[
63 ]
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى، عن محمد بن اسمعيل عن عمه حمزة
بن بزيع، عن على السائى عن ابى الحسن الاول موسى (ع) قال: مبلغ علمنا على ثلاثة
وجوه ماض، وغابر، وحادث فاما الماضي فمفسر واما الغابر فمزبور واما الحادث فقذف في
القلوب ونقر في الاسماع وهو افضل علمنا ولا نبي بعد نبينا (ص) (1). عنه عن محمد بن
يحيى عن احمد بن أبى زاهر، عن على بن موسى، عن صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة
عن ابى عبد الله (ع) قال: قلت أخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله (ص)
ومن على (ع) قال قلت: انا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم قال: أو ذاك
(2). وعنه عن على بن ابراهيم عن ابيه عمن حدثه عن المفضل بن عمر قال قلت: لابي
الحسن (ع) روينا عن ابى عبد الله (ع) انه قال: أن علمنا غابر ومزبور ونكت في
القلوب ونقر في الاسماع فقال: اما الغابر فما تقدم من علمنا واما المزبور فما
يأتينا واما النكت في القلوب فالهام واما
(1 - 2) الكافي ج 1 - ص 264
[
64 ]
النقر في الاسماع فامر الملك (1). المفيد في الاختصاص عن
محمد بن الحسين بن ابى الخطاب و محمد بن عيسى بن عبيد عن احمد بن الحسن الميثمى،
عن محمد بن ابى حمزة، عن على بن يقطين قال قلت: لابي الحسن موسى (ع) علم عالمكم
سماع ام الهام فقال قد يكون سماعا ويكون الهاما ويكون معا (2). محمد بن الحسن
الصفار عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن فضالة ابن ايوب عن داود بن فرقد
النهدي عن الحرث بن المغيرة النضرى قال قلت: لابي عبد الله (ع) جعلت فداك (الذى
يسئل عنه الامام وليس) عنده فيه شئ من أين يعلمه قال: ينكت في القلب نكتا وينقر في
الاذن نقرا (3). عنه عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمر بن سعيد المدائني عن
عيسى بن حمزة الثقفى قال قلت: لابي عبد الله (ع) انا نسألك أحيانا فتسرع في الجواب
واحيانا تطرق ثم تجيبنا قال: نعم انه ينقر وينكت في آذاننا وقلوبنا فإذا نكت أو
نقر نطقنا وإذا امسك عنا امسكنا (4). وعنه عن سلمة بن الخطاب عن على بن ميسر
المدائني
(1) الكافي
ج 1 - ص 264 (2) الاختصاص طبعة النجف ص - 280 (3) البصائر الطبعة
الثانية ص 316 (4) البصائر الطبعة الثانية ص 316
[
65 ]
بن ميسر المدائني عن ابى عبد الله (ع) قال قلت: له أخبرني عن
الامام كيف يجيب قال: الهام وسماع وربما كان جميعا (1). وعنه عن احمد بن محمد بن
عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن الحرث بن المغيرة النضرى قال
قلت لابي عبد الله (ع) ما علم عالمكم جملة يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه فقال وحى
كوحى ام موسى (2). ووراه المفيد في الاختصاص عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد ابن
محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن الحرث ابن المغيرة قال قلت لابي عبد الله (ع)
ما علم عالمكم الى آخر الحديث (3). وعنه عن يعقوب بن يزيد عن محمد ابن ابى عمير عن
محمد بن حمران عن سفيان بن السمط عن النجاشي عن ابى عبد الله (ع) انه قال فينا
والله من ينقر - في اذنه وينكت في قلبه وتصافحه الملائكة قلت: كان أو يكون اليوم
قال بل اليوم والله يابن النجاشي قالها ثلاثا (4). ورواه المفيد في الاختصاص (5)
عن يعقوب بن يزيد عن محمد ابن ابى عمير عن سفيان بن السمط عن عبد الله
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 316 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 317 (3) الاختصاص طبعة النجف ص
280 (4) الاختصاص - ط - النجف ص 280 (5) الظاهر ورواه الصفار في البصائر مكان
ورواه في المفيد في الاختصاص لان المفيد ره لم ينقل الحديث في الاختصاص الا مرة
واحدة
[
66 ]
النجاشي عن ابى عبد الله (ع) قال: فينا والله من ينقر في
اذنه وينكت في قلبه وتصافحه الملائكة الى آخر الحديث (1). وعنه عن محمد بن الحسين
عن محمد بن اسماعيل عن حمزة بن بزيع عن على السائى قال: سألت الصادق (ع) عن مبلغ
علمهم قال مبلغ علمنا ثلثة وجوه ماض، وغابر، وحادث، فاما الماضي فمفسر، واما
الغابر فمزبور، واما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الاسماع وهو افضل علمنا ولا
نبى بعد نبينا (2). وعنه عن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن الفضيل قال قلت: لابي
الحسن (ع) روينا عن ابى عبد الله (ع) انه قال: علمنا غابر، ومزبور و نكت في القلوب
ونقر في الاسماع قال: اما الغابر، فما تقدم من علمنا واما المزبور فما ياتينا،
واما النكت في القلوب فالهام واما النقر في الاسماع فانه من الملك. وروى زرارة مثل
ذلك (عن ابى عبد الله (ع)) وزاد فيه قال قلت: كيف يعلم انه من الملك ولا يخاف ان
يكون من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص قال: انه يلقى عليه السكينة فيعلم انه من
الملك ولو كان من الشيطان لاعتراه فزع وان الشيطان يا زرارة لا يتعرض لصاحب هذا
الامر (3).
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 317 (2) اقول انى بعد ما تصفحت المطبوعة لم اجد الحديث فيها
وهكذا ماتلية من الاحاديث ولكن نقله الصفار في البصائر في الجزء السابع من الباب
الرابع بعينه فراجع هناك (3) البصائر الطبعة الثانية ص 318
[
67 ]
وعنه احمد بن محمد عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى ابن
عمران عن الحرث بن المغيرة عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الارض لا تترك بغير عالم
قلت: الذي يعلمه عالمكم ما هو قال: وراثة من رسول الله ومن على بن ابى طالب (ع)
علم يستغنى عن الناس ولا يستغني الناس عنه قلت: وحكمته يقذف في صدره أو ينكت في
اذنه قال: أو ذاك (ذاك - وذاك خ) (1). وعنه عن محمد بن الحسين عن جعفر بن البشير
عن المفضل عن الحرث عن ابى عبد الله (ع) وقلت له: اخبرني عن علم عالمكم فقال:
وراثة من رسول الله (ص) ومن على بن ابي طالب فقلت انا نتحدث انه يقذف في قلبه أو
ينكت في اذنه فقال أو ذاك (2). قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار
المعجزات منهم (ع) لان جملة العلوم اما علم بالماضي، أو المستقبل، أو الحاضر وهم
(ع) قد علموا جملة ذلك والمعجزات ايضا تتنوع الى الاقسام الثلثة كاخبار الانسان عن
احواله الماضية وما جرى عليه فيها، والمستقبل كاخبار الانسان بما يقع عليه في
المستقبل، والحاضر كاخبار الانسان عما في نفسه وما يصدر عليه في الحاضر وإذا تأملت
معجزاتهم (ع) رايتها لا تخرج عن العلوم الثلثة الذى علمهم الله جل جلاله ذلك وكيف
يعجز عن معجزة والملك ينقر في اذنه وينكت في قلبه فما بعد ذلك جهل ولا عجز عن شئ
من المعجزات وغيره فسبحان من اعطاهم العلوم واطلعهم
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 326 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 328
[
68 ]
على سره المكتوم. معجزة لمولانا الصادق (ع) محمد بن الحسن
الصفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن ابراهيم عن ابيه (عن عمرو قال حدثنى بشر بن
ابراهيم) قال: كنت جالسا عند ابى عبد الله (ع) إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فزعم ان
ليس عنده فيها شئ (فقال ما عندي فيها شئ - خ) فقال: الرجل انا لله وانا إليه
راجعون هذا الامام المفترض الطاعة سئلته عن مسألة فزعم انها ليس عنده فيها شئ
فاصغى أبو عبد الله (ع) اذنه الى الحائط كأن انسانا يكلمه فقال اين السائل عن
مسألة كذا وكذا وكان الرجل قد جاوز اسكفة الباب فقال ها انا ذا فقال (ع) القول
فيها كذا وكذا ثم التفت الي فقال: لولا ان نزداد لنفد ما عندنا (1).
[
69 ]
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن
سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم ابن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال قال: أبو عبد
الله (ع) يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلثة اصناف وهو قول الله عزوجل
(وكنتم ازواجا ثلثة فأصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة ما اصحاب
المشئمة والسابقون السابقون اولئك المقربون) فالسابقون هم رسل الله وخاصة الله من
خلقه جعل فيهم خمسة ارواح ايدهم بروح القدس فبه عرفوا الاشياء، وايدهم بروح
الايمان فبه خافوا الله عزوجل، وايدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وايدهم
بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي
به يذهب الناس ويجيئون وجعل في المؤمنين اصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله
عزوجل وجعل فيهم روح القوة فبه قووا على طاعة الله وجعل فيهم روح الشهوة فبه
اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون (1). عنه عن
محمد بن يحيى عن محمد بن احمد (احمد بن محمد - خ م) عن موسى بن عمر عن محمد بن
سنان عن عمار بن مروان عن المنخل
الكافي ج 1 ص 271
[
70 ]
عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال سألته عن علم العالم فقال: لي
يا جابر ان في الانبياء والاوصياء خمسة ارواح، روح القدس، وروح الايمان وروح
الحيوة، وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش الى ما
تحت الثرى ثم قال: يا جابر ان هذه الاربعة ارواح يصيبها الحدثان الا روح القدس
فانها لا تلهو ولا تلعب (1). وعنه عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن عبد
الله ابن ادريس، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابى عبد الله (ع) قال: سألته
عن علم الامام (ع) ما في أقطار الارض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال: يا محمد ان
الله تبارك وتعالى جعل في النبي (ص) خمسة ارواح، روح الحيوة فبه دب ودرج، وروح
القوة فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه اكل وشرب وأتى النساء من الحلال. وروح
الايمان فبه آمن وعدل وروح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي (ص) (ص) انتقل روح
القدس فصار الى الامام (ع) وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو
والاربعة الارواح تنام وتغفل وتلهو وتزهو وروح القدس كان يرى به (2). وعنه عن عدة
من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي،
عن ابى الصباح الكتاني عن ابى بصير قال: سالت ابا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك
وتعالى (و كذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) قال:
خلق من خلق الله عزوجل اعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول (هامش) * (1 - 2)
الكافي ج 1 ص 272
[
71 ]
الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده (1). ورواه سعد
بن عبد الله بن ابى خلف القمى في بصائر الدرجات وكلما كان في هذا الكتاب عنه فهو
منه عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن النضر بن
سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابى الصباح الكنانى عن ابى بصير قال: سالت ابا
عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدرى ما
الكتاب ولا الايمان) فقال خلق من خلق الله اعظم من جبرائيل وميكائيل مع رسول الله
(ص) يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده صلوات الله عليهم (2). محمد بن يعقوب عن
محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن اسباط عن اسباط بن سالم قال: سأله رجل
من اهل هيت وانا حاضر عن قول الله عزوجل (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا) فقال:
منذ انزل الله عزوجل ذلك الروح على محمد (ص) ما صعد الى السماء وانه لفينا (3)
وعنه عن على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن ابى بصير قال:
سالت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل (يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى)
قال: خلق اعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (ص) وهو مع الائمة وهو من
الملكوت (4). وعنه عن على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن ابى بصير
قال: سمعت ابا عبد الله (ص) يقول: (يسألونك عن الروح قل الروح
(1) الكافي
ج 1 ص 273 (2) مختصر البصائر ط النجف ص 2 (3 - 4) الكافي ج 1 ص 273
[
72 ]
عن امر ربى) قال: خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل لم يكن مع
احد ممن مضى غير رسول الله (ص) وهو مع الائمة يسددهم وليس كلما طلب وجد (1). ورواه
سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن هشام بن سالم قال:
سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق
أعظم من جبرائيل وميكائيل لم يكن مع احد من مضى غير محمد (ص) وهو مع الائمة يوفقهم
ويسددهم وليس كلما طلب وجد (2). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن عمران بن موسى،
عن موسى بن جعفر، عن على بن أسباط، عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سألت ابا
عبد الله (ع) عن العلم اهو شئ يتعلمه العالم من افواه الرجال ام في الكتاب عندكم
تقرؤونه فتعلمون منه قال: الامر اعظم من ذلك واوجب اما سمعت قول الله عزوجل:
(وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) ثم قال: أي
شئ يقول اصحابكم في هذه الاية ايقرون انه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا
الايمان فقلت: لا ادري جعلت فداك ما يقولون فقال: بلى قد كان في حال لا يدري ما
الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله عزوجل الروح التى ذكر في الكتاب فلما اوحاها إليه
علم بها العلم والفهم وهو الروح التى يعطيها الله عزوجل من شاء فإذا اعطاها عبدا
علمه
الكافي ج 1
ص 273 (2) مختصر البصائر ط النجف ص 3 - بحار الانوار ج 25 ط ج ص 67
[
73 ]
الفهم (1). ورواه
سعد بن عبد الله عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن ابن اسباط
عن محمد بن الفضيل الصيرفى عن ابى حمزة قال: سالت ابا عبد الله (ع) عن العلم مما
(ما - خ) هو أعلم يتعلمه العالم عن أفواه الرجال أو في كتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون
منه فقال: الامر اعظم من ذلك واوجب (واجل - خ) اما سمعت قول الله عزوجل (و كذلك اوحينا
اليك روحنا من امرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) ثم قال واى شئ يقول
اصحابك في هذه الاية ايقرون انه كان في حال ما يدري ما الكتاب ولا الايمان فقلت
(البرهان والبحار - خ). لا ادري جعلت فداك ما يقولون في ذلك فقال: بلى وقد كان في
حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تلك الروح التى ذكر في الكتاب
فلما اوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهى الروح يعطيها الله من يشاء فإذا اعطاها
عبدا علمه الفهم والعلم (2). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن
على بن اسباط عن الحسين ابن ابى العلا عن سعد الاسكاف قال: اتى رجل امير المؤمنين
(ع) يسأله عن الروح اليس هو جبرئيل فقال له امير المؤمنين (ع): جبرئيل من الملائكة
والروح غير جبرئيل فكرر ذلك على الرجل فقال له: لقد قلت له عظيم من القول ما احد
يزعم ان
(1) الكافي ج 1 ص 373 (2) مختصر البصائر ط النجف ص 3 - البرهان ج 4
ص 133 - البحار ج 25 ط ج ص 63
[
74 ]
الروح غير جبرئيل فقال له امير المؤمنين (ع) انك ضال تروي عن
اهل الضلال يقول الله عزوجل لنبيه (ع) (اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى
عما يشركون ينزل الملائكة بالروح) والروح غير الملائكة (1). سعد بن عبد الله قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد عن الصيقل عن
على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى جعفر (ع) قال: سألته عن قول
الله عزوجل (ينزل الروح من امره على من يشاء من عباده) فقال (ع) جبرئيل الذي انزل
على الانبياء والروح تكون معهم ومع الاوصياء لا يفارقهم، يفقههم ويسددهم من عند
الله وانه لا اله الا الله محمد رسول الله (ص) وبهما عبد الله عزوجل واستعبد الخلق
على هذ الجن و الانس والملائكة ولم يعبد الله ملك ولا نبى ولا انس ولا جن الا
بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله (ص) وما خلق الله عزوجل خلقا الا
لعبادته (2). عنه عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن بكير
عن زرارة عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل (و كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما
كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا) قال:
لقد انزل الله عزوجل ذلك الروح على نبيه وما صعد الى السماء منذ انزل الله وانه
(1) الكافي
ج 1 - ص 275 (2) مختصر البصائر ط النجف ص 3
[
75 ]
لفينا (1). محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال
حدثنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن حديد (حائد - خ) ومحمد بن
اسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن ابى بصير وابى الصباح الكنانى قالا: قلنا
لابي عبد الله (ع) جعلنا الله فداك قوله تعالى (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا
وانك لتهدى الى صراط مستقيم) قال: يا با محمد الروح خلق اعظم من جبرائيل وميكائيل
مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الائمة (ع) يخبرهم ويسددهم (2). على بن
ابراهيم: قال حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) قال: هو
ملك اعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (ص) وهو مع الائمة (ع) (3).
العياشي في تفسيره باسناده عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول (يسألونك
عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق عظيم اعظم من جبرائيل وميكائيل لم يكن مع
احد ممن مضى غير محمد (ص) وهو مع الائمة يسددهم وليس كلما طلب وجد (4).
(1) مختصر
البصائر ط النجف ص 2 - البحار ج 25 ط ج ص 61 (2) البرهان ج 4 ص 133 (3) تفسير
القمى ط النجف ج 2 ص 26 (4) العياشي ج 2 ص 317
[
76 ]
سعد بن عبد الله عن محمد بن خالد البرقى عن محمد بن سنان أو
غيره عن بشير الدهان عن حمران بن اعين عن اخيه جعيد الهمداني وكان جعيد ممن خرج مع
الحسين بن على صلوات الله عليهما فقتل بكربلا قال قلت: للحسين ابن على صلوات الله
عليهما باى حكم (شئ خ) تحكمون قال (ع) يا جعيد نحكم بحكم آل داود فإذا عيينا عن شئ
تلقانا روح القدس. (1). عنه عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن الحسين بن على
الوشاء قال حدثنى على بن عبد العزيز عن ابيه قال: قلت لابي عبد الله (ع) ان الناس
يزعمون ان رسول الله (ص) وجه عليا صلوات الله عليه الى اليمن ليقضى بينهم فقال على
صلوات الله فما وردت على قضية الا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله (ص) فقال صدقوا
قلت وكيف ذلك ولم يكن انزل القرآن كله وقد كان رسول الله (ص) غائبا عنه فقال: كان
تتلقاه به روح القدس (2). وعنه عن احمد بن محمد بن عيسى واحمد بن اسحق بن سعد
(سعيد - خ) عن الحسن بن العباس بن الحريش عن ابى جعفر الثاني (ع) قال قال: أبو
جعفر الباقر (ع) ان الاوصياء صلوات الله عليهم محدثون يحدثهم الروح القدس ولا
يرونه وكان على صلوات الله عليه يعرض على روح القدس ما يسال عنه فيوجس في نفسه
خيفة ان قد اصبت الجواب فيخبر به (فيكون كما كان) (3). وعنه عن اسمعيل بن محمد
البصري قال حدثنى أبو الفضل عبد الله ابن ادريس عن ابن محبوب عن محمد بن سنان عن
المفضل قال: سالت
(1 - 2 - 3)
مختصر البصائر ط النجف ص 1 - بحار الانوار - ج 25 ط ج ص 57
[
77 ]
ابا عبد الله (ع) عن علم الامام بما في اقطار الارض وهو في
بيته مرخى عليه ستره فقال: يا مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل في النبي (ص) خمسة
ارواح، روح الحيوة وبها دب ودرج وروح القوة فبه نهض و جاهد عدوه، وروح الشهوة فبه
اكل وشرب واتى النساء بالحلال وروح الايمان فبه امر وعدل، وروح القدس فبه حمل
النبوة ولما قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الامام وروح القدس لا ينام ولا
يغفل و يرى ما في شرق الارض وغربها وبرها وبحرها قلت جعلت فداك يتناول الامام ما
ببغداد بيده قال: نعم وما دون العرش (1). عنه عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن
محمد بن سنان، عن عمار بن مروان عن جابر بن يزيد عن ابى جعفر (ع) قال ان الله
تبارك وتعالى خلق الانبياء والائمة (ع) على خمسة ارواح روح الايمان، وروح القوة،
وروح الشهوة، وروح الحيوة، وروح القدس فروح القدس من الله عزوجل وساير الارواح
يصيبه الحدثان وروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا يلعب، وبروح القدس يا جابر علمنا ما
دون العرش الى ما تحت الثرى (2). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد
عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عمران بن اعين عن جعيد
الهمداني عن على بن الحسين عليهما السلام قال: سألته باى حكم تحكمون قال: بحكم آل
داود فان اعيانا شئ تلقانا به روح القدس (3). (1 - 2) مختصر البصائر ص 2 - بحار
الانوار ج 25 ص 58 (3) الكافي ج 1 ص 398
[
78 ]
عنه عن احمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن على عن ابن محبوب
عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: قلت لابي عبد الله (ع) ما منزلة الائمة (ع)
قال: كمنزلة ذى القرنين وكمنزلة يوشع، وكمنزلة آصف صاحب سليمن قال: فبما تحكمون
قال (ع) بحكم الله وحكم داود وحكم محمد (ص) ويتلقانا به روح القدس (1). وعنه عن
محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين (الحسن - خ م) عن محمد بن اسلم عن على بن ابى حمزة
عن ابى الحسن (ع) قال: سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في امره (يهبطه - خ م) الا
بدأ بالامام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى الى صاحب
هذا الامر (2). محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسلم عن على بن
ابى حمزة عن ابى الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: سمعته يقول وساق الحديث الى آخره
(3). وعنه عن احمد بن الحسين عن الحسن بن بره الاصم عن ابن بكير عن ابى عبد الله
(ع) قال: سمعته يقول: ان الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر
موائدنا وتاتينا من كل نبات في زمانه رطب يابس وتقلب علينا اجنحتها وتقلب اجنحتها على
صبياننا وتمنع الدواب ان تصل الينا وتاتينا في وقت كل صلوة لتصليها معنا وما من
يوم ياتي علينا نهار ولا ليل الا واخبار اهل الارض عندنا وما يحدث فيها وما من ملك
(1) الكافي ج 1 ص 398 (2 - 3) الكافي ج 1 ص 394 - البصائر الطبعة
الثانية ص 95
[
79 ]
يموت في الارض ويقوم غيره الا وتاتينا بخبره وكيف جاز سيرته
في الدنيا (1). أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات قال قال حدثنى
محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن ابيه عن على ابن محمد بن سالم عن محمد بن
خالد عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن عبد الله بن بكر
الارجانى عن ابى عبد الله (ع) قال يابن بكر ان قلوبنا غير قلوب الناس انا مطيعون
مصفون مصطفون نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمع الناس وان الملائكة تنزل علينا
في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتشهد طعامنا وتحضر موتنا وتاتينا بأخبار ما يحدث قبل
ان يكون وتصلى معنا وتدعو لنا وتلقى علينا اجنحتها وتتقلب على اجنحتها صبياننا
وتمنع الدواب ان تصل الينا وتاتينا بما في الارضين من كل نبات في زمانه وتسقينا من
ماء كل ارض نجد ذلك في آنيتنا وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلوة الا وهي تنبهنا
لها وما من ليلة تأتى علينا الا واخبار كل ارض عندنا وما يحدث فيها واخبار الجن
واخبار الهواء من الملائكة وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره مقامه الا اتتنا
بخبره وكيف سيرته في الذين قبله وما من ارض من ستة ارضين الى ارض السابعة الا ونحن
نوتى بخبرها فقلت جعلت فداك فاين منتهى هذا الجبل قال الى الارض السادسة (السابعة
خ - م) وفيها جهنم على واد من اوديتها عليه حفظته اكثر من نجوم السماء وقطر المطر
وعدد ما في البحار، وعدد الثرى وقدر كل ملك منهم
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 94
[
80 ]
بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه قلت جعلت فداك اليكم جميعا
تلقون الاخبار قال: لا انما يلقى ذلك الى صاحب الامر وانا لنحمل ما يقدر العباد
على حمله ولا على الحكومة فيه فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا وامرت
الذين يحفظون ناحيته ان يقصروه (يقسروه - خ) على قولنا فان كان من الجن من اهل
الخلاف والكفر وثقته وعذبته حتى يصير الى ما حكمنا به (1). قال مؤلف هذا الكتاب
هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من النبي والائمة صلوات الله عليهم اجمعين لانهم
إذا كانوا مؤيدين بروح القدس والملائكة فلا يجهلون شيئا مما يرد عليهم من احوال
الناس وغيرهم لان مادة علمهم من الله سبحانه وتعالى الذي هو بكل شئ عليم وعلى كل
ما يشاء قدير فهو تعالى يطلعهم على خفيات الاشياء وما تكن الضمائر ويقدرهم على ما
شاء كيف شاء فمعجزاتهم منه تعالى تصدر ومنه ترد واليه يرجع الامر كله تبارك
وتعالى. معجزة لمولانا وامامنا الحسن بن على بن ابى طالب (ع) أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري في كتاب مسند فاطمة (ع) عن سفيان عن ابيه عن الاعمش عن ابى بريدة عن
محمد بن حجارة قال رايت الحسن بن على (ع) وقد مرت به صريمة من الضباء فصاح بهن
فأجابته
(1) كامل
الزيارات ص 327 ط النجف سنة 1356 والحديث طويل اخذ المصنف ره موضع الحاجة منه.
[
81 ]
كلها بالتلبية حتى ذهبت (اتت - خ م) بين يديه فقلنا يابن
رسول الله (ص) هذا وحش فارنا آية من السماء فاومى نحو السماء ففتحت الابواب و نزل
نور حتى احاط بدور المدينة وتزلزلت الدور حتى كادت ان تخرب فقلنا يا بن رسول الله
ردها فقال: نحن الاولون ونحن الاخرون ونحن الامرون ونحن النور ننور الروحانيين
بنور الله ونروحهم بروحه فينا مسكنه والينا معدنه الاخر منا كالاول والاول منا
كالاخر (1).
مدينة
المعاجز ص 203 - دلائل الامامة الطبعة الثانية ص 65
[
82 ]
محمد بن يعقوب عن احمد بن
مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن ابن ابى عمير عن اسباط بياع الزطى قال:
كنت عند ابى عبد الله (ع) فسأله رجل عن قول الله (ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها
لبسبيل مقيم) قال فقال نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم (1). ورواه المفيد في
الاختصاص عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن اسباط بن سالم قال: كنت عند ابى
عبد الله (ع) فسأله رجل من اهل هيت عن قول الله عزوجل (ان في ذلك لايات للمتوسمين
وانها لبسبيل مقيم) فقال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم (2). عنه عن محمد بن
يحيى عن سلمة بن الخطاب عن يحيى بن ابراهيم قال حدثنى اسباط بن سالم قال: كنت عند
ابى عبد الله (ع) فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال: له اصلحك الله ما تقول في قول
الله (ان في ذلك آيات للمتوسمين) قال نحن المتوسمون والسبيل فينا (3). وعنه عن
محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى
(1 - 3) الكافي ج 1 ص 218 (2) الاختصاص - ص 297
[
83 ]
عن ربعى بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) في قول
الله عزوجل (ان في ذلك لايات للمتوسمين) قال: هم الائمة (ع) قال رسول الله (ص)
اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار عن
العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعى عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) في قول
الله تبارك وتعالى (ان في ذلك لايات للمتوسمين) قال: هم الائمة (ع) قال: رسول الله
(ص) اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله (في قوله ان في ذلك لايات للمتوسمين
(2). ورواه المفيد في الاختصاص عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبد
الله عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) (في قول الله ان في ذلك لايات للمتوسمين)
قال: هم الائمة (ع) قال رسول الله (ص) اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله
(3). محمد بن يعقوب عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن
عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن ابى عبد الله (ع) قال: سألته عن الامام فوض
الله إليه كما فوض الى سليمان بن داود فقال: نعم وذلك ان رجلا سأله عن مسألة
فاجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسألة فاجابه فيها بغير جواب الاول ثم سأله آخر
فاجابه بجواب غير جواب الاولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو اعط بغير حساب وهكذا في
قرائة على (ع) قال قلت: اصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم
(1) الكافي ج 1 ص 21 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 355 (3)
الاختصاص ص 301 - ط - النجف
[
84 ]
الامام قال: سبحان الله الم تسمع الله يقول (ان في ذلك لايات
للمتوسمين) وانهم هم الائمة (ع) وانها لبسبيل مقيم لا يخرج منها ابدا ثم قال لى
نعم ان الامام إذا ابصر الى الرجل عرفه وعرف لونه وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه
وعرف ما هو ان الله تعالى يقول (ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم
والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين) وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به
الا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم (1). ورواه محمد بن الحسن الصفار
عن الحسن بن على عن عبيس عن هشام عن عبد الصمد بن بشير عن عبد الله بن سليمن عن
ابى عبد الله (ع) قال: سألته عن الامام فوض الله إليه كما فوض الى سليمن فقال: نعم
وذالك ان رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها وساق الحديث الى قوله فلذلك يجيبهم بالذي
يجيبهم (2). ورواه في موضع آخر في كتابه عن الحسن بن على بن عبد الله عن عبيس بن
هاشم عن سليمن عن ابى عبد الله (ع) قال: سأله رجل عن الامام فوض الله إليه كما فوض
الى سليمن فقال: نعم وذكر انه سأله رجل عن مسألة فاجابه فيها وساله رجل آخر عن تلك
المسألة فاجابه بغير جواب الاول ثم ساله آخر عنها قال فاجابه بغير جواب الاولين.
ثم قال (هذا عطاؤنا فامنن أو اعط بغير حساب هكذا في قرائة
الكافي ج 1 ص 438
(2) البصائر الطبعة الثانية ص 387
[
85 ]
على (ع) قلت اصلحك الله فحين اجابهم بهذا الجواب يعرفهم
الامام قال: سبحان الله اما تسمع قول الله تبارك وتعالى في كتابه (ان في ذلك لايات
للمتوسمين) وهم الائمة (وانها لبسبيل مقيم) لا يخرج منها ابدا ثم قال: نعم. قلت
صورة هذا الحديث من بصائر الدرجات وكانه ساقط آخر الحديث من الرواية الثانية
والرواية عن عبد الله بن سليمان. والذي يؤيد ذلك ان الشيخ المفيد رواه في الاختصاص
عن الحسن بن على بن المغيرة عن عبيس بن هشام عن عبد الصمد بن بشير عن عبد الله بن
سليمن عن أبى عبد الله (ع) قال: سألته عن الامام أفوض الله إليه الامر كما فوض الى
سليمن فقال: نعم وذلك ان رجلا سأله عن مسألة فاجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسألة
فاجابه بغير جواب الاول ثم ساله آخر عنها فاجابه بغير جواب الاولين ثم قال: (هذا
عطانا فامسك أو اعط بغير حساب (1) وهكذا في قرائة على (ع) قلت اصلحك الله حين
(فحين - خ م) اجابهم بهذا الجواب يعرفهم فقال: سبحان الله اما تسمع الله يقول في
كتابه (ان في ذلك لايات للمتوسمين) وهم الائمة (وانها لبسبيل مقيم) لا يخرج منهم
أبدا ثم قال لى: نعم ان الامام إذا نظر الى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف لونه
وإذا سمع كلامه من وراء حائط عرفه وعرف ما هو ان الله يقول: (ومن خلق السموات
والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين) فهم العلماء وليس يسمع
شيئا من الالسن تنطق الا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي
(1) وفى
البحار عن الاختصاص فامنن أو أعط بغير حساب.
[
86 ]
يجيبهم به (1). محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن
الحسين عن محمد بن اسلم عن ابراهيم ابن أيوب، عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر
(ع) قال قال امير المؤمنين (ع): في قوله (ان في ذلك لايات للمؤمنين) قال: كان رسول
الله (ص) المتوسم وانا من بعده والائمة ذريتي المتوسمون (2). وفى نسخة اخرى عن
احمد بن مهران عن محمد بن على عن محمد اسلم عن ابراهيم بن ايوب مثله. ورواه الشيخ
المفيد في الاختصاص عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب وابراهيم بن هاشم عن عمرو بن
عثمان الخزاز عن ابراهيم بن ايوب عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن ابى جعفر (ع)
قال: قال امير المؤمنين (ع) ان الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام فلما ركب
الارواح في ابدانها كتب بين اعينهم كافر ومؤمن وما هم مبتلين به، وما هم عليه من
سيئ عملهم وحسنه في قد أذن الفارة ثم انزل الله بذلك قرآنا على نبيه فقال: (ان في
ذلك لايات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المتوسم ثم انا من
بعده والائمة من ذريتي هم المتوسمون (3).
(1)
الاختصاص ط النجف ص 300 (2) الكافي ج 1 ص 218 (3) الاختصاص ط النجف ص 296 والحديث
طويل اخذ المصنف ره موضع الحاجة منه.
[
87 ]
محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم ابن هاشم عن عمرو بن عثمان
عن ابراهيم بن ايوب عن عمرو بن شمر عن ابى جعفر (ع) قال: قال امير المؤمنين (ع)
انزل الله قرانا على نبيه فقال: (ان في ذلك لايات للمتوسمين) فكان رسول الله (ص)
هو المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من بعده من ذريتي هم المتوسمون (1). محمد بن
الحسن الصفار قال: حدثنى السندي بن الربيع عن الحسن بن على بن فضال عن على بن رئاب
عن ابى الحضرمي عن ابى جعفر (ع) قال: ليس مخلوق الا وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر
و ذلك محجوب عنكم وليس محجوبا من الائمة من آل محمد (ص) ثم ليس يدخل عليهم احد الا
عرفوه مومنا أو كافرا (هو مؤمن أو كافر - خ) ثم تلى هذه الاية (ان في ذلك لايات
للمتوسمين) (2). رواه المفيد في الاختصاص عن السندي بن الربيع البغدادي عن الحسن
بن على الفضال عن على بن غراب عن ابى بكر بن محمد الحضرمي عن ابى جعفر (ع) قال
سمعته يقول أنه ليس بمحجوب عن الائمة من آل محمد (ص) ثم ليس يدخل عليهم احد لا
عرفوه مؤمن أو كافر ثم تلى هذه الاية (ان في ذلك لايات للمتوسمين) (3).
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 354 والحديث طويل اخذ المصنف ره موضع الحاجة منه (2) البصائر
الطبعة الثانية ص 354 (3) الاختصاص ط النجف ص 295
[
88 ]
محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن الحسين عن احمد بن ابراهيم
عن الحسن بن البراء عن على بن حسان عن عبد (الكريم) يعنى ابن كثير قال: حججت مع
ابى عبد الله (ع) فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فاشرف ينظر الى الناس فقال:
ما اكثر الضجيج واقل الحجيج فقال له داود الرقى: يابن رسول الله (ص) هل يستجيب
الله دعاء هذا الجمع الذى ارى فقال ويحك يا باسليمن، الله لا يغفر ان يشرك به ان الجاحد
لولاية على (ع) كعابد وثن قلت جعلت فداك هل تعرفون محبيكم ومبغضيكم قال: ويحكم يا
باسليمن انه ليس من عبد يولد الا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر ان الرجل ليدخل الينا
بولايتنا وبالبرائة من اعدائنا فترى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر. وقال عزوجل:
(ان في ذلك لايات للمتوسمين) نعرف عدونا من ولينا (1). ورواه الشيخ المفيد في
الاختصاص عن الحسن بن موسى الخشاب واحمد بن الحسين عن احمد بن ابراهيم والحسن بن
براء عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: حججت مع ابى عبد الله (ع) فانا
معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر الى الناس فقال: ما اكثر الضجيج (واقل
الحجيج) فقال له داود بن كثير الرقى: يابن رسول الله (ص) هل يستجيب الله دعاء
الجمع الذى ارى فقال: ويحك يا باسليمان ان الله لا يغفر ان يشرك به ان الجاحد
لولاية على (ع) كعابد وثن فقلت له جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم فقال:
ويحك يا باسليمان انه ليس من عبد يولد الا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر وان الرجل
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 358
[
89 ]
ليدخل الينا يتولانا ويتبرء من عدونا فيرى مكتوبا بين عينيه
مؤمن قال الله عزوجل (ان في ذلك لايات للمتوسمين) فنحن نعرف عدونا من ولينا (1).
العياشي في تفسيره باسناده عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) في قول الله (ان في
ذلك لايات للمتوسمين) قال: هم الائمة (ع) قال رسول الله اتقوا فراسة المؤمن فانه
ينظر بنور الله لقوله (ان في ذلك لايات للمتوسمين) (2). عنه باسناده عن اسباط بن سالم
قال: سال رجل من اهل هيت ابا عبد الله (ع) عن قول الله (ان في ذلك لايات المتوسمين
وانها لبسبيل مقيم) قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم (3). عنه باسناده عن ابى
بصير عن ابى عبد الله (ع) ان في الامام آية للمتوسمين وهو السبيل المقيم ينظر بنور
الله وينطق عن الله لا يعزب عليه شئ مما اراد (4). عنه باسناده عن جابر بن يزيد
قال: قال أبو جعفر (ع) قال امير المؤمنين ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل
الابدان بالفى عام وركب الارواح في الابدان فكتب بين اعينها كافر ومؤمن وما هو
مبتلاة بها الى يوم القيمة ثم انزل بذلك قرآنا على محمد (ص) فقال (ان في ذلك لايات
للمتوسمين) فكان رسول الله (ص) المتوسم ثم انا من بعده
(1)
الاختصاص ط النجف ص 297 (2 - 3 - 4) العياشي 2 ص 247 - 248
[
90 ]
ثم الاوصياء من ذريتي من بعدي (1). شرف الدين قال: روى الفضل
بن شاذان باسناده عن رجاله عن عمار بن ابى مطروف عن ابى عبد الله (ع) قال: سمعته
يقول: ما من احد الا ومكتوب بين عينيه مؤمن أو كافر محجوبة عن الخلائق الا الائمة
والاوصياء فليس بمحجوب ثم تلا (ان في ذلك لايات للمتوسمين) ثم قال: نحن المتوسمون
وليس والله احد يدخل علينا الا عرفناه بذلك السمة (2). ابن الفارسى في روضة
الواعظين قال الصادق (ع) إذا قام قائم آل محمد (ص) حكم بين الناس بحكم داود (ع) لا
يحتاج الى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف
وليه من عدوه بالتوسم قال الله تعالى (ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم)
(3). ابن بابويه في عيون الاخبار قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى رضى
الله عنه قال: حدثني ابى قال: حدثنا احمد بن محمد (على - خ م) الانصاري عن الحسن
بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده على بن موسى الرضا (ع) وقد اجتمع
الفقهاء واهل الكلام من اهل الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له يا بن رسول الله
باى شئ تصح الامامة لمدعيها قال بالنص والدليل قال
(1) العياشي
ج 2 ص 249 والحديث طويل أخذ المصنف ره موضع الحاجة منه فراجع (2 - 3) البرهان ج 2
ص 353 - 351
[
91 ]
له فدلالة الامام فيما هي فيه قال (ع) في العلم واستجابة
الدعوة قال: فما وجه اخباركم بما يكون قال: ذلك بعهد معهود الينا من رسول الله (ص)
قال فما وجه اخباركم بما في قلوب الناس قال (ع) اما بلغكم قول رسول الله (ص) اتقوا
فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله قال: بلى قال (ع) فما من مؤمن الا وله فراسة لنظره
(ينظر - خ م) بنور الله على قدر ايمانه واستبصاره وعلمه وقد جمع الله للائمة منا
ما فرقه في جميع المؤمنين وقد قال الله في كتابه العزيز (ان في ذلك لايات
للمتوسمين) فاول المتوسمين رسول الله (ص) ثم امير المؤمنين (ع) من بعده ثم الحسن
والحسين والائمة من ولد الحسين (ع) الى يوم القيمة (1). الشيخ في اماليه عن ابى
محمد الفحام باسناده قال: قال الباقر اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم
تلا هذه الاية (ان في ذلك لايات للمتوسمين) (2). قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير
في اظهار المعجزات من النبي والائمة صلوات الله عليهم لان الله سبحانه وتعالى قد
اطلعهم (ع) على ما لم يطلعه عليه غيرهم بسمة يعرف بها المؤمن والكافر والموالي
والمعادى، وهذا من علمه جل وعلا واطلعهم به على علم ما في القلوب والنفوس فلا يعزب
عنهم شئ من ذلك وهذا من اكبر المعجزات واوضح الدلالات فسبحان من اطلعهم على العلم
بالخفي بالنور المضئ.
(1) عيون
الاخبار ج 2 ص 200 ط النجف (2) امالي الشيخ الطوسى ج 1 ص 300 ط النجف
[
92 ]
معجزة لمولانا وامامنا ابى عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع)
محمد بن على بن بابويه في معاني الاخبار قال: حدثنا أبو على بن احمد بن يحيى (عيسى
- خ م) المكتب قال: حدثنا احمد بن محمد الوراق قال حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه
المعدل بالرافعة (بالمرافقة - خ م) قال حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني
قال سمعت محمد بن هرب (حرب - خ) الهلالي امير المدينة يقول: سالت جعفر بن محمد (ع)
فقلت له يابن رسول الله في نفسي مسألة اريد ان اسالك عنها فقال: ان شئت اخبرتك
بمسالتك قبل ان تسئلنى وان شئت قل (فسل - خ م) قال: قلت يابن رسول الله وباى شئ
تعرف ما في نفسي قبل سئوالى (عنه) (ع) بالتوسم والتفرس اما سمعت قول الله عزوجل
(ان في ذلك لايات للمتوسمين) وقول رسول الله (ص) اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر
بنور الله عزوجل قال: فقلت له يابن رسول الله (ص) فاخبرني بمسالتي قال (ع): اردت
ان تسألني عن رسول الله (ص) لم لم يطق حمله على بن ابي طالب (ع) عن حطه الاصنام من
سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه وقلع باب القموص بخيبر والرمى به (بها - خ
م) الى ورائه اربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله اربعون رجلا وقد كان رسول الله (ص)
يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون على (ع)
في القوة والشدة قال: فقلت له عن هذا والله
[
93 ]
اردت ان اسالك يابن رسول الله وساق الحديث بطوله (1).
(1) معاني
الاخبار ط الغفاري ص 350 اقول - وتمام الحديث هكذا بعد جملة يابن رسول الله (ص)
فأخبرني فقال: ان عليا عليه السلام برسول الله شرف، وبه ارتفع، وبه وصل الى اطفاء
نار الشرك وابطال كل معبود دون الله عزوجل ولو علا النبي لحط الاصنام لكان بعلى
مرتفعا وشريفا وواصلا الى حط الاصنام، ولو كان ذلك كذلك لكان افضل منه، الا ترى ان
عليا قال: لما علوت ظهر رسول الله (ص) شرفت وارتفعت حتى لو شئت ان انال السماء
لنلتها أما علمت ان المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من اصله وقد
قال على (ع) انا من احمد كالضوء من الضوء اما علمت ان محمدا وعليا صلوات الله
عليهما كانا نورا بين يدى الله جل جلاله قبل خلق الخلق بالفى عام وان الملائكة لما
رات ذلك النور رأت له اصلا قد انشعب فيه شعاع لامع، فقالت: الهنا وسيدنا ما هذا
النور فأوحى الله عزوجل إليهم هذا نور من نوري اصله نبوة وفرعه امامة. اما النبوة
فلمحمد عبدى ورسولي واما الامامة فلعلي حجتى و ولييي ولولاهما ما خلقت خلقي اما
علمت ان رسول الله (ص) رفع يدى على (ع) بغدير خم حتى نظر الناس الى بياض ابطيهما
فجعله مولى المسلمين وامامهم وقد احتمل الحسن والحسين (ع) يوم حظيرة بنى النجار
فلما قال له بعض اصحابه ناولنى احدهما يا رسول الله قال: نعم الحاملان ونعم
الراكبان وابوهما خير منهما وروى في خبر آخر ان رسول الله حمل الحسن وحمل جبرئيل
الحسين فلهذا قال نعم الحاملان وانه كان يصلى باصحابه فاطال سجدة من سجداته فلما
سلم قيل له يا رسول الله لقد اطلت هذه السجدة فقال (ص) نعم ان ابني ارتحلني فكرهت
ان اعجله حتى ينزل وانما اراد بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبى (ص) رسول بنى آدم وعلى
امام ليس بنبى ولا رسول فهو غير مطيق لحمل اثقال النبوة. قال محمد ابن حرب الهلالي
فقلت له زدني يابن رسول الله فقال انك لاهل للزيادة ان رسول الله (ص) حمل عليا (ع)
على ظهره يريد بذلك انه أبو ولده وامام الائمة من صلبه كما حول ردائه في صلاة
الاستسقاء واراد ان يعلم اصحابه بذلك انه قد تحول الجدب خصبا قال: فقلت له زدنى
يابن رسول الله فقال: احتمل رسول الله (ص) عليا (ع) يريد بذلك ان يعلم قومه انه هو
الذي يخفف عن
[
94 ]
ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعدات والاداء عنه من بعده
قال: فقلت له يابن رسول الله زدنى فقال انه احتمله ليعلم بذلك انه قد احتمله وما
حمل لانه معصوم لا يحتمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا. وقد قال النبي
(ص) لعلى (ع) يا على ان الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لى وذلك قول
عزوجل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) ولما انزل الله تبارك وتعالى عليه
(يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم) قال النبي (ص) يا ايها عليكم انفسكم لا يضركم
من ضل إذا اهتديتم وعلى نفسي واخى اطيعوا عليا فانه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم
تلا هذه الاية (قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل
وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين) قال محمد بن
حرب الهلالي ثم قال لى جعفر بن محمد (ع) ايها الامير لو اخبرتك بما في حمل النبي
(ص) عليا (ع) عند حط الاصنام من سطح الكعبة من المعاني التي ارادها به لقلت ان
جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعته فقمت إليه فقبلت رأسه وقلت الله
اعلم حيث يجعل رسالته.
[
95 ]
محمد بن الحسن الصفار
عن على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو عن اسمعيل الازرق قال سمعت ابا عبد الله (ع) ان
الله اجل واكرم واحلم واعظم من ان يكون احتج على عباده بحججه ثم يغيب عنهم شيئا من
احوالهم (امرهم - خ) (1). وعنه عن احمد بن محمد عن على بن حكم عن الكيال عن عبد
العزيز الصايغ قال قال لى أبو عبد الله (ع) اترى ان الله استرعى راعيا على عباده
واستخلف خليفة عليهم يحجب عنهم شيئا من امرهم (2). وعنه عن محمد بن عيسى عن النضر بن
سويد عن ابى داود عن اسمعيل بن فروه عن سعد بن ابى الاصبغ قال: كنت عند ابى عبد
الله (ع) جالسا فدخل عليه الحسن بن السرى الكرخي فقال: أبو عبد الله (ع) (له شئ
فجاراه في شئ فقال: ليس هو كذلك ثلاث مرات ثم قال أبو عبد الله (ع) اترى من جعله
الله حجة على خلقه يخفى عليه شئ من امورهم (3).
(1 - 2 - 3)
البصائر الطبعة
ة ص 122
[
96 ]
وعنه عن احمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن ميمون
عن عمار بن هارون عن ابى جعفر (ع) انه قال: انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة
الايمان وبحقيقة النفاق (1). وعنه عن محمد بن هرون عن ابى الحسن موسى بن القاسم
يرفعه قال قال: على بن الحسين (ع) انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان
وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم واسماء آباءهم (2). الحسن بن على بن
النعمان عن بكير بن كرب عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الله اخذ ميثاق شيعتنا من صلب
آدم فنعرف خياركم من شراركم (3). وعنه عن محمد بن حماد الكوفى عن اخيه نضر بن
مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال: ان الله اخذ ميثاق شيعتنا من
صلب آدم فتعرف بذلك حب المحب وان اظهر خلاف ذلك بسبيله ونعرف بغض المبغض وان اظهر
حبنا اهل البيت (4). وعن احمد بن الحسن بن على بن فضال عن ابيه عن عبد الله بن
بكير عن زرارة قال كنت انا وعبد الواحد بن المختار وسعيد بن لقمان ومعنا عمر بن
شجرة الكندي عند ابى عبد الله (ع) فقام عمر يخرج فقال أبو عبد الله (ع) من هذا
فقالا عمر بن شجرة واثنينا عليه وذكرنا
(1 - 2)
البصائر الطبعة الثانية ص 288 (3 - 4) البصائر الطبعة الثانية ص 289
[
97 ]
من حاله وورعه وحبه لاخواننا (نه - خ م) وبذله وصنيعه لهم
قال فقال لهما أبو عبد الله (ع) ما ارى لكما علما بالناس انى لاكتفى من الرجل
باللحظة اعرفه، ان ذا من اخبث الناس أو قال من اشر الناس (1) (فكان عمر بعد ما نزع
من محرم الا ركبه - خ). قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من
النبي (ص) والائمة (ع) لان الله سبحانه وتعالى اعطاهم ما لا يحجب عنهم من احوال
الناس واطلعهم عليه واطلعهم على ما يعرف به حقيقة الايمان والنفاق وحب المحب وبغض
المبغض وصاروا يظهرون المعجزات على حسب ذلك إذ لا يطلع على ذلك الذي هو من اسرار
الغيب الا الله تبارك وتعالى ومن اطلعهم عليه من النبي والائمة صلوات الله عليهم
اجمعين دون سائر الناس. معجزة لمولانا وامامنا الصادق (ع) محمد بن الحسن الصفار عن
محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنى النضر بن سويد عن ابان بن تغلب قال: دخلنا على
ابى عبد الله (ع) و عنده رجل من اصحابنا من اهل الكوفة يعاتبه (يعابه - خ) في مال
له و امره ان يدفعه إليه فجاءه فقال له ذهبت بمالى فقال: والله ما فعلت و غضب
واستوى جالسا ثم قال تقول والله ما فعلت واعادها مرارا ثم قال انت يا ابان
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 289
[
98 ]
وانت يا زياد اما والله لو كنتما انبياء (أمنا الله) أو
خليفته في ارضه وحجته على خلقه ما خفى عليكما ما صنع بالمال فقال الرجل عند ذلك
جعلت فداك قد فعلت واخذت المال (1). معجزة لمولانا وامامنا على بن ابي طالب (ع)
الشيخ المفيد في الاختصاص عن عباد بن سليمن عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمن
الديلمى عن هرون بن الجهم عن سعد بن ظريف الخفاف عن ابى جعفر (ع) قال: بينا امير
المؤمنين (ع) يوما جالسا في المجلس واصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته فقال له يا
امير المؤمنين (ع) ان الله يعلم انى ادينه واحبك (بحبك - خ م) في السر كما ادينه
بحبك في العلانية واتولاك في السر كما اتولاك في العلانية فقال له امير المؤمنين
(ع) صدقت اما انك فاتخذ جلبابا للفقر فان الفقر اسرع الى شيعتنا من السيل الى قرار
الوادي قال: فولى الرجل وهو يبكى فرحا لقول امير المؤمنين (ع) وكان هناك رجل من
الخوارج وصاحبا له قريبا من امير المؤمنين (ع) فقال احدهما تالله ما رايت اليوم
قط، ان (انه - خ م) اتاه رجل فقال له انى احبك فقال له صدقت فقال له آخر ما انكرت
من ذلك اتجد بدا من ان إذا قيل له انى احبك ان يقول صدقت اتعلم انى احبه. فقال: لا
قال فانا اقوم واقول له مثل ما قال له الرجل فيرد على مثل ما رد عليه قال نعم فقام
الرجل فقال له مثل مقالة الرجل الاول
البصائر
الطبعة الثانية ص 122
[
99 ]
فنظر إليه الامام مليا ثم قال (ع) له كذبت لا والله ما تحبني
ولا احببتني (احبك - خ م) قال: فبكى الخارجي ثم قال يا امير المؤمنين (ع) تستقبلني
بهذا والله علم (وقد علم الله - خ م) خلافه ابسط يدك ابايعك فقال علي (ع) على ماذا
قال: على ما عمل به أبو بكر وعمر (زريق وحبتر - خ) وقال فمد يده فقال له اصفق لعن
الله الاثنين والله لكانى بك قد قتلت على ضلال ووطئ وجهك دواب العراق ولا يعرفك
قومك قال فلم يلبث ان خرج عليه اهل النهروان وان خرج منهم (معهم - خ م) فقتل (1).
الاختصاص ط النجف ص
306
[
100 ]
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم
بن محمد عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) قال: تعرض الاعمال
على رسول الله (ص) اعمال العباد كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروها وهو قول الله
عزوجل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله وسكت) (1). عنه عن عدة من اصحابنا عن احمد
بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائى
عن يعقوب بن شعيب قال: سألت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل (وقل اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هم الائمة (2). وعنه عن على بن ابراهيم عن ابيه
عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبد الله (ع) قال: سمعته (ع) يقول: مالكم تسوؤن
رسول الله (ص) فقال له رجل كيف نسوؤه فقال (ع) اما تعلمون ان اعمالكم تعرض عليه
فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك فلا تسوؤا رسول الله (ص) وسروه (3).
(1 - 2 - 3)
الكافي ج 1 ص 219
[
101 ]
وعنه عن على عن ابيه عن القاسم بن محمد الزيات عن عبد الله
ابن ابان الزيات وكان مكينا عند الرضا (ع) قال: قلت للرضا (ع) ادع الله لى ولاهل
بيتى فقال اولست افعل والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة قال: فاستعظمت
ذلك فقال لي: اما تقرء كتاب الله عزوجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) قال (ع) هو والله علي بن ابى طالب (ع) (1). وعنه عن احمد بن مهران عن
محمد بن على عن ابى عبد الله الصامت عن يحيى المساور عن ابى عبد الله (ع) انه ذكر
هذه الاية (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: والله هو على بن ابي طالب (ع)
(2). وعنه عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الوشا قال: سمعت الرضا (ع) يقول
ان الاعمال تعرض على رسول الله (ص) ابرارها وفجارها (3). وعنه عن احمد بن عبد
العظيم عن الحسين بن مياح عمن اخبره قال: قرء رجل عند ابى (ع) عبد الله (وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال (ع) رجل ليس هكذا انما هي
والمأمونون فنحن المامونون (4). وعنه عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن
حديد عن جميل بن دراج قال: روي لي غير واحد من اصحابنا انه قال لا تتكلموا في
الامام فان الامام يسمع الكلام وهو في بطن امه فإذا وضعته
(1 - 2 - 3)
الكافي ج 1 ص 219 - 220 (4) البرهان ج 2 ص 157
[
102 ]
كتب الملك بين عينيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل
لكماته وهو السميع العليم) فإذا قام بالامر وضع له في كل بلدة منارا من نور ينظر
منه الى اعمال العباد (1). وعنه عن على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد قال:
كنت انا وابن فضال جلوسا إذ اقبل يونس قال: دخلت على ابى الحسن الرضا (ع) فقلت له:
جعلت فداك قد اكثر الناس في العمود فقال لي: يا يونس ما تراه أتراه عمودا من حديد
يرفع لصاحبك قال قلت ما ادري قال: لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع به اعمال تلك
البلدة قال: فقام ابن فضال فقبل رأسه فقال: رحمك يا بامحمد لا تزال تجيئ بالحديث
الحق الي يفرج الله به عنا (2). محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد ويعقوب بن
يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن ابى جميلة عن محمد الحلبي عن ابى عبد الله (ع)
قال: ان الاعمال تعرض علي في كل خميس فإذا كان الهلال أجملت فإذا كان النصف من
شعبان اعرضت على رسول الله (ص) وعلى علي (ع) ثم تنسخ في الذكر الحكيم (3). عنه عن
يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن احمد بن عمر (عمير - خ) عن ابى الحسن (ع)
قال: سئل عن قول الله عزوجل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: ان
الاعمال (ان
(1 - 2) الكافي ج 1 ص 388 (3) البصائر الطبعة الثانية ص 424
[
103 ]
اعمال العباد - خ) تعرض على رسول الله (ص) كل صباح ابرارها و
فجارها فاحذروا (1). وعنه عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن
ابى ايوب عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) قال: ان الاعمال تعرض على نبيكم كل عشية
الخميس فليستحيى احدكم ان يعرض على نبيه العمل القبيح (2). عنه عن احمد بن محمد عن
علي بن الحكم عن منصور البزرج عن سليمن بن خالد عن ابى عبد الله (ع) قال سمعته
يقول: ان الاعمال تعرض كل خميس على رسول الله (ص) فإذا كان يوم عرفة هبط الرب
تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء
منثورا) فقلت جعلت فداك اعمال من هذه فقال اعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا (3). وعنه
عن احمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن حفص بن البختري وغير
واحد قال: تعرض الاعمال يوم الخميس على رسول الله (ص) وعلى الائمة (ع) (4). وعنه
عن ابراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبد الله (ع) قال: سمعته يقول
مالكم تسوؤن رسول الله (ص) فقال له رجل جعلت فداك وكيف نسوؤه فقال: اما تعلمون ان
اعمالكم تعرض عليه فإذا رآى (فيها) معصية الله ساءه فلا تسوؤا رسول الله (ص) و
(1 - 2 - 3
- 4) البصائر الطبعة الثانية ص 424 - 426
[
104 ]
سروه (1). وعنه عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن ابن
ابى عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي قال: كنت عند ابى عبد الله (ع) فسألته عن
قوله تعالى (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال (ع) ايانا عنى (2).
وعنه عن احمد بن موسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الرحمن بن كثير عن ابى عبد
الله (ع) في قوله (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: ما من مؤمن
يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله (ص) وعلى علي (ع) فهلم
جرا الى آخر من يفرض الله طاعته على العباد (3). وعنه عن يعقوب بن يزيد عن الحسن
بن علي الوشاء عن علي بن ابى حمزة عن ابى بصير قال قلت لابي عبد الله (ع) قول الله
(اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قلت من المؤمنون قال: من عسى ان يكون
الا (غير) صاحبكم (4). وعنه عن السندي بن محمد عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم
عن ابى جعفر (ع) قال: سألته عن الاعمال هل تعرض على رسول الله (ص) قال: ما فيه شك
قال (قيل له - خ) ارأيت قول الله (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال
لله شهداء في خلقه (ارضه - خ) (5) وعنه عن الهيثم النهدي عن أبيه عن عبد الله عن
عبد الله بن ابان
(1 - 2 - 4
- 5) البصائر الطبعة الثانية ص 426 - 427 - 429 - 430 (3) البصائر الطبعة الثانية
ص 428 لم اجد الحديث في مظانه بهذا السند ولكن المروى فيه حدثنا احمد بن الحسين عن
أبيه عن عبد الكريم بن يحيى الخثعمي عن بريد بن معاوية قال قلت لابي جعفر الخ
[
105 ]
قال قلت: للرضا (ع) وكان بينى وبينه شئ ادع الله لي ولمواليك
فقال: والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل خميس (1). وعنه (عن الهيثم النهدي) عن
محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن عبد الله بن ابان قال قلت للرضا (ع) ان قوما من
مواليك سألوني ان تدعو الله لهم فقال والله انى لاعرض اعمالكم (انى لتعرض علي في
كل يوم اعمالهم - خ) على الله في كل يوم (2). ابن بابويه عن ابيه قال حدثنا محمد
بن يحيى العطار عن ابى سعيد الادمى عن الحسن بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير قال
قلت: لابي عبد الله (ع) ان ابا الخطاب كان يقول: ان رسول الله (ص) تعرض عليه اعمال
أمته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله عزوجل (وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون) وسكت قال أبو بصير انما عنى الائمة (ع) (3). علي بن
ابراهيم عن ابيه عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبد الله (ع) في قول الله (وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) المؤمنون هنا الائمة الطاهرة (ع) (4). الشيخ
في اماليه باسناده عن ابراهيم الاحمري عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبد الله
بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وايوب والقسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد
وغيرهم عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة قال كنت عند ابى عبد الله (ع) فقلت له جعلت
فداك قول الله
(1 - 2)
البصائر الطبعة الثانية ص 430 (3) معاني الاخبار ط الغفاري ص 392 (4) تفسير القمى
ج 1 ط النجف ص 304
[
106 ]
عزوجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال:
ايانا عنى) (1). عنه باسناده عن ابراهيم الاحمري قال: حدثني محمد بن عبد الحميد
وعبد الله بن الصلت عن حنان بن سدير عن ابيه وحدثني عبد الله بن حماد عن سدير عن
ابى جعفر (ع) قال قال رسول الله (ص): وهو في نفر من اصحابه ان مقامي بين اظهركم
خير لكم (خير من مفارقتي) وان مفارقتي اياكم خير لكم فقام إليه جابر بن عبد الله
الانصاري وقال يا رسول الله اما مقامك بين اظهرنا فهو خير لنا فكيف يكون مفارقتك
ايانا خير لنا وقال (ص) اما مقامي بين اظهركم خير لكم لان الله عزوجل يقول (وما
كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون) يعني يعذبهم بالسيف
فاما مفارقتي اياكم فهو خير لكم لان اعمالكم تعرض على كل اثنين وخميس فما كان من
حسن حمدت الله تعالى عليه وما كان سئ استغفرت لكم (2). العياشي في تفسيره باسناده
عن محمد بن مسلم عن احدهما (ع) قال: سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله (ص)
وقال: ما فيه شك ارأيت قول الله (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
قال: لله شهداء في ارضه (3). وعنه باسناده عن زرارة قال: سالت ابا جعفر (ع) عن قول
الله:
(1 - 2)
امالي الشيخ الطوسى ج 2 ص 23 - 22 ط النجف (3) العياشي ج 2 ص 108
[
107 ]
(اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون قال: تريدان تروون عنى (على - خ م) هو الذي في نفسك (1).
وعنه باسناده عن يحيى بن مساور قلت حدثني في على حديثا فقال (ع): اشرحه لك ام
اجمعه قلت بل اجمعه فقال علي (ع) باب هدى من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان
كافرا قلت: زدنى قال (ع) إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له اربع و
عشرون مرقاة فيأتى علي (ع) وبيده اللواء حتى يركبه ويعرض الخلق عليه فمن عرفه دخل
الجنة ومن انكره دخل النار قلت له: توجدنيه قال: نعم ما تقول في هذه الاية يقول
الله تبارك وتعالى (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو والله علي بن ابي طالب
(ع) (2). وعنه باسناده عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) ان ابا الخطاب كان يقول ان
رسول الله (ص) تعرض عليه اعمال امته كل خميس فقال أبو عبد الله (ع) هو هكذا ولكن
رسول الله (ص) تعرض عليه اعمال امته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله
(فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (3). وعنه باسناده عن محمد بن الفضيل عن ابى
الحسن (ع) قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى (فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) فقال (ع) تعرض على رسول الله (ص) اعمال امته كل صباح ابرارها وفجارها
فاحذروا (4).
(1 - 2 - 3
- 4) العياشي ج 2 ص 108 - 109
[
108 ]
وعنه باسناده عن بريد العجلى قلت لابي جعفر (ع) في قول الله
عزوجل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال ما من مؤمن يموت ولا كافر
يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله (ص) وعلى علي (ع) فهلم جرا الى آخر من
فرض الله طاعته على العباد، وقال أبو عبد الله (ع) والمؤمنون هم الائمة (ع) (1).
وعنه باسناده عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله (ع) (اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله) قال: ان لله شاهدا في ارضه ان اعمال العباد تعرض على رسول الله (ص) (2).
وعنه باسناده عن محمد بن حسان الكوفى عن محمد بن جعفر عن أبيه (عن آبائه) (ع)
قالا: إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له اربع وعشرون مرقاة ويجيئ علي
بن ابى طالب (ع) وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه ويعرض الخلائق عليه فمن عرفه دخل
الجنة ومن انكره دخل النار وتفسير ذلك في كتاب الله (قل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله امير المؤمنين على بن ابى طالب صلوات الله عليه
(3). وعنه باسناده عن يونس بن ظبيان قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: ان الامام
إذا اراد ان يحمل له بأمام أتى بسبع ورقات من الجنة فاكلهن قبل ان يواقع فإذا وقع في
الرحم سمع الكلام في بطن امه فإذا وضعته رفع له عمود من نور ما بين السماء والارض
يرى ما بين المشرق والمغرب
(1 - 2 - 3)
العياشي ج 2 ص 109 - 110
[
109 ]
وكتب على عضده وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا) قال أبو عبد الله
(ع) قال الوشاء حين مد (مر - خ م) هذا الحديث لا اروي لكم هذا لا تحدثوا عني (1)
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس
بن ظبيان قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: ان الله عزوجل إذا اراد ان يخلق الامام
من الامام بعث ملكا فاخذ شربة من ماء من تحت العرش ثم اوقعها أو دفعها الى الامام
فشربها فيمكث في الرحم اربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك فإذا
وضعته امه بعث الله إليه ذلك الملك الذى اخذ الشربة فكتب على عضده الايمن وتمت
كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة
منارا ينظر به الى اعمال العباد (2). عنه عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن
ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلى عن محمد بن مروان قال: سمعت ابا عبد الله (ع)
يقول ان الامام ليسمع في بطن امه فإذا ولد خط بين كتفيه (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا
لا مبدل لكلماته فهو السميع العليم) فإذا صار الامر إليه جعل الله له عمودا من نور
يبصر به ما يعمل كل اهل بلدة (فيه) (3). علي بن ابراهيم قال: حدثنى ابى عن حميد بن
شعيب عن الحسن بن راشد قال قال أبو عبد الله (ع): ان الله إذا احب ان يخلق الامام
اخذ شربة من تحت العرش من ماء المزن اعطاها ملكا فسقاها اياه فمن ذلك يخلق
(1) العياشي
ج 1 ص 374 (2 - 3) الكافي ج 1 ص 387
[
110 ]
الامام فإذا ولد بعث الله ذلك الملك الى الامام فكتب بين
عينيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فإذا مضى ذلك
الامام الذى قبله رفع له منار يبصر به اعمال العباد فلذالك يحتج الله به على خلقه
(1) العياشي باسناده عن يونس بن ظبيان عن ابى عبد الله (ع) قال: إذا اراد الله ان
يقبض روح أمام ويخلق بعده اماما انزل قطرة من تحت العرش الى الارض يلقيها على ثمرة
أو بقلة قال فيأكل تلك الثمرة وتلك البقلة الامام الذي يخلق منه نطفة الامام الذي
يقوم من بعده قال فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب ثم تصير الى الرحم فتمكث
فيه اربعين يوما فإذا مضى له اربعون يوما سمع الصوت فإذا مضى له اربعة اشهر كتب
على عضده الايمن (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)
فإذا خرج الى الارض اوتى الحكمة وزين بالحلم والبس الهيبة وجعل له مصباح من نور
فعرف به الضمير ويرى به سائر الاعمال (ويرى به اعمال العباد - خ م) (2) قال مؤلف
هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من النبي (ص) والائمة (ع) لان الله
سبحانه وتعالى لما اطلعهم على اعمال العباد كان جميع المعجزات المتعلقة باعمال
العباد القلبية وغيرها منهم تصدر لان اعمال العباد منها قلبية وغير قلبية فيعلمون
بما في نفوس الناس وما وقع من ايديهم وسعوا إليه
(1) تفسير
القمى ط النجف ص 215 (2) العياشي ج 1 ص 374
[
111 ]
بارجلهم ونظروا إليه بأعينهم وشموه وذاقوه وما فعلوه بجميع
جوارحهم لانها كلها من اعمالهم وقد اطلعهم الله عليها وهو الله تعالى عالم بجميع
افعال العباد واطلع النبي والائمة سلام الله عليهم على افعال العباد لانهم الشهداء
على خلقه يوم القيمة كما جاء به القرآن العزيز والروايات عنهم سلام الله عليهم وفى
اطلاعهم على أفعال العباد يكون به اظهار المعجز باخبارهم بما في الضمائر وغيره من
افعال العباد الا ترى الى قول الصادق (ع) في آخر حديث وجعل له مصباح من نور يعرف
به الضمير ويرى به سائر الاعمال وهذا سر من سر الله وعلم من الله سبحانه وتعالى.
معجزة لمولانا وامامنا جعفر بن محمد الصادق (ع) الشيخ الطوسى في اماليه قال اخبرنا
محمد بن محمد يعنى المفيد اخبرنا أبو الحسن على بن بهلال المهلبى قال: حدثنا على
بن سليمن قال: حدثنا احمد بن القاسم الهمداني قال: حدثنا احمد بن محمد السيارى قال
حدثنا محمد بن خالد البرقى قال: حدثنا سعيد بن مسلم عن داود بن كثير الرقى قال:
كنت جالسا عند ابى عبد الله (ع) إذ قال لى مبتدئا من قبل نفسه يا داود لقد عرضت
علي اعمالكم يوم الخميس فرايت فيما عرض علي من عملك صدقتك (صلتك - خ م) لابن عمك
فلان فسرني ذلك بانى علمت ان صلتك له اسرع لفناء عمره وقطع اجله قال داود: وكان لى
ابن عم معاندا ناصبيا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي
الى مكة فلما صرت بالمدينة اخبرني أبو عبد الله (ع) بذلك (1).
(1) امالي
الطوسى ج 2 ص 27 ط النجف
[
112 ]
محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن البرقى عن النضر بن سويد
يحيى الحلبي عن الحرث بن المغيرة عن النضرى قال قال أبو عبد الله (ع) اتقوا الكلام
فانا نؤتى به (1). ورواه المفيد في الاختصاص عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن الحارث بن
مغيرة النضرى قال قال أبو عبد الله (ع): اتقوا الكلام فانا نؤتى به (2). محمد بن
الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن ابى عبد الله المؤمن عن حكم بن الحناط عن الحرث
بن المغيرة وابى بكر الحضرمي جميعا عن ابى عبد الله (ع) قالا قال ما يحدث قبلكم
(فيكم - خ م) حدث الا علمنا به قلت: وكيف ذلك قال: يأتي به راكب يضطرب (يضرب - خ
م) (3). ورواه المفيد في الاختصاص عن محمد بن عيسى عن ابى عبد الله بن زكريا بن
محمد المؤمن عن الحكم بن ايمن عن الحرث بن المغيرة وابى بكر بن محمد الحضرمي عن
ابى عبد الله (ع) قالا قال: ما يحدث قبلكم
(1 - 3)
البصائر الطبعة الثانية ص 396 (2) الاختصاص ط النجف ص
308
[
113 ]
الا علمنا به قلت: وكيف ذلك قال يأتينا به راكب يضطرب (يضرب
- خ م) (1). قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من النبي والائمة
صلوات الله عليهم لان الله تعالى إذا وكل من يوصل لهم اخبار بما يحدث في الناس
فكيف يخفى عليهم شئ مما احدثوه وان اسروه لانه تعالى مطلع على الكائنات وعالم
بالخفيات فإذا اظلمهم على ذلك صاروا يخبرون به وهذا امر عظيم من المعجزات وشئ جليل
من الدلالات. معجزة لمولانا وامامنا زين العابدين (ع) الشيخ المفيد في الاختصاص عن
ابى الحسن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي بن سعيد (معبد - خ م) عن علي بن
الحسن بن رباط عن علي بن عبد العزيز عن ابيه قال قال أبو عبد الله (ع): لما ولى
عبد الملك بن مروان فاستقامت له الاشياء كتب الى الحجاج بن يوسف اما بعد فجنبني
(فحسبي - خ) دماء بنى عبد المطلب فانى رايت آل ابى سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا
بعدها الا قليلا والسلام وكتب الكتاب بسر (سرا) ولم يعلم بها احدا وبعث به مع
البريد وورد خبر ذلك من ساعته على علي بن الحسين (ع) واخبر ان عبد الملك زيد في
ملكه برهة من دهره لكفه عن بنى هاشم وامر ان يكتب الى عبد الملك ويخبره بان رسول
الله اتاه في منامه فأخبره بذلك فكتب علي بن الحسين بذلك الى عبد الملك بن مروان
(2).
(1 - 2) الاختصاص ط النجف ص 308 - 309
[
114 ]
ورواه محمد بن الحسن الصفار عن عمران بن موسى قال: حدثنى
موسى بن جعفر عن على بن سعيد عن على بن الحسين عن على بن عبد العزيز قال قال أبو
عبد الله (ع): وذكر الحديث الى آخره. (1)
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 397
[
115 ]
محمد بن
الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن عمران (حمران - خ)
ابن ميثم عن عباية بن ربعى قال: سمعت عليا (ع) يقول سلونى قبل ان تفقدوني الا
تسألون من عنده علم البلايا والمنايا. (والانساب) (1). عنه عن محمد بن الحسين عن
محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن ابى جعفر (ع) قال سمعته يقول:
انا اهل بيت علمنا المنايا والبلايا والانساب فاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا
وبهداهم وبقضائنا وبقضائهم وبحكمنا وبحكمهم وميتنا وميتهم يموتون بالقرحة والدبيلة
ونموت بما شاء الله (2). وعنه عن ابى المفضل العلوى عن سعيد بن عيسى الكزبري
البصري عن ابراهيم بن الحكم بن ظهيرة عن ابيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى
التغلبي عن ابى وقاص عن سلمان الفارسى قال: قال امير المؤمنين (ع) عندي علم
المنايا والبلايا والوصايا والانساب وفصل الخطاب (3) وعنه عن عبد الله بن عامر عن
عبد الرحمن بن أبى نجران قال:
(1 - 2 - 3)
البصائر الطبعة الثانية ص 266 (268 - 269)
[
116 ]
كتب أبو الحسن الرضا (ع) رسالة واقرأنيها قال: قال علي بن
الحسين (ع) ان محمدا كان امين الله في ارضه فلما قبض محمد (ص) كنا اهل البيت ورثته
فنحن امنا الله في ارضه عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام
وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون
باسمائهم واسماء آباءهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ويردون موردنا ويدخلون
مدخلنا نحن النجباء وافراطنا افراط الانبياء ونحن ابناء الاوصياء، ونحن المخصوصون
بكتاب الله ونحن واولى الناس بكتاب الله ونحن اولى الناس بدين الله ونحن الذين شرع
الله لنا دينه فقال في كتابه شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا والذى
اوحينا اليك يا محمد وما وصينا به ابراهيم واسمعيل وموسى وعيسى واسحق ويعقوب فقد
علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الانبياء ونحن ورثة اولي العزم
من الرسل ان اقيموا الدين يا آل محمد ولا تفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على
المشركين من اشرك بالله بولاية علي (ع) ما تدعوهم إليه من ولاية على ان الله يا
محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك الى ولاية علي (1). محمد بن يعقوب عن علي بن
ابراهيم عن أبيه عن عبد العزيز المهتدى عن عبد الله بن جندب انه كتب إليه الرضا
(ع). اما بعد فان محمدا (ص) كان أمين الله في خلقه فلما قبض (ص)
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 118
[
117 ]
كنا أهل البيت ورثته فنحن امناء الله في ارضه عندنا علم
المنايا و البلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة
الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم واسماء آباءهم أخذ الله علينا
وعليهم الميثاق ويردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم
ونحن النجباء النجاة ونحن افراط الانبياء ونحن اولاد الاوصياء ونحن المخصوصون في
كتاب الله عزوجل ونحن اولى الناس بكتاب الله ونحن اولى الناس برسول الله (ص) ونحن
الذين شرع لنا دينه فقال: في كتابه شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا
(قد وصينا ما وصى به نوحا) والذي اوحينا اليك يا محمد وما وصينا به ابراهيم وموسى
وعيسى فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة اولى العزم من
الرسل ان اقيموا الدين يا آل محمد ولا تفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على
المشركين من اشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية علي ان الله يا محمد يهدى
إليه من ينيب من يجيبك الى ولاية علي (1) علي بن ابراهيم قال: حدثني أبى عن عبد
الله بن جندب قال: كتبت الى أبى الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن تفسير هذه الاية
يعنى قوله تعالى (الله نور السموات والارض) الاية فكتب الى الجواب. اما بعد فان
محمدا (ص) كان امين الله في خلقه فلما قبض النبي (ص) كنا أهل البيت ورثته فنحن
امناء الله في أرضه عندنا
الكافي ج 1 ص 223
[
118 ]
علم المنايا والبلايا وانساب العرب ومولد الاسلام وما من فئة
تضل مائة وتهدى مائة الا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها. وانا لنعرف الرجل إذا
رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم واسماء آبائهم
اخذ الله علينا وعليهم الميثاق ويردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام
غيرنا وغيرهم الى يوم القيمة نحن الاخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا
والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا من فارقنا هلك ومن تابعنا نجى والمفارق لنا
والجاحد لولايتنا كافر ومتبعنا وتابع اولياءنا مؤمن لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن
ومن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن
اهتدى بنا ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شئ بنا فتح الله الدين وبنا يختمه
وبنا اطعمكم الله عشب الارض وبنا انزل الله قطر السماء وبنا آمنكم الله من الغرق في
بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفى قبوركم وفى محشركم وعند
الصراط وعند الميزان وعند دخول الجنة (دخولكم الجنان - خ) مثلنا في كتاب الله كمثل
مشكاة والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح، محمد رسول الله (ص)
المصباح في زجاجة من عنصرة طاهرة الزجاجة كأنها كوكب درى توقد من شجرة مباركة
زيتونة لا شرقية ولا غربية لادعية ولا منكرة (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار)
كمثل القرآن نور على نور امام بعد امام يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله
الامثال للناس والله بكل شئ عليم
[
119 ]
فالنور على (ع) يهدى الله لولايتنا من احب وحق على الله ان
يبعث ولينا مشرقا وجهه منيرا برهانه ظاهرة عند الله حجته حق على الله ان يجعل
اولياؤنا المتقين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فشهداءنا لهم فضل
على الشهداء بعشر درجات ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات نحن
النجباء ونحن افراط الانبياء ونحن اولاد الاوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله
ونحن اولى الناس برسول الله ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه شرع لكم
من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك يا محمد وما وصينا به ابراهيم (واسمعيل
واسحق ويعقوب - خ م) وموسى وعيسى قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم. ونحن
ورثة الانبياء وورثة اولى العلم واولى العزم من الرسل والانبياء ان اقيموا الدين
كما قال ولا تفرقوا فيه (وان - خ م) كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من الشرك من
اشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية على الله، يا محمد يهدى إليه من ينيب من
يجيبك الى ولاية علي (ع) وقد بعثت اليك بكتاب فيه هدى فتدبره وافهمه لانه شفاء لما
في الصدور (1). محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان قال: حدثنا أبو عبد الله
الرياحي عن ابى الصامت الحلواني عن ابى جعفر (ع) قال فضل
(1) تفسير
القمى ط النجف ج 2 ص 104
[
120 ]
امير المؤمنين (ع) ما جاء به آخذ به وما نهى عنه انتهى عنه
جرى له من الطاعة بعد رسول الله (ص) مثل الذي جرى لرسول الله (ص) والفضل لمحمد (ص)
المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدى الله ورسوله والمتفضل عليه كالمتفضل على الله
وعلى رسوله والراد عليه (والمتفضل عليه (خ د) في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك
بالله. ان رسول الله (ص) باب الله الذي لا يوتى الا منه وسبيله الذى من سلكه وصل
الى الله وكذلك كان امير المؤمنين (ع) من بعده وجرى على الائمة واحدا بعد واحد
جعلهم الله اركان الارض ان تميد باهلها وعمد الاسلام ورابطته (ورابطه - خ) على
سبيل هداه لا يهتدى هاد لا بهداهم ولا يضل خارج من هدى الا بتقصير عن حقهم امناء
الله على ما هبط من علمه أو عذر أو نذر والحجة البالغة على من في الارض يجرى
لاخرهم من الله مثل الذى جرى لاولهم ولا يصل احد الى شئ من ذلك الا بعون الله وقال
امير المؤمنين (ع): انا قسيم الجنة والنار لا يدخلها داخل الا على حد قسمي وانا
الفاروق الاكبر والامام لمن بعدى والمؤدى عمن كان قبلى لا يتقدمني احد الا احمد
(ص) وانى واياه على سبيل واحد الا نه هو المدعو باسمه ولقد اعطيت الست علم المنايا
والبلايا والوصايا والانساب وفصل الخطاب، وانى صاحب الكرات ودولة الدول انى لصاحب
العصا والميسم والدابة التى تكلم الناس (1).
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 199
[
121 ]
رواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى واحمد بن محمد عن محمد
بن الحسن عن على بن حسان قال: حدثنى أبو عبد الله الرياحي عن ابى الصامت الحلواني
عن ابى جعفر (ع) قال قال امير المؤمنين (ع): انا قسيم الله بين الجنة والنار لا
يدخلها داخل الا على قسمي وانا الفاروق الاكبر انا الامام لمن بعدى والمؤدى عمن
كان قبلى لا يتقدمني احد الا احمد (ص) وانى واياه لعلى سبيل واحد الا انه المدعو
باسمه ولقد اعطيت الست علم البلايا والمنايا والوصايا وفصل الخطاب وانى لصاحب
الكرات ودولة الدول وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التى تكلم الناس (1). عنه عن
احمد بن مهران عن محمد بن على، ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن محمد سنان
عن المفضل بن عمر عن ابى عبد الله (ع) قال: ما جاء به علي آخذ به وما نهى عنه
انتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لمحمد ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله عزوجل
المتعقب عليه في شئ من احكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة
أو كبيرة على حد الشرك بالله كان امير - المؤمنين (ع) باب الله الذى لا يؤتى الا
منه وسبيله الذى من سلك بغيره يهلك وكذلك يجرى لائمة الهدى واحدا بعد واحد. جعلهم
الله اركان الارض ان تميد باهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى
وكان امير المؤمنين (ع) كثيرا ما يقول: أنا
(1) الكافي ج 1 ص 198
[
122 ]
قسيم الله بين الجنة والنار وانا الفاروق الاكبر وأنا صاحب
العصا والميسم ولقد اقرت لى جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما اقروا به لمحمد
(ص) ولقد حملت مثل حمولته وهى حمولة الرب وان رسول الله (ص) يدعى فيكسى وادعى
فاكسي ويستنطق واستنطق فانطق على حد نطقه ولقد اعطيت خصالا ما سبقني إليها احد
قبلى علمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب فلم يفتنى ما سبقني ولم يعزب عنى
ما غاب عنى ابشر باذن الله واؤدى عنه كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه (1). ثم قال
محمد بن يعقوب الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور القمى عن
محمد بن سنان قال: حدثنا المفضل قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ثم ذكر الحديث
الاول.. رواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن
سنان عن مفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ما جاء به على آخذ به
(فضل امير المؤمنين (ع) ما جاء به النبي (ص) اخذ به الخ - خ م) وما نهى عنه انتهى
عنه جرى له من الفضل ما جرى لمحمد (ص) وساق الحديث الى ان قال: ولقد اعطيت خصالا
ما سبقني إليها احد قبلي علمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب فلم يفتني ما
سبقني ولن يعزب ما غاب عنى ابشر باذن الله واؤدى عنه كل ذلك منا من الله مكنني فيه
بعمله (2) محمد بن يعقوب عن على بن محمد ومحمد بن الحسين (الحسن - خ) عن سهل بن
زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفى قال: حدثنى سعيد
(1) الكافي ج 1 ص 196 (2) البصائر الطبعة الثانية ص 201
[
123 ]
الاعرج قال. دخلت أنا وسليمن بن خالد على ابى عبد الله (ع)
فابتدأنا فقال: يا سليمن ما جاء عن امير المؤمنين (ع) يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى
عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله (ص) ولرسول الله الفضل على جميع من خلق
الله المعيب على امير المؤمنين (ع) في شئ من احكامه كالمعيب على الله عزوجل وعلى
رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان امير المؤمنين (ع)
باب الله الذي لا يؤتى الا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وبذلك جرت الائمة (ع)
واحدا بعد واحد جعلهم الله اركان الارض ان تميد بهم والحجة البالغة على من فوق
الارض ومن تحت الثرى وقال قال امير المؤمنين (ع): أنا قسيم الله بين الجنة والنار
وأنا الفاروق الاكبر وانا صاحب العصا والميسم ولقد اقرت لي جميع الملائكة والروح
بمثل ما اقرت لمحمد (ص). ولقد حملت على مثل حمولة رسول الله (ص) وهي حمولة الرب
وان محمدا (ص) يدعى فيكسى ويستنطق وادعى وأكسى واستنطق فانطق على حد منطقه ولقد
اعطيت خصالا لم يعطهن احد قبلي علمت علم المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب
فلم يفتنى ما سبقني ولم يعزب عنى ما غاب عنى ابشر باذن الله واؤدى عن الله عزوجل
كل ذلك مكنني فيه بأذنه (1). محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن الحسين عن احمد بن
ابراهيم وأحمد بن زكريا عن محمد بن نعيم عن زرارة (يزدان - خ) بن ابراهيم عمن حدثه
من اصحابه عن ابى عبد الله (ع) قال: سمعته يقول
الكافي ج 1 ص 197
[
124 ]
قال امير المؤمنين (ع) والله لقد اعطاني الله تبارك وتعالى
سبعة (تسعة - خ م) اشياء لم يعطها احد قبلى خلا محمد (ص) لقد فتحت لى السبل وعلمت
الانساب، واجري لي السحاب وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب ولقد نظرت الى
الملكوت باذن ربي فما غاب عنى ما كان قبلي ولا فاتني ما يكون من بعدي وان بولايتي
اكمل الله لهذه الامة دينهم واتم عليهم النعم ورضى اسلامهم إذ يقول يوم الولاية
لمحمد (ص) يا محمد اخبرهم انى اليوم اكملت لهم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا
واتممت عليهم نعمتي كل ذلك منا من الله من به علي فله الحمد (1). الشيخ في أماليه
قال: اخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله قال: اخبرنا أبو
الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا ابى قال: حدثنا محمد بن الحسن
الصفار عن احمد بن ابى عبد الله البرقى عن ابيه عن محمد بن ابى عمير عن المفضل بن
عمر عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال قال امير المؤمنين (ع) صلوات الله عليه: اعطيت
سبعا لم يعطها احد قبلى سوى النبي (ص) لقد فتحت لى السبل وعلمت المنايا والبلايا
والانساب وفصل الخطاب ولقد نظرت الى الملكوت باذن ربى فما غاب عنى ما كان قبلى ولا
ما يأتي بعدى فان بولايتي اكمل الله لهذه الامة دينهم واتم عليهم النعم ورضى لهم
اسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمد (ص) يا محمد أخبرهم انى اكملت لهم اليوم دينهم
واتممت عليهم النعم ورضيت لهم اسلامهم كل ذلك من الله به علي فله الحمد (2).
(1) البصائر
الطبعة الثانية ص 201 (2) امالي الشيخ الطوسى ج 1 ص 208 ط النجف
[
125 ]
قال مؤلف هذا الكتاب هذا اصل كبير في اظهار المعجزات من
النبي والائمة (ع) لان الله سبحانه وتعالى اطلعهم على منايا الناس وغيرهم وما
يصيبهم من البلاء كالامراض والعلل وغيرها مما لم يطلع عليه الا الله جل جلاله
الخالق لهم والمحيى والمميت والمبتلى والمصح الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
وهو على ما يشاء قدير وبكل شئ عليم فبذلك العلم الذي اطلعهم عليه تعالى صاروا (ع)
يخبرون بالاجال والبلايا من الامراض وغيرها وهو امر عظيم من المعجزات والدلالات.
معجزة لمولانا وامامنا الثاني عشر القائم المنتظر (ع) محمد بن يعقوب عن علي بن
محمد عن ابى عقيل عيسى بن نصر قال: كتب علي بن زياد الصيمري الى القائم (ع) يسأل
كفنا فكتب إليه انك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن
قبل موته بايام (1).
(1) الكافي ج 1 ص 523
[
126 ]
معجزة لمولانا وامامنا ثامن الائمة ابى الحسن الثاني على بن
بن موسى الرضا صلوات الله عليهم اجمعين محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن
محمد أو غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على ابى الحسن
الرضا (ع) وأنا يومئذ واقف وقد كان ابى سئل اباه عن سبع مسائل فاجابه في ست وامسك
عن السابعة فقلت: (لا) والله لاسألنه عما سأل ابى اباه فان اجاب بمثل جواب ابيه
كانت دلالة فسألته فأجاب مثل ابيه ابى في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا ولا
ياء وامسك عن السابعة وقد كان ابى قال: لابيه انى احتج عليك عند الله يوم القيمة
بانك زعمت ان عبد الله لم يكن اماما فوضع يده على عنقه. ثم قال له نعم احتج علي
بذلك عند الله عزوجل فما كان فيه من اثم فهو في عنقي فلما ودعته قال انه ليس احد
من شيعتنا يبتلى ببلية أو يشتكى فيصبر على ذلك الا كتب الله له اجر الف شهيد فقلت
في نفسي و الله ما كان لهذا ذكر فلما مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بى عرق المدينى
فلقيت منه شدة فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقى من وجعي وبقية فشكوت إليه
وقلت له جعلت فداك عوذ رجلى وبسطتها بين يديه فقال (ع) لى ليس على رجلك هذا بأس
ولكن ارنى رجلك الصحيحة فبستطها بين يديه فعوذها فلما خرجت لم البث الا يسيرا حتى
خرج بى العرق وكان وجعه يسيرا (1).
الكافي ج 1 ص 354
|