كتاب مدينة المعاجز

الجزء الثامن

 

 

الحادي والتسعون: مثل سابقه وزيادة 2756 / 100 - الراوندي: قال: وعن جماعة، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة - وهو محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي - نحو ذلك وزادوا:


(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) الخرائج: 1 / 470 صدر ح 15 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 160 - 161، وأخرجه في البحار: 51 / 318 صدر ح 14 عن غيبة الطوسي: 299 صدر ح 255. وأورده في الثاقب في المناقب: 596 ح 2. [ * ]


[ 151 ]

قال: ومشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال: (هو ذا منزلي)، ثم قال [ لي ] (1): تمر أنت إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال بعلامة أنه كذا وكذا، وفي موضع كذا [ ومغطى بكذا ] (2)، فقلت: من أنت ؟ قال: أنا محمد بن الحسن. ثم مشينا حتى انتهينا إلى النواويس في السحر، فجلس وحفر بيده، فإذا الماء قد خرج، وتوضأ ثم صلى ثلاث عشر ركعة، فمضيت إلى ابن الزراري، فدققت الباب فقال: من أنت ؟ فقلت: أبو سورة، فسمعته يقول: مالي ولابي سورة، فلما خرج وقصصت عليه القصة صافحني وقبل وجهي ووضع يده بيدي ومسح بها (3) وجهه، ثم أدخلني الدار وأخرج الصرة من عند رجل السرير [ فدفعها إلي ] (4)، فاستبصر أبو سورة وتشيع وكان زيديا. (5)

الثاني والتسعون: علمه - عليه السلام - بما يكون 2757 / 101 - الراوندي: قال: روي عن أبي الحسن المسترق الضرير قال: كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله (6) بن حمدان ناصر


(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل ومسح يدي على وجهه. (4) من المصدر، وفيه: وبرئ من الزيدية بدل (وتشيع وكان زيديا). (5) الخرائج والجرائح: 1 / 471 ذ ح 15 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 161 مختصرا. وأورده في الثاقب في المناقب: 597 ح 3 ولاحظ تخريجات الحديث الذي مر. (6) هو الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان التغلبي العدوي الحمداني الملقب بناصر الدولة، كان في خدمة الشيخ الاجل محمد بن محمد بن النعمان المفيد يستفيد اصول الدين وفروعه، ويزيد في إعزاز الشيخ وإكرامه، توفي سنة 358 ودفن بتل توبه شرقي الموصل تجد ترجمته في أعيان الشيعة: 5 / 136، سير أعلام النبلاء: 16 / 186، وفيات الاعيان: 2 / 114 وغيرها. [ * ]


[ 152 ]

الدولة، فتذاكرنا أمر الناحية، قال: كنت أزري (1) عليها إلى أن حضرت مجلس عمي الحسين (2) يوما، فأخذت أتكلم في ذلك، فقال: يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان (3)، وكان كل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها، فسلم إلي جيش وخرجت نحوها. فلما بلغت إلى ناحية طرز (4) خرجت إلى الصيد، ففاتتني طريدة، فاتبعتها وأوغلت في أثرها، حتى بلغت إلى نهر، فسرت فيه، وكلما


(1) أي أعيب. (2) هو الحسين بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي عم سيف الدولة وناصر الدولة، كان أمير شجاعا مهيبا فارسا فاتكا، وكان خلفاء بني العباس يعدونه لكل مهم، ولاه المقتدر الحرب بقم وكاشان في سنة ست وتسعين ومائتين، ثم أنه ذبح صبرا في حبس المقتدر، أمره في سنة ست وثلاثمائة. تجد ترجمته وشرح احواله في أعيان الشيعة: 5 / 491، والعبر: 1 / 431 وص 435 وص 444 وص 451. (3) السلطان هنا هو المقتدر العباسي حيث هو الذي ولاه حرب أهل قم وكاشان. راجع التعليقة السابقة. (4) كذا في البحار والاصل: - بالزاي المعجمة في آخرها - قال الفيروز آبادي في القاموس: 2 / 180: الطرز: الموضع الذي تنسب فيه الثياب الجيدة، ومحلة بمرو، وباصفهان وبلد قرب اسبيجاب. ولكن الحموي ضبطها في معجم البلدان: 4 / 27 طراز. واختلف في موقع اسبيجاب أين هي، حيث ذكر الحموي أنها من ثغور الترك، ولم يحدد موقعها الجغرافي، وقال: ابن خلكان في وفيات الاعيان: 4 / 308: هي مدينة من أقصى بلاد الشرق، وأظنها من إقليم الصين أو قريبة منه. وفي المصدر: طزر، قال الحموي في معجم البلدان: 4 / 34: طزر: مدينة في مرج القلعة بينها وبين سابلة خراسان مرحلة. وهي في صحراء واسعة. وقال في ج 5 / 101: مرج القلعة: بينه وبين حلوان منزل، وهو من حلوان إلى جهة همذان. [ * ]


[ 153 ]

اسير يتسع النهر، فبينما أنا كذلك إذ طلع [ علي ] (1) فارس تحته بغلة شهباء، وهو متعمم بعمامة خز خضراء لا يرى منه سوى عينيه، وفي رجليه خفان حمراوان، فقال [ لي ] (2): (يا حسين) فلا هو أمرني ولا كناني، فقلت: ماذا تريد ؟ قال: (لم تزري على الناحية ؟ ولم تمنع أصحابي عن خمس مالك ؟) وكنت الرجل الوقور [ الذي ] (3) لا يخاف شيئا، فأرعدت منه وتهيبته، وقلت له: أفعل يا سيدي ما تأمر به. فقال: (إذا مضيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه، فدخلته عفوا وكسبت ما كسبت فيه (4)، تحمل خمسه إلى مستحقه)، فقلت: السمع والطاعة، فقال: (إمض راشدا، ولوى عنان دابته وانصرف، فلم أدر أي طريق سلك، وطلبته يمينا وشمالا فخفي علي أمره، وازددت رعبا وانكفأت (5) راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث. فلما بلغت قم وعندي أني اريد محاربة القوم، خرج إلي أهلها وقالوا: كنا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا، فاما إذا قد وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك، ادخل البلدة فدبرها كما ترى. فأقمت فيها زمانا وكسبت أموالا زائدة على ما كنت أحسبه (6)، ثم وشى بي القواد إلى السلطان، وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت، فعزلت ورجعت إلى بغداد، فابتدأت بدار السلطان وسلمت


(1 و 2) من المصدر، وفيه: خفان أحمران. (3) من المصدر. (4) في المصدر: وكسبت ما كسبته. (5) في البحار: إنكففت، وكلاهما بمعنى إنصرف ورجع. (6) في المصدر: اقدر، وفي البحار: أتوقع. [ * ]


[ 154 ]

عليه، وأتيت [ إلى ] (1) منزلي، وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري، فتخطى الناس حتى اتكأ على تكأتي، فاغتظت من ذلك، ولم يزل قاعدا ما يبرح والناس داخلون وخارجون، وأنا أزداد غيظا. فلما تصرم (2) الناس وخلا المجلس دنا إلي وقال: بيني وبينك سر فاسمعه، فقلت: قل. فقال: صاحب الشهباء والنهر يقول: (قد وفينا بما وعدنا)، فذكرت الحديث وارتعدت من ذلك وقلت: السمع والطاعة، فقمت وأخذت بيده، ففتحت الخزائن فلم يزل يخمسها إلى أن خمس شيئا كنت قد انسيته مما كنت قد جمعته، وانصرف، ولم أشك بعد ذلك أبدا، وتحققت الامر. فانا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك. (3)

الثالث والتسعون: علمه - عليه السلام - بالغائب وبالاجال 2758 / 102 - الراوندي: قال: روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة تسع (4) وثلاثين وثلاثمائة للحج


(1) من المصدر. (2) أي ذهب. (3) الخرائج والجرائح: 1 / 472 ح 17 وعنه كشف الغمة: 2 / 500 - 501 ومنتخب الانوار المضيئة: 161 - 163 والبحار: 52 / 56 ح 40، وفي إثبات الهداة: 3 / 694 ح 118 والوسائل: 6 / 377 ح 8 عنه مختصرا. كذا في المصدر المطبوع: وفي الاصل والبحار وسائر نسخ المصدر: سبع واتفقت كتب التاريخ أن القرامطة ردوا الحجر الاسود في سنة تسع وثلاثين، بعد أن اغتصبوه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة. راجع الكامل لابن الاثير، 8 / 486، النجوم الزاهرة: 3 / 301، العبر 2 / 56، البداية = [ * ]


[ 155 ]

- وهي السنة التي رد القرامطة (1) فيها الحجر إلى مكانه من البيت - كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لانه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه، وأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة (2) في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين - عليه السلام - في مكانه فاستقر. فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ [ لي ] (3) ما قصدت له، فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة، أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون المنية (4) في هذه العلة أم لا ؟ وقلت: همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه [ وأخذ جوابه، وإنما أندبك لهذا، قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه، وأقمت ] (5) معي [ منهم ] (6) من يمنع عني إزدحام الناس، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه، فاستقام.


= والنهاية: 11 / 223، وغيرها. ونشأ هذا التصحيف لتقارب كلمتي (سبع) و (تسع) في الرسم. (1) القرامطة: هم فرقة من الشيعة الاسماعيلية المباركية، وقالوا: بأن الامام بعد جعفر الصادق - عليه السلام - هو محمد بن اسماعيل بن جعفر، وهو الامام القائم المهدي، وهو رسول، وهو حي لم يمت، وأنه في بلاد الروم، وأنه من أولي العزم. أنشأوا دولتهم في البحرين ثم توسعوا غربا حتى وصلوا بلاد الشام سنة 288. راجع معجم الفرق الاسلامية: 193. (2) في المصدر والبحار: وأنه ينصبه في مكانه الحجة. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي البحار: وهل يكون الموتة، وفي الاصل: وهل تكون الموتة. (5 و 6) من المصدر والبحار وكشف الغمة. [ * ]


[ 156 ]

كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الاصوات، فانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه وادفع الناس عني يمينا وشمالا، حتى ظن بي الاختلاط [ في العقل ] (1) والناس يفرجون لي، وعيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤدة (2) ولا ادركه. فلما حصل [ بحيث ] (3) لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلي فقال: ([ هات ] (4) ما معك)، فناولته الرقعة. فقال من غير أن ينظر فيها: (قل له: لا خوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة). قال: فوقع علي الزمع (5) حتى لم اطق حراكا، وتركني وانصرف. قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة تسع وستين اعتل أبو القاسم، فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره، وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك فقيل له: ما هذا الخوف ؟ ونرجو أن يتفضل الله تعالى بالسلامة، فما عليك مخوفة. فقال: هذه السنة التي خوفت فيها، فمات في علته. (6)


(1) من المصدر، وفي الاصل: والناس يفرجون له. (2) أي تأني وتمهل، وفي المصدر: اسرع السير، وفي البحار وكشف الغمة: اسرع الشدة. (3 و 4) من المصدر. (5) زمع: دهش وخاف وارتعد، وقيل: من إذا خاف أو غضب سبقه دمعه، وفي البحار: الدمع. (6) الخرائج: 1 / 475 ح 18 وعنه فرج المهموم: 254 - 255 وكشف الغمة: 2 / 502 والبحار: 52 / 58 ح 41 وج 99 / 226 ح 26، وفي إثبات الهداة: 3 / 694 ح 119 مختصرا، بما أن الاختلاف بين الاصل والمصدر كثيرة ولذا تركت الاشارة إليه وأثبت في المتن ما هو أضبط. [ * ]


[ 157 ]

 

الرابع والتسعون: علمه - عليه السلام - بما يكون وبما في النفس 2759 / 103 - الراوندي: قال: روي عن أبي غالب الزراري قال: تزوجت بالكوفة إمرأة من قوم يقال لهم: (بنو هلال) (1) خزازون، وحصلت لها منزلة من قلبي، فجرى بيننا كلام اقتضى خروجها عن بيتي غضبا، ورمت ردها، فامتنعت علي لانها كانت في أهلها في عز وعشيرة، فضاق لذلك صدري وتروحت (2) إلى السفر، فخرجت إلى بغداد أنا وشيخ من أهلها، فقدمناها وقضينا الحق في واجب الزيارة، وتوجهنا إلى دار الشيخ أبي القاسم بن روح وكان مستترا من السلطان، فدخلنا وسلمنا. فقال: إن كان لك حاجة فاذكر اسمك هيهنا، وطرح إلي مدرجة (3) كانت بين يديه، فكتبت فيها إسمي واسم أبي، وجلسنا قليلا، ثم ودعناه، وخرجت إلى سر من رأى للزيارة: فزرنا وعدنا، فأتينا دار الشيخ، فأخرج المدرجة التي كنت كتبت فيها إسمي، وجعل يطويها على أشياء كانت مكتوبة فيها إلى أن انتهى إلى موضع اسمي، فناولنيه فإذا تحته مكتوب بقلم دقيق. (أما الزراري في حال الزوج والزوجة فسيصلح الله بينهما)،


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقال لهم: (الهلالي)، وخزازون: جمع خزاز وهو بائع الخز وصانعه، والخز من الثياب: ما ينسج من صوف وأبريسم، وما ينسج من أبريسم خالص. (2) أي سرت في العشاء، وفي المصدر: وتجهزت. (3) المدرجة: الورقة التي تكتب فيها الرسالة، أو يدرج فيها الكتاب. [ * ]


[ 158 ]

وكنت عندما كتبت اسمي أردت [ أن ] (1) أسأله الدعاء لي بصلاح الحال مع الزوجة، ولم أذكره، بل كتبت اسمي وحده، فجاء الجواب كما كان في خاطري من غير أن أذكره، ثم ودعنا الشيخ وخرجنا من بغداد حتى قدمنا الكوفة، فيوم قدومي أو من غده أتاني إخوة المرأة، فسلموا علي واعتذروا الي مما كان بيني وبينهم من الخلاف [ والكلام ] (2)، وعادت الزوجة على أحسن الوجوه إلى بيتي، ولم يجر بيني وبينها خلاف ولا كلام مدة صحبتي لها، ولم تخرج من منزلي بعد ذلك إلا باذني حتى ماتت. (3)

الخامس والتسعون: علمه - عليه السلام - بالغائب وبما يكون 2760 / 104 - الراوندي: قال: إن أبا محمد الدعلجي (4) كان له ولدان، وكان من خيار أصحابنا، وكان قد سمع الاحاديث، وكان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة، وهو أبو الحسن كان يغسل الاموات، وولد آخر يسلك مسالك الاحداث في فعل الحرام، و (كان قد) (5) دفع إلى أبي محمد حجة يحج بها عن صاحب الزمان - عليه السلام -، وكان ذلك عادة الشيعة [ وقتئذ ] (6)، فدفع شيئا منها إلى إبنه المذكور بالفساد وخرج إلى الحج.


(1 و 2) من المصدر. (3) الخرائج والجرائح: 1 / 479 ح 20. (4) الظاهر بحسب الطبقة - أنه هو عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو محمد الحذاء الدعلجي - كان فقيها عارفا (رجال النجاشي). (5) ليس في المصدر والبحار، وفي البحار: في فعل الاجرام. (6) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 159 ]

فلما عاد حكى أنه كان واقفا بالموقف، فرأى إلى جانبه شابا حسن الوجه، أسمر اللون، [ بذؤابتين ] (1)، مقبلا على شأنه في الابتهال والدعاء والتضرع وحسن العمل، فلما قرب نفر الناس التفت إلي وقال: (يا شيخ أما تستحي ؟ !) قلت: من أي شئ يا سيدي ؟ ! قال: (يدفع إليك حجة عمن تعلم، فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر، يوشك أن تذهب عينك [ هذه ] (2)، وأومأ إلي عيني، وأنا من ذلك (اليوم) (3) إلى الآن على وجل ومخافة. وسمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك، قال: فما مضى عليه أربعون يوما بعد مورده حتى خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة، فذهبت. (4)

السادس والتسعون: علمه - عليه السلام - بالغائب 2761 / 105 - الراوندي: قال: روي عن سعد بن عبد الله الاشعري قال: ناظرني مخالف فقال: أسلم أبو بكر وعمر طوعا أو كرها ؟ ففكرت في ذلك فقلت: إن قلت كرها فقد كذبت (5)، إذ لم يكن حينئذ سيف مسلول، وان قلت طوعا، فالمؤمن لا يكفر بعد إيمانه، فدفعته عني دفعا


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) الخرائج والجرائح: 1 / 480 ح 21 وعنه فرج المهموم: 256 ومستدرك الوسائل: 8 / 70 ح 9098 والبحار: 52 / 59 ح 42 وفي وسائل الشيعة: 8 / 147 ح 2 وإثبات الهداة: 3 / 695 ح 120 عن الخرائج مختصرا. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: خفت. [ * ]


[ 160 ]

[ بالراح ] (1) لطيفا، وخرجت من ساعتي إلى دار أحمد بن اسحاق أسأله عن ذلك، فقيل [ لي ] (2): إنه خرج إلى سر من رأى (في هذا) (3) اليوم، فانصرفت إلى بيتي وركبت دابتي وخرجت خلفه حتى وصلت إليه في المنزل، فسألني عن حالي، فقلت: أجئ إلى حضرة أبي محمد - عليه السلام -، فعندي أربعون مسألة قد اشكلت علي، فقال: خير صاحب ورفيق. فمضينا حتى دخلنا سر من رأى، وأخذنا بيتين في خان وسكن كل واحد منا في واحد، وخرجنا إلى الحمام واغتسلنا غسل الزيارة والتوبة، فلما رجعنا أخذ أحمد بن اسحاق جرابا ولفه بكساء طبري وجعله على كتفه ومشينا، وكنا نسبح الله ونكبره ونهلله ونستغفره ونصلي على محمد وآله الطاهرين إلى أن وصلنا إلى باب الدار، واستأذن أحمد بن اسحاق، فأذن (له) (4) بالدخول. فلما دخلنا فإذا أبو محمد - عليه السلام - على طرف الصفة (5) قاعد، وكان على يمينه غلام قائم كأنه فلقة (6) قمر، فسلمنا فأحسن الجواب وأكرمنا وأقعدنا، فجعل (7) أحمد الجراب بين يديه، وكان أبو محمد - عليه السلام - ينظر في درج طويل الاستفتاء قد ورد عليه من ولاية، فجعل يقرأ ويكتب تحت كل مسألة جوابها (8)، فالتفت إلى الغلام وقال:


(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) ليسا في المصدر. (5) الصفة: البهو الواسع العالي السقف. (6) في المصدر: كفلقة قمر. (7) في المصدر: فوضع. (8) في المصدر: التوقيع. [ * ]


[ 161 ]

(هذه هدايا موالينا)، وأشار إلى الجراب. فقال الغلام: (هذا لا يصلح لنا، لان الحلال مختلط بالحرام فيه)، فقال أبو محمد - عليه السلام -: [ أنت ] (1) صاحب الالهام، أفرق بين الحلال والحرام. ففتح أحمد الجراب وأخرج صرة فنظر إليها الغلام وقال: (هذا بعثه فلان بن فلان [ من محله كذا، وكان ] (2) باع حنطة خاف على الزراع في مقاسمتها، وهي كذا دينارا، وفي وسطها خط مكتوب عليه كميته، وفيها صحاح ثلاث: إحداها آملي، والاخرى ليس عليها السكة، والاخرى فلاني أخذها (3) من نساج غرامة من (4) غزل سرق من عنده). ثم أخرج صرة فصرة وجعل يتكلم على كل واحدة بقريب من ذلك. ثم قال: (اشدد الجراب على الصرر حتى توصلها عند وصولك إلى أصحابها، هات الثوب الذي بعثت العجوز الصالحة)، وكانت إمرأة بقم غزلته بيدها ونسجته، فخرج أحمد ليجئ بالثوب، فقال لي أبو محمد - عليه السلام -: (ما فعلت (5) مسائلك الاربعون ؟ سل الغلام عنها يجبك). فقال لي الغلام ابتداء: (هلا قلت للسائل ما أسلما طوعا ولا كرها وإنما أسلمنا طمعا، فقد كانا يسمعان من أهل الكتاب منهم من يقول:


(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من فلان أخذت. (4) كذا في المصدر وفي الاصل عن غزل. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أين مسائلك. [ * ]


[ 162 ]

هو نبي يملك المشرق المغرب وتبقى نبوته إلى يوم القيامة، ومنهم من يقول: يملك الدنيا كلها ملكا عظيما وتنقاد له الارض. فدخلا كلاهما في الاسلام طمعا في أن يجعل محمد - صلى الله عليه وآله - كل واحد منهما والي ولاية. فلما آيسا من ذلك دبرا مع جماعة في قتل محمد - صلى الله عليه وآله - ليلة العقبة، فكمنوا له، وجاء جبرئيل - عليه السلام - وأخبر محمدا - صلى الله عليه وآله - بذلك، فوقف على العقبة وقال: يا فلان يا فلان يا فلان اخرجوا، فإني لا أمر حتى أراكم [ كلكم ] (1) قد خرجتم، وقد سمع ذلك حذيفة. ومثلهما طلحة والزبير، فهما بايعا عليا بعد قتل عثمان طمعا في أن يجعلهما كليهما علي بن أبي طالب - عليه السلام - واليا على ولاية لا طوعا ولا رغبة ولا إكراها (2) ولا إجبارا، فلما آيسا من ذلك من علي - عليه السلام - نكثا العهد وخرجا عليه وفعلا ما فعلا، [ وأجاب عن مسائلي الاربعين ] (3)، قال: ولما أردنا الانصراف قال أبو محمد - عليه السلام - لاحمد بن اسحاق: (إنك تموت السنة)، فطلب منه الكفن، قال - عليه السلام -: (يصل إليك عند الحاجة). قال: سعد بن عبد الله: فخرجنا حتى وصلنا (إلى) (4) حلوان، فحم


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: كرها. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر، وحلوان: في عدة مواضع: منها حلوان العراق، وهي في آخر حدود = [ * ]


[ 163 ]

أحمد بن اسحاق ومات في الليل بحلوان، فجاء رجلان من عند أبي محمد - عليه السلام - ومعهما أكفانه، فغسلاه وكفناه وصليا عليه. قال: وقد كنا عنده من أول الليل، فلما مضى وهن (1) منه قال لي: انصرف إلى البيت فإني ساكن، فمضيت ونمت، فلما كان قرب السحر (2) أتى الرجلان [ إلى باب بيتي ] (3) وقالا: آجرك الله في أحمد ابن إسحاق فقد غسلناه وكفناه وصلينا عليه، [ فقمت ورأيته مفروغا منه ] في الاكفان، فدفناه من الغد بحلوان رحمة الله عليه ] (4). (5) وقد تقدم هذا الحديث بزيادة من طريق ابن بابويه وطريق أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وهو الخامس عشر.

السابع والتسعون: خبر الهمداني 2762 / 106 - الراوندي: قال: روى جماعة إنا وجدنا بهمدان جماعة (6) كلهم مؤمنون، فسألناهم عن ذلك فقالوا: إن جدنا [ قد ] (7) حج ذات سنة، ورجع قبل القافلة بمدة كثيرة (8)، فقلنا: كأنك انصرفت من العراق ؟ قال: لا، إنما قد حججت مع أهل بلدتنا وخرجنا.


= السواد مما يلي الجبال من بغداد (معجم البلدان). (1) الوهن: نحو من منتصف الليل أو بعد ساعة منه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقت انحرافي. (3 و 4) من المصدر. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 481 ح 22 وعنه إثبات الهداة: 1 / 196 ح 106 وج 3 / 695 ح 121 مختصرا، وله تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج. (6) في المصدر: أهل بيت بدل (جماعة). (7) من المصدر، وفيه: قالوا: كان جدنا. (8) في المصدر: قبل دخول الحاج بكثير. [ * ]


[ 164 ]

فلما كان في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي فنمت، فما انتبهت إلا بعد أن طلع الفجر وخرجت القافلة، فأيست (1) من الحياة، وكنت أمشي وأقعد يومين أو ثلاثة، فأصبحت يوما فإذا أنا بقصر، فأسرعت إليه ووجدت ببابه أسود، فأدخلني القصر فإذا (2) أنا برجل حسن الوجه والهيئة، فأمر أن يطعموني ويسقوني. فقلت له: من أنت [ جعلت فداك ؟ ] (3) قال: (أنا الذي ينكرني قومك وأهل بلدتك)، فقلت: ومتى تخرج ؟ قال: (ترى هذا السيف المعلق هيهنا وهذه الراية، فمتى يسل السيف من نفسه (4) من غمده وانتشرت الراية بنفسها خرجت). فلما كان بعد وهن من الليل قال (لي) (5): (تريد أن تخرج إلى بيتك ؟). قلت: نعم، فقال لبعض غلمانه: (خذ بيده [ وأوصله إلى منزله)، فأخذ بيدي ] (6)، فخرجت معه وكأن الارض تطوى تحت أرجلنا، فلما انفجر الفجر [ وإذا نحن بموضع أعرفه بالقرب من بلدتنا ] (7)، قال لي غلامه: هل تعرف الموضع ؟ قلت: نعم أسد آباذ، فانصرف، قال (8): ودخلت همدان ثم دخل بعد مدة أهل بلدتنا ممن حج معي، وحدث


(1) في المصدر: بعد أن طلعت الشمس، فانتبهت، فلم أر للقافلة أثرا، وخرجت القافلة وأيست. (2) في المصدر: فأدخلني دارا وإذا. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فمتى إنسل من غمده. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر، وفيه: قال لبعض غلمانه. (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: قلت: بلى، ثم انصرف، ودخلت. [ * ]


[ 165 ]

الناس بانقطاعي منهم، وتعجبوا من ذلك، فاستبصرنا من ذلك (1) جميعا. (2)

الثامن والتسعون: علمه - عليه السلام - بما يكون وهو خبر سؤال علي بن الحسين بن بابويه 2763 / 107 - الراوندي: قال: إن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كان تحته بنت عمه ولم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم بن روح أن يسأل الحضرة ليدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: (إنك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلمية ترزق منها ولدين فقيهين)، فرزق محمدا والحسين فقيهين ماهرين، وكان لهما أخ أوسط مشتغل بالزهد لا فقه له. (3) وقد مضى حديث السابع والثمانين في ذلك بمعنى.

التاسع والتسعون: الحصاة التي صارت ذهبا 2764 / 108 - الراوندي: قال: روي [ عن أبي ] (4) أحمد بن راشد، عن بعض إخوانه من أهل المدائن قال: كنت مع رفيق لي حاجا [ قبل


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وحدثت الناس بانقطاعي بهم، فتعجبوا من ذلك واستبصرنا جميعا. (2) الخرائج والجرائح: 2 / 788 ح 112 وعنه إثبات الهداة: 3 / 697 ح 129 مختصرا. (3) الخرائج والجرائح: 2 / 790 ح 113 وعنه فرج المهموم: 258 وإثبات الهداة: 3 / 697 ح 130 وتبصرة الولي: 137 ح 57. وأخرجه في الاثبات المذكور ص 689 ح 104 والبحار: 51 / 324 عن غيبة الطوسي: 308 ح 261. (4) من المصدر. [ * ]


[ 166 ]

الايام ] (1)، فإذا شاب قاعدا عليه إزار ورداء، فقومناهما مائة وخمسين دينارا، وفي رجليه (2) نعل صفراء ما عليها غبار ولا أثر السفر فدنا منه سائل، فتناول من الارض شيئا فأعطاه، فأكثر له السائل الدعاء، وقام الشاب وذهب وغاب. فدنونا من السائل فقلنا ما أعطاك ؟ فأرانا (3) حصاة من ذهب، قدرناها (4) عشرين مثقالا، فقلت لصاحبي: مولانا معنا ولا نعرفه ؟ ! إذهب بنا في طلبه، فطلبنا الموقف كله فلم نقدر عليه، ثم رجعنا (5) وسألنا عنه من كان حوله، فقالوا: شاب علوي من المدينة يحج في كل سنة ماشيا. (6)

المائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2765 / 109 - الراوندي: قال: قال محمد بن يوسف الشاشي: إنني لما انصرفت من العراق كان عندنا رجل بمرو يقال له: (محمد بن الحصين الكاتب) وقد جمع مالا للغريم (7)، فسألني عن أمره، فأخبرته بما رأيته من الدلائل، فقال: عندي مال للغريم فما تأمرني


(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: وفي رجله. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال أعطاني، وفي البحار: فقال آتاني. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فوزناها، وفي المصدر: عشرين دينارا. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلم نجده، فرجعنا، وفي البحار: فلم نقدر عليه فرجعنا، وفي المصدر: فسألنا. (6) الخرائج والجرائح: 2 / 694 ح 8 وعنه البحار: 52 / 59 ح 43، وقد تقدم مع تخريجاته في الحديث 2684. (7) قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الارشاد: 354: هذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها، ويكون خطابها - عليه السلام - للتقية. [ * ]


[ 167 ]

(فيه) (1) ؟ فقلت: وجهه إلى حاجز، فقال لي: فوق حاجز أحد ؟ فقلت: نعم، الشيخ. فقال: إذا سألني الله عن ذلك أقول: إنك أمرتني ؟ قلت: نعم، وخرجت من عنده، فلقيته بعد سنين فقال: هو ذا أخرج إلى العراق ومعي مال للغريم، واعلمك أني وجهت بمائتي دينار على يد العامر (2) ابن يعلى الفارسي وأحمد بن علي الكلثومي وكتبت إلى الغريم بذلك، وسألته الدعاء، فخرج الجواب بما وجهت، وذكر أنه كان له قبلي ألف دينار، وقد وجهت [ إليه ] (3) بمائتي دينار لاني شككت، وأن الباقي له عندي، فكان كما وصف، وقال: (إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الاسدي بالري)، فقلت: أفكان كما كتب إليك ؟ قال: نعم [ وجهت بمائتي دينار لاني شككت فأزال الله عني ذلك ] (4)، فورد موت حاجز بعد يومين أو ثلاثة، فصرت إليه فأخبرته بموت حاجز، فاغتم (لذلك) (5)، فقلت: لا تغتم فإن ذلك [ دلالة لك في ] (6) توقيعه إليك، وإعلامه أن المال ألف دينار، والثانية أمره بمعاملة الاسدي لعلمه بموت حاجز. (7)


(1) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: فأي شئ تأمرني. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: العابد بن يعلى الفارسي. (3) من المصدر والبحار، وفيهما: وإني وجهت. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر. (7) الخرائج والجرائح: 2 / 695 ح 10 وعنه البحار: 51 / 294 ح 5، وفي إثبات الهداة: 3 / 493 ح 114 عنه وعن غيبة الطوسي: 415 ح 392 مختصرا. وأخرجه في البحار المذكور ص 363 عن الغيبة. [ * ]


[ 168 ]

 

الحادي ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2766 / 110 - الراوندي: قال: قال محمد بن الحسين: إن التميمي حدثني عن رجل من أهل استراباد (1) قال: صرت إلى العسكر ومعي ثلاثون دينارا في خرقة منها دينار شامي، فوافيت الباب، وإني لقاعد إذ خرج إلي [ جارية أو ] (2) غلام [ الشك مني ] (3)، قال: هات ما معك. قلت: ما معي شئ. فدخل ثم خرج وقال: معك ثلاثون دينارا في خرقة خضراء، منها دينار شامي، ومعه خاتم كنت تمنيته، فأوصلته ما كان معي وأخذت الخاتم (4). (5)

الثاني ومائة: علمه - عليه السلام - بحال الانسان 2767 / 111 - الراوندي: قال: إن مسرور الطباخ قال: كتبت إلى الحسن بن راشد لضيقة أصابتني، فلم أجده في البيت، فانصرفت، فدخلت مدينة أبي جعفر، فلما صرت في الرحبة حاذاني رجل لم أر وجهه (قط) (6)، وقبض على يدي ودس لي صرة بيضاء، فنظرت فإذا


(1) في المصدر: اسد آباذ. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: دينار شامي فأوصلتها إليه، وفي البحار: دينار شامي وخاتم كنت نسيته، فأوصلته إليه وأخذت الخاتم. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 696 ح 11 وعنه اثبات الهداة: 3 / 695 ح 122 والبحار: 51 / 294 ح 6. (6) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: ودس فيها صرة، وفي البحار: ودس إليه صرة. [ * ]


[ 169 ]

عليها كتابة فيها إثنا عشر دينارا وعلى الصرة مكتوب: (مسرور الطباخ). (1)

الثالث ومائة: علمه - عليه السلام - بما في النفس 2768 / 112 - الراوندي: قال: روي عن جعفر بن حمدان، عن حسن بن حسين الاستراباذي قال: كنت في الطواف، فشككت فيما بيني وبين نفسي في الطواف، فإذا شاب قد استقبلني، حسن الوجه، فقال: (طف اسبوعا آخر). (2)

الرابع ومائة: سماع صوته ولم ير شخصه 2769 / 113 - الراوندي: قال: وحدثنا علان الكليني قال: [ حدثنا الاعلم المصري ] (3)، عن أبي الرجاء المصري - وكان أحد الصالحين - قال: خرجت في الطلب (4) بعد مضي أبي محمد - عليه السلام -، فقلت في نفسي: لو كان شئ لظهر بعد ثلاث سنين، فسمعت صوتا ولم أر شخصا: (يا نصر بن عبد ربه قل لاهل مصر: هل رأيتم رسول الله - صلى الله عليه وآله - فآمنتم به ؟ !).


(1) الخرائج والجرائح: 2 / 697 ح 12 وعنه إثبات الهداة: 3 / 695 ح 123 والبحار: 51 / 295 ح 7. (2) الخرائج والجرائح: 2 / 697 ح 13 وعنه الوسائل: 9 / 436 ح 13 وإثبات الهداة: 3 / 696 ح 124 والبحار 52 / 60 ح 44. (3) من المصدر، وفي الاثبات والاصل: هلال بن أحمد بدل (علان الكليني)، وفي البحار: غلال بن أحمد، وما أثبتناه من المصدر وفرج المهموم. (4) أي في طلب الامام - عليه السلام -. [ * ]


[ 170 ]

قال أبو الرجاء: ولم أعلم أن اسم أبي (عبد ربه)، وذلك أني ولدت بالمدائن فحملني أبو عبد الله النوفلي إلى مصر، فنشأت بها، فلما سمعت الصوت لم اعرج على شئ وخرجت. (1)

الخامس ومائة: خبر المرأة وابن أبي روح وعلمه - عليه السلام - فيه بالغائب وغير ذلك 2770 / 114 - الراوندي: عن أحمد بن أبي روح قال: وجهت إلي إمرأة من أهل دينور، فأتيتها فقالت: يابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا وورعا، وإني اريد أن اودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤديها وتقوم بها، فقلت: أفعل إن شاء الله تعالى. فقالت: هذه دراهم في هذا الكيس المختوم، لا تحله ولا تنظر فيه حتى تؤديه إلى من يخبرك بما فيه، وهذا قرطي (2) يساوي عشرة دنانير، وفيه ثلاث حبات [ لؤلؤ ] (3) تساوي عشرة دنانير، ولي إلى صاحب الزمان - عليه السلام - حاجة اريد أن يخبرني [ بها ] (4) قبل أن أسأله عنها. فقلت: وما الحاجة ؟ قالت: عشرة دنانير استقرضتها امي في عرسي لا أدري ممن استقرضتها ولا أدري إلى من أدفعها، فان أخبرك بها فادفعها إلى من يأمرك بها، قال: وكنت أقول بجعفر بن علي، فقلت


(1) الخرائج والجرائح: 2 / 698 ح 16 وعنه فرج المهموم: 239 وإثبات الهداة: 3 / 696 ح 125 والبحار: 51 / 295 ح 10. وأخرجه في البحار المذكور ص 330 ح 54 عن كمال الدين: 491 ح 15 باختلاف يسير. (2) القرط: ما يعلق في شحمة الآذن من در أو ذهب أو فضة أو نحوها. (3) من المصدر وفرج المهموم. (4) من المصدر والبحار وفرج المهموم. [ * ]


[ 171 ]

هذه المحبة (1) بيني وبين جعفر، فحملت المال وخرجت حتى دخلت بغداد، فأتيت حاجز بن يزيد الوشاء، فسلمت عليه وجلست، فقال: ألك حاجة ؟ قلت: هذا مال دفع إلي لا أدفعه إليك حتى تخبرني كم هو ومن دفعه إلي ؟ فإن أخبرتني دفعته إليك. قال: لم اؤمر بأخذه، وهذه رقعة جاءتني بأمرك، وإذا فيها: (لا تقبل من أحمد بن أبي روح، توجه به إلينا إلى سر من رأى) فقلت: لا إله إلا الله هذا أجل شئ أردته (2). فخرجت ووافيت سر من رأى، [ فقلت: أبدأ بجعفر ثم تفكرت فقلت: أبدأ بهم، فان كانت المحبة من عندهم وإلا مضيت إلى جعفر ] (3) فدنوت من باب دار أبي محمد - عليه السلام -، فخرج إلي خادم فقال: أنت أحمد بن أبي روح ؟ قلت: نعم، قال: هذه الرقعة اقرأها، [ فقرأتها ] (4) فإذا فيها [ مكتوب ] (5): (بسم الله الرحمن الرحيم يابن أبي روح أودعتك عاتكة بنت الديراني كيسا فيه ألف درهم بزعمك، وهو خلاف ما تظن، وقد [ أديت ] (6) فيه الامانة ولم تفتح الكيس ولم تدر ما فيه، وفيه ألف درهم وخمسون دينارا [ صحاح ] (7)، ومعك قرط زعمت المرأة أنه يساوي


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وكيف أقول لجعفر بن علي فقلت هذه المحنة وفي البحار: [ فقلت في نفسي: ] وكيف أقول لجعفر بن علي فقلت هذه المحنة. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هذا الذي أردت (3) من المصدر والبحار، إلا أن في البحار: المحنة بدل (المحبة)، وكذا في الموضع الآتي. (4) من المصدر والبحار. (5) من البحار. (6) من المصدر والبحار. (7) من البحار. [ * ]


[ 172 ]

عشرة دنانير، صدقت مع الفصين اللذين فيه، وفيه ثلاث حبات لؤلؤ شراؤها عشرة دنانير و [ هي ] (1) تساوي أكثر، فادفع ذلك إلى خادمتنا فلانة، فإنا قد وهبناه لها، وصر إلى بغداد وادفع المال إلى الحاجز وخذ منه ما يعطيك لنفقتك إلى منزلك. وأما عشرة دنانير التي زعمت أن امها استقرضتها في عرسها وهي لا تدري من صاحبها، بل هي تعلم لمن، هي لكلثوم بنت أحمد، وهي ناصبية، فتحرجت (2) أن تعطيها إياها، وأوجبت أن تقسمها في إخوانها (3)، فاستأذنتنا في ذلك، فلتفرقها في ضعفاء إخوانها، ولا تعودن يابن أبي روح إلى القول بجعفر والمحبة له، وارجع إلى منزلك فإن عدوك (4) قد مات، وقد ورثك الله أهله وماله. فرجعت إلى بغداد وناولت الكيس حاجزا فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينارا، فناولني ثلاثين دينارا وقال: امرت بدفعها إليك لنفقتك. فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الذي نزلت فيه، (فإذا أنا بفيج قد جاءني من منزلي يخبرني بأن حموي) (5) قد مات وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم، فرجعت فإذا هو قد مات، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم


(1) من المصدر: وفيه: فادفع ذلك إلى جاريتنا. (2) في المصدر: فتحيرت. (3) في البحار: أخواتها، وكذا في الموضع الآتي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: عمك قد مات، وقد رزقك الله. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: وقد جاءني من يخبرني أن عمي، وحمو الرجل: أبو إمرأته أو أخوها أو عمها (لسان العرب). [ * ]


[ 173 ]

ورواه صاحب (ثاقب المناقب): عن أحمد بن أبي روح قال: وجهت إلي إمرأة من أهل دينور فأتيتها، فقالت: يابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا ورعا، وإني اريد [ أن ] (1) اودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤديها وتقوم بها، فقلت: أفعل إن شاء الله تعالى،. وساق الحديث إلى آخره ببعض التغيير اليسير. (2)

السادس ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2771 / 115 - الراوندي: قال: روي عن أحمد بن أبي روح قال: خرجت إلى بغداد في مال لابي الحسن الخضر بن محمد لاوصله، وأمرني أن أدفعه إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، وأمرني أن لا أدفعه إلى غيره، وأمرني أن أسأله الدعاء للعلة التي هو فيها وأسأله عن الوبر يحل لبسه ؟ فدخلت بغداد وصرت إلى العمري، فأبى أن يأخذ المال، وقال: صر إلى أبي جعفر محمد بن أحمد وادفع إليه فإنه أمره بأخذه، وقد خرج الذي طلبت، فجئت إلى أبي جعفر فأوصلته إليه، فأخرج إلي رقعة [ فإذا ] (3) فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم سألت الدعاء عن العلة التي تجدها وهب الله لك العافية، ودفع عنك الآفات، وصرف عنك بعض ما تجده


(1) من المصدر. (2) الخرائج والجرائح: 2 / 699 ح 17، الثاقب في المناقب: 594 ح 1. وأخرجه في فرج المهموم: 257 - 258 والبحار: 51 / 295 ح 11 عن الخرائج، وفي اثبات الهداة: 3 / 696 ح 126 عن الخرائج مختصرا. (3) من المصدر. [ * ]


[ 174 ]

من الحرارة وعافاك وصح [ لك ] جسمك، وسألت ما يحل أن يصلى فيه من الوبر والسمور السنجاب والفنك والدلق [ والحواصل ؟ فاما السمور والثعالب ] (2) فحرم عليك وعلى غيرك الصلاة فيه، ويحل لك جلود المأكول من اللحم إذا لم يكن لك غيره، فان لم يكن لك بد فصل فيه، والحواصل (3) جائز لك أن تصلي فيه، والفراء متاع الغنم ما لم يذبح بأرمينية يذبحه النصارى على الصليب، فجائز لك أن تلبسه إذا ذبحه أخ لك [ أو مخالف تثق به ] (4). (5)

السابع ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2772 / 116 - الراوندي: قال: روى سعد بن عبد الله قال: حدثنا علي ابن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال: سمعت الشيخ العمري يقول: صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم - عليه السلام - فأنفذه، فرد عليه وقال: (أخرج حق (6) ولد عمك منه، وهو أربعمائة) ! فبقي الرجل باهتا متعجبا (7)، فنظر في حساب المال فإذا الذي نص عليه من ذلك المال كما قال - عليه السلام -.


(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: فان لم يكن لك ما تصلي فيه فالحواصل. (4) من المصدر والبحار. (5) الخرائج والجرائح: 2 / 702 ح 18 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 136 - 137 والبحار: 53 / 197 ح 23 وج 83 / 227 ح 16 ومستدرك الوسائل: 3 / 197 ح 1، في إثبات الهداة: 3 / 696 ح 127 والبحار: 66 / 26 ح 26 ومستدرك الوسائل: 2 / 587 ح 1 عنه مختصرا. (6) كذا في المصدرين، وفي الاصل: سهم. (7) كذا في المصدرين، وفي الاصل: متحيرا. [ * ]


[ 175 ]

ورواه صاحب ثاقب المناقب: عن اسحاق بن يعقوب قال: سمعت الشيخ العمري يقول، وذكر الحديث ببعض التغير اليسير. (1)

الثامن ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2773 / 117 - ثاقب المناقب: عن جعفر بن أحمد بن متيل قال: دعاني أبو جعفر محمد بن عثمان فأخرج لي ثوبين معلمة وصرة فيها دراهم، فقال لي: تحتاج أن تصير بنفسك إلى واسط في هذا الوقت، وتدفع ما دفعته إليك إلى أول رجل يلقاك عند صعودك من المركب إلى الشط بواسط. قال: فتداخلني من ذلك غم شديد، وقلت: مثلي يرسل في هذا الامر ويحمل هذا الشئ الوتح ؟ [ قال: ] (2) فخرجت إلى واسط وصعدت (من) (3) المركب، فأول رجل لقيته سألته عن الحسن بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط. فقال: أنا هو، من أنت ؟ فقلت: أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام ودفع إلي هذين الثوبين وهذه الصرة لاسلمها إليك، فقال: الحمدلله فإن محمد بن عبد الله الحائري قد مات وخرجت لاصلاح كفنه، فحل الثياب فإذا [ فيها ] (4) ما يحتاج إليه من حبر [ وثياب ] (5) وكافور، وفي الصرة كرى


(1) الخرائج والجرائح: 2 / 703 ح 19، الثاقب في المناقب: 597 ح 4، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2690 عن الكافي باختلاف. (2) من المصدرين، والوتح: القليل من كل شئ (لسان العرب)، وفي الاصل: الربح. (3) ليس في الخرائج. (4 و 5) من المصدرين وفي الخرائج: من حبرة. [ * ]


[ 176 ]

الحمالين والحفار، قال: فشيعنا جنازته وانصرفت. (1) ورواه ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن محمد، وساق الحديث.

التاسع ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2774 / 118 - ثاقب المناقب: عن محمد بن شاذان بن نعيم قال: أهديت مالا ولم افسر لمن هو، فورد الجواب: (وصل كذا وكذا، منه لفلان ابن فلان ولفلان كذا). (2)

العاشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2775 / 119 - ثاقب المناقب: عن أبي العباس الكوفي قال: حمل رجل مالا ليوصله وأحب أن يقف على الدلالة، فوقع - عليه السلام -: (إن استرشدت أرشدت وإن طلبت وجدت، يقول لك مولاك: احمل ما معك). قال الرجل: فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن، وحملت الباقي، فخرج التوقيع: (يا فلان رد الستة دنانير التي أخرجتها بلا وزن، ووزنها ستة دنانير وخمسة دوانيق (3) وحبة ونصف)، قال الرجل: فوزنت الدنانير فإذا هي كما قال - عليه السلام -. (4)


(1) الثاقب في المناقب: 598 ح 6، كمال الدين: 504 ح 35. وأخرجه في الخرائج 3 / 1119 ح 35 وإثبات الهداة: 3 / 678 ح 79 والبحار: 51 / 336 ح 63 عن الكمال. (2) الثاقب في المناقب: 599 ح 9، وأخرجه في البحار: 51 / 339 عن كمال الدين: 509 قطعة من ح 38. (3) في المصدر: ستة مثاقيل وخمسة دوانق. (4) الثاقب في المناقب: 600 ح 10، وأخرجه في البحار: 51 / 339 ذ ح 65 عن كمال الدين: 509 ذ ح 38. [ * ]


[ 177 ]

 

الحادي عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2776 / 120 - ثاقب المناقب: عن إسحاق بن حامد الكاتب قال: كان بقم رجل بزاز مؤمن، وله شريك مرجئ (1)، فوقع بينهما ثوب نفيس، فقال المؤمن: يصلح هذا الثوب لمولاي، فقال شريكه: لست أعرف مولاك، لكن افعل ما تحب بالثوب، فلما وصل الثوب شقه - عليه السلام - نصفين طولا، فأخذ نصفه ورد النصف وقال: (لا حاجة لنا في مال المرجئ). (2)

الثاني عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب والآجال 2777 / 121 - ثاقب المناقب: عن محمد بن الحسن الصيرفي قال: أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ما كان معي من ذهب سبائك وما [ كان معي ] (3) من الفضة نقرا، وكان دفع [ ذلك ] (4) المال إليه ليسلمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح - رضي الله عنه - قال: فلما نزلت بسرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت أميز تلك السبائك والنقر (5)، فسقطت سبيكة من تلك السبائك


(1) أو من المرجئة، وهم: فرقة من الاسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية. (2) الثاقب في المناقب: 600 ح 11، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 680 ح 83 والبحار: 51 / 340 ح 66 عن كمال الدين: 510 ح 40. وأورده في الخرائج والجرائح: 3 / 1132 ح 52. (3 و 4) من المصدر. (5) كذا في المصدرين، وفي الاصل: تلك الذهب والفضة. [ * ]


[ 178 ]

مني وغاضت (1) في الرمل وأنا لا أعلم، قال: فلما دخلت همذان ميزت تلك السبائك والنقر مرة اخرى إهتماما مني بحفظها، ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقبل - أو قال: ثلاثة وتسعون مثقالا -. [ قال: ] (2) فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح، فسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر، فمد يده من بين السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني، فرمى بها إلي وقال لي: ليست هذه السبيكة لنا، وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت الخيمة في الرمل، فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل، فإنك ستجدها وستعود إلى هاهنا ولا تراني. قال: فرجعت إلى (سرخس) ونزلت حيث كنت نزلت، ووجدت السبيكة [ تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش، وأخذت السبيكة ] (3) وانصرفت إلى بلدي فلما كان من السنة القابلة توجهت إلى مدينة السلام ومعي السبيكة، فدخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين ابن روح - رضي الله عنه - قد مضى، ولقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري - رضي الله عنه - فسلمت السبيكة إليه. ورواه ابن بابويه: قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج (4) صاحب الصادق - عليه السلام - قال: سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض


(1) في الثاقب: غاصت. (2 و 3) من المصدرين. (4) قال النجاشي: منصور بن يونس بن بزرج أبويحيى، وقيل: أبو سعيد كوفي ثقة. [ * ]


[ 179 ]

بلخ يقول: أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ما كان [ معي ] (1) من الذهب سبائك وما كان [ معي ] (2) من الفضة نقرا، وكان قد دفع ذلك [ المال ] (3) إليه ليسلمه إلى أبي القاسم [ الحسين ] (4) بن روح - قدس الله روحه - وساق الحديث. (5)

الثالث عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2778 / 122 - ثاقب المناقب: عن الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال: كنت ببخارى، فدفع إلي المعروف بابن جاشير (6) عشر سبائك [ ذهبا ] (7) وأمرني أن اسلمها بمدينة السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح - قدس الله سره - فحملتها معي. فلما وصلت مفازة أمويه (8) ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك ولم أعلم بذلك حتى دخلت مدينة السلام، فأخرجت السبائك لاسلمها إليه، فوجدتها قد نقصت واحدة منها، فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها فأضفتها إلى التسع [ سبائك ] (9)، ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم بن روح ووضعت السبائك بين يديه، فقال لي: خذ تلك السبيكة التي اشتريتها


(1 - 4) من المصدر، وفيه: وكان قد دفع ذلك المال إلي لاسلمه من الشيخ ابي القاسم. (5) الثاقب في المناقب: 600 ح 12، كمال الدين: 516 ح 45. وأخرجه في الخرائج: 3 / 1126 ح 44 ومنتخب الانوار المضيئة: 111 - 112 وإثبات الهداة: 3 / 680 ح 84 والبحار: 51 / 340 ح 68 عن الكمال. (6) كذا في الثاقب، وفي الكمال: جاوشير، وفي الخرائج: جابشير وفي الاصل: حارشير. (7) من الكمال. (8) أمويه - بفتح الهمزة وتشديد الميم وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء: وهي آمل الشط، وآمل - بضم الميم واللام -: إسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل (معجم البلدان). (9) من المصدر. [ * ]


[ 180 ]

[ - وأشار إليها بيده - وقال: إن السبيكة التي ضيعتها قد ] (1) وصلت إلينا وهي ذا هي، ثم أخرج تلك السبيكة التي ضاعت مني بأموية، فنظرت إليها وعرفتها. قال الحسين بن علي المعروف بأبي علي البغدادي: ورأيت تلك السبيكة بمدينة السلام. ورواه ابن بابويه: باسناده عن البغدادي قال: كنت ببخارى، وذكر الحديث ببعض التغيير في بعض الالفاظ، ولعله من النساخ. (2)

الرابع عشر ومائة: خبر المرأة التي رمت الحقة في دجلة وعلمه - عليه السلام - بالغائب في ذلك 2779 / 123 - ثاقب المناقب: عن الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي قال: وسألتني إمرأة عن وكيل مولانا - عليه السلام - من هو ؟ فقال لها بعض القميين: إنه أبو القاسم بن روح وأشار لها إليه، فدخلت عليه وأنا عنده، فقالت [ له ] (3): أيها الشيخ أي شئ معي ؟ فقال: ما معك فألقيه في دجلة، فألقته، ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي - رضي الله عنه - وأنا عنده. فقال أبو القاسم للملوكة له: أخرجي إلي الحقة (4)، فأخرجت إليه


(1) من كمال الدين. (2) الثاقب في المناقب: 601 ح 13، كمال الدين: 518 ح 47. وأخرجه في الخرائج: 3 / 1123 ح 41 وإثبات الهداة: 3 / 681 ح 86 والبحار: 51 / 341 ح 69 عن الكمال. (3) من المصدر. (4) الحقة: الوعاء الصغير. [ * ]


[ 181 ]

الحقة، فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميت [ بها ] (1) في الدجلة ؟ قالت: نعم، قال: أخبرك بما فيها أم تخبريني ؟ فقالت بل أخبرني أنت. فقال: في هذه الحقة زوج سوار من ذهب وحلقة كبيرة فيها جوهر، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر، وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق، وكان الامر كما ذكر لم يغادر منه شيئا، ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها، ونظرت المرأة إليه فقالت: هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجله، فغشي علي وعلى المرأة فرحا بما شاهدنا من صدق الدلالة. ثم قال الحسين [ لي ] (2) بعد ما حدثنا بهذا الحديث: أشهد عند الله يوم القيامة بما حدثت به أنه كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص [ منه ] (3)، وحلف بالائمة الاثني عشر - عليهم السلام - لقد صدق فيه وما زاد ولا أنقص. ورواه ابن بابويه: قال: قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي قال: رأيت في تلك السنة بمدينة السلام إمرأة فسألتني عن وكيل مولانا - عليه السلام - من هو ؟ فأخبرها بعض القميين: أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار إليها، [ فدخلت عليه ] (4) وأنا عنده، فقالت له: أيها الشيخ أي شئ معي ؟ فقال: ما معك (إذهبي) (5) فألقيه في دجلة، وساق الحديث (6).


(1) من المصدرين. (2 - 4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 602 ح 14، كمال الدين: 519 ذ ح 47. وأخرجه في الخرائج: 3 / 1125 ح 43 ومنتخب الانوار المضيئة: 112 - 113 وإثبات الهداة: 3 / 681 ح 87 والبحار: 51 / 342 ذ ح 69 عن الكمال. [ * ]


[ 182 ]

 

الخامس عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالآجال 2780 / 124 - ثاقب المناقب: عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بالمدينة في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس سره -، فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس (1) توقيعا نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجرك وأجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، ولا ظهور إلا بإذن الله تعالى، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا، وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة، [ ألا فمن إدعى المشاهدة ] (2) قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قال: فنسخنا ذلك التوقيع وخرجنا من عنده، فلما كان يوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، قيل له: من وصيك من بعدك ؟ فقال: لله أمر هو بالغه، وقضى رحمه الله، وهذا آخر كلام سمع منه - قدس سره -. (3)


(1) كذا في الثاقب وبقية المصادر، وفي الاصل: فأخرج إليه صاحب الامر - عليه السلام - توقيعا. (2) من المصدر. (3) الثاقب في المناقب: 603 ح 15، وأخرجه في البحار: 51 / 360 ح 7 عن كمال الدين: 516 ح 44 وغيبة الطوسي: 395 ح 365، وفي البحار: 52 / 151 ح 1 عن الكمال والاحتجاج: 478، وفي الخرائج: 3 / 1128 ومنتخب الانوار المضيئة: 130 وإعلام الورى: 417 عن ابن بابويه، وفي كشف الغمة: 2 / 530 عن إعلام الورى، وله تخريجات اخر من ارادها فليراجع الغيبة للطوسي - رحمه الله - بتحقيقنا. [ * ]


[ 183 ]

 

السادس عشر ومائة: خبر الهمذاني 2781 / 125 - ثاقب المناقب: عن أحمد بن فارس الاديب (1) قال: سمعت حكاية بهمذان حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني، فسألني أن أكتبها بخطي ولم أجد إلى مخالفته سيبلا، وقد كتبتها وعهدتها على من حكاها، وذلك أن بهمذان أناسا يعرفون ببني راشد وهم كلهم يتشيعون، ومذهبهم مذهب أهل الامامة، فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همذان، فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا حسنا: إن سبب ذلك أن جدنا الذي ننتسب إليه خرج حاجا، فقال إنه لما فرغ من الحج وساروا منازل في البادية. قال: فنشطت للنزول والمشي، فمشيت طويلا حتى أعييت وتعبت فقلت في نفسي: أنام نومة [ تريحني ] (2)، فإذا جاءت القافلة قمت، قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس ولم أر أحدا، فتوحشت ولم أر طريقا ولا أثرا، فتوكلت على الله تعالى وقلت: أتوجه حيث وجهني، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنها قريبة عهد بغيث، فإذا تربتها أطيب تربة، ونظرت في سواد تلك الارض إلى قصر يلوح كأنه سيف، فقلت [ في نفسي ] (3): ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به ؟ ! فقصدته. فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلمت عليهما فردا ردا


(1) هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي، أبو الحسين، من ائمة اللغة والادب توفي سنة 390 وقيل: 375. (2 و 3) من المصدر. [ * ]


[ 184 ]

جميلا وقالا: اجلس، فقد أراد الله بك خيرا، وقام أحدهما [ فدخل ] (1) فاحتبس غير بعيد، ثم خرج فقال: قم فادخل، فقمت ودخلت قصرا لم أر شيئا أحسن ولا أضوء منه، وتقدم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه، ثم قال لي: ادخل، فدخلت البيت [ فإذا فتى جالس في وسط البيت ] (2)، وقد علق فوق رأسه من السقف سيفا طويلا تكاد ظبته تمس رأسه، وكان الفتى يلوح في ظلام، فسلمت فرد السلام بألطف كلام وأحسنه. ثم قال: (أتدري من أنا ؟) فقلت: لا والله، فقال: (أنا القائم من آل محمد أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - فأملا الارض عدلا كما ملئت جورا) [ قال: ] (3) فسقطت على وجهي وتعفرت، فقال: (لا تفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها: همذان)، قلت: صدقت يا [ سيدي و ] (4) مولاي، قال: (أفتحب أن تؤوب إلى أهلك) قلت: نعم يا مولاي وابشرهم بما يسر الله تعالى (لي) (5)، فأومأ إلى خادم وأخذ بيدي وناولني صرة، وخرج بي ومشى معي خطوات، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة مسجد. فقال: (أتعرف هذا البلد ؟). قلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباذ [ وهي تشبهها، فقال: (أتعرف أسد آباذ ؟ فامض راشدا) فالتفت ولم أره. ودخلت أسد آباذ ] (6) ونظرت فإذا في الصرة أربعون أو خمسون


(1) من المصدر. (2) من الكمال والبحار. (3 و 4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. [ * ]


[ 185 ]

دينارا، فوردت همذان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسر الله تعالى [ لي ]، (1) فلم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير. (2)

السابع عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب وعلمه - عليه السلام - بالآجال 2782 / 126 - ثاقب المناقب: عن علي بن سنان الموصلي، عن أبيه قال: [ لما ] (3) قبض أبو محمد - عليه السلام - وقدم من قم والجبال وفود بالاموال التي كانت تحمل على الرسم، ولم يكن عندهم خبر [ وفاة ] (4) أبي محمد الحسن - عليه السلام -، فلما أن وصلوا إلى (سر من رأى) سألوا عنه، فقيل لهم: إنه قد فقد، فقالوا: ومن وارثه ؟ فقالوا: جعفر أخوه، [ فسألوا عنه ] (5)، فقيل: خرج متنزها وركب زورقا في الدجلة يشرب الخمر ومعه المغنون !. [ قال: ] (6) فتشاور القوم وقالوا: ليس هذه صفة الامام، وقال بعضهم [ لبعض ] (7): امضوا بنا حتى نرد هذه الاموال على أصحابها، فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره على الصحة. قال: فلما انصرف دخلوا عليه وسلموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن من أهل قم، فينا جماعة من الشيعة وغيرهم، كنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد - عليه السلام - الاموال.


(1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 605 ح 1، وأخرجه في البحار: 52 / 40 ح 30 عن كمال الدين: 453 ح 20 - مثله - والخرائج: 2 / 788 ح 112 نحوه، وفي إثبات الهداة: 3 / 697 ح 129 عن الخرائج مختصرا. (3 - 7) من المصدر. [ * ]


[ 186 ]

فقال: واين هي ؟ قالوا: معنا، قال: احملوها إلي، قالوا: إن لهذه الاموال خبرا طريفا، فقال: ما هو ؟ قالوا: إن هذه الاموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليها، وكنا إذا وردنا بالمال إلى سيدنا [ أبي محمد - عليه السلام - يقول: ] (1) جملة المال كذا دينارا، من فلان كذا، ومن عند فلان كذا، حتى يأتي على أسماء الناس كلهم، ويقول: ما على نقش الخواتم، فقال جعفر: كذبتم تقولون على أخي ما لم يفعله، هذا علم الغيب ! قال: فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض، فقال لهم: احملوا هذا المال إلي، فقالوا: إنا قوم مستأجرون [ لا نسلم المال إلا بالعلامات التي ] (2) كنا نعرفها من سيدنا الحسن - عليه السلام -، فإن كنت الامام فبرهن لنا والا رددناها على أصحابها يرون فيها رأيهم. قال: فدخل جعفر بن علي على الخليفة وكان (بسر من رأى) فاستعدى عليهم (3)، فلما احضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر، فقالوا: أصلح الله الخليفة نحن قوم مستأجرون وكلاء لارباب (4) هذه الاموال، وهي لجماعة، وأمرونا أن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة (5)، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد - عليه السلام -. فقال الخليفة: وما كانت الدلالة التي كانت مع أبي محمد - عليه السلام - ؟


(1 و 2) من المصدر. (3) أي استعان بالخليفة واستنصره عليهم. (4) في المصدر: مستأجرون، ولسنا أرباب هذه الاموال. (5) في المصدر: إلا بالعلامة والدلالة. [ * ]


[ 187 ]

قال القوم: كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والاموال وكم هي، فإذا فعل ذلك سلمناها إليه، وقد وفدنا عليه مرارا وكانت هذه علامتنا معه، وقد مات، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه وإلا رددناها إلى أصحابها الذين بعثوها بصحبتنا. قال جعفر: يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب، فقال الخليفة: القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ [ المبين ] (1)، قال: فبهت جعفر ولم يجد (2) جوابا، فقال القوم: يا أمير المؤمنين تطول بإخراج أمره إلى من يبدرقنا (3) حتى نخرج من هذا البلد. قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها كأنه خادم، فصاح: يا فلان (بن فلان) (4) ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم، (قال:) (5) فقالوا له: أنت مولانا ؟ فقال: معاذ الله أنا عبد مولاكم فسيروا إليه. قالوا: فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي - عليهما السلام -، فإذا ولده القائم سيدنا - عليه السلام - قاعد على سرير كأنه فلقة قمر عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه فرد علينا السلام، ثم قال: (جملة المال كذا وكذا [ دينارا ] (6)، وحمل فلان كذا)، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع


(1) من المصدر. (2) في المصدر: ولم يرد. (3) يبدرقنا: من البدرقة، وهي الجماعة التي تتقدم القافلة وتكون معها، تحرسها وتمنعها العدو (مجمع البحرين) (4 و 5) ليسا في المصدر. (6) من المصدر. [ * ]


[ 188 ]

ووصف ثيابنا ورواحلنا وما كان معنا من الدواب، فخررنا سجدا لله تعالى وقبلنا [ الارض ] (1) بين يديه. ثم سألناه عما أردنا، فأجاب، فحملنا إليه الاموال وأمرنا - عليه السلام - أن لا نحمل إلى (سر من رأى) شيئا [ من المال ] (2)، وأنه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الاموال وتخرج من عنده التوقيعات. قالوا: فانصرفنا من عنده، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر الحميري القمي شيئا من الحنوط والكفن وقال له: (عظم (3) الله أجرك في نفسك)، قال: فلما بلغ أبو العباس عقبة همذان حم وتوفي رحمه الله، وكان بعد ذلك تحمل الاموال إلى بغداد [ إلي نوابه المنصوبين ] (4) وتخرج من عندهم التوقيعات. ورواه ابن بابويه: قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الآبي العروضي - رضي الله عنه - بمرو قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال: حدثنا أبي قال (5): لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري - عليهما السلام - (جاء) (6) وفد من الجبال ومن قم وفود بالاموال التي كانت تحمل على الرسم [ والعادة ] (7) ولم يكن عندهم


(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: فقال له: اعظم الله. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبو الحسين علي بن سيار الموصلي قال: حدثنا أبي أنه لما. (6) ليس في المصدر، وفيه: وفد من قم والجبال وفود. (7) من المصدر. [ * ]


[ 189 ]

[ خبر ] (1) وفاة الحسن - عليه السلام -، فلما أن وصلوا إلى (سر من رأى) سألوا عن أبي محمد - عليه السلام -، فقيل لهم: [ إنه ] (2) قد فقد، فقالوا: ومن وارثه ؟ قالوا: أخوه جعفر، فسألوا عنه، فقيل [ لهم: إنه قد ] (3) خرج متنزها، وساق الحديث إلى آخره. (4)

الثامن عشر ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب والآجال 2783 / 127 - ثاقب المناقب: عن محمد بن صالح [ قال: ] (5) كتبت أسأله الدعاء لباداشاله [ وقد ] (6) حسبه عبد العزيز، وإستأذنته (7) في جارية استولدها، فورد: (استولد الجارية ويفعل الله ما يشاء والمحبوس يخلصه الله تعالى)، فاستولدت الجارية فولدت وماتت، وخلي عن المحبوس يوم خرج [ إلي ] (8) التوقيع. (9) 2784 / 128 - قال: وحدثني أبو جعفر قال: ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع أو الثامن، فكتب يخبر بموته، وكتب:


(1 - 3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 608 ح 3، كمال الدين: 476 ح 26. وأخرجه في الخرائج: 3 / 1104 ح 24 والبحار: 52 / 47 ح 34 عن الكمال، وفي إثبات الهداة: 3 / 672 ح 43 والبحار: 76 / 63 ح 4 عن الكمال مختصرا، وفي إحقاق الحق: 19 / 643 - 644 عن ينابيع المودة: 462. (5) من الكمال. (6) من المصدر، وباداشاله: كأنه إسم رجل مركب من فارسي هو (بادا) ومن (انشاء الله). (7) في المصدر: واستأذنت. (8) من المصدر. (9) الثاقب في المناقب: 611 ح 4، وأخرجه في البحار: 51 / 327 صدر ح 51 عن كمال الدين: 489 ح 12. [ * ]


[ 190 ]

(سيخلف عليك غيره وغيره تسميه أحمد ومن بعد أحمد جعفرا) فجاء كما قال - عليه السلام - (1) 2785 / 129 - قال: وتزوجت امرأة سرا، فلما وطئتها علقت وجاءت بابنه، [ فاغتممت ] (2) وضاق صدري، وكتبت أشكو [ ذلك ] (3)، فورد: (ستكفاها) [ فعاشت ] (4) أربع سنين [ ثم ماتت ] (5)، فورد: (الله ذو أناة وأنتم تستعجلون). (6)

التاسع عشر ومائة: خبر ابن الوجناء 2786 / 130 - ثاقب المناقب: عن أبي محمد الحسن بن وجناء: قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة (7)، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال: قم يا حسن بن وجناء [ فرعشت ] (8). قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن، أقول إنها بنات أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شئ حتى أتت دار خديجة - عليها السلام -، وفيها بيت بابه في وسط الحائط، وله درج ساج يرتقي إليه، فصعدت الجارية وجاءني النداء: (اصعد يا حسن)، فصعدت فوقفت بالباب.


(1) الثاقب في المناقب: 611 ح 5، وقد تقدم بكامل تخريجاته في صدر الحديث 2700 عن الكافي، وفي الحديث 2727 عن دلائل الامامة. (2 - 5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 612 ذ ح 5، وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2728 عن دلائل الامامة مثله، وفي الحديث: 2739 عن عيون المعجزات نحوه. (7) كذا في الاصل والمصادر، وفي الثاقب: بعد العمرة. (8) من المصدر. [ * ]


[ 191 ]

فقال [ لي ] (1) صاحب الزمان - عليه السلام -: (يا حسن أتراك خفيت علي ؟ ! والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه)، ثم جعل يعد علي أوقاتي، فوقعت على وجهي، فحسست بيد قد (2) وقعت علي، فقمت، فقال لي: (يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر بن محمد - عليه السلام -، ولا يهمنك طعامك ولا شرابك ولا ما تستر به عورتك)، ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج والصلاة عليه، وقال: (بهذا فادع وهكذا صل علي، ولا تعطه إلا أوليائي، فإن الله عزوجل يوفقك)، فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها ؟ فقال: (يا حسن إذا شاء الله تعالى). قال: فانصرفت من حجي ولزمت دار جعفر بن محمد - عليهما السلام - وأنا لا أخرج منها ولا أعود إليها إلا لثلاث خصال: لتجديد الوضوء، أو النوم، أو لوقت الافطار، فإذا دخلت بيتي وقت الافطار فأصيب وعاعي مملوءا دقيقا (3) على رأسه، عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف، وإني لآخذ الماء بالنهار وأرش به البيت، وادع الكوز فارغا، وآتي بالطعام ولا حاجة لي إليه، فأتصدق به لئلا يعلم به من معي. ورواه ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بابي القاسم الخديجي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي قال: حدثنا أبو محمد الحسن


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأنا معك فيه، فوقعت على وجهي غشية شديدة. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أصبت رباعي مملوءة ورقيقا. [ * ]


[ 192 ]

ابن وجناء النصيبي قال: كنت ساجدا تحت الميزاب، وساق الحديث. (1)

العشرون ومائة: خبر إبراهيم بن مهزيار 2787 / 131 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال: قدمت مدينة رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاخير - عليهما السلام -، فلم أقع على شئ منها، فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة (2)، يطيل التوسم في، فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له. فلما قربت منه سلمت (عليه) (3) فأحسن الاجابة، ثم قال (لي) (4). (من أي البلاد أنت ؟) قلت: رجل من أهل العراق، قال: (من أي العراق ؟) قلت: من الاهواز، قال: (مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني ؟) (5) قلت: دعي فأجاب، قال: (رحمة الله عليه ما كان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار ؟) قلت: أنا ابراهيم ابن مهزيار، فعانقني مليا ثم قال: (مرحبا بك يا أبا إسحاق ما فعلت


(1) الثاقب في المناقب: 612 ح 6، كمال الدين: 443 ح 17. وأخرجه في الخرائج: 2 / 961 - 962 وإثبات الهداة: 3 / 670 ح 38 والبحار: 52 / 31 ح 27 عن الكمال، وفي إحقاق الحق: 19 / 705 عن ينابيع المودة: 463. (2) أي جميل الهيئة، يبدو منه الوقار والسكينة، والتوسم: التأمل والتفحص. (3 و 4) ليسا في المصدر. (5) في البحار وبعض نسخ المصدر: الخصيبي. [ * ]


[ 193 ]

بالعلامة التي وشجت (1) بينك وبين أبي محمد - عليه السلام - ؟) فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله عزوجل به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي - عليهما السلام - ؟ قال: (ما أردت سواه)، فأخرجته إليه، فلما نظر [ إليه) (2) استعبر وقبله ثم قرأ كتابته فكانت: (يا الله يا محمد يا علي) ثم قال: (بأبي يدا طال ما جلت فيها (3)، وتراخى بنا فنون الاحاديث) - إلى أن قال لي -: (يا أبا اسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت (4) بعد الحج). قلت: وأبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه، قال: (سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله تعالى). قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي - عليهما السلام - [ شيئا ؟ ] (5) قال: ((أي خبر التمسته ؟) قلت: هل تعرف من نسله أحدا ؟ فقال:) (6) (وأيم الله إني لاعرف الضوء في جبين محمد وموسى - رضي الله عنهما - ابني الحسن بن علي - عليهما السلام - وإني رسولهما (7) إليك قاصدا لانبائك أمرهما، فإن أحببت لقائهما والاكتحال بالتبرك


(1) وشجت: في حديث علي - عليه السلام - (ووشج بينها وبين أزواجها) اي خلط وألف. يقال: وشج الله بينهم توشيجا (النهاية لابن الاثير). (2) ليس في البحار. (3) كذا في البحار والمصدر، يعني بأبي فديت يد أبي محمد العسكري - عليه السلام - التي طال ما جلت أيها الخاتم فيها، وفي الاصل: بأبي زمان طالما دخلت فيها، وتراخى بنا أي إمتد بنا وتمادينا في فنون الاحاديث. (4) توخى الامر: تعمده وتطلبه دون سواه. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في المصدر والبحار، وفي المصدر: قال لي وأيم الله. (7) في المصدر: ثم إني لرسولهما، وفي البحار: وإني لرسولهما. [ * ]


[ 194 ]

بهما فارتحل معي إلى الطائف، وليكن ذلك في خفية من رجالك واكتتام (من أمرك) (1)). قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل تتلالؤ تلك البقاع منها تلالؤا، فبدرني إلى الاذن، ودخل مسلما عليهما وأعلمهما بمكاني، فخرج علي أحدهما وهو الاكبر سنا (م ح م د) ابن الحسن - رضي الله عنهما - وهو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدين، [ أقنى الانف ] (2)، اشم أروع كأنه غصن بان، وكأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الايمن خال، كأنه فتاتة (3) مسك على بياض الفضة، وإذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف (4) حسنا وسكينة وحياء. فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه، فقال [ لي ] (5): (مرحبا بك يا ابا اسحاق لقد كانت الايام تعدني وشك


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، والناصع: الخالص، والبلجة: نقاوة ما بين الحاجبين، يقال رجل أبلج، بين البلج إذا لم يكن مقرونا، والمسنون: المملس، ورجل مسنون الوجه إذا كان في وجهه وأنفه طول. والشم: ارتفاع في قصبة الانف مع استواء أعلاه، فإن كان فيها أحد يدأب فهو القنى. (3) في المصدر: فتاة، والوفرة: الشعرة إلى شحمة الاذن. والسحماء: السواد. وشعر سبط بفتح الباء وكسرها: أي مسترسل غير جعد. (4) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: أعذب، والسمت: هيئة أهل الخير. (5) من المصدر، والوشك - بالفتح والضم -: السرعة، والمعاتب: المراضي من قولهم: (استعتبته فأعتبني) أي استرضيته فأرضاني، وتشاحط الدار: تباعدها. [ * ]


[ 195 ]

لقائك، والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار وتراخي المزار، تتخيل لي صورتك حتى كانا (1) لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة وخيال المشاهدة، وأنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ما قيض (2) من التلاقي ورفه من كربة التنازع والاستشراف)، (ثم سألني) (3) عن إخواني متقدمها ومتأخرها، فقلت: بأبي أنت وامي مازلت أتفحص عن أثرك (4) بلدا فبلدا منذ استأثر الله تعالى بسيدي أبي محمد - عليه السلام -، فاستغلق علي ذلك حتى من الله عزوجل [ علي ] (5) بمن أرشدني إليك ودلني عليك، والشكر لله عزوجل على ما أوزعني [ فيك ] (6) من كريم اليد والطول، ثم نسب نفسه وأخاه موسى (7) واعتزلني ناحية. ثم قال لي: (إن أبي - عليه السلام - عهد إلي أن لا اوطن من الارض إلا أخفاها وأقصاها إسرارا لامري وتحصينا لمحلي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الامم الضوال، فنبذني إلى عالية الرمال وخبت (8) صرائم الارض ينظرني الغاية التي عندها يحل الامر وينجلي


(1) في البحار: كأن. (2) التقييض: التيسير والتسهيل. والتنازع: التشاوق من قولهم (نازعت النفس إلى كذا) اي اشتاقت. (3) ليس في المصدر، وفيه: عن أحوالها، وفي الاصل: عن أحوالي، وما اثبتناه من البحار. (4) في المصدر والبحار: أفحص عن أمرك بلدا فبلدا. (5 و 6) من المصدر والبحار، وأوزعني: أي الهمني. (7) هذا خلاف ما اجمعت عليه الشيعة الامامية من أنه ليس لابي محمد - عليه السلام - ولد إلا القائم - عليه السلام - فتأمل، وفي المصدر: واعتزل بي، وفي البحار: واعتزل في ناحية. (8) العالية: كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلى تهامة العالية، وما كان دون ذلك السافلة (مراصد الاطلاع). وفي المصدر والبحار، وجبت صرائم الارض و (جبت) أي قطعت ودرت، والصريمة = [ * ]


[ 196 ]

الهلع، وكان - صلوات الله عليه - أنبط لي من خزائن الحكم، وكوامن العلوم ما إن أشعت إليك من ذلك جزء أغناك (1) عن الجملة). واعلم يا أبا إسحاق إنه قال - عليه السلام - (يا بني إن الله عزوجل لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها، وامام يؤتم به، ويقتدى بسبيل (2) سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله عزوجل لنشر الحق وطي الباطل واعلاء الدين واطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الارض، وتتبع أقاصيها، فإن لكل ولي من أولياء الله تعالى عدوا مقارعا وضدا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه وخلافه (3) اولي الالحاد والعناد، فلا يوحشنك ذلك. [ واعلم ] (4) إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليك من الطير إلى وكرها (5)، وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة (6)، والاستكانة وهم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، خصهم الله


(1) = ما انصرم من معظم الرمل والارض المحصود زرعها، و (خبت) - بالخاء المعجمة - وهو المطمئن من الارض فيه رمل. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يعنيك. (2) في البحار: بسبل. (3) في المصدر: أهل النفاق وخلاعة. (4) من المصدر والبحار، ونزع كركع - أي مشتاقون إليك. وقد يقرء (ترع) بالتحريك: أي الاسراع إلى الشئ والامتلاء. (5) في المصدر: أوكارها، وفي البحار: إذا أمت أوكارها. (6) أي يدخلون في امور هي مظان المذلة أو يطلعون ويخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها. [ * ]


[ 197 ]

باحتمال الضيم (في الدنيا) (1) ليشملهم باتساع العز في دار القرار، وجبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى وكرامة حسن العقبى. فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، واستشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد عليه (2) إن شاء الله تعالى. فكأنك يا بني بتأييد نصر الله قد آن، وتيسير الفلج وعلو الكعب قد حان، وكأنك بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على أثناء (3) أعطافك ما بين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، وتصافق (4) الاكف على جنبات الحجر الاسود. تلوذ بفنائك من ملا برأهم الله بطهارة الولادة ونفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم (5) عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم (6)، يدينون بدين الحق وأهله.


(1) ليس في البحار: والضيم: الظلم. (2) كذا في البحار، وفي المصدر: تحمد غبه، وفي الاصل: تحط بما يجعل منه. (3) اثناء الشئ: قواه وطاقاته، والمراد بالاعطاف جوانبها، والخفق: الاضطراب. (4) التصافق: ضرب اليد على اليد عند البيعة، من صفقت له بالبيع اي ضربت بيدي على يده، والجنبات: الاطراف. (5) العرائك - جمع عريكة - وهي الطبيعة. وكذا الضرائب - جمع ضريبة - وهي الطبيعة ايضا ومن السيف حده. (6) العيدان - بالفتح - الطوال من النخل. [ * ]


[ 198 ]

فإذا اشتدت أركانهم، وتقومت أعمادهم، قدت بمكاثفتهم (1) طبقات الامم (إلى إمام) (2)، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة (قد) (3) تشعبت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية، فعندها يتلالا صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك (ميل) (4) الطغيان، ويعيد (بك) (5) معالم الايمان ويظهر بك أسقام الآفاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواشط (6) الوحش لو تجد نحوك مجازا. تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، وتنشر (7) عليك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق (8) في قرارها، وتؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، يتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو وتنصر كل ولي، فلا يبقى على [ وجه ] (9) الارض جبار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض ولا معاند كاشح، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره


(1) كذا في البحار، وفي المصدر: فدت بمكانفتهم، وفي الاصل: قرنت بمكاثفتهم، والاعماد: جمع عمود من غير قياس. (2) ليس في البحار. (3) ليس في المصدر والبحار، وفي البحار: بسقت أفنان، والافنان: الاغصان، والدوحة: الشجرة العظيمة. (4 و 5) ليس في المصدر والبحار، وفي الاصل: ويستعلي بدل (ويعيد) وما أثبتناه من المصدر والبحار. (6) في البحار: نواسط، ونواشط جمع ناشط: الثور الوحش يخرج من أرض إلى أرض. (7) كذا في المصدر، وفي البحار: وتهتز بك، وفي الاصل: وتبتني. (8) بواني الحق: أي أساسها، وفي البحار: بواني العز أي أساسها مجازا، أو الخصال التي تبني العز وتؤسسهما. (9) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 199 ]

[ قد جعل الله لكل شئ قدرا ] (1). ثم قال: (يا أبا اسحاق ليكن مجلسي هذا عندك (محفوظا) (2) مكتوما إلا عند أهل التصديق والاخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور والتمكين، فلا تبطئ بإخوانك عنا، وباهل (3) المسارعة إلى منار اليقين وضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إن شاء الله تعالى). قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما اؤدي إليهم (4) من موضحات الاعلام ونيرات الاحكام، وأروي نبات الصدور من نضارة ما ادخر (5) الله تعالى في طبائعه من لطائف الحكمة وطرائف فواضل القسم، حتى خفت إضاعة مخلفي بالاهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته في القفول، أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته والتجرع (6) للظعن عن محاله، فأذن واردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله تعالى لي ولعقبي وقرابتي (7) إن شاء الله تعالى. فلما آن (8) ارتحالي وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا ومجددا للعهد، وعرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم،


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: والتمكن... وباهر المسارعة، وبهر عليه: أي غلبه وفاق على غيره في العلم والمسارعة، ثم إنه يبدو من مضمون الجملة بقاء إبراهيم بن مهزيار إلى يوم خروجه - عليه السلام -، ولا يخفى ما فيه. (4) أي اؤدي إلى إخواني، وفي البحار: ما اورى من موضحات الاعلام. (5) في المصدر: ما ادخره الله، وفي البحار: وأروي بنات الصدور من نضارة ما ذخره الله. (6) في البحار: التجزع، والقفول: الرجوع من السفر، والظعن: السير والارتحال. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ولقراباتي ولعقبي من بعدي. (8) في المصدر والبحار: فلما أذف، والاعتزام: العزم أو لزوم القصد في المشي. [ * ]


[ 200 ]

وسألته أن يتفضل بالامر بقبوله مني، فابتسم وقال: (يا أبا اسحاق استعن به على منصرفك، فإن الشقة قذفة وفلوات الارض أمامك جمة (1)، ولا تحزن لاعراضنا عنه، فإنا قد أحدثنا لك شكره ونشره، وأربضناه (2) عندنا بالتذكرة وقبول المنة، فبارك الله (لك) (3) فيما خولك وأدام لك ما نولك، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين وأكرم آثار الطائعين، فإن الفضل له ومنه. وأسأل الله [ أن يردك إلى ] (4) أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الاوبة وأكناف الغبطة، بلين المنصرف، ولا أوعث (5) الله لك سبيلا، ولا حير لك دليلا، واستودعه نفسك وديعة لا تضيع ولا تزول بمنه ولطفه إن شاء الله تعالى. يا ابا اسحاق: (إن الله) (6) قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الاولياء إلا عن الاخلاص في النية وامحاض النصيحة والمحافظة على ما هو أبقى وأتقى وأرفع ذكرا).


(1) الشقة - بالضم والكسر -: البعد والسفر البعيد والمشقة، وفلاة قذف: أي بعيدة، والجمة - بفتح الجيم وضمها -: معظم الشئ أو الكثير منه. (2) كذا في البحار، وفي المصدر: ربضناه، وفي الاصل: وقد بطناه عندنا في التذكرة، والربض الاقامة في مكان. (3) ليس في المصدر، وفي البحار: فتبارك الله. (4) من المصدر والبحار. (5) الاوبة: الرجوع، والاكناف إما مصدر أكنفه أي صانه وحفظه وأعانه وأحاطه، جمع الكنف - محركة - وهو الحرز والستر والجانب والظل والناحية. ووعث الطريق: تعسر سلوكه، والوعث: الطريق العسر، والوعثاء: المشقة. (6) ليس في المصدر، وفيه: عن معاونة الاولياء لنا عن الاخلاص. [ * ]


[ 201 ]

قال: فانفصلت (1) عنه حامدا الله عزوجل على ما هداني [ وأرشدني ] (2)، عالما بان الله تعالى لم يكن ليعطل أرضه ولا يخليها من حجة واضحة، وامام قائم، و [ ألقيت ] (3) هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفا لهم ما من الله عزوجل [ به ] (4) من انشاء الذرية الطيبة والتربة الزكية، وقصدت أداء الامانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله تعالى الملة الهادية، والطريقة [ المستقيمة ] (5) المرضية، قوة عزم وتأييد نية، وشدة أزر، واعتقاد عصمة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. (6) ثم قال الراوندي بعد نقله الحديث عن ابن بابويه - عقيب الحديث -: وهذا مثل حكاية أخيه علي بن مهزيار فإنه قال: (إني) (7) حججت عشرين حجة لذلك، فلما كان بعد هذا كله أتاني آت في منامي وقال: (قد أذن الله [ لك ] (8) في مشاهدته - عليه السلام -)، الخبر. 2788 / 132 - قلت: صورة الحديث: روي عن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: حججت عشرين حجة أطلب بها عيان الامام (9) فلم أجد


(1) في المصدر: فأقفلت أي رجعت. (2 - 4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر، وفي البحار: وشد أزر. (6) كمال الدين: 445 ح 19، الخرائج والجرائح: 3 / 1099 ح 22 باختصار، وأخرجه في البحار: 52 / 32 ح 28 عن الكمال. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر. (9) يقال: لقيه أو رآه عيانا: أي مشاهدة لم يشك في رؤيته إياه. [ * ]


[ 202 ]

إليه سبيلا، إذ رأيت ليلة في نومي قائلا يقول: (يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لك)، فخرجت حاجا نحو المدينة، ثم إلى مكة [ وحججت ] (1)، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيب الرائحة طائف فحس قلبي به، [ فابتدأني ] (2) فقال لي: (من أين ؟) قلت: من الاهواز. فقال: (أتعرف الخصيبي ؟) قلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: (رحمه الله، فما أطول ليله، أفتعرف علي بن إبراهيم ؟) قلت: أنا هو. قال: (آذن لك صر إلى رحلك وصر (3) إلى شعب بني عامر تلقاني هناك، فأقبلت مجدا حتى وردت الشعب [ فإذا هو ينتظرني ] (4)، وسرنا حتى تخرقنا جبال عرفات، وسرنا إلى جبال منى، وانفجر الفجر الاول وقد توسطنا جبال الطائف، [ فقال: (انزل) ] (5)، فنزلنا وصلينا صلاة الليل ثم الفرض، ثم سرنا حتى علا ذروة الطائف، فقال: (هل ترى شيئا ؟) قلت: أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا. فقال: (هناك (6) الامل والرجاء)، ثم صرنا في أسفله فقال: (انزل فهاهنا يذل كل صعب، خل عن زمام الناقة، فهذا حرم القائم لا يدخله إلا مؤمن [ يدل) ] (7)، ودخلت عليه فإذا [ أنا ] (8) به جالس قد اتشح ببردة وتأزر باخرى، وقد كسر بردته على عاتقه وإذا هو كغصن


(1 و 2) من المصدر، وطائف: أي طائف حول البيت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: إذا لك فتصير إلى شعب، الخ. (4) من المصدر، وتخرقنا - بالخاء المعجمة والراء المشددة: أي قطعنا. (5) من المصدر. (6) في المصدر: هنالك، وفيه: ثم صرنا إلى أسفله. (7 و 8) من المصدر، يقال: هو يدل به: أي يثق به. [ * ]


[ 203 ]

بان ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق، [ بل مربوع ] (1) مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الانف، سهل الخدين، على خده الايمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر. فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي بأحسن ما سلمت عليه وسألني عن المؤمنين، قلت: قد البسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء، قال: (لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء)، فقلت: (يا سيدي) (2) لقد بعد الوطن. قال: (إن أبي عهد إلي أن لا اجاور قوما غضب الله عليهم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا قفرها (3)، والله مولاكم أظهر التقية، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج).


(1) من المصدر، اتشح بثوبه: لبسه أو أدخله تحت ابطه فألقاه على منكبه. وتأزر: لبس الازار. والازار: كل ما سترك، والملحفة. والبان: شجر معتدل القوام، ورقه لين. وقال ابن الاثير في النهاية: 3 / 45: في صفته - صلى الله عليه وآله -: (كان صلت الجبين) أي واسعه. وقيل: الصلت: الاملس. وقيل: البارز. وقال: ايضا في ج 2 / 296: في صفته - صلى الله عليه وآله -: (أزج الحواجب) الزج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. وقال: ايضا في ج 4 / 116: في صفته - صلى الله عليه وآله -: (كان أقنى العرنين) القنا في الانف: طوله ورقة ارنبته مع حدب في وسطه. وقال ايضا في ج 2 / 428: وفي صفته - عليه الصلاة والسلام -: (أنه سهل الخدين صلتهما) أي سائل الخدين، غير مرتفع الوجنتين. وقال ايضا في ج 2 / 229: في صفة الكوثر: (طيبه المسك، ورضراضه التوم). الرضراض: الحصى الصغار. والتوم: الدر. (2) ليس في المصدر، وفيه: بعد الموطن. (3) أقفر المكان: خلا من الناس والماء والكلاء، وأظهر التقية: أي بينها. [ * ]


[ 204 ]

قلت: متى يكون هذا الامر ؟ قال: (إذا حيل بينكم وبين الكعبة)، فأقمت أياما حتى (1) أذن لي بالخروج، فخرجت نحو منزلي ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا. (2)

الحادي والعشرون ومائة: حجب أعين الناس عنه - عليه السلام - يوم الدار حتى غاب 2789 / 133 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - قال: سمعت أبا [ الحسين ] (3) الحسن بن وجناء يقول: حدثنا أبي، عن جده أنه كان في دار الحسن بن علي (الاخير) (4) - عليهما السلام - فكبستنا الخيل وفيهم جعفر الكذاب، واشتغلوا بالنهب والغارة، وكانت همتي في مولاي القائم - عليه السلام -، قال: فإذا (أنا) (5) به قد أقبل وخرج عليهم من الباب، وأنا أنظر إليه وهو - عليه السلام - ابن ست سنين، فلم يره أحد حتى غاب. (6)

الثاني والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2790 / 134 - ابن بابويه: عن محمد بن شاذان، عن الكابلي: وقد كنت


(1) في المصدر: ثم. (2) الخرائج والجرائح: 2 / 785 ح 111، ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة: 263 ح 228 مفصلا، وقد تقدم في الحديث 2732 عن دلائل الامامة نحوه. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار، وفي البحار: قال: فكبستنا. (5) ليس في البحار. (6) كمال الدين: 473 ح 25 وعنه منتخب الانوار المضيئة: 159 والبحار: 52 / 47 ح 33 وتبصرة الولي: 123 ح 51. [ * ]


[ 205 ]

رأيته عند أبي سعيد (الهندي) (1) - فذكر أنه خرج من كابل مرتادا طالبا (2)، وأنه وجد صحة هذا الدين في الانجيل وبه اهتدى. قال ابن بابويه: فحدثني محمد بن شاذان بنيسابور قال: بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتى لقيته، فسألته عن خبره، فذكر أنه لم يزل في الطلب وأنه أقام بالمدينة، فكان لا يذكره لاحد إلا زجره، فلقى شيخا من بني هاشم - وهو يحيى بن محمد العريضي -، فقال له: إن الذي تطلبه بصريا. [ قال: ] (3) فقصدت صريا وجئت إلى دهليز مرشوش وطرحت نفسي على الدكان، فخرج إلي غلام أسود، فزجرني وانتهرني وقال: قم من هذا المكان [ وانصرف ] (4)، فقلت: لا أفعل، فدخل الدار ثم خرج [ إلي ] (5) وقال: ادخل، فدخلت فإذا مولاي - عليه السلام - قاعد وسط الدار. فلما نظر إلي سماني باسم [ لي ] (6) لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل، [ وأخبرني باشياء ] (7)، فقلت [ له ] (8): إن نفقتي [ قد ] (9) ذهبت فمر لي بنفقة، فقال [ لي ] (10): أما إنها ستذهب منك بكذبك، وأعطاني نفقة، فضاع


(1) ليس في المصدر والبحار، وهو أبو سعيد غانم الهندي. (2) في المصدر: أو طالبا، وفي البحار: وطالبا. (3) من المصدر والبحار. قال ابن شهر اشوب في المناقب: 4 / 382: الصريا قرية اسسها موسى بن جعفر - عليه السلام - على ثلاثة أميال من المدينة. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) من المصدر (7 و 8) من المصدر والبحار. (9) من المصدر. (10) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 206 ]

[ مني ] (1) ما كان معي وسلم ما أعطاني، ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا. (2)

الثالث والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2791 / 135 - الراوندي: عن ام كلثوم بنت أبي جعفر العمري أنه حمل إلى أبيها من قم ما ينفذه إلى صاحب الامر - عليه السلام -، فأوصل الرسول ما دفع إليه وجاء لينصرف، فقال له أبو جعفر: [ قد بقي شئ وأين هو ؟ قال: لم يبق شئ إلا وقد سلمته، قال أبو جعفر: ] (3) امض إلى فلان القطان الذي حملت إليه العدلين من القطن، فافتق أحدهما [ وهو ] (4) الذي عليه مكتوب كذا وكذا، فإنه في جانبه، فتحير الرجل، فوجد كما قال. (5) 2792 / 136 - قال الراوندي: وكان [ بعد ذلك ] (6) تحمل الاموال إلى بغداد إلى الابواب المنصوبة بها، وتخرج من عندهم التوقيعات، (وكان توجد العلامات والدلالات على أيديهم) (7)، أولهم: وكيل أبي محمد


(1) من المصدر والبحار، وفي المصدر: ما كانت معي. (2) كمال الدين: 439 - 440 ذ ح 6 وعنه البحار: 52 / 29 ذ ح 22 وتبصرة الولي: 69 - 70 ذ ح 35 وح 36. (3) من المصدر. (4) من غيبة الطوسي. (5) الخرائج والجرائح: 3 / 1113 ح 26، واخرجه في اثبات الهداة: 3 / 686 ح 97 والبحار: 51 / 316 ح 38 عن غيبة الطوسي: 294 ح 249 مفصلا. (6) من المصدر، وفيه وفي الكمال: إلى النواب المنصوبين. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 207 ]

- عليه السلام - الشيخ عثمان بن سعيد العمري، ثم ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان، ثم أبو القاسم الحسين بن روح، ثم الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري، ثم كانت الغيبة الطولى، وكانوا كل واحد منهم يعرفون (1) كمية المال جملة وتفصيلا، ويسمون أربابها باعلامهم ذلك من القائم - عليه السلام -. (2)

الرابع والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون في النفس 2793 / 137 - ابن بابويه: قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي - رضي الله عنه - قال: أنبانا أبو علي بن أبي الحسين الاسدي [ عن أبيه - رضي الله عنه - ] (3) قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري - قدس الله روحه - ابتداء لم يتقدمه سؤال: ([ بسم الله الرحمن الرحيم ] (4) لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما). قال أبو الحسين الاسدي - رضي الله عنه -: فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل [ من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له، وقلت في نفسي: إن ذلك في جميع من استحل ] (5) محرما، فأي فضل [ في ذلك ] (6) للحجة - عليه السلام - على غيره ؟ ! قال: فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي: ([ بسم الله الرحمن


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: الغيبة الطويلة، وكل واحد منهم كانوا يذكرون. (2) الخرائج والجرائح: 3 / 1108 ح 25، وروى صدره في الكمال: 479. (3 - 6) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 208 ]

الرحيم ] (1) لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما. قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي: أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الاسدي هذا التوقيع حتى نظرنا إليه وقرأناه ] (2). (3) 2794 / 138 - والذي في الاحتجاج للطبرسي: عن ابي الحسين الاسدي [ ايضا ] (4) قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري - قدس الله روحه - ابتداء لم يتقدمه سؤال [ عنه، نسخته ] (5): (بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من أموالنا درهما). قال أبو الحسين الاسدي - رضي الله عنه -: فوقع في نفسي [ أن ذلك ] (6) فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل، وقلت في نفسي: إن ذلك في جميع من استحل محرما، فأي فضل في ذلك للحجة - عليه السلام - على غيره ؟ ! قال: فوالذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله - بالحق بشيرا (ونذيرا) (7) لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما كان في نفسي: (بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) كمال الدين: 522 ح 51 وعنه الخرائج والجرائح: 3 / 1118 ح 33، وفي إثبات الهداة: 3 / 682 ح 88 والبحار: 53 / 183 ح 12، وج 96 / 185 ح 3 عنه وعن الاحتجاج الآتي ذيلا. (4 - 6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 209 ]

أكل من مالنا درهما حراما. (1)

الخامس والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالآجال 2795 / 139 - الراوندي: عن أبي جعفر الاسود: إن أبا جعفر العمري [ قد ] (2) حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج، فسألته عن ذلك فقال: امرت أن أجمع أمري. فمات بعد (ذلك) (3) بشهرين. (4)

السادس والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بالغائب 2796 / 140 - ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن محمد بن متيل، [ عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل ] (5) قال: لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري السمان - رضي الله عنه - الوفاة كنت جالسا عند رأسه [ أسأله و ] (6) احدثه، وأبو القاسم الحسين بن روح (عند رجليه) (7)، فالتفت إلي ثم قال: قد امرت أن اوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح، [ قال: ] (8) فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم الحسين بن روح وأجلسته


(1) الاحتجاج: 480. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) الخرائج والجرائح: 3 / 1120 ح 36. وقد تقدم بكامل تخريجاته في الحديث 2751 عن الكمال. (5) من المصدر والبحار، وفيهما: محمد بن علي بني متيل. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 210 ]

في مكاني وتحولت (1) عند رجليه. (2) 2797 / 141 - قال: و [ أخبرنا محمد بن ] (3) علي بن متيل [ قال: ] (4) كانت إمرأة يقال لها: زينب من أهل (آبه) (5)، وكانت إمرأة محمد بن عبديل الآبي معها ثلاثمائة دينار، فصارت إلى عمي جعفر بن أحمد (6) بن متيل وقالت: احب أن اسلم هذا المال من يدي إلى يد الشيخ أبي القاسم ابن روح. [ قال: ] (7) فأنفذني معها اترجم عنها، فلما دخلت على أبي القاسم - رضي الله عنه - أقبل عليها بلسان آبي فصيح [ فقال لها: زينب ] (8) چونا، خويذا، كوابذا، چون استه (9) - معناه كيف أنت ؟ وكيف كنت ؟ وما خبر صبيانك ؟ [ قال: ] (10) فاستغنيت عن الترجمة وسلمت المال ورجعت. (11)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقعدت. (2) كمال الدين: 503 ح 33 وعنه البحار: 51 / 354 ح 5 وعن غيبة الطوسي: 370 ح 339. وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 117 عن الخرائج: 3 / 1120 ح 37 نقلا عن ابن بابويه. (3 و 4) من المصدر. (5) آبه - بالباء الموحدة -: من قرى إصبهان، وقيل: من ساوة، والعامة تقول: آوه (مراصد الاطلاع). (6) في المصدر والبحار: محمد. (7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار، وفي المصدر: أقبل يكلمها، وفي الاصل: قال بلسان آبي. (9) كذا في المصدر، واللفظ يختلف في النسخ والبحار والاصل باعتبار أنه لهجة محلية قديمة، ومعناه بالفارسية هكذا: (چطورى، خوشى، كجا بودي، بچه هايت چطورند). (10) من المصدر، وفي البحار: فامتنعت من الترجمة. (11) كمال الدين: 503 ح 34 وعنه البحار: 51 / 336 ح 62 وعن غيبة الطوسي: 321 ح 268. وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 692 ح 108 عن الغيبة مختصرا، وأورده في الخرائج والجرائح: 3 / 1121 ح 38 عن ابن بابويه. [ * ]


[ 211 ]

 

السابع والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2798 / 142 - الراوندي: قال: وقال أبو عبد الله بن سورة القمي، عن والجرائح: 3 / 1121 ح 38 عن ابن بابويه. [ * ]

[ 211 ]

السابع والعشرون ومائة: علمه - عليه السلام - بما يكون 2798 / 142 - الراوندي: قال: وقال أبو عبد الله بن سورة القمي، عن رجل عابد متهجد في الاهواز يسمى (سرور) أنه قال: كنت أخرس لا أتكلم، فحملني أبي وعمي - وسني إذ ذاك ثلاث عشرة أو أربع عشرة - إلى الشيخ أبي القاسم بن روح - رضي الله عنه - فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني، فذكر الشيخ أبو القاسم: إنكم امرتم بالخروج إلى الحائر. قال سرور: فخرجنا إلى الحائر، فاغتسلنا وزرنا، فصاح أبي أو عمي (1): يا سرور، فقلت - بلسان فصيح -: لبيك، فقال: تكلمت ! ؟ قلت: نعم. قال ابن سورة: ونسيت نسبه، وكان سرور هذا رجلا ليس بجهوري الصوت. (2) تحريرا بيد مؤلفه باليوم الثلاثين من شهر جمادى الاولى سنة التسعين وألف، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. وقد تم تحقيق هذا السفر الثمين ونجز العمل فيه في شهر محرم الحرام سنة 1416 ه‍، ونحمده تعالى ونسأله أن يتقبله منا، وأن يوفقنا لتحقيق المزيد من ذخائر تراثنا العزيز، وصلى الله على محمد وآله وسلم. مؤسسة المعارف الاسلامية قم المقدسة


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: وعمي. (2) الخرائج والجرائح: 3 / 1122 ح 40، وأخرجه في إثبات الهداة: 3 / 690 ح 105 والبحار: 51 / 325 ذح 43 عن غيبة الطوسي: 309 ح 262. [ * ]