الصدّيقة
سفيان ابن مصعب العبدي


صدّيقـة خُلقـت لـصــدّيــق*شـريــفٍ فــي المـناســبْ
اخـتـاره واخــتـــارهــا*طهـريــن‌ من دنس المعـايـب
اسمـاهـما قـرنــــاً علـى*سطر بـظــل العــرش راتـب
كـــان الإلــــه ولـيّـهـا*وأمـينه جبــريـل ‌خـاطــب
والمهر خمــس الأرض موهوباً*وغالــت فـي المـــواهــب
ونهابـهــا من حـمل طـوبى*طيّبــت تـلك المـــواهــب


المشهد الأعلى
السيد الحميري


والله زوّجـه الـزكيــة فاطمـــاً*في ظل طوبى مشهـدا محضــورا
كان الملائك ثـم في عــدد الحصى*جبريل يـخطبهم بـها مـســرورا
يدعـو لــه ولهـا وكـان دعـاؤه*لهـمـا بخـيـر دائمــاً مـذكورا
حتى إذا فــرغ الخطيـب تتابعـت*طوبــى تُساقـط‌‌‌‌‌‌‌‌‌ لــؤلؤاً منثـورا
وتهيـل ياقوتـــاً‌عليـهم مــرّة*وتهـيــل درّاً تــارة ‌وشــذورا
فترى نســاء الحـور ينتهـبـونه*حــوراً بـذلك يهتـديـن الحـورا


( 6 )

فيكم ودادي
مهيار الديلمي


لئــن نـام دهــري دون‌ المنــى*واصبــح عن نـيلهـا ‌مـقـعــدي
فـملـتــم بهـا حسـد الفضل عنـه*ومن يك خـيـر الـورى يُــحـسـدِ
وقـلــتـم بـذاك قضـى الاجتمـاع*ألا انمـا‌ الـحــــق للمـفـــرد
وإرث عــلــــــــيّ لأولاده*إذا آيـــة الإرث لـم ‌تـفــســد
فمـن قاعـــد ‌منـهــم خـائـف*ومـــن ثائر ‌قـــام لــم يسعـد
سيعـلــم مــن فاطــم خصمـه*بـأي نـــكال غــداً يـرتــدي
ومَن ساء أحـمــد يـــا سبـطـه*فبـــاء بقتـلك مـــاذا ‌يـــدي
فداؤك نـفســي ومَـن لـي فــدا*ك لـو ان مولـى بعــبـــد فـدي
أنــا العبـــد والاكــم عقـــده*إذا القــول بالقـلـب‌ ‌لـم يـعقــد
وفيكـــم ودادي‌ وديـنـي‌ معـــا*وإن‌ كان فــي فــارس مـولــدي
خصمـت ضلالي بكم فاهـتــديـت*ولـولاكـم لــم أكــن‌ أهـتــدي
وجـردتـمـوني وقـد كـنـتُ فـي*يــد الشــرك كالصـارم ‌المغـمـد
ومـا زال شـعـري مــن نائــحٍ*ينقّل فيـكــم إلــى مــنـشــد
وما فاتـنـي ‌نصـــركم باللـسـان*إذا فاتـنــي‌ نصـركــم بـاليــد


الحكم والخصم
الصاحب بن عبّاد


ســـوف تأتي الزهراء تلتمس الحكم*إذا حــان مـعشـــر التـعـديـلِ
وأبــــوهـا وبـعـلها وبـنـوها*حـولهـا والخـصــام غيـر قلـيلِ
وتـنـــادي يـا رب ذبّـح أولادي*لمـــاذا وأنـتَ انـــتَ مـديـلي


( 7 )

فيـنـــادي بمـالكٍ ألهـبِ النـار*وأجّــج وخـذ بأهـــل الغـلـولِ
ويـجـــازي كـلِّ بـما كان مـنه*مــن عقـاب التـخليــد والتـنكيل

سبطا محمّد
محمد بن منصور السرخسي


وأراد ربَ العــرش أن يلـقـي بها*شجراً كريـــم العــرق والإغصـانِ
فقضى فزوّجـهــا عليّـــاً أنّـه*كـان الكفــي لهـــا بــلا نقصانِ
وقضى الإله بـان تولّــد منهــما*ولـدان كالقــمـرين يـلتــقـيــانِ
سبطا محمّــد الرسـول وفـلـذّتـا*كبـد البـتـول كـذلك يـعتـلـقــانِ
فبنــي الإمـامـة والخلافة والهدى*بعد الرسالــة ذانــــك الـــولدانِ


المم بقبرها
الهبل اليمني


غــرسٌ نما في المجد؛ أورق غـصنه*بوداد أبـنـاء النـبــي ، وأثمـرا .. !
شــرفي العظيم ، ومفخري ، أنّي لهم*عبدّ ، وحُــقّ بمثـل ذا .. أن أفـخرا !
لـــن يعتـريني في اقتفاء طـريقهم*ريبٌ يصدُّ عـن اليـقيـن ولا امـترى ..
هــذي عقـيدتـي التـي ألقـى بـها*ربَّ الأنـــام إذا أتيـتُ المحـشـرا !
إنّــي رجوت رضـى الإله بحبّهـم ،*وجعلتُـه لــي عـندهـم أقـوى العُرى
يــا أيّهـا الغـادي المجـدّ بجسـرةٍ*يطوي السباســب رائـحـاً ومبكّــرا؛
جُــر بالغـريّ ؛ مُسلّمـاً متواضعاً ،*ولِحُــرّ وجهــك فـي ثـراه مـعفّرا؛
حيــث الإمـامـة ، والوصـايــة ، والــوزارة ، والهـدى ، لا شـك فيه ولا مرا ؛


( 8 )

والمـــم بقـبر فـيه سيـدة النسـاء*بأبـي واُمـي ؛ ما أبــرَّ وأطـهـرا !
قـبّـــل ثـراها عن محب قلبـه ..*ما انفـكّ جاحـم حزنـه مُتســعّــرا؛
مُتـلهّــفٌ غـضبان مـمّا نالـهـا ؛*لا يستـطيـع تـجـلّـداً ، وتصبّـــرا

حزن البتول
الشيخ صالح الكوّاز


الواثبــيـــن لظـلــم آل مـحمّد*ومـحـمّـــد ملقـى بــلا تكـفـيـنِ
والقائــليـن لفـاطــــم آذيـتـنا*فـي طـــول نـوحٍ دائـم وحنيـــن
والقــاطعين إراكــــةً كيما تـقيل*بظــــل أوراق لـهـا وغصـــون
ومجمّـعي حطبٍ علـــى البيت الذي*لم يجتــــمع لـولاه شمـل الـديــن
والداخـلين علـى البـتـــولة بيتـها*والمسقــطـيـن لهـا أعـزّ جنيـــن
والقائــديـن إمامهـم بـنـجـــاده*والطـهــر تــدعو خلفهـم بـرنيـن
خلّوا ابـن عمّي أو لأكشف للدعـــا*رأســي وأشـكـو للإله شـجونـــي
مـا كــان ناقـة وفـصـيلهــــا*بـالفـضـــل عنــدالله إلاّ دونــي
ورنت إلـى القبر الشريف بمـقلـــة*عبـرى وقلـــب مكـمـد محــزون
قالت وأظفـار المصـاب بقلـبهـــا*ابتاه قلّ علـــى العـــداة مـعيـنـي
أبتاه هـذا السـامـري وصحبــــه*تُبعاً ومال النـــاس عــن هــارون
أيّ الـرزايــا اتـقــي بتــجـلّد*هـو في النوائــب ما حيـيـت قرينـي
فقدي أبي أم غصــــب بعلـي حقّه*أم كسر ضلعـــي أم سقــوط جنيـني
أم أخذهم إرثي وفـاضـل نحلتـــي*أم جهلهم قــدري وقــد عـرفــوني
قهروا يتيمـيك الحسيـن وصنـــوه*وسألتهم حقّـــي وقـد نهـرونـــي
باعوا بضائـع مكرهـم وبزعمهـــم*ربحوا ومـا بالقــــوم غيـر غبـيـنِ


( 9 )

البغي الزاحف
السيد حيدر الحلي


وأقسم مـا ســنّ الضـلال سـوى الألى*علــى اُمّـة المخــتـار بغيـاً تخلّفوا
فيوم غـــدوا بغيـاً علــى دار فاطـمٍ*أتـت جنـدهم بالغاضــريـة تـزحف
وقتل ابنــها مـن يـوم رضّت ضلوعها*ومـن هتكها هتك الفواطـــم يُعـرف
ومن يــوم قادوا حيـدر الطهر قد غدوا*بهـنَّ اُسـارى شـأنهــــنّ التـلهّف


نقضوا عهد أحمد
الشيخ سليمان البلادي البحراني


نقضـــوا عهـد أحـمد فــي أخيـه*وأذاقـــوا البتـول مـا أشجـاهـــا
وهي العـــروة التـي لـيس يـنجـو*غيـــر مسـتعـصم بحـبل ولاهــا
لـم يـــــرَ الله للنـبـوّة أجـــراً*غيـــر حفـظ الـوداد فـي قرباهــا
لستُ أدري إذ روّعــت وهي حســرى*عـانـد القــوم بعلهـــا وأبـاهــا
يـوم جـاءت إلـى عــديّ وتيــــمٍ*ومــن الوجـد ما أطـــال بكاهـــا
فدعت واشتـكت إلــى الله شجــــواً*والـرّواسـي تهتـز مـن شكواهــــا
فاطمـأنّت لهـا القلــوب وكــــادت*أن تـزول الأحـقـاد ممّن حواهــــا
تعـظ الـقـوم فـي أتـمَّ خطــــابٍ*حـكـت المصطفى بـه وحكـاهــــا
أيّـهـا النــــاس أيّ بـنـت نـبـيّ*عـن مـواريثـه أبوهــا زواهــــا
كيف يزوي عنـي تـراثــي عتـيـقٌ*بـأحـاديث مـن لدنـــه افتراهـــا


أيدي الحوادث
الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء



لكِ الله مـن قلـــبٍ بأيـدي الحـوادث*لعبن بـه الأشجـانُ لعبـــة عابــث


( 10 )

تمرّ بـــه الأفـــراح مـرّة مسـرعٍ*وتوقفـه الأتـراح وقـفـة مـاكـــث
تـذكــّر مـــن أرزاء آل مـحمّــد*مصائب جلّت من قديـــم وحـــادث
عشيّـة خـان المصطفـى كـل غــادر*وبزّ حقـوق المرتـضى كـلّ ناكـــث
وهاجــت على الزهـــراء بعـد محمّد*دفائن أضـغـان رمـوهـا بنابــــث
فألمـهـا فـي سـوطـــه كـل ظالـم*ودافعهـا عـن حقّهــا كــل رافــث
وردّ الهدى والديـن فـي الأرض دولــة*تـداول فيمـا بـينهــم كالمـــوارث
فأدلى إلـى (الثـانـي) بهــا شرّ (أوّل)*ودسّ بها الثاني إلـى شــرّ (ثالـــث)
ومــا ذاك إلاّ انّهـــم مـا تمـسّـكوا*من الدين حتـى بالحبـال الرثايــــث
إلــى ان دبـت تســري بسـمّ نفـاقهم*إلى كربـــلا رقش الأفـاعي النوافـث
فاحنـت علـى آل النـبـيّ بوقـعـــة*بهــا عاث في شمـل الهدى كل عايـث


العبرات السخينة
الشيخ سليمان البلادي البحراني



إلى كـم ولـوع القلب بالغادة الحسنـــا*وذكرى ليالـي وصـل بثــنةَ أو لبـنى
ولو أنّهـا سـاوت جنـاح بعـوضـــة*لمـا اتخـذتهـا الأوليــاء لهـم سجنـا
وفـي غـدرها بالمصـطفى وبـآلـــه*سلاطينهـا برهـان مقدارهـــا الادنى
لهم سددت من أقوس البغـي اسهـمـــا*أصمّت وأصمت للهدى القلــب والاُذنـا
فكـم كابـد المختار مـن قـومــه أذى*يهيج اسى يستغـرق السهــل والحزنـا
قضـى نحبه بالسـم وهــو معالـــج*على رغم أنف الدين سقمــاً له أضنـى
وقـد قلبـت ظهـر المـجنّ لحيـــدر*فكم زفرة أبـدى وكـم غـصــة جنـا
ومخـدومـة الأمـلاك سيـدة النســـا*سليلة خيـر الخلـق والـــدرة الحسنـا
أتاحت لها كهف العدى غصــص الردى*وذاقت لها سمّاً مـن الحقـــد والشحنـا


( 11 )

بـضرب وضغـط واهتضام ولـوعــةٍ*وكان حماها العـز والأمـــن والحصنا
على دارهـا داروا بجـزلٍ لحـرقـهــا*وكانت بها الأمـلاك تلتــمـس الاُذنـا
وفي بعـلها الهـادي استحلــوا محرمـاً*كما حرموها نحلة المصطـفــى ضغنـا
وما برحت من بعـد حامـــي ذمارهـا*معـصبـة رأسـاً ومنـهـــدة ركـنا
علـيلـة جسـم للـنحـــول مــلازم*لفرط الضنا حتى حكى قلبـهــا المضنا
إذا ذكـرت حـالاتها فـي حيـوتـــه*تؤجج نـار الفقد فـي قلبهـــا حزنـا
فتبكيـه والحيطـان تبـكي لصوتــهـا*فمــا بقعـة إلاّ وعبـرتهـــا سخنـا
إلـى أن أرادت روحهـا العالــم الـذي*بدت منه واشتقـات لمـوردهــا الأسنى
ففـارقـت الدنيـا كـراهـــة لبـثهـا*ورافقـت الاُخرى ونعمتهـــا الحسنـى


سل أربعاً
الشيخ حسن الحلّي



سـل أربعـاً فطمت أكنافهـا السحــبُ*عن ساكنيها متـى عن اُفقهـــا غـربوا
وقائلٍ لـي رفّـه عـن حـشــاك ولي*وجدٌ إذا مـا نـزا بالقلــــب يضطرب
فقلت لـم يشجني نـأي الخلـيــط ولا*ربع محت رسمـه الأعــــوام والحقب
لكـن أذاب فـؤادي حــادث جـــللٌ*تُنمى إليـه الـرزايا حيــــت تنتسـب
يوم قضـى المصطفى فـي صحبــه و*على الأعقاب من بعده أصحابـــه انقلبوا
قادوا أخـاه ورضّـوا ضلـع بضعتــهِ*بجورهم ولها البغضـاء قـد نصبـــوا
لـم أنسهـا وهـي تـنعـاه وتــندبـه*وقلبـهـا بـيـد الأزراء ملتـهــــب
تقول : يا والدي ضــاق الفضاء بنــا*لمّا مضيـتَ وحالـت دونـك التـــرب
( قد كـان بعـدك أنبــاء وهنبـثــة*لو كنتَ شاهد هالم تكثـر الخطــــب )
( إنّـا فقدنـاك فقد الأرض وابلـهـــا*واختلّ قومك فاشهدهـم فقد نكـــبـوا )


( 12 )

نفـوا أخـاك عليـاً عـن خلافـــتـه*وشيـخ تيـم عنـاداً منهـم نصبــــوا
ويـل لهـم نبـذوا القـرآن خلفــهــم*ومزّقـوه عنـاداً بئس مـا ارتكبــــوا
مــا راقبــوا غضـب الجـبّــار حيــن إلـى المختـار أحمـد قول الهجـر قد نسبـوا
الغوا وصاياه فـي أهليـه وانتــهـبـوا*ميراثـه وإلـى حرمـانهـم وثـــبـوا
جاروا علـى ابنتـه من بعده فـغــدت*عبـرى النواظـر حزناً دمعها ســـرب
وجرّعوها خطوباً لو وقــعــن علـى*صم الجبال لأضحت وهي تضـطـــرب
أبضعة الطهر طـه نصــب أعيـنهـم*بالباب يعصرها الطاغي وما غضـبـــوا
رضّوا أضالعهــا أجـروا مدامعهـــا*أدمـوا نواظرهـا ميراثهـا غصـبـــوا