|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م
المقصد الثالث في ذكر عقب زيد الشهيد بن الامام علي زين العابدين (عليه السلام): المقصد الثالث في ذكر عقب زيد الشهيد ابن زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله اكثر من أن يوصف ويقال له حليف القرآن ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : " ليس في عباد الله أحد دون أن يوصى بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله " . فقال له هشام : " أنت زيد المؤمل للخلافة الراجى لها وما أنت والخلافة لا أم لك وانت / صفحة 256 / ابن أمة ؟ " . فقال زيد : " لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبى بعثه الله تعالى وهو ابن أمة اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن على بن أبى طالب ( ع ) " . فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : " لا يبيتن هذا في عسكري الليلة " فخرج أبو الحسين زيد يقول : ( لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ) . فحملت كلمته إلى هشام فعرف أنه يخرج عليه ، ثم قال هشام : " ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا ؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم " . وكان هشام بن عبد الملك قد بعث إلى مكة فأخذوا زيدا وداود بن على بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن على بن أبى طالب " ع " لانهم اتهموا أن لخالد القسرى عندهم مالا مودوعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم إلى يوسف بن عمر الثقفى بالكلوفة فحلفهم إنه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف فخرجت الشيعة خلف زيد بن على إلى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب إلى الزيدية ومن تفرق عنه نسب إلى الرافضة . قال أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي : إن زيدا لما رجع إلى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والرى وجرجان والجزيرة ، وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقى بالكوفة . وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : " الحمد الله الذى أكمل لى دينى والله إنى كنت استحيى من رسول الله " ص " أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في أمته بمعروف ولا أنهى عن منكر " . وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : " ما تقول في أبى بكر وعمر ؟ " فقال : " ما أقول فيهما إلا الخير وما سمعت من أهلى فيهما إلا الخير " . فقالوا : / صفحة 257 / " لست بصاحبنا ذهب الامام - يعنون محمد الباقر " ع " - ، وتفرقوا عنه فقال : " رفضونا القوم " فسموا الرافضة . قال سعيد بن خيثم : تفرق أصحاب زيد عنه حتى بقى في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفى في عشرة آلاف . قال : فصف أصحابه صفا بعد صف حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوى عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلا النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن على يقال رماه مملوك ليوسف ابن عمر الثقفى يقال له راشد فاصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكب عليه فقال : " يا أبتاه ابشر ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم " . فقال : " أجل يا بنى ولكن أي شئ تريد أن تصنع ؟ " . قال : " أقاتلهم والله ولو لم أجد إلا نفسي " . فقال : " افعل با بنى إنك على الحق وإنهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار " . ثم نزع السهم فكانت نفسه معه قال : فجئنا به إلى ساقيه تجرى في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندى فذهب إلى يوسف بن عمر فأخبره فاخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة فمكث أربع سنين مصلوبا / صفحة 258 / ومضى هشام . وكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر : " أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد إلى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه في اليم نسفا " فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستانى : لما قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى الله عليه وآله يوما وليلة . وكان قتله على ما قال الواقدي - سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما . وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين واربعين سنة . وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة . وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة . ووجدت عن بعضهم أنه قال : لما قتل زيد بن على وصلب رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة مستندا إلى خشبة وهو يقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون أيفعلون هذا بولدى ؟ " . وروى غير واحد أنهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثى زيد بمراث كثيرة . وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انه قال : قال عبد الرحمان ابن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق " ع " ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كل رجل أربعة دنانير . فولد أبو الحسين زيد بن على بن الحسين " ع " أربعة بنين ولم يكن له انثى / صفحة 259 / يحيى ، أمه ريطة بنت أبى هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين على " ع " ، وأمها ريطة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم ، ولما قتل زيد بن على خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف ابن عمر في طلبه فخرج إلى الرى ثم خرج إلى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلى راية . ثم خرج إلى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد إلى نصر بن سيار الليثى في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبى الحريش وقيده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب لما بلغه ذلك : أليس بعين الله ما يفعلونه عشية يحيى موثقا في السلاسل ؟ كلاب عوت لا قدس الله سرها فجئن بصيد لا يحل لآكل وكتب نصر بن سيار إلى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف إلى الوليد ابن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلى سبيله فخلى سبيله وأعطاه ألفى درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائه رجل فبعث إليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشد القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقى هو وحده فقتل يوم الجمعة وقت / صفحة 260 / العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ، واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزى فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما . وقتل يحيى وله ثمانى عشرة سنة وبعث برأسه إلى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد إلى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت إليه فقالت : " شردتموه عنى طويلا وأهديتموه إلى قتيلا ، صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة واصيلا " . ، فلما قتل عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس ، مروان ، ابن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر أمه ، وقال : هذا بيحيى ابن زيد . ولا عقب ليحيى بن زيد . قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع . وعقب زيد بن على بن الحسين " ع " في ثلاثة الحسين ذى الدمعة وذى العبرة وعيسى مؤتم الاشبال ، ومحمد . أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وأمه أم ولد وعمى في آخر عمره فزوج ابنته من المهدى محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة / صفحة 261 / وقيل سنة أربعين ومائة ، قال أبو نصر البخاري : وهو الصحيح . وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد " ع " قتل أبوه وهو صغير فرباه جعفر بن محمد فأعقب وفى ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان قعددا ، وعلى . أما يحيى أبو الحسين بن ذى الدمعة وفى ولده البيت والعدد ، فأعقب من سبعة رجال ، منهم ثلاثة مقلون ، وهم القاسم ، والحسن الزاهد وحمزة ، وأربعة مكثرون ، وهم محمد الاصغر الاقساسى ، وعيسى ، ويحيى ابن يحيى ، وعمر بن يحيى . أما القاسم بن يحيى بن ذى الذمعة فعقبه قليل جدا ، منهم ، أبوالفرعل وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور ، وأما الحسن الزاهد ابن يحيى بن ذى الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم محمد بن يحيى ابن النقيب أبى طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد ابن الحسن / صفحة 262 / الزاهد المذكور كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب " ع " وهذه فضيلة حسنة . ورأيت بعض النسابين قد ذكر أن الاب كان يلقن الابن منه إلى أمير المؤمنين على " ع " ، وهذا مشكل لان الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقن القرآن من أبيه زيد ، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية وضنك هي أم الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد الله ابن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ، وهو ابن امير المؤمنين على " ع " والحسين المذكور هو ابن على بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور ، له عقب منهم على بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ، له عقب ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن على بن الحسين بن محمد بن الحسين ، له عقب بالحائر يعرفون ببنى ضنك ، وقد قيل إنهم محمديون من بنى محمد ابن الحنفية والله سبحانه وتعالى أعلم . ومنهم على بن الحسين بن على الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن على بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد ، له عقب بالموصل ، ومنهم أحمد الخالصي بن أبى الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من الصدرين وهو أحد أعمال الحلة فنسب إليها ، ويقال لولده بنو الخالصي ، وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا . انقرض المعرفون منهم بهذا اللقب ، وانفصل منهم بنو مكارم ، وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي ابن معد بن أبى المكارم محمد بن أحمد الخالصي ، ويقال لهم بنو مكارم بسورا منهم محمد يدعى مطلوبا بن أبى مكارم المذكور جد السيد ابن مطلوب بسورا . وأما حمزة بن يحيى بن ذى الدمعة فله عقب كثير . فأعقب من على وأعقب على بن حمزة من الحسين . وأعقب الحسين بن على بن حمزة من رجلين وهما أبو جعفر محمد الاسود الشاعر ، وعلى يلقب دانقين ، فمن ولد على دانقين بن / صفحة 263 / الحسين بن على بن حمزة بنو الامير ، وهم ولد على الامير بن محمد ورق الجوع ابن يحيى بن الحسين السنيدى بن على دانقين المذكور ، ومنهم أبو الحسن على المصلى ابن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدى المذكور ، له عقب ومنهم قاضى حمص أبو على ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن على دانقين المذكور ، وأولاده أبو البركات عمر ، وهو المعروف بالشريف عمر بالكوفة ، ومعد ، وهاشم وعمار ، وعدنان ، كان أبو البركات عالما وعلت سنه وتفرد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه ، وكان يروى عن خاله عبد الجبار بن معية الحسنى النسابة ، وله عقب . ومن ولد أخيه معد بنو المهذب ، وهو ابن معد المذكور وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا ، وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطى المؤرخ البغدادي في كتابه ( تلخيص مجمع الالقاب ) : زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس ابن يحيى بن أحمد ذنيب . وذكر : أنه رآه ببغداد وهو كيلانى حنبلي المذهب والاكابر يطايبونه كيف أنه حنبلي . هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم وأما محمد الاصغر الاقساسى بن يحيى بن ذى العبرة ، ونسبته إلى الاقساس قرية من قرى الكوفة ، وولده سادة معظمون فأعقب من ثلاثة رجال محمد مات أبوه وهو حمل سمى باسمه وعرف بالاقساسى ، وعلى الزاهد وأحمد الموضح ابن محمد الاقساسى فعقبه قليل قال شيخ الشرف العبيدلى ، أعقب من أبى جعفر محمد ويحيى وعلى . منهم على بن محمد بن احمد بن محمد بن أحمد المذكور ، درج قال شيخنا السيد رضى الدين بن قتادة الحسنى الرسى النسابة : ورد في سنة نيف / صفحة 264 / وسبعين وستمائة إلى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادعوا أنهم من ولد على هذا وهم مبطلون . وأما على الزاهد بن محمد الاقساسى فأعقب من رجلين أبى جعفر محمد بالكوفة وفى ولده البيت ، ومن أبى الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون إلى على الاحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبى الطيب أحمد المذكور ، وقد قال الشيخ أبو الحسن العمرى في مبسوطه ، إنه مات بالشام عن بنت ولم يترك ذكرا والله تعالى أعلم . وعقب أبى جعفر محمد بن على الزاهد بن محمد الاقساسى من رجلين أبى القاسم الحسن الاديب ، وأحمد الملقب صعوة ، يقال لولده بنو صعوة وعقب أبى القاسم الاديب بن أبى جعفر محمد بن على الزاهد من كمال الشرف أبى الحسن محمد ، ولاه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وفى ولده جلالة ورياسة ، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن على بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور ، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن على بن حمزة بن محمد بن أبى القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب ، ومنهم حيدرة بن على بن نصر الله بن على بن كمال الشرف ، له عقب وأما محمد بن محمد الاقساسى فمن ولده بنو جوذاب وهو على بن محمد المذكور ، وبنو زبرج وهو أبو طالب الحسين بن على جوذاب لهم بقية . وأما عيسى بن يحيى بن ذى الدمعة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم احمد ، ومحمد الاعلم ، والحسين الاحول ويحيى ، وزيد وعلى . أما احمد بن عيسى بن يحيى بن ذى العبرة ويكنى أبا العباس فأولد جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن احمد المذكور من ولده محمد الغلق بن احمد بن الحسن المذكور ، يقال لولده بنو الغلق ، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو / صفحة 265 / أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور ، ومنهم بنو الابزر ، وهو محمد بن مفضل بن أبى طالب محمد وجع العين ، لهم بقية بالحلة ومن أبى العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد ، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن على بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة ، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن الحسين بن على المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا ، ومنهم عيسى بن محمد بن على المسن ، له عقب . واما محمد الاعلم بن عيسى بن يحيى بن ذى العبرة ، فمن ولده أبو القاسم على المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الاعلم ، وأخوه حمزة المعدل بالاهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الاهواز ابن أبى البركات محمد نقيب الاهواز ابن ابى محمد الحسن نقيب الاهواز ابن حمزة المذكور ، ومن بنى محمد الاعلم الحسن الاصغر بن أحمد بن محمد الاعلم له عقب ، وأما الحسين الاحول ابن عيسى بن يحيى بن ذى الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضى دمشق وأبو طاهر محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضى الاسكندرية بنو أبى عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الاحول لهم أعقاب ، منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدى النسابة ، وهو عبد الله بن الحسن قاضى دمشق ، له مبسوط في النسب . وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذى العبرة فأعقب من عيسى وطاهر أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين ، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى ويكنى أبا العباس فله عدة من الولد منهم على يعرف بابن مريم ، وولده يعرفون ببنى مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيدالله وأبو الحسين يحيى ، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب ، وأحمد بن طاهر ، وقال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى . وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد / صفحة 266 / المذكور ، قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو على بن محمد المذكور وأما على بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبى طالب عبد الله قتيل الطواحين بن على المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين على الاعرج بن ابراهيم بن أبى البدر محمد ابن على بن مظفر بن محمد بن على الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض . ومن بنى على بن عيسى بن يحيى بن ذى العبرة ، زيد بن على المذكور أبو الحسين أعقب ، ومن ولده السيد الفاضل المنتمى بن أبى زيد عبد الله بن على كمياكى بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بنى على بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة ، أبو الحسن على بن محمد بن احمد الناصر بن أبى الصلت يحيى بن أبى العباس احمد بن على المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبى طاهر محمد كان متوجها بالحائر فمن ولد أبى طاهر محمد ، أبو الحسن على بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لان عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقرى بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقرى وكلهم بالحائر. وأما يحيى بن يحيى بن ذى العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة / صفحة 267 / رجال ، أبو الحسن على كتيلة ، وأبو عبد الله الحسين سخطه ، وأبو الفضل العباس ، وأبو أحمد طاهر ، والحسن ، وموسى ، وابراهيم والقاسم وجعفر أما جعفر بن يحيى بن يحيى فوجدت له موسى بن جعفر ولم أجد له غيره ، وأما القاسم بن يحيى بن يحيى فله محمد إيزار رطب في أخوين انقرضوا ، وقال ابن طباطبا : أرى له محمدا بن زيد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بشيراز وهو في ( صح ) ، وأما ابراهيم بن يحيى بن يحيى المكنى أبا طالب فله ولدان أحمد وأبو جعفر محمد ، أما أحمد بن ابراهيم فيعرف بأبى شيخ ، وابنه محمد بن احمد يعرف بريرب ، له عقب ، وأما أبو جعفر محمد بن ابراهيم يعرف بدنه ، وله عقب بالبصرة وغيرها ، وأما موسى بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبى عبد الله احمد بن موسى بن يحيى ، ومنه في جماعة لهم أعقاب وبقية ، منهم نواية وهو / صفحة 268 / أبو البركات بن محمد بن الحسين البازبار بن أحمد الاشتر بن موسى المذكور ومنهم كركمة وهو أبو الحسن على بن احمد الاشتر المذكور ، ومنهم كعب البقر وهو محمد بن القاسم بن أحمد الاشتر المذكور . وأما الحسن بن يحيى بن يحيى فمن ولده القاسم بن محمد بن محمد بن الحسن بن جعفر بن يحيى بن على بن الحسن المذكور له عقب بالعسكر وبتشتر وقال شيخ الشرف العبيدلى : العقب من الحسن بن يحيى بن يحيى في أبى العباس على وأبى الحسن محمد . قال ، يجب أن يسأل عن عقبيهما . ولم يذكر غيرهما . وقال الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا : ويحيى بن الحسن ولكل منهما عقب وأما أبو أحمد طاهر بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبى الفضل احمد كان ناسكا له عقب منهم طاهر ويعرف ولده ببنى كأس لان أمهم بنت ابن كاس الفقيه القاضى الحنفي ، ومنهم أبو طالب محمد يلقب جزيرة ، وأبو محمد الحسن يلقب كزبر بنو أبى الحسين يحيى بن أبى الفضل احمد الناسك المذكور ، فمن بنى كزبر بنو أحمدين ، وهو محمد بن يحيى بن احمد بن على بن ناصر بن محمد بن الحسين بن أبى محمد كزبر ، ومنهم بنو فليتة ، وهو على بن عدنان بن على بن ناصر المذكور ، ومنهم هندي بن عدنان المذكور انقرض ، ومنهم معد بن الحسين بن ناصر المذكور ، له عقب . وأما أبو الفضل العباس بن يحيى بن يحيى فعقبه قليل ، وكان له محمد ، وأحمد والحسين ، وابراهيم قال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبى جعفر ، ابراهيم بالاحساء لا أعلم له بقية أم لا ، فهو في ( صح ) وكان ابراهيم ومحمد ابنا أبى الفضل العباس قد خرجا في ليلة الجمعة إلى مشهد أمير المؤمنين " ع " بالكوفة فأسرتهما القرامطة ومضت بهما إلى هجر ، فرجع محمد بن العباس إلى الكوفة من الاسر في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وذكر أن له عندهم ابنا يسمونه / صفحة 269 / نهارا واسمه عند أبيه العباس باسم أبيه ، ولمحمد بن العباس ولد كان بمقابر قريش وهو أبو الحسن على المعروف بابن صفية وهى جارية وهو ابن زيد بن محمد ابن العباس . وقال الشيخ تاج الدين : أبو الحسن بن صفية هو ابن زيد بن محمد ابن احمد بن العباس المذكور له عقب وأما ابراهيم فلم يعرف له خبر ، وكان أخذهما في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأما احمد بن العباس بن يحيى فمن ولده محمد يلقب الفرو ، له عقب بالاهواز . وأما الحسين بن العباس بن يحيى فله ولدان زيد الاخيل ومحمد ، وأما أبو عبد الله الحسين سخطة بن يحيى بن يحيى فأعقب من ابنه أبى جعفر محمد ، قيل وهو سخطة ، وقيل بل هو المحادنقى ( المخادنقى خ ل ) فأولادهما بذلك يعرفون ببنى سخطة وبنى المحادنقى ، ولهم بقية بالبصرة ، منهم نقيب البصرة أبو الغنائم مجد الدين محمد وأخوه فخر الدين أبو الحسن محمد ، ومجد الدين أبو القاسم على بنو النقيب بالبصرة أبى منصور الاعز محمد بن أبى الغنائم محمد بن النسابة شيخ العمرى الحسين النشو بن على ( 1 ) بن نعمة بن محمد المحادنقى بن الحسين سخطة المذكور له أعقاب ، ومن بنى المحادنقى أبو المرجى يحيى ، وأبو الهيجاء عبد الله ابنا أبى منصور محمد بن جعفر بن محمد المحادنقى المذكور لهما أعقاب . وأما أبو الحسن على كتيلة بن يحيى بن يحيى وولده بطن قوية منقسمة عدة أفخاذ فأعقب من خمسة رجال الحسين ، وزيد ، وأحمد الدب والحسن سوسة والقاسم أما القاسم بن على كتيلة فمن ولده أبو الحسن زيد بن محمد بن القاسم المذكور ، وهو القاضى نقيب أرجان وولى نقابة البصرة ايضا . وكان عالما فاضلا نسابة ثابت القدم في علوم عدة ، له عقب ومن ولده أبو الحسن محمد الاصغر ابن زيد كان نقيبا على علوية أرجان وقتل في وقعة الدلام مع أبى كاليجار / صفحة 270 / وله ولد ، وأما الحسن سوسة بن على كتيلة ، فعقبه قليل منهم أبو الغنائم محمد ابن على بن الحسن المذكور ، قتله الحاكم الاسماعيلي بمصر ، ومنهم يحيى بن زيد ابن على بن الحسن المذكور ، ومنهم أحمد بن أبى الحسن على يلقب الغش ابن على بن الحسن المذكور . وأما أحمد الدب بن على كتيلة ، فعقبه أيضا قليل منهم الحسين بن القاسم ابن حمزة نقيب الاهواز بن أحمد الدب المذكور ، ومنهم أبو طاهر حسين بن أبى الحسين محمد نقيب الاهواز بن احمد الدب وأما زيد بن على كتيلة ، فعقبه قليل ايضا منهم أبو الحسين زيد بن الحسين بن حمزة الحاجب بن أبى القاسم على ابن زيد المذكور وأما الحسين بن على كتيلة وفيه البقية فأعقب من ثلاثة رجال وهم أبو الحسن محمد نقيب الكوفة ، وأبو الحسين زيد الاسود ، وأبو القاسم على المعروف بالدخ أما أبو القاسم على الدخ ، فبه يعرف ولده هم قليل منهم ناصر نقيب الكوفة ابن على بن محمد بن الدخ المذكور ، وأما أبو الحسن محمد نقيب الكوفة فمن ولده بنو صاحب السدرة يقال لهم بنو السدري ، وهو على بن يحيى بن أحمد بن محمد النقيب المذكور . وأما أبو الحسين زيد الاسود بن الحسين بن على كتيلة وفى ولده العدد ، وقد تقسم ولده عدة بطون فأعقب من عدة رجال منهم أبو الغنائم محمد بن زيد الاسود ، يقال لولده بنو الصابونى ، وهم ولد أبى الفضل محمد الصابونى بن أبى الحسن على بن أبى الغنائم محمد المذكور وهو بالكوفة ، ومنهم أبو الفوارس / صفحة 271 / أحمد بن زيد الاسود ، وعقبه يرجع إلى زين الشرف أبى القاسم يحيى بن أحمد بن يحيى بن أبى الفوارس المذكور ، ويقال لولده بنو زين الشرف ، ومن بنى زين الشرف الشنبك وهو أبو الحسين بن هاشم بن احمد بن عدنان بن زين الشرف المذكور به يعرف ولده وهم بالغرى . ومن بنى زيد الاسود ، أبو الهيجاء محمد بن زين الاسود ، ويعرف بهيجاء تفرق ولده عدة بطون منهم بنو مقبل بن أبى الحمراء الحسين بن أبى الهيجاء المذكور ، يقال لهم بنو أبى الحمراء وبنو هيجاء أيضا ، ومنهم بنو أبى عبد الله بن هيجاء لا يعرف إلا بكنيته ، منهم أبو الحسين على ، وأبو محمد الحسن ابنا احمد بن أبى عبد الله هذا ، يقال لولدهما بنو الشوكية كذا قال الشيخ تاج الدين في ( سبك الذهب في شبك النسب ) . والذى في مشجرة السيد رضى الدين بن قتادة الحسنى : وذكر السيد فخر الدين بن على الاعرج الحسينى أن بنى الشوكية أولاد أبى عبد الله الحسين بن احمد بن أبى عبد الله بن هيجاء ومنهم بنو أبى الفضائل على بن أبى عبد الله بن هيجاء يقال لهم بنو أبى الفضائل منهم بنو المطروف بالغرى ، وهو محمد بن هبة الله بن عمر بن أبى الفضائل على هذا ومن بنى زيد الاسود أبو منصور أحمد بن هيجاء من ولده عدنان بن معد بن عدنان بن أبى منصور هذا ، له عقب يعرفون ببنى عدنان ، ومنهم أبو الفتح ناصر بن زيد الاسود أعقب من رجلين أبى الحسين زيد نقيب المشهد وأبى على أحمد فأعقب أبو على احمد من أبى الفتوح محمد - وقيل هبة الله - لا غير ، يعرف ولده ببنى أبى الفتوح ، وانفصل منهم فخذ عرفوا ببنى السدرة وهم ولد أبى طالب محمد بن احمد بن أبى الحسن على بن أبى الفتوح تزوج بنت عبد الله بن السدرة من ولد أبى الحسن محمد بن الحسين بن على كتيلة فولدت له أبا الفتح ناصرا فعرف عقبه ببنى السدرة نسبتهم إلى جدهم لامهم منهم السيد شرف الدين بن سدرة ، وهو محمد بن على بن الحسن بن أبى الفتح / صفحة 272 / ناصر المذكور وأعقب أبو الحسين زيد النقيب من رجلين ، أبى الحسين محمد وأبى الفتح ناصر ، أما أبو الحسين محمد ابن النقيب أبى الحسين زيد فهو جد بنى حميد بالغرى ، وهو عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمان بن على بن أبى الحسين محمد المذكور . وأما أبو الفتح ناصر بن أبى الحسين زيد النقيب وعقبه الآن يعرفون ببنى كتيلة ، فأعقب من ثلاثة أبو محمد عبد الله ، وأبو القاسم عبيدالله ، مجد الشرف ، وأبو طالب هبة الله التقى . أما أبو محمد عبد الله بن ابى الفتح ناصر فانقرض وكان من ولده مجد الدين الطويل بن عبد الله المذكور ، وأما أبو القاسم عبيدالله بن أبى الفتح ناصر فمن ولده السيد الزاهد الكريم رضى الدين أبو الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله ، والسيد العالم مجد الدين محمد بن الحسين بن احمد بن عبيدالله ، وأما أبو طالب هبة الله التقى بن أبى الفتح ناصر وكان فقيها خيرا فأعقب من جماعة انقرض بعضهم ، واتصل عقبه من ثلاثة رضى الدين أبى منصور الحسن ، والتقى أبى الحسين على ، وعز الشرف أبى على عمر فمن ولده رضى الدين ابى منصور الحسن بن أبى طالب ( الهادى ) بن فخر الدين محمد ابن شرف الدين جعفر بن محمد بن المعمر ابن أبى منصور الحسن المذكور ، درج ، ومحمد بن جعفر بن فخر الدين المذكور انقرض ومن ولد التقى أبى الحسين على بن أبى طالب جمال الدين محمد بن عبيدالله بن جعفر بن محمد بن أبى الحسين المذكور له ولد ومن ولد عز الشرف أبى على عمر بن أبى طالب الشيخ السيد الفاضل الكامل مجد الدين محمد ابن النقيب علم الدين على بن ناصر بن محمد بن المعمر ابن أبى على عمر المذكور ، قرأت عليه طرفا من كتاب ( الكافية الحاجبية ) وكان فيها قيما وشرحها لاستاذه الفاضل ركن الدين محمد الجرجاني ، وكان للسيد مجد الدين ابنان احدهما علم الدين عبد الله سافر في حياة أبيه إلى بلاد الترك وأقام هناك وأولد ثم وقع إلى سمرقند أيام الامير الاعظم تيمور كوركان / صفحة 273 / ورأيته هناك وله ابن اسمه احمد ويكنى أبا هاشم ويلقب شمس الدين ، وتوفى السيد عبد الله بكش من بلاد سمرقند وانتقل ابنه أبو هاشم إلى العراق ، والآخر نظم الدين على أبو الحسن كان من وجوه الاشراف مقداما مقدما ، توفى عن ولدين أبو طاهر احمد ، وأبو الحسين زيد ، وهما بالمشهد الشريف الغروى . وأما عمر بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة وهو اكثر أخوته عقبا وفيه البيت فعقبه من رجلين أحمد المحدث وأبى منصور محمد الاكبر ، وكان له عدة أولاد أخر منهم أبو الحسين يحيى بن عمر ، وهو صاحب شاهى أحد ائمة الزيدية ، لحقه ذل امتعض منه فخرج بالكوفة داعيا إلى الرضا من آل محمد وكان من أزهد الناس ، وكان مثقل الظهر بالطالبيات يجهد نفسه في برهن ، وامه أم الحسن بنت الحسين بن عبد الله بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ، وظهر بالكوفة أيام المستعين ودعا إلى الرضا من آل محمد فحاربه محمد بن عبد الله بن طاهر فقتل ( 1 ) وحمل رأسه إلى سامراء ، ولما حمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة للهناء فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، وقال : إنك لتهنأ بقتيل لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله حيا لعزى فيه ، فخرج وهو يقول : يا بنى طاهر كاوه مريئا إن لحم النبي غير مرى إن وترا يكون طالبه الله لو تر بالفوت غير حرى إلى آخر الابيات وليس ليحيى بن عمر بن يحيى عقب ، قال أبو نصر / صفحة 274 / البخاري : وربما غلط بعض الناس فانتسب إليه . أما أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى بن ذى العبرة فعقبه يعرفون ببنى الفدان لانه أعقب من الحسين الملقب بالفدان ، وأعقب الحسين الفدان من ثلاثة ، زيد الجندي بن الحسين الفدان ، وجعفر بن الحسين الفدان ، والحسن بن الحسين الفدان . فمن بنى زيد الجندي بن الحسين الفدان آل شيبان ، وهو أبو الفوارس محمد بن عيسى الفارس بن زيد الجندي المذكور كانو بطنا بالكوفة ، ومن بنى جعفر بن الفدان ، أبو الحسين بن الحسين بن محمد بن احمد بن جعفر المذكور ومن بنى الحسن بن الفدان صفى الدولة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور ، كان ذا جاه بالشام وتغرب إلى خراسان ، ومنهم أبو يعلى ميمون ابن الحسين بن محمد الاوسط بن الحسين بن الحسن المذكور ، ومنهم أبو العلى المسلم بن محمد بن على ذنيب بن المسلم بن عبيدالله بن الحسن المذكور ويكنى الفدان له بقية بالنيل وخراسان . وأما احمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذى العبرة فأعقب من الحسين النسابة النقيب وحده ، كان أول نقيب ولى على سائر الطالبيين كافة ، وكان عالما نسابة ورد العراق من الحجاز سنة احدى وخمسين ومائتين وأعقب من رجلين زيد المعروف بعم عمر ويحيى ، وفى ولده البيت أما زيد عم عمر ، فكان له عقب بالكوفة وانقرض بعد ذيل طويل ، وأما يحيى بن الحسين النسابة ويكنى أبا الحسين وكان نقيب النقباء فأعقب من رجلين ، وهما أبو على / صفحة 275 / عمر الشريف الجليل ، وأبو الحسن الفارس النقيب ، أما أبو على عمر بن يحيى فحج بالناس أميرا عدة مرار من جملتها سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وفيها رد الحجر الاسود إلى مكة وكانت القرامطة أخذته إلى الاحساء وبقى عندهم عدة سنين ، وكان له سبعة وثلاثون ولدا ، منهم أحد وعشرون ذكرا أعقب منهم ثمانية ثم انقرض بعضهم ، واتصل عقبه من ثلاثة رجال ، وهم أبو الحسن محمد الشريف الجليل ، وابو طالب محمد ، وأبو الغنائم محمد ، أما أبو الغنائم محمد ابن عمر بن يحيى فعقبه الآن يرجع إلى أبى ظريف وهو محمد بن أبى على عمرو بن أبى الغنائم محمد المذكور وهو جد على المنكر بن أبى البركات بن أبى الحسن على بن أبى ظريف محمد المذكور ، والمنكر جد بنى المنكر ببغداد وغيرها . وأما أبو طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة ، وكان سيدا فاضلا مات سبع وأربعمائة فعقبه يرجع إلى النقيب شمس الدين أبى عبد الله أحمد ابن النقيب أبى الحسن على بن أبى طالب محمد المذكور ، وكان سيدا جليلا توفى في جمادى الاولى في سنة احدى وخمسين وأربعمائة عن أربع وستين سنة / صفحة 276 / فأعقب النقيب شمس الدين أبو عبد الله احمد من رجلين ، وهما أبو محمد الحسن الاسمر ، والنقيب نجم الدين أسامة ، أمه أخت الوزير أبى القاسم المغربي ، ولى النقابة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وقلت رغبته فيها فاستعفي بعد أربع سنين وتوفى في رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وعمره خمس واربعون سنة ، أما أبو محمد الحسن الاسمر ابن النقيب شمس الدين احمد فعقبه يرجع إلى ابنه شكر بن الحسن له عقب يقال لهم بنو شكر لهم بقية بقية بالشرفية من دادخ وهو أحد أعمال البلاد الحلية . وأما النقيب نجم الدين أسامة ابن النقيب شمس الدين أحمد فأعقب من رجلين عبد الله التقى النسابة وعدنان ، أما عدنان بن اسامة فأعقب من ابنه أسامة ابن عدنان بن أسامة ، وعقبه يعرفون ببنى أسامة كانت لهم بقية بالحلة إلى سنة ستين وسبعمائة وأظنهم انقرضوا ، وكانوا بيتا جليلا مقدما من أعاظم بيوت العلويين وكان زيد بن على النقيب جلال الدين بن اسامة بن عدنان بن أسامة - وهو أبو الغنائم - شاعرا فاضلا فارق العراق ومضى إلى الهند هو وأخوه ضياء الدين أبو القاسم على وولى هناك زعامة الطالبيين ، وكان أبو القاسم زعيم ألف فارس وماتا هناك وما يعرف لهما عقب بالهند . وأما عبد الله التقى النسابة أبو طالب بن أسامة وكان عالما فاضلا مجلا - وهو صاحب الحكاية مع السيد جعفر بن أبى البشر الحسنى النسابة وقد مرت عند ذكره - فأعقب من رجلين وهما أبو الفتح ، وأبو علي عبد الحميد بن التقى / صفحة 277 / النسابة الذى انتهى إليه علم النسب ويلقب جلال الدين ، مولده ليلة الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة أما أبو الفتح بن التقى بن أسامة فيقال لاولاده بنو التقى وقد انقرضوا ، وأما أبو على عبد الحميد بن التقى بن أسامة فأعقب من رجلين ، وهما أبو طالب محمد شمس الدين العالم النسابة . ونجم الدين أبو الفتح على ، أما أبو طالب محمد بن عبد الحميد بن التقى فأعقب من ابنه أبى على جلال الدين عبد الحميد نقيب المشهد والكوفة - وكان عالما فاضلا نسابة توفى سنة ست وستين وستمائة - وحده ، وأعقب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد من رجلين . وهما تقى الدين أبو عبد الله الحسين بن عبد الحميد الثاني وشمس الدين أبو طالب محمد النسابة الفاضل ، فمن ولد تقى الدين أبى عبد الله الحسين بن عبد الحميد الثاني السيد الجليل النسابة شرف الدين أبو الفضل محمد بن تقى الدين أبى عبد الله الحسين المذكور ، سافر إلى بلاد القوم وأعقب من ابنه تاج الدين عبد الحميد ، وله ولد رأيته بسمرقند ثم انتقل إلى العراق . ومن ولد شمس الدين أبى طالب محمد النسابة ابن عبد الحميد الثاني ، جلال الدين عبد الحميد الزاهد ، ونظام الدين على النسابة ، ونجم الدين عبد العزيز وغياث الدين عبد الكريم قتل دارجا ، وأما أبو الفتح على بن عبد الحميد بن التقى فمن ولده أمير الحاج النقيب بالغرى تاج الدين أبو الحسن على ابن النقيب مجد الدين أبى الحسين محمد بن أبى الفتح المذكور ، له عقب بالغرى منهم النقيب النسابة فخر الدين صالح بن مجد الدين أبى الحسين عبد الله بن تاج الدين المذكور كان نقيبا بالمشهد الغروى زمن نقابة السيد رضى الدين محمد الآوي الافطسى وله عقب ، ومنهم غياث الدين عبد الكريم بن تاج الدين أبى الحسن على المذكور له عقب ، منهم السيد لطف الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم المذكور ، قتله السلطان احمد بن السلطان اويس ببغداد ، ومنهم السيد الزاهد بهاء الدين على والسيد نظام الدين سليمان إبنا عبد الكريم المذكور لهم أعقاب وهم بالمشهد / صفحة 278 / الشريف الغروى كثرهم الله تعالى . واما أبو الحسن محمد الشريف الجليل بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة ، وهو الشريف الجليل ، وربما قيل لابيه عمر بن يحيى ، وكان وجيها متمولا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الاملاك والاموال والتنايا ، قيل إنه زرع في سنة واحدة ثمانية وسبعين ألف جريبا وصادره بهاء الدولة بن بويه على ألف ألف دينار عينا واعتقله سنتين وعشرة أشهر وألزمه يوم إطلاقه تسعين ألف دينار . ومن أغرب حكاياته أنه كان جالسا في الديوان والمطهر بن عبد الله وزير عضد الدولة بن بويه في الديوان ، فورد عليه توقيع فيه : ان رسول القرامطة يصل إلى الكوفة فينبغي أن تكتب إلى الكوفة في تهيئة أسبابه . فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع وأشار إليه بأن يرسل إلى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول ويهيئ له منزلا ينزله وما يحتاج إليه ، ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة والتفت فرأى الشريف جالسا فقال : أيها الشريف إن هذا الامر ليس مما يتهاون به ولا يتكاسل فيه ، فقال الشريف : قد أرسلت إلى الكوفة بالخبر وأتى الجواب بتهية الاسباب . فتعجب الوزير من ذلك وسأله فأخبره أن عنده ببغداد طيورا كوفيه وبالكوفة طيورا بغدادية فلما أمر الوزير بما أمر به أشرت بأن يكتب إلى الكوفة على الطير بذلك وجاء الخبر بوصول الكتاب وامتثال الاشارة . وقال ابن الصابى : وكانت أملاكه لا تسقى من الفرات ولما أرسل عضد الدولة وزيره المطهر بن على لمحاربة عمران بن شاهين بالبطيحة / صفحة 279 / واضطربت الامور على المطهر بن على جرح نفسه حتى مات وسمع منه كلام يفهم منه الشكاية من الشريف محمد بن عمر فقبض عليه عضد الدولة ونقله إلى فارس ودخلت اليد في أملاكه واسبابه وله حكايات كثيرة تدل على سعة جاهه وكثرة ماله وعلو همته . فمن عقبه خزعل ، وهو أبو محمد الحسن بن عدنان بن الحسن بن محمد ابن محمد بن محمد بن عمر بن أبى الحسن محمد الشريف الجليل المذكور ، يقال لولده بنو خزعل المذكور ولهم بقية بالعراق ، ومنه الآن السيد الطالب بن محمد بن منصور بن حسن بن محمد بن الحسن خزعل ، بسبزوار وخراسان وأما أبو محمد الحسن الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذى العبرة ، فكان له خمسة وأربعون ولدا منهم ثلاثون / صفحة 280 / ذكرا ولكن عقبه المتصل من ثلاثة رجال ، وهم أبو الحسن محمد التقى السابسى عزل الرضى الموسوي عن النقابة ، وكان الرضى ختنه ، والحسن الاصم الاسوداوى وأبو طالب عبد الله ، أما أبو الحسن التقى السابسى بن أبى محمد الحسن الفارس - وكان لعقبه رياسة ونباهة والآن قد لحقهم خمول - فعقبه المتصل من رجلين ، أبى العلى محمد وأبى على الحسن وقيل الحسين ، وقيل عمر كان سبب الفتنة بين العلويين والعباسيين ، كان الشريف المرتضى رحمه الله يكرمه وكان يقول : إذا قيل اللهم صلى على محمد وآله دخل أبو على ، فإذا قيل الطاهرين خرج وبقيتهما بواسط و وأما الحسن الاصم الاسوداوى بن أبى محمد الحسن الفارس النقيب فعقبه من أبى تغلب على نقيب النقباء بسوراء بن الحسن الاصم ، فأعقب أبو / صفحة 281 / تغلب على من ثلاثة رجال ، أبو القاسم الحسين التقى ، وأبو الغنائم محمد ، وأبو الفضل على ، وكان له ابن رابع يكنى أبا طاهر واسمه محمد ، وقيل هبة الله ، أعقب ابنا انقرض إلابن ، وانتمى إليه رجل اسمه محمد ويلقب بقرة ، خدم الديوان بسوراء فلقب العامل وعرف بذلك . قال التقى عبد الله بن اسامة : أنكره