الفصل السادس عشر
في زيارة علي بن محمّد بن علي بن موسى وزيارة الحسن أبي محمّد
(عليهم السّلام)

(155|1) روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : « من زارنا بعد
مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا ، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا ، ومن تولى
محبنا فقد أحبنا ، ومن سر مؤمناً
(1) فقد سرنا ، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على
جدي رسول الله (صلّى اللهّ عليه وآله) » .

(156|2) وقال (عليه السّلام) : « من زار إِماماً مفترض الطاعة بعد وفاته
وصلى عنده أربع ركعات كتب الله له حجة مبرورة »
(1) .

(157|3) وقال الرّضا (عليه السّلام) : « إِنّ لكل إِمام عهداً في أعناق
شيعته ، وأنّ من تمام وفاء العهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في
زيارتهم كانوا شفعاءه يوم القيامة » .

وقبض (عليه السّلام) بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين
وله يومئذ إحدى وأربعون سنة
(1) .
____________
1 - مزار المفيد (المختصر) : 173| 3 ، المقنعة :75 .
(1) في نسخة « م « و « ث » : مؤمناً .
2 - كامل الزيارات : 251| 3 ، التهذيب 6 : 79| 156 ، وتقدم برقم 133 .
(1) في نسخة « ع » و « ث » وهامش « م » : وعمرة .
3 - الكافي 4 : 567| 2 ، الفقيه 2 : 345| 1577 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 :
260| 24 ، علل الشرائع : 459| 3 ، التهذيب 6 : 93| 175 ، مصباح الزائر (مخطوط) :
283.
(1) المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 401 ، أعلام الورى: 396 .
( 98 )

وأما الحسن بن علي بن محمّد بن علي قبض بسرمن رأى لثمانٍ خلون من
شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة ، وقبره إلى
جانب قبر أبيه في البيت الذي دفن أبوه (عليه السّلام) في داره بسر من
رأى
(2)(3).
____________
(2) في هامش « م » : وقاتل علي بن محمد المتوكل ، وقاتل الحسن العسكري : المعتمد ، وقيل :
قاتلهما واحد .
(3) المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 422 ، أعلام الورى: 408 .
( 99 )

(158|1) قال الله تعالى في سورة يونس :

(
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون*
الذين أمنوا
وكانوا يتقون *
لهم البشرى في الحياة الدينا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات
الله ذلك هو الفوز العظيم)

(159|2) قال تبارك وتعالى في سورة الحديد :

(
وَاَلَّذِينَءَ امَنوُأ بِاللَّهِ وَرُسُله أُؤلَئكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ وَاَلشُّهَداء عِند َرَبِّهِم لَهُم
أَتجرُهُم وَنوُرُهُم....)

(160|3) روي عن أنس بن مالك أنّه قال : قال رسول الله (صلّىٍ الله
عليه وآله) : « إنّ الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة عباداً تتهلل وجوههم نورا عن
يمين العرش وعن شماله ، بمنزلة الأنبياء وليسوا بانبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا
بشهداء».

فقام أبو بكر فقال : أنا منهم يا نبي الله ؟ فقال : « لا » فقام عمر وقال : أنا
____________
1- يونس 10 : 62 .
2 - الحديد 57: 19 .
3 - قرب الإسناد : 49 ، أمالي الصدوق : 202| 15 (بزيادة فيه) ، فضائل الشيعة : 30| 25
(بزيادة فيه) ، روضة الواعظين : 296 (بزيادة فيه) ، بشارة المصطفى : 32 (بزيادة فيه) ،
مشكاة الأنوار : 80 و 97 (وبزيادة في الأولى) .
( 100 )
منهم ؟ فقال : « لا » ثم وضع (صلّى الله عليه وآله) يده على رأس علي
(عليه السّلام) وقال : « هذا وشيعته » .

(161|4) وروي عن سويد بن غفلة : أنّه خرج أمير المؤمنين علي
(عليه السّلام) من باب المسجد بالكوفة فلقيته كوكبة من الناس فقالوا : السلام
عليك يا أمير المؤمنين ، فأنكرهم ، فقالوا له : إنّا أصحابك ، ومن شيعتك
فقال : « ما لي لا ارى عليكم سيماء الشيعة » ؟ فقالوا : وما سيماء الشيعة ؟ فقال
(عليه السّلام) : « عمش عيونهم من البكاء ، خمص بطونهم من الطوى ، يبس
شفاههم من الظما ، ومطوية ظهورهم من السجود ، طيبة افواههم من الذكر ،
ومن لم يكن كذلك ليسوا مني وانا منهم بريء».

(162|5) ولقد سمعت : - يعني زيدبن علي ، عن أبيه علي بن
الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، عن
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله) - يقول : « لوأنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه
مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب » ثم قال : « من قال لا إِله
إلاّ الله باخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً
دخل الجنة ثم تلا هذه الاية (
إِنَّ اللهَ لا يَغفِر ان يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ
لِمَن يَشاء)
(1) من شيعتك ومحبيك ياعلي» .

قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): « فقلت : يا رسول اللهّ هذا
لشيعتي »؟

قال : « اي وربي إِنّه لشيعتك ، وانهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون :
لا إِله إلاّ الله محمّد رسول الله علي بن أبي طالب حجة الله ، فيؤتون بحلل خضر
من الجنة ، وأكاليل من الجنة ، وتيجان من الجنة ، ونجائب من الجنة ، فيلبس
كل واحد منهم حلة خضراء ، ويوضع على رأسه تاج الملك واكليل الكرامة ، ثم
يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة (
لا يَحزُنُهمُ الَفَزَعُ ُ الأكبر وتَتَلَقّاهم
____________
4 - صفات الشيعة : 10| 20 ، و 17| 33 ، أمالي الطوسي 1 : 219 (وفيهما باختلاف يسير) .
5 ـ المواعظ : 114 .
(1) النساء 4 : 116 |48 .
( 101 )
الملائِكة هذا يَومُكُمُ الَّذي كنتُم توعَدونَ )
(2) .

(163|6) وقال النبي (صلّى اللهّ عليه وآله) : « لا تستخفوا بفقراء شيعة
علي وعترته من بعده ، فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر» .

(164|7) وقال (عليه السّلام) : « رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفع
بالأبواب لو أقسم باللهّ لأبرّه » .

(165|8) قال : وحدثني أبو عبد الله أحمد بن عبدون البزاز ، بمدينة
السلام سنة احدى وأربع مائة ، وأنا ابن اثنين وعشرين سنة ، وكان هذا الرجل
يعرف بابن الحاشر ، قال : حدثني أَبوالفضل محمّد بن عبد الله الشيباني قال :
حدثني احمد بن عبد اللهّ العبراني قال : حدثني عبد اللهّ بن موسى ، عن
محمّد بن سنان ، عن محمّد بن المفضل ، عن موسى بن جعفر
(عليهما السّلام) قال : « خرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) ذات يوم إلى
الجبّانة بالكوفة ليصلي هناك ، فتبعه قوم ، فالتفت إليهم وقال لهم : من انتم ؟
قالوا : نحن شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال لهم : ما لي لا أرى عليكم سيماء
الشيعة ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين وما سيماء الشيعة ؟ قال : صفر الوجوه من
السهر ، عمش العيون من البكاء ، ذبل الشفاه من الدعاء ، خمص البطون من
الصيام ، حدب الظهور من القيام عليهم غبرة الخاشعين » .

(166|9) وبهذا الإسناد قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) :
« اختبروا شيعتي بخصلتين ، فإن كانتا فيهم فهم شيعتي : محافظتهم على أوقات
الصلوات ، ومواساتهم مع اخوانهم المؤمنين بالمال ، وإن لم تكونا فيهم فاعزب
ثم اعزب ثم اعزب » .
____________
(2) الأنبياء 21 : 103 .
6 - التمحيص : 47| 68 ، أمالي ألصدوق : 252| 16 ، أمالي الطوسي 2 : 283 ، روضة الواعظين
2 : 296 ، بشارة المصطفى : 55 ، مشكاة الأنوار : 80 .
7 - أمالي الصدوق : 316| 6 ، روضة الواعظين 2: 296 ، مشكاة الأنوار : 80 ، صحيح مسلم 4 :
2024| 2622 (البر والصلة) ، الترغيب والترهيب 3 : 112| 21 .
8 - صفات الشيعة : 10| 20 ، وكذا : 17| 33 ، أمالي الطوسي 1: 219 ، مشكاة الأنوار : 58.
9 - الخصال : 47| 50 ، مشكاة الأنوار : 78 ذكر صدر الحديث بزيادة .
( 102 )

(167|10) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « يا علي ، بشر
شيعتك وأنصارك بخصال عشر :

أولها : طيب المولد .

وثانيها : حسن إِيمانهم .

وثالثها : حب الله عزَّ وجلّ .

ورابعها : الفسحة في قبورهم .

وخامسها : النور على الصراط بين أعينهم .

وسادسها : نزع الفقر عن أعينهم وعن قلوبهم .

وسابعها : المقت من الله (عز وجل) لأعدائهم .

وثامنها : الأمن من الجذام .

وتاسعها : انحطاط الذنوب والسيئات عنهم .

وعاشرها : هم معي في الجنة وأنا معهم » .

(168|11) وعن سدير الصيرفي قال : قال الصّادق (عليه السّلام) :
« شيعتنا كلهم في الجنة محسنهم ومسيئهم ، وهم يتفاضلون فيها بعد ذلك
با لأعما ل » .
____________
10 ـ الخصال 2 : 430| 10 ، روضة الواعظين : 293 ، مشكاة الأنوار : 79 ، أعلام الدين :
11 - مشكاة الأنوار : 91 .
( 103 )

(169|1) قال الله تعالى في سورة الأنعام :

(
الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم ألا من وهم مهتدون*)

(170|2) وقال الله تعالى في سورة الجن :

(
وأنا لما سمعنا الهدى امنّا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاَ)

(171|3) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الإيمان نصفان :
نصف صبر ، ونصف شكر» .

(172|4) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الإيمان معرفة
بالجنان ، وا قرار باللسان ، وعمل بالأركان » .

(173|5) وعن الصادق (عليه السّلام) ، عن آبائه ، عن النبي
(صلى الله عليه وآله) قال : « الإيمان قول بمقول ، وعرفان بالعقول ، واتباع
الرسول » .
____________
1 - الأنعام 6 : 82 .
2 - الجن 72 : 13 .
3 - تحف العقول : 34 ، شهاب الأخبار : 58| 134 ، الجامع الصغير 1 : 679| 3106 .
4 - نهج البلاغة 3 : 203| 227 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 : 226| 1 و 2 ، أمالي
الشجري 1 : 24 ، سنن ابن ماجة 1 :25| 65 ، الفردوس بمأثورالخطاب 1 : 110| 371 .
5 - فردوس الأخبار 1: 148|371 نحوه .
(104)

(174|6) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) في ذكر خصال الإيمان :
« أعلاها شهادة أن لا إِله إلاّ الله ، وأدناها اماطة الأذى عن الطريق » .

(175|7) عن علي بن موسى الرّضا (عليه السلام) قال : ، « حدثني أبي عن
أبيه عن ابائه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنّه قال : قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل
بالأركان » .

(176|8) وجاء جبرائيل (عليه السّلام) إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)
في صورة أعرابي ، والنبي لا يعرفه ، فقال: « يا محمّد ما الإيمان » ؟ قال النبي
(صلّى الله عليه وا له) : « أن تؤمن بالله ، واليوم الاخر ، والملائكة ، والكتاب ،
والنبيين ، والبعث بعد الموت » .

قالِ : « صدقت يا محمّد ، فما الإسلام » ؟ قال : « أن تشهد أن لا إِله إلاّ
الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،
وتحج البيت » قال : « صدقت » .

(177|9) وعن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) ، عن أبيه قال : « الإيمان
له أربعة أركان : التوكل على اللهّ ، والتفويض إلى الله ، والتسليم لأمر اللهّ ،
والرضاء بقضاء الله» .

(178|10) وعن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : » أفضل إيمان
المرء أن يعلم أن الله معه حيثما كان ».

(179|11) قال ابن عبد الرّحمن : قام رجل إلى علي (عليه السّلام)
____________
6 - آمالي الشجري 1 : 18 ، سنن النسائي 8 : 110 .
7 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 17| 28 ، وكذا 1 : 226| 2 ، الخصال 1 :
178| 239 ، آمالي الشيخ 1: 290 ، وكذا 2: 63.
8 - كتاب سليم بن قيس : 99 ، صحيح مسلم 1: 36|1 ، سنن الترمذي 5: 6| 2610 ، كتاب
الإيمان 1: 118 .
9 - قرب الإسناد : 155 ، الاشعثيات : 232 ، الكافي 2: 39|2 و 47| 5 ، تحف العقول : 157 ،
مشكاة الأنوار : 18.
10 ـ الجامع الصغير 1 : 187| 1243 .
( 105 )
فسأله عن الإيمان قال : « الإيمان على أربعة دعائم : الصبر ، واليقين ،
والعدل ، والجهاد
(1) ، (وقوله عزَّ وجل : (
وإِنكَ لَعَلى خُلقِ عَظيم ) قال : « هو
الإيمان »)
(2) .

(180|12) عن أبي عبد اللهّ (عليه السّلام) قال : « قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إِقرار بلا عمل ».

(181|13) عن أبي جعفر في قول الله عز وجلَ : (
وألزَمَهُم كَلِمَةَ
التَّقوى )
(1) قال : « هو الإيمان » .

وفي قول الله تعالى : (
هو الذِي أنزَلَ السكِينَةَ في قُلُوب المُؤمِنِينَ )
(2)
قال : « السكينة الإيمان » .

(182|14) وقال محمّد الباقر (عليه السّلام) : « من آمن بالله لا يُهان ،
ومن اعتصم بالله لا يُهزم ، ومن أطاع الله لا يُعدم ، ومن عصى الله لا يسلم » .

(183|15) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لابنه الحسن
(عليه السّلام) : « ما الإيمان وما اليقين » ؟ قال : « الإيمان ما سمعناه باذننا
فصدقناه ، واليقين ما رأيناه باعيننا فتقبلناه » .
____________
11 - كتاب سليم بن قيس : 100 ، الكافي 2 : 42|1 ، تحف العقول : 110 ، أمالي الشجري 1 :
260.
(1) في نسخة « م » : والجرد .
(2) ما بين القوسين وردا اشتباهاً لأنه لا علاقة له بما تقدم في صدر الحديث حيث ورد مستقلأ دون
الأول في تفسير الآية المذكورة ، إلآ أنه ذُكر في معناها : هو الإسلام ، بدلاً عن الإيمان . انظر :
التبيان في تفسير القرآن 10 : 75 ، تفسير أبو الفتوح الرازي 5: 374 ، معاني القرآن
(للفراء) 3 : 173 ، معاني القرآن (للزجاج) 5: 204 ، جامع البيان في تفسير القرآن
29: 12 ، زاد المسير 8 : 428 ، أحكام القرآن (للقرطبي) 18 : 227 ، التفسير الكبير
للرازي 35 : 81 .
12 -الكافي 2 : 20|2 .
13 ـ الكافي 2 : 13 | 4 و5.
(1)الفتح 48 : 26 .
(2)الفتح 48 : 4 .
14 - نقله المجلسي في بحاره 71 : 151|51 .
15 - مشكاة الأنوار: 15 .
( 106 )

(184|16) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : « الإيمان قول وعمل اخوان شريكان » .
____________
16 ـ قرب الإسناد : 13 ، معاني الأخبار : 187| 4 ، الخصال : 53| 68 ، فردوس الأخبار 1 :
148|374 .
( 107 )

(185|1) قال الله تعالى في سورة آل عمران :

(
ومن يبتغ غير الأسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين*)

(186|2) وقال فى سورة الحجرات :

(
قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا لكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في
قلوبهم)

(187|3) وقال في سورة الجن :

(
وأنا لما سمعنا الهدى أمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهـقاً*
وأنا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً*)

(188 | 4) وقال رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) : « بني الإسلام على
أربعة أركان : على الصبر ، واليقين ، والجهاد ، والعدل » .
____________
1 - آل عمران 3: 85.
2 - الحجرات 49 : 14 .
3 - الجن 72 : 13 - 14 .
4 - الكافي 2 : 42| 1 ، تحف العقول : 110 ، أمالي الشجري 1: 0 26 ، كنز العمال 1 :
286 | 1389 (وروته جميع المصادر عن أمير المؤمنين (عليه السلام))
( 108 )

(189 | 5) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « المسلم من سلم المسلمونَ من
يده ولسانه » .

(190|6) وسُئل أبو عبد الله (عليه السّلام) عن الإسلام فقال : « دين الله
اسمه الإسلام ، هودين الله قبل أن تكونوا ، وحيث كنتم ، وبعد أن تكونوا ، فمن
أقر بدين الله فهومسلم ، ومن عمل بما امر الله فهومؤمن » .

(191|7) روى عبد الله بن عباس ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه
قال : « ألا ان مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة ، الإيمان أصلها ، والزكاة
فرعها ، والصلاة ماؤها ، والصيام عروقها ، وحسن الخلق ورقها ، والاخاء في
الدين لقاحها ، والحياء لحاؤها ، والكف عن محارم الله ثمرتها ، فكما لا تكمل
الشجرة إِلا بثمرة طيبة ، كذلك لا يكمل الإيمان إلاّ بالكف عن محارم الله ».
____________
5 - المحاسن : 285|426 ، الكافي 2 : 184|19 ، أمالي الطوسي 1 : 277 ، صحيح مسلم 1 :
65|65 ، سنن الترمذي 5: 17|2627 ، وفي جميعها : لسانه ويده .
6 - الكافي 2 : 32|4 .
7 - الفردوس بمأثور الخطاب 4 :145|6447 .
( 109 )

(192|1) قال الله عزوجلّ في سورة آل عمران :

(
وَمَا يعلم ُ تَأوِيلهُ ؤ إلاّ اَللهٌ وَالراسِخُونَ فِى العلم)

(193|2) وفي سورة فاطر :

(
كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور*)

(194|3) عن جابر قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « ساعة
من عالم يتكىء على فراشه ينظرفي علمه خيرمن عبادة العابد سبعين عاماً » .

(195|4) عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال : « بينما انا جالس في
مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) : إِذ دخل أبوذر فقال : يا رسول الله ، جنازة
العابد أحب إليك ام مجلس العلم ؟ . فقال رسول الله (صلّي الله عليه وآله) : يا
أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من الف جنازة من جنائز
الشهداء ، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم احب إلى الله من قيام الف ليلة
يصلي في كل ليلة الف ركعة ، والجلوس ساعة عند مذاكرة العِلم أحب إلى الله
من الف غزوة وقراءة القرآن كله .
____________
1 - آل عمران 3 : 7.
2 - فاطر 35 : 28 .
3 - روضة الواعظين 12 ، عدة الداعي : 66 ، فردوس الأخبار 2 : 470| 3321 .
4 - النوادر في جمع الأحاديث 11 (بتفاوت) ، ونقله المجلسي في البحار 1 : 203|21 .
( 110 )

قال : يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله ؟ فقال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله
من قراءة القرآن كله اثني عشرألف مرة .

عليكم بمذاكرة العلم فإن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام .

ومن خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم كتب الله عزَّوجلّ له بكل قدم ثواب
نبي من الأنبياء ، وأعطاه الله بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة .

وطالب العلم أحبه الله وأحبه الملائكة وأحبه النبيون .

ولا يحب العلم إلا السعيد .

وطوبى لطالب العلم يوم القيامة .

يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خيرلك من عبادة سنة صيام نهارها
وقيام ليلها .

والنظرإلى وجه العالم خيرلك من عتق ألف رقبة .

ومن خرج من بيته ليلتمس بابأ من العلم كتب الله له بكل قدم ثواب ألف
شهيد من شهداء بدر .

وطالب العلم حبيب الله .

ومن أحب العلم وجبت له الجنة ، ويصبح ويمسي في رضى الله ، ولا
يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من ثمرة الجنة ، ولا يأكل الدود
جسده ، ويكون في الجنة رفيق الخضر (عليه السّلام) .

وهذا كله تحت هذه الآية قال الله تعالى : (
يرفع الله الذين آمنوا منكم
والذين أُوتوا العلم درجات) »
(1).

(196|5) روي عن أبي هريرة أنه قَال : خطبنا رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) فقال : « يا أيها الناس إِنَّ في القيامة أهوالاً وأفزاعاً وحسرة
____________
(1) المجادلة 58 | 11 .
( 111 )
وندامة ، حتى يغرق الرجل في عرقه إلى شحمة اذنه ، فلو شرب من عرقه سبعون
بعيراً ما نقص منه شيء » .

قالوا : يا رسول الله ، ما النجاة من ذلك ؟ قال : « اجثوا على ركبتكم بين
يدي العلماء تنجوا منها ومن أهوالها ، فإني افتخر يوم القيامة بعلماء امتي فأقول
علماء أمتي كسائر الأنبياء قبلي ، ألا لا تكذبوا عالماً ولا تردوا عليه ولا تبغضوه
وأحبوه ، فإن حبهم إخلاص وبغضهم نفاق ، ألا ومن أهان عالماً فقد أهانني ،
ومن اهانني فقد اهان الله ، ومن أهان الله فمصيره إلى النار .

ألا ومن أكرم عالماً فقد أكرمني ، ومن أكرمني فقد أكرم الله ، ومن أكرم الله
فمصيره إلى الجنة .

ألا وإنَّ الله يغضب للعالم كما يغضب الأمير المسلط على من يعصيه ،ألا
فاغتنموا دعاء العالم ، فإن الله يستجيب دعاءه فيمن دعاه ، ومن صلى صلاة
واحدة خلف عالم فكأنما صلى خلفي وخلف إبراهيم خليل الله ، ألا فاقتدوا
بالعلماء ، خذوا منهم ما صفا ودعوا منهم ما كدر .

ألا وانّ الله يغفر للعالم يوم القيامة سبعمائة ذنب ما لم يغفر للجاهل ذنباً
واحداً.

واعلموا أنَّ فضل العالم أكثر من البحار والرمال والجبال والشعر على
الجمال ألا فاغتنموا مجالس العلماء فانها روضة من رياض الجنة تنزل عليهم
الرحمة والمغفرة كالمطر من السماء ، يجلسون بين ايديهم مذنبين ويقومون
مغفورين لهم والملائكة يستغفرون لهم ما داموا جلوساً عندهم ، وانّ اللهّ ينظر
إليهم فيغفر للعالم والمتعلم والناظر والمحب لهم »
(1) .
____________
(1) الرواية مضطربة في عباراتها، وكذا هي في جميع النسخ
( 112 )
( 113 )

(197|1) قال رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) : « يا سلمان عليك بقراءة
القرآن ، فإن قراءته كفارة للذنوب ، وسترة من النار ، وأمان من العذاب ، ويكتب
لمن يقرأ بكل آية ثواب مائة شهيد ، ويعطى بكل سورة ثواب نبي ، وتنزل على
صاحبه الرحمة ، وتستغفر له الملائكة ، واشتاقت إليه الجنة ، ورضي عنه
المولى.

وإنّ المؤمن إِذا قرأ القرِآن نظر الله إليه بالرحمة ، وأعطاه بكل آية ألف
حور ، وأعطاه بكل حرِف نوراَ على الصراط ، فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب
ثلاثمائة وثلاثة عشر نبياَ بلَّغوا رسالات ربهم ، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على
أنبيائه ، وحرم الله جسده على النار ، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه ،
وأعطاه الله بكل سورة في القرآن مدينة في جنة الفردوس ، كل مدينة من درة
خضراء ، في جوف كل مدينة ألف دار ، في كل دار مائة ألف حجرة ، وفي كل
حجرة مائة الف بيت من نور ، على كل بيت مائة الف باب من الرحمة ، على كل
باب مائة ألف بواب ، بيد كل بواب هدية من لون آخر ، وعلى رأس كل بواب
منديل من استبرق خير من الدنيا وما فيها ، وفي كل بيت مائة ألف دكان من
العنبر ، سعة كل دكان ما بين المشرق والمغرب ، وفوق كل دكان مائة ألف
سرير ، وعلى كل سرير مائة الف فراش ، من فراش إلى فراش ألف ذراع ، وفوق
كل فراش حوراء عيناء ، استدارة عجيزتها الف ذراع ، وعليها مائة ألف حلة ،
____________
1 - عنه مستدرك الوسائل4 : 275|4637 .
( 114 )
يُرى مخ ساقيها من وراء تلك الحلل ، وعلى رأسها تاج من العنبر مكلل بالدر
والياقوت ، وعلى رأسها ستون ألف ذؤابة من المسك والغالية ، وفي أذنيها قرطان
وشنفان
(1) ، وفي عنقها ألف قلادة من الجوهر بين كل قلادة ألف ذراع ، وبين
يدي كل حور ألف خادم ، بيد كل خادم كأس من ذهب ، في كل كأس مائة ألف
لون من الشراب لا يشبه بعضه بعضاً ، وفي كل بيت ألف مائدة ، وفي كل مائدة
ألف قصعة ، وفي كل قصعة مائة ألف لون من الطعام لا يشبه بعضه بعضاً يجد ولي
الله من كل لون مائة الف لذة .

يا سلمان المؤمن اذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة ، وخلق الله بكل
حرف يخرج من فمه ملَكاً يسبح له إلى يوم القيامة ، فإنه ليس شيء بعد تعلم العلم
أحب إلى الله من قراءة القرآن ، وان اكرم العباد عند الله تعالى بعد الأنبياء العلماء
ثم حملة القرآن ، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء ، ويحشرون من القبور مع
الأنبياء ، ويمرون على الصراط مع الأنبياء ، ويثابون ثواب الأنبياء ، فطوبى لطالب
العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف » .

(198|2) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « فضل القرآن على سائر الكلام
كفضل الله على خلقه » .

(199|3) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر
بعده».

(200|4) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته
ما استطعتم ، إن هذا القرآن هوحبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع ،
____________
(1)الشنف : القرط الأعلى ، والجمع شُنُوف . الصحاح - شنف - 4 : 1383 .
2 - تفسير أبو الفتوح الرازي 1 : 7 ، أمالي الشجري 1 : 72 ، فردوس الأخبار 3 : 148 ، الجامع
الصغير 2 : 214|5865.
3- مجمع البيان 1 : 15 ، شهاب الأخبار : 91|216 ، أمالي الشجري 1 : 82 ، الفردوس بمأثور
الخطاب 3 : 229|4677 ، فيض القدير 4 : 535|6183 ، إحياء علوم الدين 4 : 125 ،
الجامع الصغير 2 : 264|6183 .
4 - تفسير أبو الفتوح الرازي 1: 7 ، مجمع البيان 1: 16 ، الترغيب والترهيب 2 : 354 | 25 وروى
الشجري في أماليه 1 : 84 صدر الحديث .
( 115 )
فاقرؤوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما أني لا أقول :
(الم) حرف واحد ، ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة » .

(201|5) وقال (عليه السّلام) : « القرآن أفضل كل شيء دون الله
عزَّ وجلّ ، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله ، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخف بحرمة
الله ، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده » .

(202|6) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « حملة القرآن هم المحفوفون
برحمة الله الملبوسون بنور الله عزَّ وجلّ .

يا حملة القرآن تحببوا إلى الله بتوقيركتابه يزدكم حباً ويحببكم إلى خلقه .

يدفع عن مستمع القرآن شر الدنيا والأخرة ويدفع عن تالي القرآن بلوى
الآخرة ، ولمستمع آية من كتاب الله خير من ثبير ذهب ، ولتالي آية من كتاب الله
خير من تحت العرش إلى تخوم الأرض السفلى » .

(203|7) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « إِن أردتم عيش السعداء ،
وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم
الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فانه كلام الرحمن ، وحرز من الشيطان ، ورجحان
في الميزان » .

(204|8) روي عن علي (عليه السلام) قال : « قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير
الصلاة ، وقراءة القرآن في غبر الصلاة افضل من ذكر الله تعالى ، وذكر الله تعالى
أفضل من الصدقة ، والصدقة افضل من الصيام ، والصيام جُنة من النار » .

(205|9) وقال (عليه السّلام) : « اقرؤوا القرآن واستظهروه ، فإن الله
____________
5 - تفسيرأبو الفتوح الرازي 1 : 8 .
6 - تفسيرأبو الفتوح الرازي 1 : 8 .
7 - تفسيرأبو الفتوح الرازي 1 : 8 .
8 - أمالي الشجري 1 : 35 ، الفردوس بماثور الخطاب 3 : 214|4616 ، فيض القدير 4 :
513|6112 ، الجامع الصغير 2 : 254|6112.
9 - أمالي الطوسي 1 : 5 ، الجامع الصغير 1 :200|1340 (وفيها : وعن القرآن) .
( 116 )
تعالى لا يعذب قلباً وعاء القرآن » .

(206|10) وقد (عليه السّلام) : « من استظهر القرآن وحفظه وأحل
حلاله وحرم حرامه أدخله الله تعالى به الجنة ، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلهم
قد وجبت له النار » .

(207|11) وقال (عليه السّلام) : « من استمع آية من القرآن خيرله من
ثبيرذهب » والثبير اسم جبل عظيم باليمن .

(208|12) وقال علي (عليه السّلام) : « ليكن كل كلامكم ذكر الله
وقراءة القرآن ، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سئل : اي الأعمال أفضل
عند الله ؟ قال : قراءة القران ، وأنت تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى » .

(209|13) وقال (عليه السّلام) : « القراءة في المصحف أفضل من
القراءة ظاهراً ».

(210|14) وقال علي (عليه السّلام) : « من قرأ كل يوم مائة آية من المصحف
بترتيل وخشوع وسكون كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله جميع أهل
الأرض ، ومن قرأ مائتي اية كتب اللهّ له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء
وأهل الأرض » .

(211|15) وقال الحسين بن علي (عليهما السّلام) : « كتاب الله
عزِّ وجلّ على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق ،
فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأ نبياء
(عليهم السّلام) .
____________
10 ـ مجمع البيان 1 : 16 ، سنن الترمذي 5: 171|2905 ، مسندأحمد 1: 148.
11 - تفسيرالإمام العسكري : 13 | ضمن الحديث 1 .
12 ـ دوى نحوه الزمخشري في ربيع الأبرار 2 : 246 .
13 - فردوس الأخبار 3 : 153| 4249 نحوه .
14 ـ نقله النوري في مستدركه 4 :265| 4659 عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
15 - الدرة الماهرة : 33 .
( 117 )

(212|16) وقال (عليه السّلام) : « القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه
عميق ».
____________
16ـ نزهة الناظر : 113|47 ، ربيع الأبرار 2 : 80 ، نهج البلاغة 61 ضمن الخطية 18 ، كشف
الغمة 2 : 205 مقصد الراغب : 159 مخطوط .