الباب العاشر

في معجزات واعلام محمد بن على النقى عليهما السلام

1 - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثني أبو المفضل (3) محمد بن عبد الله، عن جعفر بن مالك الفزاري، قال: حدثنا السيد محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام شديد الادمة، ولقد قال فيه الشاكون المرتابون - وسنه خمسة وعشرون شهرا -: إنه ليس هو من ولد الرضا عليه السلام وقالوا - لعنهم الله -: إنه من


1) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز هكذا: " يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".

 2) رواه في دلائل الامامة: 190، عنه مدينة المعاجز: 477 ذ ح 28. وروى في الكافي: 1 / 354 ح 11 نحوه، باسناده عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على عن ابن قياما الواسطي، عنه البحار: 49 / 68 ح 79.

 وروى في عيون أخبار الرضا: 2 / 209 ح 13 باسناده قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام بقم، قال: أخبرني على بن ابراهيم بن هاشم فيما كتب الى، قال: حدثنى محمد بن عيسى ابن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبى نجران وصفوان بن يحيى، قالا حدثنا الحسين بن قياما (مثله) بزيادة، عنه البحار: 49 / 34 ح 13، وحلية الابرار: 2 / 432، واعلام الورى: 323.

 3) في الاصل " المفضل " والظاهر هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله أبو المفضل الشيباني، كما ذكر في معجم رجال الحديث: 16 / 244 برقم 11115 وذكره الشيخ والنجاشى في رجالهما، فراجع.

 


[ 174 ]

سعيد (1) الاسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ، وإنهم أخذوه والرضا عليهما السلام عند المأمون فحملوه إلى الفاقة (2) وهو طفل بمكة في مجمع [من] (3) الناس بالمسجد الحرام فعرضوه عليهم.

 فلما نظروا إليه وزرقوه (4) بأعينهم خر والوجوههم سجدا، ثم قاموا فقالوا لهم: ويحكم (5) ! إن مثل هذا الكوكب الدري والنور المنير يعرض على أمثالنا ؟ ! وهذا والله الحسب الزكي، والنسب المهذب الطاهر، والله ما تردد إلا في أصلاب زاكية وأرحام طاهرة، والله ما هو إلا [من] (6) ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله فارجعوا واستقيلوا الله واستغفروه، ولا تشكوا في مثله.

 وكان (7) في ذلك الوقت سنه خمسة وعشرين شهرا.

 فنطق بلسان أرهف (8) من السيف، وأفصح [من] (9) الفصاحة، يقول: الحمد لله الذي خلقنا من نوره (10) بيده، واصطفانا من بريته، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه.

 معاشر الناس، أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أنا ابن فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله.

 


1) في دلائل الامامة " سنيف " وفى بقيه المصادر " شنيف ".

 2) القافة: جمع " القائف الذى يتتبع الاثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه ". (لسان العرب: 9 / 293 قوف).

 3) أضفناها كما في دلائل الامامة.

 4) أثبتناها كما في سائر المصادر. وفى الاصل " زرقوا ".

 5) في الاصل " والحكم " تصحيف.

6) أضفناها كما في سائر المصادر.

 7) أثبتناها كما في سائر المصادر وفى الاصل " ذلك ".

 8) في بعض المصادر " أذهب ".

 9) أضفناها كما في سائر المصادر.

 10) أثبتناه كما في بعض المصادر وفى الاصل " نور ".

 


[ 175 ]

ففي مثلي (1) يشكون ويرتابون ؟ ! [و] (2) علي وعلى أجدادي وأبوي [يفترى، و] (3) اعرض على الفافة (4).

 وقال: إني لاعلم بأنسابهم من آبائهم، إني والله لاعلم بواطنهم وظواهرهم (5) وإني لاعلم بهم أجمعين وماهم إليه صائرون، أقوله حقا واظهره صدقا، علما ورثناه الله قبل الخلق أجمعين وبعد بناء السماوات والارضين.

 وأيم [الله] (6) لولا تظاهر الباطل علينا وغلبة دولة الكفر وتوثب (7) أهل الشك والنفاق علينا، لقلت قولا يتعجب منه الاولون والاخرون.

 ثم وضع يده على فيه ثم قال: يا محمد أصمت كما صمت آباؤك، " واصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم " (8) الاية.

 ثم تولى الرجل إلى جانبه فقبض على يده ومشى يتخطى رقاب الناس والناس يفرجون له.

 قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، ويقولون: " الله أعلم حيث يجعل رسالته " (9).

 فسألت عن المشيخة، قيل: هؤلاء قوم من حي بني هاشم من أولاد عبد المطلب.

 قال: وبلغ الخبر الرضا عليه السلام وما صنع بابنه محمد عليه السلام فقال: الحمد لله رب العالمين.

 


1) في الاصل " مثل " تصحيف.

 2 و 3) أضفناهما كما في سائر المصادر.

 4) في الاصل " العامة " وفى بعض المصادر " وأعرض عن القافة ".

 5) في الاصل " أي والله لاعلم أبوهم وطواهرم " وما أثبتناه كما في ساير المصادر.

 6) أضفناه وأثبتناه كما في جميع المصادر، وفى الاصل " قايم أولا ".

 7) في الاصل كلمة غير واضحة.

 8) اقتباس من سورة الاحقاف: 35. وفيها " فاصبر ".

 9) اقتباس من سورة الانعام: 124.

 


[ 176 ]

ثم التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطية، وما ادعي عليها في ولدها (1) إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! قالوا: [يا] (2) سيدنا أنت أعلم، فخبرنا لنعلم.

 قال: إن مارية لما اهديت إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله اهديت مع جوار (3) قسمهن رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه، وظن بمارية من دونهم، وكان معها خادم يقال له: " جريح " يؤد بها بآداب الملوك، وأسلمت على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما (4)، فملكت مارية قلب رسول الله صلى الله عليه وآله.

 فحسدها بعض أزواج رسول الله، فأقبلت (5) زوجتان من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبويهما تشكوان (6) رسول الله صلى الله عليه وآله فعله وميله إلى مارية وإيثاره اياها عليهما حتى سولت لهما أنفسهما [أن تقولا] (7): إن (8) مارية إنما حملت بابراهيم من جريح وكانوا لا يظنون (9) جريحا خادما زمانا، فأقبل أبواهما (10) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس في مسجده فجلسا بين يديه، وقالا: يارسول الله، ما يحل لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من جناية واقعة بك.

 قال: وماذا تقولان ؟ ! قالا: يارسول الله، إن جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، وإن حملها من جريح وليس هو منك يارسول الله.

 فتغير لون وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وتلون ! ثم قال: ويحكما، ما تقولان ؟ ! فقالا: يارسول الله، إننا خلفنا جريحا ومارية في مشربة، وهو يلاعبها ويروم


1) في الاصل " ولادها " تصحيف.

 2) أضفناها كما في المصادر.

 3) أثبتناها كما في سائر المصادر وفى الاصل " حرائر ".

 4) في الاصل " ايمانها واسلامها ".

 5 و 6) في الاصل " فأقبلتا " و " سكون ".

 7) أضفناها كما في بعض المصادر.

 8) في الاصل زيادة " هو ".

 9 و 10) في الاصل " لا يظنوا " و " أبوهما " تصحيف.

 


[ 177 ]

منها ما يروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فانك تجده على ذلك الحال فانفذ فيه حكمك وحكم الله تعالى.

 فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن يا أخي، خذ معك سيفك ذا الفقار حتى تمضي إلى مشربة مارية، فان صادفتها وجريحا كما يصفان، فأخمدهما (1) ضربا.

 فقام أمير المؤمنين عليه السلام واتشح بسيفه (2) وأخذه تحت ثوبه، فلما ولى من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله رجع إليه، فقال: يارسول الله، أكون فيما أمرتني كالسكة المحماة في النار ؟ أو الشاهد، يرى ما لا يرى الغائب ! فقال النبي صلى الله عليه وآله: فديتك يا علي، بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب.

 فأقبل علي عليه السلام وسيفه في يده حتى تسور من فوق مشربة مارية وهي جالسة وجريح معها يؤد بها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول الله وكنيه وأكرميه، ونحوا من هذا الكلام، حتى نظر جريح إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح وأتى إلى نخلة في دار المشربة.

 فصعد إلى رأسها ونزل (3) أمير المؤمنين إلى المشربة، وكشفت الريح عن أثواب جريح فانكشف ممسوحا، فقال: انزل يا جريح.

 فقال: يا أمير المؤمنين، آمن على نفسي ؟ قال: آمن على نفسك.

 قال: فنزل جريح وأخذه بيده أمير المؤمنين عليه السلام وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأوقفه بين يديه، فقال له: يارسول الله، إن جريحا خادم ممسوح.

 فولى النبي صلى الله عليه وآله وجهه إلى الحائط، وقال: يا جريح اكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما، ويحهما ما أجرأهما على الله


1) في الاصل " فاحدهما ".

 2) في الاصل " وامسح سيفه ".

 3) في الاصل " ونزله ".

 


[ 178 ]

وعلى رسوله، لعنهما الله.

 فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف.

 فسقطا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقالا: يارسول الله التوبة، واستغفر لنا فلن نعود.

 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تاب [الله] (1) عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله ورسوله ؟ ! قالا: يارسول الله إن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا.

 فأنزل الله الاية (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) (2).

 قال الرضا علي بن موسى عليهما السلام: الحمد لله الذي جعل في وفي إبني (3) محمد اسوة (4) برسول الله وابنه إبراهيم(5).


1) أضنفاها كما في المصادر 2) المنافقون: 6.

 وفى ساير المصادر ذكرت آية اخرى هكذا " ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم " التوبة: 80.

 3) فيالاصل " في في ابني ".

 4) في الاصل " سوء ". تصحيف.

 5) رواه في دلائل الامامة: 201، عنه مدينة المعاجز: 515 ح 2. ورواه في الهداية الكبرى للحضيني: 117، عنه تفسير البرهان: 3 / 127 ح 5. مقتصرا على ما ذكره الامام الرضا عليه السلام في قصة مارية القبطية وجريح الخادم. أخرجه في البحار: 50 / 8 ضمن ح 9 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 493 مرسلا باختصار. وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 392 عن كتاب مسند فاطمة عليها السلام. أورده في مقصد الراغب: 171 مرسلا باختصار. لا تعجب عزيزى القارئ من عقول مريضة فجة عرضت فرع الدوحة النبوية المباركة وسليل الذرية الطاهرة على القافة، وشككت في نسبه، وطعنت في أصله ! فقديما طعنوا في عيسى عليه السلام وقد جعله الله من اولى العزم من الرسل، حتى كلمهم في العهد صبيا " وقال انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلني نبيا " مريم: 30، فدحض بذلك


[ 179 ]

2 - ومنها: قال قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وله شعر (9) - أو قال -: وفرة مثل حلك (2) الغراب مسح يده عليها فاصفرت، ثم مسح بظاهر كفه ناحمرت، ثم مسح بباطن كفه عليها فصارت سوداء كما كانت، فقال لي:


1) أقوالهم، وسحق كلامهم، وكان قوله تبارك وتعالى: " ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " آل عمران: 59، ضربة قاصمة لافكارهم العقيمة ليعلموا أن المشيئة الالهية والارادة الربانية - أو من يأذن له الرحمن - قادرة على الابداع والخلق والتكوين بطرفة عين أنى شاءت وكيف شاءت ومتى شاءت.

 ولكن يبدو أن خلق الاولين الضالين مجبولة على التمادي في الغى والعمى وعدم الاعتبار بآيات الله وكراماته في أنبيائه ورسله، فيدعون الاباطيل والافتراعات التى سرعان ما تزهق بآية بينة وحجة داحضة... وكن أعاد أمثالهم الكرة، ومنها ايذائهم لخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله، فبعد تشكيكهم في ابنه ابراهيم، توسلوا بذرائع واهية لتدنيس شرف أحد أولاده المعصومين عليهم السلام من أهل بيت العصمة والطهارة، نعم " يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأتى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " التوبة: 32.

 فرد الله كيدهم الى نحورهم وألقمهم حجرا بانطاقه الامام محمد بن على بن موسى عليهم السلام وهو ابن خمسة وعشرين شهرا فقال قولا ماقاله ولن يقوله سواهم - أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا -: " الحمد لله الذى خلقنا من نوره بيده اصطفانا من بريته، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه ".

 ثم توج والده الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه ذلك بكلمة خالدة - شاكرا لله متأسيا برسوله - وقال: " الحمد لله الذى جعل في ابني محمد اسوة برسول الله صلى الله عليه والله وابنه ابراهيم ".

 1) في الاصل " شعره ".

 2) في الاصل " حنك ". والحلكة والحلك: شدة السواد كلون الغراب وقد حلك (لسان العرب: 10 / 415 حلك).

 


[ 180 ]

يابن سعيد، هكذا تكون آيات الامامة.

 فقلت: هكذا رأيت أباك عليه السلام [و] (1) ما أشك [أنكم] (2) " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (3) فضرب بيده إلى التراب فجعله (4) دنانيرا.

 فقال: في مصرك يزعمون أن الامام يحتاج إلى مال (5) فبلغهم أن كنوز الارض بيد الامام(6).

3 - ومنها: قتل أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعيد: كنت جالسا عند محمد بن علي عليهما السلام إذ مر بنا فرس انثى.

 فقال: هذه تلد الليلة فلوا (7) أبيض الناصية، في وجهه غرة، فأذنته، ثم انصرفت إلى صاحبها فلم فلم أزل احدثه إلى الليل، حتى أتت بفلو كما وصف.

 [فعدت إليه] (8) فقال: يا ابن سعيد، شككت فيما قلت لك ؟ إن امرأتك التي في منزلك حبلى تأتي بابن أعور.

 فولد لي - والله - محمد، وكان أعورا(9).

4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم ابن سعيد قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام يضرب (10) بيده إلى ورق الزيتون


1 و 2) أضفناهما لاتمام العبارة.

 3) اقتباس من سورة آل عمران: 34.

 4 و 5) في الاصل " فيجعله " و " ماله " تصحيف.

 6) رواه في دلائل الامامة: 210 باختلاف يسير، عنه مدينة المعاجز: 524 ح 22.

 7) الفلو: الجحش والمهر إذا فطم، والفلو: المهر إذا بلغ السنة (لسان العرب: 15 / 162).

 8) أضفناها كما في سائر المصادر.

 9) روى في دلائل الامامة: 210 (مثله) عنه مدينة المعاجز: 523 ح 23.

 أخرجه في البحار: 50 / 58 ح 32 عن كتاب النجوم: 232 باسناده الى الشيخ أبى جعفر محمد بن جرير الطبري.

 10) في الاصل " فضرب " تصحيف.

 


[ 181 ]

فيصير في كفه ورقا (1).

 فأخذت منه كثيرا، وأنفقته في الاسواق فلم يتغير(2).

5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي، عن أبي النصر أحمد بن سعيد، [قال:] (3) قال لي منخل بن علي: لقيت محمد بن علي عليهما السلام بسر من رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدس، فأعطاني مائة دينار، ثم قال لي: غمض عينك، فغمضتها، ثم قال لي: افتح.

 فإذا أنا بيت المقدس تحت القبة فتحيرت في ذلك(4).

6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا موسى بن عمران بن كثير، عن عبد الرزاق قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام يضع يده على المنبر فتورق كل شجرة من نوعها وإني رأيته [يكلم] (5) الشاة فتجيبه(6).

7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا موسى بن عمران، عن أبي محمد عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام: فقلت له: يابن رسول الله ما علامة الامام ؟ قال: إذا فعل هكذا.

 فوضع يده على صخرة فبانت (7) أصابعه فيها.

 


1) أي نقودا.

 2) روى في دلائل الامامة: 210 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 24.

 3) أضفناها كما في سائر المصادر.

 4) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 27.

 5) أضفناها كما في سائر المصادر، وفى الاصل " رأيت الشاة فتجيبه ".

 6) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 29.

 7) في الاصل " فبان ".

 


[ 182 ]

ورأيته (1) يمد الحديد بغير نار ويطبع الحجارة بخاتمه(2).

8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا قطر بن أبي قطر (3) عن عبد الله بن سعيد قال: قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وهو يكلم نورا فحرك (4) النور رأسه.

 فقلت: لا، و [لكن تأمر الثور أن يكلمك] (5) فقال: و "علمنا منطق الطير (6) واوتينا من كل شئ"(7). ثم قال للثور: قل: لاإله إلا الله وحده [لا شريك له. ومسح بكفه على رأسه.

 فقال الثور: لاإله إلا الله وحده لا شريك له] (8)،(9).

9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وبين [يديه قصعة صيني] (10) فقال لي: يا عمارة، اريك (11) من هذا عجبا ؟ قلت: نعم.

 فوضع يده عليها (12) مذابت حتى صارت ماء، ثم جمعه فجعله في قدح، ثم ردها


1) في الاصل " وأيته ".

 2) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 30.

 3) في الاصل " قطر بن قطر " وفى مدينة المعاجز هكذا: " عبد الله قطر بن أبى قطر قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: قال لى محمد بن سعيد، قال: قال لى محمد بن على بن عمر البوخى " ولم نعثر لايهم على ترجمة في كتب الرجال.

 4) في الاصل " فحول ".

 5) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 6) في الاصل " البقر " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 7) اقتباس من سورة النمل: 16.

 8) أثبتناها كما في دلائل الامامة، وفى الاصل بياض.

 9) رواه في دلائل الامامة: 211، عنه مدينة المعاجز: 524 ح 32 باختلاف واختصار.

 10) في الاصل بياض، وما أثبتناه كما في سائر المصادر.

 11) استظهرناها، وفى الاصل " أترى ".

 12) في الاصل " عليه ".

 


[ 183 ]

ومسحها بيده فصارت (1) قصعة كما كانت.

 فقال: مثل هذا فتكن القدرة(2).

10 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني زكريا بن آدم، قال: إني لعند (3) الرضا عليه السلام إذ جيئ بأبي جعفر عليه السلام وسنه أقل من أربع سنين فضرب [بيده] (4) إلى الارض ورفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر.

 فقال له الرضا عليه السلام: بنفسي [أنت] (5) فيم طال فكرك ؟ قال: فيما صنعا بامي فاطمة عليها السلام أما والله لاخرجنهما، ثم لاحرقنهما ثم لاذرينهما (6) ثم لانسفنهما في اليم نسفا.

 فاستدناه، وقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وامي أنت لها - يعني الامامة -(7).

11 - ومنها: قال أبو جعفر: روى أحمد بن الحسين (8) عن محمد بن الطيب (9) عن عبد الوهاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء، قال:


1) في الاصل " يده عليه فصار ".

 2) رواه في دلائل الامامة: 211، عنه البحار: 50 / 59 ضمن ح 34. ومدينة المعاجز: 524 ح 33.

 3) في مدينة المعاجز " كنت عند ".

 4) أضفناها كما في أكثر المصادر وفى بعضها " بيده الارض ".

 5) أضفناها كما في بعض المصادر.

 6) في الاصل " لاذريهما " تصحيف.

 7) رواه في دلائل الامامة: 212، عنه البحار: 50 / 59 ضمن ح 34، ومدينة المعاجز: 524 ح 34. أورده في اثبات الوصية: 211 (مثله) عن زكريا بن آدم.

 8) في الاصل " بن الحسن " والظاهر كما أثبتناه، فراجع معجم رجال الحديث: 2 / 85 وبقية كتب الرجال.

 9) في الاصل " بن أبى الطيب " والظاهر هو محمد بن طيب، فراجع معجم رجال الحديث: 16 / 215.

 وبقية كتب الرجال.

 


[ 184 ]

سألت قاضي القضاة يحيى بن أكثم بعد منازعة جرت بينه وبين محمد عليه السلام [عما شاهده] (1) من علوم آل محمد صلوات الله عليهم، فقال لي: بينا أنا ذات يوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله واقف عند القبر أدعو، فرأيت محمد ابن [علي] (2) الرضا عليهما السلام قد أقبل نحو القبر فناظرته في مسائل.

 [فقال لي: أنا اخبرك] (2) [قبل أن تسألني، تسألني] (4) عن الامام.

 فقلت: هو والله أنت ؟ ! فقال: [أنا] (5) هو فقلت: اريد العلامة.

 وكان في يده عصا فنطقت وقالت: إن مولاي إمام هذا الزمان محمد بن علي الرضا عليهما السلام يا يحيى(6).

 

الباب الحادي

عشر في معجزات واعلام على بن محمد النقى عليهما السلام

1 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا سفيان، عن أبيه، قال: رأيت علي بن محمد عليهما السلام ومعه جراب ليس فيه شئ، فقلت: يا سيدي ما تصنع بهذا ؟ فقال: أدخل يدك، فأدخلت (7) يدي وليس فيه شئ.

 ثم قال لي: [أعد فأعدت] (8) [يدي] (9) فإذا [هو] (10) مملوء دنانير ! (11)


1 و 2 و 3) أفناها كما في بعض المصادر.

 4) في الاصل: " قبل أن يسألنى فسألني ".

 5) أضفناها كما في سائر المصادر.

 6) روى الكليني في الكافي: 1 / 353 ح 9 (مثله) عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين...، عنه البحار: 50 / 18 ح 46 وج 100 / 126 ح 4، ومدينة المعاجز: 519 ح 6. واثبات الهداة: 6 / 167 ح 3 بنفس الاسناد. ورواه في دلائل الامامة: 213، عنه مدينة المعاجز: 519 ضمن ح 6. أورده في ثاقب الناقب: 443 مرسلا، ومناقب ابن شهر اشوب: 3 / 499 مرسلا عن محمد ابن أبى العلاء، عنه البحار: 50 / 68 ح 46.

 7 و 8) في الاصل " فدخلت " و " عد قعدت ".

 9 و 10) أضفناهما كما في دلائل الامامة.

 11) رواه في دلائل الامامة: 217، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 9.

 


[ 185 ]

2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا [أبو] (1) محمد عبد الله [بن محمد] (2) البلوي عن عمارة بن زيد، قال: قلت لعلي بن محمد الوفي (3) عليهما السلام: هل تستطيع أن تخرج من هذه الاسطوانة رمانا ؟ قال: نعم.

 وتمرا وعنبا وموزا.

 ففعل ذلك، فأكلنا وحملنا ! (4) 3 - ومنها: قال أبو جعفر بهذا الاسناد، عن عمارة بن زيد، قال: قلت لابي الحسن علي عليهما السلام: أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي (5) بشئ ليس في الارض ليعلم (6) ذلك ؟ ! فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه.

 حتى غاب، ثم رجع ومعه طير من ذهب في اذنيه أشرفة (7) من ذهب وفي منقاره درة، وهو يقول: لاإله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله والائمة حجج الله.

 قال: هذا طير من طيور الجنة، ثم سيبه فرجع(8).

4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، قال: كنت عند علي بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه قوم يشكون الجوع.

 


1 و 2) أضفناهما كما في ساير المصادر وقد ذكرنا ترجمة له سابقا.

 3) في مدينة المعاجز " لعلى بن محمد بن الرضا ".

 4) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 20.

 5) في الاصل " أتانا " وما أثبتناه كما في سائر المصادر.

 6) في سائر المصادر " لتعلم ".

 7) الاشرفة: الاذان الطويلة. وفى دلائل الامامة. " أشنقة ": جمع شناق، وكل خيط علقت به شيئا فهو شناق (لسان العرب: 10 / 188).

 8) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 21.

 


[ 186 ]

فضرب بيده إلى الارض وكال (1) لهم برا ودقيقا(2).

5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني [أبو عبد الله القمي، قال: حدثني] (3) ابن عباس، عن أبي طالب عبيد الله بن أحمد، قال: حدثني مقبل الديلمي، قال: كنت جالسا على بابنا بسر [من رأى ومولانا أبو الحسن عليه السلام] (4) راكب لدار (5) المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسي وكانت له خدمة لابي الحسن عليه السلام فجلس إلى جانبي [وقال: إن لي على] (6) مولانا أربعمائة درهم، فلو قد أعطانيها لانتفعت بها.

 فقلت له: ماكنت صانعا بها ؟ قال: كنت أشتري بمائتي درهم خرقا تكون في يدي أعمل بها قلانس (7) ومائتي درهم أشتري بها تمرا فأنبذه نبيذا، قال: فلما قال لي هذا أعرضت عنه بوجهي، فلم كلمه لما ذكر لي ذلك، وأمسك وأمسكت.

 وأقبل أبو الحسن عليه السلام على أثر هذا الكلام ولم يسمع ذلك أحد ولاحضره.

 فلما بصرت به قمت قائما، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب [وهو (8)] مقطب (9) الوجه، أعرف (10) الغضب في وجهه، فحين نزل عن دابته دعاني فقال: يا مقبل ادخل، وأخرج أربعمائة درهما وادفعها إلى فتح - هذا الملعون - وقل له: هذا حقك فخذه واشتر منه خرقا بمائتي درهم واتق الله عزوجل فيما أردت أن تفعله بمائتي درهم الباقية.

 فأخرجت الاربعمائة درهما، فدفعتها إليه، وحدثته (11) القصة [فبكى] (12) وقال:


1) في الاصل " كان " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 2) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 22.

 3 و 4) في الاصل بياض.

 5) في الاصل " في دار " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 6) في الاصل بياض.

 7) في الاصل " قلانسى ".

 8) أضفناها كما في سائر المصادر.

 9) قطب يقطب: زوى مابين عينيه وعبس، وقطب وجهه تقطيبا أي عبس وغضب. (لسان العرب: 1 / 680).

 10 و 11) في الاصل " أعرفه " و " حدثتها ".

 12) أضفناها كما في سائر المصادر.

 


[ 187 ]

والله لاأشتري (1) نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل ! (2) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني أبو عبد الله القمي، قال: حدثني ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن أحمد الكاتب، بسر من رأى - سنة 338 - قال: حدثني أبي [قال] (3) كنت بسر من رأى أسير في درب الحصى (4) فرأيت يزداد النصراني الطبيب تلميذ يختيشوع، وهو منصرف من دار موسى بن بغي، فسا يرني (5) وأفضى بنا الحديث إلى أن قال: أترى هذا الجدار ؟ تدري من صاحبه ؟ قلت: ومن صاحبه ؟ قال: هذا الفتى العلوي الحجازي - يعني علي بن محمد [بن علي] (6) الرضا عليهم السلام وكنا نسير في فناء داره - قلت ليزداد: نعم، فما شأنه ؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو ! قلت: وكيف ذلك ؟ قال: اخبرك عنه باعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا، ولاغيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لاتحدث به عني أحدا، فاني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عنه هذا السلطان، وبلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا تنصرف إليه وجوه الناس فيخرج هذا الامر عنهم - يعني بني العباس -.

 قلت: لك علي ذلك، فحدثني به وليس عليك بأس، وإنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هولاء القوم.

 قال: نعم.

 اعلمك أني لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم، وعليه ثياب سوداء وعمامة سوداء، وهو أسود اللون.

 فلما بصرت به وقفت إعظاما له، وقلت في نفسي - لاوحق المسيح ما خرجت من


1) في المصادر " لاشربت ".

 2) رواه في دلائل الامامة: 220، عنه مدينة المعاجز: 543 ح 28.

 3) أضفناها كما في سائر المصادر.

 4) طريق حصوى كثير الحصى.

 5) في الاصل غير مفهومة.

 6) أضفناها كما في بعض المصادر.

 


[ 188 ]

فمي [لاحد] (1) من الناس [ما] (2) قلت في نفسي -: ثياب سوداء وعمامة سوداء ودابة سوداء ورجل أسود (3) اسواد في سواد في سواد في سواد (4).

 فلما بلغ إلي أحد النظر إلي وقال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد، في سواد، في سواد.

 قال أبي - رحمة الله -: قلت له: أجل ! فلاتحدث به أحدا مما صنعت (5) وما قلت له ؟ قال: سقط في يدي (6) فلم أجد جوابا.

 قلت له: أفما ابيض قلبك لما شاهدت ؟ قال: الله أعلم.

 [قال أبي] (7) فلما اعتل يزداد بعث ألي فحضرت عنده، وقال: إن قلبي قدابيص بعد اسوداده، فأنا أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه، وناموسه الاعلم.

 ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه - رحمه الله -(8).

7 - ومنها: قال أبو جعفر: وقال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن الحسن القمي


1) في الاصل بياض: 2) استظهرناها اتماما للعبارة وفى دلائل الامامة " حديث النفس " 3) في الاصل " سوداء ".

 4) في الاصل زيادة " وفى سواد ".

 5) في البحار " فما صنعت ؟ ".

 6) في بعض المصادر " اسقطت في يدى " وفى الاصل " اسقطت في يده " وما أثبتناه من الدلائل.

 7) أضفناها كما في أكثر المصادر، وفى مدينة المعاجز " قال أبو الحسين ".

 8) روى في دلائل الامامة: 221 (مثله) باسناده عن أبى عبد الله القمى، قال: حدثنى ابن عدس، قال حدثنى أبو الحسين محمد بن اسماعيل بن أحمد التهلى الكاتب، عنه مدينة المعاجز: 543 ح 29 وفيه أبو الحسين القهقلى الكاتب.

 ورواه في فرج المهموم: 233 باسناده عن الشيخ أبى جعفر محمد بن جرير الطبري باسناده قال: حدثنى أبو الحسن محمد بن اسماعيل الكاتب، قال: حدثنى أبى، عنه البحار: 50 / 161 ح 50.

 


[ 189 ]

أنا وأبا علي (1) - وكان أهوجا (2) - فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق إلى أبي الحسن عليه السلام فرأيته وكلمه بكلام لم أفهمه.

 فقال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن وبه بياض في ذراعه كأمثال الجوز.

 [قال: فقال لي: تقدم يا عيسى] (3).

 فتقدمت.

 قال: فقال لي: أخرج ذراعك.

 فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلم بكلام خفي طول فيه [ثم قال في آخره ثلاث مرات ]: (4) بسم الله الرحمن الرحيم، ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق فقال له: يا أحمد، كان علي بن موسى عليهما السلام يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم " [أقرب] (5) الى الاسم (6) الاعظم من بياض العين إلى سوادها، ثم قال: يا عيسى.

 قلت: لبيك.

 قال: أدخل يدك في كمك، ثم أخرجها.

 فأدخلتها (7) ثم أخرجتها وليس في يدي قليل ولا كثير [من ذلك البياض] (8)،(9).

 8 - ومنها: روى معاوية بن حكيم، عن أبي المفضل الشيباني (10) عن هارون


1) في الاصل " لى ولابي على ".

 2) في دلائل الامامة " أعرج ".

 3 و 4 و 5) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في دلائل الامامة.

 6 و 7) في الاصل " من اسم " و " فدخلتها " تصحيف.

 8) أضفناها كما في دلائل الامامة.

 9) رواه في دلائل الامامة: 222، عنه مدينة المعاجز: 544 ح 30.

 10) في الاصل والدلائل " أبى المفضل الشامي " وفى الكافي وبصائر الدرجات " أبى الفضل الشهبانى " والظاهر ما أثبتناه، وقد اختلفت كتب التراجم في نسبه ووثوقه.

 فراجع معجم رجال الحديث: 16 / 272 برقم 11116، ورجال النجاشي: 396 برقم 1059 ورجال الشيخ الطوسى في من لم يرو عنهم: 511 برقم 110 وغيرها.

 


[ 190 ]

ابن الفضل قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام - يعني صاحب العسكر (1) في اليوم الذي توفي فيه أبوه أبو جعفر عليه السلام يقول (2): إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى أبو جعفر عليه السلام.

 فقلت له (3): كيف تعلم وهو ببغداد وأنت في المدينة ؟ فقال: لانه تداخلني (4) ذلة (5) واستكانة لله عزوجل لم أكن أعرفها(6).

 

الباب الثاني عشر

في معجزات واعلام الحسن بن على العسكري عليهما السلام

1 - منها: قال أبو جعفر، حدثنا عبد الله بن محمد، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام يكلم الذنب، فقلت له: أيها الامام الصالح، سل (7) هذا الذئب عن أخ لي خلفته (8) بطبرستان [و] (9) أشتهي [أن] (10) أراه.

 


1) في الاصل " العسكري ".

 2) في بعض المصادر " فقال ".

 3) في أكثر المصادر " فقيل له ".

 4) في دلائل الامامة " تداخلتنى ".

 5) في الاصل " ذلك ". تصحيف.

 6) روى الصفار في بصائر الدرجات: 467 ح 3 (مثله) باسناده عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن معاوية بن حكيم، وح 5 باسناده عن محمد بن عيسى، عن أبى الفضل عنه البحار: 27 / 292 ح 3 و 5.

 والكليني في الكافي: 1 / 381 ح 5 مثله باسناده عن على بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبى الفضل الشهبانى، عنهما البحار: 50 / 14 ح 15 وص 135 ح 16، أورده في اثبات الوصية: 222 عن الحميرى بنفس مافى البصائر. ورواه في دلائل الامامة: 219، عنه مدينة المعاجز: 540 ح 12.

 أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 213 ح 3، ومدينة المعاجز: 540 ح 12 عن الكافي: 1 / 381 ح 5 وفيهما " عن أبى الفضل الميشائى ".

 7) في الاصل زيادة " عن ".

 (8) في الاصل " خليفته ".

 9 و 10) أفضناهما كما في دلائل الامامة.

 


[ 191 ]

فقال لي: إذا (1) اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من رأى.

 [وكان] (2) عليه السلام فسد أخرج في داره عينا ينبع منها عسلا ولبن، وكنا نشرب منه ونتزود (3)،(4).

2 - ومنها: قال أبو جعفر [محمد بن] (5) جرير الطبري: دخل على الحسن بن علي عليهما السلام قوم من العراق يشكون قلة الامطار.

 فكتب لهم كتاب، فامطروا(6).

ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الارض فأمسك المطر(7).

3 - ومنها: قال أبو جعفر: قلت للحسن بن علي عليهما السلام: أرني (8) معجزة خصوصية لك احدث بها عنك.

 [فقال: يابن جرير، لعلك ترتد ! فحلفت له ثلاثا] (9).

 فرأيته غاب في الارض تحت مصلاه، ثم رجع ومعه حوت [عظيم، قال: جئتك به من] (10) البحر السابع (11) فأخذته معي إلى مدينة السلام، وأطعمت جماعة


1) فاد عليه السلام أنه بامكان السائل رؤية أخيه واذ كان بعيدا عنه.

 ومعلوم أن العلوم العصرية بأجهزتها الحديثة جعلت بالامكان نقل صور الاجسام.

 وهى على بعد آلاف الاميال - أمرا عاديا.

 ترى فكيف بقدرة خالق الانسان - مبدع هذه العلوم - الذى إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون، أو يأذن لاحد، وبالقطع فليس بمعجز على سليل العترة الطاهرة - كما كان نظير ذلك للانبياء -.

 2) أضفناها كما في دلائل الامامة.

 3) في دلائل الامامة: " وكان يشرب منه ويتزود ".

 4) رواه في دلائل الامامة: 224، عنه مدينة المعاجز: 566 صدر ح 38.

 5) أضفناها كما في المصادر، وفى الاصل " جرير بن الطبري ".

 6) في الاصل " فانظروا " تصحيف.

 7) روى في دلائل الامامة: 224 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 40.

 8) في الاصل بياض.

 9) أضفناها كما في المصادر.

 10) في الاصل بياض.

 11) في الاصل " السنيع " وفى دلائل الامامة " الابحر السبعة ".

 


[ 192 ]

من أصحابنا(1).

4 - ومنها: قال علي بن محمد [الصيمري: دخلت على] (2) أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله (3) وبين يديه رقعة، فقال: " إني [نازلت الله] (4) عزوجل في هذا الطاغي - يعني الزبير بن جعفر - (5) وهو آخذه (6) بعد ثلاث.

 فلما كان [اليوم] (7) الثالث قتل(8).

5 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سألوا [القائم عليه السلام] (9) عن أمر الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام (فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) (10)


1) روى في دلائل الامامة: 224، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 44.

 2) في الاصل بياض.

 3) في الاصل " أبى أحمد بن عبيد الله بن عبد الله " وقد ترجمنا له عند تحقيقنا لكتاب الخرائج والجرائح، فراجع ج 1 / 429 ح 8.

 4) في الاصل بياض. نازلت ربى في كذا: أي راجعته، وسألته مرة بعد مرة. (النهاية لابن الاثير: 5 / 43).

 5) هو: المعتز بالله الخليفة أبو عبد الله، محمد، وقيل: الزبير بن المتوكل جعفر، بن المعتصم محمد، بن الرشيد هارون، بن المهدى العباسي. (سير أعلام النبلاء: 12 / 532 ت 207).

 6) في الاصل " آخذ ".

 7) أضفناها كما في سائر المصادر.

 8) أورد في دلائل الامامة: 225 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 49. وأورده الخرائج والجرائح: 1 / 429 ح 8، وفى ثاقب المناقب: 502 مرسلا عن على ابن محمد الصيمري وباختصار. أخرج في البحار: 50 / 297 ح 72 (مثله) عن كشف الغمة: 2 / 417 نقلا من كتاب الدلائل للحميري، وفيه بدل " قتل " فعل به ما فعل. 9) أضفناها كم في جميع المصادر، وهى من حيث طويل في باب مسائل سعد بن عبد الله القمى للامام القائم الحجة عليه السلام.

 10) سورة طه: 12.

 


[ 193 ]

فان فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب (4) الميتة.

 فقال عليه السلام: من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام واستجهله [في نبوته.

 لانه ماخلا الامر فيها] (2) من خصلتين: إما ان كانت صلاة موسى فيهما [جائزة أو غير جائزة] (3) فان كانت صلاة موسى فيهما جائزة [فجاز لموسى أن] (4) يكون لابسهما في [تلك] (5) البقعة إذ لم تكن مقدسة، وإن كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من [الصلاة وإن كانت صلاته غير جائزة فيها] (6) فقد أوجب أن موسى عليه السلام لم يعرف الحلال والحرام، وعلم ما جاز فيه الصلاة ومالايحوز [وهذا كفر.

 قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل] (7) فيهما ؟ قال: إن موسى عليه السلام نادى ربه بالواد المقدس، فقال: يا رب إني قد أخلصت (8) لك المحبة [مني، وغسلت قلبي عمن سواك - وكان شديد] (9) الحب لاهله - فقال الله تبارك وتعالى: " إخلع نعليك " أي: انزع حب أهلك من قلبك [إن كانت محبتك لي خالصة، و] (10) قلبك من الميل إلى سواي [غير] مشغول (11)،(12).


