الصفحة الرئيسية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية

الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م

عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف

 

عقب إسماعيل بن الامام جعفر الصادق (عليه السلام):

وأما اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ويكنى أبا محمد وأمه فاطمة بنت الحسين الاثرم بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويعرف باسماعيل الاعرج ، وكان اكبر ولد أبيه وأحبهم إليه كان يحبه حبا شديدا ، وتوفى في حياة أبيه بالعريض فحل على رقاب الرجال إلى بالبقيع فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق " ع " بعشرين سنة ، كذا قال أبو القاسم بن خداع نسابة المصريين . فأعقب اسماعيل من محمد وعلى ابني اسماعيل ، أما محمد ابن اسماعيل فقال شيخ الشرف العبيدلى : هو امام الميمونية وقبره ببغداد . وقال ابن خداع : كان موسى الكاظم عليه السلام يخاف ابن اخيه محمد بن اسماعيل ويبره وهو لا يترك السعي به إلى السلطان من بنى العباس . وقال أبو نصر البخاري : كان محمد بن اسماعيل بن الصادق " ع " مع عمه / صفحة 234 / موسى الكاظم عليه السلام يكتب له السر إلى شيعته في شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد الحجاز سعى محمد بن اسماعيل بعمه إلى الرشيد ، فقال : أعلمت أن في الارض خليفتين يجبى اليهما الخراج ؟ فقال الرشيد : ويلك أنا ومن ؟ قال : موسى ابن جعفر . وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم " ع " وحبسه وكان سبب هلاكه ، وحظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق ومات ببغداد ودعا عليه موسى بن جعفر " ع " بدعاء استجابه الله تعالى فيه وفى أولاده ، ولماليم موسى بن جعفر " ع " في صلة محمد بن اسماعيل والاتصال مع سعيه به قال : إنى حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الرحم إذا قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت قطعها الله تعالى وإنما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمى . وأعقب محمد بن جعفر من رجلين اسماعيل الثاني وجعفر الشاعر أما جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل فمن ولده بنو البغيض وهو جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " وابنه محمد الملقب بنعيش وهم عدد كثير بمصر ، قال الشيخ أبو الحسن العمرى : ومنهم من هو بالمغرب وربما كانوا قد أولدوا ، فمن ثم يجب أن لا يكذب من ينسب إليهم بل يطالبه بصحة دعواه وهم ثلاثة نفر ، أحمد أبو الشلعلع ، وجعفر واسماعيل ، بنو محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " ومن بنى جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل ، على بن محمد بن جعفر المذكور قال ابن دينار الاسدي الكوفى : لم يعقب . وقال أبو القاسم الحسين بن خداع المصرى : أغرب على بن محمد هذا ثم قدم إلى مصر سنة إحدى وستين وثلاثمائة / صفحة 235 / ومعه إبناه حسين وجعفر ومع الحسين ولده نصر صغيرا : وإذا رآه ابن خداع وهو مصرى بطل قول ابن دينار وهو كوفى . وقال الشيخ أبو نصر البخاري : أولاد اسماعيل بن محمد بن اسماعيل لا شك في نسبهم ، وأولاد جعفر بن محمد ابن اسماعيل انا متوقف في تعاقبهم اليوم ، وينتسب إليه قوم من أهل الشام وهؤلاء أمراء مصر ينتسبون إليه . قلت وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الذين استولوا على المغرب ومصر ونفاهم . العباسيون وكتبوا بذلك محضرا شهد فيه جل الاشراف ببغداد ، وانضم إلى ذلك ما ينسب إليهم من الاحاديث وسوء الاعتقاد وقد تأملت بعض ما حكى من الطعن فيهم فوجدته لا يتمشى لكونه بناءا على أن المهدى أولهم منسوب إلى أنه محمد بن اسماعيل بن الصادق ( ع ) لصلبه ، وزمانه لا يحتمل ذلك والشريف الرضى الموسوي مع جلالة قدره صحح في شعره نسبهم حيث يقول : ما مقامي على الهوان وعندي * مقول صارم وأنف حمى أحمل الضيم في بلاد الاعادي * وبمصر الخليفة العلوى من أبوه أبى ومن جده جد * ى إذا ضامني البعيد القصى وقال ابن طباطبا : جعفر بن محمد بن اسماعيل بن الصادق " ع " عقبه من محمد يقال له الحبيب ، وعقبه من الحسن المعروف بالبغيض ، وعبد الله بالمغرب وجعفر بالمغرب : واسماعيل بالمغرب ، وهم من أنساب القطع في ( صح ) . وأول الخلفاء العبيديين عبيدالله أبو محمد ، وإحدى الروايات أنه ابن محمد الحبيب بن جعفر بن محمد بن اسماعيل ، ظهر بسلجماسة في أرض المغرب يوم / صفحة 236 / الاحد سابع ذى الحجة سنة ست وتسعين ومائتين ، وبنى المهدية وانتقل إليها في شوال سنة سبع وثلثمائة ، وملك إفريقية من أعمال المغرب وسير ولده فملك الاسكندرية والفيوم بعض أعمال الصعيد . وفى بعض الروايات أنه ابن جعفر ابن الحسن بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل . قال : وهو جعفر البغيض . ثم ملك بعده ابنه القائم أبو القاسم محمد ثم ابنه المنصور أبو ظاهر اسماعيل ، ثم ابنه المعز أبو تميم معد بن اسماعيل ، وهو أول من ملك مصر وانتقل إليها في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، ثم ابنه العزيز أبو منصور نزار ابن معد ثم ابنه الحاكم أبو على المنصور بن نزار ، ثم ابنه الظاهر أبو الحسن على المنصور ، ثم ابنه المستنصر أبو تميم معد بن على ، ثم ابنه المستعلى أبو ظاهر اسماعيل ، كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين . وقيل : أبو القاسم أحمد بن معد ثم ابنه الامير أبو الحسن على ابن الامير أبى القاسم محمد بن المستنصر في قول الشيخ تاج الدين وقيل : أبو على منصور بن احمد بن معد ، ثم الحافظ أبو الميمون عبد المجيد بن أبى القاسم محمد بن المستنصر ، ثم ابنه الظافر أبو / صفحة 237 / منصور اسماعيل بن عبد المجيد ، ثم ابنه الفائز أبو القاسم عيسى بن اسماعيل ثم العاضد أبو محمد عبد الله بن أبى الحجاج يوسف بن الحافظ ، وهو آخرهم قبض عليه الصلاح بن أيوب سنة سبع وستين وخمسمائة وأخرج الملك منهم بعد أن ملك هؤلاء الاربعة عشر ، وكانت مدة ملكهم منذ قيام المهدى إلى أن قبض على العاضد مائتان وإحدى وسبعين سنة ، منها بمصر مائتان وست سنين . ومنهم المصطفى لدين الله نزار بن المستنصر بن معد بن على بن الحاكم كان صاحب دعوة الاسماعلية ، ومن ولده علاء الدين صاحب قلعة الموت ، وهو ابن جلال الدين حسن بن علاء الدين محمد بن أبى عبد الله حسين بن المصطفى لدين الله نزار المذكور ، وابنه ركن الدين خور شاه قتلته المغول ، ولهم أعقاب كثيرة بمصر والشام ، منهم الشريف أبو الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن أبى القاسم محمد بن المهدى عبيدالله بن محمد الحبيب ، رآه الشيخ أبو الحسن العمرى بالقاهرة وله ولد وولد ولد ، وكان قد خرج يحيى بن كردويه القرمطى في أيام المكتفى / صفحة 238 / العباسي وادعى أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " ودعا إلى نفسه فانهض المكتفى إليه محمد بن سليمان فحاربه وقتله فانتصب مكانه أخوه الحسين بن كردويه ، ويقال زكرويه وادعى أنه أحمد بن عبد الله بن محمد المذكور صاحب الشامة ودعا إلى نفسه ويلقب بالمهدي المنصور ، وعظم أمره وملك الشام بكره وفعل في الاسلام ما شاع ذكره ، وهزم محمد بن سليمان وقتل اكثر جيشه فقلق المكتفى لذلك وشخص بنفسه إلى الرقة وأنجد محمد بن سليمان بالرجال وأمده بالعدد والاموال ، فجرت بينهما عدة وقائع حتى أسره ووزيره ومائتي نفس من وجوه أصحابه بعد أن قتل منهم ما لا يحصى ، وأدخل بغداد وشهر بها ثم أحرقوا . وأما اسماعيل الثاني ابن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " فأعقب من رجلين محمد واحمد ، فمن ولد محمد بن اسماعيل الثاني ، الحسن صبنوحة ابن محمد المذكور ، من ولده بنو تمام بسورا وهم ولد أبى منصور تمام بن محمد ابن هبة الله بن محمد بن محمد بن المبارك بن المسلم بن على بن الحسين بن الحسين بن الحسن صبنوحة ، منهم جماعة ينزلون عذار الفرات عند زبيد . ومنهم بنو البزاز بالحلة ، وهم ولد بركة البزاز بن معمر بن مرجى البزاز بن معمر بن محمد ابن زيد الضرير بن محمد صبنوحة بن الحسن بن الحسن صبنوحة المذكور ، ومنهم الجلال عبيدالله بن محمد العطار بالحلة ابن القاسم العطار ابن أبى العز محمد بن الحسن بن الحسن بن على بن على بن محمد بركة البزاز ميناث رأيته بالحلة . ومن ولد أحمد بن اسماعيل الثاني ، الحسين المنتوف واسماعيل الثالث إبنا / صفحة 239 / احمد ، فمن بنى الحسين المنتوف جماعة كثيرة بمصر وغيرها ، منهم نقيب الطالبيين بمصر ، أبو على عماد الدولة الحسين بن حمزة بن على الشجاع بن الحسين المحترق ابن اسماعيل نقيب دمشق بن الحسين المنتوف ، ومنهم نسيب الملك وهو عقيل بن على بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن على بن على الاصم الملقب علوشا بن الحسين المنتوف ، ونسيب الملك هذا هو الذى ورد كتابه إلى الشيخ السيد عبد الحميد بن التقى النسابة بالطعن في نسب ابن أسعد الجوانى النقيب النسابة بمصر . وأعقب اسماعيل بن احمد بن اسماعيل الثاني من أربعة رجال ، وهم أبو جعفر محمد ، ومن ولده موسى المكحول بن أبى جعفر محمد ، يقال لولده بنو المكحول ، منهم نور الدين ابراهيم بن تللوه النسابة بمصر ، وتللوه هو يحيى بن محمد بن موسى بن محمد بن أبى تميم بن يحيى بن ابراهيم بن موسى المكحول وهم كثيرون ، وأبو القاسم الحسين حماقات بن اسماعيل الثالث يقال لولده بنو حماقات وعلى حركات وهو ابن اسماعيل الثالث وأحمد عاقلين بن اسماعيل الثالث فمن بنى عاقلين المحسن بن على بن اسماعيل الاحول بن احمد عاقلين له أربعة بنين قال أبو الحسن الممرى : وله ذيل . ومن بنى على حركات أبو الحسن على الشاعر بالاهواز صديق أبى الغنائم بن أبى جعفر الحسين ، وهو ابن محمد الملقب سندى ابن على حركات ، مات في طريق مكة سنة أثنتين وثلاثين وثلاثمائة و خلف عدة من الولد ببغداد وغيرها . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : ورأيت له بالبصرة ولدا اسمه تمام / صفحة 240 / أمه عودة الكراعة جارية اللبودى ، وكانت أمه تعضده وأبوه يعترف به تارة وينكره اخرى ، غير أنى رأيته في بعض الاوقات يأخذ مع العلويين ، وكان له شعر على صدره والناس كلهم يخاطبونه بالشرف ، وذكر أنه ولد على الشاعر غير أنه لغير رشدة . هذا كلامه . وأما على بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " فأعقب من اسماعيل ولده بالمغرب ومن محمد . أما محمد بن على بن اسماعيل بن جعفر الصادق " ع " فأعقب من أبى الحسن على بن محمد وأعقب أبو الحسن على بن محمد بن على بن اسماعيل ، من على يلقب أبا الجن له عقب كثير بدمشق والعراق منهم الحسن السيبى بن على نقيب الدينور بن أبى الحسن على بن أبى الحسن على سكن السيب فنسب إليه . ومنهم أبو مفرج وهو معد بن الحسن بن حمزة نقيب الاهواز ابن المحسن بن على نقيب الاهواز ومنهم بنو الزكي وهو أبو المعالى بن على بن عبد الرحمان بن على بن عبد المحسن بن ظريف بن على بن حمزة نقيب الاهواز المذكور ، ومنهم بنو التقى وهو بن على بن حمزة نقيب الاهواز المذكور ، ومنهم قضاة دمشق ونقباؤها وهم من ولد العباس بن على بن الحسن بن أبى الحسن على كان العباس هذا قاضى دمشق وابنه الحسن قاضى دمشق أيضا ، وابنه الآخر على بن العباس قاضى بعلبك / صفحة 241 / ولهم أعقاب منهم شرف الملك أبو البشائر محمد بن أحمد بن أبى القاسم جعفر بن أبى المجد نصر الله بن أبى القاسم جعفر ، ولى الدولة بن عميد الدولة أبى محمد الحسن بن أبى على العباس بن الحسن قاضى دمشق المذكور كان نقيب النقباء بدمشق إلى سنة ست وثمانين وستمائة ، ومنهم نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن أحمد ابن نقيب النقباء أبى يعلى حمزة فخر الدولة بن الحسن قاضى دمشق المذكور . صنف له الشيخ العمرى كتاب ( المجدي ) وكان لابي الحسن أحمد المذكور ولد اسمه محمد ويكنى أبا طالب بن أبى الحسن أحمد المذكور له ولد بشيراز ، ولابي الحسن محمد ايضا . أعقب جعفرا ومحمدا الضرير ، لهما عقب بمصر - آخر ولد اسماعيل بن الصادق " ع " - .

 

جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي