فصل
ذكْرِ وفاةِ أبي محمدٍ الحسن بن عليٍّ
عليهما السلامُ ومَوْضِعِ قَبْرِه وذِكْر ولدِهِ

ومَرِضَ أبو محمد عليه السلامُ في أول شهر ربيع الأول سنةَ ستين
ومائتين ، وماتَ في يوم الجمعة لثمانِ ليالٍ خَلَوْنَ من هذا الشهر في السنةِ
المذكورةِ، وله يَوْمَ وفاته ثمانٌ وعشروَنَ سنة، ودُفِنَ في دُفِنَ
فيه أبوه من دارِهما بسُرَّ مَنْ رأى .

وخَلَّفَ ابْنَه المنتَظَرَ لدولةِ الحقِّ . وكانَ قد أخْفى مَوْلدَه وسَتَرَأمْرَه ،
لصُعوبة الوَقْتِ ، وشِدَّةِ طَلَب سُلْطانِ الزمانِ له ، واجْتهادِه في البَحْثِ عن
أمْرِه ، ولمِا شاعَ مِنْ مَذْهَب الشيعةِ الإمامية فيه ، وعُرِفَ من انتظارِهم له ،
فلم يُظْهِرْ وَلَدَه عليه السَلامُ في حياتِه ، ولا عَرَفَه الجُمْهورُ بعد وَفاتِه .

وتولىّ جعفرُ بن عليّ أخو أبي محمد عليه السلامُ أخْذَ تَركَتِه ،
وسَعى في حَبْسِ جواري أبي محمد عليه السلام واعْتقالِ حلائِلهِ ، وشنٌعَ
على أصحابه بانْتِظارِهم وَلَدَه وقَطْعِهِمْ بوجودِه والقولِ بإِمامتِه ، وأغْرى
بالقوم حتى أخافَهم وشرّدَهم ، وجَرى على مخلَّفي أبي محمد عليه السلامُ
بسببَ ذلك كُلّ عظيمةٍ ، من اعتقالٍ وحَبْسٍ وتَهْديدٍ وتَصْغيرٍ واسْتِخْفافٍ
وذُلٍّ ،َ ولم يَظْفَرِ السلطانُ منهم بطائلٍ .

وحازَ جعفرُ ظاهِرَ تَركةِ أبي محمد عليه السلامُ وَاجْتَهَدَ في القيام عند
الشيعةِ مَقامَه ، فلم يَقْبَلْ أحدٌ منهم ذلك ولا اعْتَقَدَه فيه ، فصارَ إِلى
(337)
سُلطانِ الوقْتِ يَلْتَمِسُ مَرْتَبَةَ أخيه ، وبَذَلَ مالاً جليلاً، وتقّرب بكل ما
ظَنَ أنّه يتقرب به فلم يَنْتَفِعْ بشيءٍ من ذلك .

ولجعفر أخبار كثيرة في هذا المعنى ، رأيتُ الإعْراضَ
(1) عن ذكرِها
لأسبابَ لا يَحْتَمِل الكتابُ شَرْحَها، وهي مشهورةٌ عند الإماميَّةِ ومَنْ
عرَفَ أخْبارَ الناسِ من العامة ، وبالله اسْتَعينُ .
____________
(1) في «م » وهامش «ش » : الإضراب .
(338)
(339)
باب
ذِكْرِ الإِمام القائمِ بعد أبي محمد عليه
السلام وتاريخِ مَوْلدِه ، ودلائلِ إِمامتِه ، وذِكْرِ طَرَفٍ
من اخْبارِه وغَيْبتِه ، وسيرتِه عند قيامِه ومُدَّةِ دولتِه

وكانَ الإمامُ بعد أبي محمد عليه السلامُ ابْنَه المسمّى باسمِ رسولِ
اللهِ صلّى الله عليهِ والهِ ، المكنَى بكُنْيته ، ولم يُخَلِّفْ أبوه ولَداً غَيْرَه ظاهراً ولا
باطناً، وخلفَه غائباً مُسْتَتراً
(1) على ما قَدَّمنا ذِكْرَه .

وكانَ مولده عليه السلامُ ليلةَ النصفِ من شعبان ، سنةَ خمسٍ
وخمسين ومائتين .

وأُمُّه أُمُّ ولدٍ يُقال لها : نَرْجِس .

وكانَ سِنُّه عِنْدَ وفاةِ أبي محمد
(2) خمسَ سنين ، آتاه الله فيها الحِكْمةَ
وفَصْلَ الخطاب ، وجَعَلَه آيةً للعالمين ، وآتاه الحكمةَ كما آتاها يحيى
صبيّاً ، وجَعَله إِمامَاً في حال الطُفوليّةِ الظاهرةِ كما جَعَلَ عيسى بن مريم
عليه السلامُ في المَهْدِ نَبياً.

وقد سَبَقَ النصُّ عليه في ملّةِ الإسلام من نبيّ الهُدى عليه
السلامُ ثمَّ مِنْ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالب عَليهما السلامُ ، ونَصٌَ
عليه الأئمةُ عليهم السلامُ واحداً بعد واحدٍ إِلى أبيه الحسن عليه
____________
(1) في «م » وهامش «ش » : مستوراً .
(2) في « م » وهامش « ش » : أبيه .
(340)
السلامُ ،ونَصٌَ أبوه عليه عِنْدَ ثِقاتِه وخاصّةِ شيعتِه .

وكانَ الخبرُ بغَيبتِه ثابتاً قبل وُجوده ، وبدَوْلتِه مُستفيضاً قَبْل غَيْبتِه ،
وهو صاحبُ السيفِ من أئمَّةِ الهُدى عليهم السلامُ ، والقائُم بالحقِّ ،
المُنتَظَرُ لدولةِ الإيمانِ ، وله قَبْلَ قيامِه غَيْبَتان ، إِحْداهما اطْوَلُ من
الأخْرى، كما جاءَتْ بذلك الأخْبارُ، فأمّا القصرى منهما فمُنذ وَقْتِ مَوْلدِه
إلى انقطاعِ السَفارةِ بَيْنَه وبينَ شيعتِه وعَدَم السفراءِ بالوفاةِ . وأما الطُولى
فهي بَعْدَ الأولى وفي آخرها يَقُومُ بالسَيْفِ .

قالَ الله تعالى : (
وَنُريدُ أنْ نَمُن عَلَى الذين استُضعِفوا فِي الأرْضِ
وَنَجْعَلَهمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ
فِرْعَرْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهمُا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ
)
(1) وقالَ جلّ ذِكْرُه :
وَلَقَدْ كَتَبْنَا في ألزٌبورِ مِنْ بَعْدِ ألذِّكْر أنَ الأرْضَ يَرثُها عِبَادِيَ
ألصالِحُونَ)
(2) .

وقالَ رَسولُ ِ الله صلّى الله عليهِ والهِ : (لَنْ تَنْقَضِيَ الأيام والليالي
حتى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً من أهل بيتي ، يُواطِن اسْمُه اسْمي ، يَمْلَؤُها
عدلاً وقسطاً كما مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً)
(3).

وقالَ عليه السلامُ :«لولَمْ يَبْقَ من الدنيا إِلآيوم واحد لَطَوٌَلَ اللهً ذلك
اليومَ حتّى يَبْعَثَ الله فيه رَجلاً من ولدي ، يُواطىءِ اسْمُه اسْمي ، يَمْلَؤُها
____________
(1) القصص 28 : 5 - 6 .
(2)الأنبياء 21: 105.
(3) وردت قطعة منه في مسند أحمد 1 : 376، وتاريخ بغداد 4 : 388، ونقله ابن الصباغ في
الفصول المهمة : 291 .
(341)
عَدْلاُ وقِسْطاً كما مُلِئتْ ظُلْماً وجَوْراً»
(1)
*
*
*
____________
(1) سنن ابي داود 4 : 106 |4282 ، سنن الترمذي 4 : 505| 2231 ، غيبة الشيخ الطوسي :
140|180.
(342)
باب
ذِكْرِ طَرَفٍ من الدلائل على إِمامةِ
القائمِ بالحقِ «محمدِ بن الحسن »(1)،عليهما السلامُ

فمن الدلائلِ على ذلك ما يَقْتضيه العقلُ بالاستدلالِ
الصحيح ، من وُجودِ إِمام معصومٍ كاملٍ غنيٍّ عن رعاياه في الأحكامٍ
والعلوم في كلِّ زمانٍ ، لاستحالةِ خُلُوِّ المكلَّفينَ من سلطانٍ يكونون
بوُجودِه أقْرَبَ إلى الصلاحِ وأبعَدَ من الفسادِ، وحاجة الكلِّ من ذَوي
النقصانِ إلى مؤَدِّبٍ للجُناةِ، مُقَوِّمٍ للعصاةِ، رادعٍ للغواةِ، مُعَلِّمٍ
للجُهّالِ ، مُنَبِّهٍ للغافلينَ ، مُحَذرٍ من الضلالِ ، مُقيم للحدودِ، مُنَفَذٍ
للأحكام ، فاصلٍ بين أهلِ الاختلافِ ، ناصبٍ للأمَراءِ، سادٍّ
للثُغورِ، حافَظٍ للأمْوالِ ، حامٍ عن بَيْضةِ الإسلام ، جامعٍ للناسِ في
الجُمُعاتِ والأعيادِ .

وقيام الأدِلةِ على أنه مَعْصوم من الزلاّتِ لغناه عن الإمام بالاتِّفاقِ ،
واقتضاءِ ذلَك له العصمةَ بلا ارتيابٍ ، ووجوبِ النصِّ علىَ مَنْ هذه
سبيلهُ مِنَ الأنام ، أو ظُهورِ المُعْجزِ عليه ، لتميّزهِ ممّن سواه ، وعَدَم هذه
الصفات من كل احدٍ سوى مَنْ أثْبَت إِمامتَه أصحابُ الحسنِ بن عليٍّ عَليهِما
السلامُ وهو ابْنُه المهدي ، على ما بَيَّناه .

وهذا أصْل لن يحتاجَ معه في الإمامةِ إلى روايةِ النصوصِ وتعدادِ
____________
(1) في «م » وهامش «ش »: ابن الحسن .
(343)
ما جاء فيها من الأخبارِ، لقيامِه بنفسِه في قَضيٌةِ العقولِ وصِحَّتِه بثابتِ
الاستدلالَ .

ثم قد جاءتْ روايات في النصِّ على ابن الحسن عليه السلامُ من
طُرُقٍ يَنْقَطِعُ بها الأعذارُ، وأنا بمشيّةِ ِ الله مُورِدٌ طَرَفاً منها على السبيلِ
التي سَلَفَتْ من الأخْتصارِ.
*
*
*
(344)
(345)
باب
ماجاءَ من النصِّ
على إِمامةِ صاحب الزمانِ الثاني عشر من الأَئمةِ
صلواتُ الله عليهمَ في مُجملٍ ومُفَصَّلٍ على البيانِ

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد، عن محمد بن يعقوب الكليني ،
عن عليِّ بن إِبراهيم ، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل
(1)، عن
أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلامُ قالَ : «إِنَ اللهَ عزَّ اسْمُه أرْسَلَ
محمداً صلّى اللهُّ عليهِ والهِ إِلى الجنِّ والإنسِ ، وجَعَلَ من بَعْدِه اثْنَي عَشَرَ
وصيّاً، منهم مَنْ سَبَقَ ومنهم مَنْ بَقِيَ ، وكُلُّ وَصيٍّ جَرَتْ به سُنّةٌ ، فالأوصياءُ
الذين من بعدِ محمدٍ عليه وعليهم السلامُ على سنَّةِ أوصياءِ عيسى عليه
السلامُ وكانوا اثْنَيْ عَشَرَ، وكانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ على سُنّةِ
المسيحِ عليه السلام »
(2).

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد، عن محمد بن يعقوب ، عن
محمد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أبي عبدلله ومحمد
ابن الحسين ، عن سهل بن زياد جميعاً عن الحسن بن عباس ، عن أبي
____________
(1) كذا في «ح »، وفي «ش » و «م» : الفضل ، وهو تصحيف كما يعلم من تتبع الاسناد ومصادر
الحديث ، وفي عيون الاخبار والخصال وصف الراوي بالصيرفي وهو محمد بن الفضيل بن كثير
الازدي الكوفي من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام. انظر معجم رجال
الحديث 17 : 145 .
(2) الكافي1 : 447 | 10 ،إكمال الدين : 326| 4 ، الخصال : 478 |43 ، عيون اخبار الرضا
عليه السلام 1 :55| 21 ، الغيبة للطوسي : 141| 105 ، اعلام الورى: 366 .
(346)
جعفرٍ الثاني ، عن آبائه ، عن أميرِ المؤمنينَ عليهمِ السَلامُ قالَ : «قالَ رسولُ
الله صلى الله عليهِ وآلهِ لأصحابِه : آمِنوا بليلةِ القدرِ، فإنه يَنْزِلُ فيها أمْرُ
السَنةِ، وإنَّ لذلك وُلاةً من بَعْدي عليَّ بن أبي طالبٍ وأَحَدَ عشرَ من
وُلْده»
(1).

وبهذا الأسناد قالَ : قالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ لابن عباس : «إنَّ
ليلةَ القَدْرِ في كلًّ سَنَة ، وِانَّه يَنْزلُ في تلك الليلةِ أمْرُ السَنَةِ، ولذلك
الأمر ولاةٌ من بَعْدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وآلهِ » فقالَ له ابنُ عباس :
مَنْ هم ؟ قالَ : «أنا وأحَدَ عَشَرَ من صُلْبي
(2)أَئمة مُحَدَّثُونَ ،
(3) .

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُبن محمد، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد
ابن يحيى ، عن (محمد بن الحسين)
(4)، عن ابن محبوب ، عن ابي الجارود، عن أبي جعفر
محمد بن عليٌ عليهما السلامُ ، عن جابرِبن عبد الله الأنصاري «قالَ : دَخَلْتُ على
فاطمة بنتِ رسولِ الله عليهما السلام وبين يديها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياءِ
والأئمةِ من وُلْدها، فعَدَّدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً اخِرُهم القائمُ من وُلْدِ فاطمة ،
ثلاثةٌ منهم محمدٌ ، وأربعة منهم عليٌ»
(5) .
____________
(1) الكافي 1 : 448 |12 ، والخصال : 480 |48 ، واعلام الورى : 370، باختلاف يسير،
مناقب آل ابي طالب 1 : 298 ، مثله .
(2) في «م»:ولدي .
(3) الكافي 1 : 447| 11 ، الخصال : 47|479 ، الغيبة للنعماني : 3|60، الغيبة للطوسي :
141 | 106 ، اعلام الورى : 369 .
(4) كذا في «م » وقد صحح الحسين بالحسن في «ش » و«م ».
(5) الكافي 1 : 447| 9،إكمال الدين : 269| 13 و311| 3 و 313| 4 ، الخصال :
477| 42 ، عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 47| 6 و 7، والغيبة للطوسي : 139| 103 ،
اعلام الورى : 366 .
(347)

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن أبي عليِّ الأشعري ،
عن (الحسن بن عبيداللهّ)
(1)، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عليِّ
ابن سماعة، عن عليِّ بن الحسن بن رباط ، عن عمر بن أُذَيْنة، عن زرارة
قالَ : سَمِعْتُ أبا جعفر عليه السلامُ يَقولُ : «الاثْنا عشر الأئمةُ من آلِ
محمدٍ كُلُّهم مُحَدَّثٌ ، عليّ بن أبي طالب وأحَدَ عَشَرَمن وُلْده ، ورسولُ اللة
وعلي هما الوالدان ، صلّى الله عليهما»
(2).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن إِبراهيم ، عن
أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير، عن أبي
جعفر عليه السلامُ قالَ : «يكونُ بعد الحسين عليه السلامُ تسعةُ
أئمةٍ ، تاسِعُهُمْ قائمُهُمْ »
(3) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد،
عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان ، عن زرارة قالَ : سَمِعْتُ أبا
جعفر عليه السلامُ يَقولُ : «الأئمةُ اثْنا عَشَرَ إماماً ، منهم الحسنُ والحسينُ ،
ثم الأئمةُ من وُلْدِ الحسين عليهم السلامُ »
(4).
____________
(1) كذا في النسخ ، والظاهر ان الصواب الحسين بن عبيدالله كما في الخصال والعيون ، وانه الحسين
ابن عبيدالله بن سهل السعدي ، يروي عنه أحمد بن ادريس - أبو علي الاشعري - في حال
استقامته . «رجال النجاشي : 61| 141» .
(2) الكافي 1 : 448 | 14 ، وفي عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 56| 24 ، والخصال :
480 | 49 ، والغيبة للطوسي : 151 |112 ، ومناقب آل ابي طالب 1 : 298 ، واعلام
الورى : 369 ، باختلاف يسير.
(3) الكافي 1 : 448 |15 ، الخصال : 480 | 50 ، إعلام الدين : 350| 45 ، دلائل الامامة :
24 ، الغيبة للنعماني : 94| 25 ، اثبات الوصية: 227 ، الغيبة للطوسي : 440| 104 .
(4) الكافي 1 : 448 |16 ، الخصال : 478 | 44 و 480 | 51 ، عيون اخبار الرضا عليه السلام
1: 56 | 22 .
(348)

أخْبَرَني أبو القاسمِ جعفرُبن محمد، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ
ابن محمد، عن محمد بن عليِّ بن بلال قالَ : خَرَجَ إِلَيّ أمْرُأبي محمد
الحسنِ بن عليٍّ العسكري عليه السلامُ قَبْلَ مُضِيِّهِ بسنتين يُخْبِرُني بالخَلَفِ
من بَعْدِه ، ثم خَرَجَ إِلَيَّ من قَبْل مُضيِّه بثلاثة أيامِ يُخْبرُني بالخَلَفِ من
بَعْدِه
(1).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى، عن
أحمدَ بن إِسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قالَ : قُلْتُ لأبي محمد
الحسن بن عليِّ عليه السلامُ : جَلالتُك تَمْنَغني عن مَسْألتك ، فَتأْذَنُ لي
أنْ أسْألَكَ ؟ فقالَ : «سلْ » قُلْتُ : يا سيدي ، هل لك وَلَد؟ قالَ :
«نعم » قُلْتُ : إِنْ حَدَثَ حَدَثٌ فأيْنَ أسْألُ عنه ؟ قالَ : «بالمدينةِ »
(2) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن
جعفر بن محمد الكوفي ، عن جعفر بن محمد المكفوف ، عن عمرو
الأهوازي قالَ : أراني أبو محمد ابْنَه عليهما السلامُ وقالَ : «هذا صاحِبكم
بَعْدي »
(3).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن
حمدان القلانسي ، عن العَمْري
(4) قالَ : مَضى أبو محمد عليه السلامُ
____________
(1) الكافي 1 : 264 | 1 ، اعلام الورى : 413 ، الفصول المهمة : 292 .
(2)الكافي 1 : 264 |2 ، الغيبة للطوسي : 232 | 199 ، اعلام الورى : 413 ، الفصول المهمة : 292. :
(3) الكافي 1 : 264 |3 ، الغيبة للطوسي : 234 |203 ، أعلام الورىَ : 414 ، باختلاف يسير،
ونقله العلامة المجلسي في البحار 52: 48|60 .
(4) كذا في «ش » وهامش «م» وهو الصواب ، وفي «م » ضبطه : العمَري ، وفي ذيله : صح ، وفي
=
(349)
وخَلَّفَ وَلَداً له
(1).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن
محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمدَ بن محمد بن عبداللهّ قالَ : خَرَجَ عن
أبي محمد عليه السلام حينَ قُتِلَ الزُبيري
(2) لَعَنَه الله : «هذا جزاءُ مَنِ
اجْتَرأ على الله تعالى في أوليائِه ، زَعَمَ أنه يَقْتُلُني وليس لي عَقبٌ ، فكيف
رَأى قُدْرةَ اللّهِ فيه » قالَ محمدُ بن عبدالله : ووُلِدَ له وَلَدٌ
(3).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد ، عمَّن
ذَكَرَه ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن داود بن القاسم الجعفري قالَ :
سَمِعْتُ أبا الحسن عليٌَ بن محمد عليهما السلامُ يقولُ : «الخَلَفُ من
بعدي الحسنُ ، فكيف لكم بالخَلَفِ من بعد الخَلَفِ ؟» قُلْتُ :
ولم ؟ جَعَلَني اللّهُ فداك. فقالَ : «لأنّكم لاتَرَوْنَ شَخْصَه ، ولا يَحلُّ لكم
ذكرَه باسْمِه » فقُلْتُ : فكيف نَذكُرُه ؟ قالَ : «قُولوا الحجّةُ من آلِ محمدٍ عليهم
السلامُ »
(4) .
____________
=
هامش «ش » : العُمَري وفي جوانبه : صح ثلاث مرات ورمز: (ع) و (س) وفي هامشها
أيضاً : «وقرأت في نسخة من لا يحضره الفقيه المقروءة على ابن بابويه رضيِ الله عنه ،في باب
نوادر الحج [ 2 : 307| 1525 ، 1526 ] العَمْري في عدة مواضع مضبوطاًَ مصححاً وكانت
النسخة مقروءة عليه وعليها خطه ».
(1) هذا الحديث نقل بالمعنى، روى اصله الكليني في الكافي 1 : 264| 4 .
(2) يقول العلامة المجلسي (رحمه الله) في مراة العقول 4 : 5|3: الزبَيري : كان لقب بعض
الاشقياء من ولد الزبيركان في زمانه عليه السلام فهدده وقتله الله على يد الخليفة أو غيره ،
وصحٌفه بعضهم وقرأ بفتح الزاء وكسر الباء من الزَبيربمعنى الداهية كناية عن المهتدي
العباسي ، حيث قتله الموالي .
(3) الكافي 1 : 264| 5 ، والغيبة للطوسي : 231 | 198 ، بزيادة في آخرهما .
(4) الكافي 1 : 264| 13 ،إكمال الدين : 381| 5و 648| 4 ، علل الشرائع :245| 5 ، اثبات
=
(350)

وهذا طَرَف يسيرممّا جاءَ في النصوصِ على الثاني عشرمن
الاُئمَّةِ عليهم السلامُ ، والرواياتُ في ذلك كثيرةٌ قد دَوَّنَها أصحابُ
الحديثِ من هذهِ العصابةِ وأثبَتوها في كُتُبهم المصنَفةِ، فممٌن أثْبَتَها على
الشرحِ والتفصيلِ محمّد بن إِبراهيم المكَنَّى أبا عبد اللهِ النعماني في كتابِه
الذي صَنَّفَه في الغيبةِ، فلا حاجةَ بنا مع ما ذَكَرْناه إِلى إِثْباتها على
التفصيلِ في هذا المكانِ
(1).
*
*
*
____________
=
الوصية : 224 ، كفاية الأثر: 288 ، الغيبة للطوسي : 202 | 169 ، اعلام الورى : 351،
ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 : 240 |5. وفي علل الشرائع واثبات الوصية وكفاية
الاثروإكمال إلدين صرّح بان : الخلف من بعدي «ابني» الحسن .
(1) للشيخ المفيد - رحمه الله - في الغيبة مصنفات منها: كتاب الغيبة، ومنها : مختصره (مختصر في
الغيبة)، ومنها : ثلاثة مسائل مجموعة موجودة في خزانة الطهراني بسامراء ، ومنها : كلام منه في
كتابه «العيون والمحاسن » انتزعه منه السيد المرتضى - رحمه الله - وأدرجه في «الفصول المختارة
من العيون والمحاسن » وقد أخرجه الطهراني من الفصول وأدرجه في مجموعة مسائل المفيد في
الغيبة . «انظر : الذريعة 16 : 80» .