[ 6 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الاول ان القرآن فيه تبيان كل شئ، وفيه ما تسير به الجبال، وتقطع به الارض ويكلم به الموتى، وان فيه لايات ما يراد بها امر الا ان يأذن الله جل جلاله به والنبى والائمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم يعلمون ذلك. محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات وكلما في هذا الكتاب عنه فهو منه عن على (محمد - خ م) بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال لى أبو عبد الله (ع) أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وامير المؤمنين (ع) قلت: يقولون ان عيسى وموسى افضل من امير المؤمنين (ع) فقال. ايزعمون ان امير المؤمنين (ع) قد علم ما علم رسول الله (ص) قلت: نعم ولكن لا يقدمون على اولى العزم من الرسل منه اخاصمهم قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى (ع) (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) (1) فعلمنا انه لم يكتب لموسى كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) (2)


(1) الاعراف 143. (2) الزخرف 63.

[ 7 ]

وقال الله تبارك وتعالى لمحمد (ص) (وجئنا بك شهيدا على هؤلاء (1) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (2). عنه عن جعفر بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو جعفر (ع) يا عبد الله ما تقول الشيعة في على وموسى وعيسى قلت جعلت فداك وعن أي حالات تسألني قال: اسالك عن العلم فاما الفضل فهم سواء قال قلت جعلت فداك فما عسى اقول فيهم ؟ قال: هو والله اعلم منهما ثم قال يا عبد الله اليس يقولون ان لعلى (ع) ما لرسول الله (ص) من العلم قال قلت: نعم قال: فخاصمهم فيه ان الله تبارك وتعالى قال لموسى (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) فاعلمنا انه لم يبين له الامر كله وقال الله تبارك وتعالى لمحمد (ص) (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (3). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الاعلى بن اعين قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ولدنى رسول الله (ص) وانا اعلم كتاب الله وفيه بدؤ الخلق وما هو كائن الى يوم القيمة وفيه خبر السماء وخبر الارض وخبر الجنة وخبر النار ما كان وما هو كائن اعلم ذلك كما انظر الى كفى ان الله عزوجل يقول (فيه تبيان كل شئ) (4)


(1) النحل: 91. (2 - 3) البصائر الطبعة الثانية ص 227 ص 228. (4) الكافي ج 1 ص 61 ط الغفاري.

[ 8 ]

ورواه الصفار في بصائره عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن على بن فضال عن عبد الاعلى بن اعين قال: سمعت ابا عبد الله (ع) وذكر الحديث. عنه عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة وعدة من اصحابنا منهم عبد الاعلى وابو عبيدة وعبد الله بن بشير الخثعمي سمعوا ابا عبد الله (ع) يقول انى لاعلم ما في السموات وما في الارض واعلم ما في الجنة واعلم ما في النار واعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فراى ان ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عزوجل يقول (فيه تبيان كل شئ) (1). العياشي باسناده عن يونس عن عدة من اصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله (ع) انى لاخبركم خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وما هو كائن كانه في كفى ثم قال من كتاب الله اعلمه ان الله يقول (فيه تبيان كل شئ (2). عنه باسناده عن منصور عن حماد اللحام قال قال أبو عبد الله (ع) نحن والله نعلم ما في السموات وما في الارض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك قال: فبهت انظر إليه فقال: يا حماد ان ذلك


(1) الكافي ج 1 ص 261 (2) العياشي ج 2 ص 266

[ 9 ]

في كتاب الله ثلاث مرات قال ثم تلا هذه الاية (ويوم نبعت في كل امة شهيدا من انفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) انه من كتاب الله فيه تبيان كل شئ (1). وعنه باسناده عن عبد الله بن الوليد قال قال. أبو عبد الله (ع) قال الله لموسى (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى (ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه) وقال لمحمد (ص) (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (2). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن ابى عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول والله انى لاعلم كتاب الله من اوله الى آخره كانه في كفى فيه خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله: (فيه تبيان كل شئ) (3). ورواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن ابى عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى آل سام قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول وذكر الحديث. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري عن ابى الحسن محمد بن هرون بن موسى قال: حدثنا ابى عن احمد بن الحسين عن ابيه عن الحسن بن على


(1 - 2) العياشي ج 2 ص 266 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 194

[ 10 ]

عمن ذكره عن حذيفة بن منصور عن يونس قال: سمعته يقول وقد مررنا بجبل فيه دود فقال اعرف من يعلم اناث الدود من ذكره وكم عدده قال: نعلم ذلك من كتاب الله قال: وفى كتاب الله تبيان كل شئ (1) اورد الطبري هذا الحديث في معجزات الصادق (ع). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن ابى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن ابى الحسن الاول (ع) قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن النبي (ص) ورث النبيين كلهم قال: نعم من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد (ص) اعلم منه قال قلت ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله قال: صدقت وسليمن بن داود كان يفهم منطق الطير أو كان رسول الله (ص) يقدر على هذه المنازل قال فقال: ان سليمن بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره فقال (مالى لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين) حين فقده وغضب عليه فقال: (لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) وانما غضب لانه كان يدله على الماء فهذا وهو طاير قد اعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين والمردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وان الطير تعرفه، وان الله يقول في كتابه (ولو ان قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى) قد ورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان، وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر الا ان


(1) دلائل الامامة ص 128 الطبعة الثانية

[ 11 ]

يأذن الله به مع ما قد يأذن الله ما (مما - خ م) كتبه الماضون وجعله الله لنا في ام الكتاب ان الله يقول (وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين) ثم قال (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفينا من عبادنا، فنحن الذين اصطفينا الله عزوجل واورثنا هذا الذى فيه تبيان كل شئ (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن حماد عن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابيه عن ابى الحسن الاول (ع). ورواه ايضا الصفار في موضع آخر من بصائر الدرجات عن محمد بن حماد عن اخيه احمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن ابى الحسن الاول (ع) قلت من تقطيع الارض والسير فيها (2). ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص باسناده عن عبد الصمد بن على قال: دخل رجل على علي بن الحسين (ع) فقال له علي بن الحسين من أنت ؟ قال: أنا رجل منجم عراف قال: فنظر إليه ثم قال هل ادلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في اربعة عشر عالما كل عالم اكبر من الدنيا ثلث مراتب لم يتحرك من مكانه قال، ومن هو قال: انا وان شئت انبأتك بما اكلت وما ادخرت في بيتك (3). والاخبار بما اكل وما ادخر وغير ذلك من المعجزات من الائمة (ع) فقد ذكرت في كتاب مدينة المعاجز بما لا مزيد عليه


(1) الكافي ج 1 ص 226 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 47 وايضا ص 114 ح 3 (3) الاختصاص ط النجف ص 314

[ 12 ]

فليؤخذ من هناك قال مؤلف هذا الكتاب هذا الاصل صارت المعجزات من النبي (ص) والائمة (ع) فان الله جل جلاله قد اعطاهم هذا الكتاب الذى فيه تبيان كل شئ، وعلم ما كان وما يكون، وما يراد به امرا الا ان يأذن الله سبحانه به وهل مرجع جميع المعجزات الا علم ما كان وما يكون وما يراد امرا الا حصل، فسبحان الله وبحمده الذى اعطاهم وفضلهم واختارهم على علم على العالمين والحمد لله رب العالمين.


[ 13 ]

محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عمن ذكره جميعا عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معوية قال قلت لابي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بينى وبيكم ومن عنده علم الكتاب) قال: ايانا عنى وعلي اولنا وافضلنا وخيرنا بعد النبي (ص) (1). قلت هذا الحديث متصل لان ابراهيم بن هاشم روى عن ابن ابى عمير. عنه عن احمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن ابيه عن سدير قال. كنت أنا وابو بصير ويحيى البزاز، وداود بن كثير في مجلس ابى عبد الله (ع) إذ خرج علينا وهو مغضب فلما اخذ مجلسه قال: يا عجبا لاقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عزوجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منى فما علمت في أي بيوت الدار هي ؟ قال سدير فلما ان قام من مجلسه وصار في منزله دخلت انا وابو بصير وميسر وقلنا له جعلنا فداك سمعناك وانت تقول كذا وكذا في امر جاريتك، ونحن نعلم انك تعلم علما كثير اولا ننسبك الى علم الغيب قال: فقال يا سدير أما تقرء القرآن


(1) الكافي ج 1 ص 229

[ 14 ]

قلت بلى قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل قال: الذى عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك قال قلت جعلت فداك قد قرأت قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال: قلت اخبرني به قال: قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب. قال قلت: جعلت فداك ما اقل هذا قال فقال: يا سدير ما اكثر هذا ان ينسبه الله عزوجل الى العلم الذى اخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل ايضا (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال قلت قد قرأته جعلت فداك قال افمن عنده علم الكتاب كله أفهم من عنده علم الكتاب بعضه قال قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فأومى بيده الى صدره وقال علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا (1). ورواه ايضا الصفار في بصائر الدرجات. على بن ابراهيم قال: حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينه عن ابى عبد الله (ع) قال: الذى عنده علم الكتاب هو امير المؤمنين (ع) وسئل عن الذى عنده علم من الكتاب اعلم ام عنده علم الكتاب فقال: ما كان علم الذى عنده علم من الكتاب عنده الذى عند علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال امير المؤمنين (ع): الا ان العلم الذى هبط به آدم من السماء الى الارض وجميع ما فضلت به النبيون الى


(1) الكافي ج 1 ص 257

[ 15 ]

خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين (1). محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن عبد الله بن بكير عن ابى عبد الله (ع) قال: كنت عنده فذكروا سليمن وما أعطى من العلم وما اوتي من الملك فقال لي: وما اعطى سليمان بن داود انما كان عنده حرف واحد من الاسم الاعظم وصاحبكم الذي قال الله (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب (2)) و كان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب فقلت صدقت والله جعلت فداك (3). وعنه عن احمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن ابى عبد الله (ع) قال: قال: الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرقك. قال ففرج أبو عبد الله (ع) بين اصابعه فوضعها على صدره ثم قال: والله عندنا علم الكتاب كله (4). وعنه عن محمد بن الحسين (الحسن - خ ل) عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالى عن أبى جعفر (ع) قال سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى (ومن عنده علم الكتاب على ابن ابي طالب (ع) (5). وعنه عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمن عن جابر قال قال أبو جعفر (ع) في هذه الاية


(1) تفسير القمى ج 1 ص 367 الطبعة الحديثة في النجف عام 1386 هج‍ (2) الرعد 43 (3 - 4 - 5) البصائر الطبعة الثانية ص 212 - 216

[ 16 ]

(قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال على بن ابي طالب (ع) (1). وعنه عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد بن معوية قال قلت لابي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال ايانا عنى وعلي اولنا وافضلنا، وخيرنا بعد النبي (ص) (2). وعنه عن أحمد بن محمد عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بعض اصحابنا قال: كنت مع أبى جعفر (ع) في المسجد أحدثه إذ مر إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام فقلت: جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس عنده علم الكتاب فقال (ع) لا انما ذاك علي بن ابي طالب (ع) نزلت فيه خمس آيات: أحدها (قل كفى بالله شهيدا بينى و بينكم ومن عنده علم الكتاب) (3). وعنه عن عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن بن على بن النعمان عن محمد بن مروان عن فضيل بن يسار عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل قل كفى الله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال انزلت في على بن ابي طالب (ع) انه عالم هذه الامة بعد النبي (ص) (4). وعنه عن ابى الفضل العلوي قال حدثني (سعيد) بن عيسى الكربزي البصري عن ابراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى الثعلبي عن ابى تمام عن سلمان الفارسي عن امير المؤمنين (ع) في قول الله تبارك وتعالى (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم و


(1 - 2 - 3 - 4) البصائر الطبعة الثانية ص 213 - 216 - 214

[ 17 ]

من عنده علم الكتاب) فقال انا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله واعطاه الوسيلة في الوصية فلا تخلى أمته من وسيلة إليه والى الله فقال: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة. (1)). وعنه عن عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسين (الحسن - خ م) بن على بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال: نزلت في على بن ابي طالب انه عالم هذه الامة بعد النبي (ص) (2). ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى بن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عمرو بن المغلس عن خلف بن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري قال: سألت رسول الله (ص) عن قول الله جل ثناؤه (قال الذي عنده علم من الكتاب) قال ذاك وصي أخى سليمن بن داود فقلت له يا رسول الله فقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: ذاك اخى على بن ابي طالب (3). العياشي باسناده عن بريدة بن معوية العجلى قال قلت: لابي جعفر (ع) (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: ايانا عنى وعلي افضلنا، واولنا، وخيرنا بعد النبي (ص) (4). عنه باسناده عن عبد الله بن عطا قال قلت لابي جعفر (ع) هذا


(1 - 2) البصائر الطبعة الثانية ص 216 (3) امالي الصدوق ص 564 ط - اسلامية (4) العياشي ج 2 ص 220

[ 18 ]

ابن عبد الله بن سلام يزعم أن اباه الذي يقول الله (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: كذب هو على بن ابي طالب عليه السلام (1). وعنه باسناده عن عبد الله بن عجلان عن ابى جعفر (ع) قال: سألته عن قول الله (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: نزلت في على (ع) بعد رسول الله (ص) وفى الائمة بعده وعلي عنده علم الكتاب (2). وعنه باسناده عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر (ع) في قوله (ومن عنده علم الكتاب) قال نزلت في علي (ع): أنه عالم هذه الامة بعد النبي (ص) (3). ابن الفارسى في روضة الواعظين قال قال الباقر (ع) (ومن عنده علم الكتاب) على بن ابي طالب (ع) عنده علم الكتاب الاول والاخر (4). الشيخ على بن احمد ابن ابى منصور الطبرسي في الاحتجاج قال روى عن محمد بن ابى عمير عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال لى أبو عبد الله (ع) ما تقول الناس في اولى العزم وصاحبكم يعنى امير المؤمنين (ع) قال قلت: ما يقدمون على اولى العزم احدا فقال: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ وقال لعيسى (ع) ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ولم يقل


(1 - 2 - 3) العياشي ج 2 ص 220 - 221 (4) البرهان ج 2 ص 303

[ 19 ]

كل الذي تختلفون فيه وقال عن صاحبكم (لصاحبكم - خ ل) يعنى امير المؤمنين (ع) (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال عزوجل (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده (1). ابن شهر آشوب في المناقب عن محمد بن مسلم وأبى حمزة الثمالى وجابر ين يزيد عن الباقر (ع) وعلى بن فضال، والفضيل ابن يسار، وابى بصير عن الصادق (ع)، واحمد بن محمد الحلبي، ومحمد بن الفضيل عن الرضا (ع)، وقد روى عن موسى بن جعفر، وعن زيد بن على (ع) عن محمد بن الحنفية، وعن سلمان الفارسي، وعن أبى سعيد الخدري، واسمعيل السدى أنهم قالوا: في قوله تعالى (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) هو على بن ابى ابي طالب (ع) (2). والثعلبي في تفسيره باسناده، عن ابى معوية، عن الاعمش عن ابى صالح عن ابن عباس، وروى عن عبد الله بن عطا عن ابى جعفر (ع) انه قيل لهما زعموا ان الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام، قال: لا وكيف وهذه السورة مكية. وروى عن ابن عباس لا والله ما هو الا على بن ابي طالب (ع) لقد كان عالما بالتفسير، والتأويل، والناسخ، والمنسوخ، والحلال، والحرام. وروى عن ابن الحنفية ان على بن ابي طالب عنده علم الكتاب


(1) الاحتجاج ج 2 ص 139 ط النجف (2) المناقب ط النجف سنة 1376 ج 1 ص 309

[ 20 ]

الاول والاخر ورواه النظيري في الخصائص (1). ومن طريق المخالفين ما رواه الثعلبي بطريقين في معنى (ومن عنده علم الكتاب) انه على بن ابي طالب (ع) (2). وما رواه الفقيه ابن المغازلى الشافعي باسناده عن على بن عابس قال: دخلت انا وابو مريم على عبد الله بن عطا قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث الذى حدثتني عن ابى جعفر (ع) قال: كنت عند ابى جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذى عنده علم الكتاب قال: لا ولكنه صاحبكم على بن ابي طالب (ع) نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل (ومن عنده علم الكتاب، افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه، انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الاية (3). قال مؤلف هذا الكتاب: قد عرفت من ذلك ان نسبة علم الذي عنده علم من الكتاب والذى عنده علم الكتاب الا مثل القطرة من الماء في البحر الاخضر، ومثل ما تأخذه البعوضة بجناحها من البحر يكون معاجز هم اكثر، واقدارهم على ذلك اغزر وهم على ما يريدون أقدر. وذكر السيد ولى بن نعمة الله الحسينى الرضوي الحايرى في كتابه المعمول في تفضيل على (ع) على اولى العزم سوى النبي (ص) قال: ذكر في كتاب الاربعين عن حماد بن خالد، عن اسحق الازرق


(1) المناقب ط النجف سنة 1376 ج 1 ص 309 - 310 (2) البرهان ج 2 ص 304 (3) مناقب ابن مغازلي ص 314 ط طهران سنة 1394 هج‍

[ 21 ]

عن عبد الملك بن سليمان قال: وجد في ذخيرة احد حوارى عيسى (المسيح - خ البحار) في رق مكتوب بالقلم السرياني من منقور من التوارة، وذلك لما تشاجر موسى والخضر (ع) في قصة السفينة والغلام والجدار، ورجع موسى الى قومه فسأله أخوه هرون عما استعمله من الخضر وشاهده من عجائب البحر فقال موسى (ع): بينا أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بيننا (بين ايدينا - خ البحار) طائر اخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب: ثم أخذ الثالثة ورمى بها نحو السماء، ثم اخذ رابعة ورمى بها نحو الارض، ثم أخذ خامسة والقاها في البر فبهت والخضر عليه السلام من ذلك وسألته عنه فقال: لا اعلم (فبهتنا لذلك فسألت الخضر (ع) عن ذلك فلم يجب - خ البحار) فبينما نحن كذلك وإذا بصياد يصيد في البحر فنظر الينا فقال: مالى اراكما في فكرة (وتعجب) من الطائر فقلنا هو كذلك فقال: أنا رجل صياد وقد علمت اشارته وانتما نبيان لا تعلمان فقلنا لا نعلم الا ما علمنا الله عزوجل فقال: هذا الطائر يسمى مسلما لانه إذا صاح يقول في صياحه مسلم واشار برمى الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والارض وفى البحر يقول يأتي في آخر الزمان نبى يكون علم اهل المشرق والمغرب والسموات والارض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر، ويرث علمه ابن عمه ووصيه على بن ابي طالب (ع) فعند ذلك سكن ما كنا فيه من التشاجر واستقل كل واحد منا علمه (1)


(1) رواه المجلسي ره في المجلد 13 ط ج س 312 بتغيير يسير مع زيادة ونقصان.

[ 22 ]

وفى بعض روايات هذا الحديث ثم أخذ خامسة فرمى بها الى البحر وجعل يرفرف وطار فبقينا مبهوتين ما نعلم ما اراد الطائر بفعله فبينا نحن كذلك إذ بعث الله ملكا في صورة آدمى فقال مالى اراكما مبهوتين قلنا: له فيما أراد الطائر بفعله قال: أو ما تعلمون ما اراد الطائر قلنا: الله أعلم قال لهما تعلمان ما اراد الطائر ؟ فانه قال وحق من شرق المشرق، وغرب المغرب، ورفع السماء، ودحا الارض ليبعث الله في آخر الزمان نبيا اسمه محمد (ص) له ولى وصى اسمه على (ع) وعلمكما جميعا في علمه مثل هذه النقطة في هذا البحر. معجزة لعلى امير المؤمنين مثل معجزة آصف بن برخيا وصى سليمن بن داود عليهما السلام وهو الذى عنده علم من الكتاب من أتيان عرش بلقيس. ذكر الامام أبو محمد العسكري (ع) في تفسيره ان رجلا من محبى على (ع) عنده بالكوفة ولمحبه عيال بالشام قال: قال على (ع) يوما للرجل أتحب ان تأتيك عيالك ومالك قال: بلى قال على (ع) اللهم آتيهم فاذاهم بحضرة الرجل لا يفقد من جميع عياله وماله شيئا والحديث طويل وهو مذكور في مدينة المعاجز وهو الثمانون ومأة (1).


(1) مدينة المعاجز - ص - 71

[ 23 ]

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى العطار عن احمد بن ابى زاهر عن الحسن بن موسى عن على بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: نحن ولاة الامر: (أمر الله - خ م) وخزنة علم الله، وعيبة وحى الله (1). عنه عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن على بن اسباط عن سورة بن كليب قال قال لى أبو جعفر (ع) والله انا لخزان الله في سمائه وارضه لا على ذهب ولا فضة الا على علمه (2) ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن على بن اسباط عن أبيه اسباط عن سورة بن كليب قال قال أبو جعفر (ع) والله انا لخزان الله في سمائه وارضه لا على ذهب ولا فضة الا على علمه (3). محمد بن يعقوب عن على بن موسى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقى عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن


(1 - 2) الكافي ج 1 ص 192 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 104

[ 24 ]

أبى جعفر (ع) قال قلت له جعلت فداك ما انتم ؟ قال: نحن نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحى الله، نحن الحجة البالغة على ما دون السماء ومن فوق الارض (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، وابى عبد الله البرقى عن ابى طالب عن سدير عن ابى عبد الله (ع) قال قلت له جعلت فداك ما انتم ؟ قال: نحن خزان الله على علم الله وتراجمة وحى الله، نحن الحجة البالغة على ما دون السماء وفوق الارض (2) محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول قال رسول الله (ص) قال الله تبارك وتعالى: أنت كمال حجتى على الاشقياء من أمتك من ترك ولاية على والاوصياء من بعدك قال فيهم سنتك وسنة الانبياء من قبلك، وهم خزان على علمي من بعدك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقد انبأني جبرئيل باسمائهم واسماء آباءهم (3). عنه عن احمد بن أدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد، عن فضالة ابن ايوب عن عبد الله بن ابى يعفور قال قال أبو عبد الله (ع) يابن أبى يعفور ان الله واحد، متوحد بالوحدانية متفرد بامره فخلق خلقا فقدرهم لذلك الامر فنحن هم يابن ابى يعفور فنحن حجج الله في عباده


(1 - 3) الكافي ج 1 ص 194 - 193 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 104

[ 25 ]

وخزانه على علمه والقائمون بذلك (1). وعنه عن على بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القسم بن معوية ومحمد بن يحيى عن العمركى بن على جميعا عن على بن جعفر عن ابى الحسن موسى (ع) قال قال أبو عبد الله (ع) ان الله عزوجل خلقنا، فاحسن خلقنا وصورنا فاحسن صورنا، وجعلنا خزانه في سمائه وارضه ولنا نطقت الشجرة، وبعبادتنا عبد الله عزوجل، ولولانا ما عبد الله (2). وعنه عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول قال رسول الله (ص): ان الله تبارك وتعالى يقول استكمال حجتى على الاشقياء من امتك من ترك ولاية على (ع) ووالى اعداءه وانكر فضله وفضل الاوصياء من بعده فان فضلك فضلهم وطاعتك طاعتهم، وحقك حقهم ومعصيتك معصيتهم وهم الائمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك وروحك ما جرى فيك من ربك وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك وقد اجرى الله عزوجل فيهم سنتك وسنة الانبياء قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك، حق على لقد اصطفيتهم وانتجبتهم واخلصتهم، وارتضيتهم، ونجا من احبهم ووالاهم وسلم لفضلهم، ولقد اتانى جبرئيل (ع) بأسمائهم واسماء اباءهم واحباءهم والمسلمين لفضلهم (3). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن ابى حمزة عن ابى جعفر (ع) قال: سمعته يقول: والله انا


(1 - 2 - 3) الكافي ج 1 ص 193 - 208

[ 26 ]

لخزان الله في سمائه وخزانه في ارضه ليس على ذهب ولا فضة وان منا لحملة العرض يوم القيمة (1). عنه عن على بن محمد عن القسم بن محمد عن سليمن بن داود المنقرى عن سفيان بن موسى عن سدير عن ابى جعفر (ع) قال: سمعته يقول: نحن خزن الله في الدنيا والاخرة وشيعتنا خزاننا ولولانا ما عرف الله (1). على بن ابراهيم قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر (ع) في قول الله لنبيه (ص) (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا) (3) يعنى عليا (ع) وعلى هو النور فقال: (نهدى به من نشاء من عبادنا) يعنى عليا (ع) هدى به من هدى من خلقه وقال لنبيه: (وانك لتهدى الى صراط مستقيم) يعنى انك لتأمر بولاية على امير المؤمنين وتدعو إليها وعلى: هو الصراط المستقيم (صراط الله الذى له ما في السموات وما في الارض) يعنى عليا ان جعله خازنه على ما في السموات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه (الا الى الله تصير الامور) (4). قال مؤلف هذا الكتاب وهذا اصل كبير في ظهور المعجزات من رسول الله والائمة الاثنى عشر (ع) لانهم إذا كانوا خزان علم الله جل وعلا لم يكن وراء ذلك عجز عما ارادوا من الله سبحانه وتعالى فهو يجيبهم لما ارادوا


(1 - 2) البصائر الطبعة الثانية ص 104 - 105 (3) الشورى 51 (4) تفسير القمى ج 2 ص النجف ص 280 عام 1386 هج‍

[ 27 ]

ويبلغهم ما املوا لانهم خزانه على ما في السموات وما في الارض لا على ذهب ولا فضة بل على علمه سبحانه وتعالى الذى لا يعلمه الا هو ومن اطلعه من اولى الزلفى لديه صلوات الله عليهم اجمعين. فضيلة ومعجزة سماوية لمولى الامة امير المؤمنين (ع) روى الشيخ المفيد في الاختصاص باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: اتيت فاطمة صلوات الله عليها فقلت لها اين بعلك فقالت: عرج به جبرئيل الى السماء فقلت: فيماذا فقالت: ان نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكماء من الادميين، فأوحى الله إليهم ان تخيروا فاختاروا على بن أبى طالب (ع) (1).


(1) الاختصاص ط النجف ص 208

[ 28 ]

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد عن على بن حكم عن محمد بن الفضيل قال: اخبرني شريس الوابشى عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال: ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا: وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت اسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الاعظم أثنان وسبعون حرفا وحرف واحد عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: اخبرني ضريس الكناسى (الوابشى خ م) عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال: ان اسم الله الاعظم على ثلثة وسبعين حرفا وساق الحديث الى آخره الى قوله العظيم. عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد عن زكريا ابن عمران القمى عن هرون ابن الجهم عن رجل من اصحاب ابى عبد الله (ع) لم احفظ اسمه قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول


(1) الكافي ج 1 ص 230

[ 29 ]

ان عيسى بن مريم اعطى حرفين كان يعمل بهما واعطى موسى اربعة احرف واعطى ابراهيم ثمانية احرف، واعطى نوح خمسة عشر حرفا، واعطى آدم خمسة وعشرين حرفا، وان الله تبارك وتعالى جمع ذلك كله لمحمد (ص) وان اسم الله الاعظم ثلثة وسبعون حرفا اعطى محمد (ص) اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد عن زكريا ابن عمران القمى، عن هرون بن الجهم عن رجل من اصحاب أبى عبد الله (ع) لم يحفظ اسمه قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: ان عيسى بن مريم (ع): اعطى حرفين كان يعمل بهما وساق الحديث الى آخر سواء (2). وعنه عن الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله عن على بن محمد النوفلي عن ابى الحسن صاحب العسكر (ع) قال: سمعته يقول: اسم الله الاعظم ثلثة وسبعين حرفا كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الارض فيما بينه وبين سبا فتناول عرش بلقيس حتى صيره الى سليمن ثم انبسطت الارض في اقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب (3). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى، عن على بن الحكم، عن محمد بن الفضيل عن ضريس الوابشى عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال


(1 - 3) الكافي ج 1 ص 230 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 208

[ 30 ]

فلت له جعلت فداك قول العالم: (انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك (1)) فقال: يا جابر ان الله جعل اسمه على ثلثة وسبعين حرفا فكان عند العالم منها حرف واحد فاخسفت الارض ما بينه وبين السرير حتى التقت القطعان وجعل (وحول - خ م) من هذه على هذه: وعندنا من اسم الله الاعظم اثنان و سبعون حرفا وحرف في علم عنده المكنون (2). وعنه عن احمد بن محمد. عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن حمدان (سعدان - خ م) عن ابى عمر الجلاب عن ابى عبد الله (ع) قال: ان اسم الله الاعظم على ثلثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسفت بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت اسرع من طرفة عين وعندنا نحن: من الاسم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله (استأثر) به في علم الغيب المكنون عنده (3). عنه عن ابى عبد الله البرقى يرفعه الى ابى عبد الله (ع) قال: ان الله جعل اسمه على ثلثة وسبعين حرفا فاعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفا، واعطى نوحا منها خمسة عشر حرفا، واعطى ابراهيم منها ثمانية احرف واعطى موسى منها اربعة احرف، واعطى عيسى منها حرفين فكان يحيى به الموتى ويبرئ بهما الاكمة والابرص، واعطي محمدا (ص) اثنين وسبعين حرفا واحتجب بحرف لئلا يعلم احد ما في نفسه ويعلم ما في نفس العباد (4).


(1) النمل: 40 (2 - 3 - 4) البصائر الطبعة الثانية ص 209 - 210 - 208

[ 31 ]

عنه عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن شعيب العقرقوفى عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) قال: كان سليمن عنده اسم الله الاكبر الذى إذا سأله اعطى وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم لاحتاج لينا (1). وعنه عن الحسن بن على بن عبد الله عن الحسن بن على بن فضال عن داود بن ابى يزيد عن بعض اصحابنا عن عمر بن حنظلة قال: قلت: لابي جعفر (ع) انى اظن ان لى عندك منزلة قال: اجل قلت: فان لى اليك حاجة قال: وما هي قلت: تعلمني الاسم الاعظم قال: وتطيقه قلت: نعم قال: فادخل البيت قال: فدخلت قال فوضع أبو جعفر (ع) يده على الارض فاظلم البيت فارعدت فرائص فقال: ما تقول اعلمك فقلت، لا فرفع يده فرجع البيت كما كان (2). أبو جعفر محمد بن جبرير الطبري قال: روى المعلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله عن على بن محمد النوفلي قال: قال على بن محمد يعنى الهادى (ع) قال: وسمعته يقول: اسم الله الاعظم ثلاثة و سبعون حرفا وانما كان عند آصف منه حرف واحد فتكلم به فانخرقت به الارض (فانطوت الارض التى بينه وبين سبا فتناول عرش بلقيس فصيره الى سليمان ثم بسطت الارض - خ) في اقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله عزوجل استاثر به في علم الغيب (3). قال مؤلف هذا الكتاب عرفت مما ذكر ان عيسى بن مريم عنده حرفان من اسم الله الاعظم يعمل بهما، فكان يحيى بهما الموتى ويبرئ


(1 - 2) البصائر الطبعة الثانية ص 211 - 210 (3) دلائل الامامة الطبعة الثانية ص 219

[ 32 ]

الاكمه والابرص وغير ذلك من الايات والمعجزات التى ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وانه كان (ع) يمشى على الماء، وسليمن بن داود عنده حرف واحد، وقد ذكر الله تعالى له في القرآن من البينات والمعجزات من تسخير الشياطين، والجن، والريح ومعرفة منطق الطير وغير ذلك وآصف بن برخيا عنده حرف واحد، واتى بعرش بلقيس من سبا في اقل من طرفة عين، فكيف من عنده اثنان وسبعون حرفا من اسم الله الاعظم يكون علمه به له الاقتدار على اظهارات المعجزات اكثر من سائر الانبياء لان جميع ما عند الانبياء عند نبينا والائمة صلوات الله عليهم اجمعين وليس ما عندهم عند الانبياء فمحمد وآله الائمة المعصومون مفضلون على الانبياء بما اعطاهم الله جل جلاله من العلم فكلما اتت به الانبياء (ع) من المعجزات والدلالات والبينات على نبوتهم فالائمة الاثنا عشر (ع) الوارثون علمهم من رسول الله (ص) لهم المعجزات والدلالات والبينات على امامتهم لان الامامة اخت النبوة فبذلك يعلم ما منه كانت الايات والمعجزات والدلالات مما اودع الله جل جلاله الانبياء والائمة (ع) من الامور التى يكون بها المعجز منهم صلوات الله عليهم اجمعين ليكون بذلك تصديقهم فيما ادعوا من النبوة والامامة لان من صدقه الله الصادق فهو صادق والله اعلم حيث يجعل رسالته.


[ 33 ]

معجزة لمولى الامة وامامها امير المؤمنين (ع) روى السيد الاجل الرضى في الخصائص قال: روى ان امير المؤمنين عليا (ع) كان جالسا في المسجد إذ دخل عليه رجلا فاختصما إليه كان احدهما من الخوراج فتوجه الحكم على الخارجي فحكم عليه امير المؤمنين (ع) فقال له الخارجي والله ما حكمت بالسوية ولا عدلت بالقضية وما قضيتك عند الله بمرضية فقال له امير المؤمنين (ع) واومي بيده إليه اخسأ عدو الله فاستحال كلبا اسود فقال: من حضره فو الله لقد رأينا ثيابه تطائر عه في الهواء فجعل يبصبص لامير المؤمنين (ع) و دمعت عيناه في وجهه وراينا امير المؤمنين (ع) وقد رق له فلحظ السماء وحرك شفتيه بكلام لم نسمعه فو الله لقد رأيناه قد عاد الى حال الانسانية وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه فرايناه وقد خرج من المسجد وان رجليه لتضطربان فبهتنا ننظر الى امير المؤمنين (ع) فقال. لنا مالكم تنظرون وتعجبون فقلنا يا امير المؤمنين كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت فقال: اما تعلمون آصف بن برخيا وصى سليمان بن داود عليهما السلام قد صنع ما هو قريب من هذا الامر فقص الله جل اسمه قصته حيث يقول: (ايكم ياتيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين فقال عفريت من الجن انا آتيك قبل ان تقوم من مقامك وانى على لقوى امين قال الذى عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني


[ 34 ]

أأشكر ام أكفر) الاية. فايما اكرم على الله نبيكم ام سليمان (ع) فقالوا بل نبينا اكرم يا امير المؤمنين قال: فوصى نبيكم اكرم من وصى سليمان وانما كان عند وصى سليمان عليهما السلام من اسم الله الاعظم حرف واحد فسال الله جل اسمه فخسف له الارض ما بينه وبين سرير بلقيس فتناوله في اقل من طرفة العين وعندنا من اسم الله الاعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تعالى استاثر به دون خلقه فقالوا: يا امير المؤمنين فإذا كان هذا عندك فما حاجتك الى الانصار في قتال معوية وغيره و استنفارك الناس الى معوية (حربه - خ) ثانية فقال (ع) بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون) انما ادعو هؤلاء القوم الى قتاله ليثبت الحجة وكمال المحنة (المحجة - خ) ولو اذن لى في اهلاكه لما تأخر لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء قالوا: فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما اوتى به (ع) (1).


(1) مدينة المعاجز - ص 50

[ 35 ]

عندهم (ع) علم ما في السماء وما في الارض وعلم ما كان وعلم ما يكون وما يحدث بالليل والنهار وساعة وساعة وعندهم علم النبيين (ع) وزيادة محمد بن يعقوب، عن على بن محمد عن سهل عن احمد بن محمد ابن ابى نصر عن عبد الكريم عن جماعة بن سعد الخثعمي انه قال كان المفضل عند ابى عبد الله (ع) فقال له المفضل: جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء قال (ع) لا الله اكرم، وارحم، وارأف بعباده من ان يفرض طاعة عبد على العباد، ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساءا (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن احمد بن محمد ابن ابى نصر عن عبد الكريم عن جماعة بن سعد الخثعمي انه كان مع مفضل عند ابى عبد الله (ع) (فقال له المفضل) يفرض الله طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء قال: لا الله اكرم، و ارأف بعباده من ان يفرض طاعة عبد ويحجب عنه خبر السماء صباحا ومساءا (2).


(1) الكافي ج 1 ص 261 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 124

[ 36 ]

عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسى قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول: وعنده اناس من اصحابه عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا ائمة ويصفون ان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم و يخصمون انفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ويعبون ذلك على من اعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا، اترون ان الله تبارك و تعالى افترض طاعة اوليائه على عباده ثم يخفى عنهم اخبار السموات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران: جعلت فداك ارايت ما كان من امر قيام على بن ابى طالب والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره وما اصيبوا من قبل الطواغيت اياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر (ع) يا حمران ان الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وامضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثم اجراه فبتقدم علم إليهم من رسول الله (ص) في ذلك قام على والحسن والحسين (ع) وبعلم صمت من صمت منا ولو انهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من امر الله عزوجل واظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عزوجل ان يدفع عنهم ذلك والحوا عليه في طلب ازالة ملك الطواغيت، وذهاب ملكهم إذا لاجابهم ودفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم اسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان ذلك الذي اصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن المنازل وكرامة من الله اراد أن


[ 37 ]

يبلغوها فلا تذهب بك المذاهب فيهم (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد، ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، عن على بن رئاب، عن ضريس قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول، واناس من اصحابه حوله انى اعجب من قوم يتولونا ويجعلونا ائمة. وساق الحديث (2). عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سمعت ابا جفر (ع) يقول: لا والله لا يكون عالم جاهلا ابدا عالما بشئ جاهلا بشئ ثم قال: الله اجل واعز، واكرم من ان يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وارضه ثم قال: لا يحجب ذلك عنه (3). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول لا يكون عالم جاهلا ابدا عالما بشئ وساق الحديث. محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد ابن عيسى عن حريز، عن ابى بصير، عن ابى (جعفر - خ) عبد الله (ع) قال: سئل على (ع) عن علم النبي (ص) فقال: علم النبي (ص) جميع علم النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن الى قيام الساعة ثم قال: والذي نفسي بيده انى لاعلم علم النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن فيما بينى وبين قيام الساعة (4). محمد بن يعقوب عن احمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن محمد


(1 - 3) الكافي ج 1 ص 261 - 262 (2 - 4) البصائر الطبعة الثانية ص 124 - 127

[ 38 ]

ابن الحسين، عن ابراهيم بن اسحق الاحمر عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال: كنا مع ابى عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر احدا فقلنا: ليس علينا عين فقال ورب الكعبة ورب البينة ثلاث مرات لو كنت بين يدى موسى والخضر لاخبرتهما انى اعلم منهما ولانبأتهما بما ليس في ايديهما. لان موسى والخضر اعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله (ص) وراثة (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن اسحق، عن عبد الله ابن حماد، عن سيف التمار قال: كنا عند ابي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر وذكر الحديث. محمد بن الحسن الصفار، عن على بن محمد بن سعد عن حمدان بن محمد بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن مسلم ابن الحجاج، عن يونس، عن الحسين بن علوان عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الله خلق اولى العزم من الرسل وفضلهم بالعلم واورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله (ص) ما لم يعلموا، وعلمنا علم الرسول وعلمهم (2). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القسم عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله (ع) ان سليمان ورث دواد وان محمد (ص) ورث سليمان، وانا ورثنا محمد (ص)، وان عندنا علم التوراة، والانجيل، والزبور، وتبيان ما في الالواح قال قلت: ان هذا لهو العلم قال (ع) ليس هذا هو العلم ان العلم الذى


(1) الكافي ج 1 ص 261 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 227 (*)

[ 39 ]

يحدث يوم بيوم وساعة بعد ساعة (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله ابن القاسم عن زرعة عن المفضل قال أبو عبد الله (ع): ان سليمن ورث داود وذكر الحديث (2). عنه عن احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن ابن يحيى عن شعيب الحداد عن ضريس الكناسى قال: كنت عند ابى عبد الله (ع) وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله (ع) ان داود ورث علم الانبياء، وان سليمان ورث داود، وان محمد (ص) ورث سليمان، وانا ورثنا محمدا (ص) وان عندنا صحف ابراهيم، والواح موسى فقال أبو بصير: ان هذا لهو العلم فقال: يا بامحمد ليس هذا هو العلم انما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة (3). ورواه محمد بن الحسن الصفار، عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحداد (الخزاز خ) عن ضريس الكناسى قال: كنت عند ابى عبد الله (ع) وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله (ع) وذكر الحديث مثله (4). ثم قال محمد بن الحسن الصفار وروى محمد بن عيسى عن صفوان بهذا الاسناد مثله. محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم عن البرقى عن ابن سنان وغيره، عن بشر عن حمران بن اعين قال قلت لابي عبد الله (ع) عندكم التوراة والانجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف ابراهيم


(1 - 3) الكافي ج 1 ص 224 - 225 (2 - 4) البصائر الطبعة الثانية ص 138 - 134

[ 40 ]

وموسى قال. نعم قلت: ان هذا لهو العلم الاكبر قال: يا حمران (لو لم يكن غير ما كان) ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا اعظم (1). عنه عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال: كنت مع ابى بصير عند ابى جعفر (ع) فقال. له أبو بصير بما يعلم عالمكم جعلت فداك قال: يا ابا محمد ان عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكل الله علمنا الى نفسه لكان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة (2). وعنه عن احمد بن محمد بن على بن الحكم عن سيف ابن عميرة عن ابى الصباح الكنانى قال: حدثنى العلا بن سيابة عن ابى عبد الله (ع) قال: انا لنعلم ما في الليل والنهار (3). الشيخ المفيد في الاختصاص، عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله (ع) كلام قد سمعته من ابى الخطاب فقال: اعرضه على فقلت يقول: انكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس فسكت فلما اردت القيام اخذ بيدى فقال: يا محمد كذا علم القرآن والحلال والحرم يسير في جنب العلم الذى يحدث بالليل والنهار (4).


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 140 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 325 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 326 (4) الاختصاص طبعة النجف ص 308

[ 41 ]

قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في الاقدار على المعجزات من نبينا وائمتنا الاثنى عشر صلوات الله عليهم اجمعين لان الله جل جلاله اعطاهم علم ما في السموات والارض وعلم ما كان وعلم ما يكون وعلم ما يحدث في الليل والنهار وساعة، بعد ساعة واعطاهم علم النبيين صلوات الله عليهم اجمعين وهل المعجزات الا من ذلك لانها داخلة في علم السموات وما في الارض الى آخر ما ذكرنا وهذا واضح بين. معجزة لمولانا وامامنا ابى عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) رواه أبو عمر ومحمد بن عمر وبن عبد العزيز الكشى عن ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى قال: حدثنى أحمد بن أدريس القمى المعلم قال: حدثنى محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن حفص الاعور الابيض التمار قال: دخلت على ابى عبد الله (ع) ايام صلب معلى بن خنيس فقال لى يا حفص أنى امرت المعلى فخالفنى فابتلى بالحديد انى نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين فقلت: يا معلى كانك ذكرت اهلك، وعيالك قال: اجل قلت: ادن منى فدنا منى فمسحت وجهه فقلت اين تراك فقال أرانى هذا اهلي وهذه زوجتى، وهذا ولدى قال: (ع) فتركته حتى تملى منهم واستترت منهم حتى ينال ما ينال الرجل من اهله ثم قلت: ادن فدنا منى فمسحت وجهه فقلت اين تراك فقال: ارانى معك في المدنية قال قلت: يا معلى ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله عليه دينه ودنياه يا معلى لا تكونوا اسرى في ايدى


[ 42 ]

الناس بحديثنا ان شاؤا منوا عليكم وان شاؤا قتلوكم يا معلى أنه من كتم الصعب من حديثنا جعل الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس، ومن اذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخيل يا معلى انت مقتول فاستعد. هذا الحديث مذكور بخمس طرق في كتاب مدينة المعاجز (1)


(1) مدينة المعاجز ص 359 - رجال الكشى طبعة كربلاء ص 424

[ 43 ]

محمد بن يعقوب عن على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد، عن ايوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد، عن ابى الربيع الشامي عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الامام إذا شاء ان يعلم علم (1). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامي قال: قال أبو عبد الله: (ع) الامام (العالم - خ) إذا شاء ان يعلم علم (2). محمد بن يعقوب عن ابى على الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن ابى الربيع، عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الامام إذا شاء ان يعلم علم (3). عنه عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائني عن ابى عبيدة المدائني عن ابى عبد الله (ع) قال: إذا اراد الامام ان يعلم شيئا اعلمه الله ذلك (4).


(1) الكافي ج 1 ص 258 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 315 (3) الكافي ج 1 ص 258 (4) الكافي ج 1 ص 258

[ 44 ]

محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن الحسن بن على بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطى (أ) وعن ابى عبيدة قال: سالت ابا عبد الله (ع) عن الامام يعلم الغيب قال: لا ولكن إذا اراد ان يعلم الشئ اعلمه الله ذلك (1). عنه عن الهيثم النهدي عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد النهدي عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الامام إذا شاء ان يعلم علم (2). سعد بن عبد الله القمى في بصائر الدرجات، عن احمد بن محمد السيارى قال: حدثنى غير واحد من اصحابنا عن ابى الحسن الثالث (ع) قال: ان الله تبارك وتعالى جعل قلوب الائمة موردا لارادته وإذا شاء شيئا شاؤه وهو قوله وما تشاؤن الا ان يشاء الله (3). على بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد، عن احمد بن محمد السيارى عن فلان (قال: خرج) عن ابى الحسن (ع) قال: ان الله عزوجل جعل قلوب الائمة موردا لارادته فإذا شاء الله شيئا شاؤه وهو قوله (وما تشاو الا ان يشاء الله رب العالمين (4). محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد عن ابى عبد الله النوفلي


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 315 (2) البصائر الطبعة الثانية 315 (3) البرهان ج 4 ص 435 - مختصر البصائر ط النجف تأليف حسن بن سليمان الحلى ص 65 (4) تفسير القمى ط النجف ج 2 ص 409

[ 45 ]

عن القسم عن جابر قال: سئلت ابا جعفر (ع) عن مسألة أو سئل عنها قال: فقال: إذا لقيت موسى فسله عنها قال: فقلت اولا تعلمها قال: بلى قلت: فاخبرني بها قال: لم يؤذن لى في ذلك (1) قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من النبي والائمة صلوات الله عليهم اجمعين لانهم (ع) إذا شاؤا ان يعلموا علموا فانه يودى الى ان الله جل جلاله يعلمهم بالغائب وبما يكون من الامور الحادثة وبما في النفس وغير ذلك مما لا يطلع عليه الا الله سبحانه وتعالى أو من يطلعه الله تعالى عليه ممن يرتضيه من صفوته، وايضا قلوبهم مورد لارادته تعالى وما يشاون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذا سر عظيم بينه تعالى وبينهم (ع) وهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. معجزة للامام الثاني عشر القائم المنتظر محمد بن بابويه قال: حدثنا محمد بن على الاسود قال: حدثنى على بن الحسين بن موسى بن بابويه بعد موت محمد بن عثمان العمرى ان أسأل ابا القاسم الروحي ان يسأل مولانا صاحب الزمان (ع) ان يدعوا الله له ان يرزقه ولدا قال: فسألته فانهى ذلك ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة ايام قد دعا لعلى بن الحسين وانه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده اولاد قال أبو جعفر محمد بن على الاسود: وسالته في أمر نفسي ان يدعو لى ان ارزق ولدا فلم يجبنى إليه وقال لى ليس الى هذا سبيل قال: فولد لعلى بن


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 44

[ 46 ]

الحسين تلك السنة ابنه محمد بن على وبعده اولاد ولم يولد لى قال الشيخ محمد بن على بن بابويه كان أبو جعفر محمد بن على الاسود كثيرا ما يقول لى إذا رأني اختلف الى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد وارغب في كتب العلم وحفظه: ليس بعجب ان يكون لك هذه الرغبة في العلم وانت ولدت بدعاء الامام (ع) (1).


(1) كمال الدين ط الغفاري ج 2 ص 502 ح 31.

[ 47 ]

محمد بن العباس بن ماهيار الشيخ الثقة قال: حدثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن ابيه أبى الخطاب عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد عن الحرث بن مغيرة النضرى قال قال لى الحكم بن عيينة ان مولاى على بن الحسين (ع) قال لى انما علم على (ع) كله في آية واحدة قال: فخرج عمران ليسأله فوجد عليا (ع) قد قبض فقال لابي جعفر (ع) ان الحكم حدثنا عن على بن الحسين (ع) انه قال انما علم (ع) في آية واحدة فقال أبو جعفر (ع) وما تدرى ما هي قلت لا: قال هي قوله تعالى (وما ارسلنا من قبلك من رسول، ولا نبى ولا محدث ثم ابان شأن الرسول والمحدث صلوات الله عليهم اجمعين (1). محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد عن الحجال عن القسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال: ارسل أبو جعفر (ع) الى زرارة ان يعلم الحكم بن عيينة (عتيبة خ م) ان اوصياء محمد عليه و (ع) محدثون. (2) عنه عن محمد عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة (عتيبة) قال: دخلت على على بن الحسين (ع)


(1) البرهان ج 3 ص 99 (2) الكافي ج 1 ص 270

[ 48 ]

يوما فقال: يا حكم هل تدرى الاية التى كان على بن ابى طالب (ع) يعرف قاتله بها ويعلم بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس قال: الحكم فقلت في نفسي قد وقعت على علم من علم على بن الحسين (ع) اعلم بذلك تلك الامور العظام قال فقلت: لا والله لا اعلم قال ثم قلت: الاية تخبرني بها يا بن رسول الله قال: هو والله قول الله عز ذكره: (وما ارسلنا من قبلك من رسول، ولا نبي ولا محدث وكان على بن ابي طالب (ع) محدثا فقال له رجل: يقال له: عبد الله بن زيد كان اخا على لامه سبحان الله محدثا ! كانه ينكر ذلك فاقبل عليه أبو جعفر (ع) فقال: اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التى هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبى (ص) (1). وعنه عن احمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين (الحسن خ. م) عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن اسمعيل قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: ان الائمة علماء صادقون، مفهمون، محدثون (2). وعنه عن على بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن محمد بن مسلم قال: ذكر المحدث عند ابى عبد الله (ع) فقال: انه يسمع الصوت ولا يرى الشخص فقلت: له جعلت فداك كيف يعلم انه كلام الملك (ع) قال: لانه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم انه كلام الملك (3).


(1) الكافي ج 1 - ص 270 (2) الكافي ج 1 - ص 271 (3) الكافي ج 1 ص 271

[ 49 ]

وعنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفر (ع) ان عليا (ع) كان محدثا فخرجت الى أصحابي فقلت جئتكم بعجيبة فقالوا وما هي قلت سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كان على (ع) محدثا فقالوا: ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه فرجعت إليه فقلت: انى حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا: ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه ؟ فقال لى: يحدثه ملك قلت: يقول انه نبى قال: فحرك يده هكذا - أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذى القرنين، أو ما بلغكم انه قال: وفيكم مثله (1). وعنه عن على بن محمد عن بعض اصحابنا، عن ابن ابى عمير عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر (ع) قال: للامام عشر علامات، يولد مطهرا مختونا وإذا وقع على الارض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ولا يجنب وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاب ولا يتمطى ويرى من خلفه كما يرى من امامه ونجوه كرائحة المسك والارض موكلة بستره وابتلاعه وإذا لبس درع رسول الله كانت عليه وفقا وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا وهو محدث الى ان ينقضى ايامه (ع) (2).


