[245]

وقال الصادق عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى بعث إلى آدم عليه السلام ثلاثة أشياء يختار منها واحدا العقل والحياء والسخاء فاختار العقل، فقال جبرئيل عليه السلام للحياء والسخاء: اعرجا فقالا: امرنا أن لا نفارق العقل.

وقال الصادق عليه السلام: إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون فإن أنكره فهو عاقل وإن صدقه فهو أحمق (1).

وقال عليه السلام: إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغيرمنه عقله (2).

وقال الصادق عليه السلام: لا يلسع العاقل من جحر مرتين (1).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام الناس أعداء لما جهلوا (2).

وقال الباقر عليه السلام: الروح عماد الدين والعلم عماد الروح والبيان عماد العلم (3).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور، ولا يبرح وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لان العالم تأتيه الفتنة، فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فينسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة (4).

وقال الباقر عليه السلام: تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليلة (5).

وقال عليه السلام: إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ولا تقطع على أحد حديثه (6).

وقال الرضا عليه السلام: لا تمارين العلماء فيرفضوك ولا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك (7).

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 1 باب جنود العقل ص 43.

(2) نقله المجلسى في البحار ج 1 ابواب العقل والجهل ص 32.

(3) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب فرض العلم ص 54.

(4) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب العمل بغير علم ص 65.

(5) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب مذاكرة العلم ص 64.

(6) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب آداب طلب العلم ص 68.

(7) نقله المجلسى في البحار ج 1 باب ما جاء في تجويز المجادلة ص 106.

[246]

وقال النبي صلى الله عليه واله: من صبر على ما ورد عليه فهو الحليم، وقال لقمان: عدو حليم خير من صديق سفيه (1).

وقال الصادق عليه السلام: لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، ولا قائد خير من التوفيق ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الادب (2).

وقال لقمان: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواضع.

لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا يعرف الشجاع إلا في الحرب ولا تعرف أخاك إلا عند حاجتك إليه (3).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا كنتم بالنهار (4).................... على سريره ووضع إكليله على رأسه ثم قال لحاجبه: ابعث إلى أبي عبدالله،

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب فضل الفقر والفقراء.

(2) نقله المجلسى في البحار ج 1 أبواب العقل والجهل ص 32.

(3) نقله المجلسى في البحار ج 15 باب الحلم والعفو وج 16 ص 49 من الاختصاص.

(4) هكذا بياض في جميع النسخ الخمس التى رأيناها. وأما الساقط فهو قسمان تتمة لكلام أمير المؤمنين عليه السلام وهى التى نقلها المؤلف في حديث في أماليه ص 69 وصدر لقصة أبى عبدالله عليه السلام مع ابى جعفر الدوانيقى.وأما رواية الامالى فهكذا (اذا كنتم بالنهار تحلفون وبالليل تنامون وفى خلال ذلك عن الاخرة تغفلون فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد، فقال رجل: ياامير المومنين انه لا بدلنا من المعاش فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الاخرة، فان قلت: لا بد لنا من الاحتكار لم تكن معذورا فولى الرجل باكيا، فقال له امير المؤمنين عليه السلام: أقبل على أزدك بيانا، فعاد الرجل اليه، فقال له: اعلم ياعبدالله ان كل عامل في الدنيا للاخره لا بد ان يوفى أجر عمله في الاخرة وكل عامل في الدنيا للدنيا عمالته في الاخرة نار جهنم ثم تلا أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى: " فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فان الجحيم هى المأوى " انتهى.

وقوله: " عمالته " - بفتح العين وضمها - اجرته.

واما قصة ابى عبدالله عليه السلام مع الدوانيقى فقد رواها الطبرى -رحمه الله- في دلائل الامامة ص 144 ولا يسعنا نقل تمام ما سقط لطوله ونقلها البحرانى في مدينة المعاجز ص 326 منه ومن الاختصاص.

[247]

فبعث إليه، فقام حتى دخل فلما بصر به وبهم وقد استعدوا له رفع يده إلى السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهرا وبعضه خفيا، ثم قال: ويلكم أنا الذي أبطلت سحر آبائكم أيام موسى، وأنا الذي ابطل سحركم، ثم نادى يرفع صوته قسورة ! فوثب كل واحد منهم على صاحبه فافترسه في مكانه، ووقع أبوجعفر المنصور من سريره وهو يقول: يا أباعبدالله أقلني، فوالله لاعدت إلى مثلها أبدا، فقال: قد أقلتك: قال: فرد السباع كما كانت، قال: هيهات إن رد عصا موسى فستعود السباع.

وروى عن عبدالعظيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام (1): قال: يا عبدالعظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الامانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي.

ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإني آليت على نفسي (2) أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين وعرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو آذى وليا من أوليائي، أو أضمر له سوء‌ا فإن الله لا يغفرله حتى يرجع عنه فإن رجع وإلا نزع روح الايمان عن قلبه وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيبا في ولايتنا، وأعوذ بالله من ذلك (3).

سعد بن عبدالله عن بعض أصحابه قال: تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ فلما لحقه قال: ياهذا ما أرفع من السماء؟ وما أوسع من الارض؟ وما أغنى من البحر؟ وما أقسى من الحجر؟ وما أشد حرارة من النار؟ وما أشد بردا من الزمهرير؟ وما أثقل من الجبال الراسيات؟ فقال: الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الارض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع اشد حرارة من النار، واليأس من قريب أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البريئ أثقل من الجبال الراسيات (4).

___________________________________

(1) رواية عبدالعظيم عن الرضا عليه السلام بعيد ولعل المراد ابوالحسن الثالث فاشتبه على الرواة

(2) أى حلفت وجعلت على نفسى كذا وكذا.

(3) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 63.

(4) روى نحوه الصدوق - رحمه الله - في المعانى ص 55 ونقله المجلسى في البحار ج 17 ص 248.

[248]

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أول ما ينزع من العبد الحياء فيصير ماقتا ممقتا، ثم ينزع الله منه الامانة فيصير خائنا مخونا، ثم ينزع الله منه الرحمة فيصير فظا غليظا، ويخلع دين الاسلام من عنقه فيصير شيطانا لعينا ملعونا (1).

علي بن عباس، عن صالح بن حمزة، عن الحسن بن عبدالله، عن الصادق عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال فيما يقول: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، أيها الناس أنا قلب الله الواعي، ولسانه الناطق، وأمينه على سره، وحجته على خلقه، وخليفته على عباده، وعينه الناظرة في بريته ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة، ودينه الذي لا يصدقني إلا من محض الايمان محضا ولا يكذبني إلا من محض الكفر محضا (2) وعن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمد بن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا الهادي والمهتدي، وأبواليتامى، وزوج الارامل والمساكين، وأنا ملجأ كل ضعيف، و مأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي تقول نفس: ياحسرتي على فرطت في جنب الله، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لاني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله (3).

وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس منا من يحقر الامانة - يعني يستهلكها إذا استودعها - وليس منا من خان مسلما في أهله وماله (4).

وقال صلى الله عليه واله: من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن،

___________________________________

(1) رواه الصدوق في المعانى ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب الحياء.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 336 من الاختصاص.

(3) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 131 من المعانى والتوحيد للصدوق - قدس سره - ص 336 من الاختصاص.

(4) نقله المجلسى - رحمه الله - غى البحار ج 16 ص 164.

[249]

ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.

وقال صلى الله عليه واله: من ترك معصية من مخافة الله عزوجل أرضاه الله يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه واله: إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان (1).

وقال صلى الله عليه واله: من اكتسب مالا من غير حله كان راده إلى النار.

وقال صلى الله عليه واله: أيضا: قال الله عزوجل: من لم يبال من أي باب اكستب الدينار والدرهم لم ابال يوم القيامة من أي أبواب النار أدخلته.

عن عمران بن يسار اليشكري، عن أبي حفص المدلجي، عن شريف بن ربيعة، عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل رجل فقال: ياأمير المؤمنين أنا أشتهي بطيخا، قال: فأمرني أمير المؤمنين عليه السلام بشراء بطيخ، فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات، فقطعت واحدة فإذا هو مر فقلت: مر ياأمير المؤمنين، فقال: إرم به من النار وإلى النار، قال: وقطعت الثاني فإذا هو حامض فقلت: حامض يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به من النار وإلى النار، قال: فقطعت الثالث فإذا هو مدودة فقلت: مدودة ياأمير المؤمنين، فقال: ارم به من النار وإلى النار، قال ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبت على قدمي فقلت: أعفني ياأمير المؤمنين عن قطعه - كأنه تأشم بقطعه - فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: اجلس ياقنبر فإنها مأمورة، فجلست فقطعت واحدة فإذا هو حلو.

فقلت: حلو ياأمير المؤمنين، فقال كل وأطعمنا فأكلت ضلعا وأطعمته ضلعا وأطعمت الجليس ضلعا، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: ياقنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الارض من الجن والانس والثمر وغير ذلك فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردى ونتن (2).

عن أبان بن تغلب الكندي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن روح الايمان واحدة خرجت من عند واحد وتتفرق في أبدان شتى فعليه ائتلفت وبه تحابت وستخرج من شتى

___________________________________

(1) نفله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب السكوت والكلام.

(2) نقله المجلسى في البحار ج 7 ص 419.

[250]

ويعود واحدا ويرجع عند واحد (1).

ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: إن الله تبارك و تعالى توحد بملكه فعرف عباده نفسه، ثم فوض إليهم أمره وأباح لهم جنته فمن أراد الله أن يطهر قلبه من الجن والانس عرفه ولايتنا ومن أراد أن يطمس على قلبه امسك عنه معرفتنا.

ثم قال يامفضل والله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السلام، وما كلم الله موسى تكليما إلا بولاية علي عليه السلام، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي عليه السلام، ثم قال: أجمل الامر ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا (2).

عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله تبارك وتعالى وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله تبارك وتعالى عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا، فإن عذره الطالب كان أسوء حالا (3).

وقال أبوعبدالله عليه السلام: لا يتكلم الرجل بكلمة هدى فيؤخذ بها إلا كان له مثل أجر

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب السكينة وروح الايمان قائلا بعده بيان: فيه ايماء إلى روح الايمان هى قوة الايمان والملكة الداعية إلى الخير فهى معنى واحد وحقيقة واحدة اتصفت بافرادها النفوس وبعد ذهاب النفوس ترد إلى الله والى علمه فيجازيهم بحسبها ويحتمل أن تكون خلقا واحدا تعين جميع النفوس على الطاعة بحسب ايمانهم وقابليتهم و استعدادهم كما تقول الحكماء في العقل الفعال.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 344 من الاختصاص.

والعبودية هنا بمعنى الاطاعة.

(3) رواه الكلينى - رحمه الله - في الكافى ج 2 ص 196.ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 165 وقوله: " أسوء حالا " انما كان المعذور أسوء حالا لان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد قضاء حاجته أشنع والندم عليه اعظم والحسرة عليه أدوم. ويجوز وجه آخر وهو أنه اذا عذره لا يشكوه ولا يغتابه فبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب.

[251]

من أخذ بها ولا يتكلم بكلمة ضلالة إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها (1).

وعن العالم عليه السلام من استن بسنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من اجورهم شئ، ومن استن بسنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (2).

وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من تعلم علما ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء ويصرف به الناس إلى نفسه يقول: أنا رئيسكم فليتبوء مقعده من النار، ثم قال: إن الرئاسة لا تصلح إلا لاهلها، فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة (3).

عن الحارث بن المغيرة قال: لقيني أبو عبدالله عليه السلام في بعض طرق المدينة قبلا فقال: حارث ! قلت: نعم فقال: لاحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم، قلت: ولم جعلت فداك؟ قال: ما يمنعكم - إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون ما يدخل علينا منه العيب عند الناس والاذى - أن تأتوه وتعظوه وتقولوا له قولا بليغا؟ ! قلت: إذا لا يقبل منا ولا يطيعنا.

قال فإذا فاهجروه واجتنبوا مجالسته.

عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي مريم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام رجل بالبصرة فقال: ياأمير المؤمنين أخبرني عن الاخوان، فقال: الاخوان صنفان إخوان الثقة وإخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والاهل والمال فإذا كنت من أخيك على الثقة بذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل إنهم أعز من الكبريت الاحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن ذلك منهم ولا تطلبن ما وراء

___________________________________

(1) رواه الصدوق - رحمه الله - في ثواب الاعمال ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 1 ص 75 منه. وج 17 ص 188. من التحف.

(2) رواه الصدوق - رحمه الله - في ثواب الاعمال - ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب ثواب من سن سنة حسنة وما يلحق الرجل بعد موته منه وج 1 ص 76 من الاختصاص.

(3) رواه الكلينى - رحمه الله - في الكافى ج 1 ص 47. ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 1 ص 199 من الاختصاص.

[252]

ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (1).

وقال أبوعبدالله عليه السلام: إن الذين تراهم لك أصدقاء إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتى، فمنهم كالاسد في عظم الاكل وشدة الصولة، ومنهم كالذئب في المضرة، ومنهم كالكلب في البصبصة ومنهم الثعلب في الروغان والسرقة (2) صورهم متلفة والحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك ولا ولد إلا الله رب العالمين (3).

وقال الصادق عليه السلام: صديق عدو علي عليه السلام عدو علي عليه السلام (4).

وقال الرضا عليه السلام: إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عزوجل وهو قوله: " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها (5).

قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا تبدين عن واضحة وقد عملت الفاضحة فلا تأمنن البيات من عمل السيئات (6).

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن موسى عن أبي سعيد الزنجاني، عن محمد بن عيسى، عن أبي سعيد المدائني قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اقرء موالينا السلام وأعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة وصدور فقيهة وأحلام رزينة، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما الشاتم لنا عرضا والناصب لنا حربا أشد مؤونة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله (7).

روي عن العالم عليه السلام أنه قال: السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن

___________________________________

(1) رواه الكلينى - رحمه الله - في الكافى ج 2 ص 248 والصدوق - رحمه الله - في الخصال ونقله المجلسى - رحمه الله - منه ومن الاختصاص في البحار ج 16 ص 79.

(2) تبصبص الكلب: حرك ذنبه، وفلان: تملق. والروغان: المكر والخديعة.

(3) منقول في البحار ج 16 ص 49 من الاختصاص.

(4) منقول في البحار ج 16 ص 53 من الاختصاص.

(5) منقول في البحار الجزء الثانى من المجلد التاسع عشر ص 68 من الاختصاص والاية في سورة الاعراف: 180.

(6) رواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 66 والواضحة: الاسنان تبدوا عند الضحك. والبيات: العذاب يأتى ليلا.

(7) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 1 ص 89.

[253]

تعلق بغصن منها أدته إلى الجنة والبخل شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها أدته إلى النار(1).

وقال رسول الله صلى الله عليه واله لعدي بن حاتم: إن الله دفع عن أبيك العذاب الشديد لسخاء نفسه (2).

وروي أن قوما اسارى جئ بهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بضرب أعناقهم، ثم أمره بإفراد واحد منهم وأن لا يقتله فقال الرجل: لم أفردتني من أصحابي والجناية واحدة؟ فقال: إن الله عزوجل أوحى إلي أنك سخي قومك و [ أن ] لا أقتلك، فقال الرجل: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: فقاده سخاؤه إلى الجنة (3).

وروي أن الشاب السخي المقترف للذنوب أحب إلى الله عزوجل من الشيخ العابد البخيل (4).

وروي ما من شئ يتقرب به إلى الله عزوجل أحب إليه من إطعام الطعام وإراقة الدماء (5).

وروي أطيلوا الجلوس على الموائد فإنها أوقات لا تحسب من أعماركم (6).

وروي لو عمل طعام بمائة ألف درهم ثم أكل منه مؤمن واحد لم يعد مسرفا (7).

وروي عن العالم عليه السلام أنه قال: أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا والناس نيام وادخلوا الجنة بسلام(8). وروي إياك والسخي فإن الله عزوجل يأخذ بيده (9). وروي أن الله عزوجل يأخذ بناصية الصبي إذا عثر (10).

___________________________________

(1) منقول في البحار ج 15 باب السخاء والسماحة والجود من الاختصاص. ونحوه من امالى الشيخ - رحمه الله -.

(2) إلى (6) منقول في البحار ج 15 باب السخاء والسماحة والجود من الاختصاص.

(7) منقول في البحار ج 15 باب السخاء والسماحة من الاختصاص وج 14 ص 894 من طب الرضا عليه السلام.

(8) إلى (10) منقول في البحار ج 15 باب السخاء والسماحة من الاختصاص.

[254]

وقال: قال الله عزوجل: ارض بما آتيتك تكن أغنى الناس.

أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهرى، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: سر الله أسره إلى جبرئيل وأسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله وأسره محمد إلى علي عليه السلام وأسره علي عليه السلام إلى من شاء الله واحدا بعد واحد.

الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زياد بن سوقة، عن الحكم بن عتيبة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحك الله إن بعض الناس له في فمه اثنان وثلاثون سنا وبعضهم له ثمانية وعشرون فعلى كم تقسم دية الاسنان؟ فقال: الخلقة إنما هي ثمانية وعشرون سنا: اثنا عشر في مقاديم الفم وستة عشر سنا في مؤاخيره، فعلى هذا قسمت دية الاسنان.

فدية كل سن من المقاديم إذا كسرت حتى يذهب فإن ديتها خمسمائة درهم وهي اثناعشر سنا فديتها كلها ستة آلاف درهم ودية كل سن من الاضراس حتى يذهب على النصف من دية المقاديم ففي كل سن كسر حتى يذهب فإن ديته مائتان وخمسون درهما وهي ستة عشر ضرسا فديتها كلها أربعة آلاف درهم، فجميع دية المقاديم والمؤاخير من الاسنان عشرة آلاف درهم وإنما وضعت الدية على هذا، فما زاد على ثمانية وعشرون سنا فلا دية له، وما نقص فلا دية له وهكذا اوجدناه في كتاب علي قال الحكم فقلت: إن الديات انما كان تؤخذ قبل اليوم من الابل والغنم، قال: فقال: إنما كان ذلك في البوادي قبل الاسلام فلما ظهر الاسلام وكثر الورق في الناس قسمها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على الورق، قال الحكم: فقلت له: أرأيت من كان من أهل البوادي ما الذي يؤخذ منه في الدية الابل أوورق؟ قال: فقال: الابل اليوم مثل الورق بل هي أفضل من الورق في الدية، إنهم إنما كان يؤخذ منهم في دية الخطأ مائة من الابل يحسب لكل بعير مائة درهم فذلك عشرة آلاف درهم قلت له: فما أسنان المائة البعير؟ قال: فقال: ما حال عليه الحول ذكران كلها (1)، قال الحكم: فسألته ما تقول في العمد والخطأ في القتل والجراحات؟ قال: فقال: ليس الخطأ مثل العمد، العمد في القتل والجراحات فيها القصاص والخطأ في القتل والجراحات فيها الديات قال: ثم قال: ياحكم إذاكان

___________________________________

(1) إلى هنا مروى في الكافى والتهذيب ومنقول في البحار ج 24 ص 50 من الاختصاص.

[255]

الخطأ من القاتل أو الجارح وكان بدويا فدية ما جنى البدوي من الخطأ على أوليائه من البدويين.

قال: وإذا كان القاتل أو الجارح قرويا فإن دية ما جنى من الخطأ على أوليائه القرويين (1).

وعنه، عن الحكم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أصابع اليدين وأصابع الرجلين أرأيت ما زاد فيها على عشرة أصابع أو نقص من عشرة فيها دية؟ قال: فقال لي: ياحكم الخلقة التي قسمت عليها الدية عشرة أصابع في اليدين فما زاد أو نقص فلا دية له و عشرة أصابع في الرجلين فما زاد أو نقص فلا دية له وفي كل إصبع من أصابع اليدين ألف درهم وفي كل إصبع من أصابع الرجلين ألف درهم وكلما كان منها شلل فهو على الثلث من دية الصحاح (2).

هشام بن سالم، عن عمار الساباطي، عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أعمى فقأ عين رجل صحيح متعمدا فقال: ياأبا عبيدة إن عمد الاعمى مثل الخطأ هذا فيه الدية من ماله فإن لم يكن له مال فإن دية ذلك على الامام ولا يبطل حق مسلم.

عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: ياجابر ألزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها ختلاف ولد فلان (3) وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية (4) وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، و

___________________________________

(1) رواه الكلينى والشيخ و نقله المجلسى - رحمهم الله - في البحار ج 24 ص 46 و 50 من الاختصاص.

(2) رواه الكلينى والشيخ ونقله المجلسى - رحمهم الله - في البحار ج 24 ص 50 من الاختصاص.

(3) يعنى بنى العباس كما صرح به في رواية النعمانى في الغيبة.

(4) الجابية - بكسر الباء وياء خفيفة -: قرية من اعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمالى حوران اذا وقف الانسان في الصنمين واستقبل الشمال ظهرت له، ويظهر من نوى ايضا وبالقرب منها تل يسمونه تل الجابية، كثير الحيات. ويقال لها: جابية الجولان. (مراصد الاطلاع)

[256]

يعقبها مرج الروم (1)، ويستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، ويستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة، فتلك السنة ياجابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب [ أرض ] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الاصهب وراية الابقع، وراية السفياني فيلقي السفياني الابقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الاصهب، ثم لا يكون همه إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا (2) فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم عليه السلام وخرج رجل من موالى أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يابيداء أبيدي القوم فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية " ياأيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها - الآية - (3) " قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ينادي: ياأيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه واله، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم عليه السلام ومن حاجني في محمد صلى الله عليه واله فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه واله ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين.

أليس الله يقول في محكم كتابه " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية

___________________________________

(1) في الغيبة " هرج الروم ".

(2) في المراصد " قرقيسيا " بزيادة ياء اخرى: بلد على الخابور عند مصبه وهى على الفرات جانب منها على الخابور وجانب على الفرات، وفوق رحبة مالك بن طوق.

(3) النساء: 47.

[257]

بعضها من بعض والله سميع عليم (1) " فأنا بقية من آدم، و [ ذ ] خيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليه واله ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ألا ومن حاجني في سنة رسول الله وسيرته فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته، فانشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغه الشاهد منكم الغائب وأسألكم بحق الله وحق رسوله وحقي فإن لي عليكم حق القربى برسول الله لما أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد اخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبناء‌نا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وآثر علينا أهل الباطل.

فالله الله فينا لاتخذلونا وانصرونا ينصركم الله، فيجمع الله له أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا فيجمعهم الله له على غير ميعاد قزع كقزع الخريف وهي ياجابر الآية التي ذكرها الله " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير (2) " فيبايعونه بين الركن و المقام ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه واله قد توارثه الانبياء عن الآباء، والقائم ياجابر رجل من ولد الحسين بن علي صلى الله عليهما يصلح الله له أمره في ليلة فما أشكل على الناس من ذلك ياجابر ولا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله صلى الله عليه واله ووراثته العلماء عالما بعد عالم فإن أشكل عليهم هذا كله فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه واسم امه (3).

عمرو بن ثابت، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلاث مائة سنة ويزداد تسعا، قال: فقلت: فمتى يكون ذلك؟ قال: فقال: بعد موت القائم، قلت له: وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال: فقال: تسعة عشر سنة من يوم قيامه إلى يوم موته، قال: قلت له فيكون بعد موته الهرج، قال: نعم خمسين سنة، ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه فيقتل و يسبى حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الانبياء ما قتل الناس كل هذا القتل، فيجتمع عليه الناس أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئوه إلى حرم الله، فاذا اشتد

___________________________________

(1) آل عمران: 34.

(2) البقرة: 148.

(3) رواه النعماني - رحمه الله - في الغيبة ص 150 ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 13 ص 164 منه ومن الاختصاص وتفسير العياش.

[258]

البلاء عليه وقتل المنتصر خرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر فيقتل كل عدو لنا، وهل تدري من المنتصر ومن السفاح ياجابر؟ المنتصر الحسين بن علي والسفاح علي بن أبي طالب عليهما السلام (1).

علاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لادين لمن دان بطاعة من يعص الله ولا دين لمن دان بفرية باطل ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام إنما مثل علي بن أبي طالب عليه السلام ومثلنا من بعده في هذه الامة كمثل موسى النبي والعالم عليهما السلام حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه وذلك أن الله قال لموسى عليه السلام: " إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين " ثم قال: " وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ (2) " وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الالواح وكان موسى صلى الله عليه يظن أن جميع الاشياء التي يحتاج إليها في نبوته وجميع العلم قد كتب له في الالواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء فقهاء وأنهم قد اوتوا جميع الفقه والعلم في الدين مما يحتاج هذه الامة إليه وصح ذلك لهم عن رسول الله صلى الله عليه واله وعلموه وحفظوه وليس كل علم رسول الله صلى الله عليه واله علموه ولا صار إليهم عن رسول الله صلى الله عليه واله ولا عرفوه، وذلك أن الشئ من الحلال والحرام والاحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه واله ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون فطلب الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله تركوا الآثار ودانوا الله بالبدع وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل بدعة ضلالة.

فلو أنهم إذ سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه واله ردوه إلى الله وإلي الرسول وإلى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد والذين يمنعهم من طلب العلم منا العداوة لنا والحسد ولا والله ما حسد موسى العالم وموسى نبي الله يوحى إليه حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم بل

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 13 ص 225.

(2) الاعراف: 144.

[259]

أقر له بعلمه ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه واله ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم وسأله الصحبة فيتعلم منه العلم ويرشده، فلما أن سأل العالم ذلك علم العالم أن موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل علمه ولا يصبر معه فعند ذلك قال له العالم: إنك لن تستطيع معي صبرا فقال له موسى عليه السلام: ولم لا أصبر؟ فقال له العالم: وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ ! فقال له موسى وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه وكذلك والله ياإسحاق حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم لا يحتملون والله علمنا، ولا يقبلونه، ولا يطيقونه ولا يأخذون به، ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى صلى الله عليه على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها وكان عند الله رضى وهو الحق و كذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذبه وهو عند الله الحق (1).

أبوأيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام وقال: من اطلع على مؤمن في منزله فعيناه مباحتان للمؤمن في تلك الحال، ومن دخل على مؤمن في منزله بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال، ومن جحد نبيا مرسلا نبوته وكذبه فدمه مباح.

قال: قلت: أرأيت من جحد الامام منكم ما حاله؟ قال: فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام لان الامام من الله ودينه دين الله ومن برئ من دين الله فهو كافر دمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع و يتوب إلى الله مما قال، قال: ومن فتك بمؤمن يريد ماله ونفسه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال.

محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: لاعذبن كل رعية في الاسلام أطاعت كل

___________________________________

(1) رواه العياشى - رحمه الله - ونقله البحرانى - قدس سره - في تفسيره ج 2 ص 474 والمجلسى - رحمه الله - في البحار ج 1 ص 134 من الاختصاص وتفسير العياشى والمحدث النورى في مستدرك الوسائل ج 3 ص 177 من الاختصاص.

[260]

إمام ليس من الله وإن كانت الرعية بارة تقية ولاعفون عن كل رعية في الاسلام أطاعت كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية ظالمة مسيئة (1).

السياري، عن محمد بن جمهور قال: كان النجاشي (2) وهو رجل من الدهاقين عاملا على الاهواز وفارس، قال: فقال بعض أهل عمله لابي عبدالله عليه السلام: إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو ممن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب إليه كتابا، قال: فكتب إليه " بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك سرك الله " قال: فلما ورد عليه الكتاب دخل عليه و هو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب، وقال: هذا كتاب أبي عبدالله عليه السلام، فقبله و وضعه على عينيه، وقال له: ما حاجتك؟ فقال: خراج علي في ديوانك، فقال له: كم هو؟ فقال: عشرة آلاف درهم، قال: فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه، ثم أخرج منها (3) فأمره أن يثبتها له لقابل، ثم قال له: سررتك؟ فقال له: نعم، قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم اخرى فقال له: هل سررتك؟ فقال: نعم جعلت فداك، قال: ثم أمر له بمركب و جارية وغلام، ثم أمر له بتخت ثياب (4) في كل ذلك يقول له: هل سررتك؟ فكلما قال له: نعم زاده حتى فرغ (5)، ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي جميع حوائجك، قال: ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبدالله عليه السلام بعد ذلك فحدثه بالحديث على جهته وجعل يسره بما فعل (6) فقال له الرجل: ياابن رسول الله كأنه قد سرك بما فعل بي، فقال: إي والله لقد

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 15 باب الصفح عن الشيعة وقال: رواه الصدوق - رحمه الله - في كتاب فضائل الشيعة باسناده عن السجستاني وفيه " دانت لولاية كل امام " في الموضعين.

(2) النجاشى - بفتح النون وكسرها وتخفيف الياء وقيل بشدها - وهو أبوالتاسع لاحمد بن على بن احمد بن العباس صاحب الرجال، والدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر و على من له مال وعقار وداله مكسور (قاله المولى صالح المازندرانى شارح الكافى).

(3) اى أخرج اسمه من دفاتر الديوان.

(4) البخت، وعاء يصان فيه الثيان.

(5) اى فرغ النجاشى من العطاء.

(6) أى شرع الامام يسر - على بناء المجهول -.

[261]

سر الله ورسوله (1).

إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن سدير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: ألا ابشرك؟ قلت: بلى جعلني الله فداك، قال: أما إنه ما كان من سلطان جور فيما مضى ولا يأتي بعد إلا ومعه ظهير من الله يدفع عن أوليائه شرهم (2).

محمد بن الحسين، عن عيسى بن هشام، عن عبدالكريم، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال.

العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل (3).

عن محمد بن عيسى، عن أخيه جعفر بن عيسى، عن إسحاق بن عمار قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن الدخول في عمل السلطان، فقال: هم الداخلون عليكم أم أنتم الداخلون عليهم؟ فقال: لا بل هم الداخلون علينا.

قال: فما بأس بذلك (4).

علي بن إبراهيم الجعفري، عن مسلم مولى أبي الحسن عليه السلام قال: سأله رجل فقال له: الترك خير أم هؤلاء؟ قال: فقال: إذا صرتم إلى الترك يخلون بينكم وبين دينكم؟ قال: قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال: هؤلاء يخلون بينكم وبين دينكم؟ قال: قلت: لا بل يجهدون على قتلنا، قال: فإن غزوهم أولئك فاغزوهم معهم أو أعينوهم عليهم - الشك من أبي الحسن عليه السلام (5).

إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من مشى إلى سلطان جائر فآمر بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر

___________________________________

(1) رواه الكلينى - رحمه الله - في الكافى ج 2 ص 190 ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 11 ص 217 منه ومن الاختصاص.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 220.

(3) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 214.

(4) نقله المجلسى - رحمنه الله - في البحار ج 16 ص 220.

(5) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 21 ص 98 والشك في قوله: " الشك من أبى الحسن عليه السلام " ليس بمعنى المتعارف والمراد ان كلا الحكمين اعنى الغزاء معهم اعانتهم عليهم منه عليه السلام، هذا ويمكن أن يكون سقط كلمة " مولى " والتقدير هكذا " والشك من مولى ابى الحسن عليه السلام ".

[262]

الثقلين من الجن والانس ومثل أعمالهم (1).

عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحا من المسك (2).

أحمد، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله عليه السلام أن أباه كان يقول: من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات ولعن المستمع بكل حرف لعنة (3).

عبدالله بن محمد السائي، عن الحسن بن موسى، عن عبدالله بن محمد النهيكي، عن محمد بن سابق ابن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن عليه السلام حين دخل عليه: ما هذه الدار؟ فقال: هذه دار الفاسقين، قال: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا - الآية - (4) " فقال له هارون: فدارمن هي؟ قال: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ فقال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة.

قال: فأين شيعتك فقرء أبوالحسن صلى الله عليه واله " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (5) " قال: فقال له: فنحن كفار؟ قال لا ولكن كما قال الله: " الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار (6) " فغضب عند ذلك وغلظ عليه.

فقد لقيه أبوالحسن عليه السلام بمثل هذه المقالة وما رهبه وهذا خلاف قول من زعم أنه

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 230.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 214.

(3) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 220.

(4) الاعراف: 146.

(5) البينة: 1.

(6) إبراهيم 28.

[263]

هرب منه من الخوف (1).

وقد روي بعضهم عن أحدهم أنه قال: الدين والسلطان إخوان توأمان لابد لكل واحد منهما من صاحبه والدين اس والسلطان حارس ومالا اس له منهدم ومالا حارس له ضائع (2).

أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي ابن الرضا عليهما السلام قلت له: ياابن رسول الله لم سمي رسول الله صلى الله عليه واله الامي؟ فقال: ما يقول الناس؟ قلت: جعلت فداك يقولون: إنما سمي الامي لانه لم يكن يكتب فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله أنى يكون ذلك ويقول الله عزوجل في كتابه: وهو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة (3) " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن، والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله يقرء ويكتب باثنتين وسبعين او ثلاث وسبعين لسانا وإنما سمي الامي لانه من أهل مكة ومكة من امهات القرى وذلك قول الله في كتابه: " لتنذر ام القرى ومن حولها " (4).

جماعة من أصحابنا، عن محمد بن جعفر المؤدب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن زياد، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي ياصفوان هل تدري كم بعث الله من نبي؟ قال: قلت: ما أدري قال: بعث الله مائة ألف نبي وأربعة وأربعين ألف نبي ومثلهم أوصياء بصدق الحديث وأداء الامانة والزهد في الدنيا وما بعث الله نبيا خيرا من محمد صلى الله عليه واله ولا وصيا خيرا من وصيه (5).

___________________________________

(1) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 11 ص 279. وج 15 باب كفر المخالفين.وقوله: " فقد لقيه ابوالحسن عليه السلام " من كلام المؤلف.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 16 ص 214.

(3) الجمعة: 2.

(4) الانعام: 92. والخبر رواه الصدوق بهذا السند في معانى الاخبار ص 20 من الطبع الحجرى وص 53 من الطبعة الحروفية الحديثة وفى العلل ص 53 الطبع الحجرى. ونقله المجلسى في البحار ج 6 ص 128 منهما ومن الاختصاص وبصائر الدرجات للصفار.

(5) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 5 ص 16 وج 6 ص 176 من الاختصاص.

[264]

قال: وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن علي بن مظهر، عن الحسن [ بن ] الميثمي، عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أبوذر: يارسول الله كم بعث الله من نبي؟ فقال: ثلاث مائة ألف نبي و عشرون ألف نبي، قال: يارسول الله فكم المرسلون؟ فقال: ثلاث مائة وبضعة عشر، قال: يارسول الله فكم أنزل الله تعالى من كتاب؟ فقال: مائة وأربعة وعشرون كتابا أنزل على إدريس خمسين صحيفة وهو أخنوخ وهو أول من خط بالقلم وأنزل على نوح [ عشر صحائف ] وأنزل على إبراهيم عشرا وأنزل التوراة على موسى والزبور على داود والانجيل على عيسى والقرآن على محمد صلى الله عليه واله (1).

روي عن ابن عباس أنه قال: أول المرسلين آدم عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وعليهم وكانت الانبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، الرسل منهم ثلاث مائة وخمسة ومنهم خمسة اولوا العزم صلوات الله عليهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وخمسة من العرب: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلى الله عليهم وخمسة عبرانيون (2).

آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم عليهم السلام، وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى، والكتب التي انزلت على الانبياء عليهم السلام مائة كتاب وأربعة كتب، منها على آدم خمسون صحيفة، وعلى إدريس ثلاثون، وعلى إبراهيم عشرون، وعلى موسى التوراة، و على داود الزبور، وعلى عيسى الانجيل، وعلى محمد الفرقان صلى الله عليهم (3).

محمد بن جعفر المؤدب، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضال عن عمر بن أبان، عن بعضهم قال: كان خمسة من الانبياء سريانيون آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم عليهم السلام وكان لسان آدم عليه السلام العربية وهو لسان أهل الجنة فلما أن عصى ربه أبدله بالجنة ونعيمها الارض والحرث وبلسان العربية السريانية، وقال: كان خمسة عبرانيون: إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى عليهم السلام، من العرب هود وصالح و

___________________________________

(1) كذا.وهكذا نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 5 ص 16 من الاختصاص وقوله: " انزل على نوح عشر صحائف " ليست في بعض النسخ التى عندنا.

(2) في منقوله في البحار كذا " وخمسة سريانيون " والظاهر هو الصحيح.

(3) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 5 ص 12.

[265]

شعيب وإسماعيل ومحمد عليهم السلام، وخمسة بعثوا في زمن واحد: إبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ولوط عليهم السلام، بعث الله إبراهيم وإسحاق عليهما السلام إلى الارض المقدسة، وبعث يعقوب عليه السلام إلى أرض مصر وإسماعيل عليه السلام إلى أرض جرهم وكانت جرهم حول الكعبة سكنت بعد العماليق وسموا عماليق لان أباهم كان عملاق بن لودبن سام (1) بن نوح صلى الله عليه، وبعث لوط إلى أربع مدائن سدوم وعامور وصنعا وداروما، وثلاثة من الانبياء ملوك: يوسف وداود وسليمان عليهم السلام، وملك الدنيا مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان عليهما السلام وأما لكافران فنمرود بن كوش بن كنعان وبخت نصر (2).

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما انتهى بهم موسى إلى الارض المقدسة قال لهم: ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين - وقد كتبها الله لهم - قالوا: إن فيها قوما جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون، قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، قالوا: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون: قال: رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين فلما أبوا أن يدخلوها حرمها الله عليهم فتاهوا في أربع فراسخ أربعين سنة يتيهون في الارض فلا تأس على القوم الفاسقين (3) قال أبوعبدالله عليه السلام: وكانوا إذا أمسوا نادى مناديهم أمسيتم الرحيل فيرتحلون بالحداء والزجر (4) حتى إذا أسحروا أمر الله الارض فدارت بهم فيصبحوا في منزلهم الذي ارتحلوا منه.

فيقولون: قد أخطأتم الطريق فمكثوا بهذا أربعين سنة ونزل عليهم المن والسلوى حتى هلكوا جميعا إلا رجلين: يوشع بن نون و

___________________________________

(1) كذا والظاهر انه عملاق بن لاود - اولاوذ - بن سام كما يظهر من مروج الذهب وتاريخ الطبرى.

(2) نقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 5 ص 16

(3) مضمون مأخوذ من الايات الواردة في سورة المائدة 21 إلى 26.

(4) حدا الرجل: تغنى وراء الابل وزجرها وساقها. وفى بعض النسخ [ بالجد والزجر ].