ـ 64 ـ

سورة التّين

(وفيها ثماني آيات)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَ لَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8)

 الآيات:1-8

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: فرات (بسنده المذكور) عن محمد بن الفضيل الصّيرفي، قال: سألتُ موسى بن جعفر عن قول الله:

((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)).

قال: أمّا التّين فالحسين، وأمّا الزيتون فالحسن.

((وطور سينين)) أمير المؤمنين.

((وهذا البلد الأمين)) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) هو سبيل آمن الله به الخلق في سبلهم، ومن النار إذا أطاعوه.

((إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات)) ذاك أمير المؤمنين عليّ وشيعته.

((فلهم أجر غير ممنون))[1]

وروى الخطيب البغدادي في (تاريخه) (بسنده المذكور) عن أنس بن مالك، قال: لمّا نزلت سورة (والتين) على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فرح لها فرحاً شديداً حتى بانَ لنا شدّةُ فرحه، فسألنا ابن عبّاس بعد ذلك عن تفسيرها فقال (وسرد الحديث طويلاً، إلى أنْ قال:) ((فما يكذّبك بعدُ بالدين)).

يعني علي بن أبي طالب[2].

(أقول) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ حيث إنّها المحور لأسرتها المباركة من أبيها، وبعلها، وبنيها ـ فتكون الآيات الكريمة هذه ممّا تشير إلى فضلها، وتنوّه بكرامتها على الله تعالى أيضاً.


[1] شواهد التنزيل.

[2] تاريخ بغداد 2/97.