أبوه وأعمامه وبقى وهو على دعواه برهة وحسنت حاله وضمن معاملة سوراء أكثر من أربعين سنة واحتاج أبو طاهر هبة الله إليه فاقر به بعد إنكاره . قال الشيخ عبد الحميد بن التقى بن اسامة الحسنى : وأما العامل فالغمز فيه قوى ظاهر أمه بنت المكحول كانت غير مأمونة على نفسها تزوجها أبو طاهر وهى حاملة من زوج آخر يعرف بابن ذودة الملاح ، وللعامل عقب متصل بسوراء إلى الآن والله بحالهم أعلم . أما أبو القاسم الحسين التقى بن أبى تغلب فمقل ، وعقبه يرجع إلى محمد بن أبى الفتوح محمد بن أبى الحسين محمد بن محمد الضرير بن أبى القاسم التقى المذكور يعرف بسندر ، وبه يعرف ولده ، وأما أبو الغنائم محمد بن أبى تغلب فأعقب من ابنه أبى عبد الله محمد الملقب شميرة وحدة ، ويقال لولده بنو شميرة وهم بسوراء ، وأما أبو الفضل على بن أبى تغلب وفى ولده البيت فأعقب من رجل واحد وهو مجد الشرف أبو نصر أحمد بن أبى الفضل على ، وأعقب مجد الشرف من رجلين وهما أبو عبد الله محمد مجد الشرف ، وأبو الفضل على كمال الشرف . فمن ولد أبى عبد الله محمد مجد الشرف بن أبى نصر احمد بن أبى الفضل على ، الفقيه العامل فخر الدين يحيى بن أبى طاهر هبة الله بن شمس الدين أبى الحسن على بن محمد مجد الشرف المذكور ، وكان سيدا فاضلا جليل القدر ، وله ثلاثة بنين الفقيه الزاهد تاج الدين محمد أبو الغنائم ، والنقيب الطاهر زين الدين أبو طاهر هبة الله ، وجلال الدين أبو القاسم أما زين الدين هبة الله فتولى النقابة الطاهرية وصدارة البلاد الفراتية وغيرها ، وقتل بظاهر بغداد سنة احدى / صفحة 282 / وسبعمائة ، قتله بنو محاسن بدم صفى الدين بن محاسن ، وكان السيد قد أمر به فرفس فمات ، وقتلوه قتلة شنيعة ، ورخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد ، وكان السيد زين الدين جليلا كريما ، وأما جلا الدين أبو القاسم فكان فقيها زاهدا فلما قتل اخوه زين الدين توجه إلى حضرة السلطان غازان وتولى النقابة الطاهرية والقضاء والصدارة بالبلاد الفراتية ، وقتل كل من حل في قتل أخيه وتجرى على الفتك وسفك الدماء وطالت حكومته ، وأعقب من ابنه نقيب النقباء بهاء الدين داود . وأما الفقيه تاج الدين أبو الغنائم محمد بن الفقيه أبى طاهر يحيى وكان زاهدا نقيبا فأعقب من ابنه شرف الدين عبد الله ومن ولد كمال الشرف أبى الفضل على نقيب النقباء ابن أبى نصر احمد بن أبى الفضل على ويقال لولده بنو أبى الفضل بسوراء ، النقيب صفى الدين أبو الحسين زيد ابن النقيب جلال الدين على ابن النقيب أبى الحسين زيد بن أبى الفضل المذكور له عقب ، ومنهم عز الشرف محمد بن أبى الفضل على ، وكان عالما زاهدا نقيبا نسابة أعقب من ولده أبى عبد الله الحسن الملقب بعز الدين النقيب العالم الزاهد النسابة ، وأعقب أبو عبد الله الحسن من ولده أبى تغلب عميد الدين على الكريم الزاهد التقى الورع ، وأعقب عميد الدين على من ولده أبى محمد جلال الدين الحسن النقيب النسابة الفاضل الزاهد وكان دا كرم وشجاعة ، وأعقب جلال الدين الحسن من ولده أبى تغلب عميد الدين على بسوراء المدينة ، له شهرة عظيمة وكرامات كثيرة وفضائل جمة بعد آبائه الطاهرين . وكان في غاية الزهد يلبس الصوف ويأكل الشعير ، وكان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل الله تعالى وكان حليما شجاعا عالما نقيبا له قدم ثابت في كل فن من العلوم وفضائله أجل من أن تحصى . أعقب من خمسة رجال ، جلال الدين الحسن الكريم الزاهد ، كان ايضا يلبس / صفحة 283 / الصوف وفضائله أيضا كثيرة ، وغياث الدين الحسين العالم الفاضل صاحب الاموال العظيمة والقدر الرفيع ، وأبى عبد الله محمد ، وأبى العباس أحمد الكريم العالم صاحب لاخلاق المرضية والنفس الرفيعة ، وأبى طاهر سليمان ، له شجاعة وخلق حسن فمن ولد جلال الدين الحسن ناصر الدين محمد له أولاد ، ومن ولد غياث الدين الحسين زين الدين على ، وأبو عبد الله محمد . وعميد الدين على ، ولكل منهم أولاد بالمشهد المقدس الغروى وأبو عبد الله محمد له بنت ، ومن ولد أبى العباس أحمد بن ابى تغلب على ويلقب زين العابدين ، النقيب النسابة العالم الفاضل الزاهد الشجاع العابد الكريم ونجم الدين أبو القاسم الشجاع العابد الكريم ، وأبو عبد الله الحسين ذو المال والكرم والشجاعة ، وشمس الدين محمد ويكنى بأبى على العالم الورع النقيب النسابة ، وأبو الفضل أحمد ، ولكل منهم أولاد ، ومن ولد أبى طاهر سليمان ، أبو تغلب عميد الدين على العالم الفاضل الشاعر المحدث ، له أولاد وهم الآن بالمشهد الغروى وبالحلة ايضا وغيرها ولهم أعقاب كثيرون وأولاد منتشرون مشهورون بآل أبى الفضل والآن بآل عميد الدين ، وهم سادة نقباء صلحاء كثر الله تعالى في السادات أمثالهم . وأما أبو طالب عبد الله بن أبى محمد الحسن الفارس فله عقب كثير متفرق بالحلة وسوراء وواسط وطرابلس وغيرها ، فمنهم أسامة بن محمد بن معالى بن المسلم بن عبد الله المذكور له عقب بالحلة به يعرفون ، منه فضائل بن معد بن أسامة المذكور له عقب بالحلة يقال لهم بنو فضائل ، ومنهم نصر الله ابن محمد بن معالى المذكور له عقب بالحلة وسوراء يقال لهم بنو نصر الله ومنهم على الدماغ بن أبى البركات محمد بن أبى طالب عبد الله بن على بن عمر المحدث بن أبى طالب عبد الله المذكور له عقب بواسط يقال لهم بنو الدماغ ومنهم أبو على عمر بن أبى البركات محمد المذكور ، له عقب ومنهم أبو الحسين يحيى بن أبى طالب عبد الله الاول المذكور له عقب ، منهم بنو الجعفرية ، وهم / صفحة 284 / ولد على بن يحيى المذكور ، وأمه جعفرية بها يعرف ولده ، وكان أبو الحسين يحيى قد انكره أبوه مدة ثم رجع عن ذلك ، ومنهم بنو أبى الفضل المعروفون ببنى زريق بمشهد القاسم من بريسما ، وهم أولاد على بن أبى الفضل محمد بن أبى طالب محمد بن أبى الفضل محمد بن أبى البقاء محمد بن على بن يحيى المذكور ، ومنهم بنو الضياء بمشهد القاسم أيضا ، وهو أبو الحسن على بن أبى طالب محمد المذكور ومنهم بنو الطوير وهو على بن أبى الفضائل محمد يدعى فضائلا بن على بن يحيى المذكور ، وهم بالغرى . وأما الحسين القعدد بن الحسين ذى الدمعة بن زيد الشهيد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب " ع " ، فأعقب من ثلاثة محمد ويحيى وزيد ، أما يحيى بن الحسين القعدد فأعقب من القاسم كان بالطائف ، ومنه في أبى جعفر محمد ، له بقيه بالطائف والحناطين من مكة قال ابن طباطبا : وأما محمد بن الحسين القعدد فأعقب من أحمد والحسن والحسين ، والقاسم ، ومحمد . والعقب من أحمد بن محمد بن الحسين القعدد في ولده الحسين الملقب برغوثة بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد له عقب وقال ابن طباطبا : برغوثة هو الحسين بن عبيدالله بن الحسين بن احمد بن محمد بن الحسين القعدد . وأما الحسن بن محمد بن الحسين القعدد فولده بشيراز منهم أبو على الحسن بن محمد الاعور بن عبد الله بن الحسن المذكور نقيب الموصل ، وهو اخو أبى الحسن على - بن أحمد بن اسحاق بن جعفر المولتانى العمرى نقيب بغداد - لامه ، وأما أبو الحسن على بن محمد بن الحسين القعدد فولد أبا محمد الحسن الملقب بالجاموس لا بقية له وأما زيد بن الحسين القعدد فأعقب بقصر ابن هبيرة من أبى عبد الله زيد بن زيد ، كان له أبو عبد الله / صفحة 285 / الحسين بن زيد كان بحلب وانتقل إلى دمشق وكان أقعد ولد الحسين بن على بن أبى طالب " ع " نسبا . وأما على بن ذى العبرة فأعقب من زيد الشبيه النسابة - له كتاب المقتل وله مبسوط في النسب - وحده ، وأعقب زيد الشبيه من رجلين محمد الشبيه والحسين ، أما الحسين بن زيد الشبيه النسابة فأعقب من رجلين على الاحول والقاسم التن ، فمن ولد على الاحول بن الحسين بن زيد النسابة وكان نقيبا ببغداد أبو الحسين محمد بن الحسين النقيب ابن على الاحول ، كان جليلا خيرا دينا كريما له مكارم وفضائل ولا بقية له من الذكور ، ولاخيه أبى محمد عبيد الله بن الحسين بقية ، والاول هو أبو الحسين بن الشبيه النسابة صاحب المبسوط ، وأما محمد الشبيه ابن زيد النسابة بن على بن ذى الدمعة فأعقب من ثلاثة أحمد ، والحسن الفقيه واسماعيل شيرشير ، أما اسماعيل شيرشير بن محمد الشبيه بن زيد النسابة فمن ولده اسماعيل المجيب بن محمد بن اسماعيل المذكور له عقب ، وعلى الجمال بن محمد ابن اسماعيل المذكور له عقب ، والحسين بن محمد بن اسماعيل المذكور يلقب المنمش له عقب ، وأما الفقيه الحسن بن محمد الشبيه بن زيد النسابة فأعقب بالبصرة ومن ولده بنو الشبيه بالبصرة والحلة وهم قليل ، أعقب الحسن الفقيه من رجلين ، وهما أبو جعفر محمد ، وأحمد أما أبو جعفر محمد ، له جعفر له عقب منتشر منهم أبو على محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن أبى جعفر محمد المذكور ، ومنهم أبو الحسين عبد الله بن جعفر بن أبى جعفر محمد المذكور وأما احمد بن الحسن الفقيه بن محمد الشبيه فأعقب من ابنه محمد بالبصرة ، له عقب منهم أبو عبد الله محمد نقيب الابلة بن احمد بن محمد المذكور - آخر ولد الحسين ذى الدمعة بن زيد الشهيد بن على بن الحسين " ع " - . وأما عيسى موتم الاشبال بن زيد الشهيد بن زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب ويكنى أبا يحيى ، وكان وصى ابراهيم قتيل باخمرى ابن عبد الله / صفحة 286 / المحض وحامل رايته ، فلما قتل ابراهيم اختفى عيسى إلى أن مات ، وكان أبو جعفر المنصور قد بذل له الامان وأكده . وكان شديد الخوف منه لم يأمن وثوبه عليه ، فقيل لعيسى في ذلك فقال : والله لئن يبيتن ليلة واحدة خائفا منى أحب إلى مما طلعت عليه الشمس . وإنما سمى موثم الاشبال لانه قتل أسدا له أشبال فسمى موتم الاشبال ، فخرج عيسى مع محمد بن عبد الله النفس الزكية ثم مع أخيه ابراهيم ، وكان ابراهيم قد جعل له الامر بعده وكان حامل رايته فلما قتل ابراهيم استتر ولم يتم له الخروج فبقى مستترا أيام المنصور وأيام المهدى وأيام الهادى وصلى عليه الحسن بن صالح سرا ودفنه . وكان عيسى في بعض أوقات اختفائه يستقى الماء على جمل فحكى لى الشيخ النقيب تاج الدين باسناده عن محمد بن محمد بن زيد الشهيد ، قال : محمد بن محمد قلت لابي محمد بن زيد : أريد أن أرى عمى عيسى . فقال : اذهب إلى الكوفة فإذا وصلتها اذهب إلى الشارع الفلاني واجلس هناك . فانه سيمر بك رجل آدم طويل له سجادة بين عينيه ، يسوق جملا عليه مزادتان كل ما خطا خطوة كبر الله سبحانه / صفحة 287 / وسبحه وهلله وقدسه ، فذاك عمك عيسى فقم إليه فسلم عليه . قال محمد بن محمد ابن زيد : فذهبت إلى الكوفة فلما وصلتها جلست حيث أمرنى أبى فلم ألبث أن جاء الرجل الذى وصفه لى أبى وبين يديه جمل عليه راوية فقمت إليه وأكببت على يديه أقبلهما فذعر منى فقلت : أنا محمد بن زيد . فسكن ثم أناخ جمله وجلس إلى فيئ في ظل حائط هناك وحدثني ساعة ، وسألني عن أهلى واصحابه ثم ودعني وقال لى : يا بنى لا تعد إلى بعد هذا فانى أخشى الشهرة . قال الشيخ تاج الدين : وكان عيسى بن زيد قد تزوج امرأة بالكوفة أيام اختفائه لا تعرفه ، وولد منه بنتا وكبرت البنت وكان عيسى يستقى الماء على جمل لبعض السقائين ولذلك السقا ابن قد شب فأجمع رأى ذلك الرجل ورأى زوجته أن يزوجا ابنهما من ابنة عيسى بن زياد لما رأيا من صلاحه وعبادته وهما لا يعرفانه وذكرا ذلك لامرأته فطار عقلها فرحا وظنت أنها قد حصل لها ما لم تكن ترجوه فذكرت ذلك لعيسى بن زيد فتحير في أمره ولم يدر ما يصنع فدعا الله تعالى على ابنته تلك فماتت وتخلص من الواسطة ولما ماتت الصبية جزع عيسى عليها جزعا شديدا وبكى فقال له بعض أصحابه الذين يعرفون حاله : والله لو قيل لى من أشجع أهل الارض لما عدوتك وأنت تبكى على بنت ؟ فقال عيسى : والله ما أبكى جزعا عليها وإنما أبكى رحمة لها إنها ماتت ولم تعلم أنها فلذة من كبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وكان عيسى قد كتم نسبه من امرأته وابنته خوفا من أن يظهرا ذلك فيؤخذ وكان قد حج بعض السنين في حال اختفائه وجلس إلى سفيان الثوري فسأله عن مسألة ، فقال سفيان : هذه المسألة على السلطان فيها شئ ولا أقدر على الجواب عنها . فقال له بعض أصحاب عيسى إنه ابن زيد ، فقال سفيان : من يعرف هذا ؟ فقام جماعة من أصحاب عيسى الحاضرين فشهدوا على أنه عيسى بن زيد بن على ابن الحسين " ع " فنهض إليه سفيان وقبل يديه وأجلسه مكانه وجلس بين يديه / صفحة 288 / وأجابه عن سؤاله . ويحكى أن محمدا المهدى دخل بعض المواضع بحلوان فوجد مكتوبا على الحائط : منخرق الخفين يشكو الوجى تبكيه أطراف القنا والحداد شرده الخوف فأزرى به كذاك من يكره حر الجلاد قد كان في الموت له راحة والموت حتم في رقاب العباد فبكى بكاء شديدا ووقع تحت كل بيت : أنت آمن . فقيل له : أتعرف من كتب هذه الابيات يا أمير المؤمنين ؟ . قال : نعم ، ومن يكتبها غير عيسى بن زيد ووددت أنه ظهر إلى فاعطيه جميع ما يروم . وكان حاضر وزير عيسى بن زيد والمطلوب به وأعظم أصحابه فلما توفى عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه احمد وزيد وهما طفلان فأخبرهما حاضر وجاء بهما إلى باب الهادى موسى بن محمد بن المنصور فقال للحاجب : استأذن لى على أمير المؤمنين . قال : ومن انت ؟ قال : حاضر صاحب عيسى بن زيد . فتعجب الحاجب من ذلك وظن أنه يكذب ، فقال له : ويحك قد والله عرضت نفسك للهلاك وإن لم تكن حاضرا ، إن كنت صاحب حاجة تريد قضاءها بالدخول إلى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدعى أنك حاضر صاحب عيسى بن زيد فانه والله يقتلك . فقال له حاضر : دع فانى والله حاضر صاحب عيسى بن زيد . فقال الحاجب : هذا والله العجب يجيئ حاضر إلى باب الهادى برجليه ويستأذن عليه . فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب ودخل إلى الهادى متعجبا فقال له الهادى : ما وراك ؟ قال : إن بالباب رجلا يزعم أنه / صفحة 289 / حاضر يستأذن في الدخول عليك . فتعجب الهادى من ذلك وأمر بادخاله فدخل وسلم فقال له الهادى : أنت حاضر ؟ فقال : نعم . قال : ما جاء بك ؟ قال : أحسن الله عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد . فنهض الهادى من دسته إلى الارض وسجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر : يا أمير المؤمنين إنه ترك طفلين ولم يترك عندهما شيئا وأوصاني أن اسلمهما إليك . فأمر الهادى باحضارهما فادخلا عليه فوضعهما على فخذه وبكى بكاء شديدا وعفا عن حاضر وقال له : إنما كنت أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك . وأمر له بجائزة فلم يقبلها وكان عيسى بن زيد مع شجاعته وزهده شاعرا فمن شعره قوله إلى الله أشكو ما نلاقى وإننا نقتل ظلما جهرة ونخاف ويسعد أقوام بحبهم لنا ونشقى بهم والامر فيه خلاف فأعقب أبو الحسين عيسى بن زيد من أربعة رجال احمد المختفى وزيد ومحمد ، والحسين غضارة . أما احمد المختفى بن عيسى موتم الاشبال بن زيد فكان عالما فقيها كبيرا زاهدا وأمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن الحارث الهاشمية ومولده سنة ثمان وخمسين ومائة . ووفاته سنة أربعين ومائتين وعمى آخر عمره / صفحة 290 / وكان قد بقى في دار الخلافة منذ تسلمه الهادى كما ذكرناه عند وفاة أبيه ولما مات الهادى كان عند الرشيد إلى أن كبر وخرج فأخذ وحبس فخلص ، واختفى إلى أن مات بالبصرة وقد جاوز الثمانين فلذلك سمى المختفى . قال الشيخ أبو نصر البخاري : طلبه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة وهو اسماعيل بن عبد الله بن عبيدالله بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن على ابن أبى طالب " ع " وكانت تحته أمة الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد فوجده وقد نزل الماء في عينيه فخلى سبيله . وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهانى في كتاب ( الاغانى ) الكبير : أن أسحاق بن ابراهيم الموصلي المصلى المغنى مات في رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين ونعى إلى المتوكل فغمه وحزن عليه وقال : ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته ، ثم نعى إليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد بن على بن الحسين " ع " فقال : تكافأت الحالتان ، وقام الفتح بوفاة أحمد - وما كنت آمن وثبته على - مقام الفجعية باسحاق فالحمد الله على ذلك . هذا كلامه . وأول ما طالعت هذه الحكاية في ( كتاب الاغانى ) كتبت على حاشية ذلك الكتاب بيتا بدهنى في الحال وهو : يرون فتحا مصيبات الرسول ويغتمون إن في الاقوام عواد فأعقب أحمد المختفى بن عيسى بن زيد من رجلين ، محمد المكفل ، وعلى أما محمد بن احمد المختفى فكان وجيها فاضلا ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : قال محمد بن زكريا العلائى كنا عند محمد بن احمد بن عيسى بن زيد فتذاكرنا بالاخبار والابيات فذكر قريشا بطنا بطنا ثم كنانة وهذيل ثم ابتدأ ربيعة لما فرغ من مضر فما ترك / صفحة 291 / منها بيتا إلا ذكره ، ثم لما فرغ من ربيعة ذكر اليمن ، ثم قال دعونا من هذا كله وأنشد : إن العباد تفرقوا من واحد فلاحمد السبق الذى هو أفضل هل كان يرتجل القران أبوكم أم كان جبريل عليه ينزل ؟ ؟ أم من يقول الله حين يخصه بالوحى : قم يا أيها المزمل ؟ ؟ فأعقب محمد بن احمد المختفى من ابنه على بن محمد وأعقب على بن محمد بن أحمد من رجلين يحيى وعبيدالله الضرير ، أما يحيى بن على بن محمد بن احمد فولده بدمشق ، منهم على بن محمد بن على بن يحيى بن على المذكور كان بمصر ، وزيد ابن يحيى بن على المذكور ، كان بدمشق . وأما عبيدالله الضرير بن على بن محمد احمد المختفى فمن ولده الحسن بن عبيدالله له عقب ببغداد ، واحمد بن عبيدالله يلقب المقمص له عقب ببغداد منهم محمد بن احمد بن حمزة بن أحمد بن عبيدالله المذكور . هذا ما ذكره النسابون مثل شيخ الشرف أبى الحسن محمد بن أبى جعفر العبيدلى ، وأبى الحسن على بن محمد العمرى ، والشريف أبى عبد الله الحسين ابن طباطبا الحسنى ، وغيرهم ، وزعم قوم آخرون منهم بريه الهاشمي ، وهو ابراهيم بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي النسابة ، وأبو الحسين زيد بن كتيلة الحسينى النسابة : أن على بن محمد صاحب الزنج صحيح النسب في آل أبى طالب وقال الشيخ أبو على احمد بن مسكويه في كتاب ( تجارب الامم ) سمعت جماعة من آل أبى طالب يذكرون انه علوى صحيح النسب في آل ابى طالب وكان هذا الرجل يدعى انه على بن محمد بن احمد المختفى فان كان ما يدعيه صحيحا بطل عقب على بن محمد الذى ذكره شيخ الشرف وابن طباطبا والعمرى وغيرهم ، إذ صاحب الزنج لا يصح له عقب واولاده قتلوا بالابلة ، ومع هذا فهو لم يقدر على تصحيح نسبه حال حياته فكيف يثبته عقبه من بعده . ويقال أنه كان ورزنينيا وانه ادعى هذا النسب / صفحة 292 / وقال بعضهم : هو على بن محمد بن عبد الرحيم ونسبه في عبد القيس وامه قرة بنت على ابن حبيب من بنى اسد بن خزيمة ، خرج بالاهواز في خلافة المهتدى بالله ثم سار إلى البصرة وملكها وكان قد استغوى الزنج وهم إذ ذاك بالبصرة والاهواز ونواحيها كثيرون وكان اهل تلك النواحى يشترونهم ويستعملونهم في املاكهم وضياعهم وبساتينهم وتابعه جماعة من الاعراب وغيرهم وفعل ما لم يفعله احد قبله ، وتوجه إلى بغداد زمن المعتمد على الله ابى العباس احمد بن المتوكل ، فقام بحربه طلحة بن المتوكل وهو الملقب بالموفق وهو إذ ذاك القائم بأمور الخلافة وان كان المتسمى بها اخوه ، فلم يزل يكايده جيلة ومكابرة ومناهرة ومصابرة إلى ان قتله في يوم السبت لليلتين بقيتا من صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين وكان المدبر لامر الحرب والناظر في امور الموفق صاعد بن مخلد ، وكانت مدة صاحب الزنج من وقت ظهوره إلى وقت قتله اربع عشره سنة واربعة اشهر وستة ايام . وكان قاسى القلب ذميم الافعال وحسبه من ذلك تمكن الزنج من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم : ويحكى أن امرأة علوية أسرها زنجى وكان يسئ إليها فعارضته ذات يوم اشتكت إليه ما يفعل بها الزنجي فقال لها : أطيعي مولاك . وقد قيل انه كان خارجي المذهب يرى تكفير من ليس على رأيهم من أهل القبلة وكان صاحب الزنج مع شدة قبله وقوة نفسه فصيح اللسان شاعرا ، أنشدني له النقيب تاج الدين : الموت يعلم لو بدا لى خلقه ما هبت خلقه والسيف يعلم أننى أعطيه يوم الروع حقه ومدجج كره الكما ة نزاله فضربت عنقه وقبلت ما أوصى به جدى أبى وسلكت طرقه وعلمت أن المجد ليس ينال إلا بالمشقه / صفحة 293 / وأنشدني أيضا له قدس الله روحه : كم قد نماني من رئيس قسور دامى الانامل من خميس ممطر خلقت أنامله لقائم مرهف ولدفع معضلة وذروة منبر ما إن يريد إذا الرماح شجرنه درعا سوى سربال طيب العنصر ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا فعقرت طرف المجد إن لم تعقر وإذا تأمل شخص ضيف مقبل متسربل سربال ليل أغبر أومى إلى الكوماء : هذا طارق نحرتنى الاعداء إن لم تنحري وله ديوان مفرد ورأيت كثيرا من نسخه ، وقد نحل كثيرا من أشعار على بن محمد الحمانى . وأما على بن احمد المختفى بن عيسى بن زيد فأعقب بكرمان وخراسان منهم على بن الحسين بن على المذكور ، قال الشيخ رضى الدين المدنى : فيه قول . وله عقب منهم الحسن الديلمى بن على بن داعى بن مهدى بن عبيد الله بن على المذكور وأما زيد بن عيسى موتم الاشبال فقال شيخ الشرف العبيدلى النسابة : أعقب من محمد والحسين ، قال ابن طباطبا : ولم أر للحسين ذكرا في المعقبين ، والعقب من محمد بن زيد بن عيسى موتم الاشبال من أحمد ، ومحمد يلقب أبزار رطب والحسن ، أما احمد بن محمد بن زيد فأعقب من خمسه رجال ، وهم أبو عبد الله محمد ، وأبو علي محمد ، وأبو الحسن محمد وأبو أحمد بن محمد ، وأبو جعفر محمد . أما أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن زيد فأعقب من ثلاثة أبو محمد عيسى الشاعر ، وأبو علي الحسين ، وأبو القاسم جعفر ، أما أبو محمد عيسى الشاعر فولده أبو عبد الله محمد يدعى حيدرة ، له عقب ، وأما أبو على الحسين بن أبى عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن زيد ، ويدعى بقرات ويقال لولده بنو بقرات وكان لهم بقية بمصر إلى بعد الستمائة ، فأعقب من على بن الحسين ، ولعلى زيد / صفحة 294 / ومسلم لهما أعقاب ، وأما أبو القاسم جعفر بن أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن زيد فله عقب من ابنه محمد . وأما أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من رجلين وهما أبو محمد الحسن الشاعر وابو جعفر احمد الشاعر لهما أعقاب منهم القاسم على ابن محمد بن احمد الشاعر المذكور وهو نقيب مصر الزيدى الخير الفاضل المقتول بمصر أيام الحاكم ، وابنه أبو الحسن على نقيب مصر بعد أبيه لا بقية له ، وأما أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن زيد فعقبه بخراسان ، منهم الحسن بن مهدى ابن أبى الحسن محمد المذكور ومن ولده اسماعيل بسمرقند له عقب والحسين بن زيد بن أبى الحسن محمد المذكور له أولاد ولهم أعقاب وأما أبو على محمد بن احمد ابن محمد بن زيد فأعقب من أبى محمد الحسن ، وأبى جعفر احمد وأما محمد أبزار رطب بن محمد بن زيد بن موتم الاشبال فمن ولده على ، وزيد ، وأحمد بنو الحسين بن محمد أبزار رطب لهم أعقاب ، وأما الحسن بن محمد بن زيد بن عيسى موتم الاشبال فعقبه عن الشيخ أبى نصر البخاري ، من على بالرى . ولعلى هذا الحسين والحسن . وأما محمد بن عيسى موتم الاشبال فله عقب كثير منتشر ، وجمهور عقبه يرجع إلى على العراقى بن الحسين بن على بن محمد المذكور ، ورد العراق وأقام بها فعرف عند أهل الحجاز بالعراقى ، وأعقب من خمسة رجال بين مقل ومكثر والبقية الآن من ولده في رجلين ، اكثرهما عقبا أبو الحسين احمد الدعكى ، أعقب من جماعة منهم جعفر بن الدعكى فمن ولده دب المطبخ ، وهو أبو منصور محمد ، ابن حمزة بن أحمد بن على بن جعفر المذكور ، وابنه أبو البشائر ( أبو الثائر ) زيد بن أبى منصور له عقب ، ومنهم عبد العظيم بن الدعكى ويدعى ميمونا فمن ولده نور الدين أبو العز على بن محمد بن عبد العظيم المذكور له عقب ، ومنهم أبو عبد الله محمد الكروشى بن الدعكى وعقبه ينتهى إلى أبى على ابراهيم بن القاسم / صفحة 295 / ابن محمد الكروشى المذكور ، وأعقب ابراهيم هذا من رجلين ، وهما أبو الحسن على الجزار ، وأبو العز ناصر يعرف بعزيز . فمن ولد على الجزار محمد المقرى بن يحيى بن على الجزار له عقب ، وأما أبو العز ناصر فأعقب من رجلين على يدعى المسقلة ، وأبى الفتوح شكر ، أما على المسقلة فمن ولده أبو جعفر محمد بن أبى طالب محمد بن أبى المعالى بن ابن محمد بن على المذكور ، وعلى بن أبى نزار محمد بن أبى جعفر محمد بن على المذكور ، وأما أبو الفتوح شكر فمن ولده أبو طالب محمد يلقب مريضة ، وأبو نزار عبد الله الصابونى ابنا أبى على عمر بن شكر يقال لولدهما بنو الصابونى ويفرق بينهم وبين بنى الصابونى المذكورين في بنى الحسين ذى الدمعة بوصفهم بالعطارين ، كان منهم السيد محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن يحيى بن الحسن بن محمد بن عمر المذكور ، كان تاجرا شهما أظنه مات دارجا ، وله أنساب وبنو عم كثرهم الله تعالى . ومن بنى شكر محمد المقرى بن شكر له عقب منهم الكواغدى رآه الشيخ تاج الدين شيخا بالحلة ، ومن بنى شكر أبو الحسن على بن شكر له عقب منهم أبو الحسن على يلقب بالدهان بن أبى الفتوح بن على المذكور ، ومن ولده السيد الفاضل عز الدين حسن بن أبى الفتح بن على الدهان المذكور ، وكان ميناثا ولبنى الدهان بقية . وأما الحسين غضارة بن عيسى موتم الاشبال فأعقب من أربعة رجال محمد ، وأحمد الحرنى ، وعلى ، وزيد ، أما زيد بن الحسين غضارة فمن / صفحة 296 / ولده أحمد الضرير بن زيد أعقب من جماعة منهم أبو الحسن على ، ويحيى لهما عقب فمن ولد يحيى ابن الضرير أبو القاسم على اللغوى نقيب البصرة بن يحيى المذكور أعقب جماعة منهم أبو محمد الحسن نقيب البصرة بعد ابيه وهو صاحب الدار بخزاعة ، من ولده أبو محمد الحسن نقيب البصرة بن أبى تغلب هبة الله بن أبى محمد الحسن النقيب المذكور ، ذكر الشيخ أبو الحسن العمرى في مبسوطه ما يدل على انقراضه ، واليه يرجع نسب الشريف الزيدى المحدث صاحب الوقف ببغداد فيما زعم على بن محمد بن هبة الله بن عبد الصمد النسابة . قال : هو أبو الحسن على بن أبى العباس احمد بن محمد بن عمر الشاعر بن الحسن بن أبى محمد الحسن النقيب ابن أبى تغلب هبة الله بن أبى محمد الحسن النقيب صاحب الدار بخزاعة واخوه أبو القاسم محمد المقرى ابن أبى العباس احمد المذكور جد بنى الزيدى ببغداد والله اعلم ومن ولد على ابن الضرير احمد بن زيد بن غضارة ، أبو الموهوب احمد ابن على بن احمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن على المذكور ، وهو جد بنى الموهوب بالغرى وهم يعرفون ببنى محاسن وهو ابن أبى الموهوب المذكور ، وأما على بن غضارة فله عقب منهم على بن محمد بن على المذكور إليه رفع شيخ الشرف أبو حرب الدينورى نسب بنى العقروق والعقروق - على ما قال أبو حرب - هو أبو سعد بن محمد بن على المذكور ، وكانوا بمشهد الكاظم عليه السلام ، وزعم قوام الشرف على بن ناصر المحمدى : ان ابا حرب وضع هذا النسب زورا لا حقيقة له وإنما قال قوام الشرف هذا الكلام والله اعلم لان ابا حرب أثبت نسب بنى الخشاب على غير أصل فقال قوام الشرف : إن نسب بنى العقروق ايضا وضعه أبو حرب على عادته . / صفحة 297 / وأما أحمد الحرنى بن غضارة ويكنى أبا طاهر فله عقب منتشر ، منهم أبو على محمد المعمر قاضى المدينة ، عاش مائة وعشرين سنة ، واخوه أبو الحسين محمد ابنا احمد المذكور ، فمن بنى أبى على محمد المعمر عبد الله الازرق بن محمد المعمر ، له عقب منهم احمد بن زاد الركب بن عبد الله المذكور له عقب كثير منهم بنو عبد الرحمان وبنو على ابنا محمد بن زاد الركب له بقية بدمشق ، ومنهم الحسن القويرى بن عبد الله له عقب وإنما سمى القويرى لكثرة قراءته للقرآن ومنهم أبو عبد الله الحسين صاحب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم وآله ابن عبد الله الازرق المذكور له عقب منهم ، حسن وقاسم ابنا الحسين قاضى المدينة وخطيبها ابن يحيى المدعو بركات قاضى المدينة ابن الحسين صاحب صدقة النبي صلى الله عليه وآله لهما عقب ، فمن بنى حسن بن الحسين قاضى المدينة مفضل بن معمر بن حسن المذكور له عقب بالمدينة ، يقال لهم الزيود ليس بالمدينة الشريفة أحد من بنى زيد الشهيد سواهم ، ولهم بالعراق بقية ايضا ، وورد من الحجاز منهم شرف الدين سنان ابن هندي بن سيف بن خلال بن محمد بن ناصر بن مفضل المذكور ، وابنه حسام الدين على تولى نقابة الحلة وله عقب ، ومنهم مسلم وحاتم ومعمر وهدية وحسن بنو مفضل بن معمر المذكور ، ولهم بقية . ومن بنى أبى الحسين محمد بن احمد الحرنى ، أبو الغنائم محمد بن الحسن بن الحسن بن سيلمان بن أبى الحسين محمد المذكور ، ومنه بنو جاجك وهو عيسى بن أبى خلاط احمد بن سليمان بن أبى الحسين المذكور ، وأما محمد بن غضارة فمن ولده أميرك وهو جعفر بن عبد الله كوجك بن الحسين بن محمد المذكور وأما محمد بن زيد الشهيد وهو أصغر ولد أبيه وله عقب كثير بالعراق ويكنى / صفحة 298 / أبا جعفر ، وأمه أم ولد سندية . وكان في غاية الفضل ونهاية النبل فيحكى أن الداعي الكبير محمد بن زيد الحسنى كان إذا افتتح الخراج نظر إلى ما في بيت المال من خراج السنة الماضية ففرقه في قبائل قريش على دعواهم ، ثم في الانصار والفقهاء وأهل القرآن وساير طبقات الناس حتى لا يبقى منه درهم ، فجلس في بعض السنين يفرق فبدأ ببنى عبد مناف فلما فرغ من هاشم دعا ساير بنى عبد مناف ، فقام رجل فقال له الداعي : من أي بنى عبد مناف انت ؟ قال من بنى أمية . قال : من أيها ؟ فسكت . قال : لعلك من ولد معاوية ؟ قال : نعم . قال فمن أي ولده ؟ فأمسك . قال : لعلك ولد يزيد ؟ قال : نعم قال : بئس الاختيار اخترت لنفسك تقصد ولاية آل أبى طالب وعندك ثأرهم وقد كان لك مندوحة عنهم بالشام والعراق عند من يتولى جدك ويحب برك فان كنت جئت على جهلك هذا فما يكون بعد جهلك جهل ؟ وإن كنت جئت مستهزئا بهم فقد خاطرت بنفسك . قال فنظر إليه العلويون نظرا شديدا فصاح بهم محمد الداعي وقال : كفوا عنه كأنكم تظنون أن في قتله إدراكا لثار الحسين " ع " أبى ؟ إن الله قد حرم أن تطالب نفس بغير ما كسبت والله لا يعرض له أحد بسوء الا أقدته به ، واسمعوا حديثا أحدثكم به يكون قدوة فما تستأنفون ، حدثنى أبى عن أبيه قال : عرض على المنصور جوهر فاخر وهو بمكة فعرفه وقال : هذا / صفحة 299 / جوهر كان لهشام بن عبد الملك وقد بلغني أنه عند محمدا ابنه ولم يبق منهم غيره . ثم قال للربيع : إذا كان غدا وصليت بالناس في المسجد الحرام فأغلق الابواب كلها ووكل بها ثقاتك ثم افتح بابا واحدا وقف عليه ولا تخرج إلا من تعرفه . ففعل الربيع ذلك وعرف محمد بن هشام أنه هو المطلوب فتحير وأقبل محمد بن زيد بن على بن الحسين " ع " فرآه متحيرا وهو لا يعرفه فقال له : يا هذا أراك متحيرا فمن انت ؟ قال ولى الامان . قال : ولك الامان في ذمتي حتى أخلصك . قال : أنا محمد بن هشام بن عبد الملك فمن أنت ؟ قال : محمد بن زيد بن على فقال : عند الله أحتسب نفسي إذن . فقال : لا بأس عليك فانك لست بقاتل زيد ولا في قتلك درك بثأره . الآن خلاصك أولى منى باسلامك ولكن تعذرني في مكروه أتناولك به وقبيح أخاطبك به يكون فيه خلاصك ؟ قال : أنت وذلك فطرح رداءه على رأسه ووجهه ولبته وأقبل يجره فلما أقبل على الربيع لطمه لطمات وقال : يا أبا الفضل إن الخبيث جمال من أهل الكوفة أكراني جماله ذاهبا وراجعا ، وقد هرب منى في هذا الوقت وأكرى بعض قواد الخراسانية ولى عليه بذلك بينة فضم إلى حرسيين . فمضيا معه فلما بعد عن المسجد قال له : يا خبيث تؤدى إلى حقى ؟ قال : نعم يا ابن رسول الله . فقال للحرسيين : انطلقا عنه . ثم أطلقه فقبل محمد بن هشام رأسه وقال : بأبى أنت وأمى الله يعلم حيث يجعل رسالته . ثم أخرج جوهرا له قدر فدفعه إليه وقال : تشرفني بقبول هذا . فقال : إنا أهل بيت لا نقبل على المعروف ثمنا وقد تركت لك أعظم من هذا دم زين بن على فانصرف راشدا ووار شخصك حتى يرجع هذا الرجل فانه مجد في طلبك . قال : ثم إن الداعي محمد بن زيد الحسنى أمر للاموي بمثل ما أمر به لسائر بنى عبد مناف وأمر جماعة من مواليه أن يوصلوه إلى الرى ويأتوا بكتابه بسلامته فقام الاموى وقبل رأسه ومضى والقوم معه حتى أوصلوه إلى مأمنه وأتوه بكتابه . وكان لمحمد بن زيد الشهيد عدة بنين منهم محمد بن محمد بن زيد ، ولما خرج / صفحة 300 / أبو السرايا السرى بن منصور الشيباني وأخذ البيعة لمحمد بن ابراهيم بن اسماعيل ابن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وتوفى محمد فجأة نصب أبو السرايا مكانه محمد بن محمد بن زيد هذا ولقبه المؤيد ، فندب الحسن ابن سهل إليه هرثمة بن أعين فحاربه وأسره وحمله إلى الحسن بن سهل ، فحمله الحسن إلى المأمون بمرو فتعجب المأمون من صغر سنه وقال : كيف رأيت صنع الله بابن عمك ؟ فقال محمد بن محمد بن زيد : رأيت أمين الله في العفو والحلم وكان يسيرا عنده أعظم الجرم فأعرض عن جهلى وداوى سقامه بعفو جلا عن جلدتي هبوة السقم وتوفى محمد بن محمد بن زيد بمرو ، سقاه المأمون السم سنة اثنتين ومائتين وهو ابن عشرين سنة ، فيقال إنه كان ينظر كبده يخرج من حلقه قطعا فيلقيه في طشت ويقلبه بخلال في يده . والعقب من محمد بن محمد بن زيد في ابنه أبى عيد الله جعفر الشاعر وحده ، فأعقب أبو عبد الله جعفر الشاعر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد من ثلاثة محمد الخطيب ، وأحمد سكين ، والقاسم ، أما محمد الخطيب الشاعر ويعرف بالحمانى قال أبو نصر البخاري : وكان مشتهرا بالشراب . قال أبو عبد الله العلانى : كان محمد بن جعفر الحمانى يرمى في دينه بخلاف ما هو عليه فأعقب محمد من ابنه على الشاعر الحمانى وحده ، كان نزل في بنى حمان فنسب إليهم وهو شاعر فحل من مشهورى شعراء الطالبيين ، فمن شعره : / صفحة 301 / هبني بقيت على الايام والابد ونلت ما شئت من مال ومن ولد من لى برؤية من قد كنت آلفه وبالشباب الذى ولى ولم يعد ؟ لا فارق الحزن قلبى بعد فرقتهم حتى تفرق بين الروح والجسد ومن شعره : لنا من هاشم هضبات عز مطنبة بأبراج السماء تطيف بنا الملائك كل يوم ونكفل في حجور الانبياء ويهتز المقام لنا ارتياحا ويلقانا صفاه بالصفاء ومن شعره : وانا لتصبح أسيافنا إذا ما اصطبحن بيوم سفوك منا برهن بطون الاكف وأغمادهن رؤوس الملوك وله ديوان مشهور وشعر مذكور . وجمهور عقب على بن محمد الشاعر الحمانى يرجع إلى محمد صاحب دار الصخر بالكوفة ابن زيد بن على الحمانى ، وجمهور عقب محمد صاحب دار الصخر ينتهى إلى ابنيه أبى جعفر أحمد ، وأبى الحسن على الملقب بالواوه ، فمن ولد أبى جعفر أحمد ، أبو البركات محمد ، وعلى ابنا أبى جعفر المذكور ، فمن ولد أبى / صفحة 302 / البركات محمد ، أبو القاسم على ، وأبو عبد الله محمد الكوفى ابنا أبى البركات فمن ولد أبى عبد الله محمد الكوفى ابن أبى البركات محمد بن احمد صاحب دار الصخر ، أبو القاسم على بن أبى عبد الله المذكور أعقب من رجلين أبى البركات محمد ويلقب قبين وأبى الحسن محمد . أما محمد قبين بن أبى القاسم على فأعقب أربعة الحسين يدعى الفلك ، وأبا الحسين حمزة ، وأبا القاسم على ، وأبا عبد الله الحسين ، لهم أعقاب يقال لهم بنو قبين بالمشهد الغروى ، وأما أبو الحسن محمد بن أبى القاسم على فمن ولده بنو أبى نصر بن أبى عبد الله الحسين ، وقيل محمد بن أبى الحسن المذكور ، ومن ولد أبى القاسم على بن أبى البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر أبو الحسن على ، يحيى المدعو عنبرا منهما أعقب ، فأعقب يحيى المدعو عنبرا من أبى الحسن على يدعى غرابا ، وأبى محمد الحسن يدعى بيرة ، فأعقب أبو الحسن على غراب بن يحيى ، من رجلين زيد ويحيى أما زيد فيقال لولده بنو غراب وأما يحيى فأعقب عليا يلقب اللميس ، به يعرف ولده وهم بالمشهد الغروى . وأما أبو محمد الحسن بيرة فوجدت له محمدا بن على بن الحسن بيرة المذكور ، وأعقب أبو الحسن على بن أبى القاسم على المذكور - وولده يعرفون إلى الآن ببنى دار الصخر - من أبى الحسن محمد وحده ، ومنه في رجلين أبى الحسين محمد الاطروش ، وأبى منصور الحسن ، فمن ولد أبى منصور الحسن بن أبى الحسن محمد ، محمد يعرف بحديد بن على بن محمد بن أبى منصور الحسن المذكور ، ومن ولد أبى الحسين محمد الاطروش على ، ومحمد أبو الحسن شمس الدين ابنا أبى الحسين محمد الاطروش ، أما على فهو والد أبى الحسين الصواف الخير الصالح رآه الشيخ تاج الدين ، وأما شمس الدين محمد أبو الحسن فأعقب / صفحة 303 / من النقيب فخر الدين على والحسن ، فأما النقيب فخر الدين على فأعقب من رجلين جلال الدين جعفر النقيب ، وشمس الدين محمد أما جلال الدين جعفر فله بنت وأما النقيب شمس الدين محمد فولد رجلين رضى الدين عبد الله ، وصفى الدين الحسن ، كانا رئيسين بالحلة وقتل الصفى ببغداد بدار الشاطبة ، والرضى بالحلة وانقرض النقيب فخر الدين ، وأما الحسن بن شمس الدين محمد فولد هاشما يدعى النجم له عقب وفيه البقية من بنى أبى الحسين الاطروش . ومن ولد على بن أبى جعفر أحمد ابن صاحب دار الصخر ، محمد بن أبى منصور بن أبى الحسن بن على المذكور له عقب ، ومن ولد أبى الحسن على الملقب بالواوه ابن صاحب دار الصخر ، صالح بن أبى خلف محمد بن محمد بن على الواوه المذكور له عقب ، وأما أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فأعقب من أربعة رجال على ، وأبى عبد الله جعفر ، وأبى الحسين محمد الاكبر ، وأبى على محمد الاصغر ، أما على بن أحمد سكين ويكنى أبا القاسم فأعقب من محمد الاكبر ، ومحمد الاصغر ، فمن ولد محمد الاصغر بن على بن احمد سكين ، سيف النبي بن الحسن أميركا بن على بن محمد بن على المذكور ، وله ولد ، وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين فعقبه من ابنه أبى الحسن على بحران نقيب نصيبين ، له عبيد الله والحسين ولكل منهما عقب . وأما أبو الحسين محمد الاكبر بن أحمد سكين فعقبه من أبى طالب المحسن وقيل بل يكنى بأبى القاسم ، والحسين ببغداد ، وكان له أبو محمد الحسن المعروف بالرملى المحدث ، كان من سادات الطالبيين وأعيانهم لا بقية له . فأما المحسن فأعقب من رجلين وهما أبو الحسن على وأبو جعفر أحمد ، أما على فولده حمزة الزاهد لا بقية له قال ابن طباطبا : ووجدت له المحسن بن حمزة بن على والله أعلم . وكان ببغداد ، وأما أبو جعفر أحمد فله محمد له عقب . وأما الحسين بن أبى الحسين محمد الاكبر بن احمد سكين فولده أبو / صفحة 304 / الحسن على المفلوج المرتعش يعرف ولده ببنى المرتعش بالاهواز والبصرة ومنهم أبو محمد جعفر خلف النقيب بالبصرة ابن أبى عبد الله محمد المقعد بن على المرتعش المذكور ، وأما أبو على محمد الاصغر بن احمد سكين فله أبو يعلى حمزة بقزوين وأبو طالب العباس ، وأبو الحسين زيد ، وأبو جعفر احمد ولهم أعقاب ، منهم أبو العشائر زيد بن محمد بن حمزة بن محمد الاصغر المذكور ، وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد ابن زيد الشهيد فمن ولده القاضى أبو السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن على ابن عبيدالله بن على بن أبى عبد الله جعفر المذكور . وأما القاسم بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فأعقب من أبى عبد الله جعفر المعروف بابن الجدة ، كان على الصلات للحسن بن زيد والعقب من أبى عبد الله جعفر في جماعة بهراة من خراسان يعرفون ببنى الجدة / صفحة 305 / وهم ولد جعفر خطيب هراة المذكور ، ومنهم أبو محمد اسماعيل بن أبى القاسم احمد بن أبى عبد الله جعفر خطيب هراة المذكور.
|