(1) الكافي ج 1 - ص 271 (2) الكافي ج 1 ص 388

[ 50 ]

محمد بن العباس قال حدثنا الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة عن يزيد العجلى قال: سألت ابا جعفر (ع) عن الرسول والنبى والمحدث فقال: الرسول الذى تأتيه الملائكة ويعاينهم، تبلغه الرسالة من الله، والنبى الذى يرى المنام فما رأى فهو كما رأى، والمحدث الذى يسمع صوت الملائكة وحديثهم، ولا يرى شيئا بل نقر في اذنه و ينكت في قلبه (1). محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن على قال: حدثنى عيسى (عبيس - خ) بن هشام قال: حدثنا كرام بن عمر والخثعمى عن عبد الله بن ابى يعفور قال قلت: لابي عبد الله (ع) كان على (ع) ينكت (ان عليا لينكت خ - م) في قلبه أو يوقر (ينقر خ - م) في صدره واذنه قال ان عليا (ع) كان محدثا قال: فلما اكثرت عليه قال: ان عليا (ع) يوم بنى قريظة والنظير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه (2). عنه عن على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة عن حمران قال حدثنا الحكم بن عيينة عن على بن الحسين (ع) انه قال ان علم على في آية من القرآن وقال: وكتمنا الاية قال: وكنا نجتمع وندارس القرآن فلا نعرف الاية فقال: فدخلت على ابى جعفر (ع) فقلت له: ان الحكم بن عيينة حدثنا عن على بن الحسين (ع) انه قال علم على (ع) في آية من القرآن وكتمنا الاية قال: اقرء


(1) البرهان ج 3 ص 99 (2) البصائر الثانية ص 321

[ 51 ]

يا حمران فقرأت وما ارسلنا من قبلك من رسول، ولا نبى قال فقال أبو جعفر وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث قلت: وكان على محدثا قال نعم فجئت الى اصحابنا فقلت قد اصبت الذى كان الحكم يكتمنا قال قلت قال أبو جعفر (ع) كان يقول على (ع) محدث ؟ فقالوا ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه قال فبعد ذلك انى اتيت ابا جعفر (ع) فقلت اليس حدثتني ان عليا (ع) كان محدثا قال بلى قال قلت: من يحدثه قال: ملك يحدثه قال قلت اقول انه نبى قال (ع): لا ولكن قل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذى القرنين (1). وعنه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول الائمة علماء صادقون مفهمون محدثون (2). وعنه عن ابى طالب عن عثمان بن عيسى قال: كنت انا وابو بصير ومحمد بن عمران بمنزل بمكة فقال: محمد بن عمران سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: نحن اثنا عشر محدثا فقال له أبو بصير والله لقد سمعت من ابى عبد الله (ع) قال فحلفه مرة أو مرتين فقال: أبو بصير لكنى سمعت ابا جعفر (ع) يقول (3). ورواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى واحمد بن محمد عن


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 323 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 319 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 319

[ 52 ]

محمد بن الحسين عن ابى طالب عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: كنت انا وابو بصير، ومحمد بن عمران مولى ابى جعفر (ع) في منزله بمكة فقال: محمد بن عمران سمعت ابا عبد الله (ع) يقول نحن اثنا عشر محدثا فقال: له أبو بصير سمعت من أبى عبد الله (ع) فحلف مرة أو مرتين انه سمعه فقال أبو بصير: لكنى سمعته من ابى جعفر (ع) (1). ورواه محمد بن على بن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا محمد بن على ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسن الصفار عن ابى طالب بن الصلت القمى، عن عثمان بن عيسى بن سماعة بن مهران قال: كنت انا وابو بصير وساق الحديث الا ان في آخره فقال أبو بصير: لكنى سمعته من ابى جعفر (ع) (2). محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن محمد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن احمد بن يونس الجمال عن ايوب بن حسن عن قتادة أنها كانت تقرء (انه يقرء خ - م) وما ارسلنا من قبلك من رسول، ولا نبى، ولا محدث (3). عنه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن بن فروح الصفار عن العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلى قال: سألت ابا عبد الله (ع) عن الرسول والنبى والمحدث فقال: الرسول الذى


(1) الكافي ج 1 ص 534 (2) الخصال ص 449 ط النجف سنة 1391 (3) البصائر الطبعة الثانية 321

[ 53 ]

يأتيه الملائكة (فيعاينهم) فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبى الذى يرى في منامه فما رأى فهو كما رآى والمحدث الذى يسمع الملائكة وينقر في أذنه وينكت في قلبه (1). وعنه عن محمد بن الحسين عن احمد بن محمد ابن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (ع) عن الرسول والنبى والمحدث (من الرسول ومن النبي ومن المحدث خ) قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه قبلا فيرى كما يرى الرجل صاحبه الذى يكلمه فهذا الرسول، والنبى الذى يؤتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم ونحو ما كان يأتي رسول الله (ص) ومن السبات إذ اتاه جبرئيل هكذا، النبي (ص) ومنهم من تجتمع له الرسالة والنبوة وكان رسول الله (ص) نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه ويراه فيأتيه في النوم، والنبى الذى يسمع كلام الملائكة (الملك - خ م) عن معاينة (حتى يعاينه - خ م) فيحدثه، والمحدث فهو الذى يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام (2). وعنه عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحرث بن المغيرة النضرى عن حمران عن ابى جعفر (ع) قال: ان عليا (ع) كان محدثا قلت: فيكون نبيا قال: فحرك يده هكذا ثم قال (أو كصاحب سليمان - خ) أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين أو ما بلغكم انه قال وفيكم مثله (3).


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 368 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 373 (3) الكافي ج 1 ص 269 البصائر الطبعة الثانية ص 321

[ 54 ]

وعنه عن محمد بن الحسين عن صفوان عن الحرث عن حمران قال قلت. لابي جعفر (ع) اليس حدثتني ان عليا (ع) كان محدثا قال بلى قلت: من يحدثه قال ملك يحدثه قلت: فأقول انه نبى، أو رسول قال: لا، بل مثله مثل صاحب سليمن، ومثل صاحب موسى (ع)، ومثله مثل ذى القرنين أو ما بلغكم ان عليا (ع) سئل عن ذى القرنين فقيل كان نبيا فقال: لا بل كان عبدا احب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه (وناصح الله وناصحه - خ - م) (1) فهذا مثله محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زارة قال: سالت ابا جعفر (ع) عن قول الله (وكان رسولا نبيا) ما الرسول، وما النبي قال: النبي الذى يرى في منامه و يسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في - المنام، ويعاين الملك قلت: الامام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا يرى، ولا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث) (2) ورواه محمد بن الحسن الصفار باسناده عن زرارة قال سالت ابا جعفر (ع) عن قول الله تبارك وتعالى (وكان رسولا نبيا) وساق الحديث الى آخره (3). عنه عن على بن ابراهيم عن ابيه عن اسمعيل بن مرار قال: كتب -


(1) البصائر الطبعة الثانية ص 366 (2) الكافي ج 1 ص 176 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 368

[ 55 ]

الحسن بن العباس المعروفى الى الرضا (ع) جعلت فداك اخبرني ما الفرق بين الرسول، والنبى، والامام فكتب أو قال الفرق بين الرسول والنبى والامام ان الرسول الذى ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى وربما رأى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، والنبى ربما سمع الكلام، وربما رأى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذى يسمع الكلام ولا يرى الشخص (1) وعنه من محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الاحوال قال: سالت ابا جعفر (ع) عن الرسول، والنبى والمحدث فقال: الرسول الذى ياتيه جبرئيل فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبي فهو - الذى يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم (ع) ونحو ما كان رأى رسول الله (ص) من اسباب النبوة قبل الوحى حتى اتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة وكان محمد (ص) حين جمع له النبوة وجائته الرسالة من عند الله يجيئ بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا، ومن الانبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير ان يكون يراه في - اليقظة واما المحدث فهو الذى يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه (2). وعنه عن (احمد بن محمد - خ م) ومحمد بن يحيى عن محمد بن - الحسين عن على بن حسان عن ابن فضال عن على بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام في قول الله عزوجل


(1 - 2) الكافي ج 1 ص 176

[ 56 ]

(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث قلت: جعلت فداك ليس هذه قرائتنا فما الرسول، والنبى والمحدث قال: الرسول الذى يظهر له الملك ويكلمه والنبى هو الذى يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذى يسمع الصوت ولا يرى الصورة قال قلت: اصلحك الله كيف يعلم ان الذى رأى في النوم حق وانه من الملك قال: يوفق لذلك حتى يعرف ولقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء. (1) أحاديث الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص احمد بن محمد بن عيسى عن ابيه ومحمد بن خالد البرقى، والعباس بن معروف عن القسم بن عروة عن بريدة بن معوية العجلى قال: سالت ابا جعفر (ع) عن الرسول والنبى والمحدث فقال: الرسول الذى تأتيه الملائكة و تبلغه عنه الله والنبى الذى يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى والمحدث الذى يسمع الكلام كلام الملائكة يوقر في اذنه وينكت في قلبه - (2) احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زارة قال: سالت ابا جعفر (ع) عن قول الله (وكان رسولا نبيا) علمنا الرسول ومن النبي فقال: النبي هو الذى يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين والرسول يعاين الملك ويكلمه قلت الامام ما منزلته قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم، تلا هذه الاية) وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث. (3)


(1) الكافي ج 1 ص 177 (2) الاختصاص - ط - النجف ص 322 (3) الاختصاص - ط - النجف ص 323

[ 57 ]

الهيثم ابن ابى مسروق النهدي وابراهيم بن هاشم عن اسمعيل بن مهران قال كتب الحسن بن العباس (المعروفى - خ م) العراقى الى ابى - الحسن الرضا (ع) جعلت فداك اخبرني ما الفرق بين الرسول والنبى و - الامام فكتب إليه - أو قال له - الفرق بين الرسول والنبى والامام ان الرسول هو الذى ينزل عليه جبرائيل فيراه ويكلمه ويسمع كلامه، وينزل عليه - الوحى وربما اوتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، والنبى ربما يسمع الكلام و وربما رأى الشخص ولم يسمع الكلام والامام يسمع الكلام ولا يرى - الشخص. (1) ابرهيم بن محمد الثقفى قال: حدثنى اسماعيل بن يسار عن على - بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن اعين قال: سالت ابا عبد الله (ع) عن قوله تعالى: (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث فقال: الرسول - الذى ياتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه وأما النبي فهو الذى يؤتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم ونحو ما كان يرى محمد (ص) ومنهم من يجتمع له الرسالة والنبوة واما المحدث فهو الذى يسمع كلام - الملك ولا يراه ولا ياتيه في المنام. (2) عنه قال حدثنى اسمعيل بن يسار قال حدثنى على بن جعفر الحضرمي عن سليم بن قيس الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي انه سمع عليا (ع) يقول انى واوصيائى من بعدى ائمة مهتدون كلنا محدثون قلت: يا امير - المؤمنين من هم ؟ قال: الحسن والحسين، ثم ابني على بن الحسين قال: و على يومئذ رضيع ثم ثمانية من بعده واحدا بعد واحد وهم الذين اقسم الله بهم


(1 - 2) الاختصاص - ط - النجف ص 323

[ 58 ]

فقال: (ووالده وما ولد م خ) اما الوالد فرسول الله وما ولد يعنى هؤلاء الاوصياء فقلت: يا امير المؤمنين ايجتمع امامان فقال: لا الا واحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضى الاول قال: سليم سالت محمد بن ابى بكر فقلت: اكان على (ع) محدثا فقال: نعم قلت ويحدث الملائكة الائمة فقال: أو ما تقرء (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى (ولا محدث) قلت: فامير المؤمنين محدث فقال: نعم وفاطمة كانت محدثة ولم تكن نبية (1) ابن شهر آشوب قرء ابن عباس (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث). وعن سليم قال سمعت محمد بن ابى بكر قرء (وما ارسلنا من قلبلك من رسول ولا نبى ولا محدث قلت وهل تحدث الملائكة الا الانبياء قال: نعم مريم ولم تكن نبيه وكانت محدثة، وام موسى كانت محدثة ولم تكن نبية وسارة قد عاينت الملائكة فبشروها بأسحق ومن وراء اسحق يعقوب ولم تكن نبية وفاطمة (ع) كانت محدثة ولم تكن نبية (2). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابى خالد عن حمران قال قلت: لابي جعفر (ع) ما موضع العلماء منهم قال: مثل ذى القرنين، وصاحب سليمان، وصاحب موسى (ع) (3) قال مؤلف الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من النبي و الائمة (ع) لان الملك إذا كان يحدثهم من علم الله سبحانه وتعالى المطلع على


(1) الآختصاص - ط - النجف ص 324 (2) البرهان ج 2 ص 101 - 102 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 365

[ 59 ]

الاشياء والعالم بالخفيات وما تكن الصدور فهو تبارك وتعالى يعلمهم بما في الضمائر وما كان وما يكون وهل المعجزات الا ذلك وهذا واضح بين الا ترى الى على بن الحسين (ع) حيث قال في الحكم بن عتيبة هل تدرى الاية التى كان على بن ابى طالب (ع) يعرف بها قاتله، ويعلم بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس اشارة الى ان الاية فيها ذكر المحدث وان الملك كان يحدثه ويطلعه على سرائر الغيب عن الله جل وعلا. معجزة لمولانا وامامنا الحسن بن على بن ابي طالب (ع) كتاب ثاقب المناقب عن الباقر عن آبائه صلوات الله عليهم وحذيفة قال: بينا رسول الله (ص) على جبل في جماعة من المهاجرين والانصار إذا اقبل الحسن بن على (ع) يمشى على هدى ووقار فنظر إليه رسول الله (ص) فرمقه من كان معه فقال له بلال يا رسول الله (ص) اما ترى اخذه فقال صلوات الله عليه ان جبرئيل يهديه، وميكائيل يسدده وهو، ولدى والظاهر (والطاهر - خ ل) من نفسي وضلع من اضلاعي، وهذا سبطى وقرة عينى بابى هو، وقام وقمنا معه وهو يقول: أنت تفاحتي وانت حبيبي ومهجة قلبى، واخذ بيده ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله فنظرنا الى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه ثم قال: أنه سيكون بعدى هاديا مهديا هدية من رب العالمين الي ينبئ عني ويعرف الناس آثاري ويحيى سنتي ويتولى أموري في فعله


[ 60 ]

ينظر الله إليه ويرحمه رحم الله من عرف ذلك وبرني واكرمني فيه فما قطع كلامه صلوات الله عليه حتى اقبل علينا أعرابي يجر هررة له فلما نظر إليه صلوات الله عليه قال: قد جاءكم رجل يتكلم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم وانه ليسألكم عن الامور الا ان لكلامه جفوة فجاء الاعرابي فلم يسلم فقال ايكم محمد قلنا وما تريد فقال (ص): مهلا فقال يا محمد (ص) ابغضك ولم ارك والان قد ازددت بغضا فتبسم رسول الله (ص) وغضبنا لذلك فاردنا الاعرابي ارادة فأومى الينا رسول الله (ص) ان امسكوا فقال الاعرابي انك تزعم انك نبي وانك قد كذبت على الانبياء وما معك من دلالاتهم شئ فقال له: يا اعرابي وما يدريك قال: فخبرني ببراهينك قال (ص) ان احببت اخبرتك كيف خرجت من منزلك وكيف كنت في نادى قومك وان اردت اخبرك عضو منى فيكون ذلك اوكد لبرهاني قال: أو يتكلم العضو قال: نعم يا حسن قم فازدرى الاعرابي نفسه قال، نعم فقال هو ما - خ) يأتي وهو صبى يكلمني قال: انك ستجده عالما بما تريد فابتدر الحسن (ع) وقال مهلا يا اعرابي. وعيبا ما سألت واين عيبي * * فقيها بل إذا جهل الجهول فان تك قد جهلت فان عندي * * شفاء الجهل ما سأل السئول وبحر لا تقسمه الد والى * * تراثا كان اورثه الرسول


[ 61 ]

لقد بسطت لسانك وعدوت طورك وخادعك نفسك غير انك لا تبرح حتى تؤمن ان شاء الله تعالى فتبسم الاعرابي وقال هيه فقال الحسن صلوات الله عليه قد اجتمعتم في نادى قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم وزعمتم ان محمدا لصبور والعرب قاطبة تبغضه ولا طالب له بثاره وزعمت انك قاتله وكان قومك مؤنته فحملت نفسك على ذلك وقد أخذت قناتك بيدك ترميه (تريمه خ) وتريد قتله فعسر عليك مسلكك وعمى عليك بصرك واتيت الى ذلك فاتيتنا خوفا من ان يستهزء بك وانما جئت لخير يراد بك انبئك عن سفرك خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها واطبقت سماؤها و اعصر سحابها وبقيت متجرما كالاسقر ان تقدم تجرف ان (عقر) لا يسمع الواطى حسا ولا لنافخ خرسا تداكت عليك غيومها وتوارت عنك نجومها فلا تهتدى بنجم طالع ولا بعلم لامع تقطع محجة وتهبط لجة بعد لجة في ديمومة قفر بعيدة العقر محجفة بالسفر إذا علوت مصعدا ادرك بعد الريح يخطفك (اردت الريح تخبطك في ريح عاصف وبرق خاطف خ) والشوك يخبطك في ريح عاصف وبرق خاطف قد اوحشتك قفارها وقطعتك سلامها فانصرفت فإذا انت عندنا فقرت عينك وظهرت زينتك و ذهب ابنك قال: منذ قلت يا غلام هذا كانك قد كشفت عن سويداء قلبى وكانك كنت شاهدى وما خفى عليك شئ من امرى وكانك عالم الغيب يا غلام لقنى الاسلام قال الحسن صلوات الله عليه الله اكبر قل اشهد ان لا اله الا الله وحده


[ 62 ]

لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله واسلم واحسن اسلامه وسر رسول الله (ص) وسر المسلمون وعلمه رسول الله (ص) شيئا من القرآن فقال: يا رسول الله ارجع الى قومي واعرفهم ذلك فاذن له رسول الله (ص) فانصرف ثم رجع ومعه جماعة من قومه فدخلوا في الاسلام وكان الحسن (ع) إذا نظر إليه الناس قالوا لقد اعطى ما لم يعط احد من العالمين (1).


مدينة المعاجز ص 222