الحادى والعشرون ومائة: علمه - عليه
السلام - بما في نفس المأمون واحتجاجه على أهل التوراة بتوراتهم وعلى أهل
الانجيل بانجيلهم وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى الصابئين بعبرانيتهم وعلى
الهزابرة بفارسيتهم وعلى أهل الروم بروميتهم وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم
2262 / 160 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد ابن على بن
أحمد الفقيه القمى ثم الايلاقى - رضى الله عنه - قال: أخبرنا أبو محمد
الحسن بن محمد بن على بن صدقة القمى قال: حدثنى أبو عمرو محمد بن عمر بن
عبد العزيز الانصاري الكجى قال: حدثنى من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم
الهاشمي يقول: لما قدم على بن موسى الرضا - عليه السلام - على المأمون أمر
الفضل ابن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات: مثل الجاثليق (4) وراس
(1) في المصدر والبحار: مثل. (2) مقتبس من سورة الاعراف آية 187. (3) عيون
أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 265 ح 35 وعنه البحار: 49 / 237 ح 6
والعوالم: 22 / 405 ح 2 وعن كشف الغمة: 2 / 328، وأورده في فوائد السمطين:
2 / 337 ح 591 باسناده عن الصدوق، وفي اعلام الورى: 317 - 318 والفصول
المهمة: 250 - 251 مختصرا، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع العوالم.
(4) الجاثليق - بفتح الثاء المثلثة -: رئيس النصارى في بلاد الاسلام،
ولغتهم السريانية. مجمع البحرين (جثق). (*)
[ 192 ]
الجالوت (1) وروساء الصابين (2)
والهربذ الاكبر (3) وأصحاب زرادشت (4) نسطاس الرومي (5) والمتكلمين ليسمع
كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل ثم أعلم المأمون باجتماعهم، فقال
المأمون: أدخلهم على. ففعل فرحب المأمون بهم، ثم قال لهم: إنى إنما جمعتكم
لخير وأحببت أن تناظروا ابن عمى هذا المدنى القادم على، فإذا كان بكرة
فاغدوا على ولا يتخلف منكم أحد. فقالوا: السمع والطاعة [ يا أمير المؤمنين
] (6) نحن مبكرون إن شاء الله.
(1) هو
عالم اليهود وكبيرهم. (2) في البحار: 53 / 5 نقلا من بعض مؤلفات الاصحاب
بالاسناد إلى المفضل بن عمر، عن الصادق - عليه السلام - في حديث طويل قال:
فقلت: يا مولاى فلم سمى الصابئون الصابئين ؟ فقال - عليه السلام -: إنهم
صبوا إلى تعطيل الانبياء والرسل والملل والشرائع. وقالوا: كلما جاءوا به
باطل، فجحدوا توحيد الله تعالى، ونبوة الانبياء، ورسالة المرسلين، ووصية
الاوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم معطلة العالم، راجع في
بيان اعتقاداتهم مجمع البيان: 1 / 126، والملل والنحل 2 / 3 - 48. (3)
الهربذ - بالكسر -: واحد الهرابذة المجوس، وهم قومة بيت النار التى للهند،
فارسي معرب. وقيل: هم عظماء الهند أو علماوهم (لسان العرب: هربذ). (4) وهو
زرادشت بن يورشب، ودينه الدعوة إلى دين مارسيان، وأن معبوده أورمزد،
والملائكة المتوسطون في رسالاته إليه: بهمن، أرديبهشت، شهريور، إسفندارمز،
خرداد ومرداد، ويدعى أنه راهم واستفاد منهم العلوم، وجرت مساءلات بينه
وبين أورمزد من
غير توسط. راجع الملل والنحل: 1 / 236 - 244. (5) النسطاس - بالكسر -:
علم. وبالرومية عالم بالطب. (6) من المصدر والبحار.
[ 193 ]
قال الحسن بن محمد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبى الحسن الرضا -
عليه السلام - إذ دخل علينا ياسر [ الخادم ] (1)، وكان يتولى أمر أبى
الحسن الرضا - عليه السلام -، فقال له: يا سيدى إن أمير المؤمنين يقروك
السلام ويقول: فداك أخوك إنه اجتمع إلى أصحاب المقالات وأهل الاديان
والمتكلمون من جميع الملل، فرايك في البكور إلينا (2) إن أحببت كلامهم،
وإن كرهت ذلك فلا تتجشم، وان أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا. فقال أبو
الحسن - عليه السلام -: أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وأنا صائر
إليك بكرة إن شاء الله تعالى. قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر
التفت إلينا ثم قال لى: يا نوفلي أنت عراقى ورقة العراقى غير غليظة، فما
عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات ؟ فقلت: جعلت فداك
يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما عندك، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان،
وبئس والله ما بنى. فقال لى: وما بناوه في هذا الباب ؟ قلت: إن أصحاب
الكلام والبدع خلاف العلماء، وذلك ان العالم
لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار
ومباهتة، إن احتججت عليهم بان الله تعالى واحد قالوا:
(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: علينا.
[ 194 ]
صحح وحدانيته، وإن قلت: بان محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
قالوا: أثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل وهو يبطل بحجته، ويغالطونه حتى يترك
قوله، فاحذرهم جعلت فداك. قال: فتبسم - عليه السلام - ثم قال (لى) (1): يا
نوفلي أفتخاف أن يقطعوا (2) على حجتى ؟ قلت: لا والله ما خفت عليك قط،
وإنى لارجو أن يظفرك الله بهم إن شاء الله تعالى. فقال لى: يا نوفلى أتحب
أن تعلم متى يندم المأمون ؟ قلت: نعم. قال: إذا سمع إحتجاجى على أهل
التوراة بتوراتهم وعلى أهل الانجيل بانجيلهم وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى
الصابئين بعبرانيتهم وعلى [ أهل ] (3) الهرابذة بفارسيتهم وعلى أهل الروم
بروميتهم وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك
مقالته ورجع إلى قولى علم المأمون (أن) (4) الموضع الذى هو بسبيله ليس
بمستحق له، فعند ذلك تكون الندامة منه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى
العظيم. فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك (إن) (5)
(1) من البحار.
(2) في البحار: يقطعوني. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر، وفيه: هو سبيله. (5) ليس في البحار.
[ 195 ]
ابن عمك ينتظرك وقد (1) اجتمع القوم فما رايك في إتيانه ؟ فقال له الرضا -
عليه السلام -: تقدمنى فانى صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله تعالى. ثم توضأ
- عليه السلام - وضوءه للصلاة وشرب شربة سويق وسقانا منه، ثم خرج وخرجنا
معه حتى دخلنا على المأمون، فإذا (2) المجلس غاص باهله، ومحمد بن جعفر
وجماعة (3) من الطالبيين والهاشميين والقواد حضور. فلما دخل الرضا - عليه
السلام - قال المأمون وقال محمد بن جعفر وجميع بنى هاشم، فما زالوا وقوفا
والرضا - عليه السلام - جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم
يزل المأمون مقبلا عليه يحدثه ساعة، ثم التفت إلى الجاثليق فقال: يا
جاثليق هذا ابن عمى على بن موسى بن جعفر - عليهم السلام - وهو من ولد
فاطمة - عليها السلام - بنت نبينا - صلى الله عليه وآله - وابن على بن أبى
طالب - عليه السلام -، فاحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه. فقال الجاثليق: يا
أمير المومنين كيف احاج رجلا يحتج على يكتاب أنا منكره ونبى لا اومن به.
فقال له الرضا - عليه السلام -: يا نصراني إذا احتججت من إنجيلك (4)
أتقربه ؟
(1) كذا في البحار، وفي المصدر
والاصل: قد. (2) كذا في البحار والعوالم، وفي المصدر والاصل: وإذا. (3) في
البحار: في جماعة. (4) في المصدر والبحار: فان احتججت عليك بانجليك.
[ 196 ]
قال الجاثليق: وهل (1) أقدر على دفع ما نطق به الانجيل ؟ ! نعم والله
اقربه على رغم انفي. فقال [ له ] (2) الرضا - عليه السلام - سل ما بدالك
واسمع (3) الجواب. وذكر الحديث بطوله بما فيه إقرار الحضور وتسليمهم له -
عليه السلام - بحقائق العلوم. (4)
الثاني والعشرون ومائة: طبعه - عليه
السلام - في حصاة حبابة الوالبية 2263 / 161 - محمد بن يعقوب: عن على بن
محمد، عن أبى على محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم
العجلى، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهى، عن عبد الله ابن
أيوب، عن عبد الله بن هاشم (5)، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن حبابة
الوالبية قالت: قلت [ له ] (6): يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة يرحمك
الله ؟ قالت: فقال: ائتينى بتلك الحصاة - وأشار بيده إلى حصاة - فاتيته
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هل، وفي المصدر: (على رفع ما). (2)
من المصدر والبحار. (3) في البحار: سل عما بدا لك وافهم.
(4) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 154 ح 1، التوحيد: 417 ح 1
وعنهما البحار: 10 / 299 ح 1 وعن الاحتجاج: 415 - 425، وفي ج 49 / 173 ح
12 والعوالم: 22 / 299 ح 1 عن العيون. (5) في الكمال: 536 ح 1 والبحار: 25
/ 175 ح 1: عبد الله بن هشام. (6) من البحار.
[ 197 ]
بها فطبع لى فيها بخاتمه. ثم قال لى: يا حبابة إذا ادعى مدع الامامة فقدر
أن يطبع كما رايت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ
يريده. قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام -، فجئت إلى
الحسن - عليه السلام - وهو في مجلس أمير المؤمنين - عليه السلام - والناس
يسالونه، فقال: يا حبابة الوالبية: فقلت: نعم يا مولاى. فقال: هاتى ما
معك، قالت: فاعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المومنين - عليه السلام -.
قالت، ثم أتيت الحسين - عليه السلام - وهو في مسجد رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، فقرب ورحب ثم قال لى: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين،
أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم يا سيدى. فقال: هاتى ما معك، فناولته
الحصاة فطبع لى فيها. قالت: ثم أتيت على بن الحسين - عليه السلام - وقد
بلغ بى الكبر، إلى أن أرعشت (1) وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة،
فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فاوما إلى
بالسبابة فعاد
إلى شبابى. قالت: فقلت: يا سيدى كم مضى من الدنيا وكم بقى ؟ فقال أما [ ما
] (2) مضى فنعم، وأما ما بقى، قالت:
(1) كذا في البحار، وفي الاصل: رعشت. (2) من المصدر.
[ 198 ]
ثم قال لى: هات ما معك، فاعطيته الحصاة فطبع [ لى ] (1) فيها. ثم أتيت أبا
جعفر - عليه السلام - فطبع لى فيها. ثم أتيت أبا عبد الله - عليه السلام -
فطبع لى فيها. ثم أتيت أبا الحسن موسى - عليه السلام - فطبع لى فيها. ثم
أتيت الرضا - عليه السلام - فطبع لى فيها. وعاشت حبابة [ بعد ذلك ] (2)
تسعة أشهر على ما ذكر عبد الله (3) ابن هشام (4). وسياتى إن شاء الله
تعالى ذكر هذا الحديث وهو السادس والخمسون ومائة من هذا الباب بزيادة.
الثالث والعشرون ومائة: القبضة من الارض صارت دنانير والمكتوب على دينار
منها 2264 / 162 - الراوندي: قال: قال [ محمد بن ] (5) عبد الرحمن
الهمداني: ركبني دين ضاق به صدري، فقلت في نفسي: ما أجد لقضاء دينى إلا
مولاى الرضا - عليه السلام -، فصرت إليه، فقال لى (6): قد قضى الله حاجتك،
لا يضيقن صدرك، ولم أساله شيئا حين قال ما قال ! فاقمت عنده وكان صائما،
فامر أن يحمل إلى طعاما.
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في الكمال
والمصدر، وهو الذى يروى عن الخثعمي، وفي المصدر والاصل: محمد. (4) الكافي
1 / 346 ح 3، وقد تقدم مع تخريجاته في ج 1 / 514 ح 332. (5) من المصدر.
(6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال يا أبا جعفر.
[ 199 ]
فقلت: أنا صائم و [ أنا ] (1) احب أن آكل معك لا تبرك باكلى معك. فلما صلى
المغرب جلس في وسط الدار ودعا بالطعام فاكل وأكلت (2) معه، ثم قال: تبيت
عندنا الليلة أو نقضى (3) حاجتك فتنصرف ؟ فقلت: الانصراف بقضاء حاجتى
(أولى و) (4) أحب إلى، فضرب بيده الارض فقبض منها قبضة وقال: خذها فجعلتها
(5) في كمى فإذا هو دنانير !. فانصرفت إلى منزلي فدنوت من المصباح لاعد
الدنانير، فوقع في يدى دينار [ فنظرت ] (6) فإذا عليه مكتوب (هي) (7)
خمسمائة دينار نصفها لدينك والنصف الاخر لنفقتك. فلما رايت ذلك لم مأعدها،
فالقيت الدنانير (تحت وسادتي ونمت) (8)، فلما أصبحت طلبت الدينار فلم أجده
في الدنانير وقد قلبتها عشر مرات (ولم أجد شيئا، فوزنتها) (9) فكانت
خمسمائة دينار !. (10)
(1) من المصدر،
وفيه: فاتبرك. (2) في المصدر: فاكلت بدل (فاكل وأكلت). (3) في المصدر:
تقضى.
(4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: فقال: خذ هذا فجعلته. (6) في المصدر،
وفيه: من يدى. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر بدل ما بين القوسين:
فيها. (9) ليس في المصدر، وفيه: وكانت. (10) الخرائج والجرائح: 1 / 339 ح
3، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2179 عن =
[ 200 ]
الرابع والعشرون ومائة: خبر قدومه - عليه السلام - البصرة 2265 / 163 -
الراوندي: قال: روى عن محمد بن الفضل الهاشمي قال: لما توفى الامام موسى
بن جعفر - عليهما السلام - أتيت المدينة فدخلت على الرضا - عليه السلام -،
فسلمت عليه [ بالامر ] (1) وأوصلت إليه ما كان معى وقلت: إنى صائر (2) إلى
البصرة، وقد عرفت كثرة خلاف الناس، وقد نعى إليهم موسى - عليه السلام -،
وما أشك أنهم سيسالونى عن براهين الامام ولو أريتني شيئا من ذلك ؟ فقال
الرضا - عليه السلام -: لم يخف على هذا، فابلغ أوليائنا بالبصرة وغيرها
أنى قادم عليهم ولا قوة إلا بالله، ثم أخرج إلى جميع ما كان للنبى - صلى
الله عليه وآله - عند الائمة - عليهم السلام - من بردته وقضيبه وسلاحه
وغير ذلك. فقلت: ومتى تقدم عليهم ؟ قال: بعد ثلاثة أيام من وصولك ودخولك
البصرة إن شاء الله تعالى، فلما قدمتها سالونى عن الحال.
فقلت [ لهم: إنى ] (3) أتيت موسى بن جعفر - عليه السلام - قبل وفاته بيوم
واحد، فقال: إنى ميت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمن وتوجه إلى
المدينة بوادئعى هذه، وأوصلها إلى ابني على بن موسى
= العيون. (1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: سائر، وفيه وفي المصدر: (وعرفت). (3) من المصدر والبحار.
[ 201 ]
الرضا - عليه السلام - فهو وصيى وصاحب الامر بعدى، ففعلت ما أمرنى به
وأوصلت الودائع إليه، وهو يوافيكم إلى ثلاثة أيام من يومى هذا، فاسألوه
عما شئتم. فابتدر للكلام عمرو بن هذاب (1) من القوم - وكان ناصبيا ينحو
نحو التزيد والاعتزال - فقال: يا محمد إن الحسن بن محمد رجل من أفاضل أهل
[ هذا ] (2) البيت في ورعه وزهده وعلمه [ وسنة ] (3)، وليس هو كشاب مثل
على بن موسى، ولعله لو سئل عن شئ من معضلات الاحكام لحار في ذلك. فقال
الحسن بن محمد - وكان حاضرا في المجلس -: لا تقل يا عمرو ذلك ! فان عليا
على ما وصف من الفضل، وهذا محمد بن الفضل يقول: إنه يقدم إلى ثلاثة أيام
فكفاك دليلا، و تفرقوا. فلما كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة إذا
الرضا - عليه السلام - قد وافى، فقصد منزل الحسن بن محمد وأخلى له داره
وقام بين يديه يتصرف (4) بين أمره ونهيه، فقال: يا [ حسن بن ] (5) محمد
أحضر جميع
القوم الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق
النصارى وراس الجالوت، ومر القوم (أن) (6) يسالوا عما بدا
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: الكلام عمر بن هداب عن القوم. (2 و 3) من
المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: ينصرف. (5) من
المصدر والبحار. (6) ليس في البحار.
[ 202 ]
لهم. فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة، وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن
محمد. فلما تكاملوا أثنى (1) للرضا - عليه السلام - وسادة فجلس عليها ثم
قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تدرون لم بداتكم بالسلام ؟
قالوا: لا. قال: لتطمئن أنفسكم، قالوا: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا على
بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم
السلام - وابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، صليت اليوم [ صلاة ] (2)
الفجر مع والى المدينة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأقراني
- بعد أن صلينا - كتاب صاحب إليه واستشارني إلى بالعشى بعد اموره، فاشرت
عليه بما فيه الحظ له، ووعدته أن يصير إلى بالعشى بعد العصر من هذا اليوم
ليكتب عندي جواب [ كتاب ] (3) صاحبه، وأنا واف
له بما وعدته، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فقالت الجماعة: يابن رسول الله
- صلى الله عليه وآله - ما نريد مع هذا الدليل برهانا [ أكبر منه ] (4)
وأنت عندنا الصادق القول، وقاموا لينصرفوا فقال لهم الرضا - عليه السلام
-: لا تتفرقوا، فانى إنما جمعتكم (5) لتسالوا عما
(1) في المصدر والبحار: ثنى. (2) من البحار. (3) من المصدر والبحار. (4)
من المصدر، وفيه: وإنك. (5) كذا في البحار، وفي الاصل: لا تنصرفوا فانما
جئتم، وفي المصدر: لا تفرقوا... لتسالوني.
[ 203 ]
شئتم من آثار النبوة وعلامات الامامة التى لا تجدونها إلا عندنا أهل
البيت، فهلموا مسائلكم، فابتدا عمرو بن هذاب فقال: إن محمد بن الفضل
الهاشمي ذكر عنك أشياء لا تقبلها القلوب. فقال الرضا - عليه السلام -: وما
تلك ؟ قال: أخبرنا عنك انك تعرف كل ما أنزله والله وأنك تعرف كل لسان
ولغة. فقال الرضا - عليه السلام -: صدق محمد بن الفضل، فانا أخبرته (1)
بذلك فهلموا فاسألوا. قال: فانا نختبرك قبل كل شئ بالالسن واللغات، وهذا
رومى وهذا هندي و (هذا) (2) فارسي و (هذا) (3) تركي، فاحضرناهم. فقال -
عليه السلام -: فليتكلموا بما أحبوا، أجب كل واحد منهم بلسانه إن شاء الله
تعالى.
فسال كل واحد منهم مسالة بلسانه ولغته، فأجابهم عما سالوا بالسنتهم
ولغاتهم، فتحير الناس وتعجبوا وأقروا جميعا بانه أفصح منهم بلغاتهم. ثم
نظر الرضا - عليه السلام - إلى ابن هذاب فقال: إن أنا أخبرتك إنك ستبتلى
(4) في هذه الايام بدم ذى رحم لك أكنت (5) مصدقا لى ؟ قال: لا فان الغيب
لا يعلمه إلا الله تعالى.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل خبرته. (2 و 3) ليس في البحار. (4)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أخبرتك ستبلى. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل والبحار: كنت.
[ 204 ]
قال - عليه
السلام -: أو ليس الله يقول: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى من رسول) (1) فرسول الله عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذى
اطلعه الله على ما شاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة،
وإن الذى أخبرتك [ به ] (2) يابن هذا ب لكائن إلى خمسة أيام، فان لم يصح
ما قلت [ لك ] (3) في هذه المدة، وإلا فانى كذاب مفتر، وإن صح فتعلم انك
الراد على الله وعلى رسوله. ولك دلالة اخرى: أما إنك ستحلف يمينا (5)
كذابة فتضرب بالبرص. قال محمد بن الفضل: تالله (6) لقد نزل ذلك كله بابن
هذاب، فقيل له: أصدق (7) الرضا - عليه السلام - أم كذب ؟ قال: [ والله ]
(8) لقد علمت في الوقت الذى أخبرني به أنه كائن
ولكني (9) كنت أتجلد.
(1) الجن 26 -
27. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إنك تحلف كاذبة. (6) في المصدر:
فوالله. (7) في البحار: صدق. (8) من البحار. (9) في البحار: ولكننى.
[ 205 ]
ثم إن الرضا - عليه السلام - التفت إلى الجاثليق فقال: هل دل الانجيل على
نبوة محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ قال: لو دل الانجيل على ذلك لما (1)
جحدناه. فقال - عليه السلام -: أخبرني عن السكتة التى لكم في السفر
الثالث. فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله تعالى لا يجوز لنا أن نظهره.
قال الرضا - عليه السلام -: فان قررتك أنه اسم محمد - صلى الله عليه وآله
- وذكره وأقر عيسى - عليه السلام - به، وأنه بشر بنى إسرائيل بمحمد - صلى
الله عليه وآله - أتقربه ولا تنكره ؟ قال الجاثليق: إن فعلت أقررت، فانى
لا أرد الانجيل ولا أجحده (2). قال الرضا - عليه السلام - فخذ على السفر
الثالث الذى فيه ذكر محمد
وبشارة عيسى - عليه السلام - بمحمد - صلى الله عليه وآله -. قال الجاثليق:
هات ! فاقبل الرضا - عليه السلام - يتلو ذلك السفر (3) من الانجيل حتى بلغ
ذكر محمد - صلى الله عليه وآله -. فقال: يا جاثليق من هذا النبي الموصوف ؟
قال الجاثليق: صفه. قال: لا أصفه إلا بما وصفه الله: هو صاحب الناقة
والعصا والكساء، النبي الامي الذى يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والانجيل، يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر [ ويحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم
(1) في المصدر وا لبحار: ما. (2) في البحار: أجحد. (3) في المصدر: السفر الثالث.
[ 206 ]
الخبائث ] (1) ويضع عنهم إصرهم والاغلال التى كانت عليهم، يهدى [ إلى ]
(2) الطريق الاقصد والمنهاج الاعدل والصراط الاقوم، سألتك يا جاثليق بحق
عيسى روح الله وكلمته هل تجد هذه الصفة في الانجيل لهذا النبي ؟ فاطرق
الجاثليق مليا وعلم أنه إن جحد الانجيل كفر، فقال: نعم هذه الصفة في
الانجيل، وقد ذكر عيسى (في الانجيل) (3) هذا النبي [ ولم يصح عند النصارى
أنه صاحبكم. فقال الرضا - عليه السلام -: أما إذا لم تكفر بجحود ] (4)
الانجيل وأقررت بما فيه من صفة محمد فخذ على في السفر الثاني، فانى أوجدك
ذكره وذكر وصيه وذكر ابنته فاطمة - عليها السلام - وذكر الحسن
والحسين - عليهما السلام -. فلما سمع الجاثليق وراس الجالوت ذلك علما أن
الرضا - عليه السلام - عالم بالتوراة والانجيل، فقالا: والله قد أتى بما
لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود التوراة وإلانجيل والزبور، وقد (5) بشر
به موسى وعيسى - عليهما السلام - جميعا، ولكن لم يقرر عندنا بالصحة أنه
محمد [ هذا ] (6)، فاما اسمه محمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن
شاكون
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) في البحار: ولقد. (6) من المصدر والبحار.
[ 207 ]
أنه محمدكم [ أو غيره ] (1). فقال الرضا - عليه السلام -: إحتججتم (2)
بالشك، فهل بعث الله قبل أو بعد من [ ولد ] (3) آدم إلى يومنا هذا نبيا
اسمه محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ أو تجدونه في شئ من الكتب التى أنزلها
الله على جميع الانبياء غير محمدنا - صلى الله عليه وآله - ؟ فاحجموا عن
جوابه وقالوا: لا يجوز لنا أن نقر لكم بانه محمد كم - صلى الله عليه وآله
- لانا إن أقررنا لك بمحمد ووصيه وابنته وابنيها - عليهم السلام - على ما
ذكرتم - أدخلتمونا (4) في الاسلام كرها. فقال الرضا - عليه السلام -: أنت
يا جاثليق آمن في ذمة الله وفي ذمة رسوله - صلى الله عليه وآله - إنه لا
يبدوك منا شئ تكره مما تخافه وتحذره
قال: [ أما ] (5) إذا قد آمنتني، فان هذا النبي الذى اسمه محمد - صلى الله
عليه وآله - وهذا الوصي الذى اسمه على - عليه السلام - وهذه البنت التى
اسمها فاطمة - عليها السلام - وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين
- عليهما السلام - في التوراة والانجيل والزبور. [ قال الرضا - عليه
السلام -: فهذا الذى ذكرته في التوراة والانجيل والزبور ] (6) من اسم هذا
النبي وهذا الوصي وهذه البنت وهذين السبطين صدق وعدل أم كذب وزور ؟
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في البحار والعوالم، وفي المصدر: احتجزتم،
وفي الاصل: أجحدتم. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في البحار والعوالم،
وفي المصدر: ذكرت، وفي الاصل: ذكر أدخلونا. (5 و 6) من المصدر والبحار.
[ 208 ]
قال: بل صدق وعدل، ما قال الله إلا الحق. فلما أخذ الرضا - عليه السلام -
إقرار الجاثليق بذلك قال لراس الجالوت: فاستمع الان [ يا راس الجالوت ]
(1) السفر الفلاني من زبور داود. قال: [ هات ] (2) بارك الله (فيك) (3)
وعليك وعلى من ولدك. فتلا الرضا - عليه السلام - السفر الاول من الزبور
حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -
فقال: سألتك يا راس الجالوت بحق الله أهذا في زبور داود ؟ ولك من الامان
والذمة والعهد ما قد أعطيته الجاثليق. فقال راس الجالوت: نعم هذا بعينه في
الزبور باسمائهم.
قال الرضا - عليه السلام -: بحق (4) العشر الايات التى أنزلها الله تعالى
على موسى بن عمران - عليه السلام - في التوراة، هل تجد صفة محمد - صلى
الله على وآله - وعلى وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - [ في
التوراة ] (5) منسوبين إلى العدل والفضل ؟ قال: نعم ومن جحد هذا (6) فهو
كافر بربه وأنبيائه. فقال له الرضا - عليه السلام -: فخذ الان على (7) سفر
كذا من التوراة.
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في المصدر: فبحق. (5)
من المصدر والبحار. (6) في البحار: جحدها. (7) في البحار: في سفر.
[ 209 ]
فاقبل الرضا - عليه السلام - يتلو التوراة وراس الجالوت يتعجب (1) من
تلاوته وبيانه وفصاحته ولسانه ! حتى إذا بلغ ذكر محمد - صلى الله عليه
وآله - قال راس الجالوت: نعم هذا أحماد وبنت أحماد وأليا وشبر وشبير،
وتفسيره بالعربية محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - فتلا
الرضا - عليه السلام - [ السفر ] (2) إلى تمامه. فقال راس الجالوت - لما
فرغ من تلاوته - والله يابن محمد لو لا الرئاسة التى [ قد ] (3) حصلت لى [
على ] (4) جميع اليهود لامنت باحمد واتبعت أمرك، فوالله الذى أنزل التوراة
على موسى والزبور على داود [ والانجيل على عيسى ] (5) ما رايت أقرا
للتوراة والانجيل والزبور منك،
ولا رايت [ أحدا ] (6) أحسن [ تبيانا و ] (7) تفسيرا وفصاحة لهذه الكتب
منك. فلم يزل الرضا - عليه السلام - معهم في ذلك إلى وقت الزوال، فقال لهم
حين حضر وقت الزوال: أنا اصلى وأصير إلى المدينة للوعد الذى وعدت (به) (8)
والى المدينة ليكتب جواب كتابه، وأعود إليكم بكرة إن شاء الله تعالى. قال:
فاذن عبد الله بن سليمان وأقام، وتقدم الرضا - عليه السلام - فصلى
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: متعجب. (2 و 3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5 - 7) من المصدر. (8) ليس في البحار.
[ 210 ]
بالناس وخفف القراءة وركع تمام السنة وانصرف، فلما كان من الغد عاد إلى
مجلسه ذلك، فاتوه بجارية رومية، فكلمها بالرومية والجاثليق يسمع كلامهما
(1) بالرومية. فقال الرضا - عليه السلام -: [ بالرومية ] (2) أيما أحب
إليك محمد أم عيسى ؟ فقالت: كان فيما [ مضى ] (3) عيسى أحب إلى حين لم أكن
عرفت محمدا - صلى الله عليه وآله -، فاما بعد أن عرفت محمدا فمحمد - صلى
الله عليه وآله - الان أحب إلى من عيسى - عليه السلام - ومن كل نبى. فقال
لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمد - صلى الله عليه وآله -
أفتبغضين عيسى - عليه السلام - ؟ قالت: معاذ الله بل احب عيسى - عليه
السلام - وآمن (4) به، ولكن محمدا أحب إلى. فقال الرضا - عليه السلام -
للجاثليق: فسر للجماعة ما تكلمت به الجارية وما قلت أنت لها وما أجابتك
به، ففسر لهم الجاثليق [ ذلك ] (5) كله. ثم قال الجاثليق: يابن محمد - صلى
الله عليه وآله - هاهنا رجل سندى، وهو نصراني صاحب إحتجاج وكلام (6)
بالسندية.
(1) في المصدر والبحار: وكان فهما بدل (كلامهما). (2 و 3) من المصدر
والبحار. (4) في المصدر والبحار: وأومن. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكلامه.
[ 211 ]
فقال [ له ] (1) - عليه السلام -: أحضرنيه، فاحضره، فتكلم معه بالسندية،
ثم أقبل يحاجه وينقله من شئ إلى شئ بالسندية في (دين) (2) النصرانية،
فسمعنا السندي يقول: ثبطى ثبطى ثبطلة (3). فقال الرضا - عليه السلام -: قد
وحد الله بالسندية. ثم كلمه في عيسى ومريم - عليهما السلام - فلم يزل
يدرجه من حال إلى حال إلى أن قال بالسندية: أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله، ثم رفع منطقة كانت عليه، فظهر من تحتها زنار (4) في
وسطه، فقال: اقطعه أنت بيدك يابن رسول الله، فدعا الرضا - عليه السلام -
بسكين فقطعه.
ثم قال لمحمد بن الفضل الهاشمي: خذ السندي إلى الحمام وطهره واكسه وعياله
واحملهم جميعا إلى المدينة، فلما فرغ من مخاطبة القوم [ قال: قد صح عندكم
صدق ما كان محمد بن الفضل يلقى عليكم عنى ؟ ] (5) قالوا (باجمعهم) (6):
نعم والله لقد بان لنا منك فوق ذلك أضعافا مضاعفة، وقد ذكر لنا محمد بن
الفضل أنك تحمل إلى خراسان ! فقال: صدق محمد إلا أنى احمل مكرما مبجلا
معظما. قال محمد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالامامة، وبات عندنا
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: يقول
بالسندية: بثطى بثطى بثطلة. (4) المنطقة والزنار: ما يشد على الوسط. (5)
من المصدر والبحار. (6) ليس في البحار، وفي المصدر: فقالوا.
[ 212 ]
تلك الليلة، فلما أصبح ودع الجماعة وأو صانى بما أراد ومضى، وتبعته [
اشيعه ] (1) حتى إذا صرنا في وسط القرية عدل عن الطريق فصلى أربع ركعات ثم
قال: يا محمد انصرف في حفظ الله غمض طرفك، فغمضته ثم قال: افتح عينيك
ففتحتهما، فإذا أنا على باب منزلي بالبصرة ولم أر الرضا - عليه السلام -.
قال: وحملت السندي وعياله إلى المدينة [ في ] (2) وقت الموسم.
ورواه صاحب ثاقب المناقب عن محمد بن الفضل الهاشمي. (3)
الخامس والعشرون
ومائة: قدومه - عليه السلام - الكوفة 2266 / 164 - الراوندي: قال: روى في
دخول الرضا - عليه السلام - إلى الكوفة: قال محمد بن الفضل: كان مما
أوصاني به الرضا - عليه السلام - في وقت منصرفه من البصرة أن قال لى: صر
إلى الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنى قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في
دار حفص بن عمير اليشكرى. فصرت إلى الكوفة، فاعلمت الشيعة أن الرضا - عليه
السلام - قادم عليهم، فانا يوما عند نصر بن مزاحم إذ مر بى سلام خادم
الرضا - عليه
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) الخرائج والجرائح: 1 / 341 ح
6، الثاقب في المناقب: 186 ح 1، وأخرجه في البحار: 49 / 73 ح 1 والعوالم:
22 / 134 ح 1 عن الخرائج، وفي اثبات الهداة: 1 / 194 ح 104 والصراط
المستقيم: 2 / 195 ح 5 عن الخرائج مختصرا.
[ 213 ]
السلام -، فعلمت أن الرضا - عليه السلام - قد قدم، فبادرت إلى دار حفص بن
عمير فإذا هو بالدار، فسلمت عليه ثم قال لى: احتشد (1) لى من طعام تصلحه
للشيعة. فقلت: قد احتشدت وفرغت مما يحتاج إليه. فقال: الحمد لله على
توفيقك، فجمعنا الشيعة فلما أكلوا قال: يا محمد انظر من بالكوفة من
المتكلمين والعلماء فاحضرهم، فاحضرناهم.
فقال لهم الرضا - عليه السلام -: إنى اريد أن أجعل لكم حظا من نفسي كما
جعلت لاهل البصرة، وأن الله قد أعلمني بكل كتاب أنزله، ثم أقبل على (علماء
النصارى واليهود وفعل كفعله بالبصرة، فاعترفوا له بذلك باجمعهم، وكان من
علماء النصارى رجل يعرف بالعلم والجدل ويعرف الانجيل) (2). فقال له: هل
تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه، إذا كان بالمغرب فاراد
المشرق فتحتها، فاقسم على الله باسم واحد من الخمسة أسماء أن تنطوى له
الارض، فيصير من المغرب إلى المشرق أو من المشرق إلى المغرب في لحظة ؟
فقال الجاثليق: لا علم لى بالصحيفة، وأما الاسماء الخمسة كانت معه بلا شك،
يسال الله بها أو بواحد منها، يعطيه الله كلما يساله. قال: الله أكبر إذا
لم تنكر الاسماء، (فاما الصحيفة فلا يضر،
(1) إحتشد إى إجتهد وبذل وسعه. (2) بدل ما بين القوسين في المصدر والبحار هكذا: الجاثليق - وكان معروفا بالجدل والعلم بالانجيل.
[ 214 ]
أقررت بها أم أنكرتها، اشهدوا على قوله) (1). ثم قال: يا معاشر الناس أليس
قد انصف من يحاجج خصمه بملته وكتابه وبنبيه وشريعته ؟ قالوا باجمعهم: نعم.
قال الرضا - عليه السلام -: فاعلموا أنه ليس بامام بعد محمد - صلى الله
عليه وآله - إلا من قام بما قام به محمد حين يفضى الامر إليه، (ولا يصلح
للامامة إلا من حاج الامم بالبراهين للامامة. فقال راس الجالوت: وما هذا
الدليل على الامام ؟ قال: أن) (2) يكون عالما بالتوراة والانجيل والزبور
والقرآن الحكيم، [ فيحاج أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بانجيلهم وأهل
القرآن بقرآنهم ] (3)، وأن يكون عالما بجميع اللغات حتى لا يخفى عليه لسان
[ واحد، فيحاج كل قوم بلغته) (4)، ثم يكون مع هذه الخصال تقيا نقيا من كل
دنس، طاهرا من كل عيب، عادلا، منصفا، حكيما، رؤوفا، رحيما، غفورا، عطوفا،
بارا، صادقا، متشفقا، أمينا، مامونا، راتقا، فاتقا، [ فقام إليه نصر بن
مزاحم. فقال: يابن رسول الله، ما تقول في جعفر بن محمد - عليهما السلام -
؟ قال: ما أقول في إمام شهدت امة محمد قاطبة بانه كان أعلم أهل زمانه. *
(هامش): (1) بدل ما بين القوسين في الاصل هكذا: (فهو الغرض)، وما أثبتناه
من المصدر والبحار. (2) بدل ما بين القوسين في الاصل وكذا: (وما يكون
الامام إماما)، وما أثبتناه من المصدر والبحار. (3 و 4) من المصدر والبحار.
[ 215 ]
قال: فما تقول في موسى بن جعفر - عليهما السلام - ؟ قال: كان مثله. قال:
فان الناس قد تحيروا في أمره ! قال: إن موسى بن جعفر - عليهما السلام -
عمر برهة من الزمان، فكان يكلم الانباط بلسانهم، ويكلم أهل خراسان
بالدرية، وأهل الروم
بالرومية، ويكلم العجم بالسنتهم، وكان يرد عليه من الافاق علماء اليهود
والنصارى فيحاجهم بكتبهم وألسنهم. فلما نفدت مدته، وكان وقت وفاته، أتانى
مولى برسالته يقول: (يا بنى إن الاجل قد نفد، والمدة قد انقضت، وأنت وصى
أبيك ] (1) فان رسول ا لله - صلى الله عليه وآله - لما كان وقت وفاته دعا
عليا - عليه السلام - وأوصاه ودفع إليه الصحيفة التى كان فيها الاسماء
التى خص الله تعالى بها الانبياء والاوصياء، ثم قال: يا على ادن منى (فدنا
منه) (2) [ فغطى رسول الله - صلى الله عليه وآله - راس على - عليه السلام
- بملاته ] (3) ثم قال له: أخرج لسانك، فاخرجه فختمه بخاتمه، ثم قال: يا
على اجعل لساني في فمك فمصه وابلع عنى كلما تجد [ في فيك، ففعل على - عليه
السلام - ذلك. فقال له: إن الله قد فهمك ما فهمني وبصرك ما بصرني وأعطاك
من العلم ما أعطاني إلا النبوة، فانه لا نبى بعدى، ثم كذلك إماما بعد
إمام.
(1) من قوله: (فقام إليه نصر بن مزاحم) إلى هنا من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار.
[ 216 ]
فلما مضى موسى - عليه السلام - علمت كل لسان وكل كتاب وما كان وما سيكون
بغير تعلم، وهذا سر الانبياء أودعه الله فيهم، والانبياء أودعوه إلى
أوصيائهم، ومن لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو على شئ، ولا قوة إلا بالله. (1)
السادس والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس وعلمه - عليه
السلام - بمنطق الظبى 2267 / 165 - الراوندي: قال: روى عن عبد الله بن
سوقة قال: مربنا الرضا - عليه السلام -، فاختصمنا في إمامته، فلما خرج
خرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برقة (2)، ونحن مخالفون له نرى راى
الزيدية. فلما صرنا في الصحراء وإذا نحن بظباء (3)، فاوما أبو الحسن -
عليه السلام - إلى خشف منها، فإذا هو قد جاء حتى وقف بين يديه، فاخذ أبو
الحسن - عليه السلام - يمسح راسه ودفعه إلى غلامه، فجعل الخشف يضطرب لكى
يرجع إلى مرعاه، فكلمه الرضا - عليه السلام - بكلام لا نفهمه، فسكن. ثم
قال: يا عبد الله أولم تؤمن ؟ * (هامش) (1) الخرائج والجرائح: 1 / 349 ح 7
وعنه البحار: 49 / 79 ذح 1 والعوالم: 22 / 141 ذح 1، وفي إثبات الهداة: 1
/ 196 ح 105 والصراط المستقيم: 2 / 196 ح 6 مختصرا وبما أن الاختلافات بين
الاصل والمصدر والبحار كثيرة ولذا تركت الاشارة إليها وأثبت في المتن ما
هو أضبط. (2) في البحار: برمة. (3) الظباء: مفرد الظبى، الغزال للذكر
والانثى، والخشف: ولد اظبى.
[ 217 ]
قلت: بلى يا سيدى أنت حجة الله على خلقه وأنا تائب إلى الله، ثم قال
للظبى: اذهب (إلى مرعاك) (1) فجاء الظبى وعيناه تدمعان، فتمسح بابى الحسن
- عليه السلام - ورغا.
فقال أبو الحسن - عليه السلام -: أتدرون ما يقول ؟ قلنا: الله [ ورسوله ]
(2) وابن رسوله أعلم. قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمى فاجبتك
وأحزنتنى (3) حين أمرتنى بالذهاب. (4) ورواه صاحب ثاقب المناقب عن عبد
الله بن سوقة.
السابع والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2268
/ 166 - الراوندي: روى الحسن بن سعيد، عن الفضل بن يونس (5) قال:
(1) ليس في البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في البحار والعوالم،
وفي الاصل: وخزيتني، وفي المصدر: وحزنتنى. (4) الخرائج والجرائح: 1 / 364
ح 21، الثاقب في المناقب: 176 ح 5. وأخرجه في البحار 49 / 52 ح 60 واثبات
الهداة: 3 / 301 ح 140 والعوالم: 22 / 148 ح 1. (5) هو الفضل بن يونس
الكاتب، أصله كوفى تحول إلى بغداد، من أصحاب الامام أبى الحسن موسى - عليه
السلام -، ثم قال بالوقف. وقد روى الكشى في رجاله شبيه الحديث أعلاه، عن
أبى الحسن موسى - عليه السلام -، لذا يحتمل قويا أن تكون هذه الحادثة جرت
له مع الكاظم - عليه السلام -، وإنما نشا هذا الخط بسبب إطلاق كنية (أبو
الحسن) على كل من الكاظم والرضا - عليهما السلام - ومما =
[ 218 ]
خرجنا نريد مكة، فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحج، فأتاني
الرضا - عليه السلام - وعندي قوم من أصحابنا وقد حضر الغداء،
فدخل الغلام فقال: بالباب رجل يكنى أبا الحسن يستاذن عليك. فقلت: إن كان
الذى أعرفه فانت حر، فخرجت فإذا أنا بالرضا - عليه السلام - فقلت: انزل،
فنزل ودخل ثم قال - عليه السلام - [ لى ] (1) بعد الطعام: يا فضل إن أمير
المومنين كتب للحسين بن زيد (2) بعشرة آلاف دينار، وكتب بها إليك فادفعها
إليه. قال: قلت: والله ما لهم عندي قليل ولا كثير، فان أخرجتها (من) (3)
عندي ذهبت، فان كان لك في ذلك راى فعلت. فقال: يا فضل ادفعها إليه، فانها
سترجع إليك قبل أن تصير إلى منزلك فدفعتها إليه. قال: فرجتعت إلى (4) كما
قال. (5)
= يزيد هذا الاحتمال أيضا أن الفضل لم يعد من أصحاب ألى الحسن الرضا -
عليه السلام -. (راجع تنقيح المقال: 2 / 12، ومعجم رجال الحديث). (1) من
المصدر. (2) لعله تصحيف (يزيد) وهو: ابن محمد بن عبد الملك النوفلي الشاعر
الاديب الذى، عده الشيخ الطوسى والبرقي من أصحاب أبى الحسن الرضا - عليه
السلام - (راجع معجم رجال الحديث للاستاذ السيد الخوئى قدس سره 6 / 115).
(3) ليس في البحار. (4) كذا في المصدر والبحار والعوالم، وفي الاصل هكذا:
منزلك، فإذا بهم وقد طلبوا منى الذهب، فدفعته إليهم، فرجع المال إلى
منزلي. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 368 ح 26 وعنه اثبات الهداة: 3 / 302 ح
143 والبحار: 49 / 54 = (*)
[ 219 ]
الثامن والعشرون ومائة: علمه -
عليه السلام - بما يكون 2269 / 167 - الراوندي: قال: روى عن أحمد بن عمر
الحلال قال: قلت لابي الحسن الثاني - عليه السلام -: جعلت فداك إنى أخاف [
عليك ] (1) من هذا صاحب الرقة. قال: ليس على منه باس، إن لله بلادا تنبت
الذهب قد حماها الله تعالى باضعف خلقه بالنمل (2)، فلو أرادتها الفيلة ما
وصلت إليها. [ ثم قال لى الوشاء: إنى سألته عن هذه البلاد - وقد سمعت
الحديث قبل مسالتي - فاخبرت أنه ] (3) بين بلخ والتبت (4)، وأنها تنبت
الذهب، وفيها نمل كبار أشباه الكلاب على خلقها (5)، فليس يمر بها
= ح 64 والعوالم: 22 / 105 ح 70. (1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر
والبحار: بالذر، وهو صغار النمل، الواحدة ذرة (القاموس المحيط). (3) من
المصدر والبحار، وفي الاصل: قال: والبلاد. (4) ثبت: بالضم، وكان الزمخشري
يقوله بكسر ثانيه، وبعض يقوله بفتح ثانيه، ورواه ابو بكر محمد بن موسى
بفتح اوله وضم ثانيه مشددة في الروايات كلها... وهى مملكة متاخمة لمملكة
الصين. ومن جهة الشرق للهند والهياطللة، ومن جهة الغرب لبلاد الترك...
وبالتبت جبل يقال له: جبل السم. إذا مر به أحد تضيق نفسه فمنهم من يموت.
ومنهم من يثقل لسانه (معجم البلدان 2 / 210). وبلخ: مدينة مشهورة بخراسان
من أجلها وأشهرها... تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم... يقال
لجيحون: نهر بلخ (معجم البلدان: 1 / 479).
(5) الخلق - بضم الخاء -: السجية والطبع. قال الدميري في حياة الحيوان.
عند وصف الكلب: ومن طبعه أن يحرص ربه ويحمى حرمه شاهدا وغائبا، ذاكرا
وغافلا نائما ويقظانا، وهو أيقظ الحيوان عينا في وقت حاجته للنوم... وهو
في نومه أسمع من فرس وأحذر من عقعق...
[ 220 ]
الطير فضلا عن غيره، تمكن بالليل في جحرها وتظهر بالنهار، فربما غزوا
الموضع على الدواب التى تقطع ثلاثين فرسخا في ليلة لا يعرف شئ من الدواب
يسير سيرها فيوقرون (1) أحمالهم ويخرجون، فإذا أصبحت النمل خرجت في الطلب
فلا تلحق شيئا منها إلا قطعته، تشبه بالريح من سرعتها، وربما إذا وصلوا
إليها شغلوها باللحم، يتخذ لها إذا لحقتهم، يطرح لها في الطريق فتشتغل به
عنهم، فان لحقتهم قطعتهم ودوابهم. (2)
التاسع والعشرون ومائة: علمه - عليه
السلام - بالغائب 2270 / 168 - الراوندي: قال: روى عن أبو هاشم قال: لما
بعث المأمون رجاء بن أبى الضحاك لحمل أبا الحسن على بن موسى الرضا - عليه
السلام - على طريق الاهواز، ولم يمر به على طريق الكوفة فيفتتن به أهلها،
وكنت بالشرقي من إيذج (3) - موضع -. فلما سمعت به سرت إليه بالاهواز
وانتسبت له، وكان أول لقائي له، وكان مريضا، وكان زمن القيظ (4)، فقال لى:
ابغ لى طبيبا. فاتيته بطبيب فنعت له بقلة، فقال الطبيب: لا أعرف أحدا على
(1) الوقر: الحمل الثقيل. (2) الخرائج والجرائح: 1 / 369 ح 27 وعنه
البحار: 49 / 54 ح 65 وج 60 / 185 ح 16
والثبات الهداة: 3 / 302 ح 144 والعوالم: 22 / 106 ح 71. ورواه في اثبات
الوصية: 174 - 175، وبما أن الاختلافات بين الاصل والمصدر و البحار كثيرة
ولذا تركت الاشارة إليها واثبت في المتن ما هو أضبط. (3) الايذج: بلدة من
كور الاهواز وبلاد الخوذ (معجم البلدان). (4) القيظ: صميم الصيف.
[ 221 ]
وجه الارض يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها ؟ إلا أنها ليست في هذه الاوان
ولا هذا الزمان. قال له: فابغ لى قصب السكر، فقال الطبيب: وهذه أدهى من
الاولى، ما هذا بزمان قصب السكر ولا يكون إلا في الشتاء. فقال الرضا -
عليه السلام -: بل هما في أرضكم هذه وزمانكم هذا، وخذ هذا معك فامضيا إلى
شاذروان الماء واعبراه، فيرفع لكم جوخان - أي بيدر - فاقصداه، فستجدان
رجلا هناك أسود في جو خانه، فقولا له: أي منبت قصب السكر ؟ وأين منابت
الحشيشة الفلانية ؟ ذهب على أبو هاشم إسمها. فقال: يا أبا هاشم دونك
القوم، فقمت معهما وإذا الجوخان والرجل الاسود. قال: فسألناه فاوما إلى
ظهره، فإذا قصب السكر، فاخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلى الجوخان، فلم نر
صاحبه فيه، فرجعنا إلى الرضا - عليه السلام -، فحمد الله تعالى. فقال لى
المتطبب: ابن من هذا ؟ قلت: ابن سيد الانبياء.
قال: فعنده من أقاليد النبوة شئ ؟ قلت: نعم وقد شهدت بعضها وليس بنبى.
قال: فهذا وصى نبى ؟ قلت: أما هذا فنعم، فبلغ ذلك رجاء بن أبى الضحاك فقال
[ 222 ]
لاصحابه: لئن أقام بعدها لتمدن إليه الرقاب فارتحل به. (1)
الثلاثون
ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2271 / 169 - ابن شهراشوب: عن
سليمان الجعفري قال: كنت عند أبى الحسن الرضا - عليه السلام - والبيت
مملوء من الناس يسالونه وهو يجيبهم، فقلت في نفسي: ينبغى أن يكونوا
أنبياء، فترك الناس ثم التفت إلى فقال: يا سليمان إن الائمة حلماء علماء
يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا أنبياء. (2)
الحادى والثلاثون ومائة: علمه -
عليه السلام - بالغائب 2272 / 170 - ابن شهراشوب: عن خالد بن نجيح قال:
قلت لابي الحسن - عليه السلام -: إن أصحابنا قدموا من الكوفة، فذكروا أن
المفضل شديد الوجع فادع [ الله ] (3) له. فقال - عليه السلام -: [ قد ]
(4) استراح. وكان هذا الكلام بعد موته بثلاثة أيام. (5)
(1) الخرائج والجرائح: 2 / 662 ح 4 وعنه البحار 49 / 117 ح 4 والعوالم: 22
/ 230 ح 2. وأورده في الثاقب في المناقب: 488 ح 3، وبما ان الاختلافات بين
الاصل والمصدر كثيرة ولذا تركت الاشارة إليها وأثبت في المتن ما هو أضبط.
(2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 334 وعنه البحار: 49 / 57 ح 73 والعوالم: 22 /
110 ح 78. (3 و 4) من المصدر. (5) مناقب آل أبى طالب: 4 / 335.
[ 223 ]
الثاني والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بالاجال 2273 / 171 - ابن
شهراشوب: [ عن خالد بن نجيح ] (1) قال: دخلت على الرضا - عليه السلام -
فقال لى: من هاهنا من أصحابكم مريض ؟ فقلت: عثمان بن عيسى من أوجع الناس.
فقال: قل له: يخرج، ثم قال: من هاهنا، فعددت عليه ثمانية، فامر باخراج
أربعة وكف عن أربعة، أمسينا من الغد حتى دفنا الاربعة الذين كف عن إخراجهم
[ وخرج عثمان بن عيسى ] (2). (3)
الثالث والثلاثون ومائة: علمه - عليه
السلام - بما يكون 2274 / 172 - ابن شهراشوب: قال: ذكر أبو جعفر الطوسى في
كتاب الغيبة انه مات أبو إبراهيم - عليه السلام - وكان عند زياد القندى
سبعون ألف دينار، وعند حمزة بن بزيع سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى
الرواسى ثلاثون ألف دينار [ وخمس جوار ] (4) وعند أحمد بن أبى بشر السراج
عشرة آلاف دينار، وكان ذلك سبب وقفهم، فكتب الرضا - عليه السلام - إليهم
يطلب المال، فانكروا وتعللوا. فقال الرضا - عليه السلام -: هم اليوم شكاك،
لا يموتون [ غدا ] (5) إلا على الزندقة.
(1 و 2) من المصدر. (3) مناقب ابن شهراشوب: 4 / 335.
(4) من الغيبة. (5) من المصدر.
[ 224 ]
قال صفوان: بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته: هو كافر برب أماته. (1)
الرابع والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2275 / 173 -
ابن شهراشوب: قال: وقال ابن فضال: قال لى أحمد ابن حماد السراج: كان عندي
عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر - عليه السلام -. فقلت: إن أباه:
يعنى الرضا - عليه السلام - لم يمت فالله الله خلصوني من النار وسلموها
إلى الرضا - عليه السلام -. ثم قال: ورجع جماعة عن القول بالوقف مثل عبد
الرحمن بن الحجاج ورفاعة بن موسى ويونس بن يعقوب وجميل بن دراج وحماد ابن
عيسى وأحمد بن محمد بن أبى نصر والحسن بن على الوشاء وغيرهم، والتزموا
الحجة. (2) 2276 / 174 - وقال أحمد بن محمد: كتبت إلى أبى الحسن الرضا -
عليه السلام - كتابا، واضمرت في نفسي أنى متى دخلت عليه أساله عن قول الله
تعالى: (أفانت تسمع الصم أو تهدى العمى) (3).
(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 336، وهذا مختصر ما رواه الطوسى في كتاب
الغيبة: 65 و 69، وله تخريجات من أرادها فليراجع الغيبة. (2) مناقب آل أبى
طالب - عليهم السلام -: 4 / 336، ورواه الطوسى في كتاب الغيبة: 66 - 67 و
71، وله تخريجات من أرادها فليراجع الغيبة.
(3) الزخرف: 40.
[ 225 ]
وقوله: (فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) (1). وقوله: (إنك لا تهدى من أحببت ولكن
الله يهدى من يشاء) (2). [ قال أحمد: ] (3) فأجابني عن كتابي، وكتب في
آخره الايات التى أضمرتها في نفسي. فقلت: أي شئ هذا من جوابي ؟ ثم ذكرت
أنه ما أضمرته. (4)
الخامس والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما
يكون 2277 / 175 - ابن شهراشوب: قال: قال أحمد بن محمد بن أبى نصر: قال لى
[ ابن ] (5) النجاشي: من الامام بعد صاحبك ؟ فدخلت على الرضا - عليه
السلام - فاخبرته. فقال: الامام بعدى ابني ثم قال: هل يتجرئ أحد أن يقول
ابني وليس له ولد ؟. (6)
(1) الانعام:
125. (2) القصص: 56. (3) من غيبة الطوسى. (4) مناقب آل أبى طالب: 4 / 336
وأخرجه في البحار: 49 / 48 ح 46 واثبات الهداة: 3 / 293 ح 118 والعوالم:
22 / 98 ح 54 عن غيبة الطوسى: 71 ح 76. (5) من المصدر. (6) مناقب آل أبى
طالب: 4 / 336 - 337 وعنه البحار: 50 / 20 ح 5 والعوالم: 23 / 66 ح 6 وعن
غيبة الطوسى: 72 ح 78 واعلام الورى: 331 عن الكليني، واخرجه في البحار
المذكور: 22 ح 11 وكشف الغمة: 2 / 352 عن ارشاد المفيد: 318 باسناده عن
محمد بن
يعقوب. وفي حلية الابرار: 4 / 605 ح 5 عن الكافي: 1 / 320 ح 55.
[ 226 ]
السادس والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2278 / 176 - ابن
شهراشوب: قال: قال محمد بن عبد الله بن الافطس: دخلت على المأمون فقربنى
وحبانى ثم قال: رحم الله الرضا ما كان أعلمه ! لقد أخبرني بعجب: سألته
ليلة وقد بايع له الناس، فقلت له: جعلت فداك أرى لك أن تمضى إلى العراق
وأكون خليفتك بخراسان، فتبسم ثم قال: لا لعمري ولكنه من دون خراسان قد
جائت: أن لناها هنا مسكنا ولست ببارح حتى ياتيني الموت، ومنها المحشر لا
محالة. فقلت له: جعلت فداك وما علمك بذلك ؟ قال: علمي بمكانى كعلمى
بمكانك. قلت: وأين مكاني أصلحك الله ؟ فقال: لقد بعدت الشقة بينى وبينك،
أموت بالمشرق وتموت بالمغرب، فجهدت الجهد كله وأطمعته بالخلافة [ فابى ]
(1). (2)
السابع والثلاثون ومائة: الدنانير وما كتب على واحد منها 2279 /
177 - ابن شهراشوب: قال: قال في الروضة: قال عبد الله
(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب آل أبى طالب: 4 / 337 وعنه البحار: 49 /
57 ح 74 واثبات الهداة: 3 / 312 ح 195 والعوالم: 22 / 110 ح 79. وأخرجه في
البحار المذكور ص 145 ح 22 واثبات الهداة: 3 / 294 ح 121 والعوالم
المذكور ص 253 ح 10 عن غيبة الطوسى: 73 ح 80.
[ 227 ]
ابن إبراهيم الغفاري - في خبر طويل - إنه ألح على غريم لى وآذاني، فلما
مضى عنى مررت من وجهى إلى صريا (1) ليكلمه أبو الحسن - عليه السلام - في
أمرى، فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه، فقال لى: كل، فاكلت، فلما رفعت
المائدة أقبل يحادثنى، ثم قال ارفع ما تحت ذلك المصلى، فإذا هي ثلثمائة
دينار وتزيد، فإذا فيها دينار مكتوب عليه، ثابت فيه: (لا اله إلا الله
محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته) من جانب، وفي الجانب الاخر:
(إنا لم ننسك (2)، فخذ هذه الدنانير، فاقض بها دينك وانفق ما بقى على
عيالك). (3)
الثامن والثلاثون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2280
/ 178 - ابن شهراشوب: عن محمد بن سنان: قيل للرضا - عليه السلام - إنك قد
شهرت نفسك بهذا الامر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر دما ؟ !
(1) صريا: بالصاد المهملة، ثم الياء المثناة التحتانية بعدها الالف. قال
ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 382 باب إمامة أبى جعفر الثاني - عليه السلام
-: هي قرية أسسها موسى بن جعفر - عليه السلام - على ثلاثة أميال من
المدينة. (2) كذا في البحار والعوالم، وفي المصدر: لم ننساك، وفي الاصل
(وجانب آخر أتاك ما تسال). (3) مناقب آل أبى طالب 4: 337 - 338 وعنه
البحار: 49 / 58. والعوالم: 22 / 112 ح 81. وأورده في روضة الواعظين: 222
- 223 عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن الغفاري نحوه
مفصلا. وأورده في روضة الواعظين: 227 نحوه.
[ 228 ]
فقال: جوابي هذا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (إن أخذ أبو
جهل من راسى شعرة فاشهدوا أننى لست بنبى). وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من
راسى شعرة فاشهدوا أننى لست بامام. (1)
التاسع والثلاثون ومائة: علمه -
عليه السلام - بالغائب 2281 / 179 - ابن شهراشوب: عن موسى بن سيار (2)
قال: كنت مع الرضا - عليه السلام - وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية
فاتبعتها فإذا نحن بجنازة. فلما بصرت بها رايت سيدى وقد ثنى رجله عن فرسه،
ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بامها، ثم
أقبل على وقال: يا موسى بن سيار (3) من شيع جنازة ولى من أوليائنا خرج من
ذنوبه كيوم ولدته امه لا ذنب عليه، حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رايت
سيدى قد أقبل فافرج الناس عن الجنازة حتى بداله الميت، فوضع يده على صدره
ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة. فقلت:
جعلت فداك هل تعرف الرجل ؟ فوالله إنها بقعة لم تطاها قبل يومك هذا.
(1) مناقب آل أبى طالب: 4 / 339 وعنه البحار: 49 / 59 والعوالم: 22 / 112 ح 82.
وياتى في الحديث (2308) عن الكافي. (2 و 3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يسار.
[ 229 ]
قال لى: يا موسى بن سيار أما علمت أنا (1) معاشر الائمة تعرض علينا أعمال
شيعتنا صباحا ومساء ؟ فما كان من التقصير في أعمالهم سالنا الله تعالى
الصفح لصاحبه، وما كان من العلو سالنا الله الشكر لصاحبه. (2)
الاربعون
ومائة: حفظ مال الرجال 2282 / 180 - ابن شهراشوب: قال: ولما نزل الرضا -
عليه السلام - في نيسابور بمحلة (فوزا) أمر ببناء [ حمام ] (3) وحفر قناة
وصنعة حوض فوقه مصلى، فاغتسل من الحوض وصلى في المسجد، فصار ذلك سنة
فيقال: (گرمابة رضا) و (آب رضا) (وحوض كاهلان). ومعنى ذلك أن رجلا وضع
هميانا على طاقه واغتسل منه وقصد إلى مكة ناسيا، فلما انصرف من الحج أتى
الحوض للغسل فرآه مشدودا، فسال الناس عن ذلك فقالوا: قد راوا فيه ثعبانا
نام (4) على طاقه، ففتحه الرجل ودخل في الحوض وخرج [ وأخرج هميانا وهو
يقول: هذا من معجز الامام. فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: أي كاهلان لئلا (5)
ياخذوها ] (6)
(1) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: يا موسى بن يسار أما علمت أن. (2) مناقب ابن شهراشوب:
4 / 341 وعنه البحار: 49 / 98 ح 13 والعوالم: 22 / 213 ح 1. (3) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: بمحلة فورا، فامر ببناء وحفر. (4) في المصدر:
قد أوى فيه ثعبان ونام، وكذا في البحار إلا أن فيه: (وقام) بدل: ونام.
(5) في البحار: أن لا. (6) من المصدر والبحار.
[ 230 ]
فسمى بذلك (حوض كاهلان) وسميت المحلة فوز (1) لانه فتح أولا فصحفوها
وقالوا فوزا (2). (3)
الحادى والاربعون ومائة: إخراج سبيكة الذهب من الارض
2283 / 18 - ثاقب المناقب: عن على بن أسباط قال: ذهبت إلى الرضا - عليه
السلام - في يوم عرفة، فقال لى: اسرج لى حماري فاسرجت له حماره، ثم خرج من
المدينة إلى البقيع يزور فاطمة - عليها السلام -، فزار وزرت (4) معه،
فقلت: سيدى على من اسلم ؟ فقال لى: سلم على فاطمة الزهرا البتول - عليها
السلام - وعلى الحسن والحسين و [ على ] (5) على بن الحسين و [ على ] محمد
بن على و [ على ] جعفر بن محمد و [ على ] موسى بن جعفر عليهم أفضل الصلوات
وأكمل التحيات، فسلمت على ساداتي ورجعت. فلما كان في بعض الطريق قلت: سيدى
إنى معدم، وليس عندي ما أنفقه في عيدي هذا، فحك الارض بسوطه، ثم ضرب بيده
فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار، فقال [ لى ] (6) خذها، فاخذتها
فانفقتها في اموري. (7)
(1 و 2) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: فور... فورا. (3) مناقب آل أبى طالب: 4 /
348 وعنه البحار: 49 / 60 والعوالم: 22 / 150 ح 2. (4) كذا في المصدر، وفي
الاصل: وكنت. (5) من المصدر، وكذا في بقية المواضع.
(6) من المصدر. (7) الثاقب في المناقب: 473 ح 1.
[ 231 ]
الثاني والاربعون ومائة: الاخذ من البعيد 2284 / 182 - البرسى: قال: روى
أن الرضا - عليه السلام - لما قدم من خراسان توجهت إليه الشيعة من الاطرف،
وكان على بن أسباط قد توجه إليه بهدايا وتحف، فاخذت القافلة واخذ ماله
وهداياه وضرب على فيه، فانتثرت نواجذه، فرجع إلى قرية هناك فنام. فراى
الرضا - عليه السلام - في منامه وهو يقول: لا تحزن إن هداياك وأموالك وصلت
إلينا، وأما غمك (1) بثناياك، فخذ من السعد المسحوق واحش به فاك [ قال:
فانتبه مسرورا ] (2) وأخذ من السعد (المسحوق) (3) وحشا به فاه، فرد الله
عليه نواجذه. قال فلما وصل [ إلى ] (4) الرضا - عليه السلام - ودخل عليه
قال له: قد وجدت ما قلناه (5) لك في السعد حقا. فادخل هذه الخزانة فانظر،
فدخل فإذا ماله وهداياه كل على حدته. ورواه الحسين بن حمدان في هدايته:
باسناده عن عبد الله بن جعفر. وذكر حديث على بن أسباط في الهدايا
والالطاف. وفى الحديث.
(1) في البحار: همك. (2) من المصدر والبحار، وكلمة (قال) ليس في البحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار.
(5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قلنا.
[ 232 ]
وكان المأمون حمله يعنى الرضا - عليه السلام - [ من المدينة ] (1) على
طريق الاهواز يريد خراسان، فلما صار بالسوس (2) تلقته الشيعة وكان على بن
أسباط قد سار بهدايا وألطاف، فتلقاه [ ليوافيه ] (3) بها، فقطعت الطريق
على القافلة، وذكر معنى الحديث (4)، وسياتى في موضع آخر. (5)
الثالث
والاربعون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2285 / 183 - البرسى: قال:
إن الرضا - عليه السلام - قال يوما في مجلسه: لا إله إلا الله مات فلان،
ثم صبر (6) هنيئة وقال: لا إله إلا الله غسل وكفن وحمل إلى حفرته، ثم صبر
هنيئة وقال: لا إله إلا الله وضع في قبره وسئل عن ربه فأجاب، ثم [ سئل ]
(7) عن نبيه فاقر، ثم سئل عن إمامه (فاخبر، وعن العتبرة) (8) فعدهم، ثم
وقف عندي ما (9) باله وقف ؟ ! وكان الرجل واقفيا. (10)
(1) من المصدر، وفيه: في طريق. (2) في المصدر: بطوس. (3) من المصدر، وفي
الاصل: ليلقاه، وما أثبتناه من المصدر. (4) مشارق أنوار اليقين: 96،
الهداية الكبرى للحضيني: 57 (مخطوط)، وأخرجه في البحار: 49 / 72 ذح 95
واثبات الهداة: 3 / 304 ح 152 والعوالم: 22 / 117 ح 92 عن المشارق. (5)
ياتي في المعجزة 157 حديث 2304. (6) في المصدر: فصبر. (7) من المصدر
والبحار.
