أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ ثمّ صَعِدَ من حيثُ انهبطَ ، فقامَ معَ القومِ
الّذينَ اتبعوه حتّى أسفرَ الموضِعُ عمّا اعتراه .

فقالَ له أصحابُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : ما لقيتَ يا أبا
الحسنِ ؟ فلقدْ كِدْنا أنْ نَهلِكَ خوفاً وِاشفاقنا
(1) عليك أكثر ممّا لَحِقَنا .
فقالَ لهم عليهِ السّلام : «إِنّه لمّا تَراءى لي العدوُّ جَهَرْتُ فيهم بأسماءِ اللّهِ
عزّ وجلّ فتضاءلوا، وعلمتُ ماحلَّ بهم منَ الجزع فتوغّلْتُ الواديَ
غيرَ خائفٍ منهم ، ولو بَقُوا على هيئاتِهم لأتيتُ على آخرهم
(2)، وقد
كفى اللّهُ كيدَهم وكفى المسلمينَ شرَّهم ، وسيَسبِقُني بقيّتهُم إِلى النّبيِّ
عليهِ وآلهِ السّلامُ فيُؤمِنونَ بهِ» .

وانصرفَ أميرُ المؤمنينَ بمن تبعَه إِلى رسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ
فأخبرَه الخبرَ، فسُرِّيَ عنه ودعا له بخيرٍ ، وقالَ له : «قد سبقَكَ - يا عليّ -
إليّ من أخافَه الله بكَ ، فأسلمَ وقَبِلتُ إِسلامَه» ثمّ ارتحلَ بجماعةِ
المسلمينَ حتّى قطعوا الواديَ آمِنينَ غيرَ خائفينَ
(3).

وهذا الحديثُ قد روتْه العامّةُ كما روتْه الخاصّةُ، ولم يتناكروا
شيئاً منه .

والمُعتزِلةُ لميلِها إلى مذهبِ البَراهِمة
(4) تَدفَعُه ، ولبُعدِها
____________
(1) في «ش» وهامش «م» : واشفقنا .
(2) في «ش» : انفسهم .
(3) ذكره القوشجي مختصراً في شرح تجريد العقائد : 370، ونقله العلامة المجلسي في البحار
39 : 175 / 18 .
(4) وجه الشبه أن البراهمة - وهي فرقة من كفرة الهند - تقدس العقل وترى انه يغني عن
النبوة، والمعتزلة - وهي من فرق المسلمين - تقدس العقل وتؤول ما خالفه من الامور
=
(342)
عن
(1)معرفةِ الأخبارِ تُنكرُه ، وهي سالكةٌ في ذلكَ ِطريق الزنادقة فيما طعنتْ به في
القرآنِ ، وما تَضمنَه منَ أخبارِ الجنِّ وإيِمانِهم باللهِ ورسوله عليهِ وآلهِ السّلامُ ، وما
قصَّ اللّهُ تعالى من نبإِهم في القرانِ في سورةِ الجنِّ وقولهم :(
إِنَا سَمِعْنَا
قُرْآناً عَجَبَاً * يَهْدِيْ إِلَى الرًّشْدِ فَآمَنَا بِهِ )
(2) إلى آخرِ ما تَضمّنَه الخبرُ عنهم
في هذه السُورةِ .

واِذا بطلَ اعتراضُ الزّنادقة في ذلكَ بتجويزِ العُقولِ وجودَ
الجنِّ ، وإمكان تكليفِهم وثبوت ذلكَ معَ إِعجازِ القرانِ والأعجوبةِ
الباهرةِ فيه ، كانَ مثلَ ذلكَ ظهورُ بطلانِ طُعُونِ المعتزِلةِ في الخبرِ الّذي
رَوَيْناه ، لعدمِ استحالةِ مضمونه في العقولِ . وفي مجيئِه من طريقينِ
مختلفينِ وبروايةِ فريقينِ في دلالتِه متباينينِ برهانُ صحّتِه ، وليس في إِنكارِ
مَنْ عَدَلَ عنِ الأنصافِ في النّظرِ - منَ المُعتزِلةِ والمُجبرةِ - قدحٌ فيما
ذكرْ ناه من وجوبِ العملِ عليه.

كما انّه ليس في جحدِ الملحدةِ وأصنافِ الزّنادقة واليهودِ
والنّصارى والمجوسِ والصّابئينَ ما جاءَ مجيئَه منَ الأخبارِ بمعجزاتِ
النّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ - كانشقاقِ القمر، وحَنينِ الجِذْعِ ، وتسبيح
الحصى، وشكوى البعيرِ، وكلام الذًّراعِ ، ومجيءِ الشّجرةِ،
وخروجِ الماءِ من بينِ أصَابعِه في المِيضَأةِ، وِاطعامِ الخلقِ الكثيرِ منَ
الطّعامِ القليلِ
(3) - قدحٌ في صحّتِها، وصدقِ رُوَاتِها، وثبوتِ الحجّةِ
____________
=
الغيبية أو تردّه . انظر «الملل والنحل 2 : 258 وما بعدها» .
(1) في «م» وهامش «ش» : من .
(2) الجن 72 : 1 - 2 .
(3) في «م» وهامش «ش» : اليسير.
(343)
بها، بلِ الشُّبَهةُ لهم في دفعِِ ذلكَ - وإن ضَعُفتْ - أقوى من شبهةِ
منكِري معجزاتِ أميرِ المؤمنين عليهِ السّلامُ وبراهينهِ ، لما لا خفاءَ على
أهلِ الاعتبارِ به ، ممّا لا حاجةَ بنا إِلى شرحِ وجوهِه في هذا المكانِ .

وإذا ثبتَ تخَصُّصُ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ منَ القوم بما
وصفْناه ، وبينونتهُ من الكافّةِ في العلمِ بما شرحْناه ، وَضَحَ القولُ في
الحكمِ له بالتّقدّمِ على الجماعةِ في مَقامِ الإمامةِ، واستحقاقِه السّبْقَ لهم
إِلى محلِّ الرِّئاسة ِ، بما تَضمَّنَه الذِّكرُ الحكيمُ من قصةِ داود عليهِ
السّلام وطالوتَ ، حيثُ يقولُ اللّهُ عزّ اسمهُ : (
وَقَالَ لَهُمْ نَبيُهمْ إِنَ
اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوْتَ مَلِكَاً قَالُوْا أنّى يَكُوْنُ لَهُ الْمُلْكَُ عَلَيْنَا
وَنَحْنُ اَحَقّ بالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَ الله
اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فيِ الْعِلْمِ وَالْجسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِيْ مُلْكَة مَنْ
يَشَاءً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ )
(1) فجعلَ تعالى الحَجّةَ لِطالوتَ في تقدُّمِه على
الجماعةِ من قومهِ ما جعلَه لوَليِّه وأخي نبيِّه عليهما السّلامُ في التّقدُّم على
كافّةِ الأمّةِ، من اصطفائه عليهم ، وزيادتِه في العلمِ والجسمِ بسطةً؛
وأكّدَ ذلك بمثلِ ما َتـأكد به الحكم لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ منَ المعجزِ
الباهرِ المضافِ إِلى البَينونةِ منَ القومِ بزيادةِ البَسْطةِ في العلمِ
والجسمِ ، فقالَ سُبحانَه : (
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أنْ يأتِيَكُمُ
التابوتُ فِيْهِ سَكِيْنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وبَقِيَّةٌ مِما تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هَارُوْنَ
تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ إِنَّ فِيْ ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين )
(2) فكانَ
(3)
____________
(1) البقرة 2 : 247 .
(2) البقرة 2 : 248 .
(3) في «ش» : وكان .
(344)
خَرْقُ العادةِ لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ بما عددناه - من علمِ الغيوب
وغيرِذلكَ - كخَرْقِ العادةِ لِطالوتَ بحملِ التّابوتِ سواءً ، وهذا بَيِّنٌ والله
وليُّ التّوفيق .

ولا أَزالُ أجِدُ الجاهلَ منَ النّاصِبةِ والمعُاندَ يُظهرُ العجبَ
(1) منَ
الخبرِ بمُلاقاةِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ الجنِّ وكفِّه شرَّهم عنِ النّبيِّ
صلّى الله عليهِ والهِ وأصحابِه ، وَيتضَاحَكُ لذلكَ ، ويَنْسبُ الرواية له
إلى الخرافاتِ الباطلةِ ، وَيصنعُ مثلَ ذلكَ في الأخبارِ الواردةِ بسوى ذلكَ من
معجزاتِه عليهِ السّلامُ ويقول : إِنّها من موضوعاتِ الشيعةِ، وتَخَرُّص
مَنِ افتراه منهم للتّكسُّب بذلكَ أوِ التّعصُّبِ ؛ وهذا بعينِه مَقالُ
(2) الزّنادقةِ
وكافّةِ أعداءِ الإسلامِ فيمَا نطقَ به القرآنُ من خبرِ الجنِّ وإسلامِهم وقولهم
(
إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَبَاً * يَهْدِيْ إلىَ الرُّشْدِ)
(3) وفيما ثبتَ به الخبرُ
عن ابنِ مَسْعود في قصّتِه ليلةَ الجنِّ ، ومشاهدتِه لهم كالزط
(4)،وفي
غيرِذلكَ من معجزاتِ الرّسولِ عليهِ وآلهِ السّلامُ ، فإِنّهم يظهِرونَ العَجَبَ
من جميعِ ذلكَ ، ويَتضاحَكونَ عندَ سماعِ الخبرِبه والاحتجاجِ بصّحتهِ ،
ويَستهزِئونَ ويْلغِطُونَ فيما يُسرِفُونَ به مِن سَبِّ الإسلام وأهلِه ،
واستحماقِ مُعتقِدِيه والنّاصِرينَ له ، ونِسبتِهِم إِيّاهم إِلى العجزَِ والجهلِ
ووضعِ الأباطيلِ ، فلينظُرِ القومُ ما جَنَوْه على الإسلامِ بعداوتِهم أميرَ
المؤمنينَ عليهِ السّلامُ واعتمادِهم في دفعِ فضائلِه ومناقبِه وآياتِه على ما
____________
(1) في « م» وهامش « ش» : التعجب .
(2) في «م» و «ح» : فعال .
(3) الجن 72 : 1 - 2 .
(4) دلائل النبوة لابي نعيم 2 : 471 / 262 ، الفخر الرازي في تفسيره 3 : 152 ، الدر
المنثور 8 : 307 ، مجمع الزوائد 8 : 314 رواه عن الطبراني .
(345)
ضاهَوْا به أصنافَ الزّنادِقةِ والكفّارِ، ممّا يخرج عن طريقِ الحِجاجِ إِلى
أبوابِ الشغب والمُسافَهاتِ
(1) وباللهِ نستعين
(2).
فصل

وممّا أظهَره اللّه تعالى منَ الأعلام الباهرةِ على يدِ أميرِ
المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبِ عليهِ السّلامُ مَا استفاضتْ به الأخبارُ، ورواه
علماءُ السِّيرةِ والاثَارِ، ونظَمتْ فيه الشُّعراءُ الأشعار: رُجُوعُ
الشّمسِ له عليهِ السّلامُ مرّتَينِ
(3): في حياةِ النّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ
مرّةً، وبعدَ وفاتِه مرّةً أُخرى .

وكانَ من حديثِ رجوعِها عليه في المرّةِ الأولى مارَوَتْه أسماءُ بنتُ
عُمَيْسٍ ، وأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ ، وجابرُ بنُ عبدِاللهِ
الأنصارِيّ ، وأبو سَعِيْدٍ الخُدرِيّ ، في جماعةٍ منَ الصّحابة
(4) : أنّ النّبي
صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ كانَ ذاتَ يومٍ في منزلِه ، وعليّ عليهِ السّلامُ بينَ
يديه ، إِذ جاءهُ جَبْرَئِيْلُ عليهِ السّلامُ يناجيه عنِ اللهِ سُبحانَه ، فلمّا
تغشّاه الوحيُ تَوسَّدَ فخِذَ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ فلم يَرْفَعْ رأْسَه
عنه حتّى غابتِ الشّمسُ ، فاضْطُرَّ أمير المؤمنينَ عليهِ السّلامُ لذلكَ
____________
(1) في هامش «ش» : المشاتمات .
(2) في «م» وهامش «ش» : استعين .
(3) للتحقق من تواتر الحديث راجع طرقه في تاريخ دمشق 2 : 283 - 305، وكفاية الطالب :
381 - 388، والغدير 3 : 127 - 141 ، وإحقاق الحق 5: 521 - 539.
(4) في هامش «ش» : «روى هذا الحديث أيضاً ابو هريرة وابو الطفيل عامر بن واثلة» .
(346)
إِلى صلاةِ العصر جالساً يومئُ برُكوعِه وسُجُودِه إِيماءً، فلمّا أفاقَ
من غَشْيَتِه قالَ لأَميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ : «أفاتَتْكَ صلاةُ العصر؟»
قال له : «لم أسْتَطِعْ أنْ أُصَلِّيَها قائماً لِمَكانِكَ يا رسولَ اللهِ ، والحالِ اَلّتي
كنتَ عليها في استماعِ الوحي» فقالَ له : «ادعُ اللهَ لِيَرُدَّ عليكَ الشّمسَ
حتّى تُصَلِّيَها قائماً في وقتها كما فاتَتْكَ ، فإِنّ اللهَ يُجيْبُكَ لِطاعتِكَ للّهِ
ورسوله» فسَألَ أميرُ المؤمنينَ اللهَ عزّ اسمُه في ردِّ الشّمَس ، فرُدَّتْ عليه
حتّى صارتْ في موضعِها منَ السّماءِ وقتَ العصرِ، فصلّىَ أميرُ المؤمنينَ
عليهِ السّلامُ صلاةَ العصرِ في وقتِها ثمّ غربتْ . فقالتْ أسماءُ: أمَ
واللهِ لقد سَمِعْنا لها عندَ غُروبِها صرَيراً كصرَيرِ المِنْشارِ في الخَشَبَةِ
(1).

وكانَ رُجوعُها عليهِ بعدَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : أنّه لمّا أرادَ أنْ
يَعبُرَ الفُراتَ ببابلَ ، اشتغلَ كثيرٌ من أصحابه بتعبيرِ دوابِّهم ورِحالهِم ،
وصلّى عليهِ السَّلامُ بنفسِه في طائفةٍ معَه العصَرَ، فلم يَفرغِ النّاسُ من
عُبورِهم حتّى غَربتِ الشّمسُ ، ففاتَتِ الصّلاةُ كثيراً منهم ، وفاتَ
الجمهورَ فضلُ الاجتماع معهَ ، فتكلّموا في ذلكَ . فلمّا سَمعَ كلامَهم
فيه سألَ اللهَ تعالى ردَّ الشَّمسِ عليه ، ليجتمعَ
(2) كافّةُ أصحابِه على
صلاةِ العصرِ في وقتِها، فأنجابَه اللهُ تعالى إِلى ردِّها عليه ، فكانتْ
(3) في
الأفقِ على الحالِ الّتي تكونُ عليها وقتَ العصرِ، فلمّا سلّمَ بالقوم
غابتْ فسُمِعَ لها وَجِيْبٌ
(4) شَديدٌ هالَ النّاسَ ذلكَ ، وأكثَروا منً
____________
(1) في «م» وهامش «ش» : الخشب .
(2) في «ش» : لتجمع .
(3) في «م» وهامش «ش» : وكانت.
(4) الوجيب : صوت السقوط . انظر«مجمع البحرين - وجب - 2 : 180».
(347)
التسبيحِ والتهليلِ والاستغفارِوالحمدِ للّهِ على نِعمتهِ الّتي ظهرتْ فيهم .

وسارَ خبرُ ذلكَ في الآفاقِ وانتشرَ ذِكرُه في النّاسِ ، وفي ذلكَ
يَقولُ السّيِّدُ بنُ محمّدٍ الحِمْيَرِيّ رَحِمَه اللّهُ :
رُدّتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ لما فَاتَه * ُ وَقْتُ الصَّلاةِ وَقَدْ دَنَتْ لِلْمَغْرِب
حَتَّى تَبَلَّجَ نورهاْ وَقْتِهَا * لِلْعَصرْثُمَّ هَوَتْ هَوِيَّ الكَوْكَبِ
وَعَلَيْهِ قَدْ ردَتْ بَبَاَبِلَ مَرَّةً * أُخْرَى وَمَا رُدَتْ (1) لِخَلْقِ مُعْرِبِ
إِلاّّ لِيُوْشَعَ أوْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ * ولِرَدِّهَا تَأْوِيْلُ أمْرٍ مَعْجِبِ
فصل

ومن ذلكَ ما رواه نقلةُ الأخبارِ، واشتهرَ في أهلِ الكوفةِ
لاستفاضتهِ بينَهم ، وانتشَر الخبرُ به إِلى من عَداهم من أهلِ البلادِ،
فأثْبَتَهُ العلماء من كلامِ الحِيتانِ له في فُراتِ الكُوفة .

وذلكَ أنَّهم روَوْا : أنَّ الماءَ طغى في الفراتِ وزادَ حتّى أشفقَ أهلُ
الكوفة منَ الغرقِ ، ففَزِعوا إِلى أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ فرَكِبَ بغلةَ
رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ والهِ وخرجَ والنّاسُ معَه حتّى أتى شاطئ
الفراتِ ، فنزلَ عليه وأسبغَ الوضوءَ وصلّى منفرِداً بنفسهِ والنّاسُ
يَرَوْنَه ، ثمّ دعا الله بدَعَوَاتٍ سَمِعَها أكثرُهم ، ثمّ تقدّمَ إِلى الفراتِ
متوكئاً على قضيبٍ بيده حتّى ضربَ به صفحةَ الماءِ وقالَ : «انقُصْ بإِذنِ
اللهِ ومشيئتِه» فغاضَ الماءُ حتّى بَدِتِ الحِيتان من قعرِ البحرِ فنطقَ
____________
(1) في هامش «ش» : وماحبست .
(348)
كثيرمنها بالسّلام عليه بامرةِ المؤمنينَ ، ولم يَنطِقْ منهِا أصنافٌ من
السُّموك ، وهي : الجِرِّي
(1) ، والزِّمّارُ
(2) والمارماهي
(3).
فتعجّبَ النّاسُ لذلكَ وسألوه عن علّةِ نُطْقِ ما نطقَ وصمُوت ما
صمتَ ، فقالَ : «أنطقَ اللّهُ لي ما طَهَرمنَ السموكِ ، وأصْمَتَ عثًي ما
حرّمَه ونَجّسَه وبعّدَه»
(4) وهذا خبرٌ مستفيضٌ شُهرتُه بالنّقلِ والرِّوايةِ
كشُهرةِ كلامِ الذِّئبِ للنّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وتسبيحِ الحصى
بكفه
(5) وحَنينِ الجِذْعِ إِليه ، وإطعامِه الخلقَ الكثيرَمنَ الطّعام
القليلِ . ومن رَامَ طعناً فيه فهولا يجدً منَ الشُّبهةِ في ذلكَ إِلاّ ما يتعلقُ
به الطّاعِنونَ فيما عَدَدْناه من معجزاتِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ .
فصل

وقد روى حَمَلةُ الأخبارِ أيضاً من حديثِ الثًّعبانِ والأية فيه
والأعجوبة مثلَ ما رَوَوْه من حديثِ كلامِ الحِيتانِ ونقصانِ ماءِ
الفُراتِ .

