كتاب مدينة المعاجز

الجزء السابع

 

 

[ 419 ]

 

بسم الله الرحمن الرحيم الباب العاشر في معاجز الهادى أبى الحسن الثالث على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب - عليهم السلام -

الاول: في معاجز الميلاد قد تقدم في معاجز ميلاد على بن الحسين زين العابدين - عليهم السلام - 2421 / 1 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنى أبو النجم بدر بن عمار الطبرستانى قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن على قال: روى محمد بن الفرج بن [ إبراهيم بن ] (1) عبد الله بن جعفر قال: دعاني أبو جعفر محمد بن على بن موسى - عليهم السلام -، فاعلمني أن قافلة قدمت فيها نخاس معه جواري، ودفع إلى دينارا وأمرني بابتياع جارية وصفها


(1) من المصدر.


[ 420 ]

[ لى ] (1)، فمضيت وعلمت بما أمرنى، فكانت (تلك) (2) الجارية ام أبى الحسن - عليه السلام -، وروى أن اسمها سمانة وأنها (3) مولدة، (4) 2422 / 2 - ثم قال أبو جعفر الطبري: وروى محمد بن الفرج و على بن مهزيار، عن السيد - عليه السلام - أنه قال: امى عارفة بحقى وهى أهل الجنة، لا يقربها شيطان مارد ولا ينالها كيد جبار عنيد، وهى مكلوة (5) بعين الله التى لا تنام ولا تتخلف عن امهات الصديقين والصالحين. (6)

الثاني: علمه - عليه السلام - بالغائب 2423 / 3 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن خيران الاسباطي قال: قدمت على أبى الحسن - عليه السلام - المدينة، فقال [ لى ] (7): (ما خبر الواثق عندك ؟) قلت: جعلت فداك خلفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به، عهدي به منذ عشرة أيام. قال: فقال لى: إن أهل المدينة يقولون إنه (قد) (8) مات (فقلت: أنا * (هامش): (1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وكانت بدل (وأنها). (4) دلائل الامامة: 216. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وهى كان بعين الله. (6) دلائل الامامة: 216 - 217. (7) من المصدر. (8) ليسا في المصدر.

[ 421 ]

أقرب الناس به عهدا. قال: فقال: (إن الناس يقولون لى: إنه مات) (1)، فلما أن قال لى: الناس علمت أنه هو (2)، ثم قال لى: (ما فعل جعفر ؟) قلت: تركته أسوء الناس حالا في السجن، قال: فقال: (أما إنه صاحب الامر، ما فعل ابن الزيات ؟) قلت: جعلت فداك الناس معه والامر أمره، قال: فقال: (أما إنه شوم عليه). قال: ثم سكت وقال لى: (لابد أن تجرى مقادير الله وأحكامه، يا خيران مات الواثق، وقد قعد المتوكل جعفر، وقد قتل ابن الزيات)، فقلت: متى جعلت فداك ؟ قال: بعد خروجك بستة أيام. (3)

الثالث: إخراج الروضات بخان الصعاليك 2424 / 4 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح ابن سعيد قال: دخلت على أبى الحسن - عليه السلام - فقلت [ له ] (4): جعلت فداك في كل الامور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا


(1) ليسا في المصدر. (2) يعين لما نسب ذلك إلى أهل المدينة علمت أن القائل هو نفسه - عليه السلام - (الوافى). (3) الكافي: 1 / 498 ح 1 وعنه اثبات الهداة: 3 / 360 ح 4 وعن الخرائج: 1 / 407 ح 14 و ارشاد المفيد: 329 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 341 - عن محمد بن يعقوب - و كشف الغمة: 2 / 378 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 151 ح 37 عن الخرائج وفي ص 158 ح 48 عن إعلام الورى والارشاد، وأورده في الفصول المهمة: 279 ومناقب آل أبى طالب: 4 / 410. (4) من المصدر.


[ 422 ]

الخان الاشنع خان الصعاليك، فقال: (ها هنا أنت يا بن سعيد !) ثم أو ما بيده وقال: (انظر) فنظرت، فإذا انا بروضات انقات وروضات باسرات (1) فيهن خيرات عطرات وولدان كانهن اللولو المكنون، وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصرى وحسرت عينى، فقال: (حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك). ورواه محمد بن الحسن الصفار: باسناده عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبى الحسن - عليه السلام - فقلت [ له ] (2): جعلت فداك في كل الامور أرادا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك. و ساق الحديث. ورواه الشيخ المفيد في (الاختصاص): عن معلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح ابن سعيد قال: دخلت على أبى الحسن - عليه السلام - فقلت له: جعلت فداك في كل الامور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك. وساق الحديث. (3)


(1) الانق: الفرح والسرور، والبسر - بضم الموحدة -: الغض من كل شئ والماء الطرى القريب العهد بالمطر، والبسرة من النبات أولها. (2) من المصدر. (3) الكافي: 1 / 498 ح 2، بصائر الدرجات: 406 ح 7 و 407 ح 11، الاختصاص: 324. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 360 ح 5 عن الكافي والخرائج: 2 / 680 ح 10 وإرشاد المفيد: 334 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 348 - عن محمد بن يعقوب - و =


[ 423 ]

 

الرابع: خبر إسحاق الجلاب 2425 / 5 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن على بن محمد، عن إسحاق الجلاب قال: اشتريت لابي الحسن - عليه السلام - غنما كثيرة، فدعاني فادخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه، فجعلت افرق تلك الغنم فيمن أمرنى به فبعثت إلى أبى جعفر - عليه السلام - وإلى والدته وغيرهما ممن أمرنى، ثم استاذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدى، وكان ذلك يوم التروية، فكتب إلى تقيم غدا عندنا ثم تنصرف. قال: فاقمت، فلما كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة الاضحى في رواق له، فلما كان في السحر أتانى فقال [ لى ] (1): يا إسحاق قم، (قال:) (2) فقمت ففتحت عينى فإذا أنا على بابى ببغداد، قال: فدخلت على والدى وأنا (3) في أصحابي، فقلت لهم: عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلى العيد. ورواه المفيد في (الاختصاص) عن المعلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن على بن محمد، عن إسحاق الجلاب


= كشف الغمة: 2 / 383 نقلا من الارشاد. وفي البحار: 50 / 132 ح 15 عن البصائر واعلام الورى وفي ص 202 - 203 عن الارشاد. (1) من البحار. (2) ليس في البحار. (3) في البحار والاختصاص: وأتانى أصحابي.


[ 424 ]

قال: اشتريت لابي الحسن - عليه السلام - غنما كثيرة، [ فدعاني ] (1) وأدخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه. وساق الحديث إلى آخره. (2)

الخامس: علمه - عليه السلام - بما يكون 2426 / 6 - محمد بن يعقوب: عن على بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خراج (3) خرج به، وأشرف منه على الهلاك، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت امه إن عوفي أن تحمل إلى أبى الحسن على بن محمد مالا جليلا من مالها. وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فانه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك، فبعث إليه ووصف له علته، فرد إليه الرسول بان يوخذ كسب (4) الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه، فلما رجع الرسول وأخبرهم أقبلوا يهزوون [ من قوله ] (5)، فقال له الفتح: هو والله أعلم بما قال، وأحضر الكسب وعمل كما قال، ووضع


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 498 ح 3، الاختصاص: 325، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 360 ح 6 و البحار: 50 / 132 ح 14 عن الكافي وبصائر الدرجات: 406 ح 6. وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 411. (3) الخراج: ما يخرج في الدن من القروح (الصحاح - خرج -). (4) الكسب - بالضم وزان قفل -: ثفل الدهن، وهو معرب، وأصله الكشب بالشين المعجمة (المصباح). (5) من المصدر.


[ 425 ]

عليه فغلبه النوم وسكن، ثم انفتح وخرج منه ما كان فيه، وبشرت امه بعافيته، فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها. ثم استقل من علته فسعى عليه (1) البطحائي (2) العلوى بان أموالا تحمل إليه وسلاحا، فقال لسعيد الحاجب: اهجم عليه بالليل وخذ ما تجد عنده من الاموال والسلاح واحمله إلى. قال إبراهيم بن محمد: فقال لى سعيد الحاجب: صرت إلى داره بالليل، ومعى سلم، فصعدت السطح، فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني: (يا سعيد مكانك حتى ياتوك بشمعة)، فلم ألبت أن أتونى بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادة على حصير بين يديه، فلم أشك إنه كان يصلى. فقال لى: دونك البيوت، فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا، و وجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم ام المتوكل وكيسا مختوما، وقال لى - عليه السلام -: (دونك المصلى)، فرفعته ووجدت سيفا في جفن غير ملبس، فاخذت ذلك وصرت إليه، فلما نظر إلى خاتم امه على البدرة بعث إليها، فخرجت إليه، فاخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له: كنت قد نذرت في علتك لما آيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالى عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس، وفتح الكيس الاخر فإذا فيه أربعمائة دينار، فضم إلى البدرة بدرة اخرى،


(1) في المصدر: إليه. (2) هو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على - عليه السلام -.


[ 426 ]

وأمرني بحمل ذلك إليه، فحملته ورددت السيف والكيسين وقلت له: يا سيدى عز على، فقال لى: (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (1). (2)

السادس: إخباره - عليه السلام - بالغائب 2427 / 7 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن المعلى ابن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن على بن محمد النوفلي قال: قال لى محمد بن الفرج: إن أبا الحسن - عليه السلام - كتب إليه: (يا محمد أجمع أمرك وخذ حذرك)، قال: فانا في جمع أمرى وليس أدرى ما كتب (به) (3) إلى، حتى ورد على رسول حملني من مصر مقيدا، وضرب على كل ما أملك، وكنت في السجن ثمان سنين، ثم ورد على منه في السجن كتاب فيه: (يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي) فقرات الكتاب فقلت: يكتب إلى بهذا وأنا في السجن ! إن هذا لعجب، فما مكثت أن خلى عنى والحمد لله. قال: وكتب إليه محمد بن الفرج يساله عن ضياعه، فكتب إليه


(1) الشعراء: 227. (2) الكافي: 1 / 499 ح 6، وأخرجه في البحار: 50 / 198 ح 10 عن اعلام الورى: 344 - 345 - عن محمد بن يعقوب - وإرشاد المفيد: 329 - 330 - باسناده عن الكليني - و الخرائج: 2 / 676 ح 8 ودعوات الراوندي: 202 ح 555. وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 415 - 416 ملخصا. (3) ليس في المصدر.


[ 427 ]

(سوف ترد عليك وما يضرك أن لا ترد عليك). (1)

السابع: علمه - عليه السلام - بما يكون 2428 / 8 - محمد بن يعقوب: بهذا الاسناد لما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه برد ضياعه، ومات قبل ذلك. قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمد بن الفرج يساله الخروج إلى العسكر، فكتب إلى أبى الحسن - عليه السلام - يشاوره، فكتب إليه: (اخرج فان فيه فرجك إن شاء الله تعالى)، فخرج فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات. (2)

الثامن: علمه - عليه السلام - بالاجال 2429 / 9 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن رجل، عن أحمد بن محمد قال: أخبرني أبو يعقوب قال: رايته يعنى محمدا


(1) الكافي: 1 / 500 ح 5 وعنه إثبات الهداة: 3 / 361 ح 7 وصدر ح 8 وعن إعلام الورى: 341 - 342 - عن محمد بن يعقوب - وإرشاد المفيد: 330 - 331 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 380 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 140 ح 25 عن الخرائج: 2 / 679 ح 9 والارشاد وإعلام الورى. ورواه في إثبات الوصية: 196 والثاقب في المناقب: 534 ح 2 ومناقب آل أبى طالب: 4 / 414. (2) الكافي: 1 / 500 ذح 50 وعنه إثبات الهداة: 3 / 361 ذح 8 وح 9، وبقية تخريجاته كما في الحديث 2427.


[ 428 ]

قبل موته بالعسكر في عشية، وقد استقبل أبا الحسن - عليه السلام - فنظر إليه واعتل من غد، فدخلت إليه عائدا بعد أيام من علته وقد ثقل، فاخبرني أنه بعث إليه بثوب فاخذه وأدرجه ووضعه تحت راسه، قال: فكفن فيه. (1)

التاسع: علمه - عليه السلام - بما يكون 2430 / 10 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن رجل، عن أحمد بن محمد قال: قال أبو يعقوب: رايت أبا الحسن - عليه السلام - مع ابن الخضيب، فقال له ابن الخضيب: [ سر ] (2) جعلت فداك، فقال - عليه السلام - له: (أنت المقدم) فما لبث إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق (3) على ساق ابن الخضيب ثم نعى. قال: وروى عنه (أنه) (4) حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التى يطلبها منه بعث إليه: (لاقعدن بك من الله عزوجل مقعدا لا يبقى لك باقية) فاخذه الله عزوجل في تلك الايام. (5)


(1) الكافي: 1 / 500 ح 6 وعنه إثبات الهداة: 3 / 361 ح 10 وعن إرشاد المفيد: 331 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 342 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 380 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 140 ح 24 عن مناقب آل أبى طالب: 4 / 414 وإعلام الورى. (2) من المصدر. (3) الدهق: ضرب من العذاب (الصحاح). (4) ليس في المصدر. (5) الكافي: 1 / 501 ذ ح 6 وعنه إثبات الهداة: 3 / 361 - 362 ح 11 و 12 وعن الخرائج: =


[ 429 ]

 

العاشر: علمه - عليه السلام - بما يكون 2431 / 11 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن الحسن الحسنى قال: حدثنى أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكل يقول ويحكم قد أعيانى أمر ابن الرضا (1)، أبى (2) أن يشرب معى أو ينادمنى أو أجد منه فرصة في هذا، فقالوا له: فان لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف (3) ياكل ويشرب ويتعشق، قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس ونقول ابن الرضا. فكتب إليه واشخص مكرما، وتلقاه جميع بنى هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة (4)، وبنى له فيها وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره، وجعل له منزلا سريا (5) حتى يزوره هو فيه. فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن - عليه السلام - في قنطرة وصيف -


= 2 / 681 ح 11 وإعلام الورى: 342 - عن محمد بن يعقوب - وإرشاد المفيد: 331 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 380 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار: 50 / 139 ح 23 عن الخرائج والارشاد وإعلام الورى. وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 407 - 408 وصدره في الثاقب في المناقب: 535 ح 3. (1) المراد به أبو الحسن الثالث - عليه السلام -. (2) في البحار: وجهدت بدل (أبى). (3) القصف: اللهو واللعب، والعزف: أيضا اللعب. (4) أي أعطاه أرضين ببغداد ليعمرها ويسكنها. (5) سريا: كريما، عليا والقيان: جمع القينة، وهى الجارية المغنية.


[ 430 ]

وهو موضع يتلقى فيه القادمون - فسلم عليه ووافاه حقه ثم قال [ له ] (1): (إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك، فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط)، فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتى ؟ قال: (فلا تضع من قدرك ولا تفعل، فانما أراد هتكك) فابى عليه (2)، فكرر عليه، فلما راى انه لا يجيب قال: أما إن هذا مجلس لا تجتمع (3) أنت وهو عليه أبدا، فاقام (4) ثلاث سنين يبكر كل يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم فرح فيروح، فيقال: قد سكر فبكر، فيبكر فيقال: شرب دواء، فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه عليه. (5)

الحادى عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2432 / 12 - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن محمد ابن على قال: أخبرني زيد بن على بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب على ليلا، فوصف لى دواء بليل آخذه كذا وكذا يوما، فلم يمكننى، فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد على نصر بقارورة فيها


(1) من المصدر والبحار، وفيهما: ووفاه. (2) أي ابى موسى وهو الملقب بالمبرقع. (3) في المصدر: لا تجمع. (4) أي فاقام موسى. (5) الكافي: 1 / 502 ح 8 وعنه البحار: 50 / 158 ح 49، وفي إثبات الهداة: 3 / 362 ح 13 عنه وعن إعلام الورى: 345 - 346 - عن محمد بن يعقوب - وإرشاد المفيد: 331 - 332 - باسناده عن الكليني - وكشف الغمة: 2 / 381 نقلا من الارشاد. وأخرجه في البحار المذكور: ص 3 ح 6 عن الارشاد.


[ 431 ]

ذلك الدواء بعينه، فقال لى: أبو الحسن يقروك السلام ويقول [ لك ] (1): هذا الدواء كذا وكذا يوما، فاخذته فشربته فبرات. قال محمد بن على: قال لى زيد بن على يابى الطاعن (2) أين الغلات عن هذا الحديث. (3)

الثاني عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2433 / 13 - محمد بن يعقوب: عن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبى الفضل الميشائى (4)، عن هارون بن الفضل قال: رايت أبا الحسن على بن محمد في اليوم الذى توفى فيه أبو جعفر - عليه السلام -، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون مضى أبو جعفر - عليه السلام -. فقيل له: وكيف عرفت ؟ قال: لانه تداخلنى ذلة لله لم أكن أعرفها. (5) 2434 / 14 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى معاوية بن حكيم، عن أبى الفضل الشامي (6) عن هارون بن الفضل قال: رايت أبا الحسن - عليه السلام - يعنى صاحب العسكر في اليوم الذى


(1) من المصدر. (2) يابى الطاعن: أي هذا الحديث وهذه الكرامة، أو يابى إمامتهم وفضلهم مع ظهور هذه الكرامات والمعجزات (مراة العقول: 6 / 130). (3) الكافي: 1 / 502 ح 9، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2037 عن الارشاد وياتى في الحديث 2513 عن هداية الحضينى. (4) في المصدر والبحار: الشهبانى. (5) الكافي: 1 / 381 ح 5 وعنه البحار: 50 / 14 ح 15. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: الشاجى.


[ 432 ]

توفى فيه أبوه - عليه السلام - يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون مضى [ والله ] (1) أبو جعفر - عليه السلام -)، فقلت (له: كيف) (2) تعلم وهو ببغداد و أنت (هاهنا) (3) بالمدينة ؟ ! فقال: لانه تداخلنى (4) ذلة واستكانة لله عزوجل لم أكن أعرفها. (5)

الثالث عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2435 / 15 - الشيخ في (أماليه): عن أبى محمد الفحام قال: حدثنى المنصوري قال: حدثنى عم أبى قال: دخلت يوما على المتوكل وهو يشرب، فدعاني (للشرب) (6)، فقلت: يا سيدى ما شربته قط، قال: أنت تشرب مع على بن محمد، (قال:) (7) فقلت له: ليس تعرف من في يدك، إنما [ يضرك ولا ] (8) يضره ولم أعد ذلك عليه. قال: فلما كان يوما من الايام قال لى الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل يعنى المتوكل خبر مال يجئ من قم، وقد أمرنى أن أرصده لاخبره له، فقل لى من أي طريق يجئ حتى اجتنبه، فجئت إلى الامام على بن محمد - عليهما السلام -، فصادفت عنده من احتشمه، فتبسم وقال لى:


(1) من المصدر. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: قال: تداخلتنى. (5) دلائل الامامة: 219. (6) ليس في المصدر، وفي البحار: إلى الشرب. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر والبحار.


[ 433 ]

لا يكون إلا خيرا، يا أبا موسى لم لم تنفذ الرسالة الاولى (1) ؟ فقلت: أجللتك يا سيدى، فقال لى: المال يجئ الليلة وليس يصلون إليه، فبت عندي. (2) فلما كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع بالسلام وقال لى: قد جاء الرجل ومعه المال، وقد منعه الخادم الوصول إلى، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه زنفيلجة (3) فيها المال، فاخذته ودخلت به إليه، فقال: قل له: هات المخنقة (4) التى قالت له (5) القمية: إنها ذخيرة جدتها، فخرجت إليه فاعطانيها، فدخلت بها إليه، فقال [ لى ] (6): قل له: الجبة التى أبدلتها امنها ردها الينا (7)، فخرجت إليه فقلت له ذلك، فقال: نعم [ كانت ] (8) إبنتى استحسنتها فابدلتها بهذه الجبة وأنا أمضى فاجئ بها، فقال: اخرج فقل له: إن الله تعالى يحفظ لنا (9) وعلينا هاتها من كتفك، فخرجت إلى الرجل فاخرجتها (10) من كتفه، فغشى عليه، فخرج إليه - عليه


(1) في المصدر والبحار: لم لم تعد الرسالة الاولة ؟ (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عنده. (3) الزنفيجلة بكسر الزاء وفتح اللام، وهكذا الزنفليجة = كقسطبيلة - وعاء أدوات الراعى، فارسي معرب زنبيلة. (4) المخنقة: القلادة، وفي البحار: الجبة. (5) في البحار: لك. (6) من المصدر. (7) كذا في البحار والامالي طبع جديد: 276، وفي المصدر والاصل: إليها. (8) من المصدر والبحار. (9) في المصدر: حالنا. (10) في المصدر: فاخرجها.


[ 434 ]

السلام - فقال له: قد كنت شاكا فتيقنت. (1)

الرابع عشر: إشالة الستور 2436 / 16 - الشيخ في (أمالية): قال: قال أبو محمد الفحام: حدثنى أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة (2) قال: حدثنى خير الكاتب قال: حدثنى سليمة (3) الكاتب - وكان قد عمل أخبار سر من راى - قال: كان المتوكل يركب [ إلى الجامع ] (4)، ومعه عدد ممن يصلح للخطابة، وكان فيهم رجل من ولد العباس بن محمد يلقب بهريسة، وكان المتوكل يحقره، فتقدم إليه أن يخطب يوما فخطب وأحسن، فتقدم المتوكل يصلى، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته من ورائه وقال: يا أمير المؤمنين من خطب يصلى، فقال المتوكل: أردنا أن نخجله فاخجلنا وكان أحد الاشرار. فقال يوما للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في على بن محمد، فلا يبقى في الدار إلا من يخدمه، ولا يتبعونه بشيل ستر ولا فتح باب ولا شئ، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للامر ما فعل به هذا، دعه إذا دخل [ عليه ] (5) يشيل الستر لنفسه ويمشى كما يمشى غيره، فتمسه بعض الجفوة فتقدم ألا يخدم ولا يشال بين يديه ستر،


(1) أمالى الطوسى: 282 - 283 وعنه البحار: 50 / 124 وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 413. (2) في المصدر: ربطة. (3) في المصدر: شميلة، وفي البحار: سميله. (4) من المصدر والبحار، وفي المصدر: ركب. (5) من المصدر.


[ 435 ]

وكان المتوكل ما راى (1) أحدا ممن يهتم بالخبر مثله. قال: فكتب صاحب الخبر إليه أن على بن محمد دخل الدار، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه سترا، فهب هواء رفع الستر له، فدخل فقال: اعرفوا خبر خروجه، فذكر صاحب الخبر [ أن ] (2) هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتى خرج، فقال: ليس [ نريد ] (3) هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه. قال: ودخل يوما على المتوكل فقال: يا أبا الحسن من أشعر الناس ؟ - وقد كان سال قبله ابن الجهم - فذكر شعراء الجاهلية وشعراء الاسلام، فلما سئل الامام - عليه السلام - قال: فلان بن فلان العلوى - قال ابن الفحام: وأحسبه الجمانى (4) -. قال: حيث يقول شعرا: لقد فاخرتنا من قريش عصابة بمط خدود وامتداد أصابع فلما تنازعنا القضاء قضى لنا عليهم بما نهوى (5) نداء الصوامع قال: وما نداء الصوامع يا أبا الحسن ؟ قال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله جدى أم جدك (6) ؟ فضحك المتوكل ثم قال: هو جدك لا ندفعك عنه. (7)


(1) في البحار: ما رئى. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) في البحار: وأخوه الحمانى. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: فاهوا. (6) في البحار: جدكم. (7) أمالى الطوسى: 1 / 292 وعنه البحار: 50 / 128 ح 6، وأورده ابن شهراشوب في =


[ 436 ]

 

الخامس عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2437 / 17 - الشيخ في (أماليه): قال: قال أبو محمد الفحام: حدثنى أبو الحسن محمد بن أحمد قال: حدثنى عم أبى قال: قصدت الامام - عليه السلام - يوما، فقلت: يا سيدى إن هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي ومللنى (1)، وما أتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك، فإذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك، فينبغي أن تتفضل على بمسالته. فقال: تكفى إن شاء الله. فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل، رسول يتلو رسولا، فجئت والفتح على الباب القائم، فقال: يا رجل ما تاوى في منزلك بالليل ؟ كدنى (2) هذا الرجل مما يطلبك، فدخلت وإذا المتوكل جالس في (3) فراشه، فقال: يا [ أبا ] (4) موسى نشغل عنك وتنسينا نفسك، أي شئ لك عندي ؟ فقلت: الصلة الفلانية والرزق الفلاني، وذكرت أشياء، فامر لي (5) بها وبضعفها. فقلت للفتح: وافى على بن محمد [ إلى ] (6) هاهنا ؟ فقال: لا، فقلت:


= المناقب: 4 / 406 - 407 مختصرا. (1) في المصدر: ملنى. (2) كد الرجل: ألح في الطلب. (3) في البحار: على. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر: فأمرني. (6) من المصدر والبحار.


[ 437 ]

كتب رقعة ؟ فقال: لا، فوليت منصرفا، فتبعني فقال لى لست أشك انك سألته دعاء لك، فالتمس لى منه دعاء، فلما دخلت إليه - عليه السلام - قال لى: يا أبا موسى هذا وجه الرضا ! فقلت: ببركتك يا سيدى، ولكن قالوا لى: إنك ما مضيت إليه ولا سألته. فقال: إن الله تعالى علم منا أنا لا نلجا في المهمات إلا إليه ولا نتوكل في الملمات إلا عليه، وعودنا إذا سألناه (1) الاجابة، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا. قلت: إن الفتح قال لى: كيت وكيت. قال: إنه يوالينا بظاهره و يجانبنا بباطنه، الدعاء لمن يدعو به إذا أخلصت في طالعة الله، واعترفت برسول الله - صلى الله عليه وآله -، وبحقنا أهل البيت، وسالت الله تبارك وتعالى شيئا لم يحرمك. قلت: يا سيدى فتعلمني دعاء أختص به من الادعية. ق ال: هذا الدعاء كثيرا [ ما ] (2) أدعوا الله [ به ] (3)، وقد سالت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدى بعدى وهو: يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ويا واحد يا أحد ويا قل هو الله أحد، أسالك اللهم بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، أن تصلى عليهم وتفعل بى كيت وكيت. (4)


(1) في المصدر: إذا سالنا. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) أمالى الطوسى: 1 / 291 - 292 وعنه البحار: 50 / 127 ح 5، وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 410 - 411 مختصرا.


[ 438 ]

 

السادس عشر: الماء الذى وجد مسخونا 2438 / 18 - الشيخ في أماليه: عن أبى محمد الفحام قال: حدثنى عمى عمر بن يحيى قال: حدثنا كافور الخادم قال: قال لى الامام على بن محمد - عليه السلام -: اترك (لى) (1) السطل الفلاني في الموضع الفلاني، لا تطهر منه للصلاة، وأنفذني في حاجة، وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدا إذا تأهبت للصلاة، واستلقى - عليه السلام - لينام، وانسيت ما قال لى، وكانت ليلة باردة، فحسست به وقد قام إلى الصلاة، وذكرت أننى لم أترك السطل، فبعدت عن الموضع خوفا من لومه، وتاملت له حتى يسعى (2) بطلب الاناء، فناداني نداء مغضب. فقلت: إنا لله أيش عذرى أن أقول نسيت مثل هذا ؟ ولم أجد بدا من إجابته. فجئت مرعوبا فقال [ لى ] (3): يا ويلك أما عرفت رسمى ؟ أننى لا أتطهر إلا بماء بارد، فسخنت لى ماء وتركته في السطل ؟ ! قلت: والله يا سيدى ما تركت السطل ولا الماء، قال: (الحمد لله والله لا تركنا رخصة ولا رددنا منحة، الحمد لله الذى جعلنا من أهل طاعته ووفقنا للعون على عبادته، إن النبي - صلى الله عليه وآله - يقول: إن الله يغضب على من لا يقبل رخصة). (4)


(1) ليس في المصدر. (2) في البحار: وتالمت له حيث يشقى، وفي المصدر: حيث بدل (حتى). (3) من المصدر. (4) أمالى الطوسى: 1 / 304 - 305 وعنه البحار: 50 / 126 ح 4 وحلية الابرار: 2 / 455 (ط ق).


[ 439 ]

 

السابع عشر: علمه - عليه السلام - بالغائب 2439 / 19 - الشيخ في أماليه: عن أبى محمد الفحام قال: حدثنى المنصوري، عن عم أبيه. وحدثني عمى، عن كافور الخادم بهذا الحديث، قال: كان في الموضع مجاور الامام من أهل الصنائع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية، وكان يونس النقاش يغشى سيدنا الامام ويخدمه، فجاءه يوما يرعد، فقال له: يا سيدى أوصيك باهلي خيرا، قال: وما الخبر ؟ قال: عزمت على الرحيل. قال: ولم يا يونس ؟ و هو - عليه السلام - يتبسم قال: قال يونس: إبن بغا وجه إلى بفص ليس له قيمة، أقبلت أنقشه فكسرته باثنين وموعده غدا - وهو موسى بن بغا - إما ألف سوط أو القتل. قال: إمض إلى منزلك، إلى غد (فرج) (1)، فما يكون إلا خيرا، فلما كان من الغد وافى (2) بكرة يرعد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفص. قال: امض إليه فما ترى إلا خيرا. قال: وما أقول له يا سيدى ؟ قال: فتبسم وقال: امض إليه واسمع ما يخبرك به، فلن يكون إلا خيرا. قال: فمضى وعاد يضحك. قال: قال لى: يا سيدى الجوارى اختصمن، فيمكنك أن تجعله فصين حتى نغنيك ؟ فقال سيدنا الامام: (اللهم لك الحمد إذ جعلتنا ممن يحمدك حقا، فايش قلت له ؟ قال:


(1) ليس في البحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأتى.


[ 440 ]

قلت له: أمهلنى حتى أتأمل أمره كيف أعمله. فقال: أصبت. (1)

الثامن عشر: علمه - عليه السلام - بالاجال 2440 / 20 - النجاشي في (كتاب الرجال): قال: أخبرنا محمد بن جعفر المودب قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنى أبو جعفر أحمد بن يحيى الاودى قال: دخلت مسجد الجامع لاصلى الظهر، فلما صليت (2) رايت حرب بن الحسن الطحان وجماعة من أصحابنا جلوسا، فملت إليهم فسلمت عليهم [ وجلست ] (3)، وكان فيهم الحسن ابن سماعة، فذكروا أمر الحسن بن على (4) - عليهما السلام - وما جرى عليه، ثم من بعد زيد بن على وما جرى عليه، ومعنا رجل غريب لا نعرفه، فقال: يا قوم عندنا رجل علوى بسر من راى من أهل المدينة ما هو إلا ساحر أو كاهن، فقال له الحسن بن سماعة: بمن يعرف ؟ قال على بن محمد بن الرضا. فقال له الجماعة: وكيف تبينت ذلك منه ؟ قال: كنا جلوسا معه على باب داره وهو جارنا بسر من راى نجلس إليه في كل عشية نتحدث معه، إذ مر بنا قائد من دار السلطان معه (5) خلع ومعه جمع كثير من القواد والرجالة والشاكرية وغيرهم، فلما راه على بن محمد وثب إليه


(1) أمالى الطوسى: 1 / 294 - 295 وعنه البحار: 50 / 125 ح 3. (2) في البحار: صليته. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: الحسين بن على - عليهما السلام -. (5) في البحار: ومعه.


[ 441 ]

وسلم عليه وأكرمه، فلما أن مضى قال لنا: هو فرح بما هو فيه، وغدا يدفن قبل الصلاة. فتعجبنا (1) من ذلك وقمنا من عنده وقلنا هذا علم الغيب، فتعاهدنا ثلاثة إن لم يكن ما قال أن نقتله ونستريح منه، فانى في منزلي وقد صليت الفجر، إذ سمعت غلبة (2) فقمت إلى الباب، فإذا خلق كثير من الجند وغيرهم وهم يقولون مات فلان القائد البارحة، سكر وعبر من موضع إلى موضع فوقع واندقت عنقه، فقلت: أشهد أن لا إله الا الله و خرجت أحضره، وإذا الرجل كما قال أبو الحسن - عليه السلام - ميت، فما برحت حتى دفنته ورجعت، فتعجبنا جميعا من هذه الحال. (3)

التاسع عشر: إخراج الدنانير من الجراب الخالى 2441 / 21 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا سفيان، عن أبيه قال: رايت على بن محمد - عليه السلام - ومعه جراب ليس فيه شئ فقلت [ له ] (4): أتراك ما تصنع بهذا ؟ فقال [ لى ] (5): ادخل يدك فادخلت يدى وليس فيه شئ، ثم قال لى: عد فعدت، فإذا [ هو ] (6)


(1) في المصدر والبحار: فعجبنا، وفي البحار: فقمنا عنده فقلنا. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نعيه. (3) رجال النجاشي: 41 وعنه البحار: 50 / 186 ح 64. (4 و 5) من الاثبات، وفي المصدر: أترى. (6) من المصدر والاثبات، وفي المصدر هكذا: ادخل يدك فيه، فادخلتهما فما وجدت شيئا، فقال: أعد فاعدت.


[ 442 ]

مملوء دنانير. (1)

العشرون: إخراج الرمان والتمر والعنب والموز من الاسطوانة 2442 / 22 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد البلوى قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: قلت لعلى بن محمد الرضا - عليهما السلام -: هل تستطيع أن تخرج [ لنا ] (2) من هذه الاسطوانة رمانة ؟ قال: نعم وتمرا وعنبا وموزا، ففعل ذلك وأكلنا وحملنا. (3)

الحادى والعشرون: إرتفاعه في الهواء والطير الذى أتى به 2443 / 23 - عنه: قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: قلت لابي الحسن - عليه السلام - أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتى بشئ ليس في الارض لنعلم (4) ذلك ؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتى غاب، ثم رجع [ ومعه طير من ذهب في أذنيه أشنقة ] (5) من ذهب، وفي منقاره درة وهو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولى الله، قال (6) هذا طير من طيور الجنة ثم سيبه


(1) دلائل الامامة: 217 وعنه إثبات الهداة: 3 / 385 ح 75. (2) من الاثبات. (3) دلائل الامامة: 217 - 218 وعنه إثبات الهداة: 3 / 358 ح 75. (4) في المصدر: حتى نعلم. (5) من المصدر والاثبات، إلا ان في الاثبات: في اذنه اشرفة. (6) في المصدر: فقال.


[ 443 ]

فرجع. (1)

الثاني والعشرون: البر والدقيق الذى من الارض 2444 / 24 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن يزيد قال: كنت عند على بن محمد - عليه السلام - إذ دخل عليه (2) قوم يشكون الجوع، فضرب يده إلى الارض وكان لهم برا و دقيقا. (3)

الثالث والعشرون: علمه - عليه السلام - بموت أبيه - عليه السلام - من البعد 2445 / 25 - عنه: قال: روى محمد بن جعفر (4) الملقب بسسجادة، عن الحسن بن على الوشاء قال: حدثتني ام محمد مولاة أبى الحسن الرضا - عليه السلام - بالحيرة وهى مع الحسن بن موسى، قالت: دنا أبو الحسن على بن محمد من الباب وهو يرعد، فدخل وجلس في حجر أم أيمن بنت موسى، فقالت له فديتك مالك ؟ قال لها: مات أبى والله الساعة، قال فكتبنا ذلك اليوم، فجائت وفاة أبى جعفر - عليه السلام - و أنه توفى في ذلك اليوم الذى أخبر. (5)


(1) دلائل الامامة: 218 وعنه إثبات الهداة: 3 / 385 ح 76. (2) في المصدر: فدخل. (3) دلائل الامامة: 218 وعنه إثبات الهداة: 3 / 385 ح 77. (4) في المصدر الحسن. (5) دلائل الامامة: 218.


[ 444 ]

 

الرابع والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2446 / 26 - عنه: قال: روى المعلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال: كتب محمد بن الحسين بن مصعب إلى أبى الحسن (1) يساله عن السجود على الزجاج، [ قال: ] (2) فلما نفد الكتاب قلت في نفسي: إنه مما تنبت الارض وانهم قالوا: لا باس بالسجود على ما أنبتت الارض. قال: فجاء الجواب لا تسجد، وإن حدثتك نفسك أنه مما تنبت الارض، فانه من الرمل والملح، والملح سبخ والسبخ (3) بلد ممسوخ. (4)

الخامس والعشرون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2447 / 27 - عنه: قال: روى المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن على بن محمد النوفلي قال: قال على بن محمد - عليه السلام - لما بدا الموسوم بالمتوكل بعمارة سر من راى والحفرية قال: يا على إن هذا الطاغية يبتلى ببناء مدينة لا تتم (5)، ويكون حتفه فيها قبل تمامها على يد فرعون من فراعنة الاتراك، (ثم قال:) (6) يا على إن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل كتب إليه محمد بن الحسن بن مصعب المدائني. (2) من المصدر. (3) في المصدر. من الرمل والملح سبخ والرمل المسبخ بلد. (4) دلائل الامامة: 218. (5) في المصدر هكذا: هذا الطاغية يقتل بهذا البناء قبل أن يتم. (6) ليس في المصدر.


[ 445 ]

الله عز وجل اصطفى محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة والبرهان واصطفانا بالمحبة والبيان (1)، وجعل كرامة الصفوة لمن ترى يعنى نفسه. قال: وسمعته - عليه السلام - يقول: اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفا، وإنما كان عند آصف منه حرف واحد، فتكلم به فانخرقت له الارض فيما (2) بينه وبين سبا، فتناول عرض بلقيس حتى صيره (3) إلى سليمان - عليه السلام -، ثم بسطت الارض في أقل من طرفة عين، وعندنا منه إثنان وسبعون حرفا، (وحرف عند الله عزو جل) (4) استاثر به في علم الغيب. (5)

السادس والعشرون: علمه - عليه السلام - بساعة موت أبيه - عليه السلام - من البعد 2448 / 28 - عنه: قال: روى محمد بن عياض، عن هارون، عن رجل كان رضيع أبى جعفر الثاني - عليه السلام - قال: بينا أبو الحسن - عليه السلام - جالس مع مودب له يعنى أبا زكريا وهو يقرا في لوح وأبوه ببغداد، إذ بكى بكاء شديدا، فقال له المودب: مما بكاوك يا سيدى ؟ فلم يجبه، فقال: إئذن لى بالدخول، فاذن له، فدخل فارتفع الصياح من داره بالبكاء، ثم خرج إلينا فسألوه عن السبب في بكائه، فقال: إن أبا


(1) في الاصل: واصطفاه بالمحجة والتبيان. (2) في المصدر: فانطوت الارض التى بينه. (3) في المصدر: فصيره. (4) ليس في المصدر، وفيه واستاثر الله تعالى بحرف. (5) دلائل الامامة: 218 - 219 وصدره في اثبات الهداة: 3 / 385 ح 78.


[ 446 ]

جعفر أبى - عليه السلام - توفى الساعة، قلنا له: فما علمك ؟ قال: دخلنى من إجلال الله عزوجل شئ لم أكن أعرفه قبل ذلك، فعلمت أنه قد مضى، قال: فعرفنا الساعة واليوم والشهر إلى أن ورد خبره، فإذا هو مات في ذلك الوقت بعينه. (1)

السابع والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2449 / 29 - عنه: قال: حدثنى أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخياط القمى قال: حدثنى أحمد بن محمد بن عبيدالله بن عياش قال: حدثنى أبو طالب عبيدالله بن أحمد الانباري قال: حدثنى عبد الله بن عامر الطائى قال: حدثنا جماعة ممن حضر العسكر بسر من راى، قالوا: شهدنا هذا الحديث، قال أبو طالب: وهو ما حدثنى به مقبل الديلمى كان رجل بالكوفة يقول بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد - عليهما السلام -، فقال له صاحب له: كان يميل إلى ناحيتنا و يقول بامرنا: لا تقل بامامة عبد الله فانها باطل، وقل بالحق. قال: وما الحق حتى اتبعه ؟ قال: إمامة موسى بن جعفر - عليه السلام - ومن بعده، قال له الفطحى: ومن الامام اليوم منهم ؟ قال: على بن محمد ابن على الرضا - عليهم السلام -، قال: فهل من دليل استدل به على ما قلت ؟ قال: نعم، قال: وما هو ؟ قال: أضمر في نفسك ما شئت والق عليا بسر من راى، فانه يخبرك به، قال: نعم، فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبى أحمد فاخبرا أن أبا الحسن على بن محمد مولانا - عليه السلام - ركب


(1) دلائل الامامة: 219.


