السيد هاشم البحراني


[ 1 ]

ينابيع المعاجز واصول الدلائل بسم الله الرحمن الرحيم كلمة المصحح الحمدلله الذي ظهر غيبه على المنتجبين من بريته الذين استودعهم من سرائر علمه وخزائن حكمته، وأقدرهم على تصرف الكائنات من قدرته: سيدنا محمد وآله الطاهرين من اهل بيته وأسرته فصلوات الله عليه وعلى عترته ولعنته على اعدائهم مادام الفلك في حركته. اما بعد فانى بعد ان وفقني الله تعالى بطبع كتاب (اللوامع النورانية في اسماء على واهل بيته القرآنية) لمؤلفه الكبير السيد هاشم الحسينى البحراني كنت اتمنى ان اقوم بنشر بعض آثار اخرى له طيب الله رمسه، فانبأنى بعض الفضلاء بان في المكتبة الرضوية (ع) نسخة من كتاب المؤلف المسمى: (ينابيع المعاجز واصول الدلائل) فأخذت اهبتى لنشره وطبعه. ولما كان اخراجه من المكتبة للطبع أمرا عسيرا طلبنا من الفاضل الورع المحقق المدقق حجة الاسلام والمسلمين الحاج شيخ على النمازي


[ 2 ]

ادام الله توفيقاته صورة من الكتاب فتفضل علينا بها ومعها صورة نسخة من كتاب (حلية الابرار) لمؤلفه فشكر الله مساعيه واحسن جزاءه، فاجمعت العزم لتصحيحه وتخريج احاديثه وقمت بطبعه ونشره، فجاء بحمد الله في موضوعه بحليته الجديد كتابا جامعا تاما في اصول علم الامام (ع) ومعجزته. يعرف هذا الكتاب عند اهل التراجم: (حلية النظر) ولكن المؤلف رضوان الله تعالى عليه سماه: (ينابيع المعاجز واصول الدلائل) ولا اعلم كيف حدث للمترجمين للمؤلف هذا الاشتباه في نسخة الكتاب ولعله لما كان المرجع في نقل التراجم كتاب رياض العلماء اكتفوا بما فيه ولم يتحققوا ما فيه حق التحقيق ولم يطالعوا مقدمة المؤلف بالنظر الدقيق حتى يحصل لهم التوفيق. ثم اهدى عملي المشروع هذا الى ائمتنا المعصومين لا سيما مولانا المنتظر الحجة الثاني عشر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ثم الى مؤلفه نور الله مرقده الشريف ثم الى علمائنا العظام الذين بهم دارت رحى الاسلام اطال الله بقاءهم على رؤوس الانام. ومن الله استمد لنشر آثار حماة الدين وحملة شرع سيد المرسلين (ص) وانا العبد الحقير محمد بن الحسن التفرشى المشتهر بدرودى عفى الله عنه وعن والديه.


[ 3 ]

ترجمة المؤلف العلامة الاجل الاعظم قدوة المحدثين السيد هاشم البحراني قدس الله روحه. امره في العلم والفهم والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق ان تحيطه الاقلام وقد بالغ في الثنء عليه كل من تأخر عنه ولم نر حاجة مع قلة بضاعتنا في التدليل الى عظمته لان طائر صيته معروف حتى قال صاحب الجواهر (ره) في قدسه وتقواه في مبحث العدالة (بل عليه لا يمكن الحكم بعدالة شخص ابدا الا في مثل المقدس الاردبيلى والسيد هاشم (ره) على ما ينقل من احوالهم (1)). ولكن نذكر ما اورده صاحب الحدائق ره في اللؤلؤة في ترجمته - فهذا متن عبارته. السيد هاشم - المعرفة بالعلامة - ابن المرحوم السيد سليمان ابن السيد اسماعيل ابن السيد عبد الجواد الكتكتانى - نسبة الى كتكتان بفتح الكافين والتاء المثناء الفوقانية - قرية من قرى (توبلى) بالتاء المثناة الفوقانية ثم الواو الساكتة ثم الباء الموحدة، ثم اللام والياء اخيرا - احد اعمال البحرين. وكان السيد المذكور فاضلا محدثا جامعا متتبعا للاخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي (ره) وقد صنف كتبا عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلاعه الا انى لم اقف له على كتاب فتاوى في الاحكام


راجع الجواهري ط ج - ج 13 ص 295.

[ 4 ]

الشرعية بالكلية ولو في مسألة جزئية وانما كتبه مجرد جمع وتأليف ولم يتكلم في شئ منها مما وقفت عليه - على ترجيح في الاقوال، أو بحث أو اختيار مذهب وقول في ذلك المجال (1) ولا ادرى ان ذلك لقصور درجته عن مرتبة النظر والاستدلال ام تورعا عن ذلك، كما نقل عن السيد الزاهد العابد رضى الدين بن طاووس... وانتهت رياسة البلد - بعد الشيخ محمد بن ماجد المتقدم الى السيد المذكور فقام بالقضاء في البلاد وتولى الامور الحسبية احسن قيام.. ونشر الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وبالغ في ذلك واكثر ولم تأخذه لومة لائم في الدين وكان من الاتقياء المتورعين.. وتوفى قدس سره في قرية نعيم في بيت الشيخ عبد الله بن الشيخ حسين بن على بن كنبار لانه كان متزوجا بمخلفة الشيخ على ابن الشيخ عبد الله المذكور ونقل نعشه الى قرية توبلى ودفن في مقبرة ماتين من مساجد القرية المشهورة وقبره مزار معروف وانتهت رياسة البلد بعده الى الشيخ سليمان بن عبد الله المذكور وكانت وفاته للسنة السابعة بعد المائة والالف وذكر بعض مشايخنا المعاصرين ان وفاته كانت بعد موت الشيخ محمد ابن ماجد - المتقدم - باربع سنين وعلى هذا تكون وفاته للسنة التاسعة بعد المائة والالف.


(1) اقول ولكن وقف صاحب الرياض على كتاب له المسمى بالتنبيهات وهو كتاب كبير من اول الفقه الى آخره مشتمل على الاستدلالات في المسائل وكان عند ورثة العلامة المجلسي ره. راجع البرهان - ج 4 ص 554 في شرح حال المؤلف.

[ 5 ]

اما مؤلفاته تبلغ قريبا الى ثمانين كتابا. وها هي نبذة منها. 1 - تفسير البرهان في اربع مجلدات. 2 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص والعام. 3 - مدينة المعاجز يشتمل على معاجز الائمة (ع). 4 - ترتيب التهذيب. 5 - اللوامع النوارنية في اسماء على واهل بيته القرآنية. 6 - كتاب الانصاف في النص على الائمة الاشراف. 7 - كتاب حلية الابرار في احوال محمد وآله الاطهار. 8 - كتاب ينابيع المعاجز واصول الدلائل وهو الذين بين يدى. قارءى المحترم وسيأتى عن قريب ان شاء الله تعالى زيادة تحقيق في ترجمة المؤلف ومؤلفاته تفصيلا من بعض المحققين في مقدمة كتاب حلية الابرار.


[ 6 ]

انموذجة من صورة النسخة المخطوطة التي في مكتبة الرضوية عليه السلام


[ 1 ]

ينابيع المعاجز وأصول الدلائل للعلامة المتبحر قدوة المحدثين السيد هاشم الحسينى البحراني طاب ثراه المتوفى سنة 1107 طبع بأهتمام الصالح الوفى الحاج أبو القاسم المشتهر بالسالك وفقه الله لمرضاته المطبعة العلمية - قم


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعن الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد - فيقول افقر العباد الى ربه الغنى هاشم بن سليمان بن اسمعيل بن عبد الجواد الحسينى البحراني انه لما وفق الله سبحانه الى تأليف كتاب مدينة معاجز الائمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم اجمعين خطر بالبال وسنح في الخيال انءالف كتابا آخر في اصول تلك المعاجز والدلائل مما خص الله جل جلاله نبينا محمدا والائمة الاثنى عشر من أهل بيته صلوات الله عليهم وسلامه وما استودعهم من سرائر علومه وما استحفظهم من مخزونه ومكتومه فاظهر على ايديهم المعاجز والدلائل لانهم حجته على عباده وخلفائه في بلاده على الاواخر والاوائل وجعلهم علما بينا وهاديا نيرا حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه يدين بدينهم العباد وتستهل بنورهم البلاد وينموا ببركتهم التلاد وجعلهم حيوة للانام ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للاسلام جرت بذلك فيهم تقادير الله على محتومها فهم الهداة المنتجبون والقوام المرتجون اصطفيهم الله بذلك بقية من آدم وخيرة من ذرية نوح ومصطفون من آل ابراهيم وسلالة اسمعيل ايدهم بروحه استودعهم سره واستحفظهم علمه و اسحباهم حكمته واسترعاهم لدينه وانتدبهم لعظيم امره واحباهم مناهج سبيله وفرائضه وحدوده فقام بهم العدل عند تحير اهل الجهل


[ 3 ]

وتميز اهل الجدل بالنور الساطع والشفاء النافع بالحق الابلج والبيان من كل مخرج فليس يجهل حقهم الاشقى ولا يجحدهم الاغوى ولا يصد عنهم الاجرى على الله جل وعلا، فهم الصراط المستقيم والحق القويم فاز من ولاهم وخاب من عاداهم عليهم افضل الصلوات واكمل التحيات فصار هذا الكتاب جامعا لاجزل العوائد واحسن الفوائد وامنح الفرائد مأخوذا من كتب معتمدة واصول ممهدة مصنفات لمشايخ ثقات مشهورين وافاضل علماء معلومين بروايات مسندة متصلة باهل العصمة سلام الله عليهم اجمعين فهو تحفة للاخوان ونور يستضاء به اهل الايمان وجعلته على احد وعشرين بابا. الباب الاول: ان القرآن فيه تبيان كل شئ وفيه ما تسير به الجبال. وتقطع به الارض، ويكلم به الموتى، وان فيه لايات ما يراد بها امر الا ان ياذن الله جل جلاله به والنبى والائمة الاثني عشر يعلمون ذلك صلوات الله عليهم. الباب الثاني: انهم عليهم السلام: ومن عنده علم الكتاب. الباب الثالث: انهم خزان علم الله جل جلاله. الباب الرابع: انهم، صلى الله عليهم اعطاهم اسم الله الاعظم. الباب الخامس: ان عندهم عليهم السلام علم ما في السماء وما في الارض وعلم ما كان وعلم ما يكون وما يحدث بالليل والنهار وساعة وساعة وعندهم علم النبين وزيادة. الباب السادس: انهم عليهم السلام إذا شاؤا ان يعلموا اعلموا وان قلوبهم مورد ارادة الله سبحانه إذا شاء شيئا شاؤه.


[ 4 ]

الباب السابع: انهم عليهم السلام محدثون. الباب الثامن: انهم سلام الله عليهم ينكت في قلوبهم العلم و يتقرفى آذانهم صلوات الله عليهم. الباب التاسع: انه سبحانه وتعالى ايدهم عليهم السلام بروح القدس الذى به عرفوا الاشياء. الباب العاشر: انهم هم المتوسمون صلوات الله عليهم. الباب الحادي عشر: انهم عليهم السلام لا يحجب عنهم شئ من امر الناس ويعرفون الرجل بحقيقة الايمان والنفاق والمحب لهم والمبغض. الباب الثاني عشر: ان اعمال العباد تعرض عليهم سلام الله عليهم. الباب الثالث عشر: انه ما يحدث حدث في الناس الا علموا به سلام الله عليهم. الباب الرابع عشر: ان عندهم عليهم السلام علم المنايا والبلايا. الباب الخامس عشر: ان عندهم عليهم السلام اسماء الملوك ومصحف فاطمة عليها السلام. الباب السادس عشر: ان عندهم ديوان فيه اسماء شيعتهم سلام الله عليهم. الباب السابع عشر: انهم عليهم السلام موضع سر الله جل جلاله. الباب الثامن عشر: الابواب التى فتحها رسول الله (ص) لامير المؤمنين (ع) والاحاديث والكلمات. الباب التاسع عشر: ان الله جل جلاله اختصهم بليلة القدر وما


[ 5 ]

ينزل عليهم من الملائكة والروح من العلوم سلام الله عليهم. الباب العشرون: انهم عليهم السلام يزادون في ليلة الجمعة ولولا انهم يزادون لنفد ما عندهم وعندهم علم الملائكة والرسل. الباب الحادى والعشرون: فيما يعرف به الامام وما اعطى الله عزوجل رسول الله والائمة عليهم السلام من انواع شتى ولاريب ان من استودع ذلك واستحفظه لا يعزب عنه شئ اراده واقدره الله سبحانه و تعالى على اخراج المعجزات وابراز الدلالات وصار العلم بذلك كالكليات وما يخرج على ايديهم كالجزئيات ليكون ذلك دليلا على النبي في دعوى النبوة وعلى الامام في دعوى الامامة لان الله جل جلاله اصدق الصادقين إذا اقدرهم على شئ لا يكون الا منه جل وعلا دل ذلك على صدقهم في دعويهم وذلك واضح بين لانه العدل الحكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب وسميته بينابيع المعاجز واصول الدلائل ومن الله سبحانه وتعالى استمد وعليه اعتمد وهو حسبنا ونعم الوكيل.