1) الاهاب: الجلد.

 2 و 3) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في سائر المصادر.

 4 و 5) أضفناهما كما في سائر المصادر.

 6 و 7) في الاصل بياض.

 8) في الاصل غير مفهومة، وما أثبتناه كما في سائر المصادر.

 9 و 10) في الاصل بياض، وما أثبتناه كما في سائر المصادر.

 11) قال العلامة المجلسي (ره): اعلم أن المفسرين اختلفوا في سبب الامر بخلع النعلين ومعناه على أقوال: الاول: أنهما كانتا من جلد حمار ميت.

 والثانى: أنه كان من جلد بقرة ذكية، ولكنه امر بخلعهما ليباشر بقدميه الارض فتصيبه بركة الوادي المقدس.

 والثالث: أن الحفا عن علامة التواضع، ولذلك كانت السلف تطوف حفاة.

 


[ 194 ]

6 - ومنها: سئل عليه السلام عن تأويل " كهيعص " (1) قال عليه السلام: الكاف: [اسم كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء] (2): يزيد وهو ظالم الحسين عليه السلام والعين: عطش الحسين وأصحابه، والصاد: صبره(3).

 

الباب الثالث عشر

الدلائل والبراهين (عن النبي صلى الله عليه وآله)(4) لوجود صاحب الزمان عليه السلام

1 - منها: عن يعقوب السراج، قال:


والرابع: أن موسى عليه السلام انما ليس النعل اتقاء من الانجاس وخوفا من الحشرات فآمنه الله مما يخاف وأعلمه بطهارة الموضع. والخامس أن المعنى: فرغ قلبك من حب الاهل والمال. والسادس أن المراد: فرغ قلبك عن ذكر الدارين. (عن البحار: 13 / 65). روى الصدوق في كمال الدين: 460 ح 21. والطبري في دلائل الامامة: 278، باسنادهما الى سعد بن عبد الله القمى (مثله) عنهما البحار: 52 / 88، ومدينة المعاجز: 594. أورده الطبرسي في الاحتجاج: 2 / 272 مرسلا عن سعد بن عبد الله، عنه البحار: 13 / 65 ح 4 وج 52 / 88. وأخرجه في البحار: 83 / 236 ح 36، وتفسير البرهان: 3 / 33 ح 3 عن كمال الدين. وفى حلية الابرار: 2 / 562 عن كمال الدين وكتاب مسند فاطمة عليها السلام للطبري.

 1) سورة مريم: 1.

 2) أثبتناه كما في سائر المصادر وفى الاصل بياض.

 3) نفس التخريجات المتقدمة للحديث السابق.

 4) كذا، فالروايات عزيزى القارئ - كما سترى - مروية عن الائمة عليهم السلام ماخلا روايتين عن النبي صلى الله عليه وآله، وبالتالي فلا يبعد أنها من اضافات وسهو النساخ أو أن في الباب سقطا فلم تدرج الاحاديث الخاصة برسول الله صلى الله عليه وآله أو لعلها ذكرت باعتبار ما تواتر عنهم عليهم السلام: من أن حديثى حديث أبى وحديث أبى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله.


[ 195 ]

قلت لابي عبد الله عليه السلام: أتبقى الارض يوما بلا عالم منكم حي ظاهر يفرغ إليه (1) الناس في حلالهم وحرامهم ؟ قال: إذن لا يعبد الله، يا أبا يوسف(2).

2 - ومنهما: روى الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: يا أبا حمزة، إن الارض لم (3) تخل إلا وفيها منا عالم، فإذا زاد الناس [قال:] (4) قد زادوا، وإن نقصوا، قال: [قد] (5) نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله(6).

3 - ومنها: عن عقبة بن جعفر، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: قد بلغت وليس لك ولد !


1) يفرغ إليه: يقصده.

 وفى دلائل الامامة " تفزع " أي تلجا.

 2) رواه الطبري في دلائل الامامة: 229 باسناده عن أبى المفضل محمد بن عبد الله الشيباني عن أبى العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن يحيى بن زكريا، عن الحسن ابن محبوب، عن يعقوب السراج مثله.

 وابن بابويه في الامامة والتبصرة: 27 ح 5 باسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن ابن محبوب عن يعقوب السراج مثله. وقد ذكرنا أكثر تخريجات الحديث عند تحقيقنا للكتاب الاخير، فراجع.

 3) في رواية الصدوق " لن " وهو الاظهر.

 4 و 5) أضفناهما من بقية المصادر لاتمام السياق.

 6) رواه الطبري في دلائل الامامة: 230 باسناده عن محمد بن هارون، عن أبيه، عن محمد ابن همام بن سهيل الكاتب، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على، عن الحارث، عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبى حمزة مثله.

 والصدوق في كمال الدين: 1 / 228 ح 21 باسناده عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن ابن على الخزاز، عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبى حمزة مثله. أقول: وروى ابن بابويه في الامامة والتبصرة: 29 ح 10 نحوه. وأغلب تخريجات الحديث ذكرناها هناك عند تحقيقنا للكتاب المذكور.

 


[ 196 ]

فقال: يا عقبة، إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى خلفه من ولده(1).

4 - ومنها: وعن عمرو (2) بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو بقيت الارض يوما واحدا بلا إمام منا لساخت الارض بأهلها، ولعذبهم [الله] بأشد عذابه.

 وذلك أن الله جعلنا حجة في أرضه، وأمانا في الارض لاهل الارض (3).(4).

5 - ومنها: عن حذيفة اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري، فاللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء والطير في


1) رواه الطبري في دلائل الامامة: 230 باسناده عن محمد بن هارون، عن أبيه، عن محمد ابن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن عقبة بن جعفر مثله.

 والصدوق في كمال الدين: 229 ح 25 باسناده عن ابن المتوكل، عن محمد العطار عن ابن عيسى، عن البزنطى، عن عقبة (مثله)، وفيه: حتى يرى ولده من بعده، عنه البحار: 23 / 42 ح 80.

 2) في الاصل والدلائل: " عمر ".

 وكلاهما تصحيف لما في المتن ترجم له في جامع الرواة: 1 / 616.

 3) أضاف في روايتي الصدوق والطبري: لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض مادمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم، ولا يمهلهم ولا ينظرهم، ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما شاء وأحب.

 4) رواه الطبري في دلائل الامامة: 231 باسناده عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه عن محمد بن همام، عن عبد الله بن أحمد، عن عمر بن ثابت مثله.

 والصدوق في كمال الدين: 204 ح 14 باسناده عن أبيه وابن الوليد معا، عن الحميرى عن محمد بن أحمد بن أبى سعيد، عن عمرو بن ثابت مثله.

 عنه منتخب الانوار المضيئة: 33 والبحار: 23 / 37 ح 64.

 


[ 197 ]

الجو، يملك عشرين سنة(1).

6 - وعن ابن عباس.

 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف تهلك امة أنا أولها، والمهدي من أهل بيتي في أوسطها، وعيسى بن مريم في آخرها(2).

7 - وعن المفضل بن عمر، قال: قال الصادق عليه السلام: يا مفضل كيف يقرأ أهل العراق هذه الاية ؟ قلت: يا سيدي وماهي ؟ قال: قول الله تعالى: (يستعجل بها الذين آمنوا والذين لا يؤمنون مشفقون منها) (3) فقلت: يا سيدي ليس كذا يقرأونها.

 يقرأون: "يستعجل بها الذين لا يؤمنون (بها) (4) والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق".

 فقال لي: ويحك ! أتدري ماهي ؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.

 


1) رواه الطبري في دلائل الامامة: 233 باسناده عن ابراهيم بن أحمد الطبري، عن محمد ابن المظفر الحافظ، عن عبد الرحمن بن اسماعيل، عن على بن ابراهيم الصوري، عن داود عن سفيان، عن منصور،، عن ربعى بن خراش، عن حذيفة مثله.

 وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 467 عن أربعين أبى نعيم، عنه البحار: 51 / 80.

 2) رواه الطبري في دلائل الامامة: 234 باسناده عن ابراهيم بن أحمد الطبري، عن عثمان ابن أحمد بن عبد الله الدقيقي، عن أحمد بن عبد الله الانطاكي، عن اليمان بن سعيد المحتسبى عن خالد بن القشيرى، عن محمد بن ابراهيم الهاشمي، عن أبى جعفر عبد الله بن محمد عن أبيه، عن ابن عباس مثله.

 أقول: والحديث بهذا اللفظ وبغيره مشهور وفى كتب الفريقين مذكور، وقد أخرجنا أكثرها عند تحقيقنا عوالم العلوم: 15 / 182 ح 56، وص 305 ح 9، وص 308 ح 19.

 3) كذا في الاصل والزام الناصب، وهو الموافق لكلام الامام عليه السلام في هذا الحديث.

 والاية في المصحف الشريف (الشورى: 18) وكذلك في دلائل الامامة والمحجة هكذا " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنه الحق " فتدبر ! 4) ليس في الدلائل.

 


[ 198 ]

فقال: والله ماهي إلا قيام القائم، وكيف يستعجل به من لا يؤمن به!؟ والله ما يستعجل به إلا المؤمنون، ولكنهم حرفوها حمدا، فاعلم ذلك يا مفضل(1).

8 - وعنه، عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه ويشويه ويأكل لحمه ولا يكسر عظمه، ثم يقول له: إحي باذن الله.

 فيحيى ويطير، وكذلك الظباء من الصحاري.

 ويكون ضوء البلاد ونورها، ولا يحتاجون إلى شمس ولاقمر، ولايكون على وجه الارض مؤذ، ولاشر ولاسم ولافساد أصلا، لان الدعوة سماوية ليست بأرضية، ولايكون للشيطان فيها وسوسة ولاحسد، ولا شئ من الفساد.

 ولا تشوك الارض والشجر، وتبقى الزروع قائمة كلما اخذ منها شئ نبت من وقته وعاد كحاله، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء.

 ولو أن الرجل الكافر دخل جحرضب، أو توارى خلف مدرة أو حجر أو شجر لانطق الله ذلك الشئ الذي يتوارى فيه حتى يقول: يا مؤمن، خلفي كافر فخذه. فيؤخذ ويقتل.

 ولايكون لابليس هيكل يسكن فيه - والهيكل البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحى إليهم، ويحيون ويجتمعون [مع] (2) الموتى باذن الله.

 


1) رواه في دلائل الامامة: 238 باسناده عن أبى الحسن الانباري، عن على بن الحسن الجصاص، عن محمد بن يحيى التميمي، عن الحسن بن على الزيدى العلوى، عن محمد ابن على الاعلم المصرى، عن ابراهيم بن يحيى الجوانى، عن المفضل بن عمر مثله. عنه المحجة فيما نزل في القائم الحجة (ع): 191 ح 77. وأورده في الزام الناصب: 1 / 88 مرسلا عنه عليه السلام مثله.

 2) استظهرناها لملازمتها السياق، أو لعل المعني أن الموتى يحبون ويجتمعون باذن الله.

 


[ 199 ]

وقال عليه السلام (1): يأتي على الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة أو يحن إليها(2). يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا...(3) القائم ينهي ويأمر.


1) استظهرناها، وفى الاصل بياض، وفى الدلائل: " قالوا ".

 وما بعدها الى قوله عليه السلام " الا بالكوفة " بياض في الاصل، وأثبتناه من الدلائل.

 قال المجلسي في البحار: 53 / 1: روى في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان عن محمد بن اسماعيل وعلى بن عبد الله الحسنى، عن أبى شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال: سألت سيدى الصادق عليه السلام.

 وأورد حديثا طويلا - الى أن قال -: قال المفضل: يا مولاى كل المؤمنين يكونون بالكوفة ؟ قال: أي والله، لا يبقى مؤمن الا كان بها أو حواليها....

 أقول: روى محمد بن على بن الحسن العلوى الحسينى في فضائل الكوفة وفضائل أهلها: 81 ح 24 باسناده الى على عليه السلام ما لفظه: " ليأتين على الناس زمان ما على ظهر الارض مؤمن الا وهو بها أو يحن قلبه إليها - يعنى الكوفة -.

 2) رواه في دلائل الامامة: 246 باسناده عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن الحسن ابن محمد النهاوندي، عن محمد بن على بن عبد الكريم، عن أبى طالب عبد الله بن الصلت عن محمد بن على بن عبد الله الخياط، عن المفضل مثله، عنه حلية الابرار: 2 / 635.

 3) في الاصل بياض بمقدار ست كلمات.

 

تم هذا الكتاب ونحمد الله عزوجل على ما وفقنا إليه في العثور على هذه النسخة الوحيدة وإخراجها بهذه الصورة، ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق..

والحمد لله أولا وآخرا وصلاته على صفوته محمد رسولا وعلى أوصيائه:

علي أميرا وأولا، والمهدي من ولد فاطمة صلوات الله عليهم خاتماً

 

وأنا الراجي رحمة ربه

محمد باقر بن السيد المرتضى الموحد الابطحي