باب
ذِكْرِ مَنْ رأى الأمامَ الثاني عشر
عليه السلامُ وطَرَفٍ من دلائلهِ وبيِّناتِه

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن
محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر- وكانَ أسنَّ شيخٍ
من ولد رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وآلهِ بالعراقِ - قالَ : رَأيتُ ابْنَ
الحسن بن عليِّ بن محمد عليهم السلامُ بين المسجدين وهوغلامٌ
(1).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى، عن
الحسين بن رزق الله قالَ : حَدثَني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن
موسى بن جعفر قالَ : حَدثَتْني حكيمةُ بنت محمد بن عليٍّ - وهي عمّةُ
الحسن عليه السلامُ - أنّها رَأتِ القائمَ عليه السلامُ ليلةَ مَوْلدِه وبَعْدَ
ذلك
(2).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن
حمدان القلانسي قالَ : قُلتُ لأبي عمرو العمري
(3): قد مَضى أبو
محمد، فقالَ لي : قد مَضى، ولكن قد خَلَّفَ فيكم مَنْ رَقَبَتُه مثلُ
____________
(1) الكافي 1 : 266 |2 ، الغيبة للطوسي : 268 | 230 ، اعلام الورى : 396 .
(2) الكافي 1 : 266 |3، وانظره مفصلاً في إكمال الدين : 424 | 1 ، وغيبة الشيخ : 237 | 205 .
(3) في هامش «ش » : هو عثمان بن سعيد العمري وهو باب الامام .
(352)
هذه - وأشارَ بيده
(1) -
(2) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن
فتح - مولى الزراري - قالَ : سَمِعْتُ أبا علي بن مطهّر يَذْكُرُ أنَه رآه ، ووَصَفَ له
قَدَّه
(3).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد، عن
محمد بن شاذان بن نُعيم ، عن خادمةٍ لإبراهيم بن عبدة النيسابوري
- وكانَتْ من الصالحات - أنَها قالَتْ : كُنْتُ واقِفةً مع إِبراهيم على الصفا ،
فجاءَ صاحبُ الأمْرِ عليه السلامُ حتى وَقَفَ معه وقَبَضَ على كتاب
مناسكِه ، وحَدَثَه بأشياء
(4) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمدعن
محمد بن عليِّ بن إِبراهيم ، عن أبي عبدالله بن صالح :أنَّه رآه بحذاء الحجر
____________
(1) قال العلامة المجلسي - رحمه الله - في مرآة العقول 4 : 2 :«وأشار بيده : أي فرَج من كل من يديه
اصبعيه الابهام والسبابة وفرٌج ببن اليدين كما هو الشائع عند العرب والعجم في الاشارة الى
غلظ الرقبة ، أي شاب قويّ رقبته هكذا ، ويؤيده أن في رواية الشيخ : وأومى بيده ، وفي رواية
اخرى رواه ، قال : قد رأيته عليه السلام وعنقه هكذا ، يريد أنّه أغلظ الرقاب حسناً وتماماً» .
ويؤيده أيضاً ما في رواية الشيخ في الغيبة : 251| 220 : ان أحمد بن اسحاق سأل أبا محمد
عليه السلام عن صاحب هذا الامر فاشار بيده أي انه حي غليظ الرقبة، وما رواه الصدوق
في إكمال الدين 2 : 441 عن عبداللُه بن جعفر الحميري انه سأل العمري : هل رأيت صاحبي ؟
قال : نعم ، وله عنق مثل ذي ، وأومأ بيديه جميعاً الى عنقه .
(2) الكافي 1: 264 |4 و 266 |4 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 52 : 60| 45 .
(3) الكافي 1 : 266 |5 ، الغيبة للطوسي : 233|269 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 52:
60|ذيل الحديث 45 .
(4) الكافي 1 : 266 | 6 ، الغيبة للطوسي : 268 | 231 ، اعلام الورى : 397 .
(353)
والناسُ يَتَجاذبونَ عليه ، وهو يَقولُ : «ما بهذا أُمِروا»
(1).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليَ بن محمد، عن
أحمدَ بن إِبراهيم بن إِدريس ، عن أبيه أنَّه قالَ : رَأيته عليه السلامُ بَعْدَ
مُضيِّ أبي محمدٍ حين أيْفَعَ
(2)، وقٌبلتُ يده ورأسه
(3).

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليٌ بن محمد، عن
أبي عبداللّه بن صالح وأحمد بن النضر، عن القنبري
(4) قالَ : جَرى
حَديثُ جعفر بن عليّ فذمه ، فقلت : فليس غيره ؟ قال : بلى، قلت :
فهل رأيته ؟ قال : لم أره ، ولكن غيري رآه ، قُلْتُ : مَنْ غَيْرُك ؟ قالَ : قد
رآه جعفرُ مرَّتين
(5) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن
جعفر بن محمد الكوفي ، عن جعفر المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قالَ :
____________
(1) الكافي 1 : 267| 7، ونقله العلامة المجلسي في البحار 52 : 60| 46 .
(2) اليافع : الشاب . «لسان العرب - يفع - 8 : 415 » .
(3) الكافي1 : 267 | 8 ، الغيبة للطوسي : 268 | 230 ، اعلام الورى : 397 .
(4) اثبتناها من نسخة في هامش «ش » و«م »، وتحتها في «م »: صح وفي متنها: العنبري ، وفوقها
في «ش » : مـ ، وتحتها : صح ، ونسخة «ح » غير واضحة، والظاهر صحة ما أثبتناه ، وهو الموافق
للمصادر، وقد وصفته بأنه رجل من ولد قنبر الكبيرمولى أبي الحسن الرضا عليه السلام .
وقد ذكر في الكافي والغيبة للشيخ في ذيل هذه الرواية : وله حديث ، والظاهر أنه اشارة الى
ما رواه في إكمال الدين : 442 |15 باسناده عن أبي عبدالله البلخي عن محمد بن صالح بن علي
ابن محمد بن قنبر الكبيرمولى الرضا عليه السلام قال : خرج صاحب الزمان عليه السلام على
جعفر الكذاب . . الخبر، ومنه يظهر المراد من القنبري هنا .
(5) الكافي 1 : 267 | 9 ، الغيبة للطوسي : 248 |217 ، اعلام الورى : 397، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 52: 47 | 60 .
(354)
أرانيه أبو محمد وقالَ : «هذا صاحبُكم »
(1) .

أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ،
عن الحسن بن علي النيسابوري ، عن إِبراهيم بن محٌمد، عن أبي نصر
طريفِ الخادم أنَّه رآه عليه السلامُ
(2) .

وأمثالُ هذه الأخبار في معنى ما ذكرناه كثيرةٌ ، والذي اخْتصَرْناه منها
كافٍ فيما قَصدْناه ، إِذ العمدة في وجودِه وِامامتِه عليه السلامُ ما قدمْناه ،
والَّذي يأْتي من بعدُ زيادةٌ في التأْكيدِ لو لم نُوردْه لكانَ غيرَ مُخلٍّ بما
شَرَحْناه ، والمنّة للّهِ عزَّ وجلَّ .
____________
(1) الكافي 1 : 264| 2 و 267| 12 ، الغيبة للطوسي : 234| 202 ، اعلام الورى: 414 ،
ونقله العلامة المجلسي في البحار 52 : 48|65 .
(2) الكافي 1 : 267 | 13 ، اعلام الورى : 396 ، وفيهما : ابو نصر ظريف ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 52 : 49|60 .
(355)
باب
طَرَفٍ من دلائل
صاحبِ الزمانِ عليه السلامُ وبيِّناتِه وآياتِه

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد بن قولويه ، عن محمد بن
يعقوب ، عن عليِّ بن محمد، عن محمد بن حَمّويه ، عن محمدبن
إِبراهيم بن مهزيار
(1) قالَ : شَكَكْتُ عند مُضيّ أبي محٌمد الحسن بن
عليٍّ عليهما السلامُ واجْتَمَعَ عند أبي مالٌ جليلٌ فحَمَلَه ، وركِبتُ السفينةَ
معه مشيِّعاً له ، فوَعَك وَعْكاً شديداً فقالَ : يابُنَيّ ، رُدَّني فهو الموت ،
وقالَ لي : اتَق الله في هذا المالِ ، وأوصى إِلَيَّ وماتَ بعد ثلاثةِ أيامٍ .

فقُلتُ في نفسي : لم يكُنْ أبي ليوصيَ بشيءٍ غير صحيح ، أحملُ
هذا المالَ إِلى العراقِ ، وأكْتري داراً على الشطِ ، ولا أُخبرُأحداً بشيء ،
فإِنْ وَضِحَ لي كوضوحهِ في أيامِ أبي محمد أنْفَذْتُه ، وِإلاّ أنْفَقْتُه في ملاذّي
وشهواتي .

فقَدِمْتُ العراقَ واكْتَرَيْتُ داراً على الشطِ وبقيتُ أياماً؟ فإِذا أنا
برقعةٍ مع رسولٍ ، فيها : «يا محمدُ، معك كذا وكذا» حتى قصَّ عَلَيَّ جميعَ
____________
(1) في «ش » و «م» : مهران بدل مهزيار وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من «ح » وهو الموافق
للمصادر، وقد عده الشيخ من اصحاب أبي محمد العسكري : 436 |15 ، وذكره الصدوق
في إكمال الدين : 442 ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام وكان من الوكلاء
وقد ذكر في ص 486 رواية ورود محمد بن ابراهيم بن مهزيار الى العراق شاكٌاً مرتاداً بالفاظ
أخرى .
(356)
ما معي ، وذَكَرَ في جملتهِ شيئاً لم أُحِطْ به علماً، فسَلمْتُه إِلى الرسولِ ،
وبَقيتُ أياماً لا يَرْفَعُ بي رأس ، فاغْتَمَمْتُ فخرجَ إليّ : «قد أقمناك مقامَ
أبيك ، فاحمد الله»
(1) .

وروى (محمد بن أبي عبدالله السيّاري)
(2) قالَ : أوْصَلْتُ أشياءَ
للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهبٍ ، فقبلَتْ وردٌ عَلَيٌ السوار، وأمِرْتُ
بكسرِه فكَسَرْتُه ، فإِذا في وسطه مثاقيل حديدٍ ونحاسٍ وصُفرٍ، فأخْرَجْته
ونفَذْتُ الذهبَ بعد ذلك فقبل
(3).

عليُّ بن محمد قالَ : أوْصلَ رجلٌ من أهلِ السوادِ مالاً، فرُدَّ عليه
وقيلَ له : «أخرِجْ حقَّ ولد عمِّك منه ، وهو أربعمائة درهم » وكانَ الرجلُ
في يده ضيعةً لولد عمٌه ، فيها شركةٌ قد حَبَسها عنهم ، فنَظَرَ فإذَا الذي
لولدِ عمه من ذلك المالِ أربعمائةُ درهمٍ ، فأخْرَجَها وأنفَذَ الباقي فقُبِلَ
(4) .

القاسمُ بن العلاء قالَ : وُلدَ لي عدّةُ بنين ، فكُنْتُ أكْتُبٌ وأسألُ
الدعاءَ لهم فلا يَكْتُب إِليٌ بشيءٍ من أمْرهم ، فماتوا كلٌهم ، فلمّا وُلِدَ لي
____________
(1) الكافي 1 : 434 |5 ، الغيبة للطوسي : 281 | 239 ، اعلام الورى : 417 ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 51 : 32|311 .
(2) كتب في «ش» في ذيل «أبي » و«السياري » كلمة : «كذا» ، وكأنها أشارة الى اختلاف الارشاد مع
المصادر، حيث ان في الكافي : محمد بن أبي عبداللّه عن أبي عبدالله النسائي ، وفي بعض نسخه
واعلام الورى : الشيباني بدل النسائي .
(3) الكافي 1 : 6|435، اعلام الورى : 418، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51:
297 | 12 .
(4) الكافي 1 : 8|435 ، اعلام الورى : 418 ، ورواه باختلاف يسير الطبري في دلائل الامامة :
286 ، والصدوق في إكمال الدين : 486 | 6 ، وعماد الدين الطوسي في ثاقب المناقب :
597| 540، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51: 326| 45 .
(357)
الحسين
(1) ـ ابني - كَتَبْتُ أسْألُ الدعاءَ له فاُجِبْتُ فبقيَ والحمدُ للّهِ
(2).

عليًّ بن محمد، عن أبي عبدالله بن صالح قالَ : خَرَجْتُ سنةً من
السنين إِلى بغداد، واسْتَأذَنْتُ في الخروج فلم يُؤذَنْ لي ، فأقَمْتُ اثنين
وعشرين يوماً بعد خروجِ القافلةِ إِلى النهروان ، ثم اُذِنَ لي بالخروجِ يوم
الأربعاء ، وقيلَ لي : «اُخرُجْ فيه » فَخَرجْتُ وأنا آيس من القافلةِ أنْ الْحَقَها ،
فوافيت النهروانَ والقافلةُ مقيمةٌ ، فما كانَ إلاّ أن عَلَفْتُ جَمَلي حتى رَحَلَتِ
القإفلة فرَحَلْتُ ، وقد دُعيَ لي بالسلامة فلم ألْق سوءً والحمدُ لله
(3).

عليُّ بن محمد، عن نصرِبن صباح البلخي
(4)، عن محمد بن يوسف
الشاشي قالَ : خَرَجَ بي ناسور
(5) فأريتُه الأطباءَ، وأنفَقْتُ عليه مالاً عظيماً
فلم يَصْنَعِ الدواءُ فيه شيئاً، فكَتَبْتُ رُقعةً أسْألُ الدعاءَ، فوَقَّعَ إِلَيَّ : «ألْبَسَك
الله العافيَة، وجَعَلَكَ مَعَنا في الدنيا والأخرةِ» فما أتَتْ عَلَيَّ جُمعة حتى
عُوفيتُ وصارَ الموضعُ مثلَ راحتي ، فدَعَوْتُ طبيباً من أصحابِنا وأرَيتُه إِيّاه
____________
(1) في الكافي : الحسن ، والظاهر انه هو الصحيح كما يظهر من كتب الرجال ومن رواية رواها
الشيخ في الغيبة : 263|310.
(2) الكافي 1 :9|435، اعلام الورى: 418 .
(3) الكافي 1: 435 | 10 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51: 297| 13 .
(4) كذا في «ح » وهامش «ش» والبحار، وفي «ش» و «م » : علي بن محمد بن نصر بن صباح ، وفي
مطبوعة الكافي : علي عن النضربن صباح البجلي ، وفي بعض نسخه : علي بن نصر بن صباح ،
وعن بعض نسخه : نضر بن الصباح ، والظاهرأنّ صحة سند الكافي هو: علي عن نصر بن
صباح -أو الصباح - البلخي ، والمراد من علي في السند هو علي بن محمد المتقدم في السند
السابق ، ولذلك ذكر المصنف اسمه الكامل ، ونصر بن صباح كان من أهل بلخ يروي عنه
الكثي في غيرواحد من مواضع رجاله ، وقد ترجمه النجاشي في رجاله : 428 | 1149 ، والشيخ
في رجاله : 515.
(5) الناسور: العرق الذي لا تنقطع علته «القاموس المحيط - نسر- 2 : 141 » .
(358)
فقالَ : ما عَرَفْنا لهذا دواءً، وما جاءَتْك العافيةُ إلاّ من قِبَلِ الله بغير
احتساب
(1).

عليُّ بن محمد، عن عليِّ بن الحسين اليماني قالَ : كُنْتُ ببغداد
فتهيَّأتْ قافلةٌ لليمانيين ، فأرَدْتُ الخروجَ معهم فكَتَبْتُ ألتمسُ الإذنَ في
ذلك ، فخَرَجَ : «لا تَخْرُجْ معهم ، فليس لك في الخروجِ معهم خيرة،
وأقِمْ بالكوفة» قالَ : فأقَمْتُ ، وخَرَجَتِ القافلة فخَرجَتْ عليهم بنو
حنظلة فاجْتاحَتْهم .

قالَ : وكَتَبْتُ أستَأْذنُ في ركوبِ الماءِ فلم يُؤذنْ لي ، فسَألْتُ عن
المراكبِ التي خَرَجَتْ تلك السنةَ في البحرِ، فعُرِّفْت أنّه لم يَسلُمْ منها
مركبٌ ،خَرَجَ عليها قومٌ يقالُ لهم : البوارجُ فقَطَعوا عليها
(2) .

عليُّ بن الحسين قالَ : وَرَدْتُ العَسْكرَفأتيتُ الدرْبَ مع المَغِيْب
(3)،
ولم أكلِّمْ أحداً ولم أتعرَّفْ إِلى أحدٍ ، فأنا أُصلّي في المسجدِ بعد فراغي من
الزيارةِ
(4)، فإِذا بخادمٍ قد جاءني فقالَ لي : قمْ ، فقُلتُ له : إلى أينَ ؟ فقالَ :
إِلى المنزلَ ، قُلتُ : ومَنْ أنا! لعلّك أُرْسِلْتَ إلى غَيري ، فقالَ : لا، ما
أُرْسِلْتُ إلاّ إليكَ (أنتَ عليُّ بن الحسين ، وكان معه غلامٌ فسارّه)
(5)، فلم
____________
(1) الكافي 1 : 436 | 11 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51: 297| 14 ، كما ذكره الراوندي
بحذف آخره في الخرائج والجرائح 2 : 695 | 9 .
(2) الكافي 1 : 436 | صدر حديث 12 ، اعلام الورى : 418 ، وباختلاف يسيرفي إكمال الدين : 491 |
صدر حديث 4 1 ، ورواه في الهداية الكبرى : 372 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51 : . 330| 53 .
(3) في هامش «ش »: أي عند غيبوبة الشمس .
(4) قال الفيض الكاشاني في الوافي 3 : 872 :لعله أراد بالزيارة زيارة الصاحب (عجل الله فرجه)
من خارج داره كما يدل عليه قوله : «من داخل » في آخر الحديث .
(5) في الكافي بدله : أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن ابراهيم ، فمرّ بي حتى انزلني في بيت
=
(359)
أدْرِ ما قالَ حتى أتاني بجميعِ ما أحتاجُ إليه ، وجَلَسْتُ عنده ثلاثةَ أيام ،
واسْتَاْذَنْتُه في الزيارةِ من داخلِ الدارِ، فأذِنَ لي فزُرْتُ ليلاً
(1).

(الحسينُ بن الفضل الهماني)
(2) قالَ : كَتَبَ أبي بخطِّه كتاباً فوردَ
جوابُه ، ثم كَتَبَ بخطي فوَردَ جوابُه ، ثم كتب بخطِّ رجل جليلٍ من فقهاءِ
أصحابِنا فلم يَردْ جوابُه ، فنَظَرْنا فإِذا ذلك الرجلُ قد تَحوّلَ قَرْمَطياً
(3) .
____________
=
الحسين بن أحمد ثم سارّه .
(1) الكافي 1 : 436 | ذيل الحديث 12 ، وباختلاف يسير في إكمال الدين : 491 | ذيل الحديث
14 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51 : 330| ذيل الحديث 53.
(2) في «ش » : الحسين بن المفضل الهُماي وقد كتب في ذيل المفضٌل والهماني كلمة : هكذا ، وفي هامشها :
الفضل بدل المفضل ، وأيضاً في هامشها :الهُماي ،ع وفوقه : صح ، وفي متن «م » : الحسين بن
المفضل الهماي ، وفي هامشها : الهُماي وذيله : صح .
وفي هامش كلا النسختين : كان من فقهاء اصحابنا.
وفي نسخة «ح » : الحسين بن الفضل ولقبه مردّد بين الهماني والعماني .
وروى الخبر في الكافي عن الحسن بن الفضل بن زيد (يزيد خ . ل) اليماني (الهمداني ،
الهماني خ . ل) وقد عدّ في إكمال الدين : 443 ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه
السلام ورآه من غير الوكلاء جماعة كان من ضمنهم ، بقوله : ومن اليمن الفضل بن يزيد
والحسن ابنه . وفي ص 490 من نفس الكتاب ذكر هذا الخبرعن الحسن بن الفضل اليماني .
فالظاهر انّ الصواب : الحسن بن الفضل اليماني .
(3) في هامش «ش » و «م » : القرامطة هؤلاء المبطلون وهم منسوبون الى انسان كان ملقباً بكوميته ،
والقرمطي هو ابو سعيد الجنّابي ، وجنّابة : بليدة على سيف أو قريبة من البحرين وكان ابوسعيد
يستعرض الحاج فأهلك عالماً منهم ، وابنه ابو طاهر هو الذي تعرض للحاج فقتلهم عن آخرهم
واخذ الخِفّ (*) الذي كان معهم وقلع الحجر الاسود فحمله الى الاحساء وبنى بيتاً وركٌب
الحجر في ركنه وجعل يحج الناس اليه فبقي الحجر بالاحساء عشر سنين ثم نقل الى الكوفة
فبقي في مسجدها سنتين ، ثم رد الى الكعبة، وروي ان ابا طاهر الجنّابي لما قتل الحاج رؤي
وهو يقول :
أنا لله ولله أنا * يخلق الخلق وأفنيهم أنا

* الخِفُ : المال الخفيف من الذهب والفضة والأبريسم والجواهر وغيرذلك .
(360)

وذَكَرَ (الحسينُ بن الفضل)
(1) قالَ : وَرَدْتُ العراقَ وعَمِلْتُ على ألاّ
أخْرُجَ إلاّ عن بيِّنةٍ من أمْري ونجاحٍ من حوائجي ، ولو احْتَجْتُ أنْ أقيمَ
بها حتى أتصدَّقَ
(2)، قالَ : وفي خلالِ ذلك يضيقُ صَدْري بالمُقام ،
وأخافُ أن يَفُوتَني الحجُّ . قالَ : فجئْتُ يوماً إِلى محمد بن أحمدَ-وكانَ السفَيرَ
يومئذٍ -أتقاضاه فقالَ لي : صِرْ الى مسجد كذا وكذا ، فإنٌه يَلْقاك رجلٌ ، قالَ :
فصِرْتُ إليه ، فدَخَلَ عَلَيَّ رجلٌ ، فلمّا نَظَرَإِلَيَّ ضَحِكَ وقالَ لي : لا تَغْتَمّ ،
فإنَّك ستحجُّ في هذهِ السنةِ وتنصرِفْ إِلى أهلِك وولدِك سالماً قالَ :
فأَطْمَأنَنْتُ وسَكَنَ قَلْبيث وقُلْتُ : هذا مصداقُ ذلك .

قالَ : ثم وَرَدْتُ العسكر
(3) فخَرَجَتْ إِلَيَّ صرةٌ فيها دنانير وثوبُ ،
فاغْتَمَمْتُ وقُلْتُ في نفسي : جَدّي
(4) عند القومِ هذا! واسْتَعْمَلْتُ
الجهْلَ فرَدَدْتُها، ثم نَدِمْتُ بعد ذلك ندامةً شديدةً وقُلتُ في نفسي:
كَفَرْتُ بردّي على مولاي ، وكَتَبْتُ رقعةً أعتذرُ من فعلي وأبوُءُ بالإثم
وأسْتَغْفِرُ من زَلَلي وأنفَذْتُها، وقُمتُ أتَطَهَّرُ للصلاةِ وأنا إذ ذاك أُفكّرُ في
نفسي وأقولُ : إِن رُدَّتْ عَلَيَّ الدنانيرُلم أحللْ شَدَّها، ولم أُحْدِثْ فيها شيئاً
حتى أحْمِلها إِلى أبي فإِنَّه أعْلَمُ منَّي . فخرج إِلَيَّ الرسولُ الذىِ حملَ الصرٌة
وقالَ : قيلَ لي : «أسَأتَ إِذ لم تُعْلم الرجلَ ، إِنّا ربمّا فَعَلْنَا ذلك بموالينا
ابتداءً، ورُّبما سَألونا ذلك يَتَبَركَون به » وخَرَجَ إِلَيَّ : «أخْطَاْتَ في ردِّك برِّنا،
____________
(1) كذا في «م » و«ح » وهامش «ش »، وفي متن «ش » : الحسين بن المفضّل ، وقد مرٌ ما يتعلق به
آنفاً .
(2) تصدق : من الاضداد، يقال : قد تصدق الرجل اذا أعطى ، وقد تصدق إذا سأل ، والمراد
هنا الثاني . انظر « الاضداد للانباري : 179 » .
(3) العسكر: مدينة سامراء في العراق .
(4) في هامش «ش » و«م »: جَدّي : أي حظي ونصيبي كأنه استصغره .
(361)
فإِذا اسْتَغْفَرْتَ الله فاللهُّ يَغْفِر لك ، وإذا كانت عزيمتُك وعَقْدُ نِيَّتِك فيما
حَمَلْناه إِليك ألاّ تُحْدِثَ فيه حَدَثاً إِذا رَدَدْناه اليك ولا تَنْتَفِعَ به في طريقك فقد
صَرَفْناه عنك ، فأمّا الثوبُ فخُذْه لتُحْرمَ فيه » .

قالَ : وكَتَبْتُ في معنيين وأرَدْتُ أنْ أكتُبَ في الثالثِ فامْتَنَعْتُ منه ،
مخافَة أن يَكْرَهَ ذلك ، فوَردَ جواب المعنيين والثالثِ الذي طَوَيتُ مفسَّراً،
والحمدُ الله.

قالَ : وكُنْتُ واقَفْت جعفرَ بن إِبراهيم النيسابوري - بنيسابور- على
أنْ أرْكَبَ معه إِلى الحجِّ وأُزامِلَه ، فلمّا وافَيْتُ بغداد بدا لي
(1) وذَهَبْتُ أطلُبُ
عديلاً،فلَقِيَني ابنُ الوجناء
(2) وكُنْتُ قد صِرْتُ اليه وسَألتُه أن يَكْتَريَ لي
فوَجَدْتُه كارهاً،فلمّا لَقِيَني قالَ لي : أنا في طَلبك ، وقد قيلَ لي : لا إنّه
يَصْحَبُك فأحْسِنْ عِشْرتَه واطْلُبْ له عديلاً واكْتِرله »
(3) .

عليُّ بن محمد، عن الحسن بن عبد الحميد قالَ : شَكَكْتُ في أمْرِ
حاجزٍ
(4)، فَجَمَعْتُ شيثاً ثم صِرْتُ إِلى العَسْكرِ، فخَرَجَ إِلَيَّ : «ليس فينا
____________
(1) في الكافي : بدا لي فاستقلته .
(2) قال العلامة المجلسي - رحمه الله - في مرآة العقول 6 : 188 : يظهر من كتب الغيبة ان ابن
الوجناء هوأبو محمد ابن الوجناء، وكان من نصيبين وممن وقف على معجزات القائم عجل الله
فرجه .
(3) الكافي 1 : 436 | 13 ، وذكره الطبرسي بحذف قطعة من آخره في اعلام الورى: 419 ،
والصدوق باختلاف يسير في إكمال الدين : 490 |13 .
(4) في «م » وهامش «ش » : حاجر، هكذا مهملاً، وعلى آخره في هامش «ش » صح ، وما أثبتناه من
«ش » و«ح » ، وفي المصادر وكتب الرجال : حاجز بالمعجمة أيضاً ، وقد ورد اسمه في إكمال
الدين : 442 | 16 في من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه من الوكلاء ببغداد،
ويستفاد ذلك من نفس المصدر ص 488 | 9و10 وقد عبّرعنه بالحاجزي أيضاً ، وهو: حاجز
ابن يزيد الوشاء كما يظهر من آخر الحديث .
(362)
شكٌّ ولا فيمن يقومُ مقامَنا بأمرِنا ، فرُدٌ ما معك إِلى حاجزِ بن يزيد»
(1).

عليُّ بن محمد، عن محمد بن صالح قالَ : لمّا ماتَ أبي وصارَ الأمْرُ
إِلَيَّ
(2)، كانَ لأبي على الناسِ سفاتجُ
(3) من مالِ الغريم ، يعني صاحبَ
الأمْرِ عليه السلامُ .

- قالَ الشيخُ المفيد : وهذا رمز كانت الشيعةُ تَعْرِفُه قديماً بينها،
ويكونُ خطابُها عليه للتقية -.

قالَ : فكتَبْتُ إِليه أُعْلِمُه ، فكَتَبَ إِلَيَّ : «طالِبْهم واستقْصِ عليهم »
فقضاني الناسُ إلاّ رجلاً واحداً وكانتْ عليه سُفتجةٌ باربعمائة دينارٍ ،
فجِئْتُ إليه أطْلبُهُ فمَطَلَني واسْتَخَفَّ بي ابنُه وسَفِهَ عَلَيَّ ، فشَكَوْتُه إِلى أبيه
فقالَ : وكانَ ماذا؟! فقَبَضْتُ على لحيته وأخَذْتُ برِجْلِه وسَحِبْتُه إِلى وسطِ
الدارِ، فَخَرَجَ ابنُه مستغيثاً باهلِ بغداد وهو يقولً : قميّ رافضيٌ قد
قَتَلَ والدي . فاجْتَمَعَ عَلَيَّ منهم خلقٌ كثيرٌ ، فَرَكِبْت دابَّتي وقُلْتُ :
أحْسَنْتُم - يا أهلَ بغداد - تَميلونَ مع الظالمِ على الغريب المظلومِ ، أنا
رجل من أهلِ همذانِ من أهلِ السُنة، وهذا يَنْسبُني إِلى قُم ويَرْميني
بالرَفْضِ ليَذْهبَ بحقّي ومالي ، قالَ : فمالُوا عليه وأرادُوا أنْ يَدْخُلوا إِلى
حانوته حتى سَكَّنْتُهم ، وطَلَبَ إِلَيَّ صاحبُ السُفْتَجَةِ أنْ آخُذَ مالَها وحَلفَ
____________
(1) الكافي 1 : 437 | 14 ، اعلام الورى : 420 .
(2) يعني أمر الوكالة .
(3) السفاتج : جمع سفتجة، وهي ان تعطي مالاً لأخر له مال في بلد آخر وتأخذ منه ورقة فتأخذ
مالك من ماله في البلد الأخر، فتستفيد أمن الطريق وهي في عصرنا الحوالة المالية، انظر.
«مجمع البحرين - سفتج -2 : 310 ».
(363)
بالطلاقِ أنْ يوَفِّيَني مالي في الحالِ ، فاسْتَوْفَيْتهُ منه
(1) .

عليُّ بن محمد، عن عدّةٍ من أصحابِنا، عن أحمدَ بن الحسن
والعلاءِ بن رزق اللّه ، عن بدر غُلامِ أحمدَ بن الحسن ، عنه
(2) قالَ : وَردْت
الجَبَلَ وأنا لا أقولُ بالإمامةِ، اُحِبُّهم جملة ، إلى أن ماتَ يزيدُ بن عبداللهِ
فأوْصى في علته أن يُدْفَعَ (الشهري السمند)
(3) وسَيْفُه ومِنْطَقَتُه إِلى مولاه ،
فخِفْتُ إن لم أدفَعْ الشهري الى أذكوتكين
(4) نالَني منه استخفاف ،
فقوَّمْتُ الدابَّةَ والسيفَ والمِنْطقةَ سبعمائة دينارٍ في نفسي ، ولم أُطْلعْ عليه أحداً ،
ودَفَعْتُ الشهري إِلى أذكوتكين ،و اذا الكتابُ قد وَرَدَ عَلَيَّ من العراقِ أن
وَجِّهِ السبعَ مائة دينارٍ التي لنا قِبَلَك من ثَمَنِ الشهري والسيفِ
والمِنْطَقَةِ
(5).

عليُّ بن محمد قالَ : حَدثَني بعض أصحابِنا قالَ : وُلِدَ لي ولدٌ فكَتَبتُ
أستأذنُ في تطهيره يوم السابع ، فورد :« لاتفعل » فمات يوم السابع أو الثامن ،
ثم كَتَبْتُ بمَوْته ، فوَرَدَ: «ستُخْلَفُ غيرَه وغيرَه ، فسٌم الأولَ
أحمدَ، ومن بعد أحمدَ جعفراً» فجاءَ كما قالَ .
____________
(1) الكافي 1 : 15|437 .
(2) ظاهره رجوعه الى أحمد بن الحسن فهو راوي الخبرففي السند تحويل ، لكن قد خلت المصادر
من كلمة (عنه) فراوي الخبرهو بدر غلام أحمد بن الحسن .
(3) الشهري السمند : اسم فرس . «مجمع البحرين - شهر- 3 : 357» .
(4) اذكوتكين : قائد عسكري تركي للعباسيين وقد أغار على بلاد الجبل . ومن اراد التوضيح
فليراجع المحاسن للبرقي بقلم المحدث الارموي ص (لا - نب) .
(5) الكافي 1 : 438| 16، الغيبة للطوسي : 282| 241، وفيه : يزيد بن عبد الملك بدل :
يزيد بن عبدالله ، ورواه الطبري في دلائل الامامة : 285 باختلاف يسير، والطبرسي في اعلام
الورى: 420 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51 : 311|31 .
(364)

قالَ : وتَهيأْتُ للحجِّ وودَعْتُ الناسَ وكُنْتُ على الخروجِ ، فوَردَ:
«نحن لذلك كارهونَ ، والأمرُ إِليك » فضاقَ صَدْري واغْتَمَمْتُ
وكَتَبْتُ : أنا مُقيمٌ على السمعِ والطاعةِ، غيرَ انّي مُغتم بتَخَلُّفي عن
الحجٌ ، فوَقَعَ : «لا يضيقَنَّ صدْرُك ، فإِنَّك سَتَحجًّ قابلاً إِن شاءَ الله » قالَ :
فلمّا كانَ من قابلٍ كَتَبْتُ أسْتَأْذِنُ ، فوَردَ الإذنُ ، وكَتَبْتُ : إِنّي قد عادَلْتُ
محمّدَ بن العباس ، وأنا واثقٌ بديانتِه وصيانتِه ، فوَردَ : «الأسدي نِعْمَ
العديلُ ، فإِن قَدِم فلا تَخْتَرْ عليه » فقَدِمَ الأسديُ وعادَلْته
(1) .

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ
ابن محمد، عن الحسن بن عيسى العُريضي قالَ : لمّا مضى أبومحمد
الحسنُ بن عليِّ عليهما السلامُ وَرَدَ رجلٌ من مصربمالٍ إِلى مكة لصاحبِ
الامْرِ، فاختُلِفَ عليه ، وقالَ بعضُ الناسِ : إِنّ أبا محمد قد مَضى عن
غير خَلَفٍ . وقال آخرونَ : الخَلَفُ من بعدِه جعفرُ. وقالَ آخرونَ :
الخَلَفُ من بعدِه ولدُه . فبَعَثَ رجلاً يكنّى أبا طالب إِلى العسكرِيَبْحَثُ
عن الامْرِ وصحّتِه ومعه كتابُ ، فصارَ الرجلُ إِلى جعفر وسأله عن برهان ،
فقالَ له جعفرُ: لا يتهيّأْ لي في هذا الوقتِ . فصارَ الرجلُ إِلى الباب وأْنفَذَ
الكتابَ إِلى أصحابِنا المرسومينَ بالسفارةِ، فخَرَجَ إِليه : «آجَرَكَ ُ الله في
صاحبِك فقد ماتَ ، وأوصى بالمالِ الذي كانَ معه إِلى ثقةٍ يَعْمَلُ فيه بما
____________
(1)الكافي 1 : 438 | 17 ، والغيبة للطوسي : 283 | 242 و 416 | 393 ،ونقله العلامة المجلسي
في البحار 51 : 308| 42 ، وذكر صدره باختلاف يسير الطبري في دلائل الامامة : 288 ،
والصدوق في إكمال الدين : 489 .
والأسدي هو محٌمد بن جعفر بن محٌمد بن عون الاسدي ابو الحسين الرازي احد الابواب .
رجال الشيخ : 28|496 - في من لم يرو - ، رجال النجاشي : 373| 1020 .
(365)
يَجبُ واُجيبَ عن كتابِه » وكان الأمرُ كما قيلَ له
(1) .

وبهذا الإسنادِ عن عليِّ بن محمد قالَ : حَمَلَ رجلٌ من أهلِ آبة
(2)

شيئاً يُوصِلُه ونَسِيَ سيفاً كان أراد حَمْلَه ، فلمّا وَصَلَ الشيءُ كتِبَ إِليه
بوصوله وقيلَ في الكتابِ : «ما خبرُ السيفِ الذي أُنسِيتَه ؟»
(3).

وبهذا الإسناد عن عليِّ بن محمد، عن محمد بن شاذان
(4)
النيسابوري قالَ : اجْتَمعَ عندي خمسمائةُ درهمٍ يَنْقصُ عشرون درهماً،
فلم أُحبُ أن أنْفذَها ناقصةً ، فوَزَنْتُ من عندي عشرين درهماً وبَعَثْتُ بها
إِلى الأسدي ولم أكْتُب ما لي فيها، فَوَردَ الجواب : «وَصَلَتْ خمسمائةُ
درهم ، لك منها عشرون درهماً»
(5).

الحسنُ
(6) بن محمد الأشعري قالَ : كانَ يَردُ كتابُ أبي محمد عليه
السلامُ في الإجراءِ على الجنيد - قاتلِ فارسِ بن حاتم بن ماهويه
(7) -
____________
(1)الكافي1: 439| 19 ، إكمال الدين : 498 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51 :
(2) آية : بليدة تقابل ساوة، وأهلها شيعة « معجم البلدان 1 : 50».
(3) الكافي 1 : 39 4 | 20 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 51: 299| 17 .
(4) في الكافي : محمد بن علي بن شاذان و(علي بن) زائد كما يظهر من سائر المصادر.
(5) الكافي 1 : 439 |23 ، رجال الكشي 2 : 814| 1017 ،إكمال الدين : 485 |5و 509| 38،
والغيبة للشيخ : 416 | 394 ، دلائل الامامة : 286 ، اعلام الورى : 420 ، الخرائج
والجرائح 2 : 697| 14 وفيه : بعثت بها الى احمد بن محمد القمي بدل الأسدي ، ونقله
العلامة المجلسي في البحار 51 :44|425 .
(6) كذا في النسخ والبحار، والظاهر ان الصواب : الحسين كما في سائر المصادر ومن تتبع
الاسناد .
(7) في الكشي 2 : 1006|807 سنده عن محمد بن عيسى بن عبيد: ان فارس كان فتاناً يفتن الناس
ويدعو إِلى البدعة وان أبا الحسن عليه السلام أمر بقتله وضمن لمن قتله الجنة، فقتله جنيد
=
(366)
وأبي الحسن ، وأخي ، فلمّا مَضى أبومحمد عليه السلام وَرَدَ استئنافٌ من
الصاحب عليه السلامُ بالاجراءِ لأبي الحسن وصاحبه ، ولم يَرِدْ في أمْرِ
الجنيدِ شيءٌ . قال : فاْغتَمَمْتُ لذلك ، فوَردَ نعيُ الجنيدَِ بعدَ ذلك
(1).

عليٌ بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصرقالَ : كَتَبَ عليُّ بن
زياد الصيمري
(2) يَسألُ كَفَنَاً، فكَتَبَ إليه : «إِنَك تَحْتاجُ إليه في سنةِ
ثمانين »
(3). فماتَ في سنةِ ثمانين ، وبعثَ إليه بالكفن قَبْلَ مَوْته
(4).

عليّ بن محمد، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قالَ : كانَ
____________
=
ورمى الساطور الذي قتله به من يديه وأخذه الناس ولم يجدوا هناك أثراً من السلاح . انظره
مفصلاً في الكشي .
(1)الكافي 1 : 439 | 24 ، اعلام الورى : 420 ، وفيهما : آخر بدل أخي ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 51: 18|299 .
(2) في إكمال الدين : كتب علي بن محمد الصيمري . . . فورد : أنه يحتاج اليه سنة ثمانين أو احدى
وثمانين . . . وبعث اليه بالكفن قبل موته بشهر.
وفي غيبة الشيخ: علي بن محمد الكليني قال : كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب
الزمان عليه السلام كفناً . . فورد: انك تحتاج اليه سنة احدى وثمانين . . وبعث اليه بالكفن
قبل موته بشهر.
وروى ما يقرب منه في دلائل الامامة باسناده الى الكليني قال : كتب علي بن محمد
السمري ، انتهى .
والظاهر انه عليّ بن محمد بن زياد الصيمري ، وقد يعبٌرعنه بعلي بن زياد الصيمري نسبة
الى الجدَ اختصاراً ، لاحظ : رجال الشيخ : 418 |12 و 419 |25 و 432 |3، معجم رجال
الحديث 12 : 141 .
(3) يقول العلامة المجلسي - رحمه الله - في المرآة 6 : 199 : أي في سنة ثمانين من عمرك ، أو
أراد الثمانين بعد المائتين من الهجرة .
(4) الكافي 1 : 440 | 27 ، الغيبة للطوسي : 284| 244 ، اعلام الورى: 421 ، ومرسلاً في عيون
المعجزات : 146 ، ورواه باختلاف يسير الصدوق في إكمال الدين : 551 | 26 ، والطبري في
دلائل الامامة : 285 .
(367)
للناحيةِ
(1) عليَ خمسمائةُ دينارٍ فضِقْتُ بها ذَرْعاً، ثم قُلْتُ في نفسي : لي
حوانيت اشْتَرَيْتُها بخمسمائة دينارٍ وثلاثين ديناراً قد جَعَلْتُها للناحيةِ
بخمسمائةِ دينارٍ ، ولم أنطِقْ بذلك ، فكَتَبَ إلى محمد بن جعفر: «اقبَض
الحوانيتَ من محمد بن هارون بالخمسمائةِ دينارٍ التي لنا عليه »
(2) .

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليّ
ابن محمد قالَ : خَرَجَ نهيٌ عن زيارةِ مقابرِ قريشء
(3) والحائرِ على ساكنيهما
السلامُ ، فلمّا كانَ بَعْدَ أشْهر دعا الوزيرُ الباقطائي
(4) فقالَ له : إلْقَ بني
فرات والبرسيين وقُلْ لهم : لا تَزُوروا مقابرَ قريشٍ ، فقد أمَرَ الخليفةُ أن
يُفْتَقدَ كلُّ مَنْ زاره فيُقْبَضُ عليه
(5) .

والأحاديثُ فى هذا المعنى كثيرةْ، وهي موجودةٌ في الكتب المصنَّفةِ
المذكورةِ فيها أخبارُّ القائمِ عليه السلامُ وإن ذَهَبْتُ إِلى إِيرادِ جَميعِها طالَ
بذلك هذا الكتابُ ، وفيما أثْبَتُه منها مُقْنِعٌ والمنّةُ الله .
____________
(1) الناحية : كناية عن صاحب الأمر عليه السلام كما يقال : الجهة الفلانية والجانب الفلاني
هامش «ش » و«م» .
(2) الكافي 1 : 440 |28 ، اعلام الورى : 421 ، الخرائج والجرائح 1 : 472 |16 ، وروى
نحوه الصدوق في كمال الدين : 492 |17 .
(3) أي : مشهد الكاظم والجواد عليهما السلام ببغداد .
(4) باقطايا بالعراق كلمة نبطية ، وهي قرية، وكذلك بَاكُسَايا وبادَرايا قريتان بالعراق . هامش
«ش » و«م ».
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : باقطايا ويقال : باتطيا من قرى بغداد على ثلاتة
فراسخ من ناحية قطربُل . «معجم البلدان1: 327» .
(5) الكافي 1: 441 |31، الغيبة للطوسي : 284 |244 ، اعلام الورى : 421 ، وفيها : يتَفَقد
(بدل) يُفتقد.