بسم الله
الرحمن الرحيم
عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب
تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828
هجرية
الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م
-
عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
-
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف
الاشرف
الفصل الاول في ذكر عقب الامام الحسن بن على
بن أبى طالب (عليه السلام):
الفصل الاول في ذكر عقب السبط الشهيد أبى محمد الحسن بن على بن أبى طالب "
ع " وأمه وأم اخيه الحسين " ع " فاطمة الزهراء البتول عليها السلام ، وأمها
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب ، قال أبو الحسن على
بن محمد العمرى النسابة : حدثنى أبو على عمر بن على بن الحسين بن عبد الله
بن محمد الصوفى بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب " ع
" الملقب بالموضح - وكان ثقة جليلا - أن الحسن بن على " ع " ولد لثلاث من
الهجرة وتوفى سنة اثنتين وخمسين وعمره ثمان وأربعون سنة . وقال الشريف
النسابة أبو جعفر محمد بن على بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل بن ابراهيم بن
الحسن ابن الحسن بن على بن طالب " ع " المعرف بن معية صاحب ( المبسوط ) : /
صفحة 65 / ولد الحسن بن على بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، ومات
بالمدينة سنة تسع وأربعين من الهجرة . وذكر أبو الغنائم الحسن البصري : أن
مولد الحسن بن على في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقبض سنة خمسين ، وكان
عمره إذا ذاك سبعا وأربعين سنة . وروى الشيخ المفيد رحمه الله قال : ولد
الحسن ( ع ) ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وجاءت به فاطمة إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة
كان جبرئيل عليه السلام ، نزل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسماه
حسنا وعق عنه كبشا . وروى ذلك أيضا جماعة منهم : أحمد بن صالح التميمي عن
عبد الله بن عيسى عن جعفر بن محمد عليه السلام ، وسقته جعدة السم فبقى
مريضا أربعين يومأ ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان
وأربعون سنة ، وكانت خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه السلام
غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف - رض -
بالبقيع . وروى عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أحاديث ، وكان رسول
الله صلى الله عليه وآله يحبه وأخاه حبا شديدا ويحملهما على عاتقه ، وكان
يشبه جده في نصفه الاعلى وكان جوادا وله في ذلك أخبار مشهورة ، وقد صح عن
رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال له : ابني هذا سيد ويصلح الله به بين
فئتين عظيمتين من المسلمين ، وهو أحد اصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا ، رآه أبوه في بعض / صفحة 66 / أيام صفين وهو يتسرع
إلى الحرب ، فقال : أيها الناس املكوا عنى هاذين الغلامين فانى أنفس بهما
عن القتل وأخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وآله . وبويع
بعد وفاة أبيه بيومين ووجه عماله إلى السواد والجبل ثم خرج إلى معاوية في
نيف وأربعين ألفا ، وسير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف وأخذ
على الفرات يريد الشام ، وسار الحسن ( ع ) حتى أتى ساباط المدائن فأقام بها
أياما وأحس في أصحابه فشلا وغدرا فقام فيهم خطيبا فقال : تسالمون من سالمت
وتحاربون من حاربت ؟ . فقطعوا عليه كلامه وانتهبوا رحله حتى أخذوا رداءه من
على عاتقه " فقال " لا حول ولاقوة الا بالله ثم دعا بفرسه فركب حتى إذا كان
في مظلم سابط طعنه رجل من بنى أسد يقال له سنان بن الجراح بمعول فجرحه
جراحة كادت أن تأتى على نفسيه ، فصاح الحسن صيحة وخر مغشيا عليه وابتدر
الناس إلى الاسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته وقد نزف وضعف / صفحة 67 /
فعصبوا جراحته وأقبلوا به إلى المدائن فأقام يداوى جراحته وخاف أن يسلمه
أصحابه إلى معاوية لما رأى من فشلهم وقلة نصرتهم ، فأرسل إلى معوية وشرط
عليه شروطا إن هو إجابة إليها سلم إليه الامر ، منها : أن له ولاية الامر
بعده فان حدث به حدث فللحسين . ومنها : أن له خراج دار الحرب من أرض فارس
وله في كل سنة خمسين ألف ألف . ومنها : ان لا يهيج احدا من أصحاب على ، ولا
يعرض لهم بسوء . ومنها : أن لا يذكر عليا إلا بخير . ويروى أن معاوية كتب
كتابا شرط فيه للحسن شروطا ، وكتب الحسن كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه
معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد شروطه له اكثر مما اشترطها لنفسه ،
فطالبه بذلك فقال : قد رضيت بما اشترطته فليس لك غيره ثم لم يف بشئ من
الشروط ، ومضى الحسن مسموما . يقال من زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس
ويذكرون لذلك سببا الله أعلم به ، ولما ثقل مرضه قام إلى الخلاء ثم رجع
فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من
كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معى . فقال الحسين : ومن سقاك هو فقال
: وما تريد منه ؟ قال : أقتله . قال : إن يكن هو الذى أظن فالله حسبه وإن
يكن غيره فما أحب أن يؤخذ برئ . وقد كان أوصى إلى أخيه أن يدفنه مع جده
رسول الله صلى الله عليه وآله فان خاف أن يراق في ذلك ولو محجمة دم دفنه
بالبقيع ، فلما أراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى / صفحة 68 / خفيف أن تكون
فتنة فدفنه بالبقيع ، وشرح ذلك مذكور في التواريخ المبسوطة ( وولد ) أبو
محمد الحسن - في رواية شيخ الشرف العبيدلى - ستة عشر ولدا منهم خمس بنات
واحد عشر ذكرا ، هم زيد والحسن المثنى والحسين وطلحة واسماعيل وعبد الله
وحمزة ويعقوب وعبد الرحمان وأبو بكر وعمر . وقال الموضح النسابة : عبد الله
هو أبو بكر . وزاد ( القاسم ) وهى زيادة صحيحة ( وأما ) البنات فهن أم
الحسين ( الخير خ ل ) رملة ، وام الحسن وفاطمة وام سلمة وام عبد الله ،
وزاد الموضح رقية فهن في روايته ست بنات ، وجملة أولاده في روايته سبعة عشر
وقال أبو نصر البخاري : أولد الحسن بن على ثلاثة عشر ذكرا وست بنات . (
أعقب ) من ولد الحسن أربعة زيد ، والحسن ، والحسين الاثرم ، وعمر إلا أن
الحسين الاثرم وعمر انقرضا سريعا وبقى عقب الحسن من رجلين لاغير زيد والحسن
المثنى ( فعقب ) الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن ( ع ) وستة من ولد
الحسين ( ع ) وقد روى عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال : سيكون من
ولدى عدد نقباء بنى اسرائيل ونظم ذلك بعض الشعراء فقال : / صفحة 69 / فموسى
بلا عقب وأحمد معقب وناهيك بالعقب الكرام الاعاظم فستة أسباط الحسين ، وستة
من الحسن الهادى ، وكل لفاطم ففى ذكر عقب الحسن بن على عليه السلام مقصدان
:
جمعيـة تنزيـه
النسـب العلـوي |