[ 259 ]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الباب التاسع: في معاجز أبى جعفر
الثاني محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن
أبى طالب - عليهم السلام -
الاول: في معاجز ميلاده - عليه السلام - 2309 /
1 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد
الله قال: حدثنى أبو النجم بدر بن عمار (1) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن
على قال: حدثنى عبد الله بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن حكيمة بنت أبى
الحسن موسى - عليه السلام - قالت: لما علقت ام أبى جعفر - عليه السلام -
كتبت إليه: جاريتك سبيكة قد علقت، فكتب إلى: [ إنها ] (2) علقت [ ساعة كذا
من ] (3) يوم كذا من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام.
(1) في المصدر: عمارة.
(2 و 3) من المصدر واثبات الوصية.
[ 260 ]
قالت: فلما ولدته قال: (أشهد ان لا إله إلا الله) (1)، فلما كان اليوم
الثالث عطس فقال: (الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى الائمة الراشدين).
(2) 2310 / 2 - ثاقب المناقب: عن على بن عبيدة، عن حكيمة بنت موسى - عليه
السلام - قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أدخلني أبو الحسن الرضا - عليه
السلام - وإياها بيتا وأغلق علنيا الباب والقابلة معنا، فلما كان في جوف
الليل انطفا المصباح، فاغتممنا، لذلك فما كان باسرع ان بدر أبو جعفر -
عليه السلام - فاضاء البيت نورا، فقلت لامه: قد اغناك [ الله ] (3) عن
المصباح، فقعد في الطست، وقبض عليه وعلى جسده شئ رقيق شبه النور. (4) فلما
أصبحنا جاء الرضا - عليه السلام - فوضعه في المهد وقال لى: الزمى مهده. [
قالت: ] (5) فلما كان اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم لمح يمينا
وشمالا ثم قال: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله)، فقمت رعدة فزعة وأتيت الرضا - عليه السلام -، فقلت له: رأيت
عجبا.
(1) في إثبات الوصية هكذا: فلما
ولدته وسقط إلى الارض قال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله). (2) دلائل الامامة: 201 وعنه حلية الابرار: 4 / 527 ح 6. ورواه في
اثبات الوصية: 184 باختلاف يسير.
(3) من المصدر. (4) في المصدر: التور. (5) من المصدر.
[ 261 ]
فقال: وما الذي رايت ؟ فقلت: هذا الصبى فعل الساعة كذا وكذا. قالت: فتبسم
الرضا - عليه السلام - وقال: ما ترين من عجائبه أكثر. (1) وقد تقدم في
معاجز ميلاد على بن الحسين زين العابدين - عليه السلام - زيادة على ما هنا
تؤخذ من هناك.
الثاني: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بان القائم -
عليه السلام - منه 2311 / 3 - محمد بن يعقوب: عن على إبراهيم، عن أبيه
وعلى ابن محمد القاسانى جميعا، عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصير في
(المصرى) (2) قال: سمعت على بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن على بن
الحسين، فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا - عليه السلام -. فقال
له الحسن: إى والله جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته. فقال على بن جعفر: إى
والله ونحن عمومته بغينا عليه. فقال له الحسن: جعلت فداك كيف صنعتم ؟ فانى
لم احضركم، قال: قال له إخوته ونحن أيضا: ما كان فينا إمام قط حائل اللون.
(3) فقال لهم الرضا - عليه السلام -: هو ابني.
(1) الثاقب في المناقب: 504 ح 1. وأخرج نحوه في البحار: 50 / 10 ح 10 وحلية الابرار: 4 / 524 ح 3 عن مناقب آل أبى
طالب 4: 394. (2) ليس في المصدر، وفي الوافى: النعمان المصرى. (3) حال لونه: إسود وتغير.
[ 262 ]
قالوا: فان رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد قضى بالقافة (1)، فبيننا
وبينك القافة. قال: ابعثوا أنتم إليهم، فاما أنا فلا (2)، ولا تعلموهم لما
دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم، فلما جاوا أقعدونا (3) في البستان واصطف
عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا - عليه السلام - وألبسوه جبة صوف
وقلنسوة منها، ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كانك تعمل
فيه، ثم جاوا بابى جعفر - عليه السلام - فقالوا: الحقوا هذا الغلام بابيه.
فقالوا: ليس له هاهنا أب، ولكن هذا عم أبيه [ وهذا عم أبيه ] (4) وهذا عمه
وهذه عمته، وإن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان، فان
(1) القافة: جمع القائف وهو الذى يعرف الاثار والاشياء ويحكم بالنسب.
والقيافة غير معتبرة في الشريعة، وجوز أكثر العلماء العمل بها لرد الباطل
مستدلين بهذه القصة، وقصة اسامة بن زيد، قيل: إنه كان شديد السواد وكان
أبوه زيد أبيض من القطن فكانت الجاهلية تطعن في نسبه لذلك. قالت عائشة: إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال:
(ألم تر أن مجززا المدلجى دخل على فراى اسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطت
رؤوسهما وبدت أقدامهما). فقال: إن هذه الاقدام بعضها من بعض.
رواه مسلم في (صحيحه): 2 / 1081 ح 38 باسناده عن عائشة - مراة العقول ج 3
/ 379 -. (2) (إبعثوا أنتم إليهم فاما أنا فلا) أي فلا أبعث، وإنما قال
ذلك لعدم إعتقاده بقول القافة، لابتناء قولهم على الظن والاستنباط
بالعلامات والمشابهات التى يتطرق إليها الغلط، ولكن الخصوم لما اعتقدوا به
ألزمهم بما إعتقدوه - مراة العقول -. (3) (أقعدونا) الضمير الفاعل راجع
إلى القافة. (4) من المصدر.
[ 263 ]
قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن - عليه السلام - قالوا: هذا أبوه.
(1) قال على بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبى جعفر - عليه السلام - ثم قلت له:
أشهد أنك إمامى عند الله، فبكى الرضا - عليه السلام - ثم قال يا عم ! ألم
تسمع أبى وهو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (بابى (2) ابن
خيرة الاماء (3) ابن النوبية الطيبة الفم، المنتجبة الرحم ويلهم (4) لعن
الله الاعيبس (5) وذريته صاحب الفتنة (6) ويقتلهم سنين وشهورا وأياما
سيومهم خسفا (7) ويسقيهم كاسا مصبرة (8)، وهو الطريد
(1) لعلهم لما راوا نقش قدمى الرضا - عليه السلام - في الطين حين دخل
البستان، فلما رجع أيقنوا أنه هو - مراة العقول -. (2) (بابى) خبر مقدم و
(ابن) مبتدا موخر. (3) المراد بابن خيرة الاماء المهدى عجل الله فرجه
الشريف، والمراد بخيرة الاماء ام الجواد - عليه االسلام - فانها امه
بالواسطة وأما امه بلا واسطة فكانت بنت قيصر ولم تكن نوبية، فضمير
(يقتلهم) راجع إلى الابن.
وقيل: المراد بابن خيرة الاماء هو الجواد - عليه السلام -، وضمير يقتلهم
راجع إلى الله تعالى، والقتل في الرجعة لتشفى قلوب الائمة - عليهم السلام
- والمؤمنين - مراة العقول -. (4) الضمير راجع إلى بنى العباس بدليل ما
بعده. (5) الاعيبس: مصغر الاعبس كما هو في بعض النسخ، وهو كناية عن العباس
ويمكن أن يكون المراد بعض ذريته كالمنصور والمتوكل وهارون وأمثالهم. (6)
يمكن أن يكون المراد بصاحب الفتنة الجنس ويكون بدلا من الذرية، والضمير
الفاعل في (يقتلهم) كما مر يحتمل أن يكون راجعا إلى ابن خيرة الاماء،
ويمكن أن يكون راجعا إلى الله تعالى. (7) (يسومهم خسفا) جملة حالية، يقال:
سامه الخسف إذا أذله وفي بعض النسخ: ليسومهم. (8) المصبرة (بفتح الميم
وسكون الصاد المهملة): إسم مكان للكثرة من الصبر بكسر الباء وهو المر
المعروف، أو بضم الميم وكسر الباء أي ذات صبر، أو بفتح الباء من باب
الافعال أو التفعيل أي أدخل فيه الصبر - مراة العقول -.
[ 264 ]
الشريد (1) الموتور (2) بابيه وجده صاحب الغيبة، يقال: مات أو هلك أي واد
سلك ؟ ! أفيكون هذا يا عم إلا منى ؟ فقلت: صدقت جعلت فداك. (3) 2312 / 4 -
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله
قال: حدثنى جعفر بن محمد بن مالك الفزارى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل
الحسينى (4)، عن أبى محمد الحسن بن على - عليه السلام - قال: كان أبو جعفر
- عليه السلام - شديد الادمة، ولقد قال فيه الشاكون المرتابون - وسنه خمس
وعشرون شهرا -: إنه ليس [ هو ] (5) من ولد
الرضا - عليه السلام -، وقالوا - لعنهم الله -: إنه من شنيف (6) الاسود
مولاه، وقالوا: من لولو، وإنهم أخذوه والرضا - عليه السلام - عند المأمون،
فحملوه إلى القافة، وهو طفل بمكة في مجمع [ من ] (7) الناس بالمسجد
الحرام،
(1) الطريد: المطرود المعبد خوفا من الظالمين، والشريد الفار من بين
الناس، وفي إرشاد المفيد وكشف الغمة: يكون من ولده الطريد، فيكون المراد
بابن خيرة الاماء الامام الجواد - عليه السلام -. (2) الموتور: من قتل
حميمه وافرد، يقال: وترته: أي قتلت حميمه وأفردته، فهو وتر موتور. (3)
الكافي ج 1 / 322 ح 14، وعنه الوسائل: 17 / 174 ح 4، والوافى: 2 / 379 ح
18. وأخرجه في البحار ج 50 / 21 ح 7 عن اعلام الورى: 330 - عن محمد بن
يعقوب - وإرشاد المفيد: 317 عن الكليني، وفي كشف الغمة: 2 / 351 عن
الارشاد. (4) في المصدر: الحسنى. (5) من المصدر. (6) في المصدر: سنيف. (7)
من المصدر.
[ 265 ]
فعرضوه عليهم، فلما
نظروا وزرقوه (1) باعينهم خروا لوجوههم سجدا ثم قاموا. فقالوا لهم: يا
ويحكم ! مثل هذا الكوكب الدرى والنور المنير يعرض على أمثالنا، وهذا والله
الحسب الزكي والنسب المهذب الطاهر، والله ما تردد إلا في أصلاب زاكية
وأرحام طاهرة، ووالله ما هو إلا من ذرية أمير المومنين على بن أبى طالب -
عليه السلام - ورسول الله - صلى الله عليه وآله -، فارجعوا واستقبلوا الله
واستغفروه (2) ولا تشكوا في مثله.
وكان في ذلك [ الوقت ] (3) سنه خمس وعشرين شهرا، فنطق بلسان أذهب (4) من
السيف وأفصح من الفصاحة [ يقول: ] (5) (الحمد لله
(1) زرق الرجل ببصره: حدجه به. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: واستغفروا.
(3) من المصدر. (4) في المصدر: أرهف. (5) من المصدر، ولا تعجب عزيزى
القارئ من عقول مريضة فجة، عرضت فرع الدوحة النبوية المباركة، وسليل
الذرية الطاهرة على القافة، وشككت في نسبه، وطعنت في أصله ! وانظر في
مقارنة افترائهم على الطيبة ام الجواد إلى ما سبقهم من الفرية - في كتاب
الله عز وجل - على عيسى - عليه السلام - وامه مريم، قال تعالى: (وبكفرهم
وقولهم على مريم بهتانا عظيما) النساء: 156. (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا
فريا - يا اخت هارون ما كان أبوك إمرء سوء وما كانت امك بغيا - فاشارت
إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا - قال إنى عبد الله آتانى
الكتاب وجعلني نبيا - وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والزكوة
ما دمت حيا - وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا - والسلام على يوم ولدت
ويوم أموت ويوم ابعث حيا) مريم: 27 - 33. أقول: عند تدبرنا لما تكلم به
النبي عيسى بن مريم - عليه السلام - وهو في المهد - وما نطق به الامام ابن
الرضا - عليه السلام - وهما يردان على العقول الجاهلة، تتجلى لنا عدة
امور، منها: =
[ 266 ]
الذى خلقنا من نوره
بيده واصطفانا من بريته، وجعلنا امناءه على خلقه ووحيه.
معاشر الناس أنا محمد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن على سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المومنين على بن أبى
طالب - عليه السلام -، وابن فاطمة الزهراء - عليها السلام - وابن محمد
المصطفى - صلى الله عليه وآله -، ففى مثلى يشك وعلى وعلى أبوى يفترى اعرض
على القافة ! ؟) وقال:
= أ - إن النبي عيسى - عليه السلام - لم ينسب نفسه فيقول: أنا ابن مريم...
أو يقول: مثلى مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون... بينما صرح
الامام الجواد عليه السلام قائلا: أنا محمد بن على الرضا ابن موسى
الكاظم... ابن أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ابن فاطمة الزهراء وابن
محمد المصطفى... وكان - عليه السلام - قد افتتح كلامه بقوله: (الحمد لله
الذى خلقنا من نوره بيده)... وبهذا قد وصف أصل خلقه - عليه السلام - بانه
من نور الله تعالى، وبيده. ب - إن النبي عيسى - عليه السلام - اكتفى
بقوله: (إنى عبد الله) بينما أعلن الامام الجواد - عليه السلام - بانه من
الذين اصطفاهم الله من خلقه وجعلهم امناءه عليهم، فقال: (واصطفانا من
بريته، وجعلنا أمناءه على خلقه) كما قال تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا
وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض) آل عمران: 33 و
34. ثم ختم - عليه السلام - كلامه رمزا بكلام الله، فقال: (واصبر كما صبر
اولو العزم من الرسل...). ج - إن النبي عيسى - عليه السلام - قال: (آتانى
الكتاب وجعلني نبيا... وأوصاني بالصلوة والزكوة...) بينما عبر الامام
الجواد - عليه السلام - عن نفسه بانه أمين الله على وحيه، وقال: (إننى لا
علم بانسابهم من آبائهم... علما ورثناه الله قبل الخلق أجمعين).
والمقارنات في هذا المجال كثيرة قد تخرجنا عن موضوع الكتاب، لذا سنكتفي
بهذا المقدار تاركين اللقارئ اللبيب إمكانية الغوص في هذا البحر الواسع
لاستخراج المزيد من
الدرر، والوقوف على الكثير من الحقائق التى خص الله بها أهل بيت نبيه
صلوات الله عليهم أجمعين.
[ 267 ]
(والله إننى لا علم [ بانسابهم من آبائهم، إنى والله لا علم بواطنهم
وظواهرهم، وإنى لا علم ] (1) بهم أجمعين، وما هم إليه صائرون، أقوله حقا
واظهره صدقا [ وعدلا ] (2) علما، ورثناه الله قبل الخلق أجمعين وبعد بناء
السموات والارضين، وأيم الله (3) لو لا تظاهر الباطل علينا [ وغلبة دولة
الكفر وتوثب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا ] (4) لقلت قولا يتعجب منه
الاولون والاخرون). ثم وضع [ يده ] (5) على فيه ثم قال: يا محمد اصمت كما
صمت آباوك، فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم [ إلى آخر ]
(6) الاية. ثم تولى الرجل [ إلى جانبه ] (7) فقبض على يده ومشى يتخطى رقاب
الناس [ والناس ] (8) يفرجون له. قال: فرايت مشيخة ينظرون إليه ويقولون:
(الله أعلم حيث يجعل رسالته) (9)، فسالت عن المشيخة ؟ قيل: هولاء قوم من
حى بنى هاشم من أولاد عبد المطلب. وقال: وبلغ الخبر الرضا على بن موسى -
عليه السلام - وما صنع بابنه محمد. ثم قال: (الحمدلله)، ثم التفت إلى بعض
من بحضرته من شيعته
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قائم، والعبارة لا تخلو من سقط أو تصحيف.
(4 - 8) من المصدر. (9) الانعام: 124.
[ 268 ]
فقال: هل علمتم ما [ قد ] (1) رميت به مارية القبطية وما ادعى عليها في
ولادتها إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - (2) ! قالوا لا يا
سيدنا أنت أعلم، فخبرنا لنعلم.
(1) من
المصدر. (2) في قصة الامام محمد بن على الجواد - عليه السلام - هذه شبه
بعيسى بن مريم - عليه السلام -، وقد أشرنا إلى تكلم عيسى في المهد صبيا،
وما تكلم به عجبا، وذكرنا المقارنة بينه وبين ما نطق به الامام الجواد -
عليه السلام -، وأيضا شبهه بابراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله
-، وما أعظم المصيبة والرزية بتكرار الفربة على الساحة النبوية، المسبوقة
بالفرية على ام عيسى - عليهما السلام -، حقا ما قاله تعالى: (يريدون أن
يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
التوبة: 32. ولم يذكر الامام أبو محمد الحسن العسكري - عليه السلام - قصة
مارية القبطية عن طريق الصدفة أو على سبيل المثال، وإنما ذكرها لان ام
الجواد - عليه السلام - كما سيأتي في أحوال امه - هي من أهل بيت مارية
القبطية. حقا إنها لمصيبة كبرى ورزية عظمي، فبالامس شكك أصحاب العقول
الساهية والقلوب الواهية بابراهيم ابن خاتم الانبياء - صلى الله عليه وآله
-، عادوا اليوم ليشككوا بفنن الدوحة النبوية المباركة، فانبرى والده الرضا
- عليه السلام - بحزم شديد وعزيمة راسخة، حامدا لله، متاسيا برسول الله -
صلى الله عليه وآله - قائلا: (الحمد لله الذى جعل في وفي ابني محمد أسوة
برسول الله وابنه إبراهيم)، وكان ابنه صلوات الله عليهما قد سبقه في ذكر
هذا المعنى في آخر خطبته، فقال: (واصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل).
وبعد هذا وذاك، فاين هذا الافتراء الفارغ من قوله - صلى الله عليه وآله -
في الامام الجواد وامه: (بابى ابن خيرة الاماء النوبية الطيبة، يكون من
ولده الطريد الشريد، الموتور بابيه وجده، صاحب الغيبة)، ومن الاحاديث
القدسية والنبوية الشريفة، وما تواتر عن الائمة - عليهم السلام - في أن
الائمة - عليهم السلام - اثنا عشر إماما، والتاسع منهم هو الامام الجواد -
عليه السلام -. عجبا ثم عجبا ! ألم يحدثنا التاريخ بان النبي - صلى الله
عليه وآله - قد فدى الحسين - عليه السلام - بابنه إبراهيم لعلمه بان
الائمة المعصومين من ولده - عليهم السلام - وآخرهم خاتم أوصياء رسول الله
الذى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره (- صلى الله عليه وآله -، به - عليه
السلام -) على الدين كله.
[ 269 ]
قال: إن مارية لما اهديت إلى جدى رسول الله - صلى الله عليه وآله - اهديت
مع جوار [ له ] (1) قسمهن رسول الله - صلى الله عليه وآله - على أصحابه،
وظن بمارية من دونهن، وكان معها خادم يقال له: (جريح) يودبها باداب
الملوك، وأسلمت على يد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأسلم جريح
معها، وحسن إيمانها وإسلامها، فملكت مارية قلب رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فحسدها بعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فاقبلت زوجتان
من أزواج رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى أبويهما يشكين (2) رسول
الله - صلى الله عليه وآله - فعله وميله إلى مارية وإيثاره إياها عليهما،
حتى سولت لهما أنفسهما يقولان (3) إن مارية إنما حملت بابراهيم من جريح،
وكانوا لا يظنون جريحا خادما زمانا (4). فاقبل أبواهما إلى رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه وقالا: يا رسول
الله ما يحل لنا ولا يسعنا أن
نكتمك ما ظهر نا عليه من خيانة واقعة بك. قال: وماذا تقولان ؟ قالا: يا
رسول الله إن جريحا ياتي من مارية الفاحشة العظمى، وان حملها من جريح وليس
هو منك يا رسول الله. فاربد وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعرضت
له سهوة لعظم ما تلقياه به، ثم قال: ويحكما ما تقولان ؟ !
(1) من المصدر. (2) في المصدر: يشكوان. (3) في المصدر: نفسهما أن يقولا. (4) الزمانة: العاهة، عدم بعض الاعضاء، تعطيل القوى.
[ 270 ]
فقالا: يا رسول الله إننا خلفنا جريحا ومارية في مشربة وهو يفاكهها
ويلاعبها ويروم منها ما تروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فانك تجده
على هذه الحال، فانفذ فيه حكمت وحكم الله تعالى. فقال النبي - صلى الله
عليه وآله -: يا أبا الحسن خذ معك سيفك ذاالفقار حتى تمضى إلى مشربة
مارية، فان صادفتها وجريحا كما يصفان فاخمدهما (1) ضربا. فقام على - عليه
السلام - واتشح بسيفه وأخذه تحت ثيابه، فلما ولى ومر من بين يدى رسول الله
- صلى الله عليه وآله - أتى إليه راجعا، فقال له: يا رسول الله أكون فيما
أمرتنى كالسكة المحماة في النار أو كالشاهد (2) يرى ما لا يرى الغائب ؟ [
فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: فديتك يا على، بل الشاهد يرى ما لا
يرى الغائب. ] (3). قال: فاقبل على - عليه السلام - وسيفه في يده حتى تسور
(4) من فوق مشربة مارية، وهى (جالسة) (5) وجريح معها يودبها باداب الملوك
ويقول لها: أعظمي رسول الله وكنيه وأكرميه ونحو من هذا الكلام، حتى نظر [
جريح ] (6) إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح
(1) كذا في المصدر. وفي الاصل: فخذهما. (2) في المصدر: أو الشاهد. (3) من
المصدر. (4) أي صعد من فوق المشربة. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر.
[ 271 ]
وأتى إلى نخلة في دار المشربة، فصعد إلى راسها فنزل أمير المؤمنين إلى
المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحا. فقال: انزل يا جريح.
فقال: يا أمير المؤمنين آمن على نفسي ؟ فقال: آمن على نفسك. قال: فنزل
جريح وأخذ بيده أمير المؤمنين - عليه السلام - وجاء به إلى رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، فاوقفه بين يديه وقال له: يا رسول الله إن جريحا
خادم ممسوح. فولى النبي - صلى الله عليه وآله - وجهه إلى الجدار وقال: حل
لهما - لعنهما الله - يا جريح اكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما،
ويحهما ما أجرأهما على الله وعلى رسوله. فكشف جريح عن أثوابه فإذا هو خادم
ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدى رسول الله وقالا: يا رسول الله التوبة
استغفر لنا فلن نعود. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لا تاب الله
عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجراة على الله وعلى رسوله.
قالا: يا رسول الله فان استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا، فانزل الله
الاية (التى فيها) (1) (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) (2).
(1) ليس في المصدر. (2) التوبة: 80.
[ 272 ]
قال الرضا على بن موسى - عليه السلام -: الحمد لله الذى جعل في و [ في ]
(1) ابني محمد اسوة برسول الله - صلى الله عليه وآله - وابنه إبراهيم.
ولما بلغ عمره ست سنين وشهور قتل المأمون أباه وبقيت الطائفة في حيرة،
واختلفت الكلمة بين الناس واستصغر سن أبى جعفر - عليه السلام - وتحير
الشيعة في سائر الامصار. (2)
الثالث: البشارة به - عليه السلام - قبل أن
يوجد 2313 / 5 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على، عن أبى
الحكم الارمني قال: حدثنى عبد الله بن إبراهيم بن على بن عبد الله بن جعفر
بن أبى طالب، عن يزيد بن سليط [ الزيدى. قال أبو الحكم: وأخبرني عبد الله
بن محمد بن عمارة الجرمى، عن
يزيد بن سليط ] (3) قال: لقيت أبا إبراهيم - عليه السلام - ونحن نريد
العمرة في بعض الطريق ثم ذكر حديثا طويلا إلى أن قال: قال يزيد: ثم قال لى
أبو إبراهيم - عليه السلام -: إنى اوخذ في هذه السنة والامر هو إلى ابني
على سمى على (4) وعلى، فاما على الاول فعلى بن أبى طالب - عليه السلام -،
وأما الاخر فعلى بن الحسين - عليهما السلام -
(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 201 - 204 وعنه حلية الابرار: 4 / 534
ح 2. وأخرجه في البحار: 50 / 8 - 10 ذح 9 عن مناقب آل أبى طالب 4: 387.
(3) من المصدر. (4) أي مثله في الكمالات لا في الاسم فقط، كما قيل في قوله
تعالى: (لم نجعل له من قبل سميا) مريم: 7 أي نظيرا يستحق مثل اسمه.
[ 273 ]
اعطى فهم الاول وحمله ونصره ووده ودينه ومحنته ومحنة الاخر وصبره على ما
يكره، وليس له أن يتكلم (1) إلا بعد موت هارون باربع سنين. ثم قال لى: يا
يزيد وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه (2) فبشره أنه سيولد له غلام
أمين مامون مبارك، وسيعلمك أنك قد لقيتني، فاخبره عند ذلك أن الجارية التى
يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ام إبراهيم، فان قدرت ان تبلغها منى السلام فافعل. قال يزيد:
فلقيت بعد مضى أبى إبراهيم - عليه السلام - عليا - عليه السلام - فبداني،
فقال لى: يا يزيد ما تقول في العمرة ؟
فقلت: بابى أنت وامى ذلك إليك وما عندي نفقة. فقال: سبحان الله ما كنا
نكلفك ولا نكفيك، فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع، فابتدانى فقال: يا
يزيد إن هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك. قلت: نعم، ثم قصصت
عليه الخبر. فقال لى: أما الجارية فلم تجئ بعد، فإذا جائت بلغتها منه
السلام، فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى
حملت فولدت ذلك الغلام. قال يزيد: وكان أخوة على - عليه السلام - يرجون أن
يرثوه، فعادوني
(1) أي بالحجج ودعوى الامامة جهارا. (2) فيه إعجاز وإخبار بالغيب وتصريح بما فهم من كلمة (إذا) الدالة على وقوع الشرط بحسب الوضع.
[ 274 ]
إخوته من غير ذنب. فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله لقد رايته وإنه ليقعد من
أبى إبراهيم - عليه السلام - بالمجلس الذى لا أجلس فيه أنا. (1) وقد تقدم
الحديث بطوله في الرابع والثلاثين من معاجز أبى إبراهيم موسى الكاظم -
عليه السلام - من أراده وقف من هناك. 2314 / 6 - عنه: عن عدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى، عن مالك بن اشيم، عن الحسين بن بشار
(2) قال: كتب ابن قياما إلى أبى الحسن الرضا - عليه السلام - كتابا يقول
فيه: كيف تكون إماما وليس لك ولد ؟
فاجابه أبو الحسن - عليه السلام - شبه المغضب -: وما علمك أنه لا يكون لى
ولد ؟ ! والله لا تمضى الايام والليالي حتى يزرقنى الله ولدا ذكرا يفرق به
بين الحق والباطل. (3) 2315 / 7 - وعنه: عن بعض أصحابنا، عن محمد بن على،
عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبى نصر قال: لى ابن النجاشي: من الامام بعد
صاحبك ؟ فاشتهى أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا - عليه
(1) الكافي: 1 / 313 ح 14، وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة 34 من معاجز
الامام الكاظم - عليه السلام -. (2) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم
والرضا والجواد - عليهم السلام - وفي بعض النسخ يسار. (3) الكافي: 1 / 320
ح 4 وعنه إثبات الهداة: 3 / 247 ح 2 و 322 ح 8 والوافى: 2 / 375 ح 752
وحلية الابرار: 4 / 604 ح 4. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 352 عن إرشاد
المفيد: 318 باسناده عن الكليني، وفي البحار: 50 / 22 ح 10 عن الارشاد
وإعلام الورى: 331 عن محمد بن يعقوب.
[ 275 ]
السلام - فاخبرته. قال: فقال [ لى ] (1): الامام ابني ثم قال: هل يتجرئ
أحد أن يقول ابني وليس له ولد ؟ (2) 2316 / 8 - وعنه: عن أحمد بن مهران،
عن محمد بن على، عن ابن قياما الواسطي [ وكان من الوافقة ] (3) قال: دخلت
على على بن موسى الرضا - عليه السلام - فقلت له: أيكون إمامان ؟ قال: لا
إلا وأحدهما صامت.
فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت، - ولم يكن ولد له أبو جعفر - عليه
السلام - بعد (ذلك) (4). فقال لى: والله ليجعلن الله منى ما يثبت به الحق
وأهله، ويمحق [ به ] (5) الباطل وأهله. فولد له بعد سنة أبو جعفر - عليه
السلام -، وكان ابن قياما واقفيا. (6)
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 320 ح 5 وعنه اثبات الهداة: 3 / 247 ح 3
وص 322 ح 9 وحلية الابرار: 4 / 605 ح 5. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 352،
والبحار: 50 / 22 ح 11، عن إرشاد المفيد: 318 باسناده عن الكليني، وفي
اثبات الهداة: 3 / 294 ح 120 وص 324 ح 19 عن غيبة الطوسى: 72 ح 78، وفي
البحار: 50 / 20 ح 5 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 336 واعلام الورى:
331 عن محمد بن يعقوب. (3) من البحار. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) من
المصدر. (6) الكافي: 1 / 321 ح 7 و 354 ح 11 وعنه البحار: 49 / 68 ح 89
والوافى: 2 / 176 ح 16 وإثبات الهداة: 3 / 247 ج 4 و 5 وحلية الابرار: 4 /
606 ح 7.=
[ 276 ]
2317 / 9 - وعنه: عن
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا - عليه
السلام -: قد كنا نسالك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر - عليه السلام -،
فكنت تقول: (يهب الله لى غلاما) فقد وهبه الله لك فاقر عيوننا، فلا أرانا
الله يومك، فان كان كون فالى من ؟
فاشار بيده إلى أبى جعفر - عليه السلام - وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت
فداك هذا ابن ثلاث سنين. فقال: وما يضره من ذلك، فقد قام [ عيسى ] (1) -
عليه السلام - بالحجة وهو ابن ثلاث سنين ! (2). (3)
= وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 352 والبحار: 50 / 22 ح 12 عن إرشاد المفيد:
318 باسناده عن الكليني. (1) من المصدر. (2) أقول: رد الامام عليه السلام
تعجب السائل بقوله: إن عيسى - عليه السلام - قام بالحجة وهو ابن سنتين كما
في الحديث السابق، أو ابن ثلاث سنين، وتكلم في المهد صبيا وقال: (إنى عبد
الله أتانى الكتاب وجعلني نبيا...) وكان ولد الامام الرضا - عليهما السلام
- عمره وقتئذ ثلاث سنين ولم يقم بالامامة بعد، حيث أن والده - عليهما
السلام - لا يزال حيا على قيد الحياة، زد على ذلك أن الامامة والرسالة
الالهية يهبها الله لمن يشاء وفي أي سن شاء وحيث شاء. (3) الكافي: 1 / 321
ح 10 وعنه الوافى: 2 / 3 76 ح 10 والبحار: 14 / 256 ح 52 وج 25 / 102 ح 4
وحلية الابرار: 4 / 607 ح 12، في اثبات الهداة: 3 / 322 ح 7 عنه وعن إرشاد
المفيد 317 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 351 - نقلا من الارشاد -
وإعلام الورى: 331 عن محمد بن يعقوب. وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 326 ح
24 عن اثبات الوصية: 185، وفي البحار: 50 / 21 ح 8 عن اعلام الورى وإرشاد
المفيد. ورواه في روضة الواعظين: 237 والفصول المهمة: 265.
[ 277 ]
الرابع: جوابه - عليه السلام - عن ثلاثين ألف مسالة وهو ابن عشر
سنين 2318 / 10 - محمد بن يعقوب: عن على بن إبراهيم، عن أبيه قال: إستاذن
على أبى جعفر - عليه السلام - قوم من أهل النواحى من الشيعة، فاذن لهم،
فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسالة، فأجاب - عليه السلام -
وله عشر سنين. (1)
الخامس: إيتائه - عليه السلام - الحكم صبيا 2319 / 11 -
محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن الخيرانى، عن أبيه قال: كنت واقفا
بين يدى أبى الحسن - عليه السلام - بخراسان، فقال له قائل: يا سيدى إن كان
كون فالى من ؟ قال: إلى أبى جعفر ابني، فكان القائل استصغر سن أبى جعفر -
عليه السلام -. فقال أبو الحسن - عليه السلام -: إن الله تبارك وتعالى بعث
عيسى بن مريم - عليه السلام - رسولا نبيا صاحب شريعة مبتداة في أصغر من
السن الذى فيه أبو جعفر - عليه السلام - (2).
(1) الكافي: 1 / 496 ح 7 وعنه حلية الابرار: 4 / 545 ح 4، وفي البحار: 50
/ 93 ذح 6 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 384 وكشف الغمة: 2 / 364. (2)
الكافي: 1 / 322 ح 13 وص 384 ح 6 وعنه البحار: 14 / 256 ح 53 وحلية
الابرار: 4 / 609 ح 13. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 353 عن ارشاد المفيد:
318 باسناده عن الكليني، وفي =
[ 278 ]
2320 / 12 - عنه: عن على بن إبراهيم، عن أبيه قال: قال على بن حسان لابي
جعفر - عليه السلام -: يا سيدى إن الناس ينكرون عليك حداثة
سنك. فقال: وما ينكرون من ذلك قول الله عزوجل ؟ لقد قال الله تعالى لنبيه
- صلى الله عليه وآله -: (قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أناو من
إتبعنى) (1) فوالله ما تبعه إلا على - عليه السلام -، وله تسع سنين، وأنا
ابن تسع سنين. (2) 2321 / 13 - وعنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن على بن سيف، عن بعض أصحابنا، عن أبى جعفر الثاني - عليه السلام - قال:
قلت له: إنهم يقولون في حداثة سنك ! فقال: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى
داود أن يستخلف سليمان وهو صبى يرعى الغنم، فانكر ذلك عباد بنى إسرائيل
وعلماوهم. فأوحى الله تعالى (إلى داود - عليه السلام -) (3) أن خذ عصا
المتكلمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت، واختم عليها بخواتيم القوم، فإذا
كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة. فاخبرهم داود -
عليه السلام - فقالوا: قد رضينا وسلمنا. (4)
= البحار: 50 / 23 ح 15 عن الارشاد واعلام الورى: 331 عن محمد بن يعقوب.
وأورده في الفصول المهمة: 265 - 266. (1) يوسف: 108. (2) الكافي: 1 / 384
ح 8 وعنه البرهان: 2 / 275 ح 2 وحلية الابرار: 4 / 546 ح 7. وأخرجه في
البحار: 36 / 51 ذح 1 عن تفسير القمى: 2 / 358. (3) ليس في البحار. (4)
الكافي: 1 / 383 ح 3 وعنه البحار: 14 / 81 ح 25 والجواهر السنية: 72 وحلية
الابرار 4: =
[ 279 ]
2322 / 14 - وعنه: عن على بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن على بن
مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت أبا جعفر - عليه السلام -
عن شئ من أمر الامام (1) فقلت: يكون الامام ابن أقل من سبع سنين ؟ فقال:
نعم وأقل من خمس سنين. فقال سهل: فحدثني على بن مهزيار بهذا في سنة إحدى
وعشرين ومائتين. (2) 2323 / 15 - وعنه: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن
محمد، عن على بن أسباط قال: رايت أبا جعفر - عليه السلام - وقد خرج على،
فاحست (3) النظر إليه، وجعلت أنظر إلى راسه ورجليه لاصف قامته لاصحابنا
بمصر، فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال: يا على أن الله احتج في الامامة بمثل
ما احتج به في النبوة، فقال: (وآتيناه الحكم صبيا) (4) (ولما بلغ أشده)
(5) (وبلغ أربعين سنة) (6). فقد يجوز أن يوتى الحكمه وهو صبى، ويجوز أن
يوتاها (7) وهو
= 545 ح 5. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الامامة. (2) الكافي: 1
/ 384 ح 5 وعنه البحار: 25 / 103 ح 6. (3) في المصدر: فاخذت. (4) مريم:
12. (5) يوسف: 22 والقصص: 14. (6) الاحقاف: 15.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: يعطاها.
[ 280 ]
ابن أربعين سنة (1). (2)
(1) قال المجلسي (ره) في البحار: 25 / 100: اعلم أن قوله: (ولما بلغ
اشده).. لا يطابق ما في المصاحف فان مثله في القرآن في ثلاث مواضع: أحدها
في سورة يوسف (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما). وثانيهما في الاحقاف
(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني) الاية، وثالثها في
القصص في قصة موسى - عليه السلام - (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما
وعلما). وفي الكافي أيضا كما هنا، ولعله من تصحيف الرواة والنساخ، والصواب
ما سيأتي في رواية العياشي مع أن الراوى فيها واحد. ويحتمل أن يكون عليه
السلام نقل الاية بالمعنى إشارة إلى آيتى سورة يوسف والاحقاف، وحاصله
حينئذ أنه تعالى قال في سورة يوسف: (ولما بلغ أشده آتيناه حكما). وفسر
الاشد في الاحقاف بقوله: (وبلغ أربعين سنة) كما حمله عليه جماعة من
المفسرين، فيتم الاستدلال، بل يحتمل كونه إشارة إلى الايات الثلاث جميعا،
انتهى. أقول: ورواية العياشي كما أوردها الطبرسي في مجمع البيان: 6 / 506
هكذا:... كما أخذ في النبوة، قال (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما
وعلما) وقال (آتيناه الحكم صبيا)، تفصيل ذلك أنه قال تعالى عن يحيى:
(آتيناه الحكم صبيا) وعن عيسى (... كان في المهد صبيا، قال: إنى عبد الله
آتانى الكتاب وجعلني نبيا) مريم: 30، وعن يوسف (ولما بلغ أشده آتيناه حكما
وعلما) يوسف: 22، وعن موسى (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما) القصص: 14،
باضافة (واستوى). وأما في سورة الاحقاف: 15 - باضافة بلوغ الاربعين - قال
سبحانه وتعالى: (ولقد
وصينا الانسان بوالديه... حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني
أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى...) وقاله عن سليمان هكذا: (قال
رب أوزعني... الاية) النمل: 19. فالايتان منطبقتان ظاهرا على سليمان في
مرحلة بلوغ الاربعين. وأما قوله: (فقد يجوز) اشارة إلى أن أمر النبوة كان
بين الصبا وبلوغ الاربعين، وما بينهما إذا بلغ أشده أو بلغ واستوى. (2)
الكافي: 1 / 384 ح 7 وعنه حلية الابرار: 4 / 543 ح 1 وفي البحار: 25 / 100
ح 1 عنه وعن بصائر الدرجات: 238 ح 10. وأخرجه في البحار: 50 / 37 ح 1 عن
البصائر وارشاد المفيد: 325 - باسناده عن =
[ 281 ]
2324 / 16 - وعنه: عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن
خلاد الصيقل، عن محمد بن الحسن بن عمار (1) قال: كنت عند على بن جعفر بن
محمد جالسا بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع (2) من أخيه:
يعنى أبا الحسن - عليه السلام - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن على الرضا -
عليه السلام - المسجد: مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فوثب على
بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل (3) يده وعظمه. فقال أبو جعفر - عليه
السلام - يا عم اجلس رحمك الله. فقال: يا سيدى كيف أجلس وأنت قائم ؟ فلما
رجع على بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عم أبيه وأنت
تفعل به هذا الفعل ؟ فقال: اسكتوا ! إذا كان الله عزوجل - وقبض على لحيته
- لم يوهل
هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه انكر فضله ! ؟ نعوذ بالله
= الكليني - ومناقب ابن شهراشوب: 4 / 389 والخرائج: 1 / 384 والخرائج: 1 /
384 ح 4، وفي كشف الغمة 2: 360 عن الارشاد، وفي البحار: 25 / 102 ح 3 عن
تأويل الايات: 1 / 303 ح 7 عن مجمع البيان: 6 / 506 نقلا من العياشي.
ورواه في اثبات الوصية: 184. وياتى في المعجزة 11 عن مورد آخر من الكافي
بنفس السند مع إختلاف يسير. (1) يحتمل كونه محمد بن الحسن بن عمارة المدنى
الكوفى الذى عده الشيخ من أصحاب الصادق - عليه السلام -. (2) في البحار:
سمع. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فقبض.
[ 282 ]
مما (1) تقولون به، بل أنا له عبد. (2) 2325 / 17 - الكشى: عن حمدوية بن
نصير، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن على بن أسباط وغيره، عن على بن جعفر بن
محمد قال: [ قال ] (3) لى رجل - أحسبه من الواقفة -: ما فعل أخوك أبو
الحسن - عليه السلام - ؟ قلت: قد مات. قال: وما يدريك بذلك ؟ قلت: [
اقتسمت أمواله وانكحت نساوه ونطق الناطق من بعده. قال: ومن الناطق من بعده
؟ قلت: ابنه على. قال: فما فعل ؟
قلت له: مات. قال: وما يدريك انه مات ؟ قلت: ] (4) قسمت أمواله ونكحت
نساوه ونطق الناطق من بعده، قال: ومن الناطق [ من ] (5) بعده ؟ قلت: أبو
جعفر ابنه. قال: فقال له: أنت في سنك (هذا) (6) وقدرك وأبوك جعفر بن
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عما تقولون به. (2) الكافي: 1 /
322 ح 12 وعنه البحار: 47 / 266 ح 35 وج 50 / 36 ح 26 وحلية الابرار: 4 /
608 ح 12. (3 - 5) من المصدر. (6) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: وابن
جعفر.
[ 283 ]
محمد تقول هذا القول في هذا
الغلام ! ؟ قال: قلت: ما أراك إلا شيطانا. قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها إلى
السماء ثم قال: فما حيلتى إن كان الله راه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة
لهذا أهلا. (1) 2326 / 18 - عنه: عن نصر بن الصباح البخلى، عن إسحاق بن
محمد البصري، عن أبى عبد الله الحسين (2) بن موسى بن جعفر قال: كنت عند
أبى جعفر - عليه السلام - بالمدينة وعنده على [ بن جعفر ] (3) وأعرابى من
أهل المدينة جالس، فقال لى الاعرابي: من هذا الفتى ؟ وأشار [ بيده ] (4)
إلى أبى جعفر - عليه السلام -. قلت: هذا وصى رسول الله.
فقال: يا سبحان الله ! رسول الله - صلى الله عليه وآله - قد مات منذ مائتي
سنة وكذا وكذا سنة، وهذا حدث كيف يكون هذا وصى رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ؟ ! قلت: هذا وصى على بن موسى، وعلى وصى موسى بن جعفر وموسى وصى
جعفر بن محمد، وجعفر وصى محمد بن على، ومحمد وصى على بن الحسين، وعلى وصى
الحسين، والحسين وصى الحسن والحسن وصى على بن أبى طالب، وعلى بن أبى طالب
وصى رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين.
(1) اختيار معرفة الرجال: 429 ح 803 وعنه البحار: 47 / 263 ح 31. (2) في المصدر: الحسن. (3 و 4) من المصدر والبحار.
[ 284 ]
قال: ودنا الطيب ليقطع [ له ] (1) العرق، فقام على بن جعفر وقال: يا سيدى
يبدا بى (2) ليكون (3) حدة الحديد في (4) قبلك. قال: قلت: يهنئك (5) هذا
عم أبيه. قال: فقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفر - عليه السلام - النهوض،
فقام على بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما (6). (7) 2327 / 19 - ابن
بابويه: قال: حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنى
محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا عون ابن محمد قال: حدثنا أبو الحسين محمد
بن أبى عباد - وكان يكتب للرضا - عليه السلام - ضمه إليه الفضل بن سهل -
قال: ما كان - عليه السلام - يذكر محمدا ابنه إلا بكنيته يقول:
(كتب [ إلى ] (8) أبو جعفر - عليه السلام - وكنت أكتب إلى أبى جعفر - عليه
السلام -) وهو صبى بالمدينة فيخاطبه بالتعظيم، وترد كتب أبى جعفر - عليه
السلام - في نهاية البلاغة والحسن. فسمعته يقول: أبو جعفر وصيى وخليفتي في
أهلى [ من
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في الاصل والبحار: 50 وفي المصدر: يبدانى،
وفي البحار: 47: تبدانى. (3) كذا في المصدر والاصل وفي البحار: 47 و 50:
لتكون. (4) كذا في الاصل والبحار 47 و 50 وفي المصدر: (بى). (5) تستعمل
هذه الكلمة للدعاء، يقال: ليهنئك الولد أي ليسرك. (6) في المصدر: لبسهما.
(7) إختيار معرفة الرجال: 429 ح 804 وعنه البحار: 47 / 264 ح 32 وج 50 /
104 وح 19. (8) من المصدر والبحار.
[ 285 ]
بعدى ] (1). (2) 2328 / 20 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه: ولما
بلغ عمر أبى جعفر - عليه السلام - ست سنين وشهور قتل المأمون أباه وبقيت
الطائفة [ في حيرة ] (3) واختلفت الكلمة بين الناس، واستصغر سن أبى جعفر -
عليه السلام - وتحير الشيعة في سائر الامصار. ثم قال أبو جعفر الطبري:
وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنى أبو النجم بدر بن عمار
الطبرستانى قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن على (4) قال: روى محمد المحمودى
(5)، عن أبيه قال: كنت واقفا على راس الرضا - عليه السلام - بطوس، فقال له
بعض أصحابه: إن
حدث حدث (6) فالى من ؟ قال: إلى ابني أبى جعفر. فقال: فان استصغر سنه ؟
فقال [ له ] (7) أبو الحسن - عليه السلام -: إن الله بعث عيسى بن مريم
قائما بشريعته (8) في دون السن التى يقوم فيها أبو جعفر على شريعته.
(1) من المصدر والبحار. (2) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 240 ح
1 وعنه البحار: 50 / 18 ح 2 وإثبات الهداة: 3 / 324 ح 18 وحلية الابرار: 4
/ 610 ح 14. (3) من المصدر. (4) هو محمد بن أحمد بن حماد أبو على المحودى،
من أصحاب الامام الهادى - عليه السلام - (معجم رجال الحديث). (5) هو محمد
بن على الشلمغانى. (6) في المصدر: حادث. (7) من المصدر. (8) في المصدر:
بشريعة.
[ 286 ]
فلما مضى الرضا - عليه
السلام - وذلك في سنة اثنتين و مائتين، وسن أبى جعفر ست سنين وشهورا،
واختلف الناس في جميع الامصار، إجتمع الريان بن الصلت وصفوان بن يحيى
ومحمد بن حكيم وعبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلزل يبكون ويتوجعون من
المصيبة. فقال لهم يونس: دعوا البكاء ! من لهذا الامر تفشى المسائل إلى [
أن يكبر ] (1) هذا الصبى ؟: يعنى أبا جعفر - عليه السلام - وكان له ست
سنين
وشهور، ثم قال: أنا ومن مثلى ؟ فقام (2) إليه الريان بن الصلت فوضع يده في
حلقه ولم يزل يلطم وجهه ويضرب راسه. ثم قال [ له ] (3): يابن الفاعلة إن
كان الامر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة سنة، وإن لم يكن من
عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة الاف سنة كان ياتي بمثل ما ياتي به
أو بعضه، وهذا مما ينبغى أن ينظر فيه، وأقبلت العصابة على يونس تعذله،
وقرب الحج واجتمع من فقهاء بغداد والامصار وعلمائهم ثمانون رجلا، وخرجوا
إلى المدينة وأتوا دار أبى عبد الله - عليه السلام - ودخلوها (4)، وبسط
لهم بساط أحمر وخرج [ إليهم ] (5) عبد الله بن موسى، فجلس في صدر المجلس
وقام مناد فنادى: * (هامش): (1) من المصدر، وفيه: يفتى المسائل. (2) كذا
في المصدر، وفي الاصل: ثم قام. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فدخلوها.
(5) من المصدر.
[ 287 ]
هذا ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فمن أراد السوال فليسال، فقام
إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامراته: أنت طالق عدد
نجوم السماء ؟ قال: طلقت ثلاث دون الجوزاء، فورد على الشيعة ما زاد في
غمهم وحزنهم.
ثم قام إليه رجل [ آخر ] (1) فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ قال: تقطع
يده ويجلد مائة جلدة وينفى، فضج الناس بالبكاء، وكان قد اجتمع فقهاء
الامصار، فهم (2) في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس وخرج موفق. ثم خرج أبو
جعفر - عليه السلام - وعليه قميصان وإزار وعمامة بذوابتين أحداهما من قدام
والاخرى من خلف، ونعل بقبالين (3)، فجلس وأمسك الناس كلهم، ثم قام إليه
صاحب المسالة الاولى فقال: يابن رسول الله ما تقول فيمن قال لامراته: أنت
طالق عدد نجوم السماء ؟ قال له: يا هذا إقرا كتاب الله، قال الله تبارك
وتعالى: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) (4) في الثالثة،
قال: فان عمك أفتانى بكيت وكيت.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لهم. (3) كذا في المصدر،
وقبال النعال بكسر القاف: زمام بين الاصبع الوسطى والتى تليها (القاموس
المحيط)، وفي الاصل: بقابين. (4) البقرة: 229.
[ 288 ]
فقال: يا عم اتق الله ولا تفت وفي الامة من هو أعلم منك. فقام إليه صاحب
المسالة الثانية فقال له: يابن رسول الله [ ما تقول في ] (1) رجل أتى
بهيمة ؟ فقال: يعزر ويحمى ظهر البهيمة وتخرج من البلد لا يبقى على
الرجل عارها. فقال: إن عمك أفتانى بكيت وكيت، فالتفت وقال باعلى صوته: لا
إله إلا الله يا عبد الله إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدى الله،
فيقول الله لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم وفي الامة من هو أعلم منك ؟
فقال (له) (2) عبد الله بن موسى: رايت أخى الرضا - عليه السلام - وقد أجاب
في هذه المسالة بهذا الجواب. فقال (له) (3) أبو جعفر - عليه السلام -:
إنما سئل الرضا - عليه السلام - عن نباش نبش [ قبر ] (4) إمراة ففجر بها
وأخذ ثيابها، فامر بقطعه للسرقة وجلده للزنا ونفيه للمثلة [ ففرح القوم ]
(5). (6) 2329 / 21 - والذى رواه السيد المرتضى في (عيون المعجزات): قال:
لما قبض الرضا - عليه السلام - كان سن أبى جعفر نحو سبع سنين، فاختلفت
الكلمة بين الناس (7) ببغداد وفي الامصار، واجتمع
(1) من المصدر. (2 و 3) ليس في المصدر. (4 و 5) من المصدر. (6) دلائل
الامامة: 204 وعنه حلية الابرار: 4 / 549 ح 9. ورواه في اثبات الوصية: 186
(7) في البحار: من الناس.
[ 289 ]
الريان
بن الصلت وصفوان بن يحيى ومحمد بن حكيم و عبد الرحمن بن الحجاج ويونس بن
عبد الرحمن وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجاج في
بركة زلزل (1) يبكون ويتوجعون من
المصيبة. فقال (لهم) (2) يونس بن عبد الرحمن: دعوا البكاء ! [ من ] (3)
لهذا الامر ؟ وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر [ هذا ] (4) يعنى أبا
جعفر - عليه السلام - ؟. فقام إليه الريان بن الصلت ووضع يده في حلقه، ولم
يزل يلطمه ويقول له: أنت تظهر الايمان لنا وتبطن الشك والشرك، إن كان أمره
من الله جل وعلا، فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم
وفوقه، وإن لم يكن من عند الله، فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا
مما ينبغى أن يفكر فيه. فاقبلت العصابة عليه تعذله وتوبخه، وكان وقت
الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد والامصار وعلمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا إلى
الحج وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر - عليه السلام -. فلما وافوا أتوا
دار جعفر الصادق - عليه السلام -، لانها كانت فارغة، ودخلوها وجلسوا على
بساط كبير، وخرج إليهم عبد الله بن موسى فجلس (في صدر المجلس) (5)، وقام
مناد وقال: هذا ابن رسول الله - صلى
(1) في المصدر والبحار: زلول. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من المصدر. (5) ليس في المصدر.
[ 290 ]
الله عليه وآله -، فمن أراد السوال فليساله. فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير
الواجب (1)، فورد على الشيعة
ما حيرهم وغمهم، واضطربت الفقهاء وقاموا و هموا بالانصراف، وقالوا في
أنفسهم: لو كان أبو جعفر - عليه السلام - يكمل الجواب للسائل لما كان عند
(2) عبد الله ما كان، ومن الجواب بغير الواجب. ففتح عليهم باب من صدر
المجلس ودخل موفق وقال: هذا أبو جعفر ! فقاموا إليه باجمعهم واستقبلوه
وسلموا عليه، فدخل - صلوات الله عليه - وعليه قميصان وعمامة بذوابتين، وفي
رجليه نعلان (وجلس) (3) وأمسك الناس كلهم، فقام صاحب المسالة فسأله عن
مسائله، فأجاب عنها بالحق، ففرحوا ودعوا له واثنوا عليه، وقالوا له: إن
عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت !. فقال: لا إله إلا الله يا عم إنه عظيم عند
الله أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتى عبادي بما لم تعلم وفي الامة
من هو أعلم منك (4) ؟ !
السادس: علمه - عليه السلام - بما في النفس وإنطاق
العصا له - عليه السلام - بالامامة 2330 / 22 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن
يحيى وأحمد بن
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الجواب. (2) في المصدر: جواب
المسائل لما كان من، وفي البحار، لجواب المسائل لما كان من. (3) ليس في
المصدر. (4) عيون المعجزات: 119 وعنه البحار: 50 / 99 ح 12 وحلية الابرار:
4 / 546 ح 8.
[ 291 ]
محمد، عن محمد بن
الحسن [ عن أحمد بن الحسين ] (1)، عن محمد بن الطيب، عن عبد الوهاب بن
منصور، عن محمد بن أبى العلاء قال:
سمعت يحيى بن أكثم - قاضى سامراء - (2) بعد ما جهدت به وناظرته وحاورته
وواصلته (3) وسالته عن علوم آل محمد - صلى الله عليه وآله - فقال: بينا
أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فرايت محمد
بن على الرضا - عليه السلام - يطوف به (4)، فناظرته في مسائل عندي،
فاخرجها (5) إلى. فقلت له: والله إنى اريد أن أسالك مسالة وإنى والله
لاستحى من
(1) من المصدر. (2) هو يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن، قاضى القضاة، الفقيه
العلامة، أبو محمد التميمي المروزى ثم البغدادي، ترجم له في سير أعلام
النبلاء: 2 / 5، وهو من مشاهير علماء المخالفين، ومناظراته مع أبى جعفر
الثاني عليه السلام مشهور. (3) قال في مراة العقول (بعد ما جهدت به) أي
بالغت في إمتحانه، وفي القاموس: جهد بزيد إمتحنه، وقال: المحاورة مراجعة
النطق، وتحاوروا تراجعوا الكلام، انتهى، والمواصلة: الموادة. (4) الطواف
بالقبر إنما يتيسر من خارج العمارة، وربما يستدل به على جواز الطواف بقبور
النبي والائمة - عليهم السلام -، وفيه نظر إذ حمله على الطواف الكامل
بعيد، بل الظاهر أنه - عليه السلام - كان يدور من موضع الزيارة إلى جانب
الرجل ليدخل بيت فاطمة - عليها السلام - كما هو الشايع الان، والمانع لا
يمنع مثل هذا، لكن ما ورد في بعض الاخبار لا تطف بقبر، ليس بصريح في هذا
المعنى، إذ يحتمل أن يكون المراد بالطواف الحدث. قال في النهاية: الطوف
الحدث من الطعام، ومنه الحديث نهى عن متحدثين على طوفهما أي عند الغايط،
(مراه العقول). ولصاحب الوسائل بيان حول الطواف.
(5) (فاخرجها) أي بين وجه الصواب فيها.
[ 292 ]
ذلك. فقال لى: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الامام ؟ فقلت: هو
والله هذا. فقال: أنا هو. فقلت علامة ؟ (1) فكان في يده عصا فنطقت وقالت:
إن مولاى إمام هذا الزمان وهو الحجة. (2) 2331 / 23 - أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري: قال: روى أحمد ابن الحسين، عن محمد بن أبى الطيب، عن عبد
الوهاب بن منصور، عن محمد بن أبى العلاء قال: سالت يحيى بن أكثم - قاضى
القضاة بسر من راى - بعد منازعة جرت بينى وبينه من علوم آل محمد - صلوات
الله عليهم - [ عما شاهده ] (3). فقال لى: أنا ذات يوم في مسجد رسول الله
- صلى الله عليه وآله - واقف عند القبر أدعوا، فرايت محمد بن على الرضا -
عليه السلام - قد أقبل نحو القبر، فناظرته في مسائل (عندي، فاخرجها إلى.
فقلت له: والله إنى اريد أن أسالك مسالة وإنى والله لاستحى من ذلك.
(1) (فقلت علامة) بالرفع أي تجب علامة، أو بالنصب أي أريد علامه. وقيل:
على حرف جر دخلت على ما الاستفهامية، وأوردت هاء السكت بعد حذف الالف أي
على أي شئ أنت الامام ؟ (إن مولاى) أي مالكى. (2) الكافي: 1 / 353 ح 9
وعنه إثبات الهداة: 3 / 329 ح 3 والوسائل: 10 / 450 ح 3 والوافى:
2 / 178 ح 21، ومراة العقول: 4 / 99 ح 9، وفي البحار: 50 / 68 ح 46 عنه
وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 393. (3) من المصدر، وفيه: فقال: بينا أنا.
[ 293 ]
فقال لى: أنا اخبرك) (1) قبل أن تسألني، تسألني عن الامام ؟ فقلت [ له ]:
(2) هو هذا. فقال: أنا هو. فقلت: فعلامة (3) تدلني عليك ؟ وكان في يده
عصا، فنطقت وقالت: يا يحيى إن إمام هذا الزمان مولاى محمد - عليه السلام -
(4). 2332 / 24 - ثاقب المناقب: عن محمد بن العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم
قاضى القضاة يقول: بعدما جهدت به وناظرته غير مرة وحاورته في ذلك، [
ولاطفته ] (5) وأهديت له طرائف، وكنت أساله عن علوم آل محمد - صلى الله
عليه وآله -. قال: اخبرك بشرط أن تكتم على ما دمت حيا، ثم شأنك به إذا مت.
فبينا أنا ذات يوم بالمدينة، فدخلت بالمسجد أطوف بقبر رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، فرايت محمد بن على التقى - عليه السلام - يطوف بالقبر [
الشريف ] (6) فناظرته في مسائل عندي فاخرجها إلى. فقلت له: إنى والله اريد
أن (7) أسالك عن مسالة، وإنى والله لاستحى من ذلك (8). * (هامش): (1) ما
بين القوسين ليس في المصدر، وفيه: قبل أن يسالنى، فسألني عن الامام. (2)
من المصدر، وفيه: هو أنت. (3) في المصدر: أفعلامة.
(4) دلائل الامامة: 213. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فقلت: والله إنى أسالك. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: منك.
[ 294 ]
فقال لى: إنى اخبرك [ بها ] (1) قبل أن تخبرني وتسالنى عنها، تريد أن
تسألني عن الامام ؟ فقلت: هو والله هذا. فقال: أناهو. فقلت: علامة ؟ وكان
في يده عصا فنطقت فقالت: (2) إن مولاى إمام هذا الزمان [ وهو الحجة عليهم
] (3). (4)
السابع: شبه الخاتم الذى في أحد كتفيه 2333 / 25 - محمد بن
يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على، عن الحسن بن الجهم قال: كنت مع
أبى الحسن - عليه السلام - جالسا، فدعا بابنه وهو صغير، فاجلسه في حجري
فقال لى: جرده وانزع قميصه، فنزعته. فقال لى: انظر بين كتفيه، فنظرت فإذا
في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم. ثم قال: أترى هذا ؟ كان مثله في
هذا الموضع من أبى - عليه السلام - (5). (6)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: عصاه فنطقت وقالت.
(3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 508 ح 1. (5) أكدت الاخبار الواردة
عن النبي والائمة - عليهم السلام - على أن مثل هذه العلامة الخفية هي من
سمات الامام. (6) الكافي: 1 / 321 ح 8 وعنه الوافى: 2 / 376 ح 9 وحلية
الابرار: 4 / 606 ح 8، وفي إثبات =
[ 295 ]
الثامن: الاستشفاء به - عليه السلام - 2334 / 26 - عنه: عن الحسين بن
محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن معمر بن خلاد قال: سمعت
إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا - عليه السلام -: إن ابني في لسانه ثقل،
فانا أبعث به إليك غدا تمسح على راسه وتدعو له فانه مولاك. فقال: هو مولى
أبى جعفر - عليه السلام -، فابعث به غدا إليه. (1)
التاسع: خبر الشامي
2335 / 27 - عنه: عن أحمد بن ادريس، عن محمد بن حسان، عن على بن خالد قال
محمد: - وكان زيديا (2) - قال: كنت بالعسكر (3) فبلغني أن هناك رجل محبوس
اتى به من ناحية الشام مكبولا (4) وقالوا:
= الهداة 3 / 322 ح 4 عنه وعن رجال الكشى: 328 ح 593 وإرشاد المفيد: 318 -
باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 332 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة:
2 / 352 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 23 ح 13 عن الارشاد
وإعلام الورى، وفي ج 25 / 120 ح 3 عن الارشاد. ورواه في إثبات الوصية: 184
باختلاف.
(1) الكافي: 1 / 321 ح 11 وعنه اثبات الهداة: 3 / 323 ح 14 والوافى: 2 /
379 ح 7 وحلية الابرار: 4 / 608 ح 11 والبحار: 50 / 36 ح 25. (2) القائل:
محمد بن حسان، وكان زيديا أي على بن خالد، وفي الخرائج (وكان هذا الرجل -
أعنى: على بن خالد - زيديا، فقال بالامامة لما راى ذلك وحسن اعتقاده. (3)
العسكر: اسم لسر من راى. (4) أي مقيدا، الكبل والكبل: القيد أو أعظم ما
يكون من القيود.
[ 296 ]
إنه تنبا (1). قال على بن خالد: فاتيت الباب وداريت البوابين والحجبة حتى
وصلت إليه، فإذا رجل له فهم. فقلت: يا هذا ما قصتك وما أمرك ؟ قال: إنى
كنت رجلا بالشام أ عبد الله في الموضع الذى يقال له: موضع راس الحسين -
عليه السلام -، فبينا أنا في عبادتي أذ أتانى شخص فقال لى: قم بنا، فقمت
معه، فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الكوفة. فقال لى: تعرف هذا المسجد ؟
فقلت: نعم هذا مسجد الكوفة. قال: فصلى وصليت معه، فبينا أنا معه إذ أنا في
مسجد الرسول - صلى الله عليه وآله - بالمدينة، فسلم على رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وسلمت وصلى وصليت معه وصلى على رسول الله - صلى الله
عليه وآله -. فبينا أنا معه إذا أنا بمكة، فلم أزل معه حتى قضى مناسكه
وقضيت مناسكي معه. فبينا أنا معه إذا أنا في الموضع الذى كنت أ عبد الله
فيه بالشام،
ومضى الرجل. فلما كان العام القابل إذا أنا به ففعل مثل فعلته الاولى.
فلما فرغنا من مناسكنا وردنى إلى الشام وهم بمفارقتي قلت له: سألتك بالحق
الذى أقدرك على ما رايت إلا أخبرتني من أنت ؟
(1) أي زعموا بانه ادعى النبوة.
[ 297 ]
فقال: أنا محمد بن على بن موسى - عليهم السلام - قال: فتراقى الخبر (1)
حتى انتهى إلى محمد بن عبد الملك الزيات (2)، فبعث إلى وأخذني وكبلني في
الحديد وحملنى إلى العراق، (فجلست كما ترى وادعى على المحال) (3). قال:
فقلت له: فارفع القصة (4) إلى محمد بن عبد الملك، ففعل وذكر في قصته ما
كان فوقع في قصته: قل للذى أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة
إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردك من مكة إلى الشام: أن يخرجك من حبسك
هذا. قال على بن خالد: فغمنى ذلك من أمره ورققت له وأمرته بالعزاء والصبر.
قال: ثم بكرت عليه فإذا الجند وصاحب الحرس وصاحب السجن وخلق الله. فقلت:
ما هذا ؟ فقالوا: المحمول من الشام الذى تنبا، افتقد البارحة فلا يدرى
أخسفت به الارض أو اختطفته الطير !. ورواه محمد بن الحسن الصفار في (بصائر
الدرجات): عن
(1) أي ارتفع وانتشر. (2) هو: ابن
أبان بن حمزة المعروف بابن الزيات... وزر لثلاثة خلفاء من بنى العباس،
وهم: المعتصم والواثق والمتوكل (وفيات الاعيان: 5 / 94 - 103). (3) ليس في
المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: فقلت له: أرفع عنك قصة إلى
عهد محمد بن عبد الملك ؟ قال: إفعل، فكتبت عنه قصته شرحت أمره فيها،
فرفعتها إلى محمد بن عبد الملك، فوقع في ظهرها.
[ 298 ]
محمد بن حسان، عن على بن خالد - وكان زيديا - قال: كنت (معه) (1) في
العسكر، فبلغني أن هناك رجل محبوس اتى به من ناحية الشام مكبولا، وساق
الحديث. ورواه المفيد في (كتاب الاختصاص): عن محمد بن حسان الرازي قال:
حدثنى على بن خالد - وكان زيديا - قال: كنت بالعسكر (2) فبلغني أن هناك
رجلا محبوسا اتى به من ناحية الشام مكبولا. وساق الحديث، وفي آخر الحديث:
ولا ندرى خسفت به الارض أو اختطفته الطير في الهواء. ورواه أبو جعفر محمد
بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنى
أبى - رضى الله عنه -، عن أبى جعفر محمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن بن
فروخ الصفار، عن محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا على بن خالد - وكان زيديا
- قال: كنت في عسكر هولاء، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا اتى به من ناحية
الشام مكبولا، وساق الحديث.
ورواه ابن شهراشوب في (المناقب): عن على بن خالد. ورواه صاحب (ثاقب
المناقب): عن على بن خالد (3).
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: في العسكر. (3) الكافي:
1 / 492 ح 1، بصائر الدرجات: 402 ح 1، الاختصاص: 320 - 321، دلائل
الامامة: 214 - 215، مناقب ابن شهراشوب: 4 / 393، الثاقب في المناقب: 510
ح 2. وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 330 ح 5 عن الكافي والبصائر وإعلام
الورى: 332 - 333 - عن محمد بن يعقوب - والخرائج 1: 380 ح 10 - عن ابن
قولويه، عن محمد بن يعقوب - وإرشاد المفيد: 324 - 325 - باسناده عن
الكليني - وكشف الغمة: 2 / 395 - 360 =
[ 299 ]
والحديث متكرر في الكتب.
العاشر: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2336
/ 28 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد الاشعري قال: حدثنى شيخ من
أصحابنا يقال له: عبد الله بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة: مدينة (1)
الرسول - صلى الله عليه وآله -، وكان أبو جعفر - عليه السلام - يجئ في كل
يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن ويصير إلى رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ويسلم عليه ويرجع إلى بيت فاطمة - عليها السلام -، فيخلع
نعليه ويقوم فيصلى فوسوس (2) إلى الشيطان فقال: إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من
التراب الذى يطا عليه، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لافعل هذا، فلما أن كان
وقت الزوال أقبل - عليه السلام - على حمار له، فلم ينزل في الموضع الذى
كان ينزل فيه، وجاء حتى
نزل على الصخرة التى على باب المسجد، ثم دخل فسلم على رسول الله - صلى
الله عليه وآله -. قال: ثم رجع إلى المكان الذى كان يصلى فيه، ففعل هذا
أياما. فقلت: إذا خلع نعليه جئت فاخذت الحصا الذى يطا عليه بقدميه،
= نقلا من إرشاد المفيد. وفي البحار: 50 / 38 ح 3 عن البصائر والارشاد
وإعلام الورى، وفي ج 25 / 376 ح 25 عن الخرائج والاختصاص ورواه في الفصول
المهمة 271. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: مجاورا بمدينة الرسول صلى الله
عليه وآله. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ووسوس.
[ 300 ]
فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال، فنزل على الصخرة، ثم دخل وسلم على
رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم جاء إلى الموضع الذى كان يصلى فيه،
فصلى في نعليه ولم يخلعهما حتى فعل ذلك أياما. فقلت في نفسي: لم يتهيا لى
هاهنا ولكن أذهب إلى باب الحمام، فإذا دخل [ إلى ] (1) الحمام أخذت من
التراب الذى يطا عليه، فسالت عن الحمام الذى يدلخه، فقيل لى: إنه يدخل
حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة، فتعرفت اليوم الذى يدخل فيه الحمام، وصرت
إلى باب الحمام، وجلست إلى الطلحى احدثه وأنا أنتظر مجيئه - عليه السلام
-. فقال الطلحى: إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فانه لا يتهيا لك ذلك [
بعد ] (2) ساعة. قلت: ولم ؟ قال: لان ابن الرضا - عليه السلام - يريد دخول
الحمام. قال: قلت: ومن ابن الرضا ؟
قال: رجل من آل محمد - صلى الله عليه وآله - له صلاح وورع. قلت له: ولا
يجوز أن يدخل معه الحمام غيره ؟ قال: نخلى له الحمام إذا جاء. قال: فبينا
أنا كذلك إذ أقبل - عليه السلام - ومعه غلمان له وبين يديه غلام معه حصير
حتى ادخله المسلخ، فبسطه ووافى فسلم ودخل الحجرة على حماره، ودخل المسلخ
ونزل على الحصير. فقلت للطلحى: هذا الذى وصفته بما وصفت من الصلاح والورع
؟ !
(1 و 2) من المصدر.
[ 301 ]
فقال: يا هذا لا والله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم. فقلت في نفسي: هذا
من عملي أنا جنيته، ثم قلت: أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج.
فلما خرج وتلبس دعا بالحمار، فادخل المسلخ وركب من فوق الحصير وخرج - عليه
السلام -. فقلت في نفسي: قد والله آذيته ولا أعود [ ولا ] (1) أروم ما رمت
منه أبدا، وصح عزمى على ذلك. فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على
حماره حتى نزل في الموضع الذى كان ينزل فيه في الصحن، فدخل وسلم (2) على
رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وجاء إلى الموضع الذى كان يصلى فيه في
بيت فاطمة - عليها السلام - وخلع نعليه وقام يصلى. (3)
الحادى عشر: علمه
عليه السلام - بما في النفس
2337 / 29 - عنه: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن على بن أسباط
قال: خرج - عليه السلام - على، فنظرت إلى راسه ورجليه لاصف قامته لاصحابنا
بمصر، فبينا أنا كذلك حتى قعد وقال:
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل واثبات الهداة: ودخل فسلم.
(3) الكافي: 1 / 493 ح 2 وعنه إثبات الهداة: 3 / 331 ح 6 والبحار: 50 / 60
ح 36 والوافى: 3 / 826 ح 2 وحلية الابرار: 4 / 589 ح 1. وأخرجه في البحار
المذكور ص 59 ح 35 عن مناقب ابن شهراشوب: 4 / 395 - 396 باختلاف يسير.
[ 302 ]
يا على إن الله احتج في الامامة بمثل ما احتج (به) (1) في النبوة فقال:
(وآتيناه الحكم مصبيا) (2) قال: (ولما بلغ أشده) (3) (وبلغ أربعين سنة)
(4). فقد يجوز أن يوتى الحكمة (5) صبيا ويجوز أن يعطاها وهو ابن أربعين
سنة. (6) 2338 / 30 - ثاقب المناقب: عن على بن أسباط قال: رايت أبا جعفر -
عليه السلام - وهو يقول: إن الله تبارك وتعالى احتج في الامامة بمثل ما
احتج (به) (7) في النبوة قال الله تعالى: (وآتيناه الحكم صبيا). (8) 2339
/ 31 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى ابن محمد قال: خرج على
أبو جعفر - عليه السلام - حدثان (9) موت أبيه، فنظرت إلى قده لاصف قامته
لاصحابنا، فقعد ثم قال: يا معلى إن الله تعالى احتج في الامامة بمثل ما
احتج به في النبوة فقال: (وآتيناه
(1) ليس في المصدر. (2) مريم: 12. (3)
يوسف: 22 والقصص: 14. (4) الاحقاف: 15. (5) في المصدر: الحكم. (6) الكافي:
1 / 494 ح 54، وقد تقدم في الحديث 2323 عن موضع آخر من الكافي مع تخريجاته
باختلاف يسير. (7) ليس في المصدر. (8) الثاقب في المناقب: 513 ح 2 والاية
في سورة مريم آية: 12. (9) الحدثان: أول الامر وابتداوه.
[ 303 ]
الحكم صبيا). (1)
الثاني عشر: يبس يد مخارق المغنى وفزعته 2340 / 32 -
محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريان قال:
احتال المأمون على أبى جعفر - عليه السلام - بكل حيلة، فلم يمكنه فيه شئ،
فلما اعتل وأراد أن يبنى عليه ابنته (2) دفع إلى مائتي وصيفة من أجمل ما
يكون، إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر - عليه السلام -
إذا قعد في موضع الاخيار، فلم يلتفت إليهن، وكان رجل يقال له: (مخارق)
صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين
إن كان في شئ من أمر الدنيا فانا أكفيك أمره. فقعد بين يدى أبى جعفر -
عليه السلام - فشهق مخارق شهقة اجتمع
عليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ويغنى، فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر -
عليه السلام - لا يلتفت إليه لا يمينا ولا شمالا، ثم رفع إليه راسه فقال:
(اتق الله يا ذاالعثنون) (3). قال: فسقط المضراب من يده والعود، فلم ينتفع
بيديه إلى أن
(1) لم نجده في الكافي بقدر الوسع، بل ذكره ابن شهراشوب في المناقب: 4 /
389 عن معلى ابن محمد، فلعله وقع سهوا من النساخ. (2) أي يزفها إليه. (3)
العثنون - بالثاء المثلثة بعد العين المهملة، ثم النونين -: اللحية أو ما
فضل منها بعد العارضين، أو ما نبت على الذقن وتحته سفلا، أو طولا وشعيرات
طوال تحت حنك البعير (القاموس).
[ 304 ]
مات. قال: فسأله المأمون عن حاله ؟ قال: لما صاح بى أبو جعفر - عليه
السلام - فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا. (1)
الثالث عشر: إخباره - عليه
السلام - بالغائب 2341 / 33 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن سهل بن
زياد، عن داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت على أبى جعفر - عليه السلام -
ومعى ثلاث رقاع غير معنونة، واشتبهت على، فاغتممت فتناول إحداهما وقال:
هذه رقعة زياد بن شبيب. ثم تناول الثانية فقال: هذه رقعة فلان، فبهت أنا،
فنظر إلى فتبسم. قال: وأعطاني ثلاثمائة دينار، وأمرني أن أحملها إلى بعض
بنى عمه، وقال: أما إنه سيقول لك: دلنى على حريف (2) يشترى لى بها متاعا
فدله عليه. قال: فاتيته بالدنانير، فقال [ لى ]: (3) يا أبا هاشم دلنى على
حريف يشترى لى بها متاعا. قلت (4): نعم.
(1) الكافي: 1 / 494 ح 4 وعنه إثبات الهداة: 3 / 332 ح 7 وحلية الابرار: 4
/ 565 ح 1، وفي البحار: 50 / 61 ح 37 عنه وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 396
نقلا عن الكليني. (2) حريف الرجل: معامله في حرفته. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: فقلت.
[ 305 ]
قال: وكلمني جمال
أن اكلمه له يدخله في بعض اموره، فدخلت عليه لاكلمه [ له ] (1)، فوجدته
ياكل ومعه جماعة ولم يمكني كلامه. فقال - عليه السلام -: يا أبا هاشم كل،
ووضع بين يدى ثم قال - ابتداء منه من غير مسالة -: يا غلام انظر [ إلى ]
(2) الجمال الذى أتانا به أبو هاشم فضمه إليك. قال: ودخلت معه ذات يوم
بستانا فقلت له: جعلت فداك إنى لمولع باكل الطين، فادع الله لى، فسكت. ثم
قال لى بعد [ ثلاثة ] (3) أيام - ابتداء منه -: يا أبا هاشم قد أذهب الله
عنك أكل الطين. قال أبو هاشم: فما شئ أبغض إلى منه اليوم. ورواه أبو على
الطبرسي في (إعلام الورى): قال: في كتاب (أخبار أبى هاشم الجعفري) للشيخ
أبى عبد الله أحمد بن محمد بن
عياش الذى أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسينى القصى (4)
الجرجاني - رحمه الله - قال: أخبرني والدى السيد أبو عبد الله الحسين بن
القصى (5)، عن الشريف أبى الحسين طاهر بن محمد الجعفري، عنه [ قال: ] (6)
حدثنى أبو على أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمى، عن عبد الله بن جعفر
الحميرى قال: قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: دخلت على أبى جعفر
الثاني - عليه السلام - ومعى ثلاث
(1 - 3) من المصدر. (4 و 5) كذا في المصدر، وفي الاصل: القصبى. (6) من المصدر.
[ 306 ]
رقاع غير معنونة (1)، واشتبهت على، فاغتممت لذلك [ غما ] (2) فتناول
إحداهن وقال: هذه رقعة ريان بن شبيب. ثم تناول الثانية فقال: هذه رقعة
محمد بن حمزة، وتناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان، فبهت. وساق الحديث إلى
قوله: فما شئ أبغض إلى منه. ورواه ابن شهراشوب في (المناقب) وصاحب (ثاقب
المناقب) مختصرا. (3)
الرابع عشر: علمه - عليه السلام - بحال الانسان 2342
/ 34 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى ابن محمد، عن محمد بن
على، عن محمد بن حمزة الهاشمي، عن على ابن محمد - أو محمد بن على الهاشمي
- قال: دخلت على أبى جعفر - عليه السلام - صبيحة عرسه حيث بنى بابنة
المأمون - وكنت تناولت
من الليل دواء - فاول من دخل عليه في صبيحته أنا، وقد أصابني العطش وكرهت
أن أدعو بالماء، فنظر أبو جعفر - عليه السلام - في وجهى
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: مسنونة. (2) من المصدر. (3) الكافي: 1 /
495 ح 5، اعلام الورى: 333 - 334، مناقب آل أبى طالب: 4 / 390، الثاقب في
الماقب: 519 ح 7. وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 332 - 333 ح 8 - 11 عن
الكافي وإعلام الورى والخرائج: 2 / 664 - 665 ح 1 - 4 وإرشاد المفيد: 326
- باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 361 نقلا من الارشاد. وفي البحار:
50 / 41 - 42 ح 4 - 7 عن المناقب والارشاد والخرائج والاعلام.
[ 307 ]
وقال: اظنك عطشان ؟ فقلت: أجل. فقال: يا غلام أو يا جارية اسقنا ماء. فقلت
في نفسي: الساعة ياتونه بماء يسمونه به، فاغتممت لذلك، فاقبل الغلام ومعه
الماء، فتبسم في وجهى ثم قال: يا غلام ناولنى الماء، فتناول الماء فشرب،
ثم ناولنى فشربت، (وأطلت عنده فدعى بالماء) (1)، ثم عطشت أيضا وكرهت أن
ادعوا بالماء، فعل ما فعل في الاولى. فلما جاء الغلام ومعه القدح قلت في
نفسي مثل ما قلت في الاولى، فتناول القدح ثم شرب ثم ناولنى (2) وتبسم. قال
محمد بن حمزة: فقال لى: هذا الهاشمي، وأنا (3) أظنه كما
يقولون. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في (كتابه): عن محمد ابن على
بن حمزة الهاشمي. ورواه ابن شهراشوب في (المناقب): عن محمد بن حمزة
الهاشمي. (4)
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فناولني. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: وإنى. (4) الكافي: 1 / 495 ح 6، دلائل الامامة: 215، مناقب آل أبى
طالب: 4 / 390 - 391. وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 333 ح 12 عن الكافي
وارشاد المفيد: 325 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 360 نقلا من
الارشاد، وفي البحار: 50 / 54 ح 28 عن الارشاد. =
[ 308 ]
الخامس عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2343 / 35 - محمد بن يعقوب: عن
على بن محمد، عن سهل بن زياد، عن على بن الحكم، عن دعبل بن على: أنه دخل
على أبى الحسن الرضا - عليه السلام - وأمر له بشئ فاخذه ولم يحمد الله.
قال: فقال له: لم لم (1) تحمد الله ؟ قال: ثم دخلت بعد على أبى جعفر -
عليه السلام - وأمر لى بشئ. فقلت: الحمد لله. فقال لى: (تادبت) (2). (3)
السادس عشر: إستجابة دعائه - عليه السلام -
2344 / 36 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى ابن محمد، عن أحمد
بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن سنان قال: دخلت على أبى الحسن - عليه
السلام - فقال: يا محمد حدث بال فرج حدث ؟ فقلت: مات عمر.
= وأورده في روضة الواعظين: 243. (1) كذا في المصد، وفي الاصل: لم لا تحمد
الله. (2) وجه الاعجاز في هذه الرواية هو إخباره - عليه السلام -
بالمغيبات الماضية، حيث لم يذكر أنه - عليه السلام - كان حاضرا ولم يخبره
والده بذلك. (3) الكافي: 1 / 496 ح 8 وعنه اثبات الهداة: 3 / 33 ح 14
والوافى: 3 / 830 ح 8. وأخرجه في البحار: 50 / 93 عن كشف الغمة: 2 / 363.
[ 309 ]
فقال: (الحمد لله) حتى أحصيت له أربعا وعشرين مرة. فقلت: يا سيدى لو علمت
أن هذا يسرك لجئت حافيا أعدوا إليك. قال: يا محمد أو لا تدرى ما قال -
لعنه الله - لمحمد بن على أبى ؟ قال: قلت: لا. قال: خاطبه في شئ، فقال:
أظنك سكران ! فقال أبى - عليه السلام -: (اللهم إن كنت تعلم أنى أمسيت لك
صائما فاذقه طعم الحرب (1) وذل الاسر) فوالله ما (2) ذهبت الايام حتى حرب
(3) ماله وما كان له، ثم اخذ أسيرا وهو ذا قد مات - لا رحمه الله - وقد
أدال الله عزوجل منه (4) وما زال يديل اولياءه من أعدائه. (5)
(1) الحرب - بالتحريك -: نهب مال الانسان وتركه لا مال له.
أقول: قال المسعودي في مروج الذهب: 4 / 19: وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
سخط المتوكل على عمر بن الفرج الرخجى، وكان من علية الكتاب وأخذ منه مالا
وجوهرا نحو مائة ألف وعشرين ألف دينار، وأخذ من أخيه نحوا من مائة الف
وخمسين ألف دينار. ثم صولح محمد على أحد وعشرين ألف ألف درهم على أن يرد
إليه ضياعه. ثم غضب عليه غضبة ثانية، وأمر أن يصفع في كل يوم، فاحصى ما
صفع فكان ستة آلاف صفعة. وألبسه جبة صوف. ثم رضى عنه، وسخط عليه ثالثة،
واحدر إلى بغداد، وأقام بها حتى مات. (2) في المصدر: إن. (3) حرب الرجل:
اخذ جميع ماله. وحرب حربا من باب تعب كذلك. (4) الادالة: الغلبة، واديل
لنا على أعدائنا: نصرنا عليهم، وأدال الله عزوجل منه: أي سلب منه النصرة
والغلبة. (5) الكافي: 1 / 496 ح 9 وعنه اثبات الهداة: 3 / 334 ح 15.
وأخرجه في البحار: 50 / 62 ذح 38 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 397.
[ 310 ]
السابع عشر: إيراق وإثمار السدرة اليابسة 2345 / 37 - محمد بن يعقوب: عن
أحمد بن إدريس، عن محمد ابن حسان، عن أبى هاشم الجعفري قال: صليت مع أبى
جعفر - عليه السلام - في مسجد المسيب وصلى بنا في موضع القبلة سواء (1)،
وذكر أن السدرة التى في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق، فدعا بماء وتهيا
تحت السدرة، فعاشت وأورقت وحملت من عامها. (2)
الثامن عشر: علمه - عليه
السلام - بالغائب
2346 / 38 - عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال وعمرو بن
عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطر في قال: مضى أبو الحسن الرضا -
عليه السلام - ولى عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب مالى، فارسل
إلى أبو جعفر - عليه السلام -: إذا كان غدا فائتني وليكن معك ميزان
وأوزان، فدخلت على أبى جعفر - عليه
(1) قوله: سواء أي لم ينحرف عن القبلة لصحتها، أو لم يدخل المحراب الداخل
كما يصنع المخالفون، بل قام في مثل ما قمنا عليه، ولم يتقدم علينا كثيرا
لتضيق المكان أو لوجه آخر، أو كان الموضع الذى قام - عليه السلام - عليه
وسطا مستوى النسبة إلى الجانبين. قال في النهاية: سواء الشئ وسطه، لا
ستواء المسافة إليه من الاطراف، وقيل: سواء أي صلوة المغرب، لاستوائها في
المسافر والمقيم: ولا يخفى بعده (مراة العقول). (2) الكافي: 1 / 497 ح 10،
وعنه مراة العقول 6 / 107 ح 10. وأخرجه في البحار: 50 / 62 صدر ح 38 عن
مناقب آل أبى طالب: 4 / 396. وقد ياتي في المعجزة 46 عن الارشاد وغيره.
[ 311 ]
السلام - فقال [ لى ] (1): مضى أبو الحسن - عليه السلام - ولك عليه أربعة
آلاف درهم ؟ فقلت: نعم، فرفع المصلى الذى كان تحته، فإذا تحته دنانير !
فدفعها إلى. (2)
التاسع عشر: علمه - عليه السلام - باجله 2347 / 39 - عنه:
عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران قال: لما خرج أبو جعفر -
عليه السلام - من المدينة إلى بغداد في الدفعة
الاولى من خرجتيه قلت له عند خروجه: جعلت فداك إنى أخاف عليك في هذا
الوجه، فالى من الامر بعدك ؟ فكرت بوجهه إلى ضاحكا وقال: ليس الغيبة حيث
ظننت في هذه السنة. فلما اخرج به الثانية إلى المعصتم صرت إليه فقلت له:
(1) من المصدر. (2) الكافي 1: 497 ح 11 وعنه الوافى: 3 / 830 ح 8، وفي
إثبات الهداة: 3 / 334 ح 17 عنه وعن اعلام الورى: 334 - عن محمد بن يعقوب
- وإرشاد المفيد: 325 باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 360 نقلا من
الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 54 ح 29 عن الارشاد والاعلام والكشف
والخرائج: 1 / 378 ح 7. وأورده في روضة الواعظين: 243 ومناقب آل أبى طالب:
4 / 391.
[ 312 ]
جعلت فداك أنت تخارج
فالى من [ هذا ] (1) الامر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلت لحيته. ثم التفت إلى
فقال: عند هذه يخاف على، الامر من بعدى إلى إبنى على. (2)
العشرون: علمه -
عليه السلام - بقرب أجله 2348 / 40 - عنه: عن الحسين بن محمد، عن
الخيرانى، عن أبيه أنه قال: كان يلزم باب أبى جعفر - عليه السلام - للخدمة
التى كان وكل بها. وكان أحمد بن محمد بن عيسى يجئ في السحر في كل ليلة
ليعرف خبر علة أبى جعفر - عليه السلام -، وكان الرسول الذى يختلف بين أبى
جعفر - عليه السلام - وبين أبى إذا حضر، قام أحمد وخلا به أبى، فخرجت ذات
ليلة، وقام أحمد عن المجلس، وخلا أبى بالرسول، واستدار أحمد فوقف حتى (3)
يسمع الكلام. فقال الرسول لابي: إن مولاك يقرا عليك السلام ويقول لك: (إنى
ماض والامر صائر إلى إبنى على، وله عليكم بعدى ما كان لى عليكم بعد أبى).
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 323 ح 1 وعنه اثبات الهداة: 3 / 329 ح 1
وعن اعلام الورى: 339 - 340 - عن محمد بن يعقوب - وارشاد المفيد: 327 -
328 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 376 - 377 نقلا من الارشاد.
وأخرجه في البحار: 50 / 118 ح 2 عن الاعلام والارشاد. (3) في المصدر: حيث.
[ 313 ]
ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه وقال لابي: ما الذى [ قد ] (1) قال لك
؟ قال: خيرا. قال: قد سمعت ما قال فلم تكتمه ؟ وأعاد ما سمع. فقال له أبى:
قد حرم الله عليك ما فعلت، لان الله تعالى يقول (ولا تجسسوا) (2) فاحفظ
الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما ما، وإياك أن تظهرها إلى وقتها. فلما أصبح
أبى كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع وختمها
ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال: إن حدث بى حدث الموت قبل أن
أطالبكم بها فافتحوها واعلموا (3) بما فيها. فلما مضى أبو جعفر - عليه
السلام - ذكر أبى انه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة
إنسان، واجتمع روساء العصابة عند محمد بن الفرج ويتفاوضون (4) بهذا الامر.
فكتب محمد بن الفرج إلى أبى يعلمه باجتماعهم عنده، وإنه لو لا مخافة
الشهرة لصار معهم إليه ويساله أن ياتيه، فركب أبى وصار إليه، فوجد القوم
مجتمعين عنده. فقالوا لابي: ما تقول في هذا الامر ؟
(1) من المصدر. (2) الحجرات: 12. (3) في المصدر: واعلموا. (4) أي يتكلمون به.
[ 314 ]
فقال أبى لمن عنده الرقاع: أحضروا الرقاع، فاحضروها. فقال لهم: هذا ما
امرت به. فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الامر شاهد آخر. فقال
لهم: قد أتاكم الله عز وجل به، هذا أبو جعفر الاشعري يشهد لى بسماع هذه
الرسالة، وساله أن يشهد بما عنده، فانكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا،
فدعاه أبى إلى المباهلة. فقال: لما حقق عليه قال: (1) قد سمعت ذلك وهذه
مكرمة كنت
أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم، فلم يبرح القوم حتى قالوا
بالحق جيمعا. (2) 2349 / 41 - وفي نسخة الصفوانى: محمد بن جعفر الكوفى، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد ابن الحسين الوسطى أنه سمع أحمد بن أبى
خالد مولى أبى جعفر - عليه السلام - يحكى أنه أشهده على هذه الوصية
المنسوخة (3): شهد أحمد بن أبى خالد مولى أبى جعفر - عليه السلام - أن أبا
جعفر محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى
طالب - عليهم
(1) أي فقال الخيرانى: لما حقق أبى على أحمد قال: (2) الكافي: 1 / 324 ح
3. وأخرجه في البحار: 50 / 119 ح 3 عن اعلام الورى: 340 - 341 عن محمد بن
يعقوب - وارشاد المفيد: 328 باسناده عن الكليني، وفي كشف الغمة: 2 / 377
عن الارشاد. (3) الضمير المنصوب في (أنه) والمرفوع المستكن في (أشهده)
راجع إلى أبى جعفر - عليه السلام - والضمير البارز، راجع إلى أحمد بن أبى
خالد، والمراد بالوصية المنسوخة هي الوصية عى النحو الذى يذكره احمد بن
أبى خالد (صالح).
[ 315 ]
السلام - أشهده
أنه أوصى إلى على ابنه بنفسه وأخواته (1) وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه،
وجعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع والاموال والنفقات
والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ على بن محمد. صير عبد الله بن المساور ذلك
اليوم [ إليه ] (2) ليقوم بامر نفسه
وأخواته، ويصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته
التى تصدق بها. وذلك يوم الاحد لثلاث ليال خلون من ذى الحجة سنة عشرين
ومائتين. وكتب أحمد بن أبى خالد شهادته بخطه، وشهد الحسن بن محمد ابن عبد
الله بن الحسن (3) بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم
(1) كذا في المصدر والبحار، وحاصله أنه أوصى إلى ابنه بامور نفسه وأخواته
وتربيتهن، وجعل أمر موسى ابنه إلى موسى عند بلوغه، وجعل عبد الله بن
المساور قائما على التركة. إلى ان يبلغ على ابنه، فإذا بلغ صير ابن
المساور القيام على التركة إليه، فيقوم على التركة وأمر نفسه وأخواته إلا
أمر موسى، فانه يقوم بامره لنفسه بعد على وابن المساور على ما شرط - عليه
السلام - في صدقاته وموقوفاته، وفيه نص على أن إبنه على أفضل من إخوته،
فهو الامام بعده شرح الكافي للمولى محمد صالح المازندرانى: 6 / 200 - 201.
وفي الاصل: واخوانه وهو سهو، والصحيح ما في المصدر، وذلك لان أبا جعفر
الجواد - عليه السلام - لم يخلف من الذكور إلا عليا الهادى وموسى المبرقع،
وقد خلف ابنتين: فاطمة وأمامة، ومات أبو جعفر الجواد ولابي الحسن الهادى -
عليه السلام - ثمان سنين لم يبلغ بعد على مذهب الجمهور، ولذلك جعل عبد
الله بن المساور قيما على أمواله وضياعه. (2) من المصدر والبحار، وفيهما:
يقوم. (3) كذا في المصدر والبحار، ولكن الصحيح (عبيدالله بن الحسين - وهو
الحسين الاصغر - بن على بن الحسين كما في المجدي: 195 - 196، وفيه أن
الجوانى نسبة محمد بن عبيدالله، =
[ 316 ]
السلام -، وهو الجوانى على مثل شهادة أحمد بن أبى خالد في صدر هذا
الكتاب. وكتب شهادته بيده، وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده. (1)
الحادى
والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2350 / 42 - محمد بن الحسن
الصفار: عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى القمى (2) قال: بعث إلى
أبو جعفر - عليه السلام - (رسولا) (3) ومعه كتابه يامرني أن أصير إليه،
فاتيته وهو بالمدينة نازل في دار بزيع، فدخلت عليه وسلمت، فذكر صفوان وابن
سنان وغيرهما
= لا إبنه الحسن. (1) الكافي: 1 / 325 ح 3 وعنه البحار: 50 / 121 ح 4
واثبات الهداة: 3 / 355 ح 3. قال المجلسي - رحمه الله -: لعله - عليه
السلام - للتقية من المخالفين الجاهلين بقدر الامام - عليه السلام -
ومنزلته وكما له في صغره وكبره، اعتبر بلوغه في كونه وصيا، وفوض الامر
ظاهرا قبل بلوغه إلى عبد الله، لئلا يكون لقضاتهم مدخلا في ذلك. فقوله -
عليه السلام -: (إذا بلغ) يعنى أبا الحسن - عليه السلام -. وقوله - عليه
السلام -: (صير) أي بعد بلوغ الامام - عليه السلام - صيره عبد الله مستقلا
في امور نفسه ووكل امور أخواته إليه. قوله: و (يصير): بتشديد الياء أي:
عبد الله أو الامام - عليه السلام -، (أمر موسى إليه) أي إلى موسى،
(بعدهما) أي بعد فوت عبد الله والامام - عليه السلام -، ويحتمل التخفيف
أيضا، وقوله: (على شرط أبيهما) متعلق بيقوم في الموضعين. (2) في المصدر
والبحار: أبيه محمد بن على القمى، وهو تصحيف واحمد هو ابن محمد بن عيسى
الاشعري القمى كما في بعض نسخ البصائر، راجع رجال الاستاذ السيد الخوئى
قدس سره ج 2 وج 17 في ترجمتهما، وفيهما روايتهما عن الرضا و الجواد -
عليهما السلام - ورواية الصفار عن أبيه في عدة مواضع.
(3) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: معه كتابه، فأمرني.
[ 317 ]
وقد (1) سمعه غير واحد. فقلت في نفسي: استعطفه على زكريا بن آدم لعله يسلم
مما قال في هولاء. ثم مرجعت إلى نفسي فقلت: من أنا [ حتى ] (2) أتعرض في
هذا وشبهه لمولاي هو أعلم بما يصنع ! فقال (لى) (3): يا أبا على ليس على
مثل أبى يحيى يعجل، وقد كان لابي من خدمته - صلوات الله عليه -. (4)
الثاني والعشرون: تلوين الشعر 2351 / 43 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري:
قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمارة بن زيد (5) قال: حدثنى إبراهيم بن سعيد
قال: رايت محمد بن على الرضا - عليه السلام - له شعرة أو قال (6) وفرة مثل
حلك الغراب مسح يده عليها، فاحمرت ثم مسح (عليها بظاهر كفه: فابيضت، ثم
مسح عليها بباطنها فعادت) (7) سوداء كما كانت.
(1) في المصدر والبحار: ما قد سمعه. (2) من المصدر والبحار، وفيهما: وشبهه
لمولى. (3) ليس في المصدر. (4) بصائر الدرجات: 237 ح 9 وعنه البحار: 49 /
273 ح 21 والعوالم: 22 / 455 ح 5. وأخرجه في البحار: 50 / 67 ح 45 عن رجال
الكشى: 596 ح 1115. (5) في المصدر: يزيد، وهو عمارة بن زيد أبو زيد
الخيوانى أو الحبوانى الهمداني راجع معجم رجال الحديث لسيدنا الاستاذ (قدس
سره).
(6) في المصدر: وله شعر، وقال، وحلك الغراب أي سواده. (7) كذا في المصدر،
وفي الاصل بدل ما بين القوسين هكذا: باطن كفه فصارت.
[ 318 ]
فقال لى: يابن سعيد هكذا تكون آيات الامام ؟ فقلت: رايت أباك (على ما لا
أشك) (1) يضرب بيده إلى التراب فيجعله دنانير ودراهم. فقال: في مصرك قوم
يزعمون أن الامام يحتاج إلى مال، (فضرب بيده لهم ليبلغهم) (2) أن كنوز
الارض بيد الامام. (3)
الثالث والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في
الارحام 2352 / 44 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا عبد الله بن
محمد قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: قال إبراهيم بن سعيد: كنت جالسا عند
محمد بن على - عليه السلام - إذ مرت بنا فرس انثى فقال: هذه تلد الليلة
فلوا (4) أبيض الناصية في وجهه غرة (فقمت وانصرفت) (5) مع صاحبهما، فلم
أزل احدثه إلى الليل حتى أتت (6) بفلو كما وصف، فعدت إليه. فقال: يا بن
سعيد شككت فيما قلت لك بالامس ؟
(1)
ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: فصر إليهم، فبلغهم.
(3) دلائل الامامة: 210 وعنه اثبات الهداة: 3 / 345 ح 54، وقد تقدم قطعة
منه في المعجزة 155 من معاجز الامام الرضا - عليه السلام -. (4) الفلو:
المهر، والانثى فلوة.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: فاذنته ثم انصرفت. (6) في المصدر: حتى
أتت الفرس فلوا.
[ 319 ]
إن التى في منزلك حبلى بابن أعور، فولد لى (والله) (1) محمد وكان أعور.
(2)
الرابع والعشرون: صيرورة ورق الزيتون دراهم 2353 / 45 - أبو جعفر محمد
بن جرير الطبري قال: حدثنا أبو محمد قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: [ قال ]
(3) إبراهيم بن سعيد: رايت محمد بن على - عليه السلام - يضرب بيده إلى ورق
الزيتون فيصير في كفه ورقا (4)، فاخذت منه كثيرا وأنفقته في الاسواق، فلم
يتغير. (5)
الخامس والعشرون: إلتقاء طرفي دجلة والفرات 2354 / 46 - عنه:
قال حدثنا سفيان، عن أبيه قال: (قال) (6) محمد ابن يحيى: لقيت محمد بن على
الرضا - عليه السلام - على شط الدجلة، فالتقى له طرفاه (7).
(1) ليس في المصدر، وفيه: وكان كذلك بدل (وكان أعور). (2) دلائل الامامة:
210، وعنه اثبات الهداة: 3 / 345 ح 55 و 56 وأخرجه في البحار: 50 / 58 ح
32 عن فرج المهموم: 232 نقلا من دلائل باسناده إلى أبى جعفر الطبري. (3)
من المصدر. (4) الورق: الدرهم المنقوشة. (5) دلائل الامامة: 210 وعنه
إثبات الهداة: 3 / 345 ح 57. (6) ليس في المصدر.
(7) في المصدر، شط دجله، فاتبعته طرفي فعبر، وفي الاثبات: فالتقى له حتى
عبر.
[ 320 ]
ورايته بالانبار (1) على الفرات فعل مثل ذلك. (2)
السادس والعشرون: وقوف
السفن في البحر 2355 / 47 - عنه: قال: حدثنا عبد الله بن الهيثم أبو قبيصة
الضرير قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: أخبرنا حكيم بن حما قال: رايت (سيدى)
(3) محمد بن على - عليه السلام - وقد ألقى في الدجلة خاتما، فوقفت كل
سفينة صاعدا وهابطا، وأهل العراق يومئذ يتزايدون (4). ثم قال لغلامه: أخرج
الخاتم، فسارت الزوارق. (5)
السابع والعشرون: تسييره - عليه السلام -
الرجل إلى بيت المقدس في الوقت الواحد 2356 / 48 - عنه: قال: حدثنا أبو
عمر هلال بن العلاء الرقى قال: حدثنا أبو النصر أحمد بن سعيد قال: قال لى
منخل (6) بن على: لقيت محمد بن على - عليه السلام - بسر من راى، فسألته
النفقة إلى بيت المقدس، فاعطاني مائة دينار.
(1) الانبار، مدينة على الفرات غربي بغداد، كانت الفرس تسميها فيروز
سابور، أول من عمرها سابور ذو الاكتاف، سميت بذلك لانه كان يجمع بها
أنابير الحنطة والشعير. (2) دلائل الامامة: 210 وعنه اثبات الهداة: 3 /
345 ح 59. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: متزايدون. (5) دلائل
الامامة: 210 - 211 وعنه اثبات الهداة: 3 / 345 ح 59.
(6) كذا في الاثبات أيضا، وفي المصدر (منحل)، ولم نعثر على ترجمة له في
كتب الرجال.
[ 321 ]
ثم قال لى: اغمض عينيك، فغمضتها. ثم قال: افتح، فإذا أنا ببيت المقدس تحت
القبلة، فتحيرت في ذلك. (1)
الثامن والعشرون: سيره - عليه السلام - إلى
مكة في ليلة ورجوعه فيها 2357 / 49 - عنه: قال: حدثنا أبو عمر هلال بن
العلاء الرقى قال: حدثنا هشام بن محمد قال: قال محمد بن العلاء: رايت محمد
بن على - عليه السلام - يحج بلا راحلة ولا زاد (2) من ليلته ويرجع، وكان
لى أخ بمكة لى معه (3) خاتم. فقلت له: تأخذ لى منه علامة، فرجع من ليلته
ومعه الخاتم. (4)
التاسع والعشرون: إنبات العود اليابس 2358 / 50 - عنه:
قال: حدثنا موسى بن عمران بن كثير قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا محمد
بن عمر قال: رايت محمد بن على - عليه السلام - يضع يده على منبر فتورق (5)
كل شجرة من فروعها
(1) دلائل الامامة:
211 وعنه اثبات الهداة: 3 / 345 ح 60. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
وزاد. (3) كذا في الاصل والاثبات، وفي المصدر: عنده. (4) دلائل الامامة:
211 وعنه اثبات الهداة 3 / 345 ح 61. (5) كذا في الاصل والاثبات، وفي
المصدر: على المنبر فيورق، على كل حال لم يتضح المراد، بل ولا نص اللفظ،
أورق الشجر من فروعها: أظهر كل شجرة ورقها من أغصانها لا
من أصولها، ولا ريب في أن وضع الامام يده كان سببا لذلك، كما أنه - عليه
السلام - في =
[ 322 ]
و (إنى) (1) رايته يكلم شاة فتجيبه. (2)
الثلاثون: إبانة أثر أصابعه -
عليه السلام - في الصخرة وغير ذلك 2359 / 51 - عنه: قال: حدثنا ابو محمد
عبد الله بن محمد قال: قال عمارة بن زيد: رايت محمد بن على - عليه السلام
- فقلت له: يابن رسول الله ما علامة الامام ؟ قال: إذا فعل هكذا، فوضع يده
على صخرة فبان أصابعه فيها. ورايته يمد الحديد من غير (3) نار ويطبع
الحجارة بخاتمه. (4)
الحادى والثلاثون: إبراء الاعمى 2360 / 52 - عنه:
قال: حدثنا [ أبو محمد ] (5) عبد الله بن محمد قال: قال لى عمارة بن زيد:
رايت إمراة قد حملت إبنا لها مكفوفا إلى أبى جعفر محمد بن على - عليه
السلام -، فمسح يده عليه فاستوى قائما
= السدرة اليابسة دعا فاورقت وحملت من عامها، ولا مراء في أن قوله: (يورق
كل شجرة من فروعها) يدل على كثرة الشجرة، فمن المحتمل أن يكون اللفظ هكذا:
(يضع يده على المشجر: منبت الشجر، أو المشجر: مكان كثير الشجر، والحاصل
أنه بعد وضع يده - عليه السلام - عليه أورق كل شجرة من فروعها). (1) ليس
في المصدر. (2) دلائل الامامة: 211 وعنه اثبات الهداة: 3 / 345 ح 62. (3)
في المصدر: بغير نار وفي الاثبات: بلا نار. (4) دلائل الامامة: 211 وعنه
إثبات الهداة: 3 / 345 ح 63.
(5) من المصدر.
[ 323 ]
يعدو كان لم يكن
في عينه (1) ضرر. (2)
الثاني والثلاثون: كلام الثور 2361 / 53 - عنه:
حدثنا قطر بن أبى قطر (3) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد (قال: قال لى محمد
بن سعيد:) (4) قال: قال لى محمد بن على بن عمر التنوخى (5): رايت محمد بن
على - عليهما السلام - وهو يكلم ثورا فحرك الثور راسه. فقلت: لا، ولكن
تامر (6) الثور أن يكلمك. فقال (7): وعلمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ.
ثم قال (للثور) (8): قل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) (ومسح بكفه
على راسه. فقال الثور: (لا اله إلا الله وحده لا شريك له) (9). (10)
(1) في المصدر: بعينه. (2) دلائل الامامة: 211 وعنه إثبات الهداة: 3 / 346
ح 64. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل عبد الله قطر بن أبى قطر، ولم أعثر
على ترجمة له في كتب الرجال. (4) ليس في المصدر. (5) لم نعثر له على
ترجمة. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: أمر. (7) كذا في المصدر والاثبات،
وفي الاصل: قال. (8) ليس في المصدر.
(9) بدل ما بين القوسين في الاصل هكذا: فقال، ثم مسح براسه عليه، وما
أثبتناه من المصدر. (10) دلائل الامامة: 211 وعنه إثبات الهداة: 3 / 346 ح
65.
[ 324 ]
الثالث والثلاثون: علمه - عليه السلام - بقصعة الصين 2362 / 54 - عنه:
قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: قال عمارة بن زيد: رايت محمد بن على -
عليهما السلام - وبين يديه قصعة صينى، فقال (لى) (1): يا عمارة أترى من
هذا عجبا ؟ قلت: نعم، فوضع يده عليها فذابت حتى صارت ماء، ثم جمعه فجعله
(2) في قدح ردها بعد مسحها كما كانت قصعة صينية وقال: مثل هكذا (3) فلتكن
القدرة. (4)
الرابع والثلاثون: ما تكلم به - عليه السلام - وهو أقل من
أربع سنين 2363 / 55 - عنه: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى
قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن
أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبى عبد الله البرقى قال:
حدثنا زكريا بن آدم قال: إنى كنت عند (5) الرضا - عليه السلام - إذ جئ
بابى جعفر - عليه السلام -
(1) ليس في
اثبات الهداة والبحار. (2) كذا في الاصل والاثبات، وفي المصدر: حتى جعله.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل والاثبات هكذا: ثم يردها ومسحها بيده، فإذا
هي قصعة كما كانت. فقال: مثل هذا.
(4) دلائل الامامة: 211 - 212 وعنه إثبات الهداة: 3 / 346 ح 66 والبحار:
50 / 59. (5) في المصدر والبحار: إنى لعند الرضا - عليه السلام -.
[ 325 ]
[ له ] (1) وسنه أقل من أربع (سنين) (2)، فضرب بيده [ إلى ] (3) الارض
ورفع راسه إلى السماء فاطال الفكر (4). فقال له الرضا - عليه السلام -:
بنفسى أنت لم طال فكرك ؟ (5) فقال: فيما صنع بامى فاطمة، أما والله
لاخرجنهما ثم لاحرقنهما ثم لا ذرينهما ثم لانسفنهما في اليم نسفا (6).
فاستدناه وقبل بين عينيه ثم قال: (بابى أنت وامى) (7) أنت لها يعنى
الامامة (8). (9)
(1) من المصدر. (2)
ليس في المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: وهو يفكر. (5) كذا
في المصدر، وفي الاصل: فما أطال فكرتك ؟ وفي البحار: بنفسى فلم طال فكرك.
(6) قوله - عليه السلام -: (أما والله لاخرجنهما...) أي الاول والثانى
والذى يقوم بهذا الدور كما في الروايات الواردة عنهم - عليهم السلام - في
علامات الظهور هو صاحب الامر - عليه السلام -، ولما كان من ولده - عليه
السلام - وكلهم واحد أولهم محمد وأوسطهم محمد وآخرهم محمد - عليهم السلام
- فهو دليل على إمامته - عليه السلام - لانه سيكون من ولده الامام الحجة -
عليه السلام - ومثل هذا التعبير جائز، ومنه قوله تعالى في سورة الفتح: 28:
(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله...) - فانه
جاء في التفاسير - أن الحجة - عليه
السلام - يظهر الله تعالى دينه على الدين كله به وعلى يديه. (7) ليس في
المصدر. (8) جملة (يعنى الامامة) ليس من كلام الامام، بل الظاهر أنه من
كلام الطبري، وضمير (لها) مرجعه إلى فاطمة - عليها السلام - أو لهذه
الامور التى تجرى لاجلها، وتكون بيد ابن الامام الجواد: الحجة عجل الله
تعالى فرجه، وفيه دلالة على الامامة بوجه. (9) دلائل الامامة: 212 وعنه
البحار: 50 / 59 ذح 34. ورواه في إثبات الوصية: 184.
[ 326 ]
الخامس والثلاثون: علمه - عليه السلام - بموت أبيه وهو بالمدينة وأبوه
بخراسان 2364 / 56 - الطبرسي في كتاب (إعلام الورى): قال: روى محمد ابن
أحمد بن يحيى في كتاب (نوادر الحكمة)، عن موسى بن جعفر، (عن امية بن على)
(1) قال: كنت بالمدينة، وكنت أختلف إلى أبى جعفر - عليه السلام -، وأبو
الحسن - عليه السلام - بخراسان، وكان أهل بيته وعمومة [ من [ (2) أبيه
ياتونه ويسلمون عليه، فدعا [ يوما ] (3) الجارية فقال: قولى لهم: يتهياون
للماتم. فلما تفرقوا قالوا: ألا سألناه ماتم من ؟ ! فلما كان من الغد فعل
مثل ذلك. فقالوا: ماتم من ؟ قال: ماتم خير من على ظهرها، فاتانا (4) خبر
أبى الحسن - عليه السلام - بعد ذلك بايام، فإذا هو قد مات في ذلك [ اليوم
] (5).
ورواه ابن شهراشوب في (المناقب): عن محمد بن أحمد بن يحيى من نوارد
الحكمة. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: في (كتابه) قال: وقال:
(1) ليس في المصدر. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر والبحار: 49 و
50 والعوالم والاثبات، وفي الاصل: فأتاني. (5) من المصدر والبحار والاثبات
والعوالم.
[ 327 ]
امية بن على: كنت
بالمدينة وكنت أختلف إلى أبى جعفر - عليه السلام - وأبوه بخراسان، فدعا
يوما بالجارية (1) فقال لها: قولى لهم: يتهياون للماتم، وساق الحديث إلى
آخره ببعض التغيير. (2)
السادس والثلاثون: ذهابه إلى أبيه لتجهيزه من
المدينة إلى خراسان في الوقت الواحد 2365 / 57 - ثاقب المناقب: عن محمد بن
قتيبة، عن مودب كان لابي جعفر - عليه السلام - قال: إنه كان بين يدى يوما
يقرا في اللوح إذ رمى اللوح من يده، وقام فزعا وهو يقول: إنا لله وإنا
إليه راجعون، مضى والله أبى - عليه السلام -. فقلت: من أين علمت هذا ؟
فقال: دخلنى من إجلال الله وعظمته شئ لا أعهده. فقلت: وقد مضى ؟ !
قال: (دع عنك هذا، إئذن لى أن أدخل البيت وأخرج إليك،
(1) في المصدر: جاريته يوما. (2) إعلام الورى: 334 - 335، مناقب ابن
شهراشوب 4: 389، دلائل الامامة: 212. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 369 واثبات
الهداة: 3 / 337 ح 21 والبحار: 49 / 310 ح 21 والعوالم: 22 / 503 ح 9 عن
اعلام الورى، وفي البحار: 50 / 63 ح 39 عن اعلام الورى والمناقب. ورواه في
إثبات الوصية: 188 والثاقب في المناقب: 515 ح 2.
[ 328 ]
واستعرضني [ باى ] (1) القرآن [ إن شئت ] (2) سافسر لك وتحفظه)، ودخل
البيت فقمت ودخلت في طلبه اشفاقا منى عليه، فسالت عنه. فقيل: دخل هذا
البيت ورد الباب دونه وقال: لا تأذنوا على أحدا حتى أخرج إليكم. فخرج
(على) (3) متغيرا وهو يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله أبى).
فقلت: جعلت فداك قد مضى ؟ قال: نعم وتوليت غسله وتكفينه وما كان ذلك ليلى
منه غيرى. ثم قال لى: (دع عنك واستعرضني [ آى ] (4) القران [ إن شئت ]
(5)، افسر لك تحفظه. فقلت: الاعرف (6). فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم،
ثم [ قرا ] (7) بسم الله الرحمن الرحيم (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة
وظنوا أنه واقع بهم) (8). فقلت: (المص) (9).
فقال: هذا أول السورة، وهذا ناسخ وهذا منسوخ، وهذا محكم وهذا متشابه، وهذا
خاص وهذا عام، وهذا ما غلط به الكتاب، وهذا ما
(1 و 2) من المصدر، وفيه: فدخل البيت. (3) ليس في المصدر. (4 و 5) من
المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا أعرف. (7) من المصدر. (8)
الاعراف: 171. (9) الاعراف: 1.
[ 329 ]
اشتبه على (1) الناس. (2) ثم قال صاحب ثاقب المناقب: قال المصنف: إنه كان
بالمدينة وأبوه بطوس.
السابع والثلاثون: تجهيزه والده - عليهما السلام -
وما في ذلك من المعجزات 2366 / 58 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن على
ماجيلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن زياد جعفر الهمداني وأحمد بن
على بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم ناتانه والحسين ابن إبراهيم بن
[ أحمد بن ] (3) هشام المودب وعلى بن عبد الله الوراق - رضى الله عنهم -
قالوا: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبى الصلت الهروي في
حديث وفاة أبى الحسن الرضا - عليه السلام - وساق الحديث بطوله إلى
أن قال: قال المأمون: يابن رسول الله ما رايت عنبا أحسن من هذا. فقال له
الرضا - عليه السلام -: ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة. فقال له: كل
منه. فقال له الرضا - عليه السلام -: تعفيني منه (4) ؟
(1) في المصدر: عليه. (2) الثاقب في المناقب: 509 ح 1، ورواه في الامامة
والتبصرة: 85 ح 74، وروى نحوه في اثبات الوصية: 194. (3) من المصدر. (4)
في البحار: عنه.
[ 330 ]
فقال: لابد من
ذلك، وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ، فتناول العنقود فاكل منه، ثم ناوله
فاكل منه الرضا - عليه السلام - ثلاث حبات ثم رمى به وقام. فقال المأمون:
إلى أين ؟ فقال: إلى حيث وجهتني. وخرج (1) - عليه السلام - مغطى الراس فلم
اكلمه حتى دخل الدار، فامر أن يغلق الباب فغلق، ثم نام - عليه السلام -
على فراشه، ومكثت (2) واقفا في صحن الدار مغموما محزونا، فبينا أنا كذلك
إذ دخل علينا (3) شاب حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا - عليه
السلام -، فبادرت إليه وقلت له: من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال: الذى جاء
[ بى ] (4) من المدينة في هذا الوقت هو الذى أدخلني الدار والباب مغلق.
فقلت له: ومن أنت ؟ فقال لى: أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت، أنا محمد بن
على. ثم مضى نحو أبيه - عليهم السلام -، فدخل وأمرني بالدخول معه، فلما
نظر إليه الرضا - عليه السلام - وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما
بين عينيه، ثم سحبه سحبا إلى فراشه، وأكب عليه محمد بن على - عليهما
السلام - يقبله ويساره بشئ لم أفهمه.
