|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م
المقصد الثاني في عقب الحسن المثنى بن الامام الحسن (عليه السلام): المقصد الثاني في عقب أبى محمد الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا محمد وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو ابن جابر بن عقيل بن سمى بن مازن بن فزارة بن ذبيان ، وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن على بن أبى طالب " ع " فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبق في المدينة قيسى إلا دخل تحتها ، ثم قال : أمثلى يغتال عليه في ابنته ؟ فقالوا : لا . فلما رأى الحسن ( ع ) ذلك سلم إليه إبنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت له : يا أبه اين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين على " ع " وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال : إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا ، فلما صاروا في نخل المدينة إذا أبا لحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى المدينة : وكان قد خطب إلى عمه الحسين ( ع ) إحدى بناته فأبرز إليه فاطمة وسكينة وقال : يا ابن أخى اختر أيهما شئت . فاستحى الحسن وسكت / صفحة 99 / فقال الحسين : قد زوجتك فاطمة فانها أشبه الناس بأمى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله . وقال البخاري : بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين " ع " وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين على " ع " ونازعه فيها زين العابدين على بن الحسين " ع " ثم سلمها له . فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن على أن يشركه فيها فأبى عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال : يا أبا محمد إن عمر بن على عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه . فقال الحسن : والله لا أغير ما شرط على فيها ولا أدخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين " ع " قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده . فقال الحجاج : إذن أدخله معك . فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليجى ابن أم الحكم وهى بنت مروان وأبوه ثقفي فقال : له سأستأذن لك عليه وأرفدك عنده . وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لم زجعت وقد خرجت آنفا ؟ فقال : لامر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين . قال : وما هو ؟ قال هذا الحسن بن الحسن بن على بالباب له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولابيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى . فامر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال : لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد . فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أمانى أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة . فغضب الحسن من هذا / صفحة 100 / الكلام وقال له : بئس الرفد رفدت ، ليس كما زعمت ، ولكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع الينا الشيب . فقال له عبد الملك ما الذى جاء بك يا أبا محمد ؟ فذكر له حكاية عمه عمرو أن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده . فكتب عبد الملك إلى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لم يدخله على ، وكتب في آخر الكتاب : إنا إذا مالت دواعى الهوى وأنصت السامع للقائل واضطرب القوم بأحلامهم نقضى بحكم فاصل عادل لا نجعل الباطل حقا ولا نلفظ دون الحق بالباطل نخاف أن تسقه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل وختم الكتاب وسلمه إليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما ، فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى ابن أم الحكم فقال له الحسن : بئس والله الرفد رفدت ما زدت على أن أغريته بى فقال له يحيى : والله ما عدوتك نصيحة ولا يزال يهابك بعدها ابدا . ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة . وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين " ع " وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخد الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزارى : دعوه لى فان وهبة الامير عبيد الله بن زياد " لع " لى وإلا رأى رأيه فيه . فتركوه له فحمله إلى الكوفة ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد . فقال : دعوا لابي حسان بن اخته . وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة . وكان عبد الرحمان بن الاشعث قد دعا إليه وبايعه ، فلما قتل عبد الرحمان توارى الحسن حتى دس إليه الوليد[1]بن عبد الملك من سقاه سما فمات / صفحة 101 / وعمره إذا ذلك خمس وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض ، وابراهيم الغمر والحسن المثلث ، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن على " ع " ومن داود ، وجعفر وأمهما أم ولد رومية تدعى جيبة فعقبه خمسة أسباط تذكر في خمسة معالم :
الهامش: [1] الصحيح : سليمان بن عبد الملك . لان الحسن هذا قد دس إليه السم سنة سبع وتسعين والوليد مات سنة ست وتسعين وبويع بعده أخوه سليمان ، فالذي دس إليه السم هو سليمان دون الوليد ، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن عند موته خمسا وثلاثين سنة لا يصح لانه مات بعد والده بثمان وأربعين سنة فكيف يكون عند موته ابن خمس وثلاثين ؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة تقديما وتأخيرا وأن الصحيح ( أن عمره كان عند موته ثلاثا وخمسين سنة ) لا خمسا وثلاثين . م ص
جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي |