الصفحة الرئيسية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية

الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م

عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني منشورات المطبعة الحيدرية في النجف

كلمة المصحح:
عرف الوجيه محمد كاظم الشيخ صادق الكتبى صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الاشرف بحرصه الشديد على نشر آثار السلف الصالح من أساطين الدين وعلماء المسلمين ، فقد نشر كثيرا من نفائس المؤلفات ومهام الاسفار مما لم يطبع بالمرة أو طبع وندر وجوده ، وقد أسدى بذلك خدمة كبيرة للمكتبة العربية عامة والهيئة في النجف خاصة ، إذ لولا اهتمامه باحيائها ونشرها لضاعت كما ضاعت مآت الكتب من قبل . ولا يزال هذا الرجل النشط مجدا في نشر الآثار الجليلة على نفقته الخاصة مع قلة المساعدين وندرة المشجعين ، والذى ألاحظه ويلاحظه كل من له صلة أو معرفة به ان كل المثبطات لم تستطع أن تضعف همته أو تقف حاجزا دون رغبته الجامحة وروح التضحية عنده ، فالكتاب العراقى مظلوم في بلاده ظلامة ليس لها نظير في بابها ، والعراق على العموم بلد عقوق ونكران جميل ، ومثل هذه الامور تصدم الانسان عادة وتقلل من رغبته في الخدمة ، اما الذين يعملون رغم كل ذلك ويضحون بكل غال ورخيص في سبيل الخدمة باخلاص ، قانعين برضا ضمائرهم ، ومكتفين بما تسجله لهم الاجيال القادمة ويخطه التاريخ في صفحاته فهم قليلون جدا ولا يتجاوزون عدد الاصابع كثيرا . ولا أرانى مبالغا لو قلت بأن صاحب المطبعة الحيدرية من اولئك الافراد القلائل ، فهو وان كان تاجرا يعمل ليربح الا أنه لم يكن ليحصر عمله ويجند نفسه وامكانياته في هذا النوع من التجارة لو لم يكن صاحب معرفة وشعور وعقيدة ، والا فما اكثر التجار والاثرياء في هذه المدينة . ولماذا لا نراهم يفكرون فيما يفكر به أو يعملون شيئا مما عمل ؟ ! . لقد سبق لى وأن أشرت إلى جهود الاخ محمد كاظم في هذا الميدان في بعض أعداد مجلتي ( المعارف ) وقلت بأن ما قامت بنشره مكتبته قد ناف على 150 كتاب بين صغير وكبير . وفى خلال ثلاث سنوات مضت قام بطبع مجموعة مهمة من كتب التاريخ والادب . أذكر منها ( مناقب آل أبى طالب ) لابن شهر اشوب في ثلاث مجلدات ضخام . و ( الكنى والالقاب ) للشيخ عباس القمى في ثلاث مجلدات ضخام أيضا ، و ( تاريخ الكوفة ) للسيد حسين البراقى و ( تنزيه الانبياء ) للسيد المرتضى و ( الفهرست ) للشيخ الطوسى ، و ( النور المبين ) للسيد نعمة الله الجزائري . و ( الارض والتربة الحسينية ) للامام كاشف الغطاء ولديه تحت الطبع كتب قد أشرفت على التمام . وهذا الكتاب ( عمدة الطالب ) من أهم وأوثق ما في أيدينا من كتب النسب وكان قد طبع في الهند طبعات رديئة شوهها الغلط والسقط . وقد اهتم به فأخرجه عام 1385 ه‍ فجاء روعة في فنه واخراجه وضبطه . ومنذ سنوات عزت نسخه وندر وجودها في الاسواق فبادر إلى اعادة طبعه من جديد رغبة في تيسيره للباحثين وجعله في متناول أيدى أهله . وقد رغب إلى الاخ الكريم في الوقوف على تصحيحه فعز على أن لا أنزل عند رغبته رغم ما أنا فيه من زحمة الاعمال وتراكمها كما يعرفه جيدا . فأعمالي موزعة على مطبعته ومطبعة أخرى في النجف غير الاشغال الاخرى التى تستأثر بكثير من وقتى وراحتي . وإذا كان هناك ما يستحق أن نصرف عليه الوقت ونضحى براحتنا من أجله فهو هذا العمل وأمثاله مما يخلد ذكره ويبقى أثره مدى الزمن ، وما عداه فتضييع للوقت وخسارة لا يمكن التعويض عنها بشئ . وبعد فأنه ليسرني بل يشرفني أن أوفق إلى اكمال هذا الكتاب وأن لا يحدث لى ما يعيقنى عن ذلك وغيره من أعمال الخير ، فما ندرى ما تخبئه لنا الاقدار وتجرنا إليه الظروف ، والله المسئول أن يصوننا من المكاره ويوفقنا إلى ما فيه رضاه انه نعم المجيب . ملاحظة : ان كل ما يجده القارئ من التعليقات والفوائد في هوامش الكتاب بتوقيع ( م ص ) فهو لمصحح الطبعة الاولى في النجف ، وهو سماحة العلامة الكبير السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه الله . ولذلك اقتضى التنبيه .
محمد حسن آل الطالقاني صاحب مجلة ( المعارف )

 

جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي