الصفحة الرئيسية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية

الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م

عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف

 

رسالة في بيانه اصطلاحات النسابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل شرف الانساب واسطة عقد المكارم مجدا وفخرا وجعل قبائل السادات سادات القبائل فهم أعلى العالمين وصفا وذكرا . والصلاة على المجتبى من نسل معد والمختار من قبيلة عدنان ، الذى هو أصوب سهم استخرج من كنانة بفيض الملك المنان ، وعلى أولاده الطيبين وعترته الطاهرين . أما بعد فان علم النسب من أجل العلوم قدرا ، وأرفعها ذكرا ، وقد ذكر النسابون فيه ألغازا لا يهتدى إليها إلا من طالب دراسة للانساب ، وأوتى الحكمة وفصل الخطاب ، وقد أحببت أن أبينها لينتفع بها الطلاب ، منها قولهم ( صحيح النسب ) وهو الذى ثبت عند النسابة بالشهادة وقوبل بنسخة الاصل ونص عليه باجماع المشايخ النسابين والعلماء المشهورين بالامانة والعلم والصلاح والفضل وكمال للعقل وطهارة المولد . ( وأما مقبول النسب ) فهو الذى ثبت نسبه عند بعض النسابين وأنكره آخر فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين فحينئذ لا يلتفت إلى خط نسابة لم يكن منصوصا عليه من بعض المشايخ النسابين إن نفى أو ألصق ، فحينئذ لا تساوى مرتبته بمرتبة من اتفق عليه إجماع النسابين ولا يرجع إلى قوله ( وأما مردود النسب ) فهو الذى ادعى إلى قبيلة ولم يكن منهم ثم علموا تلك القبيلة ببطلانه ثم منعوه عن دعواه فصار حكمه عند النسابة أنه مردود النسب خارج عن البيت الشريف ( وأما مشهور النسب ) فهو من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور عند العامة مجهول في النسب بخلاف بعضهم / صفحة 372 / فصل في كلمات تداولتها النسابون في كتبهم ، فقولهم ( في صح ) له معان عندهم منها إذا لم يعرفوا الرجل أنه معقب ام لا كتبوا تحته ( في صح ) ومنها أنه إذا كتبت في عرض الاسم فلا يخلوا إما أن تكون قبله أو بعده أو فوقه . فالاول يدل على أن الشك في اتصال ولده به ، والثانى على أن الشك في اتصاله به . والثالث لدفع وهو النكران إذا كان الاب باسم ابنه ، وقد يجعلون عوضا عن ( صح ) بالحمرة دائرة صورتها ( ه ) وقد يعبرون عمن لم يتحققوا اتصاله بقولهم ( هو في صح ) وكذا إذا قالوا ( صحح عليه فلان النسابة ) فانه إشارة إلى أنه لم يتحقق عنده اتصاله ، وكذا إذا لم يذكر المشايخ المتفقون لرجل ذيلا ولا ذكروا له عقبا ولا نصوا على انقراضه ، قالو ( هو في صح ) وقد يخففونه فيكتبون ( صح ) . ومنها إذا قيل ( صح عند فلان ) فإنه اشارة إلى أن ذلك الرجل قد شك فيه بعضهم وصح نسبه عند النسابة الآخر ، ومن ذلك إذا كتبوا عليه ( وحده ) فهو اشارة إلى أن أباه لم يلد سواه . ومن ذلك إذا قالوا ( عقبه من فلان ) أو ( العقب من فلان ) فانه يدل على أن عقبه منحصر فيه وقولهم ( أعقب من فلان ) فان عقبه ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره ، وقد يستعمل ( أولد ) مكان ( أعقب ) وهما بمعنى واحد ، ومن ذلك إذا تردد النساب في أمر ثم ترجح عنده أحد الطرفين قال ( أظنه كذا ) ومن ذلك إذا شكوا في اتصال رجل قالوا ( ينظر حاله ) ومن ذلك إذا كان جماعة في صقع من الاصقاع لم يرد لهم خبر ولا عرف لهم عند النسابين اثر قالوا ( هم في نسب القطع ) أي مقطوع نسبهم عن الاتصال وان كانوا من قبل مشهورين ، ومن ذلك الدائرة على الاسم هكذا ( زيد ) فانه إشارة إلى أن ذلك الاسم رفع إليه من لا يثق به ، وكذا إذا كتبوا ( نسأل عنه ) وإذا كتبوا على الاسم هذه العلامة ( ف ) فانه لما اشتبه على الناسب اسم الرجل إذا سمى باسمين وغلب على ظنه حصة احدهما وأن الآخر مستغنى عنه كتب هذه العلامة / صفحة 373 / وقد يكون ذلك إشارة إلى أن فيه شكا ، وإذا كتب ( يحتاج ) فانه إشارة إلى أنه يحتاج إلى تحقيق لانه ما ثبت ، وإذا كتب هكذا ( فه ) فانه إشارة إلى عروض شك لم يجزموا به ، وإذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا على خط اتصاله ( ف ر ) وإذا لم يثبت اتصال شخص كتبوا بينه وبين الخط ( ن‍ ) بالحمرة أو غيرها هكذا ( حسن ذبن ) وقد يكتبون صريحا ( حسن يحتاج بن ) وقد يكون القول فيه وفى ابنه وأبيه فيكتبون ( حسن ذبن يحتاج إلى محمد نظر بن ) وإذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا ابينه وبين الخط بالحمرة ( ابن ) وكذا إذا كتبوا بين الاسم وبين الخط ( به ) وبالحمرة وإذا كتبوا عليه ( هو لغير رشدة ) فهو إشارة إلى انه من نكاح فاسد و ( غ ) إشارة إلى أن فيه غمزا ، والغمز أهون من الطعن ، وإذا كتبوا نصيبة هكذا ( ح‍ ) فانه إشارة إلى أن الناسب شك فيه وفى الحاقه إلى أبيه وإذا قالوا ( عليه علامة ) فالى هذه النصيبة يشيرون ، وهذا اصطلاح أبى الغنائم الزيدى ، وقد يكون علامة على الضرب على الاسم إذا كان غلطا ، والفرق يعلم بألف ابن ، وكذا إذا كتبوا هذه العلامة ( صم ) فانه إشارة إلى الشك في الشك وقد يكون علامة على الاتصال إذا جعلوها على خط ابن هكذا ( ؟ ؟ ؟ ) وكذا يعبرون عن ذلك فيقولون ( أعلم عليه فلان ) وإذا كان كان فيه حديث كتبوا عليه حروفا مقطعة فيه ( رم ز ) وقد يكتبون ( فيه حديث ) وإذا لم يتفقوا على اتصال رجل كتبوا عليه ( فيه نظر ) وقد يكتبون ( أعلمه فلان النسابة ) أي توقف في اثباته ولم يجزم بصحة اتصاله وقولهم ( ذو أثر ) أي أفعال ردية قبيحة ومن ذلك إذا شككت في عدد الآباء فعد النسب المشكوك فيه ونسبا في درجته وحينئذ لا يخلوا إما أن يتساويا أو يتفاوتا ، فان كان الاول زال الشك وغلب الظن على الصحة ، وان كان الثاني ، فأما أن يكون التفاوت بما جرت به العادة أو يخرج عن العادة ، فان كان الاول فهو كالاول ، وإن كان الثاني فاكتب عليه ما صورته ( الظن يغلب على أنه قد نقص من عدد الآباء شئ نحقق ان شاء الله تعالى ) / صفحة 374 / ومن ذلك إذا نسب الرجل إلى أجداد أجداده وكان فيهم من سميت به تلك القبيلة باسمه قلت حين تصل إليه ( فلان القبيلة ) أو ( فلان البطن ) واكتفيت بذلك عمن فوقه : وقولهم ( يتعاطى مذهب الاحداث ) اشارة إلى أنه كان يتعاطى شيئا من الفواحش أيام الصبوة والحداثة ، وقولهم ( ممتع بكذا ) أي مصاب به يمتع ويعوض عنه في الآخرة ، وقد يطلقون ذلك على من كان ذا عيش رغيد ، والفرق بالف ( ابن ) " والمحرم " الذى يفعل ما هو محرم عليه ولا يفكر في عاقبته ولا يتورع عن المعاصي ، وإذا توقفوا في اتصال شخص كتبوا عليه ( فلان يحقق ) و ( فلانة فيها ما فيها ) أي انها سيئة الافعال قبيحة الطريقة ، وان مات طفلا كتبوا عليه ( ط ) وان مات كبيرا كتبوا عليه " ك " وان كان دارجا كتبوا عليه ( حجب ) أي حجب أن يرثه أولاده ، وقد يطلقون هذا الخط على من تولى حجابة البيت الحرام و ( ض ) اشارة إلى المنقرض الذى كان له عقب وانقرض و ( ط ) على بعض الاسماء اشارة إلى أنه من مبسوط العمرى ، ويكتبون على المعقب الذى لا يحضرهم عقبه ( أعقب ) وقد يعوضون عنه ب‍ ( رع ) وان كان لم يبق له عقب إلا من البنات قالوا ( انقرض إلا من البنات ) لان عمدة النساب لا يذكرون في المشجرات أسماء البنات إلا النادر اختصارا . قال أبو جعفر النسابة العبيدلى في كتابه المسمى ( الحاوى ) في صدر الجزء الاول : انما لم يذكر أسماء البنات لان أسماءهن قد ثبتت في المبسوط لا حاجة إلى ذكرهن في المشجر إلا المشاهير من النساء اللاتى ولدن الاكابر ، وربما اثبتوا أسماء بعضهن ليفرق بين الاولاد كأبن الحنفية ، وابن الكلابية ، وابن الثعلبية ويعبرون عمن لا ولد له بالاثر ، وعمن كان له بقية وهلكوا ( لا بقية له ) وعمن له بقية قليلة ( مقل ) وعمن له كثرة بقولهم ( مكثر ) و ( تذيلوا ) أي طال ذيلهم ويكتبون ( درج ) إن كان لاولد له وقد يحقفونها ( رج ) و ( ق ) اشارة إلى ان فيه قولا ، وقد يصرحون به اشارة إنه مطعون في اتصاله ، و ( غريق / صفحة 375 / النسب ) الذى أمه علوية وأمها علوية ، وكلما زاد كان أغرق و ( رآه فلان ) إشارة أنه لم يره ، وفيه فائدة للتقييد بالزمان حتى لو نسب إليه ما لم يكن في ذلك الوقت علم أنه محال ، وإذا لم يثبت على الوجه المرضى كتبوا " نسأل عنه " وإذا وإذا شكوا في اتصاله كتبوا " يحقق " و " مسترا " أي تحت الاعمال والزهد وترك الدنيا و " نسب مفتعل " أي لا حقيقة له موضوع على غير أصل . وإذا كتب الناسب بعض الذيول منفردة عن الرجل الذى يتصل به ولم يوصلها في المشجر بل أوصلها إليه بانفراده فانه موضع وهم وشك إليه عمن يعول عليه للشهادة بالاتصال وإذا كتبوا " فيه " أو " فيهم أو " فيها " فانه اشارة إلى أن فيهم كلاما و " ن " اشارة إلى انه مطعون و " صاحب حديث " أي راوي الاحاديث بخلاف " فيه حديث " فانه طعن وكذا " له حديث " أي في نسبه نص عليه شيخنا العمرى و " قك‍ " شك قوى و " ضك‍ " شك ضعيف و " ك‍ " شك مطلق ، وقد يعبرون عن الناسب بهذه الصورة " خ خ ك‍ فيه " وإذا ورد النسب بروايتين جعلوا أصل الخطين بالسواد والآخر بالحمرة ، وقد يكتبون على الضعيفة " خ " يعنى نسخة ، وإذا كان من قبيلة وعقبه في أخرى قالوا " عدده في القبيلة الفلانية " وإذا كان الرجل مضطربا في أمور دينه ودنياه قالوا " مخلط " لانه ليس على طريقة واحدة ، و " خف " أي الاسم مخفف لا مشدد وإذا كان له بقية في كتاب البلاذرى قالوا " له بقية في ذر " و " لام ولد " أمه جارية وكذا " فتاة " و " سبية " وإذا كان قد ارتفع الملك عنها قالوا " مولاة " وقد يقولون " عتاقة فلان " وقد يقولون " ذات يمين اشارة إلى قوله ، وما ملكت أيمانكم ، وإذا ذيل أحد المشايخ المتقدمين الثقات عقب شخص وذكر من عقبه بطنا وترك اخا له فدل على انه قد شك فيه أو مراعاة لامر لان ترك العلامة علامة ، و " مفقود " أي هلك و " دعى وملصق ورميم وعبيد ومرجى ومناط ومغموز ومفرق ومتحير ومنقود ولقيط " وغير ذلك ، الادعياء / صفحة 376 / و " قعدد " أي أصغر الاولاد ، ويعبرون بذلك عن أقرب الرجال إلى الجد الاعلى ، وهو عند العرب مذموم لطول العمر بالسلامة من القتل وذلك يدل على عدم الشجاعة ، وقد يعبرون عنه ب‍ " قعيد النسب " وإذا ذكر له بنات فقط لم يجزم بانه ليس له غيرهن إلا إذا قال " مات عنهن " أو " ميناث عنهن " أو " ميناث أورث " وإذا ادعى رجل إلى قوم فأنكروه ولم يثبت عند النسابة قوله ولا قولهم ذكره بانفراده وقال " ادعى إلى بنى فلان وانكره ولم يثبت الطرفان ، وان رجح قولهم قال " أنكروه ولم يثبت " وبالعكس قال " أنكره قومه ولم يثبت " وان اعترفوا به نظر فان كانوا ممن يقبل قولهم ودلت إمارة صحته على انتفاء التهم عن شهادتهم ألحقه وكتب عليه ( ثبت بشهادة قومه ) وإذا لم يكونوا كذلك لم يلحقه بل كتب ( اعترف به قومه ولم يثبت ) وإذا اختلف النسابون فيه لم يقطع بل يذكر ما فيه من الطعن وغيره ويؤيد الراجح ، وإن لم يختلفوا فيه قطع ، وإذا شكوا في اتصال رجل جعلوا من فوقه نقطا من الذى قبله إلى الذى بعده هكذا ( بن . . زيد . . بن . . ) وربما جعلوا النقط على الخط ( . . بن . . ) وربما جعلو فوق الخط آخر ونقطوه هكذا ( - ز . . له . . . . ه ) واقوى منه قطع الخط ووصله بالحمرة ، وقد يكتب الذيل جميعه بالحمرة إذا شك فيه . وقد يجعلون الخطة متصلة وفيها دائرة بالحمرة هكذا ( ب‍ ه - ن ) وقد يخلون موضع الاسم المشكوك ويديرون على الموضع الخالى هكذا " بن بن " وقد يخلون الموضع عن الخط هكذا " زيد بن وقد يعنون بهاذين الشك في العدد ، وإذا قطعوا " بن " بالنقط دل على أن فيه طعنا ، وكلما كثر النقط قوى الطعن هكذا " ب‍ . . . . . ن " وأقوى منه أن يقطعها ويخلى طرفيها ويجعل أحد الطرفين أعلى من الآخر هكذا " ربن ربن " بحيث لو وصل لعلم ذلك ، وهذا أقوى الطعن والقطع وإذا قيل " أسقط " اشارة إلى انه أسقط من العلويين لعدم اتصاله أو لسوء فعله ويجب التفصيل والله اعلم والحمد لله وحده.


 

جمعيـة تنزيـه النسـب العلـوي