الصفحة 13

فضح الزهراء (عليها السلام) للطغاة

لم تتوقف الزهراء (عليها السلام) في طريق الحقّ رغم ما أوجده الحاقدون على الإسلام من الموانع والعقبات أمامها فقد قامت بفضح الجرائم المنكرة التي قام بها حكّام المدينة آنذاك وأعلنت للمسلمين كفر الغاصبين وانحرافهم عن الاسلام. وكانت أوّل خطوة لها هي الخطابة في المسجد النبويّ، وقد أورد ابن طيفور أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر (204 ـ 280هـ) خطبتها في كتاب بلاغات النساء: 12 ـ 19 وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري (ت / 322هـ) في كتاب السقيفة وفدك كما في شرح نهج البلاغة 16:210 والسيد المرتضى في الشافي:21 والطبري في دلائل الامامة:30 والطبرسي في الإحتجاج 1:98 ـ 106.

ولكن هذه الخطوة لم تثمر ثمارها في تلك الفترة للكبت الذي كانت عليه أجواء المدينة آنذاك والإرهاب الذي أوجده عمر منذ اللحظات الاُولى من اغتصاب الخلافة(1) والذي سلب من المسلمين حتى القدرة على التفكير أحياناً(2).

الخطوة الثانية التي خطتها الزهراء (عليها السلام) في سبيل فضح المتآمرين كان هو البكاء بلا انقطاع وهو أقلّ ما يمكن للمظلوم التظلّم به.

وكان داعياً للتساؤل عن سبب البكاء خصوصاً حين كان مصدره حبيبة رسول الله (عليها السلام) وابنته الوحيدة التي خلّفها في اُمته، ولقد كادت ان تفلح لولا أنّ القوم منعوها حتى من البكاء وسألوا أمير المؤمنين أن يصرفها عن البكاء او أن تقتصر على البكاء

____________

1 ـ لقد ذكر ابن أبي الحديد صوراً من هذا الارهاب في شرح النهج 16: 219 وكيف أنهم كانوا يخبطون الناس في الأزقة ويجرونهم سحباً إلى أبي بكر للبيعة.

2 ـ وفي خطبة الزهراء (عليها السلام) إشارة إلى هذه الحالة الرهيبة.


الصفحة 14
إمّا في الليل أو النهار(1).

ولما عرض عليّ (عليها السلام) الأمر عليها، أبت ذلك، فلم يمنعها (عليها السلام) من انفاذ إرادتها، فكانت تخرج إلى خارج المدينة وتستظل بظل أراكة وتبكي، فعمد القوم إلى الأراكة وقطعوها ليلا، فبنى عليّ (عليها السلام) لها بيتاً من جريد النخل في البقيع سمّاه "بيت الأحزان"(2).

والخطوة الثالثة للزهراء في تظلّمها من الغاصبين كانت مقاطعة الظالمين وعدم رضاها باظهار نبأ وفاتها أو حضورهم جنازتها(3).

وهذه الخطوة كانت صرخة خالدة في وجه الظالمين وما لم يمكن لأي منهم اسكاته وقد عرّض به شاعر أهل البيت بقوله:


ولأي الاُمور تدفن ليلابضعة المصطفى ويعفى ثراها(4)

مرض الزهراء (عليها السلام) ووفاتها

بعد هذه الاحداث المؤسفة والمصائب العظيمة سقطت الزهراء (عليها السلام) طريحة الفراش.

قال المجلسي: إنها بقيت ستين يوماً ثمّ مرضت.

وفي رواية إن مرضها استمرّ خمسة عشر يوماً(5).

وفي فراش المرض كانت نساء المهاجرين والأنصار يَعُدنها وهي تعاتبهنّ على

____________

1 ـ مناقب ابن شهراشوب 2:17.

2 ـ قال السمهودي في تاريخ المدينة 2:95 أن الغزالي ذكر استحباب الصلاة في مسجد فاطمة بالبقيع، وقال غيره: إنّه المعروف ببيت الحزن لأنّ فاطمة أقامت فيه أيّام حزنها على أبيها.

3 ـ وهذه الوصايا مذكورة في جميع الكتب التي تعرضت لحياة الزهراء (عليها السلام).

4 ـ من قصيدة طويلة في حقّ الزهراء (عليها السلام) انظر وفاة الصديقة الزهراء (عليها السلام) للمقرم: 117 و138.

5 ـ البحار 10:51. وفي 43:181 "إنّ مرضها دام أربعين يوماً".


الصفحة 15
ما فعل رجالهنّ من نصرة الباطل وإخذال الحق(1)، وعادها في مرضها أبو بكر وعمر فحوّلت وجهها عنهما إلى الحائط واحتجّت عليهما، ولكن احتجاجها لم يزدهما إلاّ عمّى وإصراراً على باطلهما، فقالت في آخر اللقاء لأبي بكر: والله لأدعونّ عليك في كلّ صلاة اُصلّيها(2).

ثمّ انّها لمّا ثقلت أوصت أمير المؤمنين بوصاياها ومنها: انّها أوصت ببساتينها السبعة لعليّ ومن بعده لأولادها وأوصت لازواج النبي (صلى الله عليه وآله) لكلّ واحدة منهن اثنتا عشرة اُوقيّة، ولنساء بني هاشم مثل ذلك ولاُمامة بنت أبي العاص بشيء(3). وأوصت لام كلثوم ـ إذا بلغت ـ ما في المنزل(4).

وأوصت أمير المؤمنين أن يتّخذ لها نعشاً رأت الملائكة صوّرت لها صورته(5).

وأن لا يشهد أحد ممّن ظلمها جنازتها ولا أن يصلّوا عليها.

وأن يتزوج باُمامة ابنة اُختها زينب لتقوم بشئون ولدها(6).

وأنّه إذا أنزلها في القبر وسوّى التراب عليها يجلس عند رأسها قبالة وجهها ويكثر من تلاوة القرآن فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى اُنس الأحياء(7).

____________

1 ـ بلاغات النساء: 19 ـ 20، أمالي الطوسي 1:384 الإحتجاج 1:108 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16:233 دلائل الإمامة: 39، البحار 63: 161 العوالم 11:239.

2 ـ الإمامة والسياسة 1:30 وانظر تفصيل ما دار بينهما من الحوار في البحار 103:185 ـ 186 والوسائل 13:311.

3 ـ دلائل الإمامة:42.

4 ـ وفاة الصديقة: 104 عن مصباح الأنوار الشيخ هاشم بن محمّد من علماء القرن السادس الهجري.

5 ـ طبقات ابن سعد 8:18 وسنن البيهقي4:34 ذخائر العقبى:53 وبحار الأنوار 43:189 وكان نعشها ذلك أوّل نعش عُمل للنساء في الإسلام، ولا تزال هذه السيرة جارية في مكّة في حمل جنائز النساء.

6 ـ مناقب إبن شهرآشوب 2:177 وروضة الواعظين:130، لان ولدها كانوا صغاراً.

7 ـ وفاة الصديقة:105 عن مصباح الأنوار وكشف اللثام للفاضل الهندي "ورواه عن الصادق (عليه السلام) ".


الصفحة 16
وأن لا يعلم بموتها إلاّ اُمّ سلمة واُم أيمن وعبد الله بن العباس وسلمان والمقداد وأباذر وعمار وحذيفة(1).

وماتت شهيدة(2) مظلومة مهظومة، مكسورة الضلع، مسودّة المتن، ناحلة الجسم صابرة محتسبة فيما بين المغرب والعشاء(3) بعد خمسة وسبعين يوماً من وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) (4) في 13 جمادى الأولى سنة 11هـ.

وغسّلها عليّ (عليه السلام) ليلا ـ كما أوصت(5) ـ، وكفّنها في سبعة أثواب(6) وصلّى عليها، وحضر في الصلاة على جنازتها الحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذرّ وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود والعباس وعقيل بن أبي طالب(7). ولم يحضر جنازتها أبو بكر ولا عمر ولا أحد ممّن ظلمها(8). ودفنها عليّ (عليه السلام) ليلا وعفّى موضع قبرها. وعمل صورة عدة قبور لأجل إخفاء موضع قبرها(9).

____________

1 ـ دلائل الإمامة:34.

2 ـ روى الكليني في الكافي: أنّ فاطمة كانت صديقة شهيدة ـ كما في هامش مرآة العقول 1:384، ورواه الطبرسي في الإحتجاج: 54 مرسلا، وقال المجلسي في مرآة العقول 1:383 إنّ شهادة فاطمة من المتواترات.

