معرفة ماروى من الاخبار عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله في فضائل أمير المؤمنين وسيد الوصيين على بن أبى طالب عليه من الصلاة أفضلها، ومن التحيات أكملها لما اسري به إلى السماء
30 - منها: حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: أخبرني أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله الاشعري قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب وغيره، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء سمعت صوتا وهو يقول: واشوقاه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقلت لجبرئيل: يا جبرئيل ماهذا ؟ قال: هذه سدرة المنتهى تشتاق إلى ابن عمك علي بن أبي طالب.
1) أخرجه في البحار: 11 / 228 ح 49 وج 44 / 230 ح 12 عن الخرائج والجرائح.
اقول: ولعله اشتباه إذ لم نجد الحديث في كل النسخ التى حصلنا عليها عند تحقيقنا للكتاب.
[ 66 ]
فلما دنوت منها إذا أنا بملائكة عليهم تيجان من ذهب، وأكاليل من جوهر وهم يقولون: محمد خير الانبياء، وعلي خير الاوصياء.
فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الشفاعون لمن تولى علي بن أبي طالب عليه السلام(1).
31 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي أحمد بن عبد الله بن عامر، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، لما عرج بي إلى السماء، سلم علي ملك الموت ثم قال لي: يا محمد، ما فعل ابن عمك علي ؟ قلت: وكيف سألتني عنه يا عزرائيل ؟ قال: إن الله تعالى أمرني أن أقبض أرواح الخلائق كلهم إلا أنت وابن عمك فالله تعالى يقبض أرواحكما بيده(2).
32 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام يوم الاربعاء لليلة (3) بقيت من المحرم سنة (326) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سيار (4) قال: حدثني أبو مالك
1) روى نحوه في قرب الاسناد: 48 باسناده عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عنه البحار: 37 / 37 ح 6.
2) رواه ابن شاذان في مائة منقبة: 32 ضمن المنقبة 13. وذكرنا تخريجاته عند تحقيقنا للكتاب المذكور، فراجع.
3) " ليلة " ط. وتحتمل التصحيف أو سقوط عدد قبلها.
4) " سمان " ط. تصحيف.
[ 67 ]
الازدي (1) عن اسماعيل الجعفي، قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام في ناحية، فرفع رأسه إلى السماء مرة، وإلى الكعبة مرة، ثم قال (2): (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) (3) فكرر ذلك [ثلاث مرات] ثم التفت إلي وقال: أي شئ يقول أهل العراق في هذه الاية يا عراقي ؟ قلت: يقولون اسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس.
قال: ليس كما يقولون، لكنه اسري به من هذه - يعني الارض - إلى هذه - وأومى بيده إلى السماء وما بينهما (4) - ثم قال: إن الله تبارك وتعالى لما أراد زيارة نبيه صلى الله عليه وآله بعث إليه ثلاثة من عظماء الملائكة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل رفعته (59 معهم حمولة (6) من حمولته تعالى، يقال لها " البراق "(7) .
1) " الاسدي " ط.
قال في معجم رجال الحديث: 22 / 30 رقم 14734: أبو مالك الازدي روى عن اسماعيل الجعفي، وروى عنه محمد بن سيار... ثم قال: ويحتمل اتحاده مع أبى مالك الاسدي.
2) " ويقول " ط.
3) الاسراء: 1.
4) أراد عليه السلام أن اسراءه صلى الله عليه وآله لم يكن الى المسجد الاقصى فحسب، بل والى السماء أيضا.
5) " رفعت " ط.
6) الحمولة - بفتح الحاء -: ما يحمل عليه من الدواب.
7) قال الطريحي في مجمع البحرين: 5 / 138: وفى حديث المعراج " ذكر البراق " بضم الباء: وهى دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الاسراء، سمى بذلك لنصوع لونه وشدة بريقه. وقيل: لسرعة حركته تشبيها بالبرق. وجاء وصفه: أصغر من البغل، وأكبر من الحمار، مضطرب الاذنين، عيناه في حافره وخطامه مد بصره، وإذا انتهى الى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه، وإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الايمن، له من خلفه جناحان.
[ 68 ]
فأخذ له جبرئيل عليه السلام بالركاب، وأخذ ميكائيل عليه السلام باللجام، وكان اسرافيل عليه السلام يسوي عليه ثيابه، فتصاعد به في العلو في الهواء، فانفتحت لهم السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة، فلقي فيها إبراهيم عليه السلام فقال له: يا محمد، أبلغ امتك السلام [وأخبرهم] (1) أن [أهل] (2) الجنة مشتاقون إليهم.
ثم تصاعد بهم في الهواء، ففتحت لهم السماء الخامسة والسادسة، واجتمعوا عند السابعة (3).
ثم فتح لهم فتصاعد بهم في الهواء حتى انتهى إلى سدرة المنتهى وهو الموضع الذي لم يكن يجوزه جبرئيل عليه السلام وقد تخلف صاحباه (4) قبل ذلك، وكان يأنس بجبرئيل مالا يأنس بغيره.
1 و 2) استظهرناهما لملازمتهما السياق.
3) بعده في " ط " عبارة مضطربة، مشوشة، غير مفهومة ولا تخلو من سقط وتصحيف، رسمها هكذا: فقلت يا جبرئيل مالنا... لنا. فقال: يا محمد ان ربك يصلى. فقلت: سبحان ربى العظيم، وما صلاة ربى ! فقال: يا محمد يقول: قدوس سبقت رحمتى غضبى. انتهى.
والظاهر أن المراد هو أنه حتى تفتح لهما السماء السابعة كان لابد للرسول صلى الله عليه وآله - بواسطة جبرئيل عليه السلام - من صلاة وقول: " قدوس قدوس سبقت رحمتك غضبك " ومعلوم أن الصلوات الخمس لم تكن معروفة قبل هذا، وأن أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عندما اسرى به الى السماء بين يدى الله تعالى قدام عرشه جل جلاله. (راجع علل الشرائع: 2 / 334 ب 32).
وأما صلاة الله كما في قوله تعالى: (ان الله وملائكته يصلون على النبي) الاحزاب: 56 فقد قال بعض الافاضل: الصلاة وان كانت بمعنى الرحمة لكن المراد بها هنا الاعتناء باظهار شرف النبي صلى الله عليه وآله ورفع شأنه. وجاءت الصلاة بمعنى التعظيم، قيل: ومنه " أللهم صل على محمد وآل محمد " أي عظمه في الدنيا يا علاء ذكره واظهار دعوته وابقاء شريعته، وفى الاخرة بتشفيعه في امته وتضعيف أجره ومثوبته.
4) أي ميكائيل واسرافيل عليهما السلام.
[ 69 ]
فلما تخلف جبرئيل عليه السلام قال: يا جبرئيل ! في هذا الموضع تخذلني ؟ فقال له: تقدم أمامك، فوالله لقد بلغت مبلغا ما بلغه خلق لله (1) عزوجل قبلك.
ثم قال الله تعالى: يا محمد.
قلت: لبيك يا رب.
قال: فيم اختصم الملا الاعلى (2) ؟ قلت: سبحانك لاعلم لي إلا ما علمتني.
فوضع يده بين ثدييه، فوجد بردها بين كتفيه (3).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد، من وصيك ؟ فقلت (4): يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي.
فقال: ولي يا محمد.
فقلت: يا رب قد بلوت خلقك فلم أر فيهم أنصح لي من علي.
فقال: [ولي يا محمد.
فقلت:] (5) لم أر فيهم أشد حبا لي من علي.
فقال: ولي يا محمد، بشره أنه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، والكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه
1) " الله " ط.
ولعل في العبارة سقط هو: [من خلق] الله.
2) اشارة الى قوله تعالى في سورة ص: 70.
3) وضع اليد كناية عن غاية اللطف والرحمة وافاضة علومه تبارك وتعالى ومعارفه القدسية على صدره الاشرف صلى الله عليه وآله.
والبرد كناية عن الارتياح والسرور الذى ملاصدره وأنعش قلبه صلى الله عليه وآله، فالعرب تصف سائر ما يستلذ بالبرودة. وعين هذه العبارة وردت في رواية على بن ابراهيم في تفسيره، وفى بعض نسخه هكذا: يده أي يد القدرة. وفيها - أي رواية على بن ابراهيم - بعد هذه العبارة ما يؤكد حقيقة ما ذهبنا إليه، وهو ما لفظه: قال: فلم يسألنى عما مضى ولاعما بقى الا علمته. فقال: يا محمد فيم اختصم الملا الاعلى ؟ قال: قلت: يا رب في الدرجات والكفارات والحسنات.... وزاد بعدها في " ط " عبارة خالية من كل معنى، ولا نظنها الا من اضافات بعض جهلة النساخ التى طالما عبثت أياديهم بأحاديث المعصومين عليهم السلام، ولفظها هو: والناس يقولون وضع يده بين كنفيه، وكيف هذا وانما كان مقبلا الى ربه، ولم يكن مدبرا ! 4) " فقال " ط.
5) أضفناها لملازمتها السياق.
[ 70 ]
أحبني، ومن أبغضه أبغضني، مع أني أخصه [ببلاء] (1) ما لم أخص به أحدا.
فقلت: يا رب أخي وصاحبي ووارثي ! قال: إنه سبق [في علمي] (2) أنه مبتلى ومبتلى به مع أني أنحلته أربعة أشياء: العلم والفهم والحكم والحلم(3).
33 - ومنها: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا المفضل، عن سعيد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة عرج بي رأيت قبة مثل ياقوتة خضراء معلقة بين السماء والارض: لا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها، لها مصراعان، عل كل مصراع سبعون حوراء، على كل حوراء سبعون حلة، يرى مخ ساقهن من وراء الحلل كما يرى الخمر في الزجاجة البيضاء.
فقلت لجبرئيل عليه السلام: يا خليلي ! لمن هذه القبة ؟ قال: لرجل من قريش.
فقلت في نفسي: أنا الرجل القريشي، فسألت: من هو الرجل ؟ فقال: لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار.
فقلت لجبرئيل: حبيبي ! من هذا ؟ قال: علي بن أبي طالب(4).
1) استظهرناها بقرينة ما بعدها. في ط " أخصه فلم ".
2) أضفناها للزومها. ولعل في العبارة سقطا هو: [أمرقد] سبق.
3) رواه على بن ابراهيم في تفسيرة: 572 باسناده عن خالد، عن ابن محبوب، عن محمد بن سيار (مثله).
بلفظ آخر، عنه اثبات الهداة: 3 / 557 ح 623، البحار: 18 / 372 ح 79. وفى ج 38 / 104 ح 30 عنه وعن أمالى الصدوق: 286 باسناده من طريق آخر عن الباقر عليه السلام (نحوه).
4) أخرج ابن طاووس نحو هذا الحديث في كتابه: اليقين في امرة المؤمنين: 177 عن كفاية الطالب: 189، وص 179 عن خصائص النطنزى، وص 185 عن مناقب ابن المغازلى. وأخرج نحوه أيضا الحسن بن سليمان في المحتضر: 148 نقلا من كتاب المعراج بالاسناد الى سلمان الفارسى.
[ 71 ]
34 - ومنها حدثنا بشر بن طريف، عن سفيان الثوري، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أنه ليلة اسري بي إلى الله تعالى عرجت سماءا سماءا، وحاوزت الكروبيين (1) والملائكة الصافين وجاوزت موضعا لم ينته إليه جبرئيل عليه السلام، وبلغت طوبى وسدرة المنتهى فأوحى إلي ربي ما أوحى.
فقالت لي حملة العرش: بم بعثت يا محمد ؟.
فقلت: بولايتي وولاية أخي علي بن أبي طالب(2).
35 - ومنها: حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه، عن أبي عمرو الشمال، عن محمد بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا أحمد بن ادريس البرقي عن أبي المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء، ما (3) مررت بصف من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسمه في السماء أشهر من اسمي.
ثم مررت على ملك الموت وهو ينظر في اللوح، فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم قال لي: يا محمد ! ما فعل علي بن أبي طالب ؟ قلت: حبيبي ! من أين تعرف علي بن أبي طالب ؟ فقال لي: ما خلق الله تعالى خلقا إلا وأنا أتولى قبض روحه ماخلاك وخلا علي ابن أبي طالب، فان الله عزوجل يتولى قبض أرواحكما(4).
1) الكروبيين: سادة الملائكة والمقربون منهم.
2) روى الكليني في الكافي: 1 / 437 ح 6 باسناده الى أبى الحسن الاول قال: ولاية على عليه السلام مكتوبة في جميع صحف الانبياء، ولن يبعث الله رسولا الا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ووصيه على عليه السلام.
راجع في ذلك تأويل الايات: 2 / 562 ح 28 ومابعده، والبحار: 18 / 282 باب 3 في اثبات المعراج.
3) " فما " ط.
4) تقدم مثله في الحديث " 30 " من طريق آخر، وتخريجته هناك.
[ 72 ]
36 - ومنها: وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان بن محمد الهناني(1) المعروف بالدبيلي البصري، قال: حدثنا أبو أحمد ابراهيم بن محمد، عن محمد ابن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة الهندي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام جالسا في المسجد قد احتبى بسيفه، وألقى ترسه خلف ظهره، والناس حوله، إذا أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن في القرآن آية قد أفسدت علي قلبي، وشككتني في ديني ! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وما تلك الاية ؟ قال الرجل: قوله عزوجل (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)(2).
فهل في [ذلك] الزمان من سبق محمدا ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اجلس أيها الرجل أشرح لك صدرك فيما شككت فيه، إن شاء الله.
فجلس الرجل بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا عبد الله، إن الله يقول في كتابه وقوله الحق: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) (3) فكان من آيات الله تعالى التي أراها محمدا أن أسرى به حتى انتهى إلى السماء السادسة قام فأذن مرتين وأقام الصلاة مرتين، يقول فنادى به " حي على خير العمل ".
1) كذا في ط، ونوابغ الرواة 310.
وذكره الشيخ في رجاله: 505 رقم 77 في من لم يرو عن الائمة عليهم السلام قائلا: محمد بن وهبان بن محمد النبهاني... وقد يذكر " الهنائى ". وعلى كل فهو نسبة الى أحد أجداده إذ هو محمد بن وهبان بن محمد... بن هناءة بن مالك بن فهم... ومنشأ الاختلاف هو عدم ضبط اسمه ففى رجال النجاشي: 396 " هناة " وفى رجال الخوئى: 17 / 354 " هباء ". (راجع جمهرة أنساب العرب: 379).
2) الزخرف: 45.
3) الاسراء: 1.
[ 73 ]
فلما أقام الصلاة قال: يا محمد، قم فصل بهم واجهر بالقرآن، إلى خلفك زمر من الملائكة والنبيين لا يعلم عددهم إلا الله.
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم جميعا ركعتين، فجهر بهما بالقراءة ب " بسم الله الرحمن الرحيم " فلما سلم وانصرف من صلاته، أوحى الله تعالى إليه كلمح البصر: يا محمد (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) (1).
قال: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى من خلفه من الانبياء، فقال: على ما تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لاإله إلا الله، وأنك رسول الله، وأن لكل نبي منا خلفا وصيا من أهله، ماخلا هذا، فانه لاعصبة له - يعنون بذلك عيسى بن مريم عليه السلام - ونشهد أنك سيد النبيين، ونشهد أن عليا وصيك سيد الاوصياء.
وعلى ذلك أخذت مواثيقنا.
ثم أقبل على الرجل فقال: يا عبد الله، هذا تأويل ما سألت عنه من كتاب الله: (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)(2).
37 - ومنها: وأخبرني (3) عبد الله بن الحسين بن عبد الله القطيفي، قال: حدثني محمد بن صالح، عن عبد الرحمان بن محمد الحسني، عن أحمد بن الحسين، عن
1) الزخرف: 45.
2) أخرج نحوه في اليقين: 87 ب 105 عن كتاب فيما نزل من القرآن في النبي صلى الله عليه وآله لمحمد بن العباس الماهيار، وص 148 عن كتاب بكر بن محمد الشامي. وفى تأويل الايات: 2 / 564 ح 32 عن محمد بن العباس. وأورده في مقصد الراغب: 57 نحوه. وأخرجه في البحار: 18 / 394 ح 99 وج 26 / 285 ح 45 وج 37 / 316 ح 47 عن اليقين.
3) " وأخبرني عن " ط، تصحيف.
[ 74 ]
محمد بن سيف الرازي قدم علينا ببغداد، قال: حدثنا حرث بن بنان، عن عبد الاعلى عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ليلة اسري بي وصرت إلى السماء الرابعة، نظرت فإذا بملك شبيه بعلي بن أبي طالب، فقلت (1) له: ألم اخلفك في امتي ! ؟ قال: فتبسم جبرئيل عليه السلام ضاحكا وقال لي: يا محمد، شبهته بابن عمك ؟ فقلت: نعم.
فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لقد خلق الله عزوجل هذا الملك في صورة علي ابن أبي طالب عليه السلام من حبه لعلي(2).
38 - ومنها: حدثنا أبو الحسن محمد بن حيران الكاتب الانباري، قال: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن خلف بن شجرة بن كامل، قال: حدثنا عبد الله بن كثير التمار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان الحسني قال: حدثنا موسى بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء، وصرت إلى سدرة المنتهى أوحى الله إلي: يا محمد، قد بلوت خلقي، فمن وجدت أطوعهم ؟ قلت: يا رب عليا.
قال: صدقت يا محمد.
ثم قال: هل اخترت لامتك خليفة من بعدك، يعلمهم ما جهلوا من كتابي ويؤدي عني ؟ قلت: أللهم اختر لي، فان اختيارك خير من اختياري.
1) " فقال " تصحيف.
2) روى مثله في كتب الفريقين بألفاظ شتى.
راجع البحار: 39 / 97 ح 9 ومابعده.
[ 75 ]
قال: قد اخترت لك عليا(1).
39 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، عن القاسم بن إسماعيل عن حنان بن سدير، عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليهم السلام [قال:] (2) قال لي أبي علي بن أبي طالب عليه السلام: ألا ابشرك يا أبا عبد الله ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
[قال:] (3) قال لي جدك رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بى إلى السماء لقيتني (4) الملائكة، ملائكة سماء سماء بالبشارة من الله عزوجل، ولما (5) صرت إلى السماء الرابعة لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة، فقال لي: يا محمد، لو اجتمعت امتك على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار(6).
40 - ومنها: قال أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أحمد بن علي بن مهدي، قال:
1) رواه الطوسى في أماليه: 353 ح 45 (مثله).
عنه البحار: 18 / 371 ح 78، والجواهر السنية: 258، والبرهان: 4 / 199 ح 7.
ورواه الخوارزمي في مناقبه: 215.
(مثله)، عنه مدينة المعاجز: 161، وعن تأويل الايات: 2 / 596 ح 10.
أخرجه في البحار: 24 / 181 ح 14 وج 36 / 159 ح 140، والبرهان: 5 / 199 ح 6 عن تأويل الايات (وجميعا قطعة منه).
وأخرجه في الجواهر السنية: 310 نقلا من كتاب اليقين لابن طاووس مرسلا، وفى المحتضر: 147 مرسلا (مثله).
2 و 3) أثبتناهما للزومهما السياق.
4) في الاصل " فلقيتنى " وما أثبتناه أنسب.
5) في الاصل " حتى لما ".
6) رواه الطوسى في أماليه: 255 ح 9، عنه البحار: 18 / 388 ح 97 وج 40 / 35 ح 70 والبرهان: 2 / 403 ح 36.
[ 76 ]
حدثني أبي، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء، أخذ جبرئيل عليه السلام بيدي، فأقعدني على درنوك (2) من درانيك الجنة، ثم ناولني سفر جلة، فأنا اقلبها، فانفلقت فخرجت منها جارية حوراء، لم ير أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد.
قلت: وعليك السلام.
من أنت ؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك ووسطي من كافور وأعلاي من عنبر، وعجنني الجبار بماء الحيوان.
ثم قال الجبار: كوني.
فكنت، خلقني لاخيك وابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلام(3).
41 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله (4) بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأى لفظه قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي قال: حدثنا [علي بن] (5) محمد بن علي، عن أبيه محمد بن علي بن موسى، عن
1) في الاصل زيادة: عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله.
2) الدرنوك: نوع من البساط أو الثياب له خمل، جمعه درانيك.
3) رواه الصدوق في أماليه: 154 ح 12، عنه البحار: 18 / 332 ح 35 وج 40 / 4 ح 8 ومدينه المعاجز: 62. ورواه أيضا في عيون أخبار الرضا: 2 / 26 ح 7. عنه البحار: 39 / 229 ح 4. ذكرنا أكثر مصادر هذا الحديث عند تحقيقنا لصحيفة الامام الرضا: 96 ح 30. فراجع.
4) في الاصل: عبد الله، والصحيح هو: محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى ابن منصور الهاشمي.
راجع تنقيح المقال: 3 / 72.
5) أضفناه تقويما للسند. حيث أن الهاشمي هو من أصحاب الامام الهادى عليه السلام. راجع تنقيح المقال: 2 / 358.
[ 77 ]
علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة اسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر وزبرجد أخضر ودر [و] (1) مرجان، ملاطها المسك الاذفر، وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمان وحور خيرات حسان، وأنهار لبن، وأنهار عسل تجري على الدر والجوهر وقباب على حافتي تلك الانهار، وغرف وخيام وخدم وولدان، فرشها الاستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار.
فقلت: يا حبيبي جبرئيل، لمن هذه القصور وما شأنها ؟ قال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلق الله عزوجل كذلك (2) وأعد فيها ما ترى ومثلها أضعافا مضاعفة لشيعة أخيك علي بن أبي طالب عليه السلام وخليفتك من بعدك على امتك.
و [هم] (3) يدعون في آخر الزمان باسم يراد به غيرهم، الرافضة وإنما هو زين لهم، لانهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق، وهو السواد الاعظم.
ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة علي بن الحسين من بعده، ولشيعة محمد بن علي من بعده، ولشيعة جعفر بن محمد من بعده.
ولشيعة موسى بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده.
ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة علي بن محمد من بعده.
ولشيعة ابنه الحسن من بعده ولشيعة محمد المهدي من بعده.
يا محمد، فهؤلاء الائمة من بعدك، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى.
وشيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبيهم شيعة الحق، وموالي الله وموالي
1) أضيفت لتصحيح السياق.
2) في الاصل: كذا، وما أثبتناه أصح.
3) أضفناها تصحيحا للعبارة.
[ 78 ]
رسوله الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحق واتبعوه [واتبعوا] (1) أقوالهم في حياتهم ورووها (2) من بعد وفاتهم، متناصرين على محبتهم.
رحمة الله عليهم إنه غفور رحيم(3).
42 - ومنها خبر الرطب: روي عن الصحابة الصادقين، أن النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أبوك اليوم ضيفك.
فقالت فاطمة عليها السلام: الحسن والحسين عليهما السلام يطالبان (4) بشئ من الزاد، ولم يكن شئ في المنزل من القوت، فدخل (5) أمير المؤمنين والحسن والحسين فجلسوا عنده.
فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى السماء ساعة، وإذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل من السماء فقال: يارسول الله ! العلي الاعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية، ويقول لك: قل لعلي بن أبي طالب ولفاطمة والحسن والحسين: أي شئ تطلبون من فواكه الجنة تحضر بين أيديكم (6) ؟.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي، يا فاطمة، ويا حسن ويا حسين ! أي شئ تشتهون من فواكه الجنة تحضر بين أيديكم ؟ فأمسكوا.
فقال الحسين عليه السلام: عن إذنك يارسول الله، وعن إذنك يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا سيدة نساء رب العالمين (7) وعن إذنك يا حسن.
فقالوا جميعا: نعم، قل يا حسين مما شئت !
1) أضفناها تقويما للكلام.
2) في الاصل: بعد (واتبعوه): فيقولونهم في خيرتهم ورووهم، وما أثبتناه هو الانسب للسياق.
3) أخرجه في البحار: 68 / 76 ح 136 عن كتاب المسلسلات (نحوه).
4) في الاصل: يطالبون. تصحيف.
5) في الاصل زيادة: النبي و.
6) في الاصل: أيديهم، وما أثبتناه أنسب.
7) في الاصل: رب العالمين، ورب تصحيف وزيادة.
[ 79 ]
فقال: اريد رطبا: فوافقوا على ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: قومي يا فاطمة اعبري المخدع فأحضري ما فيه، فإذا فيه مائدة من موائد الجنة، وعليه سندسة خضراء، وفيه رطب جني في غير أوان الرطب.
فقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة وهي حاملة المائدة: من أين لك هذا ؟ قالت: هو من عند الله، وأخذه النبي صلى الله عليه وآله وقدمه بين يديه وسمى.
وأخذ رطبة واحدة [فوضعها] (1) في في الحسين عليه السلام وقال: هنيئا يا حسين.
ثم أخذ رطبة ثانية، فوضعها في في الحسن، وقال: هنيئا يا حسن.
ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في في فاطمة، وقال: هنيئا يا فاطمة.
ثم أخذ الرابعة فتركها في في أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: [هنيئا] (2) يا أمير المؤمنين.
ثم وثب قائما ثم جلس، وأخذ رطبة ثانية، ثم وضعها في في أمير المؤمنين عليه السلام وقال: هنيئا لامير المؤمنين.
ثم وثب قائما، ثم جلس، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في في أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: هنيئا لامير المؤمنين.
ثم قام وقعد، ثم أكلا جميعا، وارتفعت المائدة إلى السماء.
فقالت فاطمة عليها السلام: لقد رأيت [يا] (3) رسول الله منك اليوم عجبا ! فقال: يا فاطمة [الرطبة] (4) الاولى التي وضعتها في في الحسين (5) سمعت ميكائيل وإسرافيل، يقولان: هنيئا يا حسين.
فقلت موافقا لهما: هنيئا يا حسين.
ثم أخذت الرطبة الثانية، فوضعتها في في الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا يا حسن.
فقلت موافقا لهما: هنيئا يا حسن.
1) أضفناها لاستقامة الكلام.
2) أضفناها تلافيا للسقط الذى يكشفه ما بعده.
3) أضفناها لاتمام العبارة.
4) أضفناها لاستقامة الكلام.
5) في الاصل (بعد الحسين) زيادة وهى: وقلت هنيئا يا حسين.
[ 80 ]
فأخذت الرطبة الثالثة، فوضعتها في فيك، فسمعت الحور العين مشرفين من الجنان، وهن يقلن: هنيئا يا فاطمة.
فقلت موافقا لهن: هنيئا لك يا فاطمة.
ثم أخذت الرابعة، فوضعتها في في أمير المؤمنين، فسمعت صوت النداء من الحق، يقول: هنيئا يا علي.
ثم قمت إجلالا لله تعالى، ثم ثانية، ثم ثالثة، وأسمع صوت الحق هنيئا يا علي.
[فقمت](1) إجلالا لله تعالى - ثلاث مرات - فسمعت الحق يقول: وعزتي وجلالي، لو ناولت عليا من الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت: هنيئا هنيئا.
في فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء ومعجزاتها ومعجزات أولادها المعصومين عليهم السلام
" استعنت بالله وتوكلت على الله "
1 - حدثنا القاضي أبو الفرج، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا منذر السراج، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أسلم بن ميسرة العجلي (2) (عن سعيد) (3) عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام.
قلت: وأين كنتم يارسول الله ؟ قال: قدام العرش، نسبح الله عزوجل ونقدسه ونمجده.
قال: قلت: على أي مثال ؟
1) أضفناها لاستقامة النص.
2) في الاصل: العجلاني، وهو تصحيف.
3) ليس في العلل.
[ 81 ]
قال: أشباح نور حتى [إذا] (1) أراد الله تعالى أن يخلق صورنا، صيرنا عمود نور.
ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الاباء وأرحام الامهات لا يصيبنا نجس الشرك ولاسفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون.
فلما صيرنا إلى صلب عبد الملك، أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في صلب عبد الله ونصفه في صلب أبي طالب.
ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة، والنصف الاخر إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليا.
ثم أعاد الله عزوجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة.
ثم أعاد عزوجل العمود إلى [علي] (2) فخرج الحسن والحسين، فما كان من نور علي صار في الحسن، وما كان من نوري صار في ولدي الحسين، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة(3).
2 - ومنها: روى منصور بن صدقة، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إبنتي فاطمة حوراء آدمية، لم تطمث ولم تحض.
وإنما سميتها (4) فاطمة لان الله عزوجل فطمها [و] (5) محبيها من النار.
وفي رواية اخرى: فطم من أحبها من النار(6).
1) أضفناها ليتم الكلام.
2) في الاصل: إليه، وما أثبتناه أصح.
3) رواه الصدوق في العلل: 208 ح 11، عنه البحار: 15 / 7 ح 7، وج 35 / 34 ح 32، وج 57 / 43 ح 16 وص 175 ح 134 (صدره)، واثبات الهداة: 2 / 450 ح 351 (قطعة). ورواه الطبري في دلائل الامامة: 59، عنه مدينة المعاجز: 203 و 237.
4) في الاصل: سماها. وما أثبتناه هو الاظهر.
5) أضفناها تصحيحا للعبارة.
6) راجع في ذلك البحار: 43 / 10 باب 2.
[ 82 ]
3 - ومنها: روى جابر بن عبد الله، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنما سميت (1) فاطمة الزهراء، لان (2) الله عزوجل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بضوء نورها، وغشت أبصار الملائكة وخرت الملائكة [لله] (3) ساجد بن، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ماهذا النور ؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، وخلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء، واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، ويهدون إلي خلقي وأجعلهم خلفائي (4) في أرضي(5).
4 - ومنها: روى أبو عبد الله أحمد بن أبي البردى العامل، رفعه إلى ابن عباس، قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال له: يارسول الله، بأي شئ فضلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد.
فقال: يا أخا العرب، إن الماء لما أحب الله جل ذكره عند خلقنا، تكلم بكلمة صار نورا، وتكلم باخرى صار (6) روحا، فخلقني وخلق عليا وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين.
فخلق من نوري العرش، وأنا أجل من العرش.
وخلق من نور علي السماوات فعلي أجل من السماوات.
1) في الاصل: سماها، والاظهر هو ما أثبتناه.
2) في الاصل: ان، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر.
3) أضفناها ليستقيم السياق.
4) في الاصل: خلفا، وما أثبتناه هو الانسب.
5) روى مثله الصدوق في العلل: 179 ح 1، وزاد في آخره (بعد انقضاء وحيى).
عنه البحار: 43 / 12 ح 5، والجواهر السنية: 240، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 31 ح 2.
6) في الاصل: صارت، وما أثبتناه هو الانسب.
[ 83 ]
وخلق من نور الحسن القمر فالحسن أجل من القمر.
وخلق من نور الحسين الشمس فالحسين خير من الشمس.
ثم إن الله تعالى ابتلى الارض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل، فقال عز وعلا لجبرئيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش.
ففعل جبرئيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السماوات السبع والارضين السبع فسبحت الملائكة وقد ست.
فقال الله: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني، لاجعلن ثواب تسبيحكم وتقديمكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة.
فمن أجل ذلك سميت " الزهراء " عليها السلام(1).
كيف حملت بها خديجة عليهما السلام:
5 - روى عبد العزيز الوراقدي، عن زيد بن أسلم، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما مات ولدي من خديجة، أوحى الله تعالى إلي أن لاتقربها.
وكنت ولها عاشقا، ولما كان شهر رمضان ليلة أربع وعشرين، ليلة جمعة أتاني جبرئيل ومعه طبق من رطب الجنة، فقال لي: يا محمد ! كل هذا وواقع خديجة الليلة.
ففعلت، فحملت بفاطمة، فما شممت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب منها (2).
وخبر ولادتها ذكرناه في أعلام فاطمة عليها السلام.
1) رواه في ارشاد القلوب: 403 مرفوعا عن سلمان الفارسى (رض) مثله باختلاف يسير وزيادة، عنه البحار: 43 / 17 ح 16، وعوالم الزهراء عليها السلام: 11 / 2 ح 1 وعوالم الامام الحسن عليه السلام: 16 / 10 ح 1.
2) راجع البحار: 43 / 3 باب 1 ولادتها عليها السلام.
[ 84 ]
ذكر أسمائها عليها السلام:
6 - قال أبو عبد الله عليه السلام (1): لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء: فاطمة، والمدونة والمباركة، والطاهرة، والزكية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء، والبتول، (2) تزويجها عليها السلام بأمير المؤمنين عليه السلام 7 - روى الشافعي محمد بن إدريس (3) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان بن عوف، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له عبد الرحمان بن عوف: [يارسول الله] (4) تزوجني فاطمة ابنتك، وقد بذلت (5) لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق العيون، محملة كلها قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار.
فقال عثمان: بذلت لها ذلك وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما.
فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان
1) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن ابن أحمد العلوى المحمدى النقيب.
قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين ابن موسى القمى، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنى الحسن بن عبد الله، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (ع).
2) روى الصدوق مثله في أماليه: 474، والعلل: 178 ح 3، والخصال: 414 باسناده عن يونس بن ظبيان.
ورواه الطبري في دلائل الامامة باسناده عن الحسن بن أحمد العلوى، عن الصدوق مثله، وفيها جميعا: " الصديقة " بدل " المدونة " و " الراضية " بدل " البتول ".
3) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوى المحمدى النقيب، قال: حدثنا الاصم بعسقلان، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن ادريس الشافعي....
4) أثبتناها لضرورتها.
5) في الاعلى: وتبذل أنت لها، وما أثبتناه هو من بقية المصادر ولابد منه.
[ 85 ]
وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ ! قال: فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان.
وهبط جبرئيل في تلك الساعة فقال: يا أحمد ! إن الله تعالى يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب فانما مثله مثل الكعبة يحج إليها، ولا تحج إلى أحد.
إن الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى [أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور العين أن يتزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى] (1) وآمر ملكا من الملائكة يقال له: " راحيل " وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها، أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون، أمرني أن أنصب منبرا من نور، وأمر راحيل أن يرقى ذلك، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج عليا من فاطمة عليهما السلام بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى ذكره.
وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرا ما فيهما من الحلي والحلل والطيب وأمر الحور أن يلقطن ذلك، وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة.
وقد أمرك الله تعالى أن تزوجه بفاطمة عليها السلام في الارض، وأن تقول لعثمان: أما سمعت في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم * مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) ؟ ! (2) وأما سمعت في كتابي: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (3) ؟ !
1) أضفناها من المصادر لاهميتها في السياق.
2) الرحمن: 19 و 20.
3) الفرقان: 54.
[ 86 ]
فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام جبرئيل عليه السلام وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان والعباس، فأحضرهم، ثم قال لعلي عليه السلام: إن الله تعالى قد أمرني أن ازوجك.
فقال: يارسول الله، إني لاأملك إلا سيفي وفرسي ودرعي.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله إذهب فبع الدرع.
فخرج علي عليه السلام فنادى على درعه فجاءت بأربعمائة درهم أو دينار (1) فاشتراه دحية الكلبي.
فلما أخذ علي عليه السلام [الثمن] (2) وسلم دحية الدرع عطف دحية إلى علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل هذه الدرع هدية ولا تخالفني في ذلك.
فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله ونحن جلوس بين يديه.
فقال: يارسول الله، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم أو دينار وقد اشتراه دحية الكلبي وقد سألني (3) أن أقبل الدرع هدية، فأي شئ تأمر، أقبلها أم لا ؟.
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، ولكنه جبرئيل، وإن الدراهم من عند الله تعالى، لتكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة، وزوجه النبي صلى الله عليه وآله بها.
ودخل بعد ثلاث.
قال: وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام وقد هبط بأترجة من الجنة، فقال له: يارسول الله، إن الله يأمرك بدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب، فدفعها النبي صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام.
فلما حصلت في كفه انقسمت في كفه قسمين: على قسم منها مكتوب: لاإله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الاخر مكتوب: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب، (4)
1) الترديد من الراوى.
وفى بعض المصادر: (و).
(2) أضفناها اتماما للعبارة.
3) في الاصل: وقد أقسم على، وما أثبتناه أظهر لموافقته سؤال الكلبى.
4) ورواه في دلائل الامامة: 12 باسناده عن أنس بن مالك (مثله). أخرجه في مدينة المعاجز: 144 عن صاحب كتاب مسند فاطمة عليها السلام باسناده عنه.
[ 87 ]
خبر الخطبة 8 - روى (1) محمد بن زكريا الغلابي، عن شعيب بن واقد عن الليث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر عن جده عليهم السلام، عن جابر.
قال: لما أراد [رسول] الله أن يزوج فاطمة عليا عليهما السلام، قال له: أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فاني خارج في أثرك، ومزوجك بحضرة الناس وذاكر (2) من فضلك ما تقر به عينك.
قال [علي عليه السلام] (3): خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فرحا مسرورا.
فقال أبو بكر وعمر: ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت: يزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وأخبرني أن الله قد زوجنيها، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله خارج في أثري ليذكر [ذلك] (4) بحضرة الناس.
ففرحا ودخلا معي المسجد.
قال علي عليه السلام: فو الله ما توسطناه (5) حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا.
فقال صلى الله عليه وآله: أين بلال ؟ فأجاب: لبيك وسعديك يارسول الله.
ثم قال: أين المقداد ؟ فقال: لبيك يارسول الله.
فقال: أين سلمان ؟ فأجاب: لبيك يارسول الله.
فقال: أين أبو ذر ؟ فقال: لبيك يارسول الله فلما مثلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة، واجمعوا
1) في سند دلائل الامامة: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى، قال حدثنى أبى، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبى العرب الضبى، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى....
2) في الاصل: أذكر، وما أثبتناه هو الانسب.
3) أضفناها لضرورتها.
4) أضفناها لضرورتها.
5) أي المسجد.
[ 88 ]
المهاجرين والانصار والمسلمين.
فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه، وقال: " الحمد الله الذي رفع السماء فبناها، وبسط الارض فدحاها، وأثبتها بالجبال فأرساها، فأخرج منها ماءها ومرعاها، الذي يعظم عن صفات الواصفين، ويجلل عن تحبير لغاب الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين وجعلني نقمة للكافرين، ورأفة ورحمة على المؤمنين.
عباد الله، إنكم في دار أمل، حياة فيها (1) وأجل، وصحة وعلل، دار زوال وتقلب أحوال، جعلت سببا للارتحال، فرحم الله امرءا قصر من أمله، وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وقدم ليوم فاقته ليوم يحشر فيه الاموات وتخشع له الاصوات، وتنكر الاولاد والامهات (وترى الناس سكارى وماهم بسكارى) (2) يوم (يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) (3) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (4) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (5) يوم تبطل فيه الانساب وتقطع الاسباب، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ويدفعون إلى العذاب (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)(5).
يا أيها الناس إنما الانبياء حجج الله عزوجل في أرضه، والناطقون بكتابه القائلون بوحيه، العالمون بعلمه، وإن الله أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي
1) في الاصل غير واضحة، فاحتملنا ما أثبتناه، وهو الاظهر.
2) اقتباس من سورة الحج: 2.
3) اقتباس من سورة النور: 25.
4) اقتباس من سورة آل عمران: 30.
5) اقتباس من سورة الزلزلة: 7 و 8 6) اقتباس من سورة آل عمران: 185.
[ 89 ]
وابن عمي، وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، وإن الله قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه [في الارض] (1) وأشهدكم على ذلك ".
ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: قم يا علي فاخطب لنفسك.
قال: يارسول الله ! أخطب وأنت حاضر ؟ قال: اخطب بها لدي (2) أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي.
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس اسمعوا قول نبيكم: " إن الله عزوجل بعث أربعة آلاف نبي و [لكل نبي] (3) وصي، فأنا خير الانبياء، ووصيي خير الاوصياء "، ثم أمسك رسول الله صلى الله عليه واله وابتدأ علي عليه السلام، فقال: " الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين، وأنار بثواقب عظمته [قلوب] (4) المتقين، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين (5) وأبهج بابن عمي المصطفى العالمين، وعلت دعوته دواعي الملحدين، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين وجعله خاتم النبيين، وسيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره، وبلغ عن الله آياته.
والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه، وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله عليه محمد صلاة تزكيه وتحظيه.
و [بعد: فان] (6) النكاح مما أمر الله به وأذن فيه.
مجلسنا هذا مما قضاه الله تعالى ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله [رسول الله] (7) قد زوجني ابنته فاطمة على
1) أضفناها للزومها.
2) كذا في الاصل، وفى بعض المصادر " فهكذا ".
3) أضفناها لاستقامة العبارة.
4) أضفناها اتماما للمعنى.
5) في الاصل: الفاضلين، وما أثبتناه هو الانسب.
6) أضفناها من بقية المصادر.
7) أضفناها للزومها.
[ 90 ]
صداق أربعمائة درهم - أو دينار (1) - وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا.
فقال المسلمون: زوجته يارسول الله ؟ قال نعم.
قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما(2) حديث المهر وكم قدره.
9 - روى المنهال (3) عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضجت الملائكة إلى الله فقالوا: إلهنا وسيدنا، أعلمنا: مامهر [فاطمة] (4) لنعلم ونتبين أنها أكرم الخلق عليك ؟ فأوحى الله إليهم: ملائكتي وسكان سماواتي، أشهدكم أن مهر فاطمة بنت محمد نصف الدنيا(5).
10 - منها أن جابر الجعفي (6) قال: قال سيدي الباقر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة
1) الترديد من الراوى.
2) رواه ابن جرير الطبري في دلائل الامامة: 16 عن جابر (مثله).
3) ذكر السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى بن أحمد بن ابراهيم بن سعد التلعكبرى، قال: أخبرني أبى، قال: حدثنا أبو على أحمد بن محمد بن جعفر الصولى.
قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثنا الحسن بن عمارة عن المنهال...
4) في الاصل: مامهرها، وما أثبتناه توضيحا للعبارة.
5) رواه في دلائل الامامة: 18، وفى مدينة المعاجز: 146 عن أبى ذر (ره) عن رسول الله صلى الله عليه وآله (مثله).
6) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس غياث الديلمى، عن الحسن بن محمد بن يحيى الفارسى، عن زيد الهروي عن الحسن بن مسكان، عن نجبة، عن جابر الجعفي.....
