ـ 21ـ

 سورة الحج

(وفيها خمس آيات)

1ـ ((وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) الآية: 32

2 ـ 3ـ (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ (إلى) إلاّ أنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ)) الآيتان: 39 ـ 40

4ـ ((الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض)) الآية: 41

5ـ ((وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)) آية: 54.

((ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ))

الحج / 32

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) أنّه قال في خطبة له:

((نحن الشعائر والأصحاب، والخزنة والأبواب))[1].

(أقول) المقصود بكلمة (نحن) في هنا وغيره أهل البيت الّذين جعلهم الله تعالى مظاهر لأمره ونهيه وقدرته.

ومن أهل البيت سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام).

ولا ينافي هذا التأويل من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لكلمة (الشعائر) وإنْ كان تفسيرها أو تنزيلها وارداً في الحج وشعائره، فإنّ للقرآن ظهراً، وبطناً، ولبطنه بطناً، وهكذا إلى سبعة بطون، وسبعين بطناً.

((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أخرجوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إلا أن يَقُولُوا رَبُّنَا الله ))

الحج/ 39 ـ 40

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسين (بإسناده المذكور) عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، في قوله (تعالى):

((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا..)) إلى آخر الآية.

((الَّذِينَ أخرجوا مِنْ دِيارِهِمْ..)).

قال: نزلت فينا[2].

(أقول) يعني: فينا أهل البيت، وفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من أهل البيت، فتكون الآية الكريمة شاملة لها وفي فضلها ومقامها.

((الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ))

الحج/ 41

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم بإسناده المذكور عن أبي جعفر في قوله تعالى:

((الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض)) الآية.

قال: فينا ـ والله ـ نزلت هذه الآية[3].

(أقول) يعني: فينا أهل البيت ـ كالآية الكريمة الآنفة ـ وسيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أهل البيت، فتكون من ضمن تفسير هذه الآية الشريفة، ومن الذين إنْ مكّنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة.. إلخ.

((وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ))

الحج/ 54

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر قال:

آل محمد: الصراط الذي دلَّ الله عليه[4].

(أقول) إذاً ففاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي أحبّ آل محمدٍ إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) الصّراط المستقيم الذي دلَّ عليه الله سبحانه في القرآن الحكيم.

فالمؤمنون يهديهم الله تعالى إلى مودّة وولاية أهل البيت، ومنهم فاطمة الزهراء (عليها السلام)


[1]ينابيع المودّة.

[2] شواهد التنزيل 1/399.

[3] شواهد التنزيل 1/ 400.

[4] شواهد التنزيل 1/61.