الصفحة الرئيسية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية

الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م

عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف

 

المعلم الثاني في ذكر عقب ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى:

المعلم الثاني في ذكر عقب ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ، ولقب الغمر لجوده ، ويكنى أبا اسماعيل وكان سيدا شريفا روى الحديث وهو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه وتوفى في حبسه سنة خمس وأربعين ومائة وله تسع وستون سنة ، وقال ابن خداع : مات قبل الكوفة بمرحلة وسنه سبع وستون سنة . وكان السفاح يكرمه . فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد الله المحض عن أبنيه محمد وابراهيم ، فشكا عبد الله ذلك إلى أخيه ابراهيم الغمر ، فقال له إبراهيم : إذا سألك عنهما فقل : عمهما ابراهيم أعلم بهما فقال له عبد الله : وترضى بذلك ؟ قال : نعم . فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال : لا علم لى بهما وعلمهما عند عمهما ابراهيم . فسكت عنه ثم خلا بابراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له : / صفحة 162 / يا أمير المؤمنين أكلمك كما يكلم الرجل سلطانه أو كما يكلم ابن عمه ؟ فقال : بل كما يكلم الرجل ابن عمه . فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن كان الله قد قدر أن يكون لمحمد وابراهيم من هذا الامر شئ أتقدر أنت وجميع من في الارض على دفع ذلك ؟ قال : لا والله . قال : ورأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شئ أيقدران ولو أن أهل الارض معهما على شئ منه ؟ قال : لا . فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التى تنعمها عليه ؟ فقال : السفاح : والله لا ذكرتهما بعد هذا . فلم يذكر شيئا من أمرهما حتى مضى لسبيله . والعقب من ابراهيم الغمر في اسماعيل الديباج وحده ، ويكنى أبا ابراهيم ، ويقال له الشريف الخلاص ، وشهد فخا ، والعقب منه في رجلين الحسن التج وابراهيم طباطبا . أما الحسن التج بن اسماعيل الديباج ويكنى أبا على / صفحة 163 / وشهد فخا وحبسه الرشيد نيفا وعشرين سنة حتى خلاه المأمون وهلك وهو ابن ثلاث وستين فأعقب الحسن التج من ابنه الحسن بن الحسن وحده ويلقب التج أيضا ، ويقال لولده بنو التج ، وأعقب الحسن بن الحسن بن الديباج من أبى جعفر محمد ، يقال له أيضا التج وولده الآن آل التج بمصر . ومن أبى القاسم على المعروف بابن معية وهى أمه وبها يعرف عقبها ، وهى معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن اسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع ابن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمر بن عوف بن الاوس كرفية ينسب إليها ولدها ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : وهى أم اولاده ، ولعمري أن آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم وقد صرح النقيب تاج الدين في كثير من تصانيفه أنها أم على بن الحسن بن الحسن ، والشيخ العمرى قال : إن أمه يعنى عليا - معية الانصارية بها يعرف ولده وذكر ابن خداع أن أصلها من بغداد . والعقب من أبى القاسم على بن الحسن بن الحسن بن الديباج من رجلين أبى طاهر الحسن ، وأبى عبد الله الحسين الخطيب ، وكان له ولد ثالث هو أبو جعفر محمد النسابة صاحب المبسوط ، أخذ عنه شيخ الشرف العبيدلى انقرض عقبه وبقى عقب على بن معية من الاولين المذكورين ، أما أبو طاهر الحسن بن على بن معية فكان له عقب كثير بالكوفة ، منهم السيد العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر بن أبى طاهر الحسن المذكور ، إليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة وله ولاخويه أبى الحسن على وأبى الفوارس ناصر عقب منهم بنو المناديلى انقرضوا بنو العجعج ، منهم السيد سعد الدين موسى بن العجعج رأيته شيخا وهو ميناث . وأما أبو عبد الله الحسين الخطيب بن على بن معية وهم يدعون بنى معية فأعقب من رجلين أبى القاسم على وأبى أحمد عبد العظيم ، أعقب عبد العظيم من محمد يعرف بميمون ومن على له ولد بالرى ، ومن أحمد بن عبد العظيم ، له ولد ولمحمد / صفحة 164 / ميمون بن عبد العظيم الحسين بن محمد ميمون ، له أولاد بالرى منهم مهدى وما نكيرم ، وأعقب أبو القاسم على بن الحسين الخطيب بن على بن معية من رجلين هما أبو عبد الله محمد ، وأبو عبد الله الحسين الفيومى ، أما أبو عبد الله محمد ابن أبى القاسم على بن الحسين الخطيب ، فأعقب من أبى الطيب الحسن قتله بنو أسد ، قال ابن طباطبا : وله أولاد ستة برامهرمز والاهواز والبصرة . ومن أبى القاسم عبد الله الشعرانى ، له ولد ، ومن أبى محمد ابراهيم ، له أولاد بالاهواز هذا كله عن ابن طباطبا ، وكان له أبو طالب أحمد كان شديد التوجه وحج فأنفق مالا واسعا ، فقيل إن رجلا من الاشراف جلس إليه بمكة وهو يشكو جور السلطان ، فأدخل العلوى الحجازى يده في ثيابه وقال له : ثيابك هذه الرقاق هي التى أضلتك سبيلك والعز معه الشقاء . وقال العمرى : وكان لابي طالب عدة من الولد جميعهم أصدقائى مات أكثرهم وهذا أبو طالب أحمد عرفه بهاء الدولة بن بويه الديلمى ، وكان أبو طالب رئيسا بالبصرة وله أحوال حسنة ، قال ابن طباطبا : وله بقية بالبصرة ، وأما أبو عبد الله الحسين الفيومى بن على بن الحسين بن معية فأعقب من ابنه أبى الطيب محمد ، وأعقب أبو الطيب محمد بن الحسين الفيومى من أبى عبد الله الحسين القصرى نزل قصر ابن هبيرة فنسب إليه ، وكان لابي عبد الله الحسين القصرى عدة أولاد منهم أبو الحسن على بن الحسين القصرى قتله أحمد بن عمار العبيدلى ، من ولده بنو البديوى وهو أبو عبد الله محمد البديوى بن أبى المعالى هبة الله ابن أبى الحسن على المذكور ، كان لهم بقية بالعراق . ومنهم النقيب ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصرى ، وهو الزكي الاول وعقبه ينقسم فرقتين ، بنو قريش بن أبى الحسين بن أبى الفتح على النقيب بن رضى الدين بن الزكي الاول المذكور ، منهم السيد سيد عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش المذكور ، سافر إلى خراسان ثم منها إلى الهند واستوطن دهلى ، وله بها عقب . / صفحة 165 / والى بنى النقيب أبى منصور الحسن الزكي الثالث بن النقيب أبى طالب الزكي الثاني بن أبى منصور الحسن الزكي الاول يعرفون ببنى معية ذوى جلالة ورياسة ونقابة وتقدم ، أعقب النقيب أبو منصور الحسن الزكي الثالث من رجلين محمد ، والقاسم النقيب جلال الدين أبى جعفر ، أما محمد بن الزكي الثالث فأعقب من ولده النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بنى حسن بالعراق حدثنى الشيخ تاج الدين محمد قال : حدثنى أبى عن خاله النقيب تاج الدين جعفر المذكور أنه حدثه قال لهجت بقول الشعر وانا صبى فسمع والدى بذلك فاستدعاني وقال يا جعفر قد سمعت انك تهذى بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى أسمع فقلت ارتجالا : ودوحة تدهش الابصار ناضرة تريك في كل غصن جذوة النار كأنما فصلت بالتبر في حلل خضر تميس بها قامات أبكار فاستدناني وقبل ما بين عينى ، وأمر لى بفرس وثياب نفيسة ودراهم أمر باحضارها في الحال ، ووهب لى ضيعة من خاصة ضياعه ، وقال : يا بنى استكثر من هذا فانا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وانواع التكلفات ومما لا يتمكن منه ويجيئ بن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع إلى الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة . وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل إليه في كل سنة وكان قد أضر وبنى موضعا سماه الزوية واعتكف فيه دائما فأرسلوا إليه بعض السنين - وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجوينى - بفرس كبير السن أعور فكتب إلى صاحب الديوان بهذين البيتين : أهديتم الجنس إلى جنسه بزرك كور لبزرك وكور وما لكم في ذلك من حيلة سبحان من قدر هذى الامور / صفحة 166 / فركب صاحب الديوان إليه وقاد إليه فرسا آخر واعتذر منه ، ومن حكاياته أن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله : أعرق والاعراق دساسة إلى خؤول كخليع الدلا مدحته وانفس أمارة بالسوء إلا ما وقى ذو العلى فكنت كالمودع بطيخة من عنبر حقة بيت الخلا فلما بلغته هذه الابيات أمر للشاعر بجائزة فجاءه الشاعر معتذرا وقال : كيف أجازني النقيب على الهجو ولم يجزني على المدح ؟ فقال النقيب : أنا لا أعرف ما تقول ولكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه . فعرف الشاعر أنه لم يجزه لاسترذال القصيدة وركاكة الشعر . وكان للنقيب تاج الدين إبنان أحدهما معتوه والآخر مجد الدين محمد ، وكان نجيبا وجبها توفى في حياة أبيه وانقرض النقيب تاج الدين جعفر . وأما النقيب جلال الدين أبو جعفر القاسم بن الزكي الثالث كان أحد رجالات العلويين وكان صدر البلاد الفراتية بأسرها ونقيبها ، وكان فيه كر وإقدام وظلم على ما يحكى من أخباره ، وبسببه نكب الخليفة الناصر لدين الله على آل المختار العلويين وتولى هو تعذيبهم واستخرج أموالهم ، وحكم في قوسان وكان قد ضمنها بعير اختياره ، وكان الوزير ناصر بن مهدى الحسنى البطحانى ببغض النقيب زكى الدين ويقصده بالاذى ، واشتدت البغضة والعداوة لما فعل النقيب جلال الدين بآل المختار ما فعل ، واستشعر منه خوفا عمل معه على هلاكه واستيصاله فضمن قوسان بأضعاف ما كان مقدار ضمانها ، وعزم النقيب زكى الدين على الهرب فكره ذلك منه ابنه جلال الدين وتقبل بذلك الضمان ، ولا طف الوزير ثم خرج إلى قوسان فعسف الناس عسفا لم يسمع بمثله ، فزرع ضياع الملاك وغصب الاكرة وفعل بقوم كان له معهم عداوة ولهم قرية تسمى بالهور ما لم يسمع بمثله حمل جميع ما حصل في تلك القرية وأحال عليهم بالخراج وعاملهم من التشدد / صفحة 167 / والاهانة بما لم يفعله حاكم بأحد قبله ، وهم خواص الوزير وبطانته . وحمل الغلات على تفاوت أجناسها إلى بغداد فحصلت في محرز هناك وتوجه إلى بغداد فساعدته الاقدار على أن أرتفع سعر الحنطة من درهمين إلى أربعة فدخل على الوزير وشكا عدم الحاصل وقلة الارتفاع وأنه لم يحصل ما يقوم بثلث مال الضمان ، وكان مائة وعشرين ألف دينار ذهبا ، والتمس بأن تغلق أبواب المناثر ولا يبيع أحد شيئا من الغلات والحبوبات مدة عشرة أيام فاجيب إلى ما التمسه ، وأحال عليه الوزير من يومه بحوالات توازى المبلغ المذكور ، وكان يؤدى إلى كل ذى حوالة شيئا يوما فيوما ، وارتفع السعر في تلك الايام فوصلت الحنطة إلى ستة دراهم فلم يمض أسبوع حتى باع السيد جميع ما كان عنده ولم يبق في مناثره شئ أصلا . وقد وفى من الحوالات مائة الف دينار ، وأخذ لنفسه مثلها ، فاحتال ذات ليلة حتى دخل على الوزير وقت السحر وهو خال يكتب مطالعة الصباح التى تعرض على الخليفة ، وقد حمل المال معه وأوقفه على باب دار الوزير ، فشكا إلى الوزير حاله ووصف جده واجتهاده وذكر ما نال به الناس من الظلم وأنه مع ذلك كله قد أدى مائة ألف دينار حصلها من قوسان والتمس أن يترك له العشرين ألف دينار الباقية ، فقال له الوزير : ليس لتخلية درهم واحد من مال أمير المؤمنين سبيل ، فقال النقيب : أيها الوزير هذه الدنانير على الباب وقد حصلت هذا المقدار بتمامه ، فان تقدم الوزير أن أدخلها إليه فهو الحاكم ، وإن تقدم أن اؤديها إلى أرباب الحوالات أديتها . فتبسم ثم قال : لا بل أمير المؤمنين يترك لك هذه العشرين ألف دينار فقد علم أن ضمانك كان ثقيلا . قلت : ولا يسمع في كلام متظلم فالوزير يعلم كيف حصلت هذه الاموال . قال : لك ذلك على أن لا تعود إلى مثلها . قال : على ذلك مادام الوزير أعزه الله لا يكلفني ضمانا ثقيلا لا يحصل إلا بالجور والعسف والضرر العائد على الديوان في السنين المستقبلة . ثم صلح / صفحة 168 / الحال بينهم ظاهرا إلى أن عزل الوزير ولم يتعرض للنقيب زكى الدين ولا لابنه إلا بالخير . وكان مزيد الخشكرى الشاعر قد هجا النقيب جلال الدين وذكر ظلمه وعسفه وذكر الهور الذى قدمناه دكره وأهله بقصيدة طويلة منها . وكانما الهور الطفوف وأهله الشهداء وابن معية ابن زياد وحذر من النقيب وأقسم ليقتله إن ظفر به واختبأ مزيد الخشكرى وانما كان قد تجرأ على هجو النقيب ظنا أن الوزير يستأصله وأباه إما بالقتل أو بأن يهربا إلى اليمن كعادتهما ، وكانا قد هربا قبل ذلك وهرب معهما قوم من أهلهما فأقاما بالبادية تارة بمكة اخرى وباليمن أوقاتا حتى استمال الخليفه الزكي الثالث فرجع إلى العراق . فظن ابن الخشكرى أن ما يقوله الوزير سيفعله البتة فلما صلح أمر النقيب جلال الدين مع الوزير خاف ابن الخشكرى خوفا شديدا ولم يجد من يجيره من النقيب فدخل عليه ذات يوم وهو متلثم فسفر عن لثامه ولم يكن النقيب رآه ولا عرفه قبل ذلك وأنشده قصيدته التى أولها : سعود تدوم بشرب المدام * ببنت الكروم مع ابن الكرام حسونا بكأس وطاس وجام * غدونا بنون وخاء ولام فلما أتم القصيدة قال له النقيب - وكان قد سمع شعره قبل ذلك - : انى لاسمع نفس مزيد . قال : إذا هو . ففكر النقيب ساعة وكان قد كتب إلى الخليفة الناصر لدين الله ضراعة بارسال عشرة الآف دينار ذهبا في عشرة أكياس فأمر باخلاء كيس ودفع ما فيه إلى مزيد الخشكرى وجعل القصيدة في الكيس وختم عليها ، فما نظر الخليفة إلى قوله ضحك وأمر باجرائها له وطلب مزيد الخشكرى فأمر له بجائزة اخرى ومدح مزيد الخليفة وصار مزيد من شعراء الخلافة والاصل في ترتيبه قوله . ( فكانما الهور الطفوف ) إلى آخره ، وكان الناصر كثيرا ما ينشد هذا البيت ويضحك . / صفحة 169 / فأعقب النقيب جلال الدين القاسم من رجلين زكى الدين الحسن ، وفخر الدين الحسين ، انقرض زكى الدين الحسن وكان له الفقيه العالم الفاضل المدرس رضى الدين محمد ، انقرض وانقرض أبوه بانقراضه ، وولد فخر الدين الحسين جلال الدين أبا جعفر القاسم بن الحسين ، كان جليل القدر فاضلا شاعرا ولم يل السيد جلال الدين بن الحسين صدارة وامتنع وكان أبوه على قاعدة أبيه صدرا نقيبا بالفراتية فعزل عن النقابة ومن شعره : تقاعست دون ما حاولته الهمم ولا سعت بى إلى داعى الندى قدم ولا امتطيت جوادا يوم معركة وخاننى في الوغى الصمصامة الخذم ولا بلغت من العلياء ما بلغ الآباء قبلى ولا أدركت شأوهم إن كنت رمت سلوا عن محبتكم أو كنت يوما بظهر الغيب خنتكم فما الذى أوجب الهجران لى فلقد تنكرت منكم الاخلاق والشيم ؟ أذاك من بخل بالوصل أم ملل أم ليس يرعى لمثلى عندكم ذمم ؟ ؟ ؟ وكان لجلال الدين أبى جعفر القاسم بن الحسين بن القاسم بن الزكي الاول ابنان أحدهما زكى الدين مات عن بنت وانقرض ، والآخر شيخي المولى السيد العالم الفقيه الحاسب النسابة المصنف تاج الدين محمد ، إليه انتهى علم النسب في زمانه وله فيه الاسنادات العالية والسماعات الشريفه ، أدركته قدس الله روحه شيخا وخدمته قريبا من اثنتى عشرة سنة ، قرأت فيها ما أمكن حديثا ونسبا وفقها وحسابا وأربا وتواريخ وشعرا إلى غير ذلك ، وصاهرته رحمه الله على ابنة له ماتت طفلة فأجاز لى أن ألازمه ليلا فكنت ألازمه ليالى من الاسبوع أقرا فيها ما لا يمنعنى فيه النوم . فمن تصانيفه ( كتاب في معرفة الرجال ) خرج في مجلدين ضخمين ، وكتاب ( نهاية الطالب في نسب آل أبى طالب ) خرج في اثنى عشر مجلدا ضخما قرأت / صفحة 170 / عليه أكثره ، وكتاب ( الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة ) أربع مجلدات في أنساب الطالبيين مشجر قرأته عليه بتمامه ، ومنها ( الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون ) قرأت عليه كثيرا مما خرج منه ولم يبلغ من هذا الكتاب إلا قريبا من الربع ، ومنها كتاب ( أخبار الامم ) خرج منه أحد وعشرون مجلدا وكان يقدر إتمامه في مائة مجلد كل مجلد أربع مائة ورقة ، ومنها كتاب ( سبك الذهب في شبك النسب ) مختصر مفيد قرأته عليه بتمامه ، ومنها كتاب ( الجذوة الزينية ) مختصر قرأته عليه أول اشتغالي بعلم النسب لم أقرأ قبله إلا مقدمة مختصرة لشيخ الشرف العبيدلى ، ومنها كتاب ( تبديل الاعقاب ) ومنها ( كشف الالتباس في نسب بنى العباس ) ومنها رسالة ( الابتهاج في الحساب ) وكتاب ( منهاج العمال في ضبط الاعمال ) إلى غير ذلك من كتبه في الفقه والحساب والعروض والحديث . وكان يتولى إلباس لباس الفتوة ويعتزى إليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه ، وهذا المنصب ميراث لآل معية من عهد الناصر لدين الله وقد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك وينقسم الناس بالعراق أحزابا كل ينتمى إلى أحدهم ، فلما مات النقيب فخر الدين ابن معية والنقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض ولم يكن عوام العراق ولا خواصهم ليسلموا ذلك الامر إلى أحد من غير آل معية مادام / صفحة 171 / منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين . وكان إليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى إليه - فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نساب العراق على تلمذته والاستفادة منه حتى أنى رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبى المظفر ابن الاشرف الافطسى اسم النقيب تاج الدين وقد كتب تحته : ( قرأت عليه واستفدت منه ) . وكان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت النقيب تاج الدين : ما قرأ عليك أبو المظفر ؟ فقال : لم يقرأ على شيئا ولا سمع منى شيئا يعتد به بل ما يخطر ببالى إلا أنه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغرى في الايوان المقابل فوصل إلى مكان - ذكره النقيب ونسيته انا - قال فسألني عنه فأخبرته . وكان متقدما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار إليه بالاصابع . فأما روايته واتساعها ومعرفته بغوامض الحديث والحاقه بالاجداد فأمر لم يخالف فيه أحد ، ومن أشعاره قوله : ملكت عنان الفضل حتى أطاعنى وذللت منه الجامح المتصعبا وضاربت عن نيل لعالى وحوزها بسيفي أبطال الرجال فما نبا وأجريت في مضمار كل بلاغة جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا ولكن دهري جامح عن مراتبي ونجمى في برج السعادة قد خبا ومن غالب الايام فيما يرومه تيقن أن الدهر يضحى مغلبا
وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله هذا المختصر ، وتوفى رحمه الله عن بنات - آخر بنى على بن معية ، وهو ابن الحسن بن الحسن بن الديباج - وأما أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسن بن الديباح ويقال لولده بنو التج / صفحة 172 / وهم بمصر فأعقب من رجلين أحمد ، ولده بمصر ، والحسين يقال له البربري ويقال لولده بنو البربري ، أما أحمد بن محمد فمن ولده صاحب العدة والعزة بمصر ومات باليمن ، وهو أبو الحسن محمد بن أحمد المذكور ، له أولاد بمصر قال العمرى : محمد بن احمد بن محمد بن الحسن بن الحسن الديباج له ذيل بمصر والعراق وتنيس من جملتهم بنو بنت الزويدى وهو أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم ابن محمد بن أبى الحسن محمد المصرى المذكور ، وكان لابي عبد الله الحسين هذا ثلاثة ذكور ، أبو تراب على ، مات دارجا وابراهيم بمصر له بنات ، وزيد ولده بتنيس ، وكان لابي الحسن محمد المصرى صاحب العزة المذكور ، أبو محمد القاسم وكان باليمن أولاد متفرقون - آخر بنى الحسن التج بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام - ، وأما ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج ولقب ( طباطبا ) لان أباه أراد أن يقطع له ثوبا وهو طفل فخيره بين قميص وقبا فقال : طباطبا - يعنى قباقبا وقيل بل السواد لقبوه بذلك . وطباطبا بلسان النبطية سيد السادات . نقل ذلك أبو نصر البخاري عن الناصر للحق ، وكان ابراهيم طباطبا دا خطر وتقدم وأمه أم ولد ، فأعقب من ثلاثة رجال القاسم الرسى وأحمد والحسن ، وكان له عبد الله بن ابراهيم أيضا كان له ذيل لم يطل ، ومن ولده أحمد بن عبد الله خرج بصعيد مصر سنة سبعين ومائتين فقتله أحمد بن طولون وانقرض عقبه وعقب أبيه عبد الله بن ابراهيم ايضا . ومن ولد ابراهيم طباطبا أيضا محمد بن ابراهيم ، ويكنى أبا عبد الله أحد أئمة الزيدية خرج بالكوفة داعيا إلى الرضا من آل محمد ، وخرج معه أبو السرايا السرى بن منصور الشيباني في أيام المأمون فغلب على الكوفة ودعى بالآفاق ولقب بأمير المؤمنين وعظم أمره ثم مات فجأة وانقرض عقبه ، وكان من ولده / صفحة 173 / محمد بن الحسين بن حعفر بن محمد هذا خرج إلى الحبشة فما يعرف له خبر ، ومنهم محمد بن جعفر بن محمد المذكور ، قتلته الشراة بكرمان وصلب فأخذتهم الزلزلة أربعين يوما حتى أنزل عن الخشبة فسكنت الزلزلة ، وعقب ابراهيم طباطبا من القاسم وأحمد والحسن ، أما الحسن بن ابراهيم طباطبا فأعقب من رجلين على وأحمد يلقب متوية ، أما على بن الحسن بن طباطبا فأمه أم ولد . قال أبو نصر البخاري : استلحق وهو ابن اربع عشرة سنة فاولاده يسمون المستلحقة والله أعلم فمن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن على بن محمد الصوفى المصرى بن أحمد شيخ الاهل بن على بن الحسن بن ابراهيم طباطبا يعرف بابن بنت زريق ، وكان دينا متصوفا ومات عن أولاد منهم رجل شاعر ، ومنهم أبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم بن على بن على بن الحسن بن طباطبا ، مات بمصر سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة وله بها ولد ، ومنهم أبو الحسن الملقب بالجمل بن أبى محمد الحسن بن على بن الحسن بن طباطبا مات بمصر عن عدة أولاد وأخوة . وأما أحمد المصرى بن الحسن بن طباطبا الملقب متوية فله أبو الحسن محمد الصوفى وأبو الحسن محمد الشجاع المستجد ، وأبو جعفر محمد الرئيس ، وأبو على محمد بنو أحمد المصرى المذكور ، لهم أعقاب منهم بنو المستجد ، وبنو الكركي وهو أبو الحسن على بن محمد الصوفى المذكور ، وبقيتهما بمصر . وأما أحمد الرئيس بن طباطبا ويكنى أبا عبد الله فأعقب من رجلين أبى جعفر محمد وأبى اسماعيل ابراهيم ، وجمهور عقبه يرجع إلى أبى الحسن الشاعر الاصفهانى وهو محمد بن احمد بن محمد بن احمد المذكور صاحب كتاب ( نقد الشعر ) وغيره ، ومن ولده القاسم ، وأبو البركات محمد وابو الحسين محمد وأبو المكارم محمد بنو الشريف أبى الحسن محمد المذكور ، فمن ولد القاسم ابن محمد الشيخ الشريف النسابة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبى طالب بن / صفحة 174 / القاسم هذا ، قال أبو الحسن العمرى : لقيته وقرأت عليه وكاتبته في الانساب . ومن ولد أبى البركات ، محمد بن محمد بن الحسن وكان رفيق شيخ الشرف النسابة إلى مصر له ذيل طويل بمصر ، قاله الشيخ أبو الحسن العمرى ، ومن ولد أبى الحسن محمد بن أحمد الشاعر الاصفهانى أبو الحسين على الشاعر بن أبى الحسن محمد ، له ذيل طويل منهم السيد العالم النسابة أبو اسماعيل ابراهيم بن ناصر بن ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن على الشاعر المذكور مصنف كتاب ( المتنقلة في علم النسب ) . ومن ولد أبى اسماعيل ابراهيم بن احمد بن طباطبا ، القاسم بن ابراهيم بن القاسم ابن أبى اسماعيل ابراهيم هذا كان شاعرا مطبوعا وكان يرد على ابن المعتز ومات عن عدة من الولد ، وأما القاسم الرسى بن ابراهيم طباطبا ، ويكنى أبا محمد / صفحة 175 / وكان ينزل جبل الرس ، وكان عفيفا زاهدا له تصانيف ودعا إلى الرضا من آل محمد ، وله عدة أولاد متقدمون ، فأعقب من سبعة رجال يحيى العالم الرئيس والحسن ، واسماعيل ، وسليمان ، والحسين السيد الجواد ، وأبو عبد الله محمد وموسى ، أما يحيى بن الرسى فكان رئيسا ينزل الرملة وكان له بها عقب ، وأما الحسن بن الرسى وكان بالمدينة سيدا رئيسا فأعقب من محمد وابراهيم ، فمن ولد محمد بن الحسن بن الرسى ، عليان بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الرسى ، كان في مشهد المذار وهو مشهد عبيد الله بن على بن أبى طالب " ع " . ومن ولد ابراهيم بن الحسن بن الرسى ، ابراهيم وعقبه من رجلين القاسم الجمال ، ومحمد فمن ولد القاسم الجمال ، على يعرف بمعمر ويكنى بأبى خلاط ، ومحمد وابراهيم والحسين بنو القاسم الجمال ، ومن ولد محمد بن ابراهيم ابنه يحيى له عدة أولاد وأما اسماعيل بن الرسى وكان رئيسا متقدما فعقبه من رجل واحد وهو ابنه أبو عبد الله محمد الشعرانى نقيب الطالبيين بمصر وولده نقباء سادة ، وأعقب أبو عبد الله محمد الشعرانى بن اسماعيل بن الرسى من اسماعيل النقيب بمصر بعد ابيه ، وأبى القاسم أحمد النقيب بمصر بعد أخيه ، وأبى الحسن على ، وأبى الحسين يحيى وأبى محمد جعفر ، وأبى محمد عيسى ، وأبى محمد القاسم ، والعقب من اسماعيل النقيب بعد أبيه ابن محمد الشعرانى ، من أبى العباس ادريس له أولاد ، هم اسماعيل وعبد الله ، ومحمد . والعقب من أبى القاسم أحمد النقيب بعد أخيه ابن محمد الشعرانى من / صفحة 176 / ابراهيم ، واسماعيل ، وعلى ، وأبى الحسين عبد الله وأبى عبد الله محمد يلقب بالقرقيس ، ويحيى . فالعقب من ابراهيم بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى من أبى عبد الله الحسين النقيب كان بمصر ، وأبى الحسن على النقيب كان بمصر وأبى القاسم أحمد ، أما أبو عبد الله الحسين النقيب بن ابراهيم بن أحمد بن محمد الشعرانى وكان جم الفضائل كثير المحاسن فولده طاهر وعلى واسماعيل وابراهيم لهم أولاد ، وأما أبو الحسن على النقيب بن ابراهيم فولده محمد ويحيى وعبد الله وأما أبو القاسم أحمد بن ابراهيم فولده على وابراهيم ومحمد ، والعقب من أبى الحسين عبد الله بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى فولداه محمد وأبو القاسم احمد وولد محمد بن أبى الحسين عبد الله بن أحمد النقيب ، القاسم القاضى بالشام والعقب من محمد القرقيس بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى من أبى عبد الحسين الله ، له ولد ومسلم ، وأبى القاسم احمد ، واسماعيل وعبد الله ، والعقب من اسماعيل بن احمد النقيب ، في حمزة ، له ولد وعلى بن احمد النقيب له ابن اسمه الحسين والعقب من أبى محمد جعفر بن الشعرانى في ابى على الحسين ، له على ويحيى وابراهيم والعقب من ابى الحسن على بن الشعرانى في اولاده ابى اسماعيل ابراهيم ومحمد والحسن ، والعقب من ابى الحسين يحيى بن الشعرانى في ولده الحسين ، له ولد وعيسى بن الشعرانى ميناث وقيل له محمد وعيسى ، ولمحمد ولد . وأما سليمان بن الرسى فمن ولده محمد وعلى والحسين والقاسم العدل بنو محمد بن على الفارس بن سليمان المذكور ، ومن ولده ابراهيم بن سليمان المذكور ولابراهيم احمد ومحمد ابنا ابراهيم هذا ، ومحمد هذا يلقب توزون بالبصرة ، وأما احمد بن ابراهيم بن سليمان ، فمن ولده موهوب أبو الحسن دلال الدقيق بالبصرة ابن ابى الليل عبد الله بن احمد بن ابراهيم المذكور وأما محمد بن ابراهيم المذكور ابن سليمان فولده بنو توزون بالبصرة . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : هم أصدقائى بالبصرة بقى منهم طفل هو / صفحة 177 / ولد أبى منصور جعفر بن أحمد بن محمد توزون المذكور ، ومن بنى سليمان بن الرسى ، موسى القتيل بصنعاء وابنه أبو الحسن له ذيل منتشر . وأما أبو عبد الله الحسين بن القاسم الرسى وكان سيدا كريما فأعقب من رجلين أبى الحسين يحيى الهادى وأبى محمد عبد الله السيد العالم ، أمهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام أما يحيى الهادى بن الحسين بن الرسى ويكنى أبا الحسين ، كان إماما من أئمة الزيدية جليلا فارسا ورعا مصنفا شاعرا ، ظهر باليمن ويلقب بالهادي إلى الحق ، وكان يتولى الجهاد بنفسه ويلبس جبة صوف ، له تصانيف كبار في الفقه قريبة من مذهب أبى حنيفة ، وكان ظهوره باليمن أيام المعتضد سنة ثمانين ومائتين وتوفى هناك سنة ثمان وتسعين ومائتين وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وخطب له بمكة سبع سنين ، وأولاده أئمة الزيدية وملوك اليمن ، فاعقب يحيى الهادى من ثلاثة رجال الحسن الفيلى ينسب إلى الفيل جبل بصعدة ، وأبى القاسم محمد المرتضى قام بالامر بعد أبيه ، وأحمد الناصر قام بالامر بعد أخيه ، أما الحسن الفيلى ابن يحيى الهادى فقال الشيخ أبو الحسن العمرى : له ذيل لم يطل . واما أبو القاسم محمد المرتضى بن يحيى الهادى فأعقب من جماعة : منهم على وابراهيم والحسن الاتج قال ابن طباطبا : والحسين . أما الحسن الاتج فله ولد بآمل ، ومنهم أبو العساف محمد وابو هاشم الحسن إبنا يحيى بن الحسن الاتج المذكور ، يقال لولده آل أبى العساف كانوا باصفهان إلى ما بعد الستمائة . / صفحة 178 / ومن ولد أبى الهاشم الحسن بن يحيى بن الحسن الاتج داعى النسابة واخوته الرضى ، وعبد الله ، وعلى ، بنو الحسن بن يحيى المذكور ، لهم أعقاب بسارية وخوزستان والرى ، وللمرتضى باليمن ايضا اعقاب . وأما أحمد الناصر بن يحيى الهادى وهو الناصر لدين الله وكان من أكابر الائمة الزيدية جم ، الفضائل كثير المحاسن وكان به نقرس فربما هاج وبه فمنعه من القتال واستمر به ذلك . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : بلغني ان ولده أبا الغطمش وثب عليه خصم له فقتله وكثر عليه العدو فجالد حتى رجع فقال ابوه الناصر لدين الله : إن لا أثب فقد ولدت من يثب كل غلام كالشهاب الملتهب ومات سنة اربع وعشرين وثلاث مائة وبقيت الامامة في ولده . فاعقب من جماعة منهم : محمد الوارد إلى حلب بن احمد الناصر أعقب بحلب ومصر وغيرهما ومنهم أبو الفضل الرشيد بن احمد الناصر له بقية . قال الشيخ العمرى : هم بحلب إلى يومنا . ومنهم : الحسين بن احمد الناصر ، له ولد باليمن ، ومنهم أبو الغطمش ابراهيم بن احمد الناصر فارسهم وقد ذكر قريبا . ومنهم اسماعيل بن الناصر أعقب بخوزستان . ومنهم أبو الحمد داود بن الناصر ، كان من شيوخ أهله وفضلائهم وكان بالعراق ، وابنه القاضى المجلى أبو محمد بن أبى الحمد ورد خورستان وتقدم بها ، وله بقية بالاهواز وواسط . ومنهم الحسن بن الناصر قام بالامر بعد أبيه وله أولاد ، وكان يلقب بالمنتجب لدين الله . ومنهم يحيى ابن الناصر قاتل أخاه على الامامة ويلقب بالمنصور كان فيه خير أنفذ رجلا من اهله إلى بغداد ايام كان أبو عبد الله بن الداعي بها وذلك في أيام معز الدولة بن بويه ، وقال له : اختبر حاله يعنى أبا عبد الله بن الداعي فان رأيته أفضل منى وأولى منى بالامامة فاكتب إلى بذلك لابايع له وأدعو إليه . وولد المنصور يحيى بن الناصر عدة اولاد ، منهم على يلقب الحرب ، وله ولد ببغداد ، وابنه القاسم بصعدة . ومنهم القاسم المختار بن الناصر ويكنى أبا محمد وكان بصعدة أحد كبار / صفحة 179 / أئمة الزيديد ، له أعقاب : منهم محمد المستنصر بن القاسم المختار له أولاد منهم ابراهيم المؤيد ، وعبد الله المعتضد ويوسف له أعقاب - آخر ولد يحيى الهادى ابن الحسين بن الرسى - . وأما عبد الله العالم بن الحسين بن الرسى فله عقب كثير بالحجاز وعقبه من جماعة منهم اسحاق بن عبد الله العالم ، عقبه بادية بالحجاز ، ومنهم يحيى بن عبد الله . من ولده حمزة بن الحسن بن عبد الرحمان بن يحيى المذكور ، ويقال لولده بنو حمزة باليمن ، منهم أئمة الزيدية هناك إلى الآن ومنهم شيخنا رضى الدين الحسن بن قتادة بن مزروع بن على بن مالك المدنى النسابة ، وكان حمزة هذا يدعى النفس الزكية ، وابنه على بن حمزة يدعى العالم وابنه حمزة بن على بن حمزة يدعى المنتجب ، وابنه سليمان بن حمزة الثاني يدعى التقى ، وابنه حمزة الثالث بن سليمان بن حمزة يدعى وهو والد الامام عبد الله بن حمزة امام الزيدية وكان عالما وبقى الامر في يده تسع عشرة سنة وله عقب كثير ، وكان عبد الرحمان بن يحيى بن عبد الله يلقب الفاضل ، وابنه الحسن يقال له الامام / صفحة 180 / الراضي وابنة حمزة النفس الزكية على ما مر ، وأما أبو عبد الله محمد بن الرسى فأعقب من ثلاثة ابراهيم ، وعبد الله الشيخ . وابى محمد القاسم الرئيس ، فمن ولد ابراهيم بن محمد بن الرسى ، زيد الاسود بن ابراهيم ، استدعاه عضد الدولة بن بوية من بيت المقدس وكان قد انقطع به وزوجه باخته فلما توفيت زوجه بابنته شاهان دخت ، وولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة ورياسة منهم نقباء شيراز وقضاتها ، فمن ولده على والحسين ابنا زيد الاسود ، فمن بنى الحسين بن زيد الاسود ، عزير بن العدل بن نزار بن زيد بن الحسين المذكور ، وإخوة معقبون ومنهم نقيب النقاء بالممالك الابى سعيدية وقاضي قضاتها قطب الدين أبو زرعة محمد بن على بن حمزة بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود المذكور ، له عقب ، ومنهم السيد الامير الجليل الجواد المشهور فخر الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود ، له عقب ، ومنهم القاضى شرف الدين محمد بن اسحاق بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود ، ولهم أعقاب وأنساب وهم بشيراز أهل رياسة ونقابة وقضاء وجلالة وتقدم كثرهم الله تعالى . ومن ولد عبد الله الشيخ بن محمد بن الرسى ، أبو محمد الحسن الشاعر بن عبد الله يقال له المنتجد به يعرف ولده ، وأعقب القاسم الرئيس بن محمد بن الرسى من ثمانية رجال فمن ولده بنو رمضان بن على بن عبد الله بن مفرج بن موسى بن على بن القاسم بن محمد بن الرسى صحح نسبهم ابن ميمون النسابة منهم نفيب النقباء تاج الدين على بن محمد بن رمضان المذكور يعرف بان الطقطقى ساعدته الاقدار حتى حصل من الاموال والعقار والضياع مالا يكاد يحصى . ومن غرائب الاتفاقات التى حصلت له أنه زرع في مبادئ أحواله زراعة كثيرة في أملاك الديوان وهو إذ ذاك صدر البلاد الفراتية ، وأحرز ما تحصل / صفحة 181 / له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمها ، وفضل حسابه مع الديوان وقد بقى له بقية صالحة من الغلات ، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالاموال ثم بالاعراض ثم بالاملاك ، وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال ، غلاء ابن الطقطقى . نسب إليه لانه لم يكن عند أحد شئ يباع سواه ، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فإذا هو قد باع أضعاف ما ادخر ، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة الحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها . وترقى أمره إلى أن كتب إلى السلطان أبا قاخان بن هلاكو في عزل صاحب الديوان واقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة ، فوقع كتابه إلى الوزير شمس الدين الجوينى أخى صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا وكتب فيه : كم لى أنه منك مقلة نائم يبدى سباتا كلما نبهته فكأنك الطفل الصغير بمهده يزداد نوما كلما حركته وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله إلى أخيه فاستعد صاحب الديوان له وتقرر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا إلى موضع ظنوه مأمنا أمرهم بالمصير إليه صاحب الديوان ، فخرج صاحب الديوان إليه من ساعته إلى ذلك الموضع فقبض على اولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره . وللنقيب تاج الدين عقب ، وأما موسى بن الرسى وكان بمصر فمن ولده على المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد موسى المذكور أعقب من سبعة رجال وكان عقبه بمصر - آخر بنى الرسى وهم آخر بنى ابراهيم طباطبا ، وهم آخر بنى اسماعيل الديباج بن الغمر ، وهم آخر بنى ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن / صفحة 182 / ابن على بن أبى طالب عليه السلام

 

جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي