كتاب مدينة المعاجز

الجزء السابع

 

 

[ 451 ]

 

الحادي والثلاثون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2453 / 33 - أبو على الفضل بن الحسن الطبرسي في (إعلام الورى): باسناده عن أبى عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثنى أبو طالب عبد الله بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكى الاسدي قال: أخبرني أبو هاشم الجعفري قال: كنت بالمدينة حين مر بها (بغا) أيام الواثق في طلب الاعراب، فقال أبو الحسن - عليه السلام -: اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبئة هذا التركي، فخرجنا فوقفنا، فمرت بنا تعبئته، فمر بنا تركي، فكلمه أبو الحسن - عليه السلام - بالتركية، فنزل عن فرسه، فقبل حافر دابته. قال: فحلفت التركي وقلت له: ما قال لك الرجل ؟ قال: هذا نبى ؟ قلت: ليس هذا بنبى، قال: دعاني باسم سميت به [ في صغرى ] (1) في بلاد الترك، ما علمه أحد إلى الساعة. (2)

الثاني والثلاثون: الحصاة التى ناولها - عليه السلام - الجعفري فوضعها في فيه فتكلم بثلاثة وسبعين لسانا أحدها الهندية 2454 / 34 - أبو على الطبرسي أيضا: باسناده قال: قال أبو


(1) من المصدر والبحار. (2) إعلام الورى: 343 وعنه إثبات الهداة: 3 / 369 ح 29 وعن الخرائج: 2 / 674 ح 4 و كشف الغمة: 2 / 397 نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 124 ح 1 عن إعلام الورى ومناقب آل أبى طالب: 4 / 208 مختصرا. وأورده في الثاقب في المناقب: 538 ح 2.


[ 452 ]

عبد الله بن عياش: وحدثني على بن حبشي بن قونى قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك قال: حدثنا أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبى الحسن - عليه السلام - فكلمنى بالهندية، فلم احسن أن أرد عليه، وكان بين يديه ركوة ملا حصا، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصها مليا، ثم رمى بها إلى فوضعتها في فمى، فولله ما برحت من عنده حتى تكلمت بثلاثة وسبعين لسانا أولها الهندية. (1)

الثالث والثلاثون: صيرورة الرمل ذهبا 2455 / 35 - أبو على الطبرسي: باسناده قال: قال ابن عياش: وحدثني على بن محمد المقعد قال: حدثنى يحيى بن زكريا الخزاعى، عن أبى هاشم قال: خرجت مع أبى الحسن - عليه السلام - إلى ظاهر سر من راى نتلقى بعضى الطالبيين، فابطا [ حرسه ] (2)، فطرح لابي الحسن - عليه السلام - غاشية السرج، فجلس عليها، ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه وهو يحدثنى، وشكوت إليه قصور (3) يدى، فاهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا، فناولي منه أكفا وقال: اتسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رايت، فخباته معى فرجعنا فابصرته، فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر.


(1) إعلام الورى: 343 وعنه اثبات الهداة: 3 / 369 ح 30 وعن الخرائج: 2 / 673 ح 2 وكشف الغمة: 2 / 397 نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 136 ح 17 عن إعلام الورى والخرائج ومناقب آل أبى طالب: 4 / 408. وأورده في الثاقب في المناقب: 533 ح 3. (2) من المصدر والاثبات، وفي المصدر والكشف: فطرحت. (3) في المصدر: قصر.


[ 453 ]

فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له: اسبك لى هذا، فسبكه و قال: ما رايت ذهبا أجود منه وهو كهيئة الرمل، فمن اين لك هذا ؟ فما رايت أعجب منه ؟ قلت: هذا شئ عندنا قديما تدخره لنا عجائزنا على طول الايام. (1)

الرابع والثلاثون: التوقير له - عليه السلام - الذى لا يملك تركه 2456 / 36 - أبو على الطبرسي: باسناده قال: قال ابن عياش: و حدثنى أبو طاهر الحسن بن عبدالقاهر الطاهري قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الاشتر العلوى قال: كنت مع أبى على باب المتوكل، وأنا صبى في جمع [ من ] (2) الناس ما بين طالبي إلى عباسي [ وجعفري ] (3) إلى جندي، وكان إذا جاء أبو الحسن - عليه السلام - ترجل الناس كلهم حتى دخل. فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام ؟ وما هو باشرافنا ولا باكبرنا سنا (4) ؟ والله لا ترجلنا له، فقال أبو هاشم الجعفري: والله


(1) إعلام الورى: 343 وعنه إثبات الهداة: 3 / 369 ح 31 وعن الخرائج: 2 / 673 ح 3 و كشف الغمة: 2 / 397 - 398 نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 138 ح 22 عن اعلام الورى والخرائج. وأورده في الثاقب في المناقب: 532 ح 1 مثله وفي مناقب آل أبى طالب: 4 / 409 مختصرا. (2) من المصدر وكشف الغمة. (3) من المصدر، وفيه: ونحن وقوف إذ جاء بدل (وكان إذا جاء). (4) في المصدر: ولا باسننا.


[ 454 ]

لتترجلن له صغرة (1) إذا رأيتموه، فما هو إلا أن أقبل وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم، فقال لهم أبو هاشم الجعفري: أليس زعمتم أنكم لا ترجلون له ؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا. (2)

الخامس والثلاثون: خبر برذون أبى هاشم 2457 / 37 - أبو على الطبرسي: باسناده، عن ابن عياش قال: و حدثنى أبو القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي من آل إسماعلى بن صالح - وكان لاهل (3) بيته بمنزلة من السادة عليهم مكاتبين لهم - أن أبا هاشم الجعفري شكا إلى مولانا أبى الحسن على بن محمد - عليهما السلام - ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد، وقال له: يا سيدى ادع الله لى فما لى مركوب سوى برذونى هذا على ضعفه، فقال: قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك. قال: فكان أبو هاشم يصلى الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر (سر من راى) ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه. فكان هذا من أعجب الدلائل


(1) كذا في المصدر والاثبات، وفي الاصل: لترجلن صفرة، وفي الكشف: لترجلن له صاغرين. (2) إعلام الورى: 343 - 344 وعنه إثبات الهداة: 3 / 369 ح 32 وعن الخرائج: 2 / 675 ح 7 وكشف الغمة: 2 / 398 نقلا من إعلام الورى: وفي البحار: 50 / 137 ح 20 عن اعلام الورى والخرائج. وأورده في مناقب آل أبى طالب: 4 / 407 والثاقب في المناقب: 542 ح 2. (3) في المصدر: في أهل بيته.


[ 455 ]

التى شوهدت. (1)

السادس والثلاثون: علمه - عليه السلام - بالاجال وانتقام له من عدوه 2458 / 38 - الحسن بن محمد بن جمهور العمى في (كتاب الواحدة): قال: حدثنى أخى الحسين بن محمد قال: كان لى صديق مودب لولد بغا أو وصيف - الشك منى - فقال لى: قال لى الامير حين منصرفه من دار الخليفة: حبس أمير المؤمنين هذا الذى يقولون ابن الرضا اليوم ودفعه إلى على بن كركر، فسمعته يقول: أنا أكرم على الله من ناقة صالح (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) (2) وليس يفصح بالاية ولا بالكلام، أي شئ هذا ؟ قال: قلت: أعزك الله توعد (3) انظر ما يكون بعد ثلاثة أيام. فلما كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلما كان في اليوم الثالث وثب عليه يا غز (4) ويغلون وتامش وجماعة معهم، فقتلوه واقعدوا المنتصر ولده خليفة. (5)


(1) اعلام الورى: 334 وعنه إثبات الهداة: 3 / 370 ح 33 وعن الخرائج: 2 / 672 ح 1، وفي البحار: 50 / 137 ح 21 عنهما وعن مناقب آل أبى طالب: 4 / 409. وأورده في الثاقب في المناقب: 544 ح 4. (2) هود: 65. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاثبات: يوعد، وفي الاصل: موعد. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ياغن، وفي الاثبات: باعن. (5) إعلام الورى: 346 وعنه إثبات الهداة: 3 / 370 ح 34 والبحار: 50 / 189 ح 1. =


[ 456 ]

 

السابع والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وعلمه بالاجال 2459 / 39 - الحسن بن محمد بن جمهور أيضا في (كتاب الواحدة): قال: وحدثني أبو الحسين سعيد بن سهل (1) البصري - وكان يلقب بالملاح - قال: وكان (2) يقول بالوقف: جعفر بن القاسم الهاشمي البصري، وكنت معه بسر من راى، إذ راه أبو الحسن - عليه السلام - في بعض الطرق، فقال له: إلى كم هذه النومة ؟ أما آن لك أن تنتبه منها ؟ فقال لى جعفر: سمعت ما قال لى على بن محمد ؟ قد والله قدح (3) في قلبى شيئا. فلما كان بعد أيام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها، ودعا أبا الحسن معنا، فدخلنا، فلما راوه انصتوا إجلالا له، وجعل شاب في المجلس لا يوقره، وجعل يلفظ (4) ويضحك، فاقبل عليه فقال له: يا هذا أتضحك (5) ملء فيك وتذهل عن ذكر الله وأنت بعد ثلاثة [ أيام ] (6) من أهل القبور ؟ قال: فقلنا هذا دليل حتى ننظر ما يكون. قال: فامسك الفتى وكف عما هو عليه، وطعمنا وخرجنا، فلما


= وأورده في الثاقب في المناقب: 536 ح 4. (1) في المصدر: سهيل. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كان. (3) في المصدر: وقع. (4) في المصدر: يلغط. (5) كذا في المصدر والاثبات، وفي الاصل والبحار: تضحك. (6) من المصدر، وفيه: فقلت: أهذا بدل (فقلنا هذا).


[ 457 ]

كان بعد يوم اعتل الفتى ومات في اليوم الثالث من أول النهار ودفن في آخره. (1)

الثامن والثلاثون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2460 / 40 - الحسن بن محمد بن جمهور العمى قال: وحدثني سعيد أيضا قال: اجتمعنا [ أيضا ] (2) في وليمة لبعض أهل سر من راى، وأبو الحسن - عليه السلام - معنا، فجعل رجل يعبث ويمزح ولا يرى له جلالة، فاقبل على جعفر فقال: أما إنه لا ياكل من هذا الطعام، وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغص عليه عيشه، قال: فقدمت المائدة. قال جعفر: ليس بعد هذا خبر قد بطل قوله، فوالله لقد غسل الرجل يده وأهوى إلى الطعام، فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكى، وقال له: إلحق امك فقد وقعت من فوق البيت وهى بالموت. قال جعفر: فقلت: والله لا وقفت بعد هذا وقطعت عليه. (3)


(1) إعلام الورى: 346 - 347 وعنه إثبات الهداة: 3 / 370 ح 35 وعن كشف الغمة: 2 / 398 مختصرا نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 181 ح 57 عن إعلام الورى و مناقب آل أبى طالب: 4 / 414 - 415 مختصرا. (2) من المصدر وإثبات الهداة والبحار. (3) إعلام الورى 347 وعنه إثبات الهداة: 3 / 371 ح 36 وعن كشف الغمة: 2 / 398 نقلا من إعلام الورى، وفي البحار: 50 / 182 - 183 ذح 57 عن إعلام الورى ومناقب آل أبى طالب: 4 / 415 مختصرا.


[ 458 ]

 

التاسع والثلاثون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2461 / 41 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات) (1): قال: من دلائل أبى الحسن بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن على الوشاء قال: جاء المولى أبو الحسن على بن محمد - عليه السلام - مذعورا، حتى جلس عند (2) ام موسى عمة أبيه، فقالت له: مالك ؟ فقال لها: مات أبى والله الساعة، فقالت: لا تقل هذا، فقال: هو والله كما أقول لك، فكتب الوقت واليوم، فجاء بعد أيام خبر وفاته - عليه السلام -، وكان كما قال. (3)

الاربعون: إبراء الاكمه وخلقه من الطين كهيئة الطير 2462 / 42 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات) أيضا: عن أبى جعفر بن جرير الطبري، عن عبد الله بن محمد البلوى، عن هاشم بن زيد قال: رايت على بن محمد صاحب العسكر وقد اتى باكمه فابراه، و رايته يهيئ من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيطير، فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى - عليه السلام - فقال: أنا منه وهو منى. (4)


(1) قد ذكرنا مرارا أن عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب لا للسيد المرتضى. (2) في البحار: في حجر بدل (عند). (3) عيون المعجزات: 130 وعنه البحار: 50 / 15 ح 21. (4) عيون المعجزات: 131 وعنه البحار: 50 / 185 صدر ح 63.


[ 459 ]

 

الحادى والاربعون: إحياء الميت 2463 / 43 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات) أيضا: قال: حدثنى أبو التحف المصرى يرفع الحديث رجاله إلى محمد بن سنان الزاهرى رفع الله درجته قال: كان أبو الحسن على بن محمد - عليه السلام - حاجا، ولما كان في إنصرافه إلى المدينة وجد رجلا خراسانيا واقفا على حمار له ميت يبكى ويقول: على ماذا أحمل رحلى، فاجتاز - عليه السلام - به فقيل له: هذا الرجل الخراساني ممن يتولاكم أهل البيت، فدنا - عليه السلام - من الحمار الميت فقال: لم تكن بقرة بنى إسرائيل باكرم على الله تعالى منى، وقد ضربوا (1) ببعضها الميت فعاش، ثم وكزه برجله اليمنى وقال: قم باذن الله، فتحرك الحمار ثم قام، فوضع الخراساني رحله عليه، وأتى به (إلى) (2) المدينة، وكلما مر صلوات الله عليه أشاروا إليه باصبعهم وقالوا: هذا الذى أحيى حمار الخراساني. (3)

الثاني والاربعون: إخباره - عليه السلام - بالغائب 2464 / 44 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات): عن الحسن ابن إسماعيل شيخ [ من ] (4) أهل النهرين قال: خرجت أنا ورجل من


(1) في البحار: وقد ضرب. (2) ليس في البحار. (3) عيون المعجزات: 131 - 132 وعنه البحار: 50 / 185. (4) من المصدر والبحار.


[ 460 ]

أهل قريتي إلى أبى الحسن - عليه السلام - بشئ كان معنا، وكان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة ودفع (1) إلينا ما أوصلناه، وقال: تقرونه منى السلام وتسالونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الاجام هل يجوز أكلها [ أم لا ] (2) ؟ فسلمنا ما كان معنا إلى جارية، وأتاه رسول السلطان فنهض ليركب وخرجنا من عنده ولم نساله عن شئ، فلما صرنا في الشارع لحقنا - عليه السلام - وقال لرفيقى بالنبطية: إقرأه منى السلام وقل له: بيض الطائر الفلاني لا تأكله فانه من المسوخ. (3)

الثالث والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2465 / 45 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات): قال: روى عن جماعة من أصحاب أبي الحسن - عليه السلام - أنهم قالوا: ولد لابي الحسن - عليه السلام - ابنه جفعر، فجئنا لنهنئه فلم نر به سرورا، فقلنا له في ذلك، فقال: هونوا عليكم أمره، فانه سيظل خلقا كثيرا، وكان كما قال - عليه السلام -. (4)


(1) في المصدر: ورفع. (2) من المصدر والبحار. (3) عيون المعجزات: 132 وعنه البحار: 50 / 185 - 186. (4) عيون المعجزات: 132.


[ 461 ]

 

الرابع والاربعون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2466 / 46 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات): قال: روى أن رجلا من أهل المدائن كتب إليه يساله عما بقى من ملك المتوكل، فكتب - صلوات الله عليه -: بسم الله الرحمن الرحيم قال: (تزرعون سبع سنين دابا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم ياتي من بعد ذلك سبع شداد ياكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) (1) فقتل في أول الخامس عشر. (2)

الخامس والاربعون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2467 / 47 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات): قال: روى أنه لما كان في يوم الفطر في السنة التى قتل فيها المتوكل، أمر المتوكل بنى هاشم بالترجل والمشي بين يديه، وإنما أراد بذلك أن يترجل أبو الحسن - عليه السلام -، فترجل بنو هاشم وترجل أبو الحسن - عليه السلام - واتكى على رجل من مواليه، فاقبل عليه الهاشميون وقالوا: يا سيدنا ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله به تعزز هذا ؟ فقال لهم أبو الحسن - عليه السلام -: في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة صالح، لما عقرت الناقة صاح الفصيل إلى الله تعالى، فقال الله


(1) يوسف: 47 - 49. (2) عيون المعجزات: 132 - 133 وعنه البحار: 50 / 186 ذح 63.


[ 462 ]

سبحانه: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) (1) فقتل المتوكل يوم الثالث. (2)

السادس والاربعون: صورة الاسد التى ابتلعت اللاعب 2468 / 48 - البرسى: قال: روى محمد بن الحسن الحضينى (3) قال: حضر مجلس المتوكل مشعبذ هندي، فلعب عنده بالحق فاعجبه، فقال [ له ] (4) المتوكل: يا هندي الساعة يحضر مجلسنا رجل شريف، فإذا حضر فالعب عنده بما يخجله. قال: فلما حضر أبو الحسن - عليه السلام - المجلس لعب الهندي فلم يلتفت إليه، فقال [ له ] (5): يا شريف ما يعجبك لعبى ؟ كانك جائع، ثم أشار إلى صورة مدورة في البساط على شكل الرغيف، وقال: يا رغيف مر إلى هذا الشريف، فارتعفت الصورة، فوضع أبو الحسن - عليه السلام - يده على صورة سبع في البساط وقال: قم فخذ هذا، فصارت الصورة سبعا وابتلع الهندي وعاد إلى مكانه في البساط، فسقط المتوكل لوجهه و هرب من كان قائما. (6)


(1) هود: 65. (2) عيون المعجزات: 133. (3) في البحار: الجهنى ولكن الظاهر أن الصحيح الحسين بن حمدان الحضينى. (4) من المصدر. (5) من المصدر. (6) مشارق أنوار اليقين: 99 وعنه البحار: 50 / 211 ح 24 وحلية الابرار: 2 / 474 (ط ق)، وياتى في الحديث 2516 عن هداية الحضينى باختلاف يسير.


[ 463 ]

 

السابع والاربعون: علمه - عليه السلام - بالغائب والابل المرسلة التى حملت المال إليه 2469 / 49 - البرسى: قال: روى محمد بن داود القمى (1) ومحمد الطلحى قالا: حملنا مالا من خمس ونذور (2) وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها، وخرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادى - عليه السلام -، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا، فليس هذا وقت الوصول (إلينا) (3)، فرجعنا إلى قم واحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا اليكم إبلا وعيرا، فاحملوا عليها ما عندكم وخلوا سبيلها. قال: فحملناها وأودعناها الله، فلما كان من قابل قدمنا عليه، فقال: انظروا إلى ما حملتم إلينا، فنظرنا المنايح (4) كما هي. (5)

الثامن والاربعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس واستجابة دعائه - عليه السلام - 2470 / 50 - الراوندي: قال: حدث جماعة من أهل إصفهان


(1) في هداية الحضينى: أحمد بن داود، والموجود في رجال النجاشي والشيخ الطوسى أحمد بن داود، فالظاهر أن محمد تصحيف أحمد. (2) في البحار: ونذر. (3) ليس في البحار. (4) المنايح جمع المنيحة: الهدايا والعطايا. (5) مشارق أنوار اليقين: 100 وعنه البحار: 50 / 185 ح 62، وياتى في المعجزة 129 من معاجز الامام العسكري - عليه السلام - عن هداية الحضينى مفصلا.


[ 464 ]

منهم أبو العباس أحمد بن النضر (1) وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا: كان باصفهان رجل يقال له: عبد الرحمن - وكان شيعيا - قيل له: ما السبب الذى أوجب عليك القول بامامة على النقى - عليه السلام - دون غيره من أهل الزمان، قال: شاهدت ما أوجب (ذلك) (2) على، وذلك أنى كنت رجلا فقيرا وكان لى لسان وجراة، فاخرجني أهل إصفهان سنة من السنين، (فخرجت) (3) مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فكنا بباب المتوكل يوما، إذ خرج الامر باحضار على بن محمد بن الرضا - عليه السلام -، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذى قد أمر باحضاره ؟ فقيل: هذا رجل علوى تقول الرافضة باماته، ثم قال: وقدرت (4) أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو ؟ قال: فاقبل راكبا على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون إليه، فلما رايته وقع حبه في قلبى فجعلت أدعوا له في نفسي بان يدفع الله عنه شر المتوكل، فاقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف (5) دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا اكرر في نفسي (6) الدعاء له، فلما صار بازائى أقبل بوجهه إلى وقال:


(1) في المصدر: النصر. (2) ليس في البحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في المصدر: ثم قيل: ويقدر، وفي البحار: ثم قال: ويقدر. (5) العرف: الشعر النابت في محدب رقبة الفرس. (6) في المصدر والبحار: وأنا دائم الدعاء.


[ 465 ]

استجاب الله دعائك وطول عمرك وكثر مالك وولدك. قال: فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي، فسألوني [ وهم يقولون: ] (1) ما شأنك ؟ فقلت: خير، ولم اخبر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان، ففتح الله على الخير بدعائه ووجوها من المال، حتى أنا اليوم أغلق بابى على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالى خارج دارى، ورزقت عشرة من الاولاد، قد بلغت الان من عمرى (2) نيفا و سبعين سنة، وأنا أقول بامامة ذلك الرجل الذى علم ما (كان في نفسي) (3) واستجاب الله دعائه في أمرى. ورواه صاحب ثاقب المناقب: عن جماعة من أهل إصفهان منهم العياشي محمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا: كان باصفهان رجل يقال له: عبد الرحمن - وكان شيعيا - قيل له: ما السبب الذى أوجب عليه القول بامامة على النقى دون غيره من أهل زمانه ؟ و ساق الحديث إلى آخره. (4)


(1) من المصدر، وفيه: ولم اخبرهم. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقد مضى لى من العمر. (3) في المصدر والبحار بدل ما بين القوسين: في قلبى، وفيهما: واستجاب الله دعائه في ولى. (4) الخرائج: 1 / 392 ح 1، الثاقب في المناقب: 549 ح 11. وأخرجه في البحار: 50 / 141 ح 26 عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 / 371 ح 37 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 389 - 390 نقلا من الخرائج.


[ 466 ]

 

التاسع والاربعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2471 / 51 - ثاقب المناقب وخرائج الراوندي: عن يحيى بن هرثمة قال: دعاني المتوكل فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممن تريد و اخرجوا إلى الكوفة، فخلفوا أثقالكم فيها، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة، فاحضروا على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام - إلى عندي معظما مكرما مبجلا، قال: ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة (1)، وكان لى كاتب يتشيع وأنا على مذهب الحشوية (2)، وكان ذلك الشارى يناظر [ ذلك ] (3)، وكنت استريح إلى مناظر تهما لقطع الطريق. فلما انتصفت المسافة قال الشارى للكاتب: أليس من قول صاحبكم على بن أبى طالب - عليه السلام - أنه ليس من الارض بقعة الا وهى قبر أو سيكون قبرا ؟ فانظر إلى هذة البرية أين من يموت [ فيها حتى يملاها الله قبورا كما تزعمون ؟ قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم ؟ قال: نعم، قلت: صدق أين من يموت ] (4) في هذه البرية العظيمة حتى تمتلئ قبورا ؟ ! وتضاحكنا ساعة من كلام الشيعي، إذ انخذل الكاتب


(1) الشراة جمع شار: وهم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الامام، إنما لزمهم هذا اللقب لانهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالاخرة أي باعوا (مجمع البحرين). (2) الحشوية: طائفة من أصحاب الحديث تمسكوا بالظاهر، لقبوا بهذا اللقب لاحتمالهم كل حشو روى من الاحاديث المتناقضة (معجم الفرق الاسلامية). (3) من الخرائج والبحار. (4) من الخرائج والبحار.


[ 467 ]

في أيدينا. قال: ثم سرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت باب أبى الحسن على ابن محمد بن الرضا - عليهم السلام -، فدخلت عليه فقرا كتاب المتوكل فقال: انزلوا وليس من جهتى خلاف، قال: فلما صرت إليه من الغد وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر، فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ له خفاتين له (1) ولغلمانه، ثم قال للخياط: اجمع عليها جماعة من الخياطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا، وبكر بها إلى في (مثل) (2) هذا الوقت، ثم نظر إلى وقال: يا يحيى اقضوا وطركم (3) من المدينة في هذا اليوم واعمد على الرحيل غدا في هذا الوقت. قال: فخرجت من عنده وأنا أتعجب من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تموز وحر الحجاز و [ إنما ] (4) بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام، فما يصنع بهذه الثياب ؟ ثم قلت: في نفسي: هذا رجل لم يسافر، وهو يقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلى مثل هذه الثياب، وأتعجب من الرافضة حيث يقولون: بامامة هذا مع فهمه [ هذا ] (5) فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد احضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا وخذوا لنا معكم من اللبابيد والبرانس، ثم قال: إرحل يا يحيى.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: غلاظ له الخفافيف. (2) ليس في الخرائج والبحار. (3) الوطر: الحاجة والبغية، جمعهما أوطار. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار.


[ 468 ]

فقلت في نفسي: هذا أعجب من الاول، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى أخذ معه اللبابيد والبرانس ! فخرجت وأنا استصغر فهمه ! فسرنا حتى إذا وصلن إلى موضع (1) المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودت وأرعدت، وأبرقت حتى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت علينا بردا مثل الصخور، وقد شد على نفسه وعلى غلامانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد والبرانس. وقال لغلمانه: ادفعوا إلى يحيى لبادة وإلى الكاتب برنسا و تجمعنا والبرد ياخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا وزالت (السحابة) (2) ورجع الحر كما كان. فقال لى: يا يحيى آمر (3) من بقى من أصحابك ليدفن من قد مات من أصحابك. ثم قال - عليه السلام -: فهكذا يملا الله البرية قبورا. قال يحيى: فرميت بنفسى عن دابتي وعدوت [ إليه ] (4) فقبلت ركابه ورجله، وقلت [ أنا ] (5) أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله، وأنكم خلفاء الله في أرضه، و [ قد ] (6) كنت كافرا وإنني الان قد أسلمت على يديك يا مولاى.


(1) في البحار: ذلك الموضع الذى وقعت المناظرة. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: أنزل أنت، وفي البحار: أنزل. (4 - 6) من المصدر والبحار.


[ 469 ]

قال يحيى: وتشيعت ولزمت خدمته إلى أن مضى. (1)

الخمسون: خبر حمار النصراني وعلمه - عليه السلام - بالغائب 2472 / 52 - (ثاقب المناقب) و (خرائج الراوندي): عن هبة الله ابن أبى منصور الموصلي قال: كان بديار ربيعة كاتب لنا نصراني - وكان من أهل كفرتوثا - (2) يسمى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدى صداقة. قال: فوافى فنزل عند والدى، فقال: ما شأنك قدمت في هذا الوقت ؟ قال: دعيت إلى حضرة المتوكل ولا أدرى ما يراد منى إلا أنى اشتريت نفسي من الله بمائة دينار [ وقد حملتها ] (3) لعلى بن محمد بن الرضا - عليه السلام - معى. فقال له والدى: قد وفقت في هذا، قال: وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف الينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا، فقال له والدى: حدثنى حديثك، قال: سرت إلى سر من راى وما دخلتها قط، فنزلت في دار وقلت: احب أن اوصل المائة دينار إلى أبو الحسن على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام - قبل مصيري إلى باب المتوكل، وقبل أن يعرف أحد قدومى. قال: فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب، و


(1) الثاقب في المناقب: 551 ح 12، الخرائج: 1 / 393 ح 2. وأخرجه في البحار: 50 / 142 ح 27 عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 / 372 ح 38 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 390 - 392 نقلا من الخرائج. (2) كذا في المصدرين والبحار، وفي الاصل: كفر ونار، وكفرتوثا: بضم التاء وسكون الواو، قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، ويقال: إنها من قرى فلسطين (معجم البلدان). (3) من المصدرين والبحار.


[ 470 ]

أنه ملازم لداره، فقلت: كيف أصنع ؟ رجل نصراني يسال عن دار ابن الرضا - عليه السلام - ! لا آمن أن ينذر (1) بى فيكون ذلك زيادة فيما احاذره. قال: ففكرت ساعة في ذلك (الوقت) (2)، فوقع في نفسي أن أركب حماري وأخرج في البلد، ولا أمنعه من حيث يذهب، لعلى اقف على معرفة داره من غير أن أسال أحدا. قال: فجعلت الدنانير في كاغدة و جعلتها في كمى، وركبت فكان الحمار يتخرق الشوارع والاسواق و يمر حيث يشاء إلى أن صرت إلى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار ؟ فقيل هذه دار على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام - ! فقلت: الله أكبر دلالة والله مقنعة. قال: وإذا خادم أسود قد خرج (من الدار) (3)، فقال: أنت يوسف ابن يعقوب ؟ قلت: نعم، قال: انزل، فنزلت فاقعدني في الدهليز ودخل، فقلت في نفسي: وهذه دلالة اخرى من اين عرف هذا الخادم اسمى و اسم أبى وليس في هذا البلد من يعرفني ولا دخلته قط ؟ ! قال: فخرج الخادم فقال: المائة الدينار التى (معك) (4) في كمك في الكاغدة، هاتها فناولته إياها فقلت: وهذه ثالثة، ثم رجع إلى فقال: ادخل، فدخلت


(1) كذا في المصدرين، وفي الاصل والبحار: أن يبدر بى، قال ابن الاثير: أصل الانذار الاعلام، ونذرت به إذا علمت، ومنه الحديث (فلما أن قد نذروا به هرب) أي علموا و أحسو بمكانه. (2) ليس في المصدرين والبحار، وفيها: فوقع في قلبى. (3) ليس في المصدرين والبحار. (4) ليس في المصدرين والبحار.


[ 471 ]

[ إليه ] (1) وهو في مجلسه وحده. فقال: يا يوسف [ أما آن لك أن تسلم ؟ فقلت: يا مولاى قد بان لى من البراهين ما فيه كفاية لمن اكتفى، فقال: هيهات أما إنك لا تسلم، و لكن سيسلم ولدك فلان وهو من شيعتنا، فقال: يا يوسف ] (2) إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا والله إنها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فانك سترى ما تحب، (وسيولد لك رجل مبارك) (3)، قال: فمضيت إلى باب المتوكل فقلت كل ما أردت وانصرفت. قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد موت أبيه وهو مسلم حسن التشيع، فاخبرني أن أباه مات على النصرانية، وأنه أسلم بعد موت والده، و كان يقول: أنا بشارة مولاى - عليه السلام -. (4)

الحادى والخمسون: علمه بما في النفس واستجابة دعائه - عليه السلام - 2473 / 53 - صاحب (ثاقب المناقب) والراوندي: قالا: قال: أبو هاشم الجعفري: أنه ظهر برجل من أهل سر من راى برص، فتنغص عليه عيشه، فجلس يوما إلى أبى على الفهرى، فشكى إليه حاله، فقال له: لو تعرضت يوما لابي الحسن على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام -


(1 و 2) من المصدرين والبحار. (3) ليس في المصدرين والبحار. (4) الثاقب في المناقب: 553 ح 13، الخرائج: 1 / 369 ح 3. وأخرجه في البحار: 50 / 144 ح 28 عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 / 373 ح 39 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 392 - 393 نقلا من الخرائج.


