الصفحة الرئيسية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية

الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م

عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف

 

الفصل الثاني في ذكر عقب الحسين الشهيد ابن على بن أبى طالب عليه السلام:

الفصل الثاني في ذكر عقب الحسين الشهيد ابن على بن أبى طالب عليه السلام ، ويكنى أبا عبد الله ولد سنة أربع من الهجرة وقتل سنة إحدى وستين ، وكان بين ولادة أخيه الحسن " ع " والحمل به خمسون يوما وقيل طهر واحد ، وأرضعته أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس ، وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن على " ع " بعد موته وبايع لابنه يزيد لعنه الله وامتنع الحسين " ع " من بيعته وأعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنه بايعه وبقى على ذلك حتى مات وأراده يزيد لعنه الله على البيعة وكتب بذلك إلى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان عامله على المدينة فلم يبايعه وخرج إلى مكة . وتسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا إلى الحسين " ع " وعزوه من نفسه فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقبل بن أبى طالب سلام الله عليه فبايعه ثمانية / صفحة 192 / عشر ألفا ، فأرسل إلى الحسين يخبره بذلك فتوجه إلى العراق واتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك ، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا إلى يزيد بن معاوية لعنه الله ، فلما صار إلى كربلا منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبى وقاص وأرادوه على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيدالله بن زياد لعنه الله فامتنع ، واختار المضى نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه وأهل بيته في عاشر المحرم سنة احدى وستين ، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى الكوفة ثم منها إلى الشام ، ووجد به يوم قتل سبعون جراحا ، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا . واختلف في الذى أجهز عليه فقيل شمر بن ذى الجوشن الضبابى لعنه الله تعالى ، وقيل خولى بن يزيد الاصبحي ، والصحيح أنه سنان بن أنس النخعي وفى ذلك يقول الشاعر : فأى رزية عدلت حسنا غداة تبيره كفا سنان وكان هو وأخوه الحسن يخضبان بالوسمة ، وولد أربعة بنين وبنتين وعقبه من ابنه على زين العابدين السجاد ذى الثفنات ، وقد اختلف في أمه فالمشهور أنها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد ، وقيل إن اسمها شهربانو ، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين " ع " وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب " ع " ببنتى يزجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين " ع " فأولدها على بن الحسين " ع " وأعطى الاخرى لمحمد بن أبى بكر الصديق فأولدها القاسم / صفحة 193 / الفقيه ابن محمد بن أبى بكر فهما إبنا خالة ، وقال ابن جرير الطبري : إسمها غزالة وهى من بنات كسرى . وقال المبرد : هي سلامة من ولد يزجرد . وكانت عمة أم يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك المروانى وأختها قاله المبرد . وقد منع من هذا كثير من النسابين والمؤرخين وقالوا إن بنتى يزدجرد كانتا معه حين ذهب إلى خراسان . وقيل إن أم زين العابدين " ع " من غير ولده . وقد أغنى الله تعالى على بن الحسين " ع " بما حصل له من ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسى المولود من غير عقد على ما جاءت به التواريخ ، والعرب لا تعد للعجم فضيلة وان كانوا ملوكا ولو اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا العجم على العرب ويفضلوا قحطان على عدنان ، ولكن ليس ذلك عندهم شيئا يعتد به . وقد لهج بعض العوام وكثير من بنى الحسين " ع " بذكر هذه النسبة وقالوا : جمع على بن الحسين " ع " بين النبوة والملك . وليس ذلك بشئ ولو ثبت على ما عرفته . ثم إن فاطمة بنت الحسين " ع " أم أولاد الحسن المثنى بن الحسن بن على ابن أبى طالب " ع " وهى فيما يقال من أم على زين العابدين ، فان كانت ولادة كسرى فضيلة فقد حصلت لاولاد الحسن أيضا ، على أن الحسن عليه السلام كان إماما على أخيه الحسين " ع " يجب عليه طاعته ، ولم يكن الحسين إماما للحسن قط وهى الفضيلة التى يلتجئ إليها بنو الحسن إن عورضوا بتلك الولادة أو بغيرها مما يقوله الامامية . وكان على بن الحسين عليه السلام يوم الطف مريضا ومن ثم لم يقاتل حتى زعم بعضهم أنه كان صغيرا وهذا لا يصح ، قال الزبير بن بكار : كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة . وقال الواقدي : ولد على بن الحسين " ع " سنة ثلاث وثلاثين . فيكون عمره يوم الطف ثمانى وعشرين سنة ، وتوفى سنة خمس وتسعين وفضائله اكثر من تحصى أو يحيط بها الوصف ،
 

 

جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي