الفصل التاسع والعشرون
في الوضوء

(387|1) قال الله تعالى في سورة المائدة :
(
يأيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فأغسلوا وجوهكم وأيديكم
إلى المرافق امسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)

(388|2) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « من توضأ فذكر اسم الله
طهرجميع جسده وكان الوضوء إلى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب ، ومن لم
يسمّ لم يطهرمن جسده إلاّ ما أصابه الماء » .
(ثواب من توضأ مثل وضوء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) وقال
مثل قوله)

(389|3) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إن علي بن أبي طالب
(عليه السّلام) كان ذات يوم جالس ومعه ابن الحنفية إذ قال : يا محمد ائتني باناء
من ماء أتوضاً للصلاة ، فاتاه محمد بالماء ، فألقى بيده اليمنى على يده
اليسرى ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً
ولم يجعله نجساً » .
____________
1 - المائدة 5: 6 .
2 - التهذيب 1 : 358|1076 ، الاستبصار 1 : 68|205 ، روضة الواعظين 2 : 306 .
3 - المحاسن :45| 61 ، الكافي 3 :70|6 ، أمالي الصدوق : 445|11 ، ثواب الأعمال :
31|1 ، التهذيب 1 : 53|153 ، روضة الواعظين 2 :305 .
( 164 )

قال : « ثم استنجى فقال : اللّهم حصّن فرجي وأعفّه ، واستر عورتي ،
وحرّمني على النار » .

قال : « ثم تمضمض فقال : اللّهم لقنّي حجتي يوم القاك ، وأطلق لساني
بذكرك وشكرك » .

قال : « ثم استنشق فقال : اللّهم لا تحرّم علي ريح الجنة ، واجعلني ممن
يشم ريحها وروحها وريحانها وطيبها .

ثم غسل وجهه فقال : اللّهم بيّض وجهي يوم تبيض فيه الوجوه ، ولاتسود
وجهي يوم تسودفيه الوجوه .

ثم غسل يده اليمنى فقال : اللّهم اعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان
بيساري ، وحاسبني حساباً يسيراً .

ثم غسل يده اليسرى فقال : اللّهم لاتعطني كتابي بشمالي ، ولا من وراء
ظهري ، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي ، وأعوذ بك من مقطّعات النيران .

ومسح رأسه فقال : اللّهم غشِّني برحمتك وبركاتك وعفوك وعافيتك من
البلوى .

ثم مسح رجليه فقال : اللّهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ،
واجعل سعيي فيما يرضيك عني يا ذا الجلال والإكرام .

ثم رفع رأسه فنظرإلى محمد فقال : يا محمد من توضأ مثل وضوئي ، وقال
مثل قولي خلق الله تعالى من كل قطرة ملكاً يسبّحه ويقدّسه ويكبّره ، ويكتب الله له
ثواب ذلك إلى يوم القيامة » .

(390|4) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « من توضأ وتمندل كتب
الله له حسنة ، ومن توضأ ولم يتمندل كتب اللهّ له ثلاثين حسنة » .
____________
4 - الكافي 3 : 70|4 ، الفقيه 1 : 31|105 ، ثواب الأعمال : 32| 1 ، روضة الواعظين 2 :
306 ، مكارم الأخلاق : 40 .
( 165 )

(391|5) عن أبي الحسن موسى (عليه السّلام) : « من توضاً للمغرب
كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في نهاره ما خلا الكبائر ، ومن توضأ
لصلاة الصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته ما خلا
الكبائر » .

(392|6) عن ابن عباس قال : قال رسول اللهّ (صلّى اللهّ عليه وآله) :
« افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلها لا ترى نارجهنم » .

(393|7) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « من تطهر ثم أوى إلى
فراشه بات وفراشه كمسجده » .

(394|8) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « ياعلي إذاتوضأت فقل : بسم
الله ، اللّهم إني أسالك تمام الوضوء ، وتمام الصلاة ، وتمام رضوانك ، وتمام
مغفرتك ، فهذا زكاة الوضوء » .

(395|9) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « لا تجوز صلاة امرىء
حتى يطهّر خمس جوارحه : الوجه واليدين والرأس والرجلين بالماء ، والقلب
بالتوبة » .

(396|10) وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) إذا حضر وقت الصلاة
يتزلزل ويتلون ، فقيل له في ذلك فقال (عليه السّلام) : « جاء أمانة... إلى
آخره ».
____________
5 - الكافي 3 : 70|5 ، الفقيه 1 : 31|103 ، ثواب الأعمال : 32|1 ، روضة الواعظين 2 :
306.
6 - الفقيه 1 : 31|104 ، ثواب الأعمال : 33|1 ، علل الشرائع : 280|1 ، دعائم الإسلام 1 :
100 ، نوادر الراوندي : 39 ، روضة الواعظين 2 : 306 .
7 - المحاسن : 47|64 ، ثواب الأعمال : 35|1، المقنع : 3 .
8 - عنه المجلسي في بحاره 80 : 317|9.
9 - بحار الأنوار 80 : 346|31 .
10 ـ نحوه في عدة الداعي : 138 ، ونقله المجلسي في بحاره 84 : 248|39 عن كتاب اللؤلؤيات ،
وكذا في 84 : 256|53عن بيان التنزيل .
( 166 )

(397|11) وكان الحسين بن علي (عليهما السّلام) إذا توضأ تغير لونه ،
وارتعدت مفاصله ، فقيل له في ذلك فقال : « حق لمن وقف بين يدي الله الملك
الجبار أن يصفر لونه وترتعد مفاصله » .

(398|12) عن أبي عبد الله (عليه السّلامٍ ) : « من سرّح لحيته سبعين
مرة وعدّها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين صباحا» .
____________
11 - دعائم الإسلام 1 : 158 ، عدة الداعي : 139 .
12 ـ الكافي 6 : 489|10 ، الفقيه 1 : 75|89 ، ثواب الأعمال : 40|1 ، مكارم الأخلاق : 70 .
( 167 )
الفصل الثلاثون
فى مواقيت الصلاة الخمس

(399|1) قال الله تعالى في سورة بني إسرائيل :

(
إقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر
كان مشهوداً*)

(400|2) وقال في سورة طه :

(
وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناىءِ الليل فسبح
وأطراف النها ر لعلك ترضى*)

(401|3)عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : « سأل يهودي النبي
(صلّى الله عليه وآله) قال : يا محمّد ، لأي شيء وقتت هذه الصلوات الخمس
في خمسة مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار ؟

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : إن الشمس إذا طلعت وبلغت عند
الزوال لها حلقة تدخل فيها عند الزوال ، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح لله
____________
1 - الإسراء 17 : 78 .
2 - طه 20 : 130 .
3 - الفقيه 1 : 137|643 ، أمالي الصدوق : 157|1 ، علل الشرائع : 337| 1 ، روضة
الواعظين : 316 .
( 168 )
كل شيء ما دون العرش لوجه ربي ، وهي هذه الساعة التي يصلي عليّ فيها
ربي ، فافترض الله تعالى عليّ وعلى أمتي فيها الصلاة ، وقال : (
اقِم الصَّلاةَ
لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَيلِ وَقُرأنَ الفَجرِ إِنَ قرأنَ الفَجرِ كانَ مَشهُودا) وهي
الساعة التي يؤتىِ فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوافق في تلك الساعة
ساجداً او راكعاَ أو قائماً إلاّ حرّم الله جسده على النار .

وأمّا صلاة العصر ، فهي الساعة التي أكل آدم (عليه السّلام) فيها من
الشجرة فأخرجه الله تعالى من الجنة ، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة ،
واختارها لأمتي فرضاً ، وهي من أحب الصلاة إلى الله عزَّ وجلّ ، وأوصاني أن
أحفظها من بين الصلوات .

وأمّا صلاة المغرب ، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم ، وكان بين ما
أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا ، ومن أيام الآخرة
يوم كألف سنة ، ما بين العصر إلى العشاء ، فصلى آدم ثلاث ركعات : ركعة
لخطيئته ، وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، فافترض الله عزَّ وجلّ هذه الثلاث
ركعات على أمتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، وهي الصلاة التي
أمرني بها ربي وقال : (
فَسُبحانَ الله حِينَ تُمسُونَ وَحِينَ تُصبِحُونَ )
(1) .

وأمّا صلاة العشاء الاخرة فإن للقبر ظلمة ، وليوم القيامة ظلمة ، فأمرني الله
عزَّ وجلّ وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنوّر القبور ، وليعطيني وأمتي النور
على الصراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة
(2) إلاّ حرّم اللهّ جسدها على
النار ، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي .

وأما صلاة الفجر ، فإن الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان ،
فامرني الله تعالى أن أصلي صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يسجد لها الكافر ،
فتسجد أمتي للهّ عزّ وجلّ ، وسرعتها أحب إلى الله ، وهي الصلاة التي تشهد بها
ملائكة الليل وملائكة النهار .

قال : صدقت يامحمد» .
____________
(1) الروم 30 : 17 .
(2) في هامش « م » : العشاء .
( 169 )

(402|4) حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي ، عن أحمد ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « لما اهبط آدم
من الجنة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدميه ، فطال حزنه وبكاؤه
على ما قد ظهر به ، فاتاه جبرائيل (عليه السّلام) فقال له : ما يبكيك يا آدم ؟
قال : لهذه الشامة التي ظهرت بي ، قال : قم يا آدم فصل فهذا وقت الصلاة
الأولى ، فقام فصلى ، فانحطّت الشامة إلى عنقه ، فجاءه في الصلاة الثانية
فقال : يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الثانية ، فقام فصلى ، فانحطت الشامة
إلى سرته ، فجاءه في الصلاة الثالثة فقال : يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة
الثالثة فقام فصلى ، فانحطّت الشامة إلى ركبته ، فجاءه في الصلاة الرابعة فقال : يا
آدم قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الرابعة ، فقام فصلى ، فانحطّت الشامة إلى
رجليه ، فجاءه في الصلاة الخامسة فقال يا آدم : قم فصلّ فهذا وقت الصلاة
الخامسة ، فقام فصلى ، فخرج منها ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، فقال
جبرإئيل (عليه السّلام) : مثل ولدك في هذه الصلاة
(1) كمثلك في هذه الشامة ،
من صلى من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من
هذه الشامة ».
____________
4 - الفقيه 1 : 138|644 ، علل الشرائع : 338|2 .
(1) في هامش « م » : الذنوب .
( 170 )
( 171 )
الفصل الحادي والثلاثون
في الاذان

(403|1) قال الله تعالى في سورة المائدة :

(
وإذا ناديتم إلى الصلاة أتخذوها هزوا ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون*)

(404|2) وقال الله تعالى في سورة السجدة :

(
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من
المسلمين*)

(405|3) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : أنه سأل
النبي (صلى الله عليه وآله) عن تفسير الاذان فقال (صلًى الله عليه وآله) : (يا
علي : الاذان حجة على أمتي ، وتفسيره :

اذا قال المؤذن : الله أكبر ، الله أكبر ، فانه يقول : اللّهم أنت الشاهد على
ما أقول ، يا أمة محمد قد حضرت الصلاة فتهيؤوا ودعوا عنكم شغل الدنيا .

إذا قال : أشهد أن لا إله إلا لله ، فانه يقول : يا أمة محمد أشهد الله
وأشهد ملائكته أني أخبرتكم بوقت الصلاة ، فتفرغوا لها .
____________
1 - المائدة 5: 58.
2 - فصلت 41 : 33 .
3 - عنه المجلسي في البحار 84 : 153|49 .
( 172 )

وإذا قال : أشهد أنّ محمداً رسول الله ، فانه يقول : يعلم الله ويعلم
ملائكته اني قد أخبرتكم بوقت الصلاة ، فتفرغوا لها فانها خير لكم .

وإذا قال : حيَّ على الصلاة ، فانه يقول : يا أمة محمد ، دين قد أظهره الله
لكم ورسوله فلا تضيعوه ، ولكن تعاهدوا يغفر الله لكم ، تفرغوا لصلاتكم فانها
عماد دينكم .

وإذا قال حيَّ على الفلاح ، فانه يقول : يا أمة محمد ، قد فتح الله عليكم
أبواب الرحمة ، فقوموا وخذوا نصيبكم من الرحمة تربحوا الدنيا والاخرة .

وإذا قال : الله أكبر ، الله أكبر فإنه يقول : ترحّموا على أنفسكم ، فانه لا
أعلم لكم عملاً أفضل من هذه ، فتفرغوا لصلاتكم قبل الندامة .

وإذا قال : لا إِله إلاّ الله فانه يقول : يا أمة محمد اعلموا أني جعلت أمانة
سبع سماوات وسبع أرضين في أعناقكم ، فإن شئتم فأقبلوا وإن شئتم فادبروا ،
فمن أجابني فقد ربح ومن لم يجبني فلا يضرني .

ثمٍ قال : يا علي : الاذان نور ، فمن أجاب نجا ، ومن عجزخسف وكنت
له خصما بين يدي الله تعالى ، ومن كنت له خصماً فما أسوأ حاله » .

(456|4) وقال (عليه السّلام) : « المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم
القيامة » .

(457|5) وقال (عليه السّلام) : « إجابة المؤذن كفارة الذنوب ،
والمشي إلى المسجد طاعة الله وطاعة رسوله ، ومن أطاع الله ورسوله أدخله الجنة
مع الصدِّيقين والشهداء ، وكان في الجنة رفيق داود (عليه السّلام) ، وله مثل
ثواب داود (عليه السّلام) » .

(408|6) وقال (عليه السّلام) : « إجابة المؤذن رحمة ، وثوابه الجنة ،
____________
4 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 61|249 ، ثواب الأعمال : 52|1 ، التهذيب 2 :
284|1132 ، تفسير الفتوح الرازيَ 2 : 182 ، لب اللباب ، عنه مستدرك الوسائل 4 :
20|4070 ، دعائم الإسلام 1 : 144.
5 - عنه المجلسي في بحار الأنوار 84 : 153|49 .
6 - نقله المجلسي في البحار 84 : 153|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 56|4169.
( 173 )
ومن لم يجب خاصمته يوم القيامة ، فطوبى لمن أجاب داعي اللهّ ومشى إلى
المسجد ، ولا يجيبه ولا يمشي إلى المسجد إلا مؤمن من أهل الجنة » .

(409|7) وقال (عليه السّلام) : « من أجاب المؤذن وأجاب العلماء كان
يوم القِيامة تحت لوائي ، ويكون في الجنة في جواري ، وله عند الله ثواب ستين
شهيداً».

(410|8) وقال (عليه السّلام) : « من أجاب المؤذنين فهو والتائبين
والشهداء في صعيد واحد ، لا يخافون إذا خاف الناس » .

(411|9) وقال (عليه السّلام) : « من أجاب المؤذن كتبت له شفاعتي ،
وكنت له شفيعاً بين يدي الله ، وغفر الله له الذنوب سرها وعلانيتها ، وكتب له بكل
ركعة يصلي مع الإمام فضل ستمائة ركعة ، وله بكل ركعة مدينة في الجنة » .

(412|10) وقال (عليه السّلام) : « من سمع الاذان فأجاب كان عند الله
من السعداء » .

(413|11) وقال (عليه السّلام) : « من لم يجب داعي اللهّ فليس له في
الإسلام نصيب ، ومن أجاب اشتاقت إليه الجنة » .

(414|12) وقال (عليه السّلام) : « من أجاب داعي الله استغفرت له
الملائكة ، ويدخل الجنة بغير حساب » .
____________
7 - نقله المجلسي في البحار 84 : 153|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 57|4169 .
8 - نقله المجلسي في البحار 4 8 : 153|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 57|4169.
9 - نقله المجلسي في البحار 4 8 : 154|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 57|4169 .
10 ـ نقله المجلسي في البحار 84 : 155|49 ، والنوري في المستدرك 57|4169.
11 ـ نقله المجلسي في البحار 4 8 : 155|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 57|4169 .
12 ـ نقله المجلسي في البحار 84 : 155|49 ، والنوري في المستدرك 4 : 57|4169 .
( 174 )
( 175 )
الفصل الثاني والثلاثون
في فضائل المساجد

(415 | 1) قال الله تعالى في سورة التوبة :

(
إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر وأقام الصلاة
وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين*)

(416|2) وقال في سورة البقرة :

(
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا)

(417|3) وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا دخل المسجد يضع
رجله اليمنى ويقول : « بسم الله ، وعلى الله توكلت ، ولا حول ولا قوة إلاّ
بالله ».

وإذا خرج يضع رجله اليسرى ويقول : « بسم الله ، أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ».

ثم قال
(1) : « يا علي من دخل المسجد وقال كما قلت تقبّل الله
____________
1 - التوبة 9 : 18 .
2 - البقرة 2 : 127 .
3 - نقله المجلسي في بحاره 84 : 26 | 19 ، والنوري في مستدركه 3 : 392| 3864 (باختلاف يسير
فيهما).
(1) كذا.
( 176 )
وكتب له بكل ركعة صلاها فضل مائة ركعة ، فإذا خرج وقال مثل ما قلت غفرالله له
الذنوب ، ورفع له بكل قدم درجة ، وكتب الله له بكل قدم مائة حسنة » .

(418|4) وقال (عليه السّلام) : « إذا دخل العبد المسجد وقال : أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم ، قال الشيطان الرجيم : كُسِر ظهري ، وكتب الله له بها
عبادة سنة .

وإذا خرج من المسجد وقال مثل ذلك كتب الله له بكل شعرة على بدنه مائة
حسنة ، ورفع الله له مائة درجة » .

(419|5) وقال (عليه السّلام) : « إذا دخل المؤمن في المسجد ووضع
رجله اليمنى قالت الملائكة : غفر الله لك ، وإذا خرج فوضع رجله اليسرى قالت
الملائكة : حفظك الله ، وقضى لك الحوائج وجعل مكافأتك الجنة » .

(420|6) روي بإسناد صحيح عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال :
« قال علي بن الحسين (عليه السّلام) : تسبيحة بمكة أفضل من خراج
العراقين تنفين في سبيل الله » .

(421|7) وقال : « من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله ،
ويرى منزله في الجنة » .

(422|8) وروي بإسناد صحيح عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
(عليه السّلام) قال : « قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يأتي على الناس
زمان يكون فيه حج الملوك نزهة ، وحج الأغنياء تجارة ، وحج المساكين
مسألة».

(423|9) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « مكة حرم الله ، والمدينة
____________
4 - عنه بحار الأنوار 84 : 26|19 ، ومستدرك الوسائل 3 : 388| 3856 .
5 - عنه المجلسي في بحاره 84 : 26|19 ، والنوري في مستدركه 3 : 393|3864 .
6 - الفقيه 2 : 146|645 ، عوالي اللئالي 1 : 429|125 .
7 - الفقيه 2 : 146|645 ، عوالي اللئالي 1 : 429|125 .
8 - تأريخ بغداد 10: 296 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 444 | 8689 (باختلاف يسير فيهما) .
9 - الكافي 4 : 563|1.
( 177 )
حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، والكوفة حرمي لا يردها جبار (يجوز
(1)
فيه) إلا قصمه الله » .

(424|10) روي بإسناد صحيح عن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام)
قال : « لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدّوا له الزاد والرواحل من مكان
بعيد ، إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، وصلاة نافلة تعدل عمرة ».

(425|11) وروي بإسناد صحيح عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنه
قال : « النافلة في مسجد الكوفة تعدل عمرة مع النبي (صلّى الله عليه وآله) ،
والفريضة تعدل حجة مع النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وقد صلى فيه ألف نبي
وألف وصي ».

(426|12) وقال الصادق (عليه السّلام) : « ما من عبد صالح ولا نبي إلاّ
وقد صلى في مسجد كوفان ، حتى أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لما أسري
به قال له جبرائيل : أتدري أين أنت يا رسول الله الساعة ؟ أنت مقابل مسجد
كوفان ، قال : فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين ، فاستأذن الله
عزَّ وجلّ ، فأذن له .

وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة ، وإن وسطه لروضة من رياض الجنة ،
وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة ، وان الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف
صلاة ، وان النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة ، وان الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر
لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولوحبواً » .

(427 |13) روي بإسناد صحيح عن أبي حمزة الثمالي أنه قال : سألته عن
الأسطوانة السابعة ، فقال
(1) : هذا مقام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وكان
____________
(1) كذا ، ولعل الأنسب كما ورد في الكافي : بحادثة .
10 ـ كامل الزيارات : 28 |3 ، الكافي 3 : 490|1 ، التهذيب 6 : 32|60.
11 ـ كامل الزيارات : 28|5 ، التهذيب 6 : 32|61 ، روضة الواعظين : 410 .
12 ـ كامل الزيارات : 28|6 ، الكافي 3 : 490|1 ، أمالي الصدوق : 315|4 ، التهذيب 6 :
32|62 ، أمالي الطوسي 2 : 43 ، روضة الواعظين : 410 .
13 ـ الكافي 3 : 493|8 ، التهذيب 6: 33|64 .
(1) صدر الحديث مضطرب وغير سليم ، ولعل السبب في ذلك حدوث سقط أراد النساخ التوفيق
=
( 178 )
الحسن بن علي (عليهما السّلام) يصلي عند الخامسة ، وإذا غاب أمير المؤمنين
(عليه السّلام) صلى فيها الحسن بن علي (عليهما السّلام) ، وهي من باب
كندة.

(428 | 14) وقال الصّادق (عليه السّلام) : « الاسطوانة السابعة مما يلي
أبواب كندة هي مقام إبراهيم ، والخامسة مقام جبرائيل (عليه السّلام) (فيها
صورة جميع النبيين (عليهم السّلام) وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها
النبيين ، وفيه المعراج وهو الفاروق موضع منه ، وهو ممر الناس ، وهو من
كوفان ، وفيه ينفخ في الصور ، وإليه المحشر ، ويحشر من جانبه سبعون ألفاً
يدخلون الجنة)
(1) ».

(429|15) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : سمعته
يقول : « نِعمَ المسجد مسجد الكوفة ، صلى فيه ألف نبي وألف وصي ، ومنه فار
التنور ، وفيه جرت السفينة ، ميمنته رضوان الله ، ووسطه من رياض الجنة ،
وميسرته مكر » قال : قلت : بابي أنت وأمي ما معنى ما تقول مكر ؟ قال : « يعني
منازل الشيطان » .

(430 |16) وقال (عليه السّلام) : « صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف
صلاة في غيره من المساجد » .

وفيه
(1) أخبار كثيرة في هذا المسجد الذي ذكرناه .
____________
=
بين رواته فحدث ما حدث . والسند كما ورد في الكافي والتهذيب هو : محمد بن يحيى ، عن
محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السراج قال : قال
معاوية بن وهب وأخذ بيدي وقال : قال لي أبو حمزة وأخذ بيدي قال : وقال لي الأصبغ بن نباتة
وأخذ بيدي فأراني الاسطوانة السابعة فقال : هذا مقام أمير المؤمنين . . .
14 - الكا في 3 : 493|7 ، التهذيب 6 : 33|65 .
(1) ما بين القوسين مقطع من حديث آخر ولا علاقة له بحديثنا ، انظر : التهذيب 6 : 37|76 .
15 ـ الكافي 3 : 492 (وفيه منازل السلطان) الفقيه 1 : 150|694 ، ثواب الأعمال : 50|1 .
16 - ثواب الأعمال : 51|3 .
(1) لعل الأنسب : وهناك .
( 179 )

(431|17) عن أبي جعفر(عليه السّلام) قال : « صلاة في بيت المقدس
ألف صلاة ، وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة ، وصلاة في مسجد القبيلة
خمس وعشرون صلاة ، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ، وصلاة
الرجل في بيته وحده صلاة واحدة » .

(432|18) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « الحديث للبغي
(1) في
المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش » .

(433|19) وقال (عليه السّلام) : « لا تدخل المساجد إلا بالطهارة ،
ومن دخل مسجداً بغير الطهارة فالمسجد خصمه ».

(434|20) وقال (عليه السّلام) : « من نام في المسجد بغير عذر ابتلاه
اللهّ بداء لا زوال له » .

(435|21) وقال (عليه السّلام) : « يأتي في آخر الزمان اُناس من اُمتي
يأتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ، ذِكرهم الدنيا وحب الدنيا ، لا تجالسوهم ،
فليس للهّ بهم حاجة » .

(436|22) وقال (عليه السّلام) : « من قمَّ مسجداً كتب الله له عتق
رقبة ، ومن أخذ منه ما يقذي عيناً كتب الله له كفلين من رحمته » .

(437|23) وقال (عليه السّلام) : « ثلاثة يشكون إلى الله عزَّ وجلّ .. .
منها : مسجد خراب لايصلي فيه أهله » .
____________
17 ـ الفقيه 1: 152|703 ، ثواب ا لأعمال : 51|1 ، التهذيب 3 : 253|698 ، روضة الواعظين
2: 338.
18 ـ نقله المجلسي في البحار 83|377|45 .
(1) في نسخة « ن » : اللغو، وفي نسخة المجلسي : لحديث البغي .
19 ـ نقل صدر الحديث المجلسي في البحار 83 : 377|45 .
20 ـ عنه مستدرك الوسائل 3 : 373|3813 .
21 - ورام 1 : 69 .
22 - أمالي الصدوق : 151|1 .
23 - الخصال : 142|163 .
( 180 )

(438|24) وقال الرضا (عليه السّلام) : « إن البيوت التي يصلى فيها
بالليل يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض».

(439|15) وعنِ أنس بن مالك أنه قال (صلّى الله عليه وآله) : « من
أسرج في مسجد سراجاَ لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في
ذلك المسجد ضوؤه » .

(440|16) وقال (عليه السّلام) : « من أدخل ليلة واحدة سراجاً في
المسجد غفر الله له ذنوب سبعين سنة ، وكتب له عبادة سنة ، وله عند الله تعالى
مدينة ، فإن زاد على ليلة واحدة فله بكل ليلة يزيد ثواب نبي ، فإذا تم عشر ليال لا
يصف الواصفون ماله عند الله من الثواب فإذا تم الشهر حرّم الله جسده على
النار » .
____________
24 ـ الفقيه 1 : 115|722 ، روضة الواعظين 2 : 320 .
25 - المحاسن : 57|88 ، الفقيه 1 : 154|717 ، ثواب الأعمال : 49|1 ، المقنع : 27 ، التهذيب 3 :
261|733 ، عوالي اللئالي 1 : 351|6.
26 - نقله المجلسي في بحار الأنوار 83 : 377|45 .
( 181 )
الفصل الثالث والثلاثون
في فضل الصلوات الخمس

(441|1) قال الله تعالى في سورة المؤمنين :

(
بسم الله الرحمن الرحيم*
قد أفلح المؤمنون *
الذين هم في
صلاتهم خاشعون*)

(442|2) حدثنا محمد بن أحمد بن صالح بن سعد التميمي ، عن أبيه
قال : حدثنا أحمد بن هشام قال : حدثنا منصور بن مجاهد ، عن الربيع بن بدر ،
عن سواربن منيب [ عن وهب
(1) ] ، عن ابن عباسٍ قال : قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : « إن الله تبارك وتعالى خلق ملكاً يقال له : سخائيل يأخذ
البراءات للمصلين عند كل صلاة من رب العالمين جل جلاله .

فإذا أصبح المؤمنون ، وقاموا وتوضؤوا وصلّوا صلاة الفجر ، أخذ من الله
عزَ وجلّ براءة لهم مكتوب فيها ، انا الله الباقي ، عبادي وامائي ، في حرزي
جعلتكم ، وفي حفظي وتحت كنفي صيّرتكم وعزتي لاخذلتكم ، وأنتم مغفور
لكم ذنوبكم إلى الظهر .

فإذا كان وقت الظهر ، فقاموا وتوضؤوا وصلّوا ، أخذ لهم من الله تعالى
البراءة الثانية ، مكتوب فيها : انا الله القادر ، عبادي وامائي ، بدّلت سيئاتكم
____________
1 - المؤمنون 23 : 1 - 2 .
2 - أمالي الصدوق : 64|2 ، روضة الواعظين :315 .
(1) أثبتناه من الأمالي .
( 182 )
حسنات ، وغفرت لكم السيئات ، واحلكم برضائي عنكم دار الجلال .

فإذا كان وقت العصر ، فقاموا وتوضؤوا وصلّوا ، أخذ لهم من الله تعالى
البراءة الثالثة ، مكتوب فيها : انا الله الجليل ، جل ذكري وعظم شأني ، عبيدي
وامائي ، حرّمت أبدانكم على النار ، وأسكنتكم مساكن الأبرار ، ودفعت عنكم
برحمتي شر الأشرار .

وإذا كان وقت المغرب ، فقاموا وتوضؤوا وصلّوا ، أخذ لهم من الله
عزَّ وجلّ البراءة الرابعة ، مكتوب فيها : أنا الله الجبار الكبير المتعال ، عبيدي
وامائي ، صعد ملائكتي من عندكم بالرضى ، وحق عليّ أن أرضيكم وأعطيكم
يوم القيامة مُنيتكم .

فإذا كان وقت العشاء ، فقاموا وتوضؤوا وصلّوا ، أخذ لهم من الله عزَّ وجلّ
البراءة الخامسة ، مكتوب فيها : إني أنا الله لا إِله غيري ، ولا رب سواي ، عبادي
وامائي ، في بيوتكم تطهرتم ، وإلى بيوتي مشيتم ، وفي ذكري خضتم ، وحقي
عرفتم ، وفرائضي أديتم ، أشهدكم يا سخائيل وسائر ملائكتي أني قد رضيت
عنهم .

قال : فينادى سخائيل بثلاثة أصوات كل ليلة بعد صلاة العشاء : يا ملائكة
الله ، ان الله تبارك وتعالى قد غفر للمصلين الموحدين ، فلا يبقى ملك في
السماوات السبع إلا استغفر للمصلين ، ودعا لهم بالمداومة على ذلك .

فمن رزق صلاة الليل من عبد أوأمة قام لله عزَّ وجلّ مخلصاً ، فتوضأ وضوءً
سائغاً ، وصلى لله عزَّوجلّ بنية صادقة ، وقلب سليم ، وبدن خاشع ، وعين
دامعة ، جعل الله تعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة ، في كل صف ما لا
يحصي عددهم من الملائكة إلاّ الله تبارك وتعالى ، أحد طرفي كل صف بالمشرق
والآخر بالمغرب ، فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات » .

قال منصور : كان ربيع بن بدر إذا حدّث بهذا الحديث يقول : أين أنت يا
غافل عن هذا الكرم ، وأين أنت عن قيام هذا الليل ، وعن جزيل هذا الثواب ،
وعن هذه الكرامة .