[288]
عبدالله عليه السلام فسأله علي بن حنظلة عن مسألة فأجابه فيها، فقال له علي: فإن كان كذا كان كذا، فأجابه بوجه آخر، فقال له: وإن كان كذا كان كذا، فأجابه بوجه آخر، حتى أجابه فيها بأربع وجوه فالتفت إلي علي بن حنظلة فقال: يا أبا محمد قد أحكمناها، فمنعه أبوعبد الله عليه السلام فقال: لا تقل هكذا ياأبا الحسن فإنك رجل ورع، إن من الاشياء أشياء ضيقة ليس تجري إلا على وجه واحد، منها وقت الجمعة ليس لها إلا وقت واحد حين تزول الشمس، ومن الاشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها، والله إن له لعندي سبعين وجها (1).
محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا لنتكلم بالكلمة لها سبعون وجها لي من كلها المخرج (2).
أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان الاحول، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا، إن كلامنا ينصرف على سبعين وجها (3).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إني لاتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها، وإن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا (4).
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، وعلي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان في الارض، وإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا و
___________________________________
(1) قال العلامة المجلسى - رحمه الله - بعد نقل الخبر في البحار ج 1 ص 131: بيان لعل ذكر وقت الجمعة على سبيل التمثيل والغرض بيان أنه لا ينبغى مقائسة بعض الامور ببعض في الحكم فكثيرا ما يختلف الحكم في الموارد الخاصة وقد يكون في شئ واحد سبعون حكما بحسب الفروض المختلفة.
(2) إلى (4) منقول في البحار ج 1 ص 132. من الاختصاص والبصائر.
[289]
لولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل (1).
الحسن بن علي بن النعمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: لن تخلو الارض إلا وفيها رجل منا يعرف الحق، فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا وإذا نقصوا منه قال: قد نقصوا وإذا جاؤوا به صدقهم ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق من الباطل (1).
محمد بن عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار قال: أرسلت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام غلامي وكان صقلابيا (2) فرجع الغلام إلي متعجبا، فقلت له: مالك يابني؟ قال: وكيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا، فظننت أنه إنما أراد بهذا اللسان كيلا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم (3).
أحمد بن محمد، عن أبي القاسم عبدالرحمن بن حماد الكوفي، وعبدالله بن عمران، عن محمد بن بشير، عن رجل، عن عمار بن موسى الساباطي قال: قال لي [ أبوعبدالله عليه السلام: ياعمار ] أبومسلم فظلله وكساه وكسيحه بساطورا.
قال: فقلت له: ما رأيت نبطيا أفصح منك بالنبطية، فقال: ياعمار وبكل لسان (4).
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر ابن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أخي مليح قال: حدثني أبويزيد فرقد قال:
___________________________________
(1) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب العاشر، والصدوق - رحمه الله - في العلل باب 153، ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 6 و 7 منه ومن البصائر والاختصاص.
(2) صقلب - بالفتح ثم السكون وفتح اللام وآخره باء موحدة -: جيل حمر الالوان، صهب الشعور يتاخمون بلاد الخزر في أعالى جبال الروم وقيل: صقالبة بلاد بين بلغار وقسطنطينة. (المراصد)
(3) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الحادى عشر، ومنقول في البحار ج 7 ص 321 من الاختصاص.
(4) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر ومنقول في البحار كالخبر السابق من الاختصاص وأبومسلم هو المروزى.
[290]
كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وقد بعث غلاما أعجميا في حاجة، فرجع إليه فجعل يغير الرسالة فلا يحيرها حتى ظننت أنه سيغضب عليه، فقال: تكلم بأي لسان شئت، فإني أفهم عنك (1).
أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن رجل من المسامعة اسمه مسمع بن عبدالملك ولقبه كردين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: دخلت عليه وعنده إسماعيل ابنه ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه فذكر في حديث له طويل أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول فيه خلاف ما ظننا فيه.
فأتيت رجلين من أهل الكوفة يقولان به فأخبرتهما فقال واحد منهما: سمعت وأطعت ورضيت، وقال الآخر - وأهوى إلى جيبه بيده فشقه - ثم قال: لا والله لا سمعت ولا رضيت ولا أطعت حتى أسمعه منه، ثم خرج متوجها نحو أبي عبدالله عليه السلام فتبعته فلما كنا بالباب استأذنا فأذن لي فدخلت قبل، ثم أذن له فلما دخل قال له أبوعبدالله عليه السلام: يافلان أيريد كل امرئ منكم أن يؤتي صحفا منشرة؟ إن الذي أخبرك فلان الحق، فقال: جعلت فداك إني احب أن أسمعه منك، فقال: إن فلانا إمامك وصاحبك من بعدي - يعني أبا الحسن موسى عليه السلام - لا يدعيها فيما بيني وبينه إلا كاذب مفتر، فالتفت إلى الكوفي وكان يحسن الكلام النبطية وكان صاحب قبالات فقال: درقه (2) فقال له أبوعبدالله عليه السلام: إن درقه بالنبطية خذها أجل فخذها (3).
محمد بن جزك، عن ياسر الخادم قال: كان غلمان أبي الحسن عليه السلام في البيت سقالبة وروم فكان أبوالحسن عليه السلام قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالسقلبية والرومية (4)
___________________________________
(1) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الثانيعشر ومنقول في البحار كالخبر السابق من الاختصاص. ويحيرها أي يجيبها.
(2) في بعض النسخ [ درفه ] وفى بعضها [ دزفه ] وفى بعضها [ ذرقه ] وكذا ما يأتي ولا نعلم صحيحه.
(3) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الثانيعشر، ومنقول في البحار ج 11 ص 237 من البصائر والاختصاص.
(4) تراطن القوم وتراطنوا فيما بينهم: تكلموا بالاعجمية.
[291]
ويقولون: إنا كنا نفتصد في بلادنا في كل سنة ثم لم نفتصد ههنا: فلما كان من الغد وجه أبوالحسن عليه السلام إلى بعض الاطباء فقال له: افصد فلانا عرق كذا وكذا وافصد فلانا عرق كذا وكذا، ثم قال: يا ياسر لا تفتصد أنت، قال: فافتصدت فورمت يدي واخضرت، فقال: ياياسر مالك؟ فأخبرته، فقال: ألم أنهك عن ذلك هلم يدك، فمسح يده عليها وتفل فيها، ثم أوصاني أن لا أتعشى، فكنت بعد ذلك بكم شاء الله أتغافل وأتعشى فيضرب علي (1).
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصرا عين من ذهب وفيهما سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف صاحبتها وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري وغير أخي الحسين (2).
موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن سماعة بن مهران عن شيخ من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا في
___________________________________
(1) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الثانيعشر ومنقول في البحار ج 7 ص 321.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 322 ونقل عن المصنف - رحمه الله - أنه قال في كتاب المسائل: القول في معرفة الائمة عليهم السلام بجميع الصنائع وسائر اللغات ليس بممتنع ذلك منهم عليهم السلام ولا واجب من جهة العقل والقياس، وقد جاءت اخبار عمن يجب تصديقه بأن أئمة آل محمد عليهم السلام قد كانوا يعلمون ذلك فان ثبت وجب القطع به من جهتها على الثبات ولى في القطع به منها نظر، والله الموفق للصواب وعلى قولى هذاجماعة من الامامية وقد خالف فيه بنو نوبخت - رحمهم الله - واوجبوا ذلك عقلا وقياسا ووافقهم فيه المفوضة كافة وسائر الغلات انتهى.
أقول: أما كونهم عالمين باللغات فالاخبار فيه قريبة من حد التواتر وبانضمام الاخبار العامة لا يبقى فيه مجال شك و أما علمهم بالصناعات فعمومات الاخبار المستفيضة دالة عليه حيث ورد فيها ان الحجة لا يكون جاهلا في شئ يقول: لا أدرى مع ما ورد أن عندهم علم ما كان وما يكون وأن علوم جميع الانبياء وصل إليهم مع ان أكثر الصناعات منسوبة إلى الانبياء عليهم السلام وقد فسر تعليم الاسماء لادم عليه السلام بما يشتمل جميع الصناعات، وبالجملة لا ينبغي للمتتبع الشك في ذلك أيضا. وأما حكم العقل بلزوم الامرين ففيه توقف وإن كان القول به غير مستبعد انتهى.
[292]
الدهليز سمعنا قراءة سريانية بصوت حسن يقرء ويبكي حتى أبكى بعضنا (1).
إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث بريهة النصراني أنه جاء مع هشام حتى لقي أبا الحسن موسى عليه السلام فقال: يا بريهة كيف علمك بكتابك قال: أنا به عالم، قال: كيف ثقتك بتأويله قال: ما أوثقني بعلمي فيه، فابتدء موسى عليه السلام بقراءة الانجيل، فقال بريهة: والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا وما قرء هذه القراءة إلا المسيح عليه السلام، ثم قال بريهة: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة فأسلم على يديه (2).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان الفزاري، عن موسى بن أكيل النميري قال: جئنا إلى باب أبي جعفر عليه السلام نستأذن عليه فسمعنا صوتا يقرء بالعبرانية، فبكينا حيث سمعنا الصوت، فظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب ليقرء عليه فدخلنا فلم نر عنده أحدا، فقلنا: أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب استقرأته، فقال: لا ولكني ذكرت مناجاة اليا فبكيت من ذلك، قلنا: وما كانت مناجاته؟ فقال: جعل يقول: يارب أتراك معذبي بعد طول قيامي لك وعبادتي إياك ومعذبي بعد صلاتي لك، وجعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه أني لست أعذبك، فقال: يارب وما يمنعك أن تقول: لا بعد نعم وأنا عبدك وفي قبضتك، فأوحى الله إليه أني إذا قلت قولا وفيت به (3).
يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عمن رواه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت مع علي بن الحسين عليهما السلام في داره وفيها شجرة فيها عصافير وهن يصحن، فقال: أتدري ما يقلن هؤلاء؟ فقلت: لا أدري، فقال: يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن (4).
___________________________________
(1) منقول في البحار ج 7 ص 319 من البصائر والاختصاص.
(2) كالخبر السابق.
(3) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الثالث عشر، ومنقول في البحار كالخبر المتقدم.
(4) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الرابع عشر، ومنقول في البحار ج 7 ص 415 وتفسير البرهان ج 3 ص 199 من الاختصاص والبصائر.
[293]
أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسين عليهما السلام فلما انتشرن العصافير وصوتن فقال: ياأبا حمزة أتدري ما يقلن؟ فقلت: لا، قال: يقدسن ربهن ويسألنه قوت يومهن، ثم قال: ياأبا حمزة علمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ (1).
أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن بعض رجاله يرفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: فتلا رجل عنده هذه الآية " علمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ (2) " فقال أبوعبدالله عليه السلام: ليس فيها " من " ولكن هو اوتينا كل شئ (3).
وعنه، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدل الذكر على الانثى فقال: أتدري مايقول؟ يقول: ياسكني وعرسي ما خلق الله خلقا أحب إلي منك إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد عليهما السلام (4).
علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمر وبن سعيد الزيات، عن أبيه، عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن سليمان بن داود عليهما السلام قال: " علمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ " وقد والله علمنا منطق الطير واوتينا كل شئ (5).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن عمر بن خليفة، عن شيبة، عن الفيض، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ياأيها الناس علمنا
___________________________________
(1) مروى في البصائر ومنقول في البحار ج 7 ص 416 وج 1 1 ص 8 منه ومن الاختصاص والمناقب لابن شهر آشوب.
(2) النمل: 16.
(3) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في البحار ج 7 ص 415. وقوله عليه السلام: " ليس فيها من " اى في الاية مطلقا او بالنسبة إليهم كما يأتى.
(4) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الرابع عشر، ومنقول في البحار ج 7 ص 416. من الاختصاص بدون ذكر " جعفر بن محمد عليهما السلام ".
(5) رواه الصفار في البصائر كالخبر السابق ونقله البحرانى في التفسير ج 3 ص 200.
[294]
منطق الطير واوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين (1).
أحمد بن محمد بن عيسى، عن [ علي بن ] أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه قال: اهدي إلى أبي عبدالله عليه السلام فاختة وورشان وطير راعبي فقال أبوعبدالله عليه السلام: أما الفاختة فتقول: فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم، وأمر بها فذبحت وأما الورشان فيقول: قدستم قدستم، فوهبه لبعض أصحابه، والطير الراعبي يكون عندي انسي به (2).
أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن ناضحا (3) كان لرجل من الانصار فلما استسن قال بعض أهله: لو نحرتموه، فجاء البعير إلى رسول الله صلى الله عليه واله فجعل يرغو (4)، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله إلى صاحبه فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه واله: إن هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى إذا هرم وأنه قد نفعكم ثم إنكم أردتم نحره، فقال: صدق فقال: لا تنحروه و دعوه.فدعوه (5).
وعنه عن العباس بن معروف، عن أبي القاسم عبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن محمد ابن الحسن بن أبي خالد (6) قال: خرجت مع علي بن الحسين عليهما السلام إلى مكة فلما دخلنا الابواء كان على راحلته وكنت أمشي فوافى غنما وإذا نعجة قد تخلفت عن الغنم وهي تثغو ثغاء شديدا وتلتفت وإذا رخلة (7) خلفها تثغو ويشتد في طلبها، فلما قامت الرخلة
___________________________________
(1) كالخبر السابق.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج 14 ص 735 من االاختصاص و البصائر، وقال الدميرى: الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الاطواق زعموا أن الحيات تهرب من صوتها وهى عراقية وليس بحجازية وفيها فصاحة وحسن صوت وصوتها يشبه بالمثلث وفى طبعها الانس بالناس وتعيش في الدور والعرب تصفها بالكذب فان صوتها عندهم هذا أوان الرطب، تقول ذلك والنخل لم تطلع فأطال الكلام إلى أن قال: وقد ظهر منه ما عاش خمسة وعشرين سنة وما عاش اربعين سنة.
(3) الناضح: البعير الذى يستقى عليه. (الصحاح)
(4) رغا البعير او النعام او الضبع: صوت وضج.
(5) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الخامس عشر، ومنقول في البحار ج 14 ص 660.
(6) في السند سقط كما يدل عليه ما في البصائر.
(7) الثغاء: صياح الغنم. والرخل - بكسر الراء - الانثى من سخال الضأن.
[295]
ثغت النعجة فتبعته الرخلة فقال علي بن الحسين عليهما السلام: يا عبدالعزيز أتدري ما قالت النعجة؟ قلت: لا والله ما أدري، قال: فإنها قالت: ألحقي بالغنم، فإن اختها عام الاول تخلفت في هذا الموضع فأكلها الذئب (1).
أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسين بن فضال، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الذئاب جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه واله تطلب أرزاقها فقال لاصحابه: إن شئتم صالحتها على شئ تخرجوه إليها ولا ترزء من أموالكم شيئا وإن تركتموها تعدوا وعليكم حفظ أموالكم؟ قالوا: بل نتركها كما هي تصيب ما أصابت ونمنعها ما استطعنا (2).
علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن علي بن ثابت، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: بينا نحن قعود مع رسول الله صلى الله عليه واله إذ أقبل بعير حتى برك بين يديه ورغا وتناثرت دموعه من عينيه فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لمن هذا البعير؟ فقيل: لفلان الانصاري، فقال: علي به فاتي به فقال له: بعيرك هذا يشكوك ويقول، فقال الانصاري: وما يقول قال: يزعم أنك تستكده (3) وتجوعه فقال: [ يارسول الله نخفف عنه ونشبعه ] وقد صدق يارسول الله وليس لنا ناضح غيره وأنا رجل معيل، قال: فإنه يقول لك: استكدني وأشبعني، فقال: نعم يارسول الله نخفف عنه و نشبعه فقام البعير وانصرف.(4) وبهذا الاسناد، عن جابر بن عبدالله قال: بينا نحن يوما من الايام عند رسول الله صلى الله عليه واله إذ أقبل بعير حتى برك بين يديه ورغا وتسيل دموعه فقال صلى الله عليه واله: لمن هذا البعير؟
___________________________________
(1) مروى في البصائر كالخبر السابق عن محمد بن الحسن، عن زرعة، عن سماعة، عن أبى بصير، عن رجل قال خرجت اه " ومروى في دلائل الامامة ص 88، ومنقول في البحار ج 11 ص 8 من الاختصاص والبصائر وج 14 ص 660 من الاختصاص.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في البحار ج 14 ص 661.
(3) استكده اى طلب منه الكد والشدة والالحاح في العمل.
(4) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الخامس عشر، ومنقول في البحار ج 6 باب ما ظهر من اعجازه في الحيوانات وانواعها من البصائر والاختصاص.
[296]
قالوا: لفلان قال: هاتوه، فجاء فقال له: إن بعيرك هذا يزعم أنه ربا صغيركم وكد على كبيركم ثم أردتم أن تنحروه، فقال: يارسول الله إن لنا وليمة فأردنا أن ننحره فيها قال: فدعوه لي فدعوه فأعتقه رسول الله صلى الله عليه واله فكان يأتي دور الانصار مثل السائل يشرف على الحجر فكان العواتق يجبين له العلف حتى يجيئ وقلن: هذا عتيق رسول الله صلى الله عليه واله فسمن حتى تضايق به جلده.(1) الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: كان رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء إلى النبي صلى الله عليه واله حتى ضرب بجرانه الارض ورغا فقال رجل من القوم: يارسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ [ فإن سجد لك ] فنحن أحق أن نفعل ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا، بل اسجدوا لله إن هذا الجمل جاء يشكو أربابه وزعم أنهم انتجوه صغيرا واعتملوا عليه فلما كبر وصار عودا كبيرا أرادوا نحره فشكا ذلك، فدخل رجل من القوم ما شاء الله أن يدخله من الانكار لقول رسول الله صلى الله عليه واله فقال أبوبصير: أكان عمر؟ قال: أنت تقول ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو أمرت شيئا أن يسجد لشئ لامرت المرأة أن تسجد لزوجها، ثم أنشأ أبوعبدالله عليه السلام يقول: ثلاثة من البهائم تكلموا في عهد النبي صلى الله عليه واله: تكلم الجمل وتكلم الذئب وتكلمت البقرة فأما الجمل فكلامه الذي سمعت منه وأما الذئب فجاء إلى النبي صلى الله عليه واله فشكا إليه الجوع فدعا أصحابه فكلمهم فيه فشحوا ثم جاء الثانية فشكا إليه، فدعاهم فشحوا، ثم جاء الثالثة فشكا فدعاهم فشحوا فدعا رسول الله صلى الله عليه واله أصحاب الغنم فقال: افرضوا للذئب شيئا ثم أعاد عليهم الثانية فشحوا ثم أعاد عليهم الثالثة فشحوا فقال عليه السلام للذئب: اختلس - أي خذ - ولو أن رسول الله صلى الله عليه واله فرض للذئب شيئا ما زاد عليه شيئا حتى تقوم الساعة.
أما البقرة فإنها آذنت النبي صلى الله عليه واله وكانت في نخل لبني سالم فقال: ياآل ذريح عمل نجيح، صائح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لا إله إلا الله رب العالمين ومحمد رسول الله سيد المرسلين وعلي سيد الوصيين صلى
___________________________________
(1) كالخبر المتقدم.
[297]
الله عليهما (1).
يعقوب بن يزيد، عن عبدالحميد بن سالم العطار، عن هارون بن خارجة أو غيره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قالت الناقة ليلة نفروا بالنبي صلى الله عليه واله لرسول الله: ولا والله لاأزلت خفا عن خف ولو قطعت إربا إربا (2).
عبدالله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم قال: حدثني بشر وإبراهيم ابنا محمد، عن أبيهما، عن حمران بن أعين، عن أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان قاعدا في جماعة من أصحابه إذا جاءته ظبية فبصبصت عنده (3) وضربت بيديها فقال أبومحمد عليه السلام: أتدرون ما تقول هذه الظبية؟ قالوا: لا، قال: تزعم هذه الظبية أن فلان بن فلان - رجلا من قريش - اصطاد خشفا (4) لها في هذا اليوم وإنما جاءت أن أسأله أن يضع الخشف بين يديها فترضعه، ثم قال أبومحمد لاصحابه: قوموا بنا، فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم فقال لابي محمد: فداك أبي وامي ما جاء بك؟ فقال: أسألك بحقي عليك ألا أخرجت إلي الخشف الذي اصطدتها اليوم، فأخرجها فوضعها بين يدي امها فأرضعتها فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أسألك يافلان لما وهبت لنا الخشف، قال: قد فعلت، فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية فبصبصت وحركت ذنبها فقال علي بن الحسين: تدرون ما قالت الظبية؟ قالوا: لا، قال: قالت: رد الله عليكم كل غائب لكم وغفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي (5).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن أبي سليمان سالم ابن مكرم الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام مع أصحابه في
___________________________________
(1) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار إيضا ج 6 باب ما ظهر من اعجازه في الحيوانات من كتاب قصص الانبياء. ثم قال المجلسى - رحمه الله - وفي الاختصاص مثله.
(2) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر المتقدم منه ومن الاختصاص.
(3) بصبص الكلب: حرك ذنبه.
(4) الخشف - مثلثة -: ولد الضبي اول ما يولد أو أول مشيه، او التي نفرت من اولادها و تشردت.
(5) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الخامس عشر وفى دلائل الامامة ص 89 مع زيادة، ومنقول في البحار ج 11 ص 9 وج 14 ص 661 من الاختصاص والبصائر.
[298]
طريق مكة فمر به ثعلب وهم يتغدون فقال علي بن الحسين عليهما السلام لهم: هل لكم أن تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب حتى أدعوه فيجيئ إلينا؟ فحلفوا له، فقال: ياثعلب تعال - أو قال: ائتنا - فجاء الثعلب حتى وقع بين يديه فطرح إليه عراقا فولى به ليأكله فقال لهم: هل لكم أن تعطوني موثقا من الله وأدعوه أيضا فيجيئ، فأعطوه فدعا فجاء، كلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدو، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أيكم الذي خفر ذمتي فقال رجل منهم: ياابن رسول الله أنا كلحت (1) في وجهه ولم أدر فأستغفر الله فسكت (2).
أحمد بن الحسن، عن أحمد بن إبراهيم، عن عبدالله بن بكير، عن عمر بن توبة، عن سليمان بن خالد قال: بينا أبوعبدالله البلخي مع أبي عبدالله عليه السلام ونحن معه إذا هو بظبي ينتحب ويحرك ذنبه فقال له أبوعبدالله عليه السلام: أفعل إن شاء الله ثم أقبل علينا فقال: هل علمتم ما قال الظبي؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لانثاه فأخذها ولها خشفان لم ينهضا ولم يقويا للرعي فسألني أن أسألهم أن يطلقوها وضمن لي إذا أرضعت خشفيها حتى يقويان على النهوض و الرعي أن يردها عليهم قال: فاستحلفته على ذلك فقال: برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف وأنا فاعل ذلك إن شاء الله، فقال له البلخي: هذه سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام (3).
الحسن بن محمد القاشاني، عن أبي الاحوص داود بن أسد المصري، عن محمد بن جميل قال: حدثني أحمد بن هارون بن موفق مولى أبي الحسن عليه السلام قال: أتيت أبا الحسن عليه السلام لاسلم عليه فقال لي: اركب ندور في أموال له قال: فركبت فأتيت فازة له (4) قد ضربت على جداول ماء كانت عنده خضرة، فأستنزه ذلك فضربت له الفازة هناك، فجلست حتى أتى وهو على فرس فقمت فقبلت فخذه ونزل وأخذت ركابه وأمسكت عليه فلما
___________________________________
(1) الخفر: نقض العهد، وكلح وجهه اى عبس وتكسر.
(2) مروى في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج 14 ص 749.
(3) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج 7 ص 415 منه ومن الاختصاص.
(4) الفازة: مظلة تمد بعمود.
[299]
نزل أهويت لاخذ العنان فأبى، وأخذه هو فأخرجه من رأس الدابة وعلقه في طنب من أطناب الفازة ثم جلس فسأل عن مجيئي، وذلك عند المغرب فأعلمته مجيئي من العصر (1) إلى أن جمح الفرس وخلى العنان ومر يتخطى الجداول والزرع إلى برا (2) حتى بال وراث ورجع فنظر إلي أبوالحسن عليه السلام فقال: لم يعط داود وآل داود شئ إلا وقد اعطي محمد وآل محمد أكثر (3).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد الحناط، عن محمد بن [ م ] سكين، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا علي بن الحسين عليهما السلام مع أصحابه إذ أقبل ظبي من الصحراء حتى قام حذاه وحمحم فقال بعض القوم: ياابن رسول الله ما تقول هذه الظبية؟ قال: تقول إن فلانا القرشي أخذ خشفها بالامس وإنها لم ترضعه من أمس شيئا، فبعث إليه علي بن الحسين عليهما السلام أرسل إلي بالخشف فبعث به فلما رأته حمحمت وضربت بيديها، ثم رضع عنها، فوهبه علي بن الحسين عليهما السلام لها وكلمها بكلام نحو كلامها فتحمحمت وضربت بيديها واطلقت والخشف معها فقالوا له: ياابن رسول الله ما الذي قالت فقال: دعت الله لكم وجزتكم خيرا (4).
السندي بن محمد البزاز، عن أبان بن عثمان، عن عمرو بن صهبان، عن عبدالله بن الفضل، عن جابر بن عبدالله قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه واله عن غزوة ذات الرقاع وهي غزوة بني ثعلبة من غطفان أقبل حتى إذا كان قريبا من المدينة إذا بعير قد أقبل من قبل البيوت حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه واله فوضع جرانه على الارض، ثم جرجر فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هل تدرون ما يقول هذا البعير؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه أخبرني أن صاحبه عمل عليه حتى إذا أكبره (5) وأدبره وأهزله أراد نحره وبيع لحمه، ثم قال
___________________________________
(1) في البصائر " فأعلمته بمجيئى من القصر ".
(2) البرا: التراب.
(3) مروى في البصائر كالخبر المتقدم مع زيادة، ومنقول في البحار ج 7 ص 416 من الاختصاص.
(4) مروى في البصائر كالخبر المتقدم وفى دلائل الامامة ص 86 مع زيادة، ومنقول في البحار ج 11 ص 9 وج 14 ص 752 من الاختصاص والبصائر.
(5) أى وجده كبيرا او جعله كبيرا في السن مجازا.
[300]
رسول الله عليه السلام: ياجابر اذهب به إلى صاحبه وائتني به فقلت: لا أعرف صاحبه فقال: هو يدلك عليه، قال: فخرجت معه حتى انتهت إلى بني واقف فدخل في زقاق فإذا أنا بمجلس فقالوا: ياجابر كيف تركت رسول الله صلى الله عليه واله وكيف تركت المسلمين؟ قلت: هم صالحون فقالوا ولكن أيكم صاحب هذا البعير؟ فقال بعضهم: أنا فقلت: أجب رسول الله، فقال: مالي؟ قلت: استعدى عليك بعيرك، فجئت أنا والبعير وصاحبه إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: إن بعيرك يخبرني أنك عملت عليه حتى إذا أكبرته وأدبرته وأهزلته أردت نحره وبيع لحمه، فقال الرجل: قد كان ذاك يارسول الله، قال: فبعنيه، قال: هو لك يارسول الله قال: بل بعنيه فاشتراه رسول الله صلى الله عليه واله منه ثم ضرب على صفحته فتركه يرعى في ضواحي المدينة، فكان الرجل منا إذا أراد الروحة أو الغدوة منحه رسول الله صلى الله عليه واله، قال جابر: رأيته بعد وقد ذهب دبره وصلح (1).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله القاسم الحضرمي، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلة له إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر عليه السلام فحبس البغلة ودنا الذئب منه حتى وضع يده على قربوس سرجه و مد عنقه إلى اذنه وأدنى أبوجعفر عليه السلام اذنه منه ساعة ثم قال له: إمض فقد فعلت فرجع مهرولا، فقلت له: رأيت عجبا قال: وتدري ما قال؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: قال: ياابن رسول الله إن زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولادها فادع الله أن يخلصها وأن لا يسلط شيئا من نسلي على أحد من شيعتكم فقلت: قد فعلت (2).
أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كانت لعلي بن الحسين عليه السلام ناقة قد حج
___________________________________
(1) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج 6 باب ما ظهر من اعجازه في الحيوانات وج 14 ص 688 من البصائر والاختصاص.
(2) مروى في البصائر كالخبر المتقدم وفى دلائل الامامة ص 98 نحوه، ومنقول في البحار ج 11 ص 67 وج 14 ص 750 من الاختصاص والبصائر.
[301]
عليها اثنتين وعشرين حجة ما قرعها قرعة قط، قال: فما جاءتني بعد موته إلا وقد جاءني بعض الموالي فقالوا: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين عليهما السلام فانبركت عليه فدلكته بجرانها وهي ترغو، فقلت: أدركوها أدركوها فجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها، ثم قال أبوجعفر عليه السلام: وما كانت رأت القبر قط (1).
وعنه، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص ابن البختري، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما مات علي بن الحسين عليهما السلام جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها القبر وتمرغت عليه وإن أبي كان يحج عليها و يعتمر ولم يقرعها قرعة قط (2).
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن كرام ابن عمرو الخثعمي، عن عبدالله بن طلحة، عن عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الوزغ قال: هو الرجس وهو مسخ فإذا قتلته فاغتسل، ثم قال: إن أبي عليه السلام كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ فقال الرجل: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرت عثمان لاسبن عليا حتى تقوم من ههنا (3).
علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن فضيل الاعور قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كان عند أبي جعفر عليه السلام رجل من هذه العصابة وهو يحادثه وهو في شئ من ذكر عثمان فإذا قد قرقر وزغ من فوق الحائط فقال له أبو جعفر عليه السلام أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: قلت: لا، قال: فيقول: لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا (4).
___________________________________
(1) رواه الصفار - رحمه الله - في البصائر الجزء السابع الباب الخامس عشر. ونقله المجلسى - رحمه الله - في البحار ج 7 ص 416. منه ومن الاختصاص.
(2) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر السابق وج 14 ص 688 من الاختصاص.
(3) مروى في البصائر الجزء السابع الباب السادس عشر، ومنقول في البحار ج 14 ص 786 (4) كالخبر السابق.