كتاب الخصال ج1


النهى عن مشاورة ثلاثة

57 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن آدم، عن أبيه باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي لاتشاورن جبانا فانه يضيق عليك المخرج، ولاتشاورن البخيل فانه يقصربك عن غايتك، ولا تشاورن حريصا فانه يزين لك شرها.

واعلم يا علي أن الجبن و البخل والحرص غريزة واحدة(1) يجمعها سوء الظن.


قسم العقل على ثلاثة أجزاء

58 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله، عن أبيه محمد بن خالد باسناده يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قسم العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله عزوجل، وحسن الطاعة له، وحسن البصيرة على أمره(2).


خير آدم (ع) من ثلاثة خصال واحدة

59 - حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن - طريف، عن الاصبغ بن نباته، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: هبط جبرئيل عليه السلام على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما الثلاث يا جبرئيل؟ قال: العقل والحياء والدين، قال آدم: فاني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا، فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان، قال جبرئيل: فشأنكما، وعرج(3).


(1) الغريزة: الطبيعة.
(2) في المطبوعة " حسن الصبر على أمره ".
(3) قال المولى صالح المازندرانى في شرحه على الكافى: لا يقال: اختياره للعقل لم يكن الا لملاحضة أن حسن عواقب اموره في الدارين يتوقف عليه وان نظام أحواله في النشأتين لايتم الا به ولا يكون ذلك الا لكونه عاقلا متفكرا متأملا فيما ينفعه عاجلا وآجلا، لانا نقول: المراد بهذا العقل العقل الكامل الذى يكون للانبياء والاوصياء واختياره يتوقف على عقل سابق يكون درجته دون هذا، والمعقل درجات ومراتب.
وقد يقال: هذه الامور الثلاثة كانت حاصلة له عليه السلام على وجه الكمال، والتخيير فيها لا ينافى حصولها، والغرض منه اظهار قدر نعمة العقل والحث على الشكر عليها.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه