المقَدمة |
الحمد لله حمداً كثيراً كما يرضى، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله الطاهرين سادات الورى. وبعد: انقضت سنوات وأنا أُحدِّث نفسي أن أقوم بتأليف كتاب يتضمن ما تيسَّر من حياة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء، عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصلاة والسلام. كنت أشعر بضرورة هذا العمل، وكانت رغبتي ملحَّة جداً، وذلك لما كنت أجده من النقص الذي يشبه الفراغ في المكتبة العربية والإسلامية بالنسبة لهذه الشخصية. ولا أقصد - بكلامي هذا - انتقاصَ الكتب والمؤلفات التي دوّنت حول ترجمة سيدة نساء العالمين، بل أقصد أن تلك المؤلفات - القديمة منها والحديثة - لا تسد الحاجة، ولا تملأ الفراغ الذي يشعر به كل من يريد الإطلاع على حياة السيدة الزهراء (عليها السلام). وتلك المؤلفات لا تفي بالغرض، بل هي دون مقام السيدة فاطمة الزهراء ولا تؤدِّي ما تستحقه شخصية عزيزة رسول الله وأحب الناس إليه، لأن شخصية الصدِّيقة الطاهرة تستوجب التنويه والإشادة بها أكثر وأكثر من هذا. ولا أدَّعي أنني أستطيع النهوض بهذا العبء الثقيل واستيفاء الغرض، وتحصيل الغاية كما ينبغي، بل أعترف بالعجز والقصور الملازمين لفكري ولساني وقلمي. وهكذا انقضت الأيام والأعوام، والهواجس تعاودني بين فترة وأخرى وهناك العوائق التي تحول دون تحقيق هذه الأمنية. وقبل فترة غير بعيدة هبَّت عليَّ عاصفة من الحوادث وخيَّمت على حياتي سحائب الهموم، فنذرت لله تعالى: إن كشف عني الضر والسوء أن أبادر إلى تأليف كتابٍ حول حياة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام). فكشف الله عني الضر برحمته، فله الحمد وله الشكر. وها أنا قد شرعت بتحرير هذه السطور والأوراق، وما أدري أين ينتهي بي المطاف، والله المستعان، وهو خير المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل وهو خير موفق ومعين. محمد كاظم القزويني كربلاء - العراق 26 جمادى الثانية 1392هـ |