3 ـ وفاة الصديقة:107 عن مصباح الأنوار.

4 ـ ذهب إليه الكليني كما في الكافي 1:458 وإبن قتيبة في الإمامة والسياسة 1:20 والطبري في دلائل الإمامة: 45.

وهناك قول آخر التزم به بعض المؤرخين استناداً إلى رواية عن الامام الرضا (عليه السلام) من أنّها توفيت بعد خمسة وتسعين يوماً بعد وفاة النبيّ فيكون تاريخ وفاتها في 3 جمادى الثانية سنة 11 هـ وهذا القول نقله كل من الطوسي في المصباح: 511 والسيد في الإقبال: 623 والمجلسي في البحار 43:170 و180 والشيخ عباس القمي في منتهى الآمال 1:259 وغيرهم.

5 ـ طبقات ابن سعد 8:18.

6 ـ وفاة الصديقة: 108 عن مصباح الأنوار.

7 ـ بحار الأنوار 43:193 وروضة الواعظين:131.

8 ـ بحار الأنوار 43:193.

9 ـ في دلائل الإمامة: 46: إنه عمل أربعين قبراً. وفي روضة الواعظين: 131 أنّه عمل سبعة قبور.


الصفحة 17
وفي خفاء قبرها الكثير من التساؤلات التي توقظ الضمائر لتصوّر جانباً من الارهاب والكبت الذي كان سائداً في عصر ما بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله).

وإعفاء أثر القبر الشريف هو النداء الخفيّ الذي لا يزال صداه يتردد عبر التاريخ وبه تتكرّر اللعنة الخالدة على الظالمين: اللّهمّ إلعن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد وآخر تابع له على ذلك... اللّهم العنهم جميعاً(1).


قم المقدّسة: محمّد جواد الحسيني الجلالي
10 جمادى الاولى 1411 هـ.     
ذكرى وفاة والدتي الكريمة رحمة الله عليها

____________

1 ـ هذه فقرات من زيارة عاشوراء راجع مفاتيح الجنان.


الصفحة 18

الصفحة 19

مقدمة الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللهِ النّورِ، بِسْمِ اللهِ نُوْرِ النّوْرِ، بِسْمِ الله نُورٌ عَلى نُور، بِسْمِ اللهِ الَّذي هُوَ مُدَبِّر الاُمورِ، بِسْمِ الله الَّذي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النّورِ، ألْحَمْدُ للهِ الّذي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ، وَأنْزَلَ النُّورِ على الطُّورِ، في كِتاب مَسْطُورِ، في رَقٍّ مَنْشُور، بقدر مَقدور عَلى نَبيّ مَحْبُور، ألْحَمْد للهِ الّذي هُوَ بالْعزِّ مَذْكُورٌ وَبالفَخْرِ مَشْهُورٌ، وعَلى السَّرّاء وَالضَرّاء مَشكورٌ(1).

والصلاة والسلام على "محمد" صاحب الضياء والنور واللسان الذكور والبدن الصبور والقلب الشكور.

وعلى آله الطيّبين الميامين فخر الأهلة والبدور، اولي النهى المجرّبين في الأمور، حاملي الوية العز والسرور إلى حيث الرضوان والحبور، والذين في ذكرهم واقوالهم شفاء لما في الصدور.

عليهم جميعاً سلام الله في العشية والبكور على مدى الليالي والدهور.

واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى يوم ينفخ في الصور.

وبعد، فقد كنت منذ اعوام أبحث في المكتبات عن كتاب يختص بكلمات سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) والأقوال المروية عنها (عليها السلام) ولكنّي لم أقف على ذلك.

ومن جهة اُخرى كان يحزُّ في نفسي أن أرى الكثير من الخطباء يبحثون عن

____________

1 ـ هذه فقرات من دعاء النور للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) انظر. الحديث:244.


الصفحة 20
جوانب شتى من حياة هذه السيدة الطاهرة من دون أن يتعرضوا لما ورد عنها من الحكم والأقوال والأدعية والآثار، في حين أنّ فيها الكثير من الفوائد، وبيان العقائد، ومكارم الأخلاق، والإحتجاجات، والتفسير، والأحكام الشرعية وغيرها.

فعقدت العزم مستعيناً بالله تعالى على تأليف كتاب يشتمل على ما روي عنها من الأحاديث في المجالات المختلفة بما في ذلك الأحاديث التي روتها (عليها السلام) عن أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأدعيتها الجامعة لمّا يهم الإنسان في اُمور الدين والدنيا، وكلماتها البليغة وخطبها ووصاياها وغير ذلك.

وراجعت لذلك أكثر الكتب المتعرضة لهذه المواضيع ككتاب بحار الأنوار والوسائل والمستدرك وغيرها ممّا ألّفه المتقدمون والمتأخرون من الفريقين.

فتجمّع لديّ من ذلك هذه المجموعة التي بين يديك وسميّتها بـ"مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) " أو "مرآة الحكمة الصافية".

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منّا هذه البضاعة المزجاة بقبول حسن ويؤجرنا على ذلك بأحسن الجزاء. إنّه وليّ قدير.


قم المقدّسة               
السيّد حسين شيخ الإسلامي التويسركاني


الصفحة 21


الآيات القرآنيّة





الصفحة 22

الصفحة 23
قوله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} (1).

1 ـ تفسير جوامع الجامع: روي أن قراءة فاطمة (عليها السلام): "من أنفسِهم" في سورة آل عمران: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} (2).

ومعناه: من أشرفهم(3).

قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم} (4).

2 ـ العياشي في تفسيره: عن المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما عليهما السلام قال: إنّ فاطمة انطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها من نبي الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ نبيّ الله لا يورث.

فقالت: أكفرت بالله وكذبت بكتابه قال الله: {يوصيكم الله في أولادكم للذَّكَر مثل حظّ الاُنثيين} (5)(6).

قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} (7).

3 ـ كفاية الأثر: علي بن الحسين عن هارون بن موسى، عن الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني، عن أحمد بن علي العبدي، عن علي بن سعد بن مسروق، عن عبد الكريم بن هلال بن أسلم المكيّ، عن أبي الطفيل، عن أبي ذرّ قال:

____________

1 ـ سورة آل عمران 3: 164.

2 ـ بفتح الفاء.

3 ـ جوامع الجامع 1:218 ورواه القرطبي 4:263 في الشواذ، وهو مروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمه (عليها السلام) وابن عباس(رضي الله عنه).

وقال القرطبي: بفتح الفاء، يعني: من أشرفهم، لانه من بني هاشم، وبنو هاشم أفضل من قريش، وقريش أفضل من العرب، والعرب أفضل من غيرهم.

4 ـ سورة النساء 4:11.

5 ـ سورة النساء 4:11.

6 ـ تفسير العياشي 1:225 ووسائل الشيعة 17:439.

7 ـ سورة الأعراف 7:46.


الصفحة 24
سمعت فاطمة (عليها السلام) تقول: "سألت أبي عن قول الله: "وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم"؟

[فـ] قال: هم الأئمّة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النار إلاّ من ينكرهم وينكرونه، لا يعرف الله إلاّ بسبيل معرفتهم(1).

قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} (2).

4 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة، عن عبيد الله بن محمّد، عن عائشة، قالت: وقف سائل على أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) فقال: للحسن أو للحسين عليهما السلام اذهب إلى اُمّك فقل لها تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهماً فذهب ثمّ رجع فقال: قالت: إنّما تركت ستة دراهم للدقيق فقال عليّ: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله اوثق منه بما في يده، قل لها ابعثي بالستة دراهم فبعث بها إليه فدفعها إلى السائل قال: فما حل حبوته [كذا] حتى مرّ به رجل معه جمل يبيعه فقال عليّ، بكم الجمل؟ قال: مأة وأربعين درهماً. فقال عليّ: أعقله عليّّ، أنا مؤخرّك بثمنه شيئاً، فعقله الرجل ومضى ثمّ أقبل رجل فقال: لمن البعير؟ فقال عليّ: لي، فقال: اتبيعه؟ قال: نعم، قال: بكم؟ قال: بمأتي درهم، قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير وأعطاه المأتين فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخّره، مأة وأربعين درهماً وجاء بستين درهماً إلى فاطمة (عليها السلام) فقالت: ما هذا؟ قال: هذا، ما وعدنا الله على لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله): "من جاء بالحسنة فله

____________

1 ـ كفاية الأثر: 194 وناسخ التواريخ 1:115 والبحار 36: 351 والمناقب 1:210 وغاية المرام:355.

2 ـ سورة الأنعام 6:160.


الصفحة 25
عشر أمثالها"(1)(2).

قوله تعالى: {وآت ذاالقربى حقّهُ} (3) وقريب منه ما في (الروم 30:38).

5 ـ عيون أخبار الرضا (عليها السلام): في تفسير الإمام الرضا (عليه السلام) اصطفاء أهل البيت في الكتاب العزيز في أثنى عشر موطناً... قال (عليه السلام): والآية الخامسة: قول الله عزّ وجلّ: {وآت ذاالقربى حقّه} (4).

خصوصية خصّهم الله العزيز الجبّار بها، واصطفاهم على الاُمة، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ادعوا إليّ فاطمة فدعيت له، فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول الله. فقال هذه فدك(5) هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به، فخذيها لك ولولدك(6).

قال المجلسي(قدس سره): نزول هذه الآية في فدك رواه الكثير من المفسرين ووردت به الأخبار من طرق الخاصة والعامّة(7).

قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرَّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} (8).

6 ـ وفاة الصديقة: عن الخرائج للراوندي والمناقب لابن شهراشوب ثمّ نزل

____________

1 ـ سورة الأنعام 6:160.

2 ـ مسند فاطمة: 26.

3 ـ سورة الأسراء 17:26.

4 ـ سورة الإسراء: الآية 26.

5 ـ فدك هي قرية بالحجاز بالقرب من المدينة المنورة وهي مما أفاء الله تعالى على رسوله: صلحاً وقد غصبها أبو بكر من فاطمة الزهراء بعد وفاة رسول الله وقد استوفى علماؤنا الحديث عنها وكتبوا فيها كتباً عديدة.

6 ـ عيون أخبار الرضا 1:233.

7 ـ اُنظر البحار "الطبعة الحجرية" 8:91.

8 ـ سورة النور 24:63.


الصفحة 26
على النبيّ (صلى الله عليه وآله) قوله تعالى: {وآت ذاالقربى حقّه} فدعا فاطمة وقال لها: إنّ فدكاً لك ولعقبك من بعدك جزاءً عمّا كانت لاُمّك خديجة من الحق، وهذه فدك نحلة لك.

وأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يكتب لفاطمة (عليها السلام) بها، فكتب (عليه السلام) وشهد هو ومولى لرسول الله واُمّ أيمن ـ كانوا حضوراً ـ.

فقالت فاطمة لأبيها: لست اُحدث فيه حدثاً ما دمت حيّاً فإنّك أولى بها ومن نفسي ومالي.

فعرّفها نبيّ الإسلام عواقب الاُمور ونفسيات الرجال وما يحدثونه بعده من انقلاب وتطوّرات وقال: اكره أن أجعلها سبة فيمنعوك إيّاها من بعدي.

فخضع لأمره التابع لوحي السماء، وجمع الناس في منزله فأعلمهم بما نزل عليه من القرآن الحاكم بأنّ فدكاً لفاطمة (عليها السلام).

فكان وكيلها يجبي لها غلّتها البالغة كلّ سنة أربعة وعشرين الف ديناراً [كما في الخرائج:9] وسبعون الف ديناراً [كما في كشف المحجة لابن طاووس: 124 ]فكانت تفرّقها على الفقراء من بني هاشم والمهاجرين والأنصار حتّى لا يبقى عندها ما يسع نفقة اليوم لها ولولدها(1).

7 ـ المناقب لابن شهراشوب، عن القاضي أبي محمّد الكرخي في كتابه، عن الصادق (عليه السلام): قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً" هبت(2) رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله.

فأعرض عنّي مرّة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثمّ أقبل عليّ فقال: يا فاطمة، أنّها لم تنزل

____________

1 ـ وفاة الصديقة:71، والخرائج ط الهند:9.

2 ـ أي: أخذتني الهيبة منه، هذا وقد أضاف مصحح البحار في أول الكلمة الحرف "ر" فصارت: رهبت، من الرهبة والخشية. ولا حاجة إلى هذه الزيادة.