]
طريق محمد بن يعقوب، وذكرناه مستقلا هنا لزيادة فيه.
الثامن والثمانون:
حضوره عند أبيه - عليهما السلام - من المدينة إلى بغداد ليتولى أمره بعد
موته - عليه السلام - في وقت يسير. 2213 / 111 - ابن بابويه: قال: حدثنا
تميم بن عبد الله بن تميم القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنى أبى، عن
أحمد بن على الانصاري، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عمر بن واقد وذكر
حديث وفاة الامام موسى بن جعفر - عليه السلام - في حديثه مع المسيب. قال
المسيب: رايت شخصا أشبه الناس (1) به - عليه السلام - جالسا إلى جانبه،
وكان عهدي بسيدي الرضا - عليه السلام - وهو غلام، فاردت سواله، فصاح بى
سيدى [ موسى - عليه السلام - ] (2) وقال [ لى ] (3): أليس قد نهيتك يا
مسيب ؟ فلم أزل (4) صابرا حتى مضى وغاب الشخص. ثم انهيت الخبر إلى الرشيد
فوافى السندي بن شاهك، فوالله لقد رايتهم بعينى وهم يظنون أنهم يغسلونه،
فلا تصل أيديهم إليه، ويظنون أنهم يحنطونه [ ويكفنونه ] (5) وأراهم لا
يصنعون به شيئا، ورايت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه، وهو يظهر
المعاونة لهم وهم لا يعرفونه.
(1) في المصدر والبحار: الاشخاص. (2) من المصدر والبحار. (3) من البحار.
(4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تك. (5) من المصدر والبحار.
[ 110 ]
فلما فرغ من أمره قال لى ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت [ فيه ] (1) فلا
تشكن في، فانى إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبى - عليه السلام -. [ يا
مسيب ] (2) مثلى مثل يوسف الصديق - عليه السلام -، ومثلهم مثل إخوته حين
دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون. (3) 2214 / 112 - وروى السيد المرتضى في
(عيون المعجزات): عن محمد بن الحسن المعروف بالقاضي الوراق، عن أحمد بن
محمد بن السمط قال: سمعت من أصحاب الحديث والرواة المذكورين أن موسى بن
جعفر - عليه السلام - كان في حبس هارون الرشيد، وذكر حديث وفاته - عليه
السلام -، وهو حديثه - عليه السلام - مع المسيب، وذكر الحديث بطوله إلى أن
قال - عليه السلام -: يا مسيب اعلم أن سيدك راحل إلى الله جل اسمه ثالث
هذا اليوم الماضي، قلت [ له ] (4): مولاى وأين سيدى على الرضا - عليه
السلام -، فقال - عليه السلام: [ يا مسيب ] (5) شاهد عندي غير غائب وحاضر
غير بعيد. وقال: رايت شخصا أشبه الاشخاص بشخصه جالسا إلى جانبه في مثل
شبهه، وكان عهدي بسيدي على الرضا - عليه السلام - في ذلك الوقت غلاما،
فاقبلت اريد سواله، فصاح بى سيدى موسى - عليه السلام - قد
(1 و 2) من المصدر والبحار.
(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 104 ذح 6، وقد تقدم بتمامه مع
تخريجاته في المعجزة 85 من معاجز الامام الكاظم عليه السلام. (4 و 5) من
المصدر والبحار.
[ 111 ]
نهيتك يا مسيب، فتوليت عنه، ثم لم أزل صابرا حتى قضى وغاب ذلك الشخص. ثم
أوصلت الخبر إلى الرشيد فوافى سندى بن شاهك، فوالله لقد رايتهم بعينى وهم
يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه ويكفنونه (1)، كل ذلك أراهم لا يصنعون به
شيئا، ولا تصل أيديهم إليه، وهو صلوات الله عليه مغسل مكفن محنط. (2) 2215
/ 113 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد
الله قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزارى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الحسنى
(3)، عن أبى محمد الحسن بن على الثاني - عليه السلام -، وذكر حديث وفاة
موسى بن جعفر - عليهما السلام - وحديثه - عليه السلام - مع المسيب، وساق
الحديث بطوله إلى أن قال المسيب: رايت شخصا أشبه الاشخاص به جالسا إلى
جانبه في مثل شبهه (4)، وكان عهدي بسيدي الرضا - عليه السلام - في ذلك
الوقت غلاما، فاقبلت اريد سواله، فصاح بى سيدى موسى - عليه السلام -، قد
نهيتك يا مسيب، [ فتوليت عنهم ] (5) ولم أزل صابرا حتى قضى وعاد ذلك
الشخص، ثم وصلت الخبر إلى الرشيد، فوافى الرشيد سندى بن
(1) في المصدر: ويلفونه.
(2) عيون المعجزات: 105. (3) في المصدر: الحسينى. (4) في المصدر: مثله يشبهه. (5) من المصدر.
[ 112 ]
شاهك، فوالله لقد رايتهم بعينى [ وهم ] (1) يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه
ويكفنونه، وكل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئا ولا تصل أيديهم إلى شئ [ منه ]
(2) ولا إليه وهو مغسول مكفن محنط. (3)
التاسع والثمانون: استجابة دعائه -
عليه السلام - 2216 / 114 - ابن بابويه: قال: حدثنا الحاكم أبو على الحسين
بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنى أحمد ابن محمد
بن إسحاق الخراساني قال: سمعت على بن محمد النوفلي يقول: استحلف الزبير بن
بكار رجل من الطالبيين على شئ بين القبر والمنبر، فحلف وبرص، وأنا رايته
وبساقيه وقدميه برص كثير، وكان أبوه بكار قد ظلم على بن موسى الرضا - عليه
السلام - في شئ، فدعا عليه فسقط في وقت دعائه - عليه السلام - عليه [ حجر
] (4) من قصر فندقت عنقه. وأما أبوه عبد الله بن مصعب فانه مزق عهد يحيى
بن عبد الله بن الحسن، وأهانه (5) بين يدى الرشيد وقال: اقتله يا أمير
المؤمنين فانه لا أمان له. فقال يحيى للرشيد: إنه خرج مع أخى بالامس وأنشد
(6) أشعارا له فانكرها، فحلفه يحيى بالبرائة وتعجيل العقوبة، فحم من وقته
ومات
(1 و 2) من المصدر.
(3) دلائل الامامة: 153. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: أمانه. (6) في البحار: وأنشده.
[ 113 ]
بعد ثلاثة فانخسف (1) قبره مرات كثيرة. (2)
التسعون: علمه - عليه السلام -
بالغائب 2217 / 115 - عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا
سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبى حماد، عن الحسن بن على
الوشاء قال: كنت كتبت معى مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبى الحسن الرضا -
عليه السلام -، وجمعتها في كتاب مما روى عن آبائه - عليهم السلام - وغير
ذلك، وأحببت أن أثبت (3) في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمى وصرت إلى
منزله - عليه السلام -، وأردت أن آخذ منه خلوة فاناوله الكتاب، فجلست
ناحية وأنا متفكر في طلب الاذن عليه، وبالباب جماعة جلوس يتحدثون، فبينا
أنا كذلك في الفكرة والاحتيال للدخول عليه، إذا أنا بغلام قد خرج من الدار
في يده كتاب، فنادى (4). أيكم الحسن بن على الوشاء ابن بنت إلياس
البغدادي، فقمت إليه وقلت: أنا الحسن بن على الوشاء فما حاجتك ؟ فقال (5):
هذا الكتاب امرت بدفعه إليك فهاك خذه، فاخذته وتنحيت ناحية فقراته فإذا
فيه والله جواب مسالة مسالة، فعند ذلك
(1) في المصدر والبحار: وانخسف. (2) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 224 ح 1 وعنه البحار: 49 / 84 ح 3 واثبات الهداة: 3
/ 277 ح 82 والعوالم: 22 / 160 ح 1. (3) في البحار: أتثبت. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ينادى. (5) في البحار: قال.
[ 114 ]
قطعت عليه وتركت الوقف. (1)
الحادى والتسعون: علمه - عليه السلام -
بالغائب 2218 / 116 - عنه: قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا
سعد ابن عبد الله قال: حدثنى أبو الخير صالح بن أبى حماد، عن الحسن بن على
الوشاء قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا - عليه السلام - غلامه ومعه رقعة
فيها: ابعث إلى بثوب من ثياب موضع كذا وكذا من ضرب كذا، فكتبت إليه وقلت
للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة وما أعرف هذا الضرب من الثياب (شيئا)
(2)، فاعاد الرسول إلى وقال: (بلى) (3) فاطلبه، فاعدت إليه الرسول وقلت:
ليس عندي من هذا الضرب (من المتاع) (4) شئ، فاعاد إلى الرسول اطلب فان (5)
عندك منه. قال الحسن بن على الوشاء: وقد كان أبضع معى رجل ثوبوا [ منها ]
(6) وأمرني ببيعه، وكنت قد نسيته، فطلبت كل شئ كان معى فوجدته في سفط تحت
الثياب كلها، فحملته إليه. (7) * (هامش) (1) عيون أخبار الرضا عليه
السلام: 2 / 228 ح 1 وعنه البحار: 49 / 44 ح 37 واثبات الهداة: 3 / 279 ح
92 والعوالم: 22 / 97 ح 51. وأورده في الثاقب في المناقب: 479 ح 1. (2)
ليس في المصدر والبحار.
(3) ليس في المصدر، وفي البحار: بل. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في
المصدر: اطلبه فانه. (6) من المصدر والبحار، وفي المصدر: منى بدل (معى).
(7) العيون: 2 / 229 ح 1 وعنه اثبات الهداة: 3 / 279 ح 93 والبحار: 49 /
44 ح 38 والعوالم: 22 / 97 ح 52 وعن كشف الغمة: 2 / 301.
[ 115 ]
الثاني والتسعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2219 / 117 - أبو على
الفضل بن الحسن الطبرسي في (إعلام الورى) قال: من طريق العامة ما أخبرني
به الحاكم الموفق بن عبد الله العارقى (1) النوقانى قال: أخبرنا الحسن بن
أحمد بن محمد السمرقندى المحدث (2) قال: أخبرنا محمد بن على الصفار قال:
أخبرنا أبو سعيد الزاهد (إملاء) (3) قال: أخبرنا عبد العزيز (بن محمد) (4)
بن عبد ربه الشيرازي بمصر قال: حدثنا عمر بن محمد بن عراك قال: حدثنا على
بن محمد السيروانى (5) قال: حدثنا على بن أحمد الوشاء الكوفى (6) قال:
خرجت من الكوفة إلى خراسان، فقالت لى ابنتى: يا أبة خذ هذه الحلة فبعها
واشتر لي بثمنها فيروزجا. قال: فاخذتها وشددتها في بعض متاعى وقدمت مرو
فنزلت في بعض الفنادق، فإذا غلمان على بن موسى المعروف بالرضا قد جاونى
وقالوا: نريد حلة نكفن فيها بعض غلاماننا (7).
(1) في المصدر: العارف. (2) وهو الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن
قاسم بن جعفر السمرقندى الكوخميثنى، قيل عنه: (عدم النظير في حفظه) ولد
سنة تسع وأربعمائة: وتوفى سنة
إحدى وتسعين وأربعمائة. سير أعلام النبلاء: 19 / 205، المنتخب من سياق
تاريخ نيسابور: 282، وفي المناقب: (الحسن بن محمد بن أحمد). (3 و 4) ليس
في المصدر. (5) في المصدر: الشيروانى. (6) كذا في الموضعين من اعلام
الورى، وفي اثبات الوصية: الحسين بن على الوشاء، والصحيح: الحسن بن على
الوشاء. (7) في المصدر: بعض علمائنا.
[ 116 ]
فقلت: ما هي عندي، فمضوا ثم عادوا وقالوا: مولانا يقرء عليك السلام ويقول
لك: معك حلة في السفط الفلاني دفعتها إليك ابنتك وقالت اشتر لي بثمنها
فيروزجا وهذه ثمنها، فدفعتها إليهم وقلت: والله لاسالنه عن مسائل، فان
أجابنى عنها فهو هو، فكتبتها وعدوت إلى بابه فلم أصل إليه لكثرة إزدحام
الناس، فبينما أنا جالس إذ خرج إلى خادم فقال: يا على بن أحمد هذه جوابات
مسائلك التى معك (1) فاخذتها منه فإذا هي جوابات مسائلي بعينها. (2) 2220
/ 118 - والذى رواه ابن شهراشوب في كتاب (المناقب): قال: روى الحسن بن
محمد بن أحمد السمرقندى المحدث بالاسناد، عن الحسن بن على الوشاء الكوفى
قال: كتبت مسائل في طومار لاجرب بها على بن موسى، فغدوت إلى بابه فلم أصل
إليه لزحام الناس، فبينا (3) خادم يسال الناس عنى وهو يقول: من الحسن بن
على الوشاء ابن بنت إلياس البغدادي ؟ فقلت له: يا غلام [ فها ] (4) أنا
ذا، فاعطاني كتابا وقال
لى: هذه جوابات مسائلك التى معك، فقطعت بامامته وتركت مذهب الوقف. (5)
(1) في المصدر: جئت فيها بدل (معك). (2) اعلام الورى: 309 وعنه كشف الغمة:
2 / 312، وفي البحار: 49 / 69 ح 93 والعوالم: 22 / 115 ح 89 عنه وعن عيون
المعجزات والمناقب لابن شهراشوب الاتيين. (3) في المصدر: فبينما. (4) من
المصدر. (5) مناقب ابن شهراشوب: 4 / 341.
[ 117 ]
2221 / 119 - ثم قال ابن شهراشوب: وروى الحسن السمرقندى هذا، عن ابن
الوشاء قال: خرجت من الكوفة إلى خراسان فقالت لى ابنتى: يا أبة خذ هذه
الحلة فبعها وخذ لى بثمنها فيروزجا، فلما نزلت مرو فإذا غلمان الرضا -
عليه السلام - قد جاوا وقالوا: نريد حلة نكفن بها بعض غلماننا. فقلت: ما
عندي، فمضوا ثم عادوا وقالوا: مولانا يقرئك السلام ويقول لك: معك حلة في
السفط الفلاني دفعتها إليك ابنتك وقالت: اشتر لى بثمنها فيروزجا وهذا
ثمنها. (1) 2222 / 120 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن بن
على الوشاء المعروف بابن بنت إلياس قال: شخصت إلى خراسان ومعى حلة وهى (2)
حبرة، فوردت مرو ليلا - وكنت أقول بالوقف - فوافق [ موضع ] (3) نزولي غلام
أسود كانه من أهل المدينة، فقال لى: سيدى يقول: وجه إلى بالحبرة التى معك
لاكفن بها مولى لنا توفى، فقلت ومن
سيدك ؟ قال: على بن موسى الرضا - عليه السلام -. فقلت: ما بقى معى حبرة
ولا حلة إلا وقد بعتها في الطريق، فعاد إلى فقال: بلى قد بقيت الحبرة
قبلك، فحلفت له أنى لا أعلمها معى، فمضى وعاد الثالثة، فقال: هي في عرض
السفط الفلاني. فقلت في نفسي: إن صح هذا فهى دلالة، وكانت ابنتى دفعت إلى
(1) مناقب ابن شهراشوب: 4 / 341 - 342. (2) في المصدر: وشئ، والحبره، ضرب من برود اليمن. (3) من المصدر.
[ 118 ]
حبره وقالت: (بعها وابتع بثمنها فيروزجا وشيحا من خراسان). فقلت لغلامي:
هات السفط، فلما أخرجه وجدتها في عرضه، فدفعتها إليه وقلت: لا آخذ لها
ثمنا، فقال: هذه دفعتها إليك ابنتك فلانة وسالتك أن تبتاع لها بثمنها
فيروزجا وشيحا، فابتع لها بهذا، فعجبت مما ورد على وقلت: والله لاكتبن له
مسائل أساله فيها، ولامتحننه في مسائل كنت أسال أباه عنها، فاثبت ذلك في
درج وغدوت إلى بابه والدرج (1) في كمى، ومعى صديق لا يعلم شرح هذا الامر.
فلما صرت إلى بابه رايت القواد والعرب والجند والموالي يدخلون إليه، فجلست
ناحية وقلت في نفسي: متى أصل أنا إلى هذا ؟ فانا افكر في ذلك، إذ (قد) (2)
خرج خارج يتصفح الوجوه ويقول: أين ابن بنت إلياس ؟ فقلت: ها أنا وأخرج من
كمه درجا وقال: هذا تفسير مسائلك،
ففتحته فإذا فيه تفسير ما معى (3) في كمى، فقلت: اشهد الله ورسوله إنك حجة
الله، وقمت، فقال لى رفيق: إلى أين أسرعت ؟ فقلت: قضيت حاجتى. وروى هذا
الحديث السيد المرتضى في (عيون المعجزات) مثل رواية أبى جعفر الطبري ببعض
الاختلاف اليسير. ورواه أيضا صاحب (ثاقب المناقب) أعنى حديث الحسن بن
(1) في المصدر: والمدرج. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: تفسير مسائلي.
[ 119 ]
على الوشاء (1). والحديث من مشاهير الاحاديث وإن اختلفت بعض ألفاظ الرواة
فالمعنى المقصود حاصل منها. 2223 / 121 - وروى أيضا صاحب (ثاقب المناقب):
عن على بن محمد الشيروانى، عن على بن أحمد الوشاء الكوفى قال: خرجت من
الكوفة إلى خراسان، فقالت لى ابنتى: خذ هذه الحلة فبعها واشتر لي بثمنها
فيروزجا. قال: فاخذتها وشددتها في بعض متاعى، وقدمت مرو فنزلت في بعض
الفنادق، فإذا غلمان على بن موسى المعروف بالرضا - عليه السلام - قد جاوا
فقالوا: نريد حلة نكفن فيها غلاما مات (2). فقلت: ما هي [ عندي ] (3)،
فمضوا وعادوا وقالوا: مولانا يقرئك السلام ويقول: معك حلة في السفط
الفلاني قد دفعتها (4) إليك ابنتك،
فقالت: اشتر [ لى ] (5) بثمنها فيروزجا وهذا ثمنها، فدفعتها إليهم وقلت:
والله لاسالنه عن مسائل، فان أجابنى عنها فهو إمامى، فكتبتها وغدوت إلى
بابه، فلم أصل إليه لكثرة إزدحام الناس (6)، فبينا أنا جالس
(1) دلائل الامامة: 194، عيون المعجزات: 108 - 110، الثاقب في الماقب: 479
ح 1. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 294 ح 19 عن غيبة الطوسى: 72 ح 77
مختصرا، ورواه في إثبات الوصية: 180. (2) في المصدر: بعض غلماننا. (3) من
المصدر، وفيه: ثم عادو فقالوا. (4) كذا في المصدر: وفي الاصل: دفعت. (5)
من المصدر، وفيه: وقالت. (6) في المصدر: من كثرة الازدحام على الباب.
[ 120 ]
إذ خرج إلى خادم فقال لى: يا على بن أحمد هذا جواب مسائلك التى معك،
فاخذتها فإذا هي جواب مسائلي بعينها. (1)
الثالث والتسعون: علمه - عليه
السلام - بالغائب 2224 / 122 - الراوندي: قال: روى عن الحسن بن على الوشاء
قال: كنا عند رجل بمرو وكان معنا رجل واقفى، فقلت له: اتق الله قد كنت
مثلك ثم نور الله قلبى، فصم الاربعاء والخميس والجمعة واغتسل وصل ركعتين [
وسل الله أن ] (2) يريك في منامك ما تستدل به على هذا الامر، فرجعت إلى
البيت وقد سبقني كتاب أبى الحسن - عليه السلام - [ إلى ] (3) يامرني فيه
أن أدعو إلى هذا الامر ذلك الرجل. فانطلقت إليه وأخبرته وقلت: أحمد الله
وأستخره (4) مائة مرة،
وقلت له: إنى وجدت كتاب أبى الحسن - عليه السلام - قد سبقني إلى الدار، أن
أقول لك: ما كنا فيه، وإنى لارجو أن ينور الله قلبك، فافعل ما قلت لك من
الصوم والدعاء، فأتاني يوم السبت في السحر فقال لى: أشهد أنه الامام
المفترض الطاعة. فقلت: وكيف ذلك قال: أتانى [ أبو الحسن - عليه السلام - ]
(5) البارحة
(1) الثاقب في المناقب: 479 ح 2. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر.
(4) كذا في المصدر، وفي البحار: واستخر، وفي الاصل: وقلت: الحمد لله
وأستجيره. (5) من المصدر والبحار، وفيهما: في النوم.
[ 121 ]
في المنام فقال: يا إبراهيم [ والله ] (1) لترجعن إلى الحق، وزعم أنه لم
يطلع عليه إلا الله. (2)
الرابع والتسعون: إستجابة دعائه - عليه السلام -
2225 / 123 - الكشى: عن حمدويه قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنى يزيد
بن إسحاق شعر - وكان من أرفع [ الناس ] (3) لهذا الامر -، قال: خاصمني مرة
أخى محمد وكان مستويا، [ قال: ] (4) فقلت له: لما طال الكلام بينى وبينه:
إن كان صاحبك بالمنزلة [ التى ] (5) تقول فسله أن يدعو الله لى حتى أرجع
إلى قولكم. قال: قال [ لى ] (6) محمد: فدخلت على الرضا - عليه السلام -
فقلت له جعلت فداك إن لى أخا وهو (7) أسن منى وهو يقول بحياة أبيك وأنا
كثيرا ما اناظره فقال لى يوما من الايام: سل صاحبك - إن كان بهذا المنزل
الذى (8) ذكرت - أن يدعو الله [ لى حتى أصير إلى قولكم، فانا احب أن تدعو
الله ] (9) قال: فالتفت أبو الحسن - عليه السلام - نحو القبلة، فذكر ما
شاء
(1) من المصدر والبحار. (2) الخرائج والجرائح: 1 / 366 ح 23 وعنه اثبات
الهداة: 3 / 302 ح 142 والبحار: 49 / 53 ح 62 والعوالم: 22 / 104 ح 68.
(3) من المصدر والبحار، وفي البحار: ادفع. (4) من البحار. (5) من المصدر
والبحار، وفيهما: فاسأله. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: هو. (8) في البحار: إن كان بالمنزلة التى، وفي
المصدر: إن كان بالمنزل الذى. (9) من المصدر والبحار.
[ 122 ]
الله أن يذكر، ثم قال: (اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى
الحق). قال: وكان (1) يقول: هذا وهو رافع يده اليمنى. قال: فلما قدم
أخبرني بما كان، فوالله ما لبثت إلا يسيرا (2) حتى قلت بالحق. (3)
الخامس
والتسعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2226 / 124 - ابن بابويه: قال:
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى قال: كنت عند أبى الحسن الرضا
- عليه السلام - فدخل عليه
الحسين بن خالد الصيرفى فقال له: جعلت فداك إنى اريد الخروج إلى الاعوض
(4). فقال: حيثما ظفرت بالعافية فالزمه، فلم يقنعه ذلك، فخرج يريد الاعوض،
فقطع عليه الطريق واخذ كل شئ كان معه من المال. (5)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: كان. (2) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: قليلا. (3) رجال الكشى: 605 ح 1126 وعنه المناقب لابن شهراشوب:
4 / 370 والبحار: 48 / 273 ح 34 والعوالم: 21 / 510 ح 2، وفي اثبات
الهداة: 3 / 307 ح 168 ملخصا. (4) الاعوض - بالضاد المعجمة -: شعب لهذيل
بتهامة ولا يبعد ان يكون تصحيف الاعوص - بالصاد المهلمة - وهو موضع قرب
المدينة. راجع معجم البلدان: 1 / 223 وج 4 / 114. (5) عيون أخبار الرضا
عليه السلام: 2 / 229 ح 1 وعنه البحار: 49 / 45 ح 39 وإثبات الهداة: 3 /
280 ح 94 والعوالم: 22 / 98 ح 53.
[ 123 ]
السادس والتسعون: علمه - عليه السلام - باللغات وبما يكون 2227 / 125 -
عنه: قال: حدثنا أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
محمد بن جزك، عن ياسر الخادم قال: كان غلمان لابي الحسن - عليه السلام -
في البيت صقالبة ورومية، وكان أبو الحسن - عليه السلام - قريبا منهم،
فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبية والرومية، ويقولون: إنا كنا نفتصد (1)
في كل سنة في بلادنا، ثم ليس نفتصد هاهنا. فلما كان من الغد وجه أبو الحسن
- عليه السلام - إلى بعض الاطباء، فقال له، أفصد فلانا عرق كذا وأفصد
فلانا عرق كذا وأفصد فلانا عرق
كذا [ وأفصد هذا عرق كذا ] (2). ثم قال: يا ياسر لاتفتصد أنت، قال:
فافتصدت فورمت يدى واحمرت. فقال [ لى ] (3): يا ياسر مالك ؟ فاخبرته.
فقال: ألم أنهك عن ذلك ؟ هلم يدك، فمسح يده عليها وتفل فيها، ثم أو صانى
أن لا أتعشى، فكنت [ بعد ] (4) ذلك ما شاء الله لا أتعشى، ثم اغافل فاتعشى
فتضرب على. (5)
(1) افتصد العرق: شقه، وتفصد الدم: سال وجرى. (2) من المصدر. (3) من
المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار، وفي المصدر: فمكثت بدل (فكنت).
(5) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 227 ح 1 وعنه البحار: 49 / 86
ح 1 والعوالم: 22 / 144 ح 3 وعن بصائر الدرجات: 338 ح 4 والمناقب لابن
شهراشوب: 4 / 334. وأخرجه في البحار: 26 / 192 ح 6 عن الاختصاص: 290، وفي
إثبات الهداة: 3 / 299 =
[ 124 ]
2228 /
126 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه -
قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبى الصلت الهروي قال:
كان الرضا - عليه السلام - يكلم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس
وأعلمهم بكل لسان ولغة، فقلت له يوما: يابن رسول الله إنى لاعجب من معرفتك
بهذه اللغات على اختلافها. فقال: يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه، وما
كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أوما بلغك قول أمير
المومنين - عليه
السلام -: (اوتينا فصل الخطاب)، فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات. (1)
2229 / 127 - وعنه: قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد ابن
عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبى عبد الله البرقى قال: حدثنا أبو هاشم
داود بن القاسم الجعفري قال: كنت أتغدى مع أبى الحسن - عليه السلام -،
فيدعو بعضى غلمانه بالصقلبية والفارسية، وربما بعثت غلامي هذا بشئ من
الفارسية فيعلمه، وربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسية، فيفتح هو
على غلامه. (2)
= ح 134 عن إعلام الورى: 318 - 319. (1) العيون: 2 / 228 ح 3 وعنه البحار:
49 / 87 ح 3 والعوالم: 22 / 145 ح 5 وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 333.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 329 عن اعلام الورى: 332. (2) عيون أخبار الرضا
عليه السلام: 2 / 228 ح 2 وعنه البحار: 49 / 87 ح 2 والعوالم: 22 / 145 ح
4. وأخرجه في البحار: 49 / 87 ح 6 والعوالم: 22 / 144 ح 1 عن بصائر
الدرجات: 336 ح 13.
[ 125 ]
السابع
والتسعون: علمه - عليه السلام - بحال الانسان 2230 / 128 - الكشى: عن
حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن على بن الخطاب [ - وكان واقفيا - ] (1) قال:
كنت في الموقف يوم عرفة وكنت محموما شديد الحمى، وقد أصابني عطش شديد،
فامر أبو الحسن الرضا - عليه السلام - غلامه أن يسقينى، فجائني بالماء
فشربته، فذهب والله الحمى.
فقال [ لى ] (2) يزيد بن إسحاق: ويحك يا على ! فما تريد بعد هذا ما تنتظر
؟ قلت (3): يا أخى دعنا. قال يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب - وكان
واقفيا مثله - قال الحسن: ماتا على شكهما. (4)
الثامن والتسعون: علمه -
عليه السلام - بما يكون 2231 / 129 - الشيخ الطوسى في (كتاب الغيبة) قال:
روى أحمد ابن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن
صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن يحيى بن أبى البلاد قال: قال الرضا - عليه
السلام -: ما فعل الشقى: حمزة بن بزيع ؟ قلت: هو ذا [ هو ] (5) قد قدم.
(1 و 2) من المصدر. (3) في الاصل والمصدر والبحار: قال: ولكن الانسب ما
أثبتناه. (4) رجال الكشى: 469 ح 895 مفصلا وعنه البحار: 49 / 63 ح 81
واثبات الهداة: 3 / 307 ح 164 والعوالم: 22 / 69 ح 7. (5) من المصدر
والبحار.
[ 126 ]
فقال: يزعم أن أبى حى،
هم اليوم شكاك، ولا يموتون غدا إلا على الزندقة. قال صفوان: فقلت فيما
بينى وبين نفسي: شكاك قد عرفتهم، فكيف يموتون على الزندقة ؟ ! فما لبثنا
إلا قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته هو كافر برب أماته. قال
صفوان: فقلت: هذا تصديق الحديث. (1)
التاسع والتسعون: استجابة دعائه -
عليه السلام -
2232 / 130 - الكشى: عن على بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أبى عبد الله
الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبى الحسن -
عليه السلام - قال: قلت: جعلت فداك إنى خلفت ابن أبى حمزة وابن مهران وابن
أبى سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى [ قال: ] (2) فقال [ لى ] (3):
ما ضرك من ضل إذا اهتديت إنهم كذبوا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [
وكذبوا أمير المؤمنين - عليه السلام - ] (4) و [ كذبوا ] (5) فلانا وفلانا
و [ كذبوا ] (6) جعفرا وموسى - عليهما السلام - ولى بابائى اسوة (حسنة)
(7).
(1) غيبة الطوسى: 68 ح 72 وعنه البحار: 48 / 256 ح 10 واثبات الهداة: 3 /
293 ح 117 والعوالم: 21 / 490 ح 9، وفي المناقب لابن شهراشوب: 4: 336 عنه
مختصرا. (2) من المصدر والبحار. (3) من البحار. (4) من المصدر. (5 و 6) من
المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: قلت.
[ 127 ]
فقلت: جعلت فداك إنا نروى أنك قلت لابن مهران: أذهب الله نور قلبك وأدخل
الفقر بيتك، فقال: كيف حاله وحال بره ؟ فقلت يا سيدى أشد حال، هم مكروبون
ببغداد، ولم (1) يقدر الحسين (2) أن يخرج إلى العمرة. (3)
المائة: استجابة
دعائه - عليه السلام - 2233 / 131 - محمد بن يعقوب: عن على، عن أبيه، عن
داود
النهدي، عن بعض أصحابنا قال: دخل ابن أبى سعيد المكارى على أبى الحسن
الرضا - عليه السلام - فقال له: أبلغ الله من قدرك أن تدعى ما ادعى أبوك ؟
فقال له: مالك أطفاء الله نورك وأدخل الفقر بيتك، أما علمت أن الله تبارك
وتعالى أوحى إلى عمران أنى واهب لك ذكرا، فوهب له مريم، ووهب لمريم عيسى -
عليهما السلام -، فعيسى من مريم ومريم من عيسى، ومريم وعيسى - عليهما
السلام - شئ واحد، وأنا من أ بى وأبى منى، وأنا وأبى شئ واحد ! فقال له
ابن أبى سعيد: وأسالك عن مسالة ؟ فقال: لا أخالك تقبل منى ولست من غنمي،
ولكن هلمها. فقال: قال رجل عند موته: كل مملوك لى قديم فهو حر لوجه الله.
قال: نعم، إن الله عزوجل يقول في كتابه: (حتى عاد كالعرجون
(1) في المصدر والبحار: لم. (2) المراد به الحسين بن مهران. (3) رجال
الكشى: 405 ح 760 وعنه البحار: 48 / 261 ح 14 والعوالم: 21 / 491 ح 12.
[ 128 ]
القديم) (1) فما كان من مماليكه (2) أتى عليه ستة أشهر فهو قديم حر. قال:
فخرج من عنده وافتقر حتى مات، ولم يكن عنده مبيت ليلة لعنه الله. ورواه
الشيخ في (التهذيب) بهذا الاسناد. وعلى بن إبراهيم في (تفسير): عن ابيه،
عن داود بن محمد الحديث. (3)
الحادى ومائة: أخذ الجن منه - عليه السلام -
العلم
2234 / 132 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو المفضل محمد
بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنى أحمد بن الحسين المعروف
بابن أبى القاسم قال: حدثنى أبى، عن بعض رجاله، عن الهيثم بن واقد قال:
كنت عند الرضا - عليه السلام - بخراسان، وكان العباس يحجبه، فدعاني وإذا
عنده شيخ أعور يساله، فخرج الشيخ فقال لى: رد على الشيخ، فخرجت إلى الحاجب
(فسألته) (4). فقال: لم يخرج على أحد. فقال الرضا - عليه السلام -: أتعرف
الشيخ ؟ فقلت: لا، فقال: هذا رجل
(1) يس: 39. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: فما كان من مماليك. (3)
الكافي: 6 / 195 ح 6، التهذيب: 8 / 231 ح 68، تفسير القمى: 2 / 215. ورواه
في معاني الاخبار: 218 ح 1 والفقيه: 3 / 155 ح 3564 ورجال الكشى: 465 ح
884 واثبات الوصية: 174. وأخرجه في البحار: 49 / 81 ح 1 والعوالم: 22 /
161 ح 3 عن عيون الاخبار: 1 / 308 ح 71، وله تخريجات اخر من أرادها
فليراجع العوالم. (4) ليس في البحار.
[ 129 ]
من الجن سألني عن مسائل، وكان فيما سألني عنه مولودان ولدا في بطن ملتزقين
(1) مات أحدهما كيف يصنع به ؟ قلت: ينشر الميت عن الحى. (2)
الثاني ومائة:
رويته - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله - وآبائه - عليهم
السلام -
2235 / 133 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: وأخبرني أبو الحسين محمد
بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: حدثنا أبو على محمد بن همام قال: حدثنا
أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن على، عن محمد بن صدقة قال: دخلت على الرضا -
عليه السلام - فقال لقيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعليا وفاطمة
والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمدا و جعفرا وأبى - عليهم السلام - في
ليلتى هذه، وهم يحدثون الله عز وجل فقلت: الله ! قال: فادنانى رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وأقعدني بين أمير المومنين - عليه السلام - وبينه،
فقال لى: كانى بالذرية من أزل قد أصاب لاهل السماء ولاهل الارض، بخ بخ لمن
عرفوه حق معرفته، والذى فلق الحبة وبرا النسمة العارف به خير من كل ملك
مقرب وكل نبى مرسل، وهم والله يشاركون الرسل في درجاتهم. ثم قال لى: يا
محمد بخ بخ لمن عرف محمدا - صلى الله عليه وآله -
(1) في المصدر: ملتزقتين، وفي البحار: (ملتزمين). (2) دلائل الامامة: 195 وعنه البحار: 81 / 310 ح 32 ومستدرك الوسائل: 1 / 178 ح 2.
[ 130 ]
وعليا - عليه السلام - والويل لمن ضل عنهم وكفى بجهنم سعيرا (1). (2)
الثالث ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2236 / 134 - ابن
بابويه: قال: حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا
محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا عون بن محمد قال: حدثنى محمد بن أبى عباد
قال: سمعت الرضا - عليه السلام - يقول يوما: يا غلام آتنا الغداء، فكانى
أنكرت [ ذلك ] (3) فتبين الانكار
في، فقرا (قال لفتاه آتنا غداءنا) (4) فقلت: الامير أفضل الناس وأعلمهم.
(5)
الرابع ومائة: خبر الشجرة 2237 / 135 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو
واسع محمد بن أحمد (ابن محمد) (6) بن إسحاق النيسابوري قال: سمعت جدتى
خديجة بنت حمدان بن پسنده قالت: لما دخل الرضا - عليه السلام - نيسابور
نزل محلة الغربي ناحية تعرف (بلاش آباد) [ في ] (7) دار جدى (پسنده)،
وإنما
(1) مقتبس من سورة النساء آية 55 (2) دلائل الامامة: 195 وعنه اثبات
الهداة: 3 / 311 ح 19. (3) من المصدر والبحار. (4) الكهف: 62. (5) عيون
أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 128 ح 7 وعنه البحار: 49 / 271 ح 15
والعوالم: 22 / 450 ح 1. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر والبحار.
[ 131 ]
سمى (پسنده) لان الرضا - عليه السلام - ارتضاه من بين الناس. (وپسنده) هي
كلمة فارسية معناها (مرضى). فلما نزل - عليه السلام - دارنا زرع لوزة في
جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك،
فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة، فمن أصابته علة تبرك بالتناول من ذلك
اللوز مستشفيا به فعوفى، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز على عينه (1)
فعوفى، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها تناولت من ذلك اللوز فتخف
عليها الولادة وتضع من ساعتها. وكان إذا أخذ دابة من الدواب القولنج اخذ
من قضبان تلك الشجرة، فامر على بطنها فتعافى ويذهب [ عنها ] (2) ريح
القولنج ببركة الرضا - عليه السلام - فمضت الايام على تلك الشجرة فيبست
فجاء جدى حمدان وقطع أغصانها فعمى، وجاء ابن حمدان يقال له: (أبو عمرو)
فقطع تلك الشجرة من وجه الارض فذهب ماله كله بباب فارس، وكان مبلغه سبعين
ألف درهم إلى ثمانين ألف درهم ولم يبق له شئ، وكان لابي عمرو هذا ابنان
كاتبان وكانا يكتبا لابي الحسن محمد بن إبراهيم (ابن) (3) مسجور يقال
لاحدهما: (أبو القاسم) وللاخر: (أبو صادق)، فارادا عمارة تلك الدار وأنفقا
عليها عشرين ألف درهم، وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة وهما لا يعلمان ما
يتولد عليهما من ذلك.
(1) في المصدر: عينيه. (2) من المصدر. (3) ليس في البحار، فيه وفي المصدر سمجور بدل (مسجور).
[ 132 ]
فولى أحدهما ضياعا لامير (1) خراسان، فرد إلى نيسابور في محمل قد اسودت
رجله اليمنى، فشرحت (2) رجله فمات من تلك العلة بعد شهر. وأما الاخر وهو
الاكبر، فانه كان في ديوان السلطان بنيسابور يكتب كتابا، وعلى راسه قوم من
الكتاب وقوف، فقال واحد منهم: دفع
الله عين السوء عن كاتب هذا الخط، فارتعشت يده من ساعته وسقط القلم من
يده، وخرجت بيده بثرة ورجع إلى منزله، فدخل إليه أبو العباس الكاتب مع
جماعة فقالوا له: هذا الذى أصابك من الحرارة، فيجب أن تفتصد، فافتصد ذلك
اليوم، فعادوا إليه من الغد وقالوا [ له ] (3): يجب أن تفتصد اليوم أيضا،
ففعل فاسودت يده فشرحت ومات من ذلك، وكان موتهما جميعا في أقل من سنة.
والسلام على من اتبع الهدى. (4)
الخامس ومائة: الماء الذى نبع والاثر
الباقي 2238 / 136 - ابن بابويه: قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فولى أحدهما ضياع أمير. (2) شرح،
كمنع: كشف وقطع، والشرحة: القطعة من اللحم. (3) من المصدر والبحار. (4)
العيون: 2 / 132 ح 1 و عنه البحار: 49 / 121 ح 2 واثبات الهداة: 3 / 258 ح
33 والعوالم: 22 / 235 ح 3. وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 344 مختصرا
وفي الثاقب في المناقب: 496 ح 2.
[ 133 ]
القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنا أبى قال: حدثنا أحمد بن على الانصاري
قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: لما خرج على بن موسى الرضا -
عليه السلام - من نيسابور إلى المأمون، فبلغ قرب القرية (الحمراء)، قيل
له: يابن رسول الله قد زالت الشمس أفلا تصلى، فنزل - عليه السلام - فقال:
ائتونى بماء، فقيل: ما معنا ماء، فبحث - عليه السلام - بيده الارض فنبع
من الماء ما توضأ به هو (وأصحابه) (1) ومن معه، وأثره باق إلى اليوم، فلما
بلغ إلى (سناباد) استند (2) إلى الجبل الذى تنحت منه القدور فقال: (اللهم
انفع به وبارك فيما يجعل [ فيه و ] (3) فيما ينحت منه). ثم أمر - عليه
السلام - فنحت له قدور من الجبل، وقال: لا يطبخ ما آكله إلا فيها. وكان -
عليه السلام - خفيف الاكل قليل الطعم، فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم،
وظهرت بركة دعائه - عليه السلام - فيه، ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائى
ودخل القبة التى فيها قبر هارون الرشيد، ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال -
عليه السلام -: هذه تربتي وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي
وأهل محبتى، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم على منهم مسلم إلا وجب له
غفران الله تعالى ورحمته بشفاعتنا أهل البيت. ثم استقبل القبلة فصلى ركعات
ودعا بدعوات، فلما فرغ سجد
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في البحار: اسند، قال في النهاية: 2 / 408: ثم أسندوا إليه في مشربة أي صعدوا. (3) من المصدر.
[ 134 ]
سجدة طال مكثه (فيها) (1) فاحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة، ثم انصرف. (2)
السادس ومائة: علمه - عليه السلام - بما في نفس المأمون من تولية العهد
وعلمه - عليه السلام - من قتله بالسم 2239 / 137 - ابن بابويه: قال: حدثنا
الحسين بن إبراهيم بن ناتانه
قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبى الصلت الهروي قال: إن
المأمون قال للرضا - عليه السلام -: يابن رسول الله قد عرفت (3) فضلك
وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحق بالخلافة منى. فقال الرضا - عليه
السلام -: بالعبودية لله عزوجل أفتخر، و بالزهد في الدنيا أرجو النجاة من
شر الدنيا، بالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا
أرجو الرفعة عند الله تعالى. فقال له المأمون: فانى قد رايت أن أعزل نفسي
عن الخلافة، واجعلها لك وأبايعك. فقال له الرضا - عليه السلام -: إن كانت
هذه الخلافة لك والله قد جعلها لك، فلا يجوز [ لك ] (4) أن تخلع لباسا
ألبسكه الله تعالى وتجعله لغيرك،
(1) ليس في البحار. (2) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 136 ح 1
وعنه الوسائل: 2 / 1090 ح 1 وإثبات الهداة: 3 / 258 ح 34 والبحار: 49 /
125 ح 1 والعوالم: 22 / 241 ح 1. وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 343
- 344. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: علمت. (4) من المصدر.
[ 135 ]
وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز [ لك ] (1) أن تجعل لى ما ليس لك، فقال
له المأمون: يابن رسول الله لابد لك من قبول هذا الامر. فقال: لست أفعل
ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله. فقال له: فان لم
تقبل الخلافة ولم تحب (2) مبايعتي لك فكن
(لى) (3) ولى عهدي لتكون الخلافة لك بعدى. فقال الرضا - عليه السلام -:
والله حدثنى أبى، عن أبائه، عن أمير المومنين - عليه السلام -، عن رسول
الله - صلى الله عليه وآله - انى أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم، [
مظلوما ] (4) تبكى على ملائكة السماء وملائكة الارض، وادفن في أرض غربة
إلى جنب هارون الرشيد، فبكى المأمون ثم قال له: يابن رسول الله ومن الذى
يقتلك أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حى ؟ فقال الرضا - عليه السلام -:
أما إنى لو أشاء أن أقول من الذى يقتلنى لقلت، فقال المأمون: يابن رسول
الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك، ليقول
الناس إنك زاهد في الدنيا. فقال الرضا - عليه السلام -: والله ما كذبت منذ
خلقني ربى عزوجل وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإنى لاعلم ما تريد، فقال
المأمون: وما
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تجب. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار.
[ 136 ]
(الذى) (1) اريد ؟ قال: الامان على الصدق، قال: لك الامان، قال: تريد بذلك
أن يقول الناس (2) إن على بن موسى الرضا - عليه السلام - لم يزهد في
الدنيا، بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون [ كيف ] (3) قبل العهد طمعا في
الخلافة ؟ فغضب المأمون ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه، وقد آمنت
سطوتي، فبالله اقسم لان قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على
ذلك، فان فعلت وإلا ضربت عنقك. فقال الرضا - عليه السلام -: قد نهانى الله
عزوجل أن القى بيدى إلى التهلكة، فان كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك،
وأنا أقبل ذلك على أن (4) لا اولى أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا
سنة، وأكون في الامر من بعيد (5) مشيرا. فرضى منه بذلك وجعله ولى عهده على
كراهة (6) منه - عليه السلام - لذالك. (7)
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تقول:
للناس. (3) من المصدر والبحار. (4) في البحار: أنى. (5) في المصدر: وأكون
في الامر بعيدا. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كراهية. (7) علل
الشرائع: 237 ح 1، العيون: 2 / 139 ح 3، الامالى للصدوق: 65 ح 3 وعنها
الوسائل: 12 / 146 ح 6 والبحار: 49 / 128 ح 3 واثبات الهداة: 3 / 266 ح
105 والعوالم: 22 / 281 ح 1. وأورده في روضة الواعظين: 223 - 224 ومناقب
آل أبى طالب: 4 / 362 - 363.
[ 137 ]
السابع ومائة: استجابة دعائه - عليه السلام - وعلمه بالسحاب الماطر
والاسدان اللذان افترسا الحاجب 2240 / 138 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو
الحسن محمد بن القاسم المفسر - رضى الله عنه - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن
زياد وعلى بن محمد
ابن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن على العسكري، عن أبيه على بن محمد، عن
أبيه محمد بن على - عليهم الصلاة والسلام - أن الرضا على بن موسى - عليه
السلام - لما جعله المأمون ولى عهده احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون
والمتعصبين على الرضا - عليه السلام - يقولون: انظروا لما جائنا على بن
موسى - عليه السلام - وصار ولى عهدنا حبس الله تعالى عنا المطر ! واتصل
ذلك بالمامون، فاشتد عليه وقال (1) للرضا - عليه السلام -: قد احتبس
المطر، فلو دعوت الله عزوجل أن يمطر الناس. فقال الرضا - عليه السلام -:
نعم (أنا أفعل ذلك) (2) قال: فمتى تفعل ذلك ؟ - وكان ذلك يوم الجمعة -
قال: يوم الاثنين، فان رسول الله - صلى الله عليه وآله - أتانى البارحة في
منامي ومعه أمير المومنين على - عليه السلام - وقال: (يا بنى انتظر يوم
الاثنى فابرز إلى الصحراء واستسق، فان الله تعالى سيسقيهم، وأخبرهم بما
يريك الله تعالى مما لا يعلمون حاله (3)، ليزداد علمهم بفضلك ومكانك كمن
ربك عزوجل).
(1) في المصدر والبحار: فقال. (2) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر وقال
الرضا عليه السلام. (3) في المصدر: مما لا يعلمون من حالهم.
[ 138 ]
فلما كان يوم الاثنين غدا إلى الصحرا، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر
فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: (اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل
البيت، فتوسلوا بنا كما أمرت، وأملوا فضلك ورحمتك، وتوقعوا إحسانك ونعمتك،
فاسقهم سقيا نافعا عاما غير
رائث ولا ضائر (1) وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى
منازلهم ومقارهم). قال: فو [ الله ] (2) الذى بعث محمدا - صلى الله عليه
وآله - بالحق نبيا لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك
الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر. فقال الرضا - عليه السلام -: على
رسلكم (3) أيها الناس، فليس هذا الغيم لكم إنما هو لاهل بلد كذا، فمضت
السحابة وعبرت ثم جائت [ سحابة ] (4) اخرى تشتمل على رعد وبرق، فتحركوا،
فقال: على رسلكم فما هذه لكم إنما هي لاهل بلد (5) كذا، فما زال حتى جائت
عشر سحابات وعبرت ويقول على بن موسى الرضا - عليه السلام - في كل واحدة
على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لاهل بلد كذا (وكذا) (6). ثم أقبلت
السحابة الحادية عشر فقال: أيها الناس هذه [ سحابة ] (7)
(1) غير رائث: أي غير بطئ، متاخر (الجزرى)، وقوله: ولا ضائر: أي ضار. (2)
من البحار. (3) الرسل - بالكسر - التأني. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: لبلد. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من
المصدر.
[ 139 ]
بعثها الله - عزوجل -
لكم، فاشكروا الله تعالى على تفضله عليكم، وقوموا إلى منازلكم ومقاركم
فانها مسامتة (1) لكم ولرووسكم، ممسكة عنكم
إلى أن تدخلوا مقاركم، ثم ياتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى
وجلاله. ونزل من المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن
قربوا من منازلهم، ثم جائت بوابل (2) المطر فملات الاودية والحياض
والغدران والفلوات، فجعل الناس يقولون: هنيئا لولد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - كرامات الله تعالى. ثم برز إليهم الرضا - عليه السلام - وحضرت
الجماعة الكثيرة منهم، فقال: [ يا ] (3) أيها الناس اتقوا الله في نعم
الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيكم، بل استديموها بطاعته وشكره على
نعمه وأياديه، واعلموا أنكم لا تشكرون الله تعالى بشئ بعد الايمان بالله
تعالى وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله تعالى من آل محمد رسول الله - صلى
الله عليه وآله - أحب إليه من معاونتكم لاخوانكم المومنين على دنياهم التى
هي معبر لهم إلى جنان ربهم، فان من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك
وتعالى. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - في ذلك قولا ما ينبغى
لقائل أن يزهد في فضل الله تعالى عليه (فيه) (4) إن تأمله وعمل عليه.
(1) سمت الشئ نحوه: قصده، ومنه قوله: وهن إلى البيت العتيق سوامت أي
قواصد. (2) الوابل: المطر الشديد. (3) من المصدر. (4) ليس في البحار.
[ 140 ]
قيل يا رسول الله هلك فلان ! يعلم من الذنوب كيت وكيت. فقال رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: بل قد نجا ولا يختم الله تعالى عمله
إلا بالحسنى، ووسيمحو الله عنه السيئات ويبدلها له (1) حسنات، إنه كان مرة
يمر في طريق عرض له مومن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر، فسترها عليه ولم
يخبره بها مخافة أن يخجل، ثم إن ذلك المومن عرفه في مهواه فقال له: أجزل
الله لك الثواب وأكرم لك الماب، ولا ناقشك (في) (2) الحساب، فاستجاب الله
تعالى له فيه، فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المومن. فاتصل
قول رسول الله - صلى الله عليه وآله - بهذا الرجل، فتاب وأناب وأقبل على
طاعة الله عزوجل، فلم يات عليه سبعة أيام حتى اغير على سرح المدينة، فوجه
رسول الله - صلى الله عليه وآله - في أثرهم جماعة - ذلك الرجل أحدهم -
فاستشهد فيهم. قال الامام محمد بن على بن موسى - عليهم السلام -: وعظم
الله تبارك وتعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا - عليه السلام -، وقد كان
للمأمون من يريد أن يكون هو ولى عهده من دون الرضا - عليه السلام -، وحساد
كانوا بحضرة المأمون للرضا - عليه السلام -. فقال للمأمون بعض اولئك: يا
أمير المومنين اعيذك بالله أن تكون تاريخ الخلفاء (3) في إخراجك هذا الشرف
العميم والفخر العظيم من
(1) في المصدر: من حسنات. (2) من المصدر. (3) (قوله: أن تكون تاريخ الخلفاء، كناية عن عظم تلك الواقعة وفظاعتها بزعمه، فان الناس =
[ 141 ]
بيت ولد العباس إلى بيت ولد على - عليهم السلام -، ولقد (1) أعنت على
نفسك وأهلك جئت بهذا الساحر ولد السحرة، وقد كان خاملا فاظهرته ومتضعا
فرفعته، ومنسيا فذكرت به ومستخفيا (2) فنوهت به، قد ملا الدنيا مخرقة
وتشوقا (3) بهذا المطر الوارد عند دعائه، ما أخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا
الامر عن ولد العباس إلى ولد على - عليه السلام -، بل ما أخوفني أن يتوصل
بسحره إلى إزالة نعمتك والتوثب على مملكتك، هل جنى أحد على نفسه وملك (4)
مثل جنايتك ؟ فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستترا عنا يدعو إلى نفسه،
فاردنا أن نجعله ولى عهدنا ليكون دعاوه لنا وليعترف بالملك والخلافة [ لنا
] (5)، وليعتقد فيه المفتونون [ به ] (6) أنه ليس مما ادعى في قليل ولا
كثير، وأن هذا الامر لنا من دونه، وقد خشينا إن تركناه على تلك الحال أن
ينفتق علينا منه ما لا نسده، وياتى علينا منه ما لا نطيقه، والان فإذ قد
= يورخون الامور بالوقائع والدواهي). (1) كذا في البحار، وفي الاصل
والمصدر: لقد. (2) في المصدر والبحار: مستخفا. (3) (المخرقة بالقاف:
الشعبذة والسحر كما يظهر من استعمالاتهم. وان لم نجد في اللغة، ولعلها من
الخرق، بمعنى السفه والكذب، أو من المخراق الذى يضرب به. وفي بعض النسخ
بالفاء، من الخرافات). و (التشوق: التزين والتطلع. وفي بعض النسخ (التسوق)
بالسين المهملة والقاف. ولعله ماخوذ من السوق) أي: أعمال أهل السوق من
الاداني. وفي القاموس: ساوقه: فاخره في السوق). (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: مملكته.
(5 و 6) من المصدر والبحار.
[ 142 ]
فعلنا به ما فعلنا، وأخطانا في أمره بما أخطانا وأشرفنا من الهلاك
بالتنويه [ به ] (1) على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنا
نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتى نصوره عند الرعية بصورة من لا يستحق
لهذا الامر، ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه. قال الرجل: يا أمير
المؤمنين فولنى مجادلته فانى افحمه وأصحابه وأضع من قدره، فلو لا هيبتك في
صدري (2) لانزلته منزلته وبينت للناس قصوره عما رشحته (3) له. فقال (4)
المأمون: ما شئ أحب إلى من هذا. قال: فاجمع وجوه [ أهل ] (5) مملكتك
والقواد (6) والقضاة وخيار الفقهاء لابين نقصه بحضرتهم، فيكون أخذا له عن
محله الذى أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك. قال: فجمع الخلق الفاضلين
من رعيته في مجلس واسع قعد فيه لهم، وأقعد الرضا - عليه السلام - بين يديه
في مرتبته التى جعلها الله له، فابتدا هذا الحاجب المتضمن للوضع من الرضا
- عليه السلام - وقال له: إن الناس قد أكثروا عنك الحكايات وأسرفوا في
وصفك بما أرى أنك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: نفسي. (3) يقال: فلان يرشح للوزارة
- أي - يربى ويوهل لها. (4) في المصدر والبحار: قال.
(5) من المصدر والبحار. (6) في الاصل والمصدر: فاجمع جماعة وجوه أهل
مملكتك من القواد، وكلمة (أهل) ليس في الاصل، وما اثبتناه من البحار
والعوالم.
[ 143 ]
فاول (1) ذلك إنك دعوت الله تعالى في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه
آية لك ومعجزة، أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا، وهذا أمير
المؤمنين - ادام الله تعالى ملكه وبقاءه - لا يوازن (2) باحد إلا رجح به،
وقد احلك المحل الذى قد عرفت، فليس من حقه عليك أن تسوغ الكاذبين لك وعليه
ما يتكذبونه. فقال الرضا - عليه السلام -: ما أدفع عباد الله عن التحدث
بنعم الله على وإن كنت لا أبغى (بذلك) (3) أشرا ولا بطرا، وأما ذكرك صاحبك
الذى أحلني (ما أحلني) (4)، فما أحلني إلا المحل الذى أحله ملك مصر يوسف
الصديق - عليه السلام -، وكانت حالهما ما قد علمت. فغضب الحاجب عند ذلك
وقال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله تعالى بمطر مقدر
وقته لا يتقدم ولا يتاخر، جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كانك جئت
بمثل آية الخليل إبراهيم - عليه السلام -، لما أخذ رؤوس الطير بيده ودعا
أعضائها التى كان فرقها على الجبال، فاتينه (5) سعيا وتركبين على الرووس
وخفقن وطرن باذن الله تعالى ! فان كنت صادقا فيما توهم فاحى هذين وسلطهما
على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة.
(1) في المصدر: قال: وذلك. (2) في المصدر: لا يوازى.
(3) ليس في المصدر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فاتته.
[ 144 ]
فاما المطر المعتاد [ مجيئه ] (1) فلست (أنت) (2) أحق بان يكون جاء بدعائك
دون غيرك الذى دعا كما (قد) (3) دعوت - وكان الحاجب [ قد ] (4) أشار إلى
أسدين مصورين على مسند المأمون الذى كان مستندا إليه، وكانا متقابلين على
المسند -. فغضب على بن موسى الرضا - عليه السلام - وصاح بالصورتين دونكما
الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا. فوثبت الصورتان وقد صارتا
(5) أسدين، فتناولا الحاجب [ وعضاه ] (6) ورضضاه وهشماه وأكلاه ولحسادمه،
والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما فرغا منه أقبلا على الرضا - عليه
السلام - وقالا: يا ولى الله في أرضه ! ماذا تأمرنا أن نفعل بهذا ؟ نفعل
(7) به ما فعلنا بهذا ؟ - يشيران إلى المأمون - فغشى على المأمون مما سمع
منهما. فقال الرضا - عليه السلام -: قفا، فوقفا. ثم قال الرضا - عليه
السلام -: صبوا عليه ماء ورد. وطيبوه، ففعل ذلك به وعاد الاسدان يقولان:
أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذى أفنيناه ؟ قال: لا، فان لله تعالى [ فيه ]
(8) تدبيرا هو ممضيه، فقالا: ماذا تأمرنا ؟
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار،
وفيهما: من غيرك بدل دون غيرك.
(4) من البحار. (5) في المصدر والبحار: عادتا. (6) من البحار، وفيه رضاه.
(7) في المصدر والبحار: ماذا تأمرنا نفعل بهذا ؟ أنفعل. (8) من المصدر
والبحار.
[ 145 ]
فقال الرضا - عليه السلام - عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى المسند
وصارا صورتين كما كانتا. فقال المأمون: الحمد لله الذى كفانى (1) شر حميد
بن مهران - يعنى الرجل المفترس - ثم قال للرضا - عليه السلام -: يابن رسول
الله هذا الامر لجدكم رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثم لكم فلو شئت
لنزلت عنه لك. فقال الرضا - عليه السلام: لو شئت لما ناظرتك ولم أسالك،
فان الله تعالى [ قد ] (2) أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رايت من طاعة
هاتين الصورتين إلا جهال بنى آدم، فانهم وإن خسروا حظوظهم فلله تعالى فيهم
تدبير، وقد أمرنى (ربى) (3) بترك الاعتراض عليك وإظهار ما أظهرته من العمل
من تحت يدك، كما أمر يوسف - عليه السلام - بالعمل من تحت يد فرعون مصر.
قال: فما زال المأمون ضئيلا (في نفسه) (4) إلى أن قضى في على ابن موسى
الرضا عليه من الصلاة أفضلها ما قضى. (5)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كفانا. (2) من المصدر والبحار. (3)
ليس في المصدر والبحار.
(4) ليس في البحار. (5) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 167 ح 1 وعنه
الوسائل: 5 / 164 ح 2 والبحار: 49 / 180 ح 16 واثبات الهداة: 3 / 259 ح 35
والعوالم: 22 / 341 ح 1.
[ 146 ]
الثامن ومائة: استجابة دعائه - عليه السلام - على المأمون وعلمه بالغائب
2241 / 139 - ابن بابويه: قال: حدثنا على بن عبد الله الوراق والحسين بن
إبراهيم بن أحمد بن هشام المودب وحمزة بن محمد العلوى وأحمد بن زياد بن
جعفر الهمداني - رضى الله عنهم - قالوا: أخبرنا على بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي. وحدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن
شاذان - رضى الله عنه -، عن أحمد ابن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد
السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلى المأمون أن أبا الحسن على بن موسى -
عليه السلام - يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فامر محمد بن عمرو
الطوسى حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلما نظر [ إليه ] (1)
المأمون زبره واستخف به. فخرج أبو الحسن الرضا - عليه السلام - من عنده
مغضبا وهو يدمدم شفتيه (2) ويقول: وحق المصطفى - صلى الله عليه وآله -
والمرتضى - عليه السلام - [ وسيدة النساء - عليها السلام - ] (3) لا
ستنزلن من حول الله - عزوجل - بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه
الكورة إياه واستخفافهم به وبخاصته وعامته. ثم إنه - عليه السلام - انصرف
إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضا
(1) من المصدر والبحار، والزبر: الزجر
والمنع والانتهار. (2) في المصدر والبحار: بشفتيه، ويقال: دمدم عليه إذا
كلمه مغضبا. (3) من المصدر والبحار.
[ 147 ]
وصلى ركعتين وقنت في الثانية فقال: (اللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة
الواسعة والمنن المتتابعة والالاء المتوالية والايادي الجميلة والمواهب
الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير، يا من خلق
فرزق وألهم فانطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فاحسن وصور فاتقن واحتج
(1) فابلغ فاسبغ وأعطى فاجزل. يا من سما في العز ففات خواطف (2) الابصار
ودنا في اللطف فجاز هو اجس الافكار، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت
سلطانه، وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شانه، يا من حارت في كبرياء
هيبته دقائق لطائف الاوهام (3)، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار
الانام، يا عالم خطرات قلوب العالمين (4) ويا شاهد لحظات أبصار الناظرين،
يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من خيفته،
وارتعدت الفرائص من فرقه. يابدئ يا بديع، يا قوى يا منيع، يا على يا رفيع،
صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه، والنتقم لى ممن ظلمنى واستخف بى وطرد
الشيعة عن بابى، وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها، والجعله طريد
الارجاس وشريد الانجاس). قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: فما
استتم مولاى الرضا - عليه السلام - دعاوه حتى وقعت الرجفة في المدينة
والرتج البلد
(1) في المصدر: وأجنح. (2) كذا في
المصدر، وفي الاصل والبحار: خواطر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
الافهام. (4) في المصدر العارفين، وفيه وفي الاصل: وشاهد.
[ 148 ]
وارتفعت الزعقة والضجة (1)، واستفحلت النعرة وثارت الغبرة وهاجت القاعة
(2)، فلم أزايل مكاني إلى أن سلم مولاى - عليه السلام - فقال لى: يا أبا
الصلت إصعد السطح، فانك سترى إمراة بغية عثة رثه (3) مهيجة [ الاشرار ]
(4) متسخة الاطمار، يسميها أهل هذه الكورة (سمانة) لغباوتها وتهتكها، وقد
اسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا، وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان
اللواء، فهى تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون ومنازل
قواده، فصعدت السطع فلم أر إلا نفوسا تتزعزع بالعصى وهامات ترضخ (5)
بالاحجار، ولقد رايت المأمون متدرعا قد برز من قصر الشاهجان متوجها للهرب.
فما شعرت إلا بشاجرد (6) الحجام، قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة،
فضرب بها راس المأمون، فاسقطت بيضته بعد أن شقت جلدة هامته. فقال لقاذف
اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك هذا أمير المومنين، فسمعت سمانة تقول:
اسكت لا ام لك، ليس هذا يوم التميز والمحاباة ولا يوم إنزال الناس على
طبقاتهم، فلو كان هذا أمير المؤمنين لما سلط ذكور الفجار على فروج
الابكار، وطرد المأمون وجنوده أسوا
(1) في المصدر والبحار: والصيحة، و (إستفحل الامر: أي تفاقم).
(2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الغاغة. (3) العثة: العجوز والمراة
البزية والحمقاء، والرثة بالكسر: المراة الحمقاء، وفلان رث الهيئة أي سئ
الحال، وفي المصدر: غثة. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: ترشخ. (6) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: بساحرة.
[ 149 ]
طرد بعد إذلال واستخفاف شديد. (1)
التاسع ومائة: علمه - عليه السلام - بان
المأمون قاتله 2242 / 140 - ابن بابويه: قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن
تميم القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنى أبى، عن أحمد بن على الانصاري،
عن إسحاق بن حماد قال: كان يقعد المأمون مجلس (2) النظر، ويجمع المخالفين
لاهل البيت - عليهم السلام - ويكلمهم في إمامة أمير المؤمنين على بن أبى
طالب - عليه السلام - وتفضيله على جميع الصحابة تقربا إلى أبى الحسن على
بن موسى الرضا - عليه السلام -. وكان الرضا - عليه السلام - يقول لاصحابه
الذين يثق بهم: لا تغتروا (منه) (3) بقوله، فما يقتلنى - والله - غيره
ولكنه (4) لا بدلى من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله. (5)
العاشر ومائة:
تأييده - عليه السلام - بروح القدس عمود من نور وعلمه - عليه السلام - أنه
يقتل بالسم: يقتله المأمون 2243 / 141 - ابن بابويه: قال: حدثنا تميم بن
عبد الله بن تميم
(1) عيون أخبار
الرضا - عليه السلام -: 2 / 172 ح 1 وعنه البحار: 49 / 82 ح 2 وحلية
الابرار: 4
449 ح 4 والعوالم: 22 / 163 ح 4. (2) في المصدر والبحار: كان المأمون يعقد
مجالس. (3) ليس في البحار، وفي الاصل: ولا تغتروا. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: ولكني. (5) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 184 ح
1 وعنه البحار:: 49 / 189 ح 1 والعوالم: 22 / 307 ح 1.
[ 150 ]
القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنى أبى قال: حدثنا أحمد بن على الانصاري،
عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده على بن موسى الرضا -
عليه السلام -، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله
بعضهم فقال له: يابن رسول الله باى شئ تصح الامامة لمدعيها. قال: بالنص
والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هي ؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة،
قال: فما وجه إخبارهم بما يكون ؟ قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، قال: فما وجه إخباركم بما (1) في قلوب الناس ؟
قال - عليه السلام - له: أما بلغك قول رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
(اتقوا فراسة المومن فانه ينظر بنور الله تعالى) (2) ؟ قال: بلى، فما من
مومن إلا وله فراسة ينظره بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه،
وقد جمع الله للائمة (3) منا ما فرقه في جميع المومنين، وقال تعالى في
كتابه العزيز: (إن في ذلك لايات
للمتوسمين) (4) فاول المتوسمين رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم أمير
المومنين على - عليه السلام - إلى يوم القيامة. قال: فنظر إليه المأمون
فقال له: يا أبا الحسن زدنا مما جعل الله
(1) كذا في البحار: وفي الاصل والمصدر: مما. (2) الكافي: 1 / 218 ح 3. (3) في المصدر: الائمة. (4) الحجر: 74.
[ 151 ]
لكم أهل البيت. فقال الرضا - عليه السلام -: إن الله تعالى قد أيدنا بروح
منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، وهى مع الائمة منا تسددهم وتوفقهم، وهو عمود من نور
بيننا وبين الله تعالى. فقال له المأمون: يا أبا الحسن (قد) (1) بلغني أن
قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد. فقال [ له ] (2) الرضا - عليه
السلام -: حدثنى أبى موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه
محمد بن على، عن أبيه على ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه على
بن ابي طالب - عليهم السلام - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
لا ترفعوني فوق حقى فان الله تبارك وتعالى إتخذنى عبدا قبل أن يتخذني
نبيا، قال الله تعالى: (ما كان لبشر أن يوتيه الله الكتاب والحكم والنبوة
ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين
بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يامركم أن تتخذوا الملائكة
والنبيين أربابا أيامركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) (3). وقال على - عليه
السلام - يهلك في اثنان ولا ذنب لى، محب مفرط ومبغض مفرط، وإنا لنبرا (4)
إلى الله تعالى ممن يغلو فينا
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) آل عمران: 79 - 80 وفي المصدر: قال بدل (وقال). (4) في المصدر: وأنا أبرا.
[ 152 ]
فيرفعنا (1) فوق حدنا كبرائة عيسى بن مريم - عليه السلام - من النصارى،
قال الله جل ثناوه: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس
اتخذوني وامى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى
بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت
علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت
عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل
شئ شهيد) (2) وقال الله تعالى: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا
الملائكة المقربون) (3) وقال تعالى: (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام) (4)، ومعناه أنهما [ كانا ]
(5) يتغوطون، فمن ادعى للانبياء ربوبية أو لغيرهم نبوة وادعى للائمة
ربوبية أو نبوة أو لغير الائمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والاخرة.
فقال المأمون: يا ابا الحسن فما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا - عليه
السلام -: إنها لحق قد (6) كانت في الامم السالفة ونطق بها القران، وقد
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يكون في هذه الامة
(1) في المصدر: ويرفعنا. (2) المائدة: 116 - 117. (3) النساء: 172. (4) المائدة: 75. (5) من المصدر والبحار. (6) في البحار: وقد.
[ 153 ]
كلما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (1). وقال -
صلى الله عليه وآله -: إذا خرج المهدى من ولدى نزل عيسى بن مريم - عليه
السلام - فصلى خلفه (2) وقال - صلى الله عليه وآله -: إن الاسلام بدا
غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء (3)، قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا،
قال: ثم يرجع الحق إلى أهله. فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في
القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرضا - عليه السلام -: من قال بالتناسخ فهو
كافر بالله تعالى، مكذب بالجنة والنار - قال المأمون: فما (4) تقول في
المسوخ ؟ قال الرضا - عليه السلام -: اولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم،
فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة
والخنازير وغير ذلك مما وقع (5) عليه اسم المسوخية فهى مثل تلك (6) لا يحل
أكلها والانتفاع بها. قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن،
فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهى علوم
آبائك، فجزاك الله
(1) روى نحوه في المستدرك على الصحيحين: 1 / 129. (2) كتاب الفتن لابن
حماد: 1 / 373 ح 1103 وأمالى الصدوق: 181 ذح 4. (3) إلى هنا وردت في كتب
متعددة، منها صحيح مسلم 1: 130 ح 232 ومسند الشهاب: 2 / 138. (4) في
المصدر: ما تقول. (5) في البحار: أوقع. (6) في المصدر: فهو مثل ما، وفي
البحار: فهى مثلها.
[ 154 ]
عن الاسلام
وأهله خيرا. قال الحسن بن جهم: فلما قام الرضا - عليه السلام - تبعته
فانصرف إلى منزله، فدخلت إليه (1) وقلت له: يابن رسول الله الحمد لله الذى
وهب لك من جميل راى أمير المومنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله
لقولك. فقال - عليه السلام -: يابن الجهم لا يغرنك ما القيته عليه من
إكرامي والاستماع منى، فانه سيقتلني بالسم وهو ظالم لى، (إنى) (2) أعرف
ذلك بعهد معهود إلى من آبائى عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فاكتم
هذا (على) (3) ما دمت حيا. قال الحسن بن جهم، فما حدثت [ أحدا ] (4) بهذا
الحديث إلى أن
مضى الرضا - عليه السلام - بطوس مقتولا بالسم، ودفن في دار حميد بن قحطبة
الطائى (5) في القبة التى فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه. (6)
الحادى
عشر ومائة: إخباره - عليه السلام - بانهم كلهم مقتولون 2244 / 142 - ابن
بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
(1) في المصدر والبحار: عليه. (2) ليس في البحار: 25، وفي ج 49 هكذا: لى
اعرف بعهد. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) حميد بن قحطبة:
بن شبيب الطائى، كان من الامراء، ولى إمرة مصر سنة (143) ه، ثم إمرة
الجزيرة، ووجه لغزو أرمينية سنة (148) ه ولغزو كابل سنة (152) ه، ثم جعل
أميرا على خراسان حتى مات فيها سنة (159) ه - الاعلام 2 / 283 -. (6)
عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 200 ح 1 وعنه البحارج 25 / 134 ح 6
وذيله في ج 49 / 284 ح 4 والعوالم: 22 / 466 ح 3، وصدره في المحتضر * 92 -
93 والبرهان: 2 / 350 ح 8.
[ 155 ]
القرشى
- رحمه الله - قال: حدثنى أحمد بن على الانصاري، عن أبى الصلت الهروي قال:
قلت للرضا - عليه السلام -: يابن رسول الله إن في سواد الكوفة قوما يزعمون
أن النبي - صلى الله عليه وآله - لم يقع عليه السهو في صلواته، فقال:
كذبوا لعنهم الله إن الذى لا يسهو هو الله [ الذى ] (1) لا إله إلا هو.
قال: قلت: يابن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن على - عليه
السلام -، لم يقتل، وأنه القى شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي، وأنه رفع
إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم - عليه السلام -، ويحتجون بهذه
الاية (ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا) (2). فقال: كذبوا غضب
الله عليهم ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبى الله - صلى الله عليه وآله - في
إخباره بان الحسين بن على - عليهما السلام - سيقتل (3)، والله لقد قتل
الحسين - عليه السلام - وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المومنين والحسن
بن على - عليهم السلام -، وما منا إلا مقتول، وانى (4) والله لمقتول بالسم
باغتيال من يغتالنى، أعرف ذلك بعهد معهود إلى من رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، أخبره به جبرئيل - عليه السلام - عن رب العالمين. وأما قول
الله جل جلاله: (ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا) فانه يقول:
ولن يجعل الله لكافر على مومن حجة، ولقد أخبر الله عزوجل، عن (5) كفار
قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم
(1) من المصدر والبحار. (2) النساء: 141. (3) يراجع العوالم: 17 / 135 -
142 والبحار وغيرهما. (4) في المصدر: وأنا. (5) في البحار: من.
[ 156 ]
إياهم لن (1) يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجة. (2)
الثاني
عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بانه يقبر إلى جنب هارون 2245 / 143 -
ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن على ماجيلويه - رضى الله عنه -، عن عمه
محمد بن أبى القاسم قال: حدثنى محمد ابن على القرشى، عن محمد بن الفضيل
قال: أخبرني من سمع الرضا - عليه السلام - وهو ينظر إلى هارون بمنى - أو
بعرفات - فقال:
أنا وهارون هكذا - وضم [ بين ] (3) إصبعيه. فكنا لا ندرى ما يعنى بذلك حتى
كان من أمره بطوس ما كان، فامر المأمون بدفن الرضا - عليه السلام - إلى
جنب هارون. (4) 3346 / 144 - عنه: قال: حدثنا محمد بن على ماجيلويه - رضى
الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن
صالح الهروي قال: سمعت الرضا - عليه السلام - يقول: إنى ساقتل بالسم [
مسموما ] (5) مظلوما واقبر إلى جنب هارون الرشيد، وجعل (6) الله
(1) في البحار: لم. (2) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 203 ح 5 وعنه
البحار: 44 / 271 ح 4 والعوالم: 17 / 517 ح 2، وقطعة منه في البحار: 49 /
285 ح 5 والعوالم: 22 / 466 ح 4 واثبات الهداة: 3 / 751 ح 29. (3) من
المصدر. (4) العيون: 2 / 226 ح 2 وعنه البحار: 49 / 286 ح 9 واثبات
الهداة: 3 / 278 ح 87 والعوالم: 22 / 471 ح 3. (5) من المصدر والبحار. (6)
في البحار: ويجعل.
[ 157 ]
تربتي مختلف
شيعتي وأهل محبتى (1)، فمن زارني في غربتى أوجبت زيارته في (2) يوم
القيامة. والذى أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة واصطفاه على [
جميع ] (3) الخليقة لا يصلى أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفره
من الله تعالى يوم يلقاه، والذى أكرمنا بعد محمد - صلى الله عليه وآله -
بالامامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري لاكرم الوفود على الله تعالى يوم
القيامة. وما من مومن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء (4) إلا حرم الله
تعالى جسده على النار. (5)
الثالث عشر ومائة: إخباره - عليه السلام - بانه
يدفن مع هارون في بيت واحد. 2247 / 145 - ابن بابويه: قال: حدثنا أحمد بن
زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن موسى بن مهران قال: رايت على بن موسى الرضا - عليه
السلام - في مسجد المدينة وهارون [ وهو ] (6) يخطب، فقال:
(1) في البحار: أهل بيتى. (2) في المصدر والبحار: وجبت له زيارتي يوم
القيامة. (3) من المصدر والبحار. (4) في البحار: من السماء. (5) عيون
اخبار الرضا عليه السلام: 2 / 226 ح 1 وعنه البحار: 102 / 36 ح 23. (6) من
البحار، وفيه وفي المصدر: أترونني.
[ 158 ]
أتروني وإياه ندفن في بيت واحد. (1)
الرابع عشر ومائة: خبر أبى الصلت
الهروي في وفاة الرضا - عليه السلام -. 2248 / 146 - ابن بابويه: قال:
حدثنا محمد بن على ماجيلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن زياد بن
جعفر الهمداني
وأحمد بن على بن ابراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم بن ناتانه والحسين بن
إبراهيم بن أحمد بن هشام المودب وعلى بن عبد الله الوراق - رضى الله عنهم
- قالوا: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبى الصلت الهروي
قال: بينا أنا واقف بين يدى أبى الحسن على بن موسى الرضا - عليه السلام -
إذ قال لى: يا أبا الصلت ادخل هذه القبة التى فيها [ قبر ] (2) هارون
وآتني بتراب من أربعة جوانبها. قال: فمضيت فاتيت به، فلما مثلت بين يديه
قال لى: ناولنى هذا التراب وهو من عند الباب، فناولته فاخذه وشمه ثم رمى
به. ثم قال: سيحفر لى هاهنا فتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم
يتهيا قلعها. ثم قال: في الذى عند الرجل والذى عند الراس مثل ذلك، ثم
(1) العيون: 2 / 226 ح 2 وعنه البحار: 49 / 286 ح 8 والعوالم: 22 / 471 ح
2، وفي اثبات الهداة: 3 / 278 ح 86 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 303. ورواه في
اثبات الوصية: 176 والفصول المهمة: 246. (2) من المصدر والبحار.
[ 159 ]
قال: ناولنى هذا التراب فهو من تربتي. ثم قال: سيحفر لى في هذا الموضع،
فتأمرهم أن يحفروا لى سبعة مراقى إلى أسفل، وأن تشق لى ضريحة، فان أبوا
إلا [ أن ] (1) يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا فان الله
سيوسعه (لى) (2) ما يشاء، فإذا فعلوا ذلك فانك سترى (3) عند راسى نداوة،
فتكلم بالكلام
الذى اعلمك، فانه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتانا صغارا فتفتت
لها الخبز الذى اعطيك، فانها تلتقطه (كله) (4)، فإذا لم يبق منه شئ خرجت
منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شئ، ثم تغيب فإذا
غابت فضع يدك على الماء، ثم تكلم بالكلام الذى اعلمك، فانه ينضب الماء ولا
يبقى منه شئ، ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون. ثم قال - عليه السلام -: يا
أبا الصلت غدا أدخل على هذا الفاجر، فان أنا خرجت (وأنا) (5) مكشوف الراس
فتكلم اكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الراس فلا تكلمني. قال أبو الصلت: فلما
أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينا (6) هو كذلك
إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال
(1) في المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: ترى.
(4) ليس في المصدر والبحار. (5) ليس في البحار. (6) في المصدر: فبينما.
[ 160 ]
له: أجب أمير المومنين، فلبس نعله ورداءه وقام يمشى وأنا أتبعه، حتى دخل [
على ] (1) المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب
قد أكل بعضه وبقى بعضه. فلما أبصر بالرضا - عليه السلام - وثب إليه فعانقه
وقبل ما بين عينيه
وأجلسه معه، ثم ناوله العنقود وقال: يابن رسول الله ما رايت عنبا أحسن من
هذا ! قال (2) له الرضا - عليه السلام -: ربما يكون (3) عنبا حسنا يكون من
الجنة. فقال له: كل منه، فقال [ له ] (4) الرضا - عليه السلام - تعفيني
منه، فقال: لابد من ذلك، وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ، فتناول العنقود
فاكل منه، ثم ناوله فاكل منه الرضا - عليه السلام - ثلاث حبات ثم رمى به [
وقام ] (5). فقال المأمون: إلى أين ؟ قال: [ إلى ] (6) حيث وجهتني، وخرج -
عليه السلام - مغطى الراس فلم اكلمه حتى دخل الدار، فامر أن يغلق الباب
فغلق، ثم نام - عليه السلام - على فراشه، (فمكثت واقفا في صحن الدار مغوما
(7) محزونا، فبينا أنا كذلك، إذ دخل على شاب حسن الوجه
(1) من البحار، وفيه ومشى. (2) في المصدر والبحار: فقال. (3) في المصدر
والبحار: كان معناه: أي كثيرا ما يكون العنب عنبا حسنا، يكون من الجنة.
والحاصل: أن العنب الحسن انما يكون في الجنة التى أنت محروم منها
(العوالم). (4) من المصدر والبحار، وفي البحار: تعفيني عنه. (5 و 6) من
المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: مهموما، وفي المصدر: فبينما.
[ 161 ]
قطط الشعر أشبه الناس بالرضا - عليه السلام -، فبادرت إليه وقلت له: من
أين دخلت والباب مغلق ؟
فقال: الذى جاء بى من المدينة في هذا الوقت هو الذى أدخلني الدار والباب
مغلق. فقلت له: ومن أنت ؟ فقال لى: أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا
محمد بن على، ثم مضى نحو أبيه - عليه السلام - فدخل وأمرني بالدخول معه،
فلما نظر إليه الرضا - عليه السلام - وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل
ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا إلى (1) فراشه، وأكب عليه محمد بن على -
عليهما السلام - يقبله ويساره بشئ لم أفهمه. و رايت على (2) شفتي الرضا -
عليه السلام - زبدا أشد بياضا من الثلج، ورايت أبا جعفر - عليه السلام -
يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبيه (3) وصدره فاستخرج منه شيئا شبيها
بالعصفور فابتلعه أبو جعفر - عليه السلام -. ومضى الرضا - عليه السلام -،
فقال أبو جعفر - عليه السلام -: يا أبا الصلت قم إئتني بالمغتسل والماء من
الخزانة، فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء، فقال لى إنته (4) إلى ما
آمرك به، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والعيون: في. (2) في البحار: في. (3) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: ثوبه. (4) في المصدر: وقال لى: إئته.
[ 162 ]
وماء، فاخرجته وشمرت ثيابي لاغسله [ معه ] (1)، فقال لى: تنح يا أبا الصلت
فان لى من يعيننى غيرك، فغسله.
ثم قال لى: ادخل (لى) (2) الخزانة فاخرج إلى السفط الذى فيه كفنه وحنوطه،
فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط، فحملته إليه فكفنه وصلى
عليه ثم قال لى: إئتني بالتابوت. فقلت: أمضى إلى النجار حتى يصلح التابوت.
قال: قم فان في الخزانة تابوتا. فدخلت فإذا تابوت لم أر مثله قط فاتيت (3)
به، فاخذ الرضا - عليه السلام - بعدما صلى عليه، فوضعه في التابوت وصف
قدميه وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت، فانشق السقف فخرج منه
التابوت ومضى. فقلت: يابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا
بالرضا - عليه السلام - فماذا نصنع ؟ فقال لى: اسكت فانه سيعود، يا أبا
الصلت ما من نبى يموت بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله تعالى بين
أرواحهما وأجسادهما. فما [ تم ] (4) الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت،
فقام - عليه السلام - فاستخرج الرضا - عليه السلام - من التابوت ووضعه على
فراشه كانه لم
(1) من البحار. (2) ليس في المصدر البحار، وفي البحار: فاخرج لى. (3) في
المصدر: فدخلت الخزانة، فوجدت تابوتا لم أره قط فاتيته به. (4) كذا في
البحار والعوالم، وفي المصدر: وما أتم، وفي الاصل: (وما تم).
[ 163 ]
يغسل ولم يكفن.
ثم قال لى: يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون، ففتحت الباب فإذا
المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكيا حزينا قد شق جيبه ولطم راسه وهو
يقول: يا سيداه فجعت بك يا سيدى، ثم دخل وجلس عند راسه فقال: (1) خذوا في
تجهيزه، فامر بحفر القبر، فحفرت الموضع، فظهر كل شئ على ما وصفه (2) الرضا
- عليه السلام -. فقال له بعض جلسائه: ألست تزعم أنه إمام ؟ قال: بلى قال:
لا يكون الامام إلا مقدم الناس، فامر أن يحفر له في القبلة، فقلت [ له ]
(3): أمرنى أن أحفر له سبع مراقى وأن أشق له ضريحه. فقال: انتهوا إلى ما
يامر به أبو الصلت سوى الضريح، ولكن يحفر له ويلحد. فلما راى ما ظهر من
النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون: لم يزل الرضا - عليه السلام -
يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته أيضا، فقال له وزير كان معه:
أتدرى ما أخبرك به الرضا - عليه السلام - ؟ قال: لا. قال: إنه [ قد ] (4)
أخبرك أن ملككم يا بنى العباس مع كثرتكم وطول مدتكم مثل هذه الحيتان، حتى
إذا فنيت آجالكم وانقطعت
(1) في المصدر والبحار: وقال. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وصف. (3) من المصدر، وفيه: أن يحفر. (4) من المصدر.
[ 164 ]
آثاركم وذهبت دولتكم سلط الله تعالى عليكم رجلا منا فافناكم عن آخركم، قال
له: صدقت. ثم قال لى: يا أبا الصلت علمني الكلام الذى تكلمت به، قلت:
والله لقد نسيت الكلام من ساعتي وقد كنت صدقت، فامر بحبسي ودفن الرضا -
عليه السلام -، فحبست سنة، فضاق على الحبس، و سهرت الليلة ودعوت الله
تبارك وتعالى بدعاء ذكرت فيه محمدا وآل محمد - صلوات الله وسلامه عليهم -،
وسالت الله تعالى بحقهم أن يفرج عنى. فلم (1) استتم الداعاء حتى دخل على
أبو جعفر محمد بن على - عليهما السلام - فقال (لى): (2). يا أبا الصلت ضاق
صدرك ؟ فقلت: إى والله، قال: قم فاخرج (3)، ثم ضرب (4) يده إلى القيود
التى كانت (على) (5) ففكها، وأخذ بيدى وأخرجنى من الدار والحرسة والغلمان
يروننى، فلم يستطيعوا أن يكلموني، وخرجت من باب الدار، ثم قال لى: إمض في
ودائع الله تعالى، فانك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبدا. فقال أبو الصلت:
فلم ألتق (مع) (6) المأمون إلى هذا الوقت. (7)
(1) في المصدر: فما استتم دعائي. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في الامالى،
وفي العيون والبحار: (فاخرجني) ولعله تصحيف. (4) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: بيده. (5) ليس في البحار. (6) ليس في المصدر، وفي الاصل: إلى.
(7) العيون 2: 242 ح 1 ورواه في الامالى أيضا: 526 ح 17 وعنهما الوسائل: 2
/ 837 ح 4
والبحار: 49 / 300 ح 10 وج 82 ! 46 ح 35 والعوالم: 22 / 494 ح 2. =
[ 165 ]
الخامس عشر ومائة: حديث هرثمة في وفاة الرضا - عليه السلام - 2249 / 147 -
ابن بابويه: قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى - رضى الله عنه -
قال: حدثنى أبى قال: حدثنى محمد بن يحيى قال: حدثنى محمد بن خلف الطاهري
قال: حدثنى هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدى المأمون حتى مضى من الليل
أربع ساعات، ثم أذن لى في الانصراف فانصرفت، فلما مضى من الليل نصفه قرع
قارع الباب فاجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك. قال: فقمت
مسرعا وأخذت على أثوابي وأسرعت إلى سيدى الرضا - عليه السلام - فدخل
الغلام بين يدى ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيدي - عليه السلام - في صحن داره
جالس، فقال لى: يا هرثمة، فقلت: لبيك يا مولاى، فقال لى: اجلس فجلست. فقال
لى: يا هرثمة اسمع وع، هذا أوان رحيلي إلى الله تعالى ولحوقي بجدى و آبائى
- عليهم السلام -، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغى على سمى في
عنب ورمان مفروك، فاما العنب فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط [ في
العنب ] (1) وأما الرمان فانه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك [ الرمان
] (2) بيده ليلطخ حبة في ذلك السم، وأنه سيدعوني في * (هامش) = وأورده في
الخرائج: 1 / 352 ح 8 وروضة الواعظين: 229 - 232. وياتى ذيله في المعجزة
37 من معاجز الامام الجواد - عليه السلام -. (1) من البحار، وفي المصدر:
بالعنب. (2) من المصدر والبحار، وفي المصدر: ليتلطخ. (*)
[ 166 ]
[ ذلك ] (1) اليوم المقبل ويقرب
إلى الرمان والعنب ويسالني أكلهما. ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء، فإذا أنا
مت فسيقول أنا اغسله بيدى، فإذا قال ذلك فقل له: عنى بينك وبينه أنه قال
لى: (لا تتعرض لغسلي ولا لتكفينى ولا لدفنى، فانك إن فعلت ذلك عاجلك من
العذاب ما اخر عنك، وحل بك أليم (2) ما تحذر)، فانه سينتهي. قال: فقلت:
نعم يا سيدي، قال: فإذا خلى بينك وبين غسلى [ حتى ترى ] (3) فسيجلس في علو
من أبنيته، مشرفا على موضع غسلى لينظر، فلا تعرض (4) يا هرثمة لشئ من غسلى
حتى ترى فسطاطا أبيض قد ضرب في جانب الدار، فإذا رايت ذلك فاحملني في
أثوابي التى أنا فيها، فضعنى من وراء الفسطاط وقف من ورائه، ويكون من معك
دونك، ولا تكشف عن (5) الفسطاط حتى تراني فتهلك، فانه سيشرف عليك ويقول
لك، يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا إمام مثله، فمن يغسل أبا
الحسن على بن موسى الرضا - عليه السلام - وابنه محمد بالمدينة من بلاد
الحجاز ونحن بطوس، فإذا قال ذلك (6): فاجبه وقل له: إنا نقول:
(1) من البحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ألم. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فلا تتعرض. (5) في المصدر: عنى.
(6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بذلك.
[ 167 ]
إن الامام لا يجب أن يغسله إلا إمام [ مثله ] (1)، فان تعدى متعد فغسل
الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدى غاسله، ولا بطلت إمامة الامام الذى
بعده بان غلب على غسل أبيه، ولو ترك (2) أبو الحسن على بن موسى الرضا -
عليه السلام - بالمدينة لغسله ابنه (محمد) ظاهرا مكشوفا، ولا يغسله الان
أيضا إلا هو من حيث يخفى. فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجا في أكفاني
فضعنى على نعشى (3) واحملني. فإذا أراد أن يحفر قبري فانه سيجعل قبر أبيه
هارون الرشيد قبلة لقبري ولن (4) يكون ذلك أبدا. فإذا ضربت المعاول نبت عن
الارض ولم ينحفر (5) لهم [ منها ] (6) شئ ولا مثل قلامة ظفر. فإذا اجتهدوا
في ذلك وصعب عليهم فقل له عنى: إنى أمرتك أن تضرب (7) معولا واحدا في قبلة
قبر أبيه هارون الرشيد. فإذا ضربت نفذ في الارض إلى قبر محفور وضريح قائم.
(1) من المصدر، وفي البحار: وغسل
الامام. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نزل. (3) في البحار: نعش.
(4) في المصدر والبحار: ولا يكون. (5) في المصدر: ينب عن الارض ولم يحفر،
ونبت عن الارض إى ارتفعت ولم توثر فيها، من قولهم: نبا الشئ عنى أي تجافى
وتباعد، ونبا السيف إذا لم يعمل في الضريبة (العوالم).
(6) من المصدر والبحار، وكلمة (لهم) ليست في البحار. (7) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: يضرب.
[ 168 ]
فإذا انفرج [ ذلك ] (1) القبر فلا تنزلني إليه حتى يفور من ضريحه الماء
الابيض، فيمتلئ منه ذلك القبر حتى يصير الماء ينبع على (2) وجه الارض، ثم
يضطرب فيه حوت بطوله. فإذا اضطرب فلا تنزلني إلى القبر إلا إذا غاب الحوت
وغار الماء فانزلني في ذلك القبر والحدنى في ذلك الضريح، ولا تتركهم ياتوا
بتراب يلقونه على، فان القبر ينطبق من نفسه (3) ويمتلئ. قال: قلت: نعم يا
سيدى، ثم قال لى: إحفظ ما عهدته (4) إليك واعمل به ولا تخالف، قلت: أعوذ
بالله أن أخالف لك أمرا يا سيدى. قال هرثمة: ثم خرجت باكيا [ حزينا ] (5)
فلم أزل كالحبة على المقلاة (6) لا يعلم ما في نفسي إلا الله تعالى. ثم
دعاني المأمون، فدخلت إليه فلم أزل قائما إلى ضحى النهار، ثم قال المأمون:
إمض يا هرثمة إلى أبى الحسن - عليه السلام - فاقراه منى السلام وقل له:
تصير إلينا أو نصير إليك ؟ فان قال لك: بل نصير إليه فتساله عنى أن يقدم
ذلك. [ قال: ] (7) فجئته فلما اطلعت عليه قال لى: يا هرثمة أليس قد
(1) من المصدر. (2) في المصدر: مساويا مع، وفي البحار: الماء مع وجه
الارض. (3) في البحار: بنفسه. (4) في المصدر والبحار: ما عهدت.
(5) من المصدر والبحار. (6) المقلاة: وعاء من نحاس أو خزف يقلى فيه
الطعام، يقال: هو على المقلاة من الجزع. (7) من المصدر والبحار، وفي
البحار فإذا اطللعت.
[ 169 ]
حفظت ما أوصيتك به ؟ قلت: بلى: قال: قدموا [ إلى ] (1) نعلي فقد علمت ما
أرسلك به. قال: فقدمت نعله (2) ومشى إليه، فلما دخل المجلس قام إليه
المأمون قائما، فعانقه وقبل (ما) (3) بين عينيه وأجلسه إلى جانبه على
سريره، وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة، ثم قال لبعض غلمانه:
آتونى (4) بعنب ورمان. قال هرثمة: فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر، ورايت
النفضة (5) قد عرضت في بدنى، فكرهت أن يتبين ذلك في، فتراجعت القهقرى حتى
خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار. فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد
خرج (6) من عنده ورجع إلى داره، ثم رايت الامر قد خرج من عند المأمون
باحضار الاطباء والمترفقين (7)، فقلت ما هذا ؟ فقيل لى: علة عرضت لابي
الحسن على بن موسى الرضا - عليه السلام - فكان الناس في شك وكنت على يقين
لما أعرف منه. قال: فلما كان من الثلث الثاني من الليل علا الصياح وسمعت
(1) من المصدر. (2) في المصدر: نعليه. (3) ليس في البحار.
(4) في المصدر والبحار: يوتى. (5) النفضة: كحمرة وهمزة: رعدة النافض من
الحمى أو غيره. (6) كذا في المصدر وفي البحار، وفي الاصل: لسيدي خرج. (7)
المترفقين، أي الاطباء المعالجين برفق، قال الجزرى: وفي الحديث (أنت رفيق
والله الطبيب) أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه، وهو الذى يبرئه ويعافيه.
[ 170 ]
الصيحة (1) من الدار، فاسرعت فيمن أسرع، فإذا نحن بالمامون مكشوف الراس
محلل الازرار، قائما على قدميه ينتحب ويبكى. قال: فوقفت فيمن وقف وأنا
أتنفس الصعداء، ثم أصبحنا فجلس المأمون للتعزية، ثم قام فمشى إلى الموضع
الذى فيه سيدنا - عليه السلام - فقال: أصلحوا لنا موضعا فانى اريد أن
اغسله، فدنوت منه فقلت له: ما قاله سيدى بسبب الغسل والتكفين والدفن. فقال
لى: لست أعرض لذلك، ثم قال: شأنك يا هرثمة. قال: فلم أزل قائما حتى رايت
الفسطاط قد ضرب، (فحملته وأدخلته في الفسطاط) (2)، فوقفت من ظاهره وكل من
في الدار دوني، وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح وتردد الاواني وصب
الماء وتضوع الطيب (3) الذى لم أشم أطيب منه. قال: فإذا أنا بالمامون قد
أشرف على بعض علالى داره، فصاح بى: [ يا ] (4) هرثمة أليس زعمتم أن الامام
لا يغسله إلا إمام مثله ؟ فاين محمد بن على إبنه عنه وهو بمدينة الرسول -
صلى الله عليه وآله - وهذا بطوس بخراسان ؟ (5) قال: فقلت له: يا أمير
المؤمنين إنا نقول: إن الامام لا يجب أن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل:
الويحة، وفي البحار: الوجبة. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر
والبحار: المسك، والتضوع: الانتشار. (4) من البحار، وفيه: أشرف على من
بعض، وفي المصدر: بعض أعالي داره، فصاح يا هرثمة. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل من خراسان.
[ 171 ]
يغسله إلا إمام مثله، فان تعدى متعد فغسل (1) الامام لم تبطل إمامة الامام
لتعدى غاسله، ولا تبطل (2) إمامة الامام الذى بعده، بان غلب على غسل أبيه،
ولو ترك أبو الحسن على بن موسى الرضا - عليه السلام - بالمدينة لغسله ابنه
[ محمد ] (3) ظاهرا ولا يغسله الان [ أيضا ] (4) إلا هو من حيث يخفى. قال:
فسكت عنى، ثم ارتفع الفسطاط، فإذا أنا بسيدي - عليه السلام - مدرج في
أكفانه، فوضعته على نعشه، ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع من حضر، ثم
جئنا إلى موضع القبر فوجدتهم يضربون بالمعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة
لقبره، والمعاول تنبو عنه حتى لم تحفر (5) ذرة من تراب الارض. فقال لى:
ويحك يا هرثمة أما ترى الارض كيف تمتنع من حفر قبر له ؟ ! فقلت (له) (6):
يا أمير المؤمنين إنه قد أمرنى أن أضرب معولا (7) واحدا في قبلة [ قبر ]
(8) أمير المومنين أبيك الرشيد ولا أضرب غيره. قال: فإذا ضربت يا هرثمة
يكون ماذا ؟ قلت: إنه أخبرني (9) أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة
لقبره،
(1) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: بغسل.
(2) في البحار: ولا بطلت. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) في البحار: عنه
لا تحفر، وفي المصدر: (حتى ما يحفر). (6) ليس في البحار. (7) المعول، جمع
معاول: أداة لحفر الارض. (8) من المصدر والبحار. (9) في المصدر: أخبر.
[ 172 ]
فان (1) أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره،
وبان ضريح في وسطه. فقال المأمون: سبحان الله ما أعجب هذا الكلام ولا عجب
(2) من أمر أبى الحسن - عليه السلام -، فاضرب يا هرثمة حتى ترى. قال
هرثمة: فاخذت المعول بيدى فضربت (به) (3) في قبلة قبر هارون الرشيد فنذ
إلى قبر محفور [ من غير يد تحفره ] (4)، وبان ضريح في وسطه والناس ينظرون
إليه. فقال: انزله إليه يا هرثمة. فقلت: يا أمير المؤمنين إن سيدى أمرنى
أن لا أنزل إليه حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ منه القبر
حتى يكون الماء مع وجه الارض، ثم يضطرب فيه حوت بطول القبر، فإذا غاب
الحوت وغار الماء وضعته على جانب قبره (5) وخليت بينه وبين ملحده. قال:
فافعل يا هرثمة ما امرت به. قال هرثمة: فانتظرت ظهور الماء والحوت، فظهر
ثم غاب وغار
الماء والناس ينظرون [ إليه ] (6)، ثم جعلت النعش إلى جانب قبره، فغطى [
قبره ] (7) بثوب أبيض لم أبسطه، ثم انزل به إلى قبره بغير يدى
(1) في المصدر: فإذا. (2) في المصدر: أعجب. (3) ليس في البحار. (4) من
المصدر والبحار. (5) في المصدر: القبر. (6) من المصدر. (7) من المصدر
والبحار.
[ 173 ]
ولايد أحد ممن حضر،
فاشار المأمون إلى الناس أن هاتوا (1) التراب بايديكم فاطرحوه فيه. فقلت
(له) (2): لا تفعل يا أمير المومنين، قال: ويحك (يا هرثمة) (3) فمن يملوه
؟ فقلت: قد أمرنى أن لا يطرح عليه التراب، وأخبرني أن القبر يمتلئ من ذات
نفسه، ثم ينطبق ويتربع على وجه الارض، فاشار المأمون إلى الناس أن كفوا.
قال: فرموا ما في أيديهم من التراب، ثم امتلا القبر والنطبق وتربع على وجه
الارض، فانصرف المأمون وانصرفت ودعانى المأمون وخلا بى، ثم قال (لى) (4):
أسالك بالله يا هرثمة لما صدقتني عن أبى الحسن - قدس الله روحه - بما
سمعته منك.
فقلت: قد أخبرتك (5) يا أمير المومنين بما قال لى، فقال: بالله إلا ما
صدقتني عما أخبرك به غير [ هذا ] (6) الذى قلت لى، قلت يا أمير المومنين
فعما تسألني ؟ فقال [ لى ] (7): يا هرثمة هل أسر إليك شيئا غير هذا ؟ قلت:
نعم،
(1) في البحار: هالوا. (2) ليس في المصدر والبحار، وفي البحار: لا نفعل.
(3) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: قال: فقال: ويحك. (4) ليس في البحار:
وفيه، لما أصدقتني. (5) في المصدر: سمعته منه، قال: فقلت: قد أخبرت. (6)
من المصدر، وفيه: قال: قلت: يا أمير المؤمنين. (7) من المصدر والبحار.
[ 174 ]
قال: ما هو ؟ قلت: خبر العنب والرمان. قال: فاقبل المأمون يتلون ألوانا
يصفر مرة ويحمر اخرى ويسود اخرى، ثم تمدد مغشيا عليه، فسمعته في غشيته وهو
يهجر ويقول: ويل للمأمون من الله، ويل [ له ] (1) من رسوله - صلى الله
عليه وآله -، ويل له من على بن أبى طالب - عليه السلام -، ويل للمأمون من
فاطمة الزهراء - عليها السلام - ويل للمأمون من الحسن والحسين، ويل
للمأمون من على بن الحسين، ويل للمأمون من محمد بن على، ويل له من جعفر بن
محمد بن على، ويل له من موسى بن جعفر، ويل له من على بن موسى الرضا -
عليهم السلام -، هذا - والله - هو الخسران المبين، يقول هذا القول ويكرره.
فلما رايته قد أطال ذلك وليت عنه فجلست (2) في بعض نواحى الدار. قال: فجلس
ودعانى، فدخلت عليه وهو جالس كالسكران. فقال: والله ما أنت اعز على منه
ولا جميع من في الارض والسماء، (والله) (3) لئن بلغني أنك أعدت ما سمعت
ورايت شيئا ليكونن هلاكك فيه. [ قال ] (4): فقلت: يا أمير المومنين إن
ظفرت (5) على شئ من ذلك
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: وجلست. (3) ليس في المصدر
وفيه: مما سمعت، وفي البحار: بعد ما سمعت. (4) من المصدر والبحار. (5) في
المصدر والبحار: إن ظهرت.
[ 175 ]
منى
فانت في حل من دمى. قال: لا والله، أو تعطيني عهدا وميثاقا على كتمان هذا
وترك إعادته، فاخذ على العهد والميثاق وأكده على. قال: فلما وليت عنه صفق
بيديه وقال: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما
لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا) (1). وكان للرضا - عليه
السلام - من الولد محمد الامام - عليه السلام -، وكان يقال له: الرضا
والصادق والصابر والفاضل وقرة أعين المومنين وغيظ الملحدين. (2)
وهذا الحديث وسابقه مذكوران في الكتب.
السادس عشر ومائة: علمه - عليه
السلام - بان عهد المأمون لا يتم 2250 / 148 - أبو على الطبرسي في إعلام
الورى: قال: ذكر المدائني عن رجاله قال: لما جلس الرضا - عليه السلام -
لولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء وخفقت الالوية (3) على راسه،
فذكر بعض من حضر ذلك المجلس ممن كان يختص بالرضا - عليه السلام -. قال:
نظر إلى وكنت مستبشرا بما جرى، فاوما إلى أن ادن
(1) النساء: 108 (2) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 245 ح 1 وعنه
البحار: 49 / 293 ح 8 والعوالم: 22 / 488 ح 1، ورواه في دلائل الامامة 177
- 182 وعيون المعجزات: 112 - 117 والهداية الكبرى للحضيني: 58 - 59 ومناقب
آل ابى طالب: 4 / 372 - 374. (3) خفق الالوية: تحركها واضطرابها.
[ 176 ]
[ منى ] (1)، فدنوت منه، فقال لى من حيث لا يسمعه [ أحد ] (2) غيرى: لا
تشغل قلبك بهذا الامر ولا تستبشر به فانه شئ لا يتم. (3) 2251 / 149 -
محمد بن يعقوب: عن على بن إبراهيم، عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعا
قال: لما انقضى أمر المخلوع واستوى الامر للمأمون كتب إلى الرضا - عليه
السلام - يستقدمه إلى خراسان، فاعتل [ عليه ] (4) أبو الحسن - عليه السلام
- بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له، وأنه لا
يكف عنه، فخرج - عليه السلام - ولابي جعفر - عليه السلام - سبع سنين. فكتب
إليه المأمون لا تأخذ على طريق الجبل وقم وخذ على
طريق البصرة والاهواز وفارس، حتى وافى مرو فعرض عليه المأمون أن يتقلد
الامر والخلافة، فابى أبو الحسن - عليه السلام - قال: فولاية العهد. فقال:
على شروط أسالكها، قال المأمون [ له ] (5): سل ما شئت. فكتب الرضا - عليه
السلام -: إنى داخل في ولاية العهد على أن لا أمر ولا أنهى ولا أفتى ولا
أقضى ولا اولى ولا أعزل ولا اغير شيئا مما هو قائم، وتعفيني من ذلك كله
فأجاب (6) المأمون إلى ذلك كله. قال: فحدثني ياسر قال: فلما حضر العيد بعث
المأمون إلى
(1 و 2) من المصدر. (3) إعلام الورى: 321 - 322 وعنه اثبات الهداة: 3 /
299 ح 135. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 277، والبحار: 49 / 147 قطعة من ح 23
والعوالم: 22 / 256 قطعة من ح 11 عن إرشاد المفيد: 1 / 312. (4 و 5) من
المصدر. (6) في المصدر: فاجابه.
[ 177 ]
الرضا - عليه السلام - يساله أن يركب ويحضر العيد ويصلى ويخطب، فبعث إليه
الرضا - عليه السلام - قال: علمت ما كان بينى وبينك من الشروط في دخول هذا
الامر، فبعث إليه المأمون إنما اريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس ويعرفوا
فضلك، فلم يزل - عليه السلام - يراده الكلام في ذلك فالح عليه. فقال: يا
أمير المومنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلى وإن لم تعفنى خرجت كما خرج
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام -.
فقال المأمون: اخرج كيف شئت، وأمر المأمون القواد والناس أن يبكروا إلى
باب أبى الحسن - عليه السلام -. قال: فحدثني ياسر الخادم إنه قعد الناس
لابي الحسن - عليه السلام - في الطرقات والسطوح الرجال والنساء والصبيان،
واجتمع القواد والجند على باب أبى الحسن - عليه السلام -. فلما طلعت الشمس
قام - عليه السلام - فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على
صدره وطرفا بين كتفيه وتشمر، ثم قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت، ثم
أخذ بيده عكازا ثم خرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف
الساق، وعليه ثياب مشمرة. فلما مشى ومشينا بين يديه رفع راسه إلى السماء
وكبر أربع تكبيرات فخيل [ إلينا ] (1) أن السماء والحيطان تجاوبه، والقواد
والناس
(1) من المصدر.
[ 178 ]
على الباب قد تهيئوا ولبسوا السلاح وتزينوا باحسن الزينة، فلما طلعنا
عليهم بهذه الصورة وطلع الرضا - عليه السلام - وقف على الباب وقفة ثم قال:
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما
رزقنا من بهيمة الانعام، والحمد لله على ما أبلانا)، نرفع به أصواتنا. قال
ياسر: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح لما نظروا إلى أبى الحسن -
عليه السلام -، وسقط القواد عن دوابهم ورموا بخفافهم لما راوا أبا الحسن -
عليه السلام - حافيا، و كان يمشى ويقف في كل عشر خطوات ويكبر ثلاث مرات.
قال ياسر: فتخيل إلينا ان السماء والارض والجبال تجاوبه، وصارت مرو ضجة
واحدة من البكاء وبلغ المأمون ذلك. فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا
أمير المومنين إن بلغ الرضا - عليه السلام - المصلى على هذا السبيل افتتن
به الناس، والراى أن تسأله أن يرجع. فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع، فدعا
أبو الحسن - عليه السلام - بخفه فلبسه وركب ورجع (واختلف أمر الناس في ذلك
اليوم ولم ينتظم في صلواتهم) (1). (2)
(1) ليس في المصدر والعيون. (2) الكافي 1: 488 ح 7، وعنه حلية الابرار: 4
/ 435 ح 1. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 278 - 279 عن إرشاد المفيد: 312 -
313، مثله، وفي البحار: 83 / 198 عن الكافي والارشاد قطعة منه، وفي
البحار: 49 / 133 ح 9 والعوالم: 22 / 245 ح 2 عن العيون: 2 / 149 ح 1
مفصلا.
[ 179 ]
السابع عشر ومائة: علمه -
عليه السلام - بانه لا يرجع إلى المدينة حين طلبه المأمون، وما عمل بابنه
أبى جعفر - عليه السلام - حين خرج، وقوله - عليه السلام -: للمأمون ليس
بكائن 2252 / 150 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو المفضل
محمد بن عبد الله قال: حدثنى أبو النجم بدر قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن
على قال: روى محمد بن عيسى، عن أبى محمد الوشاء. ورواه جماعة من أصحاب
الرضا، عن الرضا - عليه السلام - قال: لما أردت الخروج من المدينة جمعت
عيالي وأمرتهم أن يبكوا على حتى
أسمع بكائهم، ثم فرقت فيهم إثنى عشر ألف دينار، ثم قلت لهم: إنى لا أرجع
إلى عيالي أبدا، ثم أخذت أبا جعفر - عليه السلام - فادخلت المسجد ووضعت
يده على حافة القبر وألصقته به واستحفظته رسول الله - صلى الله عليه وآله
-، فالتفت أبو جعفر - عليه السلام - فقال [ لى ]: (1) بابى أنت وامى والله
تذهب إلى عادية امرت (2) جميع وكلائي وحشمى له بالسمع والطاعة وترك
مخالفته والمصير إليه عند وفاتي، وعرفتهم أنه القيم مقامي، وشخص على طريق
البصرة إلى خراسان، واستقبله المأمون وأعظمه وأكرمه وقال له: (ما) (3) عزم
عليه في أمره (له) (4). فقال له: إن هذا أمر ليس بكائن إلا بعد خروج
السفياني، فالح عليه
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى هامة ولو أمرت. (3 و 4) ليس في المصدر.
[ 180 ]
فامتنع، ثم أقسم عليه فابر قسمه وعقد له الامر وجلس مع المأمون للبيعة، ثم
ساله المأمون أن يخرج فيصلى بالناس. فقال (له) (1): هذا ليس بكائن، فاقسم
عليه فامر القواد بالركوب معه، فاجتمع الناس على بابه فخرج وعليه قميصان
ورداء وعمامة، وأسدل (2) ذوابتها من قدام وخلف مكحول ومدهن (3) كما كان
يخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فلما خرج من بابه ضج الناس
بالبكاء وكاد البلد تفتتن، واتصل الخبر إلى المأمون، فبعث إليه كنت أعلم
منى بما قلت فارجع،
[ فرجع ] (4) ولم يصل بالناس. (5) وخبر العهد والصلاة مسطور في كتب الخاصة
والعامة.
الثامن عشر ومائة: علمه - عليه السلام - أنه يقتل بالسم ويدفن في
أرض غربة 2253 / 151 - ابن بابويه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن ياسر الخادم قال: قال على بن موسى الرضا - عليه السلام -: لا تشد
الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإنى مقتول بالسم ظلما
ومدفون
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فاسدل. (3) في المصدر: مكحول مدهن. (4)
من المصدر. (5) دلائل الامامة: 176 - 177، وقد تقدم مع تخريجاته في
المعجزة 61 عن العيون.
[ 181 ]
في موضع
غربة، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاوه وغفر له ذنوبه. (1) 2254 / 152
- وعنه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان [ ومحمد ابن أحمد بن ابراهيم
الليثى ] (2) ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب الطالقاني ومحمد بن بكران
النقاش قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بنى هاشم قال:
أخبرنا على بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه، عن أبى الحسن على بن موسى
الرضا - عليه السلام - [ أنه ] (3) قال:
إن بخراسان بعقة ياتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل
من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور. فقيل له: يابن رسول الله وأى
بقعة هذه ؟ قال: هي بارض طوس، وهى - والله - روضة من رياض الجنة، من زارني
في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكتب [ الله
تعالى ] (4) له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي
شفعاءه يوم القيامة. (5) 2255 / 153 - وعنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن
المتوكل - رضى
(1) العيون: 2 / 254 ح 1، الخصال: 143 ح 167 وعنهما الوسائل: 10 / 441 ح 1
والبحار: 102 / 36 ح 21، وفي إثبات الهداة: 3 / 283 ح 99 عن العيون. (2 -
4) من المصدر. (5) العيون: 2 / 255 ح 5 وعنه البحار: 102 / 31 ح 2، وعن
أمالى الصدوق: 61 ح 7، وفي اثبات الهداة: 3 / 254 ح 27 عنهما وعن الفقيه:
2 / 585 ح 3193، وفي الوسائل: 10 / 445 ح 4 عنها وعن التهذيب: 6 / 108 ح
6. وأورده في روضة الواعظين: 233 وجامع الاخبار: 31.
[ 182 ]
الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبى الصلت عبد
السلام بن صالح الهروي قال: سمعت الرضا - عليه السلام - يقول: والله ما
منا إلا مقتول شهيد، فقيل [ له ] (1): ومن يقتلك يابن رسول الله ؟ قال: شر
خلق الله في زماني يقتلنى بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة (2) وبلاد غربة،
ألا ومن زارني في غربتى كتب الله [ له ] (3) أجر مائة ألف شهيد ومائة ألف
صديق ومائة ألف حاج ومعتمر ومائة ألف
مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى في الجنة (4) رفيقنا. (5)
2256 / 154 - وعنه: قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضى
الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى مولى بنى هاشم، عن على
بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه، عن أبى الحسن على بن موسى الرضا - عليه
السلام -، أنه قال له رجل من أهل خراسان: يابن
(1) من المصدر والبحار، وفي البحار: فمن يقتلك. (2) في المصدر: مضيقة -
قال الجوهرى: ضاع الشئ أي هلك، ومنه قولهم (فلان بدار مضيعة). (3) من
المصدر. (4) في البحار: من الجنة. (5) أمالى الصدوق: 61 ح 8، عيون أخبار
الرضا عليه السلام: 2 / 256 ح 9، الفقيه: 2 / 585 ح 3192. وأخرجه في
الوسائل: 10 / 445 ح 5 عن العيون والفقيه، وفي إثبات الهداة: 3 / 254 ح 26
عن الفقيه. وفي البحار: 49 / 283 ح 2 والعوالم: 22 / 471 ح 1، وعن
الامالى، وفي ج 102 / 32 ح 2 عن الامالى والعيون.
[ 183 ]
رسول الله رايت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في المنام وأنه (1) يقول
لى: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمى
؟ فقال له الرضا - عليه السلام -: أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة
(من) (2) نبيكم، فانا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب
الله تبارك وتعالى من حقى وطاعتي فانا وآبائي شفعاوه يوم القيامة، ومن كنا
شفعاءه [ يوم القيامة ] (3) نجى، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن
والانس. ولقد حدثنى أبى، عن جدى عن آبائه (4) - عليهم السلام - أن رسول
الله - صلى الله عليه وآله - قال: من زارني (5) في منامه فقد رأني (6)،
لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة [ أحد من ] (7) أوصيائي، ولا
في صورة أحد من شيعتهم، وأن الرويا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة.
(8)
(1) في المصدر والبحار: كانه. (2) ليس في المصدر: وفي البحار: وأنا
الوديعة. (3) من المصدر. (4) في المصدر والبحار: أبيه. (5) في البحار:
رانى. (6) في المصدر: زارني. (7) من المصدر والبحار. (8) أمالى الصدوق: 61
ح 10، العيون: 2 / 257 ح 11، الفقيه: 2 / 584 ح 3191 وعنها الوسائل: 10 /
436 ح 11، وفي البحار: 49 / 283 ح 1 والعوالم: 22 / 467 ح 5 عن الامالى.
وأورده في فرائد السمطين: 2 / 19 ح 486 وكشف الغمة: 2 / 329 وروضة
الواعظين: 233. وله تخريجات اخر من أراادها فليراجع العوالم.
[ 184 ]
2257 / 155 - وعنه: قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد
بن على الانصاري، عن أبى الصلت الهروي قال: كنت عند الرضا - عليه السلام -
فدخل عليه قوم من أهل قم، فسلموا عليه فرد عليهم وقربهم ثم قال لهم الرضا
- عليه السلام -: مرحبا بكم وأهلا، فانتم شيعتنا حقا، وسياتى عليكم يوم
تزورون فيه تربتي بطوس، ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم
ولدته امه. (1) 2258 / 156 - وعنه: قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن على الرضا قال: قال ابو الحسن الرضا - عليه
السلام -: إنى ساقتل بالسم مظلوما، فمن زارني عارفا بحقى غفر الله ما تقدم
من ذنبه وما تأخر. (2) 2259 / 157 - وعنه: قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن
اسحاق الطالقاني - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني مولى بنى هاشم قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه
قال: سمعت أبا الحسن على بن موسى الرضا - عليه السلام - يقول: إنى مقتول
(1) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 260 ح 21 وعنه الوسائل: 10 /
446 ح 1 والبحار: 60 / 231 ح 62 وج 102 / 49 ح 6. (2) عيون أخبار الرضا -
عليه السلام -: 2 / 261 ح 27 وعنه الوسائل: 10 / 438 ح 21 والبحار: 102 /
38 ح 33.
[ 185 ]
ومسموم ومدفون بارض
غربة، أعلم مذلك بعهد عهده إلى أبى، [ عن
أبيه ] (1)، عن آبائه، عن على بن أبى طالب - عليهم السلام -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، ألا فمن زارني في غربتى كنت أنا وآبائي شفعاءه [
يوم القيامة ] (2)، ومن كنا شفعاءه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين. (3)
التاسع عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون خبر دعبل والقصيدة
والقميص 2260 / 158 - ابن بابويه: قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد
ابن هشام المودب وعلى بن عبد الله الوراق - رضى الله عنهما - قالا: حدثنا
على ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح
الهروي قال: دخل دعبل بن على الخزاعى - رحمه الله - على أبى الحسن على بن
موسى الرضا - على السلام - [ بمرو ] (4) فقال له: يابن رسول الله إنى قد
قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا انشدها أحدا قبلك فقال - عليه السلام
-: هاتها، فانشد شعرا: مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحى مقفر العرصات
فلما بلغ إلى قوله: أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات بكى
أبو الحسن الرضا - عليه السلام - وقال له: صدقت يا خزاعي. فلما
(1 و 2) من المصدر. (3) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 263 ح 33،
أمالى الصدوق: 489 ح 8 وعنهما البحار: 102 / 34 ح 15. (4) من المصدر
والبحار.
[ 186 ]
بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم أكفا عن الاوتار منقبضات جعل الرضا - عليه
السلام - يقلب كفيه ويقول: أجل والله [ منقبضات ] (1) فلما بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها وإنى لارجو الامن بعد وفاتي قال الرضا -
عليه السلام -: آمنك الله يوم الفزع الاكبر. فلما انتهى إلى قوله: وقبر
ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات. قال له الرضا - عليه السلام
-: أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ فقال: بلى يابن
رسول الله. فقال - عليه السلام -: وقبر بطوس يالها من مصيبة توقد في
الاحشاء بالحرقات (2) إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم
والكربات فقال دعبل: يابن رسول الله هذا القبر الذى بطوس قبر من هو ؟ فقال
الرضا - عليه السلام - قبري ! ولا تنقضي الايام والليالي حتى تصير طوس
مختلف شيعتي زواري، ألا فمن زارني في غربتى [ بطوس ] (3) كان معى في درجتي
يوم القيامة مغفورا له. ثم نهض الرضا - عليه السلام - بعد فراغ دعبل من
انشاد القصيدة وأمره
(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: توقد بالاحشاء في الحرقات. (3) من المصدر والبحار.
[ 187 ]
أن لا يبرح من موضعه، فدخل الدار، فلما كان بعد ساعة خرج الخادم
إليه بمائة دينار رضوية فقال [ له ] (1): يقول لك مولاى: إجعلها في نفقتك.
فقال دعبل: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلى،
ورد الصرة وسال ثوبا من ثياب الرضا - عليه السلام - ليتبرك ويتشرف به،
فانفذ إليه الرضا - عليه السلام - جبة خز مع الصرة، وقال للخادم: قل له:
خذ هذه الصرة فانك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها. فاخذ دعبل الصرة والجبة
وانصرف وسار من مرو في قافلة، فلما بلغ ميان قوهان وقع عليهم اللصوص
فاخذوا القافلة [ باسرها وكتفوا أهلها، وكان دعبل فيمن كتف، وملك اللصوص
القافلة ] (2) وجعلوا يقسمونها بينهم، فقال رجل منهم (3) متمثلا بقول دعبل
في قصيدته: أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات فسمعه دعبل
فقال لهم (4): لمن هذا البيت ؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل بن على.
قال دعبل: فانا دعبل قائل هذه القصيدة التى فيها هذا البيت، فوثب الرجل
إلى رئيسهم وكان يصلى على راس تل وكان من الشيعة، فاخبره فجاء بنفسه حتى
وقف على دعبل وقال له: أنت دعبل ؟ فقال: نعم.
(1 و 2) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: رجل من القوم. (4) في المصدر: له.
[ 188 ]
فقال له: انشد (1) القصيدة فانشدها، فحل كتافه وكتاف جميع أهل
القافلة ورد إليهم جميع ما اخذ منهم لكرامة دعبل، [ وسار دعبل ] (2) حتى
وصل إلى قم، [ فسأله أهل قم ] (3) أن ينشدهم القصيدة، فامرهم أن يجتمعوا
في المسجد الجامع. فلما اجتمعوا صعد المنبر فانشدهم القصيدة، فوصله الناس
من المال والخلع بشئ كثير، واتصل بهم خبر الجبة، فسألوه أن يبيعها منهم
بالف دينار، فامتنع من ذلك. فقالوا له: فبعنا شيئا منها بالف دينار، فابى
عليهم وسار عن قم، فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب
وأخذوا الجبة منه، فرجع دعبل إلى قم وسالهم رد الجبة (عليه) (4)، فامتنع
الاحداث من ذلك وعصوا المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل: لا سبيل لك إلى
الجبة فخذ ثمنها ألف دينار، فابى عليهم، فلما يئس من ردهم الجبة (عليه)
(5) سالهم أن يدفعوا إليه شيئا منها، فأجابوه إلى ذلك (6) واعطوه بعضها
ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار. وانصرف دعبل إلى وطنه، فوجد اللصوص قد
أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المائة دينار التى كان الرضا - عليه
السلام - وصله بها من الشيعة كل دينار بمائة درهم، فحصل في يده عشرة الاف
درهم، فذكر
(1) في المصدر: أنشدني. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر،
وفي الاصل: فامتنعوا وما اثبتناه من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر.
(6) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: فابوا إليه.
[ 189 ]
قول الرضا - عليه السلام -: (إنك ستحتاج إلى الدنانير). وكانت له جارية
لها من قلبه محل، فرمدت (عينها) (1) رمدا عظيما، فادخل أهل الطب ليها
فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما
اليسرى فنحن نعالجها ونجتهد ونرجوا أن تسلم. فاغتم لذلك دعبل غما شديدا
وجزع عليها جزعا عظيما، ثم (أنه) (2) ذكر ما كان معه من وصلة (3) الجبة،
فمسحها على عينى الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل، فاصبحت وعيناها
أصح مما (4) كانتا قبل ببركة أبى الحسن الرضا - عليه السلام -. (5)
العشرون ومائة: إخباره - عليه السلام - باسماء الائمة من بعده 2261 / 159
- ابن بابويه: قال: أخبرنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا على
بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام ابن صالح الهروي قال: سمعت
دعبل بن على الخزاعى يقول: [ لما ] (6) أنشدت مولاى على بن موسى الرضا -
عليه السلام - قصيدتي التى أولها:
(1 و 2) ليس في البحار. (3) في البحار: فضلة. (4) كذا في البحار، وفي
الاصل والمصدر: (ما). (5) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 263 ح
34، كمال الدين: 372 ح 6 وعنهما البحار: 49 / 239 ح 9 والعوالم: 22 / 401
ح 1 وحلية الابرار: 4 / 384 ح 4. وأورده في إعلام الورى: 316 - 317 ومناقب
آل أبى طالب: 4 / 338. (6) من المصدر. (*)
[ 190 ]
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل
وحى مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولى: خروج إمام لا محالة خارج يقوم على
اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويجزى على النعماء والنقمات بكى
الرضا - عليه السلام - بكاء شديدا ثم رفع راسه إلى. فقال [ لى ] (1): يا
خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدرى من هذا الامام ؟
ومتى يقوم ؟ فقلت: لا يا مولاى، إلا أنى سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض
من الفساد ويملاها عدلا. فقال: يا دعبل الامام بعدى محمد ابني وبعد محمد
إبنه على وبعد على إبنه الحسن وبعد الحسن [ إبنه ] (2) الحجة القائم
المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، لو (3) لم يبق من الدنيا إلا يوم [
واحد ] (4) لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا [
وظلما ] (5). وأما متى ؟ فاخبار عن الوقت، ولقد حدثنى أبى، عن أبيه، عن
آبائه، عن على - عليهم السلام - أن النبي - صلى الله عليه وآله - قيل له:
يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) في البحار: ولو. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر.
[ 191 ]
فقال: مثله كمثل (1) الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات
والارض لا تأتيكم إلا بغتة (2). (3)
|