[ 447 ]

إلى دار المتوكل، فجلسا ينتظران عوده، فقال افطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فانه حين يرجع ويرانى يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أساله، فوقف إلى أن عاد أبو الحسن - عليه السلام - من موكب المتوكل، وبين يديه الشاكرية ومن ورائه الركبة يشيعونه إلى داره. قال: فلما بلغ الموضع الذى فيه الرجلان التفت إلى الرجل الفطحى فتفل بشئ من فيه في صدر الفطحى كانه غرقى البيض، فالتصق بصدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه مكتوب بخضرة ما كان عبد الله هناك ولا هو بذلك، فقراه الناس وقالوا له: ما هذا ؟ فاخبرهم و صاحبه بقصتهما، فاخذ التراب من الارض فوضعه على راسه، وقال: تبا لما كنت عليه قبل يومى هذا، والحمد لله الذى هداني. وقال: بامامة أبى الحسن - عليه السلام -. (1)

الثامن والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2450 / 30 - وعنه: قال: حدثنى أبو عبد الله القمى قال: حدثنى ابن عياش قال: حدثنى أبو طالب عبيدالله بن أحمد (2) قال: حدثنى مقبل الديلمى قال: كنت جالسا على بابنا بسر من راى ومولانا أبو الحسن - عليه السلام - راكب لدار المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسى: وكانت له خدمة لابي الحسن - عليه السلام -، فجلس إلى جانبى وقال: إن لى


(1) دلائل الامامة: 219 - 220 وقطعة منه في اثبات الهداة: 3 / 385 ح 79. (2) هو عبيدالله أو عبد الله ابن أحمد بن يعقوب بن نصر الانباري أبو طالب (معجم رجال الحديث). (*)


[ 448 ]

على مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها، قال: قلت له: ما كنت صانعا بها ؟ قال: كنت أشترى بمائتي درهم خرقا تكون في يدى اعمل منها قلانس، ومائتي درهم أشترى بها تمرا فانبذه نبيذا. قال: فلما قال لى ذلك عرضت بوجهي عنه، فلم اكلمه لما ذكر لى وسكت، وأقبل أبو الحسن - عليه السلام - على أثر هذا الكلام ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلما بصرت به قمت قائما، فاقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب وهو مقطب الوجه أعرف القطب في وجهه، فحين نزل عن دابته قال لى: يا مقبل ادخل واخرج أربعمائة درهم وادفعها إلى فتح الملعون، وقل له هذا حقك فخذه فاشتر منه خرقا بمائتي درهم، واتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتى درهم الباقية، فاخرجت الاربعمائة درهم فدفعتها إليه، وحدثته القصة، فبكى وقال: والله لا شربت نبيذا ولا مسكرا ابدا، وصاحبك يعلم. (1)

التاسع والعشرون: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2451 / 31 - عنه: قال: حدثنى أبو عبد الله القمى قال: حدثنى ابن عياش قال: حدثنى أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن أحمد الفهفكى الكاتب بسر من راى [ سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنى أبى قال: كنت بسر من راى ] (2) أسير في درب الحصا، فرايت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع، وهو منصرف من دار موسى بن بغا،


(1) دلائل الامامة: 220 - 221 وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 385 ح 80. (2) من فرج المهوم والبحار، وفي البحار: أحمد القهقلى.


[ 449 ]

فسايرني وأفضى بنا الحديث إلى أن قال لى: أترى هذا الجدار ؟ تدرى من صاحبه ؟ قلت: ومن صاحبه ؟ قال: هذا الفتى العلوى الحجازى يعنى على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام -، وكنا نسير في فناء داره. قلت: ليزداد: نعم فما شأنه ؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو، قلت: وكيف ذلك ؟ قال: اخبرك عنه باعجوبة لم تسمع بمثلها أبدا ولا غيرك من الناس، ولكن لى الله عليك كفيل وراع إنك لا تحدث عنى أحدا، فانى رجل طبيب ولى معيشة أرعاها عند هذا السلطان، وبلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الامر عنهم: يعنى بنى العباس، قلت: لك على ذلك فحدثني به، وليس عليك باس، إنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هولاء القوم. قال: نعم إنى احدثك إنى لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم، و عليه ثياب سود وعمامة سوداء، وهو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت إعظاما له وقلت في نفسي: - لا وحق المسيح ما خرجت من فمى إلى أحد من الناس - وقلت في نفسي: ثياب سود ودابة سوداء ورجل أسود، سواد في سواد في سواد، فلما بلغ إلى [ نظر إلى ] (1) وأحد النظر وقال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد. قال أبى - رحمه الله -: قلت له: أجل فلا تحدث به أحدا مما صنعت وما قلت له، قال: أسقطت في يده فلم أجد جوابا، قلت له: فما أبيض قلبك لما شاهدت ؟ قال: الله أعلم.


(1) من فرج المهموم والبحار.


[ 450 ]

قال أبى: فلما اعتل يزداد بعث إلى فحضرت عنده فقال: إن قلبى قد ابيض بعد سواده، فانا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله و أن على بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الاعظم، ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه - رحمه الله -. (1)

الثلاثون: إبراء الاذى 2452 / 32 - عنه: قال: قال أحمد بن على: دعانا عيسى بن أحمد (2) القمى لى ولابي - وكان أعرج - فقال لنا: أدخلني ابن عمى أحمد بن إسحاق على بن الحسن، فرأيته وكلمه بكلام لم أفهمه، فقال له: جعلني الله فداك هذا ابن عمى عيسى بن أحمد (3)، وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكتل كامثال الجوز، قال: فقال لى: تقدم يا عيسى، فتقدمت، فقال لى: اخرج ذراعك، فاخرجت ذراعي، فمسح عليها و تكلم بكلام خفى طول فيه، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم التفت إلى أحمد بن اسحاق فقال: يا أحمد بن إسحاق كان على بن موسى يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الاعظم من بياض العين إلى سوادها، ثم قال: يا عيسى، قلت: لبيك قال: ادخل يدك في كمك ثم أخرجها فادخلها ثم أخرجها، وليس في يده قليل ولا كثير. (4)


(1) دلائل الامامة: 221 - 222 وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 385 ح 81، وأخرجه في البحار 50 / 161 ح 50 عن فرج المهموم: 233 - 234 نقلا من دلائل الامامة. (2 و 3) في المصدر: عيسى بن الحسن. (4) دلائل الامامة: 222 وقطعة منه في إثبات الهداة: 3 / 385 ح 82.