[ 91 ]
عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) (1) فقال عليه السلام: إن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر والعطش، فاستسقى موسى الماء.
وشكا إلى ربه مثل ذلك، وقد شكا المؤمنون إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يارسول الله، تعرفنا من الائمة بعدك ؟ فما مضى من نبي [إلا] (2) وله وصي وأئمة بعده، وقد علمنا أن عليا وصيك، فمن الائمة من بعده ؟ فأوحى الله إليه: إني قد زوجت [عليا] (3) بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي وجعلت جبرئيل خطيبها، وميكائيل، وليها، وإسرافيل القابل عن علي، وأمرت شجرة طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب والدر والياقوت والزبرجد الاحمر والاخضر والاصفر ومناشير مخطوطة كالنور، فيها أمان لملائكتي ويدخرونها (4) إلى يوم القيامة.
وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلثي الجنة، وجعلت نحلتها في الارض أربعة أنها: الفرات والنيل ومهران (5) ونهر بلخ.
فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك، فانك إذا زوجت عليا من فاطمة جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي، سيد كل أمة إمامهم في زمانه، ويعلمون كما علم قوم موسى مشربهم.
وكان [بين] (6) تزويج أمير المؤمنين بفاطمة عليهما السلام في السماء إلى تزويجها في
1) البقرة: 60.
2) أضفناها لضرورتها.
3) أضفناها لاتمام العبارة.
4) في الاصل: ويدخروا وما أثبتناه هو الاظهر.
5) في بقية المصادر " دجلة ".
6) أضفناها ليستقيم الكلام.
[ 92 ]
الارض أربعين يوما(1).
خبر محمود الملك
11 - روى علي بن جعفر (2) عن موسى بن جعفر عليه عليهما السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرئيل، لم أرك في مثل هذه الصورة ؟ فقال الملك: لست بجبرئيل أنا محمود، بعثني الله عزوجل أن ازوج النور من النور.
قال: من ؟ ممن ؟ قال: فاطمة من علي وصيك.
قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه مكتوب: محمد رسول الله وعلي وصيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: منذكم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال: من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بمائتين وعشرين ألف عام(3).
1) رواه في دلائل الامامة: 18، وفى مدينة المعاجز: 146 ح 28، عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام (مثله).
أخرج مثله في البحار: 36 / 265 ح 86، وفى اثبات الهداة: 3 / 131 ح 891 ضمن حديث طويل عن المناقب: 1 / 242.
2) السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني أبو الحسن على بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن موسى القمى، قال: حدثنى جعفر بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد البزنطى عن على بن جعفر....
3) رواه الصدوق في أماليه: 474 ح 19، والخصال: 640 ح 17، ومعانى الاخبار: 103 ح 1 (مثله)، عنها البحار: 43 / 111 ح 23. ورواه الكليني في الكافي: 1 / 460 ح 8، عنه مدينة المعاجز: 159. ورواه في دلائل الامامة: 19. وفى مدينة المعاجز: 146 عن مسند فاطمة " ويقال له مناقب فاطمة " عليها السلام. أخرجه في البحار: المذكور عن المناقب: 3 / 126 وفيه: وفى رواية بأربعة وعشرين ألف عام.
[ 93 ]
خبر النثار:
12 - روى (1) أبو الصلت عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده [عن أبيه، عن علي] (2) عليهم السلام قال: لما زوجني النبي صلى الله عليه وآله (3) بفاطمة، قال لي: أبشر يا علي، فان الله قد كفاني ما أهمني من أمر تزويجك.
قال: قلت: وماذاك ؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنبل الجنة، وقرنفلة من قرنفلها، فأخذتهما وشممتهما [وقلت يا جبرئيل ما شأنهما] (4).
فقال: إن الله عزوجل أمر ملائكة الجنة وسكانها أن بزينوا الجنة بأشجارها وأنهارها وقصورها ودورها وبيوتها ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين أن يقرآ: حم عسق، ويس، وفي رواية: طه ويس.
ثم نادى مناد: إشهدوا أجمعين [أن] الله يقول: إني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبي طالب.
ثم بعث الله تعالى عليهم السحابة، فأمطرت عليهم الدر والياقوت واللؤلؤ والجوهر.
ونثرت الملائكة السنبل والقرنفل، فهذا مما نثرت الملائكة(5) .
1) السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال حدثنا أبو القاسم التسترى، قال: حدثنا أبو الصلت....
2) أضفناها اتماما للسند.
3) في الاصل: لما زوج النبي عليا، وما أثبتناه هو الاصح.
4) أضفناها من بعض المصادر لاتمام العبارة.
5) رواه الصدوق في أماليه: 448 ح 1، وفى العيون: 1 / 222 ح 1 (ضمن حديث طويل).
عنهما البحار: 43 / 101 ح 12، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 185 ح 28.
[ 94 ]
خبر الوليمة:
13 - قد ذكرناه في أعلام فاطمة عليها السلام في هذه المجموعة.
خبر ليلة الزفاف:
14 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: [حدثنا] أبو العباس أحمد ابن محمد بن [أحمد بن] سعيد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن [أحمد ابن] الحسن، عن موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة من علي عليهما السلام، أتاه ناس من قريش، فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا زوجت عليا ولكن الله تعالى زوجه ليلة اسري بي إلى السماء [قصرت] عند سدرة المنتهى، أوحى الله تعالى إلى السدرة (1) أن انثري ما عليك، فنثرت الدر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه (2) ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله.
فلما كانت ليلة الزفاف اتي النبي صلى الله عليه وآله ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمانا أن يقودها والنبي صلى الله عليه وآله يسوقها.
فبينما هم في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله جلبة، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألفا [من الملائكة] وميكائيل في سبعين ألفا.
وروى مثله في دلائل الامامه: 19، باسناده عن الهروي، عن الرضا، عن آبائه، عن على ابن ابى طالب عليهم السلام.
أخرج مثله في مدينة المعاجز: 147، عن كتاب مسند (مناقب) فاطمة عليها السلام.
1) في الاصل: الى السماء والسدرة وما أثبتناه موافقا للعبارة.
2) النهادى: أن يهدى بعضهم الى بعض. وفى الحديث " تهادوا تحابوا ". " لسان العرب: 15 / 257 ".
[ 95 ]
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب عليه السلام.
فكبر جبرئيل وميكائيل، وكبرت الملائكة وكبر محمد صلى الله عليه وآله.
فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة سنة.
قال علي عليه السلام: ثم دخل إلى منزلي (1) فدخلت إليه فدنوت منه، فوضع كف [فاطمة] الطيبة (2) في كفي، وقال: ادخلا المنزل ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما.
قال علي عليه السلام: فدخلت أنا وهي المنزل، فما كان إلا أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل، ثم قال: يا علي، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة.
قال: ففعلت، ثم أتيته به، فتفل فيه تفلات، ثم ناولني القعب فقال: اشرب.
فشربت، ثم رددته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فناوله فاطمة عليها السلام.
ثم قال لها: اشربي حبيبتي، فجرعت منه ثلاث جرعات، ثم ردته على أبيها، وأخذ ما بقي من الماء فنضحه على صدري وصدرها.
ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3).
ثم رفع يده فقال: يا رب إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل العترة الهادية من علي وفاطمة، ثم خرج.
قال علي عليه السلام: فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما أن كان في آخر السحر أحسست برسول (4) الله صلى الله عليه وآله معنا فذهبت لانهض، فقال لي: مكانك يا علي أتيتك في فراشك رحمك الله.
فأدخل النبي صلى الله عليه وآله رجليه معنا في الدثار، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة، فاستيقظت (5) فاطمة، فبكى وبكت، وبكيت لبكائهما
1) في الاصل: منزله، تصحيف.
2) في الاصل: كفه اللطيفة، وما أثبتناه أظهر.
3) سوره الاحزاب: 33.
4) في الاصل: بحس رسول.
5) في الاصل: ثم استيقظت، تصحيف.
[ 96 ]
فقال لي: ما يبكيك يا علي.
فقلت: فداك أبي وامي، بكيت وبكت فاطمة، فبكيت لبكائكما(1).
قال: نعم أتاني جبرئيل عليه السلام، فبشرني بفرخين كريمين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما وعرفت أنه يقنل غريبا عطشانا، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها.
ثم قالت: يا أبت لم يقتلوه وأنت جده، وعلي أبوه، وأنا امه ؟ ! قال: يا بنية، طلب الملك، أما إنه ليعلن عليهم سيف لا يغمد إلا على يدي المهدي من ولدك.
يا علي، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أبغضك وأبغض ذريتك لقد أبغضني. ومن أبغضني فقد أبغضه الله وأدخله النار(2).
خبر الطيب :
15 - روى جابر الجعفي (3) عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام عن محمد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبي عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام يوم زوجه فاطمة عليها السلام (4): يا علي، ارفع رأسك إلى السماء فانظر ما ترى ؟
1) في الاصل: لبكائهما، تصحيف.
2) رواه الطوسى في أماليه: 1 / 263 (الى قوله: على العرائس من تلك الليلة).
عنه البحار: 43 / 104 ح 15، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 195 ح 35.
ورواه في دلائل الامامة: 23 بتمامه.
أخرجه بتمامه أيضا في مدينة المعاجز: 148 عن كتاب مسند (مناقب) فاطمة عليها السلام.
3) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري القاضى قال " أخبرنا القاضى أبو الحسين على بن مالك السيارى، قال، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابى، قال: حدثنى جعفر بن محمد بن عمارة الكندى، قال: حدثنى أبى، عن جابر الجعفي....
4) في الاصل زيادة: من على.
[ 97 ]
قال: رفعت رأسي ورأيت جوار مزينات معهن هدايا.
قال: فاولئك خدمك وخدم فاطمة في الجنة، فانطلق إلى منزلك، ولاتحدث شيئا حتى آتيك.
[قال عمار] (1): فما كان إلا أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزله، وأمرني أن أهدي لهما طيبا.
قال عمار: فلما كان من الغد جئت إلى منزل فاطمة عليها السلام ومعي الطيب.
فقالت: يا أبا اليقظان، ماهذا الطيب ؟ قلت: طيب، أمرني به أبوك أن اهديه لك.
قالت: والله لقد أتاني من السماء طيب مع جوار من الحور العين، وإن فيهن جارية حسناء كأنها القمر ليلة البدر.
فقلت: من بعث بهذا الطيب ؟ فقالت: دفعه لي رضوان خازن الجنة، وأمر هؤلاء الجواري أن ينحدرن معي ومع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنة في اليد اليمنى، وفي اليد اليسرى طاقة (2) من رياحين الجنة، فنظرت الجواري وإلى حسنهن.
فقلت: لمن أنتن ؟ فقلن: نحن لك ولاهل بيتك ولشيعتك من المؤمنين.
فقلت: أفيكن من أزواج ابن عمي أحد ؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا والاخرة، ونحن خدمك وخدم ذريتك.
[قال ]: وحملت بالحسن، فلما رزقته بعد أربعين يوما حملت بالحسين، ثم رزقت زينب وام كلثوم، وحملت بمحسن.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وجرى ما جرى يوم دخول القوم عليها [دارها]
1) أضفناها لاتمام الكلام.
2) الطاقة: شعبة من ريحان أو شعر وقوة من الخيط أو نحو ذلك. (لسان العرب: 10 / 232).
[ 98 ]
وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين عليه السلام ضربوا (1) الباب على بطنها حتى أسقطت به ولدا تماما، وكان أصل مرضها ذلك ووفاتها عليها السلام(2).
منزل فاطمة عليها السلام في الجنة:
16 - روى عبد الله بن مسعود (3) عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: كنا في غزاة تبوك ونحن نسير معه، فقال: يابن مسعود، إن الله عزوجل أمرني أن ازوج فاطمة من علي. ففعلت.
وقال لي جبرئيل: إن الله عزوجل قد بنى جنة من قصب اللؤلؤ، بين كل قصة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا أخضرا، فيها طاقات من اللؤلؤ مكللة بالياقوت، وجعل عليها غرفا، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، وقبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع الشجر، وبنى في كل قصر قبة، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء، فرشها السندس والاستبرق، وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر، وجعل في كل قبة مائة باب، وفي كل باب جاريتان وشجرتان، وفي كل قبة فرش وكتاب مكتوب حول القبة آية الكرسي.
فقلت: يا جبرئيل لمن بنى الله عزوجل هذه الجنة ؟ فقال: هذه جنة بناها الله تعالى لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك عليهما السلام تحفة
1) في الاصل: وضربوا، والانسب هو ما أثبتناه.
2) روى مثله في دلائل الامامة: 26.
3) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا عبد النور المسمعى، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن عمر بن عميرة، عن ابراهيم بن مسروق، عن عبد الله بن مسعود....
[ 99 ]
أتحفها الله بها وأقربها عينيك يا محمد(1).
17 - ومنها: روى جابر الجعفي (2) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد الله، قيل [لرسول الله صلى الله عليه وآله] (3): يارسول الله، إنك تقبل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك، وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك ؟ فقال: أتاني جبرئيل بتفاحة من تفاح الجنة، فأكلتها فتحولت في صلبي ثم واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحتها(4).
1) رواه في دلائل الامامة لابن جرير الطبري: 50. ورواه في المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 113، عنه البحار: 43 / 41: وعوالم فاطمة عليها السلام: 11 / 65 عن أبى صالح في الاربعين. وأخرجه في فضائل الخمسة من الصحاح السنة: 2 / 131 وج 3 / 115 وفى احقاق الحق: 6 / 66 عن مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 204. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 1 / 238 في ترجمة الامام على عليه السلام عن عبد الله ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله. وأخرجه في احقاق الحق: 17 / 335 عن المحاسن المجتمعة للعلامة الصفودى: 192 عن ابن مسعود.
2) ذكر السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني القاضى أبو اسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر الباقر جى، قال: حدثنى خديجة أم الفضل ابنة محمد بن أحمد بن أبى الثلج قالت: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفوانى، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز ابن يحيى الجلودى. قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن عمارة الكندى قال: حدثنى أبى عن جابر الجعفي....
3) أضفناها اتماما للعبارة.
4) رواه في علل الشرائع: 2 / 183 ح 1، عنه البحار: 43 / 5 ح 4. وعوالم فاطمة (ع)