خديجة بنت خويلد في القرآن والحديث الواقعة وتقسيم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3)إِذَا رُجَّتْ الْأَرْضُ رَجًّا(4)وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسًّا(5)فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا(6)وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً(7)فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8)وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ" [الواقعة/ 2-16].
الواقعة اسم للسورة وبيان لموضوعها والمراد منها هو يوم القيامة، وقد صنّف الله تعالى الناس في ذلك اليوم بهذه السورة المباركة إلى ثلاثة أصناف، بقوله:" وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً" أي أصنافها ثلاثة لا صنفين اثنين كما هو السائد في استعراض مشاهد القيامة في القرآن في غير هذه السورة مثلاً يقول الله تعالى: "يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ" ثم يفصل مصير كلٍ من الصنفين بقوله تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" [هود/ 106-109]. غير مجذوذ أي غير منقطع وقال تعالى: "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ" [الأعراف/ 9-10]. وهكذا السائد في القرآن تصنيف الناس إلى صنفين اثنين في يوم القيامة. نعم أشار الله تعالى إلى الأصناف الثلاثة بقوله: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" [فاطر/ 33]. ولكن هذه الآية ليست في صدد يوم القيامة وتقسيم الناس فيها، بل هي خاصة في هذه الأمة وفي أئمتها لا في غيرهم من الأمم. وعلى كلٍ لما صنف الله الناس في ذلك اليوم إلى ثلاثة أصناف بدأ عند التقسيم أولاً بأصحاب الميمنة وثنى بأصحاب المشأمة وأخر الصنف الثالث وهم السابقون ليبدأ أولاً بذكر جزائهم الخاص وما أعد لهم من القرب منه تعالى، ومن المنازل السامية الخاصة بهم. وأصحاب الميمنة هم الذين يعطون كتبهم التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها بإيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وهم أصحاب اليمن والأمان على أنفسهم الملاقون لعظيم الأجر والثواب بما آمنوا وأطاعوا، كما تفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من النعيم المقيم. وأصحاب المشأمة هم الذين يعطون كتبهم –التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها- بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، وهم أصحاب الشؤم والخوف على أنفسهم الملاقون لعظيم العذاب والعقاب بما كفروا وعصوا وتفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من الجحيم الدائم. أما السابقون وهم الصنف الثالث حسب التقسيم فهم الذين خصهم الله بالتمييز والذكر في هذه السورة دون غيرها، فهم أيضاً يعطون كتبهم بإيمانهم ويصيرون إلى الجنة ونعيمها فهم من هذه الجهة مشاركون لأصحاب اليمين، ولكن من جهات أخرى لهم مميزات ميزتهم عن بقية أصحاب اليمين وقد حازوا تلك المميزات في الدنيا بما فاقوا به غيرهم من المؤمنين بسبقهم لهم في الإيمان الثابت. والإخلاص التام بالعمل الصالح لذلك كانوا مميزين عنهم أيضاً في الآخرة بالقرب من الله تعالى وبعلوّ المنازل التي فصلها الله في هذه السورة بقوله: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ" إلى آخر ما جاء في وصف منازلهم ومقامهم في جنات النعيم. أما من هم أولئك السابقون؟ وإلى أي شيء سبقوا؟ فالجواب على هذين السؤالين هو ما يتركز عليه موضوعنا.
من هم أولئك السابقون؟ وإلى أي شيء سبقوا؟ نقول: إذا عرفنا السبق إلى أي شيء كان يتجلى لنا بوضوح المراد من السابقين ومن هم؟ والمفسرون في أقوالهم ورواياتهم قد اختلفوا في السبق إلى أي شيء كان فقد ذكر شيخنا الطبرسي في (مجمع البيان) بعض أقوالهم. فعن الجبائي أنه قال: (والسابقون السابقون) أي السابقون إلى اتّباع الأنبياء (أي زمناً) الذين صاروا أئمة الهدى، فهم السابقون إلى جزيل الثواب عند الله. وعن مقاتل وعكرمة: السابقون إلى الإيمان. وعن ابن عباس: السابقون إلى الهجرة. وعن علي: السابقون إلى الصلوات. وعن الضحاك: السابقون إلى الجهاد. وعن سعيد بن جبير: السابقون إلى التوبة وأعمال البر. وعن ابن كيسان: السابقون إلى كل ما دعا الله إليه. ثم قال الطبرسي: وهذا أولى لأنه يعم الجميع.(1) وإيضاحاً للحقيقة نقول: إن الحق والواقع الذي ينطبق مع مفهوم تلك الآيات هو أن المراد من السبق هو السبق إلى كل ما دعا الله إليه مطلقاً من الإيمان الثابت بكل أنواعه والعمل الخالص لوجه الله. بجميع أشكاله. بحيث فاق المتصفون بذلك السبق –في إيمانهم بأنواعه- إيمان غيرهم كثرة وعمقاً وثباتاً، كما فاقوا –بأعمالهم الصالحة- غيرهم كثرة وإخلاصاً وتفضيلاً سواء كانوا قد سبقوا غيرهم زمناً أم لم يسبقوا، فهذا هو الحق والواقع المنطبق مع مفهوم تلك الآيات. أما من هم المصداق لأولئك السابقون غيرهم بإيمانهم وعملهم، فالله سبحانه عبر عنهم بأنهم: "ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ" أي هم عدد محدود وفريق منتقى كثرتهم عدداً في الأولين، وقلتهم عدداً في الآخرين. وأختلف المفسرون أيضاً في أقوالهم ورواياتهم، في من هم الأولون؟ ومن هم الآخرون؟ فمنهم من يقول الأولون هم من الأمم الماضية والآخرون هم من هذه الأمة الإسلامية. ومنهم من يقول: الأولون هم الصدر الأول من هذه الأمة والآخرون هم متأخروا هذه الأمة. وذكر هذين القولين الطبرسي في تفسيره(2). ومنهم من يقول: المراد من الأولين والآخرين المهاجرون والأنصار وأن كثرتهم هم الذين اسلموا قبل الفتح أي (فتح مكة) وقلتهم هم الذين اسلموا من بعد الفتح، ذكر هذا المعنى الفخر الرازي في تفسيره(3). والصحيح هو القول الأول، وهو الذي ينطبق مع مفهوم الآيات، ودليلنا على ذلك هو أن الحديث في هذه السورة عن يوم القيامة وهو يوم الجمع الذي يجمع الله فيه الناس أجمعين من جميع الأمم، قال تعالى: "يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ" [التغابن/ 9]. وقال تعالى في نفس سورة الواقعة: "قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ(49)لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ" [49-50]. فالتقسيم إذاً يشمل جميع الأمم لا هذه الأمة وحدها، وبذلك نعلم بطلان القولين الآخرين. والخلاصة: إن المراد من الأولين من الأمم الماضية هم مجموع رسل الله وأنبيائه وأوصيائهم، وقد يلحق بهم أيضاً ويكون منهم بعض السابقين من أممهم إلى الإيمان والعمل الصالح، وهم الأكثر عدداً لأن الرسل والأنبياء فقط مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي كما جاء في الأثر(4) غير أوصيائهم ومن اتبعهم. والمراد من الآخرين الذين هم أقل عدداً من الأولين هم نبينا وأهل بيته الأطهار، وقد يلحق بهم أيضاً ويكون منهم بعض السابقين من هذه الأمة إلى الإيمان والعمل الصالح، ويؤيد ذلك ما رواه السيوطي في (الدر المنثور) في تفسير آية التطهير من سورة الأحزاب ج5 ص199 قال: وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في (الدلائل) عن ابن عباس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهم قسماً فذلك قوله " وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال" فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً، فذلك قوله:" فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8)وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" فأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك وقوله: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" وأنا اتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب. ورواه بسنده العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص232 وقال: رواه الطبراني في ترجمة الحسن. ورواه شيخنا الصدوق في (الامالي) بسنده عن ابن عباس في المجلس 92 ص374 ونقله عن الأمالي صاحب كتاب (الأثنى عشرية) الباب 2 ص34. ورواه بسند آخر عن حذيفة بن اليمان علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج2 ص347 وفيه زيادة مهمة فراجع.
أهل البيت(عليهم السلام) هم السابقون إلى الخيرات ومن الأدلة على أن المراد من الآخرين هم أهل بيت النبي(صلى الله عليه و آله) من بعده وأنهم هم السابقون إلى الخيرات. هذه الآية من سورة فاطر وتسمى الملائكة وهي قوله تعالى: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" [فاطر أو الملائكة/ 33]. والظاهر من معنى الآية "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ" هو القرآن الذي أوحاه الله إلى النبي(صلى الله عليه و آله) وقد سبق ذكره في الآية التي قبل هذه الآية وهي قوله تعالى: "وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ" [الملائكة/ 32] ثم اورثنا الكتاب "الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا" أي الذين اخترنا من عبادنا، والمختارون بعد النبي(صلى الله عليه و آله) هم أهل بيته اختارهم من مجموع عباده فهم خيرة العباد وصفوتهم كما تواترت بذلك الأخبار(5). وفيهم يقول النبهاني:- آل طه يا آل خير نبي أذهب الله عنكم الرجس***جدكم خيرة وأنتم خيار البيت قدماً فأنتم أهــل لـم يـسـل جـدكـم عــلى الـديـن أجــــراً***الأطهار غير ودِ القربى ونعم الأجار(6) ثم قسم العباد إلى ثلاثة أقسام، ليشعرهم أن الذين أورثهم الكتاب هم السابقون للقسمين الآخرين، والأقسام الثلاثة قال "فمنهم ظالم لنفسه" والظاهر هم المنافقون المتمردون والعاصون المصرون. "ومنهم مقتصد" وهم المتوسطون المعتدلون الذين هم في قصد السبيل وسواء الطريق وربما خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. "وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ" وهم الذين سبقوا الظالم والمقتصد إلى درجات القرب وهم أهل بيت النبي(صلى الله عليه و آله) وقوله: "ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" أي ما تقدم من ايراث الكتاب إلى المصطفين هو الفضل الكبير من الله لهم، وهذه الآية الكريمة كما لا يخفى هي من الآيات الكثيرة النازلة فيهم(عليهم السلام). وكون هذه الآية نازلة فيهم وأنهم هم الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب، وهم السابقون إلى الخيرات، بهذا استفاضت روايات أهل البيت استفاضة كثيرة جداً(7). وللإمام الرضا~ حول هذه الآية محاجة طويلة مع جماعة من علماء أهل العراق وخراسان في مجلس المأمون العباسي، وأثبت الإمام~ أن الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب وسبقوا غيرهم بالخيرات إنما هم عترة النبي(صلى الله عليه و آله) أهل بيته من بعده، أثبت ذلك بعشرات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مع دليل العقل والمنطق الحاسم بحيث اعترف بعد تلك المحاجة المأمون والعلماء جميعاً وقالوا للإمام جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم(8). أول السابقين من هذه الأمة علي أمير المؤمنين~ وبعد هذا البيان الضافي نقول: مما لا ريب فيه ولا شك يعتريه عند كل منصف إن إمامنا أمير المؤمنين~ هو أول من تنطبق عليه آيات السبق بعد النبي(صلى الله عليه و آله) إذ هو السابق غيره إيماناً وعملاً صالحاً في الزمن(9) كما أنه هو السابق غيره في عمق الإيمان وتفوقه إلى حد لم يصل إليه أحد من المخلوقين بعد الرسول(صلى الله عليه و آله) وكذلك في أعماله الصالحة. وقد جاء عن ابن عباس أن آية "والسابقون السابقون" كانت قد نزلت في علي أمير المؤمنين~ فقد روى السيوطي في (الدر المنثور) عند تفسير سورة الواقعة قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله "والسابقون السابقون" قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين، وعلي بن أبي طالب وكل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقاً(10) وقد يكون مصيباً في أن الآية نزلت في علي~ وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون، ولكنها –كما حققنا- عامة في تعبيرها تشمل كل سابق من الأمم الماضية ومن هذه الأمة، فهي نازلة في أفراد، وجارية في الجميع، كما أن الآية منطبقة تمام الأنطباق على أبنائه المعصومين من بعده فهم:- الـنـاطــقــــون الـصــــادقـــون فــولاؤهـــم***لســـابقون إلـــى الرغـــائب في القرآن فرض من الرحمن وهم الصراط فمستقيم***ا واجـــب فـــوقـــه نـــاجٍ وناكب(11) الثاني من السابقين من هذه الأمة خديجة وأول من استقام على الصراط المستقيم من هذه الأمة بعد علي أمير المؤمنين ~ سبقاً زمنياً مع عمق الإيمان وثباته والعمل الصالح الخالص الكثير أم المؤمنين خديجة بنت خويلد حيث أسلمت على يد النبي(صلى الله عليه و آله) وآمنت به وصلت معه بعد علي أمير المؤمنين~ ويقال أنها هي أول من أسلمت وأسلم علي بعدها، وكيفما كان فهي بلا ريب من السابقين للإيمان، والآية الكريمة "والسابقون السابقون" تنطبق عليها وتجري فيها بعد النبي وأهل بيته الطاهرين لأنها من أتباعهم وقد ورد عن أمير المؤمنين~ أنه قال: كنت أول من أسلم فمكثنا بذلك ثلاث حجج وما على وجه الأرض خلق يصلي ويشهد لرسول الله(صلى الله عليه و آله) بما اتاه غيري وغير بنت خويلد رحمها الله وقد فعل(12). وقال في خطبته المعروفة بالقاصعة: ولم يجمع بيت يومئذ واحد في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة(13). وروى المؤرخون والمحدثون من طرق عديدة بأسانيدهم عن عفيف الكندي قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطورها فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فبينما أنا عنده –وكان رجلاً تاجراً- وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس وارتفعت إذ جاء شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه وانتصب قائماً مستقبلها إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه، ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت من خلفهما، ثم ركع الشاب وركع الغلام وركعت المرأة، ثم خر الشاب ساجداً وخر الغلام وخرت المرأة فقال العباس لي: أتدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله أبن أخي، وهذا علي بن أبي طالب، وهذه خديجة بنت خويلد زوجة أبن أخي هذا – وأشار إلى النبي(صلى الله عليه و آله) - حدثنا أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما أسلم على وجه الأرض، وما عليها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة، قال: عفيف وقد أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ كنت ثانياً مع علي بن أبي طالب(14). وعلى كلٍ كانت خديجة بنت خويلد هي أول امرأة آمنت برسول الله(صلى الله عليه و آله) وصدقته وصلت معه بإجماع المسلمين أجمعين. فهي سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد(صلى الله عليه و آله) على حد تعبير النبي الصادق الأمين على ما روي عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله (صلى الله عليه و آله) فسمعته يقول: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد(صلى الله عليه و آله) (15).
نسبها وتاريخ حياتها وخديجة بنت خويلد قرشية أباً وأماً، فأبوها خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وفي قصي هذا تجتمع خديجة مع النبي(صلى الله عليه و آله) ، وهو من بني لوي بن غالب وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة وهو من بني لوي بن غالب أيضاً، وفي لوي تجتمع خديجة مع النبي(صلى الله عليه و آله) من جهة أمها. ومن هنا نعلم أن خديجة قد ولدت من والدين كليهما من أعرق الأسر في الجزيرة العربية، وينتهي نسبها مع النبي(صلى الله عليه و آله) إلى لوي بن غالب بن فهر. بالإضافة إلى شرف نسبها أنها كانت مفطورة على التدين وحسن السيرة وراثة وتربية، وكانت أيام الجاهلية تدعى: الطاهرة وسيدة نساء قريش(16). ولدت خديجة بمكة المكرمة قبل عام الفيل الذي ولد فيه النبي(صلى الله عليه و آله) بخمس عشرة سنة، تزوجها رسول الله(صلى الله عليه و آله) وعمرها أربعون سنة وعمر رسول الله(صلى الله عليه و آله) يومئذ خمس وعشرون سنة على الأشهر. وكان زواجه بها قبل البعثة بخمس عشرة سنة، فحينما بعث النبي(صلى الله عليه و آله) بالرسالة كان عمره الشريف أربعون سنة، وكان عمر خديجة خمساً وخمسين سنة، فبقيت مع النبي(صلى الله عليه و آله) قبل بعثته خمس عشرة سنة، وبعد البعثة عشر سنين، حيث قبضت سلام الله عليها في السنة العاشرة من البعثة في العاشر من شهر رمضان وعمرها يومئذ خمس وستون سنة، وعمر النبي(صلى الله عليه و آله) خمسون سنة(17) وهي أول امرأة تزوجها رسول الله(صلى الله عليه و آله) ولم يتزوج عليها مدة حياتها بالإجماع.
أزواجها وأولادها وكانت خديجة قبل زواجها برسول الله(صلى الله عليه و آله) قد تزوجت أولاً بأبي هالة. ويقال: اسمه هند، وقيل غير ذلك، وهو من بني تميم. وولدت له ولدين ذكرين هما ربيبا رسول الله(صلى الله عليه و آله) أحدهما هالة وقد أدرك الإسلام وأسلم، وله صحبة ذكر ذلك أبن عبد البر في (الاستيعاب) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة)(18). والثاني من أولاد خديجة من أبي هالة اسمه هند كأسم أبيه(19) وقد أدرك الإسلام أيضاً وأسلم وقد طالت صحبته، وكان فصيحاً بليغاً ووصافاً مجيداً وصف النبي(صلى الله عليه و آله) فأحسن في وصفه له وأتقن في حديث روته بعض الصحاح والسنن عن الإمام الحسن بن علي~ (20). وكان يقول: أنا أكرم الناس أباً وأماً وأخاً وأختاً. أبي رسول الله(صلى الله عليه و آله) وأمي خديجة وأخي القاسم وأختي فاطمة. ويقال: إن هند شهد بدراً مع النبي(صلى الله عليه و آله) وبعده لازم علياً أمير المؤمنين ~ حتى قتل شهيداً بين يديه يوم الجمل(21). ولما فجعت خديجة بزوجها أبي هالة، زوجها أبوها وعمها بعتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ولم تعقب منه، وما لبثت عنده إلا قليلاً حتى وافاه أجله. وكانت خديجة بعد ذلك قد أعرضت عن الزواج مع كثرة الخاطبين لها من أشراف قريش حتى سعدت أخيراً السعادة العظمى بزواجها من رسول الله(صلى الله عليه و آله) وبذلك أصبحت أماً للمؤمنين عامة، وأماً للأئمة الأطهار خاصة، وقد بارك الله في نسلها من جهة أبنتها سيدة نساء العالمين فاطمة وقد أجاد من قال: كان نسل النبي بنتاً فأضحى مثل نبت الربيع عّم البسيطا سبب زواجها برسول الله (صلى الله عليه و آله) وكان سبب زواجها برسول الله(صلى الله عليه و آله) على ما ذكر محمد بن عبد الملك بن هشام في كتابه (السيرة النبوية) نقلاً عن سيرة المؤرخ القديم محمد بن إسحاق أنه قال: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوماً تجاراً، فلما بلغها عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) ما بلغها من صدق حديثه، وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه، وعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً، وتعطيه من الربح أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، وأن يخرج مع غلام لها يقال له ميسرة فقبل رسول الله(صلى الله عليه و آله) منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام. راهب من رهبان النصارى يخبر ميسرة بنبوة النبي(صلى الله عليه و آله) فنزل رسول الله(صلى الله عليه و آله) في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان، فأطلع الراهب إلى ميسرة فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، قال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي. ثم باع رسول الله(صلى الله عليه و آله) سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد أن يشتري، ثم رجع قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة وأشتد الحر(22) يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعير، فلما قدم مكة على خديجة بما لها باعت ما جاء به من بضاعة فأضعف الربح، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه، وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامته، فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله(صلى الله عليه و آله) (23) فقالت له: يا بن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك (أي لشرفك في قومك وسامي منزلتك) وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، وكل شريف في قومها كان حريصاً على أن يتزوجها لو كان يقدر على ذلك، فلما قالت ذلك لرسول الله(صلى الله عليه و آله) ذكر هذا المعنى لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على أبيها خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها، وقيل الصحيح أن المزوج لها هو عمها عمرو بن أسد لأن أباها كان قد مات قبل ذلك(24). وقال ابن هشام، وأصدقها رسول الله عشرين بكرة وفي هذا الزواج المبارك الميمون أنشأ رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم يقول: هـنـيـئـاً مريئاً يا خديجة قـد جرى*** لك الــطـيـر فـيـما كان منك بأسعد تـزوجـت مــن خــير البرية كـلها*** ومن ذا الذي في الناس مثل محمد وقد بشر البرّان عيسى بن مريم*** وموسى بن عمران فيا قرب موعد اقـرت بـه الــكـتـاب قــدمـاً بـأنـه*** رسول من البطحاء هادٍ ومهتدِ(25)
أولاد رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة قال ابن إسحاق: فولدت خديجة لرسول الله(صلى الله عليه و آله) ولده كلهم إلا إبراهيم، وعدهم فقال: القاسم وبه كان يكنى، والطاهر، والطيب، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة والظاهر الذي عليه أكثر المؤرخين أن الطيب والطاهر لقبان لعبد الله بن النبي(صلى الله عليه و آله) من خديجة، وأنه لقب بهذين اللقبين الطيب والطاهر لولادته في الإسلام بعد البعثة(26). فأولاد رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة ستة، اثنان ذكران وهما القاسم وعبد الله، وأربع بنات هن زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة. وهذا ما عليه أكثر المؤرخين، وصرح به العلماء الأعلام من الفريقين الخاصة والعامة. وأولاد رسول الله(صلى الله عليه و آله) هؤلاء من خديجة، وإبراهيم من مارية القبطية كلهم قد ماتوا في حياة أبيهم ذكوراً وإناثاً ما عدا فاطمة الزهراء فقط، وذلك بإجماع المسلمين أجمعين. وقد شاء الله تعالى أن تكون ذرية النبي(صلى الله عليه و آله) الباقية ما بقي الدهر منحصرة أولاً من طريق خديجة دون غيرها من أزواجه كرامة لها، وثانياً منحصرة من طريق أبنتها فاطمة سيدة نساء العالمين دون غيرها من أولادها وأولاد غيرها، وقد أوحى الله إلى نبيه(صلى الله عليه و آله) أن يزوج فاطمة من علي دون غيره ممن خطبها لتكون الذرية الطاهرة منحصرة من طريق علي وفاطمة، وببقاء تلك الذرية كان بقاء الدين والإسلام والمسلمين إلى يوم القيامة. التحقيق في عدد بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة طالما يتساءل: هل أن زينب، وأم كلثوم، ورقية بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة؟ أم أنهن ربائب رسول الله(صلى الله عليه و آله) ؟ أي أنهن بنات خديجة من زوجها السابق أبي هالة أو عتيق بن عائذ. وربما قد نشأ هذا التساؤل من تشكيك وادعاء بعض الكتاب والمؤرخين استنادا إلى الاختلاف الوارد في تاريخ ولادتهن، وتاريخ ولادة خديجة وعمرها. وحتى إن بعض المؤلفين والخطباء المعاصرين نراهم يصرون ويؤكدون بكتاباتهم وخطاباتهم على أن رسول الله(صلى الله عليه و آله) لم يولد له من خديجة من البنات سوى فاطمة الزهراء(عليها السلام) وأنها وحيدة أبيها. والحق كما قلنا: أنها تشكيكات وأقوال مستندة إلى شبهات تاريخية بعيدة عن الحق والواقع. وحتى أن بعض المعاصرين أدعى أن جمعاً من أهل البحث والتنقيب من علماء المسلمين قالوا: إن خديجة كانت عذراء ولم يتزوجها أحد قبل رسول الله(صلى الله عليه و آله) وأن رقية وزينب كانتا أبنتا هالة أخت خديجة من أمها. وأخيراً يقول هذا المدعي: وهذا القول أقرب إلى التحقيق(27). وأقول مع احترامي لهذا القائل: إن هذا القول أقرب إلى التقليد لأفراد بنوا قولهم على جرف هارٍ لغفلتهم عن الأدلة الحقيقية وقد نبهنا على ذلك بعضهم. أما الحق الواقع أنهن بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة، وقولنا هذا مؤيد بنص القرآن المجيد وبالسنة المروية عن النبي(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته الأطهار، وصحبه الكرام، من طرق الخاصة والعامة وبالإجماع، والشهرة التاريخية الثابتة، ولعل الذين ينفون أنهن بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) غافلون عن تلك الأدلة وإليك بيانها مجملاً.
بنات رسول الله (صلى الله عليه و آله) في القرآن أولاً القرآن المجيد قال تعالى في سورة الأحزاب آية/ 59:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" فقوله تعالى "وبناتك" نص صريح على أن للنبي(صلى الله عليه و آله) بنات لا بنت واحدة، وكفى بهذا وحده دليلاً قاطعاً "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا" "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً" [النساء/87،122]. وربما يقال هنا: إن القرآن قد يعبر عن الفرد الواحد بصيغة الجمع، فقد يريد بقوله: وبناتك فاطمة فقط. وقد أشكل عليّ بعضهم بذلك، فالجواب نقول: نعم، قد يعبر القرآن عن الفرد بالجمع، ولكن ذلك إنما يكون لأسباب تقتضيها حكمة أو حكم إلهية تستوجب ذلك، مثل آية المباهلة: "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" [آل عمران/ 62]. وبالإجماع المراد من قوله (أبناءنا) الحسن والحسين فقط، (ونساءنا) فاطمة لا غير، (وأنفسنا) علي أمير المؤمنين وحده، ولكن إنما عبر عن الفرد والمثنى بالجمع هنا يريد أن يبين الله لعباده عظمة هؤلاء الذين باهل النبي(صلى الله عليه و آله) بهم نصارى نجران، وأنهم هم الذين يمثلون الأمة الإسلامية بكاملها في هذه المباهلة، وهم صفوتهم وخيرهم ويقومون مقامهم أجمعين من أبناء ونساء وأنفس كما قد يريد أيضاً أثبات انتساب الحسنين –الذين هما أبناء علي وفاطمة- إليه(صلى الله عليه و آله) وأنهما أبناؤه أيضاً، وأن فاطمة نساؤه، وعلياً نفسه، ولقد أجاد الأزري حيث يقول: وهو في آية التباهل نفــ س المصطفى ليس غيره إيّاها وهكذا يعبر القرآن عن الفرد بصيغة الجمع لحكم في آيات عديدة ليس هذا مقام سردها وسرد الأسباب الحكيمة فيها(28). أما هذه الآية من سورة الأحزاب فلا حكمة فيها تستوجب التعبير بالجمع عن الفرد، إذ هي آية من آيات الأحكام التي هدفها ذكر وجوب الحجاب على النساء من أزواج النبي(صلى الله عليه و آله) وبناته ونساء المؤمنين لا غير. ويؤيد ذلك ما صرح به أمير المؤمنين~ في بعض خطبه التي خطبها بعد انقضاء حرب النهروان، جاء فيها قوله~: وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين، فاطمة التقية النقية، المبرة المهذبة، حبيبة حبيب الله، وخير بناته وسلالته…الخ. فقوله~: (وخير بناته وسلالته) صريح بأن لرسول الله(صلى الله عليه و آله) بنات لا بنت واحدة، وأن فاطمة أفضلهن. والخطبة رواها الأجلاء من علمائنا، وسنذكرها كلها في أخر الكتاب بنصها ومصادرها بعون الله. بنات النبي (صلى الله عليه و آله) في الحديث والسنة ثانياً السنة عن النبي(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته الأطهار وصحبه الكرام، فقد جاءت النصوص بذلك صريحة وصحيحة من طرق الفريقين ومنها ما رواه شيخنا الصدوق في (الخصال) بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ~ أنه قال: ولد لرسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة القاسم والطاهر وهو عبد الله، وأم كلثوم، وزينب، ورقية، وفاطمة، تزوج علي بن أبي طالب ~ فاطمة (عليها السلام) وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله(صلى الله عليه و آله) رقية، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو رجل من بني أمية زينب(29). وولد لرسول الله(صلى الله عليه و آله) إبراهيم من مارية القبطية وهي أم إبراهيم أُم ولد(30). وروى شيخنا الصدوق أيضاً في (الخصال) بسنده عن عمرو ابن أبي المقدام عن أبيه عن أبي عبد الله ~ أنه قال: دخل رسول الله(صلى الله عليه و آله) منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لأمك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا. فسمع (أي رسول الله(صلى الله عليه و آله)) مقالتها لفاطمة ولما رأت فاطمة أباها بكت فقال لها ما يبكيك يا بنت محمد؟ قالت: ذكرت أمي فأنتقصتها فبكيت، فغضب رسول الله(صلى الله عليه و آله) ثم قال: مه يا حميراء فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً وهو عبد الله وهو المطهر، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب، وأنتِ ممن أعقم الله رحمها فلم تلدي شيئاً.(31) وجاء في حديث عن حذيفة بن اليمان عن النبي(صلى الله عليه و آله) رواه الكثير من الخاصة والعامة وفيه يقول(صلى الله عليه و آله): هذا الحسين بن علي خير الناس خالاً وخير الناس خالة، خاله القاسم بن محمد رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخالته زينب بنت محمد(صلى الله عليه و آله).(32) وجاء في حديث آخر رواه أيضاً الكثير من الخاصة والعامة بأسانيدهم عن هارون الرشيد عن آبائه عن ابن عباس عن النبي(صلى الله عليه و آله) ومن جملة ما جاء فيه قوله(صلى الله عليه و آله): يا أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالاً وخالة، قالوا: بلا يا رسول الله، قال: الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه و آله) وفي نص: وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله).(33) روى الكليني في الكافي، وأبن شعبة في تحف العقول مسنداً عن أبي بصير عن أحدهما ~ قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): ألحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مضعون وأصحابه، قال: وفاطمة (عليها السلام) على شفير القبر، تنحدر دموعها في القبر، ورسول الله(صلى الله عليه و آله) يتلقاه (أي يحفظ دموعها) بثوبه قائماً يدعو، وقال: إني لأعرف ضعفها وسألت الله عز وجل أن يجيرها من ضمة القبر. نقل الحديث عن الكافي المجلسي في البحار ج6 ص266، وفي الحاشية عن تحف العقول لأبن شعبة ج1 ص66. وقالت فاطمة (عليها السلام) في وصيتها لأمير المؤمنين: يا بن عم رسول الله(صلى الله عليه و آله) أوصيك أولاً أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامة فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لا بد لهم من النساء.(34) إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة. بناته (صلى الله عليه و آله) فيما أجمع عليه المؤرخون ثالثاً الإجماع وقد نص عليه ابن عبد البر المالكي في الاستيعاب ج4 ص272 قال ما نصه: وأجمعوا أنها (أي خديجة) ولدت له(صلى الله عليه و آله) أربع بنات كلهن أدركن الإسلام وهاجرن وهن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم، وأجمعوا أنها ولدت أبناً يسمى القاسم وبه كان(صلى الله عليه و آله) يكنى ….الخ. وقال توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) ص104: لا خلاف في أن جميع أولاد رسول الله(صلى الله عليه و آله) من السيدة خديجة ما عدا إبراهيم، واختلفوا في عدد الذكور منهم، وذكر بناته(صلى الله عليه و آله) الأربع بأسمائهن ونقل بعد كلامه هذا نص ابن عبد البر في (الاستيعاب) على الإجماع في أنهن بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة. بناته (صلى الله عليه و آله) فيما أشتهر عند الصحابة والتابعين والمؤرخين ومن هنا اشتهر عند الصحابة والقرابة والتابعين والمؤرخين قديماً وحديثاً إن أولاد رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة هم القاسم والطاهر واسمه عبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. وروى الحاكم في (المستدرك) ج3 ص161 بسنده عن مقسم عن ابن عباس أنه قال: ولدت خديجة (رض) لرسول الله(صلى الله عليه و آله) غلامين وأربع نسوة، القاسم وعبد الله وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب. وقول ابن عباس هذا معروف عند المؤرخين، وروى ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج4 ص274 عن الواقدي من حديث نفيسة التي كانت رسولة خديجة إلى النبي(صلى الله عليه و آله) عندما رغبت في زواجها به، قالت نفيسة: فولدت له القاسم وعبد الله وهو الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام، وبناته الأربع، فكان من ولدته ستة، وكانت قابلتها سلمى مولاة صفية وكانت تسترضع لولدها….الخ. وروى ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج4 ص273 عن الزبير بن العوام بن خويلد، وهو ابن أخ خديجة وخديجة تكون عمته يقول: إن أولاد رسول الله (صلى الله عليه و آله) من خديجة هم ستة وعدهم ذكوراً وإناثاً ونقله أيضاً توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) ص105 عن السهيلي في (روض الأنف) وهكذا ورد عن قتادة التابعي أن خديجة ولدت له(صلى الله عليه و آله) غلامين وأربع بنات، ويذكرهن راجع (الاستيعاب) ج4 ص283. وقال الطبرسي في (إعلام الورى) ص146: وإنما ولد له(صلى الله عليه و آله) منها أي من خديجة (ابنان، وأربع بنات، زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة…الخ. وروى ابن شهرآشوب في (المناقب) ج3 ص323 والمجلسي في (البحار) ج43 ص37: أن بزل أو بديل الهروي سأل الحسين بن روح (وهو السفير الثالث) للإمام المهدي (عج) فقال له: كم بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) ؟ فقال أربع، فقال أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة، قال: ولم صارت فاطمة أفضل وكانت أصغرهن سناً وأقلهن صحبة لرسول الله (صلى الله عليه و آله) ؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله (صلى الله عليه و آله) ونسل رسول الله (صلى الله عليه و آله) منها ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها. وقال السيد المرتضى عند استعراضه أفضلية فاطمة على أخواتها: التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص ويقين ونية صافية ولا يمتنع من أن تكون فاطمة (عليها السلام) قد فُضلت على أخواتها بذلك. ويعتمد على أنها (عليها السلام) أفضل نساء العالمين بإجماع الأمامية، وعلى أنه قد ظهر من تعظيم الرسول(صلى الله عليه و آله) لشأن فاطمة وتخصيصها من بين سائرهن ما ربما لا يحتاج إلى استدلالٍ عليه (المصدرين السابقين). وجاء في بعض أدعية شهر رمضان: اللهم صل على رقية وأم كلثوم بنتي نبيك والعن من آذى نبيك فيهما (مفتاح الجنات) ج3 ص227. والخلاصة: إن فاطمة هي وحيدة أبيها فضلاً وسيادة ولا تقاس بأخواتها ولا بغيرهن من نساء العالمين أجمعين أما أنها وحيدة أبيها نسباً فهذا ما لا صحة له مؤكداً بحكم تلك الأدلة والله العالم. العلة في موت أولاد رسول الله (صلى الله عليه و آله) في حياته ما عدا فاطمة ولعل من الأدلة – على أن زينب وأم كلثوم ورقية بنات رسول الله(صلى الله عليه و آله) من خديجة ومن صلبه – هو أن الله جل وعلا شأنه أن يتوفاهن ويمتهن في حياة أبيهن الرسول الأعظم وما أبقى له من ذريته غير فاطمة، وذلك بإجماع المسلمين أجمعين وأمره سبحانه أن يزوجها من علي أمير المؤمنين دون غيره ممن خطبها من كبار أصحابه لتكون من جهة هي وريثته الوحيدة دون غيرها من أخواتها اللاتي توفاهن أيام حياة أبيهن، ومن جهة أخرى أن تكون ذريته الخالدة ما خلد الدهر أيضاً منها دون غيرها من أخواتها، ومن علي أمير المؤمنين~ دون غيره. كما قال(صلى الله عليه و آله): ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من ابنتي فاطمة وأخي علي. وهكذا أمات الله أبناءه الثلاثة القاسم والطاهر وإبراهيم في حياته ليكون علي أمير المؤمنين هو القائم مقام رسول الله(صلى الله عليه و آله) من بعده وخليفته على أمته دون أبنائه الصلبيين. والله كما أثنى على نفسه –في تدبير لعباده- بقوله تعالى "كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ" [الرحمن/ 30].
خديجة أفضل أمهات المؤمنين كان رسول الله(صلى الله عليه و آله) يفضل خديجة على كافة أزواجه من جهات عديدة توجب عليه ذلك التفضيل وهي كونها أم أولاده، ومنها أنحصر بقاء ذريته بالإضافة إلى كونها أول امرأة آمنت به وصدَّقته وصلّت معه كما مر تحقيقه. ثم ما كانت تقوم به من تفريج همومه وتسليته حتى قال ابن إسحاق: كان رسول الله(صلى الله عليه و آله) لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍ عليه، وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة (رضي الله عنها) إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس، وما زالت على ذلك حتى لحقت بربها.(35) ثراؤها وبذلها الأموال لنشر الدعوة الإسلامية ثم ما بذلته من أموالها الطائلة في سبيل نشر دعوته الحقة، الأمر الذي اشار إليه القرآن المجيد وجعله نعمة عظمى أنعم الله بها عليه بقوله مخاطباً له "وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى" [الضحى/ 8]. فقد ذكر الكثير من المفسرين أن المراد من هذه الآية الكريمة: أي وجدك فقيراً فأغناك بأموال خديجة أولاً، وبالغنائم الكثيرة وغيرها، ثانياً وحتى ورد أنه: إنما قام الإسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب.(36)
مكانتها عند النبي (صلى الله عليه و آله) ولذلك وغير ذلك كان رسول الله(صلى الله عليه و آله) يرى لخديجة المكانة العظمى والمنزلة السامية ويظهر لها ذلك في حياتها، وأظهر ذلك بعد وفاتها مما لم يظهر تلك المنزلة لواحدة من أزواجه. حتى روت الصحاح والسنن والمسانيد والمؤرخون والمحدثون عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: كان رسول الله(صلى الله عليه و آله) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى أهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أبدلني خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء. ووردت بهذا المعنى عن عائشة، وعن غيرها أحاديث كثيرة تؤيد بعضها بعضاً.(37)
مكانتها عند الله تعالى وما كانت هذه المنزلة السامية لخديجة عند رسول الله(صلى الله عليه و آله) لمجرد عاطفة، وميلان نفسي، بل إنما كانت باستحقاق لتفردها عن جميع نساء زمانها في اتصافها بكل فضل وفضيلة. إذ من المعلوم أن النبي(صلى الله عليه و آله) لا يحابي أحداً، ولا يعطي المنزلة السامية إلا لمن يستحقها، ومنزلتها هذه عند النبي(صلى الله عليه و آله) الصادق الأمين مستمدة من منزلتها الرفيعة عند الله تعالى وعظيم مقامها لديه، حتى أن الله تعالى بعث إليها سلاماً خاصاً على لسان النبي(صلى الله عليه و آله) . فقد روى العياشي في تفسيره من طرق عديدة عن أبي جعفر الباقر~ أنه قال: حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: إن جبرئيل قال لي ليلة الإسراء حين رجعت وقلت يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام، وأنها قالت حين أبلغها رسول الله(صلى الله عليه و آله) السلام من الله وجبرئيل: إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام.(38)
رب العزة يبعث السلام مراراً إلى خديجة ويظهر من الأخبار أن الله بعث إليها السلام مراراً عديدة لا مرة واحدة، فقد روى ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) نقلاً عن (صحيح مسلم) من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) أتاني جبرئيل فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها من ربها السلام ومني. وروى العسقلاني أيضاً بمعناه عن أبي السني عن خديجة نفسها وقال: أخرجه النسائي، والحاكم من حديث أنس.(39) وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) وروي من وجوه أن النبي(صلى الله عليه و آله) قال يا خديجة أن جبرئيل يقرؤك السلام، ثم قال: وبعضهم يروي هذا الخبر أن جبرئيل قال: يا محمد أقرأ على خديجة من ربها السلام. فقال النبي (صلى الله عليه و آله) يا خديجة هذا جبرئيل يقرؤك السلام من ربك. فقالت خديجة: الله هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام.(40) بيتها في الجنة وصفته ومن عظيم منزلتها عند الله تعالى أنه بشرها على لسان رسوله(صلى الله عليه و آله) فيما أوحاه إليه ببشارة خاصة ببيت لها في الجنة. وقد اشتهر ذلك واستفاض، وجاء مروياً في الصحاح، والسنن والمسانيد، واللغة من طرق الفريقين عن عدة من الصحابة والقرابة عن عائشة وعن خديجة نفسها، وعن أبي هريرة، وعن عبد الله بن جعفر الطيار، وعن عبد الله بن أبي أوفى، وأكثرهم أرسلوه إرسال المسلمات. قال ابن حجر في (الإصابة): وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله(صلى الله عليه و آله) بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. ورواه من طريق آخر عن خديجة نفسها. وقال: أخرجه ابن السني بسند له، كما رواه أحمد بن حنبل في (مسنده) بسنده من طرق منها عن عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن أبي أوفى، أنهما قالا: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.(41) وجاء في تفسير الحديث: القصب ما كان مجوفاً كالأنابيب، ومستطيلاً مكوناً من ذهب ومرصعاً بالجوهر والدر الرطب والزبرجد الرطب، أو يكون من الجوهر ومرصع بأنواع الدر والزبرجد والياقوت. والصخب: هو شدة الصوت من الضجة واضطراب الأصوات والتصايح، والنصب هو العناء والتعب. ولقد نظم الحديث الحر العاملي صاحب (الوسائل) في منظومته حيث قال: زوجـاته خــــديــــجة وفــــضـــلــــها لهــا من***أبان عــــــنه بذلها وفـــعـــلها لا صخب فيه الجـنة بيت من قصب وهذه صورة لفظِ الخبر*** لها ولا نصب عن النبي المصطفى المطهر وبالإجماع خديجة كما عبر عنها النبي(صلى الله عليه و آله) بقوله: خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران.(42) وهذا الحديث روته الصحاح والسنن، ويقول بعض الشراح: إن الضمير في قوله (خير نسائها) يعود إلى الأرض (أي خير نساء الأرض) وفسروه بأن كلاً من مريم وخديجة هي خير نساء الأرض في زمانها وعصرها.(43) وفاتها ووصاياها وما زالت خديجة قائمة في شؤون رسول الله(صلى الله عليه و آله) باذلة له كل ما تقدر عليه من الخدمة، ومشاركة له في جهاده وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه القويم، ومواسية له في كافة المحن والنوائب حتى لحقت بربها صابرة مجاهدة ومؤازرة مواسية. وكانت وفاتها في السنة العاشرة من البعثة في اليوم العاشر من شهر رمضان. على ما نص عليه السيد محسن العاملي في كتابه (مفتاح الجنات) ج3 ص256. روى أخطب خوارزم الحنفي في كتابه (مقتل الحسين) ج1 ص28 بسنده حديثاً طويلاً يتضمن دخول رسول الله(صلى الله عليه و آله) على خديجة حينما حضرتها الوفاة وما بشرها به(صلى الله عليه و آله) من البشائر العديدة التي ستقدم عليها ونحن نذكره مختصراً، قال: دخل رسول الله(صلى الله عليه و آله) على خديجة بنت خويلد امرأته وهي في حال الموت: فشكت إليه شدة كرب الموت فبكى رسول الله(صلى الله عليه و آله) ودعا لها، ثم قال لها: إقدمي خير مقدم يا خديجة أنت خير أمهات المؤمنين وأفضلهن وسيدة نساء العالمين إلا مريم، وآسية امرأة فرعون، أسلمتك يا خديجة على كره مني وقد جعل الله للمؤمنين بالكره خيراً كثيراً، إلحقي يا خديجة بأُمك حواء في الجنة، وبأُختك سارة أُم إسحاق التي آمنت بالله جل جلاله… إقدمي يا خديجة على أختك أم موسى وهارون التي ربط الله على قلبها بالصبر لتكون من المؤمنين، وأوحى الله إليها كما أوحى إلى الأنبياء والمرسلين…. وإقدمي على أختك كلثم بنت عمران أخت موسى وهارون….وإقدمي على أختيك يا خديجة على آسية ومريم لا مثيل لهما من نساء العالمين، وقد جعلهما الله مثلاً للذين آمنوا من الرجال والنساء يقتدي بهما كل مؤمن ومؤمنة. وإن ربي زوجنيهما ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى فهما ضراتك يا خديجة….فضحكت خديجة وهي ثقيلة بالموت وقالت له: هنيئاً لك يا رسول الله بارك الله لهما فيك وبارك الله لك فيهما، الحمد لله الذي أقر عينيك بهما، وما هما ضرتاي يا رسول الله لأنه لا غيرة بيننا ولكنهما أختاي فقال النبي(صلى الله عليه و آله): هذا والله الحق المبين وتمام اليقين والفضل في الدين….الخ. وروى المازندراني الحائري في كتابه (شجرة طوبى) ص22 ج2 مرسلاً قال: ولما أشتد مرض خديجة قالت: يا رسول الله إسمع وصاياي: أولاً فإني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله، قال(صلى الله عليه و آله) حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيراً فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقد بذلت أموالك وصرفت في سبيل الله جميع مالك. ثم قالت يا رسول الله الوصية الثانية أوصيك بهذه وأشارت إلى فاطمة فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش. وأما الوصية الثالثة فإني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فإني مستحية منك يا رسول الله، فقام النبي(صلى الله عليه و آله) وخرج من الحجرة، فدعت فاطمة وقالت لها: يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك: إن أمي تقول أنا خائفة من القبر. أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي عليك تكفنني فيه فقالت ذلك لأبيها فسلم النبي(صلى الله عليه و آله) الرداء إلى فاطمة وجاءت به إلى أمها فاسترت به سروراً عظيماً. فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله(صلى الله عليه و آله) في تجهيزها وغسلها وحنطها فلما أراد أن يكفنها هبط عليه الأمين جبرئيل وقال: يا رسول الله إن الله يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك: إن كفن خديجة من عندنا فإنها بذلت مالها في سبيلنا، ودفع إليه كفناً جاء به من الجنة، فكفنها رسول الله (صلى الله عليه و آله) بردائه الشريف أولاً وبما جاء به جبرئيل ثانياً. فكان لها كفنان كفن من الله وكفن من رسول الله(صلى الله عليه و آله).
|
1- (مجمع البيان) ج5 ص217. 2- راجع المصدر السابق. 3- (مفاتيح الغيب) ج8 ص45. 4- راجع كتابنا (قبس من القرآن) ص15 تحت عنوان عدد الأنبياء والمرسلين. 5- سنذكر في هذه المجموعة بعض الأخبار الصريحة في اختيار الله لمحمد وآله (ص) تحت عنوان (سيادة فاطمة وأهل البيت). 6- راجع الآبيات في (الكلمة الغراء) لآية الله شرف الدين المطبوعة مع (الفصول المهمة) ص229 ط الرابعة. 7- راجع (البحار) ج23 باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة (ع) ص212-228 فانه ذكر في هذا الباب ما يدل على هذا المعنى من بعض الآيات القرآنية والأخبار الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته، وفي بعض تلك الأخبار أن الآية الكريمة "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا" نازلة في خصوص آل محمد (ص) وذريته وأنهم هم الذين قسمهم الله تعالى إلى ثلاثة أقسام. وهم الظالم لنفسه منهم وهو الذي لا يعرف حق الإمام. والمقتصد منهم الذي عرف حق الإمام، والسابق بالخيرات وهو الإمام نفسه. وهناك قول آخر وهو أن الأقسام الثلاثة يعود الضمير فيها إلى مجموع عباد الله من هذه الأمة وقد أختار هذا القول السيد المرتضى وأن منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات، وهم الأئمة أورثهم الكتاب بعد النبي(ص) واصطفاهم. وعلى كلٍ الذي لا خلاف فيه بإجماع الشيعة الإمامية، والثابت في روايات أهل البيت المستفيضة هو أن الذين أورثهم الكتاب واصطفاهم، وسبقوا غيرهم بالخيرات بعد النبي(ص) هم الأئمة (ع) راجع تفسير الآية في (الميزان) ج17 ص43-50. 8- راجع تلك المحاجة بتفصيلها في كتاب (عيون أخبار الرضا) لشيخنا الصدوق ج1 ص228 إلى ص240 باب 23. كما ذكرها في كتابه (الامالي) المجلس 79 ص312-319. وقد نقلها عن العيون للصدوق الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص43-46 باب 5. 9- أمير المؤمنين (ع) أول من آمن وصلى وتحقيقه. كون علي أمير المؤمنين (ع) أسبق الناس زمناً، إسلاماً وإيماناً وصلاة مع النبي(ص) مما لا مجال للشك فيه، وهو من الأمور الواضحة والمتسالم عليها من الناس جميعاً من صحابة وتابعين وباحثين ومؤرخين وان أردت التحقيق في هذا الموضوع والوقوف على بعض أدلته الصحيحة والصريحة فعليك بكتاب (الغدير) للأميني في الكثير من أجزائه الأحد عشر وبالأخص ج3 ط النجف ص191-213 فانه: في هذا الجزء اثبت بالأرقام سبق علي (ع) إلى الإسلام، في نقاشه لأبن كثير الدمشقي صاحب التاريخ المعروف بالبداية والنهاية، ومن جملة ما ذكره مائة كلمة للنبي (ص) وعلي والحسن والصحابة والتابعين في سبق إسلام علي أمير المؤمنين (ع). 10- (الدر المنثور) ج6 ص154. وقد ذكرنا حديث سباق الأمم ثلاثة، وأنهم هم الصديقون وأن علياً أفضلهم، في الموضوع الأول المتقدم في (آسية بنت مزاحم) تحت عنوان (مصادر حديث الصديقون ثلاثة) وهو من الأحاديث الشهيرة المروية عن النبي (ص) وأهل بيته وأصحابه. فراجع مصادره وهي كثيرة. ولعلي (ع) محاجة طويلة على جماعة من الصحابة من المهاجرين والأنصار استعرض فيها بعض مآثره وخصائصه جاء فيها قوله (ع) أنشدكم الله أتعلمون أن الله فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله أحد من هذه الأمة؟ فقالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم الله أتعلمون حين نزلت "والسابقون السابقون.أولئك المقربون" وقد سئل عنها رسول الله (ص) فقال أنزلها الله تعالى ذكره فخراً لأنبيائه وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي وأفضل الأوصياء قالوا: اللهم نعم…الخ. ذكر هذه المحاجة الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) ج1 باب 58 بسنده، ونقلها عنه الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص114. كما نقلها عنهما وعن مصادر أخرى الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص72. 11- الأبيات من قصيدة عصماء لشاعر أهل البيت (ع) وهو سفيان بن مصعب العبدي الكوفي راجع قصيدته وترجمته وبعض أشعاره في كتاب (الغدير) ج2 ص262-295 ط النجف. 12- (البحار) ج16 ص2. 13- شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج3 ص250. 14- راجع (الاستيعاب) لأبن عبد البر المالكي وقد أخرجه من أربعة طرق وفي ج3 ص163-165 في ترجمه عفيف كما ذكره عن بعض طرقه في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ج3 ص32، وعلق عليه في ص163 بقوله: حديث حسن جداً. ورواه من بعض طرقه محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) ج2 ص209. ورواه النسائي في (خصائص أمير المؤمنين) ص3 والطبري في تاريخه ج2 ص212. وابن الأثير في كامله ج2 ص22، والحلبي في السيرة الحلبية ج1 ص288، و(عيون الأثر) ج1 ص93. وقد نقلنا المصادر الأخيرة الخمسة عن كتاب (الغدير) ج3 ص198 للشيخ الأميني. 15- راجع (مستدرك الصحيحين) للحاكم ج3 ص184 وكذا في التلخيص للذهبي بحاشية المستدرك. 16- راجع (السيرة النبوية) لابن هشام ج1 ص1 وص205 ط حجازي بالقاهرة والاستيعاب ج4 ص271 و(الإصابة) ج4 ص273. و(أهل البيت) ص74 و(مقتل الحسين) للخوارزمي ج1 ص31. 17- راجع المصادر السابقة. 18- (الاستيعاب) ج3 ص587 و(الإصابة) ج3 ص562 وحديث الشهر عدد (1) للعلائلي ص35. 19- كانت العرب أيام الجاهلية تضع أسماء الإناث للذكور وقاية من الحسد كهند وهالة، وزائدة وورقة وأمثال ذلك كثير. 20- راجع وصفه للنبي (ص) في (أعيان الشيعة) ج2 ط الثالثة ص20 نقلاً عن كتاب (الطبقات) لأبن سعد، وغيره وراجع (مكارم الأخلاق) للطبرسي في أوله الباب الأول ص9، وراجع (عيون أخبار الرضا) للصدوق ج1 ص316 ونقله عنه المجلسي في البحار ج16 ص148. 21- راجع (الاستيعاب) ج3 ص568 والإصابة ج3 ص578. 22- الهاجرة في القيظ من زوال الشمس إلى العصر. 23- يذكر المعلق على حاشية (سيرة ابن هشام) تفصيل إرسال خديجة إلى النبي (ص) امرأة يقال لها نفيسة بصورة خفية عن أهلها، وما دار بينه وبينها بواسطة نفيسة حتى تم الزواج المبارك الميمون فراجع. 24- راجع (سيرة ابن هشام) ج1 ص203 وص204 نقلاً عن محمد بن إسحاق (وكشف الغمة) للأربلي ج2 ص138 عن ابن عباس نقلاً عن كتاب (معالم العترة) لعـبد= =العزيز الجنابذي الحنبلي والبحار للمجلسي ج16 ص8و19 نقلاً عن المصدر السابق وعن سيرة ابن إسحاق، وعن الواقدي. 25- راجع (فروع الكافي) ج2 ص19، على ما نقله عنه المجلسي في (البحار) ج16 ص15. 26- راجع (الخصال) للصدوق ج2 ص404 –405، و(البحار) للمجلسي ج22 ص151 باب عدد أولاده، وج16 ص3 باب تزويجه (ص). 27- راجع: قول المعلق على كتاب (أنوار النعمانية) ج1 ص81. 28- ذكرنا في كتابنا (طبقات الناس في العلم والعمل) تحت عنوان (بيان مهم في نزول الآيات النازلة في علي (ع) وعمله الصالح) بصيغة الجمع دون المفرد لأسباب حكيمة من المحاضرة الثانية عشر. 29- هكذا ورد في الأصل، والصواب أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف على ما ذكر ذلك أبن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج4 ص121 وغيره في غيره، فهو أبن عم أمية لا من بني أمية، ولعل ما ورد من نسبته إلى بني أمية في هذا الحديث إنما هو من باب الأدراج المعروف عن المحدثين. وهو الإضافة من الراوي على جهة التفسير، والله العالم. 30- (الخصال) ج2 ص404 باب السبعة ونقل المجلسي عنه في (البحار) الحديث الأول ج22 ص151 باب عدد أولاده (ص) وعن كتاب قرب الإسناد أيضاً والحديث الثاني في ج16 ص3 باب تزويجه، وذكر الحديث الحائري في (شجرة طوبى) ج2 ص21. 31- المصدر السابق. 32- راجع الحديث بكامله ومصادره في ما يأتي تحت عنوان حديث آخر لحذيفة في سيادة فاطمة وأهل البيت. 33- سيأتيك الحديث بكامله وطرقه ومصادره تحت عنوان (أحاديث ابن عباس في سيادة فاطمة وأهل البيت) وتحت عنوان حديث زيد بن ثابت في سيادة فاطمة وأهل البيت (ع). 34- راجع (روضة الواعظين) للفتال النيسابوري ص151 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص192. وقال ابن شهرآشوب في (المناقب) ج3 ص362: وأوصت إلى علي بثلاث: أن يتزوج بابنة أختها أمامة لحبها أولادها. وأن يتخذ لها نعشاً لأنها كانت رأت الملائكة تصور صورته، ووصفته له، وأن لا يشهد أحد جنازتها ممن ظلمها وأن لا يترك أن يصلي عليها أحد منهم. ونقله عنه المجلسي في البحار ج43 ص182. 35- راجع (الإصابة) ج4 ص273 وكتاب (أهل البيت) لتوفيق أبو علم ص102 و(الاستيعاب) ج4 ص275 و(البحار) ج16 ص10 و(كشف الغمة) لعلي بن عيسى الأربلي ج2 ص137. 36- راجع (أعيان الشيعة) للسيد محسن الأمين ج2 ص14 و(شجرة طوبى) للمازندراني ج2 ص20 وقد نسبه إلى النبي (ص) أنه قال: ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين مال خديجة وسيف علي ابن أبي طالب. 37- راجع (الاستيعاب) لأبن عبد البر في أحوال خديجة ج4 ص278، و(الإصابة) لابن حجر العسقلاني ج4 ص275، وفي معناه أحاديث كثيرة أخرجها البخاري في (صحيحه) ج5 ص48 ط مصر مصطفى البابي الحلبي، ومسلم في (صحيحه) باب فضائل خديجة. والترمذي في (سننه) ج13 ص52 باب فضائل خديجة. وذكره السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه (المراجعات) ص248، كما تراه في كتاب (أهل البيت) لتوفيق أبو علم ص100، و(البحار) ج16 ص12، و(كشف الغمة) للأربلي ج2 ص138 وص134 نقلاً عن (مسند أحمد) وعن كتاب (معالم العترة) ورواه أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) ج1 ص27-28 الفصل الثاني، وسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص313، والشيخ محمد الصبان في (اسعاف الراغبين) ص90 وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص132، والقندوزي في (ينابيع المودة) ص170-171 وص262. 38- راجع (تفسير العياشي) ج2 ص229 في تفسير سورة الاسراء، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج16 ص7 وكذا في تفسير (البرهان) ج2 ص140 حاشية تفسير العياشي. 39- راجع (الإصابة) ج4 ص274 وص275 نقلاً عن (صحيح مسلم) ج2 باب فضائل خديجة ونقلاً عن أبي السني والنسائي والحاكم. 40- راجع (الاستيعاب) ج4 ص275، و(اهل البيت) ص102، و(البحار) ج16 نقلاً عن ابن هشام و(كشف الغمة) ج2 ص134 وص138 ونقلاً عن أحمد بن حنبل في مسنده وعن ابن هشام في سيرته والبخاري في صحيحه ج5 ص48 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر وقد رواه من طرق عديدة عن أبي هريرة وغيره، ورواه أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) ج1 ص26 والقندوزي من طرق عديدة ص170 في الينابيع. 41- راجع (الإصابة) ج4 ص274 و(كشف الغمة) للأربلي ج2 ص133 وص134 و(البحار) ج16 ص7-8 نقلاً عن الصحيحين البخاري ومسلم في صحيحه ج2 ص370 باب فضائل خديجة، ومسند أحمد بن حنبل ج3 ص197 وابن السني والجواهري، والطريحي في (مجمع البحرين) ص128 و(القاموس) ج1 ص117، و(شجرة طوبى) للمازندراني ج2 ص20 ورواه البخاري في صحيحه ج5 ص48 ط الحلبي بمصر من طرق عديدة عن عائشة، وعن أبي هريرة، وعن عبد الله بن أبي أوفى. ورواه أخطب خوارزم الحنفي ج1 ص26 في (مقتل الحسين) عن طرق ومن جملتها عن علي أمير المؤمنين (ع) والحاكم في (المستدرك) ج3 ص184 عن عبد الله بن جعفر، ونص على صحته، وكذلك الذهبي في تلخيصه. ورواه أيضاً عن عائشة وأبي هريرة. وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص313. والشيخ محمد الصبان في= =(اسعاف الراغبين) ص90 وقال: قال الحلبي: أي من درة مجوفة ليس فيه صوت ولا تعب. ورواه الخوارزمي في (المناقب) ص254 ضمن حديث في تزويج رسول الله (ص) فاطمة من علي (ع). ورواه القندوزي في (ينابيع المودة) ص170، نقلاً عن (جمع الفوائد) عن الشيخين. والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص213. عن أبي هريرة. والترمذي في (سننه) ج3 ص252 ط الصادي عن عائشة. 42- (الإصابة) ج4 ص274-275 نقلاً عن (صحيح البخاري) ج5 ص47، و(صحيح مسلم) ج2 ص370 باب فضائل خديجة. وراجع (كشف الغمة) للأربلي ج2 ص133 نقلاً عن (مسند أحمد بن حنبل) وتجده في (مسنده) ط دار المعارف بمصر سنة= =1366هـ 1947م ج2 ص56 رقم 640 وص938، وص251 رقم 1109 وص289 رقم 1211 بشرح أحمد محمد شاكر. و(البحار) للمجلسي ج16 ص7 نقلاً عن المصدرين السابقين (كشف الغمة) و(المسند) عن علي أمير المؤمنين (ع) ورواه السيوطي في (الدر المنثور) ج2 ص23 عن كل من ابن أبي شيبة، والبخاري ومسلم والترمذي، ج13 ص253 والنسائي، وأبن جرير، وابن مردويه، عن رسول الله (ص). ورواه الحاكم في (المستدرك) ج3 ص184 ورواه سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص313. وأخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص25 وقال اتفق الشيخان على صحته والحديث أيضاً في جامع أبي عيسى (أي الترمذي). 43- راجع (شرح الكرماني) لصحيح البخاري ج14 ص76 باب (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك). |