(1) من المصدر: فخرج (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكنت. (3) في
المصدر والبحار: مهموما محزونا، فبينما أنا كذلك إذ دخل على. (4) من
المصدر والبحار.
[ 331 ]
ورايت على (1)
شفتي الرضا - عليه السلام - زبدا أشد بياضا من الثلج، ورايت أبا جعفر -
عليه السلام - يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبيه (2) وصدره، فاستخرج
منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر - عليه السلام -. ومضى الرضا -
عليه السلام - فقال أبو جعفر - عليه السلام -: [ قم ] (3) يا أبا الصلت
ائتنى بالمغتسل والماء من الخزانة). فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.
فقال لى: (إنته (4) إلى ما آمرك به)، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء،
فاخرجته وشمرت ثيابي لاغسله [ معه ] (5) فقال [ لى ] (6): (تنح يا أبا
الصلت فان لى من يعيننى غيرك)، فغسله. ثم قال لى: (ادخل (إلى) (7) الخزانة
فاخرج إلى السفط الذى فيه
كفنه وحنوطه)، فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط، فحملته إليه
فكفنه وصلى عليه ثم قال لى: (أئتنى بالتابوت). فقلت: أمضى إلى النجار حتى
يصلح التابوت. قال: (قم فان في الخزانة تابوتا)، فدخلت الخزانة فإذا تابوت
لم
(1) في البحار: في. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثوبه. (3) من
المصدر، وفي البحار: يا أبا الصلت قم. (4) في المصدر: وقال لى: إئته. (5)
من البحار. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار، وفي
البحار: فاخرج لى.
[ 332 ]
أر (1) مثله
قط، فاتيت (2) به، فاخذ الرضا - عليه السلام - بعد ما صلى عليه، فوضعه في
التابوت وصف قدميه وصلى ركعتين، لم يفرغ منهما حتى علا التابوت، فانشق (3)
السقف فخرج منه التابوت ومضى. فقلت: يابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون
ويطالبنا بالرضا - عليه السلام - فما نصنع ؟ فقال لى: (اسكت فانه سيعود،
يا أبا الصلت ما من نبى يموت بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله
تعالى بين أرواحهما وأجسادهما)، فما أتم (4) الحديث حتى انشق السقف ونزل
التابوت، فقام - عليه السلام - فاستخرج الرضا - عليه السلام - من التابوت
ووضعه على
فراشه كانه لم يغسل ولم يكفن. ثم قال لى: يا أبا الصلت قم فافتح الباب
للمأمون، ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان على الباب (5)، وساق الحديث
بطوله. (6) وقد تقدم في الباب الثامن من معاجز الرضا - عليه السلام - وهو
الرابع عشر ومائة. 2367 / 59 - عنه: قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
القرشى - رضى الله عنه - قال: حدثنى أبى قال: حدثنى محمد بن موسى قال:
(1) في المصدر والبحار: فوجدت تابوتا لم أره، وكلمة مثله ليس في المصدر.
(2) في المصدر والبحار: فاتيته. (3) في المصدر: وانشق. (4) كذا في البحار
والعوالم، وفي المصدر: وما أتم، وفي الاصل: وما تم. (5) في المصدر
والبحار: بالباب. (6) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 243 - 244
قطعة من ح 1، ورواه في الامالى أيضا: 526 ح 17 وعنهما البحار: 49 / 300 ح
10 والعوالم: 22 / 494 ح 2.
[ 333 ]
حدثنى
محمد بن خلف الطاهري قال: حدثنى هرثمة بن أعين وذكر حديث وفاة الرضا -
عليه السلام - بطوله إلى أن قال: ثم قال المأمون: امض يا هرثمة إلى أبى
الحسن - عليه السلام - فاقراه منى السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك
؟ فان قال لك: بل نصير إليه فتساله (1) عنيى أن يقدم (2) ذلك. [ قال: ]
(3) فجئته، فلما اطلعت عليه قال لى: (يا هرثمة أليس قد حفظت ما أوصيتك به)
؟
قلت: بلى. قال: قدموا [ إلى ] (4) نعلي فقد علمت ما أرسلك به. قال: فقدمت
نعله فمشى (5) إليه، فلما دخل المجلس قام إليه المأمون قائما، فعانقه وقبل
(ما) (6) بين عينيه وأجلسه إلى جانبه على سريره، وأقبل عليه يحادثه ساعة
من النهار طويلة، ثم قال لبعض غلمانه: ائتونى (7) بعنب ورمان. قال هرثمة:
فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر ورايت النفضة (8) قد عرضت في بدنى، فكرهت أن
يتبين ذلك في، فتراجعت القهقرى
(1) في المصدر فسأله. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أن تقدم. (3)
من المصدر والبحار، وفي البحار: فإذا بدل (فلما). (4) من المصدر. (5) في
المصدر: نعليه، وفيه البحار: ومشى. (6) ليس في البحار. (7) في المصدر
والبحار: يوتى. (8) النفضة - كحمرة وهمزة -: رعدة النافض من الحمى أو غيره.
[ 334 ]
حتى خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار. فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي
قد (1) خرج من عنده ورجع إلى داره، ثم رايت الامر قد خرج من عند المأمون
باحضار الاطباء والمترفقين فقلت: ما هذا ؟ فقيل لى: علة عرضت لابي الحسن
على بن موسى الرضا - عليه
السلام -، فكان الناس في شك وكنت على يقين لما أعرف منه. قال: فلما كان من
الثلث الثاني من الليل علا الصياح وسمعت الصيحة (2) من الدار، فاسرعت فيمن
أسرع، فإذا نحن (3) بالمامون مكشوف الراس محلل الازرار قائما على قدميه
ينتحب ويبكى. [ قال: ] (4) فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفس الصعداء، ثم أصبحنا
فجلس المأمون للتعزية، ثم قام فمشى (5) إلى الموضع الذى فيه سيدنا - عليه
السلام -. فقال: اصلحوا لنا موضعا فانى اريد أن اغسله، فدنوت [ منه ] (6)
فقلت له: ما قاله سيدى بسبب الغسل والتكفين والدفن. فقال [ لى ] (7): لست
أعرض لذلك، ثم قال: شأنك يا هرثمة.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لسيدي خرج. (2) كذا في المصدر، وفي
الاصل والبحار: الوجبة. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنا. (4)
من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: يمشى. (6 و 7)
من المصدر والبحار.
[ 335 ]
قال: فلم أزل
قائما حتى رايت الفسطاط قد ضربت (فحملته وأدخلته في الفسطاط) (1)، فوقفت
من ظاهره وكل من في الدار دوني، وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح
وتردد الاواني وصب الماء وتضوع الطيب الذى لم أشم أطيب منه.
قال: فإذا أنا بالمامون قد أشرف على [ بعض ] (2) علالى داره، فصاح (بى)
(3) يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا أمام مثله ؟ فاين محمد بن
على ابنه عنه وهو بمدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - وهذا بطوس بخراسان
؟ (4) قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين [ إنا نقول: ] (5) إن الامام لا يجب
أن يغسله إلا إمام مثله، فان تعدى متعد فغسل (6) الامام لم تبطل إمامة
الامام لتعدى غاسله، ولا تبطل (7) إمامة الامام الذى بعده، بان غلب على
غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن على بن موسى الرضا - عليهما السلام -
بالمدينة لغسله ابنه [ محمد ] (8) ظاهرا ولا يغسله الان [ أيضا ] (9) إلا
هو من حيث يخفى. قال: فسكت عنى، ثم ارتفع الفسطاط، فإذا أنا بسيدي - عليه
السلام -
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، وفي المصدر: أعالي،
وفي البحار: على من بعض. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر والبحار:
وفي الاصل: من خراسان. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: بغسل. (7) في البحار: ولا بطلت. (8 و 9) من المصدر والبحار.
[ 336 ]
مدرج في أكفانه، فوضعته على نعشه، ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع من
حضر، ثم جئنا إلى موضع القبر، فوجدتهم يضربون
بالمعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره، والمعاول تنبو عنه حتى لم
تحفر (1) ذرة من تراب الارض. فقال لى: ويحك يا هرثمة أما ترى الارض كيف
تمتنع من حفر قبر له ؟ ! فقلت (له) (2): يا أمير المؤمنين إنه قد أمرنى أن
أضرب معولا واحدا في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد ولا أضرب غيره.
قال: فإذا ضربت يا هرثمة يكون ماذا ؟ قلت: إنه أخبرني أنه لا [ يجوز أن ]
(3) يكون قبر أبيك قبلة لقبره، فان (4) أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ
إلى قبر محفور من غير يد تحفره، وبان ضريح في وسطه. فقال المأمون: سبحان
الله ما أعجب هذا الكلام ولا عجب (5) من أمر أبى الحسن - عليه السلام -،
فاضرب يا هرثمة حتى نرى. قال هرثمة: فاخذت المعول بيدى فضربت (به) (6) في
قبلة قبر هارون الرشيد.
(1) في البحار: عنه لا تحفر، وفى المصدر: حتى ما يحفر. (2) ليس في البحار.
(3) من المصدر والبحار، وفيهما: أخبر أنه. (4) في المصدر: فإذا. (5) في
المصدر: أعجب. (6) ليس في المصدر.
[ 337 ]
قال فنفذ إلى قبر محفور [ من غير يد تحفره ] (1) وبان ضريح في
وسطه والناس ينظرون إليه. فقال: انزله إليه يا هرثمة. فقلت: يا أمير
المؤمنين إن سيدى أمرنى أن لا أنزل (2) إليه حتى ينفجر من أرض هذا القبر
ماء أبيض، فيمتلئ منه القبر حتى يكون الماء مع وجه الارض، ثم يضطرب فيه
حوت بطول القبر، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته على جانب قبره (3) وخليت
بينه وبين ملحده. قال: فافعل يا هرثمة ما أمرت به. قال هرثمة: فانتظرت
ظهور الماء والحوت، فظهر ثم غاب وغار الماء والناس ينظرون (إليه) (4) ثم
جعلت النعش إلى جانب قبره، فغطى قبره بثوب أبيض لم ابسطه، ثم انزل به إلى
قبره بغير يدى ولا يد أحد ممن حضر، فاشار المأمون إلى الناس أن هاتوا (5)
التراب بايديكم فاطرحوه فيه. فقلت: لا تفعل (6) يا أمير المؤمنين.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أمرنى سيدى ان لا
أنزله. (3) في المصدر: القبر. (4) ليس في المصدر. (5) في البحار: هالوا.
(6) في المصدر: واطرحوه فيه، فقلت: لانفعل.
[ 338 ]
قال: [ فقال: ] (1) ويحك (يا هرثمة) (2) فمن يملوه ؟
فقلت: قد أمرنى ان لا يطرح عليه التراب، وأخبرني أن القبر يمتلئ من ذات
نفسه، ثم ينطبق ويتربع على وجه الارض، فاشار المأمون إلى الناس أن كفوا. [
قال: ] (3) فرموا ما في أيديهم من التراب، ثم امتلا القبر وأنطبق وتربع
على وجه الارض، فانصرف المأمون وأنصرفت (4). والحديث فيه زيادة ذكرناه
بطوله وهو الخامس عشر ومائة من معاجز أبى الحسن على بن موسى الرضا - عليه
السلام - وهو الباب الثامن من هذا الكتاب. (5)
الثامن والثلاثون: دخوله -
عليه السلام - السجن وإخراجه أبا الصلت الهروي منه 2368 / 60 - ابن
بابويه: قال: حدثنا محمد بن على ماجيلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد
بن زياد بن جعفر الهمداني وأحمد بن على بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن
إبراهيم بن ناتانه والحسين بن إبراهيم [ بن أحمد ] (6) بن هشام المودب
وعلى بن عبد الله
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 247 - 249 قطعه من ح
1. (5) تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2249. (6) من المصدر.
[ 339 ]
الوراق - رضى الله عنهم -: قالوا: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن
أبى الصلت الهروي قال: أمر المأمون بحبسي بعد دفن الرضا - عليه السلام -
فحبست، سنة فضاق على الحبس، وسهرت الليلة ودعوت الله تبارك وتعالى [ بدعاء
] (1) ذكرت فيه محمدا وآل محمد - صلوات الله وسلامه عليهم -، وسالت الله
تعالى بحقهم أن يفرج عنى فلم استتم الدعاء (2) حتى دخل على أبو جعفر محمد
بن على - عليهما السلام -. فقال لى: يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت: إى
والله. قال: قم فاخرج (3)، ثم ضرب بيده (4) إلى القيود [ التى كانت على ]
(5)، ففكها، وأخذ بيدى وأخرجنى من الدار والحرسة والغلمان يروننى (6)، فلم
يستطيعوا أن يكلموني، وخرجت من باب الدار. ثم قال لى: امض في ودائع الله
تعالى فانك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبدا. فقال أبو الصلت: فلم ألتق
(إلى) (7) المأمون إلى هذا الوقت. (8)
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: فما استتم دعائي. (3) كذا في
الامالى وفي الاصل والعيون والبحار: فاخرجني، ولعله تصحيف. (4) في المصدر
والبحار: يده. (5) من المصدر والبحار، وكلمة (على) ليس في البحار. (6) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: يرونى، وفي البحار: والغلمة. (7) ليس في
المصدر، وفي البحار: مع. (8) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 242 ح
1 ورواه في الامالى أيضا: 526 ح 17. وقد تقدم بتمامه في الحديث 2248 مع
كامل تخريجاته. (*)
[ 340 ]
التاسع والثلاثون علمه - عليه
السلام - بما في النفس والارحام 2369 / 61 - أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنى أبو النجم بدر
بن عمار الطبرستانى قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن على الشلمغانى قال: حج
إسحاق بن إسماعيل في السنة التى خرجت الجماعة إلى أبى جعفر - عليه السلام
-. قال إسحاق: فاعددت له في رقعة عشر مسائل لا ساله عنها، وكان لى حمل.
فقلت: إذا أجابنى عن مسائلي سألته أن يدعو الله لى أن يجعله ذكرا، فلما
ساله الناس قمت والرقعة معى لا ساله عن مسائلي. فلما نظر إلى قال (لى):
(1) يا إسحاق سمه أحمد، فولد لى ذكر فسميته (2) أحمد، فعاش مدة ومات. وكان
ممن خرج مع الجماعة على ابن حسان الواسطي المعروف بالعمش قال: حملت معلى
إليه - عليه السلام - من الالة التى للصبيان بعضها من فضة وقلت: أتحف
مولاى أبا جعفر - عليه السلام - بها، فلما تفرق الناس عنه بعد جواب الجميع
قام (3)، فمضى [ إلى صريا ] (4) فاتبعته فلقيت موفقا فقلت:
(1) ليس في الصمدر، وفيه وفي البحار: يا أبا يعقوب. (2) في المصدر:
وسميته. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن جواب بجميعهم قال، وفي البحار:
عن جواب لجميعهم. (4) من البحار، وفيه واتبعته، قال ابن شهراشوب في
المناقب: 4 / 382: أن (صريا) قرية
أسسها موسى بن جعفر - عليهما السلام - على ثلاثة أميال من المدينة.
[ 341 ]
استاذن لى على أبى جعفر - عليه السلام -، فدخلت وسلمت فرد على السلام وفي
وجهه الكراهة، ولم يامرني بالجلوس، فدنوت منه وفرغت (1) ما كان في كمى بين
يديه. فنظر إلى (نظر) (2) مغضب، ثم رمى يمينا وشمالا ثم قال: (3) ما لهذا
خلقني الله، ما أنا واللعب ؟ ! فاستعفيته فعفى عنى [ فاخذتها ] (4) وخرجت.
(5)
الاربعون: مكاتبة أبيه - عليه السلام - إليه وقرائته - عليه السلام -
وهو صغير 2370 / 62 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو
المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزارى قال:
حدثنا على بن يونس الخزاز، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: كنت أنا ومحمد
بن سنان وصفوان و عبد الله بن المغيرة عند أبى
(1) في المصدر أفرغت. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وقال. (4) من
المصدر، وفيه وفي البحار: فخرجت. (5) دلائل الامامة: 212 - 213 وعنه
البحار: 50 / 58 ح 34. وأخرجه في اثبات الهداة: 3 / 343 ح 47 عن عيون
المعجزات: 120 - 121 باختصار. ورواه في إثبات الوصية: 188.
[ 342 ]
الحسن الرضا - عليه السلام - بمنى، فقال لى: ألك (1) حاجة ؟ فقلت: نعم
وكتب معنا كتابا إلى أبى جعفر - عليه السلام -. فلما صرنا إلى المدينة
أخرجه مسافر إلينا على كتفه - وله يومئذ ثمانية عشر شهرا - فدفعنا الكتاب
إليه، ففض الخاتم وقراه، [ ثم رفع راسه إلى نخلة كان تحتها فقال: باح باح
] (2). (3)
|