33 - باب في الغيبة
113 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني قال: حدثنا محمد بن اسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ، قالت: لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسألته عن هذه الآية: " فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس "(1).
فقال: إمام يخنس في زمانه، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل، فان أدركت ذلك قرت عيناك(2).
114 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وابراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبدالله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا: حدثنا أبوعلي الحسن ابن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
___________________________________
1 - آية 15 و 16 سورة التكوير 81.
2 - رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي: ص 101 وغيبة النعماني: 150 ح 7، ورواه في الكافي: 1 / 341 ح 22 و 23 باسناده عن ام هانئ.
وفي البحار: 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني: 149 ح 6 (*)
[120]
المهدي من ولدي، إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(3).
115 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وابراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله، عن عبدالله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الاصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فوجدته متفكرا ينكت في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض، أرغبت فيها؟ ! فقال: لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملاها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون.
فقلت: يا أمير المؤمنين، وان هذا لكائن؟ فقال: نعم، كما إنه مخلوق، وانى لك بالعلم بهذا الامر، ياأصبغ، أولئك
___________________________________
3 - رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الاكمال: ص 286 ح 1 باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأورده في كفاية الاثر: ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه.
(*)
[121]
خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة.
قلت: وما يكون بعد ذلك؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء، فان له إرادات وغايات ونهايات(4).
116 - سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذا القرنين لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع اليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته(5).
117 - عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن في القائم سنة من يوسف عليه السلام.
قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟ فقال لي: وما تنكر من ذلك هذه الامة، أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: " أنا يوسف ".
___________________________________
4 - رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني: ص 29 عن الكافي: 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبدالله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده، والاختصاص: 204 عن ابن قولويه عن عد مع اختلاف يسير، وفي الغيبة بعد قوله (ع): ويهتدي فيها آخرون فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة، فقال: سبت من الدهر، وفي الكافي، فقال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وعن غيبة الطوسي: ص 103 عن البرقي، وعن سعد بسند آخر، ونقله عنه في بشارة الاسلام: ص 39، ورواه عن الصدوق في كفاية الاثر: ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية: ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن لاصبغ، وفي اعلام الورى: ص 425.
5 - رواه في الاكمال: 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 12 / 194 ح 17 وعن قصص الانبياء (مخطوط): ص 71 والعياشي: 2 / 340 صدر حديث 72.
(*)
[122]
فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عزوجل - في وقت من الاوقات - يريد أن يستر حجته؟ ! لقد كان يوسف عليه السلام اليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عزوجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.
فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم، ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: " هل علمتم مافعلتم بيوسف وأخيه إذ انتم جاهلون، قالواءإنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي "(6 و 7).
118 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن ابراهيم ابن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الامر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف(8).
119 - علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبدالله بن أبي عقبة(9) الشاعر، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: كأني بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعى، فلا تجدونه يا معشر الشيعة.
ورواه عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد
___________________________________
6 - آية(89) و(90) سورة يوسف 12.
7 - رواه الصدوق في الاكمال: ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل: 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار: 51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61، وفي البحار: 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني ص 84 و 85 ودلائل الامامة: ص 290، وأورده في اعلام الورى: ص 431.
8 - رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار:52/146ح69.
9 - في البحار: أبي عفيف الشاعر، وفي هامش الاكمال: أبي عقب، عفيف / خ.
(*)
[123]
سنان، عن أبي الجارود: زياد بن المنذر، عن عبدالله الشاعر مثله(10).
120 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: أقرب ما يكون العباد من الله عزوجل وأرضى مايكون عنهم اذا افتقدوا حجة الله عزوجل، فلم يظهر لهم، ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساءا، وان أشد مايكون غضب الله تعالى على أعدائه اذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس(11).
121 - عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن تفسير جابر؟ فقال: لا تحدث به السفل، فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل: " فإذا نقر في الناقور "(12).
إن منا إماما مستترا، فاذا أراد الله عزوجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة، (فظهر وأمر بأمر الله عزوجل)(13 و 14).
___________________________________
10 - رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن بدالله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار: 51 / 110 ح 3.
11 - رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 337 ح 10 وص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار: 52 / 145 ح 67 وعن غيبة النعماني: ص 83 وغيبة الطوسي: ص 276.
وأورده في الكافي: 1 / 333 ح 1، واعلام الورى: ص 431 باختلاف يسير في المتن.
12 - آية 8 سورة المدثر 74.
13 - في البحار والمصادر الاخرى: فظهر فقام بأمر الله عزوجل.
14 - رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار: 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي: = (*)
[124]