|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م
المقصد السادس في ذكر عقب علي الاصغر بن الامام علي زين العابدين (عليه السلام): / صفحة 339 / المقصد السادس في ذكر عقب على الاصغر ابن زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا الحسين فأعقب من ابنه الحسن الافطس ، أمه أم ولد سندية ، مات أبوه موسى وهو حمل ، وتكلم فيه النسابون فممن تكلم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط وله في ذلك قطعة شعر وهى : أفطسيون أنتم أسكتوا لا تكلموا قال الشيخ أبو الحسن العمرى : علقت فيهم عن ابن طباطبا الشيخ النسابة قولا يقارب الطعن ولا يعتد بمثله . وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان بين الافطس وبين الصادق " ع " كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشئ في نسبه وقال أبو الحسن العمرى : عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد - يعنى شيخ الشرف العبيدلى - كتابا رأيته بخطه وسمه ب ( الانتصار لبنى فاطمة الابرار ) ذكر الافطس وولده بصحة النسب وذم الطاعن عليهم . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : وهم في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع . قال : وسألت شيخي أبا الحسن بن كتيلة النسابة عن الافطس قال : أعز بنى الافطس إلى الافطس فانه يكفيك ويكفيهم . هذا لفظه لم يزد عليه ، قال : وسألت والدى أبا الغنائم الصوفى النسابة عنهم فذكر كلاما برأهم فيه من الطعن . وقال أبو نصر البخاري : خرج الافطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء وأبلى ولم يخرج معه أشجع منه ولا أصبر ، وكان يقال له رمح آل أبى طالب لطوله وطوله. وقال أبو الحسن العمرى : كان صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد بن عبد الله اختفى / صفحة 340 / الحسن الافطس بن على فلما دخل جعفر الصادق " ع " العراق ولقى أبا جعفر المنصور قال له : يا أمير المؤمنين تريد أن تسدى إلى رسول الله يدا ؟ قال : نعم يا أبا عبد الله ، قال : تعفو عن ابنه الحسن بن على بن على . فعفا عنه وفى كتاب أبى الغنائم الحسنى قال : حدثنى أبو القاسم بن جداع ، قال حدثنا عبد الله بن الفضل الطائى ، قال حدثنا ابن سباط عمن حدثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبى عبيد الله الصادق " ع " قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى وقال : يا موسى أعط الافطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا ، فدنوت منه فقلت : تعطى الافطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك ؟ فقال : يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال الله تعالى : ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) . وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير ، قال : سمعت جماعة يقولون إن الصادق كان يوصى لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للافطس الحسن بن على بن على بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت : أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك ؟ فقال : أتريدين أن أكون ممن قال الله تعالى ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) لاصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له بمائة دينار . قال البخاري : وهذه شهادات قاطعة من الصادق " ع " انه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله . فأعقب الحسن وأنجب وأكثر وعقبه من خمسة رجال ، على الحريري وعمر ، والحسين ، والحسن المكفوف ، وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة . أما على الحريري بن الافطس وأمه أم ولد اسمها عبادة وكان شاعرا فصيحا ، وهو الذى تزوج بنت عمر العثمانية وكانت من قبل تحت المهدى محمد بن المنصور العباسي / صفحة 341 / فأنكر موسى الهادى ذلك عليه وأمره بطلاقها فأبى وقال : ليس المهدى رسول الله حتى تحرم نساؤه بعده ولا هو أشرف منى . فأمر موسى الهادى به فضرب حتى غشى عليه ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : وذكر ابن حريز أن هذه الحكاية كانت لعلى بن الحسين ، وهو غلط إنما هو على بن الحسن بن على بن على بن ابن الحسين " ع " وهذا الحريري قتله الرشيد هارون . وأعقب على الحريري ينتهى عقبه إلى على بن محمد الحريري بن على بن على الحريري المذكور ، أعقب من ثلاثة رجال : وهم أبو محمد الحسن النقيب الرئيس بآبه ، وابو العباس احمد ، وابو جعفر محمد ، فأعقب أبو محمد الحسن الرئيس من ثلاثة رجال أبو الحسن على بآبه ، والحسين مانكديم ، وأبو جعفر محمد ، فمن بنى أبى جعفر محمد بن الحسن الرئيس ، محمد بن أحمد بن أبى طاهر زيد بن أحمد بن محمد المذكور . ومن بنى الحسين ما نكديم بن الحسن الرئيس ما نكديم بن الحسن ابن الحسين ما نكديم المذكور له عقب بالغرى يقال لهم بنو ما نكديم ، ومن بنى أبى الحسن على بن الحسن الرئيس الحسن التج بن أبى الحسن على المذكور ومن ولده زيد بن الداعي بن زيد بن على بن الحسين بن الحسن التج المذكور أعقب وأنجب ، فمن ولده السيد الزاهد رضى الدين محمد بن فخر الدين محمد بن رضى الدين محمد بن زيد المذكور ، وأخوه وحفيده السيد الرضى كمال الدين الحسن بن فخر الدين بن رضى الدين الزاهد المذكور ، أعقب عشرة ذكور منهم مجد الدين حسين بن كمال الدين المذكور ، وابنه تاج الدين الحسن أقضى القضاة بالبلاد الفراتية ، مات سنة سبع وأربعين وسبعمائة . ومن بنى زيد الداعي ، السيد الجليل الشهيد تاج الدين أبو الفضل محمد بن مجد الدين الحسين بن على بن زيد المذكور . كان أول أمره وعاظا واعتقده السلطان / صفحة 342 / اولجايتو محمد وولده نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق والرى وخراسان وفارس وساير ممالكه ، وعانده الوزير شهاب الدين الطبيب ، وأصل ذلك أن مشهد ذى الكفل النبي " ع " بقرية بير ملاحا على شرط التاجية بين الحلة والكوفة واليهود يزورونه ويترددون إليه ويحملون النذور إليه ، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قربه ونصب في صحنه منبرا وأقام فيه جمعة وجماعة ، فحقد ذلك الرشيد الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم واختصاصه بالسلطان . وكان السيد شمس الدين حسين ابن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق ، وكان فيه ظلم وتغلب فأحقد سادات العراق بأفعاله ، فتوصل الرشيد الطبيب واستمال جماعة من السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات ردية فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيا فأشار عليه أن يدفعه إلى العلويين وأوهمه أنه إذا سلمه إليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع ، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر ، فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين ابن الفقيه وكان سفاكا جريا على الدماء ، وقرر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه ويكون له حكم العراق نقابة وصدارة ، فامتنع السيد جلال الدين من ذلك وقال : إنى لا أقتل علويا قط . ثم توجه من ليلته إلى الحلة فطلب الرشيد السيد ابن أبى الفائز الموسوي الحائري وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فامتنع من ذلك وهرب إلى الحائر من ليلتة . وعلق السيد جلال الدين ابراهيم بن المختار في حبالة الرشيد وكان يختصه بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين ويقربه ويحسن إليه ويعظمه ، حتى كان يقول : أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين . فأطمعه الرشيد في نقابة العراق وسلم إليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين على فأخرجهم إلى شاطئ دجلة وأمر أعوانه بهم فقتلوهم ، وقدم قتل ابني السيد تاج الدين قبله عتوا وتمردا موافقة لامر الرشيد ( وأن يكن رشيدا ) وكان ذلك / صفحة 343 / في ذى القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة ، وأظهر أعوام بغداد والحنابلة التشفي بالسيد تاج الدين وقطعوه قطعا وأكلو لحمه ونتفوا شعره وبيعت الطاقة من شعر لحيته بدينار ، فغضب السلطان لذلك غضبا شديدا وأسف من قتل السيد تاج الدين وابنيه وأوهمه الرشيد أن جميع السادات بالعراق اتفقوا على قتله فأمر السلطان بقاضي الحنابلة أن يصلب ثم عفا عنه بشفاعة جماعة من أرباب الدولة ، فأمر أن يركب على حمار أعمى مقلوبا ويطاف به في أسواق بغداد وشوارعها وتقدم بأن لا يكون من الحنابلة قاض . وكان للسيد تاج الدين ابنان احدهما السيد شمس الدين حسين النقيب الطاهر والآخر شرف الدين على ، قتل شمس الدين حسين دارجا ، وقتل شرف الدين على عن ابن واحد اسمه محمد ، ويلقب رضى الدين ، كان وقت قتل أبيه وجده وعمه طفلا فأخفى إلى أن شب وكبر وقلد نقابة المشهد الشريف الغروى نيابة عن السيد قطب الدين أبى زرعة الشيرازي الرسى ، ثم فوضت إليه استقلالا وبقيت في يده إلى أن مات ، وتقدم على نظرائه وطالت ولايته ، وتوفى عن أربعة بنين ، وهم السيد شمس الدين حسين ، والسيد تاج الدين محمد ، والسيد مجد الدين قاض ، والسيد سليمان درج ، وأعقب الثلاثة الاول . ومن بنى أبى الحسن على بن الحسن الرئيس ، أبو طاهر محمد بن على المذكور من ولده السيد الجليل - وزير الامير الشيخ حسن بن الامير حسين اقبوقا ببغداد - وهو تاج الدين أبو الحسن على بن شرف الدين حسين بن على بن الحسين بن تاج الدين على بن الرضى بن أبى الفضل على بن أبى القاسم بن مالك بن أبى طاهر محمد المذكور ، وأعقب أبو العباس أحمد بن على بن محمد بن على الحريري ، من أبى القاسم زيد الملقب حركيني ، من ولده على الفقيه المعروف بداعي جرجان بن المحسن بن الحسن بن محسن بن زيد بن الحسن بن زيد المذكور . وأما عمر بن الحسن الافطس وشهد فخا فأعقب من على وحده ، فأعقب / صفحة 344 / على بن عمر بن من خمسة رجال ، وهم ابراهيم وعمر بآذربيجان . وأبو الحسن محمد وأبو عبد الله الحسين بقم ، وأحمد ، أما ابراهيم بن على بن عمر بن الافطس ويكنى أبا طاهر فمن ولده الحسين بن على بن الحسن بن على بن ابراهيم ، والحسين بن محمد بن الحسن بن على بن ابراهيم المذكور ، وأما عمر بن على بن عمر بن الافطس فمن ولده حمزة بن محمد بن خليفة بن يحيى بن على بن عمر المذكور ، وأما أبو الحسن محمد بن على بن عمر بن الافطس فمن ولده الشريف القاضى أمين الدولة أبو جعفر محمد بن محمد بن هبة الله بن على بن الحسين بن أبى جعفر محمد بن على ابن أبى الحسن محمد المذكور ، وكان عالما نسابة يروى عن الشيخ أبى الحسن العمرى ، وأما أبو عبد الله الحسين بن على بن عمر بن الافطس فمن ولده بنو برطلة ، وهو على بن الحسين القمى المذكور ، منهم بنو شنبر وهو الحسن بن محمد بن حمزة بن احمد بن على برطلة المذكور ، ولهم بقية بالحلة وسوراء ، وأما أحمد بن على بن عمر الافطس فمن ولده على بن جعفر بن محمد بن أحمد المذكور . وأما الحسين بن الافطس وأمه - على ما قال أبو الحسن العمرى - عمرية هي بنت خالد بن أبى بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقال أبو نصر البخاري : أمه أم ولد وكان قد ظهر بمكة أيام أبى السرايا من قبل محمد الديباج ابن جعفر الصادق " ع " ثم دعا لمحمد بن ابراهيم طباطبا وأخذ مال الكعبة ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : وبعض الناس يقول إن الافطس هو الحسين بن الحسن ابن على لا الحسن بن على . قال وفيه يطعنون لقبح سيرته وسوء صنعته بحرم الله تعالى ، ولم يكن حميد السيرة في وقته . فأعقب من رجلين الحسين ، ومحمد فمن ولد محمد بن الحسين بن الافطس ، السكران وهو محمد بن عبد الله بن القاسم ابن محمد المذكور ، كذا قال الشيخ تاج الدين في ( سبك الذهب ) وقال الشيخ العمرى : السكران هو محمد بن عبد الله بن الحسن الافطس وإن الحسين أعقب من الحسن وعبد الله . وهو الظاهر ، وعليه يدل كلام الشيخ الشرف وابن / صفحة 345 / طباطبا ، وإنما سمى السكران لكثرة تهجده وله عقب كثير يقال لهم بنو السكران فمنهم أبو القاسم أحمد بن الحسين بن على بن محمد السكران المذكور ، كان أديبا شاعرا قال الشيخ أبو الحسن العمرى أنشدني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن ابراهيم الفقيه البصري له : الموت إن قطعت والموت إن وصلت كيف البقاء لصب بين هاذين ؟ فقطعها قطع أوصالي تواصله ووصلها قطع قلبى خيفة البين وله أيضا : قدك عنى سئمت ذل الضراعة أنا مالى وضيفة وبضاعة إنما العز قدرة تملا الار ض وإلا فعفة وقناعة قلت : وفى معنى هذا البيت قول آخر هو : وإن لم تملك الدنيا جميعا كما تختار فاتركها جميعا ومنهم الحسين بن يو سف بن مظفر بن الحسين بن جعفر بن محمد السكران المذكور أولد بهراة ، ومن ولد الحسن بن الحسين بن الافطس ، على الدينورى بن الحسن المذكور ، وكان أبو جعفر محمد الجواد " ع " قد أمره أن يحل بالدينور ففعل ، وكان ذا علم وفضل ، وجد له بعد موته ما بلغت قيمته خمسين ألف دينار وعمر خمسا وثمانين سنة . وأعقب وأنجب ، فمن ولده أبو هاشم المجتبى بن حمزة ابن زيد بن مهدى بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن على الدينورى المذكور ، كان نسابة بالرى وأخوه أبو شجاع مهدى بن حمزة بن زيد له عقب . ومنهم الشريف النسابة أبو حرب محمد بن المحسن بن الحسن بن على حدوثة ابن محمد الاصغر بن حمزة ملحن التفليسى بن على الدينورى المذكور ، يلقب شيخ الشرف ، كان ببغداد وسافر إلى بلاد العجم وجمع جرائد لعدة بلاد ، ومات بعرنة سنة نيف وثمانين وأربعمائة ، ولعلى الدينورى إخوة ، منهم ابراهيم ومحمد ابنا الحسن بن الحسين بن الافطس أعقبا . / صفحة 346 / وأما الحسن المكفوف بن الافطس وكان ضريرا ولذا سمى المكفوف وأمه عميرية خطابية ، غلب على مكة أيام أبى السرايا ، وأخرجه ورقاء بن زيد من مكة إلى الكوفة ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم على قتل باليمن ، وحمزة الملقب سمان والقاسم الملقب شعر أبط . وعبد الله المفقود بالمدينة . أما على قتيل اليمن ابن الحسن المكفوف فأعقب من ابنه الحسين تزنح له عقب ، منهم أحمد البروجردي ، وأبو الحسين موسى ، وأبو الحسن على بنو الحسين المذكور لهم عقب ، ومنهم عبد الله الاكبر بن الحسين تزنح له عقب ومنهم أبو العباس أحمد المخلع بن الحسين تزنح له عقب ، ومنهم على بن الحسين تزنح له عقب ، ومنهم زيد الكلسوح بن محمد بن محمد بن على المذكور كان مغفلا حلوا . وأما حمزة سمان بن الحسن المكفوف ، ويقال لعقبه بنو سمان فمن ولده المعروف بالكلدولى بن حمزة ، قيل هو الذى يلقب سمانا بن محمد بن حمزة بن الحسن المكفوف له عقب بالاهواز . وأما القاسم الملقب شعر أبط بن الحسن المكفوف فمن ولده بنو ربرخ وهو الحسين بن على بن الحسين بن محمد بن الحسن ين عقرانة بن محمد بن القاسم شعر أبط ، له بقية بسوراء وببارى والحلة والكوفة . وأما عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف وفيه البيت ولم يأت لبنى الافطس بيت مثلهم ، ويقال لهم بنو زبارة لان عقبه يرجع إلى أبى جعفر أحمد زبارة / صفحة 347 / ابن محمد الاكبر بن عبد الله المفقود المذكور ، وانما لقب أبو جعفر أحمد زبارة لانه كان با لمدينة إذا غضب قيل قد زبر الاسد ، وكان لابي جعفر زبارة أربعة ذكور كل منهم رئيس متقدم ، والعقب منهم لابي الحسين محمد الزاهد العالم ، إدعى الخلافة بنيسابور واجتمع الناس عليه أربعة أشهر وخطبوا على المنابر باسمه في نواحى نيسابور ، وقيل أنه بايع له عشرة الآف رجل بنيسابور فلما قرب وقت خروجه علم بذلك أخوه أبو على فقيده ثم رفعه إلى خليفة حمويه بن على صاحب جيش نصر بن أحمد السامانى فحمل مقيدا إلى بخارا وحبس بها مقدار سنة أو اكثر ثم أطلق عنه وكتب له مائتي درهم مشاهرة ، فرجع إلى نيسابور ومات تسع وثلاثين وثلثمائة . وأعقب من رجلين وهما أبو محمد يحيى نقيب النقباء بنيسابور ، وكان يلقب شيخ العترة ، وأبو منصور ظفر المعروف بالغازى أمهما طاهرة بنت الامير على ابن الامير طاهر ابن الامير عبيدالله بن طاهر بن الحسين ، وأعقب أبو منصور ظفر بن أبى الحسين محمد النقيب من أبى الحسين محمد الملقب بلا سبوش له ذيل طويل ، وأعقب أبو محمد يحيى بن أبى الحسين محمد النقيب من أبى الحسين محمد وحده ، ومنه في أربعة رجال ، وهم الاجل العالم أبو القاسم على ، وأبو الفضل أحمد ، والحسين جوهرك ، وأبو علي محمد وأمهم أجمع عائشة بنت أبى الفضل البديع الهمداني الشاعر ، ولكل منهم جلالة ورياسة . . فمن ولد على العالم بن أبى الحسين محمد ، زين الدين فخر الشرف أبو على أحمد الخداشاهى بن أبى الحسن على بن أحمد بن أبى سهل على بن على / صفحة 348 / العالم المذكور ، كان يسكن خداشاه من جوين وله عقب سادة أجلاء ، منهم السيدان الاميران الجليلان عز الدين طالب ، وعماد الدين ناصر إبنا ركن الدين أبى طالب محمد بن محمد بن تاج الدين عربشاه بن محمد بن زيد الجوينى بن المظفر ابن أبى على أحمد الخداشاهى المذكور ، ويعرف كل منها بالدلقندى كان لهما جلالة وإمارة ، وتقدم عند السلطان خدابنده بن أرغون تقدما عظيما وترى الامير طالب قتل الرشيد الوزير أخذا لثار النقيب تاج الدين الآوي الافطسى وفتح الامير ناصر قلعة إربل بعد حصار طويل وحكم بها ، ولهما عقب . فمن ولد الامير طالب ، الامير على لم يكن له غيره أعقب وكان حاكما بقلعة إربل إلى أن توفى ، ومن ولد الامير ناصر ، الامير يحيى السيد الزاهد العابد الجليل القدر تولى حكومة قلعة إربل بعد ابن عمه الامير على ، وله عقب كثرهم الله تعالى ، ومن ولد أبى الفضل أحمد بن أبى الحسين محمد عزيز بن يحيى بن أحمد المذكور ، ومن ولد الحسين جوهرك بن أبى الحسين محمد ، عبد الله ، ومحمد ابنا الحسين المذكور ، ومن ولد أبى على محمد بن أبى الحسين محمد ، على ، والحسين ابنا محمد بن أبى جعفر بن محمد المذكور . وأما عبد الله الشهيد ابن الافطس وشهد فخا متقلدا سيفين وأبلى بلاء حسنا ، فيقال أن الحسين صاحب فخ أوصى إليه وقال : إن أصبت فالامر بعدى اليك . وأخذه الرشيد وحبسة عند جعفر بن يحيى فضاق صدره من الحبس فكتب إلى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك وأمر بأن يوسع عليه ، وكان قد قال يوما بحضور جعفر بن يحيى : ( اللهم اكفنيه على يدى ولى من أوليائي وأوليائك ) . فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله وحز رأسه وأهداه إلى الرشيد في جملة هدايا النيروز ، فلما رفعت المكبة عنه استعظم الرشيد ذلك فقال جعفر : ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوك وعدو آبائك اليك . فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال لمسرور الكبير : بما يستحل / صفحة 349 / أمير المؤمنين دمى ؟ قال : بقتل ابن عمه عبد الله بن الحسن بن على بن على بغير إذنه . قال العمرى : وقبره ببغداد بسوق الطعام عليه مشهد . وكان عقبه بالمدائن جماعة كثيرة فأعقب من رجلين العباس ومحمد الامير الجليل الشهيد ، سقاه المعتصم السم فمات ، أما العباس بن عبد الله الشهيد فعقبه قليل منهم الابيض الشاعر وهو أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن العباس المذكور وقال الشيخ أبو الحسن العمرى : الابيض هو عبد الله بن العباس ، فأما أبو نصر البخاري فقال : إنه الحسين بن عبد الله بن العباس . وقال : مات بالرى سنة تسع عشرة وثلاثمائة وقبره ظاهر يزار انقرض عقبه وبقى نسل محمد بن عبد الله هذا كلامه ، وقال الشيخ أبو الحسن العمرى : عبد الله بن الحسين بن عبد الله . الابيض بن العباس بن عبد الله بن الافطس ، كان شاعرا مجيدا ، وكان أبو القاسم - أظنه يعنى الحسين بن عبد الله - لسنا مقدما ، وكان الابيض عبد الله بن العباس بليدا . قال : وجدت في المبسوط أن يحيى بن عمر حين ظهر أمره أن يصلى بالناس فلم يخرج حتى أعلمه المؤذنون ووفد عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن العباس على سيف الدولة أبى الحسن على بن حمدان فبلغه أن بعض الناس قال لسيف الدولة إنه رجل شريف فأعطه لشرفه وقديمه ونسبه . فقال وأنشدها سيف الدولة : قد قال قوم أعطه لقديمه كذبوا ولكن أعطني لتقدمي حاشا لمجدي أن يكون ذريعة فباع بالدينار أو بالدرهم فانا ابن فهمي لا ابن مجدي أحتذى بالشعر لا برفات تلك الاعظم وأما الامير محمد بن عبد الله الشهيد فأعقب من أبى الحسن على يلقب طلحة . وجمهور عقبه ينتهى إلى أبى الحسن على بن الحسين المدينى بن زبد بن طلحة أعقب أبو الحسن هذا ، من ثلاثة رجال ، وهم أبو القاسم على ، وأبو عبد الله محمد الشيخ الرئيس بالمدائن ، وأبو محمد الحسن شيخ أهله ، فمن ولد أبى القاسم / صفحة 350 / على بن أبى الحسن على بن الحسين المدينى ، بنو الفاخر ، وهم ولد أبى طالب محمد الفاخر بن أبى تراب الحسن بن أبى طاهر محمد بن أبى القاسم على المذكور ، ومنهم بنو المحترق ، وهو الحسين بن أبى القاسم على المذكور ، ومنه بنو الاعسر وهو محمد بن الاكمل بن محمد بن الزكي بن الحسين بن على بن على بن الحسين المحترق المذكور ، كان منهم ببغداد السيد صفى الدين على ، وأخوه رضى الدين محمد إبنا الحسن بن محمد بن الاعسر المذكور . ومن ولد أبى عبد الله محمد الشيخ الرئيس بن أبى الحسن على بن الحسين المدائني أبو منصور محمد الاسكندر بن محمد نقيب المدائن بن محمد الرئيس المذكور ، له عقب بالمدائن ، وأما أبو محمد الحسن بن أبى الحسن على بن الحسين المدائني وكان خليفة أبى عبد الله بن الداعي على النقابة وكان له أحد وعشرون ولدا كل منهم اسمه على لا يفرق بينهم إلا بالكنى ، أعقب منهم ثمانية منهم أبو تراب على ، من ولده بنو أبى نصر ولد عز الشرف أبى نصر بن أبى تراب المذكور ومنهم بنو الصلايا ، وهم ولد أبى طالب يحيى الملقب بصلايا بن يحيى بن يحيى بن على عز الشرف أبى نصر المذكور ، ومنهم السيد العالم الجليل الجواد الفاضل موفق الدين أبو نصر يحيى بن أبى طالب يحيى صلايا المذكور له عقب . ومن بنى أبى محمد الحسن بن أبى الحسن على بن الحسين المدائني ، بنو المدائني كانوا بالوقف وبقيتهم الآن بالحلة وسوراء وسافر منهم حافظ الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله بن أبى محمد الحسن بن على بن الحسين المدائني إلى الهند فغرق في البحر وله أولاد بمدينة تانا من بلاد الهند من أم ولد . ومن بنى أبى طالب المجل على القصير بن أبى محمد الحسن خليفة ابن الداعي ، شرف الدين الاشرف النحوي ، وانتقل من المدائن إلى بغداد ثم منها / صفحة 351 / إلى الغرى وأقام به ، وكان يحفظ القرآن ولديه فضل وهو الاشرف بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن على بن محمد بن على بن محمد بن على بن ابى طالب على المجل المذكور ، وابنه أبو المظفر محمد الشاعر النسابة ، كان حسنا وقفت له على مشجرة ألفها لنقيب النقباء قطب الدين محمد الشيرازي الرسى المعروف بأبى زرعه فوجدت فيها أغلاطا فاحشة وخطأ منكرا لا يغلط بمثله عالم . وذلك مثل أنه نقل عن كتاب ( المجدي ) لابي الحسن على بن محمد العمرى : أن عيسى الازرق الرومي العريضى أولد اثنى عشر ولدا ذكورا لم يعقبوا . ثم جزم على أن النقيب عيسى الازرق بن محمد بن العريضى منقرض لا عقب له . ولا شك أن الذى نقله عن ( المجدي ) صحيح ولكن العمرى ذكر هناك في عقب هذا الكلام بعد أن ذكر الاثنى عشر الغير المعقبين وعددهم وعد بعدهم الجماعة الذين أعقبوا من بنى عيسى النقيب ، وليت شعرى كيف لم يطالع الكلام إلى آخره ويسلم من الطعن في قبيلة كثيرة من العلويين بمجرد الخطا ؟ والعجب أنه يزعم أنه قرأ ( المجدي ) على النقيب الطاهر رضى الدين على بن على ابن الطاوس الحسنى ، وكيف يشذ عنه ما هو مسطور في كتاب قرأه ؟ بل كيف يتجرأ مسلم على مثل هذا وينفى قبيلة عظيمة من آل أبى طالب ؟ . ومثل أنه زعم أن السيد نظام الدين عبد الحميد بن السيد مجد الدين أبى الفوارس محمد بن الاعرج الحسينى العبيدلى مات دارجا . وقد كان معاصرا له فأوقع المعتمد على كلامه في غرور ولا شك في أن السيد نظام الدين أعقب من ابنه شرف الدين عبد الرحمان ، رأيته رحمه الله وسافرت سنة ست وسبعين وسبعمائة وهو حى ، وأولد ثلاثة ذكور السيد الزاهد عبد الحميد له ولد ، ومجد الدين محمد له أيضا ولد ، وضياء الدين عبد الله موجود الآن . ومثل أنه ذكر : إن ( في صح ) اشارة إلى الانقطاع الكلى فإذا قالوا عقب فلان ( في صح ) كان ذلك اشارة إلى أنهم لا يتصلون به . وهذا سهو قبيح قد / صفحة 352 / صرح الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا وغيره من النسابين أن ( في صح ) عبارة عن احتمال الصحة ، فإذا قالوا فلان ( في صح ) فمعناه يمكن أن يكون كذلك فان أقام البينة على ما يدعيه كان صحيحا ، وكلام العمرى في كتابه ( المجدي ) صريح فيما ذكرناه فانه يذكر ( في صح ) لامكان الثبوت في مواضع كثيرة ولا يحتمل غير ذلك ، إلى أمثال ذلك مما يطول بذكره الكتاب ، ويجب أن لا يلتفت إليه ، فأما التصحيف والتحريف وتغيير الاصطلاح والتغيير عنده بمعنى لا يصح ووصول الخطوط على غير الصواب فلا يكاد يحصى كثرة ، وفى الجملة فانى وجدت كلامه كلام من لا يحسن في هذا الفن شيئا على فضل كان فيه ، وإنما إردت بهذا التنبيه لمن عساه أن يطالع كتابه فلا يحسن فيه الظن ولا يلتفت إلى ما اختص به وخالف فيه غيره فانه بمعرض الخطأ والسهو والله سبحانه هو العاصم .
جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي |