|
بادئ ذي بدء
الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى
محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
تولد الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) فيولد النور.. لأنّها قبله كانت في الأزل
شمساً ساطعة بالخلود ، ولأنّه اقتفى خطاها المقدّسة ظلاًّ لألقها وطهرها
ومجدها المضيء..
والزهراء ـ بعد ـ خلاصة هذا الخلق الذي أحسن الله تكوينه وأفاض
عليه من سيمائه.. ووهب له الكون ومخلوقاته.. كائناً قبل الأشياء يمدُّها
ببقائها ويختطّ لها مداراتها وحركاتها وصلواتها اللاهثة حول العرش.
الزهراء ـ اذن ـ وآلها الأقدسون نفحة الخلد في هذه الأرض الموهوبة ،
وخلاصة الخلافة الإلهية.. تنزّلوا إلى عوالم التراب حتى يصعدوا بها إلى
المطلق.. وكان لهم ذلك لو لا بقية الظلام وأخدان الشيطان ومسوخ
الخلائق ، ممّن ابت نفوسهم المنكوسة إلاّ عناداً واستكباراً وعداءً..
فإذا النور البارق في جبين الرسالات مجدّل مسفوح قطيع الوتين ،
وإذا الخير يغتاله الفحيح الشرير لظلام أهوج.. وإذا نحن شعراء الولاء
الخضيب ننشد بحناجر منكسرة لكنّها واثقة النبرة جهيرة الانتماء
للزهراء ومجدها وعنفوانها وطهرها وشذاها الأسنى الذي أنار برهان
القلوب وسطع في خلجات الحروف ونمّت عنه الكلمات فرحةً وحزينة ،
حسبها في ذلك ولاؤها ومفاداتها على طول تاريخها الشاخص المرير.
فلك ـ يا زهراء ـ كل هذا الحداء المرّ من محبين شاخصين إلى يومك
الموعود حيث تزدهر الفرحة في الوجوه والعيون والشفاه على الكوثر العذب.
وحيث تمرّ الذكرى السنويّة الاُولى لافتتاح مكتبتنا الأدبية
المختصّة التابعة لمكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير
السيد السيستاني ـ دام ظلّه ـ حاولنا ـ في هذه الإضمامة العاجلة من شعر
الولاء للزهراء ( عليها السلام ) ـ أن نلمّ شتات أصوات غائرة في عمق التاريخ إلى
اخرى جديدة الأصداء طريّة النبرات من شعراء اقتسموا بينهم مدارات
المديح والرثاء في آفاق الولاء لأهل بيت الحق والبراءة من أعدائهم.. كلُّ
يطير به جناحه الناهض إلى حيث يشاء إلاّ أنّنا أفردنا للماضين الراحلين
منهم صدارة الطواف حول الذكرى احتفاءً بسبقهم السابق ، أمّا
المعاصرون فما برحت أغلب قصائدهم أبكاراً لم تُجمَع في ديوانٍ أو خلال
مطبوعةٍ ممّا سجّل لنا السبق ( اللاحق ) في نشرها.. كانت هذه المجموعة
الشعرية ( للزهراء شذى الكلمات ) المهداة إلى اُمّ الحسنين في يوم مولدها
العظيم. على أمل ان تسنح الفرص ـ عاجلاً ـ لإدراج كل ما تطاله أيدينا من
شعرٍ حولها وحول آلها ( عليهم السلام ) في أعمالً قادمة أوسع وأثرى.. عسى أن نوفّق
لذلك.. والسلام على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودَع فيها ،
وعليكم ورحمة الله وبركاته.
مدير المكتبة الأدبية المختصة
فرات الأسدي
جمادى الثانية | 1419
|
|
|