[ 472 ]

فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك هذا. قال: فتعرض له (1) يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل، فلما راه قام ليدنو منه فيسأله ذلك، فقال له: تنح عافاك الله و أشار إليه بيده تنح عافاك الله [ وأشار إليه بيده ] (2) تنح عافاك الله - ثلاث مرات - فرجع الرجل ولم يجسر أن يدنو منه وانصرف فلقلى الفهرى فعرفه الحال وما قال، فقال (له) (3): قد دعاك لك قبل أن تسأله، فامض فانك ستعافى، فانصرف الرجل إلى بيته، فبات تلك الللية، فلما أصبح لم ير على بدنه شيئا من ذلك. (4)

الثاني والخمسون: خبر المشعبذ 2474 / 54 - صاحب (ثاقب المناقب) والراوندي: عن زرافة حاجب المتوكل أنه قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة (5) لم ير مثله، وكان المتوكل لعابا، فاراد أن يخجل على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام -، فقال لذلك الرجل: إن أنت أخجلته


(1) في الثاقب والبحار: عنك، فجلس له يوما، وفي الخرائج: عنك فجلس يوما. (2) من الخرائج. (3) ليس في المصدرين والبحار. (4) الثاقب في المناقب: 554 ح 14، الخرائج: 1 / 399 ح 5. وأخرجه في البحار: 50 / 145 ح 29 عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 / 374 ح 40 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 393 نقلا من الخرائج. (5) الحق والحقه - بالضم -: الوعاء من الخشب وغيره، وكان المشعبذين يلعبون بالحقة نحوا من اللعب.


[ 473 ]

أعطيتك الف دينار زكية، قال: تقدم بان يخبز رقاق [ خفاف ] (1)، واجعلها على المائدة واقعدني إلى جنبه، ففعل وأحضر على بن محمد - عليه السلام - للطعام وجعلت له مسورة (2) عن يساره، وكان عليها صورة أسد وجلس اللاعب إلى جانب المسورة. فمد على بن محمد - عليهما السلام - يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء، ومد يده إلى اخرى فطيرها (ذلك في الهواء، ومد إلى اخرى ثالثة فطيرها) (3) فتضاحك الجميع، فضرب على بن محمد - عليهما السلام - يده على تلك الصورة التى في المسورة وقال: خذ عدو الله، فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتعلت الرجل، وعادت في المسورة كما كانت، فتحير الجميع، ونهض على بن محمد - عليهما السلام - (يمضى) (4). فقال له المتوكل: [ سألتك ] (5) ألا جلست ورددته، فقال: والله لا يرى بعدها، أتسلط أعداء الله على أولياء الله ؟ ! وخرج من عنده [ فلم ير الرجل بعد ذلك ] (6). (7)


(1) من المصدرين والبحار. (2) المسور والمسورة: متكا من جلد. (3) ليس في الخرائج والبحار. (4) ليس في المصدرين والبحار. (5) من المصدرين والبحار. (6) من المصدرين والبحار. (7) الثاقب في المناقب: 555 ح 15، الخرائج: 1 / 400 ح 6.=


[ 474 ]

 

الثالث والخمسون: خبر الطيور 2475 / 55 - الراوندي: قال: قال أبو هاشم الجعفري: أنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك [ كيما تدور الشمس ] (1) في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التى تصوت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له ولا يسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك الطيور، فإذا وافاه على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام - سكتت (تلك) (2) الطيور فلا يسمع منها صوت واحد إلى أن يخرج من عنده، فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال: وكان عنده عدة من القوابج (3) [ في اليحطان، وكان يجلس في مجلس له عال، ويرسل تلك القوابج تقتتل وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى على بن محمد - عليهما السلام - إليه في ذلك المجلس لصقت تلك القوابج بالحيطان ] (4)، وكانت لا تتحرك من مواضعها حتى ينصرف، فإذا انصرف عادت في القتال. (5)


= وأخرجه في البحار: 50 / 146 ح 30 عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 / 374 ح 39 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 393 - 394 نقلا من الخرائج. (1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) القبج: بفتح القاف وسكون الباء الموحدة وبالجيم في آخره، واحدة قبجة الحجل، و القبجة اسم جنس يقع على الذكر والانثى. (4) من المصدر والبحار. (5) الخرائج: 1 / 404 ح 10 وعنه البحار: 50 / 148 ح 34 والصراط المستقيم: 2 / 204 =


[ 475 ]

 

الرابع والخمسون: خبر زينب الكذابة 2476 / 56 - ابن شهراشوب في (المناقب): عن أبى الهلقام و عبد الله بن جعفر الحميرى والصيقل الجبلى وأبى شعيب الخياط (1)، وابن شهراشوب أيضا وصاحب (ثاقب المناقب): كلاهما عن على بن مهزيار، والراوندي في (الخرائج) واللفظ للراوندي: إن أبا هاشم الجعفري قال: ظهرت في أيام المتوكل إمراة تدعى أنها زينب بنت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال لها المتوكل: أنت إمراة شابة وقد مضى من وقت [ وفاة ] (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله - ما مضى من السنين، فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - مسح على راسى وسال الله عزوجل أن يرد على شبابى في كل أربعين سنه، ولم أظهر للناس إلى هذه الغاية، فلحقتني الحاجة فصرت إليهم، فدعا المتوكل مشايخ آل أبى طالب وولد العباس [ وقريش ] (3) فعرفهم حالها. فروى جماعة وفاة زينب بنت فاطمة - عليهما السلام - في سنة كذا. فقال لها: ما تقولين في هذه الرواية ؟ فقال: كذب وزور فان أمرى كان مستورا عن الناس، فلم يعرف لى موت ولا حياة، فقال لهم المتوكل: هل عندكم حجة على هذه المراة غير هذه الرواية ؟ فقالوا:


= ح 9 مختصرا، وفي إثبات الهداة: 3 / 375 ح 42 عنه وعن كشف الغمة: 2 / 394 نقلا من الخرائج مختصرا. (1) في المصدر والبحار: والصقر الجبلى وأبو شعيب الحناط. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار.


[ 476 ]

لا، فقال: أنا برئ من العباس أن لا أتركها عما ادعت إلا بحجة [ تلزمها ] (1). قالوا: فاحضر على بن محمد بن الرضا - عليهم السلام -، فلعل عنده شيئا من الحجة غير ما عندنا، فبعث إليه فحضر فاخبره بخبر المراة. فقال: كذبت فان زينب توفيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا، قال: فان هولاء قد رووا مثل هذه [ الرواية ] (2) وقد حلفت أن لا أتركها عما ادعت إلا بحجة تلزمها. قال: [ ولا عليك ] (3) فهاهنا حجة تلزمها وتلزم غيرها، قال: وما هي ؟ قال - عليه السلام - لحوم ولد فاطمة محرمة على السباع، فانزلها إلى السباع، فان كانت من ولد فاطمة فلا تضرها [ السباع ] (4)، فقال لها: ما تقولين ؟ قالت: انه يريد قتلى، قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن و الحسين - عليهما السلام -، فانزل من شئت منهم، قال: فوالله لقد تغيرت وجوه الجميع، فقال بعض المبغضين (5): هو يحيل على غيره لم لا يكون هو ؟ فمال المتوكل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع، فقال: يا أبا الحسن لم لا تكون أنت ذلك ؟ قال: ذلك إليك، قال: فافعل ! قال: أفعل ان شاء الله، فاتى بسلم وفتح عن السباع وكانت


(1) من المصدر، وفيه البحار: انزلها بدل (أتركها). (2) من المصدر، وفيه والبحار: انزلها بدل (أن لا أتركها). (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر: المتعصبين.


[ 477 ]

ستة من الاسد، فنزل أبو الحسن - عليه السلام - [ إليها ] (1)، فلما وصل و جلس صارت الاسود إليه، ورمت بانفسها بين يديه ومدت بايديها و وضعت رووسها بين يديه، فجعل يمسح على [ راس ] (2) كل واحد منها بيده، ثم يشير له بيده إلى الاعتزال فيعتزل ناحية حتى اعتزلت كلها ووقفت بازائه. فقال له الوزير: ما هذا صوابا، فبادر باخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره، فقال له: يا أبا الحسن ما أردنا بك سوء وإنما أردنا أن نكون على يقين مما قلت، فاحب أن تصعد، فقام وصار إلى السلم وهى (3) حوله تتمسح بثيابه، فلما وضع رجله على أول درجة إلتفت إليها وأشار بيده أن ترجع، فرجعت وصعد، ثم قال: كل من زعم أنه من ولد فاطمة - عليها السلام - فليجلس في ذلك المجلس. فقال لها المتوكل: انزلى، قالت: الله الله ادعيت الباطل وأنا بنت فلان، حملني الضر على ما قلت. قال المتوكل: القوها إلى السباع (فبعثت والدته واستوهبتها منه واحسنت إليها) (4). (5)


(1) من المصدر والبحار، وفيهما دخل بدل (وصل). (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وهم. (4) كذا في المصدر وحلية الابرار، وفي الاصل: فاستوهبتها منه والدته، وفي البحار: فاستوهبتها والدته. (5) مناقب آل أبى طالب: 4 / 416، الخرائج: 1 / 404 ح 11 وعنهما البحار: 50 / 149 ح 35 وص 204 - 205 ح 13 وحلية الابرار 2: 468 - 471 (ط ق)، وفي إثبات الهداة: 3 / 375 ح 43 عن الخرائج مختصرا.


[ 478 ]

2477 / 57 - والذى رواه صاحب (ثاقب المناقب): عن على بن مهزيار قال: إنه صار إلى سر من راى وكانت زينب الكذابة ظهرت و ذكرت أنها زينب بنت على بن أبى طالب - عليه السلام - فاحضرها المتوكل و سالها: فانتسبت إلى على بن أبى طالب وفاطمة - عليهما السلام -، فقال لجلسائة: كيف بنابصحة أمر هذه وعند من نجده ؟ فقال الفتح بن خاقان: ابعث إلى ابن الرضا - عليه السلام - فاحضروه حتى يخبرك بحقيقه أمرها، فاحضره - عليه السلام - فرحب به المتوكل وأجلسه معه على سريره وقال: إن هذه تدعى كذا فما عندك ؟ فقال - عليه السلام -: (المحنة في هذه قريبة، إن الله تعالى حرم لحم جميع من ولدته فاطمة وعلى من ولد الحسن والحسين - عليهم السلام - على السباع، فالقها للسباع، فان كانت صادقه لم تتعرض لها، وإن كانت كاذبة أكلتها) فعرض عليها فكذبت نفسها وركبت حمارها في طريق سر من راى تنادى على نفسها - وجاريتها على حمار آخر - بانها (1) زينب الكذابة، وليس بينها وبين رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلى وفاطمة - صلوات الله عليهم أجمعين - قرابة، ثم رحلت إلى الشام (2). فلما أن كان بعد ذلك بايام ذكر عند المتوكل أبو الحسن - عليه السلام - وما قال في زينب، فقال على بن الجهم: يا أمير المؤمنين لو جربت قوله على نفسه فعرفت حقيقه قوله، فقال: أفعل، ثم تقدم إلى قوام السباع


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: بانا. (2) في المصدر: ثم دخلت الشام.


[ 479 ]

فامرهم أن يجوعوها ثلاثة ويحضروها (1) القصر، فترسل في صحنه [ فنزل ] (2) وقعد هو في المنظر، وأغلق أبواب الدرجة، وبعث إلى أبى الحسن - عليه السلام -، فاحضرو أمره أن يدخل من باب القصر فدخل، فلما صار في الصحن أمر بغلق الباب وخلى بينه وبين السباع في الصحن. قال على بن يحيى: وأنا في الجماعة وابن حمدون، [ فلما حضر - عليه السلام - وعليه سواد وشقة، فدخل وأغلق الباب والسباع قد أصمت الاذان من زئيرها ] (3)، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه السباع وقد سكنت (من زئيرها) (4)، ولم نسمع له حسا حتى تمسحت به ودارت حوله، وهو يمسح رووسها بكمه، ثم ضربت بصدورها الارض، فما مشت ولا زئرت حتى صعد الدرجة، وقام المتوكل فدخل، فارتفع أبو الحسن - عليه السلام - وقعد طويلا ثم قام فانحدر، ففعلت السباع [ به ] (5) كفعلها في الاول وفعل [ هو ] (6) بها كفعله الاول، فلم تزل رابضة (7) حتى خرج من الباب الذى دخل منه، وركب وانصرف، وأتبعه المتوكل بمال جزيل صلة له. وقال (8) ابن الجهم: فقمت وقلت: يا أمير المؤمنين أنت إمام


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يجوعوا منها ثلاثة وتحضروها. (2) من المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5 و 6) من المصدر. (7) الربض: الجالس المقيم. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: وصل به، فقال.


[ 480 ]

فافعل كما فعل ابن عمك فقال: والله لئن بلغني ذلك من أحد من الناس لاضربن عنقك وعنق هذه العصابة كلهم، فوالله ما تحدثنا بذلك حتى مات وبلغ إلى ما يستحق. (1)

الخامس والخمسون: خبر الفرس 2478 / 58 - الراوندي: قال: إن أحمد بن هارون قال: كنت جالسا اعلم غلاما من غلامانه في فازة داره [ - فيها بستان - ] (2) إذ دخل علينا أبو الحسن - عليه السلام - راكبا على فرس له، فقمنا إليه فسبقنا، فنزل قبل أن ندنو منه، وأخذ عنان فرسه بيده، فعلقه في طنب من أطناب الفازة، ثم دخل وجلس معنا، فاقبل على وقال: متى رايك أن تنصرف إلى المدينة ؟ فقلت: اللية، قال: فاكتب إذا كتابا معك توصله إلى فلان التاجر ؟ [ قلت: نعم ] (3)، قال: يا غلام هات الدواة والقرطاس، فخرج الغلام لياتى بهما من دار اخرى. فلما غاب الغلام صهل الفرس وضرب بذنبه، فقال له - بالفارسية -: ما هذا القلق ؟ فصهل الثانية وضرب بذنبه، فقال له - بالفارسية -: لى حاجة اريد أن أكتب كتابا إلى المدينة، فاصبر حتى أفرغ، فصهل الثالثة وضرب بذنبه (4)، فقال له - بالفارسية -: اقلع وامض


(1) الثاقب في المناقب: 545 ح 5. (2) من المصدر والبحار، والفازة: مظلة من نسيج أو غيره، تمد على عمود أو عمودين. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: بيديه.


[ 481 ]

إلى ناحية البستان وبل هناك ورث وارجع، واقف [ هناك ] (1) مكانك، فرفع الفرس راسه وأخرج العنان من موضعه، ثم مضى إلى ناحية البستان حتى لا نراه في ظهر المفازة، فبال وراث وعاد إلى مكانه. فدخلني من ذلك ما الله به عليم، ووسوس الشيطان في قلبى [ فاقبل إلى ] (2) فقال: يا أحمد لا يعظم عليك ما رايت، إن ما أعطى الله محمدا وآل محمد [ أكثر ] (3) مما أعطى داود وآل داود، قلت: صدق ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فما قال لك ؟ وما قلت له ؟ فما فهمته. فقال: قال لى الفرس: قم فاركب إلى البيت حتى تفرغ عنى، قلت: ما هذا القلق ؟ قال: قد تعبت، قلت: لى حاجه اريد أن أكتب كتابا إلى المدينة فإذا فرغت ركبتك، قال: إنى اريد أن أروث وأبول، وأكره أن أفعل ذلك بين يديك، فقلت [ له ] (4): إذهب إلى ناحية البستان فافعل ما أردت، ثم عد إلى مكانك، ففعل الذى رايت. ثم أقبل الغلام بالدواة و القرطاس - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه فاخذ في الكتابة حتى أظلم [ الليل ] (5) فيما بينى وبينه، فلم أر الكتاب وظننت أنه أصابه الذى أصابني، فقلت للغلام: قم فهات بشمعة من الدار حتى يبصر مولاك كيف يكتب، فهم الغلام ليمضى،


(1) من المصدر والبحار، وفيهما: فقف. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) من البحار.


