في معجزات وأعلام موسى بن جعفر عليهما السلام
1 - حدثنا علي بن إبراهيم المصري، عن صراد بن الارمور، يرفعه إلى المفضل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي موسى بن جعفر عليهما السلام وكان [الوقت] (6) شتاءا شديد البرد، وعلى مولاي عليه السلام جبة حرير صيني سوداء، وعلى رأسه عمامة خز صفراء وبين يديه رجل يقال له مهران بن صدقة، كان كاتبه وعليه طاق قميص، وهو يرتعد
1 و 2) أضفناهما كما في بعض المصادر.
3) قال المجلسي (ره): رأيت في بعض الكتب أن أعراق الثرى كاية عن اسماعيل (ع) ولعله انما كنى عنه بذلك لان أولاده انتشروا في البراري.
4) في الكافي: 1 / 473 ح 2 بالاسناد المتقدم، عنه اثبات الهداة: 5 / 335 ح 6، وحلية الابرار: 2 / 167، ومدينة المعاجز: 372 ح 39 مثله، وحسن ثاقب المناقب: 102 مرسلا نحوه.
5) ذكر هذه الرواية لتوضيح عبارة " أعراق الثرى ".
وفى ثاقب المناقب: 101: وعرق الثرى: لقب ابراهيم عليه السلام.
وفى الوافى: 3 / 790 (العرق): الاصل، وأصول الارض الانبياء عليهم السلام)، ويقال: فحل معرق: أي عريق النسب، أصيل.
6) أضفناها لضرورتها.
[ 155 ]
بين يديه من شدة البرد.
فقال له المولى عليه السلام: ما استوفيت واجبك ؟ فقال: بلى.
فقال: أفلا أعددت لمثل (1) هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد ؟ ! فقال: يا مولاي ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلا.
فقال عليه السلام: أما إنك يامهران لشاك في مولاك موسى ؟ ! فقال: إنما أنا شاك فيك لانه ما ظهر في الائمة أسود مثلك (2) أو غيرك.
فقال عليه السلام: ويلك، لا تخاف من سطوات رب العالمين ونقمته ؟ ! ويلك سازيل (3) الشك عن قلبك إن شاء الله.
فاستدعى البواب فقال: لا تدعه يدخل إلي بعد هذا اليوم إلا أن آذن له بذلك.
فخرج من بين يديه وهو يقول: " واسوءة (4) منقلباه ! ".
وخرج إلى الجبانة فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت وكان يتردد متفكرا، فإذا هو بقصر قد حفت به (5) النخيل والاشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح، فدنا من الباب ودخل القصر.
فإذا به ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، وإذا مولاي عليه السلام على سرير من ذهب ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف فلما رآه تحير.
فقال له: يامهران مولاك أسود أم أبيض ؟ ! فخر مهران ساجدا.
فقال عليه السلام: لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لانزلنا بك النقمة.
قال (6): فألهمني (7) الله أن أقرأ:
1) استظهرناها، وفى الاصل " بمثل ".
2) في الاصل " منك " وما أثبتناه هو المناسب للحال ولذيل الحديث: " مولاك أسود أم أبيض ؟ ".
3) استظهرناها، وفى الاصل " فأزيل ".
4) في الاصل " واسوا " تصحيف.
5) في الاصل " حف به " وما أثبتناه هو الاظهر وفى الاصل زيادة " فيه ".
6) في الاصل كلمة غير مفهومة.
7) استظهرناها، وفى الاصل " فافهمني "
[ 156 ]
ذلك " فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " (1).
ثم غاب عني القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور (2) وإذا أنا بمولاي، هو على بغلة، فقال لها: قولي له.
فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ماكان (3) مولاك ؟ أسود أم أبيض ؟ فخررت (4) ساجدا.
فقال: إرفع رأسك فقد عفوت عنك (5) فان قولك (6) من قلة معرفتك.
ثم قال لي: انظر الساعة.
فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه.
ثم قال: أنا ذلك الاسود، وأنا ذلك الابيض، ثم هوى من البغلة (7) وقال: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول " (8).
2 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله، عن علي ابن محمد بن علي بن الزبير البلخي (9) ببلخ.
قال: حدثنا حسام بن حاتم بن الاصم (10) قال: حدثني [أبي] (11) قال: قال لي شقيق - يعني [إبن] (12) إبراهيم البخلي -:
1) اقتباس من سورة الجمعة: 4.
2) في الاصل " مدعون " والاظهر ما أثبتناه.
3) في الاصل " ما كانت " تصحيف.
4 و 5) في الاصل " فخرت " و " لك " تصحيف.
6) استظهرناها وفى الاصل " ملك ".
7) ما أضفناه وأثبتناه تصحيحا للعبارة، وفى الاصل وهو البغلة ".
8) اقتباس من سورة الجن: 26 - 27.
9) في بعض المصادر ومحمد بن على بن الزبير البلخى " ولم نعثر له على ترجمة في كتب التراجم.
10) في بعض المصادر " خشنام " وفى بعضها " هشام " ولم نعثر له على ترجمة في كتب التراجم ولم نقف على هذا الاسم والموجود في كتب التراجم " حاتم الاصم: هو أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان بن يوسف البلخى الواعظ. روى عن شقيق البلخى وصحبه. روى عنه عبد الله بن سهل الرازي وأحمد بن خضرويه البلخى... وآخرون... توفى في سنة سبع وثلاثين ومائتين ". راجع سير أعلام النبلاء: 11 / 484 والمصادر المذكورة في حاشيته.
11 و 12) أضفناها كما في بعض المصادر.
[ 157 ]
خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام سنة 149، فنزلنا القادسية (1).
قال شقيق: فنظرت إلى الناس في القباب والعماريات (2) والخيم والمضارب وكل إنسان منهم قد تزين (3) على قدره، فقلت: اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين، فبينما أن قائم وزمام راحلتي بيدي وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس إذ نظرت إلى فتى فتي (4) السن، حسن الوجه، شديد السمرة عليه سيماء العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجادة، كأنها كوكب دري، وعليه من فوق ثوبه شملة من الصوف، وفي رجله نعل عربي، وهو منفرد في عزلة من الناس.
فقلت (5) في نفسي: هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة، يريد أن يكون كلا (1) على الناس في هذا الطريق، والله لامضين إليه [ولاوبخنه] (7).
قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه (8) قال لي: يا شقيق، " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا " (9) ثم تركني ومضى، فقلت في نفسي: قد تكلم هذا الفتى على سري ونطق بما في نفسي وسماني باسمي وما فعل هذا إلا هو ولي الله، ألحقه وأساله أن يجعلني في حل
1) قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين والفرس - (مراصد الاطلاع: 3 / 1054).
2) جمع عمارية. وهى كالساباط.
3 و 4) في بعض المصادر " تزيا " و " حدث ".
5 و 6) في الاصل " فقلنا " و " اكلا " تصحيف.
7) أضفناها كما في جميع المصادر.
8) في الاصل " إليه نحوه ".
9) اقتباس من سورة الحجرات: 12.
[ 158 ]
فأسرعت وراءه فلم ألحقه وغاب عن عيني فلم أره، وارتحلنا حتى نزلنا " واقصة " (1) فنزلت ناحية من الحاج، ونظرت فإذا صاحبي فائم يصلي على كثيب رمل، وهو راكع وساجد وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من خشية الله عزوجل.
فقلت: هذا صاحبي لامضين إليه، ثم لاسألنه أن يجعلني في حل.
فأقبلت نحوه فلما نظر إلي مقبلا قال لي: يا شقيق، " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " (2).
ثم غاب عن عيني فلم أره، فقلت: هذا رجل من الابدال وقد تكلم على سري مرتين ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري، ورحل الحاج وأنا معهم حتى نزلنا " زبالة " (3) فإذا أنا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يستسقي بها ماءا فانقطعت الركوة ووقعت في البئر.
فقلت: " صاحبي والله " ! فرأيته قد رمق السماء بطرفه وهو يقول: " أنت ربي إذا ظمئت من الماء، وقوتي إذا أردت الطعام، إلهي وسيدي مالي سواها [فلا تعدمنيها ](4). قال شقيق: فو الله لقد رأيت البئر وقد قاض ماؤها حتى جرى على وجه لارض فمد يده فتناول الركوة وملاها ماء، ثم توضأ (5) وصلى ركعات (6).
قال شقيق: ثم مد يده إلى كثيب رمل [فجعل] (7) يقبض بيده من الرمل ويطرحه
واقصة: بكسر القاف والصاد المهملة. موضعان، منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة، وواقصة أيضا بأرض اليمامة، وقيل ماء لبنى كعب. (معجم البلدان: 5 / 354).
2) اقتباس من سورة طه: 82.
3) زبالة: بضم أوله: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهى قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. (معجم البلدان: 3 / 129).
4) أضفناها كما في المصادر.
5) في الاصل " توضأ وأسبغ الوضوء ".
6) في بعض المصادر " أربع ركعات ".
7) أضفناها كما في أكثر المصادر، وفى الاصل " فقبض ".
[ 159 ]
في الركوة ثم يحركها ويشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد تحول (1) الرمل سويقا فدنوت منه، فقلت له: أطعمني - رحمك الله - من فضل ما أنعم الله عليك.
فنظر وقال لي: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة وأياديه لدينا جميلة، فأحسن ظنك بربك، فانه لا يضيع من أحسن به ظنا.
فأخذت الركوة من يده (2) وشربت فإذا سويق وسكر، فو الله ما شربت شيئا قط الذ منه ولا أطيب رائحة، فشبعت ورويت وأقمت أياما لاأشتهي طعاما ولا شرابا، فدفعت إليه الركوة.
ثم غاب عن عيني فلم أره حتى دخلت مكة، وتضيت حجي، فإذا أنا بالفتى في هدأة (3) من الليل، وقد زهرت النجوم وهو إلى جانب بيت قبة الشراب (4) راكعا ساجدا لا يريد مع الله سواه، تجعلت أرعاه وأنظر إليه وهو يصلي بخشوع وأنبن وبكاء، ويرتل القرآن ترتيلا، وكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه ودموعه تجري على خديه، حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح رب ويقدسه ثم قام فصلى الغداة وطاف بالبيت سبعا (5) وصلى في المقام ركعتين.
ثم قام وخرج من باب المسجد، فخرجت فرأيت له حاشية وموال، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ويسلمون عليه.
فقلت لبعض الناس، أحسبه من مواليه: من هذا الفتى ؟ فقال: هذا أبو إبراهيم - عالم آل محمد صلى الله عليه وآله - قلت: من أبو إبراهيم ؟ قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
1) كذا في بعض المصادر، وفى بعضها " حول " وفى الاصل " يحول ".
2) في بعض المصادر " ثم ناولنى الركوة ".
3) في الاصل " هند من " وما أثبتناه كما في بعض المصادر، وفى بعضها " نصف الليل ".
4) في بعض المصادر " السراب ".
5) في الاصل " اسبوعا ".
[ 160 ]
فقلت: فوالله ما توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية(1).
3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي (2) قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبان قال: كنت نائما على فراشي، فما حسست إلا ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: ليس هذا منام شيعة آل محمد ! فقمت فزعا، فلما رآني فزعا ضمني إلى صدره، فالتفت.
فإذا أنا بأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة. فتوضأت. وأخذني بيدي وأخرجني من باب داري، فكان (3) باب الدار مغلقا، ما أدري من أين أخرجني ! فإذا أنا بناقة معقلة له
1) ذكرنا معظم تخريجات الحديث عند تحقيقنا لكتاب العوالم: 21 / 169 فراجع.
وأضاف في بعض المصادر ما لفظه: " ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها " فقال:
سل شقيق البلخى عنه وماعا * بن منه وما الذي كان أبصر
قال لما حججت عاينت شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر
ساترا وحده وليس له زاد * فما زلت دائما أتفكر
وتوهمت أنه يسأل الناس * ولم أدر أنه الحج الاكبر
ثم عاينته ونحن نزول * دون قيد على الكثيب الاحمر
يضع الرمل في الاناء ويشربه * فناديته وعقلي محير
اسقنى شربة فناولني منه * فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا ؟ * قيل: هذا الامام موسى بن جعفر.
2) في الاصل والمصادر " الحرفى " تصحيف، ترجم له في أعلام القرن الرابع: 113.
3) في الاصل " فان " وما أثبتناه كما في مدينة المعاجز.
[ 161 ]
فحل عقالها، وأردفني خلفه، وسار بي غير بعيد، فأنزلني ونزل (1) موضعا، فصلى [بي] (7) أربعا وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، أتدري في أي موضع أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.
فقال: هذا قبر جدي الحسين بن علي عليهما السلام ثم ركب وأردفني خلفه وسار غير بعيد، حتى أتى الكوفة [وإن الكلاب والحرس لقيام، مامن كلب ولا حارس يبصر شيئا] (3) فأدخلني المسجد وإني لاعرفه (4) وانكره، فصلى بي سبع عشرة ركعة ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا.
قال: هذا مسجد الكوفة وهذه الطشت (5).
ثم ركب وأردفني وسار غير بعيد، وأنزلني فصلى بي أربعا وعشرين ركعة.
ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا.
قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ركب وأردفني فسار غير بعيد، فأنزلني فقال لي: يا أحمد [أتدري] (6) أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.
قال: هذا قبر الخليل إبراهيم عليه السلام.
ثم ركب وأردفني وسار غير بعيد، فأنزلني وأدخلني مكة ولاني لاأعرف (7) البيت ومكة وبئر زمزم وبيت الشراب.
قال لي: يا أحمد أتدري أين أنت ؟ قلت: لا يا سيدي.
قال: هذه مكة، وهذا البيت وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب.
ثم ركبني وسار غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي صلى الله عليه وآله وقبره، وصلى بي أربعا وعشرين ركعة، فقال لي:
1) استظهرناها، وفى الاصل مشوشة.
2 و 3) أضفناهما كما في ساير المصادر.
4) في الاصل " لاأعرفه ".
5) بيت الطشت: وهو كالسرداب المبنى في الصحن متصل بدكة القضاء.
6) أضفناها كما في دلائل الامامة.
7) في بعض المصادر " وانى لاعرف ".
[ 162 ]
يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا يا سيدي.
قال: هذا مسجد جدي وقبر رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب [شعب أبي حبير] (1) فقال: يا أحمد، تريد [أن] (2) أريك [من] (3) دلالات الامام ؟ قلت: نعم.
فقال: ياليل أدبر، فأدبر الليل عنا، ثم قال: " يانهار أقبل " فأقبل إلينا النهار بالنور العظيم [وبالشمس حتى رجعت] (4) هي بيضاء نقية.
فصلينا الزوال.
ثم قال: " يانهار أدبر، باليل (5) أقبل " فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب [قال: يا أحمد، أرأيت ؟] (6) قلت: حسبي هذا يابن رسول الله ! فركب وأردفني، فسار غير بعيد، حتى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة (7).
فقال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.
قال: هذا جبل محيط بالدنيا، فإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى، فسلم عليهم فسلمت عليهم، فردوا علينا السلام قلت: يابن رسول الله نعست.
قال: تريد أن تنام على فراشك ؟ قلت: نعم.
فركض برجله ركضة، ثم قال لي: نم(8). [فإذا] (9) أنا في منزلي نائم، فتوضأت وصليت الغداة في منزلي(10).
1) أضفناها كما في ساير المصادر.
2 و 3) أضفناهما كما في المصادر.
4) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل بياض.
5) في الاصل " بالليل " تصحيف.
6) أضفناها كما في بعض المصادر.
7) سكرجة: هي بضم السين والكاف والراء والتشديد: اناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الادم وهى فارسية.
(لسان العرب: 2 / 299).
8) في الاصل " قم " تصحيف.
9) وفى الاصل " وأنا ".
10) روى في دلائل الامامة: 173 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 440 ح 44، والعوالم: 21 / 121.
أخرج في اثبات الهداة: 5 / 570 ح 132 (مثله) باختصار.
[ 163 ]
4 - ومنها: حدثني سفيان (1) عن وكيع، عن إبراهيم بن الاسود، قال: رأيت موسى بن جعفر عليهما السلام قد صعد [الى] (2) السماء ونزل ومعه حربة من نور فقال: أتخوفوني بهذا - يعني الرشيد - لو شئت لطعنته بهذه الحربة.
فأبلغ ذلك الرشيد [فأغمي عليه ثلاثا] (3) فأطلقه(4).
5 - ومنها: قال أبو جعفر: روى سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، قال: رأيت الكاظم عليه السلام عند الرشيد وقد خضع له، فقال له عيسى بن أبان (5): يا أمير المؤمنين ! لم تخضع له ؟ قال: رأيت من ورائه (6) أفعى تضرب بنابها (7) وتقول: أجبه بالطاعة وإلا بلعتك.
ففزعت منها، فأجبته(8).
6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، عن غالب بن مرة ومحمد بن غالب قالا: كنا في حبس الرشيد، فادخل موسى بن جعفر عليهما السلام فأنبع الله [له] (9) عينا وأنبت له
1) في الاصل " أبو سفيان " تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: سفيان بن وكيع ابن الجراح الحافظ بن الحافظ محدث الكوفة أبو محمد الرؤاسى الكوفى. يروى عن أبيه وآخرين، ويروى عنه محمد بن جرير وآخرون. راجع سير أعلام النبلاء: 12 / 152 برقم 54 والمصادر المذكورة في حاشيته.
2 و 3) أضفناهما كما في المصادر.
4) روى في دلائل الامامة: 158. (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 428 ح 11، واثبات الهداة: 5 / 568 ح 124.
5) في اثبات الهداة " زياد ".
6) في الاصل " وراء " وفى بعض المصادر " ورائي " وما أثبتناه من المصادر الاخرى.
7) في بعض المصادر " بأنيابها ".
8) روى في دلائل الامامة: 157 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 4، واثبات الهداة: 5 / 566 ح 118، والعوالم: 21 / 277.
9) أضفناها كما في المصادر.
[ 164 ]
شجرة، فكان (1) يأكل ويشرب ونهنيه.
وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا ترى(2).
7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، قال: قال الاعمش: وأنت موسى عليه السلام وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة، فمسها بيده فأورقت، ثم اجتنى منها ثمرا وأطعمني(3).
8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا هشام بن منصور: عن رشيق مولى الرشيد قال: وجه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر فأتيته لاقتله، فهز عصا كانت بيده فإذا هي أفعى.
وأخذ هارون الحمى ووقعت الافعى في عنقه، حتى وجه إلي باطلاقه فأطلقت عنه(4).
9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم، عن موسى بن هامان قال: رأيت موسى بن جعفر عليهما السلام في حبس الرشيد، تنزل عليه مائدة من السماء، فيطعم أهل السجن كلهم.
1) في الاصل " فكنا " تصحيف.
2) روى في دلائل الامامة: 157 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 7، واثبات الهداة: 5 / 567 ح 119، والعوالم: 21 / 442 ح 1.
3) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 6، واثبات الهداة: 5 / 567 ح 6.
4) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 9، والعوالم: 21 / 147. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 567 ح 121 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) (مثله).
[ 165 ]
ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شئ(1).
10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد (2) عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد: ادخل إلى موسى بن جعفر عليهما السلام سباع لتأكله، فجعلت تلوذ به وتبصبص له وتدعوا له بالامامة، وتعوذ به من شر الرشيد. فابلغ (3) ذلك الرشيد، فأطلق عنه، وقال: أخاف أن تقع الفتن (4). (5).
11 - ومنها: حدث علي بن محمد القرطبي قال: زرعت بطيخا وقثاء، فلما استوى رعاه الجراد.
فبينا أنا جالس طلع الامام موسى بن جعفر عليهما السلام، فسلم، وقال: أيش حالك ؟ فقلت: أصبحت كالصريم.
ثم قال: كم غرمت فيه ؟ قلت: مائة وعشرون دينارا، فقال: يا عرفة، زن مائة وخمسين دينارا، ثلاثون دينارا ربحه، فقال: يابن رسول الله ماكنت (6) أطلب ريحه زيادة [عن] (7) ثلاثين دينارا [لا] (8) غيره.
1) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 8، والعوالم: 21 / 442.
2) في الاصل " محمد بن الله " والصحيح هو ما أثبتناه، وترجم له في معجم رجال الحديث: 10 / 317 برقم 7101 فراجع.
أخرجه في اثبات الهداة 5 / 567 ح 122 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) (مثله).
3) في سائر المصادر " فلما بلغ ".
4) في سائر المصادر هكذا " يفتننى ويفتن الناس ومن معى ".
5) رواه في دلائل الامامة: 158، عنه مدينة المعاجز: 428 ح 10، والعوالم: 21 / 296 ح 1.
أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 567 ح 123 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن سعيد.
6) في الاصل " كان ".
7 و 8) أضفناهما لتصحيح العبارة.
[ 166 ]
في معجزات وأعلام على بن موسى عليهما السلام
1 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا عبد الله بن محمد عن عمارة بن زيد، قال: رأيت علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد اجتمع إليه وإلى المأمون ولد العباس ليزيلوه (1) عن ولاية العهد، ورأيته يكلم المأمون، ويقول: [يا أخي] (2) مالي إلى هذا من حاجة، ولست متخذ الظالمين (3) عضدا.
وإذا على كتفه الايمن أسد، وعلى يساره أفعى ويحملان على من حوله.
فقال المأمون: أتلوموني (4) على محبة هذا.
ثم [رأيته وقد] (5) أخرج من حائط رطبا فأطعمهم(6).
2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، قال: رأيت علي بن موسى عليهما السلام في آخر أيامه، فقلت: يابن رسول الله، اريد [أن] (7) احدث عنك معجزة فأرنيها (8).
فرأيته أخرج لنا ماء من صخرة وسقانا وشرب(9).
3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: قال: عمارة ابن زيد: رأيت علي بن موسى عليهما السلام وكلمته في رجل أن يصله بشئ، فأعطاني
1) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل " ليروا ".
2) أضفناها كما في ساير المصادر.
3) في مدينة المعاجز " المضلين ".
4) أثبتناها كما في بعض المصادر، وفى الاصل " أتلومني ".
5) أضفناها كما في ساير المصادر.
6) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 10.
7) أضفناها كما في بعض المصادر.
8) في الاصل " فأرنيه " تصحيف.
9) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 11.
[ 167 ]
مخلاة تبن، فاستحييت أن اراجعه.
فلما وصلت باب الرجل، فتحها (1) فإذا كلها دنانير ! فاستغنى الرجل وعقبه، فلما كان من غد أتيته، فقلت: يابن رسول الله، إن هذا التبن تحول (2) ذهبا (3) ! فقال: لهذا دفعناه إليه (4)،(5).
4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا علي بن قنطر (6) الموصلي، عن سعد بن سلام، قال: أتيت علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد جاش (7) الناس فيه، وقالوا: لا يصلح للامامة، فان أباه لم يوص إليه.
فقعد منا عشرة رجال فكلموه.
فسمعت الجدار الذي كنا فيه يقول: هو إمام كل شئ (8).
وأنه دخل المسجد الذي في المدينة - يعني مدينة أبي جعفر [المنصور] -.
فرأيت الحيطان والخشب تكلمه وتسلم عليه(9).
5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت الرضا عليه السلام على منبر العراق في مدينة المنصور والمنبر يكلمه.
فقلت له: وهل كان أحد معك يسمع ؟
1) في المصادر " فتحتها ".
2) في الاصل كلمة غير مفهومة، وما أثبتناه كما في المصادر.
3) في بعض المصادر " دنانيرا ".
4) في المصادر " اليك ".
5) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 12.
6) في دلائل الامامة " قنطرة " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
7) جاش صدره يجيش إذا غلى غيظا ودردا.
(لسان العرب: 6 / 277 جيش).
8) في المصادر " فسمعت الجماد الذى من تحته، يقول: هو امامى وامام كل شئ ".
9) رواه في دلائل الامامة " 186، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 13.
[ 168 ]
فقال عمارة: وساكن السماوات، لقد كان معي من دوني من حشمه يسمعون ذلك !(1).
6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا معلى بن فرج، عن معبد بن جنيد الشامي (2) قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقلت له: قد كثر الخوض فيك وفي عجائبك فلو شئت لتأتيني بشئ احدثه عنك.
فقال: وما تشاء ؟ فقلت: تحيي لي أبي وامي.
فقال لي: انصرف إلى منزلك فقد أحييتهما.
فانصرفت وهما والله في البيت أحياء، فأقاما عندي عشرة أيام ثم قبضهما الله تبارك وتعالى(3).
7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم ابن سهل (4) قال: لقيت علي بن موسى عليهما السلام وهو على حماره، فقلت له: من أركبك هذا، وتزعم أكثر شيعتك أن أباك لم يوصك ولم يقعدك هذا المقعد وادعيت لنفسك ما لم يكن لك فيه شئ ؟ !
1) رواه في دلائل الامامة: 186، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 14.
2) في فرج المهموم " معبد بن عبد الله " وفى البحار " مفيد بن جنيد " ولم نعثر على ترجمة لهما في كتب الرجال.
3) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 15.
ورواه في فرج المهموم: 331 باسناده الى أبى جعفر الطبري.
أخرجه في البحار: 49 / 60 ح 78 (مثله) عن كتاب النجوم باسناده الى محمد بن جرير الطبري.
واثبات الهداة: 6 / 149 ح 179 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن معبد الشامي.
4) في دلائل الامامة " سهيل " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرحال.
[ 169 ]
فقال: وما دلالة الامام عندك ؟ قلت: أن يتكلم بما وراء البيت (1) وأن يحيي ويميت.
فقال: أنا أفعل.
أما الذي معك فخمسة دنانير، وأما أهلك فانها ماتت منذ سنة، وقد أحييتها (2) الساعة (وأتركها) (3) معك سنة اخرى، ثم أقبضها إلي ليعلم أني إمام بلا خلاف.
فوقع علي الرعدة، فقال: أخرج روعك فانك آمن.
ثم انطلقت إلى منزلي، فإذا بأهلي جالسة، فقلت لها: ما الذي جاء بك ؟ فقالت: كنت نائمة إذ أتاني آت ضخم شديد السمرة فوصفت لي صفه الرضا عليه السلام فقال لي: يا هذه قومي وارجعي إلى زوجك، فانك ترزقين بعد الموت ولدا. فرزقت، والله(4).
8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، قال: صحبت علي بن موسى عليهما السلام إلى مكة ومعي غلام لي، فاعتل في الطريق فاشتهى العنب - ونحن في مفازة (5) - فوجه إلي الرضا عليه السلام فقال: إن غلامك يشتهي العنب [فانظر أمامك] (6) فنظرت وإذا أنا بكرم (7) لم أر أحسن منه، وأشجار رمان، فقطعت عنبا ورهانا
1) في الاصل كلمة غير واضحة.
وما أثبتناه كما في جميع المصادر.
2) في الاصل " أحيا " تصحيف.
3) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل " لتركتها ".
4) روى في دلائل الامامة: 187 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 16.
أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 149 ح 180 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) باختصار.
5) المفازة: الفلاة لاماء فيها.
6) أضفناها كما في مدينة المعاجز.
7) في الاصل " فانظروا وإذا أتاه كرم " وما أثبتناه كما في ساير المصادر.
[ 170 ]
وأتيت به الغلام، فتزودنا [منه] (1) إلى مكة ورجعا (2) منه إلى بغداد(3).
9 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن أبي علي محمد ابن همام، قال: حدثنا محمد بن محمد بن مسعود الربعي السمرقندي، عن عبيد الله ابن الحسن، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: وجه إلي أبو الحسن علي بن موسى عليهما السلام - ونحن بخراسان - ذات يوم بعد صلاة العصر.
فلما دخلت عليه قال لي: يا حسن، توفي علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل قبره في هذه الساعة، فأتياه ملكا القبر، فقالا له: من ربك ؟ فقال: الله ربي.
قالا: فمن نبيك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله قالا: فما دينك ؟ قال: الاسلام.
قالا: فما كتابك ؟ قال: القرآن كتابي، قالا: فمن وليك ؟ قال: علي.
قالا: ثم من ؟ قال: الحسن.
قالا: ثم من ؟ قال: الحسين.
قالا: ثم من ؟ قال: علي بن الحسين.
قالا: ثم من ؟ قال: محمد بن علي.
قالا: ثم من ؟ قال: جعفر بن محمد.
قالا: ثم من ؟ قال: موسى بن جعفر.
قالا: ثم من ؟ فتلجلج، فأعادا عليه فسكت، قالا له: أفموسى (4) بن جعفر أمرك بهذا ؟ ثم ضرباه بأرزبة (5) وألقيا (6) على قبره نارا فهو يلتهب إلى يوم القيامة.
1) أضفناها كما في ساير المصادر.
2) في المصادر " رجعت ".
3) روى في دلائل الامامة: 187 (مثله) بزيادة في آخره، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 17.
أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 150 ح 181 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار.
4) في الاصل " فموسى ".
5) المرزبة والارزبة: عصية من حديد.
(لسان العرب: 1 / 416 رزپ).
6) أستظهرناها، وفى الاصل " فألقياه ".
[ 171 ]
قال الحسن: فلما خرجت كتبت اليوم [ومنزلته في الشهر] (1) فما مضت الايام حتى وردت (2) علينا كتب الكوفيين بأن علي بن أبي حمزة قد توفي في ذلك اليوم، وادخل قبره الساعة التي قال أبو الحسن عليه السلام(3).
10 - ومنها: قال أبو جعفر: وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى [عن أبيه] (4) عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد (5) عن أبيه، عن الحسن ابن علي، عن محمد بن صدقة، قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وأبي - صلى الله عليهم أجمعين - في ليلتي هذه وهم يحدثون الله عزوجل، فقلت: الله ! قال: فأدناني رسول الله صلى الله عليه وآله وأقعدني بين أمير المؤمنين وبينه، فقال لي: " كأني (6) بالذرية من أول (7) قد أصاب لاهل السماء ولاهل الارض، بخ بخ لمن عرفوه حق معرفته ! والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، العارف به خبر من كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، وهم والله يشاركون الرسل (8) في درجاتهم ".
1) أضفناها كما في بعض المصادر.
2) في الاصل " ورد " تصحيف.
3) روى في دلائل الامامة: 188 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 478 ح 30. أخرجه في البحار: 49 / 58 ذ ح 74 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 449 مرسلا. وفى اثبات الهداة: 6 / 150 ح 182 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار.
4) أضفناه كما في ساير المصادر، وهو الصحيح ظاهرا بقرينة الحديث السابق.
5) في الاصل زيادة " بن ".
6) في الاصل " كأن " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز " كأنه ".
7) في ساير المصادر " أزل ".
8) أثبتناه كما في ساير المصادر، وفى الاصل " الرسول ".
[ 172 ]
ثم قال لي: يا محمد بن صدقة، بخ بخ لمن عرف محمدا وعليا ! والويل (1) لمن ضل عنهم، وكفى بجهنم سعيرا (2).
11 - ومنها: باسناده عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن يسار المدائني (3) قال: سألني الحسين بن قيام (4) الصيرفي أن أستأذن له على الرضا عليه السلام ففعلت، فلما صار بين يديه قال له: أنت إمام ؟ قال: نعم.
قال: إني اشهد الله أنك لست بامام، قال له: وما علمك ؟ قال: إني رويت عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الامام لا يكون عقيما، وقد بلغت (5) هذا السن وليس لك ولد.
فرفع الرضا عليه السلام رأسه إلى السماء، ثم قال: اللهم إني اشهدك أنه لا تمضي
1) في الاصل غير مقروءة. وما أثبتناه كما في ساير المصادر.
2) روى في دلائل الامامة: 195 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 492 ح 102. أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 151 ح 190 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار.
3) في الاصل " الحسن ". والظاهر هو الحسين بن يسار المدائني كما عده الشيخ في رجاله 373 برقم 23 وفى معجم رجال الحديث أنه من أصحاب الرضا عليه السلام. وقد اختلف بعضهم في تسميته، فتارة يذكر الحسين بن بشار المدائني والواسطى واخرى الحسن بن بشار المدائني فراجع: معجم الرجال: 4 / 495 وج 5 / 205 وتنقيح المقال: 1 / 321 ورجال ابن داود: 72 ورجال البرقى: 49 و 56 والكشى: 449 وغيرها.
4) في الاصل " ابن قيام ". والظاهر كما أثبتناه، وقد عد في رجال الشيخ: 348 برقم 27 ومعجم رجال الحديث: 6 / 65 برقم 3589 من أصحاب الامام الكاظم عليه السلام فراجع بقية كتب الرجال.
5) في الاصل " بلغته " تصحيف.
[ 173 ]
الايام والليالي حتى ارزق ولدا يكون لك حجة على عبادك (1).
فعادنا الوقت وكان بينه وبين ولادة أبي جعفر عليه السلام شهور(2).