ورَووا : أن أميرَالمؤمنينَ عليهِ السّلامُ كانَ ذاتَ يومٍ يَخطُبُ على مِنْبرِ
____________
(1) الجري : صنف من السمك لا فلس له ، ويقال له الجريث . (مجمع البحرين - جرر -
3 : 244».
(2) الزمار والزمير: نوع من السمك . «مجمع البحرين - زمر- 3 : 319» .
(3) المارماهي : معرب وأصله حية السمك . «مجمع البحرين - مرر- 3 : 485» .
(4) المسعودي في اثبات الوصية : 128 ، والرضي في خصائص الأئمة : 58.
(5) في هامش «ش» : في كفه .
(349)
الكُوفةِ ، إِذْ ظهرَثُعبانٌ من جانب المنبرِ فجعلَ يَرقى حتّى دنا من أميرِ
المؤمنينَ عليهِ السّلامُ فارتاعَ النّاَسُ لذلكَ ، وهَمُّوا بقصدِه ودفعِه عن
أميرِ المؤمنينَ فأومأ إِليهم بالكفِّ عنه ، فلمّا صارَ على المِرقاةِ الّتي عليها
أميرُ المؤمنينَ قائمٌ ، انحنى إِلى الثُّعبانِ وتَطاوَلَ الثُّعبانُ إِليه حتّى الْتَقَمَ
أُذنَه ، وسكتَ النّاسُ وتحيَّرُوا لذلكَ ، فَنَقَّ نقيقاً سَمِعَه كثيرٌ منهم ، ثم إِنَّه
زالَ عن مكانِه وأميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ يحرِّكُ شفتيهِ والثُّعبانُ
كالمُصغ إليه ، ثمّ انسابَ فكأنَّ
(1) الأرضَ ابتلعتْه ، وعادَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ
السّلامُ إِلى خُطبتهِ فتمّمَها .

فلما فرغَ منها ونزلَ اجتمعَ إِليه النّاسُ يسألونَه عن حالِ الثُّعبانِ والاعجوبة
فيه ، فقالَ لهم : «ليسَ ذلكَ كما ظَنَنْتُم ، وإنّما هو حاكمٌ من حُكّام
الجنَ ، التبستْ عليه قضيّة، فصارَ إِليَّ يَستَفْهِمُني عنها فأفهمتُه
إِيّاها ، ودعا لي بخيرٍ وانصرفَ»
(2).
فصل

وربّما استبعدَ جُهّالٌ منَ النّاسِ ظهورَ الجنِّ في صُوَرِ الحيوانِ الّذي
ليسَ بناطقٍ ، وذلكَ معروفٌ عندَ العربِ قبلَ البعثةِ وبعدَها، وقد
____________
(1) في «م» وهامش «ش» : وكأن .
(2) ذكر نحوه الصفار في بصائر الدرجات : 117 /7، والمسعودي في اثبات الوصية :
129 ، وابن شاذان في الفضائل : 71، وانظر احقاق الحق 8 : 732 نقله عن ابن حسنويه في
در بحر المناقب المخطوط :121 ، والقوشجي في شرح تجريد العقائد :375، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 39 :178 / 20 .
(350)
تناصرتْ به أخبارُ أهلِ الإسلامِ ، وليسَ ذلكَ بآبعدَ ممّا أجمعَ
(1) عليه
أهلُ القبلةِ من ظهورِ إِبليسَ لأهلِ دارِ النّدوةِ في صورةِ شيخٍ من أهلِ
نَجد، واجتماعِه معَهم في الرّأيِ على المَكْرِ برسولِ اللّهِ صلى اللهُ عليهِ
والهِ ، وظهورِه يومَ بدرٍ للمشركينَ في صورةِ سُرَاقَة بن جْعشُمٍ
المُدْلجي ، وقوله : (
لا غاَلِبَ لكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وإني جار لكم )
(2) قالَ
اللهُ عزّ وجل : (
فَلَمَّا تَرَاءَتِ الفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّيْ بريء
مِنْكُمْ إِنيْ أرَى ما لا تَرَوْنَ إِنِّيْ أخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ العِقَابِ )
(3).

وكلُّ من رَامَ الطّعنَ فيما ذكرْناه من هذهِ الأياتِ ، فإِنّما يُعوِّل في
ذلكَ على الملحدةِ وأصنافِ الكفّارِ من مُخالفي الملّةِ، وَيطعنُ فيها بمثلِ
ما طعنوا به في آياتِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ؟ وكلهم راجعٌ إِلى طُعونِ
البَراهِمة والزّنادِقةِ في آياتِ الرُّسلِ عليهم السّلامُ ، والحجّة عليهم ثبوتُ
النُّبوّةِ وصحّةُ المعجزِلرسُلِ اللهِ صلّى اللهُ عليهم .
فصل

ومن ذلكَ ما رواه عبدُ القاهر بن عبدِ الملكِ بنِ عطاءِ الأشجعيّ ،
عنِ الوليدِ بنِ عِمران البَجَليّ ، عن جُمَيْعِ بنِ عمَيْرٍ قالَ : اتّهمَ عليٌ عليهِ
السّلامُ رجلاًَ يُقالَ له العَيْزَار برفعِ أخبارِه إِلى معاويةَ، فأنكرَ ذلكَ
وجَحَدَه ، فقالَ له أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ : «أتحلِفُ بالله يا هذا انكَ ما
____________
(1) في هامش «ش» : اجتمع .
(2،3) الأنفا ل 8 : 48 .
(351)
فعلتَ ذلكَ ؟» قال : نعم . وبدر
(1) فحلفَ ، فقالَ له أميرُ المؤمنينَ عليهِ
السّلامُ : «إِنْ كنتَ كاذباً فأعمى اللهُ بصرَكَ» فما دارتِ الجمعةُ حتّى
أُخرِجَ أعمى يُقادُ قد أذهبَ اللهُ بصرَه
(2).
فصل

ومن ذلكَ ما رواه إِسماعيلُ بنُ عَمرْوٍ قالَ : حدّثَنا مِسعرُ بنُ كِدامِ
قال : حدّثَنا طلحةُ بنُ عُميرةَ قالَ : نَشَمدَ عليٌّ عليه السّلامُ النّاسَ في
قولِ النّبي صلّى الله عليه وآله «مَنْ كُنتُ مَوْلاهُ فَعَليٌّ مَوْلاهُ» فشهدَ
اثنا عشرَ رجلاً منَ الأَنصارِ، وأَنسُ بنُ مالكٍ في القوم لم يَشهدْ ،
فقالَ له أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ : «يا أَنسُ» قالَ : لَبَّيْكً ، قالَ : «ما
يَمنعُكَ أن تَشهدَ وقد سمعتَ ما سمعوا؟» فقالَ : يا أَميرُ المؤمنين ،
كَبرت ونسيتُ ، فقالَ أَميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ : «أللّهمّ إنْ كان كاذباً
فاضربه ببياضٍ - أو بِوَضَحٍ - لا توارِيه العِمامة» قالَ طلحةُ بنُ عميرةَ :
فأشهد باللهِ لقد رأيتُها بيضاءَ بينَ عينيهِ
(3)(4).
____________
(1) في «ش» : فبدر.
(2) انظر احقاق الحق 8 : 739 نقله عن أرجح المطالب : 861 (ط لاهور) ومطالب السؤول ، ونقله
العلامة المجلسي في البحار 41 : 198 / 11 .
(3) في هامش «ش» و «م» : قيل : كان أنس اذا أَخذ في ذكر مناقب أَهل البيت عليِهم السلام
تتوارى تلك البرصة واذا امتنع منها تلوح .
(4) شرح ابن ابي الحديد 4 : 74 و 19 : 217 ، والمعارف لابن قتيبة : 320 ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 41 : 204 / 20 . وحديث من كنت مولاه ومناشدة أمير المؤمنين عليه
السلام يطلب من كتاب الغدير الجزء الأَول بأجمعه ، واحقاق الحق 6 : 305 - 340 و 8 :
=
(352)
فصل

ومن ذلكَ ما رواه أبو إِسرائيلَ ، عنِ الحكمِ ، عن أبي سَلمانَ
المؤذِّنِ ، عن زيدِ بنِ أرْقَمَ قالَ : نشدَ عليٌّ النّاسَ في المسجدِ فقالَ :
«أنشُدُ اللهَ رجلاً سمعَ النّبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ يقولُ : من كنتُ مولاه
فعلي مولاه ، اللّهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» فقامَ اثنا عشرَ بدرياً ،
ستّةٌ منَ الجانبِ الأيمن ، وستّةٌ منَ الجانب الأيسرِ، فشهدوا بذلكَ .
قالَ زيدُ بنُ أرْقَمَ : وكنتُ أَنا فيمن سمعَ ذلكَ فكتمتُه ، فذهبَ الله بَبصري ،
وكانَ يتندّمُ على ما فاتَه منَ الشّهادةِ ويَستغفِرُ
(1).
فصل

ومن ذلكَ ما رواه عليُّ بنُ مُسْهِرٍ
(2)، عنِ الأعمشِ ، عن موسى بن
طَريف ، عن عَبايةَ. وموسى بن أُكَيلٍ النُمَيريُّ ، عن عِمْران بن ميْثم ، عن
عَبايةَ. وموسى الوجيهيُّ
(3)، عنِ المِنْهالِ بنِ عَمْروٍ ، عن عبدِالله بنِ
____________
=
741 ـ 748 وتاريخ دمشق 2 : 5 ـ 34 ، وهامش صحيفة الامام الرضا عليه السلام حديث
رقم 109 (ط مدرسة المهدي ) .
(1) شرح ابن ابي الحديد 4 : 74 ، مجمع الزوائد 9 : 156 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار
41 : 305/21 .
(2) في هامش «ش» و «م» : علي بن مسهر ـ قاضي الموصل ـ الكوفي .
(3) في هامش «ش» و «م» : الوجيهي هو موسى بن عمر.
(353)
الحارثِ . وعُثمانُ بنُ سعيدٍ ،عن عبدِاللّهِ بنِ بُكَيْر، عن حكيمِ بن جُبَيْرٍ
قالَوا : شَهِدْنا عليّا أميرَ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ على المِنْبرِ يَقولُ : «أَنا عبدُ
اللهِ ، وأخوِ رسولِ اللّهِ ، وَرِثْتُ نبيّ الرّحمةِ، ونكحتُ سيِّدةَ نساءِ أهلِ
الجنّةِ ، وأنا سيِّدُ الوصيِّينَ ، وآخِرُ أوصياءِ النّبيِّينَ ، لا يَدَعي ذلكَ غيري
إلاّ أصابَه اللةُ بسوء» .

فقالَ رجلٌ من عَبْسٍ كانَ جالساً بينَ القوم : مَن لا يُحسِنُ
أنْ يقولَ هذا؟ أنا عبدُ الله وأخو رسولِ الله ، فلم يَبْرح مكَانَه حتّى تَخبَّطَه
الشّيطانُ ، فجرَ برجلِه إِلى باب المسجدِ، فسألْنا قومَه عنه فقُلْنا : هل
تَعرِفونَ به عَرضاً قبلَ هذا؟ قالَوا : اللّهمّ لا
(1).

قالَ الشّيخُ المفيدُ رضي الله عنه : والأخبارُ في أمثالِ ما ذكرْناه وأثبتْناه
يطولُ بها الكتابُ ، وفيما أودعْناه كتابَنا هذا من جملتِها غِنىً عمّا سواه ،
واللهَ نسألُ التّوفيقَ ، وِايّاه نستهدي (إِلى سبيلِ الرّشادِ)
(2).
____________
(1) شرح ابن ابي الحديد 2 : 287 ، ونقله العلامة المجلمي في البحار 41 : 205 / 22 .
(2) في «م» وهامش «ش» : السبيل الى الرشاد.
(354)
باب
ذكر أولاد أميرِ المؤمنينَ عليه السلامِ
وعَدَدِهم وَأسمائِهم ومختصرٍ من أخبارهم

فأولادُ أميرِ المؤمنينَ صلواتُ الله عليهِ سبعةٌ وعشرونَ ولداً ذكراً
وأُنثى : الحسنُ والحسينُ وزينبُ الكُبرى وزينبُ الصُّغرى المكنّاةُ أمّ
كًلْثومَ ، أُمهم فاطمةُ البتولُ سيِّدةُ نساءِ العالمينَ بنتُ سيِّدِ المرسلينَ محمّدٍ
خاتم النّبيِّينَ صلّى الله عليهِ وآلهِ .

ومحمّدٌ المكنى أبا القاسمِ ، امُّهُ خَوْلةُ بنتُ جعفر بن قيس
الحَنَفِيًةُ.

وعُمَرُ ورُقيةً كانا توأمَينِ ، وأُمًّهما أُمُّ حبيب بنتُ رَبيعةَ .

والعبّاسً وجعفر وعُثمانُ وعبدُ الله الشُهداءُ معَ أخيهمِ الحسينِ
ابن عليٍّ صلواتُ الله عليه وعليهم بطفِّ كربلاءَ، أُمهم أُمُ البنينَ بنتُ
حِزَامَ بنِ خالدِ بنِ دَارم .

ومحمّدُ الأصغر المكًنّى أبا بكرٍ وعًبَيْدُاللهِ الشّهيدانِ معَ أخيهما
الحسينِ عليهِ السّلامُ بالطّفِّ ، أُمُّهما ليلى بنتُ مسعود الدّارميّةُ .

ويَحيى أُمُّه أسماءُ بنتُ عُمَيْس الخَثْعَمِيّةُ رضيَ اللّهُ عنها.

وأُمُ الحسنِ ورَمْلَةُ ، أُمهما اُمُ سعيدٍ بنتُ عُرْوة بن مَسْعودِ الثّقفيِّ .

ونَفِيْسةُ وزينبُ الصُّغرى ورُقَيّةُ الصغرى وأُمُّ هانئٍ وأُمُّ
(355)
الكِرام وجُمانةُ المكناةُ أُمَّ جَعْفَرٍ وأُمَامة وأمُّ سَلَمَةَ ومَيْمُوْنَةُ وخَديجةُ
وفاطمة،رحمةُ اللّهِ عليهنَّ لأمهاتٍ شتّى
(1).

وفي الشِّيعةِ من يَذكرُ أنّ فاطمةَ صلواتُ الله عليها أسقطَتْ بعدَ
النّبي صلّى الله عليهِ والهِ ولداً ذكَراً كانَ سَمّاه رسولُ اللّهِ عليهِ السّلامُ
- وهوحملُ - مُحَسنَاً
(2) فعلى قولِ هذهِ الطّائفةِ أولادً أميرِ المؤمنينَ عليهِ
السّلامُ ثمانيةٌ وعشرونَ ، واللّهُ أعلمُ
(3).
____________
(1) في هامش «ش» و «م» نسخة أُخرى : لأمهات أولاد شتى .
(2) لقد تعددت المصادر التي تؤكد وبوضوح وجود المحسن ضمن اولاد علي من فاطمة
عليهما السلام ، ولم يقتصر هذا الامر في حدود كتب الشيعة ، بل ان الكثيرمن كتب العامة
ذكرت ذلك الامر وسلمت بوجوده من دون تعليق أو ترديد ، انظر «الكافي 6 : 18 / 2 ،
الخصال : 634 ، تاريخ اليعقربي 2 : 213 ، المناقب لابن شهراشوب 3 : 358 ، تاريخ
الطبري 5 : 153 ، الكامل في التاريخ لابن الاثير 3 : 397 ، انساب الاشراف
للبلاذري 2 : 189 ، الاصابة لابن حجر 3 : 471 ، والذهبي في لسان الميزان 1 : 268 ،
وميزان الاعتدال ا : 139 ، القاموس المحيط للفيروز آبادي 2 : 55» وغيرها من المصادر
المختلفة.
(3) في «ش» اضافة : وله ايضاً من النهشلية عبيدالله المدفون بالمذار. ولعله اشتباه وقع فيه
النساخ لانه ليس من اصل الكتاب قطعاً للاسباب التالية :
اولا : ان عبيدالله هذا قد تقدم ذكره مع اخيه محمد الاصغر المكنى بابي بكر، وامهما ليلى
بنت مسعود الدارمية ، المعروفة بالنهشلية ، وهو وان اختلفت المصادر في وقت ومكان استشهاده
الا انه عين المتقدم .
انظر «تاريخ اهل البيت : 95، مقاتل الطالبيين : 86 و25 ، تاريخ الطبري 5 : 154،
الكامل في التاريخ لابن الاثير 3 : 397 و 4 : 272 ، 277» .
ثانياً : انه يتعارض مع ما ذكره المصنف في اول الباب من حصر اولاده عليه السلام بسبعة
وعشرين ولداً ذكراً واُنثى ، او ثمانية وعشرين عند اضافة المحسن اليهم ، فان عددهم سيزيد
واحداً في الحالين .
ثالثاً : ان هذه - الاضافة لم ترد في باقي النسخ «م» و«ح» ونسخة العلامة المجلسي .
=
(356)

(تم الجزء الأول من كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله تعالى على العباد،
ويتلوه في الجز الثاني إن شاء الله باب ذكرالأئمة عليهم السلام بعد أميرالمؤمنين
عليه السلام ، وتاريخ مواليدهم ، ودلائل إمامتهم ، ومدة خلافتهم ، ووقت
وفاتهم ، وموضع قبورهم ، وعدد أولادهم ، وطرف من أخبارهم صلوات الله
عليهم وسلم تسليماً كثيراً)
(1).
____________
=
رابعاً : كان الأولى ان ترد هذهِ الاضافة ان صحت في الاسطر السابقة لتعليق الشيخ الاخير
حول المحسن كما في سابقاتها. فتامل .
(1) في نسخة «ح» : تم الجزء الأول تعليقاً في أوقات متفرقة على يد أضعف العباد
وأفقرهم وأحوجهم الى رحمة مالك الدنيا والمعاد أسير ذنبه المرتهن بعمله الراجي
بشفاعة سادته ومواليه العفو والصفح عن خطله وزلَله وسوء عمله سلمان بن عمد بن
سلماذ الحائريَ المجاور بالظل للاشرف الغروي صلوات الله ورحمته وبركاته على
مشرفه ، اللهم اغفر ذنوبه واستر عيوبه وعجل له الفرج بجمع شمله بمواليه وسادته
واحسن بهم خاتمته وعاقبته وابداً بالمؤمنين والمؤمنات وبصاحبه وبوالديه وبربه
يا رب العالمين ويا ارحم الراحمين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين . وما
اثبتأه من نسخة «م».