[ 482 ]

فقال [ للغلام ] (1): ليس لى إلى ذلك حاجة. ثم كتب كتابا طويلا إلى أن غاب الشفق، ثم قطعه فقال للغلام: أصلحه، فاخذ الغلام الكتاب وخرج من المفازة ليصلحه، ثم عاد إليه وناوله ليختمه، فختمه من غير أن ينظر في ختمه هل الخاتم مقلوب أو غير مقلوب، فناولني الكتاب [ فاخذت ] (2)، فقمت لاذهب فعرض في قلبى - قبل أن أخرج من المفازة - اصلى قبل أن آتى المدينة، قال: يا أحمد صل المغرب والعشاء الاخرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه و آله - ثم اطلب الرجل في الروضة، فانك توافيه (3) إن شاء الله. قال: فخرجت مبادرا فاتيت المسجد وقد نودى للعشاء الاخرة، فصليت المغرب ثم مصليت معهم العتمة وطلبت الرجل حيث أمرنى فوجدته، فاعطيته الكتاب فاخذه وفضه ليقراه، فلم يستبن قرائته في ذلك الوقت، فدعى بسراج فاخذته فقراته عليه في السراج في المسجد، فإذا خط مستو ليس حرفا ملتصقا بحرف، وإذا الخاتم مستو ليس بمقلوب. فقال لى الرجل: عد إلى غدا حتى أكتب جواب الكتاب، فغدوت فكتب (4) الجواب فجئت به إليه، فقال: أليس [ قد ] (5) وجدت الرجل


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: توفقه. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فعدت وقد كتب. (5) من المصدر والبحار.


[ 483 ]

حيث قلت لك ؟ فقلت نعم [ قال: أحسنت ] (1). (2)

السادس والخمسون: علمه - عليه السلام - بالاجال 2479 / 59 - الراوندي: قال: روى عن أبى سليمان قال: حدثنا ابن ارومه قال: خرجت أيام المتوكل إلى سر من راى، فدخلت على سعيد الحاجب (قد) (3) دفع المتوكل أبا الحسن - عليه السلام - إليه ليقتله، فلما دخلت عليه قال: أتحب أن تنظر إلى إلهك ؟ قلت: سبحان الله إلهى لا تدركه الابصار، قال: هذا الذى تزعمون أنه إمامكم ! قلت: ما أكره ذلك، قال: قد أمرنى المتوكل (4) بقتله وأنا فاعله غدا وعنده صاحب الريد فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خرج فقال لى: ادخل، فدخلت الدار التى كان فيها محبوسا، فإذا [ هوذا ] (5) بحيالة قبر يحفر، فدخلت وسلمت وبكيت بكاء شديدا، فقال: (ما يبكيك ؟) قلت: لما أرى. قال: (لا تبك لذلك فانه لا يتم لهم ذلك) فسكن ما كان بى، فقال: (إنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه الذى


(1) من المصدر والبحار. (2) الخرائج والجرائح: 1 / 408 ح 14 وعنه إثبات الهداة: 3 / 376 ح 44 والبحار: 50 / 153 ح 40، وفي الصراط المستقيم: 2 / 204 ح 12 عنه مختصرا. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: قد امرت بقتله. (5) من المصدر.


[ 484 ]

رايته) قال: والله ما مضى غير يومين حتى قتل [ وقتل صاحبه ] (1)، فقلت لابي الحسن - عليه السلام -: حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله - (لا تعادوا الايام فتعاديكم) ؟ قال: نعم (إن لحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله - تأويلا [ أما ] (2) السبت فرسول الله - صلى الله عليه وآله - والاحد: أمير المؤمنين - عليه السلام - والاثنين: الحسن والحسين - عليهما السلام - والثلاثاء: على بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد - عليهم السلام - والاربعاء: موسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن على وأنا على بن محمد، والخميس إبنى الحسن والجمعة: القائم منا أهل البيت - عليهم السلام -). (3)

السابع والخمسون: خبر تل المخالى 2480 / 60 - ثاقب المناقب والراوندي وغيرهما، واللفظ للراوندي: قال: [ ومنها حديث تل المخالى ] (4) وذلك أن المتوكل و قيل: الواثق أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الاتراك الساكنين بسر من راى أن يملا كل واحد (منهم) (5) مخلاة فرسه من الطين الاحمر


(1) من المصدر، وفيه: قلت. (2) من المصدر والبحار. (3) الخرائج: 1 / 412 ح 17 وعنه البحار: 50 / 195 ح 7 وحليه الابرار: 2 / 465 (ط ق)، وفي إثبات الهداة: 3 / 377 ح 45 عنه وعن جمال الاسبوع: 36 - 37 وكشف الغمة: 2 / 394 نقلا من الخرائج، وله تخريجات اخر تركناها للاختصار، فمن أرادها فليراجع الخرائج. (4) من المصدر، وفيه: أن الخليفة أمر. (5) ليس في المصدر وا لبحار، والمخلاة: ما يجعل فيه العلف ويعلق في عنق الدابة، جمعها =


[ 485 ]

ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، فلما (فعلوا ذلك) (1) صار مثل جبل عظيم [ وإسمه تل المخالى ] (2) صعد فوقه واستدعى أبا الحسن - عليه السلام - [ واستصعده ] (3) وقال: استحضرتك لنظارة خيول عسكري، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف و يحملوا (4) الاسلحة، وقد عرضوا باحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبى الحسن - عليه السلام - أن يامر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة. فقال له أبو الحسن - عليه السلام -: وهل تريد أن أعرض عليك عسكري ؟ قال: نعم، (قال) (5) فدعا الله سبحانه تعالى فإذا بين السماء و الارض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون، فغشى على الخليفة، فقال له أبو الحسن - عليه السلام - لما أفاق من غشيته: نحن لا ننافسكم (6) في الدنيا، نحن مشتغلون بامر الاخرة، فلا عليك منى مما تظن باس. (7)


= مخال. (1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار، وفيهما: لنظارة خيولي. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أن يلبسوا الخفافيف وكملوا. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في البحار: لا نناقشكم. (7) الثاقب في المناقب: 557 ح 17، الخرائج: 1 / 414 ح 19. =


[ 486 ]

 

الثامن والخمسون: خبر الشجرتين والماء وعلمه - عليه السلام - بما في النفس 2481 / 61 - الراوندي: قال: روى أبو محمد البصري، عن أبى العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد قال: كنا أجرينا ذكر أبى الحسن - عليه السلام -، فقال [ لى ] (1): يا أبا محمد لم أكن في شئ من هذا الامر، وكنت أعيب على أخى وعلى أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار إبى الحسن - عليه السلام -، فخرجنا من المدينة. [ فلما خرج ] (2) وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل وكان يوما صائفا شديد الحر، فسألناه أن ينزل، فقال: لا. فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب، فلما اشد الحر والجوع والعطش [ فينا ] (3) ونحن إذ ذاك في أرض ملساء لا نرى بها شيئا من الظل والماء [ نستريح إليه ] (4)، فجعلنا نشخص بابصارنا نحوه. فقال: ما لكم أظنكم جياعا وقد عطشتم ؟ فقلنا أي والله يا سيدنا قد عيينا، قال: عرسوا ! وكلوا واشربوا، فتعجبت من قوله ونحن في


= وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 377 ح 46 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 395 نقلا من الخرائج، وفي البحار: 50 / 155 ح 44 وحلية الابرار: 2 / 475 (ط ق) عن الخرائج. (1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر وفي البحار: فبينما. (4) من المصدر والبحار.


[ 487 ]

صحراء ملساء لا نرى فيها شيئا نستريح إليه، ولا [ نرى ] (1) ماءا ولا ظلا. فقال: [ مالكم ؟ ] (2) عرسوا، فابتدرت إلى القطار لانيخ، ثم التفت فإذا أنا بشجرتين عظيمتين تستظل تحتهما عالم من الناس، وكنت أعرفم موضعها أنه أرض براح قفرا (3)، وإذا أنا بعين تسيح على وجه الارض أعذب ماء وأبرده، فنزلنا وأكلنا وشربنا واسترحنا، وإن فينا من سلك ذلك الطريق مرارا، فوقع في قلبى في ذلك الوقت أعاجيب، وجعلت أحد النظر إليه وأتامله طويلا [ وإذا نظرت إليه ] (4) فتبسم و طوى وجهه عنى. فقلت [ في نفسي ] (5): والله لاعرفن هذا كيف هو ؟ فاتيت من وراء الشجرة ودفنت سيفى، وجعلت (6) عليه حجرين وتغوطت في ذلك الموضع وتهيات للصلاة. فقال أبو الحسن - عليه السلام -: استرحتم ؟ قلنا: نعم، قال: فارتحلوا على اسم الله، فارتحلنا، فلما أن سرنا ساعة رجعت على الاثر، فاتيت الموضع ووجدت الاثر والسيف كما وضعت والعلامة، وكان الله


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، وعرس القوم أي نزلوا من السفر للاستراحة، ثم يرتحلون. (3) البراح: المتسع من الارض، لاشجر فيها ولا بناء، والقفر: الخلاء من الارض لا ماء فيه و لاناس ولاكلا. (4 و 5) من المصدر والبحار، وفيهما: وزوى بدل (طوى). (6) في المصدر والبحار: وضعت.


