الأرشاد الجزء الثاني
فصل
ولمّا أَنفذَ ابنُ زيادٍ برأسِ الحسينِ عليهِ السّلام إِلى يزيدَ، تقدّمَ إِلى عبدِ الملكِ بنِ أَبي الحُدَيثِ السُّلَميِّ فقالَ : انطلقْ حتّى تأْتيَ عَمَرَو بنَ سعيدِ ابنِ العاصِ بالمدينةِ فبَشِّرْه بقتلِ الحسينِ ، فقالَ عبد الملكِ : فركبتُ راحلتي وسرتُ نحوَ المدنيةِ، فلقيَني رجلٌ من قُريشٍ (1) فقالَ : ما الخبرُ؟ فقلتُ : الخبرُ عندَ الأميرِتسمعُه ، فقالَ : إِنّا للّهِ وإنّا إِليه راجعونَ ، قُتِلَ -واللهِ -الحسينُ . ولمّا دخلتُ على عمرِو بنِ سعيدٍ قالَ : ما وراءَكَ ؟ فقلتُ : ما سَر الأميرَ، قُتِلَ الحسينُ بنُ عليٍّ ؛ فقالَ : اخرجْ فنادِ بقتلهِ ؛ فناديتُ ، فلم أَسمعْ واللهِّ واعيةً قطًّ مثلَ واعيةِ بني هاشمٍ في دورِهم على الحسينِ ابنِ عليٍّ عليهِما السّلامُ حينَ سمعوا النِّداءَ بقتلهِ ، فدخلت على عَمرِو بنِ سعيدٍ ، فلمّا رآني تبسّمَ إِليَّ ضاحكاً ثمّ أَنشأَ متمثلاً بقولِ عمرِو بنِ مَعدي كرب :

عَجَّتْ نِسَاءُ بَنِيْ زِيَادٍ عَجَّةً * كَعَجِيْجِ نِسْوَتنَاغَدَاةَ الأرْنَبِ (2)

ثمّ قالَ عَمرٌو: هذه واعيةٌ بواعيةِ عُثمانَ . ثمّ صعدَ المنبرَ فأَعلمَ النّاسَ قَتْلَ الحسينِ بنِ عليّ عليهما السّلامُ ودعا ليزيد بن معاويةَ ونزلَ .
____________
(1) في هامش «ش » و«م »: قيس.
(2) في هامش «ش » و «م » : (قال ابو الندى الاعرابي : الأرنب : ماء ، وروي : الأثأب وهو: شجر) . وفي الطبري 5 : 466 ، والكامل 4 : 98 : الأرنب : وقعة كانت لبني زُبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب .

(124)

ودخلَ بعضُ موالي عبدِاللهِّ بن جعفر بن أَبي طالبٍ عليهِ السّلامُ فنعى إليه ابنيه فاسترجعَ ، فقالَ أبوالسلاسِلِ مولى عبدِاللهِّ : هذا ما لَقِيْنا منَ الحسينِ بنِ عليِّ ؛ فحذَفه عبدُاللهّ بن جعفرٍ بنعلِه ثمّ قالَ : يا ابنَ اللَخْناءِ ، أَلِلحسيَنِ تقولُ هذا؟ ! واللهِّ لو شَهِدْتُه لأحببْتُ ألا أفارقَه حتّى أُقتلَ معَه ، واللّهِ إِنّه لَمِمّا يُسَخِّي بنفسي عنهما ويُعَزِّيني (1) عنِ المُصاب بهما أَنّهما أُصِيبا معَ أَخي وابنِ عمِّي مواسِيَيْنِ له ، صابرَينِ معَه . ثمّ أَقبلَ عَلى جُلسائه فقالَ : الحمدُ للهِّ ، عز عليّ مصرع (2) الَحسين ، إنْ لا أكُنْ (3) آسيتُ حسيناً بيدي فقد آساه ولدي .
وخرجتْ أمًّ لُقمانَ بنتُ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ حينَ سمعتْ نَعْيَ الحسينِ عليهِ السلامُ حاسرة ومعَها أخواتُها : أمُّ هانئ ، وأَسماءُ ، ورملةُ، وزينبُ ، بناتُ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ رحمة اللّهِ عليهنّ تبكي قتلاها بالطّفِّ ، وهي تَقولُ :
مـَاذَا تَقُوْلُوْنَ إذْ(4)قَالَ النَّبِيُّ لَكُمْ : * مــَاذَا فَعَلــْتُــمْ وَأنتُــمْ اخــِــرُ الأمــــــُمِ
بِعِتْرَتيْ وَبِأَهْلـيْ بَعْــــدَ مــُفْتَقَـدِيْ * مِنْــــهُمْ اسَـــارَى ومِنــْهُمْ ضُرِّجُوْا بـِدَمِ
مَاكَــانَ هَذَا جَزَائي إذْنَصَحْتُ لَكُمْ * أَنْ (5) تَخْلُفُوْنِيْ بِسُوءٍ فِيْ ذَوِيْ رَحِمِي

فلمّا كانَ الليلُ منْ ذلكَ اليومِ الّذي خَطَبَ فيه عَمروبنُ سعيدٍ بقتلِ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ بالمدينةِ، سَمِعَ أَهلُ المدينةِ في جوف الليل مُنادياً ينُادي ، يَسمعونَ صوتَه ولا يَرَوْنَ شخصَه :
____________
(1) في « م » وهامش « ش » :يعزي.
(2) في نسخنا : بمصرع ، وما اثبتناه من نسخة العلامة المجلسي في البحار.
(3) في «ش » و«م »: ألا أكون ، وصحح في هامشهما بما في المتن .
(4) في «م »:إن .
(5) في هامش «ش » و«م »: اذ.

(125)
ايهــــا القـــاتلون جــَــهْلاً حُسَيـْنـَــاً* أَبــْشِرُوا بِالـــْعَذَاب وَالتَنْكِيْلِ
(كُلُّ أَهْلِ )(1) السَّمَاءِ يَدْعُوْعَلَيْكُمْ * مِنْ نَبي وَمــَلاك وَقــبيْلِ (2)
قَدْ لُعــِنْتُمْ عــَـلى لِسَــانِ ابْـنِ دَاوُوْ * دَ وَمـُوسَى وَصَاحِبِ الإنْجِيْل

فصل
أَسماء من قُتِلَ معَ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهِ السّلامُ من أَهلِ بيتهِ بطفِّ كربلاءَ، وهم سبعةَ عشرَنفساً، الحسينُ بنُ علي عليهِ السّلامُ ثامنَ عشرَ منهم : العبّاسُ وعبدُاللّهِ وجعفرٌ وعُثمانُ بنو أَمير المؤمنينَ عليهِ وعليهم السّلامُ ، أُمُّهم أُمُّ البنينَ .
وعبداللهِّ (3) وأَبو بكرٍ ابنا أَميرِ المؤمنينَ عليهِما السّلامُ ، أُمهما ليلى بنتُ مسعودِ الثّقفيّةُ .
وعليٌّ وعبدُاللهِّ ابنا الحسينِ بنِ عليٍّ عليهم السّلامُ . والقاسمُ وأَبو بكرٍ وعبدُاللّهِ بنو الحسنِ بنِ عليٍّ عليهم السّلامُ . ومحمّدٌ وعونٌ ابنا عبداللهِ بنِ جعفرِبن أَبي طالبٍ رحمةُ اللهِ عليهم . وعبدُاِللهّ وجعفرٌ وعبدُ الرّحمنِ بنوعقيلِ بنِ أَبي طالبٍ .
____________
(1) في هامش «ش »: كل من في .
(2) في هامش «ش »: وقتيل .
(3) كذا في«ش » و«م » لكن الصحيح عبيدالله كما مضى من المصنف في أولاد أميرالمؤمنين عليهِ السلامُ ، وهو الموافق لما في المصادر الاخرى .

(126 )

ومحمّدُ بنُ أَبي سعيدٍ بنِ عقيلِ بنِ أَبي طالبٍ رحمةُ اللّهِ عليهم أجمعينَ .
فهؤلاءِ سبعةَ عشرَنفساً من بني هاشم -رضوانُ اللّهِ عليهم أجمعينَ -إِخوةُ الحسينِ وبنو أَخيه وبنو عميه جعفرٍ وعقيلٍ ، وهم كلُّهم مدفونونَ ممّا يلي رِجلَي الحسينِ عليهِ السّلامُ في مشهدِه حفِرَ لهم حَفِيرةٌ وأُلقُوا فيها جميعاً وسُوِّيَ عليهم التًّرابُ ، إلا العبّاسَ بنَ عليٍّ رضوانُ اللّهِ عليه فإنَّه دُفِنَ في موضعِ مَقتلِه على المُسَنَّاةِ بطريقِ الغاضِريّةِ وقبرُه ظاهرٌ ، وليسَ لقبورِ إِخوته وأَهلِه الّذينَ سمّيناهم أَثر، وإنّما يزورُهم الزّائرُ من عندِ قبرِ الحسينِ عليه السّلامُ ويومئ إِلى الأرضِ الّتي نحوَ رِجلَيه بالسّلامِ ، وعليُّ بنُ الحسينِ عليهما السّلامُ في جملتِهم ، ويقالُ : إِنّه أَقربُهم دفناً إِلى الحسينِ عليهِ السّلامُ .
فأَمّا أَصحابُ الحسينِ رحمةُ اللّهِ عليهم الّذينَ قُتِلوا معَه ، فإِنّهم دُفِنُوا حولَه ولسنا نُحَصِّلُ لهم أَجْدَاثاً على التّحقيقِ والتّفصيلِ ، إلا أَنّا لا نَشُكُّ أَنّ الحائرَ مُحيطٌ بهم رضيَ اللّهُ عنهم وأَرْضَاهم وأَسكنَهم جنّاتِ النّعيمَ .
* * *

( 127)
باب
طرف من فضائلِ الحسينِ
عليهِ السّلامُ وفضل زيارتِه وذكر مصيبتهِ
روى سعيدُ بنُ راشدٍ (1)، عن يعلى بن مُرَّةَ قالَ : سمعتُ رسول اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ والهِ يقولُ : «حسينٌ منِّي وأَنا من حسينٍ ؛ أحبَّ اللهُّ من أَحبَّ حسيناً ؛ حسينٌ سبطٌ منَ الأسباطِ »(2).
ورَوى ابنُ لَهِيْعَةَ ، عن أَبي عَوانَةَ(3) رفعَه إِلى النّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ قالَ : قالَ رسولُ اللّهِ : «إِنّ الحسنَ والحسينَ شَنَفَا(4) العرشِ ، وِانّ الجنّةَ قالتْ : يا ربّ أسكنْتَني الضُّعَفاءَ والمساكين ؛ فقالَ اللّه لها: ألا تَرْضَيْنَ أنِّي زَيّنْتُ أَركانَكِ بالحسنِ والحسينِ ؛ قالَ : فماست (5) كما تَمِيْسُ العروسُ
____________
(1) في بعض المصادر: سعيد بن ابي راشد، وكلاهما واحد. انظر تهذيب الكمال 10 : 426 | 2267 ومصادره .
(2) رواه أحمد في مسنده 4 : 172: ابن ماجة في سننه 1 : 41|145 ، والترمذي في سننه 5: 658 | 3775، والحاكم في مستدركه 3 :177، والذهبي في تلخيصه له ، وابن قولويه في كامل الزيارات : 52 ، 53 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الامام الحسين عليه السلام : 122|79 ، وابن الأثير في اُسد الغابة 2 : 19 ، والحمويني في فرائد السمطين 2 : 130 |429 ،والمزّي في تهذيب الكمال 10 : 426 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 43 : 271 .
(3) في تاريخ بغداد وكنز العمال : ابو عُشانة .
(4) الشنف : قرط يلبس في أعلى الأذن ، انظر «الصحاح - شنف - 4 : 1383 » .
(5) الميس : التبختر. «الصحاح -ميس -3 : 980».

(128)
فَرَحاً«(1).
وروى عبدُاللهّ بن ميمون القدّاح ، عن جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق عليه السّلام قالَ : «اصْطَرَعَ الحسنُ والحسينُ عليهما السّلامُ بينَ يَدَيْ رسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ والهِ فقالَ رسولُ اللّهِ : إِيهاً(2) حسنُ ، خُذْ حسيناً؟ فقالتْ فاطمةُ عليها السّلامُ : يا رسولُ اللّهِ ، أَتَستَنْهِضُ الكبيرَ على الصّغيرِ؟! فقالَ رسول اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ : هذا جَبْرئيْلُ عليهِ السّلام يقول للحسينِ : إيهاً يا حسينا(3)، خُذِ الحسنَ »(4).
وروى إِبراهيمُ بن الرّافعي (5)، عن أَبيه ، عن جدِّه قالَ : رأيتُ الحسنَ والحسين عليهما السّلامُ يمشيانِ إِلى الحجِّ ، فلم يَمُرّا براكبٍ إلا نزلَ يمشي ، فثقلَ ذلكَ على بعضِهم فقالوا لسعدِ بن أبي وَقّاصٍ : قد ثقلَ علينا المشيُ ، ولا نسَتحسنُ أَن نركبَ وهذانِ السّيًّدانِ يَمشيانِ ؛ فقاكَ سعدٌ للحسن عليهِ السّلامُ : يا أبا محمّدٍ ، إِنّ المشيَ قد ثقلَ على جماعةٍ ممن معَكَ ، والنَّاسُ إِذا رأوْكما تَمشيانِ لم تَطِبْ أَنفسُهم
____________
(1) ذكر قطعة منه الخطيب في تاريخ بغداد 2 : 238 ، والمتقي الهندي في كنز العمال 12 : 121 ، ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 184 قطعة منه بسند آخر،ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه 3 : 395 ونقله العلامة المجلسي في ألبحار 43 : 275| 44.
(2) كذا في النسخ ، ويلاحظ في ذلك . «لسان العرب - أيه - 13 : 474 » .
(3) في «ش » : حسيناً. وفي «م» : حسين ،وما اثبتثاه من هامش «ش » .
(4) قرب الاسناد: 48 ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : 105 كتاب سليم بن قيس : 170 ، امالي الصدوق : 361، امالي الطوسي 2 : 127 ، تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام -: 116 - 117 و 154 - 156 ، اُسد الغابة 2 : 19 ، الاصابة 1 : 332، ونقله العلامة المجلسي في البحار 43 : 45|276 .
(5) في هامش «ش » : من أولاد ابي رافع الصحابي .

(129)
أَن يركبوا، فلو ركبتما؛ فقالَ الحسنُ عليهِ السّلامُ : «لا نَركبُ ، قد جَعلْنا على أَنفسِنا المشيَ إِلى بيتِ اللهِّ الحرامِ على أَقدامِنا، ولكنّنا نتنكّبُ الطّريقَ » فأَخذا جانباً منَ النّاسِ (1).
وروى الاوزاعيٌُ ، عن عبدِاِللهّ بنِ شدّادٍ (2) عن أُمِّ الفضلِ بنتِ الحارثِ :أَنّها دخلتْ على رسولِ اللّهِ صلّى لم اللّه عليهِ وآلهِ فقالتْ : يا رسولَ اللهِّ ، رأَيتُ الليلةَ حُلماً مُنكَراً؛ قالَ : «وما هو؟» قالتْ : إِنّه شديدٌ ؛ قالَ : «ما هو؟» قالتْ : رأَيتُ كأنَّ قطعةً من جسدِكَ قُطِعَتْ ووُضِعَتْ في حجْري ؛ فقالَ رسولُ اللهِّ صلّى اللهُّ عليهِ وآلهِ : «خيراً رأَيتِ ، تَلِدُ فاطمةُ غلاماً فيكونُ في حجرِكِ » فولدتْ فاطمةُ الحسينَ عليهِ السّلامُ فقالتْ : وكانَ في حجري كما قالَ رسولُ اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ ، فدخلت به يوماً على النّبيِّ صلّى اللهُّ عليهِ وآلهِ فوضعتُه في حجرِهِ ، ثمّ حانتْ منِّي التفاتة فإِذا عَينا رسولِ اللّهِ عليه وآلهِ السّلامُ تُهراقانِ بالدُّموعِ ، فقلتُ : بأَبي أَنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِّ ، ما لَكَ ؟! قالَ : «أَتاني جَبْرئيْلُ عليهِ السّلامُ فأَخبرَني أَنّ أُمّتي ستقتلُ ابني هذا، وأَتاني بتربةٍ من تربتهِ حمراءَ»(3).
____________
(1) مناقب ابن شهرآشوب 3 : 399، ونقله العلامة المجلسي في البحار 43 : 46|276 .
(2) وهو أبن ألهاد، وام الفضل لبانة بنت الحارث الهلالية خالته ، توفيت في خلافة عثمات ، وتوفي هو سنة 81، 82، 83 هـ .
وفي اغلب المصادر والتراجم :ان الأوزاعي يروي عن شداد بن عبدالله ابي عمار مولى معاوية، ولم يذكروا تاريخ وفاته ، وهو وعبدالله بن شداد من طبقة واحدة .
والأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو، ولد سنة 88 وتوفي سنة 157 ، وذكره ابن ابي حاتم الرازي فيمن يرسل ، انظر «المراسيل : 112 ، سير اعلام النبلاء 7 : 107 ، 2 : 314، 3 : 488 ، تهذيب الكمال15 : 81، 12 : 399 ومصادرهما».
(3) روى الحديث الحاكم في مستدركه 3 : 176 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة

=


(130)

وروى سِماكٌ ، عنِ ابنِ مُخارِقٍ ، عن أمِّ سلمةَ - رضيَ اللهُّ عنها - قالتْ : بينا رسولُ اللهّ صلّى الله عليهِ وآلهِ ذاتَ يومٍ جالسٌ والحسينُ عليه السّلامُ جالسٌ في حجرِه ، إِذ هَمَلَتْ عيناه بالدُّموعِ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللّهِ ،ما لي أَراكَ تبكي ، جعِلْت فداك ؟! فقالَ : «جاءَني جَبْرَئيْلُ عليهِ السّلامُ فعزّاني بابني الحسينِ ، وأَخبرَني أَنّ طائفةً من أمّتي تقتلُه ، لا أَنالهمُ اللّهُ شفاعتي »(1) .
ورُويَ بإِسنادٍ آخرَ عن أُمِّ سلمةَ - رضيَ اللهُّ عنها -أَنّها قالتْ : خرجَ رسولُ اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ والهِ من عندِنا ذاتَ ليلةٍ فغابَ عنّا طويلاً، ثمّ جاءَنا وهو أَشعثُ أَغبرُ ويدُه مضمومةٌ ، فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ،مالي أَراكَ شَعِثاً مُغْبَرّاً؟ ! فقالَ : «أُسِريَ بي في هذا الوقتِ إِلى موضعٍ منَ العراقِ يقالُ له كربلاءُ، فأُرِيتُ فيه مَصرعَ الحسينِ ابني وجماعةٍ من ولدي وأَهلِ بيتي ، فلم أَزَلْ ألْقُطُ دماءهم فها هي في يدي » وبسطَها إِليَّ فقالَ : «خُذِيها واحتفظي بها» فأخذتُها فإِذا هي شِبْة ترابٍ أَحمَر، فوضعتُه في قارورةٍ وسَدَدْت (2) رأسهَا واحتفظتُ به ، فلمّا خرجَ الحسينُ عليهِ السّلامُ من مكّةَ متوجِّهاً نحوَ العراقِ ، كنتُ أُخرجُ تلكَ القارورةَ في كلِّ يومِ وليلةٍ فأشمُّها وأَنظرُ إِليها ثمّ أَبكي لمصابِه ، فلمّا كانَ في اليومِ (3)
____________
=
الامام الحسين عليه السلام -: 183 | 232 ، والطبري في دلائل الامامة : 72 ، والتستري في احقاق الحق 11 :363 عن الخصائص ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 338| 30 .
(1) اعلام الورى :217 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 239 | 31 .
(2) في «م » وهامش «ش » : شددت .
(3) في «م » وهامش «ش » : يوم .

(131)
العاشرِ منَ المحرّمِ - وهو اليومُ الّذي قتِلَ فيه عليهِ السّلامُ - أَخرجتُها في أَوّلِ النّهارِ وهي بحالِها، ثمّ عُدْتُ إِليها اخرَ النّهارِ فإِذا هي دمٌ عبيطٌ ، فصِحْتُ في بيتي وبكيتُ وكظمتُ غيظي مخافةَ أَن يسمعَ أَعداؤهم بالمدينةِ فيُسرعوا بالشّماتةِ، فلم أَزلْ حافظةً للوقتِ حتى جاءَ النّاعي ينعاه فحقّقَ ما رأَيت (1).
ورُويَ :أَنّ النّبي صلّى اللهُّ عليهِ والهِ كانَ ذاتَ يومِ جالساً وحولَه عليٌ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عليهم السّلامُ فقالَ لهمَ : «كيفَ بكم إذا كنتم صَرْعَى وقبورُكم شتّى؟ فقالَ له الحسينُ عليهِ السّلامُ : أَنموتُ موتاً أَو نُقتَلُ ؟ فقالَ : بل تقتل يا بُنَيَّ ظلماً، ويُقتلُ أَخوكَ ظلماً، وتشَرَّدُ ذراريُكم فِى الأرض ، فقال الحسينُ عليهِ السّلامُ : ومن يقتلُنا يا رسولَ اللّهِ ؟ قالَ : شِرارُ الَنّاسِ ، قالَ : فهل يزورنا بعدَ قتلِنا أحدٌ ؟ قالَ : نعم ، طائفةٌ من أمّتي يُريدونَ بزيارتِكم بِرِّي وصِلَتي ، فإِذا كانَ يومُ القيامةِ جئتُهم (2) إِلى الموقفِ حتّى آخُذَ (بأَعضادِهم فاخَلِّصَهم )(3) من أَهوالِه وشدائدِه» .
وروى عبدُاللهِ بن شريكٍ العامريّ قالَ : كنتُ أَسمعُ أَصحابَ عليٍّ عليهِ السّلامُ إِذا دخلَ عُمَرُ بنُ سعدٍ من بابِ المسجدِ يقولونَ : هذا
____________
(1) روى اليعقوبي في تاريخه 2 :245 - 246 مضمون الخبر، وابن حجر في تهذيب التهذيب 2 : 347، وذكره الطبرسي في اعلام الورى : 217 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 239 .
(2) في هامش «ح »: جئتها.
(3) في «ش » : باعضادها فاخلصها .

( 132)
قاتلُ الحسينِ بنِ عليٍّ عليه السّلامُ وذلكَ قبلَ قتْلِه (1) بزمانٍ (2).
وروى سالمُ بن أَبي حَفْصَةَ قال : قالَ عمرُ بنُ سعدٍ ِللحسين عليهِ السّلامُ : يا أَبا عبداللهِ إِنَّ قِبَلنَا ناساً سُفَهاءَ، يزعمونَ أنيِّ أقتلُكَ ، فقالَ له الحسينِ عليهِ السّلامُ : «إِنّهم ليسوا بسفهاءَ ولكنّهم حُلَماءُ،أَما إِنّه يُقِر عيني ألا تأَكلَ بُرَّ العراقِ بعدي إلا قليلاًَ»(3) .
وروى يوسفُ بنُ عَبْدَةَ قالَ : سمعت محمّدَ بنَ َسيرينَ يقولُ : لم تُرَ هذه الحُمرةُ في السّماءِ إلا بعدَ قتلِ الحسينِ عليهِ السّلامُ (4) . وروى سعدُ الاسكاف قالَ : قالَ أَبوجعفرٍ عليه السلام: «كانَ قاتلُ يحيى بن زكريّا ولدَ زِناً، وقاتلُ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهِ السلام ولد زِناً، ولم تَحْمَرَّالسّماءُ إلا لهما»(5) .
وروى سُفيانُ بنُ عيَيْنَةَ، عن عليِّ بنِ يزيدَ، عن عليَ بنِ الحسينِ عليهما السّلامُ قالَ : «خرجْنا معَ الحسينِ عليهِ السّلامُ فما نزلَ منزلاً ولا ارتحلَ منه إلاٌ ذَكَرَيحيى بنَ زكريّا وقَتْلَه ؛ وقالَ يوماً: ومِن هوانِ الدُّنيا على اللهِّ أَنّ رأسَ يحيى بن زكريّا عليهِ السّلامُ أُهدِيَ إِلى بَغِيّ من بَغايا بني إِسرائيلَ » (6).
____________
(1) في «م » وهامش «ش » : أن يقتل .
(2) نقله العلامة ألمجلسي في البحار44 :19|263
(3) نقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 263| 20 .
(4) ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام -: 245 |298 ، وانظر مصادره .
(5) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : 77 و 79، عن ابي عبدالله عليه السلام .
(6) مجمع البيان 3: 502.

(133)

وتَظاهرتِ الأخبارُ بأَنّه لم يَنْجُ أَحدٌ من قاتلي الحسينِ عليهِ السّلامُ وأَصحابِه - رضيَ ّ اللهُ عنهم - من قتل أَو بلاءٍ افْتَضَحَ به قبلَ موتِه .

فصل
ومضى الحسينُ عليهِ إلسّلامُ في يوم السّبتِ العاشرِمنَ المحرّم سنةَ إِحدى وستِّينَ منَ الهجرةِ بعدَ صلاةِ الظُّهرِ منه قتيلاً مظلوماً ظَمآن صابراً مُحتسِباً - على ما شرحْناه - وسِنه يومئذٍ ثمان وخمسونَ سنةً ، أَقامَ منها معَ جدِّه رسولِ اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ سبعَ سنينَ ، ومعَ أَبيه أَميرِالمؤمنينَ عليهِ السّلامُ ثلاثينَ سنةً، ومعَ أَخيه الحسنِ عليهما السّلامُ عشرَ سنينَ ، وكانتْ مدّةُ خلافتِه بعدَ أَخيه إِحدى عشرةَ سنةً، وكانَ عليه السّلامُ يخضب بالحِنّاءِ والكَتَمِ (1)، وقُتِلَ عليه السّلامُ وقد نَصَلَ الخِضابُ من عارِضيْه .
وقد جاءَتْ رواياتٌ كثيرةٌ في فضلِ زيارتِه عليه السّلامُ بل في وجوبها . فرُوِيَ عنِ الصّادقِ جعفرِ بنِ محمّدٍ عليهما السّلامُ أَنّه قالَ : «زيارةُ الحسينِ بنِ عليٍّ عليه السّلامُ واجبةٌ على كلِّ من يُقِرُّ للحسينِ بالإمامةِ منَ اللّهِ .عزٌ وجلَّ »(2).
____________
(1) الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيبقى لونه «القاموس المحيط -كتم - 4 : 169 »؟ وانظر طبقات ابن سعد5 : 217 .
(2) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : 121 و 150 | ذيل ح 1 ، والصدوق في الفقيه 2 :

=


(134)

وقالَ عليه السّلامُ : «زيارةُ الحسينِ عليه السّلام تَعْدِلُ مائةَ حجّةٍ مبرورةٍ ، ومائةَ عُمرةٍ مُتَقَبَّلةٍ »(1) .
وقالَ رسولُ اللهِّ صلّى اللهّ عليهِ والهِ : «من زارَ الحسينَ عليهِ السّلامُ بعدَ موته فله الجنّةُ»(2) .
والأخبارُ في هذا البابِ كثيرةٌ ، وقد أَوردْنا منها جملةً كافيةً في كتابِنا المعروفِ بمنَاسِكِ المزَارِ.
____________
=
348| ذيل ح 1594 ، والامالي : 123 | 10 ، الشيخ في التهذيب 6 : 42 | ذيل ح 1 ، والمصنف نحوه في المقنعة : 468 ، والمزار: 37| 1 .
(1) كامل الزيارات : 142 ، وامالي الصدوق : 123 | 11 ، وتهذيب الاحكام 6 : 51 | 119 ، ومصباح المتهجد : 659 ، باختلاف يسيرفيها .
(2) كامل الزيارات : 10 | 1 ، تهذيب الاحكام 6 : 40 | 84 ، ومزار المفيد : 30|ذح 1 .

(135)
باب
ذكر ولدِ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ
وكانَ للحسينِ عليهِ السّلامُ ستّةُ أَولادٍ : عليُّ بنُ الحسينِ الأكبرُ، كنيتهُ أَبو محمدٍ ، وأمه شاه زنان بنت كسرى يَزدجرد .
وعليُّ بن الحسينِ الأصغرُ، قُتِلَ معَ أَبيه بالطّفِّ ، وقد تقدّمَ ذكرُه فيما سلفَ ، وأُمُّه ليلى بنت أَبي مُرّة بن عروة بن مسعودِ الثّقفيّةُ. وجعفرُ بنُ الحسينِ ، لا بقيّةَ له ، وأُمُّه قُضاعيّةٌ ، وكانتْ وفاتُه في حياةِ الحسينِ .
وعبدُاللّهِ بن الحسينِ ، قُتِلَ معَ أَبيه صغيراً، جاءه سهمٌ وهو في حجرِ أَبيه فذبحَه ، وقد تقدّمَ ذكره فيما مضى .
وسُكَيْنَةُ بنتُ الحسينِ ، وأمها الرَّبابُ بنتُ امرئ القيسِ بنِ عديٍّ ، كلبيّةٌ ، وهي أُمُّ عبداللهِ بنِ الحسينِ .
وفاطمةُ بنتُ الحسينِ ، وأمُّها أُمُّ إِسحاقَ بنتُ طلحةَ بن عُبيدِاللهِّ ، تيميٌةُ.

* * *

(136)

(137)
باب
ذِكْر الإمام بعدَ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السلام ،
وتأريخ مولدَه ، ودلائل إِمامتِه ، ومبلغ سنِّه ،
ومدّة خلافتِه ، ووقت وفاتِه وسببها، وموضع قبرهِ ،
وعدد أَولادِه ، ومختصرٍ من أَخبارِه
والإمام بعد الحسينِ بنِ عليٍّ ابنهُ أَبو محمّدٍ عليُّ بنُ الحسينِ زينُ العابدينَ صلواتُ اللّه عليهم ، وكانَ يُكنى أَيضاً أَبا الحسنِ ، وأُمُّه شاه زنان بنتُ يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، ويُقالُ إِنّ اسمَها(شهربانوا) (1) ، وكانَ أَميرُ المؤمنين عليهِ السّلام ولّى حُرَيثَ بنَ جابرٍ الحنفيّ جانباً منَ المشرقِ ، فبعثَ إِليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فَنَحلَ ابنَه الحسينَ عليهما السّلامُ شاه زنان منهما فاَولدَها زينَ العابدينَ عليه السّلامُ ، ونَحلَ الاخرى محمّدَ بنَ أَبي بكرٍ فولدتْ له القاسمَ بنَ محمّدِ ابنِ أَبي بكرٍ ، فهما ابنا خالةٍ.
وكانَ مولدُ عليِّ بنِ الحسينِ عليهِ السّلامُ بالمدينةِ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ منَ الهجرةِ، فبقي معَ جدِّه أَمير المؤمنينَ عليهِ السّلام سنتين ، ومعَ عمِّه الحسنِ عشرَ سنينَ ، ومعَ أَبيه الحسينِ عليهِ السّلامُ إِحدى عشرةَ سنةً، وبعد أَبيه أَربعاً وثلاثينَ سنةً . وتُوُفِّيَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وتسعينَ للهجرةِ، وله يومئذٍ سبعٌ وخمسونَ سنةً.
____________
(1) كذا في النسخ ، وفي هامش «ش » : نُويْه .
(138)

وكانتْ إِمامتُه أَربعاً وثلاثينَ سنةً ، ودُفِنَ بالبقيعِ معَ عمِّه الحسنِ ابنِ عليٍّ عليهما السّلامُ ، وثبتتْ له الأمامة من وجوه :
أحدُهما : أَنّه كانَ أَفضلَ خلقِ اللّهِ بعدَ أَبيه علماً وعملاً؛ والأمامةُ للأفضلِ دونَ المفضولِ بدلائلِ العقولِ .
ومنها : أَنّه كانَ أَولى باَبيه الحسينِ عليهِ السّلامُ وأَحقَّهم بمقامِه من بعدِه بالفضلِ والنّسب ؟ والأولى بالإمام الماضي أَحقُّ بمقامِه من غيرِه ، بدلالةِ آيةِ ذوي الأرحامَ وقصّةِ زكريّا عَليهِ السّلامُ .
ومنها: وجوبُ الإمامةِ عقلاً في كلِّ زمانٍ، وفسادُ دعوى كلِّ مدع ِللإمامةِ في أَيّامِ عليِّ بنِ الحسينِ عليهِما السّلامُ أَو مُدَّعىً له سواه ، فثبتتْ فيه ، لاستحالةِ خلوِّ الزّمانِ من إِمامِ .
ومنها : ثبوتُ الإمامةِ أَيضاً في العترةِ خاصّةً ، بالنّظرِ والخبرِعنِ النَّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ ، وفسادُ قولِ منِ ادّعاها لمحمّدِ بنِ الحنفيّةِ - رضيَ اللهُ عنه - بتعرِّيه منَ النّصِّ عليه بها، فثبتَ أَنّها في عليِّ بنِ الحسينِ عليهما السّلامُ ، إِذ لا مُدّعى له الإمامةُ منَ العترةِ سوى محمّدٍ رضيَ اللّهُ عنه وخروجه عنها بما ذكرناه .
ومنها: نصُّ رسولِ اللّهِ صلّى اللهُّ عليهِ والهِ بالإمامةِ عليه فيما رُوِيَ من حديثِ اللوحِ - الّذي رواه جابرٌ - عنِ النَّبيِّ صلّى اللهُّ عليهِ وآلهِ ،ورواه محمّدُ بنُ عليٍّ الباقرُ عليهما السّلامُ عن أَبيه عن جدِّه عن فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِّ صلّى اللهُّ عليهم (1) ؛ ونصُّ جدِّه أَميرِ المؤمنينَ عليهِ
____________
(1) للتحقق من شهرة حديث اللوح انظر: اثبات الوصجة : 143 ، 227 ، 230، الكافي 1 :

=


(139)
السّلام في حياةِ أَبيه الحسينِ عليه السّلامُ بما تضمّنَ (1) ذلكَ منَ الأخبار، (2) ووصيةُ أَبيه الحسينِ عليهِ السّلامُ إِليه ، وايداعُه أُمَّ سلمةَ رضيَ اللّهُ عنها ما قبضَه عليٌّ من بعدِه ، وقد كانَ جعلَ التماسَه من أًمِّ سلمةَ علامةً على إِمامةِ الطّالبِ له منَ الأنامِ (3)، وهذا باب يعرفُه من تصفّحَ الأخبارَ، ولم نقصدْ في هذا الكتاب إِلى القولِ في معناه فنستقصيَه على التّمامِ .
____________
=
3|442، أكمال الدين : 1|311 ، عيون اخبار الرضا عليه السلام1 : 40|1 ، غيبة النعماني : 62، امالي الطوسي 1 : 297 ،غيبة الطوسي : 143 | 108،القاب الرسول وعترته صلّىالله عليه وآله : 170 ، فرائد السمطين 2 : 136 |432 - 435 ، والمصنف في الاختصاص : 210 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 36 : 192 -203 .
(1) في «م »:ضَمِنَ .
(2) حضره الفقيه 4 :484|139
(3) الكافي 1 : 3|242، غيبة الطوسي :159|195 .