(8) ليس في البحار. (9) في المصدر: فما. (10) مشارق أنوار اليقين: 96 وعنه
البحار: 49 / 71 قطعة من ح 95 وإثبات الهداة: 3 / 305 =
[ 233 ]
الرابع والاربعون ومائة: إخراجه - عليه السلام - سبيكة الفضة 2286 / 184 -
البرسى قال: روى الراوندي في كتابه عن إسماعيل [ ابن أبى الحسن ] (1) قال:
كنت عند الامام الرضا - عليه السلام - فمسح يده على الارض فظهرت سبائك من
فضة، ثم مسح يده فغابت. فقلت: أعطني واحدة منها. فقال: إن هذا الامر لم
يان (2) وقته. (3) قال البرسى عقيب ذلك: أقول: الفرق بين الشعبذة والسحر
والسيمياء والكرامات والمعجزات، الاول منها قلب العين حتى يرى الانسان
شيئا فيخيل له ولا حقيقة له، ولا يبقى وأما المعجزات والكرامات فقلب [
أعيان ] (4) الاشياء وتحويلها [ إلى حقيقة اخرى ] (5) باقية لا تزول إلا
إذا أراد المظهر لها زوالها.
الخامس والاربعون ومائة: انطاق الطفل و
شهادته له بالامامة 2287 / 185 - ثاقب المناقب: عن محمد بن العلاء
الجرجاني، قال: حججت فرايت على بن موسى - عليه السلام - يطوف بالبيت فقلت
له:
= ح 154 والعوالم: 22 / 117 ح 90.
(1) من البحار والخرائج. (2) في المصدر: ما آن وقته. (3) مشارق أنوار
اليقين: 96 وياتى مع تخريجاته في الحديث 2294 عن الثاقب في
المناقب. (4 و 5) من المصدر.
[ 234 ]
جعلت فداك هذا الحديث قد روى عن النبي - صلى الله عليه وآله - (من مات ولم
يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). قال: فقال: نعم حدثنى أبى، عن جدى، عن
الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم السلام - قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. قال: فقلت
له: [ جعلت فداك ] (1) ومن مات ميتة جاهلية ؟ قال: مشرك. قلت: فمن إمام
زماننا ؟ فانى لا أعرفه. قال: أنا هو. فقلت [ له ] (2): ما علامة أستدل
بها ؟ قال: تعالى إلى البيت، وقال لغلمانه: لا تحجبوه إذا جاء، فاتيته من
الغد فسلم على وقربني وجعل يناظرني وبين يديه صبى، وبيده رطب ياكله.
(قال:) (3) فنطق الصبى وقال: الحق حق مولاى وهو الامام. قال محمد بن
العلاء: فتغير لوني وغشى على فتحلفني (4) أشد الايمان (على) (5) أن لا
اخبر به أحدا حتى أموت (6). (7)
(1 - 3) من المصدر. (4) في المصدر: فحلفني. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: يموت.
(7) الثاقب في المناقب: 495 ح 1، متحد مع المعجزة 151.
[ 235 ]
السادس والاربعون ومائة: تمييزه - عليه السلام - شعر رسول الله - صلى الله
عليه وآله - من غيره 2288 / 186 - ثاقب المناقب: عن عيسى بن موسى العماني
قال: دخل الرضا - عليه السلام - على المأمون فوجد فيه هما. فقال: (إنى أرى
فيك هما) ؟ قال [ المأمون ] (1): نعم بالباب بدوى، وإنه قد دفع سبع شعرات
يزعم أنها من لحية رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وقد طلب الجائزة فان
كان صادقا ومنعت الجائزة فقد بخست شرفي، وإن كان كاذبا و أعطيته الجائزة
فقد سخر بى، وما أدرى ما أعمل به ؟ فقال الرضا - عليه السلام -: على
بالشعر، فلما راه سمه وقال: هذه أربعة من لحية رسول الله - صلى الله عليه
وآله - والباقى ليس من لحيته. فقال المأمون: من أين قلت هذا ؟ فقال: على
بالنار (والشعر) (2)، فالقى الشعر في النار، فاحترقت ثلاث شعرات وبقيت
الاربع التى أخرجها الرضا - عليه السلام - لم يكن للنار عليها سبيل. فقال
المأمون: على بالبدوى، فادخل، لما مثل بين يديه أمر بضرب رقبته. فقال
البدوى ما ذنبي ؟ قال: تصدق عن الشعر. فقال: أربع من لحية رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وثلاث من لحيتى،
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر.
[ 236 ]
فتمكن الحسد في قلب المأمون. (1) 2289 / 187 - ابن شهراشوب: قال: وأتى رجل
من ولد الانصار بحقة فضة مقفل عليها وقال: لم يتحفك أحد بمثلها، ففتحها
وأخرج منها سبع شعرات وقال: هذا (من) (2) شعر النبي - صلى الله عليه وآله
- فميز الرضا - عليه السلام - أربع طاقات منها وقال: هذا شعره فقبل في
ظاهره دون باطنه. ثم إن الرضا - عليه السلام - أخرجه من الشبهة بان وضع
الثلاثة على النار فاحترقت، ثم وضع الاربعة فصارت كالذهب. (3)
السابع
والاربعون ومائة: السندي الذى وضع يده على فيه فعلم العربية 2290 / 188 -
ثاقب المناقب: عن أبى إسماعيل السندي قال: سمعت بالسند أن الله تعالى في
العرب حجة، فخرجت منها في الطلب، فدللت على الرضا - عليه السلام - فقصدته،
فدخلت عليه وأنا لا احسن من العربية كلمة، فسلمت عليه بالسندية، فرد على
بها، فجعلت اكلمه بالسندية وهو يجيبنى بها. فقلت له: إنى سمعت بالسند أن
لله في العرب حجة، فخرجت في
(1)
الثاقب في المناقب 497 ح 3، ورواه في فرائد السمطين: 2 / 208 ح 487 مفصلا.
(2) ليس في المصدر والبحار. (3) مناقب آل أبى طالب: 4 / 347 - 348 وعنه
البحار: 49 / 59 وإثبات الهداة: 3 / 312
ح 197 والعوالم: 22 / 113 ح 86.
[ 237 ]
الطلب. فقال: أنا هو. ثم قال: فسل عما تريد، فسألته عما أردت، فلما أردت
القيام من عنده قلت: إنى لا أحسن من العربية شيئا، فادع الله أن يلهمنيها
لاتكلم [ بها ] (1) مع أهلها، فمسح يده (2) على شفتي، فتكلمت بالعربية من
وقتى [ ببركته ] (3). (4)
الثامن والاربعون ومائة: علمه - عليه السلام -
بما في بطن الحامل 2291 / 189 - ثاقب المناقب: عن أحمد بن عمر قال: خرجت
إلى الرضا - عليه السلام - وامراتى بها حبل، فقلت له: إنى خلفت أهلى وهى
حامل، فادع الله أن يجعله ذكرا. فقال لى: وهو ذكر فسمه (عمر). [ فقلت:
نويت أن اسميه عليا وأمرت الاهل به. قال - عليه السلام - سمه عمرا ] (5)،
فوردت الكوفة وقد ولد لى ابن وسمى عليا، فسميته عمرا. فقال لى جيراني: لا
نصدق بعدها بشئ مما كان يحكى عنك،
(1)
من المصدر. (2) في المصدر: بيده. (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب:
498 ح 6، وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 304 والبحار: 49 / 50 ح 51 والعوالم:
22 / 146 ح 6 عن الخرائج: 1 / 340 ح 4، وفي اثبات الهداة: 3 / 306
ح 160 عن كشف الغمة. (5) من المصدر.
[ 238 ]
فعلمت أنه كان أنظر لى من نفسي - صلوات الله عليه -. (1)
التاسع والاربعون
ومائة: علمه - عليه السلام - بما في بطن الحامل 2292 / 190 - ثاقب
المناقب: عن بكر بن صالح قال: قلت للرضا - صلوات الله عليه -: امراتى أخت
محمد بن سنان بها حبل، فادع الله تعالى أن يجعله ذكرا. قال: هما اثنان.
فقلت في نفسي: محمد وعلى، فدعاني بعد انصرافي فقال:: (سم واحدا عليا
والاخرى ام عمرو). فقدمت الكوفة وقد ولد لى غلام وجارية في بطن واحد،
فسميت كما أمرنى، فقلت لامى ما معنى ام عمرو فقالت (2): إن امى كانت تدعى
أم عمرو. (3)
الخمسون ومائة: إخراج السبيكة من الارض والستجابة دعائه -
عليه السلام - 2293 / 191 - ثاقب المناقب: عن إبراهيم بن موسى القزاز قال:
* (هامش): (1) الثاقب في المناقب: 214 ح 16، وأخرجه في البحار: 49 / 52 ح
55 والعوالم: 22 / 102 ح 62 عن الخرائج: 1 / 361 ح 16 وفي الصراط
المستقيم: 2 / 197 ح 12 عن الخرائج مختصرا. (2) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل هكذا: فقلت لابي ما معنى ام عمر ؟ فقال. (3) الثاقب في المناقب:
214 ح 17.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 305 والبحار: 49 / 52 ح 56 والعوالم: 22 / 103 ح
63 عن الخرائج: 1 / 362 ح 17، وأورده في الفصول المهمة: 246.
[ 239 ]
كنت يوما في مجلس الرضا - عليه السلام - بخراسان، فالححت عليه في شئ طلبته
منه، فخرج يستقبل بعض الطالبين، وجاء وقت الصلاة، فمال إلى قصر هناك فنزل
تحت شجرة بقرب القصر، وأنا معه وليس معنا ثالث. فقال: أذن. فقلت: ننتظر
يلحق [ بنا ] (1) أصحابنا. فقال: غفر الله لك، لا توخر الصلاة عن أول
وقتها إلى آخر وقتها من غير علة. عليك [ أبدا ] (2) باول الوقت، فاذنت
وصلينا. فقلت: يابن رسول الله قد طالت المدة في العدة التى وعدتنيها وأنا
محتاج وأنت كثير الشغل، لا نظفر بمسالتك [ في ] (3) كل وقت. قال: فحك
الارض بسوطه حكا شديدا، ثم ضرب بيده إلى موضع الحكة، فاخرج سبيكة ذهب.
فقال: خذها إليك بارك الله لك فيها، وانتفع بها واكتم ما رايت (وقال أيضا:
خذ إليك بارك الله إليك فيها) (4). قال: فبورك لى فيها حتى اشتريت بخراسان
ما كان يقرب من (5) سبعين ألف دينار، فصرت أغنى الناس من أمثالى هناك. (6)
(1 - 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: بخراسان ملكان ما كان قيمته من سبعين.
(6) الثاقب في المناقب: 183 ح 13، وقد تقدم بكامل تخريجاته في المعجزة 6 عن الكافي والاختصاص ودلائل الامامة.
[ 240 ]
الحادى والخمسون ومائة: إخراج سبائك الذهب من الارض 2294 / 192 - ثاقب
المناقب: عن إسماعيل بن أبى الحسن قال: كنت مع الرضا - عليه السلام - وقد
مال (1) بيده إلى الارض كانه يكشف [ شيئا ] (2) فظهرت سبائك ذهب، ثم مسح
بيده عليها فغابت. فقلت في نفسي: لو أعطاني واحدة منها، قال: ألا إن هذا
الامر لم يات (3) وقته. (4)
الثاني والخمسون ومائة: [ نجاته - عليه السلام
- ] من السباع ومعرفته منطقها 2295 / 193 - صاحب ثاقب المناقب: قال: ذكر
أبو عبد الله الحافظ النيسابوري في كتابه الموسوم (بالمفاخر) ونسب (5) إلى
جده الرضا - عليه السلام - هو أنه قال: دخلت (6) على المأمون [ وعنده ]
(7) زينب الكذابة، وكانت تزعم أنها [ زينب ] (8) بنت على بن أبى طالب -
عليه السلام -،
(1) (مال بيده): أهوى
بها. (2) من المصدر. (3) يعنى خروج خزائن الارض وتصرفنا فيها إنما هو في
زمن القائم - عليه السلام -. (4) الثاقب في المناقب: 183 ح 14. وأخرجه في
كشف الغمة: 2 / 304 والبحار: 49 / 50 ح 5 والعوالم: 22 / 130 ح 3 والصراط
المستقيم: 2 / 195 ح 3 عن الخرائج: 1 / 340 ح 4، وقد تقدم عن البرسى في
الحديث 2286.
(5) في المصدر: ونسبه. (6) في المصدر:: وهو أنه قد دخل. (7 و 8) من المصدر.
[ 241 ]
وأن عليا - عليه السلام - [ قد ] (1) دعالها بالبقاء إلى يوم القيامة.
فقال المأمون للرضا - عليه السلام -: [ سلم على اختك. فقال: (والله ما هي
باختى ولا ولدها على بن أبى طالب - عليه السلام -). فقالت زينب: ما هو أخى
ولا ولده على بن أبى طالب. فقال المأمون للرضا - عليه السلام -: ما ] (2)
مصداق قولك هذا ؟ [ فقال: ] (3) (إنا أهل بيت لحومنا محرمة على السباع،
فاطرحها إلى السباع، فان تك صادقة فان السباع تعفى لحمها). قالت زينب:
ابتدى بالشيخ، قال المأمون: لقد انصفت [ فقال - عليه السلام - له: أجل،
ففتحت بركة السباع، ] (4) فنزل الرضا - عليه السلام - [ إليها ] (5)، فلما
راته بصبصت وأو مات إليه بالسجود (6)، فصلى فيما بينها ركعتين وخرج منها.
فامر المأمون زينب أن تنزل، فابت وطرحت للسباع فاكلتها. (7) قال: قال
المصنف - رحمه الله ورضى الله عنه -: إنى وجدت في تمام هذه الرواية: أن
بين السباع كان سبعا ضعيفا ومريضا (8) فهمهم شيئا في اذنه، فاشار - عليه
السلام - إلى أعظم السباع بشئ فوضع راسه له. فلما خرج قيل له: ما قال لك
الاسد (9) الضعيف ؟ وما قلت للاخر ؟
(1 - 5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: قهقهت وأومت إليه
بالسخرة.
(7) الثاقب في المناقب: 546 ح 6. وأخرج نحوه في البحار: 49 / 61 - 62
والعوالم: 22 / 155 ح 1 وحلية الابرار: 4 / 458 ح 4 عن كشف الغمة 2: 260
نقلا من مطالب السول: 2 / 67 - 68 مفصلا. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل:
أنه من السباع سبع مريض، ضعيف. (9) في المصدر: ما قلت لذلك السبع.
[ 242 ]
قال: (إنه شكى إلى وقال: إنى ضعيف، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر على
مواكلتها (1)، فاشر إلى الكبير بامرى، فاشرت إليه فقبل). قال: فذبحت بقرة
والقيت إلى السباع، فجاء الاسد ووقف عليها ومنع السباع [ أن تأكلها ] (2)
حتى شبع الضعيف، ثم ترك السباع حتى أكلتها. (3). (4)
الثالث والخمسون
ومائة: علمه - عليه السلام - بموت أبيه - عليه السلام - في الوقت القريب
وهو بالبعد عنه 2296 / 194 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى
ابن محمد، عن الوشاء قال: قلت لابي الحسن - عليه السلام -: إنهم رووا عنك
في موت أبى الحسن - عليه السلام - أن رجلا قال لك: علمت ذلك بقول سعيد.
فقال: جاء سعيد بعد ما علمت به قبل مجيئه، قال وسمعته يقول: طلقت ام فروة
بنت إسحاق في رجب بعد موت أبى الحسن - عليه السلام - بيوم. قلت: طلقتها
وقد علمت بموت أبى الحسن - عليه السلام - ؟ قال: نعم. قلت: قبل أن يقدم
عليك سعيد ؟ قال: نعم. (5)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: على أن
آكلها. (2) من المصدر. (3) في المصدر: أكلوها. (4) الثاقب في المناقب:
547. (5) الكافي: 1 / 381 ح 3 وعنه البحار: 27 / 293 ح 6.
[ 243 ]
2297 / 195 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى عباد بن سليمان، عن
سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر قال: سمعته يقول - يعنى أبا الحسن الرضا -
عليه السلام -: إنى طلقت ام فروة [ بنت إسحاق ] (1) بعد موت أبى بيوم.
قلت: جعلت فداك طلقها وقد علمت (بموت) (2) أبى الحسن موسى - عليه السلام -
؟ قال نعم. (3)
الرابع و الخمسون ومائة: تسميته - عليه السلام - الرضا من
الله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وآله - 2298 / 196 - ابن بابوية: قال:
حدثنا أبى ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن على ماجيلويه وأحمد بن على
بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم بن ناتانه وأحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني والحسين بن إبراهيم بن هشام المكتب وعلى بن عبد الله الوراق -
رضى الله عنهم أجمعين - قالوا: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: قلت لابي جعفر محمد بن على بن موسى
بن جعفر - عليهم السلام -: إن قوما من مخالفيكم يزعمون (أن) (4)
(1) من المصدر. (2) ليس من المصدر.
(3) دلائل الامامة: 191، وأخرجه في البحار: 27 / 292 ح 4 وج 48 / 235 ح 40
والعوالم: 21 / 474 ح 1 عن بصائر الدرجات: 467 ح 4. (4) ليس في العيون.
[ 244 ]
أباك - عليه السلام - إنما سماه المأمون (الرضا) لما رضيه لولاية عهده (1)
! فقال - عليه السلام -: كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه
الرضا - عليه السلام -، لانه كان رضيا لله عزوجل في سمائه ورضيا لرسوله
والائمة [ من ] (2) بعده - عليهم السلام - في أرضه. قال: فقلت له: ألم يكن
كل واحد من آبائك الماضين رضيا لله عز وجل ولرسوله والائمة بعده - عليهم
السلام - ؟ ! فقال: بلى. فقلت: فلم سمى أبوك من بينهم الرضا ؟ قال: لانه
رضى به المخالفون من أعدائه كما رضى الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك
لاحد من آبائه - عليهم السلام -، فلذلك سمى من بينهم الرضا - عليه السلام
-. (3) 2299 / 197 - عنه: قال: حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق
- رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفى، عن سهل ابن
زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى، عن سليمان بن حفص المروزى قال:
كان موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب - عليهم
السلام - يسمى ولده عليا - عليه السلام - (الرضا) وكان يقول:
(ادعوا لى ولدى الرضا) و (قلت: لولدي الرضا) و (قال لى ولدى
(1) كذا في العيون والعلل والبحار، وفي الاصل: رضاه بولاية. (2) من
العيون. (3) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 13 ح 1، علل الشرائع:
236 ح 1، معاني الاخبار: 65 قطعة من ح 6 مختصرا وعنها البحار: 49 / 4 ح 5
والعوالم: 22 / 14 ح 2. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 296 وحلية الابرار: 4 /
341 ح 1 عن ابن بابويه.
[ 245 ]
الرضا)،
وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن - صلوات الله عليهما -. (1)
الخامس والخمسون
ومائة: صيرورة التراب دراهم ودنانير 2300 / 198 - أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري: قال: حدثنا سفيان: قال حدثنا عمارة بن زيد (2) قال: حدثنى عمارة
بن سعيد قال: رايت الرضا - عليه السلام - على ما لا أشك يضرب يده إلى
التراب فيجعله دراهم ودنانير. (3)
السادس والخمسون ومائة: البرهان الذى
أظهره - عليه السلام - لحبابة الوالبية 2301 / 199 - الحضينى في (هدايته):
باسناده عن جعفر بن يحيى، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن
يزيد الجعفي، عن يحيى بن معمر، عن أبى خالد [ بن ] (4) عبد الله بن غالب،
عن رشيد الهجرى قال: كنت [ أنا ] (5) وأبو عبد الله سليمان وأبو عبد
الرحمن قيس بن ورقاء وأبو القاسم مالك بن التيهان وسهل بن حنيف بين يدى *
(هامش): (1) عيون أخبار الرضا - عليه السلام - 1: 13 ح 2 وعنه كشف الغمة:
2 / 96 والبحار: 49 / 4 ح 6 والعوالم: 22 / 14 ح 1 وحلية الابرار: 4 / 298
ح 2.
(2) في المصدر والاصل: يزيد، والصحيح ما اثبتناه، وهو عمارة بن زيد أبو
زيد الخيوانى أو الحبوانى الهمداني (راجع معجم رجال الحديث). (3) دلائل
الامامة: 210، وياتى بتمامه في المعجزة 22 من معاجز الامام الجواد - عليه
السلام -. (4) من المصدر. (5) من المصدر.
[ 246 ]
أمير المومنين - عليه السلام - بالمدينة إذ دخلت عليه ام الندى حبابة
الوالبية، وعلى راسها كوز شبه المنسف وعليها أبجاد (1) سابقة، وهى متقلدة
بمصحف وبين أنا ملها سبحة من حصى ونوى (2)، فسلمت وبكت وقالت له: يا أمير
المومنين من فقدك واأسفاه، على غيبتك، واحسرتاه على ما يفوت من الغنيمة
منك، لا يرغب عنك ويلهو، يا أمير المؤمنين من الله فيه مشيئة وإرادة،
وإنني من أمرى لعلى يقين وبيان وحقيقة، وإنني لقيتك وإنك (3) تعلم ما
اريد. فمد يده (اليمنى) (4) - عليه السلام - إليها وأخذ من يدها حصاة
بيضاء تلمع وترى من صفائها، وأخذ خاتمه من يده وطبع به الحصاة وقال لها:
يا حبابة هذا كان مرادك منى ؟ قالت: إى والله يا أمير المومنين هذا (الذى)
(5) اريد لما سمعناه من تفرق شيعتك وإختلافهم من بعدك، فاردت هذا البرهان
ليكون معى إن عمرت بعدك (لاعمرت) (6) ويا ليتنى وقومي وأهلي لك الفداء،
فإذا وقعت الاشارة أو شكت الشيعة فيمن يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة،
فإذا فعل [ فعلك ] (7) بها علمت أنه الخلف (8) من بعدك، وأرجو أن لا
(1) في المصدر: أشجار. (2) في المصدر: حصاة نواة. (3) في المصدر: وإنى
لقيتك وأنت تعلم. (4 و 5) ليس في المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) من
المصدر. (8) في المصدر: الخليفة.
[ 247 ]
اوجل لذلك. فقال لها: بلى والله يا حبابة لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن
والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد وموسى ابن جعفر وعلى
بن موسى - عليهم السلام - وكل إذا أتيته استدعى بهذه الحصاة [ منك ] (1)
وطبعها بهذا الخاتم (لك) (2)، فبعهد على بن موسى ترين في نفسك برهانا
عظيما وتختارين الموت (3) فتموتين ويتولى أمرك ويقوم على حفرتك ويصلى
عليك، وأنا مبشرك بانك من (4) المكرورات من المؤمنات مع المهدي من ذريتي
إذا أظهر الله أمره. فبكت حبابة ثم قالت: يا أمير المومنين من أين لامتك
الضعيفة اليقين، القليلة العمل، لولا فضل الله وفضل رسوله - صلى الله عليه
وآله - وفضلك أن أنال (5) هذه المنزلة التى أنا والله بما قلته لي منها
موقنة كيقينى إنك (6) أمير المؤمنين حقا لا سواك، فادع لي يا أمير
المؤمنين بالثبات على ما هداني الله إليك لا أسلبه [ منى ] (7) ولا افتتن
فيه ولا أضل
عنه، فدعا لها أمير المومنين - عليه السلام - بذلك وأصحبها خيرا. قالت
حبابة: فلما قبض أمير المومنين - عليه السلام - بضربة عبد الرحمن بن ملجم
- لعنه الله - في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن - عليه
(1) من المصدر، وفيه: بالحصاة. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: تريدين برهانا عظيما وتختارين فتموتين. (4) في المصدر: مع. (5) في
المصدر: أن اتى. (6) في المصدر: بانك. (7) من المصدر، وفيه: هداني الله
إليه ولا أسلبه.
[ 248 ]
السلام، فلما
رانى قال لى: أهلا وسهلا يا حبابة هاتى الحصاة، فمد يده كما مد أمير
المومنين - عليه السلام - يده، وأخذ الحصاة وطبعها كما طبعها أمير
المومنين - عليه السلام - وأخرج الخاتم بعينه. فلما مضى الحسن - عليه
السلام - بالسم أتيت الحسين - عليه السلام -، فلما رانى قال: مرحبا يا
حباة هاتى الحصاة، فاخذها وختمها بذلك الخاتم. فلما استشهد - عليه السلام
- صرت إلى على بن الحسين - عليه السلام - وقد شك الناس فيه، ومالت شيعة
الحجاز إلى محمد بن الحنفية، وصار إلى من (كبارهم) (1) جمع فقالوا: يا
حبابة الله الله فينا اقصدي على بن الحسين - عليه السلام - بالحصاة حتى
يبين الحق، فصرت إليه. فلما رانى رحب [ بى ] (2) وقرب ومد يده وقال: هاتى
الحصاة، فاخذها وطبعها بذلك الخاتم.
ثم صرت بتلك الحصاة إلى محمد بن على وإلى جعفر بن محمد وإلى موسى بن جعفر
وإلى على بن موسى - عليهم السلام - فكل فعل كفعل (3) أمير المؤمنين والحسن
والحسين [ وعلى بن الحسين ] (4) - عليهم السلام - وعلت سنى وذق عظمي ورق
جلدى وحال سواد شعرى وكنت مكثرة نظرى إليهم صحيحة البصر (5) والعقل والفهم
والسمع. فلما صرت إلى على بن موسى - عليه السلام - ورايت شخصه الكريم *
(هامش): (1) ليس في المصدر، وفيه: باجمع. (2) من المصدر. (3) في المصدر:
كما فعل. (4) من المصدر. (5) في المصدر: صحيحة البصيرة البصر.
[ 249 ]
ضحكت [ ضحكا بان شدة تبسمى، فانكر بعض من بحضرته - عليه السلام - ضحكي ]
(1) وقالوا: قد خرفت يا حبابة ونقص عقلك. فقال لهم مولاى - عليه السلام -:
ألم أقل لكم ما خرفت حبابة ولا نقص عقلها، ولكن جدى أمير المؤمنين - عليه
السلام - أخبرها بانها عند لقائي إياها تكون منيتها، وأنها تكون من
المكرورات من المؤمنات مع المهدى - عليه السلام - من ولدى. فضحكت شوقا إلى
ذلك وسرورا (به) (2) وفرحا بقربها منه. فقال القوم: نستغفر الله يا سيدنا
ما علمنا بهذا. فقال [ لها ]: (3) يا حبابة ما الذى قال لك جدى أمير
المؤمنين - عليه السلام -: إنك ترين منى ؟
قالت: قال (لى: والله) (4) إنك ترينى برهانا عظيما. فقال لها: يا حبابة
أما ترين بياض شعرك ؟ قالت: [ قلت له: ] (5) بلى يا مولاى. قال: فتحبين أن
ترينه أسود حالكا في عنفوان شبابك ؟ قلت: بلى يا مولاى. فقال لى: يا حبابة
ويجزيك ذلك أو أزيدك ؟ فقلت: يا مولاى زدنى من فضل الله عليك.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
[ 250 ]
فقال: (أتحبين) (1) أن تكوني مع سواد الشعر شابة ؟ فقلت: بلى يا مولاى إنم
هذا البرهان العظيم. قال: وأعظم من ذلك ما حدثتيه في نفسك ما أعلم به (من)
(2) الناس. فقلت: يا مولاى اجعلني لفضلك أهلا، فدعا بدعوات خفية حرك بها
شفتيه، فعدت والله شابة غضة سوداء الشعر حالكة. ثم دخلت خلوة في جانب
الدار فتشت نفسي فوجدتني (والله) (3) بكرا، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة،
ثم قلت: يا مولاى النقلة إلى الله عزوجل، فلا حاجة لى في حياة الدنيا.
قال: يا حبابة ادخلي إلى امهات الاولاد فجهازك هناك مفرد. (4) 2302 / 200
- الحسين بن حمدان: قال: حدثنى جعفر بن مالك قال: حدثنى محمد بن زيد
المدنى قال: كنت مع مولاى (5) الرضا - عليه السلام - حاضرا لامر حبابة إلى
أن دخلت إلى [ بعض ] (6) امهات الاولاد، فلم تلبث إلا بمقدار ما عاينت
جهازها إلى الله تعالى حتى شهدت [ وفاتها إلى الله ] (7). فقال مولانا
الرضا - عليه السلام -: رحمك الله يا حبابة، قلنا يا سيدنا قد قبضت.
(1) ليس في المصدر، وفيه: أن تكون. (2) ليس في المصدر. (3) ليس في المصدر.
(4) الهداية الكبرى للحضيني 33 - 34، وقد تقدم في ج 3 / 190 ح 824. (5) في
المصدر: مولانا. (6) من المصدر، وفيه: لامر حبابة وقد دخلت. (7) من المصدر.
[ 251 ]
قال: ما لبثت [ إلا ] (1) أن عاينت جهازها إلى الله تعالى حتى قبضت، وأمر
بتجهيزها فجهزت واخرجت، فصلى عليها وصلينا معه، وخرجت الشيعة فصلوا عليها
وحملت إلى حفرتها، وأمرنا سيدنا بزيارتها وتلاوة القران عندها والتبرك
بالدعاء هناك. (2) 2303 / 201 - قلت: روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في
كتابه: قال: أخبرني أبو عبد الله قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال:
حدثنا أبو على محمد بن همام قال: حدثنا إبراهيم بن صالح
النخعي، عن محمد بن عمران، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله - عليه
السلام - يقول: يكر مع (3) القائم - عليه السلام - ثلاث عشرة إمراة. قلت:
وما يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كان مع رسول الله
- صلى الله عليه وآله -. قلت: فسمهن لى، قال: القنوا بنت الرشيد وام أيمن
وحبابة الوالبية وسمية ام عمار بن ياسر وزبيدة وام خالد الاحمسية وام سعيد
الحنفية وصبانة (4) الماشطة وام خالد الجهنية. (5) قلت: قد مضى حديث حبابة
الوالبية من طريق محمد بن يعقوب
(1) من المصدر. (2) الهداية الكبرى للحضيني: 34، وقد تقدم في ج 3 / 194 -
195 ذح 824. (3) في المصدر: يكون. (4) كذا في المصدر: صيانة. (5) دلائل
الامامة: 259 - 260، وقد تقدم في ج 3 / 195 ح 825.
[ 252 ]
وهو الثاني والعشرون ومائة من هذا الباب. (1)
السابع والخمسون ومائة: خبر
على بن أسباط 2304 / 202 - الحضينى: باسناده: عن عبد الله بن جعفر قال:
خرجت مع هرثمة بن أعين إلى خراسان، فكنا مع المأمون - وكان سبب سمه للرضا
- عليه السلام - أنه سمه في عنب ورمان مفروك لما حضرت الرضا - عليه السلام
- الوفاة وكان المأمون حمله من المدينة في طريق الاهواز يريد خراسان، فلما
صار بالسوس (2) تلقته الشيعة، وكان على بن
أسباط قد سار بهدايا وألطاف ليلقاه بها، فقطعت الطريق على القافلة واخذ
كلما كان معه، وكان ذا مال ودنيا عريضة، وكان قد طولب أن يشترى نفسه منهم
فما فعل، فضربوه حتى انتثرت نواجذه وأنيا به وأضراسه، ثم تركوه أهل
القافلة وساروا فبكى وقال: ما مصيبتي بفمى باعظم مما حملته إلى سيدى، ثم
رقد من شدة وجعه فراى في منامه سيدنا الرضا - عليه السلام - و [ هو ] (3)
يقول له: لا تحزن فان هداياك والطافك تراها عندنا بالسوس إذا وردناها. (4)
وأما قولك ما مصيبتي بفمى: فاول مدينة تدخلها فاطلب السعد المسحوق، فاحش
به فاك، فان الله يرد عليك نواجذك وأنيابك وأضراسك، فانتبه مسرورا وقال:
(1) أي من معجزات الامام الرضا - عليه السلام - (2) في المصدر: فلما سار بطوس. (3) من المصدر. (4) في المصدر: بالطوس إذا وردتها.
[ 253 ]
الحمد لله حق ما رايت و (حق) (1) ما يكون، وحمل نفسه ومشى حتى دخل أول
مدينة، فالتمس السعد بها، فاخذه وحشا [ به ] (2) فاه فرد الله عليه نواجذه
وجميع أسنانه، حتى لقى سيدنا الرضا - عليه السلام - بالسوس (3)، فلما دخل
عليه قال له: يا على قد وجدت ما قلنا لك في السعد حقا، فادخل إلى تلك
الخزانة، [ فدخل ] (4) فوجد جميع ما كان معه لم يفقد منه شيئا، فاخذ ما
كان له وترك الهدايا والالطاف.
وسار الرضا - عليه السلام - إلى المأمون، فزوجه ابنته وجعله ولى عهده في
حياته، وضرب اسمه على الدراهم وهى الدراهم الرضوية، وجمع بنى العباس
وناظرهم في فضل على بن موسى - عليه السلام - حتى ألزمهم الحجة، ورد فدك
على ولد فاطمة - عليها السلام - ثم سمه بعد كيد طويل. (5)
الثامن والخمسون
ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2305 / 203 - الحضينى: باسناده، عن
جعفر بن محمد بن يونس قال: دفع سيدنا أبو الحسن الرضا - عليه السلام - إلى
مولى له حمارا بالمدينة
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: بالطوس. (4) من المصدر. (5) الهداية الكبرى للحضيني: 57 - 58.
[ 254 ]
وقال: بعه بعشرة دنانير لا تنقصها شيئا، فمضى (1) المولى، فاتاه رجل من
أهل خراسان من الحاج فقال له: معى ثمانية دنانير ما أملك غيرها، فبعني هذا
الحمار، فقال: إنى امرت أن لا أنقصه من العشرة دنانير (2) شيئا. فقال له:
فراجع مولاك إن شئت لعله ياذن لك ببيعه من بهذه الثمانية الدنانير، فرجع
المولى إليه فاخبره بخبر الخراساني فقال: قل له: إن قبلت منا الدينارين
صلة قبلنا منك الثمانية، فقال: نعم، فسلمته إليه، وخرج أبو الحسن - عليه
السلام - وأنا معه، وإذا [ هو ] (3)
بصاحب الحمار وهو يبكى. فقلت له: مالك ؟ فقال: قد سرق حماري ورحلي عليه.
فقال لى أبو الحسن - عليه السلام -: اعطه عشرين درهما، فاعطيته، فبينما
أبو الحسن - عليه السلام - في طريقه إذ نظر إلى قوم متنكبين [ عن ] (4)
الطريق، فقال لى: ترى (5) اولئك ؟ قلت: نعم (يا مولاى) (6). فقال: إن الذى
قد سرق الحمار فيهم، فامض إليه وقل له: أبو الحسن - عليه السلام - يقول
(لك) (7) (ترد على هذا (الرجل) (8) حماره وما
(1) في المصدر: فقال: له تبيعه بعشرة دنانير لا ينقصها شئ، تعرضه. (2) كذا
في المصدر، وفي الاصل: أن لا تنقصه من عشرة الدنانير. (3 و 4) من المصدر.
(5) في المصدر: أفترى. (6) ليس في المصدر، وفيه: قال: فان الذى. (7 و 8)
ليس في المصدر.
[ 255 ]
كان عليه، وإلا
رفعت أمرك إلى السلطان). فاتيته فقلت له ذلك. [ قال سارق الحمار: يجعل عهد
أو ذمة أن لا يدل على وأرد الحمار وما عليه ] (1). فقال: آتنى بصاحب
الحمار، فاتيته به فقال له: (يا هذا [ هل ] (2) فقدت شيئا مما كان معك ؟).
فقال: لا والله ما فقدت شيئا أبدا.
وكان هذا من دلائله - عليه السلام -. (3)
التاسع والخمسون ومائة: علمه -
عيه السلام - بالغائب 2306 / 204 - الحضينى: باسناده عن الحسن بن بنت
إلياس قال: أتيت خراسان في تجارة ومذهبى الوقف على أبى الحسن الرضا - عليه
السلام -، وكنت قد حملت برا فيه ثوب وشى في بعض الرزم، ولم أ شعر به ولم
أعرف مكانه، فلما وردت (4) مرو نزلت في بعض منازلها، فلم أشعر إلا برجل
مدنى من مولدي المدينة قد أتانى وقال لى: مولاى الرضا على بن موسى - عليه
السلام - يقول لك: ابعث إلى بالثوب الوشى الذى معك في الرزمة. فقلت له:
ومن أخبر أبا الحسن - عليه السلام - بقدومى ؟ وإنما قدمت * (هامش): (1) من
المصدر المطبوع ص 290. (2) من المصدر. (3) الهداية الكبرى للحضيني: 59 -
60. (4) في المصدر: قدمت.
[ 256 ]
آنفا (1) وما معى ثوب وشى، فرجع إليه وعاد إلى فقال: بلى يقول لك: الثوب
معك في الرزمة الفلانية وهو في موضع كذا وكذا من البيت، فطلبت (الرزمة)
(2) في الموضع الذى قال فوجدت الرزمة التى وصفها، فحللتها فوجدت الثوب [
الوشى ] (3)، فبعثت به إليه وآمنت به وعلمت أنه إمام بعد أبيه - صلوات
الله عليهم -. (4)
الستون ومائة: علمه - عيه السلام - بصدق الرويا وصحة
تأويله 2307 / 205 - محمد بن يعقوب: باسناده عن ياسر الخادم قال:
قلت لابي الحسن الرضا - عليه السلام -: رايت في النوم كان قفصا فيه سبعة
عشر قارورة [ إذ وقع القفص ] (5) فتكسرت القوارير. قال: إن صدقت روياك
يخرج رجل من أهل بيتى يملك سبعة عشر يوما ثم يموت. فخرج محمد بن إبراهيم
بالكوفة مع أبى السرايا، فمكث سبعة عشر يوما ثم مات. (6)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: اتفاقا. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر.
(4) الهداية الكبرى للحضيني: 60. (5) من المصدر والبحار. (6) الكافي: 8 /
257 ح 370 وعنه البحار: 49 / 223 ح 16 والعوالم: 22 / 394 ح 1، وفي
البحار: 61 / 160 ح 7 عنه وعن مناقب آل أبى طالب 4: 352. وأخرجه في
البحار: 49 / 99 ذح 15 والعوالم: 22 / 186 ح 3 عن المناقب.
[ 257 ]
الحادى والستون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2308 / 206 - محمد بن
يعقوب: باسناده، عن محمد بن سنان قال: قلت لابي الحسن - عليه السلام - في
أيام هارون: إنك [ قد ] (1) شهرت نفسك بهذا الامر، وجلست مجلس أبيك وسيف
هارون يقطر الدم ؟ فقال: جرانى على هذا ما قال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: (إن أخذ أبو جهل من راسى شعرة فاشهدوا أنى لست بنبى) وانا أقول
لكم: إن أخذ هارون من راسى شعرة فاشهدوا أنى لست بامام (2).
وقد مضى معنى الحديث في الخامس والثمانين عن ابن بابويه باسناده ذكر هناك
عن صفوان بن يحيى. وذكر معنى الحديث. (3) تمت معاجز أبى الحسن الثاني على
بن موسى الرضا - عليه السلام - ويتلوه معاجز أبى جعفر الثاني محمد بن على
الجواد - عليهما السلام -.
(1) من المصدر والبحار. (2) الكافي: 8 / 257 ح 371 وعنه البحار: 49 / 115
ح 7 واثبات الهداة: 3 / 253 ح 23 والعوالم: 22 / 222 ح 3، وقد تقدم في
الحديث 2280 عن مناقب ابن شهراشوب. (3) تقدم في الحديث 2210.
|