[ 488 ]

لم يخلق [ ثم ] (1) شجره ولا ماءا ولا ظلالا ولا بللا، فتعجبت [ من ذلك ] (2) ورفعت يدى إلى السماء فسالت الله بالثبات على المحبه له و الايمان به [ والمعرفة منه ] (3)، وأخذت الاثر فحلقت القوم، فالتفت إلى أبو الحسن - عليه السلام - وقال: يا أبا العباس فعلتها ؟ قلت: نعم يا سيدى لقد كنت شاكا فاصبحت وأنا عند نفسي من أغنى [ الناس ] (4) بك في الدنيا والاخرة، فقال: هو كذلك، هم معدودون معلومون لا يزيد رجل ولا ينقص [ رجل ] (5). (6)

التاسع والخمسون: خبره - عليه السلام - مع المتوكل 2482 / 62 - ثاقب المناقب: عن أبى العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب والراوندي واللفظ له: قال: روى أبو سعيد سهل بن زياد قال: حدثنا أبو العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ونحن في داره بسر من راى، فجرى ذكر أبى الحسن - عليه السلام -، فقال: يا أبا سعيد إنى احدثك بشئ حدثنى به أبى، قال: كنا مع المعتز (7)، وكان


(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) الخرائج: 1 / 415 ح 20 وعنه إثبات الهداة: 3 / 378 ح 47 والبحار: 50 / 156 ح 45، وفي الصراط المستقيم: 2 / 205 ح 16 مختصرا. (7) هو الزبير بن جعفر المتوكل، الثالث عشر من خلفاء بنى العباس.


[ 489 ]

أبى كاتبه، قال: فدخلنا الدار وإذا المتوكل (1) على سريره قاعد، فسلم المعتز ووقف، ووقفت خلفه، وكان [ عهدي به ] (2) إذا دخل عليه رحب به وأصره بالقعود، فاطال القيام وجعل يرفع رجلا ويضع اخرى وهو لا ياذن له (3) بالقعود، ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة، ويقبل على الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذى تقول فيه ما تقول، ويردد القول والفتح مقبل عليه يسكنه ويقول: مكذوب عليه يا أمير المؤمنين، وهو يتلظى [ ويشطط ] (4) ويقول: والله لاقتلن هذا المرائى الزنديق وهو الذى يدعى الكذب ويطعن في دولتي، ثم قال: جئني باربعة من الخزر الجلاف (5) لا يفقهون، فجئ بهم ودفع إليهم أربعة أسياف، وأمرهم أن يرطنوا (6) بالسنتهم إذا دخل أبو الحسن - عليه السلام - وأن يقبلوا عليه باسيافهم فيخبطوه [ ويعلقوه ] (7)، وهو يقول: والله لا حرقنه بعد القتل، وأنا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر.


(1) هو جعفر بن محمد بن هارون، العاشر من خلفاء بنى العباس. (2) من المصدر والبحار. (3) أي للمعتز. (4) من المصدر، وتلظى فلان: التهب واغتاظ. والشطط: الجور والظلم والبعد عن الحق. (5) الجلف: الغليظ الجافي. جمعها أجلاف وجلوف. والخزر: جنس من الامم خزر العيون من ولد يافث بن نوح - عليه السلام - من خزرت العين: إذا صغرت وضاقت. (6) تراطن القوم وتراطنوا فيما بينهم: تكلموا بالاعجمية. (7) من المصدر، وخبطه خبطا: ضربه ضربا شديدا.


[ 490 ]

فلما علمت إلا بابى الحسن - عليه السلام - قد دخل، وقد بادر الناس قدامه وقالوا: قد جاء، والتفت ورائي فإذا أنا به وشفتاه يتحر كان، وهو غير مكترث ولا جازع، فلما بصر به المتوكل ورمى بنفسه عن السرير إليه وهو يسبقه، فانكب عليه يقبل بين عينيه ويديه وسيفه بيده، وهو يقول: يا سيدى يابن رسول الله يا خير خلق الله يا بن عمى يا مولاى يا أبا الحسن ! وأبو الحسن - عليه السلام - يقول: اعيذك يا أمير المؤمنين بالله أعفنى من هذا. فقال: ما جاء بك يا سيدى في هذا الوقت ؟ قال: جاءني رسولك فقال: المتوكل يدعوك، فقال: كذب ابن الفاعلة، إرجع يا سيدى من حيث أتيت، يا فتح ! يا عبيدالله ! يا معتز شيعوا سيدكم وسيدي، فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين، فلما خرج دعاهم المتوكل وقال للترجمان: أخبرني بما يقولون، ثم قال لهم: لم لم تفعلوا ما أمرتكم به ؟ قالوا: شدة هيبته، وراينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتاملهم، فمنعنا ذلك عما أمرت به، وامتلات قلوبنا من ذلك رعبا. فقال المتوكل: يا فتح هذا صاحبك - وضحك في وجه الفتح و ضحك الفتح ووجهه - وقال: الحمد لله الذى بيض وجهه وأنار حجتة. ثم قال صاحب (ثاقب المناقب) عقيب هذا الحديث: ولا أبعد أن يكون من أمر المتوكل بقتله من الغلمان الخزرية وإحياء أبى الحسن - عليه السلام - أياهم، هولاء الذين خروا له سجدا في ذلك [ اليوم والله

[ 491 ]

أعلم ] (1). (2)

الستون: إحياء أموات 2483 / 63 - ثاقب المناقب: عن محمد بن حمدان، عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكل، فاهدى له خمسون غلاما [ من الخزر ] (3) وأمرني أن اتسلمهم وأحسن إليهم، فلما تمت سنة كاملة كنت واقفا بين يديه، إذ دخل عليه أبو الحسن على بن محمد النقى - عليهما السلام -، فلما أخذ (4) مجلسه أمرنى أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فاخرجتهم، فلما بصروا بابى الحسن - عليه السلام - سجدوا له باجمعهم، فلم يتمالك المتوكل أن قام يجر رجليه حتى توارى خلف الستر، ثم نهض أبو الحسن - عليه السلام -. فلما علم المتوكل بذلك خرج إلى وقال: ويلك يا بلطون ما هذا الذى فعل هولاء الغلمان ؟ فقلت: [ لا ] (5) والله ما أدرى، قال: سلهم. فسألتهم عما فعلوه، فقالوا: هذا رجل ياتينا كل سنة فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيام، وهو وصى نبى المسلمين، فأمرني بذبحبهم [ فذبحتهم ] (6) عن آخرهم. فلما كان وقت العتمة صرت إلى أبى الحسن - عليه السلام -، فإذا خادم على


(1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 556 ح 16، الخرائج والجرائح: 1 / 417 ح 21. وأخرجه في البحار: 50 / 196 ح 8 وحلية الابرار: 2 / 475 (ط ق) عن الخرائج، وفي إثبات الهداة: 3 379 ح 48 عن الخرائج وكشف الغمة: 2 / 395 - 396 نقلا من الخرائج. (3) من المصدر، وفيه: فأمرني. (4) كذا في البحار، وفي المصدر: فاخذ. (5 و 6) من المصدر.


[ 492 ]

الباب، فنظر إلى فقال لما بصر بى: ادخل فدخلت فإذا هو - عليه السلام - جالس، فقال: (يا بلطون ما صنع القوم ؟) فقلت: يابن رسول الله ذبحوا [ والله ] (1) عن آخرهم، فقال لى: (كلهم ؟) فقلت: أي والله، فقال - عليه السلام -: (أتحب أن تراهم ؟) قلت: نعم يابن رسول الله، فاومى بيده أن ادخل الستر، فدخلت فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة ياكلون. (2)