كتاب مدينة المعاجز

الجزء الثامن

 

 

[ 110 ]

 

الحادي والستون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2726 / 70 - عنه: عن أبي المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم قال: بعث رجل من أهل بلخ مالا ورقعة ليس فيها كتابة، قد خط بإصبعه كما يدور من غير كتابة، وقال للرسول: احمل هذا المال، فمن أعلمك بقصته وأجابك عن الرقعة احمل إليه هذا المال. فصار الرجل إلى العسكر، وقصد جعفرا وأخبره الخبر، فقال له جعفر: تقر بالبداء ؟ فقال الرجل: نعم، فقال [ له ] (1): إن صاحبك قد بدا له، وقد أمرك أن تعطيني المال، فقال له الرسول: لا يقنعني (2) هذا الجواب، فخرج من عنده وجعل يدور على أصحابنا، فخرجت إليه رقعة: (هذا مال قد كان عثر به وكان فوق صندوق، [ فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق ] (3) وسلم المال) ورددت عليه الرقعة وقد كتب فيها: (كما يدور سألت الدعاء فعل الله بك وفعل). (4)

الثاني والستون: علمه - عليه السلام - بالآجال 2727 / 71 - وعنه: بالاسناد قال: حدثني أبو جعفر قال: ولد لي


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا يعنيني. (3) من كمال الدين والثاقب. (4) دلائل الامامة: 287، وأخرجه في الخرائج: 3 / 1129 وإثبات الهداة: 3 / 673 ح 48 والبحار: 51 / 327 ح 50 عن كمال الدين: 488 ح 11. وأورده في الثاقب في المناقب: 599 ح 8. [ * ]


[ 111 ]

مولود، فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع، فورد: (لا)، فمات المولود يوم السابع، ثم كتبت اخبره بموته، فورد: (سيخلف الله عليك غيره [ وغيره ] (1)، فسمه أحمد ومن بعد أحمد جعفر)، فجاء كما قال - عليه السلام -. (2)

الثالث والستون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2728 / 72 - عنه: عن أبي المفضل، عن محمد بن يعقوب الكليني قدس سره - قال: حدثني أبو حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم قال: قال رجل من أهل بلخ: تزوجت امرأة سرا، فلما وطأتها علقت وجاءت بابنة، فاغتممت [ وضاق صدري ] (3) فكتبت أشكو ذلك، فورد: (ستكفاها)، فعاشت أربع سنين ثم ماتت، فورد: (الله ذو أناة وأنتم مستعجلون) والحمد لله رب العالمين. (4)

الرابع والستون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2729 / 73 - الكشي: عن آدم بن محمد قال: سمعت محمد بن


(1) من المصدر، وفيه: فجاء ما قال - عليه السلام - بدل (فجاء كما قال - عليه السلام -). (2) دلائل الامامة: 288 وعنه البحار: 51 / 328 وعن كمال الدين: 489 وفرج المهموم: 244. ورواه الشيخ في الغيبة: 283 ح 242 والراوندي في الخرائج: 2 / 704 صدر ح 21، وقد تقدم عن الكافي في صدر ح 2700، ويأتي في الحديث 2784 عن الثاقب. (3) من المصدر. (4) دلائل الامامة: 288 وعنه البحار: 51 / 328 ذ ح 51 وعن كمال الدين: 489 ذ ح 12 وفرج المهموم: 245 باسناده عن الطبري. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 674 ح 51 عن الكمال، ويأتي في الحديث 2785 عن الثاقب، وفي الحديث 2739 عن عيون المعجزات نحوه. [ * ]


[ 112 ]

شاذان بن نعيم يقول: جمع عندي مال للغريم، فأنفذت به إليه وألقيت فيه شيئا من صلب مالي، قال: فورد من الجواب: (قد وصل إلي ما (قد) (1) نفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا، تقبل الله منك). (2)

الخامس والستون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2730 / 74 - الكشي: بإسناده، قال: إن محمد بن إبراهيم بن مهزيار لما حضرت أباه الوفاة دفع إليه مالا وأعطاه علامة، وقال: من أتاك بها فادفع إليه، ولم يعلم بالعلامة إلا الله، ثم جاءه شيخ فقال: أنا العمري، هات المال وهو كذا وكذا ومعه العلامة ! فدفع إليه المال. (3)

السادس والستون: خبر المحمودي 2731 / 75 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى عبد الله ابن علي المطلبي (4) قال: حدثني أبو الحسن محمد بن علي السمري قال: حدثني أبو الحسن المحمودي قال: حدثني أبو علي محمد بن أحمد المحمودي قال: حججت نيفا وعشرين سنة، كنت في جميعها أتعلق بأستار الكعبة، وأقف على الحطيم والحجر الاسود ومقام ابراهيم، واديم الدعاء في هذه المواضع [ وأقف بالموقف ] (5)، وأجعل جل دعائي أن


(1) ليس في المصدر. (2) إختيار معرفة الرجال: 533 ح 1017، وقد تقدم نحوه في الحديث: 2706 عن الكافي. (3) إختيار معرفة الرجال: 531 ح 1015. (4) في المصدر: عبد الله بن علي بن المطلبي. (5) من المصدر. [ * ]


[ 113 ]

يريني مولاي صاحب الزمان - عليه السلام -. فإنني في بعض السنين قد وقفت بمكة على أن أبتاع حاجة، ومعي غلام في يده مشربة [ حليج ملمعة ] (1)، فدفعت إلى الغلام الثمن وأخذت المشربة من يده، وتشاغل الغلام بمماكسة البيع (2) وأنا واقف أترقب، إذ جذب ردائي جاذب، فحولت وجهي إليه، فرأيت رجلا اذعرت حين نظرت إليه هيبة له، فقال لي: (تبيع المشربة ؟) فلم استطع رد الجواب وغاب عن عيني، فلم يلحقه بصري، فظننته مولاي. فإنني يوم من الايام اصلي بباب الصفا بمكة، فسجدت وجعلت مرفقي في صدري، فحركني محرك برجله، فرفعت رأسي، فقال [ لي ] (3): (افتح منكبك عن صدرك)، ففتحت عيني فإذا الرجل الذي سألني عن المشربة، ولحقني من هيبته ما حار بصري فغاب عن عيني، وأقمت على رجائي ويقيني، ومضيت مدة وأنا أحج واديم الدعاء في الموقف. فإنني في آخر سنة جالس في ظهر الكعبة ومعي يمان بن الفتح بن دينار، ومحمد بن القاسم العلوي، وعلان الكليني، ونحن نتحدث إذا أنا بالرجل في الطواف، فأشرت بالنظر إليه واقمت أسعى لاتبعه، فطاف حتى إذا بلغ إلى الحجر رأى سائلا واقفا على الحجر، ويستحلف ويسأل الناس بالله عزوجل أن يتصدق عليه، فإذا بالرجل قد طلع، فلما نظر [ إلى ] (4) السائل انكب إلى الارض وأخذ منها شيئا ودفعه


(1) من المصدر، والمشربة: إناء يشرب فيه، والحليج: اللبن الذي ينقع فيه التمر، ثم يماث. (2) المماكسة في البيع: استنقاص الثمن حتى يصل البائع والمشتري إلى ما يتراضيان عليه. (3 و 4) من المصدر. [ * ]


[ 114 ]

[ إلى السائل وجاز، فعدلت ] (1) إلى السائل، فسألته عما وهب له، فأبى أن يعلمني، فوهبت له دينارا وقلت: أرني ما في يدك، ففتح يده فقدرت أن فيها عشرين دينارا، فوقع في قلبي اليقين أنه مولاي - عليه السلام -، ورجعت إلى مجلسي الذي كنت فيه، وعيني ممدودة إلى الطواف، حتى إذا فرغ من طوافه عدل إلينا، فلحقنا له رهبة شديدة وحارت أبصارنا جميعا، قمنا إليه فجلس. فقلنا له: ممن الرجل ؟ فقال: (من العرب)، فقلت: من أي العرب ؟ فقال: (من بني هاشم)، [ فقلنا من أي بني هاشم ؟ ]. فقال: (ليس يخفى عليكم إن شاء الله تعالى)، [ ثم التفت إلى محمد بن القاسم فقال: (يا محمد أنت على خير إن شاء الله تعالى ] (3)، أتدرون ما كان يقول زين العابدين - عليه السلام - عند فراغه من صلاته في سجدة الشكر ؟). قلنا: لا. قال: كان يقول: (يا كريم مسكينك بفنائك، يا كريم فقيرك زائرك، حقيرك ببابك يا كريم) ثم انصرف عنا، ووقعنا نموج ونتذكر ونتفكر ولم نحقق، ولما كان من الغد رأيناه في الطواف، فامتدت عيوننا إليه، فلما فرغ من طوافه خرج إلينا وجلس عندنا فأنس وتحدث، ثم قال: (أتدرون ما كان يقول زين العابدين - عليه السلام - في دعائه بعقب الصلاة ؟) قلنا: تعلمنا، قال: كان - عليه السلام - يقول: (اللهم إني أسألك باسمك الذي (به) (4) تقوم السماء والارض، وباسمك الذي به تجتمع بين المتفرق وتفرق بين المجتمع، وباسمك الذي تفرق به بين الحق والباطل، وباسمك الذي تعلم به كيل البحار وعدد الرمال ووزن


(1 - 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر، وفيه: به تجمع المتفرق وتفرق المجتمع. [ * ]


[ 115 ]

الجبال أن تفعل بي كذا وكذا). وأقبل علي حتى صرنا بعرفات وأدمت الدعاء، فلما أفضنا منها إلى المزدلفة وبتنا فيها (1)، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال لي: (هل بلغت حاجتك ؟) [ فقلت: وما هي يا رسول الله ؟ فقال: (الرجل صاحبك) ] (2) فتيقنت عندها. (3)

السابع والستون: خبر ابن مهزيار الاهوازي 2732 / 76 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي قال: حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر - عليه السلام - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي قال: حدثنا علي ابن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي قال: خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياما، أسأل واستبحث عن صاحب الزمان - عليه السلام - فما عرفت له خبرا، ولا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غما شديدا وخشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان - عليه السلام - فخرجت حتى أتيت مكة، فقضيت حجتي واعتمرت بها اسبوعا، كل ذلك أطلب، فبينما أنا افكر إذ انكشف (4) لي باب الكعبة، فإذا أنا بانسان كأنه


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلما افضنا وصرنا إلى مزدلفة وبتنا بها. (2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 294 - 295 وعنه تبصرة الولي: 140 ح 59. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فبينا أنا افكر إذا انكشف. [ * ]


[ 116 ]

غصن بان، متزر ببردة متشح باخرى، [ قد كشف ] (1) عطف بردته عن عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده، فانثنى إلي وقال: (من أين الرجل ؟) قلت: من العراق، قال: (من أي العراق ؟) قلت: من الاهواز، فقال: (أتعرف الخصيبي ؟) (2) قلت: نعم، قال: (رحمه الله، فما كان أطول ليله وأكثر نيله، وأغزر دمعته) [ قال: ] (3) (فابن المهزيار ؟) قلت: أنا هو، قال: (حياك الله بالسلام أبا الحسن)، ثم صافحني وعانقني وقال: (يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه ؟). قلت: معي، وأدخلت يدي إلى جيبي وأخرجت خاتما عليه محمد وعلي، فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على بدنه (4)، وقال: (يرحمك الله أبا محمد، فإنك زين الامة، شرفك الله بالامامة، وتوجك بتاج العلم والمعرفة، فإنا إليكم صائرون)، ثم صافحني وعانقني، ثم قال: (ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟). قلت: الامام المحجوب عن العالم. قال: (وما هو محجوب عنكم ولكن خباه (5) سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك وكن على اهبة من لقائه إذا انحطت (6) الجوزاء وأزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن والصفا). فطابت نفسي وتيقنت أن الله فضلني، فما زلت أرقب الوقت حتى


(1) من المصدر، وفيه: على عاتقه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ابن الخضيب. (3) من المصدر. (4) في المصدر: يده، والطمر: الكساء البالي. (5) من المصدر: جنه. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: من لقائي إذا غطت. [ * ]


[ 117 ]

حان، وخرجت إلى مطيتي [ واستويت على رحلي ] (1) واستويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي (إلي: يا أبا الحسن)، فخرجت فلحقت به، فحياني بالسلام، وقال: (سر بنا يا أخ)، فما زال يهبط واديا ويرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال: (يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلاة الليل)، فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالركعتين الاوليين ؟ قال: (هما من صلاة الليل)، وأوتر فيهما، والقنوت في كل صلاة جائز. وقال: (سر بنا يا أخ)، فلم يزل يهبط بي واديا ويرقى بي ذروة جبل حتى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمد عيني فإذا بيت (2) من الشعر يتوقد نورا،: قال: (المح هل ترى شيئا ؟) قلت: ارى بيتا من الشعر، فقال: (الامل)، وانحط في الوادي وأتبعت الاثر حتى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلاها، ونزلت عن مطيتي، وقال لي: (دعها)، قلت: فان تاهت ؟ (3) قال: (إن هذا واد لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج منه إلا مؤمن)، ثم سبقني ودخل الخباء وخرج إلي مسرعا، وقال: (ابشر فقد اذن لك في الدخول)، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلمت عليه بالامامة، فقال [ لي ] (4) (يا ابا الحسن قد كنا نتوقعك ليلا ونهارا، فما الذي أبطأ بك علينا ؟). قلت: يا سيدي لم أجد من يدلني إلى الآن.


(1) من المصدر. (2) في المصدر: فإذا ببيت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: دعه، قلت، فإن أتاه ؟ قال. (4) من المصدر. [ * ]


[ 118 ]

قال: (لم تجد أحدا يدلك ؟) ثم نكت بإصبعه في الارض، ثم قال: (لا ولكنكم كثرتم الاموال وتجبرتم على ضعفاء المؤمنين وقطعتم الرحم الذي بينكم، فأي عذر لكم الآن ؟) فقلت: التوبة التوبة، الاقالة الاقالة، [ ثم ] (1) قال: (يابن المهزيار لولا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة التي تشبه أقوالهم أفعالهم). ثم قال: (يابن المهزيار - ومد يده - ألا انبئك (أنه) (2) إذا قعد الصبي وتحرك المغربي وسار العماني ويربع السفياني يؤذن لي (3)، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا سواء، فأجئ إلى الكوفة وأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الاول وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحج بالناس حجة الاسلام، وأجئ إلى يثرب فأهدم الحجرة واخرج من بها، وهما طريان، فأمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الاولى، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي ويا ارض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه الارض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للايمان). قلت: يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ فقال: (الكرة الكرة الرجعة الرجعة)، ثم تلا هذه الآية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) (4). (5)


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر، وفيه: ألا انبئك الخبر. (3) في المصدر: وبويع السفياني ويؤذن لولي الله، ويربع: أي قام. (4) الاسراء: 6. (5) دلائل الامامة: 296 - 297 وعنه البحار: 52 / 9 ح 6 وعن غيبة الشيخ 263 - ح 228 نحوه، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة بتحقيقنا، ويأتي في الحديث: 2786 عن الخرائج نحوه. [ * ]


[ 119 ]

 

الثامن والستون: خبر محمد بن القاسم العلوي 2733 / 77 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن ابيه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال: حدثنا محمد ابن جعفر بن عبد الله قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن أحمد الانصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار بمكة، وجماعة يطوفون [ وهم ] (1) زهاء ثلاثين رجلا، لم يكن فيهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينما نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران، واصبح محرما فيهما، وفي يده نعلان، فلما رأيناه قمنا هيبة له، فلم يبق منا أحد إلا قام فسلم عليه، وجلس منبسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا وقال: (أتدرون ما كان أبو عبد الله - عليه السلام - يقول في دعاء الالحاح ؟) قلنا: وما كان يقول ؟ قال: [ كان ] (2) يقول: (اللهم إني أسألك باسمك الذي تقوم به السماء، وبه تقوم الارض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وقد أحصيت به عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا) ثم نهض ودخل في الطواف، فقمنا لقيامه حتى انصرف، وانسينا ان نذكر أمره وأن نقول من هو ؟ وأي شئ هو ؟ إلى الغد في ذلك الوقت، فخرج علينا من الطواف، فقمنا له كقيامنا بالامس، وجلس في مجلسه منبسطا،


(1 و 2) من المصدر. [ * ]


[ 120 ]

ونظر يمينا وشمالا وقال: (أتدرون ما كان أمير المؤمنين - عليه السلام - يقول بعد صلاة الفريضة ؟) قلنا: وما كان يقول ؟ قال: كان يقول: (إليك رفعت الاصوات، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب، وإليك [ التحاكم ] (1) في الاعمال يا خير من سئل وخير من أعطى، يا صادق، يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد الاجابة، يا من قال: (ادعوني أستجب لكم) (2) يا من قال: (إذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (3) ويا من قال: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) [ لبيك وسعديك، ها أنا بين يديك المسرف، وأنت القائل: لا تقنطوا من رحمة الله ] (4) (إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) (5). ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال: (أتدرون ما كان أمير المؤمنين - عليه السلام - يقول في سجدة الشكر ؟) قلنا: وما كان يقول ؟ قال: كان يقول: (يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا كرما وجودا، يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات والارض، يا من له ما دق وجل، لا يمنعك إساءتي من إحسانك، أن تفعل بي الذي أنت أهله، (فأنت أهل الجود والكرم والتجاوز، يا رب يا الله لا


(1) من المصدر. (2) غافر: 60. (3) البقرة: 186. (4) من المصدر. (5) الزمر: 53. [ * ]


[ 121 ]

تفعل بي الذي أنا أهله) (1)، فإني أهل العقوبة ولا حجة لي ولا عذر لي عندك، أبوء إليك بذنوبي كلها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، وأبوء لك بكل ذنب [ أذنبته ] (2) وكل خطيئة احتملتها وكل سيئة عملتها، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الاعز الاكرم). وقام فدخل الطواف [ فقمنا ] (3)، وعاد من الغد في ذلك الوقت، وقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا وقال: (كان علي بن الحسين - عليه السلام - يقول في سجوده في هذا الموضع - واشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب -: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، يسألك مالا يقدر عليه غيرك). ثم نظر يمينا وشمالا، ونظر إلى محمد بن القاسم [ من بيننا ] (4)، فقال:، (يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله تعالى) - وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر -، فقام ودخل الطواف، فما بقي أحد إلا وقد الهم ما ذكر من الدعاء، وانسينا أن نذكره إلا في آخر يوم. فقال بعضنا: يا قوم أتعرفون هذا ؟ فقال محمد بن القاسم: هذا والله [ صاحب الزمان - عليه السلام -، هو والله ] (5) صاحب زمانكم. فقلنا: كيف يا أبا علي ؟ فذكر أنه مكث سبع سنين وكان يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان - عليه السلام -. قال: فبينا نحن عشية عرفة فإذا أنا بالرجل (بعينه) (6) يدعو بدعاء،


(1) ليس في المصدر. (2 و 3) من المصدر، وفيه: وأبوء إليك. (4 و 5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. [ * ]


[ 122 ]

فجئته وسألته ممن هو ؟ فقال: (من الناس)، فقلت: من اي الناس من عربها أم من مواليها ؟ قال: (من عربها ؟) [ قلت: أي عربها ؟ ] (1) قال: (من أشرافها)، قلت: ومن وهم ؟ قال: (بنو هاشم)، قلت: من أي بني هاشم ؟ قال: ([ من ] (2) أعلاها ذروة وأسناها). فقلت: ممن ؟ قال: (من فلق الهام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام)، فعلمت أنه علوي، [ فاحببته على العلوية ] (3)، ثم فقدته من بين يدي ولم أدر كيف [ مضى ] (4)، فسألت القوم الذين كانوا حوالي: تعرفون هذا العلوي ؟ فقالوا: نعم، يحج معنا كل سنة [ ماشيا ] (5)، فقلت: سبحان الله (والله) (6) ما أرى به أثر مشي ! فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، ونمت ليلتي فإذا بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال لي: (يا محمد رأيت طلبتك ؟) قلت: ومن ذاك (7) يا سيدي ؟ قال: (الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك)، فذكر أنه [ كان ] (8) نسي أمره إلى الوقت الذي حدثنا [ به ] (9). (10)


(1) من المصدر، وفيه: أمن عربها أو من مواليها ؟ (2) من المصدر. (3 - 5) من المصدر، وفيه: كانوا حولي أتعرفون. (6) ليس في المصدر، وفيه: ما أرى بين طين مشى. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ومن ذا. (8 و 9) من المصدر. (10) دلائل الامامة: 298 - 300 وعنه البحار: 52 / 6 ح 5 وعن كمال الدين: 470 ح 24 وغيبة الطوسي: 259 ح 227. ورواه في نزهة الناظر: 147 - 151 وفلاح السائل: 179 - 182، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة. [ * ]


[ 123 ]

 

التاسع والستون: خبر صاحب العجوز 2734 / 78 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن عبيدالله الغضائري - رحمه الله - قال: حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاساني قال: حدثنا الحسين بن محمد سنة ثمان وثمانين [ ومائتين بقاسان ] (1) بعد منصرفه من أصبهان قال: حدثني يعقوب بن يوسف بأصبهان قال: حججت سنة إحدى وثمانين ومائتين، وكنت مع قوم مخالفين (من أهل بلدنا) (2). فلما دخلنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا (دارا) (3) في زقاق من سوق الليل، وهي (4) دار خديجة تسمى دار الرضا - عليه السلام -، وفيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت (على) (5) أنها دار الرضا - عليه السلام - ما تكونين من أصحاب هذه الدار ؟ ولم سميت دار الرضا ؟ فقالت: أنا من مواليهم، وهذه دار الرضا علي بن موسى - عليهما السلام - وأسكننيها الحسن بن علي - عليهما السلام - فإني كنت خادمة له. فلما سمعت بذلك أنست بها وأسررت الامر عن رفقائي (المخالفين) (6)، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق الدار ونغلق الباب ونرمي خلف الباب حجرا كبيرا.


(1) من المصدر. (2 و 3) ليسا في المصدر، والزقاق: الطريق الضيق. (4) في المصدر: في دار خديجة. (5) ليس في المصدر. (6) ليس في المصدر، وفيه: أنام مع رفقائي في زقاق الدار بدل (أنام معهم في رواق الدار). [ * ]


[ 124 ]

فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل، ورأيت (الباب) (1) قد فتح، ولم أر أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة أسمر يميل إلى الصفرة (2)، في وجهه سجادة عليه قميصان (3) وازار رقيق قد تقنع به، وفي رجله نعل طاق (4) فصعد إلى الغرفة التي في الدار حيث كانت العجوز تسكن، وكانت تقول لنا: إن لنا في الغرفة بنتا لا تدع أحدا يصعد إلى الغرفة. فكنت أرى الضوء الذي رأيته قبل في الرواق (5) على الدرجة عند صعود الرجل في الغرفة التي يصعدها، (ثم أراه في الغرفة) (6) من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين معي يرون مثل ما ارى، فتوهموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى بنت هذه العجوز، وأن يكون قد تمتع بها، فقالوا: هؤلاء علوية يرون هذا وهو حرام لا يحل (فيما زعموا) (7)، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجئ (8) إلى الباب وإذا الحجر على حالته التي تركناه عليها، وكنا نتعهد الباب خوفا على متاعنا، وكنا لا نرى أحدا يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى أن حان وقت خروجنا. فلما رأيت هذه الاسباب ضرب على قلبي، ووقعت الهيبة فيه،


(1) ليس في المصدر، وفيه: في الزقاق بدل (في الرواق). (2) رجل ربعة: أي معتدل القامة لا طويل ولا قصير، وقوله: إلى الصفرة: أي يميل إليها. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قميص، والسجادة: أي أثر السجود في الجبهة. (4) في الاصل ونسخ المصدر هكذا: وفي نعله طاق، وخبرني أنه رآه في غير صورة واحدة. (5) في المصدر: الزقاق. (6 و 7) ليسا في المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويجئ. [ * ]


[ 125 ]

فتلطفت للمرأة وقلت: احب أن أقف على [ خبر ] (1) الرجل، فقلت لها: يا فلانة إني احب أن اسألك وأفاوضك من غير حضور هؤلاء الذين معي فلا أقدر عليه، فأنا احب إذا رأيتني وحدي في الدار أن تنزلي إلي لاسألك عن شئ. فقالت لي مسرعة: وأنا اريد أن اسر إليك شيئا، فلم يتهيأ لي ذلك من أجل أصحابك، فقلت: ما أردت أن تقولي ؟ فقالت: يقول لك - ولم تذكر أحدا -: (لا تخاشن (2) اصحابك وشركائك ولا تلاحهم (3)، فإنهم أعداؤك، ودارهم). فقلت لها: من يقول ؟ فقالت: أنا أقول، فلم أجسر لما كان دخل قلبي من الهيبة أن اراجعها، فقلت: أي الاصحاب ؟ وظننتها تعني رفقائي الذين كانوا (حجاجا) (4) معي. فقالت: لا، ولكن شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان قد جرى بيني وبين الذين (معي في الدار) (5) عنت في الدين، فشنعوا (6) علي حتى هربت واستترت بذلك السبب، فوقفت على أنها إنما عنت اولئك. فقلت لها: ما تكونين أنت من الرضا - عليه السلام - ؟ فقالت: كنت خادمة للحسن بن علي - عليهما السلام -، فلما قالت ذلك قلت: لاسألنها عن الغائب


(1) من المصدر. (2) خاشنه ضد لاينه، وفي الاصل: لا تحاشن، وحاشن: أي شاتم وساب. (3) الملاحات: المنازعة والمعادات. (3 و 5) ليسا في المصدر، وفيه: عنتهم أشياء في الدين. (6) كذا في المصدر، وشنع فلانا: أي كثر عليه الشناعة، شنع عليه الامر: قبحه، وفي الاصل: فسعوا. [ * ]


[ 126 ]

- عليه السلام - فقلت (لها) (1): بالله عليك رأيته بعينك ؟ فقالت: يا أخي إني لم أره بعيني، فإني خرجت واختي حبلى وأنا خالته، وبشرني الحسن - عليه السلام - بأني [ سوف ] (2) أراه آخر عمري، وقال لي: تكونين له كما أنت لي، وأنا اليوم منذ كذا وكذا سنة بمصر، وانما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجه بها إلي على يد رجل من [ أهل ] (3) خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا، وأمرني أن أحج سنتي هذه، فخرجت رغبة (مني) (4) في أن أراه. فوقع في قلبي أن [ الرجل ] (5) الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو، فأخذت عشرة دراهم رضوية، وكنت حملتها على أن القيها في مقام إبراهيم - عليه السلام -، فقد كنت نذرت ذلك ونويته، (فدفعتها إليها وقلت) (6) في نفسي: ادفعها إلى قوم من ولد فاطمة - عليها السلام - أفضل مما القيها في المقام وأعظم ثوابا، وقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة - عليها السلام -، وكان في نيتي أن الرجل الذي رأيته هو، وإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت، وقالت: يقول لك: (ليس لنا فيها حق، فاجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منها بدلها وألقها في الموضع الذي نويت)، ففعلت ما امرت به عن الرجل. ثم كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بأذربايجان،


(1) ليس في المصدر. (2 و 3) من المصدر، وفي المصدر طبع جديد: وأنا خالية بدل (وأنا خالته). (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. [ * ]


[ 127 ]

فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب ويعرفها (1)، فقالت: ناولني فاني أعرفها، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ، فقالت: لا يمكن أن أقرأ في هذا المكان، فصعدت به إلى السطح، ثم أنزلته فقالت: صحيح، وفي التوقيع: (إني ابشركم ما سررت به وغيره). ثم قالت: يقول لك: (إذا صليت على نبيك - صلى الله عليه وآله - فكيف تصلي عليه ؟) فقلت: أقول: (اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم (2) إنك حميد مجيد). فقالت: لا، إذا صليت عليهم فصل عليهم وسمهم، فقلت: نعم. فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير قد نسخناه، فقالت: يقول لك: (إذا صليت على نبيك فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة) فأخذتها وكنت أعمل بها. ورأيته عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم وخرج، وكنت (3) افتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه - أعني الضوء - ولا ارى أحدا حتى يدخل المسجد، وارى جماعة من الرجال من بلدان كثيرة يأتون باب هذه الدار، قوم عليهم ثياب رثة يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم، ورأيت العجوز تدفع إليهم كذلك الرقاع وتكلمهم ويكلمونها ولا أفهم عنهم، ورأيت منهم جماعة في طريقنا حتى قدمنا بغداد.


(1) في المصدر: وهو يعرفها. (2) في المصدر: وعلى آل إبراهيم. (3) في المصدر: فكنت. [ * ]


[ 128 ]

نسخة الدفتر الذي خرج (1). (اللهم صل على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه في دين الله. اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج (2) حجته، وارفع درجته وضوء نوره، وبيض وجهه، واعطه الفضل والفضيلة، والوسيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون. وصل على أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد المؤمنين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.


(1) في المصدر: نسخة الدعاء. (2) أفلج الله حجته: أظهرها وأثبتها. [ * ]


[ 129 ]

وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الخلف الهادي المهدي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الائمة الهادين، العلماء والصادقين والاوصياء (1) المرضيين، دعائم دينك وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحجتك على خلقك وخلفائك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبيدك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغشيتهم برحمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم من نورك، وربيتهم بنعمتك، ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة دائمة كثيرة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.


(1) في المصدر: الاوصياء. [ * ]


[ 130 ]

وصل على وليك المحي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك (1) وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك. اللهم أعزز نصره ومد في عمره، وزين الارض بطول بقائه. اللهم اكفه بغي الحاسدين، واعذه من شر الكائدين، وازجر (2) عنه إرادة الظالمين، وخلصه من ايدي الجبارين. اللهم اره في ذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير. اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك [ به و ] (3) على يديه غضا جديدا خالصا مخلصا، لا شك فيه، ولا شبهة معه، ولا باطل عنده ولا بدعة لديه. اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بقوته كل ضلال، واقصم به كل جبار، واخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جائر، واجر حكمه على كل حكم، واذل بسلطانه كل سلطان. اللهم أذل من ناواه، واهلك من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقه واستهزأ بأمره وسعى في إطفاء نوره واراد إخماد ذكره. اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة الزهراء، وعلى الحسن الرضي، وعلى الحسين الصفي (4)، وعلى


(1) في المصدر: حجتك. (2) في المصدر: وادحر، وكلاهما بمعنى الطرد. (3) من المصدر، وفيه خالصا محضا. (4) في المصدر: المصطفى. [ * ]


[ 131 ]

جميع الاوصياء، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وعلى ولاة عهدك، الائمة من ولده القائمين بأمره، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم [ أفضل ] (1) آمالهم). (2)

السبعون: خبر ابن المهدي معه - عليه السلام - 2735 / 79 - الحسين بن حمدان في (هدايته): باسناده، عن [ أبي محمد ] (3) عيسى بن مهدي الجوهري قال: خرجت في سنة ثمان وستين ومائتين إلى الحج، وكان قصدي المدينة، وحيث صح عندنا أن صاحب الزمان - عليه السلام - قد ظهر، فاعتللت وقد خرجنا من فيد (4)، فتعلقت نفسي بشهوة السمك التمر، فلما وردت المدينة ولقيت بها إخواننا بشروني بظهوره - عليه السلام - بصاريا (5) فصرت إلى صاريا. فلما أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا تدخل (6) القصر، فوقفت ارقب الامر إلى أن صليت العشائين وأنا أدعو وأتضرع وأسأل،


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 300 - 304 وعنه البحار: 52 / 17 ح 14 وعن غيبة الطوسي: 273 ح 238. وأخرجه في البحار: 94 / 78 ح 2 عن جمال الاسبوع 494 والعتيق الغروي، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع غيبة الطوسي - عليه الرحمة - بتحقيقنا. (3) من المصدر والبحار. (4) الفيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة (معجم البلدان). (5) لعل هو صريا، قال ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 382: هي قرية اسسها موسى بن جعفر - عليه السلام - على ثلاثة أميال من المدينة، ويحتمل كونها الصارية أي المكان البعيدة العهد بالماء (لسان العرب: صري). (6) في البحار: فدخلت. [ * ]


[ 132 ]

فإذا (1) أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسى بن مهدي الجوهري ادخل، فكبرت وهللت وأكثرت من حمدالله عزوجل والثناء عليه. فلما صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة، فمر بي الخادم [ إليها ] (2)، فأجلسني عليها وقال لي: مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك وأنت خارج من فيد، فقلت في نفسي: حسبي بهذا برهانا فكيف آكل ولم أر سيدي ومولاي، فصاح: (يا عيسى كل من طعامك فإنك تراني)، [ فجلست ] (3) على المائدة، فنظرت فإذا فيها سمك حار يفور، وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا، وبجانب التمر لبن. فقلت في نفسي: [ أنا ] (4) عليل وسمك وتمر ولبن، فصاح بي: (يا عيسى أتشك في أمرنا، أفأنت أعلم بما ينفعك ويضرك)، فبكيت واستغفرت الله تعالى وأكلت من الجميع، وكلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه، ووجدته (5) أطيب ما ذقته في الدنيا، فأكلت منه كثيرا حتى استحييت. فصاح بي: (لا تستحي يا عيسى فإنه من طعام الجنة، لم تصنعه يد مخلوق)، فأكلت فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله. فقلت: [ يا ] (6) مولاي حسبي، فصاح بي: (أقبل إلي)، فقلت في نفسي: آتي مولاي ولم اغسل يدي، فصاح بي: (يا عيسى (مما


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إذا. (2 و 3) من المصدر، وفي البحار: فإذا عليها سمك. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وجدته، وفي البحار: فوجدته. (6) من المصدر، وكلمة (بي) ليس في المصدر. [ * ]


[ 133 ]

الماء) (1) ؟ وهل لما أكلت غمر ؟) فشممت يدي فإذا هي أعطر من المسك والكافور، فدنوت منه - عليه السلام - فبدا لي نور غشي بصري ورهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط، فقال لي: (يا عيسى ما كان لكم أن تزوروني، ولولا المكذبون القائلون: [ أين هو ؟ ] (2): بأي [ مكان ] (3) هو ؟ ومتى كان ؟ واين ولد ؟ ومن رآه ؟ وما الذي خرج إليكم منه ؟ وبأي شئ نبأكم ؟ وأي معجز آتاكم ؟ أما والله لقد رفضوا أمير المؤمنين - عليه السلام - [ مع ما رأوه ] (4) وقدموا عليه وكادوه وقتلوه، وكذلك فعلوا بآبائي - عليهم السلام - ولم يصدقوهم، ونسبوهم إلى السحرة (والكهنة) (5) وخدمة الجن) إلى أن قال: (6) (يا عيسى فخبر أولياءنا بما رأيت، واياك [ أن ] (7) تخبر عدوا فتسلبه). فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات، فقال لي: (لو لم يثبتك الله ما رأيتني، فامض لحجك راشدا)، فخرجت أكثر حمدا لله وشكرا. (8)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر، وجملة: بأي مكان هو ؟ ليست في البحار. (4) من المصدر والبحار، إلا أن في البحار: رووه. (5) ليس في البحار، وفيه: إلى السحر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلي، وفي البحار: إلى ما تبين. (7) من المصدر، وفي البحار: عدونا. (8) الهداية الكبرى للحضيني: 72 و 92 (مخطوط) وعنه البحار: 52 / 68 ح 54 وتبصرة الولي: 195 ح 83، وفي إثبات الهداة: 3 / 700 ح 138 عنه مختصرا. [ * ]


[ 134 ]

 

الحادي والسبعون: حمل الذخائر والامتعة من تركة أبيه - عليه السلام - التي ختم عليها جعفر الكذاب والحاضرون لا يستطيعون الحركة والكلام 2736 / 80 - عنه في (هدايته): عن محمد بن عبد الحميد البزاز وأبي الحسين (1) محمد بن يحيى ومحمد بن ميمون الخراساني والحسين بن مسعود الفزاري قالوا جميعا، وقد سألتهم في مشهد سيدنا أبي عبد الله الحسين - عليه السلام - بكربلاء عن جعفر وما جرى من أمره قبل غيبة سيدنا أبي الحسن وأبي محمد - عليهما السلام - صاحبي العسكر، وبعد غيبة سيدنا أبي محمد - عليه السلام - وما ادعاه جعفر وما ادعي له، فحدثوني من جملة أخباره: أن سيدنا أبا الحسن - عليه السلام - كان يقول لهم: تجنبوا إبني جعفرا فإنه مني بمنزلة (2) نمرود من نوح، الذي قال الله عزوجل فيه فقال: (رب إن ابني من أهلي) فقال الله: (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (3)، وأن أبا محمد - عليه السلام - كان يقول لنا بعد أبي الحسن - عليه السلام -: (الله الله أن يظهر لكم أخي جعفر على سر ما مثلي ومثله إلا مثل هابيل وقابيل إبني آدم، حيث حسد قابيل هابيل على ما أعطاه الله لهابيل من فضله فقتله، ولو تهيا لجعفر قتلي لفعل، ولكن الله غالب على أمره)، ولقد عهدنا بجعفر (4) وكل من في البلد بالعسكر من الحاشية الرجال والنساء


(1) في المصدر: أبو الحسن، وفيه: والحسن بن مسعود الفزاري. (2) في المصدر: أما إنه مني مثل نمرود. (3) هود: 45 - 46. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لجعفر. [ * ]


[ 135 ]

والخدم يشكون إلينا إذا وردنا الدار أمر جعفر، فيقولون: إنه يلبس المصبغات من [ ثياب ] (1) النساء، ويضرب له بالعيدان، ويشرب الخمر، ويبذل الدراهم والخلع لمن في داره على كتمان ذلك عليه، فيأخذون منه ولا يكتمون [ عليه ] (2)، وأن الشيعة بعد أبي محمد - عليه السلام - زادوا في هجره وتركوا السلام عليه، وقالوا: لا تقية بيننا [ وبينه، فنحمل له وإن نحن لقيناه وسلمنا عليه ودخلنا داره وذكرناه نحن فيضل الناس ] (3)، فيه، وعملوا على ما يرونا نفعله، فنكون بذلك من أهل النار. وإن جعفرا لما كان في ليلة وفاة أبي محمد - عليه السلام - ختم على الخزائن وكل ما في الدار [ ومضى إلى منزله، فلما اصبح أتى الدار ودخلها ليحمل ما ختم عليه، فلما فتح الخواتيم ونظر ] (4) ولم يبق في الخزائن ولا في الدار إلا شئ يسير، فضرب جماعة من الخدم والاماء، فقالوا: لا تضربنا، فوالله لقد رأينا الامتعة والذخائر تحمل وتوقر بها جمال في الشارع، ونحن لا نستطيع الكلام ولا الحركة إلى أن سارت الجمال وغلقت الابواب كما كانت، فولول جعفر وضرب (5) على رأسه أسفا على ما اخرج من الدار، وأنه بقي يأكل ما كان له ويبيع حتى لم يبق له قوت يوم، وكان له من الولد أربعة وعشرون ولدا بنين وبنات، وله امهات أولاد وحشم وخدم وغلمان، فبلغ به الفقر إلى أن أمرت الجدة و [ هي ] (6) جدة أبي محمد - عليه السلام - أن يجري عليه من مالها الدقيق واللحم والشعير والتبن لدوابه وكسوة لاولاده وامهاتهم وحشمه وغلمانه ونفقاتهم، ولقد ظهرت منه


(1 - 4) من المصدر. وفي ص 94 منه والمطبوع: فلم يبق في الخزائن. (5) كذا في المصدر، والولولة: صوت متتابع بالويل والاستغاثة، وفي الاصل: فولي جعفر يضرب. (6) من المصدر، وفي الاصل وص 74 من المصدر: وهي جدة ام أبي محمد - عليه السلام -. [ * ]


[ 136 ]

أشياء أكثر مما وصفناه، ونسأل الله العصمة والعافية من البلاء [ والعصم ] (1) في الدنيا والآخرة. (2)

الثاني والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2737 / 81 - السيد المرتضى في (عيون المعجزات): قال: من دلائل صاحب الزمان - صلوات الله عليه - قال: روي عن أبي القاسم الحليسي أنه قال: مرضت بالعسكر مرضا شديدا أعني بسر من رأى، حتى آيست من نفسي وأشرفت على الموت، فبعث إلي من جهته - عليه السلام - قارورة فيها بنفسج مربى من غير أن اسأله ذلك، وكنت آكل منها على غير مقدار، فعوفيت عند فراغي منها، وفنى ما كان فيها. (3)

الثالث والسبعون: علمه - عليه السلام - بالمال المدفون 2738 / 82 - عنه في (عيون المعجزات): قال: روي عن الحسن بن جعفر القزويني قال: مات بعض إخواننا من أهل فانيم من غير وصية، وعنده مال دفين لا يعلم به أحد من ورثته، فكتب إلى الناحية يسأله عن ذلك، فورد التوقيع: (المال في البيت في الطاق في موضع كذا وكذا، وهو كذا وكذا)، فقلع المكان وأخرج المال. (4)


(1) من المصدر. (2) الهداية الكبرى للحضيني: 73 و 94 - 95، وقد تقدم صدره في الحديث 2512. (3) عيون المعجزات: 144 وعنه إثبات الهداة: 3 / 699 ح 134. (4) عيون المعجزات: 144 - 145 وعنه إثبات الهداة: 3 / 699 ح 135. [ * ]


[ 137 ]

 

الرابع والسبعون: علمه - عليه السلام - بالآجال 2739 / 83 - عنه في (عيون المعجزات): عن العليان قال: ولدت لي إبنة، فاشتد غمي بها، فشكوت ذلك، فورد التوقيع: (ستكفي مؤنتها)، فلما كان بعد مدة ماتت، فورد التوقيع: (الله تعالى ذو أناة وأنتم تستعجلون (1)

الخامس والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2740 / 84 - عنه في (عيون المعجزات): قال: حدث محمد بن جعفر قال: خرج بعض إخواننا يريد العسكر في أمر من الامور، قال: فوافيت عكبرا (2)، فبينما أنا قائم اصلي إذ أتاني رجل بصرة مختومة، فوضعها بين يدي وأنا اصلي، فلما انصرفت من صلاتي ففضضت خاتم الصرة وإذا فيها رقعة بشرح ما خرجت له، فانصرفت من عكبرا. (3)

السادس والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2741 / 85 - عنه في (عيون المعجزات): قال: كتب رجلان في حمل لهما، فخرج التوقيع: بالدعاء لواحد منهما وخرج للآخر: (يا حمدان آجرك الله)، فاسقطت إمرأته، وولد للآخر ولد. (4)


(1) عيون المعجزات: 145، وقد تقدم نحوه في الحديث 2728 عن دلائل الامامة بكامل تخريجاته ويأتي في الحديث 2785 عن الثاقب. (2) العكبرا: اسم بليدة من نواحي دجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (3) عيون المعجزات: 145. (4) عيون المعجزات: 145 - 146. [ * ]


[ 138 ]

 

السابع والسبعون: علمه - عليه السلام - بالآجال 2742 / 86 - عنه في (عيون المعجزات): عن محمد بن أحمد قال: شكوت بعض جيراني ممن كنت أتأذى به وأخاف شره، فورد التوقيع: [ (إنك ] (1) ستكفي أمره قريبا)، فمن الله بموته في اليوم الثاني. (2)

الثامن والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2743 / 87 - عنه في (عيون المعجزات): عن أبي محمد الثمالي قال: كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في معنى ثالث، فقلت في نفسي: لعله صلوات الله عليه يكره ذلك، فخرج التوقيع في المعنيين وفي المعنى الثالث الذي أسررته (في نفسي) (3) ولم أكتب به. (4)

التاسع والسبعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2744 / 88 - عنه في (عيون المعجزات): قال: روي عن الحسن بن خفيف، عن أبيه قال: حملت حرما من المدينة إلى الناحية ومعهم خادمان، فلما وصلنا إلى الكوفة شرب أحد الخدم مسكرا في السر ولم نقف عليه، فورد التوقيع برد الخادم الذي شرب المسكر، فرددناه من الكوفة ولم نستخدم به. (5)


(1) من المصدر. (2) عيون المعجزات: 146. (3) ليس في المصدر. (4) عيون المعجزات: 146، وقد تقدم مع تخريجاته في ضمن حديث 2696 عن الكافي. (5) عيون المعجزات: 146، وقد تقدم في الحديث 2704 عن الكافي باختلاف يسير. [ * ]


[ 139 ]

 

الثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2745 / 89 - عنه في (عيون المعجزات: [ عن الحصني ] (1) قال: خرج في أحمد بن عبد العزيز توقيع: (أنه قد إرتد)، فتبين إرتداده بعد التوقيع بأحد عشر يوما. (2)

الحادي والثمانون: علمه - عليه السلام - بالآجال 2746 / 90 - عنه في (عيون المعجزات): قال: روي أن علي بن زياد (3) الصيمري كتب يسأل كفنا، فكتب إليه - صلوات الله عليه -: إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين)، وبعث إليه ثوبين، فمات رحمه الله في سنة ثمانين. (4)

الثاني والثمانون: كلامه - عليه السلام - في المهد بالحكمة 2747 / 91 - الراوندي في (الخرائج): قال: روى علان، عن ظريف أبو نصر الخادم قال: دخلت على صاحب الزمان - عليه السلام - وهو في المهد، فقال لي: [ (علي بالصندل الاحمر)، فأتيته به، فقال: ] (5): (أتعرفني ؟)، قلت: نعم، [ أنت ] (6) سيدي وابن سيدي، فقال: (ليس عن هذا سألتك)، فقلت:


(1) من المصدر. (2) عيون المعجزات: 146. (3) كذا في جميع المصادر، وفي المصدر والاصل: علي بن محمد، والظاهر أنه اشتباه. (4) عيون المعجزات: 146، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2710 عن الكافي باختلاف يسير. (5 و 6) من المصدر. [ * ]


[ 140 ]

فسر لي، فقال: (أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع (1) الله البلاء عن أهلي وشيعتي). (2)

الثالث والثمانون: صعود المحمل وما عليه إلى السماء 2748 / 92 - الراوندي: قال: روي عن يوسف بن أحمد الجعفري قال: حججت سنة ست وثلاثمائة، ثم جاورت بمكة ثلاث سنين، ثم خرجت [ عنها ] (3) منصرفا إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب [ منهم ] (4)، فقال لي أحدهم: (مم تعجب ؟ تركت صلاتك). فقلت: وما علمك بي ؟ (5) فقال: (أتحب أن ترى صاحب زمانك ؟) قلت: نعم، فأومأ إلي أحد الاربعة، فقلت: إن له دلائل وعلامات، فقال: (أيما


(1) في المصدر: يرفع الله. (2) الخرائج: 1 / 458 ح 3 وعنه كشف الغمة: 2 / 499 ومنتخب الانوار المضيئة: 159 وإثبات الهداة: 3 / 494 ح 115. وأخرجه في الاثبات المذكور ص 508 ح 319 عن غيبة الطوسي، وفي البحار: 52 / 30 ح 25 والعوالم النصوص: 298 ح 1 عن الغيبة وكمال الدين: 441 ح 12 ودعوات الراوندي: 207 ح 563 عن ابن بابويه مختصرا. ورواه في إثبات الوصية: وهداية الكبرى للحضيني: 87 (مخطوط) باختلاف يسير، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة بتحقيقنا. أقول: إن وجه الاعجاز هو تكلمه - عليه السلام - في المهد واخباره بأنه خاتم الاوصياء و... وهذا نظير ما خص الله تعالى به عيسى - عليه السلام -، وقد أيده بروح القدس يكلم في المهد صبيا، (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم: 30. (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر: وما علمك بذلك مني. [ * ]


[ 141 ]

أحب إليك أن ترى الجمل (وما عليه) (1) صاعدا إلى السماء، أو ترى المحمل (مفردا) (2) صاعدا (إلى السماء) (3) ؟) فقلت: أيهما كان فهي دلالة، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرجل أومأ إلى (4) رجل به سمرة، وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة. (5)

الرابع الثمانون: خبر الاودي 2749 / 93 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أبي القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي قال: حدثنا الاودي (6) قال: بينا أنا في الطواف قد طفت ستا واريد [ أن أطوف ] (7) السابعة، فإذا [ أنا ] (8) بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة هيوب، مع هيبته متقرب إلى الناس، فتكلم فلم أر أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقة [ وحسن جلوسه ] (9)، فذهبت اكلمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا ؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يظهر للناس في كل سنة [ يوما ] (10) لخواصه يحدثهم، فقلت: [ يا ] (11) سيدي مسترشدا أتيتك فأرشدني [ هداك الله ] (12).


(1 - 3) ليسوا في البحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وكان الرجل المومى إليه رجل. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 466 ح 13 وعنه إثبات الهداة: 3 / 684 ح 93 والبحار: 52 / 5 ح 3 وعن غيبة الطوسي: 257 ح 225. وأورده في الثاقب في المناقب: 614 ح 10. (6) في المصدر: الازدي قال: بينما، وهو أحمد بن الحسين بن عبد الملك، أبو جعفر الازدي (الاودي) كوفي ثقة (رجال النجاشي، فهرست الشيخ). (7 - 12) من المصدر. [ * ]


[ 142 ]

فناولني - عليه السلام - حصاة [ فولت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليك ؟ فقلت: حصاة ] (1)، وكشفت (يدي) (2) عنها فإذا هي سبيكة ذهب، فذهبت فإذا أنا به - عليه السلام - قد لحقني، فقال: - عليه السلام -: (ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق وذهب عنك العمى، أتعرفني ؟). فقلت: لا، فقال - عليه السلام -: (أنا المهدي وأنا قائم الزمان، أنا الذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، إن الارض لا تخلو من حجة، ولا يبقى الناس في فترة [ أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيام خروجي ] (3) وهذه أمانة فحدث بها إخوانك (4) من أهل الحق. (5)

الخامس والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2750 / 94 - ابن بابويه: قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي قال: حدثني جماعة من أصحابنا أنه - عليه السلام - بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاما وأمر ببيعه، فباعه وقبض ثمنه، فلما عير الدنانير نقصت في (6) التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة،


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر، وفيه: فإذا أنا بسبيكة ذهب. (3) ما بين المعقوفين أثبتناه من غيبة الطوسي. (4) في المصدر: لا تحدث بها إلا إخوانك. (5) كمال الدين: 444 ح 18 وعنه إثبات الهداة: 3 / 670 ح 39 وعن غيبة الطوسي: 253 ح 223، وفي البحار: 52 / 1 ح 1 عنهما وعن الخرائج: 2 / 784 ح 110. وأخرجه في فرج المهموم: 258 عن الخرائج، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الغيبة بتحقيقنا. في المصدر: من التعيير. [ * ]


[ 143 ]

فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذ، فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة. (1)

السادس والثمانون: علمه - عليه السلام - بالآجال 2751 / 95 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الاسود - رضي الله عنه - أن أبا جعفر العمري حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج، فسألته عن ذلك، فقال: [ للناس أسباب، ثم سألته بعد ذلك، فقال: ] (2) قد امرت أن أجمع أمري. فمات بعد ذلك بشهرين - رضي الله عنه - وأرضاه. (3)

السابع والثمانون: استجابة دعائه وعلمه - عليه السلام - بما يكون وما لا يكون 2752 / 96 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الاسود - رضي الله عنه - قال: سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه - رضي الله عنه - بعد موت محمد بن عثمان العمري أن اسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان - عليه السلام - أن يدعوا الله عزوجل


(1) كمال الدين: 486 ح 7 وعنه إعلام الورى: 422 وإثبات الهداة: 3 / 673 ح 45، وفي البحار: 51 / 326 ح 46 عنه وعن الخرائج: 2 / 704 ح 20. وأخرجه في الاثبات المذكور ص 694 ح 128 عن الخرائج. (2) من المصدر. (3) كمال الدين: 502 ح 29 وعنه البحار: 51 / 351 ذ ح 3 وعن غيبة الطوسي: 365 ح 333، وفي إثبات الهداة: 3 / 677 ح 74 عنهما وعن إعلام الورى: 422 نقلا عن ابن بابويه، ويأتي في الحديث 2797 عن الخرائج. [ * ]


[ 144 ]

أن يرزقه ولدا [ ذكرا ] (1) قال: فسألته فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام [ أنه ] (2) قد دعا لعلي بن الحسين، وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به، وبعده أولاد. قال: أبو جعفر محمد بن علي الاسود: وسألته في [ أمر ] (3) نفسي أن يدعو [ الله ] (4) لي أن ارزق ولدا [ ذكرا ] (5)، فلم يجبني إليه، وقال (لي) (6): ليس إلى هذا سبيل. قال: فولد لعلي بن الحسين (تلك السنة إبنه) (7) محمد ابن علي وبعده أولاد، ولم يولد لي شئ. قال: الشيخ ابن بابويه: كان أبو جعفر محمد بن علي الاسود - رضي الله عنه - كثيرا ما يقول لي - إذا رآني [ أختلف ] (8) إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - وأرغب في كتب العلم وحفظه -: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم، وأنت ولدت بدعاء الامام - عليه السلام -. (9) وسيأتي إن شاء الله تعالى السادس والتسعون في ذلك بمعنى زائد.


(1) من المصدر والبحار. (2 - 5) من المصدر والبحار، وفي المصدر: أن يرزقني. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر والبحار. (9) كمال الدين: 502 ح 31 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 133، وفي البحار: 51 / 335 ح 61 عنه وعن غيبة الطوسي: 320 ح 266، وفي إثبات الهداة: 3 / 678 ح 76 و 77 عنهما وعن اعلام الورى: 422 نقلا عن ابن بابويه. وأورده في الخرائج: 3 / 1124 ح 42 مختصرا والثاقب في المناقب: 614 ح 8. [ * ]


[ 145 ]

 

الثامن والثمانون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2753 / 97 - ابن بابويه: قال: حدثنا ابو الحسين صالح بن شعيب الطالقاني، عن أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال: حضرت بغداد عند المشايخ - رضي الله عنهم - فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - ابتداء منه: (رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي). قال: فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي في ذلك اليوم. ومضى أبو الحسن السمري - رضي الله عنه - بعد ذلك في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. (1)

التاسع والثمانون: خبر القاسم بن العلاء وعلمه - عليه السلام - بالآجال وبالغائب 2754 / 98 - روى الشيخ المفيد: عن أبي عبد الله الصفواني قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمر مائة وسبع عشرة سنة، منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي العسكريين - عليهما السلام - وحجب بعد الثمانين، وردت


(1) كمال الدين: 503 ح 32 وعنه إثبات الهداة: 3 / 678 ح 78 والبحار: 51 / 360 ذ ح 6 وعن غيبة الطوسي: 394 ح 364. وأخرجه في الخرائج: 3 / 1128 ح 45 وإعلام الورى: 422 - 423 ومعادن الحكمة: 2 / 298 عن ابن بابويه. وأورده في الثاقب في المناقب: 614 ح 9. [ * ]


[ 146 ]

عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام. وذلك أني كنت بمدينة (أران) (1) من أرض آذربيجان، وكان لا تنقطع توقيعات صاحب الامر - عليه السلام - عنه على يد أبي جعفر العمري، وبعده على يد أبي القاسم بن روح، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين، وقلق لذلك. فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشرا، فقال له: فيج (2) العراق ورد - ولا يسمى بغيره - فسجد القاسم، ثم دخل كهل قصير يرى أثر الشيوخ عليه، وعليه جبة مضربة (3) وفي رجله نعل محاملي، وعلى كتفه مخلاة (4). فقام إليه القاسم فعانقه، ووضع المخلاة، ودعا بطشت وإبريق، فغسل يده واجلسه إلى جانبه، فتواكلنا وغسلنا أيدينا، فقام الرجل وأخرج كتابا [ أفضل من نصف الدرج ] (5)، فناوله القاسم، فأخذه وقبله ودفعه إلى كاتب له يقال: [ له: أبو ] (6) عبد الله بن أبي سلمة، ففضة وقرأه [ وبكى ] (7) حتى أحس القاسم ببكائه. فقال: يا ابا عبد الله خير خرج في شئ مما يكره ؟ قال: [ لا، قال: فما


(1) اران - بتشديد الراء -: اسم أعجمي لولاية واسعة وبلاد كثيرة، بينها وبين آذربيجان نهر يقال له: الرس (معجم البلدان: 1 / 136). (2) الفيج: هو المسرع في مشيه، الذي يحمل الاخبار من بلد إلى بلد. (3) الضريبة: الصوف أو الشعر ينفش ثم يدرج ويشد بخيط ليغزل، فهي ضرائب، وقيل: الضريبة الصوف يضرب بالمطرق (لسان العرب: 1 / 548). (4) المخلاة: كيس يوضع فيه علف الدابة - أو غيره - ويعلق في عنقها. (5 و 6) من المصدر، والدرج: ما يكتب فيه. وسفيط صغير تدخر فيه المرأة طيبها وأدواتها. فالظاهر أن مراده وصف ذلك الكتاب بأنه أكبر من السفيط. (7) من فرج المهموم. [ * ]


[ 147 ]

هو ؟ قال ] (1): ينعى الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما، وأنه يمرض اليوم السابع بعد وصول الكتاب، وأن الله يرد عليه (بصره قبل موته بسبعة ايام) (2)، وقد حمل إليه سبعة اثواب. فقال القاسم: على سلامة من ديني ؟ قال: في سلامة من دينك، فضحك وقال: ما اؤمل بعد هذا العمر ؟ ! فقام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة ازر (3) وحبرة يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا، فأخذه القاسم و [ كان ] (4) عنده قميص خلعه عليه علي النقي - عليه السلام - وكان للقاسم صديق في امور الدنيا، شديد النصب يقال له: عبد الرحمن بن محمد الشيزي (5) وافى إلى الدار، فقال القاسم: إقرؤا الكتاب عليه، فإني احب هدايته. قالوا: هذا لا يحتمله خلق من الشيعة، فكيف عبد الرحمن ؟ ! فأخرج القاسم إليه الكتاب [ وقال: إقرأه ] (6)، فقرأه عبد الرحمن إلى موضع النعي، فقال للقاسم، يا أبا محمد (7) إتق الله، فإنك رجل فاضل في دينك، والله


(1) من المصدر. (2) في المصدر بدل ما بين القوسين (عينيه بعد ذلك). (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: مخلاته إزار وحبرة. (4) من المصدر وغيبة الطوسي. (5) في غيبة الطوسي وفرج المهموم (السري)، وما في المتن مطابق للاصل ونسخ الخرائج وتاريخ بغداد: 12 / 320 حيث ذكره في ترجمة القاضي عتبة قائلا: وكان صديقه. (6) من المصدر. (7) كذا في الاصل والمصادر وبعض نسخ الخرائج، ولكن في الخرائج المطبوع: أبا عبد الله، فلعله كان يكنى بهما، وان لم يصرح بكنيته في كتب الرجال، ولكن في المورد الآتي (أبا محمد) باتفاق النسخ والمصادر راجع معجم رجال الحديث. [ * ]


[ 148 ]

يقول: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت) (1) وقال: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) (2) قال القاسم: فأتم الآية (إلا من ارتضى من رسول) (3) ومولاي هذا المرضي من الرسول. ثم قال: إعلم أنك تقول هذا، ولكن أرخ اليوم، فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المورخ أو مت قبله فاعلم أني لست على شئ، وإن أنا مت في ذلك اليوم فانظر لنفسك، فورخ عبد الرحمن اليوم، وافترقوا، وحم القاسم يوم السابع، واشتدت العلة به إلى مدة، ونحن مجتمعون [ يوما عنده ] (4) إذ مسح بكمه عينه [ وخرج من عينه ] (5) شبه ماء اللحم، ثم مد بطرفه إلى ابنه، فقال: يا حسن إلي ويا فلان إلي، فنظرنا إلى الحدقتين صحيحتين. وشاع الخبر في الناس، فانتابه (6) الناس من العامة ينظرون إليه، وركب القاضي إليه - وهو أبو السائب عتبة بن عبيدالله المسعودي (7) وهو قاضي القضاة ببغداد -، فدخل عليه وقال: يا ابا محمد ما هذا الذي بيدي ؟ واراه خاتما فصه فيروزج فقربه منه، فقال: عليه ثلاثة أسطر لا يمكنني


(1) لقمان: 34. (2 و 3) الجن: 26 و 27. (4 و 5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأتى، وانتابه الناس: أي قصدوه. (7) هو قاضي القضاة أبو السائب عتبة بن عبيدالله بن موسى بن عبيدالله الهمذاني الشافعي، تولى مهام القصاء في مراغة، ثم في ممالك آذربيجان، ثم ولى قضاء همذان، ثم بغداد، توفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. تجد ترجمته في تاريخ بغداد: وسير أعلام النبلاء: والعبر: وطبقات السبكي والبداية والنهاية وشذرات الذهب. [ * ]


[ 149 ]

قراءتها، [ وقد ] (1) قال: لما رأى ابنه الحسن في وسط الدار [ قاعدا ] (2): (اللهم ألهم الحسن طاعتك، وجنبه معصيتك) ثلاثا، ثم كتب وصيته بيده. وكانت الضياع التي بيده لصاحب الامر - عليه السلام - كان أبوه وقفها عليه، كان فيما أوصى إبنه إن اهلت إلى الوكالة فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة ب‍ (فرجيده) وسائرها ملك لمولانا - عليه السلام -، فلما كان يوم الاربعين وقد طلع الفجر مات القاسم، فوافاه عبد الرحمن يعدو في الاسواق حافيا حاسرا وهو يصيح: (يا سيداه) فاستعظم الناس ذلك عنه، فقال: اسكتوا فقد رأيت ما لم تروا، وتشيع ورجع عما كان [ عليه ] (3)، فلما كان بعد مدة يسيرة ورد كتاب صاحب الزمان - عليه السلام - على الحسن [ ابنه ] (4) يقول فيه: (ألهمك الله طاعته وجنبك معصيته)، وهذا الدعاء الذي دعا به أبوك. (5)

التسعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وبالغائب وغير ذلك 2755 / 99 - الراوندي: قال: روي عن ابن أبي سورة، عن أبيه - وكان أبوه من مشايخ الزيدية بالكوفة - قال: كنت خرجت إلى قبر الحسين - عليه السلام - اعرف عنده، فلما كان وقت العشاء الآخرة صليت وقمت


(1 و 2) من المصدر. (3) من المصدر وغيبة الطوسي. (4) من المصدر. (5) الخرائج: 1 / 467 ح 14 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 130 - 134 وفي فرج المهموم: 249 - 252 عنه وعن غيبة الطوسي: 310 ح 263 مفصلا. وأخرجه في البحار: 51 / 313 ح 37 عن غيبة الطوسي وفرج المهموم. وأورده في الثاقب في المناقب: 590 ح 2. [ * ]


[ 150 ]

فابتدأت اقرأ الحمد، وإذا شاب [ حسن الوجه ] (1) عليه جبة سيفية، فابتدأ أيضا قبلي وختم قبلي. فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب: (أنت تريد الكوفة فامض)، فمضيت في طريق الفرات وأخذ الشاب طريق البر. قال أبو سورة: ثم أسفت على فراقه فاتبعته، فقال لي: (تعال)، فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة، فنمنا جميعا وانتبهنا، وإذا نحن على الغري على جبل الخندق، فقال لي: (أنت مضيق ولك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري، فيخرج إليك من داره وفي يده الدم من الاضحية، فقل له: شاب [ من ] (2) صفته كذا وكذا يقول لك: أعط هذا الرجل صرة الدنانير التي عند رجل السرير مدفونة). قال: فلما دخلت الكوفة مضيت إليه وقلت (له) (3): ما ذكر لي الشاب، فقال: سمعا وطاعة وعلى يده دم الاضحية. (4)